Professional Documents
Culture Documents
وورد بحث
وورد بحث
وما ورد في القرآن الكريم يثبت كل هذه االختالفات (ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم) .
تتعلق الفروق الفردية في القرآن الكريم والسنة بالتفسير واالجتهاد في فهم النصوص الشرعية وتطبيقها .فمن المعروف
أن القرآن الكريم هو المصدر الرئيسي للتشريع اإلسالمي ،ولكن السنة أيضًا تعد مصدرًا مهمًا للتشريع اإلسالمي
والمفسرين .
ولكن بشكل عام ،فإن الفروق الفردية في القرآن الكريم والسنة ال تؤثر على األسس الرئيسية للتشريع اإلسالمي ،وال
تتعارض مع المبادئ األساسية للدين اإلسالمي ،وتظل األهداف الرئيسية للتشريع اإلسالمي واضحة ومحددة ،وهي تحقيق
المصلحة العامة للمجتمع وحفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل .
فأما الفروق الفردية في كتاب هللا عز وجل
يختلف كثير من الناس في استعداداتهم وقدراتهم الجسمية والنفسية والعقلية ،وإن وجهة النظر المتفق عليها اآلن بين
العلماء والمختصين هي أن الفروق الفردية إنما تعد نتاج
التفاعل بين العوامل البيئية والعوامل الوراثية ،ويمكن تحديد أوجه هذا التفاعل في - :استعدادات الفرد وإمكاناته ،وتمثل
- الخبرات أو الممارسات التي يمر بها الفرد ،وتمثل الجانب البيئي .
ويعرف علماء النفس الفروق الفردية بأنها «تلك الصفات التي يتميز بها اإلنسان عن غيره من األفراد سواء كانت تلك
المجتمع مما يكفل سد حاجاتهم ،ويهيئ لهم أسباب التعايش فيما بينهم .
وفي آية أخرى يقول تعالى{ :ومن آياته خلق السموات واألرض واختالف ألسنتكم وألوانكم( }...الروم)22 : .
فمن الواضح من اآلية أن اختالف األلوان إنما يرجع إلى العوامل الوراثية ،وأن اختالف األلسن واللغات بين الناس يرجع
إلى العوامل البيئية واالجتماعية والثقافية .وفي ذلك إشارة بينة إلى أثر كل من العوامل الوراثية والبيئية في الفروق
الفردية .
1- فروق في العلم والحكمة :أي وجود فروق بين الناس في
القدرات العقلية والذكاء ،كما يفهم ذلك صراحة من قوله تعالى...{ :نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم}
ابن عباس :بئسما قلت ،هللا العليم فوق كل عالم ،يكون هذا أعلم من هذا ،وهذا أعلم من هذا ،وهللا فوق كل عالم» ()2 .
2- فروق في السلوك والعمل :إذا كان الناس مختلفين في استعداداتهم وقدراتهم ،وبيئتهم وخبراتهم الشخصية ،فإنه
مما ال شك فيه توجد اختالفات كثيرة في سلوكهم أيضا مصداقا لقوله عز وجل{ :قل كل يعمل على شاكلته( }...اإلسراء:
،)84أي كل يعمل على طبيعته أو طريقته حسب تفسير ابن كثير وصاحب تفسير الجاللين .
ويؤدي ،بطبيعة الحال ،اختالف الناس في االستعدادات والقدرات البدنية والعقلية إلى اختالف قدراتهم على الكسب
والعمل ،وتحصيل العلم والمعرفة وغير ذلك ،وتختلف تبعا
لذلك واجباتهم ومسؤولياتهم ،وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الفروق الفردية في آيات كثيرة نذكر منها ما يلي :
{ال يكلف هللا نفسا إال وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت( }...البقرة)286 : .
{وال نكلف نفسا إال وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم ال يظلمون} (المؤمنون)62 : .
تحسين عملية االختيار المهني بحيث يمكن وضع كل فرد في العمل المناسب الستعداداته وقدراته» ()3 .
3- فروق اجتماعية :قال هللا تعالى{ :نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات
ليتخذ بعضهم بعًض ا سخرًّي ا ورحمت ربك خير مما يجمعون} (الزخرف )32 .
4- فروق أخالقية :قال هللا تعالى{ :ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤّده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار ال
يؤّده إليك إال مادمت عليه قائًما} (آل عمران)75 : .
5- فروق في األهداف والغايات :قال هللا تعالى{ :إن سعيكم لشتى} (الليل)4 : .
6- فروق عقلية :قال هللا تعالى{ :يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يّذ كر إّال أولو
االنفعالية؛ كالخوف والحب ،ودوافع السلوك؛ كُحِّب االستطالع ،والحاجة إلى اإلنجاز .
إن وجود فروق فردية بين الناس ُيساِع د على تحسين الحياة ،وسيرها السيَر الطبيعي ،فالحياة ال يمكن أن تقوَم إذا كان
الناس جميًع ا على درجة واحدة ،وهي تشمل نواحي الشخصية المختلفة :الجسمية ،والعقلية ،والمزاجية ،واالجتماعية ،فكما
،ال نستغرب اختالَف األفراد فيما بينهم من ناحية الطوِل أو الوزن ،يجب أَّال نستغرب كذلك وجوَد فروق بينهم في الذكاء
أو في الميول ،أو في سمات الشخصية؛ كاالنطواء ،أو االنبساط .
فأما {الفروق الفردية في السنة النبوية}
كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حكيًما ،واهتم بالفروق الفردية بين أصحابه .
لذا كان يعامل كل منهم على حسب صفاته .
فكان عليه الصالة والسالم يحسن استخدام الفروق الفردية في تعليم أصحابه وفي توجيه تعليماتهم إليهم .
ألنه كان على دراية تامة بأن ما يصلح لشخص ال يصلح لآلخر وما يصلح لزمان ال يصلح لزمان آخر .
كما كان عليه الصالة والسالم شديد مراعاة للفروق الفردية عند مخاطبة المتعلمين من السائلين .
فكان يحاول جاهًد ا محاورة كل فرد على قدر فهمه .
لذا سنقوم في هذا الجزء من بحث عن الفروق الفردية في القرآن والسنة بوضع شرح عن أحاديث رسول هللا صلى هللا
وعقل فاهم وراجح وهذه القدرات ال شك أن هللا أعطاها ألناس دون آخرين .
الفروق الفردية في السنة النبوية
ومن الفروق أيًض ا التي أشارت لها السنة الفروق في الفهم والحفظ .
فعن زيد بن ثابت رضي هللا عنه قال سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول( :نضر هللا امرًء سمع منا حديًث ا ،فحفظه
إن الفروق الفردية بين األفراد حقيقة وجدانية ال يمكن التغافل عنها .
فهي حقيقة ملموسة يجب على كل تربوي االستفادة منها .
فالناس يختلفون عن بعضهم في القدرات والمهارات والمجتمع الناجح هو الذي يستطيع أن يوظف عامل الفروق
الفردية في النهوض والتقدم .
ويساهم في معرفة قدرات كل إنسان وميوله ويضعه في مكانه الصحيح الذي يعود له به بأفضل النتائج .
وألن االختالفات الفردية حقيقة وضحتها كل البحوث العلمية التي أشادت باختالف األفراد في قدراتهم العقلية واستيعابهم
النتائج.
كما فعل أشرف الخلق عليه الصالة والسالم أثناء نشر دعوته .
حيث راعى كل الفروق حتى النوعية فكان يغير رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في إجاباته على األسئلة باختالف السائل
له .
وقدرته على فهمه كما يختلف سلوكه وموقفه باختالف الشخص المكلف باألمر .
االستفادة من الفروق الفردية
حتى أنه عليه أفضل الصالة والسالم كان يقبل مواقف وسلوكيات من بعض األشخاص .
وال يتقبلها من أشخاص آخرين ومن أكثر المواقف التي
استخدم فيها الرسول عليه الصالة والسالم.
.
اإلشادة بأهمية الفروق الفردية وأخذها في االعتبار في التعامل مع اآلخرين عندما استخدمها في قيادة الجيش
.
فكان صلى هللا عليه وسلم يولي قيادة الجيش في المعارك اإلسالمية لمن هو كفاءة ويستحق القيادة وليس األقرب إليه
فكان يولي خالد بن الوليد سيف هللا المسنون قيادة الجيش بمعارك كان فيها صاحبيه أبو بكر الصديق والفاروق عمر بن
الخطاب .
وهذا لعلمه التام بتوزيع األشخاص حسب قدراتهم وكيفية استغالل إمكانية كل شخص وتقدير قدراته .
الفروق الفردية على مر التاريخ
والفروق الجنسية.
كما نسب أرسطو تلك الفروق الفردية إلى العوامل الوراثية .
ودون كل هذا في كتاباته.
ونجد في القرن التاسع عشر أنه اخترع علماء الفلك كثيًر ا من اآلالت لقياس المعادلة الشخصية لكل فرد دون مقارنته
بغيره .
وأول من بدأ في طريق قياس الفروق الفردية العالم البيولوجي جالتون عن طريق تقديمه بحث في علم الوراثة والعوامل
.
الوراثية
ولقد أقام جالتون في عام 1882معمال لقياس سمات األفراد الجسمانية .
وتعتبر هذه البداية لعلم البحث في الفروق الفردية وتسليط الضوء عليها وفي بداية القرن العشرين .
بدأ علم سيكولوجية الفروق الفردية بالظهور إلى النور وفرض نفسه على ساحة العلوم .
وكان بمثابة جزء من علم النفس الذي يقوم بتحديد طبيعة األفراد وطبائعهم وطرق قياس هذه الفروق .
شاهد أيًض ا :أهمية اللغة العربية في فهم القرآن والسنة
قال رسول هللا صلى هللا على وسلم(:ال فضل لعربي على أعجمي ،إال بالتقوى والعمل الصالح) ففي نهاية بحث عن
هذه الفروق الفردية لمساعدتنا في تطوير وتنمية وتكوين مجتمع متكامل .