You are on page 1of 427

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة جياللي ليابس سيدي بلعباس‬


‫كلية الحقوق و العلوم السياسية ( ‪ 91‬مارس ‪)9191‬‬

‫الجزاءات في قانون العقوبات إلاداري‬


‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم‬
‫تخصص ‪ :‬التجريم في الصفقات العمومية فرع ‪ :‬القانون العام‬

‫تحت إشراف ألاستاذ الدكتور ‪:‬‬


‫مـحـمـد بـ ـودال ـي‬

‫إعداد الطـالـبــة ‪:‬‬


‫س ـ ــوريـ ـ ـة دي ـ ـ ـ ـش‬

‫لجنة املناقشة ‪:‬‬

‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫الرتبة‬ ‫إلاسم و اللقب‬


‫رئيسا‬ ‫السيد ‪ :‬شنة زواوي أستاذ محاضر قسم "أ" جامعة سيدي بلعباس‬
‫مشرفا و مقررا‬ ‫جامعة سيدي بلعباس‬ ‫السيد ‪ :‬محمد بودالي أستاذ‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫السيد ‪ :‬منقور قويدر أستاذ محاضر قسم "أ" املركز الجامعي غليزان‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫أستاذ محاضر قسم "أ" املركز الجامعي غليزان‬ ‫السيد ‪ :‬زقاي بغشام‬

‫السنة الجامعية ‪ 1091 -1098‬م ‪ 9440 -9411 /‬ه‬


‫شـكــر و عــرفــان‬

‫أتقدم ابلشكر للخالق اذلي سهل يل متابعة دراسايت العليا يف ادلكتوراه و وفّقين‬
‫عل لتحقيق ما أصبو اإليه ‪.‬‬
‫من ّ‬ ‫لإجناز هذا العمل و عىل توفيقه يل و اذلي ّ‬

‫يرسين بداية أن أتقدم بأصدق عبارات الشكر و التقدير ‪ ،‬و أمسى أايت الاحرتام‬
‫و الثناء ‪ ،‬أمحلها اإىل الس تاذ الفاضل مممــد بــودالـــي اذلي منحين ثقته من أجل‬
‫ا إلرشاف عىل الرساةل ‪ ،‬و عىل حسن تعاونه و التضحية بوقته يك يكمتل هذا العمل‬
‫و يصبح جاهزا للمناقشة ‪،‬‬
‫فهل أقول جزاك هللا خريا ‪.‬‬

‫كام أجزي الشكر و خالص العرفان و التقدير للسادة أعضاء اللجنة املوقرة‬
‫عىل تفضلهم و قبوهلم املشاركة يف مناقشة الرساةل‪ ،‬و حتمل عبء مراجعة‬
‫هذا العمل ‪ ،‬و تصويب أخطائه و احلمك عليه و اإثرائه من خالل تقيميه ‪،‬‬
‫فلهم أقول جزامك هللا خريا ‪.‬‬

‫كام أشكر لك من ساعدان عىل اإجناز هذه الرساةل ‪.‬‬

‫ســوريه ديـش‬

‫‪I‬‬
‫قــائــمـة أهــم المختصـرات ‪:‬‬
‫‪ :‬اجلريدة الرمسية ‪.‬‬ ‫ج‪.‬ر‬
‫د‪.‬س‪.‬ط ‪ :‬دون س نة طبعة ‪.‬‬
‫د‪.‬م‪.‬ن ‪ :‬دون ماكن نرش‪.‬‬
‫‪ :‬رأي جملس ادلوةل ‪.‬‬ ‫ر‪.‬م‪.‬د‬
‫‪ :‬صفحة ‪.‬‬ ‫ص‬
‫‪ :‬قانون ‪.‬‬ ‫ق‪.‬‬
‫ق‪ .‬إا‪.‬ج ‪ :‬قانون الإجراءات اجلزائية ‪.‬‬
‫ق‪ .‬إا‪.‬م‪ .‬إا ‪ :‬قانون الإجراءات املدنية و الإدارية ‪.‬‬
‫ق‪.‬ب ‪ :‬القانون البحري ‪.‬‬
‫‪ :‬قانون العقوابت ‪.‬‬ ‫ق‪.‬ع‬
‫ق‪ .‬ع‪ .‬إا ‪ :‬قانون العقوابت الإداري ‪.‬‬
‫‪ :‬مرسوم ‪.‬‬ ‫م‪.‬‬
‫‪ :‬مرسوم تنفيذي ‪.‬‬ ‫م‪.‬ت‬
‫م‪.‬د‪.‬ج ‪ :‬جملس ادلوةل اجلزائري ‪.‬‬
‫م‪.‬د‪.‬ف ‪ :‬جملس ادلوةل الفرنيس ‪.‬‬
‫م‪.‬ر ‪ :‬مرسوم رئايس ‪.‬‬
‫‪Liste des Principales abréviations :‬‬
‫‪A.A.I‬‬ ‫‪: Autorités Administratives Indépendantes.‬‬

‫‪A.J.D.A‬‬ ‫‪: Actualité Juridique du Droit Administratif.‬‬

‫‪APC‬‬ ‫‪: Archives de la Politique Criminelle.‬‬


‫‪II‬‬
Art. : Article.

BOCCRF : Bulletin Officiel de la Concurrence de la Consommation et de


la Répression des Fraudes

CE : Conseil d’Etat.

cons. conc : Conseil de la Concurrence.

Cons.const : Conseil Constitutionnel

Doc : Document

Déc : Décision
éd : édition.
FASC : Fascule.

Gaz. PAL : Gazette de Palais

J.C.C : Juris Classeur Commercial.

JCP : Juris Classeur Périodique.

L.G.D.J : Librairie Générale de Droit et de la Jurisprudence.

L.P.A : Les Petites Affiches.

N° : Numéro

Op.cit : Référence précédente cité.


P. : Page.
Pp. : de la page jusqu'à la page.

P.U.F : Presses Universitaires de France.

rapp. : Rapport.

RDP : Revue de Droit Public

R.F.D.A : Revue Française de Droit Administratif.

s. : suite.

t : Tome.

III
‫مـقدمـة‬

‫مقدمة ‪:‬‬

‫تبلغ أهمية العقوبة في الدراسات الجنائية الحد الذي تأثرت به تسمية القانون الجنائي ‪ ،‬حيث يشيع‬
‫تحت األقالم و على األلسنة مسمى " قانون العقوبات" نسبة إلى العقوبة ‪ ،‬بل إن كثي ار من الفقهاء‬
‫يستهلون تعريف القانون الجنائي بتعريف العقوبة باعتبارها أخص ما يميز ذلك القانون ‪.‬‬

‫و تعد دراسة الجزاء الجنائي التتمة المنطقية لدراسة النظرية العامة للجريمة ‪ ،‬إذ بدون جريمة ال محل‬
‫لجزاء جنائي ‪ ،‬و ال معنى لتجريم بال عقاب يقترن به ‪ ،‬كما أنه ال معنى لد ارسة البنيان القانوني‬
‫للجريمة دون دراسة لألثر القانوني الذي يترتب على ثبوت المسئولية الجنائية عنها ‪ ،‬و هو الجزاء‬
‫‪1‬‬
‫الجنائي ‪.‬‬

‫و تقوم الدولة باقتضاء حقها في العقاب عن طريق الدعوى الجزائية ‪ ،‬ذلك أن الجزاءات الجنائية‬
‫يحكمها األصل العام القاضي بأنه ال جريمة و ال عقوبة إال بناء على نص ‪ ،‬و بالتالي فإن األخذ بهذا‬
‫المبدأ يقضي بأنه ال يجوز لإلدارة كقاعدة عامة أن توقع عقوبات جنائية على األفراد ‪ ،‬مهما كانت‬
‫جسامة المخالفات التي يرتكبونها ‪ ،‬لمخالفتها للنظام العام ‪.‬‬

‫لكن بدأت تظهر إتجاهات حديثة في سياسة العقاب ‪ ،‬و بدأت تضعف قيمة الدعوى الجزائية ‪،‬‬
‫كأسلوب قانوني إلعمال سلطة الدولة في العقاب ‪ ،‬بعدما لوحظ أن جهود المجتمع لمعالجة المجرمين‬
‫‪2‬‬
‫كانت غير إنسانية ‪ ،‬كإعمال اإلعدام ‪.‬‬

‫ثم ظهرت العقوبات السالبة للحرية التي جاءت نتيجة الستهجان المجتمع للعقوبات البدنية القديمة ‪،‬‬
‫لكن هذه أيضا أضحت غير فعالة و ال تحقق الهدف من ورائها لعدة أسباب ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أحمد عوض بالل ‪ ،‬النظرية العامة للجزاء الجنائي ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬القاهرة ‪، 6991 ،‬‬
‫ص‪.3‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد براك ‪ ،‬خصخصة حق الدولة في العقاب ‪ ،‬مقاالت و دراسات قانونية ‪ ،‬على الموقع االلكتروني ‪:‬‬
‫‪http://ahmadbarak.com/Category/PhDMasterThesis‬‬
‫تاريخ اإلطالع ‪. 19 :11 ، 7462 -40 -30 :‬‬

‫‪1‬‬
‫مـقدمـة‬
‫و عليه أصبحت األساليب الغير القضائية ضرورة لمواجهة البطء في اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬و ضرورة‬
‫التخلي عنها في حالة الجرائم القليلة األهمية و استبدالها بوسائل إجرائية بسيطة و مرنة ‪ 1،‬الختصار‬
‫اإلجراءات التقليدية ‪ ،‬و تخفيف العبء على العدالة ‪.‬‬

‫و يهتم البحث بدراسة كافة وسائل التجاوز أو التغاضي عن الجزاء الجنائي داخل نطاق قانون‬
‫العقوبات ‪ ،‬و دراسة إمكانية االستعاضة عنها ضمن نطاق قانوني آخر بديل عن الجزاءات‬
‫و اإلجراءات الجنائية ‪.‬‬

‫و من هنا ظهرت فكرة الردع اإلداري ‪ ،‬و التعرض ألهم تطبيقاته القانونية ‪ ،‬باعتبارها حل وسط بين‬
‫كل من القانون الجنائي و القانون اإلداري ‪ ،‬و من ذلك قانون العقوبات اإلداري ‪ ،‬باعتباره ثمرة التعاون‬
‫بين قواعد كل من القانون الجنائي و القانون اإلداري ‪.‬‬

‫و بالفعل بدأت السياسة الجنائية منذ منتصف القرن الماضي تبحث عن وسائل تحقق أقصى فعالية‬
‫ممكنة في مكافحة اإلجرام ‪ ،‬ألن المتتبع للسياسة الجنائية في التشريعات الدولية المختلفة ‪ ،‬يجد أنها‬
‫رصدت ظاهرة التضخم التشريعي ‪.‬‬

‫و اتجهت السياسة الجنائية إلى إتجاهين ‪ ،‬أحدهما سياسة الحد من التجريم ‪ ،‬و المقصود بها يتمثل‬
‫في إلغاء الوجود القانوني للقاعدة الجنائية ‪ ،‬و بالتالي االعتراف بمشروعية هذا السلوك من الناحية‬
‫القانونية على نحو ال يخضع معه ألي نوع من أنواع الجزاءات القانونية ‪ ،‬و مثال ذلك إلغاء جريمة‬
‫اإلجهاض في بعض التشريعات المقارنة ‪.‬‬

‫و اإلتجاه اآلخر يتمثل في سياسة الحد من العقاب ‪ ،‬و يقصد بها التحول تماما عن القانون الجنائي‬
‫لصالح نظام قانوني آخر ‪ ،‬حيث يتم إقرار جزاءات قانونية أخرى غير الجزاءات الجنائية ‪ ،‬تتمثل‬
‫غالبا في جزاءات مالية إدارية توقع بواسطة اإلدارة ‪ ،‬و تتم بإجراءات إدارية ‪ ،‬تحت رقابة السلطة‬
‫‪2‬‬
‫القضائية ‪ ،‬و يطلق على هذا القانون المنظم لتلك األمور قانون العقوبات اإلداري ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أحمد البراك ‪ ،‬خصخصة حق الدولة في العقاب ‪ ،‬على الموقع االلكتروني ‪:‬‬
‫‪ ، http://ahmadbarak.com/Category/PhDMasterThesis‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫غنام محمد غنام ‪ ،‬القانون اإلداري الجنائي ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬د‪ .‬س‪ .‬ط ‪ ،‬ص ‪. 3‬‬

‫‪2‬‬
‫مـقدمـة‬
‫يقصد بالقانون اإلداري الجنائي ‪ ،‬سلطة اإلدارة في فرض جزاءات بدال من القضاء على غير‬
‫الخاضعين لها و المتعاملين معها ‪.‬‬

‫حيث م ّكن المشرع اإلدارة في بعض الحاالت المحددة قانونا أحقية توقيع جزاءات على األفراد ‪،‬‬
‫مرده إلى النصوص القانونية التي تملك وحدها إنشاء مثل هذا الجزاء بدون تدخل أو إيعاز‬
‫و ّ‬
‫من اإلدارة ‪ ،‬التي تكتفي بتطبيق القانون ‪ ،‬و عدم الخروج عنه إال بالقدر الذي حدده القانون لها ‪،‬‬
‫بإعمال سلطتها التقديرية ‪.‬‬

‫فيكون الجزاء اإلداري في المخالفات دون الجنح و الجنايات ‪ ،‬و أن ال تصل الجزاءات لحد عقوبة‬
‫سالبة للحرية ‪ ،‬التي تبقى اختصاصا أصيال للقضاء المختص ‪ ،‬و تتمثل العقوبات في العقوبات المالية‬
‫و أخرى غير مالية كالحرمان من بعض االمتيازات و الحقوق ‪.‬‬

‫غير أن تطبيق نظام الحد من العقاب ‪ ،‬برفع صفة التجريم عن بعض األفعال غير المشروعة طبقا‬
‫لقانون العقوبات ‪ ،‬و نقلها إلى حيز قانون العقوبات اإلداري ال يعني التضحية بالمبادئ العامة للقانون‬
‫‪1‬‬
‫الجنائي و ضماناته ‪.‬‬

‫و لذلك و بصدد تحديد األحكام الخاصة بالجزاءات اإلدارية ‪ ،‬نراعي كافة المبادئ العامة المقررة‬
‫دستوريا لحماية حقوق و حريات األفراد و مبادئ قانون العقوبات ‪ ،‬و منه الضمانات اإلجرائية ‪،‬‬
‫الشكلية ‪ ،‬الموضوعية و القضائية التي تمثل بوجه عام توازنا بين حق اإلدارة في ضمان سير المرفق‬
‫العام بانتظام و اضطراد ‪ ،‬لتزويد األفراد بالحاجات الضرورية العامة ‪ ،‬ال بقصد الربح بل بهدف‬
‫المساهمة في صيانة النظام في الدولة ‪ 2،‬و بين حق األفراد في معاملة عادلة ‪ ،‬تهدف إلى عدم خروج‬
‫اإلدارة فيما توقعه من جزاءات عن حدود المشروعية ‪ ،‬و عدم خروج األفراد عن نطاق المصلحة‬
‫العامة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬النظرية العامة لقانون العقوبات اإلداري ( ظاهرة الحد من العقاب) ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫للنشر ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،6991 ،‬ص ‪. 67‬‬
‫‪2‬‬
‫حسين عبد العال محمد ‪ ،‬الرقابة االدارية بين علم اإلدارة و القانون ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬اإلسكندرية ‪، 7440 ،‬‬
‫ص ‪. 61‬‬

‫‪3‬‬
‫مـقدمـة‬
‫و عليه و في حالة توقيع جزاءات إدارية ضد المخالفين بموجب القوانين و التنظيمات المعمول بهما ‪،‬‬
‫يجب أن يسبق ذلك إجراءات قانونية كاإلخطار ‪ ،‬إعطاء مهلة للمخالف لتنفيذ ما أمرت به اإلدارة ‪،‬‬
‫كما تكفل له ضمانات موضوعية من تسبيب الق اررات و تناسبها مع درجة و جسامة المخالفة ‪.‬‬

‫كما أن المشرع أوجد ضمانات سابقة في مواجهة اإلدارة ‪ ،‬و كضمانة أثناء توقيع اإلدارة جزاءات ضد‬
‫المخالفين ‪ ،‬يجب أن يسبق ذلك بالسماح لهم بإبداء دفوعاتهم ‪ ،‬فأوجد أيضا ضمانات الحقة لتالفي‬
‫تعسف اإلدارة ‪ ،‬و المتمثلة في الرقابة القضائية كأهم ضمانة ‪.‬‬

‫فلألفراد الحق في تعقب الجزاء قضائيا ‪ ،‬بالطعن فيما انطوى عليه من جزاء ‪ ،‬و لهم أيضا ضمان‬
‫تنفيذ الحكم أو القرار الصادر لصالحهم بإلغاء الجزاء ‪ ،‬و التعويض عما لحقهم من ضرر نتيجة‬
‫توقيعه دون مبرر قانوني ‪.‬‬

‫بحيث يعتبر القضاء هو الوسيلة األساسية لحسم المنازعات بكافة أنواعها من حيث الرقابة القضائية‬
‫للق اررات اإلدارية ‪ ،‬و تنفيذ ما يصدر عنها من أحكام و ق اررات بكافة الوسائل القانونية المتاحة ‪.‬‬

‫لكن الجزاء الذي توقعه اإلدارة بمناسبة القيام بنشاطاتها عرف تطو ار كبي ار ‪ ،‬نظ ار لما يتّسم به من‬
‫سرعة في توقيعه دون حاجة إلتباع اإلجراءات التي يسير عليها قانون العقوبات ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫فاعليته في مواجهة بعض المخالفات التي ال تستدعي معها التوجه للقضاء و توقيع عقوبات جنائية ‪.‬‬

‫بحيث أن المخالفة اإلدارية ال تشكل خطورة على المجتمع ‪ ،‬و يمكن حلها بدون حاجة للتوجه‬
‫للمحاكم ‪ ،‬باإلضافة إلى تخفيف العبء على القضاء للتفرغ للقضايا الهامة و الخطيرة ‪ ،‬دون أن‬
‫يكون ذلك مساسا بمبدأ الفصل بين السلطات ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى أهم ميزة و هي عدم وصم المخالفة في وثيقة السوابق العدلية ‪ ،‬جعل الجمهور يتقبلها ‪،‬‬
‫و يفضلها عن العقوبة الجزائية ‪ ،‬ناهيك عن مواجهة التضخم في التشريع الجنائي ‪.‬‬

‫و لقد اختلفت التشريعات في نظرتها إلى ظاهرة التضخم التشريعي في مجال التجريم ‪ ،‬فمنها من‬
‫يواكب اتباع الطريق التقليدي في التجريم من خالل قواعد قانون العقوبات نظ ار للثقة المولية للقضاء ‪،‬‬
‫و ما يقدمه من ضمانات للمتهم ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مـقدمـة‬
‫و تتجه تشريعات أخرى إلى إخراج بعض الجرائم التي ال تستدعي اللجوء للقضاء و تطبيقات قانون‬
‫العقوبات نحو قانون إداري جنائي مع توفير حد أدنى من الضمانات الشكلية اإلجرائية و الموضوعية‬
‫‪1‬‬
‫كالتي يوفرها قانون العقوبات ‪ ،‬و بذلك يظهر فرع جديد يسمى قانون العقوبات اإلداري ‪.‬‬

‫أهمية البحث و أهدافه ‪:‬‬

‫تكمن أهمية هذا البحث في استكشاف هذا النوع الجديد من القانون ‪ ،‬و الذي يعالج نظاما وسطا بين‬
‫القانون الجنائي و القانون اإلداري ‪ ،‬يفرض معرفة المزايا التي يقدمها و النقائص التي تعتريه تمهيدا‬
‫إلعطاء رأي في الموضوع ‪ :‬هل نتبنى هذا النظام أم نتركه ؟ وهل مزاياه تربو على نقائصه ؟‬

‫و تظهر أهمية الموضوع إذا ما أدركنا أن عددا من الدول تتبنى هذا النظام مثل ألمانيا و إيطاليا ‪،‬‬
‫و أن دوال كثيرة أخرى تتضمن نصوصا متفرقة تسمح لإلدارة بتوقيع جزاءات لتفادي اإلجراءات الجنائية‬
‫على غرار الجزائر و فرنسا ‪.‬‬

‫فإذا كانت اإلدارة هي األداة و الوسيلة التي تقوم الدولة من خاللها بإشباع حاجيات األفراد داخل‬
‫المجتمع ‪ ،‬من خالل أجهزتها المكونة من اإلدارة التقليدية و الهيئات اإلدارية المستقلة على حد سواء ‪،‬‬
‫فإن المواطن هو المحرك الذي من خالله يمكن لإلدارة تحقيق أهدافه بكفاءة و فعالية ‪.‬‬

‫و إن الفعالية تقتضي أن تمنح جهة اإلدارة مساحة من الحرية ‪ ،‬و أن تكفل هي بدورها الحقوق‬
‫و الحريات المكفولة دستوريا و قانونا ‪ ،‬و ال يتأتى ذلك إال من خالل إعمال و تفعيل كل الضمانات‬
‫المكفولة بشكل ُمنسق و متوازن ‪.‬‬

‫من هنا تبرز أهمية هذا الموضوع و أهدافه ‪ ،‬حيث يسلط الضوء على الجزاءات اإلدارية العامة‬
‫التي توقعها اإلدارة المخولة قانونا على المخالفين للقواعد و القوانين و الق اررات اإلدارية بعقوبة غير‬
‫قضائية ‪ ،‬و بما يتناسب مع حجم المخالفة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫غنام محمد غنام ‪ ،‬القانون اإلداري الجنائي ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 2‬‬

‫‪5‬‬
‫مـقدمـة‬
‫و لهذا أُحيط األفراد بمجموعة من الضمانات التي كفلها له المشرع ‪ ،‬لعدم تعسف اإلدارة‬
‫في جزاءاتها ‪ ،‬بالتنصيص على هذه العقوبات مسبقا ‪ ،‬و رقابة القضاء في كيفية توقيع هذه الجزاءات‬
‫الحقا ‪.‬‬

‫كل هذا مع إعطاء هامش من الحرية لإلدارة في إصدار الق اررات التي تراها مناسبة بموجب سلطتها‬
‫التقديرية ‪ ،‬لتواجه به المخالفات ‪ ،‬خاصة إذا كانت السلطة التنفيذية هي األقرب لألفراد في حياته‬
‫اليومية و العملية ‪ ،‬و األدرى باحتياجاته و مشاكله ‪.‬‬

‫لكن ضمن ضوابط و ضمانات كفلها المشرع لألفراد ‪ ،‬إلعطاء مزيد من الطمأنينة في نفوس األفراد‬
‫لما تتخذه اإلدارة إزاءهم من جزاءات ‪ ،‬و ق اررات تحد من حرياتهم و تنقص من حقوقهم المشروعة‬
‫قانونا بدافع مواجهة المخالفة ‪.‬‬

‫فالضمانات المقررة لصالح األفراد في مواجهة اإلدارة تتمثل في الضوابط و الحدود في فرض‬
‫الجزاءات ‪ ،‬و الرقابة القضائية على سلطة اإلدارة في فرض الجزاءات ‪ ،‬و التي تعد أقوى ضمانة‬
‫و أنجعها ‪ ،‬نتيجة استقالل مرفق القضاء و حياده ‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع ‪:‬‬

‫تعود أسباب اختيارنا لهذا الموضوع لنوعين من األسباب ‪ ،‬منها علمية موضوعية و أخرى ذاتية ‪.‬‬

‫أما األسباب الموضوعية فتتمثل في كشف الغموض الذي يكتنف الجزاءات اإلدارية العامة من حيث‬
‫أساسها ‪ ،‬مضمونها و السلطة المختصة بتطبيقها ‪ ،‬و محاولة الوقوف على النصوص القانونية‬
‫الجزائرية المتفرقة خاصة التي تعالج موضوع الجزاءات اإلدارية العامة و تطبيقاتها عبر مجاالت‬
‫و تخصصات تدخل ضمن االختصاص األصيل للقانون الجنائي اإلداري ‪.‬‬

‫أما عن األسباب الذاتية فتتمثل في رغبتنا و ميولنا للبحث في هذا الموضوع و دراسته ‪ ،‬و ذلك نظ ار‬
‫لحداثة هذا الموضوع ‪ ،‬و قلة األبحاث القانونية فيه ‪ ،‬و الذي لم ينل حظه من الدراسة بين الدراسات‬
‫األكاديمية المتخصصة التي تتناول هذه التجربة ‪ ،‬و بالتالي الرغبة في المساهمة و لو بجزء بسيط‬
‫في إثراء المكتبة القانونية ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫مـقدمـة‬
‫كما أن أهمية هذا الموضوع نابع من وازع ذاتي و نفسي دفعنا للبحث فيه و فضولنا في مجال‬
‫العقوبات اإلدارية بصفة عامة و العقوبات اإلدارية طبقا لقانون العقوبات اإلداري بصفة خاصة ‪ ،‬نظ ار‬
‫ألن فكرة قانون العقوبات اإلداري حديثة العهد في المجال القانوني ‪.‬‬

‫صعوبات الدراسة ‪:‬‬

‫ألن فكرة قانون العقوبات اإلداري لم تنتشر بعد ‪ ،‬فإنه قد واجهتنا العديد من الصعوبات كأي بحث‬
‫علمي يكمن أهمها في ندرة المراجع التي تناولت هذا الموضوع ‪ ،‬باإلضافة إلى أن هذه المراجع زيادة‬
‫عن قلتها ‪ ،‬فإنها تتشابه في معلوماتها و كيفية استقائها لفكرة قانون العقوبات اإلداري كقانون قائم بحد‬
‫ذاته ‪ ،‬باإلضافة إلى عدم إحاطة الجميع بهذا القانون نظ ار لحداثته ‪ ،‬و قلة األحكام القضائية في هذا‬
‫المجال مع صعوبة الحصول على األحكام و الق اررات الجديدة لمجلس الدولة الجزائري بوجه خاص ‪،‬‬
‫نظ ار ألن أغلبها غير منشور ‪ ،‬و تشعب النصوص القانونية الخاصة بهذا النظام ‪ ،‬و محاولة البحث‬
‫عن القوانين و تعديالته احتراما للدقة العلمية ‪.‬‬

‫اإلشكالية ‪:‬‬

‫يطرح البحث اإلشكالية الرئيسية التالية ‪:‬‬

‫ماهو الفعل الغير مشروع الذي يرفع عنه المشرع صفة التجريم طبقا لقانون العقوبات و يقرر له جزاء‬
‫إداريا ‪ ،‬و في أي مجال يتدخل قانون العقوبات اإلداري ؟‬

‫و تتفرع عنه اإلشكاليات الفرعية و هي ‪:‬‬

‫‪ -‬ماذا نقصد بالجزاءات اإلدارية العامة ؟‬


‫‪ -‬هل يشكل الجزاء اإلداري خروجا عن مبدأ الفصل بين السلطات ؟‬
‫‪ -‬ما مدى تحقيق التوازن بين مقتضيات المصلحة العامة لسير المرفق العام ‪ ،‬بإعطاء سلطة‬
‫فرض الجزاءات اإلدارية و بين حماية األفراد في مواجهة هذه السلطة ؟‬
‫‪ -‬هل تتوافر في الجزاءات اإلدارية العامة ضمانات على اإلدارة التقيد بها عند ممارسة سلطتها؟‬

‫‪7‬‬
‫مـقدمـة‬
‫‪ -‬كيف يمكن مواجهة اإلدارة بصفتها سلطة ذات امتياز في حال تعسفها ؟ و ما هي حدود‬
‫السلطة التقديرية لإلدارة ؟‬

‫منهجية البحث ‪:‬‬

‫سنتبع في دراستنا المنهج النظري و التحليلي ‪ ،‬عبر دراسة و تحليل النصوص القانونية في مجال‬
‫قانون العقوبات اإلداري ‪ ،‬عبر جملة من التخصصات ‪ ،‬و اإلستفادة من أحكام التشريعات المختلفة‬
‫في الجزاءات اإلدارية العامة ‪ ،‬خصوصا أنها تختلف من قانون آلخر من جهة ‪ ،‬و عدم تقنين قانون‬
‫العقوبات اإلداري في القانون الجزائري من جهة أخرى ‪.‬‬

‫يقوم البحث على المنهج الوصفي بطريقته العلمية االستقرائية التحليلية ‪ ،‬باعتباره األنسب للدراسات‬
‫القانونية ‪ ،‬و الرجوع إلى بعض األنظمة القانونية الوضعية و تحليل نصوصها و بيان أحكامها ‪،‬‬
‫و ما تيسر من النصوص القانونية األخرى سواء لبعض الدول على غرار القانون األلماني‪ ،‬اإليطالي ‪،‬‬
‫الفرنسي بين الفينة و األخرى ‪ ،‬بتحليل هذه النصوص في ضوء آراء الفقه و القضاء ‪ ،‬على أن نركز‬
‫دراستنا على التشريع الجزائري ‪ ،‬على نحو يحقق أهداف هذا البحث و يثريه ‪.‬‬

‫حدود البحث ‪:‬‬

‫سيقتصر البحث في الموضوع على دراسة الجزاءات اإلدارية العامة بالنسبة لألفراد بمختلف مستوياتهم‬
‫و شرائحهم في غير مجالي العقود بالنسبة للمتعاملين االقتصاديين ‪ ،‬و العقوبات التأديبية بالنسبة‬
‫للموظفين في اإلدارات العمومية بموجب القانون األساسي للوظيفة العمومية ‪ ،‬أو الفئات الذين تربطهم‬
‫باإلدارة عالقة مباشرة ‪.‬‬

‫خطة الدراسة ‪:‬‬

‫تماشيا مع إشكالية الدراسة ‪ ،‬و رغبة في اإلحاطة بمختلف جوانب الموضوع ‪ ،‬سنقوم بدراسته محاولين‬
‫اإلجابة عنه من خالل البحث ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫مـقدمـة‬
‫و لذلك قسمنا البحث إلى بابين ‪ ،‬سنتناول في الباب األول ‪ :‬السياسة الجنائية في مواجهة التضخم‬
‫التشريعي ‪ ،‬و حتمية تبني الجزاءات العقابية اإلدارية ‪ ،‬من خالل فصلين ‪ ،‬نتناول أساس الجزاء‬
‫في قانون العقوبات اإلداري في الفصل األول ‪.‬‬
‫و حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها في الفصل الثاني ‪.‬‬

‫و سنعالج في الباب الثاني تطبيقات الجزاءات اإلدارية العامة في التشريع الجزائري ‪ ،‬خصصنا‬
‫الفصل األول منه إلى تطبيقات الجزاءات اإلدارية طبقا لقانون قانون المرور و قانون حماية‬
‫المستهلك ‪.‬‬
‫و الجزاءات اإلدارية العامة في قانون البيئة و قانون التهيئة و التعمير في الفصل الثاني ‪.‬‬

‫اخترنا في الباب الثاني أن نبين مختلف الجزاءات على مختلف المخالفات ‪ ،‬التي تختلف من قانون‬
‫آلخر و من نشاط آلخر ‪ ،‬حسب مقتضيات و شروط و الطبيعة الخاصة لكل قانون ‪ ،‬لنبين أن‬
‫قانون العقوبات اإلداري يمس مجاالت مختلفة و مواضيعه تتنوع بين القانون الخاص و العام من‬
‫جهة ‪ ،‬و لتبيان أن قانون العقوبات اإلداري يتداخل و يشمل مختلف القوانين بصفة عامة ‪ ،‬للوصول‬
‫إلى نتيجة مفادها أن هذا القانون ال يختص بالقانون العام فحسب ‪ ،‬أو الخاص بمفرده ‪ ،‬بل يشمل‬
‫و يستوعب القانونين معا ‪ ،‬ثم إن هذه الجزاءات و رغم أنها إدارية فإنها تتنوع حسب كل نشاط‬
‫و مجال ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫السياسة الجنائية لمواجهة التضخم التشريعي‬ ‫الباب األول‬

‫الباب األول ‪ :‬السياسة الجنائية لمواجهة التضخم التشريعي‬

‫إتجهت السياسة الجنائية لبعض الدول و أصبحت تعتمد على بدائل للعقوبات ‪ ،‬ليست مستمدة‬
‫من النظام الجنائي في مواجهة التضخم التشريعي ‪.‬‬

‫و قد نتج عن ذلك ثالث ظواهر أساسية تمثلت في ‪:‬‬

‫‪ -‬الحد من التجريم‬
‫‪ -‬التحول عن اإلجراء الجنائي‬
‫‪ -‬الحد من العقاب الجنائي‬

‫‪ -‬الحد من التجريم ‪La Décriminalisation :‬‬


‫و معناه إلغاء تجريم سلوك معين ‪ ،‬فيصبح مشروعا من الناحية القانونية ‪ ،‬و بالتالي‬
‫ال يخضع هذا السلوك ألي جزاء ‪.‬‬

‫‪ -‬التحول عن اإلجراء الجنائي ‪La Déjudiciarisation :‬‬


‫و هو استبعاد اإلجراء الجنائي في مواجهة المخالف و عدم متابعته جنائيا ‪ ،‬و عدم توقيع‬
‫عقوبة جنائية في حقه ‪ ،‬و يخضع بدال من ذلك لبرنامج غير جنائي يتم من خالله مساعدته‬
‫على االندماج في المجتمع ‪ ،‬إجراء الصلح ‪ ،‬أو االستعانة بالعالج الطبي و التربوي ‪..‬‬

‫‪ -‬الحد من العقاب الجنائي ‪La Dépénalisation :‬‬


‫و هو رفع الصفة اإلجرامية عن فعل ما فيصبح مشروعا من وجهة نظر قانون العقوبات ‪،‬‬
‫لكنه غير مشروع طبقا لقانون آخر غيره ‪ ،‬فتوقع على المخالف مرتكب ذلك الفعل جزاءات‬
‫‪1‬‬
‫غير جنائية كالجزاءات اإلدارية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد سامي الشوا ‪ ،‬القانون اإلداري الجزائي ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر ‪ ، 6991 ،‬ص ‪. 61‬‬

‫‪10‬‬
‫السياسة الجنائية لمواجهة التضخم التشريعي‬ ‫الباب األول‬

‫و من خالل ظاهرة الحد من العقاب الجنائي ظهر نوع جديد من الجزاءات ‪ ،‬توقعها اإلدارة على أشخاص‬
‫ال تربطهم بها أي عالقة ‪ ،‬فهم من كافة األفراد ‪ ،‬ليس كقانون الوظيفة العمومية حيث تربطهم به عالقة‬
‫وظيفية ‪ ،‬أو قانون الصفقات العمومية التي تربطهم باإلدارة عالقة عقدية ‪.‬‬
‫و لذلك وجب التمييز بين الجزاءات اإلدارية العامة التي نتجت عن الحد من العقاب و مختلف الجزاءات‬
‫اإلدارية األخرى التي توقع على فئة محددة من األشخاص ‪.‬‬

‫و تتمثل سلطة اإلدارة في إصدار ق اررات جزائية على األفراد ‪ ،‬المظهر األساسي لوسائل اإلدارة في مباشرة‬
‫كافة أنشطتها ‪ ،‬حيث تعد من إمتيازات السلطة العامة التي ال غنى عنها ‪ ،‬دون الرجوع للقضاء ‪.‬‬

‫و إذا كان المشرع قد متّع اإلدارة بالسلطة العقابية من دون خرق للدستور ‪ ،‬بشرط أن تكون هذه السلطة‬
‫مقترنة بتدابير موجهة لحماية الحقوق و الحريات المضمونة دستوريا ‪ ،‬نظ ار لما قد يترتب على فرض تلك‬
‫الجزاءات من مساس بحقوق األفراد و حرياتهم ‪.‬‬

‫حيث تنص المادة ‪ 83‬من الدستور ‪:‬‬


‫" الحريات األساسية و حقوق اإلنسان و المواطن مضمونة ‪.‬‬

‫و تكون تراثا مشتركا بين جميع الجزائريين و الجزائريات ‪ ،‬واجبهم أن ينقلوه من جيل إلى جيل كي‬
‫‪1‬‬
‫يحافظوا على سالمته ‪ ،‬وعدم انتهاك حرمته " ‪.‬‬

‫و عليه فالجزاءات اإلدارية العامة ‪ ،‬تخضع لنظام قانوني خاص ‪ ،‬يضمن احترام كل من الدستور‪،‬‬
‫قانون العقوبات ‪ ،‬و يتحقق ذلك من خالل توفير مجموعة من الضمانات اإلجرائية ‪ ،‬الشكلية‬
‫و الموضوعية ألن األمر يتعلق بنقل القواعد األساسية للقانون الجنائي و قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫إلى شكل آخر من العقوبة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 83‬من ق‪ 16 -61 .‬المؤرخ في ‪ 1‬مارس ‪ ، 6161‬المتضمن التعديل الدستوري ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪7‬‬
‫مارس ‪ ، 6161‬العدد ‪. 61‬‬

‫‪11‬‬
‫السياسة الجنائية لمواجهة التضخم التشريعي‬ ‫الباب األول‬

‫فالخصوصية التي تطبع الجزاءات اإلدارية ‪ ،‬تتمتع بالطابع اإلداري ‪ ،‬و تصدر بصفة انفرادية بموجب‬
‫قرار إداري ‪ ،‬و تخضع في نفس الوقت لنفس الشروط و التدابير اإلجرائية المتخذة في إطار قانون‬
‫العقوبات ‪.‬‬

‫و في ذلك ضمانا للحقوق األساسية المضمونة دستوريا لألفراد ‪ ،‬مما يستوجب إخضاعها للرقابة‬
‫القضائية ‪ ،‬كضمانة مهمة لحقوق األشخاص المخاطبين بهذه الق اررات ‪ ،‬في حالة تعسف اإلدارة‬
‫أو انحرافها ‪.‬‬

‫و تتحدد الجزاءات اإلدارية التي تسري في مواجهة المخالفات المرتكبة في جزاءات مالية و أخرى غير‬
‫مالية ‪ ،‬تشمل الجزاءات المالية ‪ ،‬الغرامة ‪ ،‬المصادرة ‪ ،‬غرامة الصلح ‪.‬‬

‫كما تشمل الجزاءات غير المالية حسب الحالة ‪ ،‬التوقيف عن النشاط ‪ ،‬سحب الترخيص أو الرخصة ‪،‬‬
‫غلق المنشأة ‪ ،‬الهدم ‪..‬‬

‫‪12‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول ‪ :‬أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬

‫يقصد بالقانون اإلداري الجنائي ‪ ،‬سلطة اإلدارة في فرض جزاءات بدال من القضاء على غير‬
‫الخاضعين لها و المتعاملين معها ‪.‬‬

‫و عليه يخرج من نطاق القانون اإلداري الجنائي الجزاءات التأديبية المفروضة على الموظفين‬
‫العموميين التابعين لها ‪ ،‬و الجزاءات التعاقدية على المتعاملين المتعاقدين معها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إن المقصود هنا هو سلطة اإلدارة في توقيع الجزاءات على األفراد بمختلف مستوياتهم و فئاتهم ‪.‬‬

‫و تنحصر العقوبات في العقوبات المالية ‪ ،‬و الحرمان من بعض الحقوق و االلتزامات ‪ ،‬دون المساس‬
‫بجسده و حريته ‪ ،‬التي تبقى خصية للقضاء لما يخوله القانون من ضمانات المحاكمة ‪ ،‬و حق الدفاع‬
‫و احتراما لمبدأ الفصل بين السلطات ‪.‬‬

‫و قد تباينت التشريعات المقارنة في نظرتها إلى التضخم التشريعي في مجال التجريم ‪ ،‬فمنها من‬
‫يواكب إتباع الطريق الكالسيكي في التجريم ‪ ،‬من خالل إعمال قواعد قانون العقوبات ‪ ،‬و تتجه‬
‫تشريعات أخرى إلى إخراج بعض الجرائم التي ال تستدعي اللجوء للقضاء و تطبيقات قانون العقوبات ‪،‬‬
‫نحو قانون العقوبات اإلداري ‪.‬‬

‫و اقتصرت بعض التشريعات على تطبيق سياسة الحد من التجريم في إطار النظام الجنائي ‪ ،‬و هي‬
‫الوسيلة األولى ‪ ،‬و المقصود بها هو إلغاء الوجود القانوني للقاعدة الجنائية ‪ ،‬و االعتراف بمشروعية‬
‫هذا السلوك من الناحية القانونية ‪ ،‬على نحو ال يخضع معه ألي نوع من أنواع الجزاءات القانونية ‪.‬‬
‫و مثال ذلك إلغاء عقوبة الحبس في بعض المخالفات ‪ ،‬أو إلغاء بعض الجرائم مثل التشرد و التسول‬
‫و معالجتها اجتماعيا ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫غنام محمد غنام ‪ ،‬القانون اإلداري الجنائي ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 3‬‬

‫‪13‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫أما الوسيلة الثانية و هي الحد من العقاب خارج نطاق النظام الجنائي ‪ ،‬و يقصد بهذه الحالة ‪ ،‬إلغاء‬
‫تجريم القاعدة الجنائية ‪ ،‬ليصبح الفعل مشروعا من الناحية الجنائية ‪ ،‬و لكن يقع تحت حظر القوانين‬
‫األخرى ‪ ،‬و بخاصة اإلدارية منها ‪ ،‬حيث يتم إقرار جزاءات قانونية أخرى غير الجزاءات الجنائية ‪،‬‬
‫توقع بواسطة اإلدارة ‪ ،‬و تتم بإجراءات إدارية ‪ ،‬و ذلك تحت رقابة السلطة القضائية ‪.‬‬

‫و تقع على المخالف عقوبة إدارية تتمثل غالبا في جزاءات مالية إدارية ‪ ،‬و لكن يناط بالقضاء‬
‫‪1‬‬
‫الجنائي حق الطعن عند عدم قبول المخالف للعقوبة اإلدارية ‪.‬‬

‫و يطلق على هذا القانون المنظم لتلك األمور قانون العقوبات اإلداري ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أيمن رمضان الزيني ‪ ،‬العقوبات السالبة للحرية قصيرة المدة و بدائلها ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ، 3003 ،‬ص ‪. 404‬‬

‫‪14‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول ‪ :‬نشأة و مبررات األخذ بالجزاءات اإلدارية العامة‬

‫إن إضفاء صفة التجريم على كل سلوك غير مشروع ‪ ،‬أدى في آخر المطاف إلى تضخم قانون‬
‫العقوبات ‪ ،‬على نحو أصبح تدخله في كل المجاالت يمثل تجاو از لما تصبوا إليه المجتمعات من‬
‫‪1‬‬
‫تقدم ‪ ،‬نظ ار للتغيرات االجتماعية و االقتصادية و الثقافية ‪ ..‬التي طالتها ‪.‬‬

‫و منه بدأ االهتمام بدور الجزاء اإلداري إلى جانب الجنائي ‪ ،‬بسبب ظاهرة الحد من العقاب التي تقوم‬
‫على أساس أن يكون الجزاء اإلداري بديال عنه في طائفة من الجرائم ال تستدعي معها تطبيق قانون‬
‫العقوبات ‪ ،‬الذي لن يكون فعاال لمواجهة الجرائم البسيطة أو الغير الصعبة ‪.‬‬

‫دعم القانون اإلداري الجنائي وجوده القانوني ‪ ،‬و أضحى من أصول السياسة الجنائية‬
‫و بذلك ّ‬
‫‪2‬‬
‫المعاصرة ‪.‬‬

‫و عليه أُعتبر أن القانون الجنائي هو الوسيلة األخيرة ‪ ،‬و ليست الوحيدة لتوفير الحماية الالزمة‬
‫للمصالح المختلفة ‪ ،‬في حال عجزت قوانين أخرى في مواجهة سلوك غير مشروع ‪.‬‬

‫ولعل نظام الحد من العقاب أحد أهم البدائل ‪ ،‬باإلضافة إلى التحول عن اإلجراء الجنائي ‪ ،‬و الحد‬
‫من التجريم ‪.‬‬

‫و اخترنا نموذجين لقانون العقوبات اإلداري في كل من التشريع األلماني و اإليطالي ‪ ،‬و ذلك نظ ار‬
‫لتوصلهما لبناء نظام متكامل لقانون العقوبات اإلداري ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى كل من فرنسا و الجزائر باعتبارهما تشريعين لم يأخذا بنظام متكامل لقانون العقوبات‬
‫اإلداري ‪ ،‬لكن أدخال بعض الجرائم عبر نصوص متفرقة تصب في نفس اإلتجاه ‪ ،‬باعتبار أن‬
‫استخدام الج ازء اإلداري على الجرائم القليلة الخطورة التي ال يمكن أن تصل إلى حد التهديد للقيم‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى أمين محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 7‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬النظرية العامة للعقوبات اإلدارية ‪ ،‬دراسة فقهية قضائية مقارنة ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ ، 3000 ،‬ص ‪. 37‬‬

‫‪15‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫و المصالح الجوهرية للمجتمع ‪ ،‬أضحى ضرورة ملحة لتفادي اإلجراءات المطولة و المعقدة ‪،‬‬
‫و للتخفيف من أعباء السلطة القضائية ‪.‬‬

‫و االتجاه نحو الحد من ظاهرة التجريم و العقاب في مفهوم قانون العقوبات اإلداري ‪ ،‬في بعض‬
‫الجرائم المتعلقة باألنظمة اإلدارية ‪ ،‬و االتجاه بالسياسة الجنائية نحو التقسيم التشريعي الثنائي للجرائم‬
‫و العقوبات المقابلة لها إلى جنايات و جنح ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى جعل بعض المخالفات جرائم إدارية ‪ ،‬ألهميتها القليلة بالمقارنة بما يصيب الهيئة‬
‫جراء الجرائم المرتكبة في حق األشخاص و الممتلكات ‪ ،‬أو لطبيعتها الخاصة‪.‬‬
‫االجتماعية من أضرار ّ‬

‫فهي أفعال ال يدل اقترافها على وجود نزعة إجرامية لدى الفاعل ‪ ،‬ومن ثم يتم إخضاعها لجزاءات‬
‫إدارية ال جنائية ‪.‬‬

‫و هي تغطي و تواجه المخالفات التنظيمية الواقعة على القوانين اإلدارية و اإلخالل بها ‪ ،‬أي األنظمة‬
‫التي تشمل بتنظيمها النشاطات أو القطاعات التي تشرف عليها السلطة العمومية أو تنظمها‬
‫و تراقبها ‪.‬‬

‫و هذا انطالقا من الدور المميز للسلطة التنفيذية و امتداداتها اإلدارية ‪ ،‬و دور الوسيط الذي تقوم به‬
‫دوما بين القانون و األفراد ‪ ،‬بحكم اتصالها اليومي و احتكاكها بهم ‪ ،‬عن طريق تنظيم و مراقبة‬
‫‪1‬‬
‫ممارستهم لحرياتهم و نشاطاتهم الفردية باعتبارها سلطة تسيير و ضبط إداريين ‪.‬‬

‫انطالقا من دور الدولة و السلطة العامة في تحقيق النظام و السلم االجتماعي و االقتصادي باستعمال‬
‫مختلف أنواع و وسائل الردع المتسمة بالسرعة و الفعالية ‪.‬‬

‫يترتب عليها دون شك تقييد ممارسة الحريات و النشاطات الفردية ‪ ،‬و من بينها بداهة و على وجه‬
‫الخصوص سلطة توقيع الجزاءات أو العقوبات اإلدارية على كل من يخرق نص قانوني ‪ ،‬أو يخالف‬
‫قرار إداري تنظيمي أو فردي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عزاوي عبد الرحمن ‪ ،‬الرخص اإلدارية في التشريع الجزائري ‪ ،‬رسالة دكتوراه دولة ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،‬‬
‫‪ ، 3007‬ص ‪. 333‬‬

‫‪16‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب األ ول ‪ :‬نشأة ظاهرة الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬

‫إن بروز الدور الردعي لإلدارة أخذ يتنامى و يدخل في مجاالت كانت من قبل محجوزة للقضاء وحده ‪،‬‬
‫بحيث لم يكن لإلدارة دور ردعي إال في مجاالت محددة ‪ ،‬تتمثل في مجال الوظيفة العامة و العقود‬
‫اإلدارية ‪.‬‬

‫فلقد أثبتت التجربة العملية عدم جدوى العقوبة السالبة للحرية في تحقيق الردع و التأهيل و اإلصالح ‪،‬‬
‫على اعتبار أن هذه األخيرة تتميز بالقسوة و سلب الحرية من الفرد ‪.‬‬

‫إذ تشير اإلحصائيات إلى أن جرائم العود في تزايد مستمر ‪ ،‬و أن السجون أصبحت ال تحتمل‬
‫استيعاب العدد الهائل و المضطرد من المجرمين ‪ ،‬فقد اهتمت السياسة العقابية المعاصرة بالبحث عن‬
‫‪1‬‬
‫بدائل عقابية تحل محلها ‪.‬‬

‫إن السياسة الجنائية في مواجهة التضخم التشريعي ‪ ،‬تعني إضعاف رد الفعل االجتماعي الذي يهجر‬
‫أحيانا الطريق الجنائي بمعناه الضيق ‪ ،‬و أحيانا التخفيف منه ‪ ،‬و أحيانا أخرى استبداله بأساليب‬
‫‪2‬‬
‫أخرى أقل تصادما و أكثر فاعلية ‪.‬‬

‫فالمقصود اإلبقاء على تجريم سلوك معين ‪ ،‬و لكن من خالل تخفيف العقوبة الخاصة به ‪ ،‬فيصبح‬
‫من قبيل الفعل االستثنائي األكثر اعتداال ‪ 3،‬و ذلك حينما يقرر المشرع أن تكون العقوبة اإلدارية بديال‬
‫عن العقوبة الجنائية ‪.‬‬

‫و ال أدل على ذلك من تسمية العقوبة باإلدارية لكونها صادرة عن جهة إدارية ‪ ،‬و هو ما نقصد به‬
‫الحد من العقاب ‪ ،‬و القصد من وراء ذلك التخفيف على كاهل العدالة الجنائية ‪ ،‬عن طريق تحويل‬

‫‪1‬‬
‫أمحمدي بوزينة آ منة ‪ ،‬بدائل العقوبات السالبة للحرية في التشريع الجزائري ( عقوبة العمل للنفع العام نموذجا ) ‪،‬‬
‫مجلة المفكر ‪ ،‬العدد الثالث عشر ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬ص ‪. 033‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 40‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 43‬‬

‫‪17‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫اإلجراء إلى أساليب أخرى غير عقابية أقل تنديدا ‪ ،‬و لكن بفعالية أكبر ‪ 1،‬و هو التحول عن اإلجراء‬
‫الجنائي ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى التخلي تماما عن التجريم الجنائي أو أي تجريم آخر ‪ ،‬بمقتضى اعتبار األفعال التي‬
‫تعد مجرمة طبقا لقانون العقوبات مشروعة ‪ ،‬من خالل إلغاء المخالفة ‪ ،‬أو إلغاء عقوبة الحبس‬
‫كانت ّ‬
‫لبعض المخالفات ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الحد من العقاب ‪La Dépénalisation‬‬

‫يقصد بالحد من العقاب التحول تماما عن القانون الجنائي لصالح نظام قانوني آخر‪ ،‬إذ يتم رفع الصفة‬
‫التجريمية عن فعل ما غير مشروع طبقا لقانون العقوبات ‪.‬‬

‫و تطبيق فكرة الحد من العقاب على الجرائم الموجودة بالفعل في حيز قانون العقوبات ‪ ،‬و دراسة‬
‫‪2‬‬
‫األحكام العامة لقانون العقوبات اإلداري باعتباره المظهر الرئيسي لظاهرة الحد من العقاب ‪.‬‬

‫فمن خالل ظاهرة الحد من العقاب ظهر نوع جديد من الجزاءات توقعها اإلدارة على أشخاص‬
‫ال يرتبطون معها بأي عالقة ‪ ،‬إال أنه لم يكن من السهل تقبل هذه الجزاءات التي توقعها اإلدارة‬
‫في غير مجالي التأديب و العقود ‪.‬‬
‫فإن كانت هذه الجزاءات اإلدارية السابقة الذكر مقبولة ‪ ،‬فإن ذلك راجع للعالقة التي تربط بين اإلدارة‬
‫و الشخص المعاقب سواء أكان موظفا أو متعامل متعاقد ‪ ،‬فالعالقة الوظيفية التي تربط بين الموظف‬
‫و اإلدارة هي المبرر في قبول الجزاء التأديبي ‪ ،‬و كذلك الحال بالنسبة للعالقة التعاقدية التي تربط‬
‫بين اإلدارة و المتعاقد معها و التي تبرر توقيع الجزاء التعاقدي ‪.‬‬

‫جراء بروز ظاهرة الحد من العقاب ‪ ،‬كان محل اعتراض لدى جانب‬
‫إن ظهور هذا النوع من الجزاء ‪ّ ،‬‬
‫من الفقه الذين استندوا في اعتراضهم على حجتين ‪ ،‬أوالهما تعارضه مع مبدأ الفصل بين السلطات ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد سامي الشوا ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 30‬‬
‫‪2‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 03‬‬

‫‪18‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬
‫‪1‬‬
‫و ثانيهما يتمثل في أن تمتع اإلدارة بهذه السلطة قد يكون فيه مساس بحقوق و حريات األفراد ‪.‬‬

‫الجزء اإلداري من مزايا‬


‫خف شيئا فشيئا ‪ ،‬بفضل ما يتسم به ا‬
‫لكن هذا الرفض للجزاءات اإلدارية ّ‬
‫تتمثل في سرعة توقيعه دون إتباع إجراءات معقدة ‪ ،‬و ما ينتج عنه من فاعلية لمواجهة جرائم‬
‫ال تشكل أهمية في نظر المجتمع ‪ ،‬مما جعل الكثير من الدول تعتمد هذا النوع من الجزاء ‪.‬‬

‫ففي الدراسات المقارنة ‪ ،‬مثل ألمانيا و إيطاليا ‪ ،‬تنبه الفقه الجنائي إلى أهمية دور الجزاء اإلداري‬
‫بجانب نظيره الجنائي ‪ ،‬و هذا يعود إلى عدة أسباب كانت وراء ظاهرة جديدة تعرف بظاهرة الحد‬
‫من العقاب ‪.‬‬

‫تقوم الظاهرة على أساس أن يكون الجزاء اإلداري بديال عن الجزاء الجنائي في طائفة من الجرائم ‪،‬‬
‫بشكل يمكن معه تفادي اآلثار السلبية من تطبيق القانون الجنائي في مخالفات ‪ ،‬ال تستدعي معها‬
‫تطبيق هذا األخير‪.‬‬

‫إن ازدياد عدد القضايا الجنائية بشكل كبير و ملفت ‪ ،‬أدى إلى عدم تمتع المتهم بالضمانات القانونية‬
‫التي يكفلها القانون و القضاء الجنائي ‪ ،‬باإلضافة إلى فقدان األثر الرادع للعقوبة ‪ ،‬بسبب التأخر‬
‫الكبير في الفصل في الدعاوى ‪.‬‬

‫يضاف إلى ذلك أن تدخل العدالة الجنائية له آثار جانبية بالنسبة للمتهم ‪ ،‬تتمثل في الوصمة‬
‫اإلجرامية التي تلصق به بسبب صدور الحكم باإلدانة ‪.‬‬

‫ناهيك عن إفساد المحبوسين و تكرار نسب العود ‪ ،‬حيث يتعرض المحبوس أثناء فترة حبسه لالحتكاك‬
‫بمجرمين من ذوي السوابق في اإلجرام و تجارب في األساليب اإلجرامية ‪ ،‬ألنه ال يتم إيواء المدانين‬
‫و فصلهم عن بعضهم بموجب جسامة الجرائم المرتكبة أو العقوبات و خطورة كل مذنب ‪ ،‬بهذا تعود‬

‫‪1‬‬
‫‪Corinne LE PAGE JESSUA : Bilan et perspectives de la jurisprudence constitutionnelle,‬‬
‫‪Gaz. PAL, 1986, 2 Doc, P. 665.‬‬

‫‪19‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫عقوبة الحبس بآثار سلبية على المخالف و المجتمع ‪ ،‬فبدال من إصالحه تنتهي مدة عقوبته دون‬
‫‪1‬‬
‫إصالح أو تأهيل ‪.‬‬

‫إذ أن من شأن إدخال هذا النوع الجديد من العقوبة ‪ ،‬أن ُيخلّص المنظومة القانونية من مساوئ‬
‫العقوبات الجنائية بالنسبة للمخالفات ‪ ،‬كما يحفظ لعدد ال بأس به من المحكوم عليهم استقرارهم‬
‫في محيطهم االجتماعي و األسري ‪ ،‬أي يؤدي إلى الحفاظ على النسيج المجتمعي ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى توفير التكاليف المالية التي تصرف على السجناء ذوو األحكام البسيطة ‪ ،‬نظ ار الكتظاظ‬
‫السجون و لغياب الفائدة من مدة الحبس على المخالفة البسيطة ‪ ،‬حيث يصبح حكم الحبس قد أرهق‬
‫خزينة الدولة و لم تتحقق معه الفائدة المرجوة ‪ ،‬فاللجوء إلى الجزاءات اإلدارية سيساهم في التقليل‬
‫من األعباء المالية ‪.‬‬

‫يعد حدا من العقاب ‪ ،‬و ليس‬


‫و عليه فنقل بعض المخالفات من قانون العقوبات إلى مخالفات إدارية ‪ّ ،‬‬
‫حدا من التجريم ‪ 2،‬ألن استبعاد المخالفات من حيز قانون العقوبات ليس بقصد اإلعتراف بالمشروعية‬
‫القانونية لهذه المخالفات ‪ ،‬لكن بقصد تحويلها إلى مخالفات إدارية موجبة لجزاءات إدارية ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أي نقلها من نطاق عدم المشروعية الجنائية إلى نطاق عدم المشروعية اإلدارية ‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬االختالف الفقهي حول ظاهرة الحد من العقاب‬

‫لعل من أسباب بروز الخالف الفقهي حول ظاهرة الحد من العقاب هو حداثة المصطلح على الساحة‬
‫القانونية ‪ ،‬ما انعكس عميقا على الخالف بين أغلب الفقهاء و هم بصدد تحديد المقصود منها ‪.‬‬

‫و نظ ار لتعدد اآلراء و تباينها في هذا المجال كان من األجدى من الناحية القانونية و التحليلية ردها‬
‫إلي اتجاهين رئيسين ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫بهزاد علي آدم ‪ ،‬مفهوم العقوبات البديلة ‪ ،‬على الموقع اإللكتروني ‪:‬‬
‫‪ ، http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=327319‬تاريخ اإلطالع ‪، 3007 -04 -33 :‬‬
‫‪. 13:14‬‬
‫‪2‬‬
‫كما سنرى في الفصل الحالي ‪ ،‬ص ‪ 33‬و ما يليها ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 40‬‬

‫‪20‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫يتمثل األول في تلك اآلراء التي تناولت الحد من العقاب في نطاق القانون الجنائي ‪ ،‬أما الثاني فيتمثل‬
‫في اآلراء التي تناولت النظرية بالتحديد داخل و خارج نطاق القانون الجنائي ‪ ،‬من خالل اللجوء‬
‫إلى نظم قانونية أخرى كالقانون اإلداري أو المدني ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬اإل تجاه القائل بتحديد النظرية داخل نطاق القانون الجنائي‬

‫على الرغم من تداخل اآلراء المكونة لهذا االتجاه في معالجة النظرية داخل القانون الجنائي ‪ ،‬إال أن‬
‫هذا ال يعني اتفاقهم ‪ ،‬بل يظلون مختلفين في تحديد المعيار المميز للحد من العقاب داخل القانون‬
‫الجنائي ‪.‬‬

‫يرى األستاذ ‪ George LECLERCQ‬أن الحد من العقاب ال يتحدد فقط بالحد من تجريم الفعل ‪،‬‬
‫و إنما يتمثل في كل أشكال التخفيف أو التعديل للجزاءات القابلة للتطبيق على الجرائم التي لم يتم‬
‫إلغاء تجريمها ‪ ،‬فكل حد من التجريم هو حد من العقاب ‪.‬‬

‫و يضيف أنه حين تكون العقوبة جزاء لجريمة ‪ ،‬فإن الحد من العقاب بمعناه المطلق ‪ ،‬يكون‬
‫من إلغاء تلك العقوبة ‪ ،‬ما يعني أن نرفع عن هذا الفعل صفة الجريمة ‪ ،‬و هو ما يطلق عليه‬
‫‪1‬‬
‫بالحد من العقاب الموضوعي ‪.‬‬

‫أما في الحاالت األخرى التي تحل فيها التدابير االحت ارزية و الوقائية محل العقوبات الجنائية‬
‫في مواجهة طائفة معينة من األشخاص ‪ ،‬لصغر سنهم أو لحالتهم العقلية ‪ ،‬فإننا نكون أمام‬
‫الحد من العقاب الشخصي ‪.‬‬

‫و عليه و حسب األستاذ ‪ George LECLERCQ‬فال يعد من قبيل الحد من العقاب التخفيف‬
‫من وصف الفعل و العقاب عليه ‪ ،‬كاألفعال التي تعد أصال جنايات و تم استبدال عقوبتها لتصبح‬
‫جنحة ‪ ،‬و كذلك الحال بالنسبة لوقف التنفيذ ‪ ،‬على اعتبار أن تلك األفعال ال تلغي العقوبة نفسها بل‬
‫تخففها في إطار سياسة جنائية و ليس حدا من العقاب ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد سامي الشوا ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 01‬‬

‫‪21‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫و على الرغم من الغموض الذي يكتنف الرأي السابق ‪ ،‬فقد وجد من يؤيده ‪ ،‬و نذكر على الخصوص‬
‫األستاذ ‪ KERCHOVE‬الذي يرى أن تحديد األستاذ ‪ George LECLERCQ‬صحيح ‪.‬‬

‫حيث يرى هو األخر ‪ ،‬أنه ال يعد حدا من العقاب تقرير جزاء بديل من طبيعة مختلفة لسلوك طبق‬
‫عليه بالفعل الحد من العقاب ‪.‬‬

‫إال أن األستاذ ‪ KERCHOVE‬كان موسعا لنطاق الحد من العقاب و ذلك عند تطرقه لفكرة الحد‬
‫من العقاب النسبي ‪ ،‬و التي حددها بأنها كل شكل من أشكال التخفيض داخل النظام الجنائي ‪،‬‬
‫كعقاب الجناية بجنحة و عقاب الجنحة بمخالفة ‪ ،‬خالفا لما رآه ‪ ، George LECLERCQ‬أما إذا‬
‫‪1‬‬
‫تعلق األمر بإلغاء العقوبة على سلوك معين فإنه يعد حدا من العقاب المطلق ‪.‬‬

‫و أما األستاذ ‪ LE VASSUR‬فيرى أن الحد من العقاب في معناه الضيق ‪ ،‬يتكون في بقاء التجريم‬
‫و لكن ُيخفف كثي ار أو قليال من الردع ‪ ،‬و هذا ما قد يتم بواسطة البوليس الذي يأخذ بعين االعتبار‬
‫‪2‬‬
‫أن ال يتدخل في الجرائم و األفعال المتسامح فيها من قبل الرأي العام أو النيابة ‪.‬‬

‫أما اللجنة األوربية للمشاكل الجنائية ‪ ،‬ترى أن الحد من العقاب يتمثل في كل أشكال التخفيف داخل‬
‫النظام الجنائي ‪ ،‬فيتم نقل الجريمة من الحالة الجنائية إلى الجنحة ‪ ،‬أو نقل الجنحة إلى حالة المخالفة‪.‬‬
‫و كذلك الحاالت التي تحل فيها عقوبات أقل صرامة و أخف أثر محل العقوبة السالبة للحرية‬
‫‪3‬‬
‫كالغرامة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬االتجاه الموسع لنطاق الحد من العقاب الجنائي‬

‫يعتبر هذا االتجاه أكثر وضوحا و أقل غموضا من االتجاه السابق ‪ ،‬على اعتبار أن اآلراء التي‬
‫جاءت في هذا االتجاه تتميز بأنها اتخذت فكرة التخلي عن النظام الجنائي لصالح نظام قانوني أخر‬
‫محال الهتمامها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 30 -30‬‬
‫‪2‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 33‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Conseil de l’Europe, comite européen pour les problèmes criminels, rapport sur la‬‬
‫‪décriminalisation, Strasbourg, 1980. P.13.‬‬

‫‪22‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫فيرى األستاذ ‪ 1 Reale mark‬أن القانون رقم ‪ 307‬الصادر في ‪ 3‬ماي ‪ُ 2، 0617‬يقر بالحد‬
‫‪3‬‬
‫من العقاب ‪ ،‬حيث نص على تحويل عدد ال بأس به من جرائم المرور إلى جرائم إدارية ‪.‬‬

‫حيث يرى األستاذ أن الجريمة اإلدارية تعد تطبيقا للحد من العقاب ‪ ،‬و هو ما كان بالفعل ‪ ،‬حيث‬
‫صدر بإيطاليا القانون رقم ‪ 186‬سنة ‪. 0680‬‬

‫كما تناول المؤتمر الخامس لألمم المتحدة لمنع الجريمة و معالجة المذنبين ‪ ،‬الذي وصف الحد‬
‫من العقاب بأنه إجراء تشريعي يتكون من اختصاص القضاء المدني أو اإلداري ببعض الجرائم‬
‫‪4‬‬
‫الجنائية ‪ ،‬و استبدال العقوبات الجنائية بجزاءات غير جنائية ‪.‬‬

‫و هذا الرأي خالفه األستاذ ‪ G. Vassalli‬الذي يرى أن هذا القانون يعد تطبيقا لفكرة الحد من التجريم‬
‫و ليس الحد من العقاب ‪ ،‬على أساس أن رفع صفة الجريمة عن الفعل ما هو إال حد من التجريم ‪،‬‬
‫حتى لو تقررت له جزاءات غير جنائية ‪.‬‬

‫لذا نقول أنه كان من األفضل للقانون اإليطالي السابق الذكر ‪ ،‬أن يقرر اختصاص القاضي اإلداري‬
‫أو المدني بالسلوك الذي أُلغي تجريمه بالفعل ‪.‬‬

‫أما األستاذة ‪ Delmas Marty‬فترى أن الحد من العقاب ‪ ،‬هو التخلي عن النظام الجنائي لصالح‬
‫نظام قانوني أخر ‪ ،‬كالنظام اإلداري أو المدني أو نظام الصلح أو التوفيق ‪.‬‬

‫فال يعد حدا من العقاب ‪ ،‬تلك األشكال التي يعطي فيها المشرع للقاضي سلطة تقديرية في تخفيض‬
‫العقوبة إلى الحد األدنى المقرر لها قانونا ‪ ،‬فهي ال تعد حدا من العقاب ‪ ،‬و إنما هي مجرد آلية‬
‫‪5‬‬
‫لتخفيض العقوبة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫كان وزي ار للعدل في إيطاليا عام ‪. 0670‬‬
‫‪2‬‬
‫تم إلغائه بموجب قانون رقم ‪ 186‬في ‪ 34‬نوفمبر ‪ ، 0680‬يتضمن نظاما متكامال لقانون العقوبات اإلداري ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد اهلل درميش ‪ ،‬مختلف أشكال بدائل العقوبات السالبة للحرية ‪ ،‬مجلة المحاكم المغربية ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬فيفري‬
‫‪ ، 2001‬العدد‪ ، 86‬ص ‪. 07‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Cinquième congres de nation unies pour la présentation du crime et le traitement des‬‬
‫‪délinquants, Genève, 1975, p.21.‬‬ ‫نقال عن أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 31‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Delmas Marty, modèles et mouvement de politique criminelle, Paris, 1993, p.160.‬‬

‫‪23‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫و أما األستاذ ‪ Pradel‬فيرى أن الحد من العقاب ‪ ،‬هو كل شكل من أشكال التخفيض داخل النظام‬
‫‪1‬‬
‫الجنائي لصالح نظام أخر كالقانون اإلداري أو المدني ‪.‬‬

‫و عليه فمقتضى نزع الصفة الجنائية هو استبعاد الفعل الجنائي من نطاق الجرائم ‪ ،‬و بالتالي تتحول‬
‫العقوبة المقررة للفعل إلي إجراءات غير جنائية ‪ ،‬و منه تخفيف العبء عن كاهل العدالة الجنائية ‪،‬‬
‫من خالل إحالتها إلى هيئات أخرى ‪ ،‬ليتم توقيع جزاءات غير جنائية ‪.‬‬

‫فمن خالل أغلب اآلراء المستحدثة على رغم اختالفها حول تحديد مفهوم الحد من العقاب ‪ ،‬يمكن‬
‫القول بأن هذه األخيرة هي حاالت بقاء الفعل غير مشروع وفقا لقانون غير جنائي ‪ ،‬و دون تطبيق‬
‫القانون الجنائي ‪.‬‬

‫و لكن هذا ال يعني عدم خضوع الفعل ألي جزاء ‪ ،‬إذ يخضع لجزاءات إدارية ‪ ،‬و يمكن أن يشمل‬
‫هذا المفهوم كافة حاالت التخفيف داخل النظام الجنائي ‪ ،‬بحيث يعد حدا من العقاب بالنسبة‬
‫للمخالفات التي ال تشكل خطورة على المجتمع و النظام العام ‪ ،‬و تتحول إلى نظام غير جنائي ‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬أسباب الحد من العقاب‬

‫إن بروز الظاهرة يرجع إلى األسباب التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬ظاهرة التضخم التشريعي في القانونين اإلداري و الجنائي ‪ ،‬مما يؤدي إلى خطر عدم‬
‫فعالية بعض الجزاءات الجنائية منها خاصة ‪.‬‬
‫‪ -‬تفريد العقوبات التي قادت إلى التنويع في الجزاءات ‪ ،‬تجعل تحديد كل من األنظمة‬
‫الجزائية أكثر صعوبة ‪.‬‬
‫‪ -‬حركة العدول عن العقاب الجنائي التي ترتبت على ظاهرة التضخم الجنائي ‪ ،‬تقوم‬
‫‪2‬‬
‫في غالب األحيان إلى اللجوء للقانون اإلداري الجنائي كبديل لقانون العقوبات ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪J. Pradel, Droit pénal, t1, introduction général, 8éme éd, Cujas, 1992. p.25.‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 47‬‬

‫‪24‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫إال أن نظرية الحد من العقاب عندما نشأت كانت تتداخل مع نظريات أخرى ‪ ،‬ما أدى بالفقهاء‬
‫إلى محاولة إيجاد النقاط التي تميزها عن غيرها ‪ ،‬و بالخصوص نظرية الحد من التجريم ‪ ،‬و التحول‬
‫عن اإلجراء الجنائي ‪.‬‬

‫و من خالل ما تم تناوله حول نظرية الحد من العقاب ‪ ،‬يتضح لنا جليا أن السياسة الجنائية في اآلونة‬
‫األخيرة ‪ ،‬تسعى إلى اعتبار أن القانون الجنائي هو الوسيلة األخيرة و ليس الوحيدة لتوفير الحماية‬
‫الالزمة للمصالح االجتماعية المختلفة ‪.‬‬

‫حيث أصبح ال يلجأ إلى الحل الجنائي لمواجهة سلوك غير مشروع ‪ ،‬إال إذا ثبت عجز الحلول‬
‫القانونية األخرى في مواجهته ‪.‬‬

‫و سعيا للتخفيف من وطأة القانون الجنائي ‪ ،‬خاصة في بعض المجاالت ‪ ،‬لجأت أغلب التشريعات‬
‫خاصة في الدول المتقدمة ‪ ،‬إلى االستعانة بحلول قانونية تكفل التخلي عن الحل الجنائي ‪ ،‬بالنظر‬
‫لضآلة ما أصاب المصلحة االجتماعية من ضرر و ما تعرض له من خطر‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الحد من التجريم ‪La Décriminalisation‬‬

‫يتمثل في رفع صفة الجريمة عن فعل معين كان معاقبا عليه قبل ذلك بجزاء جنائي ‪ ،‬و اعتباره‬
‫مشروعا ‪ ،‬و يعترف القانون بمشروعيته ‪ ،‬و ال يخضع ألي نوع من أنواع الجزاءات الجنائية أو‬
‫اإلدارية ‪ ،‬و بالتالي عدم توقيع جزاء على عمل مشروع ‪.‬‬

‫و هنا مكمن التمييز بين ظاهرة الحد من التجريم و الحد من العقاب ‪ ،‬هذا األخير ُيلغي تجريم السلوك‬
‫جنائيا فقط ‪ ،‬بحيث ال يعد جريمة جنائية ‪ ،‬إال أنه يظل غير مشروع قانونا طبقا لقانون آخر ‪ ،‬و يقرر‬
‫له جزاء على المخالفة ‪.‬‬

‫و يترتب على ظاهرة الحد من التجريم ثالث نتائج ‪:‬‬

‫‪ -‬إن إلغاء تجريم سلوك معين و اعتباره مشروعا من الناحية القانونية ‪ ،‬ال يؤدي حتما‬
‫إلى قبوله من الناحية االجتماعية ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫فإذا كانت بعض التشريعات األوروبية ألغت تجريم اإلجهاض و أصبح بذلك هذا الفعل‬
‫مشروعا قانونا ‪ ،‬لكنه ال يزال يثير استياء اجتماعيا و غير مقبول داخل المجتمع ‪.‬‬
‫في حين هناك جرائم يقرر المشرع بشأنها إلغاء التجريم ‪ ،‬فيصبح مشروعا قانونا‬
‫تعد مجرد عالقات‬
‫و اجتماعيا أيضا ‪ ،‬كمخالفات التهرب الضريبي و الجمركي ‪ ،‬ألنها ّ‬
‫‪1‬‬
‫اقتصادية مقبولة اجتماعيا ‪.‬‬
‫تعد نسبية من حيث الزمان و المكان ‪ ،‬فالمشرع‬
‫‪ -‬نسبية ظاهرة الحد من التجريم ‪ ،‬حيث ّ‬
‫يقر إلغاء تجريم مخالفة ‪ ،‬و يجعله مشروعا نظ ار لتطور معين ‪ ،‬رغم أنه لم يكن كذلك‬
‫قد ّ‬
‫من قبل داخل نفس الدولة ‪.‬‬
‫و من حيث المكان ‪ ،‬يختلف تطبيق الظاهرة من دولة ألخرى ‪ ،‬و هذا راجع بحسب‬
‫تطور الرأي العام من مجتمع آلخر ‪ ،‬و مدى تقبل الضمير االجتماعي إلغاء تجريم‬
‫سلوك معين ‪ ،‬و مدى ارتباطها بالنظام العام و اآلداب العامة التي تختلف حسب كل‬
‫مجتمع ‪.‬‬
‫فإذا كانت هناك إمكانية تطبيق ظاهرة الحد من التجريم في الجرائم األخالقية في دولة‬
‫أوروبية ‪ ،‬فقد ال يكون األمر كذلك في دول عربية أو إسالمية ‪.‬‬
‫‪ -‬يترتب نطاق تطبيق الحد من التجريم منفصال عن كال من ظاهرتي الحد من العقاب ‪،‬‬
‫و التحول عن اإلجراء الجنائي ‪ ،‬فيؤدي إلى قصر نطاق تطبيقه على الجرائم المتعلقة‬
‫باألخالق كاإلجهاض ‪ ،‬الزنا ‪ ،‬ممارسة الدعارة ‪ 2..‬بدعوى أنها تدخل في نطاق الحرية‬
‫المجهض ‪ ،‬و الزوج‬
‫الشخصية لألفراد ‪ ،‬رغم أنها تمس بآخرين كضحايا كالجنين ُ‬
‫المخدوع ‪.‬‬

‫لكن على الرغم من أن هذه األفعال تظل غير مقبولة اجتماعيا ‪ ،‬إال أنها في نظرهم ال تستدعي تدخل‬
‫القانون الجنائي و توقيع العقاب ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 44‬‬
‫‪2‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪. 43‬‬

‫‪26‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫البند األول ‪ :‬الحد من التجريم بصفة كلية‬

‫و تعني تخفيض قائمة األفعال المجرمة إلى الحد الضروري ‪ ،‬ألجل الحصول و ضمان مستوى مقبول‬
‫من الرفاهية االجتماعية ‪ ،‬بالعدول عن فرض قيم غير اجتماعية ‪ ،‬و المجال المفضل للحد من التجريم‬
‫‪1‬‬
‫يتمحور و يتركز في الجرائم األخالقية ‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬الحد من التجريم بصفة جزئية‬

‫و يمكن أن يمارس سواء عن طريق تجريد بعض األفعال من طابعها اإلجرامي ‪ ،‬أو عن طريق‬
‫‪2‬‬
‫تخفيض الحد األقصى لعقوبات الجنح ‪ ،‬لوقف تنفيذ العقوبة ‪ ،‬أو اللجوء إلى بدائل لعقوبة الحبس ‪.‬‬

‫و من وجهة نظري ال أتفق مع هذا التقسيم ‪ ،‬فيما يخص الحد من التجريم بصفة جزئية ‪ ،‬ألنه ال يعدو‬
‫أن يكون من قبيل تخفيض العقوبة الجنائية ليس إال ‪ ،‬كالظروف المخففة ‪ ،‬و بدائل عقوبة الحبس‬
‫قصير المدة التي ينطق بها القاضي الجنائي مراعاة لظروف الجناة ‪ ، ..‬نظ ار لما للتخفيف في العقوبة‬
‫من فوائد لكل من المجتمع و المحكوم عليه ‪ ،‬من تحقيق للكرامة االنسانية للمعاقب ‪ ،‬و تحقيقا للهدف‬
‫الكامن من وراء توقيع العقوبة و هو الزجر الخاص و العام من جهة ‪ ،‬وصوال إلصالح و تأهيل‬
‫المحكوم عليه من جهة أخرى ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬التحول عن اإلجراء الجنائي ‪La Déjudiciarisation‬‬

‫هو البقاء على التجريم الجنائي ‪ 3،‬و االستعانة بإجراءات غير جنائية لحل النزاع أو لتقويم السلوك‬
‫‪4‬‬
‫المنحرف أو عالجه ‪.‬‬
‫فهو كل وسيلة ُيستبعد بها اإلجراء الجنائي العادي ‪ ،‬و تتوقف معها المتابعة الجنائية ‪ ،‬و عدم توقيع‬

‫‪1‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 46‬‬
‫‪ 3‬و من تم فهو من هذه الناحية عكس ظاهرة الحد من التجريم التي تُقر بمشروعية الفعل بكامله ‪ ،‬و عكس ظاهرة‬
‫الحد من العقاب حيث يرفع فيها صفة التجريم الجنائي ‪ ،‬و يبقى غير مشروع طبقا لقانون آخر مثل ق‪ .‬ع‪ .‬إ ‪ ،‬في‬
‫حين يبقى التحول عن اإلجراء الجنائي يكيف على أنه جريمة جنائية ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 43‬‬

‫‪27‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫عقوبة جنائية في حقه ‪ ،‬لتجنب صدور حكم باإلدانة ‪ ،‬حيث يخضع المجرم بعد موافقته لبرنامج غير‬
‫جنائي يساعده على اإلندماج مرة أخرى في المجتمع ‪ ،‬و تجنب الخضوع لجزاء جنائي كالصلح ‪،‬‬
‫الوساطة ‪ ،‬التوفيق ‪ ،‬اإلستعانة بالعالج الطبي أو التربوي ‪. ..‬‬

‫يعد مخالفة غير‬


‫و هنا يتشابه التحول عن اإلجراء الجنائي مع الحد من العقاب ‪ ،‬في أن كالهما ّ‬
‫مشروعة قانونا ‪ ،‬و أن هدفهما هو عدم تعرض المخالف للجزاء الجنائي ‪.‬‬

‫و عليه و طبقا لظاهرة التحول عن اإلجراء الجنائي ‪ ،‬يبقى الفعل مجرما جنائيا ‪ ،‬لكن يبحث له عن‬
‫‪1‬‬
‫إجراءات غير جنائية دون المساس بطبيعته الجنائية ‪.‬‬

‫و هنا يكون الدور لكل من الشرطة ‪ ،‬القاضي و النيابة العامة ‪ ،‬و بسلطتهم التقديرية في االستمرار‬
‫في المتابعة و اإلدانة أو التوقف عنها ‪.‬‬

‫فلجهاز الشرطة السلطة التقديرية أمام بعض الجرائم القليلة األهمية كالخالفات العائلية ‪ ،‬السب‬
‫و الشتم ‪ ..‬في متابعتها أو التوفيق و إعطاء النصح ‪.‬‬

‫و للنيابة العامة اتخاذ ما تراه مناسبا ‪ ،‬كإصدار أوامر الحفظ أو األمر بأن ال وجه للمتابعة ‪ ،‬و إجراء‬
‫الصلح ‪ ،‬أو رد الشيء المسروق ‪ ،‬و تفادي الوصول إلى اإلدانة لتحقيق المصلحة االجتماعية ‪.‬‬

‫و للقاضي الدور في عرض النزاع للصلح و التوفيق بين األطراف المتنازعة ‪ ،‬أو إيداع المخالف‬
‫‪2‬‬
‫إلى مؤسسة اجتماعية أو مركز عالجي ‪ ،‬أو الخضوع لبرنامج غير جنائي ‪.‬‬

‫و نجد أن المجتمعات المتحضرة قد اتجهت في سبيل هذا التطور إلى تطوير السياسة العقابية ‪،‬‬
‫و بالتالي البحث عن وسائل أخرى بديلة عن العقوبات التقليدية ‪ ،‬نظ ار لتقدير مدى تحقيقها للردع ‪،‬‬

‫و لن يتأتى ذلك إال بتطبيقها السليم الذي يؤدي إلى إيجاد نظام عقابي جديد يرتكز على فكرة المشاركة‬
‫الحرة للمحكوم عليه في وضع األسس التي يرتكز عليها بناء مصيره االجتماعي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 30‬‬
‫‪2‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪. 33 -30‬‬

‫‪28‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫لكن لتحقيق ذلك وجب توافر بعض الشروط تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون الخطر الناجم عن الجريمة ضئيال ‪ ،‬ال يتطلب المصلحة العامة معه إجراء‬
‫المحاكمة ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يثبت خطأ الفاعل ‪ ،‬و أن يبدي استعداد إلصالح ما نتج عن عمله ‪.‬‬
‫‪ -‬توافر الوسائل البديلة لحل النزاع الندماج المخالف في المجتمع ‪ ،‬و عدم إتيان الفعل‬
‫في المستقبل ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬موافقة كل من المجني و المجني عليه على وقف المتابعة و حل النزاع وديا ‪.‬‬

‫فكل هذه العوامل السابقة الذكر مجتمعة ساعدت و أدت إلى األمر الذي نشأ عنه في بعض الدول‬
‫كألمانيا و النمسا و إيطاليا فرع جديد في القانون اإلداري هو " قانون العقوبات اإلداري" أو " القانون‬
‫اإلداري الجنائي " ‪ ،‬الذي يعالج نظاما قانونيا وسطا بين القانون الجنائي و القانون اإلداري كتقنين‬
‫متكامل ‪.‬‬

‫و هذا ما سيتم معالجته من خالل المطلب الموالي ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التطور التاريخي لقانون العقوبات اإلداري‬

‫لم يكن الفقه اإلداري يعرف من ظاهرة العقوبات اإلدارية سوى الجزاءات التأديبية في مجال الوظيفة‬
‫العامة ‪ ،‬و الجزاءات التعاقدية في مجال العقد اإلداري ‪ ،‬مبر ار ذلك في أن إعطاء اإلدارة الحق في‬
‫توقيع الجزاءات اإلدارية يؤدي إلى انتهاك مبدأ الفصل بين السلطات ‪ ،‬باإلضافة إلى أنه يجعل من‬
‫اإلدارة خصما و حكما في نفس الوقت مما قد ينجم عنه من اعتداء على حقوق و حريات األفراد ‪.‬‬

‫غير أن اآلثار االقتصادية و االجتماعية المدمرة التي نجمت عن الحرب العالمية الثانية فرضت نفسها‬
‫على الواقع القانوني ‪ ،‬الذي أفضى إلى توسع الدولة من نطاق أجهزتها ‪ ،‬فأصدرت العديد من القوانين‬
‫في مجاالت إدارية ‪ ،‬إقتصادية ‪ ،‬ضريبية ‪ ،‬زراعية ومرورية ‪ ..‬و خول لإلدارة سلطة توقيع جزاءات‬
‫من قبيل الغرامة اإلدارية ‪ ،‬وقف النشاط ‪ ،‬غلق المحالت ‪ ،‬سحب التراخيص ‪..‬‬

‫‪1‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 33‬‬

‫‪29‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫أما فقهيا فلم تلق الجزاءات اإلدارية قبول و اتفاق إيجابي ‪ ،‬فقد اعتبر ‪ Waline‬أن الجزاءات اإلدارية‬
‫‪1‬‬
‫تعمل على خلق و تطوير قانون عقوبات مستتر ‪. Un Pseudo – Droit Pénal‬‬

‫أما ‪ DE LAUBADERE‬فقد أكد بأن منح اإلدارة حق توقيع جزاءات إدارية يشكل صيغة مفرطة‬
‫‪2‬‬
‫في نطاق االمتيازات العامة لإلدارة ‪.‬‬

‫و بعدها اتجهت الكثير من التشريعات إلى التوسع في األخذ بفكرة الحد من العقاب و الحد من التجريم‬
‫و التحول عن اإلجراء الجنائي ‪ ،‬و منه إقرار العقوبات اإلدارية ‪.‬‬

‫مع اإلشارة إلى أن استخدام الجزاءات اإلدارية التي تقررها السلطات اإلدارية ‪ ،‬ال يقتصر على الدول‬
‫التي تأخذ بالفعل بنظام لقانون العقوبات اإلداري ‪ ،‬و إنما يمتد إلى دول أخرى ‪ ،‬تمنح اإلدارة سلطة‬
‫تقرير جزاءات إدارية ‪.‬‬

‫و ذلك دون أن يكون لديها نظام متكامل للجرائم و العقوبات اإلدارية ‪ ،‬و من ثم االعتراف بهذا الفرع‬
‫من القانون و األخذ ببعض أحكامه و مكوناته ‪ ،‬حتى و إن تم ذلك بطريقة غير مباشرة من قبل عديد‬
‫التشريعات الدولية كما هو الوضع في فرنسا ‪ ،‬و منها أيضا التشريع الجزائري في عدة مجاالت‬
‫‪3‬‬
‫و مواضيع ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الوضع في ألمانيا‬

‫أخذ المشرع األلماني بفكرة الجمع بين القانون الجنائي و القانون اإلداري الجزائي ‪ ،‬حيث تقوم‬
‫الجريمتان معا في مجال المسئولية ‪ ،‬لغاية سنة ‪ ، 0673‬حيث أنشأ نظاما متكامال للجرائم‬
‫‪4‬‬
‫اإلدارية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪AUVE JEAN MARC , Les sanctions Administratives en droit public français , Actualité‬‬
‫‪juridique , droit administratif , A.J.D.A , octobre 2001 , p. 16 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ANDRE DE LAUBADERE, traité élémentaire de droit administrative, Librairie général de‬‬
‫‪droit et de jurisprudence, L.G.D.J, 8 éd, 1980, p.333.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر البعض من هذه المجاالت في الباب الثاني من رسالتنا ‪ ،‬ص ‪ 080‬و ما يليها ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 33‬‬

‫‪30‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫يعد القانون األلماني أول القوانين التي استعانت بنظام الجزاءات اإلدارية العامة ‪ ،‬كبديل للجزاءات‬
‫و ّ‬
‫الجنائية التقليدية ‪ ،‬بما يطلق عليه ‪ OWIG‬عام ‪ ، 0646‬الذي اقتصر تطبيقه بداية على انتهاك‬
‫بعض القواعد االقتصادية ‪ ،‬التي كان يقرر لها غرامات إدارية وفق إجراءات إدارية مبسطة ‪،‬‬
‫من ضبط و تحقيق و فرض جزاء إداري ‪.‬‬

‫و في عام ‪ ، 0633‬صدر قانون جديد ل ‪ ، OWIG‬يتضمن تنظيما قانونيا متكامال للجرائم اإلدارية ‪،‬‬
‫حيث أصبح يطبق على بعض المخالفات بما فيها االقتصادية التي كانت في ظل القانون القديم ‪،‬‬
‫و اعتبارها مخالفات إدارية موجبة لجزاءات إدارية ‪.‬‬

‫و بعدها صدور قانون جديد في ‪ ، 0618‬بديال عن الثاني ‪ ،‬كان الهدف منه تيسير اإلجراءات‬
‫و تبسيطها ‪ ،‬لغاية صدور قانون ‪ 3‬جانفي ‪ ، 0673‬تماشيا مع التطورات و تغيير األوضاع العامة‬
‫في ألمانيا ‪ ،‬حيث تضمن نقل مجموعة كبيرة من الجرائم الجنائية من قانون العقوبات إلى قانون‬
‫العقوبات اإلداري ‪ ، OWIG‬و الذي تم تعديله مرتين في ‪ 00‬أكتوبر ‪ ، 0678‬و ‪ 30‬أوت ‪. 3007‬‬

‫‪1‬‬
‫و بذلك أصبحت الجرائم ذات تقسيم ثنائي بعد إخراج المخالفات من عداد الجرائم الجنائية ‪.‬‬

‫و تُعرف الفقرة األولى من المادة ‪ 3‬من قانون ‪ OWIG‬الجريمة اإلدارية بأنها ‪:‬‬
‫" عمل غير مشروع يؤاخذ عليه ‪ ،‬يتكون من فعل منصوص عليه في قانون يعاقب على ارتكابه بغرامة‬
‫إدارية " ‪.‬‬

‫و تضيف الفقرة الثانية من نفس المادة ‪:‬‬


‫" جريمة معاقب عليها بغرامة إدارية ‪ ،‬هي جريمة تتكون من فعل منصوص عليه في قانون بالمعنى‬
‫‪2‬‬
‫الوارد في الفقرة السابقة ‪ ،‬حتى و لو وقعت على شكل ال يؤدي الستهجان فاعلها " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أحمد البراك ‪ ،‬نحو قانون للمخالفات العامة ‪ ،‬مقاالت و دراسات قانونية ‪ ،‬على الموقع اإللكتروني ‪:‬‬
‫‪http://ahmadbarak.com/Category/PhDMasterThesis‬‬
‫تاريخ اإلطالع ‪. 4:40 ، 3007 -04 -34 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Art. 2/1 : " une action illicite et répréhensible consistant dans un fait prévu par une loi‬‬
‫‪qui permet de le réprimer d’une amende administrative " .‬‬
‫‪Art. 2/2 : " une infraction d’une amende administrative est une infraction constituant un‬‬

‫‪31‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫و لقد أخذ المشرع األلماني بالمعيار الشكلي للتمييز بين الجريمة الجنائية و اإلدارية ‪ ،‬فالسلوك‬
‫يعد‬
‫يعد جريمة جنائية ‪ ،‬و السلوك المعاقب عليه بالغرامة اإلدارية ّ‬
‫المعاقب عليه بالحبس و الغرامة ّ‬
‫جريمة إدارية ‪.‬‬

‫و لقد أحصى المشرع قائمة هامة للجرائم اإلدارية المقرر لها جزاءات إدارية مالية ‪ ،‬بهدف تجنب‬
‫اختالف تقدير الغرامات المالية بين السلطات اإلدارية المختصة ‪ ،‬تمثلت في السكر العلني ‪ ،‬عدم‬
‫‪1‬‬
‫مراقبة الحيوانات الخطيرة ‪..‬‬

‫تدخل فيها المشرع األلماني بجزاءات إدارية ‪ ،‬تمثلت في المرور‪ ،‬البيئة ‪،‬‬
‫أما عن المجاالت التي ّ‬
‫الجمارك ‪ ،‬الضرائب ‪ ،‬النقل ‪ ،‬المنافسة ‪ ،‬قانون حماية المستهلك ‪..‬‬

‫و عمليا فقد انصبت الجزاءات طبقا لقانون ‪ OWIG‬على قانون المرور أكثر من المجاالت األخرى ‪.‬‬

‫كما أن المحكمة الدستورية األلمانية ‪ ،‬أيدت األخذ بالجريمة اإلدارية في حكمها الصادر في ‪، 0616‬‬
‫طالما أنه احترم مبدأ الفصل بين السلطات ‪.‬‬

‫فيكون للمشرع تعديل القانون بتخفيض العقوبات ‪ ،‬أو إعادة تكييفها و اعتبارها مجرد جرائم إدارية ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ألن قانون العقوبات يتضمن الجرائم الهامة ‪ ،‬بالنظر إلى الحقوق و المصالح المحمية ‪.‬‬

‫و عليه فال مانع من تطبيق نظام الحد من العقاب باالستعانة بقانون العقوبات اإلداري ‪ ،‬مع االلتزام‬
‫بمبدأ التناسب ‪ 3‬في توقيع العقوبة اإلدارية ‪.‬‬

‫‪fait prévu par une loi au sens de l’alinéa premier, même si elle est commise sans qu’il‬‬
‫"‪puisse en être fait grief à son auteur.‬‬ ‫نقال عن أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 83‬‬
‫‪1‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪. 83‬‬
‫‪ 2‬أمين مصطفى محمد ‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪. 83‬‬
‫‪3‬‬
‫سنعالج مبدأ التناسب كأحد الضمانات الموضوعية المقدمة لألفراد عند تقرير الجزاء ‪ ،‬ينظر الفصل الثاني من الباب‬
‫األول من رسالتنا ‪ ،‬ص ‪. 003 -000‬‬

‫‪32‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الوضع في إيطاليا‬

‫أصدر المشرع في سنة ‪ 0680‬قانونا جديدا للحد من العقاب تضمن نظاما عاما للجرائم اإلدارية ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫تتويجا لقوانين سابقة و موسعا في مجال الجزاءات اإلدارية الجنائية ‪.‬‬

‫فلقد أخذ المشرع اإليطالي بالجزاءات اإلدارية بديال عن الجزاءات الجنائية لبعض المخالفات ‪ ،‬بإصداره‬
‫القانون رقم ‪ 186‬في ‪ 34‬نوفمبر ‪ ، 0680‬يتضمن نظاما متكامال لقانون العقوبات اإلداري ‪ ،‬بعدما‬
‫كانت مجرد نصوص متفرقة متضمنة لجزاءات إدارية كقانون المرور ‪.‬‬

‫و لقد نصت المادة ‪ 33‬من قانون ‪ 0680‬على أنه ‪:‬‬


‫" ال تكون جريمة ‪ ،‬و تخضع لجزاء إداري بدفع مبلغ من النقود ‪ ،‬كل االعتداءات المقرر لها عقوبة‬
‫‪2‬‬
‫الغرامة أو الغرامة البوليسية ‪ ،‬و هذا فيما عدا ما هو منصوص عليه بالنسبة لالنتهاكات المالية ‪" ..‬‬

‫و عليه و طبقا للمادة ‪ 33‬فال يقتصر تطبيق قانون العقوبات اإلدارية على المخالفات فحسب مثل‬
‫القانون األلماني ‪ ،‬بل يمتد إلى الجنح أيضا ‪ ،‬شريطة أن يكون معاقبا على كال من المخالفة‬
‫أو الجنحة بعقوبة جنائية متمثلة في الغرامة المالية ال غير ‪.‬‬

‫و المعيار الشكلي الذي وضعته المادة السالفة الذكر لتحديد الجرائم المرفوعة عنها صفة التجريم‬
‫طبقا للقانون الجنائي ‪ ،‬و اعتبارها جريمة طبقا لقانون العقوبات اإلداري ‪ ،‬يتمثل في الغرامة المالية ‪،‬‬
‫مراعاة لمبدأي التناسب و االحتياط ‪.‬‬

‫و لقد نصت المادة ‪ 33‬من نفس القانون ‪ ،‬إلى جرائم محددة يرفع عنها صفة التجريم ‪ ،‬لتتحول‬
‫إلى جرائم إدارية ‪ ،‬و تتعلق بالباعة المتجولون ‪ ،‬أشغال الطرق ‪ ،‬إيذاء الحيوان ‪ ،‬التعامل الغير‬
‫‪3‬‬
‫مشروع في المشروبات الروحية ‪ ،‬باإلضافة إلى جرائم المرور‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 33‬‬
‫‪2‬‬
‫عقوبة الغرامة ‪ MULTA‬مقرر لجنحة ‪ ،‬و الغرامة البوليسية ‪ AMMENDA‬المقرر لمخالفة ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫عن الجرائم الواردة في نص المادة ‪ 33‬تتعارض مع المادة ‪ 33‬التي تخرج الجرائم المعاقب عليها بعقوبة سالبة للحرية‬
‫من دائرة ق‪ .‬ع‪ .‬إ ‪ ،‬و عدم اعتبارها جرائم إدارية ‪ ،‬في حين أن المادة ‪ 33‬منه يقرر لها فضال عن ذلك العقوبة‬
‫السالبة للحرية ‪ ،‬لمزيد من التفصيل ينظر أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 87‬و ما يليها ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫و عليه فإن تحديد المشرع اإليطالي للجريمة اإلدارية من الناحية الشكلية ‪ ،‬يتشابه مع ما نص عليه‬
‫المشرع األلماني في المادة ‪ 0‬من قانون ‪. OWIG‬‬

‫و لقد تأثرت بعض الدول األوروبية بنظام قانون العقوبات اإلداري ‪ ،‬فمنهم من سار نحو تقنين قانون‬
‫متكامل لتنظيم الجريمة اإلدارية مثل النمسا ‪ ،‬و منهم من استبعد المخالفات من نطاق قانون العقوبات‬
‫مثل التشريع اليوغسالفي ‪ ، 0638‬التشريع الروسي ‪ ، 0610‬البرتغال ‪ 0683‬الذي اعتبر المخالفات‬
‫‪1‬‬
‫مجرد جرائم تنظيمية ‪.‬‬

‫و هو ما عولت عليه أيضا الحكومة البلجيكية نظ ار لما تتمتع به العقوبات اإلدارية من القدرة على‬
‫القمع السريع و الفعال مقارنة بنظام العدالة الجنائية التقليدية ‪ ،‬و بالذات من منظور سرعة تبنيها‬
‫و مرونتها من خالل األعمال التحضيرية التي صاحبت صدور قانون ‪ 00‬جوان ‪ 0670‬المتعلق‬
‫بالغرامات اإلدارية في مجال تشريع العمل و قانون ‪ 30‬جويلية ‪ 0670‬بشأن غلق المؤسسات لفرض‬
‫‪2‬‬
‫احترام قانون تنظيم االقتصاد و األسعار ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬الوضع في الدول التي لم تأخذ بنظام قانون العقوبات اإلداري‬

‫لم يقتصر األمر على الدول التي أخذت بنظام و تقنين قانون العقوبات اإلداري ‪ ،‬بل تعداه إلى دول‬
‫لم تأخذ به كفرنسا و الجزائر ‪.‬‬

‫و لكن هذا لم يمنع من وجود بعض األحكام و اإلجراءات الخاصة بالجرائم اإلدارية ‪ ،‬و فرض‬
‫جزاءات إدارية محددة لها ‪ ،‬ضمن نصوص متفرقة ‪ ،‬في مجاالت متعددة ‪ ،‬لم ترق بعد إلى إنشاء‬
‫نظام و تقنين متكامل لقانون العقوبات اإلداري ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 84‬‬
‫‪2‬‬
‫‪M.J. LIGOT, la sanction administrative dans le droit Belge, sur le site :‬‬
‫‪http://aca-europe.eu/colloquia/1972/belgium-2_fr.pdf , p. 391, date de visite : 18-01-‬‬
‫‪2018 à 03 :05 .‬‬

‫‪34‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫البند األول ‪ :‬الوضع في فرنسا‬

‫في فرنسا و على الرغم من عدم وجود نظام عام للجرائم اإلدارية ‪ ،‬إال أنه يمكن القول بأن المشرع‬
‫الفرنسي لم يكن بعيدا عن هذا االتجاه ‪.‬‬

‫فلقد ظهرت العقوبات اإلدارية حديثا في القانون الفرنسي ‪ ،‬إذ أنها لم تكن موجودة سوى في المجال‬
‫التأديبي ‪ ،‬و ضمن إطار اتخاذ التدابير تجاه الموظفين ‪ ،‬أو في المجال المالي ‪.‬‬

‫يستند سكوت القانون العام الفرنسي عن االعتراف بالعقوبات اإلدارية ‪ ،‬للنص الحرفي للمادة ‪01‬‬
‫من إعالن حقوق اإلنسان و المواطن ‪ ،‬الذي يعتبر أنه ‪:‬‬

‫" ال تنشأ الشركة التي ال تضمن الحقوق أو الفصل بين السلطات المحددة "‪.‬‬

‫استنادا إلى هذا النص ‪ ،‬يتبين أن هذه المادة تمنع إناطة الهيئة الواحدة بأكثر من سلطة تنظيمية‬
‫أو سلطة زجرية ‪.‬‬

‫و لقد عمد الفقه و االجتهاد الفرنسي إلى القول بجواز إناطة السلطة اإلدارية الواحدة بأكثر من سلطة ‪،‬‬
‫و قد تباينت أهمية تمكين السلطة الواحدة التي تهدف إلى ضمان تأمين النظام لنشاط معين ‪.‬‬

‫يحول مبدأ الفصل بين السلطات ‪ ،‬أو أي‬


‫أقر المجلس الدستوري الفرنسي بأنه ال يمكن أن ُ‬
‫و لقد ّ‬
‫معيار دستوري آخر إناطة السلطة اإلدارية بسلطة فرض العقوبات ‪ ،‬شرط أن ال تكون عقوبات سالبة‬
‫‪1‬‬
‫للحرية ‪.‬‬
‫و أكد خضوع تلك الجزاءات اإلدارية للقواعد العامة التي تسري على العقوبات الجنائية في عدة‬
‫‪2‬‬
‫أحكام ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المجلس الدستوري ‪ ،‬قرار صادر في ‪ 07‬جانفي ‪ ، 0686‬رقم القرار ‪ ، 88-248 DC‬حرية اإلعالم ‪ ،‬الفصل بين‬
‫السلطات ‪ ،‬إناطة السلطة المستقلة المسئولة عن ضمان ممارسة حرية اإلعالم المرئي و المسموع بسلطات عقابية‬
‫ضمن إطار الحدود الضرورية و المطلوبة إلنجاز هذه المهمة (حيثية رقم ‪ ، )37‬العقوبات اإلدارية في القانون‬
‫الفرنسي ‪ ،‬على الموقع اإللكتروني ‪http://jusoor.org/NewsManager/templates/?a=39&z=0 :‬‬
‫تاريخ اإلطالع ‪. 19 :15 ، 3007 -03 -31 :‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 33‬‬

‫‪35‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫و لقد استُحدثت تشريعات في مجال الجزاءات اإلدارية العامة ‪ ،‬كالتشريع الخاص بتخفيض الغرامة‬
‫االتفاقية في حالة الدفع الفوري عام ‪ ، 0646‬و الجرائم الماسة بحرية المنافسة ‪ ، 0681‬الجرائم‬
‫الخاصة بالوسائط السمعية البصرية ‪ ، 0686‬و الجرائم المتعلقة بالبورصة ‪. 0686‬‬

‫و شملت قطاعات على وجه الخصوص الضرائب و االشتراكات االجتماعية ‪ ،‬الصحة العامة ‪ ،‬العمل‬
‫و التأهيل المهني ‪ ،‬الثقافة ‪ ،‬اإلعالم و الصحافة ‪ ،‬القطاع المالي و األسواق ‪ ،‬وسائل النقل و المرور‪،‬‬
‫قانون حماية البيئة ‪ ،‬كما يضيف إليها القانون الفرنسي جرائم الحدائق العامة ‪.‬‬

‫و من أمثلتها ‪:‬‬

‫‪ -‬في حال مخالفة القانون المتعلق باإلنشاءات الالزمة لحماية البيئة ‪ ،‬يمكن لمدير الشرطة ‪،‬‬
‫عمال بالمادة ‪ L 514-1‬من قانون البيئة ‪ ،‬و بعد إنذار المستثمر‪ ،‬أن يقرر إلزام هذا األخير‬
‫بتسليم المحاسب العام قيمة المبلغ المتعلق بكلفة األعمال الالزمة في هذا اإلطار ‪ ،‬أو اتخاذ‬
‫القرار بتنفيذ اإلجراءات و التدابير المنصوص عنها على نفقة المستثمر أو تعليق النشاط‬
‫ريثما يتم االلتزام بالشروط المفروضة و تنفيذها ‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة مخالفة القانون المتعلق بمحالت بيع الخمور ‪ ،‬عمال بنص المادة ‪L 3332-15‬‬
‫من قانون الصحة العامة ‪ ،‬التي تنص على إقفال محالت بيع الخمور و المطاعم ‪ ،‬بموجب‬
‫قرار صادر عن مدير الشرطة ‪ ،‬و ذلك لمدة ال تزيد عن ستة أشهر ‪ ،‬على إثر مخالفة‬
‫القوانين و األنظمة المتعلقة بهذه المؤسسات ‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة مخالفة القانون المتعلق بالمباريات الرياضية ‪ ،‬يمكن لالتحادات الرياضية أن تصدر‬
‫قرارها بفرض هذه العقوبات ‪ ،‬كالوكالة الفرنسية الخاصة بمحاربة المنشطات ‪ ،‬و التي تعتبر‬
‫سلطة إدارية مستقلة ‪ ،‬أنشئت بموجب القانون الصادر في ‪ 3‬أبريل ‪ ، 3001‬و المتعلق‬
‫‪1‬‬
‫بمحاربة المنشطات ‪.‬‬
‫‪ -‬مخالفة األحكام المتعلقة بحرية المنافسة ‪ ،‬حيث خول القانون الصادر في أول ديسمبر سنة‬
‫‪ ، 0681‬المتعلق بحرية األسعار و المنافسة ‪ ،‬لمجلس المنافسة الفصل في الممارسات التي‬

‫‪1‬‬
‫العقوبات اإلدارية في القانون الفرنسي ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫ترتكب في بعض المشاريع االقتصادية بقصد إعاقة حرية المنافسة ‪ ،‬و جعل من سلطته‬
‫‪1‬‬
‫فرض جزاءات مالية على المخالفين ‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬الوضع في الجزائر‬

‫لقد أصدر المشرع الجزائري بعض التشريعات تضمنت جزاءات إدارية على الجرائم القليلة الجسامة ‪،‬‬
‫مثل قانون الجمارك فيما يخص المخالفات الجمركية ‪ ،‬كالمصالحة في الجمارك و مواد الضرائب‬
‫بشأن فرض الضريبة ‪ ،‬و بشأن تصالح اإلدارة مع المخالف ‪ ،‬و كذلك قانون المرور في فرض‬
‫عقوبات إدارية على المخالف من سحب الرخصة كعقوبة إدارية ‪ ،‬باإلضافة إلى قانون حماية‬
‫المستهلك و قمع الغش كعقوبة حجز السلع ‪ ،‬و توقيف نشاط المؤسسة مؤقتا ‪ 2..‬و غيرها ‪.‬‬

‫هذا بالنسبة للجزاءات اإلدارية الموقعة من طرف اإلدارة التقليدية ‪ ،‬كذلك الحال بالنسبة للجزاءات‬
‫التي توقعها الهيئات اإلدارية المستقلة ‪ ،‬مثل مجلس المنافسة ‪ ،‬السمعي البصري ‪ ،‬اإلعالم ‪،‬‬
‫البورصة ‪ .. ،‬من فرض عقوبات إدارية على المخالف ‪.‬‬

‫و كل هذا بالنظر لدور الجزاء اإلداري في طائفة معينة من الجرائم التي تشهد اتساعا ملحوظا‬
‫في مختلف التشريعات ‪.‬‬

‫ففكرة القانون اإلداري الجنائي و إن كانت مجهولة في تشريعات عديدة ‪ ،‬فإن بذورها موجودة في شكل‬
‫الغرامة المالية اإلدارية ‪ ،‬سحب الترخيص ‪ ،‬سحب الرخصة ‪ ،‬و غيرها من الجزاءات اإلدارية ‪ ،‬بحيث‬
‫تعطى األولوية للعقوبة اإلدارية في المخالفة ثم للعقوبة الجزائية ‪ ،‬كوقف نشاط معين ‪ ،‬نظام التصالح‬
‫بين اإلدارة و المخالِف ‪..‬‬

‫و كل هذا في سبيل التقليل من تراكم القضايا الجزائية أمام المحاكم الجزائية بالنسبة للمخالفات‬
‫البسيطة ‪ ،‬ما دام باإلمكان الفصل فيها من قبل الجهات اإلدارية ‪ ،‬تحت رقابة القضاء المختص ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Rapport du cons, conc, fr. pour 2005, Etude thématique consacrée aux sanctions‬‬
‫‪pécuniaires et aux injonctions, p.102, sur : www.autoritedelaconcurrence.fr, date de visite‬‬
‫‪le : 03- 11- 2017 à 14 :38 .‬‬
‫‪2‬‬
‫سنتعرض لجل هذه الجزاءات بالتفصيل ضمن الباب الثاني من رسالتنا‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬المؤتمرات الدولية‬

‫على صعيد المؤتمرات الدولية ‪ ،‬نجد المؤتمر الدولي الرابع عشر في فيينا للفترة ما بين ‪ 3‬إلى‪ 7‬أكتوبر‬
‫‪ ، 0686‬تضمن في أحد مواضيعه المشاكل القانونية التي يفرضها التمييز بين القانون الجنائي‬
‫و قانون العقوبات اإلداري ‪.‬‬

‫و أشار المؤتمر في توصياته إلى اتجاه أغلب التشريعات إلى إخراج الجرائم اليسيرة من إطار قانون‬
‫العقوبات و اعتبارها جرائم إدارية ‪.‬‬

‫كما أوصى بضرورة تحديد نطاق قانون العقوبات اإلداري ‪ ،‬على نحو يخلق تناسبا بين العقوبة من‬
‫جهة ‪ ،‬و جسامة الجريمة من جهة أخرى ‪ ،‬و إلى استبعاد عقوبة الحبس و الجزاءات المقيدة للحريات‬
‫من دائرة الج ازءات اإلدارية ‪ ،‬أما الغرامة فينبغي أن ال تزيد عن المقررة في قانون العقوبات ‪.‬‬

‫كما أوصى بإخضاع العقوبات اإلدارية لمبدأ الشرعية و المسئولية القائمة على أساس الخطأ‬
‫‪1‬‬
‫الشخصي ‪.‬‬

‫و كان من بين أحدث المؤتمرات في هذا المجال ‪ ،‬الندوة العلمية حول االتجاهات الحديثة في القانون‬
‫‪2‬‬
‫الجزائي اإلداري المنعقد في ‪ 3003‬بلبنان ‪.‬‬

‫و من بين التوصيات التي جاء بها ما يلي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫لمزيد من التفاصيل ينظر محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 33‬‬
‫‪2‬‬
‫الندوة العلمية حول االتجاهات الحديثة في القانون الجزائي اإلداري ‪ ،‬تنفيذا لبرنامج عمل المركز العربي للبحوث‬
‫القانونية و القضائية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬انعقد أيام من ‪ 06‬إلى ‪ 03‬ديسمبر ‪ ، 3003‬عن مجلس وزراء العدل العرب ‪،‬‬
‫جامعة الدول العربية ‪ ،‬على الموقع اإللكتروني ‪:‬‬
‫‪https://carjj.org/%D9%86%D8%AF%D9%88%D8%A9/1515‬‬
‫تاريخ اإلطالع ‪. 23 :20 ، 3007 -04 -00‬‬

‫‪38‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬تفعيل أحكام اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد على المستوى العربي و دعم التعاون‬
‫العربي بهذا الشأن ‪.‬‬
‫‪ -‬التأكيد على أن الجزاء اإلداري الذي توقعه اإلدارة على أحد من الجمهور هو استثناء‬
‫توسع في تفسيره ‪،‬‬
‫على األصل العام ‪ ،‬و هذا االستثناء يجب أن ال ُيقاس عليه و أال ُي ّ‬
‫و أن ال يكون في غير المجال المنصوص عليه في قوانين العقوبات العامة و الخاصة ‪.‬‬
‫‪ -‬التأكيد على أن استعمال اإلدارة لمكنات الجزاء اإلداري يجب أن ُيحاط بضمانات تضمن‬
‫حقوق األفراد و حرياتهم و يجعل القضاء هو الحكم األخير في هذا الشأن ‪ ،‬فيكون لكل‬
‫فرد اللجوء للقضاء للتظلم من توقيع أي جزاءات إدارية عليه ‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على وجود تحقيق إداري محايد بشأن المخالفات المالية و اإلدارية قبل إحالتها‬
‫إلى المحاكمة ‪.‬‬
‫مده باإلمكانيات و الموارد و دعم‬
‫‪ -‬النهوض بالقضاء اإلداري و تطويره و تحديثه ‪ ،‬و ّ‬
‫استقالليته بما يخدم تعزيز ثقة المواطن بمرجعية القضاء و باإلدارة و جهازها‬
‫و موظفيها ‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل التعاون الدولي و اإلقليمي لتبادل المعلومات و الخبرات ‪ ،‬و لالستفادة من التجارب‬
‫الدولية في تطوير القضاء اإلداري و تحسين أداء اإلدارة ‪.‬‬

‫هذا و تميل التشريعات المقارنة إلى التوسع في العقوبات اإلدارية كبديل عملي للتجريم و العقاب‬
‫الجنائي ‪ ،‬و في مجاالت متعددة ‪ ،‬نتيجة التقنيات الحديثة و ما يتطلبه من تدخل اإلدارة ألداء دورها‬
‫المنوط بها على أكمل وجه ‪.‬‬

‫فماذا عن الجزاءات اإلدارية ‪ ،‬خصائصها ‪ ،‬التمييز بينها و بين الجزاءات الشبيهة بها ‪ ،‬و ضمانات‬
‫مشروعيتها ؟‬
‫و هو ما سوف نقوم بتحليله في المبحث الموالي ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬األساس القانوني لسلطة اإلدارة في توقيع الجزاءات اإلدارية‬

‫نحاول تسليط الضوء على االتجاهات الحديثة في القانون الجزائي اإلداري ‪ ،‬التي تستند على جرائم‬
‫هامة في حقل قانون العقوبات العام ‪ ،‬ليصبح القانون اإلداري في مظاهره الوظيفية مرتبطا ارتباطا‬
‫عضويا في مكونات جرمية ‪ ،‬و مساهما في تطورها و تعاظمها ‪ ،‬بما تشكله ليس فقط في مخالفة‬
‫‪1‬‬
‫القواعد القانونية اآلمرة ‪ ،‬بل بمخاطر على مقومات االقتصاد الوطني و عمل األفراد ‪.‬‬

‫إن العقوبة اإلدارية تصدر من طرف السلطة اإلدارية ‪ ،‬لكن هذا المفهوم قد يختلط مع مفاهيم أخرى‬
‫مشابهة له ‪ ،‬من حيث أنها عقوبة إدارية و توقعها اإلدارة ‪ ،‬كالعقوبات اإلدارية و إجراءات الضبط‬
‫اإلداري ( البوليس اإلداري ) ‪ ،‬العقوبات التأديبية للموظفين ‪ ،‬و العقوبات العقدية في مجال الصفقات‬
‫العمومية ‪ ،‬و العقوبات اإلدارية محل الدراسة ‪.‬‬

‫فالعقوبات اإلدارية التي تعنينا هي طبقا لقانون العقوبات اإلداري ‪ ،‬و هو ذلك الفرع من القانون‬
‫الذي ينص على جرائم إدارية ‪ ،‬و يحدد جزاءات إدارية توقعها جهة اإلدارة ‪.‬‬

‫و ترجع صعوبة تبلوره كقانون متكامل ‪ ،‬من بين ما ترجع إلى حداثة مصطلح قانون العقوبات‬
‫اإلداري ذاته ‪ ،‬حيث ال يعتبر إداريا محضا من حيث موضوعاته ‪ ،‬فهي جزائية في األصل لتعلقها‬
‫بأفعال أو تصرفات مخالفة ‪.‬‬

‫لكنه ال يعتبر جنائيا محضا من حيث جزاءاته التي ال تمتد إلى تقرير جزاءات سالبة للحرية ‪ ،‬بل‬
‫تنحصر في العقوبات المالية اإلدارية األصل و المقيدة للحرية ‪ 2،‬و تكون عبارة عن إجراءات إدارية‬
‫كسحب الرخصة ‪ ،‬غلق المنشأة ‪ ،‬توقيف األشغال ‪ ،‬حجز السلع في بعض الحاالت المحددة قانونا ‪..‬‬

‫‪1‬‬
‫على الموقع اإللكتروني ‪ ، alasas-alqanwny-llqwbat-aladaryt-alhamsh-balakhyr.docx :‬تاريخ‬
‫اإلطالع ‪. 10:35 ، 3007 -04 -07‬‬
‫‪2‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 60‬‬

‫‪40‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫على أن تراعي اإلدارة في توقيع الجزاءات اإلدارية المصلحة محل الحماية القانونية من جهة ‪،‬‬
‫و للمخالف الحق في اللجوء إلى القضاء للطعن في القرار اإلداري الفردي القاضي بتوقيع جزاء إداري‬
‫من جهة أخرى ‪.‬‬

‫حيث تم االعتراف للسلطة اإلدارية ‪ ،‬توقيع الجزاء أو العقاب اإلداري على الجرائم المرتكبة في حق‬
‫القوانين و التنظيمات اإلدارية ‪ ،‬ألن قدرتها أنجع و أكثر من حيث السرعة ‪ ،‬و المواجهة الرادعة‬
‫للمخالفات المرتكبة ضد النظم اإلدارية من القاضي الجزائي ‪ ،‬الذي يتصف حكمه بالبطء ‪ ،‬و لما‬
‫تتميز به العقوبة اإلدارية من سرعة و فعالية و واقعية ‪ ،‬مما يجعلها أبلغ في تحقيق األثر الرادع ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫و أجدى في مواجهة المخالفة القانونية ال سيما البسيطة منها ‪.‬‬

‫لذلك سنحاول تعريف المخالفة الموجبة لعقوبة إدارية ‪ ،‬خصائصها و التمييز بينها و بين الجزاءات‬
‫اإلدارية الشبيهة بها ‪ ،‬باإلضافة إلى صور الجزاءات اإلدارية العامة في المطلبين المواليين ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد باهي أبو يونس ‪ ،‬الرقابة القضائية على شرعية الجزاءات اإلدارية العامة ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر ‪،‬‬
‫الطبعة ‪ ، 3000‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ص ‪. 30‬‬

‫‪41‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫الجزءات اإلدارية العامة‬


‫ا‬ ‫المطلب األول ‪ :‬ماهية‬

‫و هي تعريفات تتنوع و تتأثر دون شك من حيث صياغتها بطبيعة المواضيع و النشاطات‬


‫و المجاالت التي تصدر و توقع في إطارها ‪.‬‬

‫فهي ق اررات إدارية فردية على شكل عقوبة ‪ ،‬يكون جزاء لمخالفة التزامات قانونية و تنظيمية ‪،‬‬
‫أو ق اررات إدارية ‪ ،‬توقعها اإلدارة كسلطة عامة بمناسبة مباشرتها لنشاطها ‪ ،‬يكون الهدف منها ضبط‬
‫‪1‬‬
‫أداء األفراد بما يحقق المصلحة العامة ‪.‬‬

‫لقد عرف األستاذ ‪ F.MODERNE‬العقوبة اإلدارية ‪:‬‬


‫" إن الحد من العقاب يتميز باعتباره منهجية بديلة للعقوبات إللغاء التجريم وفقا للقانون الجنائي ‪،‬‬
‫في مجال السياسة الجنائية فيما يخص الجرائم ذات الجسامة البسيطة ‪ ،‬و متابعته من قبل الجهاز‬
‫اإلداري الذي يعتبر أكثر فاعلية ‪ ،‬و لقد تطور هذا الفرع من القانون القمعي و أصبح يعرف بالقانون‬
‫‪2‬‬
‫اإلداري الجنائي‬

‫ما يظهر على هذا التعريف أن األستاذ ‪ F.MODERNE‬اعتمد على ظاهرة الحد من العقاب ‪ ،‬أي‬
‫اإلبقاء على تجريم سلوك معين و لكن مع توقيع العقوبة الخاصة به ‪ ،‬من طرف الجهات اإلدارية‬
‫‪3‬‬
‫المختصة ‪ ،‬فيصبح من قبيل الفعل االستثنائي األكثر اعتداال ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعم خليفة ‪ ،‬ضمانات مشروعية العقوبات اإلدارية العامة ‪ ،‬الغرامة – الوقف – اإلزالة – سحب‬
‫و إلغاء التراخيص – الغلق اإلداري ‪ ،‬مطابع جامعة المنوفية ‪ ، 3007 ،‬ص ‪. 03‬‬
‫‪2‬‬
‫‪" La dépénalisation est conçue d’avantage comme une méthodologie de substitution‬‬
‫‪des peines que comme la suppression d’incriminations anciennes La machine pénale‬‬
‫‪engorgée par des délits mineurs, est ici relayée par l’appareil administratif jugé plus‬‬
‫‪performant. S’est développée ainsi une branche du droit répressif dénommée par les‬‬
‫‪pénalistes (droit administratif pénal " , MODERNE F, Répression administrative et‬‬
‫‪protection des libertés devant le juge constitutionnel : Les leçons du droit comparé, In‬‬
‫‪Mélange, CHAPUS R., Droit administratif, Montchrestien, 1992, Paris, p. 412.‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد سامي الشوا ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 01‬‬

‫‪42‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف المخالفة و العقوبة اإلدارية‬

‫تعهد للسلطة التنفيذية باالختصاص بتحديد المخالفات ‪ ،‬و العقوبات التي تطبق عليها ‪ ،‬في المواضيع‬
‫التي لها طابع تنظيمي طبقا للقانون ‪.‬‬

‫فماذا نقصد بالمخالفة و العقوبة اإلدارية ؟‬

‫البند األول ‪ :‬المخالفة اإلدارية‬

‫ُعرفت المخالفة اإلدارية التي تستوجب عقوبة إدارية ‪:‬‬

‫" الجريمة اإلدارية محل الجزاء أو العقوبة اإلدارية فعل معاقب عليه بجزاء إداري ‪ ،‬و هي تتضمن‬
‫مخالفة لقوانين و ق اررات تنظيمية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫و معنى ذلك أنها تختلف عن الجريمة الجنائية من حيث الجزاء ‪ ،‬و كذلك من حيث الطبيعة "‪.‬‬

‫وفي التشريعات المقارنة ‪ ،‬عرفت المادة األولى من قانون اإلداري الجنائي األلماني المعدل الجريمة‬
‫اإلدارية بأنها ‪:‬‬
‫" عمل غير مشروع يعاقب عليه ‪ ،‬يتكون من فعل منصوص عليه في قانون يعاقب على ارتكابه‬
‫‪2‬‬
‫بغرامة إدارية " ‪.‬‬

‫حيث كانت اإلدارة هي المختصة بضبط المخالفة و التحقيق فيها ‪ ،‬و فرض جزاء عليها ‪ ،‬و الذي‬
‫‪3‬‬
‫كان يحدد دائما في غرامة إدارية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫غنام محمد غنام ‪ ،‬القانون اإلداري الجنائي و الصعوبات التي تحول دون تطوره ‪ ،‬القسم األول و الثاني ‪ ،‬مجلة‬
‫الحقوق ‪ ،‬جامعة الكويت ‪ ،‬العدد ‪ ، 0‬مارس ‪ ، 0664‬ص ‪. 363‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر غنام محمد غنام ‪ ،‬القانون اإلداري الجنائي و الصعوبات ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 363‬و ينظر أيضا‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 83‬‬
‫‪3‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪. 80‬‬

‫‪43‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫وحددها القانون اإلداري الجنائي السويسري بأنها ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫" مخالفات ألوامر اإلدارة يعاقب عليها القانون بجزاءات تحددها اإلدارة نفسها " ‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬تعريف الجزاءات اإلدارية العامة‬

‫يتمثل الجزاء في قانون العقوبات اإلداري ‪ ،‬في الجزاءات التي تختص بتقريرها سلطة إدارية ‪ ،‬بواسطة‬
‫إجراءات إدارية محددة قانونا ‪ ،‬بهدف ردع بعض األفعال المخالفة للقوانين و التنظيمات المعمول‬
‫‪2‬‬
‫بهما ‪.‬‬

‫فلإلدارة الحق في إصدار جزاءات إدارية ‪ ،‬عن طريق قرار إداري فردي ‪ ،‬دون حاجة للجوء للقضاء ‪،‬‬
‫و ال يعتبر هذا الجزاء تعديا و انتهاكا الختصاص القضاء ‪ ،‬حيث يبقى له الحق في الرقابة‬
‫على الجزاءات اإلدارية ‪ ،‬و تقرير مشروعيتها ‪.‬‬

‫و ذهب رأي في الفقه إلى أن الجزاء اإلداري هو الجزاء الذي توقعه اإلدارة على األفراد ‪ ،‬دون تدخل‬
‫‪3‬‬
‫القضاء ‪ ،‬بهدف حماية النظام العام أو النظام االقتصادي ‪.‬‬

‫و تعرف الجزاءات اإلدارية تلك الجزاءات ذات الخصية العقابية التي توقعها سلطات إدارية مستقلة‬
‫أو غير مستقلة ‪ ،‬و هي بصدد ممارستها لسلطتها تجاه األفراد ‪ ،‬بغض النظر عن هويتهم الوظيفية ‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫و ذلك كطريق أصلي لردع خرق القوانين و اللوائح ‪.‬‬

‫و في مجال البيئة ُعرف الجزاء اإلداري بأنه ‪:‬‬


‫" يقصد بالجزاءات اإلدارية ما تملكه السلطة اإلدارية من توقيع عقوبات على من يأثم بالسكينة‬

‫‪1‬‬
‫غنام محمد غنام ‪ ،‬القانون اإلداري الجنائي و الصعوبات ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 363‬‬
‫‪2‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 333‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد العليم عبد المجيد مشرف ‪ ،‬دور سلطات الضبط اإلداري في تحقيق النظام العام ‪ ،‬و أثره على الحريات العامة ‪،‬‬
‫دراسة مقارنة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬طبعة ‪ ، 0668‬ص ‪. 076‬‬
‫‪4‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 337‬‬

‫‪44‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫العامة ‪ ،‬جزاء وفاقا لمن خالف نصا من نصوص القوانين و اللوائح الضبطية التي تهدف إلى حماية‬
‫‪1‬‬
‫النظام العام البيئي " ‪.‬‬

‫لكن العقوبة اإلدارية ال تنطوي على دور وقائي فحسب ‪ ،‬بل ذات طبيعة زجرية على مخالفة التزام‬
‫بالعمل أو االمتناع عنه أيضا ‪.‬‬

‫فلطالما كان الجزاء هو ذلك اإليالم الذي تنطق به السلطة العامة على المخالفين ‪ ،‬يقرره المشرع‬
‫و يوقعه القاضي ضد المخالف في حالة ارتكاب واقعة تشكل جريمة ‪.‬‬

‫و يكون توقيع العقوبة في بعض الحاالت على المخالفات المحددة قانونا مع إعطاء الفرد كافة‬
‫‪2‬‬
‫الضمانات القانونية التي يوفرها المشرع ‪.‬‬

‫و في شأن الدور الردعي للجزاء اإلداري فجاء تعريفها كما يلي ‪:‬‬

‫" العقوبة اإلدارية هي إجراء عقابي يصدر عن اإلدارة تطبيقا لنص قانوني أو الئحي ‪ ،‬دون تدخل‬
‫من السلطة القضائية ‪ ،‬و هذا اإلجراء يصدر في شكل قرار إداري فردي يعاقب المخالف اللتزام‬
‫قانوني "‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫فالجرائم اإلدارية التي توقع عليها جزاءات إدارية هي جرائم تنظيمية تقع على األنظمة اإلدارية ‪.‬‬

‫" سلطة اإلدارة في توقيع جزاءات على جمهور المواطنين ‪ ،‬األمر الذي يتماثل فيه القانون اإلداري‬
‫الجنائي مع القانون الجنائي التقليدي ‪ ،‬على أال تشمل هذه الجزاءات العقوبات السالبة للحرية و لكن‬
‫‪4‬‬
‫تنحصر في عقوبات مالية و حرمان من الحقوق و االمتيازات " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫داود الباز ‪ ،‬حماية السكينة العامة ‪ :‬معالجة لمشكلة العصر في فرنسا و مصر الضوضاء ‪ ،‬دراسة تأصيلية مقارنة‬
‫في القانون اإلداري البيئي و الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ، 1998 ،‬ص‪. 233‬‬
‫‪2‬‬
‫زكي محمد النجار ‪ ،‬حدود سلطات اإلدارة في توقيع عقوبة الغرامة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر ‪0666 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪. 66‬‬
‫‪3‬‬
‫غنام محمد غنام ‪ ،‬القانون اإلداري الجنائي و الصعوبات ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 367‬‬
‫‪4‬‬
‫غنام محمد غنام ‪ ،‬القانون اإلداري الجنائي و الصعوبات ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 383‬‬

‫‪45‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫ومن جهته عرف مجلس الدولة الفرنسي الجزاء اإلداري بأنه ‪ " :‬عبارة عن قرار إنفرادي صادر عن‬
‫سلطة إدارية بموجب ما تملكه من امتيازات السلطة العامة ‪ ،‬و الذي يفرض عقوبة على كل مخالفة‬
‫‪.‬‬
‫للقوانين و التنظيمات "‬

‫و عرفها المجلس الدستوري الفرنسي بأنها ‪ " :‬تلك العقوبة التي تفرضها سلطة إدارية ‪ ،‬بموجب ما‬
‫تملكه من إمتيازات السلطة العامة ‪ ،‬بالقدر الالزم لتحقيق أهدافها ‪ ،‬مراعية في ذلك النصوص القانونية‬
‫‪1‬‬
‫الخاصة بحماية الحقوق و الحريات المكفولة بموجب الدستور" ‪.‬‬

‫و بما أن العقوبة اإلدارية تصدر عن جهة غير قضائية ‪ ،‬فيضفي عليها شكل القرار اإلداري األحادي‬
‫الجانب الذي يعد من أحد أساليبها لمزاولة نشاطها ‪.‬‬

‫فالجزاء يعكس امتيازات السلطة العامة ‪ ،‬و يستلزم ضمانات تحول دون االنحراف في تطبيقه مما‬
‫يجعله مستقل عن الجزاء الجنائي ‪.‬‬

‫فصالحية اتخاذ الق اررات هي من بين امتيازات السلطة العامة التي تتمتع بها اإلدارة ‪ ،‬فلإلدارة الحق‬
‫في أن تتخذ بمشيئتها المنفردة ق اررات ترتب واجبات لألفراد بدون رضاهم و استشارتهم ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬القرار اإلداري‬

‫يعرف بأنه ‪ " :‬الق اررات النافذة هي أعمال قانونية تصدرها اإلدارة منفردة ‪ ،‬لتظهر فيها إرادتها ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫و هي تغيير الوضع القانوني القائم بما تنشئه من حقوق و بما تفرضه من واجبات " ‪.‬‬

‫و عرفه هوريو ‪ " :‬كل إعالن لإلدارة يستهدف إحداث أثر قانوني قبل األفراد و يصدر عن سلطة‬
‫إدارية في صيغة تنفيذية ‪ ،‬تمكن من التنفيذ المباشر " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Décision n°2009-580 DC du 10 juin 2009, sur le site : http://www.conseil-‬‬
‫‪constitutionnel.fr/decision/2009/2009-580-dc/decision-n-2009-580-dc-du-10-juin-‬‬
‫‪2009.42666.html , date de visite : 22-04-2017 ,à 19 :24 .‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد اللطيف قطيش ‪ ،‬اإلدارة العامة من النظرية إلى التطبيق ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ، 3003 ،‬ص ‪. 380‬‬

‫‪46‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫كما يعرف أنه ‪ " :‬عمل قانوني من جانب واحد صدر عن إرادة احدى السلطات اإلدارية في الدولة ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫و يحدث آثار قانونية بإنشاء وضع قانوني جديد أو تعديل أو إلغاء وضع قانوني قائم " ‪.‬‬

‫و عليه فالقرار اإلداري هو عمل إداري ‪ ،‬و هو تعبير و إفصاح عن إرادة اإلدارة الملزمة المتجهة نحو‬
‫إنتاج األثر القانوني ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬السلطة اإلدارية‬

‫تتمتع السلطة اإلدارية في أداء وظيفتها بسلطة تقديرية واسعة و تقوم بكثير من أعمال وظائفها ‪،‬‬
‫و لها في سبيل ذلك اإلرادة الحرة شريطة أن ال تخرج في أعمالها عن الحدود التي يحددها القانون ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫و يشمل اختصاصاتها عالوة على اصدار ق ارراتها القيام بتنفيذ ما تصدره من ق اررات ‪.‬‬

‫و تعرف السلطة العامة بأنها مجموعة من االمتيازات التي تتمتع بها اإلدارة و تستخدمها من أجل‬
‫‪3‬‬
‫إشباع الحاجات العامة في الدولة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬خصائص العقوبة اإلدارية‬

‫أضحى الجزاء اإلداري طريقا مألوفا لتنفيذ القانون ‪ ،‬و صار ظاهرة فرضتها متطلبات التوازن‬
‫في الحياة اليومية اإلدارية بين واجب اإلدارة في أداء دورها في تنفيذ القانون ‪ ،‬و حق األفراد‬
‫في التمتع بما يكفل لهم من حقوق ‪.‬‬

‫فالجزاءات اإلدارية العامة هي ق اررات إدارية من جانب واحد ‪ ،‬ذات طبيعة عقابية جزاء لمخالفة‬
‫التزامات و ق ار ارت إدارية ‪ ،‬تملك اإلدارة سلطة توقيعها باعتبارها سلطة عامة ‪ ،‬لضبط أنشطة األفراد‬
‫و تحقيق المصلحة العامة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫برهان زريق ‪ ،‬القرار اإلداري و تمييزه من قرار اإلدارة ‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ن ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 3001 ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪2‬‬
‫برهان زريق ‪ ،‬السلطة اإلدارية ‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ن ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 3001 ،‬ص ‪. 33-34‬‬
‫‪3‬‬
‫أحمد عثمان عياد ‪ ،‬مظاهر السلطة العامة في العقود اإلدارية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 0673 ،‬ص ‪. 7‬‬

‫‪47‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫و من هنا تظهر و تحدد خصائص الجزاءات اإلدارية العامة و تبرز ذاتيتها ‪ ،‬و هذه الخصائص‬
‫تتباين تبعا للزاوية التي ينظر إليه منها إلى الجزاء ‪.‬‬

‫فهو من الناحية العضوية ينعقد االختصاص باتخاذه إلى جهة إدارية ‪ ،‬و هو من ناحية الغاية هدفه‬
‫الردع كجزاء عن إخالل األفراد ‪ ،‬و هو من جهة إمكانية التطبيق يتصف بالعمومية ‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬العقوبة اإلدارية توقعها سلطة إدارية‬

‫يجمع المختصون في علم الجزاء الجنائي على أن من أبرز خصائص هذا األخير هو إسناد‬
‫االختصاص لتوقيعه إلى السلطة القضائية ‪ ،‬و هو ما يميز الجزاء اإلداري عن الجنائي ‪ ،‬حيث أن‬
‫الجهة المختصة هي الجهة اإلدارية ‪.‬‬

‫و هو ما يعد من أدق مظاهر التباين بين الجزاء اإلداري و الجنائي ‪ ،‬فاألول من اختصاص اإلدارة‬
‫‪1‬‬
‫و من أعمالها بينما الثاني من اختصاص القضاء ‪.‬‬

‫و ال يفوتنا هنا أن نشير إلى أن الجزاء اإلداري حتى يكتسب هذه الصفة ‪ ،‬يجب أن نتأكد إن كان‬
‫‪2‬‬
‫يدخل في نطاق ما تتمتع به اإلدارة من امتيازات السلطة العامة من عدمه ‪.‬‬

‫و تعد هذه المسألة جوهرية ‪ ،‬حرص على التأكيد عليها المجلس الدستوري الفرنسي و هو بصدد‬
‫البحث حول مدى دستورية الجزاءات اإلدارية ‪ ،‬حيث قرر أنه يترتب على المشرع أن يعهد ألي جهة‬
‫‪3‬‬
‫إدارية بسلطة الردع ‪ ،‬طالما كانت مقررة في نطاق ما لها من امتيازات السلطة العامة ‪.‬‬

‫و الجهة اإلدارية مصدرة الجزاء سواء أكانت من الهيئات اإلدارية المستقلة ‪ ،‬أو جهة إدارية تقليدية ‪،‬‬
‫ذلك ألن الجزاء اإلداري ‪ ،‬ال يرتبط ظهوره تاريخيا بظهور الهيئات اإلدارية المستقلة التي بدأت قبل‬
‫ظهور هذه األخيرة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمود حلمي ‪ ،‬موجز مبادئ القانون اإلداري ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ، 0678 ،‬ص ‪. 63‬‬
‫‪2‬‬
‫مصطفى فهمي أبو زيد ‪ ،‬القانون اإلداري ‪ ،‬منشأة المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 0663 ،‬ص ‪. 100‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 74‬‬

‫‪48‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال ‪ :‬الجزاءات الموقعة من طرف اإلدارة التقليدية‬

‫يمكن أن تكون الجهة مصدرة الجزاء جهة إدارية تقليدية كالشرطة ‪ ،‬إدارة الجمارك ‪ ،‬مصلحة الضرائب‬
‫‪ ..‬باعتبارهم سلطة إدارية ‪ ،‬بحيث ال يشترط صدورها من طرف الهيئات اإلدارية المستقلة ‪ ،‬ذلك أن‬
‫ظهور هذه الهيئات حديث مقارنة مع وجود هذه الجزاءات ‪ ،‬خاصة مع اعتراف المشرع بسلطة اتخاذ‬
‫الجهات اإلدارية التقليدية لمثل هذه الجزاءات مثل قانون الجمارك ‪ ،‬الضرائب ‪ ،‬الضمان اإلجتماعي ‪..‬‬

‫إن انعقاد االختصاص لإلدارة بتوقيع جزاءات في حدود معينة قانونا ‪ ،‬يمثل أحد مستلزمات أداء دورها‬
‫في تنفيذ القانون لما يصدره المشرع من قوانين ‪ ،‬و ما تصدره اإلدارة من ق اررات تنفيذا لهذه القوانين‬
‫‪1‬‬
‫و تطبيقها ‪ ،‬و القيام باإلجراءات الالزمة لوضع نصوص القانون موضع التطبيق العملي ‪.‬‬

‫و منه القيام بتطبيق الجزاءات التي نص عليها القانون على المخالفين ‪ ،‬و هو بذلك وسيلة لفعالية‬
‫مهمتها في أداء مهامها التنفيذية دون أن يكون هذا تعدي على سلطة القضاء ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الجزاءات الموقعة من طرف السلطات اإلدارية المستقلة‬

‫لقد أدت اإلصالحات االقتصادية التي قام بها المشرع الجزائري إلى انسحاب الدولة من الحقل‬
‫االقتصادي ‪ ،‬و تعويض الق اررات اإلدارية بأدوات الضبط االقتصادي ‪.‬‬

‫فتم فتح العديد من النشاطات أمام المبادرة الخاصة و إخضاعها إلى قانون السوق ‪ ،‬و يقع على‬
‫عاتق السلطة العامة أن تتدخل من أجل تأطير آليات السوق ‪ ،‬و ذلك قصد مراعاة مقتضيات المرفق‬
‫العام و مصالح المرتفقين و الزبائن و كذا المصلحة العامة االقتصادية ‪.‬‬

‫غير أن الدولة ال تمارس هذه الوظائف الضبطية عن طريق الهياكل اإلدارية التقليدية ‪ ،‬إنما تقوم‬
‫بإنشاء هيئات من نوع جديد كسلطات الضبط االقتصادي و التي تشرف على العديد من المجاالت‬
‫و النشاطات كالبنوك و المؤسسات المالية ‪ ،‬نشاطات البورصة ‪ ،‬التأمينات ‪ ،‬البريد و المواصالت ‪،‬‬
‫المناجم ‪ ،‬الكهرباء و الغاز ‪ ،‬النقل ‪ ،‬المحروقات ‪ ،‬و قطاع المنافسة ‪..‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 77-71‬‬

‫‪49‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫و الواضح أن السلطات اإلدارية المستقلة تجتمع في هيئات و منظمات جد متعددة ‪ ،‬كما أنها تتدخل‬
‫في عدة مجاالت مختلفة ‪ ،‬اقتصادية ‪ ،‬اجتماعية و ثقافية ‪ ..‬و أن وظيفتها تكون إدارية ‪.‬‬

‫فالهيئات اإلدارية المستقلة هي هيئات وطنية ال تخضع للسلطة الرئاسية ‪ ،‬و ال للوصاية اإلدارية ‪،‬‬
‫فهي عكس اإلدارة التقليدية تتمتع باستقاللية عضوية و وظيفية عن السلطة التشريعية و التنفيذية ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫و تخضع لرقابة القضاء ‪ ،‬و لها سلطات واسعة ألداء مهامها في قطاعات مختلفة ‪.‬‬

‫و سلطة توقيع الجزاء للهيئات اإلدارية المستقلة هي تلك األهلية التي يمنحها القانون لها للمعاقبة‬
‫على خرق القوانين و األنظمة ‪ ،‬أي الرتكاب المخالفات ‪.‬‬

‫إن تخويل سلطة العقاب للهيئات اإلدارية المستقلة في المجال االقتصادي و المالي يعبر عن هدف‬
‫أساسي ‪ ،‬و هو إزالة التجريم الجنائي ‪ ،‬فالعقوبات التي توقعها هذه الهيئات المستقلة تقلص من حجم‬
‫التجريم الجنائي ‪ ،‬مما يؤدي إلى االنتقاص من دور القضاء في هذا المجال ‪.‬‬

‫فظاهرة إزالة التجريم ‪ ،‬تسمح بظهور طرق جديدة لقمع التصرفات غير المشروعة ‪ ،‬و ظهورها كان‬
‫استجابة لهدف السياسة الجنائية ‪ ،‬و في الوقت نفسه تظهر هذه الظاهرة كأداة لخدمة الضبط‬
‫االقتصادي ‪ ،‬و بالرغم من ذلك فإن سلطة العقاب للهيئات اإلدارية المستقلة تشبه السلطة القمعية‬
‫‪2‬‬
‫للقاضي من ناحية الغاية ‪.‬‬
‫و تتمثل ظاهرة إزالة التجريم إزاحة سلطة العقاب للقاضي الجنائي لصالح هيئات أخرى ‪ ،‬و استبدال‬
‫العقوبات الجنائية بالعقوبات اإلدارية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪L’institution d’AAI tend à couper le lien entre régulation et politique, c’est à dire Le‬‬
‫‪gouvernement dans certains secteurs particulièrement sensibles car intéressantes libertés‬‬
‫‪ou le fonctionnement du marché. Ces domaines d’activités sont en effet généralement‬‬
‫‪considérés comme devant être soustraits à la politisation et aux a –coups engendrés par‬‬
‫‪les alternances successives. De ce premier point de vue l’AAI se veut une tentative de‬‬
‫‪restauration d’un Etat impartial, d’un Etat neutre, HUBRECHT (H.G), Droit public‬‬
‫‪économique, DALLOZ, Paris, 1997, P.62.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪LEVASSEUR (G), Le problème de la dépénalisation, APC, n° 06, 1983, p.53.‬‬

‫‪50‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫و لكن اشترط القاضي الدستوري لصحة الجزاءات الموقعة من طرف هذه الهيئات شرطين ‪:‬‬

‫‪ -‬أن ال تكون هذه الجزاءات سالبة للحرية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬خضوع هذه السلطات للضمانات التي تكفل حماية الحقوق و الحريات المكفولة دستوريا ‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬العقوبة اإلدارية ذات طبيعة ردعية‬

‫العقوبات اإلدارية جزاءات ردعية و عامة ‪ ،‬بمعنى أنها عقوبات رادعة لكل سلوك إيجابي أو سلبي‬
‫يمثل خرقا لنص قانوني أو أمر إداري ‪ ،‬يمس بمصلحة معينة سواء مست اإلدارة نفسها أو كانت‬
‫اإلدارة مسئولة عن تنظيمها ‪.‬‬

‫و العقوبات اإلدارية العامة تطال كل شرائح المجتمع و ال يشترط أن توجد عالقة قانونية أو تعاقدية‬
‫‪2‬‬
‫بين مقترف الجريمة و اإلدارة ‪.‬‬

‫و يتداخل الجزاء اإلداري مع الجزاء الجنائي في أن كليهما له خاصية الردع الذي يوقع عل كل سلوك‬
‫آثم ‪ ،‬كما أن السلوك الموجب لكيلهما ينطوي على اعتداء لمصلحة يحميها القانون بغض النظر عن‬
‫طبيعتها‪.‬‬

‫و ليس بالضرورة أن تكون المصلحة الواقع عليها االعتداء إدارية ‪ ،‬فالعبرة بوقوع االعتداء على‬
‫مصلحة بلغت أهميتها في نظر المشرع حدا يستوجب حمايتها أيا كان صاحب تلك المصلحة ‪.‬‬
‫فسحب رخصة السياقة إداريا بسبب السكر يمثل جزاء عن فعل هدد مرتكبه مصلحة جديرة باالعتبار‬
‫تتمثل في حق مستعملي الطرق العمومية ‪ ،‬و السائق في حد ذاته ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عيساوي عز الدين ‪ ،‬المكانة الدستورية للهيئات اإلدارية المستقلة ‪ :‬مآل مبدأ الفصل بين السلطات ‪ ،‬مجلة اإلجتهاد‬
‫القضائي ‪ ،‬العدد ‪ ، 4‬جامعة محمد خيضر بسكرة ‪ ،‬ص ‪. 303‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد علي عبد الرضا عفلوك ‪ ،‬األساس القانوني للعقوبات االدارية ‪ ،‬على الموقع االلكتروني ‪:‬‬
‫‪Alasas-alqanwny-llqwbat-aladaryt-alhamsh-balakhyr.docx‬‬
‫تاريخ اإلطالع ‪. 00 :31 ، 3007 -04 -14 :‬‬

‫‪51‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬
‫‪1‬‬
‫فالمصلحة اإلدارية ليست محل اعتبار و رغم ذلك يبقى الجزاء إداريا ‪.‬‬

‫و عليه فإن الجزاء اإلداري يتميز بالنزعة الردعية حتى يتضمن تطبيقه التزام األفراد باحترام أحكامه ‪،‬‬
‫و إال ما العبرة من فرض الجزاء إذا لم بتمتع بخاصية الردع ‪.‬‬

‫و هو ما يستلزم خضوع الجزاء اإلداري لذات المبادئ العقابية التي يخضع لها الجزاء الجنائي عموما‬
‫سواء ما تعلق منها بشرعيتها الموضوعية أو كان القصد منه ضمان مشروعيته اإلجرائية مثل مبدأ‬
‫الشرعية و شخصية الجزاء و التناسب و غيرها ‪.‬‬

‫البند الثالث ‪ :‬عمومية العقوبة اإلدارية العامة‬

‫يتصف الجزاء اإلداري بالعمومية أي أنه ال يقتصر على فئة معينة من المواطنين ‪ ،‬و إنما تمتد سلطة‬
‫اإلدارة بتوقيعه على جميع األفراد الذين يخالفون النص القانوني و المخاطبين به ‪ ،‬أو القرار المتعلق‬
‫بهم ‪ ،‬حيث ال يتوقف توقيعه على رابطة خاصة أو عالقة معينة تربط اإلدارة باألفراد الخاضعين له ‪.‬‬
‫فال يرتبط توقيع العقوبة بانتماء المعاقب لجهة معينة كما هو الشأن بالنسبة للعقوبات التعاقدية ‪،‬‬
‫أو بدخوله ضمن طائفة معينة مثل العقوبات التأديبية التي تفترض وجود عالقة وظيفية تربط المخالف‬
‫باإلدارة ‪.‬‬
‫و بذلك تكون العقوبة اإلدارية العامة أقرب إلى العقوبات الجنائية ‪ ،‬تسري في حق كل من خالف نص‬
‫‪2‬‬
‫قانوني من النصوص العقابية التجريمية ‪.‬‬
‫و عمومية الجزاءات اإلدارية العامة تجعله متعدد المجاالت و تميزها بهذه الصفة راجع ألسباب منها‪:‬‬
‫‪ -‬العقاب اإلداري يكتسب طابعا تقنيا و مهنيا ‪.‬‬
‫‪ -‬العقاب اإلداري يأخذ بعين االعتبار مجال اختصاص سلطات الضبط و الصالحيات‬
‫الممنوحة لها ‪.‬‬
‫‪ -‬العقاب اإلداري يتالءم مع خصوصيات االقتصاد الحر في كثير من مجاالته ‪ ،‬و هو‬
‫األنسب لردع المخالفات االقتصادية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 80‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعم خليفة ‪ ،‬ضمانات مشروعية العقوبات اإلدارية ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 31‬‬

‫‪52‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬العقاب اإلداري هو أكثر مرونة و سرعة في تطبيقه لمواجهة المخالفات المختلفة ‪.‬‬

‫و بناء على هذا التعريف و خصائص الجزاءات اإلدارية العامة ‪ ،‬فإنه يخرج من نطاق العقوبة اإلدارية‬
‫بعض العقوبات المشابهة لها ‪.‬‬

‫و على وجه التحديد ‪ ،‬فإنه يخرج من نطاق الجزاءات اإلدارية ‪ ،‬الجزاءات التأديبية و الجزاءات‬
‫التعاقدية ‪ ،‬و إجراءات الضبط اإلداري ‪ ،‬ألنها تتعلق بحاالت غير حاالت عالقة التبعية الوظيفية أو‬
‫التعاقدية أو الضبط ‪ ،‬نوردها في المطلب الموالي ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التمييز بين الجزاءات االدارية العامة و الصور الشبيهة بها‬

‫المقصود بالعقوبة اإلدارية تلك الجزاءات ذات الخاصية العقابية التي توقعها سلطات إدارية تقليدية‬
‫و هي بصدد ممارستها لسلطتها العامة تجاه األفراد أو سلطات إدارية مستقلة بغض النظر عن هويتهم‬
‫الوظيفية أو التعاقدية كطريق أصلي لردع خرق بعض القوانين و اللوائح ‪.‬‬

‫هذه الجزاءات قد تكون عامة توقع على أي شخص خالف واجبا عاما ‪ ،‬و قد تكون خاصة ال توقع‬
‫إال على أشخاص تربطهم باإلدارة عالقة خاصة ‪.‬‬
‫و بناء على هذا التحديد فإنه كان لزاما علينا أن نميز بين الجزاءات اإلدارية و غيرها من الجزاءات‬
‫األخرى التي تتداخل و تتشابه معها في عدة مجاالت ‪.‬‬

‫فللعقوبة اإلدارية غاية محددة و هي تحقيق التوافق بين النشاط الفردي و متطلبات المصلحة العامة ‪،‬‬
‫دون خرق لحقوق األفراد ‪ ،‬األمر الذي يكسبها ذاتية مستقلة عما قد يختلط بها من نظم قانونية كتدابير‬
‫‪2‬‬
‫الضبط اإلداري ‪ ،‬و عما قد يشاركها في الفلسفة العقابية من جزاءات تأديبية أو تعاقدية أو جنائية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عماد صوالحية ‪ ،‬الجزاءات اإلدارية في غير مجالي العقود و التأديب الوظيفي في القانون الجزائري ‪ ،‬مكتبة الوفاء‬
‫القانونية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪ ، 3001 ،‬ص ‪. 43 -44‬‬
‫‪2‬‬
‫قوراري مجدوب ‪ ،‬العقوبة اإلدارية و السياسة الجنائية الحديثة ‪ ،‬على الموقع االلكتروني ‪:‬‬
‫‪ ، http://www.alkanounia.com‬تاريخ اإلطالع ‪. 03 :08 ، 3007 -04 -04 :‬‬

‫‪53‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول ‪ :‬تمييز العقوبات اإلدارية عن العقوبات التأديبية‬

‫الجزاء التأديبي هو وسيلة اإلدارة العامة في ردع مرتكبي المخالفات التأديبية داخل المجتمع الوظيفي ‪،‬‬
‫و إصالحهم بقصد الحفاظ على النظام فيه ‪.‬‬

‫و العقوبة التأديبية هي إجراء ذو طبيعة عقابية تختص به جهة اإلدارة في معرض ممارستها لسلطتها‬
‫العامة ‪ ،‬فإن العقوبة التأديبية ترتبط ارتباط كامال بالوظيفة العامة ‪ ،‬حيث ترتبط معها وجودا أو عدما ‪،‬‬
‫بمعنى أنه حيثما وجدت الوظيفة العامة وجدت العقوبة التأديبية ‪ ،‬و مرد ذلك أن العقوبة التأديبية‬
‫ال توقع إال بمناسبة خطأ تأديبي متعلق بالوظيفة ‪.‬‬

‫فهي مقررة لمصلحة فئة ينتمي إليها المخالف ‪ ،‬و غرضه حماية مصلحة هذه الفئة بتوقيع جزاء‬
‫على مخالفة الواجبات المقررة في الوظيفة ‪.‬‬
‫و تسمى أيضا بالمخالفة التأديبية ‪ ،‬و تعرف بأنها كل فعل ينشأ عنه ضرر يمس أداة الحكم ‪،‬‬
‫و تعرف أيضا بأنها ‪ " :‬كل فعل أو امتناع ٌيرتكب مخالفا لواجبات الوظيفة " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫" الجريمة التأديبية هي إخالل بواجبات الوظيفة ايجابا أو سلبا " ‪.‬‬

‫أما القانون األساسي العام للوظيفة العمومية فقد عرفها في المادة ‪ 010‬منه ‪:‬‬
‫" يشكل كل تخ ّل عن الواجبات المهنية أو مساس باالنضباط ‪ ،‬و كل خطأ أو مخالفة من طرف‬
‫الموظف أثناء أو بمناسبة تأدية مهامه ‪ ،‬خطأ مهنيا و يعرض مرتكبه لعقوبة تأديبية ‪ ،‬دون المساس‬
‫‪2‬‬
‫عند االقتضاء بالمتابعات الجزائية " ‪.‬‬

‫إن الوظيفة العامة التي يمارسها الموظف العمومي تشتمل على حقوق و واجبات كفلتها الدساتير‬
‫و نصت عليها غالبية القوانين ‪ ،‬فالموظف و على غرار المواطن الذي يتمتع بحقوق و يخضع‬

‫‪1‬‬
‫أ حمد بوضياف ‪ ،‬الجريمة التأديبية للموظف العام في الجزائر ‪ ،‬منشورات ثالة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬الطبعة ‪ ، 3000‬ص‬
‫‪. 37 -31‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 010‬من األمر ‪ 03-01‬المؤرخ في ‪ 03‬جويلية ‪ ، 3001‬المتضمن القانون األساسي للوظيفة العمومية ‪،‬‬
‫ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 01‬جويلية ‪ ، 3001‬العدد ‪. 41‬‬

‫‪54‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫بالمقابل لواجبات ‪ ،‬فهو يتمتع بحقوق و يخضع أيضا اللتزامات محددة ‪ ،‬و هذه االلتزامات منها‬
‫ما يأخذ شكل الواجبات التي يطلب إلى الموظف القيام بها ‪ ،‬و منها ما يأخذ شكل األعمال‬
‫المحظورة التي يتوجب على الموظف االمتناع عن تأديتها ‪ ،‬تحت طائلة المسئولية ‪.‬‬

‫و يقودنا هذا المعنى المحدد ألداء الموظف العام العتباره وفقا للقانون اإلداري ‪ ،‬كل شخص معين‬
‫‪1‬‬
‫في وظيفة دائمة أو مؤقتة في خدمة مرفق تديره الدولة أو السلطات العامة المرتبطة بها ‪.‬‬

‫إن العقوبة التأديبية ال تخرج عن إطار اعتبارها بمثابة جزاء قانوني يلحق بالموظف ‪ ،‬و يمس مركزه‬
‫القانوني ‪ ،‬و يتخذ عادة شكل حرمان من المزايا المادية و المعنوية المرتبطة بالوظيفة أو إنهاء للمهام‬
‫مؤقتا أو نهائيا ‪.‬‬

‫و تُتخذ العقوبة عادة لمنع انحراف سير المرفق العام و السعي نحو تحقيق المصلحة العامة ‪ ،‬بالشكل‬
‫‪2‬‬
‫الذي يجعل الموظف في منأى عن الوقوع في الهفوات مرة أخرى ‪.‬‬

‫العقوبة التأديبية بهذا المعنى تقوم على الفلسفة الحديثة ذاتها التي ترتكز عليها العقوبة الجزائية ‪،‬‬
‫فهي ال تستهدف فقط إيالم الموظف المخطئ ‪ ،‬و إنما تستهدف أيضا اإلصالح و التقويم في سبيل‬
‫تمكين المرفق العام من أداء مهامه ‪ ،‬لذلك يجب على السلطة التأديبية عند توقيع العقوبة أن تضع‬
‫في اعتبارها اإلحاطة بمختلف الظروف التي وقع فيها الخطأ ‪ ،‬و التي سهلت للموظف ارتكابه حتى‬
‫يمكن إصالح الخلل في الجهاز اإلداري ‪.‬‬
‫كما تتشابه العقوبة التأديبية مع العقوبة الجزائية في أنهما قد وردتا على سبيل الحصر ‪ ،‬فال عقوبة‬
‫بال نص طبقا لقانون العقوبات ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إيلي كالّس ‪ ،‬االتجاهات الحديثة للقانون الجزائي اإلداري ‪ ،‬الندوة العلمية حول االتجاهات الحديثة في القانون الجزائي‬
‫اإلداري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪http://www.startimes.com/?t=35419097 , date de visite le : 15- 04- 2017, à 15:40 .‬‬

‫‪55‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬
‫‪1‬‬
‫و كذلك الجزاء التأديبي التي يتوقف تحديدها على درجة جسامة الخطأ إلى أربع درجات ‪،‬‬

‫و الظروف التي ارتكب فيها ‪ ،‬و مسئولية الموظف ‪ ،‬و حجم الضرر الذي لحق بالمصلحة‬
‫‪2‬‬
‫أو المستفيدين من المرفق العام ‪.‬‬

‫كما تتفقان في وحدة العقوبة و شخصيتها ‪ ،‬فال يوقع عن الخطأ الواحد سوى عقوبة واحدة ‪،‬‬
‫كما ال يجوز توقيع العقوبة إال على من ارتكب الخطأ فال تتعداه إلى غيره ‪ ،‬و يطبق على عناصر‬
‫المركز القانوني الوظيفي ‪.‬‬

‫و لكن بالمقابل يختلف الجزاء التأديبي عن العقوبة الجزائية في أن الجزاء التأديبي ال ينصب على‬
‫جسد الموظف ‪ ،‬و ال على حريته ‪ ،‬و ذلك على خالف الجزاء الجزائي ‪ ،‬و في هذه الخاصية تتشابه‬
‫العقوبات التأديبية مع الجزاءات اإلدارية العامة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ " : 013‬تصنف العقوبات التأديبية حسب جسامة األخطاء المرتكبة إلى أربع (‪ )4‬درجات ‪:‬‬
‫‪ -0‬الدرجة األولى ‪:‬‬
‫التنبيه ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنذار الكتابي ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫التوبيخ ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -3‬الدرجة الثانية ‪:‬‬
‫التوقيف عن العمل من يوم (‪ )0‬إلى ثالثة (‪ )3‬أيام ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشطب من قائمة التأهيل ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -3‬الدرجة الثالثة ‪:‬‬
‫التوقيف عن العمل من اربعة (‪ )4‬إلى ثمانية (‪ )8‬أيام ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫التنزيل من درجة إلى درجتين ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫النقل اإلجباري ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -4‬الدرجة الرابعة ‪:‬‬
‫التنزيل إلى الرتبة السفلى مباشرة ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫التسريح " ‪ .‬ينظر ايضا المواد من ‪ 078‬إلى ‪ 080‬من األمر ‪ ، 03 -01‬المرجع السابق ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 010‬من األمر ‪ ، 03 -01‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫و ال تطبق الجزاءات التأديبية إال داخل مجموعة محددة كاللجنة المتساوية األعضاء ‪ ،‬بهدف ضمان‬
‫احترام القواعد المنظمة لتلك المجموعة ‪.‬‬

‫و من هنا فإن توقيع العقوبة التأديبية يقتضي وجود رابطة وظيفية بين المخالف و الدولة ‪ ،‬تخول‬
‫لإلدارة الحق في توقيع العقاب عليه ‪ ،‬متى تجاوز مقتضيات واجبه الوظيفي ‪ ،‬فهي ال تهدد إال طائفة‬
‫‪1‬‬
‫من األفراد و الذين هم إما على عالقة تعاقدية أو وظيفية ‪.‬‬
‫على عكس الجزاءات اإلدارية العامة التي ال تتطلب وجود رابطة قانونية أو تعاقدية بين المخالف‬
‫و اإلدارة ‪.‬‬

‫أما أوجه التقارب تتمثل في الغاية و الصفة ‪ ،‬فغاية العقوبة و الجزاء التأديبي هي الردع ‪ ،‬و إن‬
‫كانت مفاهيم الردع في العقوبة اإلدارية أوسع نطاقا من الجزاء التأديبي ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الجزاءات العقدية و الجزاء اإلداري الجنائي‬

‫الجزاءات التعاقدية ال يتسنى توقيعها إال على من تربطه باإلدارة عالقة تعاقدية ‪ ،‬يكون لها بموجبها‬
‫معاقبته متى أخل بالتزاماته التعاقدية المنصوص عليها بالعقد اإلداري ‪.‬‬

‫حيث يخضع العقد اإلداري لنظام قانوني يختلف عن النظام القانوني الذي تخضع له العقوبات‬
‫األخرى ‪ ،‬و من بين السلطات التي تتمتع بها اإلدارة ‪ ،‬سلطتها في فرض الجزاءات االستثنائية‬
‫في مواجهة المتعاقد معها ‪ ،‬و التي تلجأ إليها في حالة عدم التزامه و إخالله في تنفيذ التزاماته العقدية‬
‫إخالال يمس الصالح العام ‪.‬‬

‫و تشمل السلطات اإلدارية في مجال العقود في ‪:‬‬

‫‪ -‬سلطة الرقابة و التوجيه ‪.‬‬


‫‪ -‬سلطة تعديل شروط العقد باإلرادة المنفردة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪MATTIAS Guyomar ," Le control des sanctions professionnelles", RFDA, Revue‬‬
‫‪Bimestrielle, novembre- décembre, N° 6, 2007, p.1199 et s.‬‬

‫‪57‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬سلطة توقيع الجزاءات ‪.‬‬


‫‪ -‬سلطة الفسخ األحادي الجانب ‪..‬‬

‫و يتم توقيع هذه الجزاءات بواسطة الق اررات األحادية الجانب ‪ ،‬و تخضع لرقابة القاضي اإلداري ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫الذي يمكن أن يقضي بالتعويض لصالح المتعاقد ‪ ،‬إذا تبين أنه صدر مخالفا للقانون ‪.‬‬

‫و سلطة اإلدارة في توقيع الجزاءات في العقود اإلدارية ال يهدف إلى العقاب ‪ ،‬بالقدر الذي يهدف‬
‫إلى حث المتعامل المتعاقد على تنفيذ التزاماته في الموعد و المواصفات المتفق عليها ‪ ،‬حفاظا‬
‫على المال العام ‪ ،‬و حماية للمصلحة العامة التي تتطلبها سير المرفق العام بانتظام و اضطراد ‪،‬‬
‫مع إعطاء كافة الضمانات ‪ ،‬كاإلعذار ‪ ،‬تسبيب الق اررات ‪ ،‬حق اللجوء للقضاء ‪ ،‬إجراءات الدفاع ‪..‬‬

‫و على العكس من ذلك فإن توقيع العقوبة اإلدارية حق تملك اإلدارة استعماله حيال كل من يخالف‬
‫نص قانوني أو قرار إداري من المخاطبين به ‪.‬‬

‫و من ثم يمكننا القول بأن العقوبة اإلدارية تتسم بصفة العمومية ‪ ،‬حيث ال يقتصر توقيعها على فئة‬
‫تربطها باإلدارة رابطة تعاقدية ‪.‬‬

‫و هذا هو مظهر التباين بينه و بين الجزاءات التعاقدية التي تقوم على خصوصية الرابطة بين اإلدارة‬
‫‪2‬‬
‫و المتعاقد معها ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬العقوبة اإلدارية و الجنائية‬

‫الجزاء الجنائي هو الجزاء المترتب على مخالفة قواعد القانون الجنائي و يعتبر أشد أنواع الجزاء ‪.‬‬

‫فالعقوبة جزاء تقويمي ‪ ،‬تنطوي على إيالم مقصود ‪ ،‬تنزل بمرتكب جريمة ذي أهلية لتحملها ‪ ،‬بناء‬

‫‪1‬‬
‫علي محمد مظفر ‪ ،‬سلطة اإلدارة في توقيع الجزاءات في العقود اإلدارية في اليمن ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪،‬‬
‫كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 3003‬ص ‪. 3‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 003‬‬

‫‪58‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫على حكم قضائي يستند إلى نص قانوني يحددها ‪ ،‬و يترتب عليها إهدار حق لمرتكب الجريمة‬
‫‪1‬‬
‫أو مصلحة له أو ينقصها أو يعطل استعمالها ‪.‬‬

‫و تعرف أيضا بأنها ‪ " :‬العقوبة جزاء و عالج يفرض باسم المجتمع على شخص مسئول جزائيا‬
‫‪2‬‬
‫عن جريمة بناء على حكم قضائي صادر من محكمة جزائية مختصة ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫فالعقوبة هي الجزاء الجنائي الذي يوقعه المجتمع على المجرم مؤاخذة له على ما اقترفه ‪،‬‬
‫و هو مقرر لحماية مصالح المجتمع و صيانته من اإلجرام ‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬خصائص الجزاء الجنائي‬

‫‪ -‬أنه جزاء غير مؤجل و يطبق حال ارتكاب الجريمة ‪.‬‬


‫‪ -‬مبدأ شخصية العقوبة ‪ ،‬فال يجوز أن تتعدى العقوبة إلى أسرة الجاني أو أقاربه ‪ ،‬فإذا توفي‬
‫الجاني فال تلحق العقوبة أقاربه ‪.‬‬
‫‪ -‬أنه ذو طابع مادي خارجي ‪ ،‬فهو جزاء محسوس و ليس معنوي ‪ ،‬قد يصيب اإلنسان‬
‫في جسده و حريتة أو ماله ‪.‬‬
‫‪ -‬يتقرر بنص قانون ‪ ،‬فهو محدد سلفا طبقا للمبدأ القائل الحكم بما يقرره القانون ال بما ينطق‬
‫به القاضي ‪ ،‬و لذا فمن الواجب أن توضع العقوبة من طرف المشرع ‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيقه موكول إلى السلطة العامة المتمثلة في القضاء ‪..‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬أوجه الشبه بين الجزائين‬


‫‪ -‬تشترك العقوبة اإلدارية و الجنائية في صفة العمومية حيث توقع كل منهما على من يخالف‬
‫القانون بوجه عام ‪ ،‬و استنادا إلى هذا التشابه ما بين العقوبة اإلدارية و الجنائية فيما يتعلق‬
‫باشتراكهما في صفة العمومية ‪ ،‬فقد نادى بعض فقهاء القانون اإلداري إلى استبدال العقوبة‬

‫‪1‬‬
‫عبد الفتاح مصطفى الصيفي ‪ ،‬األحكام العامة للنظام الجزائي ‪ ،‬مطبوعات جامعة الملك سعود ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬الطبعة‬
‫‪ ، 0663‬ص ‪.483‬‬
‫‪2‬‬
‫عبود سرج ‪ ،‬قانون العقوبات ‪ ،‬القسم العام ‪ ،‬منشورات جامعة دمشق ‪ ،‬الطبعة العاشرة ‪ ، 3003 ،‬ص ‪. 370‬‬
‫‪3‬‬
‫أحمد الخمليشي ‪ ،‬شرح القانون الجنائي ‪ ،‬القسم العام ‪ ،‬دار النشر المعرفة ‪ ، 0683 ،‬ص ‪. 363‬‬

‫‪59‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫الجنائية بأخرى إدارية ‪ ،‬ال سيما المقررة منها لحماية مصالح اجتماعية ‪ ،‬و التي ال تستدعي‬
‫مواجهتها بجزاء جنائي ‪ ،‬حيث يكفي لحمايتها أن يقرر المشرع لذلك جزاء إداري ‪ ،‬لما ينتج‬
‫عن هذا الجزاء اإلداري من تفاد لسلبيات الجزاء الجنائي من المساس بسمعة المعاقب و حتى‬
‫‪1‬‬
‫عائلته بالسوء في ج ارئم ال تشكل نية إجرامية آثمة لدى مرتكبها ‪.‬‬
‫‪ -‬كال القانونين يختلفان في نوعية العقوبة في بعض األحيان ‪ ،‬فالقانون الجنائي هو مجموعة‬
‫القواعد القانونية التي تحدد األفعال الجرمية و العقوبات ‪ ،‬سواء كانت تلك العقوبات سالبة‬
‫للحرية كالسجن أو مالية ‪ ، ..‬لكن الهدف من فرض تلك العقوبات هو الحفاظ على النظام‬
‫االجتماعي ‪ ،‬و هذا ما يتقاطع مع العقوبة اإلدارية ‪ ،‬التي ترمي بدورها إلى الحفاظ على‬
‫النظام العام من خالل الضبط اإلداري ‪ ،‬و فرض جزاءات تضاف إليها العقوبات اإلدارية‬
‫كالغرامات المالية ‪.‬‬
‫‪ -‬تأخذ اإلدارة عند فرض جزاءات إدارية على المخالفين ‪ ،‬قواعد عديدة من القانون الجنائي‬
‫كعدم جواز توقيع أكثر من عقوبة على المخالفة الواحدة ‪ ،‬و مبدأ التناسب بين الجزاء اإلداري‬
‫و المخالفة بحيث ال يتعداه إلى توقيع جزاء أكبر من حجم المخالفة المرتكبة فيخرج الجزاء‬
‫بذلك عن الهدف من وراء توقيعه ‪.‬‬
‫‪ -‬احترام مبدأ الشرعية في كال من العقوبة الجنائية و اإلدارية ‪ ،‬حيث ال يجوز للسلطة توقيع‬
‫غير العقوبات المحددة قانونا بموجب نصوص محددة مسبقا و إال ُع ّد تعسفا و انتقاما ‪ ،‬كذلك‬
‫الحال بالنسبة لقانون العقوبات حيث ال عقوبة إال بنص ‪ ،‬باإلضافة إلى مبدأ شخصية العقوبة‬
‫و هو ال يمكن تقرير مسئولية شخص إال عن فعله سواء أكان الجزاء إداريا أو جنائيا ‪،‬‬
‫فالجزاء ال يوقع و ال ينفذ إال على من ارتكب الجريمة ‪.‬‬
‫‪ -‬تشابه الجزائين من حيث عدم جواز االعتذار بجهل القانون ‪ ،‬حيث إن قرينة العلم بالقانون‬
‫مفترضة في كالهما ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪http://www.alkanounia.com , date de visite : 26-05-2017, à 19:34 .‬‬

‫‪60‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬العقوبة اإلدارية و تدابير الضبط اإلداري‬

‫و يسمى أيضا البوليس اإلداري ‪ ،‬و هو وضع القيود و الضوابط على نشاط و حريات األفراد لتنظيم‬
‫ممارستهم ألنشطتهم و لحرياتهم ‪ ،‬بغرض المحافظة على األمن العام ‪ ،‬السكينة العامة و الصحة‬
‫العامة ‪ ،‬خاصة ما تعلق منها باألمن العام كأحد أهم أهداف الضبط االداري ‪.‬‬

‫يمارس الضبط اإلداري هيئات السلطة التنفيذية ‪ ،‬كل في مجال اختصاصه في إطار القوانين‬
‫و التنظيمات المعمول بهما ‪.‬‬

‫و تمارس في سبيل ذلك وسائل مختلفة أبرزها لوائح الضبط التنظيمية ‪ ،‬و ما يتبعها من إجراءات‬
‫و أوامر و ق اررات فردية لتنفيذ و تطبيق هذه اللوائح و المراسيم التنظيمية ‪.‬‬

‫و يعد النظام العام قيد أساسي لسلطة الضبط اإلداري ‪ ،‬بحيث ليس لسلطات الضبط تحقيق أهداف‬
‫تخرج عنه ‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬وسائل الضبط اإلداري‬

‫الهدف الرئيسي للضبط اإلداري هو حماية و صيانة النظام العام في الدولة بعناصره ‪ ،‬و تستعمل‬
‫في سبيل تحقيق ذلك الوسائل التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬تستخدم سلطات الضبط إصدار لوائح الضبط ‪ ،‬التي تتضمن قواعد عامة و مجردة تتضمن‬
‫وضع القيود على النشاط الفردي لحماية النظام العام ‪.‬‬
‫‪ -‬إصدار الق اررات الفردية بهدف تطبيق قوانين و لوائح الضبط على األفراد ‪.‬‬
‫‪ -‬تستخدم سلطات الضبط امتياز من امتيازات السلطة و هي التنفيذ الجبري المباشر ‪ ،‬و بالقوة‬
‫‪1‬‬
‫المادية عند الضرورة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد رفعت عبد الوهاب ‪ ،‬النظرية العامة للقانون ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪ ،‬الطبعة ‪، 3003‬‬
‫ص ‪. 303‬‬

‫‪61‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫و ينقسم الضبط اإلداري إلى ضبط إداري عام و ضبط إداري خاص ‪ ،‬و هذا راجع لحالة التدخل ‪،‬‬
‫و كذلك للجهة المخول لها التدخل و إصدار القرار الضبطي ‪.‬‬

‫فالضبط اإلداري العام يعهد به إلى مختلف السلطات اإلدارية و موضوعه غير محدد في أحد عناصر‬
‫النظام العام ‪.‬‬

‫أما الضبط اإلداري الخاص فيقتصر على جهات إدارية خاصة و محددة ‪ ،‬مع بيان و تحديد حالة‬
‫التدخل و الوسائل ‪ ،‬و هو أكثر تشددا مثل الضبط الصحي ‪ ،‬و الضبط الخاص بالرقابة على أفالم‬
‫السينما ‪ ،‬و الضبط الخاص بالمحطات ‪ ،‬و عموما الضبط اإلداري الخاص الذي تنشئه الحاجة محل‬
‫‪1‬‬
‫الحماية ‪ ،‬و يأخذ بعين االعتبار خصوصية التدخل ‪.‬‬

‫و يهدف الضبط اإلداري الخاص و العام إلى حماية النظام العام بمختلف أبعاده ‪ ،‬و هو عمل‬
‫تكاملي ‪ ،‬لكن قد يوجد تداخل بين السلطات في االختصاص ‪ ،‬هذا التداخل مرده لطبيعة موضوع‬
‫‪2‬‬
‫محل التدخل ‪.‬‬

‫ففي بعض الحاالت تستدعي الظروف المحلية تدخل الضبط اإلداري العام رغم وجود الضبط اإلداري‬
‫‪3‬‬
‫الخاص مثل تدخل رئيس البلدية في مجال المرور على الرغم من وجود شرطة خاصة ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫فقد جاء في المادة ‪ 94‬من قانون البلدية ما يلي ‪:‬‬
‫" في إطار احترام حقوق و واجبات المواطنين ‪ ،‬يكلف رئيس المجلس الشعبي البلدي على‬
‫الخصوص ‪ ،‬بما يأتي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Vincent TCEN, La notion de police administrative, la documentation française, Paris,‬‬
‫‪2007, p.187.‬‬
‫‪2‬‬
‫عادل السعيد محمد أبو الخير ‪ ،‬الضبط اإلداري و حدوده ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬فرع بني سويف ‪ ،‬جامعة‬
‫القاهرة ‪ ،‬مصر‪ ، 1992 ،‬ص ‪. 030 - 149‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Maie-France DELHOSTE, Les polices administratives spéciales et le principe‬‬
‫‪d’indépendance des législations, L.G.D.J, Paris, 2001, p.13.‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 64‬من ق‪ 00 -00 .‬المؤرخ في ‪ 33‬جوان ‪ ، 3000‬المتعلق بالبلدية ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 3‬جويلية‬
‫‪ ، 3000‬العدد ‪. 37‬‬

‫‪62‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬تنظيم ضبطية الطرقات المتواجدة على إقليم البلدية مع مراعاة األحكام الخاصة بالطرقات ذات‬
‫الحركة الكثيفة " ‪.‬‬

‫فنلحظ تدخل رئيس المجلس الشعبي البلدي في مجال المرور رغم وجود أعوان خاصة بهذا المجال ‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬التمييز بين الجزاء اإلداري و التدابير الضبطية‬

‫إن أهم ما يميز الضبط اإلداري هو الصفة الوقائية ‪ ،‬فهو يعمل على دفع األخطار و الحوادث التي‬
‫قد تهدد النظام العام قبل وقوعها بكل الوسائل المتاحة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أما إذا وقعت هذه الحوادث أو األخطار ‪ ،‬فإنه يعمل على محاولة عدم انتشارها و الحد منها ‪.‬‬

‫أما الجزاء اإلداري يعد أحد صور العقوبة اإلدارية التي تهدف إلى تحقيق التوافق بين نشاط األفراد‬
‫و متطلبات المصلحة العامة ‪ ،‬األمر الذي يكسبها ذاتية مستقلة ‪.‬‬

‫و للعقوبة اإلدارية صفة ردعية لمواجهة الوقوع الفعلي في المخالفة ‪ ،‬بهدف ردع صاحب النشاط‬
‫‪2‬‬
‫و الغير ألجل حماية النظام العام ‪.‬‬
‫في حين أن الضبط اإلداري يتمثل في تقييد النشاط الخاص من خالل فرض القيود و الضوابط‬
‫على ممارسة األفراد لحرياتهم و نشاطاتهم بهدف حماية النظام العام ‪.‬‬

‫و عليه يختلف الضبط اإلداري و نظامه القانوني عن نظام الجزاءات اإلدارية العامة ‪ ،‬حيث يعتبر‬
‫‪3‬‬
‫هذا األخير نظاما عقابيا إداريا وقائيا قبل وقوع المخالفة ‪ ،‬مثل اإلجراءات الوقائية في مجال البيئة ‪،‬‬
‫و ردعي بهدف تعقب مرتكبي اإلخالل و معاقبتهم وفقا للقانون ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد رفعت عبد الوهاب ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 303-304‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Etienne PICARD, La notion de police administrative, Thèse de doctorat d’Etat,‬‬
‫‪université de droit d’économie et de sciences sociales de Paris, 1978.p. 541.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر في ذلك المبحث األول من الفصل الثاني من الباب الثاني من رسالتنا ‪ ،‬ص ‪ 383‬و ما يليها ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫و من ثم فإن فيصل التفرقة بين العقوبة اإلدارية و تدابير الضبط اإلداري تكمن في الغاية المبتغاة‬
‫من كل منهما ‪ ،‬فإذا كانت تلك الغاية ردع المخالف و زجر غيره ‪ ،‬كنا في إطار العقوبة اإلدارية ‪،‬‬
‫في حين أنه إذا كان القصد من اإلجراء تجنب ارتكاب مخالفة على وشك الوقوع ‪ ،‬دخل هذا اإلجراء‬
‫‪1‬‬
‫في نطاق تدابير الضبط اإلداري ‪.‬‬

‫و يرى جانب من الفقه أنه يوجد فرق بين الجزاءات اإلدارية و تدابير الضبط اإلداري على أساس‬
‫أن الضبط اإلداري هو إجراء وقائي ‪ ،‬أما الجزاء اإلداري فهو عقابي يتدخل ليعاقب على السلوك‬
‫المخالف للقانون ‪.‬‬

‫و قد قضى مجلس الدولة الفرنسي بأن توقيع اإلجراء إذا تم على إثر خطأ من صاحب الشأن و كان‬
‫غرض اإلدارة هو عقابه ‪ ،‬فإن األمر يتعلق بجزاء إداري ‪ ،‬أما إذا كان إصدار هذا اإلجراء ألجل المنع‬
‫‪2‬‬
‫و الوقاية ‪ ،‬فإن األمر يتعلق بإجراء الضبط اإلداري ‪.‬‬

‫و يوجد تشابه بين الجزاءات اإلدارية و إجراءات الضبط اإلداري ‪ ،‬فغلق منشأة أو إيقاف العمل بها ‪،‬‬
‫هدفه السالمة و األمن و بذلك يدخل في حماية النظام العام ‪.‬‬

‫لكن عقاب الفرد ال ُيخرج اإلجراء من طبيعته العقابية إلى الوقائية ‪ ،‬فالقصد هو معاقبة الفرد على‬
‫‪3‬‬
‫مخالفة ارتكبها ‪ ،‬و بالتالي يكون جزاء إداريا حتى و لو حقق هدفا آخ ار متعلقا بحماية النظام العام ‪.‬‬

‫و تتطلب الطبيعة الوقائية إلجراءات الضبط اإلداري ‪ ،‬التدخل على وجه السرعة ألجل إبعاد الخطر‬
‫الذي يخل بالنظام العام ‪ ،‬فهذه اإلجراءات العاجلة تجعل اإلدارة غير ملزمة بالتسبيب على عكس‬
‫الجزاء اإلداري ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قوراري مجدوب ‪ ،‬العقوبة اإلدارية و السياسة الجنائية الحديثة ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Etienne PICARD, op. cit, p.541.‬‬
‫‪3‬‬
‫ناصر حسين محسن أبو جمعة العجمي ‪ ،‬الجزاءات التي توقعها اإلدارة بمناسبة النشاط اإلداري في غير مجال العقود‬
‫و التأديب ( دراسة مقارنة ) ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬مصر‪ ، 2010 ،‬ص ‪. 136‬‬

‫‪64‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫و مما يميز كذلك الجزاء اإلداري عن إجراءات الضبط اإلداري االستناد إلى النص القانوني ‪،‬‬
‫فالجزاءات اإلدارية ال توقعها اإلدارة إال بوجود نص قانوني يحدد المخالفة ‪ ،‬و ما يترتب عنها من‬
‫نوعية الجزاء اإلداري ‪.‬‬

‫أما بالنسبة لتدابير الضبط اإلداري في مواجهة تهديد النظام العام ‪ ،‬فتتخذ في حاالت معينة السلطة‬
‫التقديرية المالئمة القرار مع حالة التدخل ‪ ،‬بحيث تحاول فرض نوع من التناسب بين نشاط األفراد‬
‫و حماية النظام العام ‪.‬‬

‫فالضبط اإلداري يتأثر بالظروف المحيطة به ‪ ،‬و يقوم على سرعة التدخل ‪ ،‬ففي الظروف اإلستثنائية‬
‫تجعل الضبط اإلداري يخرج عن مبدأ المشروعية ‪ ،‬عكس الجزاءات اإلدارية التي ال تتأثر بهذه‬
‫الظروف ألنها حددت مسبقا بنصوص قانونية تجاه األفعال المخالفة ‪.‬‬

‫و يبقى الهدف الذي يسعى كل من الجزاء اإلداري و الضبط اإلداري تحقيقه هو المعيار الفاصل‬
‫بينهما ‪ ،‬فالجزاء اإلداري يهدف إلى تنفيذ القوانين و معاقبة المخالفين حسب تطابق درجة المخالفة‬
‫مع النص القانوني ‪ ،‬أما هدف الضبط اإلداري فهو حماية النظام العام بمختلف مدلوالته من أي خطر‬
‫يهدده ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬صور الجزاءات اإلدارية العامة‬

‫تنقسم الجزاءات اإلدارية إلى أقسام و أنواع متعددة بالنظر لألساس الذي يبنى عليه التقسيم ‪ 1،‬باإلضافة‬
‫يتبن الجزاءات اإلدارية كنظام قانوني مستقل و قائم بذاته ‪ ،‬مما يحتم علينا‬
‫إلى أن المشرع الجزائري لم ّ‬
‫أن نبحث في مختلف النصوص القانونية بغية استخالص صور هذه الجزاءات استنادا على معيار‬
‫السلطة العامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪HBERT.HUBERCHT.G, La notion de sanction administrative, L.P.A, n° 08, 17-01-‬‬
‫‪1990, p.21.‬‬

‫‪65‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫و باستق ارء النصوص القانونية في مختلف المجاالت فيمكن تقسيمها إلى جزاءات مالية و أخرى غير مالية ‪.‬‬

‫نتولى تفصيل كل نوع من هذه األنواع ‪ ،‬مع ما يتطلبه كل نوع من شروط خاصة لتطبيقه ‪ ،‬و كل نوع‬
‫يخضع للمبادئ و األسس الخاصة بطبيعة اإلدارة و سلطتها في توقيع الجزاءات باإلضافة إلى الخصائص‬
‫‪1‬‬
‫العامة المشتركة للجزاءات االدارية ‪.‬‬

‫الفرع األ ول ‪ :‬الجزاءات المالية‬

‫تنصب العقوبات اإلدارية المالية على الذمة المالية للمخالف ‪ ،‬و تعد أهم و أكثر الجزاءات التي تستعين‬
‫بها اإلدارة لمواجهة خرق القوانين و الق اررات اإلدارية ‪ 2،‬و نجد مجالها في مواد الضرائب ‪ ،‬الضمان‬
‫االجتماعي و قانون المرور ‪ ،‬الجمارك ‪..‬‬

‫و تعد الغرامة و المصادرة من أهم العقوبات اإلدارية المالية التي تفرضها اإلدارة ‪ ،‬و من أهم مظاهر‬
‫الردع اإلداري شيوعا ‪.‬‬
‫لكن المساس بالذمة المالية للمخالف ال يتوقف عند العقوبات المالية ‪ ،‬بل قد تكون هناك عقوبات لها آثار‬
‫مالية كإجراء الصلح بما أنه في حال إعماله ينجر عنه دفع مبلغا من المال كنتيجة عن الصلح ‪.‬‬

‫و الجزاءات المالية تعتبر وسيلة لتحقيق غاية ‪ ،‬و أهميتها تكمن في ضمان سير المرفق العام بانتظام‬
‫و اضطراد ‪.‬‬

‫و لقد أضحى لإلدارة الحق في فرض جزاءات إدارية مالية تخرج عن نطاق اإلطار التقليدي في مجال‬
‫الجزاءات التأديبية و التعاقدية ‪ ،‬تشمل األشخاص غير المرتبطين بها ‪.‬‬
‫فثمة نصوص قانونية متفرقة يتيح فيها المشرع الجزائري فرض غرامات مالية ‪ ،‬بدال من إحالة القضية‬
‫إلى العدالة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد القادر دراجي ‪ ،‬سلطة اإلدارة في توقيع الجزاءات اإلدارية ‪ ،‬مجلة المفكر ‪ ،‬العدد العاشر ‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬ص ‪. 67‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 004‬‬

‫‪66‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫البند األول ‪ :‬الغرامة المالية‬

‫تتمتع اإلدارة بوصفها سلطة عامة ‪ ،‬بامتياز خاص يخولها فرض عقوبات على المخالفين من بينها‬
‫الغرامات اإلدارية ‪.‬‬

‫و الغرامة االدارية هي مبالغ مالية تقدرها اإلدارة مقدما و تنص على توقيعها متى أخل الملتزم بواجب‬
‫‪1‬‬
‫بقرار منها بمجرد تحقق المخالفة التي تقررت الغرامة لمواجهتها ‪ ،‬و دون حاجة إلثبات ضرر‪.‬‬ ‫معين ‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫فالغرامة هي جزاء إداري الغرض من فرضها ضمان سير المرفق العام بانتظام و اضطراد ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى سهولة تقريره إداريا عوضا عن العقاب الجزائي ‪.‬‬

‫و تعرف الغرامة اإلدارية بأنها عقوبة مالية إدارية تتضمن إلزام المخالف بدفع مبلغ من المال تقدره‬
‫المصلحة المختصة إلى الخزينة العامة للدولة ‪ ،‬و ذلك لتحقيق مصلحتين مهمتين هما إصالح‬
‫‪3‬‬
‫األشخاص المرتكبين لمخالفات ضد النظام العام ‪ ،‬و كذا تحقيق إيرادات لصالح الخزينة العمومية ‪.‬‬

‫و نجد أن بعض التشريعات تنص على هذا المضمون ‪ ،‬و تقرر الغرامة اإلدارية كعقوبة أصلية‬
‫في المخالفات ‪ ،‬و هذا التوجه تأخذ به معظم التشريعات المقارنة على غرار التشريع األلماني ‪،‬‬
‫االيطالي و الفرنسي و كذا التشريع الجزائري ‪.‬‬

‫إن التشريعات المختلفة التي أخذت بالجزاء اإلداري ‪ ،‬قصرت نطاق استخدام الجزاء اإلداري‬
‫إلى صور‪ ،‬و التي من ضمنها الغرامة كأحد أهم الجزاءات التي توقعها السلطة اإلدارية ‪ ،‬و من بين‬
‫األساليب المثلى لإلدارة و أكثرها شيوعا بالنسبة للجرائم القليلة الخطورة ‪ ،‬التي ال يمكن أن تصل حد‬
‫التهديد بالقيم و المصالح الجوهرية للمجتمع ‪ ،‬كالمخالفات بالنسبة لكل التشريعات ‪ ،‬سواء تلك التي‬
‫أخذت بنظام قانون العقوبات اإلداري ‪ ،‬أو التي لم تأخذ به ‪ ،‬و بعض الجنح مثل التشريع اإليطالي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد اللطيف قطيش ‪ ،‬الصفقات العمومية تشريعا و فقها و اجتهادا ( دراسة مقارنة ) ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ، 3000 ،‬ص ‪. 033‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد القادر عبد الحافظ الشيخلي ‪ ،‬القانون التأديبي و عالقته بالقانونين اإلداري و الجنائي ‪ ،‬دار الفرقان للنشر ‪،‬‬
‫عمان ‪ ، 0683 ،‬ص ‪. 033‬‬
‫‪3‬‬
‫أيمن رمضان الزيني ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 403‬‬

‫‪67‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫و ينطوي الجزاء اإلداري المالي على كل شخص يصدر منه خطأ ما ‪ ،‬و من أمثلة الغرامة المالية‬
‫اإلدارية المفروضة على المخالفين أيضا نجد المادة ‪ 11‬من قانون المرور التي تصنف المخالفات‬
‫من الدرجة األولى إلى الرابعة ‪ ،‬و تحدد لكل مخالفة غرامة جزافية قدرت ما بين ‪ 3000‬إلى ‪3000‬‬
‫‪1‬‬
‫دج ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫و في قانون الجمارك ‪ ،‬حيث يعاقب على المخالفات الدرجة األولى بغرامة قدرها ‪ 33.000‬دج ‪.‬‬

‫و من الغرامات ما يحصرها المشرع بين حدها األدنى و األقصى ‪ ،‬و مثاله في قانون الجمارك كذلك‬
‫في حالة التصريح الخاطئ بالزيادة أو النقصان في الطرود دون مبرر ‪ ،‬بغرامة من ‪ 33.000‬عن كل‬
‫‪3‬‬
‫شهر تأخير إلى ‪ 0.000.000‬كحد أقصى ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الفرق بين الغرامة اإلدارية و الجنائية‬

‫الغرامة الجنائية هي إلزام المسئول عن الجريمة بدفع مبلغ من النقود يقدره القاضي إلى خزينة الدولة ‪،‬‬
‫و بمجرد صدور الحكم القضائي بالغرامة ‪ ،‬تنشأ عالقة دين ‪ ،‬و المدين فيها هو المحكوم عليه‬
‫و الدائن هو الدولة ‪.‬‬

‫و تعرف أيضا بأنها " حرمان المحكوم عليه من جزء من ماله أو مصدر من هذا المال " ‪.‬‬

‫فهي بهذا المعنى عقوبة أو مصادرة مالية يستوجب دفعها من طرف المحكوم عليه إلى الخزينة العمومية‬
‫‪4‬‬
‫بعد ثبوت اإلدانة ضده ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 11‬من ق‪ 03 -07 .‬المؤرخ في ‪ 01‬فيفري ‪ ، 3007‬يعدل و يتمم ق‪ 04 -00 .‬المؤرخ في ‪ 06‬أوت‬
‫‪ ، 3000‬المتعلق بتنظيم حركة المرور عبر الطرق و سالمتها و أمنها ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 33‬فيفري ‪ ، 3007‬العدد‬
‫‪. 03‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 306‬من ق‪ 04 -07 .‬المؤرخ في ‪ 01‬فيفري ‪ ، 3007‬يعدل و يتمم ق‪ 07 -76 .‬المؤرخ في ‪30‬‬
‫جويلية ‪ ، 0676‬المتضمن ق‪ .‬الجمارك ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 06‬فيفري ‪ ، 3007‬العدد ‪. 00‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ -306‬ي من ق‪ .‬الجمارك ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫بيرك فارس حسين ‪ ،‬منار عبد المحسن عبد الغني ‪ ،‬التعويض و الغرامة و طبيعتهما القانونية ‪ ،‬مجلة تكريت للعلوم‬
‫القانونية و السياسية ‪ ،‬العراق ‪ ،‬العدد ‪ ، 1‬السنة ‪ ، 3‬ص ‪. 86‬‬

‫‪68‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫أما الغرامة اإلدارية فهي عقوبة مالية ‪ ،‬قوامها دفع المخالف لمبلغ من المال لفائدة الخزينة العمومية ‪،‬‬
‫جزاء المخالفة التي ارتكبها ‪ ،‬و هي تمثل عالقة دائنية بين المخالف و اإلدارة المختصة في تقرير‬
‫‪1‬‬
‫الغرامة ‪.‬‬

‫و تختلف الطبيعة القانونية للغرامة في القانون الجنائي و قانون العقوبات اإلداري ‪.‬‬

‫فهي في األول عقوبة جنائية يطبقها القضاء الجنائي على الشخص الذي خالف قواعد القانون‬
‫الجنائي ‪ ،‬و هي قائمة على مبدأ ال جريمة وال عقوبة إال بنص ‪.‬‬

‫أما في الثاني فهي عقوبة إدارية تطبقها اإلدارة المختصة على الشخص المخالف ‪ ،‬دون الرجوع‬
‫الى القضاء ‪ ،‬كما في بعض مخالفات المرور و مخالفات الصيد ‪ ،‬مخالفات ضد البيئة و الغابات ‪،‬‬
‫الجمارك ‪..‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الفرق بين الغرامة اإلدارية و التعويض‬

‫التعويض هو األداة التي بمقتضاها يتم معالجة اآلثار السلبية المترتبة عن الفعل الضار ‪ ،‬فهو أثر‬
‫لقيام المسئولية المدنية ‪ ،‬عقدية كانت أو تقصيرية و الغاية منه هو جبر الضرر الذي لحق المضرور‬
‫‪2‬‬
‫و غيره بسبب الفعل الضار‪.‬‬

‫و يتمثل الفرق بين الغرامة و بين التعويض في أن الغرامة عبارة عن جزاء عن الخلل االجتماعي‬
‫الناشئ عن الجريمة ‪ ،‬بينما التعويض هو جزاء عن الضرر الفردي الذي أصاب الغير ‪.‬‬

‫و كذلك يختلفان من حيث الهدف لكل منهما ‪ ،‬فالقصد من إيقاع عقوبة الغرامة هي إيالم الجاني‬
‫بهدف ردعه و إصالحه و كذلك ردع غيره ‪ ،‬أما الهدف من التعويض فهو جبر الضرر الحاصل ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أيمن رمضان الزيني ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 400‬‬
‫‪2‬‬
‫بيرك فارس حسين ‪ ،‬منار عبد المحسن عبد الغني ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 83‬‬

‫‪69‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫و من جهة أخرى تختلف الغرامة عن التعويض من زاوية السند القانوني لغرض كل منهما ‪ ،‬فالغرامة‬
‫تُفرض استنادا إلى نص قانوني يورده قانون العقوبات أو أحد القوانين المكملة له ‪ ،‬طبقا لمبدأ‬

‫‪1‬‬
‫" ال جريمة وال عقوبة أو تدابير أمن بغير قانون " ‪.‬‬

‫أما التعويض فيتم تقريره قياسا إلى حجم الخسارة التي حلت بالمتضرر و الكسب الذي فاته ‪.‬‬

‫و ال يوجد في نصوص القانون ما يحدده ‪ ،‬و إنما تقرره المحكمة بعد طلب المتضرر أو من ينوب‬
‫عنه كما تختلف الغرامة عن العقوبات المالية االنضباطية ‪ ،‬فالعقوبات األخيرة تفرض بقرار من الجهة‬
‫‪2‬‬
‫اإلدارية بحق المخالفين ألنظمتها و التابعين إليها ‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬إجراء الصلح‬

‫المصالحة التي تتوالها اإلدارة مع المخالفين من حيث مضمونه الحقيقي يعد شكل من أشكال الغرامة ‪،‬‬
‫فهو مقابل للصلح ‪.‬‬

‫فرغم أنه جزاء إداري ‪ ،‬لكنه ال يعتبر عقوبة بالمعنى القانوني ‪ ،‬حيث تستخدمه اإلدارة كوسيلة عند دفع‬
‫‪3‬‬
‫المخالف مقابال للصلح رغم اعتقاده أنه يسدد غرامة ‪.‬‬

‫و غرامة المصالحة تتخذ عدة أشكال ‪ ،‬فقد تكون مبلغا من المال تفرضه اإلدارة بقرار أحادي الجانب‬
‫جزاء للمخالفة ‪ ،‬و قد تكون بناء على مصالحة بين اإلدارة و المخالف ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫و الصلح هو أسلوب إلنهاء المنازعات بطريقة ودية ‪ ،‬أو هي بوجه عام تسوية لنزاع بطريقة ودية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 0‬من األمر ‪ 031 -11‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪ ،0611‬المتضمن ق‪ .‬ع المعدل و المتمم ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في‬
‫‪ 00‬جوان ‪ ، 0611‬العدد ‪. 48‬‬
‫‪2‬‬
‫حسون عبيد هجيج ‪ ،‬حسن خنجر عجيل ‪ ،‬شخصية العقوبات األصلية ( دراسة مقارنة ) ‪ ،‬مجلة الحلي للعلوم‬
‫القانونية و السياسية ‪ ،‬جامعة بابل ‪ ،‬العراق ‪ ،‬المجلد ‪ ، 1‬اإلصدار ‪ ، 3‬السنة ‪ ، 3004‬ص ‪. 317‬‬
‫‪3‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 331‬‬
‫‪4‬‬
‫خلوفي رشيد ‪ ،‬المنازعات اإلدارية ‪ ،‬شروط قبول الدعوى اإلدارية ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪، 3004 ،‬‬
‫ص ‪. 033‬‬

‫‪70‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫ذلك أن المصالحة هي عبارة عن اتفاق يصدر في شكل قرار إداري بين اإلدارة و المخالف و يتم‬
‫بموجبها تسديد الغرامة ‪ ،‬كما يجوز الطعن فيها أمام القضاء ‪.‬‬

‫لكن رغم أن األمر يتعلق باتفاق إال أنه يصدر بقرار إداري منفرد ‪.‬‬

‫تصدر الصلح مكانة مميزة في الجرائم االقتصادية ‪ ،‬نظ ار للنتائج العملية للصلح التي أثبتت‬
‫و لقد ّ‬
‫مدى تطابق األهداف التي يسعى إليها مع أهداف القانون الجزائي االقتصادي المتمثلة في السرعة‬
‫و الفاعلية ‪ ،‬خاصة و أن النظام الجنائي أصبح غير قادر على استيعاب التضخم المتزايد في عدد‬
‫الجرائم و الدعاوى العمومية ‪ ،‬لذلك تبرز أهمية اللجوء للصلح في هذا المجال و تتدعم مزاياه التي‬
‫تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ -‬نظام الصلح ذو فائدة مزدوجة لكل من اإلدارة و المخالف ‪ ،‬فبالنسبة لإلدارة يؤدي إلى تجنيبها‬
‫مخاطر طول اإلجراءات القضائية و بطئها ‪ ،‬مما يوفر لها موارد مالية هامة ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمخاف فإن هذا النظام يؤدي إلى تجنب المثول أمام القضاء و يحميه من قسوة‬
‫العقوبات المقررة قانونا ‪ ،‬و قيد إسمه في صحيفة السوابق ‪ ،‬كما يخفف العبء عن المحاكم‪.‬‬

‫‪ -‬نظام الصلح يمنع ازدحام السجون و يعفي الدولة من تكبد النفقات الباهضة ‪.‬‬

‫‪ -‬نظام التصالح يساعد على نشر السلم االجتماعي كونه ينهي النزاع الجنائي بالطرق الودية ‪.‬‬

‫‪ -‬ال يخضع الصلح دائما لتقدير اإلدارة و إنما هناك نصوص تضبط المقدار المالي ‪.‬‬

‫و يتضح من هنا فاعلية جزاء الصلح ‪ ،‬ألنه ينظر إلى الجريمة من الناحية االقتصادية ‪ ،‬و باعتبار‬
‫أن ذمة المجرم المالية قد حققت كسبا من وراء ارتكابه الجريمة ‪ ،‬فإن المقدار المالي للصلح يؤخذ‬
‫‪1‬‬
‫من هذه الذمة ‪ ،‬و بالتالي ينقص من المكاسب الناتجة عن الجريمة و يكون التعادل قد تحقق ‪.‬‬

‫و لتحقيق هذه الغاية وقع إقرار الصلح في عديد النصوص القانونية ‪ ،‬بحيث نجد صوره في الجرائم‬
‫الجمركية طبقا للمادة ‪ 313‬منه ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪http://ar.jurispedia.org/index , date de visite le: 27-05-2017, à 10:03 .‬‬

‫‪71‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫" غير أنه يرخص إلدارة الجمارك بإج ارء المصالحة مع األشخاص المتابعين بسبب المخالفات‬
‫‪1‬‬
‫الجمركية ‪ ،‬بناء على طلبهم " ‪.‬‬

‫و مثاله ما جاء في قانون الممارسات التجارية ‪:‬‬

‫" كما تبين العقوبات المقترحة من طرف الموظفين الذين حرروا المحضر عندما يمكن أن تعاقب‬
‫‪2‬‬
‫المخالفة بغرامة المصالحة " ‪.‬‬
‫" و عند تحرير المحضر في غياب المعني أو في حالة حضوره و رفضه التوقيع أو معارضته غرامة‬
‫‪3‬‬
‫المصالحة المقترحة ‪ ،‬يقيد ذلك في المحضر " ‪.‬‬

‫و المادة ‪ 10‬منه ‪:‬‬


‫" ‪ ..‬غير أنه يمكن المدير لوالئي المكلف بالتجارة أن يقبل من األعوان االقتصاديين المخالفين‬
‫بمصالحة ‪ ،‬إذا كانت المخالفة المعاينة في حدود غرامة تقل أو تساوي مليون دينار( ‪0.000.000‬‬
‫‪4‬‬
‫دج ) ‪." ..‬‬

‫البند الثالث ‪ :‬المصادرة‬

‫هي في األصل جزاء جنائي يتمثل في نقل ملكية مال معين إلى الدولة دون مقابل ‪ ،‬حيث تنص‬
‫المادة ‪ 03‬من قانون العقوبات ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 3 – 313‬من ق‪ ، 04-07 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 3/31‬من ق‪ ، 03 -04 .‬المؤرخ في ‪ 33‬جوان ‪ ، 3004‬يحدد القواعد المطبقة على الممارسات‬
‫التجارية ‪ ،‬المعدل و المتمم ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 37‬جوان ‪ ، 3004‬العدد ‪. 40‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 3/ 37‬من ق‪ ، 03-04 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫المصالحة خاصة باألعوان االقتصاديين ‪ ،‬و كما ذكرنا سابقا أن من خصائص الجزاءات اإلدارية العامة هو‬
‫العمومية ‪ ،‬و هو من صميم قانون العقوبات اإلداري ‪ ،‬لكل شخص طبيعي أو معنوي مخالف ‪ ،‬أردنا تبيان أن هذا‬
‫النوع من الجزاء تفرضه اإلدارة ‪ ،‬و أن المشرع قد يأخذ بالمصالحة كسبيل للعقوبة اإلدارية ‪ ،‬ذلك أن العبرة في ذلك‬
‫هو تخويل جهة اإلدارة في فرض الغرامات اإلدارية بديال عن القضاء ‪ ،‬ألن المصالحة تعني فرض مبلغ مالي‬
‫على المخالف للتصالح مع اإلدارة بدليل تسميتها غرامة المصالحة ‪ ،‬ينظر فيما يخص المصالحة ‪ ،‬المادة ‪ 3 /10‬و ‪3‬‬
‫من ق‪ ، 03 -04 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫" المصادرة هي األيلولة النهائية إلى الدولة لمال أو مجموعة أموال معينة ‪ ،‬أو ما يعادل قيمتها عند‬
‫‪1‬‬
‫االقتضاء " ‪.‬‬

‫و تعرف ‪ " :‬المصادرة هي نزع ملكية مال معين جب ار عن صاحبه بغير مقابل و إضافته إلى ملك‬
‫‪2‬‬
‫الدولة " ‪.‬‬

‫فهي إذن استيالء قانوني على مال المحكوم عليه ‪ ،‬و انتقال ملكيته إلى الدولة بدون أدنى تعويض ‪،‬‬
‫على أن يفرض من طرف السلطة القضائية ‪.‬‬

‫و األموال هنا شاملة لألوراق المالية ‪ ،‬اآلالت و التجهيزات أو مصادرة بضائع ‪ ..‬نتيجة لمخالفة‬
‫و عقوبة للمخالف ‪.‬‬

‫و إذا كان األصل أنه ال يقضي بالمصادرة كعقوبة جزائية إال بواسطة القضاء ‪ ،‬إال أنه طبقا للقانون‬
‫الجنائي اإلداري ‪ ،‬يكون لإلدارة أن تقرر المصادرة كجزاء إداري تكميلي ‪ ،‬تبعي أو أصلي لمواجهة‬
‫‪3‬‬
‫بعض الجرائم اإلدارية ‪.‬‬

‫حيث تنص المادة ‪ 33‬من قانون العقوبات اإلداري األلماني على تطبيق المصادرة كجزاء تبعي بشأن‬
‫‪4‬‬
‫الجرائم اإلدارية ‪ ،‬بشرط النص عليها صراحة ‪.‬‬

‫و كذلك قانون العقوبات اإليطالي بمنح اإلدارة المختصة بتوقيع الجزاء اإلداري ‪ ،‬و حق المصادرة‬
‫اإلدارية كجزاء تبعي اختياري لألشياء المستخدمة في ارتكاب الفعل غير المشروع ‪ ،‬و تلتزم اإلدارة‬
‫‪5‬‬
‫المختصة في كل األحوال بمصادرة ما ينتج عن الجريمة اإلدارية ‪ ،‬و ذلك على سبيل الوجوب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 03‬من ق‪.‬ع ‪ ،‬المعدلة بمقتضى ق‪ 33 -01 .‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ، 3001‬ج‪.‬ر الصادرة في‬
‫‪ 34‬ديسمبر ‪ ، 3001‬العدد ‪. 84‬‬
‫‪2‬‬
‫أحسن بوسقيعة ‪ ،‬المنازعات الجمركية ‪ ،‬دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬الطبعة الخامسة ‪3000 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪. 304‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 031‬‬
‫‪4‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 343‬‬
‫‪5‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬نفس الصفحة ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫و تكمن التفرقة بين المصادرة الجزائية في أنها الموقعة من قبل السلطة القضائية ‪ ،‬طبقا لحكم‬
‫قضائي ‪ ،‬و بناء على دعوى و إجراءات جزائية ‪.‬‬

‫أما المصادرة اإلدارية تقررها اإلدارة من طرف شخص من أشخاص القانون المختصين و المخولين‬
‫قانونا طبقا لقواعد قانون العقوبات اإلداري ‪ ،‬كونها جزاء إداري له خاصية عقابية تمس مال المخالف‪.‬‬

‫و من الصعب وجود تطبيقات للمصادرة اإلدارية في التشريع الجزائري الذي لم يأخذ بنظام قانون‬
‫العقوبات اإلداري كقانون مقنن ‪ ،‬و مع ذلك كانت تقضي الفقرة الثانية من المادة ‪ 33‬من قانون‬
‫الجمارك قبل التعديل على ما يلي ‪:‬‬

‫" و تحظر عند االستيراد ‪ ،‬مهما كان النظام الجمركي الذي وضعت فيه ‪ ،‬و تخضع إلى المصادرة‬
‫‪1‬‬
‫البضائع الجزائرية أو األجنبية المزيفة " ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫فيما لم يتم النص عليها طبقا لقانون الجمارك ‪ 04 -07‬بموجب المادة ‪ 33‬المعدلة منه ‪.‬‬

‫و تتجلى المصادرة في قطاع الجمارك أيضا ‪ ،‬حيث تناول المشرع المصادرة كجزاء إداري توقعه ‪،‬‬
‫حيث يرى المشرع أن قطاع الجمارك هو أهم مجال تطبق فيه المصادرة ‪ ،‬في الحاالت الغير معاقب‬
‫عليها بصرامة كما عبر عنها المشرع ‪.‬‬

‫حيث تنص المادة ‪ 330‬من قانون الجمارك ‪:‬‬

‫" تعد المخالفات اآلتية مخالفات من الدرجة الثالثة ‪ ،‬عندما ال يعاقب عليها هذا القانون بصرامة أكبر‪:‬‬

‫أ‪ -‬المخالفات المعاينة عند المراقبة الجمركية للمظاريف البريدية المجردة من أي طابع تجاري ‪،‬‬
‫ب‪ -‬التصريحات الخاطئة المرتكبة من طرف المسافرين و المتعلقة بالبضائع المذكورة في المادتين‬
‫‪ 066‬مكرر و ‪ 333‬من هذا القانون ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 3/33‬من ق‪ ، 00-68 .‬المؤرخ في ‪ 33‬أوت ‪ ، 0668‬المعدل و المتمم ق‪ 07 -76 .‬المؤرخ في ‪30‬‬
‫جويلية ‪ ، 0676‬المتضمن ق‪ .‬الجمارك ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 33‬أوت ‪ ، 0668‬العدد ‪. 10‬‬
‫‪2‬‬
‫ق‪ ، 04 -07 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬
‫‪1‬‬
‫‪ ...‬يعاقب على المخالفات المذكورة أعاله بمصادرة البضائع محل الغش " ‪.‬‬

‫فكل تصريح مزيف عن األشياء و األمتعة الشخصية ‪ ،‬و كذلك بضائع المسافرين المخصصة‬
‫‪2‬‬
‫لالستعمال الشخصي أو العائلي ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى البضائع الموجهة لالستعمال المهني بدون تسويقها على حالتها ‪ ،‬تعرض أصحابها‬
‫‪3‬‬
‫إلى مصادرة هذه البضائع من طرف إدارة الجمارك ‪.‬‬
‫يبدو حسب اعتقادنا أن المشرع الجزائري لم يبسط يد اإلدارة في مجال المصادرة ‪ ،‬بحيث تبقى‬
‫محصورة في حدود و مجاالت محددة ‪ ،‬حفاظا على حقوق األفراد ‪ ،‬كونه حريص على حق الملكية‬
‫لألفراد ‪ ،‬و عليه أبقى على المصادرة بحكم قضائي ‪ ،‬بحكم أنها تعد من أحد صالحياتها األصلية ‪.‬‬

‫و لذلك يعد من الصعب وجود تطبيقات للمصادرة اإلدارية في التشريع الجزائري ‪ ،‬إال في حاالت محددة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الجزاءات الغير مالية‬

‫فالعقوبات غير المالية هي جزاءات مقيدة و مانعة للحقوق ‪ ،‬و ذات أهمية في مجال الجزاء اإلداري ‪،‬‬
‫توقعها اإلدارة بحيث تكون منصبة على محل المخالفة اإلدارية ‪.‬‬

‫و هي تمس بالحقوق الشخصية للمخالف و سمعته أكثر من مساسها بذمته المالية ‪ ،‬و لذلك يحتاج‬
‫لتطبيقها إلى احترام ضمانات متعددة يخشى عدم مراعاتها من قبل اإلدارة ‪.‬‬
‫و تتمثل العقوبات الغير مالية في الحرمان من بعض الحقوق و االمتيازات ‪ ،‬و التي تستطيع اإلدارة‬
‫فرضها على المخالفين ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫و منه سنتعرض إلى جزاء سحب الترخيص ‪ ،‬الحرمان من مزاولة النشاط و غلق المنشأة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 330‬من ق‪ ، 04 -07 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 066‬من ق‪ ، 04 -07 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 333‬من ق‪ ، 04 -07 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫و سنتعرض لجزاءات غير مالية أخرى بحسب كل مجال في معرض التطرق إلى تطبيقات الجزاءات اإلدارية العامة ‪،‬‬
‫ينظر الباب الثاني من رسالتنا ‪ ،‬ص ‪ 078‬و ما يليها ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫البند األول ‪ :‬سحب الترخيص‬

‫إنهاء الترخيص في شكل جزاء أو صيغة عقوبة إدارية من الجهة المانحة له ‪ ،‬ينصرف باألساس‬
‫إلى مواجهة مخالفة مرتكبة من قبل صاحب الترخيص ‪ ،‬طالت القوانين و التنظيمات للنشاط موضوع‬
‫الترخيص ‪ ،‬و كذا مضمون قرار الترخيص ذاته ‪.‬‬

‫يتم سحبه من الجهة المانحة باعتباره قرار إداري و سحبه بمستند قانوني يجد أساسه مباشرة من طبيعة‬
‫‪1‬‬
‫عالقتها بالمرخص له ‪ ،‬و من طبيعة المهمة اإلدارية التنظيمية و الرقابية المسندة لها ‪.‬‬

‫األمر الذي يستوجب تعريف الترخيص و سحبه ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تعريف الترخيص‬

‫هو عمل أحادي الجانب ذو صبغة فردية ‪ ،‬صادر بناء على تأهيل تشريعي صريح إما من سلطات‬
‫إدارية أصيلة ‪ ،‬أو هيئات تابعة لهذه األخيرة ‪ ،‬و يتوقف على تسليمها ممارسة نشاط معين أو تأسيس‬

‫‪2‬‬
‫هيئة ‪ ،‬تجسيدا للحرية و االستقاللية في إصدار القرار اإلداري ‪.‬‬

‫فالترخيص هو تصرف يمنح الحق في ممارسة نشاط مرخص به ‪ ،‬يصدر عن سلطة معينة يحمل‬
‫ضمانا للمرخص له و للغير ‪ ،‬بقانونية العمل المرخص به ‪ ،‬حيث ال يجوز ممارسة هذا النشاط قبل‬
‫‪3‬‬
‫الحصول عليه ‪ ،‬و بالتالي فيتطلب طلب إصداره قبل البدء في تنفيذ النشاط ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عزاوي عبد الرحمن ‪ ،‬الرخص اإلدارية في التشريع الجزائري ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 333‬‬
‫‪2‬‬
‫‪PIERRE LIVET : L’autorisation administrative préalable et les libertés publiques, librairie‬‬
‫‪générale de droit et de jurisprudence, Paris 1974, p. 188 .‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد جمال عثمان جبريل ‪ ،‬الترخيص اإلداري ‪ ،‬رسالة دكتوراه دولة ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة عين شمس ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪ ، 0663‬ص ‪. 13‬‬

‫‪76‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫و هو ما نصت عليه الفقرة األولى من المادة ‪ 06‬من قانون البيئة ‪:‬‬

‫" تخضع المنشآت المصنفة ‪ ،‬حسب أهميتها و حسب األخطار أو المضار التي تنجر عن‬
‫استغاللها ‪ ،‬لترخيص من الوزير المكلف بالبيئة و الوزير المعني عندما تكون الرخصة منصوص‬
‫‪1‬‬
‫عليها في التشريع المعمول به ‪ ،‬و من الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي " ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حاالت سحب الترخيص‬

‫و هو إنهاء الترخيص في شكل جزاء ذو صبغة إدارية من الجهة المخولة لمواجهة مخالفة مرتكبة‬
‫‪2‬‬
‫للقوانين و التنظيمات ‪.‬‬

‫بحيث يعد سحب الترخيص جزاء توقعه اإلدارة المختصة ‪ ،‬لكل من يمارس نشاط ما طبقا لما خوله‬
‫‪3‬‬
‫هذا الترخيص ‪ ،‬على نحو مخالف للقوانين و التنظيمات المعمول بهما ‪.‬‬

‫و الهدف هنا هو الوقوف على حقيقة التأطير القانوني للقرار الصادر به العقوبة اإلدارية باعتبارها‬
‫وسيلة قانونية إلنهاء الترخيص اإلداري جزاء لمخالفة ارتكبها المرخص له ‪ ،‬و ما يطرحه من مشاكل ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫و كل ذلك تطبيقا لمبدأ شرعية الجريمة و العقوبة و خصوصية الجريمة اإلدارية ‪.‬‬

‫فالمادة ‪ 83‬من قانون المناجم تنص على أنه في حالة عدم تقديم طلب تجديد الترخيص المنجمي ‪،‬‬
‫مخالفة أحكام قانون المناجم و نصوصه التطبيقية ‪ ،‬في إطار ممارسة نشاطه المنجمي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0/06‬من ق‪ 00 -03 .‬المؤرخ في ‪ 06‬جويلية ‪ ، 3003‬المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية‬
‫المستدامة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 30‬جويلية ‪ ، 3003‬العدد ‪. 43‬‬
‫‪2‬‬
‫عزاوي عبد الرحمن ‪ ،‬الرخص اإلدارية في التشريع الجزائري ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.333‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 031‬‬
‫‪4‬‬
‫عزاوي عبد الرحمن ‪ ،‬الرخص اإلدارية في التشريع الجزائري ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 341‬‬

‫‪77‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫و كذلك في حالة عدم احترام قواعد الفن المنجمي و شروط األمن و حماية البيئة ‪ ،‬عدم دفع الرسوم‬
‫و األتاوى ‪ ،‬و ممارسة نشاط اإلستغالل خارج المحيط المنجمي‪ ، ..‬فعقوبة هذه المخالفات يتمثل‬
‫‪1‬‬
‫في تعليق الترخيص المنجمي أو سحبه من قبل السلطة اإلدارية المختصة ‪.‬‬
‫أي إلغاء الترخيص و توقيف ممارسة أحد األنشطة المنجمية على األمالك العامة ‪.‬‬

‫و كذلك المرسوم التنفيذي المتعلق بتصريف النفايات الصناعية السائلة ‪:‬‬

‫" يخضع التصريف (الصب) كما هو محدد في المادة ‪ 3‬أعاله ‪ ،‬إلى رخصة طبقا ألحكام هذا‬
‫‪2‬‬
‫المرسوم ‪.‬تحدد الرخصة الشروط التقنية التي يخضع لها التصريف "‪.‬‬

‫كما أن رخصة التصريف يسلمها الوزير المكلف بالبيئة بإرسالية من الوالي بعد أخذ رأي الوزير‬
‫‪3‬‬
‫المكلف بالري ‪.‬‬

‫كما أن نفس المرسوم ينص على أنه في حالة ‪ ،‬عدم مطابقة ظروف الصب و التصريف للشروط‬
‫المنصوص عليها في رخصة الصب و التصريف الممنوحة إثر معاينة مفتش البيئة للمكان ‪ ،‬و بعد‬
‫إعذار الوالي صاحب الرخصة مالك التجهيزات المتسببة في التلويث ‪ ،‬باتخاذ التدابير الالزمة لجعل‬
‫‪4‬‬
‫التصريف مطابقا لمضمون رخصة الصب و التصريف ‪.‬‬

‫و في حالة عدم االمتثال لإلعذار ‪ ،‬تصدر في حقه إحدى العقوبات المتمثلة في ‪:‬‬

‫‪ -‬اإليقاف المؤقت لتشغيل التجهيزات المتسببة في التلويث بقرار من الوالي المختص اقليميا ‪،‬‬
‫إلى غاية تطبيق شروط الصب و التصريف ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 83‬من ق‪ 03-04.‬المؤرخ في ‪ 34‬فيفري ‪ ، 3004‬المتضمن ق‪ .‬المناجم ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪30‬‬
‫مارس ‪ ، 3004‬العدد ‪. 08‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 3‬من م‪.‬ت ‪ 010 -63‬المؤرخ في ‪ 00‬جويلية ‪ ، 0663‬ينظم النفايات الصناعية السائلة ‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 04‬جويلية ‪ ، 0663‬العدد ‪. 41‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 1‬من م‪.‬ت ‪ ، 010 -63‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 00‬من م‪.‬ت ‪. 010 -63‬‬

‫‪78‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬سحب رخصة التصريف و الصب نهائيا بقرار من الوزير المكلف بالبيئة بناء على تقرير‬
‫‪1‬‬
‫الوالي ‪ ،‬دون المساس بالمتابعات القضائية ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫مع حق المسحوبة رخصته في الطعن في قرار عقوبة السحب ‪.‬‬

‫إن صدور قرار بسحب الرخصة يعود ألسباب متعددة ‪ ،‬تعود لنوع المخالفة و أخرى لنوع الرخصة‬
‫الممنوحة ‪ ،‬منها مثال ما تعلق بحماية أمالك الدولة العامة و تنظيم استعمالها استعماال عاما أو‬
‫خاصا ‪ ،‬أو تنظيم المرور و تحقيق األمن بالطرقات عبر مراقبة رخص السياقة ‪ ،‬أو تنظيم و مراقبة‬
‫استعمال حق الملكية في مجال التخطيط العمراني و البناء عبر منح رخص البناء ‪ ،‬و إزالة المباني‬
‫المخالفة لقواعد قانون البناء و العمران و مواصفات رخص البناء الممنوحة طبقا للتشريع و التنظيم‬
‫الخاص بالتهيئة و التعمير ‪ ،‬أو عبر جزاء غلق المحالت العامة و المؤسسات التجارية عندما‬
‫ال تتوفر على شروط استقبال الجمهور من نظافة و أمن ‪ ،‬أو تخالف قواعد الممارسة التجارية ‪..‬‬

‫و عموما مراقبة ممارسة األفراد للنشاطات المرخص بها ‪ ،‬أي تنفيذ محل قرار الترخيص و مدى‬
‫احترامهم للشروط و الضوابط التي حددها القانون ‪ ،‬و ق اررات التراخيص نفسها الممنوحة لهم ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫فهي إذن تستعمل العقوبة اإلدارية أو الجزاء اإلداري كأداة فعالة لضبط هذه المجاالت المختلفة ‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬الحرمان من مزاولة النشاط‬

‫هو جزاء إداري تكميلي بسبب ممارسة مهنة ما ‪ ،‬و يترتب عليه حرمان المحكوم عليه من مباشرة‬
‫مهنة ما ‪ ،‬و يترتب عليه حرمان المحكوم عليه من مباشرة نشاطه ‪.‬‬
‫تصدر بقرار و من ثم ال يحق للمخالف الصادرة في حقه الحرمان من مزاولة مهنة أو نشاط مزاولة‬
‫ذلك النشاط أو تلك المهنة إال بعد الحصول على ترخيص جديد ‪.‬‬

‫و لقد ميز الفقهاء بين الحرمان و الوقف ‪ ،‬ففي حين يتضمن الحرمان سقوط الترخيص أو اإلذن‬
‫من مزاولة النشاط ‪ ،‬و ال يمكنه العودة على رأس نشاطه قبل تقديم طلب الحصول على ترخيص‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 00‬من م‪.‬ت ‪. 010 -63‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 4/04‬من م‪.‬ت ‪. 010 -63‬‬
‫‪3‬‬
‫عزاوي عبد الرحمن ‪ ،‬الرخص اإلدارية في التشريع الجزائري ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 337‬‬

‫‪79‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫بذلك ‪ ،‬يقتصر الوقف أثره في منع المعني من مزاولة المهنة لكن بصفة مؤقتة ‪ ،‬ليعود إلى نشاطه‬
‫‪1‬‬
‫بدون إذن أو ترخيص ‪.‬‬

‫و لقد نص المشرع الجزائري على حرمان من مزاولة المهنة في المادة ‪ 6‬من قانون العقوبات ‪ ،‬ضمن‬
‫‪2‬‬
‫العقوبات التكميلية ‪.‬‬

‫كما أجاز األمر المتعلق باستغالل بيع المشروبات ‪ ،‬حرمان بائع المشروبات التي خالف أحكام القانون‬
‫‪3‬‬
‫من ممارسة مهنته بصفة مؤقتة من شهر إلى ‪ 3‬سنوات أو بصفة نهائية ‪.‬‬

‫و هذه العقوبة ضرورية ألنها تمكن في بعض األحيان من مواجهة حالة خطورة معينة ‪ ،‬يمثلها‬
‫المخالف على المتعاملين معه ‪ ،‬أو على االقتصاد الوطني ‪ ،‬ألن المنع من مباشرة المهنة يبحث عن‬
‫‪4‬‬
‫استئصال الجريمة و ضمان عدم العودة إليها ‪.‬‬

‫البند الثالث ‪ :‬نشر الق اررات‬

‫يسمح لبعض السلطات اإلدارية بنشر ق ارراتها في الصحف أو المطبوعات التي يحددها أو في األماكن‬
‫التي يعينها ‪ ،‬على أن يحاط نشره بالضمانات التي كفلها القانون ‪ ،‬كغيره من الجزاءات اإلدارية‬
‫األخرى ‪.‬‬

‫و يكون النشر عادة على ثالثة أشكال ‪ ،‬النشر في الجرائد ‪ ،‬النشر في واجهات المحالت ‪ ،‬اإلدراج‬
‫في النشرات أو التقارير الرسمية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 043 -044‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 1 -6‬من ق‪ .‬ع ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 7‬من األمر ‪ ، 40 -73‬المؤرخ في ‪ 07‬جوان ‪ ، 0673‬المتضمن استغالل محالت بيع المشروبات ‪،‬‬
‫ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 00‬جويلية ‪ ، 0673‬العدد ‪. 33‬‬
‫‪4‬‬
‫حسن عز الدين ذياب ‪ ،‬القانون الجزائي االقتصادي ‪ ،‬محاضرات السنة الثانية ماجستير في العلوم الجنائية ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة تونس المنار ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 3001 -3003‬ص ‪ ، 13‬منشور على الموقع ‪:‬‬
‫‪https://azirr.jimdo.com/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B6%D8%B1%D8%A7%D8%A‬‬
‫‪/A-%D9%85%D8%A7%D8%AC%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D8%B1‬‬
‫تاريخ اإلطالع ‪. 02 :56 ، 3007 -04 -33 :‬‬

‫‪80‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫و يقضى غالبا بشهر الجزاءات في المجال االقتصادي و التجاري ‪ ،‬و من أمثلة هذه الهيئات اإلدارية‬
‫مجلس المنافسة طبقا لقانون المنافسة ‪.‬‬

‫فإضافة إلى سهره على تنفيذ ق اررات مجلس المنافسة ‪ ،‬فقد خول المشرع الجزائري لمجلس المنافسة‬
‫و بموجب المادة ‪ 46‬من األمر ‪ 03-03‬نشر الق اررات الصادرة عنه و عن الهيئات القضائية‬
‫‪1‬‬
‫و المتعلقة بمجال المنافسة ‪.‬‬
‫كما أنه حددت نفس المادة وسيلة النشر و هي النشرة الرسمية للمنافسة باإلضافة إلى أي وسيلة‬
‫‪2‬‬
‫إعالمية أخرى ‪.‬‬
‫قررات مجلس المنافسة و أوامره إال بعد تبليغها ‪ ،‬و ذلك حتى يتم تنفيذها طبقا للمادة‬
‫و ال يتم نشر ا‬
‫‪ 47‬من األمر ‪ 3، 03-03‬و ما يالحظ من خالل هذه المادة قبل و بعد التعديل ‪ ،‬أنه قد تم تغير‬
‫الجهة التي تقوم بتبليغ ق اررات مجلس المنافسة ‪ ،‬حيث أصبح المحضر القضائي من يقوم بتبليغها‬
‫‪4‬‬
‫عوضا عن هيئة البريد و المواصالت ‪ ،‬و ذلك لضمان التبليغ ‪.‬‬
‫و تبدو نجاعة هذه العقوبة ألنها تُشهر بالمخالفين ‪ ،‬و هي عقوبة يتحسس منها الفاعل خاصة في‬
‫الميدان االقتصادي ‪ ،‬ألنها تمس بنزاهته و تهز بسمعته في السوق ‪ ،‬اللذان يعتبران بمثابة رأسماله ‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫و تضمن أخذ العبرة لدى بقية المتعاملين في نفس الميدان ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 0/46‬المعدلة من ق‪ .‬المنافسة حيث تنص ‪ " :‬ينشر مجلس المنافسة الق اررات الصادرة عنه و عن مجلس‬
‫قضاء الجزائر ‪ ،‬و عن المحكمة العليا و كذا مجلس الدولة ‪ ،‬و المتعلقة بالمنافسة في النشرة الرسمية للمنافسة " ‪ ،‬ق‪.‬‬
‫‪ 03 -08‬المؤرخ في في ‪ 33‬جوان ‪ ، 3008‬المعدل و المتمم لألمر ‪ 03 -03‬المؤرخ في ‪ 06‬جويلية ‪، 3003‬‬
‫المتعلق بالمنافسة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 3‬جويلية ‪ ، 3008‬العدد ‪. 31‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 3/46‬المعدلة من ق‪ " : 03 -08 .‬كما يمكن نشر مستخرجات من ق ارراته و كل المعلومات األخرى بواسطة‬
‫أي وسيلة إعالمية أخرى ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 0/47‬المعدلة بموجب ق‪ " : 03-08.‬تبلغ الق اررات التي يتخذها مجلس المنافسة إلى األطراف‬
‫المعنية لتنفيذها عن طريق محضر قضائي ‪ ،‬و ترسل إلى الوزير المكلف بالتجارة " ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫المادة ‪ 47‬قبل التعديل ‪ " :‬تبلغ الق اررات التي يتخذها مجلس المنافسة إلى األطراف المعنية لتنفيذها ‪ ،‬بواسطة إرسال‬
‫موصى عليه مع وصل باالستالم و ترسل إلى الوزير المكلف بالتجارة الذي يسهر على تنفيذها "‪ ،‬ينظر األمر ‪-03‬‬
‫‪ 03‬المؤرخ في ‪ 06‬جويلية ‪ 3003‬المتعلق بالمنافسة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 30‬جويلية ‪ ، 3003‬العدد ‪ ، 43‬المعدل‬
‫و المتمم ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫حسن عز الدين ذياب ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 13‬‬

‫‪81‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫البند الرابع ‪ :‬الغلق اإلداري‬

‫يمنح المشرع السلطة اإلدارية المعنية و المخولة قانونا الحق في غلق المنشأة في حاالت و ضمن‬
‫شروط محددة ‪.‬‬
‫و المقصود به هو المنع من استمرار استغالل المنشأة عندما تكون محال أو أداة ألفعال تشكل خط ار‬
‫على النظام العام ‪ 1،‬حيث يعطي المشرع إمكانية غلق المنشأة إداريا بناء على قرار إداري ‪.‬‬

‫و ينصب غلق المنشأة على تقييد حق الفرد و منعه من استغالل المنشأة سواء كان مالكها أو‬
‫مستأجرها ‪.‬‬
‫و رغم أن غلق المنشأة يصيب المخالف في ذمته المالية ‪ ،‬بحيث يتوقف نشاطه و ما يجنيه جراء‬
‫هذا القرار ‪ ،‬إال أن غلق المنشأة يصيب في جانبه األكبر على تقييد أو منع حق الفرد في استغاللها ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫لتحقيق األهداف التي يسعى إليها ‪.‬‬
‫و قد يتشابه الغلق مع المصادرة لحد ما في أن كالهما يمنع استغالل المنشأة ‪ ،‬و لكن يختلفان من‬
‫‪3‬‬
‫حيث أن عقوبة الغلق تبقى المنشأة ملكا لصاحبها حتى و لو صدر في حقه عقوبة الغلق النهائي ‪.‬‬

‫و عليه فغلق المنشأة هو جزاء إداري ينصب على الشيء محل المخالفة ‪ 4 ،‬و من أمثلة ذلك األمر‬
‫المتعلق باستغالل محالت بيع المشروبات ‪ ،‬الذي ينص على غلق المحالت هو من اختصاص‬
‫الوالي ‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 00‬منه ‪:‬‬

‫" يمكن األمر بإغالق محالت بيع المشروبات و المطاعم بموجب قرار صادر عن الوالي و ذلك لمدة‬
‫ال تتجاوز ‪ 1‬أشهر ‪ ،‬إما من جراء مخالفة القوانين و األنظمة المتعلقة بهذه المحالت و إما بقصد‬
‫المحافظة على النظام أو الصحة أو اآلداب العامة " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪J.PRADEL, droit pénal , t 2 , procédure pénale , Cujas , Paris , 5 éme éd , 1990 , n°‬‬
‫‪255 , p. 585 .‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 040‬‬
‫‪3‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 337‬‬
‫‪4‬‬
‫عماد صوالحية ‪ ،‬المرجع السابق ‪. 87 ،‬‬

‫‪82‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫كما يجيز األمر لوزير الداخلية أيضا ‪ ،‬لنفس األسباب األمر بغلق المحالت ‪ ،‬لمدة تتراوح ما بين‬
‫‪ 1‬أشهر إلى سنة واحدة ‪ 1،‬على أن ال يتجاوزها ‪ ،‬بحيث تبقى صالحية األمر بإغالق محالت بيع‬
‫‪2‬‬
‫المشروبات ألكثر من سنة من صالحيات الجهات القضائية ‪.‬‬
‫فأجاز القانون غلق محالت بيع المشروبات و المطاعم ‪ ،‬بقرار من الوالي لمدة ال تتجاوز ‪ 1‬أشهر‬
‫ألسباب تتعلق بالمحافظة على النظام العام و الصحة و اآلداب العامة ‪ ،‬كاحتمال تحويل المحل‬
‫‪3‬‬
‫إلى محل دعارة أو بيع المخذرات ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى الغلق بقرار من وزير الداخلية ‪ ،‬لمدة تتراوح بين ‪ 1‬أشهر و ‪ 0‬سنة لنفس األسباب‬
‫‪4‬‬
‫الخاصة بالمحافظة على النظام العام و اآلداب العامة ‪.‬‬
‫و كذلك المادة ‪ 30‬مكرر من القانون المتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية ‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫" ‪ ..‬و يصدر الوالي ‪ ،‬زيادة على ذلك ‪ ،‬ق ار ار بالغلق اإلداري للمحل التجاري " ‪.‬‬

‫و من أمثلة ذلك أيضا المادة ‪ 41‬من القانون المطبق على الممارسات التجارية الذي يخول للوالي‬
‫إمكانية الغلق المؤقت للمحالت التجارية لمدة ال تتجاوز ‪ 10‬يوما ‪ ،‬باقتراح من المدير الوالئي المكلف‬
‫بالتجارة لمخالفة األحكام الواردة على الممارسات التجارية ‪ 6،‬السيما البيع بدون فاتورة أو وثيقة تقوم‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 00‬من األمر من األمر ‪ ، 40 -73‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 03‬من األمر ‪. 40 -73‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 00‬من األمر ‪. 40 -73‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 00‬من األمر ‪. 40 -73‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 30‬مكرر من ق‪ 01 -03 .‬المؤرخ في ‪ 33‬جويلية ‪ ، 3003‬يعدل و يتمم ق‪ 08-04 .‬المؤرخ في ‪04‬‬
‫أوت ‪ ، 3004‬المتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 30‬جويلية ‪ ، 3003‬العدد ‪. 36‬‬
‫‪6‬‬
‫ينظر المادة ‪ 41‬من ق‪ 01 -00 .‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ ، 3000‬يعدل و يتمم ق‪ 03 -04 .‬المؤرخ في ‪ 33‬جوان‬
‫‪ ، 3004‬الذي يحدد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 08‬أوت ‪ ، 3000‬العدد ‪، 41‬‬
‫و تجدر اإلشارة أن نفس القانون قبل التعديل كانت قد حددت مدة الغلق التي يقررها الوالي بثالثين يوما ‪ ،‬ينظر المادة‬
‫‪ 41‬قبل التعديل ‪ ،‬ق‪ ، 03 -04 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫مقامها ‪ 1،‬ممارسة نشاط تجاري دون امتالك الصفة ‪ 2،‬حالة بيع مواد أولية في حالتها األصلية إذا تم‬
‫‪3‬‬
‫اقتناؤها قصد التحويل ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫و مخالفات تجاوز هوامش الربح و األسعار المحددة و المسقفة للتشريع و التنظيم المعمول بهما ‪،‬‬
‫تحرير فواتير وهمية أو مزيفة ‪ ،‬إتالف وثائق تجارية و محاسبية و إخفائها ‪ ، 5..‬و إستيراد منتجات‬
‫‪6‬‬
‫بصفة غير شرعية ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى إعتداء عون اقتصادي على مصالح عون اقتصادي آخر ‪ 7،‬أو تشويه سمعته ‪ ،‬تقليد‬
‫عالماته أو منتجاته ‪ ، 8..‬باإلضافة اإلشهار التضليلي ‪ 9،‬منع و عرقلة مهام التحقيق من طرف‬
‫‪10‬‬
‫األعوان المختصة ‪.‬‬

‫كلها مخالفات محددة سلفا ‪ ،‬يعاقب مرتكبها بالغلق اإلداري للمنشأة ‪ ،‬و يبدو حسب اعتقادنا أن‬
‫المشرع قد حدد الحاالت و المخالفات لعدم تمادي اإلدارة الممثلة في شخص الوالي في غلق المنشأة ‪،‬‬
‫نظ ار لما لهذا الجزاء اإلداري من خطر و تقييد للحريات المهنية ‪.‬‬
‫كل هذا مع إعطاء كافة الضمانات للعون االقتصادي ال سيما إمكانية الطعن أمام القضاء ‪،‬‬
‫‪11‬‬
‫و في حالة إلغاء قرار الغلق مطالبته بالتعويض ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 00‬المعدلة من ق‪ ، 03 -00 .‬و المواد ‪ 03 ، 00‬و ‪ 03‬من ق‪ ، 03 -04 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 04‬من ق‪. 03 -04 .‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 30‬من ق‪. 03 -04 .‬‬
‫‪4‬‬
‫المادة ‪ 33‬المعدلة من ق‪ ، 01-00 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 34‬من ق‪. 03 -04 .‬‬
‫‪6‬‬
‫ينظر المادة ‪ 33‬من ق‪. 03 -04 .‬‬
‫‪7‬‬
‫ينظر المادة ‪ 31‬من ق‪. 03 -04 .‬‬
‫‪8‬‬
‫ينظر المادة ‪ 37‬من ق‪. 03 -04 .‬‬
‫‪9‬‬
‫ينظر المادة ‪ 38‬من ق‪. 03 -04 .‬‬
‫‪10‬‬
‫ينظر المادة ‪ 33‬من ق ‪. 03 -04.‬‬
‫‪11‬‬
‫ينظر المادة ‪ 3 / 41‬و ‪ 3‬من ق‪. 01 -00 .‬‬

‫‪84‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال ‪ :‬الطبيعة القانونية لغلق المنشأة‬

‫ثار خالف فقهي حول الطبيعة القانونية لغلق المنشأة ‪ ،‬فيما إذا كانت تعد عقوبة إدارية أو تدبير‬
‫تحفظي ‪ ،‬فغلق المنشأة تغلب عليه طبيعة التدبير اإلحترازي ‪ ،‬و يجمل في مضمونه معنى العقاب ‪،‬‬
‫و في حاالت يتقرر كعقوبة إدارية كجزاء وحيد ‪ 1،‬و قد يفرض كجزاء أصلي أو تكميلي ‪ ،‬جوازي‬
‫‪2‬‬
‫أو وجوبي ‪.‬‬
‫و يعتمد المعيار األساسي في تقسيمها إلى جزاءات أصلية أو تكميلية ‪ ،‬على مدى كفاية هذه الجزاءات‬
‫و بلوغها و الغايات المرجوة منه ‪.‬‬

‫و هو ما جاءت به الفقرة األولى من المادة ‪ 30‬من القانون ‪ ، 08-04‬المتضمن شروط ممارسة‬


‫األنشطة التجارية ‪:‬‬
‫" يقوم األعوان المؤهلون و المذكورون في المادة ‪ 30‬أعاله بغلق محل كل شخص طبيعي أو اعتباري‬
‫يمارس نشاطا تجاريا قا ار دون التسجيل في السجل التجاري إلى غاية تسوية مرتكب الجريمة لوضعيته‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫زيادة على إجراء الغلق ‪ ،‬يعاقب مرتكب الجريمة بغرامة من ‪ 00.000‬دج إلى ‪ 000.000‬دج " ‪.‬‬
‫فالمادة تقضي بعقوبة الغلق اإلداري كعقوبة أصلية ‪ ،‬و هي الغلق المقرون بشرط فاسخ و هو تسوية‬
‫الوضعية ‪ ،‬زيادة إلى الغرامة كعقوبة تبعية ‪.‬‬
‫و هنا اإلدارة المعنية غير مخيرة بين الغلق أو الغرامة ‪ ،‬فالنص جاء صريحا و واضحا ليجمع بين‬
‫العقوبتين معا ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.033‬‬
‫‪2‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 310‬‬
‫‪3‬‬
‫ق‪ 08 -04 .‬المؤرخ في ‪ 04‬أوت ‪ ، 3004‬يتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية ‪ ،‬ج‪ .‬ر الصادرة في ‪ 08‬أوت‬
‫‪ ، 3004‬العدد ‪ ، 33‬المعدل و المتمم ق‪ 08 -08 .‬المؤرخ في ‪ 00‬جوان ‪ ، 3008‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 03‬جوان‬
‫‪ ، 3008‬العدد ‪. 33‬‬

‫‪85‬‬
‫أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا ‪ :‬وجوب اإلخطار و احترام المدة القانونية‬

‫يتوجب على السلطة اإلدارية و قبل اتخاذ قرار بغلق المنشأة إخطار الشخص المخالف و إبالغه‬
‫بالمخالفة ‪ ،‬األمر الذي يمكنه من اتخاذ التدابير الضرورية من أجل إزالة سبب المخالفة ‪.‬‬

‫و طبقا للمادة ‪ 41‬من القانون المطبق على الممارسات التجارية بقولها ‪:‬‬
‫" ‪ ..‬يكون قرار الغلق قابال للطعن أمام القضاء ‪.‬‬
‫و في حالة إلغاء قرار الغلق ‪ ،‬يمكن العون االقتصادي المتضرر المطالبة بتعويض الضرر الذي لحقه‬
‫‪1‬‬
‫أمام الجهة القضائية المختصة " ‪.‬‬

‫ثم إنه و لخطورة عقوبة الغلق اإلداري ‪ ،‬فإن المشرع أعطى لإلدارة صالحية توقيع الجزاء لمدة محددة‬
‫قانونا على من يخالف أحكام القانون و النصوص التنظيمية ‪ ،‬ال يجوز تعديها و إال تعرض قرارها‬
‫لإللغاء‪.‬‬

‫من هنا يتضح أن قرار الغلق رغم أنه جزاء إداري ‪ ،‬تصدره الجهة المخولة لمواجهة األفعال التي تشكل‬
‫خط ار على النظام العام ‪ ،‬إال أنه جزاء مؤقت لمدة محددة قانونا ‪.‬‬

‫و هذا ما أكده مجلس الدولة الجزائري في ق ارره المتعلق بغلق المحالت إداريا ‪ ،‬إذ قرر أن والي والية‬
‫الجزائر باتخاذه المقرر المؤرخ في ‪ ، 3000 -1 -1‬استند إلى أحكام األمر ‪ 40 -73‬المؤرخ في ‪07‬‬
‫جوان ‪ 0673‬المتعلق باستغالل المشروبات الكحولية ‪ ،‬و أنه حسب المادة ‪ 00‬منه ‪ ،‬يمكن للوالي‬
‫األمر بغلق المخمرة أو المطعم لمدة ال تتجاوز ‪ 6‬أشهر ‪ ،‬إما لمخالفة القوانين و القواعد المتعلقة بهذه‬
‫المؤسسة ‪ ،‬و إما بغرض الحفاظ على النظام العام ‪ ،‬و أن السلطة القضائية وحدها من تملك األمر‬
‫‪2‬‬
‫بالغلق النهائي ‪ ،‬و بالتالي فإن قرار الوالي لم يحترم القانون ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 3 /41‬و ‪ 3‬المعدلة من ق‪ ، 01 -00 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫قرار م‪.‬د‪.‬ج رقم ‪ ، 001063‬بتاريخ ‪ ، 3003 -06 -33‬مجلس الدولة ‪ ،‬العدد ‪ ، 3003 ، 03‬ص ‪. 61‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة‬


‫القضاء عليها‬

‫يتسم الجزاء اإلداري بالطابع الوقائي و الردعي على حد سواء ‪ ،‬و غاية العقاب هو عن التقصير‬
‫في أداء واجب االلتزام و مخالفة القواعد المعمول بها أو االمتناع عن آدائه ‪.‬‬

‫و خصائص السلطة اإلدارية هو ق اررات إدارية فردية في مواجهة المخالفات المختلفة ‪.‬‬

‫إن ممارسة السلطة اإلدارية لمختلف األعمال اإلدارية و القانونية منها خاصة الق اررات اإلدارية‬
‫الصادرة عنها لتنظيم سير النشاط اإلداري ‪ ،‬تقوم بها اإلدارة بناء على السلطة التقديرية المعترف لها‬
‫بها قانونا ‪ ،‬و ذلك راجع للعديد من األسباب و المبررات القانونية و التنظيمية من أجل تحقيق‬
‫المصلحة العامة و الحفاظ على النظام العام ‪.‬‬

‫غير أن ممارسة هذه السلطة التقديرية يجب أن تتماشى مع مبدأ المشروعية ‪ ،‬ف ٕاذا كانت اإلدارة تملك‬
‫سلطة توقيع الجزاءات اإلدارية ‪ ،‬فإن ممارستها لهذا االختصاص يجب أن يكون في إطار المشروعية‬
‫بمختلف جوانبها ‪ ،‬الموضوعية منها و اإلجرائية ‪.‬‬

‫و لذلك يجب إخضاع اإلدارة إلى مجموعة من القواعد القانونية في توقيع جزاءاتها اإلدارية على غرار‬
‫الجزاء اإلداري ‪ ،‬نظ ار لطابعها الذي يقترب من التقاضي بعيدا عن القضاء ‪ ،‬مما يبرر الطابع الغير‬
‫مألوف لسلطة العقاب ‪.‬‬

‫و هذا ما يحتم إخضاعها لقواعد حماية إجرائية و موضوعية ‪ ،‬من وجوب التزام اإلدارة بمبدأ التناسب‬
‫في تقريرها للعقوبات في حق المخالفين ‪.‬‬

‫و حتى يتحقق التناسب في العقوبات ‪ ،‬يجب العمل على تسبيب القرار القاضي بمعاقبة المخالف ‪،‬‬
‫و يكون ذلك من خالل مراعاة تناسب العقوبة مع خطورة األفعال المرتكبة و اآلثار الحقيقية التي‬
‫أنجزت الفعل المخالف ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫باإلضافة مبدأ المشروعية التي أعتبرت النواة الصلبة لهذه الضمانات ‪ ،‬حيث أن كال من مبدأ عدم‬
‫‪1‬‬
‫الرجعية و مبدأ التناسب يعتبران بمثابة الجناحين له ‪.‬‬

‫و عليه نجد تداخل بين اإلجراءات الشكلية و الموضوعية ‪ ،‬بحيث ال يمكن االستغناء عن إجراء دون‬
‫آخر ألن كل منهما يكمل اآلخر‪.‬‬

‫و إذا كان الجزاء يشكل وسيلة اإلدارة لممارسة أعمالها ‪ ،‬فإن احتمال انحراف هذه الجهة أمر وارد ‪.‬‬

‫يستلزم إسناد الجزاءات‬


‫لذلك ال بد من توفر ضمانات تحول دون إساءة هذه السلطات ‪ ،‬و هذا ٌ‬
‫اإلدارية إلى ضرورة توافر الضمانات ذاتها التي يتمتع بها الفرد تجاه القضاء ‪.‬‬

‫و من أبرز هذه الضمانات الرقابة القضائية على الجزاءات اإلدارية العامة ‪ ،‬و على أعمال اإلدارة‬
‫الجزائية ‪ ،‬التي تبعث على الطمأنينة في نفوس األفراد ‪ ،‬و تشكل حاج از لتعسف اإلدارة عندما يرتب‬
‫القضاء عدم مشروعية الجزاء ‪.‬‬

‫فإذا كانت السلطة التشريعية تعتبر المشرع األصلي التي تصنع القوانين و تنظم تشريعات يتكون منها‬
‫النظام العام للحريات الفردية ‪ ،‬و هي تعتبر قوانين على السلطة اإلدارية المختصة قانونا للسهر‬
‫على تطبيقها ‪ ،‬بحيث تكون مهمتها تنفيذ القوانين بالوسائل اإلدارية لصيانة النظام العام ‪.‬‬

‫فيكون تدخلها عن طريق مجموعة من الوسائل التي تفرضها على حريات األشخاص أو نشاطاتهم‬
‫بهدف الحفاظ على النظام العام ‪ ،‬و تأخذ شكل لوائح تنظيمية ‪ ،‬ق اررات فردية ‪ ،‬أو جزاءات إدارية ‪،‬‬
‫و يترتب عنها تقييد لبعض حقوق و حريات األشخاص بالقدر الذي يضمن إيجاد نوع من التوازن بين‬
‫متطلبات ممارسة الحقوق و الحريات ‪ ،‬و مقتضيات الحفاظ على النظام العام ‪ ،‬و هذه المالئمة‬
‫يحددها المشرع و تنفذها اإلدارة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Oderzo Jean-Claude, les autorités administratives indépendantes et la constitution,‬‬
‫‪thèse de doctorat, faculté de droit et science politique, Aix en- Provence, 2000, p.244.‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫المبحث األول ‪ :‬الضوابط و الضمانات اإلدارية‬

‫رغم أن الجزاءات اإلدارية العامة ال يمكن بأي حال من األحوال أن تكون سالبة للحرية ‪ ،‬إال أن‬
‫الضمانات الشكلية و اإلجرائية يجب تطبيقها إلعطاء أكبر قدر من الضمانات القانونية ‪.‬‬
‫ثم إن توقيعها ال يكون إال من سلطة إدارية مختصة خولها القانون إمكانية توقيع جزاءات إدارية‬
‫على المخالفين ‪ ،‬سواء أكانت ممثلة في إدارة تقليدية أو هيئات إدارية مستقلة ‪.‬‬

‫لكن يبقى دور اإلجراءات اإلجرائية و الشكلية قاص ار إذا لم تصاحبها شروط موضوعية تضمن‬
‫التناسب بين الجزاء اإلداري و مقتضيات العدالة ‪.‬‬

‫فالضمانات أو الشروط الموضوعية يقصد بها تلك الشروط التي تضمن مشروعية العقوبة اإلدارية‬
‫و ذلك من خالل احترام اإلدارة لمبدأ شرعية و شخصية العقوبة ‪ ،‬إضافة إلى تناسبها مع المخالفة‬
‫المقترفة و عدم رجعيتها ‪.‬‬

‫و من جهة أخرى اكتسبت الحريات العامة حماية قانونية و هو ما يعبر عنها بالحماية الدستورية‬
‫للحريات ‪ 1،‬و يقصد بتلك الحماية أن تكون للنصوص الدستورية التي تقرر الحريات نفس القيمة‬
‫القانونية المعترف بها لسائر النصوص الدستورية ‪ ،‬و ذات موقع أسمى في سلم البناء القانوني للدولة ‪،‬‬
‫و بالتالي ال يجوز ألي سلطة أن تتجاوز مقتضاها ‪ ،‬مع ما يستتبع ذلك من عدم جواز تعديل القوانين‬
‫إال في إطار النصوص الدستورية ‪.‬‬

‫فرغم أن الفرد من حقه أن يتمتع بالحقوق و الحريات ‪ ،‬و لكن ليس بصفة مطلقة أو بدون ضوابط ‪،‬‬
‫فكل حرية أو حق إذا ما أسرف في استعماله تحول إلى ف‪.‬‬

‫وضى تمس بحقوق و حريات اآلخرين ‪ ،‬لذلك وجب ضبط الحرية من طرف السلطات اإلدارية‬
‫المختصة ‪ ،‬لما تتمتع بها اإلدارة في القيام بنشاطاتها و اختصاصها بتوقيع الجزاءات اإلدارية‬
‫في مواجهة المخالفين ‪ ،‬و بالضمانات المقررة قانونا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 83‬من الدستور ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫فأعمالها تعتبر وظيفة إدارية تتمثل باألساس في حماية النظام العام ‪ ،‬و قد أسندها المشرع إلى السلطة‬
‫التنفيذية بحكم طبيعتها ‪ ،‬و لما لها من القدرة العملية على التدخل السريع لحماية النظام العام ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى المهمة الموكلة لها دستوريا و هي تنفيذ القوانين التي تنص على المحافظة على النظام‬
‫العام ‪.‬‬

‫و تبقى الرقابة القضائية أهم الضمانات في مواجهة تعسف اإلدارة في استخدام سلطتها ‪.‬‬
‫فاالحتكام إلى القضاء عن طريق دعوى قضائية من طرف ذوي الصفة و المصلحة ‪ ،‬يعتبر من أقوى‬
‫الضمانات الحقيقية ‪ ،‬ذلك ألن القضاء هو أكثر أجهزة الدولة التي لها القدرة على إخضاع أعمال‬
‫اإلدارة للرقابة ‪ ،‬و ذلك لكونه سلطة محايدة و مستقلة عن اإلدارة العامة ‪.‬‬

‫و يهدف بذلك إلى تحقيق المصلحة العامة و إصالح نشاط اإلدارة بما يتوافق مع مبدأ سيادة‬
‫القانون ‪.‬‬

‫و لكل هذه األسباب ‪ ،‬سنتعرض من خالل هذا المبحث لمختلف الضمانات المكرسة لحماية األفراد‬
‫و الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة منعا ألي تعسف أو إنحراف بالسلطة ‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫المطلب األول ‪ :‬الضمانات الشكلية و اإلجرائية‬

‫و إن كان ال يوجد إجراءات موحدة في الجزاءات اإلدارية ‪ ،‬لكن هناك قواعد التي تؤطر و تؤسس‬
‫على ضرورة حماية حقوق و حريات األفراد ‪ ،‬و إعطاء أكثر الضمانات اإلجرائية و الشكلية المكرسة‬
‫من إخطار ‪ ،‬أخذ رأي لجنة فنية متخصصة ‪ ،‬تسبيب القرار ‪ ،‬المواجهة و حق الدفاع ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الضمانات اإلجرائية‬

‫توقيع الجزاءات اإلدارية العامة يتطلب بعض الضمانات اإلجرائية كضمانة بالنسبة للمخاطبين بها ‪،‬‬
‫يشترطها المشرع في بعض الجزاءات قبل توقيعها ‪.‬‬

‫تتمثل هذه الضمانات في استطالع رأي لجنة تقنية متخصصة قبل إصدار قرار العقوبة ‪ ،‬و وجوب‬
‫إخطار المخاطب بالقرار في مدة معقولة ‪ ،‬و إحاطته بأوجه المخالفة ‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬أخذ رأي لجنة متخصصة‬

‫قد يشترط المشرع لتوقيع بعض الجزاءات اإلدارية العامة ‪ ،‬أخذ رأي لجنة فنية متخصصة يحددها‬
‫القانون ضمانا لصواب القرار بها ‪ 1،‬و الجزاءات قبل توقيعها نظ ار لخطورة الجزاء ‪ ،‬و هذا لما تتمتع‬
‫به اللجنة من مقومات فنية ‪ ،‬و من الدراية في التخصص في ذلك المجال ال يمتلكها مصدر القرار ‪.‬‬

‫تقوم اللجنة الفنية بإبداء رأيها فيما تستشار فيه ‪ ،‬األمر الذي يؤدي لبطالن قرار اإلدارة بتوقيع الجزاء‬
‫في حال لم تقم بإجراء االستشارة ‪ ،‬لتفويت الغاية التشريعية التي ألجلها ألزم المشرع اإلدارة األخذ برأي‬
‫‪2‬‬
‫لجنة فنية ‪.‬‬

‫و من ذلك ما نص عليه المشرع الجزائري في الفقرة األولى من المادة ‪ 06‬من قانون التهيئة‬
‫و التعمير‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعم خليفة ‪ ،‬ضمانات مشروعية العقوبات اإلدارية ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 83‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعم خليفة ‪ ،‬ضمانات مشروعية العقوبات اإلدارية ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 88‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫" يخضع كل هدم كلي أو جزئي للبناء لرخصة الهدم في المناطق المشار إليها في المادة ‪20‬‬
‫‪1‬‬
‫أعاله ‪ ،‬أو كلما اقتضت ذلك الشروط التقنية و األمنية " ‪.‬‬

‫فالمادة توضح أن هناك أمور تقنية و فنية قد تجهلها اإلدارة ‪ ،‬مما يستدعي أخذ رأي لجنة فنية‬
‫متخصصة من مهندس معماري ‪ ،‬خبراء في مجال البناء و التعمير ‪ ،‬و المرقي العقاري ‪.‬‬

‫فنظ ار لخطورة قرار الهدم يستدعي أخذ رأي لجنة فنية متخصصة ‪ ،‬و على أساس ذلك يتم توقيع‬
‫الجزاءات اإلدارية على المخالفين ‪.‬‬

‫و تتكون في قانون التهيئة و التعمير من مهندسيين معماريين ‪ ،‬خبراء و المرقين المعماريين حسب‬
‫المادة ‪ 60‬مكرر منه التي تنص ‪:‬‬

‫" عالوة على ضباط و أعوان الشرطة القضائية المنصوص عليهم في التشريع المعمول به ‪ ،‬يخول‬
‫للبحث و معاينة مخالفات أحكام هذا القانون ‪ ،‬كل من ‪:‬‬

‫‪ -‬مفتش التعمير ‪،‬‬


‫‪ -‬أعوان البلدية المكلفين بالتعمير‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬موظفي إدارة التعمير و الهندسة المعمارية " ‪.‬‬

‫فهؤالء األعوان المؤهلون قانونا ‪ ،‬يقومون بتحرير محضر يتضمن بالتدقيق وقائع المخالفة و تصريحات‬
‫‪3‬‬
‫المخالف ‪.‬‬
‫و في هذا السياق تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 60‬مكرر ‪ 2‬من نفس القانون ‪:‬‬
‫" عندما ينجز البناء دون رخصة ‪ ،‬يتعين على العون المؤهل قانونا تحرير محضر إثبات المخالفة‬
‫و إرساله إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي و الوالي المختصين في أجل ال يتعدى اثنين و سبعين‬
‫(‪ )64‬ساعة " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 3/06‬من ق‪ 40-06 .‬المؤرخ في ‪ 63‬ديسمبر ‪ ، 3006‬يتعلق بالتهيئة و التعمير‪ ،‬المعدل و المتمم ‪،‬‬
‫ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 64‬ديسمبر ‪ ، 3006‬العدد ‪. 24‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 60‬مكرر من ق‪ 62 -62 .‬المؤرخ في ‪ 32‬أوت ‪ ، 4662‬يعدل و يتمم ق‪ ، 40 -06 .‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 32‬أوت ‪ ، 4662‬العدد ‪. 23‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 60‬مكرر ‪ 4‬من ق‪ ، 62 -62 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و عليه و طبقا لقانون التهيئة و التعمير ‪ ،‬يستوجب أخذ رأي لجنة فنية تقنية في المخالفات ‪ ،‬لما لها‬
‫من دراية علمية و تقنية في هذا المجال و التي يتم بموجبها توقيع جزاءات إدارية مناسبة ‪.‬‬
‫و من األمثلة أيضا نجد المرسوم التنفيذي المحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير و تسليمها الذي‬
‫بنص ‪:‬‬
‫" يجب على األشخاص العموميين أو المصالح أو الهيئات التي تمت استشارتها من طرف ممثليهم‬
‫في الشباك الوحيد ‪ ،‬إبداء رأيها في أجل خمسة عشر (‪ )32‬يوما ‪ ،‬ابتداء من تاريخ استالم طلب إبداء‬
‫‪1‬‬
‫الرأي ‪. " ..‬‬
‫و يتبين من خالل المواد السابقة بأن اإلدارة غير مخيرة في األخذ باالستشارة ‪ ،‬بل ملزمة قانونا‬
‫في حاالت محددة ‪ ،‬قبل اتخاذ جزاء إداري ‪ ،‬لما يوفره ذلك من ضمانات لألفراد ‪.‬‬
‫ذلك ألن اإلدارة ليست و في جميع األحوال على دراية علمية و فنية عالية ‪ ،‬و ليست متخصصة‬
‫في األمور الفنية التي تستلزم أخذ رأي ذوي االختصاص ‪ ،‬و قد يكون الرأي مقترنا بضرورة موافقة‬
‫تلك اللجنة ‪ ،‬و قد يكون رأيا استشاريا فقط ‪ ،‬بوسع اإلدارة مخالفته ‪ ،‬إال أن التغاضي على عرضه‬
‫على تلك اللجنة ابتداء ‪ ،‬من شأنه إبطال القرار لصدوره على نحو مخالف لمقتضى القانون و إلجراء‬
‫‪2‬‬
‫جوهري ‪.‬‬

‫و تبدو أهمية أخذ رأي لجنة تقنية و فنية ‪ ،‬في كونه ضمانة لإلدارة و المخالف على حد سواء ‪ ،‬فيعد‬
‫ضمانة للمخالف ضد احتمال تعسف اإلدارة ‪ ،‬و ضمانة لإلدارة في عدم التعدي على حقوق األفراد ‪.‬‬

‫و يعد هذا إجراء شكلي قانوني هام ‪ ،‬و لو كان هذا الرأي استشاريا بالنسبة لمن ينعقد له االختصاص‬
‫قانونا باتخاذ قرار العقوبة اإلدارية ‪ ،‬ألن إغفاله يؤدي إلى هدر إحدى الضمانات القانونية التي قررها‬

‫المشرع و كفلها القانون بأن تكون هده اللجنة أو الجهة اإلدارية بجانب الوزير أو أية سلطة إدارية‬
‫‪3‬‬
‫أخرى يستعين برأيها و مشورتها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 66‬من م‪ .‬ت ‪ 30 -32‬المؤرخ في ‪ 42‬جانفي ‪ ، 4632‬المحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير‬
‫و تسليمها ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 34‬فيفري ‪ ، 4632‬العدد ‪ . 6‬ينظر أيضا المادة ‪ 63‬منه ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫عزري الزين ‪ ،‬النظام القانوني لرخصة البناء في التشريع الجزائري ‪ ،‬مجلة المفكر البرلماني ‪ ،‬مجلس األمة ‪ ،‬العدد‬
‫‪ ، 4662 ، 0‬ص ‪. 88‬‬
‫‪3‬‬
‫قوراري مجدوب ‪ ،‬العقوبة اإلدارية و السياسة الجنائية الحديثة ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫البند الثاني ‪ :‬اإلخطار‬

‫من الضروري إخطار المخالف بما تنوي اإلدارة اتخاذه في حقه من إجراءات و تدابير إذا لم يتدارك‬
‫األمر‪ ،‬و تصحيح وضعيته اتجاه القانون ‪.‬‬

‫فيتعين على اإلدارة إحاطة المخالف علما بأوجه المخالفة المنسوبة إليه ‪ ،‬و إعطائه مهلة للعدول‬
‫عنها ‪ ،‬و إزالة أسبابها من خالل إنذار ترسله إليه في محل إقامته ‪ ،‬تبين فيه بوضوح نيتها في توقيع‬
‫العقوبة المقررة عن تلك المخافة المرتكبة ‪.‬‬

‫و تبطل العقوبة إذا وقعت دون إخطار ‪ ،‬أو أخطر بها في غير محل إقامته في حالة تغيير محل‬
‫إقامته مثال ‪ ،‬فيقوم ذلك مقام عدم إخطاره ‪ ،‬مما يؤدي إلى بطالن قرار الجزاء الفتقاده إلجراء جوهري‬
‫‪1‬‬
‫سابق عن توقيع الجزاء ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬اإلجراءات الشكلية‬

‫الجزاءات اإلدارية ذات طبيعة جزائية من شأنها المساس بحقوق األفراد و حرياتهم ‪ ،‬و لذلك يجب‬
‫إحاطتها بجملة من الضمانات الشكلية تتمثل في تسبيب القرار ‪ ،‬المواجهة و حق الدفاع ‪.‬‬

‫مما يستوجب على اإلدارة احترام القواعد و اإلجراءات الشكلية ‪ ،‬قبل اتخاذ الق اررات اإلدارية بتوقيع‬
‫جزاءات إدارية ‪ ،‬حسب ما ينص عليه القانون حماية لحقوق األفراد و المصلحة العامة ‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬تسبيب القرار ‪L’exigence de motivation‬‬

‫فيعد إجراء شكلي ‪،‬‬


‫يقصد بها اإلفصاح عن األسباب التي أدت إلى إصداره في صلب القرار ‪ّ ،‬‬
‫و ال تلزم اإلدارة به إال في الحاالت المنصوص عليها صراحة ‪.‬‬

‫فهو التعبير الشكلي عن أسباب القرار ‪ ،‬فهو ينتمي إلى المشروعية الخارجية للقرار ‪ ،‬بحيث يعد أحد‬
‫مظاهلر الشكل الذي يظهر عليه القرار ‪.‬‬

‫فالتسبيب هو بيان الحجج القانونية و التبريرات و األدلة الواقعية التي بني عليها القرار المتّخذ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعم خليفة ‪ ،‬ضمانات مشروعية العقوبات اإلدارية ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 83 -86‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و يعد تسبيب الق اررات من أهم الضمانات القانونية ‪ ،‬حيث يم ّكن المخالف الذي صدرت بحقه العقوبات‬
‫اإلدارية الطعن في قرار فرض العقوبة اإلدارية أمام القضاء ‪.‬‬

‫و يعطي التسبيب للشخص المخاطب به إطمئنانا عن عدالة العقوبة و تناسب الخطأ مع المخالفة‬
‫المرتكبة ‪ ،‬كما يم ّكن اإلدارة من تقدير الجزاء المناسب له ‪ ،‬و من جهة أخرى يسهل للقضاء مراقبة‬
‫‪1‬‬
‫مشروعية الق اررات ‪.‬‬

‫و لقد عرف الفقه الفرنسي التسبيب بأنه ‪ " :‬التزام قانوني تعلن بمقتضاه اإلدارة عن األسباب القانونية‬
‫‪2‬‬
‫و الواقعية التي حملتها على إصدار القرار اإلداري ‪ ،‬و شكلت األساس القانوني الذي بني عليه " ‪.‬‬

‫و يقصد بتسبيب القرار اإلداري ذكر اإلدارة لمبررات إصداره ليعلم المخالف بالدوافع التي ألجلها تم‬
‫‪3‬‬
‫توقيع العقوبة ‪.‬‬

‫و عليه فهو أمر حتمي بموجب االجتهاد القضائي و القانون الفرنسي ضمانا الحترام حقوق الدفاع‬
‫و يجعل من الممكن التحكم في تناسب الجزاءات مع الوقائع المرتكبة ‪ ،‬فقد اعترف مجلس الدولة‬
‫الفرنسي بالتسبيب حيث أقر بأن قرار الجزاءات الذي اتخذته لجنه الجزاءات التابعة لهيئه األسواق‬
‫‪4‬‬
‫المالية لم يدعم بأدلة كافية ‪.‬‬

‫و لقد تبنى المشرع الجزائري هذا المبدأ في المادة ‪ 304‬من الدستور بالنسبة لألحكام القضائية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫علي جمعة محارب ‪ ،‬التأديب اإلداري في الوظيفة العامة ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬اإلصدار األول ‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬عمان‬
‫‪ ، 4662‬ص ‪. 823‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد سليم محمد أمين ‪ ،‬تسبيب قرار فرض العقوبة االنضباطية على الموظف العام في التشريع العراقي ‪ ،‬مجلة كلية‬
‫القانون للعلوم القانونية و السياسية ‪ ،‬ص ‪ ، 842‬على الموقع اإللكتروني ‪ ، http://www.iasj.net :‬تاريخ اإلطالع‪:‬‬
‫‪. 01 :12 ، 4636 -62 -40‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعم خليفة ‪ ،‬ضمانات مشروعية العقوبات اإلدارية ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪. 22 ،‬‬
‫‪4‬‬
‫‪C.E, 18 février 2011, G., n° 316854, T , sur le site : http://www.conseil-‬‬
‫‪etat.fr/Decisions-Avis-Publications/Etudes-Publications/Dossiers-thematiques/Le-juge-‬‬
‫‪administratif-et-les-sanctions-administratives , date de visite: 14- 12- 2017, à 00 :55 .‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و تقضي المادة ‪ 22‬من قانون الوالية أنه إذا تعرض منتخب لمتابعة قضائية ‪ ،‬ال تسمح له بمتابعة‬
‫عهدته اإلنتخابية ‪ ،‬يمكن توقيفه بموجب مداولة ‪ ،‬و يتم اإلعالن عن التوقيف بموجب قرار معلل من‬
‫‪1‬‬
‫الوزير المكلف بالداخلية ‪.‬‬

‫أما بالنسبة للسلطات اإلدارية المستقلة ‪ ،‬نجده يلزم بعضها بتبرير ق ارراتها منها قانون المنافسة ‪:‬‬
‫" يتخذ مجلس المنافسة أوامر معللة ترمي إلى وضع حد للممارسات المعاينة المقيدة للمنافسة عندما‬
‫‪2‬‬
‫تكون العرائض و الملفات المرفوعة إليه أو التي يبادر هو بها ‪ ،‬من اختصاصه " ‪.‬‬

‫و كذلك ألزم لجنة ضبط الكهرباء و الغاز بتبرير ق ارراتها بقوله ‪:‬‬
‫" يجب أن تكون ق اررات لجنة الضبط مبررة ‪ ،‬و يمكن أن تكون موضوع طعن قضائي لدى مجلس‬
‫‪3‬‬
‫الدولة " ‪.‬‬

‫و يلزم القانون المتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته ‪ ،‬الهيئات العمومية على تسبيب ق ارراتها عندما‬
‫‪4‬‬
‫تصدر في غير صالح المواطن ‪.‬‬

‫و هو ما سار عليه مجلس الدولة الجزائري في قضية بنك يونيون ضد محافظ بنك الجزائر ‪:‬‬

‫" إن المقرر المعد المتضمن وقف االعتماد جاء غير مسبب مخالفا بذلك المبادئ العامة للقانون‬
‫‪5‬‬
‫التي تشترط في هذه الحالة تسبيب القرار الذي يضر بحقوق الطرف اآلخر "‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 22‬من ق‪ 66 .34 .‬المؤرخ في ‪ 43‬فيفري ‪ ، 4634‬يتعلق بالوالية ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 40‬فيفري‬
‫‪ ، 4634‬العدد ‪. 34‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 3/22‬من األمر ‪ ، 68 -68‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 380‬من ق‪ 63 -64 .‬المؤرخ في ‪ 2‬فيفري ‪ ، 4664‬المتعلق بالكهرباء و توزيع الغاز بواسطة القنوات ‪،‬‬
‫ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 0‬فيفري ‪ ، 4664‬العدد ‪ ، 3‬المعدل و المتمم ق‪ 36 -32 .‬المؤرخ في ‪ 86‬ديسمبر ‪، 4632‬‬
‫المتضمن ق‪ .‬المالية ‪ ، 4632‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 83‬ديسمبر ‪ ، 4632‬العدد ‪. 63‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 33‬من ق‪ 63-60 .‬المؤرخ في ‪ 46‬فيفري ‪ ، 4660‬المتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته ‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 3‬مارس ‪ ، 4660‬العدد ‪ ، 32‬المتمم باألمر ‪ 62 -36‬المؤرخ في ‪ 40‬أوت ‪ ، 4636‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 3‬سبتمبر ‪ ، 4636‬العدد ‪ ، 26‬المعدل و المتمم ق‪ 32 -33.‬المؤرخ في ‪ 4‬أوت ‪ ، 4633‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪36‬‬
‫أوت ‪ ، 4633‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪5‬‬
‫قرار م‪ .‬د‪ .‬ج رقم ‪ 38‬الصادر بتاريخ ‪ 0‬فيفري ‪ ، 3000‬قضية إتحاد البنك المؤسسة المالية في شكل شركة‬
‫المساهمة " يونيون بنك " ضد محافظ بنك الجزائر ‪ ،‬مجلة اإلدارة ‪ ،‬العدد ‪ ، 3000 ، 3‬ص ‪. 300 -308‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫فرغم عدم وجود أي مادة تلزم اللجنة المصرفية بتسبيب ق ارراتها في قانون النقد و القرض ‪ ،‬لكنها ملزمة‬
‫بالتسبيب رغم سكوت القانون ألن على اإلدارة تسبيب ق ارراتها ‪ ،‬ألن التسبيب يعد ضمانة جوهرية‬
‫و مبدأ من مبادئ القانون ‪ 1،‬و التي يجب أن يترتب على تخلفها عدم مشروعية الجزاء ‪.‬‬

‫و لقد سبق للمجلس الدستوري الفرنسي أن أثار مسألة التسبيب بمناسبة ق ارره المتعلق بالمجلس األعلى‬
‫للسمعي البصري ‪ ،‬بحيث قرر بأن االلتزام المفروض على هذا المجلس بتسبيب ما يتخذه من جزاءات‬
‫يمثل ضمانة جوهرية يستوجبها االعتراف له بسلطة اتخاذ الجزاءات على مخالفة االلتزامات المقررة‬
‫‪2‬‬
‫في القانون ‪.‬‬

‫من هنا يتضح أن التسبيب يعد ضمانة حقيقية و أساسية ‪ ،‬و يجسد دولة القانون و يحقق العدالة‬
‫في الحفاظ على حقوق األفراد ‪.‬‬

‫و قد يثور تداخل بين تسبيب القرار اإلداري و سببه ‪ ،‬إال أنه هناك فارق بينهما ‪ ،‬و لذلك وجب‬
‫التفريق بين تسبيب القرار اإلداري كإجراء شكلي قد يتطلبه القانون ‪ ،‬و وجوب قيام سبب يبرر وجود‬
‫القرار اإلداري ‪.‬‬

‫و التسبيب على هذا النحو يتميز عن السبب ‪. Le Motif‬‬

‫أوال ‪ :‬التمييز بين التسبيب و السبب‬

‫إذا كان التسبيب يعنى اإلفصاح عن األسباب التى يستند إليها القرار ‪ ،‬مما يعنى وجود رابطة بينهما‬
‫إال أنهما بالرغم من ذلك فكرتان متميزتان ‪ ،‬فالتسبيب أحد عناصر الجانب الشكلى للقرار ‪ ،‬و القواعد‬
‫التى تحدده تتعلق بالمشروعية الخارجية للقرار ‪ ،‬أما األسباب فهى أحد العناصر الموضوعية للقرار‬
‫التي أدت باإلدارة للتدخل ‪ ،‬و القواعد التى تحكمها تتعلق بالمشروعية الداخلية للقرار ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عيساوي عز الدين ‪ ،‬الرقابة القضائية على السلطة القمعية للهيئات اإلدارية المستقلة في المجال االقتصادي ‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه في العلوم ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪ ، 4632 ،‬ص ‪. 868‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Cons.const. 88- 248. Déc du 17 janvier 1989, conseil supérieur de l’audiovisuelle‬‬
‫‪note, B. GENEVOIS et L. FAVOREAU, RDP, 1989, p.485.‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و التسبيب يعتبر باإلضافة إلى أنه عنصر فى القرار ‪ ،‬فإنه يعد جزءا أساسيا من مضمون مبدأ‬
‫الشفافية ‪ ،‬و لذا فإنه يعد أساسا للرقابة على الق اررات اإلدارية من قبل السلطة اإلدارية األعلى‬
‫و المعنيين و المواطنين و القضاء على حد سواء ‪ ،‬ألنه بواسطة التسبيب يمكن الرقابة على أسباب‬
‫القرار و االنحراف باإلجراءات ‪.‬‬

‫أما دور السبب فهو غير ذلك ‪ ،‬فيعد أساس القرار الذى يستند إليه ‪ ،‬و أحد عناصر محل الرقابة‬
‫على القرار ‪ ،‬و ليس أساسا للرقابة ‪ ،‬كما أن رقابة القضاء على األسباب تولد نوعا من االلتزام‬
‫بالتسبيب ‪.‬‬

‫و يعتبر عنصر السبب من أهم عناصر مشروعية القرار اإلداري ‪ ،‬و يقصد به تلك العناصر الواقعية‬
‫و القانونية التي تشكل الدافع و الباعث الذي أدى إلى اتخاذ القرار اإلداري ‪.‬‬

‫و يعرفه الفقيه بونار بأنه ‪ " :‬تلك الحالة الواقعية أو القانونية التي تسبق العمل اإلداري و تبرر احتمال‬
‫اتخاذه " ‪.‬‬

‫إن المعنى العام للسبب هو الفكرة أو األمر أو الواقعة الخارجية التي تقوم بعيدا و مستقلة عن ذهنية‬
‫و عقلية و إرادة رجل اإلدارة و تدفعه إلى اتخاذ قرار إداري معين ‪ ،‬لمجابهة هذا األمر أو هذه‬
‫‪1‬‬
‫الواقعة ‪.‬‬

‫و يتضح مما تقدم ما يلى ‪:‬‬

‫‪ -‬أن التسبيب عنصر فى القرار يتعلق بالجانب الشكلى و المشروعية الخارجية له و جزء‬
‫أساسي من مضمون مبدأ الشفافية ‪ ،‬و هو كذلك أساسا قويا للرقابة على القرار من كافة‬
‫األطراف المعنية به بطريق مباشر أو غير مباشر ‪ ،‬أما السبب فهو أساس القرار و أحد‬
‫عناصره الموضوعية و هو بذلك عنصر فى الرقابة عليه ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سليمان محمد الطماوي ‪ ،‬النظرية العامة للق اررات اإلدارية ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬عين شمس ‪ ،‬الطبعة السادسة ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫‪ ، 3003‬ص ‪. 230‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫‪ -‬أن الرقابة القضائية على األسباب ال تتضمن حتما وجود التسبيب كعنصر شكلى سابق ‪ ،‬غير‬
‫أن تلك الرقابة القضائية تقتضى من الناحية الموضوعية إلزام اإلدارة باإلفصاح عن أسباب‬
‫اتخاذ القرار ‪ ،‬و هو ما يعنى إلزام اإلدارة بالتسبيب فى مرحلة الطعن القضائى إلمكانية‬
‫ممارسة القضاء لوظيفته و إصدار حكم عادل فى موضوع الطعن على القرار اإلدارى ‪.‬‬

‫‪ -‬إن التسبيب اصطالحا و الذى نقصده يعنى ‪ " :‬التزام اإلدارة باإلفصاح و توضيح األسباب‬
‫القانونية و الواقعية المبررة إلصدار القرار ‪ ،‬و بيان الرد على الطلبات الهامة و اآلراء‬
‫االستشارية و آراء المعنيين و نتائج استطالعات الرأى أو التحقيقات ‪ ،‬و باعتبار أن التسبيب‬
‫يتعلق بالجانب الشكلى للقرار اإلدارى ‪ ،‬و أن هذا األخير هو أحد أعمال اإلدارة التى يجب‬
‫أن تخضع لمبدأ الشفافية ‪ ،‬فإن تسبيب الق اررات اإلدارية باعتبارها جزء من مضمون مبدأ‬
‫الشفافية ‪ ،‬تخضع بالتبعية لباقى عناصر مضمون مبدأ الشفافية ‪ ،‬و حق كافة المواطنين‬
‫فى معرفة تسبيب القرار اإلدارى و ليس فقط المخاطبون أو المعنيون بتلك الق اررات ‪.‬‬

‫و من ناحية أخرى ‪ ،‬فإنه يجب التأكيد على أن تسبيب الق اررات اإلدارية بما يعنيه من إفصاح‬
‫و توضيح لألسباب القانونية و الواقعية المبررة التخاذ القرار ‪ ،‬إنما يعنى فى الواقع توضيح لدراسة‬
‫الجدوى التى قامت بها السلطة اإلدارية قبل اتخاذ القرار كى تتأكد من سالمتها من كافة االعتبارات‬
‫‪1‬‬
‫بما يحقق فى النهاية الهدف ‪ ،‬و بما يجعل من هذا الهدف متفقا مع المشروعية ‪.‬‬

‫و عليه فالسبب يعتبر ركن في الق اررات اإلدارية بما فيها الق اررات اإلدارية الجزائية ‪ ،‬التي ال تقوم‬
‫صحيحة إال به ‪ ،‬أما التسبيب يعد شرطا لصحة القرار اإلداري ‪ ،‬لما يترتب على هذه التفرقة من آثار‬
‫قانونية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سامى الطوخى ‪ ،‬التسبيب و السبب فى الق اررات اإلدارية ‪ ،‬على الموقع اإللكتروني ‪:‬‬
‫‪http://kenanaonline.com/users/toukhy/posts/449369, date de visite : 29-04-2017, à‬‬
‫‪02 :55 .‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫ثانيا ‪ :‬أهمية التسبيب‬

‫إذا كانت القاعدة العامة أن اإلدارة غير ملزمة بتسبيب ق اررتها ‪ ،‬إال إذا اشترط القانون ذلك صراحة ‪،‬‬
‫و هذا راجع إلى افتراض أن ق اررات اإلدارة تبنى على سبب صحيح و مشروع ‪ ،‬و على من يدعي‬
‫‪1‬‬
‫العكس إثبات ذلك ‪.‬‬

‫إال أن التسبيب في مجال العقوبات اإلدارية العامة يكتسي مكانة خاصة ‪ ،‬لما يلحقه من ضرر‬
‫باألشخاص المخاطبين به ‪.‬‬

‫ذلك ألن الجزاءات اإلدارية ذات طبيعة جزائية و من شأنها المساس بحقوق األفراد و حرياتهم ‪،‬‬
‫فيعد تسبيب القرار شكال جوهريا يبطل تخلفه القرار‪ 2‬باعتباره من الضمانات الهامة التي تكفل عدالة‬
‫العقوبة ‪.‬‬

‫فنظ ار لما تمثله عملية تسبيب الق اررات من تبرير صادق لموجبات اتخاذ القرار ‪ ،‬يتحقق من خالله علم‬
‫الكافة و خاصة المخاطبين به باألسباب التي جعلت جهة اإلدارة تتخذ تلك الق اررات ‪ ،‬إضافة إلى ما‬
‫يشكله ذلك من سهولة بسط الرقابة القضائية على تصرفاتها ‪ ،‬األمر الذي يجعلها تتوخى الحذر‬
‫‪3‬‬
‫و الدقة في اتخاذ أي قرار أو جزاء ‪ ،‬نتيجة علمها بأن عملها محل رقابة من الكافة ‪.‬‬

‫و من هنا تظهر أهمية التسبيب بالنسبة للمخاطب بها ‪ ،‬اإلدارة و القاضي ‪.‬‬

‫فبالنسبة للمخالف ‪ ،‬تتجلى األهمية في إحاطته بدوافع إصدار القرار ‪ ،‬ليبقى على بينة من أمره ‪،‬‬
‫و يحدد موقفه إزاءها قبوال أو رفضا ‪ ،‬ليتمكن من الطعن فيها أمام القضاء ‪.‬‬

‫و بالنسبة لإلدارة ‪ ،‬فإن االلتزام بالتسبيب يدفعها إلى فحص القرار بشكل دقيق ‪ ،‬لكي يجنبها صدوره‬
‫بعيب يؤدي إلى إبطاله ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫القررات اإلدارية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 4662 ،‬ص ‪. 20‬‬
‫أنس جعفر ‪ ،‬ا‬
‫‪2‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعم خليفة ‪ ،‬ضمانات مشروعية العقوبات اإلدارية ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪3‬‬
‫مال اهلل جعفر عبد الملك الحمادي ‪ ،‬حقوق و ضمانات المتعاقد مع اإلدارة و التحكيم في العقد اإلداري ‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ، 4632 ،‬ص ‪. 426‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫أما القضاء ‪ ،‬تكمن في إعمال رقابته على مشروعيتها ‪ ،‬حيث يتأكد من مدى صواب اإلدارة من عدمه‬
‫‪1‬‬
‫في توقيع الجزاء ‪ ،‬استنادا لما ذكرته من تعليل ‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬المواجهة و حق الدفاع‬

‫يتعين على اإلدارة إحاطة األشخاص بأوجه المخالفة المنسوبة إلى األفراد ‪ ،‬و إعطائهم مهلة معينة‬
‫إلزالة أسبابها ‪ ،‬و في حالة عدم االمتثال توقع العقوبة مع احترام مبدأي المواجهة و حقوق الدفاع ‪.‬‬
‫و يعد هذا المبدأ مكفول دستوريا ‪ ،‬ففي إطار المحاكمات الجنائية تنص المادة ‪ 20‬من الدستور ‪:‬‬

‫" كل شخص يعتبر بريئا حتى تثبت جهة قضائية نظامية إدانته ‪ ،‬في إطار محاكمة عادلة تؤمن له‬
‫الضمانات الالزمة للدفاع عن نفسه " ‪.‬‬

‫فكافة القوانين و المواثيق الدولية تؤكد ضرورة احترام مبدأ المواجهة و حق الدفاع ‪ ،‬ليس على‬
‫المستوى الجنائي فحسب ‪ ،‬بل حتى القوانين الخاصة بالعقوبات اإلدارية العامة ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مبدأ المواجهة‬

‫كما يراعى مبدأ المواجهة في اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬فإنه يعد أساسيا في اإلجراءات اإلدارية ‪ ،‬بحيث أنه‬
‫يضمن احترام مبدأ المساواة ‪.‬‬

‫فلكي يتمكن المخالف من مناقشة القرار اإلداري القاضي بتوقيع الجزاء ضده ‪ ،‬ال بد من إعالمه عن‬
‫طريق التبليغ ‪ ،‬باعتبار التبليغ اآللية المتاحة أمام اإلدارة إليصال الجزاء اإلداري الموقع عليه ‪.‬‬

‫و لقد نص المشرع على ضرورة احترام حقوق الدفاع التي ال يمكن تجسيدها إال من خالل تمكين‬
‫المخاطب باألعمال اإلدارية من مناقشة أوجه و أسباب اتخاذها ضده ‪ ،‬عن طريق إبالغه بها‬
‫لمواجهتها بموجب نصوص قانونية منها ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعم خليفة ‪ ،‬ضمانات مشروعية العقوبات اإلدارية ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 20‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫المادة ‪ 82‬من المرسوم المنظم للعالقات بين اإلدارة و المواطن ‪:‬‬


‫" ال يحتج بأي قرار ذي طابع فردي على المواطن المعني بهذا القرار ‪ ،‬إال إذا سبق تبليغه إليه‬
‫‪1‬‬
‫قانونا ‪ ،‬هذا إن لم يكن هناك نص قانوني أو تنظيمي مخالف "‪.‬‬

‫باإلضافة إلى المادة ‪ 86‬من نفس المرسوم ‪:‬‬


‫" يحق للمواطن أن يحتج على اإلدارة بالتعليمات ‪ ،‬و المنشورات و المذكرات و اإلعالنات التي‬
‫أصدرتها ‪ .‬و في هذا اإلطار يجب على اإلدارة أن تبلغ للمواطن أي عقد أو وثيقة يكون مضمون كل‬
‫منهما ضده "‬

‫فالمادتان أعاله تخصان كل ما من شأنه المساس بالحقوق و الحريات العامة ‪ ،‬و كل ما يخص‬
‫األعمال اإلدارية ‪.‬‬

‫أما فيما يخص النصوص القانونية الخاصة ‪ ،‬تنص المادة ‪ 86‬من قانون ‪ 60 -00‬المتعلق بالقواعد‬
‫التي تحكم نشاط وكالة السياحة و األسفار ‪ 2‬على ‪:‬‬

‫" تترتب على كل مخالفة ألحكام هذا القانون ‪ ،‬دون المساس بالمتابعات الجزائية ‪ ،‬إحدى العقوبات‬
‫اإلدارية اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -‬اإلنذار‪،‬‬
‫‪ -‬السحب المؤقت للرخصة ‪،‬‬
‫‪ -‬السحب النهائي للرخصة ‪.‬‬

‫تصدر العقوبات و تبلغ من طرف الو ازرة المكلفة بالسياحة التي سلمت الرخصة " ‪.‬‬

‫فنص المشرع على التبليغ احتراما لمبدأ الوجاهية ‪ ،‬لضرورة تبليغ المعني بالمخالفة التي اقترفها‬
‫و تمكينه من الدفاع عن نفسه ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 82‬من م‪ 383 -33 .‬المؤرخ في ‪ 2‬جويلية ‪ ، 3033‬ينظم العالقات بين اإلدارة و المواطن ‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 0‬جويلية ‪ ، 3033‬العدد ‪. 46‬‬
‫‪2‬‬
‫ق‪ 60 -00 .‬المؤرخ في ‪ 2‬أفريل ‪ ، 3000‬يحدد القواعد التي تحكم نشاط وكالة السياحة و األسفار ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 6‬أفريل ‪ ، 3000‬العدد ‪. 42‬‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و كذلك المادة ‪ 64‬من القانون المحدد للقواعد المتعلقة بالفندقة ‪:‬‬


‫" دون المساس بالمتابعات القضائية ‪ ..‬تصدر العقوبات و تبلغ إلى المؤسسات الفندقية من طرف‬
‫‪1‬‬
‫السلطة المكلفة بالسياحة التي سلمت الرخصة " ‪.‬‬
‫و نجد هذه الضمانة أيضا أمام اللجنة المصرفية في مجلس النقد و القرض بحيث تنص الفقرة األولى‬
‫من المادة ‪ 332‬مكرر منه على مايلي ‪:‬‬

‫" عندما تبت اللجنة المصرفية ‪ ،‬فإنها تعلم الكيان المعني بالوقائع المنسوبة إليه عن طريق وثيقة غير‬
‫‪2‬‬
‫قضائية أو بأي وسيلة أخرى ترسلها إلى ممثله الشرعي " ‪.‬‬

‫كما تجدر اإلشارة أن النظام الداخلي للجنة المصرفية كانت تنص مسبقا و تكرس على هذه الضمانة‬
‫‪3‬‬
‫قبل تعديل األمر المتعلق بالنقد و القرض ‪.‬‬

‫و لقد تعرض القضاء الجزائري أيضا لنفس المبدأ ‪ ،‬من خالل وقائع القضية بتاريخ ‪ 30‬جويلية ‪4664‬‬
‫حيث قامت مصالح الشرطة بوالية برج بوعريريج ‪ ،‬بتبليغ المدعي و هو أجنبي من جنسية سورية ‪،‬‬
‫بأن له أجل شهر واحد لمغادرة التراب الوطني ‪ ،‬تنفيذا لقرار الطرد الصادر ضده في ‪ 43‬مارس‬
‫‪ ، 4663‬و بنفس هذا التاريخ ‪ ،‬قام المعني برفع تظلم أمام وزير الداخلية ‪ ،‬و رفع دعوى أمام الغرفة‬
‫االستعجالية لدى مجلس الدولة طالبا وقف تنفيذ قرار الطرد ‪.‬‬

‫و عند تصدي مجلس الدولة لهذه الدعوى ‪ ،‬استجاب لطلب وقف التنفيذ مؤسسا حكمه على عدة‬
‫أسباب منها ‪ ،‬أن قرار الطرد لم يبلغ للشخص المعني ‪ ،‬استنادا ألحكام المادتين ‪ 82‬من المرسوم‬
‫‪ ، 383 -33‬و المادة ‪ 43‬من األمر ‪ 433 -00‬المتعلق بوضعية األجانب في الجزائر ‪ 4،‬التي‬

‫‪1‬‬
‫ق‪ 63 -00 .‬المؤرخ في ‪ 0‬جانفي ‪ ، 3000‬يحدد القواعد المتعلقة بالفندقة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 36‬جانفي ‪، 3000‬‬
‫العدد ‪. 4‬‬
‫‪2‬‬
‫األمر ‪ 62 -36‬المؤرخ في ‪ 40‬أوت ‪ ، 4636‬يعدل و يتمم األمر ‪ 33 -68‬المؤرخ في ‪ 40‬أوت ‪، 4668‬‬
‫و المتعلق بالنقد و القرض ‪ ،‬ج‪ .‬ر الصادرة في ‪ 3‬سبتمبر ‪ ، 4636‬العدد ‪.26‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Voir Art. 14/2, Déc. 62-62, du 20 avril 2005, portant règle d’organisation et le‬‬
‫‪fonctionnement de la commission bancaire.‬‬
‫‪4‬‬
‫األمر ‪ 433 -00‬المؤرخ في ‪ 43‬جويلية ‪ ، 3000‬المتعلق بوضعية األجانب في الجزائر ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪40‬‬
‫جويلية ‪ ، 3000‬العدد ‪ ، 02‬الملغى بموجب المادة ‪ 23‬من ق‪ 33 -63 .‬المؤرخ في ‪ 42‬جوان ‪ ، 4663‬يتعلق‬
‫بشروط دخول األجانب إلى الجزائر و إقامتهم بها و تنقلهم فيها ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 4‬جويلية ‪ ، 4663‬العدد ‪. 80‬‬

‫‪103‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫توجب إشعار المعني ‪ ،‬بحيث يجب تبليغ قرار الطرد من التراب الوطني للمعني باألمر‪ ،‬و يترك لهذا‬
‫األخير تبعا لخطورة الوقائع المنسوبة إليه ‪ ،‬مهلة ‪ 23‬ساعة إلى ‪ 32‬يوما ابتداء من تبليغ قرار الطرد‬
‫‪1‬‬
‫قصد مغادرة التراب الوطني ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حق الدفاع‬

‫ال يحق أن تبنى العقوبة اإلدارية على الشك أو الحدس ‪ ،‬بل يجب أن تبنى على اليقين ‪ ،‬و السبيل‬
‫إلى ذلك هو وجوب الموازنة بين حق الدولة في توقيع العقاب على المخالف لالقتصاص منه باسم‬
‫المجتمع و لصالحه ‪ ،‬و حق المتهم مرتكب المخالفة أو الجريمة اإلدارية في الدفاع عن نفسه ‪،‬‬
‫و أال يؤخذ فجأة ‪.‬‬
‫و لذلك يعتبر الدفاع أهم ضمانة قانونية و قضائية لعدالة العقوبة اإلدارية ‪ 2،‬و مكفول دستوريا طبقا‬
‫للمادة ‪ 80‬من الدستور ‪:‬‬

‫" الدفاع الفردي أو عن طريق الجمعية عن الحقوق األساسية لإلنسان و عن الحريات الفردية‬
‫و الجماعية ‪ ،‬مضمون " ‪.‬‬

‫و هو ما أكده المجلس الدستوري الفرنسي بقوله ‪ " :‬من المبادئ المعترف بها في قوانين الجمهورية‬
‫أنه ال يمكن اتخاذ عقوبة إال في ظل احترام مبدأ الشرعية ‪ ،‬و مبدأ ضرورة العقوبة ‪ ،‬و مبدأ عدم‬
‫رجعية القانون الجنائي األسوأ للمتهم ‪ ،‬و مبدأ كفالة حقوق الدفاع ‪ ،‬مبدأ المواجهة ‪ ،‬هذه المبادئ‬
‫ال تتعلق بالعقوبات التي يختص القضاء الجنائي بتوقيعها فحسب ‪ ،‬و إنما تمتد لتشمل كل جزاء له‬
‫‪3‬‬
‫طبيعة ردعية حتى لو استند المشرع اتخاذه إلى سلطة غير قضائية "‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نقال عن لحسن بن شيخ آث ملويا ‪ ،‬المنتقى في قضاء مجلس الدولة ‪ ،‬الجزء الثالث ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪ ، 4666‬ص ‪. 422‬‬
‫‪2‬‬
‫قوراري مجدوب ‪ ،‬العقوبة اإلدارية و السياسة الجنائية الحديثة ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 363‬‬

‫‪104‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬
‫‪1‬‬
‫وقد كرس احترام حقوق الدفاع بوصفه المبدأ العام للقانون من جانب مجلس الدولة في ‪3022‬‬
‫و قد كان هذا المبدأ ضروريا في جميع الجزاءات اإلدارية كمبدأ أساسي تعترف به قوانين الجمهورية‬
‫‪2‬‬
‫الفرنسية ‪.‬‬

‫البند الثالث ‪ :‬مبدأ الحياد‬

‫و مبدأ الحياد مبدأ عام من مبادئ القانون ‪ ،‬و هو بالتالي ضروري ألي سلطه إدارية ‪ ،‬و ال سيما‬
‫في ممارسه سلطتها العقابية ‪ ،‬و لقد طبق مجلس الدولة الفرنسي هذا المبدأ على لجنة الجزاءات‬
‫التابعة لسلطة األسواق المالية ‪ ،‬بحيث ألغت العقوبة على أساس أن أحد أعضاء لجنة الجزاءات ينتمي‬
‫إلى اللجنة التنفيذية لمجموعة مصرفية فرنسية كانت احدى الشركات التابعة لها ضالعة في نزاع مالي‬
‫‪3‬‬
‫مستمر مع الشركة الخاضعة للجزاءات ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الضمانات الموضوعية ‪Les règles de fond‬‬

‫عرف النظام القانوني للعقوبات اإلدارية ‪ ،‬يجعل من الصعب البحث عن‬


‫في ظل غياب تقنين موحد ي ّ‬
‫الضمانات الموضوعية التي تقيد السلطات اإلدارية أثناء ممارستها لسلطة العقاب ‪ ،‬هذا ما يجعلنا‬
‫نقارن بينها و بين القواعد المطبقة أمام القضاء الجزائي ‪ ،‬إذ إنه يحترم مبدأ الشرعية ‪ ،‬فال جريمة‬
‫و ال عقوبة أو تدابير أمن إال بنص ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪C.E, Section, 5 mai 1944, Dame Veuve Trompier-Gravier, Rec. p. 133 , sur le site :‬‬
‫‪http://www.conseil-etat.fr/Decisions-Avis-Publications/Etudes-Publications/Dossiers-‬‬
‫‪thematiques/Le-juge-administratif-et-les-sanctions-administratives , date de visite: 14-‬‬
‫‪12- 2017, à 01 :41 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Décision n° 77-83 DC du 20 juillet 1977 du Conseil constitutionnel, sur le site‬‬
‫‪http://www.conseil-etat.fr/Decisions-Avis-Publications/Etudes-Publications/Dossiers-‬‬
‫‪thematiques/Le-juge-administratif-et-les-sanctions-administratives , date de visite: 14-‬‬
‫‪12- 2017, à 01 : 43 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪C.E 30 mai 2007, Société Europe Finances et Industries et M. T, n° 288538, T, sur le‬‬
‫‪site : http://www.conseil-etat.fr/Decisions-Avis-Publications/Etudes-‬‬
‫‪Publications/Dossiers-thematiques/Le-juge-administratif-et-les-sanctions-‬‬
‫‪administratives , date de visite: 14- 12- 2017, à 02 :01 .‬‬

‫‪105‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫الفرع األول ‪ :‬شخصية و وحدة العقوبة اإلدارية‬

‫إن مبدأ شخصية و وحدة الجزاءات اإلدارية تعدان من أهم الضمانات الموضوعية لمشروعية‬
‫الجزاءات ‪.‬‬

‫فال يجوز لإلدارة توقيع عقوبة ال تتعلق فعال بشخص المخالف من جهة ‪ ،‬و عدم توقيع عقوبتين‬
‫إداريتين أصليتين عن مخالفة واحدة من جهة أخرى كما سنوضح تباعا ‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬شخصية العقوبة اإلدارية‬

‫يقضي مبدأ شخصية العقوبة إنزال العقاب على شخص مرتكب الجريمة ‪ ،‬ألن مبدأ الشخصية مكرس‬
‫دستوريا في قانون العقوبات أيضا ‪ ،‬حيث تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 306‬من الدستور على ‪:‬‬
‫" تخضع العقوبات الجزائية إلى مبدأي الشرعية و الشخصية " ‪.‬‬

‫و يعني هذا المبدأ أن من يرتكب مخالفة ألي قاعدة قانونية عليه أن يتحمل العقاب المقرر لتلك‬
‫المخالفة بمفرده ‪ ،‬دون أن يشاركه أحد في تحمل آثار العقاب ‪ ،‬ذلك أن من أهم المبادئ التي يرتكز‬
‫عليها القانون الجنائي هو شخصية العقوبات ‪ ،‬و هو نفس المبدأ المطبق في مجال الجزاءات‬
‫‪1‬‬
‫اإلدارية ‪.‬‬

‫و يتصل مبدأ شخصية الجزاء اإلداري بالشخص المستحق توقيعه عليه سواء ارتكب هذا الفعل بصفة‬
‫مباشرة أو غير مباشرة ‪ ،‬أي أن مرتكب المخالفة قد يكون بادر بنفسه أو ساهم بفعل إيجابي معين‬
‫أو سلبي عن واجب معين ‪.‬‬

‫و المالحظ أن تلك القاعدة ذات أثر نسبي سواء في النظام اإلداري أو الجنائي ‪ ،‬و ذلك ألن العقوبات‬
‫في كل من النظامين أيا كانت ترتب آثار غير مباشرة على الغير ‪ ،‬و يرد عليها عدة استثناءات‬
‫نوجزها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عماد صوالحية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 308‬‬

‫‪106‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫أوال ‪ :‬توقيع الجزاء اإلداري العام عن فعل الغير‬


‫يفرز مبدأ شخصية العقوبة أث ار هاما يتمثل في عدم جواز العقاب عن فعل الغير و هو ما يسري‬
‫على الجزاء اإلداري العام ‪ 1،‬إال أن هذا األصل يرد عليه استثناء يتمثل في إمكانية توقيعه عن فعل‬
‫الغير‪ ،‬و هو ما يميزه عن العقوبة الجنائية التي ال يمكن توقيعها إال على الشخص الذي ارتكب‬
‫الجريمة ‪.‬‬

‫و يتأسس ذلك على أساس مسئولية المتبوع عن أعمال تابعه ‪ ،‬و التي تتطلب وجود عمل يمارسه‬
‫‪2‬‬
‫التابع لحساب المتبوع مع خضوعه في أداء هذا العمل لرقابة و إشراف المتبوع ‪.‬‬
‫و يشترط لقيام هذه المسئولية شرطان ‪ ،‬األول وجود اربطة تبعية و التي تتطلب وجود سلطة فعلية‬
‫للمتبوع تجاه التابع تمكنه من الرقابة و التوجيه و إصدار األوامر ‪ ،‬و الثاني ارتكاب المخالفة من قبل‬
‫التابع لحساب المتبوع ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬توقيع الجزاء اإلداري العام على الشخص المعنوي‬


‫إن إمكانية توقيع الجزاءات اإلدارية العامة على الشخص المعنوي مسألة مقبولة نظ ار ألن طبيعتها‬
‫تتالءم مع الشخص المعنوي ‪ ،‬حيث يمكن أن توقع عليه الغرامة ‪ ،‬الغلق ‪ ،‬الحل و الحرمان من بعض‬
‫‪3‬‬
‫الحقوق و المزايا ‪.‬‬

‫و عليه ال تتعارض فرض العقوبة على الشخص المعنوي مع مبدأ شخصية العقوبة ‪.‬‬

‫و في إطار قانون العقوبات اإلداري ‪ ،‬تأخذ بعض التشريعات بالمذهب التقليدي الذي يرفض االعتراف‬
‫بالمسئولية الجنائية للشخص المعنوي كالقانون األلماني و اإليطالي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Duval Jean- Marc, les clubs de football sanctionnés pour les fautes de leurs‬‬
‫‪supporteurs, A.J.D.A, 2008, P.919.‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعم خليفة ‪ ،‬ضمانات تأديب الموظف العام ‪ ،‬الموسوعة اإلدارية الشاملة ‪ ،‬الجزء ‪ ، 8‬مطابع‬
‫الوالء الحديثة ‪ ،‬مصر‪ ، 2004 ،‬ص ‪. 88‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Mireille Delmas-Marty et Catherine Teiltgen-Colly, Punir sans juger de la répression‬‬
‫‪Administrative au droit administratif pénal, Économica, Paris, France, 1992, p.73.‬‬

‫‪107‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫ففي القانون األلماني ‪ ،‬إذا ارتكبت جريمة في نطاق أعمال الشخص المعنوي ‪ ،‬فيسأل عنها الشخص‬
‫الطبيعي الذي يتصرف كممثل له ‪ ،‬و العقوبة هنا شخصية ‪.‬‬

‫و تماشيا مع سياسة الحد من العقاب ‪ ،‬أنشأ المشرع األلماني مجموعة من الجرائم اإلدارية ‪،‬‬
‫و مسئولية الشخص المعنوي في حال ارتكابها ال تعتبر جنائية ‪ ،‬بل لها طابع إداري رغم أن الجزاء‬
‫المفروض هو الغرامة المالية ‪.‬‬

‫و في القانون اإليطالي ‪ ،‬ال يسأل الشخص المعنوي جنائيا ‪ ،‬و يمكن مساءلته مدنيا فقط ‪ ،‬و يمكن‬
‫اعتباره مسئوال بالتضامن عن دفع الغرامة المفروضة على الشخص الطبيعي الذي ارتكب الجريمة‬
‫لمصلحته ‪ ،‬عندما يكون المحكوم عليه معس ار ‪.‬‬

‫أما بالنسبة للجرائم اإلدارية الجنائية المنصوص عليها في قانون ‪ ، 3033‬فال يرى الفقه مانعا من‬
‫مساءلة األشخاص المعنوية ‪ ،‬بحكم أن النصوص التي أشارت إلى مسئولية الشخص المعنوي ‪ ،‬لم‬
‫تقررها كمسئولية مباشرة و مستقلة ‪ ،‬و إنما جعلتها مسئولية تضامنية عندما ترتكب المخالفة من ممثل‬
‫الشخص المعنوي أو أحد العاملين لديه أثناء تأدية عمله ‪.‬‬

‫لكن هناك بعض القوانين الصادرة مؤخ ار في القانون اإليطالي و التي تعترف بمسئولية الشخص‬
‫المعنوي ‪ ،‬و يتحملها الشخص المعنوي مباشرة كجزاء الغلق و الغرامة ‪ ..‬كما هو الحال في حالة‬
‫‪1‬‬
‫التهرب الضريبي ‪.‬‬

‫أما في فرنسا فمبدأ الشخصية مكرس و يجب احترامه ‪ ،‬و هو ما نادت به محكمة النقض الفرنسية ‪،‬‬
‫حيث عاقبت لجنة عمليات البورصة مجموعة من الشركات بعدما ارتكبت الشركة األصل مخالفة ‪،‬‬
‫و قبل توقيع العقوبة عليها انقسمت الشركة إلى سبع شركات فرعية ‪ ،‬فألغت محكمة استئناف باريس‬
‫القرار بحجة أن مبدأ شخصية العقوبة ال يسمح بمعاقبة إال مرتكب المخالفة ‪ ،‬و طعنت اللجنة بالنقض‬
‫بحجة استم اررية الشركة ‪ ،‬فقضت محكمة التنقض الفرنسية برفضه ‪ ،‬بأن حكمت بأنه ال يوجد أي نص‬
‫قانوني يسمح للجنة بمعاقبة الشركات الفرعية ‪ ،‬حيث أن النصوص تعاقب فقط مرتكب المخالفة ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫شريف سيد كامل ‪ ،‬المسئولية الجنائية لألشخاص المعنوية ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ص ‪. 63 -60‬‬

‫‪108‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و أنه ال يمكن وضع استثناء على مبدأ الشخصية إال ‪:‬‬

‫‪ -‬بنص صريح ذو طبيعة تشريعية ‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫أن يضمن هذا النص حقوق الدفاع للمتابع ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬وحدة العقوبة اإلدارية‬

‫المقصود بوحدة الجزاء اإلداري عدم جواز توقيع عقوبتين إداريتين أصليتين على مخالفة واحدة ‪،‬‬
‫و عدم احترام اإلدارة لهذا المبدأ يشكل اعتداء على الغرض من العقوبة الموقعة من السلطة المختصة‬
‫‪2‬‬
‫على اعتبار أن فرض عقوبتين عن مخالفة واحدة يعد انحراف و تعدي عن مبدأ المشروعية ‪.‬‬

‫و تجدر اإلشارة إلى أن هناك بعض االستثناءات التي ترد على هذا المبدأ و تتمثل أساسا في ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬عدم تعارض العقوبة التبعية مع مبدأ وحدة العقوبة‬

‫المقصود بالعقوبة المحظور تكرارها عن فعل واحد ‪ ،‬هي العقوبة األصلية التي قررها المشرع لمواجهة‬
‫المخالفة بصفة أساسية ‪ ،‬و لكن يجوز اقتران الجزاء اإلداري األصلي بآخر تبعي أو تكميلي عن نفس‬
‫المخالفة كأن تقترن عقوبة هدم بناء النعدام رخصة البناء بعقوبة إدارية أخرى كالهدم على نفقة‬
‫المخالف ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬استمرار المخالفة ( العود )‬

‫إذا لم يردع المخالف عن االستمرار في تصرفه الغير مشروع بالرغم من الجزاء الموقع عليه ‪ ،‬جاز‬
‫لإلدارة توقيع عقوبة أشد ‪ ،‬باعتبار أن العقوبة األولى لم تحقق أهدافها في دفعه عن العدول عن‬
‫االستمرار في مخالفته ‪ ،‬و ال يعد ذلك تعددا عقابيا ‪ ،‬حيث يعد االستمرار في العمل الغير مشروع‬
‫عود من المخالف يرتب جزاء جديد أكثر شدة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪D. Vatel, l’application du principe de personnalité des poursuites et des peines aux‬‬
‫‪sanctions prononcées par le COB, note sous cour de cassation, 15 Juin 1999.‬‬
‫نقال عن عيساوي عز الدين ‪ ،‬الرقابة القضائية على السلطة القمعية‪ ، ...‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.843‬‬
‫‪2‬‬
‫طعيمة الجرف ‪ ،‬مبدأ المشروعية و ضوابط خضوع اإلدارة للقانون ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫مصر ‪ ، 3060 ،‬ص ‪. 3‬‬

‫‪109‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و يخضع تقدير اإلدارة في استمرار المخالفة و الجزاء الجديد لرقابة القضاء ‪ ،‬فإذا ثبت لديه انعدامه‬
‫كان الجزاء الموقع بدعوى استمرار السلوك المخالف ناقضا لسنده ‪ ،‬و بالتالي يكون باطال النعدام‬
‫السبب ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تناسب الجزاءات اإلدارية و عدم رجعيتها‬

‫استنادا إلى مقتضيات السياسة الجنائية الحديثة ‪ ،‬فإنها و لكي تكون فعالة ناجعة تتالءم مع أغراض‬
‫القانون و ضرورات العصر ‪ ،‬يجب أن تكون محققة لضمانة للمخالف أهمها عدم رجعية الجزاء‬
‫اإلداري ‪ ،‬و التناسب بين العقاب و التجريم باإلستناد إلى المصلحة المحمية ‪.‬‬

‫و في مجال العقوبات اإلدارية و خصوصية الجرائم التي تقابلها فان موضوع عدم رجعية العقوبات‬
‫و التناسب ‪ ،‬له ما يميزه بحسب طبيعة الجرائم ‪ ،‬و طبيعة الجزاءات اإلدارية المقررة لها ‪ ،‬و طبيعة‬
‫الجهة التي تفرضها ‪ ،‬و طبيعة الغاية التي يتوخى تحقيقها ‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬تناسب العقوبة اإلدارية‬


‫‪Le principe de proportionnalité des peines‬‬

‫يقتضي هذا المبدأ وجوب مراعاة المالئمة بين درجة خطورة المخالفة و نوع الجزاء المفروض‬
‫و مقداره ‪ ،‬و يتحقق هذا المبدأ من خالل قيام السلطة اإلدارية باختيار الجزاء المناسب للمخالفة‬
‫‪1‬‬
‫المرتكبة ‪ ،‬بعيدا عن الغلو و التعسف ‪.‬‬

‫و التناسب هو مبدأ عقابي يطبق في المواد الجزائية ‪ ،‬فقد طبقه المجلس الدستوري الفرنسي بمناسبة‬
‫عدة قضايا ‪ ،‬فقضى في ق ارره المتعلق ببورصة القيم المنقولة ‪ ،‬و قضى بأن العقوبات التي توقعها‬
‫لجنة عمليات البورصة يجب أن تكون بالقياس مع المخالفات المرتكبة و المكاسب التي تنتج عن‬
‫‪2‬‬
‫هذه المخالفات ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫منصور إبراهيم العتوم ‪ ،‬المسؤولية التأديبية للموظف العام ‪ ،‬الطبعة ‪ ، 3‬مطبعة الشرق و مكتبتها ‪ ، 3032 ،‬ص‬
‫‪.320‬‬
‫‪2‬‬
‫عيساوي عز الدين ‪ ،‬الرقابة القضائية على السلطة القمعية‪ ، ...‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 886‬‬

‫‪110‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و الهدف من االستعانة بهذا المبدأ في مجال الجزاءات اإلدارية العامة ‪ ،‬و بصدد تطبيق نظام الحد‬
‫من العقاب ‪ ،‬هو تحديد مدى ضرورة و تناسب تدخل قانون العقوبات أو قانون العقوبات اإلداري لردع‬
‫الفعل الغير مشروع ‪ ،‬بالنظر إلى المصلحة المعتدى عليها ‪ ،‬و ما أصابها من ضرر و ما تعرضت‬
‫له من خطر ‪.‬‬

‫ثم إن امتداد حكم قانون العقوبات اإلداري على بعض األفعال و المخالفات غير المشروعة ‪ ،‬باعتبارها‬
‫جرائم إدارية ‪ ،‬فإنه يستعان بمبدأ التناسب كإحدى الضمانات الهامة التي تضمن تناسب الجزاءات‬
‫اإلدارية عامة و المالية خاصة ‪ ،‬كرد فعل قانوني مع ما وقع من أفعال غير مشروعة مكونة بالفعل‬
‫‪1‬‬
‫لجرائم إدارية ‪ ،‬طالما التزمت اإلدارة بالحدود القصوى للجزاء المقرر قانونا ‪.‬‬

‫و إن مقتضى التناسب هو أال تغلو السلطة المعنية بتحديد الجزاء في اختيارها ‪ ،‬و إنما عليها أن تتّخذ‬
‫‪2‬‬
‫ما يكون على وجه اللزوم ضروريا لمواجهة الخرق القانوني ‪ ،‬أو المخالفة اإلدارية ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬االلتزامات الواقعة على مبدأ التناسب‬

‫يترتب على إعمال هذا المبدأ التزامان يتمثالن في المعقولية و عدم التعدد الجزائي على مخالفة واحدة‪.‬‬

‫‪ .1‬اإل لتزام بالمعقولية في اختيار الجزاء اإلداري ‪:‬‬


‫إن التزام المعقولية يفرض التقدير المالئم بالنظر إلى اعتبارات منها ‪ ،‬أن يكون الجزاء‬
‫على قدر خطورة الفعل الماس بالمصالح المحمية ‪ ،‬و على قدر المنفعة التي حققها المخالف‬
‫‪3‬‬
‫نتيجة للفعل ‪.‬‬
‫ذلك أن االلتزام بالمعقولية عند توقيع الجزاء من طرف اإلدارة ‪ ،‬سينعكس على اختالف‬
‫الجزاءات الموقعة بشأن المخالفة نفسها الختالف ظروفها و معطياتها من مخالف ألخر‪،‬‬
‫كمراعاة الحالة الشخصية لمرتكب المخالفة و حالة العود ‪..‬‬

‫‪1‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 460‬‬
‫‪2‬‬
‫‪X.PHILIPE, le contrôle de proportionnalité dans les juris prudences constitutionnelle et‬‬
‫‪administrative française, Economica, 1990, p.541.‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 436‬‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫‪ .2‬عدم تعدد الجزاءات اإلدارية على المخالفة الواحدة ‪La règle non bis in idem :‬‬
‫و يتضمن المبدأ قاعدة أساسية في القانون الجنائي ‪ ،‬التي تمنع معاقبة الشخص على الفعل‬
‫ذاته بعقوبتين ‪.‬‬
‫و قد اعترفت االجتهادات القضائية اإلدارية بقاعدة عدم جواز المحاكمة مرتين على نفس‬
‫الجرم ‪ ،‬أو بعدم تراكم الجزاءات اإلدارية كمبدأ عام من مبادئ القانون ‪.‬‬
‫و قد كرس هذا المبدأ ألول مرة في المسائل التأديبية ‪ ،‬ثم امتد إلى جميع الجزاءات اإلدارية ‪.‬‬
‫و هذا المبدأ يستوجب بأن الجزاء ال يمكن أن يؤدي إال إلى فرض جزاء إداري واحد ‪ ،‬ما لم‬
‫‪1‬‬
‫ينص القانون على خالف ذلك ‪.‬‬
‫و كذلك إن هذا المبدأ يحظر تراكم العقوبات اإلدارية ‪.‬‬
‫و يطرح السؤال عن الربط بين مبدأ عدم جواز المحاكمة على نفس الجرم مرتين و تراكم‬
‫الجزاءات اإلدارية و الجزائية ‪ ،‬و القاعدة التي يتبعها القاضي اإلداري في هذا الصدد هي‬
‫االستقالل بين هاتين الفئتين من الجزاءات ‪ ،‬نظ ار الستقالل اإلجراءات اإلدارية و الجنائية ‪،‬‬
‫و يرى مجلس الدولة أن مبدأ عدم جواز المحاكمة على نفس الجرم مرتين ال يحول دون‬
‫القيام ‪ ،‬بسبب الوقائع ذاتها ‪ ،‬بفرض عقوبة جنائية و فرض جزاء إداري أو مهني ‪ ،‬بحيث‬
‫يستند كل نوع من هذه األنواع من الجزاءات و يسعى إلى ضمان صون قيم أو مصالح‬
‫‪2‬‬
‫مغايرة عن األخرى ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪C.E, 29 octobre 2009, Société Air France c/ ACNUSA, nos 310604 ; 310610, C et‬‬
‫‪C.E, 30 décembre 2016, Autorité de contrôle des nuisances aéroportuaires (ACNUSA),‬‬
‫‪n° 395681, Rec. sur le site : http://www.conseil-etat.fr/Decisions-Avis-‬‬
‫‪Publications/Etudes-Publications/Dossiers-thematiques/Le-juge-administratif-et-les-‬‬
‫‪sanctions-administratives , date de visite: 14- 12- 2017, à 02 :11.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪CE, avis, Section de l’intérieur, 29 avril 2004, n° 370136 , sur le site :‬‬
‫‪http://www.conseil-etat.fr/Decisions-Avis-Publications/Etudes-Publications/Dossiers-‬‬
‫‪thematiques/Le-juge-administratif-et-les-sanctions-administrativeshttp://www.conseil-‬‬
‫‪etat.fr/Decisions-Avis-Publications/Etudes-Publications/Dossiers-thematiques/Le-juge-‬‬
‫‪administratif-et-les-sanctions-administratives , date de visite: 14- 12- 2017, à 02 :80.‬‬

‫‪112‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و هذه القاعدة ال تعني أن ال يترتب على الجريمة تحريك اإلجراء اإلداري و الجنائي معا ‪،‬‬
‫فقد قضى مجلس الدولة الفرنسي بأن تعدد الجزاءات اإلدارية و الجنائية يقصد به أن ال‬
‫تتجاوز قيمة الجزاءات المالية المعلنة الحد األقصى ألي من الجزاءات اإلدارية أو الجنائية ‪.‬‬
‫فضال أن هذا المبدأ المتمثل في أن ال يعاقب على نفس الفعل مرتين ليست له إال قيمة‬
‫تشريعية ‪ ،‬و ال يطبق إال داخل النظام القانوني الواحد ‪.‬‬
‫و يبدو أن األمر يخضع للسلطة التقديرية للقضاء و اإلدارة ‪ 1،‬ألن ذلك يبرره اختالف‬
‫المصالح المحمية دون مغاالة في المعاقبة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬معيار التناسب‬

‫إن وضع معيار محدد للتناسب يواجه صعوبات عديدة ‪ ،‬ألن تحديده ال يخلو من الدقة نظ ار لتعدد‬
‫االمتيازات التي يجب مراعاتها للقول بالتناسب من عدمه ‪.‬‬

‫فإذا كانت مالئمة العقوبة مع المخالفة المرتكبة في مجال العقوبات اإلدارية في الجرائم ذات الطبيعة‬
‫المالية كالجرائم الضريبية و الجمركية ‪ ،‬تبدو العقوبات الغير مالية ال تتناسب مع المصلحة المراد‬
‫حمايتها و التي تخلص إلى تغذية الخزانة العامة للمال ‪.‬‬

‫فهذه الحماية تستوجب فرض عقوبات تتفق مع طبيعة تلك الجرائم التي تتسم بعدم السماح بهدر‬
‫مصلحة الخزينة العامة و التسبب بضياع األموال المستحقة ‪ ،‬سواء من خالل فعل التهرب أو من‬
‫خالل فرض عقوبة تعرقل دخول أموال للخزينة العامة ‪.‬‬

‫فذهاب المشرع الى منح اإلدارة سلطة التسوية عن طريق الصلح كبديل عن العقوبات السالبة للحرية ‪،‬‬
‫من منظور أن هذا النوع من الجرائم ال يتالءم معه سلب الحرية بالنسبة للمخالف من جهة ‪،‬‬
‫و ال يعود بالفائدة على اإلدارة ‪ ،‬ألن نتيجة التسوية هو دفع أموال مضاعفة للخزينة من جهة أخرى ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫باإلضافة إلى منح اإلدارة فرض عقوبات مالية كالغرامة لمواجهة هكذا جرائم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 436‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد علي عبد الرضا عفلوك ‪ ،‬األساس القانوني للعقوبات االدارية ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫البند الثاني ‪ :‬عدم رجعية العقوبة اإلدارية‬

‫و المقصود هو عدم تطبيق الجزاء إال على ما اكتمل قبل صدور النص من وقائع ‪ ،‬و هو مبدأ‬
‫دستوري كرسه المشرع في المادة ‪ 23‬منه ‪:‬‬
‫" ال إدانة إال بمقتضى قانون صادر قبل ارتكاب الفعل المجرم " ‪.‬‬

‫و كذلك المادة ‪ 4‬من قانون العقوبات ‪:‬‬


‫" ال يسري قانون العقوبات على الماضي إال ما كان منه أقل شدة " ‪.‬‬

‫فال يطبق الجزاء على فعل قبل نفاذ النص العقابي الذي يجرمه ‪ ،‬إال بنص قانوني ‪.‬‬

‫فيترتب على مبدأ الشرعية ‪ ،‬عدم جواز أن يحكم على شخص بعقوبة لم يكن معاقبا عليها وقت‬
‫ارتكابها‪.‬‬

‫و هكذا يبدو مبدأ عدم رجعية الجزاءات اإلدارية كنتيجة ضرورية و حتمية لمبدأ شرعية الجزاءات‬
‫‪1‬‬
‫اإلدارية العامة ‪.‬‬

‫و إذا كان رفض رجعية العقوبة اإلدارية هو بمثابة ضمانة لصالح المخالف ‪ ،‬و إذا كانت تلك‬
‫الضمانة مستقاة من القانون الجنائي ‪ ،‬فإنه يمكننا القول أن علة عدم الرجعية تكون منفية إذا ما كانت‬
‫العقوبة المقررة للمخالفة في القانون الجديد أخف وطأة من تلك المقررة في القانون القديم ‪ ،‬الذي‬
‫ارتكبت في ظله المخالفة ‪ ،‬األمر الذي يجوز معه إقرار رجعية العقوبة ما دامت أصلح للمتهم ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫و هذا هو المعمول به في مجال العقوبات الجنائية و يمكن إعماله بالتبعية على العقوبات اإلدارية ‪.‬‬

‫و بعد أن أصبح االتجاه القضائي يخضع الجزاء الجنائي و اإلداري لذات المبادئ ‪ ،‬كونهما يندرجان‬
‫في فكرة الردع و نظرية العقاب ‪ ،‬فإن مبدأ رجعية القانون األصلح يسري أيضا على الجزاءات اإلدارية‬

‫‪1‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.462‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعم خليفة ‪ ،‬ضمانات مشروعية العقوبات اإلدارية ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 38‬‬

‫‪114‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫باعتبارها ال تقتصر على النصوص الجنائية فحسب ‪ ،‬بل إلى كل نص عقابي حتى و لو ورد‬
‫‪1‬‬
‫في إطار غير جنائي ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تكريس مبدأ عدم الرجعية في قانون العقوبات اإلداري‬

‫لقد أكد المجلس الدستوري الفرنسي في ق ارره رقم ‪ 322 -34‬المؤرخ في ‪ 86‬ديسمبر ‪، 3034‬‬
‫المتعلق بالعقوبات الجبائية على أن ‪ " :‬مبدأ عدم الرجعية ال يقتصر على العقوبات التي ينطق‬
‫بها القضاء الجزائي ‪ ،‬و إنما يمتد تطبيقه لزوما على كل جزاء من طبيعة ردعية ‪ ،‬و لو تم توقيعه‬
‫‪2‬‬
‫من هيئة غير قضائية "‪.‬‬

‫و لقد أخذ المشرع الجزائري بمبدأ عدم الرجعية طبقا للمادة ‪ 64‬من قانون المنافسة حيث تنص ‪:‬‬
‫" يستمر التحقيق في القضايا المرفوعة أمام مجلس المنافسة و مجلس قضاء الجزائر قبل العمل بهذا‬
‫األمر‪ ،‬طبقا ألحكام األمر رقم ‪ 06 - 02‬المؤرخ في ‪ 48‬شعبان عام ‪ 3232‬الموافق ‪ 42‬يناير سنة‬
‫‪ 3002‬و المتعلق بالمنافسة و النصوص المتخذة لتطبيقه " ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬االستثناءات الواردة على مبدأ عدم الرجعية‬

‫يعمل برجعية القانون بالنظر لطبيعة المخالفة التي تقتضي معها تطبيق النص الجديد ‪ ،‬و لو صدر‬
‫‪3‬‬
‫بعد ارتكابها ‪ ،‬و يحدث ذلك في المخالفات المتعاقبة بما يعرف باألفعال المستمرة ‪.‬‬

‫‪ -‬و في حالة وقوع الفعل في ظل القانون القديم ‪ ،‬و امتداد آثاره في القانون الجديد ‪ ،‬بتوافر‬
‫شرطين ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون تكييف تجريم الفعل نفسه بين القانونين القديم و الجديد ‪.‬‬
‫و أن ال تكون األفعال قد تقادمت ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 482‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Oderzo Jean-Claude, op.cit, p.427.‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد باهي أبو يونس ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 66‬‬

‫‪115‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و على هذا األساس و طبقا للقضاء الفرنسي ‪ ،‬و ما قضت به محكمة استئناف باريس ‪ ،‬فإن ارتكاب‬
‫فعل يجرمه قانون المنافسة القديم ‪ ،‬و نتج عنه آثا ار في ظل القانون الجديد ‪ ،‬و لم تمر على أول فعل‬
‫‪1‬‬
‫مدة ثالث سنوات ‪ ،‬فال يمكن اإلعتداد بوجوب احترام تطبيق القانون من حيث الزمان ‪.‬‬

‫و هو ما نصت عليه الفقرة الرابعة من المادة ‪ 22‬من قانون المنافسة ‪:‬‬


‫" ال يمكن أن ترفع إلى مجلس المنافسة الدعاوى التي تجاوزت مدتها ثالث ( ‪ )8‬سنوات إذا لم يحدث‬
‫بشأنها أي بحث أو معاينة أو عقوبة " ‪.‬‬

‫و يعمل به أيضا في حالة تطبيق الجزاء األصلح للمخالف تخفيفا أو إعفاء ‪ ،‬صيانة للحرية الفردية ‪.‬‬
‫فلقد كرس مجلس الدولة الفرنسي هذا االستثناء في ق ارره بتاريخ ‪ 36‬مارس ‪ 3006‬بأنه ‪:‬‬

‫" اعتبا ار لما تنص عليه المادة ‪ 3‬من إعالن حقوق اإلنسان و المواطن من وجوب أال يقرر القانون‬
‫من العقوبات إال ما كان منها ضروريا بالشكل واضح و دقيق ‪ ،‬و استنادا إلى مبدأ الذي يقر بأن‬
‫القانون الجزائي الجديد يجب حين يلغي تجريما قائما أو يقرر عقوبة أقل قسوة من تلك المقررة في‬
‫القانون القديم ‪ ،‬أن يطبق على مرتكبي الجرائم التي وقعت قبل نفاذه ‪ ،‬أو على أولئك الذين لم يصدر‬
‫بشأنهم حكما باإلدانة و الذي حاز قوة الشيء المقضي به قبل سريانه ‪ ،‬فإن هذا المبدأ ال يقتصر‬
‫في سريانه على العقوبات التي يحكم بها القضاء الجنائي فحسب ‪ ،‬و إنما يسري بالنسبة للجزاء‬
‫‪2‬‬
‫اإلداري "‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Les prratiques d’abus de position dominante reprohées à la société France loisirs‬‬
‫‪étaient sonctionnées par les dispositions de l’article 50 de l’ordonnanece du 30 Juin‬‬
‫‪1945 , comme elle le sont par celles de l’article 8 de l’ordonnane 1 Décembre 1986 , et‬‬
‫‪qu’elle ne remontent pas à plus de 3 ans du premier acte de constatation ; qu’il s’ensuit‬‬
‫‪que le moyen de nulité tiré d’une prétendue violation des régles d’application de la loi‬‬
‫‪dans le temps doit étre rejeté , CA Paris , 21 mai 1990 , société France loisirs‬‬
‫‪BOCCRF , 1 Juin 1990 ,JP, p. 523 .‬‬
‫‪2‬‬
‫نقال عن محمد باهي أبو يونس ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 34 -33‬‬

‫‪116‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬توقيع جزاءات من طرف هيئات إدارية مختصة‬

‫وهي المصنفة بين السلطة أو الجهة اإلدارية أو اإلدارة التقليدية الكالسيكية ‪ ،‬و السلطات اإلدارية‬
‫المستقلة نبينها كما يلي ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬اإلدارة التقليدية‬

‫و يقصد بها الدولة و أجهزتها من اإلدارات أو السلطات اإلدارية التقليدية أو الكالسيكية المتعارف‬
‫عليها في فقه القانون اإلداري مركزية أو المركزية ‪ ،‬إقليمية و مرفقية ‪ ،‬مهما كانت التسمية التي تظهر‬
‫تحتها و ازرة ‪ ،‬بلدية ‪ ،‬والية ‪ ،‬دائرة ‪ ،‬مركز‪ ،‬مؤسسة عمومية ذات طابع إداري ‪.‬‬

‫و هي إما جهات ذات اختصاص عام أو خاص في مجال تسيير الشأن العام ‪ ،‬باإلشراف على قطاع‬
‫نشاط بعينه ‪ ،‬أو تنشط في مجاالت كالمجال االقتصادي ‪ ،‬الصناعي و التجاري و المالي من إنتاج‬
‫للسلع أو تقديم للخدمات المالية و المصرفية ‪ ،‬مجال ضريبي ‪..‬‬

‫توجه النشاط الخاص و تراقبه أو ترافقه في ممارستها ‪ ،‬أو في المجال اإلداري من تسيير لمرافق إدارية‬
‫ّ‬
‫تسدي خدمات عمومية للجمهور مباشرة ‪ ،‬بالقيام بأعمال التسيير و تصريف المسائل الجارية العادية‬
‫ممثلة في تسيير المرافق العمومية و تقديم خدمات للمواطنين ‪.‬‬

‫لتمارس بذلك صالحيات و اختصاصات الموكلة لها ‪ ،‬أو تمارس سلطة الضبط اإلداري العام‬
‫أو الخاص و الضبط االقتصادي ‪ ،‬في إطار حماية النظام العام ‪ ،‬و تحقيق المصلحة العامة ‪.‬‬

‫و نقصد بالنظام العام بمكوناته التقليدية المعروفة و هي األمن العام و حماية األرواح و الممتلكات‬
‫العامة و الخاصة ‪ ،‬اآلداب و األخالق العامة ‪ ،‬الصحة العامة و الطمأنينة و السكينة العامة ‪.‬‬

‫و أيضا مكوناته الحديثة كحماية النظام العام االقتصادي ‪ ،‬بتنظيم و مراقبة ممارسة بعض األنشطة‬
‫االقتصادية ‪ ،‬كقطاع الجمارك ‪ ،‬و العمل على تنظيم البناء و العمران و حماية جمال المدينة ‪ ،‬حماية‬
‫البيئة و المحيط من أعمال التلويث و اإلضرار بها ‪ ،‬اإلشراف على إقامة المنشآت المصنفة ‪،‬‬
‫إلى جانب القيام بتنظيم استعمال حق الملكية أو ممارسة مهنة معينة ‪ ،‬الرقابة اإلشراف و المعاينة‬
‫في مجال االستهالك لحماية المستهلك و قمع الممارسات التجارية الغير مشروعة ‪ ،‬و تنظيم المرور‪..‬‬

‫‪117‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الهيئات اإلدارية المستقلة‬

‫لم يقتصر االعتراف لإلدارة بمفهومها التقليدي بسلطة توقيع الجزاءات اإلدارية ‪ ،‬بل امتد إلى‬
‫السلطات اإلدارية المستقلة‬

‫و هي تلك األجهزة و الهيئات المكلفة بممارسة نشاط معين تلبية الحتياجات المجموعة الوطنية‬
‫‪1‬‬
‫في مختلف مجاالت الحياة العامة للدولة ‪.‬‬
‫و هذه الهيئات تمارس نشاطها باستقاللية عن الجهاز التنفيذي ‪ ،‬بحيث ال تربطها به عالقة رئاسية‬
‫و ال وصائية ‪ ،‬و ال مبدأ التدرج الهرمي الذي تتميز به اإلدارة التقليدية و الهياكل المكونة لها ‪،‬‬
‫بل هي عالقة قانونية ‪ ،‬في إطار مبدأ الفصل بين السلطات ‪.‬‬

‫كما أنه ليس لها نظام موحد ‪ ،‬فكل هيئة و طريقة عملها ‪ ،‬و كيفية تعيين أعضائها ‪ ،‬و سير‬
‫التحقيقات و إصدار الق اررات المتعلقة بها ‪ ،‬و المجال الذي أنشأت من أجله ‪ ،‬و نتيجة للتعدد‬
‫في األنشطة التي تتولى الهيئات اإلدارية المستقلة القيام بها تعددت الجزاءات اإلدارية ‪ ،‬فلم تعد‬
‫مقصورة على السالمة المرورية و حماية أمالك الدولة ‪ ،‬و إنما ظهرت مجاالت متعددة كاإلعالم‬
‫و الصحافة ‪ ،‬السياحة ‪ ،‬االتصاالت ‪ ،‬األسواق ‪ ،‬البناء ‪ ،‬البيئة ‪ ،‬السلع ‪....‬‬

‫و لقد عرفت فرنسا العديد من الهيئات اإلدارية المستقلة التي بإمكانها توقيع جزاءات إدارية منها سلطة‬
‫األسواق المالية ‪ ،‬مجلس المنافسة ‪ ،‬لجنة النشر و الصحافة ‪ ،‬المجلس األعلى للسمعيات و المرئيات‬
‫‪2‬‬
‫و الوكالة الفرنسية لمكافحة المنشطات الرياضية ‪ ،‬سلطة األمن النووي ‪ ،‬اللجنة العليا للصحة ‪..‬‬

‫و تعرف بأنها ‪:‬‬


‫" هيئات عمومية غير قضائية ‪ ،‬استمدت من القانون بمفهومه الواسع ‪ ،‬مهمة ضبط قطاعات‬

‫‪1‬‬
‫هيبة سردوك ‪ ،‬المناقصة العامة كطريقة للتعاقد اإلداري ‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪،‬‬
‫‪ ، 4660‬ص ‪. 80‬‬
‫‪2‬‬
‫موسى مصطفى شحادة ‪ ،‬الجزاءات اإلدارية في مواجهة مخالفات اإلعالم المرئي و السمعي ( الصوتي ) و رقابة‬
‫القضاء اإلداري في فرنسا عليها ‪ ،‬مجلة الشريعة و القانون ‪ ،‬كلية القانون ‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة ‪ ،‬العدد‬
‫‪ ، ، 06‬أكتوبر ‪ ، 4632‬على الموقع اإللكتروني ‪، https://platform.almanhal.com/Reader/2/59071 :‬‬
‫تاريخ اإلطالع ‪. 02. 53 ، 4636 -62 -33 :‬‬

‫‪118‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫حساسة ‪ ،‬و السهر على احترام بعض حقوق مستعملي اإلدارة ‪ ،‬و هي مزودة بضمانات تنظيمية‬
‫‪1‬‬
‫و سلطات تسمح لها بممارسة وظائفها دون أن تكون خاضعة لتأثير الحكومة "‪.‬‬

‫و لقد نص المشرع في المادة ‪ 338‬من المرسوم التنفيذي ‪ 2 282-03‬صراحة على الهيئات الوطنية‬
‫‪3‬‬
‫المستقلة آنذاك و هي ‪ :‬المجلس الشعبي الوطني ‪ ،‬المجلس الدستوري و مجلس المحاسبة ‪.‬‬

‫و تتمتع بخصائص تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ -‬اإلستقاللية ‪ :‬التي تعتبر الصفة البارزة التي تميز الهيئة اإلدارية ‪ ،‬و يقصد بها تحرر الهيئة‬
‫اإلدارية المستقلة من الخضوع ألية وصاية أو تدرج هرمي ‪ ،‬و هذا ال يتعارض مع تبعيتها‬
‫للدولة ‪ ،‬فهي تعمل بإسمها و لحسابها ‪ ،‬و تعد أحد سلطاتها ‪.‬‬
‫‪ -‬التمتع بالشخصية المعنوية ‪ :‬أغلب الهيئات اإلدارية المستقلة تتمتع بالشخصية المعنوية ‪،‬‬
‫من أجل ممارسة سلطاتها استكماال الستقالليتها ‪ ،‬و التي لن تكتمل في أداء مهامها دونها‪.‬‬
‫غير أنه يوجد بعض الهيئات التي ال تتمتع بذلك على غرار مجلس النقد و القرض ‪.‬‬
‫‪ -‬تنوع الصالحيات ‪ :‬و يظهر ذلك من خالل إبداء المالحظات ‪ ،‬اآلراء و االقتراحات‬
‫و التوصيات ‪ ،‬مما يمكنها من ممارسة تأثير حاسم في الواقع العملي ‪ ،‬فتساهم في إعداد‬
‫‪4‬‬
‫القانون من اقتراح اإلصالحات التشريعية و التنظيمية ‪ ،‬و إصدار الق اررات ‪.‬‬

‫و تنقسم الهيئات المستقلة إلى فئتين ‪ ،‬هيئات أساسها دستوري ‪ ،‬و أخرى قانوني ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الهادي بن زيطة ‪ ،‬نطاق اختصاص السلطات اإلدارية المستقلة ‪ ،‬دراسة حالة لجنة تنظيم و مراقبة عمليات‬
‫البورصة و سلطة الضبط للبريد و المواصالت السلكية و الالسلكية ‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية ‪ ،‬العدد ‪ ، 3‬سنة‬
‫‪ ، 4663‬ص ‪.42‬‬
‫‪2‬‬
‫م‪ .‬ت ‪ 282-03‬المؤرخ في ‪ 60‬نوفمبر ‪ ، 3003‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪38‬‬
‫نوفمبر ‪ ، 3003‬العدد ‪ ، 26‬ملغى ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫على األغلب أن هذا التعداد المذكور في المادة ‪ 338‬أعاله جاء حصريا و ذلك راجع لسببين ‪ ،‬السبب األول أن‬
‫المرسوم التنفيذي صادر في ‪ ، 3003‬قبل التعديل الدستوري ‪ ، 3000‬حيث أصبح بعده يتشكل البرلمان من غرفتين ‪،‬‬
‫المجلس الشعبي الوطني و أضيفت بموجب الدستور غرفة مجلس األمة‪ .‬و السبب الثاني أنه في تلك الفترة لم تكن قد‬
‫ظهرت بعد الفئات الجديدة من الهيئات اإلدارية العامة ‪ ،‬ينظر ناصر لباد ‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري ‪ ،‬دار المجدد‬
‫للنشر و التوزيع ‪ ،‬الطبعة ‪ ، 2‬الجزائر ‪ ، .4636 ،‬ص ‪. 466‬‬
‫‪4‬‬
‫عبد الهادي بن زيطة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 40 -42‬‬

‫‪119‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫البند األول ‪ :‬الهيئات التي تجد أساسها في الدستور‬

‫و هي تشمل السلطتين التشريعية و القضائية ‪ ،‬عندما تقوم بأعمالها اإلدارية اليومية ‪ ،‬كالمجلس‬
‫الشعبي الوطني ‪ ،‬و مجلس األمة ‪ ،‬اللذان يتمتعان باالستقاللية المالية ‪ 1،‬حيث توضع تحت تصرف‬
‫كل غرفة و رئيسها ‪ ،‬المصالح اإلدارية و التقنية الضرورية إلدارتها ‪ ،‬و يقوم رئيس كل منهما باتخاذ‬
‫الق اررات ذات الطابع اإلداري ‪ ،‬و إبرام العقود و الموافقة عليها ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬المجلس الدستوري‬


‫مكلف بالسهر على احترام الدستور ‪ ،‬يتمتع بالشخصية االعتبارية و االستقالل المالي ‪ ،‬بحيث أن‬
‫‪2‬‬
‫ميزانيته تقتطع من الدولة شأنه شأن مجلس الدولة و المحكمة العليا ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مجلس المحاسبة‬


‫هيئة دستورية مستقلة مكلفة بالرقابة البعدية ألموال الدولة و الجماعات اإلقليمية و المرافق العمومية ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫باإلضافة إلى رؤوس األموال التجارية التابعة للدولة ‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬الهيئات التي تجد أساسها في القانون‬

‫هي طائفة من الهيئات المستقلة لم يأت ذكرها في الدستور‪ ،‬أعطاها القانون االستقاللية حتى تؤدي‬
‫عملها في استقاللية عن الجهاز التنفيذي ‪ ،‬نظ ار لطبيعة مهامها ‪ ،‬و حتى تؤدي عملها في استقاللية‬
‫عن الجهاز التنفيذي ‪ ،‬و هي تخضع للقانون و تسمى الهيئات اإلدارية المستقلة ‪.‬‬

‫إن من مقتضيات الدخول إلى اقتصاد السوق ‪ ،‬بروز مفهوم جديد لتنظيم المعامالت بين المتعاملين‬
‫االقتصاديين و األجهزة اإلدارية تمثل في فكرة الضبط االقتصادي التي تمخضت في ظهور هيئات‬

‫‪1‬‬
‫ق‪ .‬عضوي ‪ 64-00‬المؤرخ في ‪ 3‬مارس ‪ ، 3000‬المحدد تنظيم المجلس الشعبي الوطني و مجلس األمة ‪،‬‬
‫و عملهما ‪ ،‬و كذا العالقات الوظيفية بينهما و بين الحكومة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 0‬مارس ‪ ، 3000‬العدد ‪. 32‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر م‪.‬ر ‪ 328-30‬المؤرخ في ‪ 66‬أوت ‪ 3030‬المتعلق بالقواعد الخاصة بتنظيم المجلس الدستوري و ق‪.‬‬
‫األساسي لبعض موظفيه ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 6‬أوت ‪ ، 3030‬العدد ‪ ، 84‬المعدل ب م‪.‬ر ‪ 364-63‬المؤرخ في ‪43‬‬
‫أفريل ‪ ، 4663‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 36‬أكتوبر ‪ ، 4636‬العدد ‪ ، 23‬المتمم ب م‪.‬ر ‪ 362-62‬المؤرخ في ‪ 62‬أفريل‬
‫‪ ، 4662‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 6‬أفريل ‪ ، 4662‬العدد ‪. 43‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 304‬من الدستور ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬
‫‪1‬‬
‫إدارية جديدة تختلف في عملها عن أنماط التسيير التقليدي ‪.‬‬
‫و كأثر مباشر لدستور ‪ ، 3030‬أنشأ المشرع الجزائري الهيئات اإلدارية المستقلة ‪ ،‬و كلفت بوظيفة‬
‫الضبط االقتصادي كمرحلة انتقالية في انتظار تحرير وسائل اإلنتاج من رقابة السلطات العمومية ‪،‬‬
‫و تصبح الدولة بذلك ضابطة للنشاط االقتصادي بدال من مسيرة له لعل أهمها ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬المجلس األعلى لإلعالم‬


‫بموجب القانون ‪ 2، 66-06‬و المتعلق باإلعالم الذي يعتبر الهيئة األولى و الوحيدة التي نعتت‬
‫بالسلطة اإلدارية المستقلة ‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 20‬منه ‪:‬‬

‫" يحدث مجلس أعلى لإلعالم و هو سلطة إدارية مستقلة ضابطة تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل‬
‫المالي ‪. " ..‬‬

‫و يتولى المجلس مهام كيفية تطبيق حقوق التعبير ‪ ،‬يضمن استقاللية القطاع العمومي للبث اإلذاعي‬
‫و الصوتي و التلفزي ‪ ،‬حياد الصحافة و استقالليتها ‪ ،‬تشجيع و تدعيم النشر و البث باللغة العربية بكل‬
‫‪3‬‬
‫الوسائل المالئمة ‪..‬‬

‫ليتم حله بموجب المرسوم التشريعي ‪ 4، 38 -08‬ليعود القطاع إلى أسلوب التسيير اإلداري التقليدي ‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫و إسناد مهام تسييره إلى الوزير المكلف باالتصال ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الهادي بن زيطة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 40 -43‬‬
‫‪2‬‬
‫ق‪ 66 -06 .‬المؤرخ في ‪ 8‬أفريل ‪ ، 3006‬المتعلق باإلعالم ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 2‬أفريل ‪ ، 3006‬العدد ‪، 32‬‬
‫ملغى ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 20‬من ق‪ ، 66 -06 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫م‪ .‬تشريعي ‪ 38 -08‬المؤرخ في ‪ 40‬أكتوبر ‪ ، 3008‬يخص بعض أحكام ق‪ 66 -06 .‬المؤرخ في ‪ 8‬أفريل‬
‫‪ ، 3008‬المتعلق باإلعالم ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 46‬أكتوبر ‪ ، 3008‬العدد ‪ ، 00‬ينظر أيضا م‪.‬ر ‪ 424 -08‬المؤرخ‬
‫في ‪ 40‬أكتوبر ‪ ، 3008‬المتعلق بالمجلس األعلى لإلعالم ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 46‬أكتوبر ‪ ، 3008‬العدد ‪ ، 00‬الذي‬
‫ألغى المراسيم و التنظيم الخاصين بتعيين رئيس المجلس األعلى لإلعالم ‪ ،‬التشكيلة اإلسمية للمجلس األعلى لإلعالم‬
‫و التنظيم المتعلق بالمجلس األعلى لإلعالم ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 4‬و ‪ 8‬من م‪ .‬التشريعي ‪ ، 38 -08‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و بعد صدور القانون العضوي ‪ 1، 62 -34‬المتعلق باإلعالم الذي أنشأ سلطتين إداريتين ‪ ،‬األولى‬
‫مكلفة بضبط الصحافة المكتوبة ‪ ،‬و الثانية بضبط مجال السمعي البصري و التي لم يتم توضيح‬
‫‪2‬‬
‫مهامها و صالحياتها لغاية صدور قانون السمعي البصري ‪. 62 -32‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مجلس النقد و القرض‬


‫بمقتضى القانون ‪ 3، 36-06‬فبعدما كان مجلس النقد و القرض يحتكر وظيفة إدارة البنك المركزي ‪،‬‬
‫و السلطة النقدية ‪ ،‬أصبح ينفرد بالسلطة النقدية دون اإلدارية بموجب األمر ‪ 4، 63 -63‬ليأتي األمر‬
‫‪ 5، 33 -68‬الذي يلغي القانون السابق الذكر‪ 6،‬حيث أصبح المجلس يتمتع بسلطة إصدار األنظمة و‬
‫‪7‬‬
‫الق اررات الفردية في المجال المصرفي ‪ ،‬مع إمكانية إحداث لجان إستشارية ‪.‬‬

‫فالسلطة التنظيمية العامة محددة على سبيل الحصر ‪ ،‬و بعد تعديل القانون ‪ ، 33 -68‬استغنى‬
‫المشرع عن بعض المجاالت فيما أضاف أخرى جديدة ‪ ،‬فيخول له تسيير احتياطات الصرف ‪ ،‬قواعد‬

‫‪1‬‬
‫ق‪ .‬العضوي ‪ 62 -34‬المؤرخ في ‪ 34‬جانفي ‪ ، 4634‬المتعلق باإلعالم ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 32‬جانفي ‪، 4634‬‬
‫العدد ‪. 4‬‬
‫‪2‬‬
‫ق‪ 62 -32 .‬المؤرخ في ‪ 42‬فيفري ‪ ، 4632‬المتعلق بنشاط السمعي البصري ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 48‬مارس‬
‫‪ ، 4632‬العدد ‪. 30‬‬
‫‪3‬‬
‫ق ‪ 36-06 .‬المؤرخ في ‪ 32‬أفريل ‪ ، 3006‬المتعلق بالنقد و القرض ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 18‬أفريل ‪، 3006‬‬
‫العدد ‪ ، 30‬ملغى ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 30‬المعدلة بموجب األمر ‪ 63 -63‬المؤرخ في ‪ 46‬فيفري ‪ ، 4663‬المعدل و المتمم ق‪، 36 -06 .‬‬
‫ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 43‬فيفري ‪ ، 4663‬العدد ‪. 32‬‬
‫‪5‬‬
‫األمر ‪ 33 -68‬المؤرخ في ‪ 40‬أوت ‪ ، 4668‬المتعلق بالنقد و القرض ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 46‬أوت ‪، 4668‬‬
‫العدد ‪ ، 24‬المعدل و المتمم باألمر ‪ 63 -60‬المؤرخ في ‪ 44‬جويلية ‪ ، 4660‬المتضمن ق‪ .‬المالية التكميلي ‪،4660‬‬
‫ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 40‬جويلية ‪ ، 4660‬العدد ‪ ، 22‬و األمر ‪ ، 62 -36‬المرجع السابق ‪ ،‬بموجب ق‪63 -38 .‬‬
‫المؤرخ في ‪ 86‬ديسمبر ‪ ، 4638‬المتضمن ق‪ .‬المالية ‪ ، 4632‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 83‬ديسمبر ‪ ، 4638‬العدد ‪، 03‬‬
‫معدل و متمم ق‪32 -30 .‬المؤرخ في ‪ 43‬ديسمبر ‪ ، 4630‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ، 4636‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 40‬ديسمبر ‪ ، 4630‬العدد ‪ ، 66‬المتمم ق‪ 36 -36 .‬المؤرخ في ‪ 33‬أكتوبر ‪ ، 4636‬المتعلق بالنقد و القرض ‪،‬‬
‫ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 34‬أكتوبر ‪ ، 4636‬العدد ‪. 26‬‬
‫‪6‬‬
‫المادة ‪ 324‬من األمر ‪ ، 33 -68‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫محفوظ لعشب ‪ ،‬الوجيز في القانون المصرفي الجزائري ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪، 4660 ،‬‬
‫ص ‪ 26‬و ما يليها ‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫السير الحسن و أخالقيات المهنة المطبقة على البنوك و المؤسسات المالية ‪ ،‬منتجات التوفير‬
‫‪1‬‬
‫و القرض الجديدة ‪..‬‬

‫ثالثا ‪ :‬لجنة ضبط الكهرباء و الغاز‬

‫المنشأ بموجب قانون ‪ 2، 63 -64‬و هي هيئة مكلفة بضمان احترام التنظيم التقني و االقتصادي‬
‫و البيئي ‪ ،‬و حماية المستهلكين ‪ ،‬و شفافية إبرام الصفقات العمومية ‪ ،‬و عدم التمييز بين المتعاملين ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫تتمتع اللجنة بالشخصية القانونية و اإلستقالل المالي ‪ 4،‬بغرض السير التنافسي لسوق الكهرباء‬
‫و الغاز ‪ ،‬أسند لها المشرع ممارسة مهام عامة ‪ 5،‬و في سبيل تحقيق ذلك خولت لها عدة سلطات‬
‫‪6‬‬
‫تمثلت خاصة في تقديم إقتراحات ‪ ،‬إصدار الق اررات ‪ ،‬سلطة الرقابة و سلطة توقيع جزاءات ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫تتخذ ق اررات في تحديد التعريفات ‪ 7‬الواجب تطبيقها على الزبائن و كذا تثبيتها ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬سلطة ضبط البريد و المواصالت‬

‫أنشئت بموجب قانون ‪ 9 68 -4666‬الملغى‪ ، 1‬تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي ‪،‬‬
‫و لها صالحيات واسعة في إطار السهر على ضبط قطاع البريد و المواصالت ‪ ،‬وجود منافسة‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 04‬من األمر ‪ ، 62 -36‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ق‪ ، 63 -64 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 4‬مطة ‪ 2‬من ق‪ ، 63 -64 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫المادة ‪ 334‬من ق‪ ، 63-64 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 332‬من ق‪ ، 63 -64 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫ينظر المادة ‪ 332‬من ق‪ ، 63 -64 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫طبقا م‪.‬ت ‪ 334 -62‬المؤرخ في ‪ 33‬ماي ‪ ، 4662‬المتعلق بضبط التعريفات و مكافأة نشاطات نقل و توزيع‬
‫و تسويق الكهرباء و الغاز ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 44‬ماي ‪ ، 4662‬العدد ‪. 80‬‬
‫‪8‬‬
‫قرار رقم ‪ D/06-05/CD‬المؤرخ في ‪ 86‬ماي ‪ ، 4662‬المتضمن تثبيت تعريفات الكهرباء و الغاز على الموقع‬
‫اإللكتروني ‪ ، www.creg.gov.dz/ :‬تاريخ اإلطالع ‪. 23 :06 ، 4636 -62 -34 :‬‬
‫‪9‬‬
‫ق‪ 68 -4666 .‬المؤرخ في ‪ 62‬أوت ‪ ، 4666‬المتعلق بالقواعد العامة بالبريد و المواصالت السلكية و الالسلكية ‪،‬‬
‫ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 0‬أوت ‪ ،4666‬العدد ‪ ، 23‬المعدل و المتمم ق‪ 42 -60 .‬المؤرخ في ‪ 40‬ديسمبر ‪، 4660‬‬

‫‪123‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫مشروعة ‪ ،‬و المساواة بين المتعاملين و المرتفقين ‪ ،‬توفير تقاسم منشآت المواصالت السلكية‬
‫و الالسلكية ‪.‬‬
‫تضمن إصالحات عديدة لهذا المرفق بموجب التعديالت القانونية الالحقة ‪ ،‬خاصة ما يخص البناء‬
‫الهيكلي و المؤسساتي ‪.‬‬

‫فتم إنشاء شركة تدعى اتصاالت الجزائر في ‪ 3‬مارس ‪ ، 4663‬و مؤسسة بريد الجزائر ‪ 2،‬و إنشاء‬
‫سلطة إدارية مستقلة تدعى سلطة ضبط البريد و المواصالت السلكية و الالسلكية ‪ ،‬لضبط القطاع ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫و التي قامت بإصدار العديد من الق اررات تتعلق أساسا بتحديد أسعار الخدمات الموجهة للجمهور ‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫تحديد نظام الضريبة على المكالمات الموجهة للخارج بين متعاملي القطاع العام و الخاص ‪،‬‬
‫و تحديد الشروط الواجب احترامها من قبل المتعاملين الحائزين على الترخيص في إنشاء و استغالل‬
‫الجيل الثالث ‪ 5،‬لتحل محلها سلطة ضبط البريد و االتصاالت اإللكترونية بموجب القانون ‪62 -33‬‬

‫المتضمن قانون المالية التكميلي ‪ ، 4666‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 46‬ديسمبر ‪ ، 4660‬العدد ‪ ، 32‬المعدل و المتمم‬
‫بموجب ق‪ 36 -32 .‬المؤرخ في ‪ 86‬ديسمبر ‪ ، 4632‬المتضمن قانون المالية ‪ ، 4632‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪83‬‬
‫ديسمبر ‪ ، 4632‬العدد ‪ ، 63‬ملغى ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الملغى بموجب المادة ‪ 330‬من ق‪ 62 -33 .‬المؤرخ في ‪ 36‬ماي ‪ ، 4633‬المحدد للقواعد العامةالمتعلقة بالبريد‬
‫و االتصاالت اإللكترونية ‪،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 38‬ماي ‪ ، 4633‬العدد ‪. 46‬‬
‫‪2‬‬
‫بموجب م‪.‬ت ‪ 28 -64‬المؤرخ في ‪ 32‬جانفي ‪ ، 4664‬المتضمن إنشاء بريد الجزائر ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 30‬جانفي‬
‫‪ ، 4664‬العدد ‪. 2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Décision N° 02 / SP / PC / ARPT / 03 du 30 Juin 2003 de L’autorité de régulation de‬‬
‫‪la poste et des télécommunications (ARPT), relative aux règles applicables par les‬‬
‫‪operateurs de télécommunication pour la tarification des services fournis au public ,‬‬
‫‪www.arpt.dz/ , date de visite : 12- 05- 2017 à 22 : 30 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Décision N° 03 / SP / PC / ARPT / 03 du 30 Juin 2003 de L’autorité de régulation de‬‬
‫‪la poste et des télécommunications (ARPT), relative à la détermination de la taxe de‬‬
‫‪terminaison d’un appel en provenance l’international sur les réseaux mobiles de‬‬
‫‪Orascom Telecom Algérie (OTA) et Algérie Telecom (AT) , www.arpt.dz/ , date de‬‬
‫‪visite : 12- 05- 2017 à 22 : 43 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Décision N°01/SP/PC/ARPT/2014 du 08 Janvier 2014 de L’autorité de régulation de la‬‬
‫‪poste et des télécommunications (ARPT), fixant les conditions et les modalités de‬‬
‫‪lancement commercial des services dans les wilayas supplémentaires optionnelles par les‬‬

‫‪124‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬
‫‪1‬‬
‫المحدد للقواعد العامةالمتعلقة بالبريد و االتصاالت اإللكترونية ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬سلطة ضبط النقل‬

‫أنشئت بموجب قانون المالية ‪ 2، 4668‬حيث تنص المادة ‪ 364‬منه ‪:‬‬


‫" تنشأ سلطة لضبط النقل تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي ‪.‬‬
‫تتوفر هذه السلطة بعنوان الموارد المالية على ‪:‬‬

‫‪ -‬حصة من حواصل االمتياز للمنشآت تحدد بموجب قوانين المالية ‪.‬‬


‫‪ -‬كل مورد آخر أو إعانة يمكن أن يكونا مخصصين من قبل الدولة ‪. " ..‬‬

‫سادسا ‪ :‬الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد و مكافحته‬


‫بموجب القانون ‪ ، 3 63-60‬للتصدي لظاهرة الفساد عموما و اإلداري منه خصوصا ‪ 4،‬حيث‬
‫تنص المادة ‪ 36‬منه ‪:‬‬

‫" تنشأ هيئة وطنية مكلفة بالوقاية من الفساد و مكافحته قصد تنفيذ االستيراتجية الوطنية في مجال‬
‫مكافحة الفساد "‪.‬‬

‫‪opérateurs titulaires de licence d’établissement et d’exploitation d’un réseau public de‬‬


‫‪télécommunications de troisième génération et de fourniture de services de‬‬
‫‪télécommunications au public. www.arpt.dz/ , date de visite : 12- 05- 2017 à 22 : 56 .‬‬
‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 33‬من ق‪ ، 62 -33 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ق‪ 33 -64 .‬المؤرخ في ‪ 42‬ديسمبر ‪ 4664‬المتضمن قانون المالية ‪ ، 4668‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 42‬ديسمبر‬
‫‪ ، 4664‬العدد ‪. 30‬‬
‫‪3‬‬
‫ق‪ 63 -60 .‬المؤرخ في ‪ 46‬فيفري ‪ ، 4660‬المتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 3‬مارس‬
‫‪ ، 4660‬العدد ‪ ، 32‬المتمم ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫تجدر اإلشارة أن هذه الهيئة ليست األولى من نوعها في هذا المجال ‪ ،‬فقد سبق إنشاء المرصد الوطني لمراقبة الرشوة‬
‫و الوقاية منه ‪ ،‬بموجب م‪.‬ر ‪ 488 -00‬المؤرخ في ‪ 4‬جويلية ‪ ، 3000‬المتضمن إنشاء المرصد الوطني لمراقبة الرشوة‬
‫و الوقاية منها ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 0‬جويلية ‪ ، 3000‬العدد ‪ ، 23‬جاء كأداة لتقديم اقتراحات عملية للحد من الرشوة‬
‫و معاقبة ممارسيها ‪ ،‬كان هدفه مكافحة الرشوة و إضفاء النزاهة و الشفافية في المعامالت االقتصادية ‪ ،‬إال أنه فشل‬
‫في مكافحة هذه الظاهرة ‪ ،‬و لم يحقق األهداف المسطرة له و الغرض من إنشائه ‪ ،‬فتم حله في ‪ 34‬ماي ‪ 4664‬من‬
‫طرف رئيس الجمهورية ‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬
‫‪1‬‬
‫بالموازاة مع إصداره للمرسوم الرئاسي ‪ ، 238 -60‬المحدد لتشكيلة الهيئة ‪.‬‬

‫و تتمتع الهيئة بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي ‪ 2.‬و مهامها تنفيذ اإلستراتيجية الوطنية في مجال‬
‫مكافحة الفساد ‪ ،‬فكانت أغلبها ذات طابع وقائي و تحسيسي ‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬الديوان المركزي لقمع الفساد‬


‫بعد صدور األمر ‪ 3، 62 -36‬المتمم لقانون ‪ ، 63 -60‬الذي أضاف الباب الثالث مكرر‪ ،‬بموجبه‬
‫تم إنشاء الديوان المركزي لقمع الفساد ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫و بصدور التنظيم بموجب مرسوم رئاسي ‪ 240-33‬المحدد لتشكيلة الديوان عن طريق التنظيم ‪،‬‬
‫بهدف مضاعفة جهود مكافحة الفساد ‪ ،‬صالحياتها تتمثل أساسا في المكافحة و المواجهة ‪.‬‬

‫ليتم التنسيق بين الجهازين ‪ ،‬فأصبحت مهام الهيئة تتمثل في تطبيق سياسة وقائية على المستوى‬
‫الوطني ‪ ،‬و التعاون الدولي في مجال مكافحة الفساد ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫بينما الديوان فشملت مهامه في البحث و التحري عن جرائم الفساد ‪ ،‬فهو جهاز ردعي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫م‪.‬ر ‪ 238 -60‬المؤرخ في ‪ 44‬نوفمبر ‪ ، 4660‬المحدد لتشكيلة الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد و مكافحته‬
‫و تنظيمها و كيفيات سيرها ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 44‬نوفمبر ‪ ، 4660‬العدد ‪ ، 62‬المعدل و المتمم م‪.‬ر ‪02 -34‬‬
‫المؤرخ في ‪ 6‬فيفري ‪ ، 4634‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 32‬فيفري ‪ ، 4634‬العدد ‪. 3‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 33‬من ق‪ ، 63 -60 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ 3‬األمر ‪ 62 -36‬المؤرخ في ‪ 40‬أوت ‪ ،4636‬المتمم ق‪ ، 63 -60 .‬المتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته ‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 3‬سبتمبر ‪ ، 4636‬العدد ‪ ،26‬المعدل و المتمم ق‪ 32 -33.‬المؤرخ في ‪ 4‬أوت ‪ ، 4633‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 36‬أوت ‪ ، 4633‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪4‬‬
‫م‪.‬ر ‪ 240 -33‬المؤرخ في ‪ 3‬ديسمبر ‪ ، 4633‬المحدد لتشكيلة الديوان و تنظيمه و كيفيات سيره ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 32‬ديسمبر ‪ ، 4633‬العدد ‪. 03‬‬
‫‪5‬‬
‫حاحة عبد العالي ‪ ،‬الفساد اإلداري في الجزائر ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 4638 -4634‬ص ‪. 264‬‬

‫‪126‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫ثامنا ‪ :‬مجلس المنافسة‬


‫المنشأ بمقتضى األمر ‪ 60-02‬المتعلق بالمنافسة ‪ ، 1‬و يعتبر أداة أساسية في محاربة الممارسات‬
‫المنافية للمنافسة ‪ ،‬و أداة لضبط السوق في إطار المنافسة الحرة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫و يتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي طبقا لألمر ‪ 68 -68‬المتعلق بالمنافسة ‪.‬‬
‫يشارك مجلس المنافسة في إقامة سياسة تنافسية بواسطة الوظائف المخولة له ‪ ،‬ال سيما مراقبة السير‬
‫الحسن للمنافسة داخل السوق ‪ ،‬و قمع الممارسات المعرقلة ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫و يتمتع بصالحيات ذات طابع استشاري سواء اختياري أو إلزامي ‪ 3،‬و طابع تنازعي ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫و هذا التعداد جاء على سبيل المثال حيث هناك العديد من الهيئات اإلدارية المستقلة ‪.‬‬

‫و سنتناول مجلس المنافسة بنوع من التفصيل في كيفية آدائه لمهامه كهيئة إدارية مستقلة في الفرع‬
‫التالي ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬اإلجراءات المتبعة أمام مجلس المنافسة‬

‫إن معظم الدول التي انتهجت نظام اقتصاد السوق القائم على حرية التجارة و الصناعة ‪ ،‬وضعت‬
‫قانون المنافسة و أسست سلطة تتمثل في السهر على السير الحسن للمنافسة ‪ ،‬فأنشأت الجزائر هيئة "‬
‫‪6‬‬
‫مجلس المنافسة " بمقتضى األمر ‪ 60-02‬الملغى ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫األمر ‪ 60 -02‬المؤرخ في ‪ 42‬جانفي ‪ ، 3002‬المتعلق بالمنافسة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 44‬فيفري ‪ ، 3002‬العدد‬
‫‪ ، 60‬ملغى ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 48‬المعدلة بموجب ق‪ 34 -63 .‬المؤرخ في ‪ 42‬جوان ‪ ، 4663‬المعدل و المتمم لألمر ‪، 68 -68‬‬
‫المتعلق بالمنافسة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 4‬جويلية ‪ ، 4663‬العدد ‪. 80‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المواد ‪ 83 -80 – 82‬من األمر ‪ ، 68 -68‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المواد ‪ 86‬و ‪ 22‬من األمر ‪ ، 68 -68‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫مثل وسيط الجمهورية ‪ ،‬اللجنة المصرفية ‪ ،‬لجنة تنظيم عمليات البورصة ‪ ،‬سلطة ضبط سوق التبغ و المواد التبغية ‪،‬‬
‫سلطة ضبط المصالح العامة للمياه ‪ ،‬لجنة اإلشراف على التأمينات ‪ ،‬وكالتي ضبط المحروقات ‪ ،‬الوكالة الوطنية للمواد‬
‫الصيدالنية ‪ ،‬المرصد الوطني لحقوق اإلنسان ‪ ،‬منهم ال يزال ساريا و منهم ما تم إلغائه ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫األمر ‪ ، 60-02‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫حيث نصت في المادة ‪ 30‬منه ‪ " :‬ينشأ مجلس المنافسة ‪ ..‬يكلف بترقية المنافسة و حمايتها ‪.‬‬
‫يتمتع مجلس المنافسة باالستقالل االداري و المالي‪ .‬يكون مقر مجلس المنافسة في مدينة الجزائر " ‪.‬‬

‫و بعد صدور األمر ‪ 68-68‬المتعلق بالمنافسة ‪ ،‬أبقى على مجلس المنافسة الذي يشرف و يسهر‬
‫على حماية المنافسة الحرة من كل القيود و العراقيل ‪ ،‬و له االختصاص بنظر الممارسات المقيدة‬
‫للمنافسة ‪ ،‬و كذا التجمعات االقتصادية ‪.‬‬

‫و قد حرص من جهة أخرى على تزويد هذه السلطة بكافة الضمانات الكفيلة بتدخلها عند الضرورة ‪.‬‬
‫حيث حرص المشرع على إيجاد تشكيلة منسجمة تضم أعضاء تابعين ألسالك مختلفة ‪.‬‬

‫حيث تنص المادة ‪ 48‬من األمر ‪ 68-68‬على أنه ‪:‬‬


‫" تنشأ لدى رئيس الحكومة سلطة إدارية تدعى في صلب النص مجلس المنافسة تتمتع بالشخصية‬
‫‪1‬‬
‫القانونية و االستقالل المالي " ‪.‬‬

‫و بموجب تعديل المادة ‪ 48‬بمقتضى قانون ‪ 2، 34-63‬عرف مجلس المنافسة على أنه سلطة إدارية‬
‫مستقلة ‪ ،‬و وضعه تحت وصاية الوزير المكلف بالتجارة بعدما كان لدى رئيس الحكومة ‪.‬‬

‫كما تجدر اإلشارة إلى أن هذا القانون رفع عدد أعضاء المجلس إلى ‪ 34‬عضو بعدما كانوا ‪ 0‬في ظل‬
‫األمر ‪ ، 68-68‬و في هذه الحالة و عند تساوي عدد األصوات يرجح صوت الرئيس ‪ ،‬األمر الذي‬
‫‪3‬‬
‫كان يطرح إشكاال في ظل األمر ‪ 68-68‬قبل التعديل ‪.‬‬

‫و إن لمجلس المنافسة نوعين من الصالحيات ‪ ،‬فيتم اللجوء إليه من طرف الهيئات العليا للدولة عند‬
‫ممارسته لصالحياته االستشارية ليبدي رأيه حول كل النصوص القانونية و التنظيمية المتعلقة بالمنافسة‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 48‬من األمر ‪ ، 68-68‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 0‬من ق‪ 34-63 .‬المعدلة ألحكام المادة ‪ 48‬من األمر ‪ 68-68‬حيث تنص ‪ " :‬تعدل أحكام المادة ‪48‬‬
‫من األمر ‪ 68-68‬المؤرخ في ‪ 30‬جمادى األولى عام ‪ 3242‬الموافق ‪ 30‬يوليو سنة ‪ 4668‬المذكور أعاله ‪،‬‬
‫و تحرر كما يأتي ‪ " :‬تنشأ سلطة إدارية مستقلة تدعى في صلب النص " مجلس المحاسبة " تتمتع بالشخصية القانونية‬
‫و االستقالل المالي ‪ ،‬توضع لدى الوزير المكلف بالتجارة‪ .‬يكون مقر مجلس المنافسة في مدينة الجزائر" ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫بن وطاس إيمان ‪ ،‬مسئولية العون االقتصادي في ضوء التشريع الجزائري و الفرنسي ‪ ،‬دار هومة للطباعة و النشر‬
‫و التوزيع ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة ‪ ، 4634‬ص ‪. 386‬‬

‫‪128‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫كما له صالحيات أساسية في اتخاذ الق اررات ّإزاء الممارسات المقيدة للمنافسة ‪.‬‬

‫و يعتبر المرسوم الرئاسي ‪ 22-00‬المتضمن النظام الداخلي في مجلس المنافسة ‪ 1‬بمثابة القانون‬
‫اإلجرائي للمنافسة ‪ ،‬إال أن هذا ال يتميز كثي ار عن القوانين اإلجرائية األخرى ‪ ،‬سواء من حيث اعتماد‬
‫‪2‬‬
‫و سير أعماله أو وفقا لمبدأ المواجهة بين الخصوم ‪ ،‬و احترام حقوق الدفاع المكرسة دستوريا ‪.‬‬
‫و كذا من حيث طرق و مواعيد الطعن ضد القررات الصادرة عن المجلس ‪ ،‬األمر الذي أثار جدال‬
‫حول اعتبار مجلس المنافسة بمثابة هيئة قضائية ‪.‬‬

‫فلقد ميز المشرع الممارسات المنافية للمنافسة عن باقي المخالفات بأن أخرجها من نطاق اختصاص‬
‫‪3‬‬
‫الجهات القضائية العادية ‪ ،‬و أسند صالحية النظر و البت فيها إلى مجلس المنافسة ‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬سير التحقيق أمام مجلس المنافسة‬

‫يسير التحقيق وفق مراحل أساسية ‪ ،‬و تتمثل مرحلته في إخطار المجلس ‪ ،‬و مرحلة إجراء التحقيق ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬اإلخطار‬
‫‪4‬‬
‫يعد اإلخطار بمثابة اإلجراء األولي الذي تبدأ به اإلجراءات اإلدارية أمام مجلس المنافسة ‪،‬‬
‫و الذي ال يخص سوى الوقائع التي لم تتجاوز ‪ 8‬سنوات إذا لم يحدث بشأنها ‪ ،‬أي بحث أو معاينة‬
‫‪5‬‬
‫أو عقوبة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫م‪ .‬ر ‪ 22-00‬المؤرخ في ‪ 36‬جانفي ‪ 3000‬المحدد للنظام الداخلي في مجلس المنافسة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪43‬‬
‫جانفي ‪ ، 3000‬عدد ‪ ، 2‬الملغى ضمنيا بموجب م‪ .‬ت ‪ 423 -33‬المؤرخ في ‪ 36‬جويلية ‪ ، 4633‬يحدد تنظيم‬
‫و سير مجلس المنافسة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 38‬جويلية ‪ 4633‬العدد ‪. 80‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 56‬المعدلة من الدستور ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أحسن بوسقيعة ‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص ‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع ‪،‬‬
‫الجزائر ‪ ،‬الطبعة ‪ ، 4634‬ص ‪. 406‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Véronique Selinsky, conseil de la concurrence, J.C.C, fasc 370, 1987, p. 14.‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 2/22‬من األمر ‪ ، 68 -68‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و اإلخطار يتخذ إما شكل طلب كما ورد في المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي ‪ 423 -33‬التي تنص ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫" يخطر المجلس بعريضة مكتوبة ترسل إلى رئيس المجلس " ‪.‬‬

‫و يتعلق األمر هنا بالحاالت التي يطلب فيها من مجلس المنافسة تقديم آرائه االستشارية ‪ ،‬أي يتم‬
‫إخطاره بطريقة غير مباشرة ‪.‬‬

‫كما يتخذ اإلخطار شكل الشكوى كما ورد في المادة ‪ 26‬من األمر ‪ 68 -68‬ما يلي ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫" يحقق المقرر العام و المقررون في القضايا التي يسندها إليهم رئيس مجلس المنافسة " ‪.‬‬

‫فالشكل الثاني لإلخطار هو الشكوى ‪ ،‬التي تكون عكس الطلب ‪ ،‬حيث الغاية منه معاينة المجلس‬
‫‪3‬‬
‫لخرق قواعد المنافسة ‪.‬‬

‫أما عن كيفية اإلخطار فهي ‪:‬‬

‫‪ -‬أن يتم اإلخطار بموجب عريضة ‪ ،‬موجهة إلى رئيس مجلس المنافسة ‪ ،‬متضمنة الموضوع‬
‫بالتحديد مع تبيان األحكام القانونية و التنظيمية ‪ ،‬و عناصر اإلثبات التي تؤسس عليها الجهة‬
‫المخطرة طلبها ‪ ،‬مع تبيان معلومات عن العارض ( اإلسم ‪ ،‬المهنة ‪ ،‬اإلقامة إذا كان شخصا‬
‫طبيعيا ‪ ،‬اسمه و شكله و مقره و الجهاز الذي يمثله إذا كان شخصا معنويا ) ‪ ،‬و يحدد العنوان‬
‫الذي يرسل إليه التبليغ و االستدعاء ‪.‬‬
‫‪ -‬أو يتم إرسال العريضة و الوثائق المرفقة في ‪ 2‬نسخ في ظرف موصى عليه ‪ ،‬مع وصل اإلشعار‬
‫‪4‬‬
‫باالستالم ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتم تسجيل اإلخطار في سجل من قبل مديرية اإلجراءات ‪ ،‬و توسم بطابع يبين تاريخ استالمها‬
‫‪5‬‬
‫أو إيداعها مع منح وصل استالم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 3/3‬من م‪.‬ت ‪ 423 -33‬المؤرخ في ‪ 36‬جويلية ‪ ، 4633‬المرجع السابق ‪ ،‬المعدل و المتمم م‪.‬ت ‪-32‬‬
‫‪ 60‬المؤرخ في ‪ 3‬مارس ‪ ، 4632‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 33‬مارس ‪ ، 4632‬العدد ‪. 38‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 3/26‬المعدلة بموجب ق‪ ، 34 -63 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫بن وطاس إيمان ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 388‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 6‬من القرار رقم ‪ 3‬المؤرخ في ‪ 42‬جويلية ‪ ، 4638‬المحدد للنظام الداخلي لمجلس المنافسة ‪ ،‬على‬
‫الموقع اإللكتروني‪ ، http://www.conseil-concurrence.dz/ :‬تاريخ اإلطالع‪. 15 :34 ، 4636-62-38 :‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 33‬من القرار المحدد للنظام الداخلي لمجلس المنافسة ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫‪ .1‬األشخاص المؤهلة بإخطار مجلس المنافسة ‪:‬‬

‫يتم إخطار مجلس المنافسة من طرف الوزير المكلف بالتجارة ‪ ،‬المؤسسات االقتصادية ‪ ،‬الجماعات‬
‫المحلية ‪ ،‬الهيئات االقتصادية و المالية ‪ ،‬المؤسسات و الجمعيات المهنية و النقابية ‪ ،‬جمعيات‬
‫المستهلكين ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫كما يمكن أن ينظر المجلس في القضايا من تلقاء نفسه ‪.‬‬

‫الوزير المكلف بالتجارة ‪:‬‬ ‫‪1.1‬‬


‫إذا كان مجلس المنافسة يعتبر السلطة اإلدارية الوحيدة المختصة بحماية المنافسة‬
‫على الصعيد الوطني ‪ ،‬و في كافة قطاعات النشاط الخاضعة للمنافسة ‪ ،‬فإنه توجد بعض‬
‫المصالح التي يمكنها أن تطّلع على بعض الممارسات المقيدة للمنافسة ‪.‬‬
‫فيوجد مديريات المنافسة و األسعار على مستوى كل والية و المفتشية الجهوية ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫و مفتشية الحدود ‪.‬‬
‫أما بشأن اإلخطار فيتولى الوزير المعني إخطار المجلس ‪ ،‬بعد االنتهاء من التحقيق الذي‬
‫تقوم به المصالح المكلفة بالتحقيقات االقتصادية ‪ ،‬التي تعد تقرير أو محضر – حسب‬
‫الحالة – و يرسل إلى المفتشية المركزية للتحقيقات االقتصادية و قمع الغش ‪ ،‬التي تقوم‬
‫بدورها بإحالة الملف على مديرية المنافسة لدى و ازرة التجارة لدراسته شكال و موضوعا ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫فإذا كان مطابقا يتم التحضير لإلخطار الوزاري للمجلس ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 3/22‬من األمر ‪ " : 68 -68‬يمكن أن يخطر الوزير المكلف بالتجارة مجلس المنافسة‪ .‬و يمكن‬
‫المجلس أن ينظر في القضايا من تلقاء نفسه أو بإخطار من المؤسسات‪. "...‬‬
‫و المادة ‪ 4/82‬منه ‪ " :‬و يمكن أن تستشيره أيضا في المواضيع الجماعات المحلية و الهيئات االقتصادية و المالية‬
‫و المؤسسات و الجمعيات المهنية و النقابية و كذا جمعيات المستهلكين " ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر م‪.‬ت ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 0‬أفريل ‪ ، 3003‬المتضمن تنظيم المصالح الخارجية للمنافسة و األسعار و‬
‫صالحياتها و عملها ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 36‬أفريل ‪ ، 3003‬العدد ‪ ، 30‬المعدل و المتمم م‪ .‬ت ‪ 362 -03‬المؤرخ‬
‫في ‪ 83‬مارس ‪ ، 3003‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 3‬أفريل ‪ ، 3003‬العدد ‪. 30‬‬
‫‪3‬‬
‫شرواط حسين ‪ ،‬شرح قانون المنافسة ‪ ،‬دار الهدى للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ،‬عين مليلة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬الطبعة‬
‫‪ ، 4634‬ص ‪. 24 -23‬‬

‫‪131‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫المؤسسات االقتصادية ‪:‬‬ ‫‪2.1‬‬


‫إن مفهوم المؤسسة صاحبة الحق بإخطار مجلس المنافسة عن أي ممارسة مقيدة‬
‫بالمنافسة ال يتعلق فقط بالمؤسسة المشكلة في صورة شركة ‪ ،‬بل يمتد إلى المؤسسات‬
‫‪1‬‬
‫الفردية ‪.‬‬
‫فإمكانية إخطار المجلس من طرف المؤسسات هو أمر طبيعي ‪ ،‬على اعتبار أنها العامل‬
‫الرئيسي الذي يحرك السوق ‪ ،‬و قد أدرك المشرع هذا الدور ‪ ،‬لذلك منحها حق إخطار‬
‫المجلس كلما كانت مصالحها مهددة أو تضررت فعال من ممارسات مقيدة أو من‬
‫التجميعات ‪ ،‬بل و لقد ربط اإلخطار الذي تقدمه المؤسسات مع اإلخطار الذي تقدمه‬
‫الهيئات التي تمثل المصالح العامة ‪ ،‬فكالهما إخطار مباشر ‪.‬‬
‫و لذلك يرى بعض الفقه أن قواعد المنافسة ال تشكل قواعد تنظيم التجارة أو ما يعرف‬
‫‪2‬‬
‫بقواعد البوليس التجاري ‪ ،‬بل هي قانون العالقات الخاصة بالمؤسسات ‪.‬‬
‫الجماعات المحلية ‪:‬‬ ‫‪1.1‬‬
‫نظ ار لكون الجماعات المحلية تتمتع بالشخصية المعنوية ‪ ،‬فيمكن لها أن تخطر مجلس‬
‫المنافسة حول الممارسات المقيدة للمنافسة ‪ ،‬إذا ألحقت أضرار بالمصالح التي تكلف‬
‫‪3‬‬
‫بحمايتها ‪.‬‬
‫حيث أن الجماعات اإلقليمية لها صالحية إخطار المجلس باعتبارها هيئات محلية تتكفل‬
‫بتنظيم السوق المحلية ‪ ،‬و حماية الصالح العام على مستوى اختصاصها اإلقليمي‬
‫لممارسات تعيق السير الحسن للنشاطات االقتصادية التخاذ اإلجراءات المناسبة للتصدي‬
‫لها ‪.‬‬
‫الجمعيات المهنية و النقابية ‪:‬‬ ‫‪1.1‬‬
‫خول المشرع لهم صالحية إخطار المجلس طبقا للمادة ‪ 82‬من األمر ‪، 68 -68‬‬
‫عن المخالفات التي تمس النشاطات المكلفة بتنظيمها ‪ ،‬و اإلضرار بصالح األعضاء‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 8‬المعدلة من ق‪ ، 34 -63 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Jean Bernard Blaise , droit des affaires , commerçant , concurrence , distribution ,‬‬
‫‪manuel , LGDJ , Delta , 1999 , p.438 .‬‬
‫‪3‬‬
‫شرواط حسين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 28‬‬

‫‪132‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫المنخرطين فيها ‪ ،‬كما تقوم بالحرص على تطبيق قواعد المنافسة المتعلقة بالنشاط‬
‫االقتصادي الذي تسهر على تأطيره ‪.‬‬
‫و في هذا الشأن اعتبر مجلس المنافسة الفرنسي في قرار صادر عنه في ‪ 83‬أكتوبر‬
‫‪ ، 3006‬أن نقابة األخصائيون في النظارات الطبية غير مرتكبة للممارسات المنافية‬
‫للمنافسة ‪ ،‬عندما رفعت الدعوى لتدافع على احتكار اعترف به القانون و هو بيع‬
‫‪1‬‬
‫العدسات ‪.‬‬
‫جمعيات المستهلكين ‪:‬‬ ‫‪1.1‬‬
‫‪2‬‬
‫ال تعتبر أشخاصا لقانون المنافسة ‪ ،‬غير أن‬ ‫رغم أن جمعيات الدفاع عن المستهلك‬
‫القانون حرص على إشراكهم في محاربة هذه الممارسات ‪ ،‬بحيث يمكن اللجوء إلى‬
‫إجراءات و خبرات و دراسات تتعلق باالستهالك و نشر نتائجها ‪ ،‬و لها صالحية إخطار‬
‫المجلس عن المخالفات المتعلقة بالممارسات المنافية للمنافسة ‪ ،‬و التي قد تمس بمصالح‬
‫‪3‬‬
‫أعضائها‪.‬‬
‫اإلخطار التلقائي للمجلس ‪:‬‬ ‫‪1.1‬‬
‫يتمتع المجلس بسلطة النظر في القضايا تلقائيا ‪ ،‬كلما تبين له بأن ممارسة ما تشكل‬
‫‪4‬‬
‫مخالفة ألحكام المواد ‪ 33 ، 36 ، 6 ، 0‬و ‪ 34‬من األمر ‪. 68 -68‬‬
‫فهذه الصالحية تسمح للمجلس بإعطاء توجه لسياسة المنافسة ‪ ،‬و كذا التدخل في‬
‫قطاعات و أسواق تسود فيها ممارسات منافية ‪ ،‬دون انتظار إخطاره من طرف األشخاص‬
‫‪5‬‬
‫المؤهلة ‪.‬‬
‫و عليه يستطيع المجلس أن يخطر نفسه في حالة ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Elie Alfandri , droit des affaires , LITEC , Paris , 1993 , p. 77.‬‬
‫‪2‬‬
‫تم النص على جمعيات حماية المستهلك في المادة ‪ 43‬من ق‪ 68-60 .‬المؤرخ في ‪ 42‬فيفري ‪ ، 4660‬المتعلق‬
‫بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬المعدل و المتمم ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 3‬مارس ‪ ، 4660‬العدد ‪. 32‬‬
‫‪3‬‬
‫كتو محمد الشريف ‪ ،‬الممارسات المنافية للمنافسة في القانون الجزائري ‪ ،‬دراسة مقارنة بالقانون الفرنسي ‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه دولة ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪ ، 4662 ،‬ص ‪. 460‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المواد ‪ 3/22‬و ‪ 4‬و ‪ 32‬من األمر ‪ ، 68 -68‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫تطبيقا للمادة ‪ 82‬من األمر ‪ 68 -68‬المعدلة بموجب ق‪ ، 34 -63 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫‪ -‬إذا أخطر من طرف أشخاص تنعدم فيهم الصفة أو المصلحة عن وجود ممارسات‬
‫مقيدة للمنافسة ‪ ،‬فيتم رفضه و لكن من خالل الوقائع يتبين أن دراستها و متابعتها‬
‫ضروريتان لحماية النظام العام االقتصادي ‪ ،‬يقوم المجلس باإلخطار التلقائي‬
‫و يتولى دراسة القضية ‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يتلقى المجلس إخطار من جهة ما ‪ ،‬و يتبين له من خالل الوقائع ضرورة‬
‫توسيع مجال التحقيق إلى أسواق مجاورة غير معنية باإلخطار ‪ ،‬يقوم بإخطار نفسه‬
‫‪1‬‬
‫تلقائيا بهدف التنظيم و ضمان حماية المسبقة ‪.‬‬
‫‪ .2‬الجهات القضائية ‪:‬‬

‫إن الجهات القضائية المختصة يمكنها أن تطلب رأي المجلس ‪ ،‬فيما يخص معالجة القضايا المتعلقة‬
‫بالممارسات المقيدة للمنافسة الممنوعة ‪ ،‬بعد أن تبلغه بناء على طلبه بالمحاضر و التقارير ذات‬
‫‪2‬‬
‫الصلة بالوقائع المرفوعة إليه ‪.‬‬

‫غير أن األخذ بمضمون هذا الرأي أو االستشارة أو عدم األخذ بها ‪ ،‬يتعلق باألثر المترتب على قيام‬
‫المجلس باختصاصاته ‪ ،‬و هذا األثر ليس له عالقة باختصاص كل من المجلس أو الجهة القضائية‬
‫طالبة االستشارة ‪ ،‬فكل منهما له عمل مستقل عن اآلخر و ذو طبيعة خاصة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مرحلة التحقيق‬

‫بإيداع اإلخطار تنتهي المرحلة اإلجرائية األولى السابقة النعقاد الجلسة ‪ ،‬لتبدأ مرحلة التحقيق ‪ ،‬و التي‬
‫ال تكون إال في حالة قبول مجلس المنافسة لإلخطار الموجه إليه ‪.‬‬

‫يتعين على مجلس المنافسة ‪ ،‬و بعد تأكده من عدم وجود سبب لعدم قبول اإلدعاء ‪ ،‬استكمال التحقيق‬
‫في القضية متبعا في ذلك النصوص التي تضمنها قانون المنافسة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بن وطاس إيمان ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 380‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 83‬من األمر ‪ ، 68 -68‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫‪ .1‬األشخاص المكلفون بالتحقيق ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 20‬مكرر‪ ، 1‬أنه عالوة على ضباط و أعوان الشرطة القضائية المنصوص عليهم في‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،‬يؤهل للقيام بالتحقيقات المتعلقة بتطبيق هذا األمر و معاينة مخالفة‬ ‫قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫أحكامه ‪ ،‬الموظفون اآلتي ذكرهم ‪:‬‬

‫‪ -‬المستخدمون المنتمون إلى األسالك الخاصة بالمراقبة التابعون لإلدارة المكلفة بالتجارة ‪.‬‬
‫‪ -‬األعوان المعنيون التابعون لمصالح اإلدارة الجبائية ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المقرر العام و المقررون لدى مجلس المنافسة ‪.‬‬
‫‪ .2‬سلطاتهم ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫تتم عملية التحري و التحقيق على العمليات المحظورة و معاينتها طبقا لقانون ‪. 64 -62‬‬

‫حيث يتمتع األعوان المكلفة بالتحقيقات و معاينة المخالفات بسلطات واسعة للكشف عن الممارسات‬
‫المقيدة للمنافسة تتمثل في ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫المعدلة بموجب ق‪ ، 34 -63 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 32‬من األمر ‪ 322 -00‬المؤرخ في المؤرخ في ‪ 63‬جوان ‪ 3000‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ‪،‬‬
‫ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 36‬جوان ‪ ، 3000‬العدد ‪ ، 23‬المعدل و المتمم ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫لقد كان طبقا للمادة ‪ 26‬من األمر ‪ 68 -68‬قبل التعديل ‪ ،‬تولي القيام بالتحقيقات للمقررين دون سواهم ‪ ،‬حيث أنه‬
‫بموجب المادة ‪ 63‬من األمر ‪ 60 -02‬المتعلق بالمنافسة ‪ ،‬عددت عدة أصناف من الموظفين المؤهلين للقيام‬
‫بالتحقيقات ‪ ،‬و لكن بعد إلغاء الباب الرابع و الخامس من األمر السالف الذكر بموجب ق‪ ، 64 -62 .‬المرجع السابق‬
‫‪ ،‬أصبح هؤالء الموظفون غير مختصون في إجراء التحقيقات في مجال الممارسات المقيدة للمنافسة المنصوص عليها‬
‫في المواد من ‪ 0‬إلى ‪ 34‬من األمر ‪ ، 68 -68‬حيث خول المشرع النظر فيها للهيئات القضائية ‪ ،‬و يتعلق األمر‬
‫بالقواعد المتعلقة بالممارسات التجارية ‪.‬‬
‫إال أ ن المشرع أعاد النظر فيما يخص الموظفون المؤهلون ‪ ،‬حيث تنص الفقرة األخيرة من المادة ‪ 20‬مكرر ‪ " :‬تتم‬
‫كيفيات مراقبة و معاينة المخالفات المنصوص عليها بموجب هذا األمر طبقا لنفس الشروط و األشكال التي تم تحديدها‬
‫في القانون رقم ‪. " .. 64 -62‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المواد من ‪ 20‬إلى ‪ 20‬من ق‪ ، 64 -62 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫‪ 1.2‬تفحص المستندات و الملفات ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫يمكن للموظفين للقيام بالتحقيقات اإلطالع على كل الوثائق و المستندات اإلدارية أو التجارية ‪،‬‬
‫كالوصوالت و الفواتير أو الكشوف المالية أو المحاسبة أو أي جهاز معلوماتي ‪ ،‬كاألقراص‬
‫المضغوطة و األجهزة اإللكترونية ‪ ،‬دون أن يمنعوا من ذلك بحجة السر المهني ‪.‬‬

‫كما يمكنهم أن يطالبوا باستالم أي وثيقة حيثما وجدت و مهما كانت طبيعتها ‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانية‬
‫حجز المستندات المحجوزة إذا كان بإمكانها إفادة المحققون للكشف عن المخالفة ‪ ،‬و مساعدتهم‬

‫‪2‬‬
‫في أداء مهامهم ‪ ،‬شريطة أن ترجع بعد نهاية التحقيق ‪.‬‬

‫كما أن الموظفون السالفين الذكر ‪ ،‬يمكنهم أن يطلبوا كل المعلومات الضرورية لتحقيقهم من أي‬
‫‪3‬‬
‫مؤسسة أو أي شخص آخر ‪.‬‬

‫و عليه تلتزم المؤسسة المعنية بالتزام إحضار الوثائق الخاصة إذا كانت موجودة في أماكن ال يحق‬
‫للموظفين المكلفين بالتحريات دخولها كالمسكن الشخصي للعون االقتصادي ‪.‬‬

‫إن المشرع لعلمه اليقين باألهمية البالغة لسرية أعمال العون االقتصادي المنافس في استيراتيجيته ‪،‬‬
‫و حماية أوضاعه االقتصادية و الصناعية و التجارية ‪ ،‬و لتمتعه بحق المحافظة على أسرار نشاطه ‪،‬‬
‫منح للموظفين المؤهلين بالتحقيقات االقتصادية ‪ ،‬صفة الضابطة العدلية في تطبيق أحكام القوانين‬
‫المتعلقة بالمنافسة و الممارسات التجارية ‪ ،‬و ذلك للدور الذي يلعبه الموظف في إجراء التحريات ‪،‬‬
‫و الكشف عن وجود إخالل بالمنافسة ‪ ،‬و اإلطالع على جميع السجالت و الملفات و الوثائق لدى‬
‫‪4‬‬
‫العون االقتصادي الحاجب للسرية بحجة السرية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 3/23‬من األمر ‪ ، 68 -68‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 4/23‬من األمر ‪. 68 -68‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 8/23‬من األمر ‪. 68 -68‬‬
‫‪4‬‬
‫معين فندي ‪ ،‬اإلحتكار و الممارسات المقيدة للمنافسة في ضوء قوانين المنافسة و االتفاقيات الدولية ‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬عمان ‪ ، 4636 ،‬ص ‪. 423‬‬

‫‪136‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫‪ 2.2‬دخول األماكن ذات االستعمال المهني ‪:‬‬

‫يجوز لألعوان المؤهلة بالتحقيقات ‪ ،‬دخول أي مكان من األماكن التي يرون الحاجة إلى دخولها ‪،‬‬
‫كالمحالت التجارية ‪ ،‬المستودعات ‪ ،‬المكاتب و ملحقاتها ‪ ،‬أماكن الشحن و التخزين ‪ ،‬و إلى أي‬
‫مكان بحضور صاحب المحل ‪ ،‬باستثناء األماكن ذات االستعمال السكني ‪ ،‬التي تبقى خاضعة للقواعد‬
‫العامة لقانون اإلجراءات الجزائية ‪ 1 ،‬أي الحصول على ترخيص من وكيل الجمهورية المختص إقليميا‬
‫كما يمكن للمحققين ممارسة عملهم خالل نقل البضائع ‪ ،‬و كذا عند القيام بمهامهم ‪ ،‬فتح أي طرد‬
‫‪2‬‬
‫أو متاع بحضور المرسل أو المرسل إليه أو الناقل ‪.‬‬

‫‪ 1.2‬حجز السلع و البضائع ‪:‬‬

‫يمكن لألعوان القيام بحجز السلع و البضائع ‪ ،‬و ذلك في حاالت معينة ‪ ،‬كما يمكن حجز العتاد‬
‫‪3‬‬
‫و التجهيزات التي استعملت في ارتكابها ‪.‬‬

‫و المخالفات التي تكون محل حجز للسلع و البضائع هي ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬بيع سلعة أو تأدية خدمة بين األعوان االقتصادية دون فاتورة ‪.‬‬
‫‪ -‬بيع سلعة أو تأدية خدمة دون وصل التسليم في المعامالت التجارية المتكررة و المنتظمة فيما بين‬
‫‪5‬‬
‫األعوان االقتصادية المرخص لهم ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬ممارسة األعمال التجارية دون اكتساب الصفة التي تحددها القوانين المعول بها ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬إعادة بيع المواد األولية في حالتها األصلية إذا تم اقتناؤها قصد التحويل ‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬عدم احترام نظام حرية األسعار المقننة طبقا للتشريع المعمول به ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 3/24‬من ق‪ ، 64 -62 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 4/24‬من ق‪. 64 -62 .‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 80‬من ق‪. 64 -62 .‬‬
‫‪4‬‬
‫المادة ‪ 36‬و ‪ 38‬من ق‪. 64 -62 .‬‬
‫‪5‬‬
‫المادة ‪ 33‬من ق‪. 64 -62 .‬‬
‫‪6‬‬
‫المادة ‪ 32‬من ق‪. 64 -62 .‬‬
‫‪7‬‬
‫المادة ‪ 46‬من ق‪. 64 -62 .‬‬
‫‪8‬‬
‫المادة ‪ 44‬من ق‪. 64 -62 .‬‬

‫‪137‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫‪ -‬القيام بتصريحات مزيفة بأسعار التكلفة قصد التأثير على أسعار السلع و الخدمات غير الخاضعة‬
‫‪1‬‬
‫لنظام حرية األسعار ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬القيام بكل ممارسة أو مناورة ترمي إلى إخفاء زيادات غير شرعية في األسعار ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬دفع أو استالم فوارق مخفية للقيمة ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬تحرير فواتير وهمية أو مزيفة ‪.‬‬
‫‪ -‬إتالف الوثائق التجارية و المحاسبية أو تزويرها قصد اخفاء الشروط الحقيقية للمعامالت‬
‫‪5‬‬
‫التجارية ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬حيازة منتجات مستوردة أو مصنعة بصفة غير شرعية ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬حيازة مخزون من المنتجات بهدف تحفيز االرتفاع غير المبرر لألسعار ‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬حيازة مخزون من منتجات خارج موضوع التجارة الشرعية للعون االقتصادي قصد بيعه ‪.‬‬
‫‪ -‬ارتكاب ممارسات تجارية غير نزيهة و مخالفة لألعراف التجارية النظيفة و االعتداء على مصالح‬
‫عون أو عدة أعوان اقتصادية ‪ 9،‬أو تقليد العالمات المميزة لعون اقتصادي منافس أو تقليد‬
‫منتجاته أو خدماته أو اإلشهار الذي يقوم به ‪ ،‬قصد كسب زبائن هذا العون بزرع شكوك و أوهام‬
‫‪10‬‬
‫في ذهن المستهلك ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬اإلخالل بتنظيم السوق و إحداث اضطرابات فيها ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬ممارسة اإلشهار التضليلي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 3/48‬من ق‪. 64 -62 .‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 4/48‬من ق‪. 64 -62 .‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 3/42‬من ق‪. 64 -62 .‬‬
‫‪4‬‬
‫المادة ‪ 4/42‬من ق‪. 64 -62 .‬‬
‫‪5‬‬
‫المادة ‪ 8/42‬من ق‪. 64 -62 .‬‬
‫‪6‬‬
‫المادة ‪ 3/42‬من ق‪. 64 -62 .‬‬
‫‪7‬‬
‫المادة ‪ 4/42‬من ق‪. 64 -62 .‬‬
‫‪8‬‬
‫المادة ‪ 8/42‬من ق‪. 64 -62 .‬‬
‫‪9‬‬
‫المادة ‪ 40‬من ق‪. 64 -62 .‬‬
‫‪10‬‬
‫المادة ‪ 4 -46‬من ق‪. 64 -62 .‬‬
‫‪11‬‬
‫المادة ‪ 6 -46‬من ق‪. 64 -62 .‬‬
‫‪12‬‬
‫المادة ‪ 43‬من ق‪. 64 -62 .‬‬

‫‪138‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬كما يمكن لألعوان المؤهلة القيام بحجز البضائع طبقا لألحكام المنصوص عليها في هذا القانون‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬التحري و المعاينة‬

‫عند التثبت من وجود مخالفات مقيدة و منافية للمنافسة ‪ ..‬بمباشرة إجراءات التحري و إنجاز التقارير‬
‫و المحاضر و تبليغها ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬إجراءات التحري‬

‫يكلف األعوان المؤهلة بالقيام مباشرة ببدء التحقيق ‪ ،‬حيث يحدد لهم مدير الهيئة اإلدارية المكلفة‬
‫بالتحقيق بدقة حدود صالحياتهم ‪ ،‬و يزودهم بكل الوسائل القانونية و المادية ‪ ،‬من أجل إعداد‬
‫التحقيق ‪ ،‬و تفادي أي تقصير قد ينقص من قيمة التحقيق و يشكك في مصداقيته ‪ ،‬و لهم كامل‬
‫الحرية و الحق في الحصول على كل المعلومات التي لها عالقة بموضوع التحقيق أينما كانت‬
‫و بأي طريقة يرونها مناسبة دون حاجة إلى الحصول على اإلذن القضائي المسبق ‪ ،‬باستثناء‬
‫المحالت السكنية ‪.‬‬

‫و تكون التدابير الرامية للتحقيق الفعال عن طريق الحجز ‪ ،‬التفتيش ‪ ،‬االستجواب الشفوي ‪ ،‬لكن هذه‬
‫الحرية تكون في نطاق القيام بمهامهم ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬إنجاز التقارير و المحاضر‬

‫يلزم أعوان التحري ‪ ،‬بتحري تقرير في نهاية مهمتهم طبقا للمادة ‪ 22‬من ‪ ، 64-62‬فتبين التقارير‬
‫طريقة عمل المؤسسة المعنية ‪ ،‬و الممارسات التي تم الكشف عنها فيها ‪ ،‬و حصيلة األهداف المسطرة‬
‫في خطط العمل ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 23‬من ق‪. 64 -62 .‬‬

‫‪139‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و رغم أن المشرع لم يبين السلطات الواجب تبليغها بهذه التقارير ‪ ،‬إال أنه من المنطقي تسليم هذه‬
‫التقارير إلى مجلس المنافسة ‪ ،‬من أجل اتخاذ التدابير الالزمة لوقفها و المعاقبة عليها ‪.‬‬
‫كما لم يبين النص إذا كان يجوز للمؤسسة المعنية بالتقرير أخذ نسخة منه ‪.‬‬

‫كما يجب تثبيت المخالفات المنصوص عليها في قانون الممارسات التجارية في محاضر‪ ،‬تبلغ‬
‫إلى المدير الوالئي المكلف بالتجارة ‪ ،‬الذي يرسلها إلى وكيل الجمهورية المختص إقليميا ‪ ،‬مع مراعاة‬
‫‪1‬‬
‫األحكام الواردة في المادة ‪ 06‬من قانون ‪. 64 -62‬‬

‫لكن هذه الممارسات المنافية للمنافسة تتعلق أساسا بمخالفات جزائية ‪ ،‬غير أنه يمكن للمدير الوالئي‬
‫المكلف بالتجارة و الوزير المكلف بالتجارة أن يقبل من األعوان االقتصاديين المخالفين بمصالحة ‪،‬‬
‫حسب الحالة ‪.‬‬

‫إال أن الممارسات المنافية للمنافسة تعتبر مخالفات إدارية ‪ ،‬فكان ال بد أن يتم إثبات المخالفات‬
‫في محاضر معاينة المخالفات ‪ ،‬لتبلّغ للمدير الوالئي المكلف بالتجارة ‪ ،‬باعتباره المسئول األول عن‬
‫مراقبة تطبيق أحكام قانون المنافسة على مستوى الوالية ‪ ،‬و على هذا األخير إخطار مجلس المنافسة‬
‫‪ ،‬باعتبارها السلطة المختصة بالمتابعة فيما يخص الممارسات غير المشروعة و ليس القضاء‬
‫الجزائي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫و هي األحكام المتعلقة بغرامة المصالحة حيث تنص ‪ " :‬تخضع مخالفات أحكام هذا القانون الختصاص الجهات‬
‫القضائية ‪.‬‬
‫غير أنه ‪ ،‬يمكن المدير الوالئي المكلف بالتجارة أن يقبل من األعوان االقتصاديين المخالفين بمصالحة ‪ ،‬إذا كانت‬
‫المخالفة المعاينة في حدود غرامة تقل أو تساوي مليون دينار ( ‪ 3.666.666‬دج ) استنادا إلى المحضر المعد من‬
‫طرف الموظفين المؤهلين ‪.‬‬
‫و في حالة ما إذا كانت المخالفة المسجلة في حدود غرامة تفوق مليون دينار ( ‪ 3.666.666‬دج ) و تقل عن ثالثة‬
‫ماليين دينار ( ‪ 8.666.666‬دج ) ‪ ،‬يمكن الوزير المكلف بالتجارة أن يقبل من األعوان االقتصاديين المخالفين‬
‫بمصالحة ‪ ،‬استنادا إلى المحضر المعد من طرف الموظفين المؤهلين و المرسل من طرف المدير الوالئي المكلف‬
‫بالتجارة ‪." ..‬‬

‫‪140‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و ترفق محاضر المعاينة بمحاضر حجز المنتجات و المستندات ‪ ،‬عندما تتعلق بإثبات حصول‬
‫‪1‬‬
‫المخالفة للحظر القانوني على الممارسات التجارية غير المشروعة ‪.‬‬

‫تبين محتوى المحاضر التي يحررها أعوان التحري بنوعيها ( محاضر معاينة المخالفات ‪ ،‬محاضر‬
‫حجز لبضائع و مستندات ) البيانات اإللزامية الواجب توافرها في المحاضر ‪ ،‬في تواريخ و أماكن‬
‫تحريرها ‪ ،‬و أماكن البحث و المعاينات المسجلة ‪ ،‬هوية و صفة األعوان و توقيعهم ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫و ال بد من تحرير المحاضر دون شطب أو إضافة أو قيد في الهوامش ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى اآلجال الواجب احترامها لتحرير المحاضر و المقدرة في ظرف ثمانية أيام ابتداء من‬
‫‪3‬‬
‫تاريخ نهاية التحقيق ‪ ،‬و موقعة من طرف األعوان الذين عاينوا المخالفة تحت طائلة البطالن ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫و لمحاضر و تقارير التحقيق حجية قانونية حتى يطعن فيها بالتزوير ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الجلسة‬

‫ليتم عقد جلسة بمجلس المنافسة ‪ ،‬ال بد أن يتم إخطاره بواسطة طلب أو شكوى بممارسة مقيدة‬
‫للمنافسة ‪ ،‬و بعد قبول هذا اإلخطار يتم فتح تحقيق في القضية ‪ ،‬و عند االنتهاء منه يصل إلى‬
‫مرحلة انعقاد الجلسة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 3/ 26‬و ‪ ، 4‬و المادة ‪ 0/ 20‬من ق‪. 64 -62 .‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 20‬من ق‪. 64 -62 .‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 3 /26‬و ‪ 4‬من ق‪ ، 64 -62 .‬إال أن األجل المنصوص عليه في هذه المادة لم يفرق ما بين محاضر‬
‫الحجز و محاضر المعاينة للمخالفات ‪ ،‬عكس المشرع الفرنسي الذي ينص على وجوب تحرير محاضر عملية الحجز‬
‫في عين المكان ‪ ،‬و ذلك ألهمية عملية جرد المحجوزات ‪ ،‬أما محاضر المعاينة فال يشترط تحريرها في أجل محدد ‪،‬‬
‫غير أن القضاء الفرنسي ّبين ضرورة تحريرها في أجل معقول ‪ ،‬و قد حدده في بعض القضايا بأسابيع ‪ ،‬في حين حدده‬
‫في قضايا أخرى بعشرة أشهر ‪ ،‬و ذلك على حسب الوقت المتطلب لدراسة الوثائق و المستندات المحجوزة ‪ ،‬أو التي‬
‫أخذت فرق التفتيش نسخا عنها ينظر‪:‬‬
‫‪Véronique Selinsky, procédures de contrôle des pratiques anti concurrentielles, JCP,‬‬
‫‪concurrence consommation , 2010 , fasc. , 380, n° 42, p.10 .‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 23‬من ق‪ ، 64 -62 .‬على غرار المشرع الفرنسي الذي كان ينص صراحة على مثل هذه األحكام ‪،‬‬
‫و لكنه عدل عنها حين إصداره للتقنين التجاري ‪ ،‬و أصبح ينص على حجيتها إلى حين ثبوت العكس ‪ ،‬ينظر ‪:‬‬
‫‪Véronique Selinsky , op.cit, n° 43, p.10.‬‬

‫‪141‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫‪ .1‬إجراءات إنعقاد جلسات مجلس المنافسة‬

‫إن عقد المجلس لجلساته و التداول بشأن القضايا يكون طبقا ألحكام المواد من ‪ 43‬إلى ‪ 86‬من األمر‬
‫‪1‬‬
‫‪ 68 -68‬و طبقا للمرسوم التنفيذي المحدد لتنظيم مجلس المنافسة و سيره ‪.‬‬

‫كما أن تحديد تاريخ جلسات المجلس من صالحيات رئيسه طبقا لنص المادة ‪ 3/22‬من األمر ‪-68‬‬
‫‪ 68‬التي تنص ‪:‬‬

‫" يبلغ رئيس مجلس المنافسة التقرير إلى األطراف المعنية و إلى الوزير المكلف بالتجارة الذين يمكنهم‬
‫إبداء مالحظات مكتوبة في أجل شهرين ‪ ،‬و يحدد لهم كذلك تاريخ الجلسة المتعلقة بالقضية "‪.‬‬

‫و قلص األمر السالف الذكر من المهلة المقررة لألطراف من أجل التحضير للجلسة ‪ ،‬إلى أسبوعين‬
‫طبقا للمادة ‪: 4/22‬‬
‫" يمكن أن تطلع األطراف على المالحظات المكتوبة المذكورة في الفقرة األولى أعاله ‪ ،‬قبل خمسة‬
‫عشر( ‪ )32‬يوما من تاريخ الجلسة " ‪.‬‬

‫و من األحكام الجديدة التي جاء بها المرسوم التنفيذي ‪ ، 423 -33‬هو إعطاء اإلمكانية لمجلس‬
‫المنافسة دراسة الملفات المعروضة عليه في إطار لجان مصغرة ‪ ،‬و ذلك قبل دراستها في جلسات‬
‫عادية ‪ 2،‬و تتكون من رئيس المجلس أو أحد نائبيه ‪ ،‬و عضوا واحدا على األقل من كل فئة من‬
‫الفئات المنصوص عليها في المادة ‪ 42‬من األمر ‪ 3 68 -68‬و هم خبير في المجال القانوني‬
‫أو االقتصادي ‪ ،‬و مهني في مجال المنافسة و التوزيع ‪ ،‬و آخر في مجال االستهالك ‪.‬‬

‫و تعتبر هذه اللجان المشكلة مؤقتة ‪ ،‬تنتهي بانتهاء الملف المعروض لديها ‪ ،‬حيث تسمح هذه اللجان‬
‫‪4‬‬
‫للمجلس بالتحضير الجيد للقضايا التي كونت ألجلها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0‬من م‪.‬ت ‪ ، 423 -33‬المؤرخ في ‪ 36‬جويلية ‪ ، 4633‬المتضمن تحديد تنظيم مجلس المنافسة‬
‫و سيره ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 38‬جويلية ‪ ، 4633‬العدد ‪ ، 80‬المعدل و المتمم م‪ .‬ت ‪ 60 -32‬المؤرخ في ‪ 3‬مارس‬
‫‪ ، 4632‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 33‬مارس ‪ ، 4632‬العدد ‪. 38‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 36‬من م‪.‬ت ‪ ، 423 -33‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 42‬من األمر ‪ ، 68 -68‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 8/36‬من م‪.‬ت ‪ ، 423 -33‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫‪ .2‬سير أعمال الجلسة‬

‫لقد نظم األمر ‪ 68 -68‬كيفية سير مجلس المنافسة للجلسة ‪ ،‬فرئيس المجلس هو من يشرف على‬
‫سير أعمال المجلس ‪ ،‬و في حالة غيابه ‪ ،‬أو حدوث مانع له يخلفه نائبه طبقا لنص المادة ‪ 3/43‬من‬
‫األمر‪.‬‬

‫و لقد عمد المشرع عند وضعه للقواعد المنظمة لسير الجلسات إلى احترام مبادئ أساسية تتمثل فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ 1.2‬مبدأ سرية الجلسات‬

‫يعد من بين األحكام الجديدة التي جاء بها األمر ‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 8/43‬منه ‪:‬‬
‫" جلسات مجلس المنافسة ليست علنية " ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫و يعد هذا األمر مقبوال من الناحية القانونية ‪ ،‬ما دام األمر يتعلق بهيئة إدارية و ليست قضائية ‪.‬‬

‫و عليه ال يمكن إال لألطراف المعنية في القضية المعروضة و الوزير المكلف بالتجارة أو ممثله‬
‫‪2‬‬
‫حضور الجلسات ‪.‬‬

‫و تجدر المالحظة أن مسألة حضور المقرر تم حسمها طبقا للنظام الداخلي لمجلس المنافسة ‪ ،‬حيث‬
‫رغم أنه ال يقوم بإرسال دعوة إلى المقرر لحضور الجلسة ماعدا األطراف المعنية و ممثل الوزير‬
‫المكلف بالتجارة ‪ 3،‬لكن بالرجوع للفقرة الثالثة من المادة ‪ 80‬من نفس القرار نجد أن المقرر يكون‬
‫حاض ار يوم انعقاد الجلسات ‪ ،‬حيث تنص ‪:‬‬
‫" يقوم رئيس الجلسة مع افتتاحها بإعطاء الكلمة على التوالي للمقرر أو المقررين ‪ ،‬المقرر العام ‪،‬‬
‫ممثال لوزير المكلف بالتجارة ثم لألطراف المعنية بالقضايا في حال ما إذا كانت حاضرة أو ممثلة " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 48‬من األمر ‪ " : 68 -68‬تنشأ سلطة إدارية مستقلة تدعى في صلب النص مجلس المنافسة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 22‬من األمر ‪. 68-68‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 3/84‬من القرار المحدد للنظام الداخلي لمجلس المنافسة ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و يرى الفقه الفرنسي أن استعمال المشرع الفرنسي على (غرار المشرع الجزائري ) لمصطلح األطراف‬
‫المعنية ‪ ،‬يشير بوضوح إلى أن األمر يتعلق بطرفي الخصومة ‪ ،‬و بالتالي فإن حضور األطراف‬
‫‪1‬‬
‫المعنية لجلسات المجلس ‪ ،‬يسمح باحترام مبدأ الوجاهية ‪ ،‬و حقوق الدفاع ‪.‬‬

‫‪ 2.2‬مبدأ الوجاهية ‪:‬‬

‫و هو ما تضمنته المادة ‪ 3/86‬من األمر ‪ ،‬حيث تنص ‪:‬‬


‫" يستمع مجلس المنافسة حضوريا إلى األطراف المعنية في القضايا المرفوعة إليه و التي يجب‬
‫عليها تقديم مذكرة بذلك ‪ ،‬و يمكن أن تعين هذه األطراف ممثال عنها أو تحضر مع محاميها‬
‫‪2‬‬
‫أو مع أي شخص تختاره "‪.‬‬
‫و لتحقيق مبدأ المواجهة يجب تكريس إجراء اإلعذار قبل توقيع الجزاء ‪ ،‬مع إعالم المخالف بالوقائع‬
‫المنسوبة إليه في اآلجال المحددة ‪ ،‬حيث نجد أن هذه الضمانة محترمة أمام مجلس المنافسة ‪،‬‬
‫فالمقرر الذي يعينه المجلس يحرر تقري ار أوليا يتضمن عرض الوقائع باإلضافة إلى المآخذ المسجلة ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫و يبلغه إلى االطراف المعنية إلحاطته علما بكل المخالفات و مواجهتها ‪.‬‬
‫و يجب أن تحدد فيه المخالفات فيه تحديدا دقيقا بكل المخالفات و تفصيل كل المآخذ ‪ ،‬سبب اإلتهام ‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫و في أجل قصير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Véronique Selinsky , op.cit , N° 93 ,p.19 .‬‬
‫‪2‬‬
‫و نفس المبدأ مكرس في التشريع الفرنسي طبقا للمادة ‪ L 208 -3‬من القانون التجاري ‪ ،‬و القضاء الفرنسي يسهر‬
‫على احترام هذا المبدأ ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 24‬من األمر ‪ ، 68 -68‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Guy CANIVET, L’application de la Convention européenne des droits de l’Homme au‬‬
‫‪droit de la concurrence, sur le site : http://www.credho.org/cedh/session06/session06-‬‬
‫‪02.htm#_ftn1 , date de visite : 21- 05- 2017, à 20 :30 .‬‬

‫‪144‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫‪ 1.2‬مبدأ سرية األعمال ‪:‬‬

‫و سرية األعمال تشمل كل المعلومات المتعلقة بالممارسات التجارية من رقم األعمال ‪ ،‬األسعار ‪،‬‬
‫أسواق التوزيع ‪ ، 1..‬حيث تنص المادة ‪ 4/86‬من األمر بالسماح لألطراف المعنية ‪ ،‬و ممثل الوزير‬
‫‪2‬‬
‫المكلف بالتجارة ‪ ،‬الحق باإلطالع على الملف و الحصول على نسخة منه ‪ ،‬بقيود معينة ‪.‬‬

‫‪ 1.2‬مبدأ احترام حقوق الدفاع ‪:‬‬

‫يحق لألطراف المعنية ‪ ،‬و وزير التجارة اإلطالع على ملف القضية بما يحتويه من وثائق ‪ ،‬و طلب‬
‫الحصول على نسخة منه ‪ ،‬فإن هذه القاعدة التي تسمح باحترام حقوق الدفاع ‪ ،‬تتعارض مع مبدأ‬
‫احترام سرية األعمال ‪ ،‬األمر الذي أثار نقاشا حادا في فرنسا حول كيفية التوفيق بين المبدأين‬
‫‪3‬‬
‫المتعارضين ‪.‬‬

‫غير أن المشرع الفرنسي توصل إلى حل ‪ ،‬و هو نفس الحل الذي تبناه المشرع الجزائري في المادة‬
‫‪ ، 8/86‬و هو إعطاء األطراف المعنية الحق في سحب بعض المستندات و الوثائق ‪ ،‬إذا كانت‬
‫ال تمس بسرية األعمال ‪ ،‬و ال يمكن للمجلس أن يؤسس ق ارراته بناء على المستندات المسحوبة ‪.‬‬
‫و لو فعل ذلك يكون قد مس بمبدأي الوجاهية و احترام حقوق الدفاع ‪.‬‬

‫فيكون مبدأ احترام حقوق الدفاع بحق اإلطالع على المستندات مرهون باحترام سرية األعمال ‪،‬‬
‫و التي تجد تفسيرها في ضرورة عدم إحداث ضرر بأي مؤسسة عن طريق الكشف عن المعلومات‬
‫سرية تخصها ‪ ،‬لمؤسسة أخرى قد تستغلها ضدها ‪.‬‬

‫و تختم إجراءات المتابعة اإلدارية بإصدار مجلس المنافسة لق اررات إدارية التي كرسها المشرع بموجب‬
‫‪4‬‬
‫المادة ‪ 22‬من األمر ‪. 68 -68‬‬

‫‪1‬‬
‫بن وطاس إيمان ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪302‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ /86‬من األمر ‪ " : 68 -68‬غير أنه ‪ ،‬يمكن الرئيس ‪ ،‬بمبادرة منه أو بطلب من األطراف المعنية ‪ ،‬رفض‬
‫تسليم المستندات أو الوثائق التي تمس بسرية المهنة ‪ .‬و في هذه الحالة تسحب هذه المستندات أو الوثائق من الملف‬
‫و ال يمكن أن يكون قرار مجلس المنافسة مؤسسا على المستندات أو الوثائق المسحوبة من الملف " ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Lamy droit économique, concurrence, distribution et consommation, N° 777, p. 268 .‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 22‬من األمر ‪. 68 -68‬‬

‫‪145‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬ضمانات مشروعية الجزاءات اإلدارية العامة و رقابة القضاء‬


‫عليها‬

‫اعترف المشرع لإلدارة بتوقيع عقوبات إدارية و لكن هذا ال يمس باستقاللية القضاء ‪ ،‬باعتبار أن‬
‫توقيع الجزاء اإلداري يخضع لرقابة القضاء المختص ‪.‬‬

‫فالمشرع منح اإلدارة سلطة تقديرية تحت رقابة القضاء المختص ‪ ،‬لتحديد ما يعد خروجا عن القواعد‬
‫و الواجبات األفراد ‪ ،‬ما لم يوجد نص صريح يحدد الجزاء ‪.‬‬

‫يعد الملجأ لضمان حقوق األفراد و حرياتهم نظ ار لنزاهته و حياده ‪ ،‬و من هنا تبرز أهمية‬
‫إن القضاء ّ‬
‫الرقابة القضائية على مشروعية الق اررات اإلدارية ‪ ،‬و سلطتها التقديرية لكي ال تحيد عن مقتضيات‬
‫القانون و الخروج عن مبدأ المشروعية ‪ ،‬وعن تحقيق المصلحة العامة ‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫المطلب األول ‪ :‬مبدأ المشروعية‬

‫يقصد بمبدأ المشروعية من نطاقها الواسع هو سيادة القانون أي خضوع جميع األشخاص بما فيها‬
‫السلطة العامة بكل هيئاتها وأجهزتها للقواعد القانونية السارية المفعول في الدولة ‪.‬‬
‫أما المقصود بمبدأ المشروعية اإلدارية ( نطاق الضيق للمشروعية ) هو خضوع أعمال اإلدارة‬
‫‪1‬‬
‫و التصرفات الصادرة عن السلطة التنفيذية للنظام القانوني السائد بالدولة ‪.‬‬

‫فاإلدارة ملزمة بتوقيع العقوبة في الحدود و النطاق الذي يحدده المشرع ‪ ،‬فال تستطيع أن تستبدل‬
‫الجزاءات التي أوردها المشرع بأخرى تختلف عنها بالنوع أو المقدار ‪ ،‬و لو كانت أخف من الجزاءات‬
‫المقررة ‪ ،‬و إال كان قرارها مخالفا لمبدأ المشروعية ‪.‬‬

‫فهو من المبادئ الدستورية و القانونية ‪ ،‬و يعد وسيلة فعالة لضمان حقوق و حريات األفراد ‪ ،‬ذلك‬
‫ألن من متطلبات العدالة ‪ ،‬أن يعرف الفرد مسبقا األفعال المجرمة ليتجنبها ‪.‬‬

‫و هذا التحديد للجرائم و العقوبات ‪ ،‬يعطي للعقوبة أساسا قانونيا ‪ ،‬بحيث يجعلها مقبولة من األفراد‬
‫و المجتمع لسبق معرفتهم بها ‪.‬‬

‫و هو أيضا من مقتضيات المصلحة العامة ‪ ،‬ألن اإلدارة تنفذ ما ورد في نصوص القانون دون زيادة‬
‫أو نقصان قد يضيع حقا أو يفوت فرضا أو يشكل تعسفا ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬التعريف الفقهي للمشروعية‬

‫هو مبدأ يتصل بفكرة الدولة القانونية ‪ ،‬و التي تعني خضوع الدولة للقانون في كل صور نشاطها‬
‫و جميع األعمال و التصرفات الصادرة عنها ‪ ،‬و تبعا لذلك يكون على جميع السلطات العامة‬
‫في الدولة التشريعية ‪ ،‬التنفيذية و القضائية ‪ ،‬الخضوع للقانون و الرضوخ ألحكامه ‪ ،‬فال تكون أعمال‬
‫و تصرفات هذه السلطات صحيحة و منتجة آلثار قانونية في مواجهة المخاطبين بها ‪ ،‬إال بمقدار‬
‫‪2‬‬
‫مطابقتها لقواعد القانون ‪ ،‬فإن صدرت بالمخالفة لها أصبحت غير مشروعة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد الصغير بعلي ‪ ،‬الوجيز في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع ‪ ،‬عنابة ‪ ، 4660 ،‬ص ‪. 3‬‬
‫‪2‬‬
‫إبراهيم عبد العزيز شيحا ‪ ،‬القضاء اإلداري ‪ ،‬منشأة المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 4668 ،‬ص ‪. 6‬‬

‫‪147‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫إن مبدأ الشرعية يقصد به أن المشرع وحده الذي يحدد األفعال التي تعد جرائم و يحدد العقوبات‬
‫التي تقابلها ‪.‬‬

‫فالسلطة التشريعية هي المختصة بإصدار القوانين ما دامت هذه السلطة هي مكمن اإلرادة العامة ‪.‬‬

‫و يترتب عليه أن السلطة القضائية و التنفيذية ليس لهما أن يحددا الجرائم و العقوبات ‪ ،‬فهما ليستا‬
‫من اختصاصهما ‪ ،‬و للقاضي سوى تطبيق النص المكتوب في القانون و ليس خلق جرائم و ابتكار‬
‫عقوبات ‪.‬‬
‫و ليس للسلطة التنفيذية أن تجرم أي فعل لم تجرمه السلطة التشريعية ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التعريف القضائي للمشروعية‬

‫و يعرف القضاء بأن مبدأ الشرعية هو من صالحيات السلطة التشريعية ‪ ،‬و ينحصر دور السلطة‬
‫القضائية في تطبيق القانون تطبيقا سليما ‪.‬‬

‫و يعني مبدأ الشرعية الجنائية حصر االختصاص بالتجريم و العقاب في السلطة التشريعية و تحديد‬
‫دور القاضي في تطبيق العقوبة التي يقررها نص القانون فال يقضي في جريمة بعقوبة لم ينص عليها‬
‫القانون ‪.‬‬

‫فالقاضي عندما يعاقب أي فعل يتطلب األمر أن يوجد نص ساري وقت اقتراف الفعل ‪ ،‬يبين الفعل‬
‫المراد تجريمه و عقوبته ‪ ،‬و نفس الشيء يجري على السلطة التنفيذية ‪.‬‬
‫فمبدأ الشرعية هو مبدأ دستوري ‪ ،‬و انتهاكه يجعل حكم القاضي خاطئا و محال للنقض و لإلدارة محال‬
‫‪1‬‬
‫لإللغاء ‪.‬‬

‫و عليه يجب أن تكون أعمال اإلدارة مشروعة ال تخالف القانون ‪ ،‬بمعنى أن اإلدارة ملزمة عند‬
‫مباشرتها ألوجه نشاطها احترام القواعد القانونية في شكلها و مصدرها ‪ ،‬و أية مخالفة لمبدأ المشروعية‬
‫يرتب بطالن عمل اإلدارة سواء كان قانونا أو فعال ماديا ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حسن عبد الهادي خضير ‪ ،‬سعد فروري غافل ‪ ،‬ماهية مبدأ الشرعية الجزائية ‪ ،‬دراسات نجفية ‪ ،‬ص ‪، 364 -363‬‬
‫على الموقع اإللكتروني ‪ ، http://www.iasj.net :‬تاريخ اإلطالع ‪. 16 :14 ، 4636 -62 -44 :‬‬

‫‪148‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و قد نصت المادة الخامسة من إعالن حقوق اإلنسان و المواطن لسنة ‪ 3630‬على مبدأ شرعية‬
‫الجرائم و العقوبات كما يلي ‪:‬‬
‫" ال يجوز منع ما لم يحظره القانون و ال يجوز اإلكراه على إتيان عمل لم يأمر به القانون " ‪.‬‬
‫كما أضافت المادة الثامنة من نفس اإلعالن بأنه ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫" ال يعاقب أحد إال بمقتضى قانون قائم و صادر قبل ارتكاب الجنحة و مطبق تطبيقا شرعيا "‪.‬‬

‫و تم تكريس هذا المبدأ في الدستور الجزائري طبقا للمادة ‪ 23‬منه حيث تنص ‪:‬‬
‫" ال إدانة إال بمقتضى قانون صادر قبل ارتكاب الفعل المجرم " ‪.‬‬

‫و يترتب على إقرار مبدأ شرعية العقوبات ضرورة التسليم بعدة نتائج منها ‪:‬‬

‫‪ -‬قصر التجريم و العقاب على السلطة التشريعية ‪ ،‬و مؤدى ذلك أنه ليس للسلطة التنفيذية أصال‬
‫حق التجريم و العقاب ‪ ،‬كما إن العرف ال يصلح مصد ار للتجريم و العقاب ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم جواز تطبيق نص التجريم و العقاب بأثر رجعي إال إذا كان ذلك في صالح المتهم ‪.‬‬
‫‪ -‬حظر القياس في مجال التجريم و العقاب ‪.‬‬
‫تفسير التجريم و العقاب تفسي ار ضيقا ‪ ،‬فليس للقاضي أن يتوسع في تفسير نصوص التجريم‬ ‫‪-‬‬
‫و العقاب ليجرم فعال لم ينص عليه المشرع أو ليوقع عقوبة غير مقررة في القانون ‪.‬‬

‫و عليه فإن اختصاص المشرع بإصدار الجزاء اإلداري يعد ضمانة أساسية لألفراد ‪ ،‬من خالل ضمان‬
‫شفافيته و عموميته و عدالته ‪ ،‬مما يحول دون تقييد الحريات العامة فضال عما تكلفه الرقابة على‬
‫دستورية القوانين من تأكيد احترام الحقوق و الحريات ‪.‬‬
‫فما عالقة مبدأ المشروعية بالسلطة التقديرية لإلدارة و فيما تكمن حدودها ؟ و مامدى دستورية‬
‫الجزاءات اإلدارية العامة ؟‬

‫‪1‬‬
‫قوراري مجدوب ‪ ،‬العقوبة اإلدارية و الجنائية ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫البند األول ‪ :‬السلطة التقديرية لإلدارة ‪le pouvoir discrétionnaire‬‬

‫يقصد بالسلطة التقديرية لإلدارة ‪ ،‬عدم فرض سلوك معين يلزم اإلدارة في تصرفاتها ‪ ،‬و هي تمارس‬
‫اختصاصاتها القانونية و ال تستطيع الخروج عنه ‪ ،‬بل إعطاء اإلدارة قد ار من حرية التقدير التخاذ‬
‫‪1‬‬
‫القرار أو عدم اتخاذه ‪ ،‬و كذلك تقدير مالئمة التصرف و تقدير الوقت المناسب لذلك ‪.‬‬

‫يرى الفقيه هوريو أن اإلدارة في ممارسة صالحياتها لتقديم خدمات لألفراد ‪ ،‬وفقا لما ينص عليه‬
‫‪2‬‬
‫القانون ‪ ،‬يترك لها في بعض األحيان مجال من الحرية في اختيار القرار و الوقت المالئم التخاذه ‪.‬‬

‫أما األستاذ أندري ديلوبادير فيرى أن اإلدارة تتمتع بالسلطة التقديرية إذا كان لها حرية اتخاذ القرار‬
‫اإلداري حينما تكون بمواجهة ظروف واقعية معينة و اختيار القرار المناسب من بين عدة ق اررات إذا‬
‫‪3‬‬
‫لم يفرض القانون المسلك الواجب إتباعه مسبقا ‪.‬‬

‫و يعتبر الفقيه الفرنسي موريس هوريو أن ممارسة السلطة التقديرية لإلدارة لها مبررات قانونية تحددها‬
‫القواعد و النصوص القانونية ‪ ،‬ألن المشرع يختص بسن القواعد و األحكام العامة و يستحيل عليه‬

‫‪1‬‬
‫سالم بن راشد العلوي ‪ ،‬القضاء اإلداري ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬مبدأ المشروعية – ديوان في الدول اإلسالمية – الجزء‬
‫األول ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ، 4660 ،‬ص ‪. 20‬‬
‫‪2‬‬
‫‪" L’administration , dans l’exécution quotidienne des services et pour les mesures‬‬
‫‪qu’elle prend vis-à-vis des particuliers, est soumise à la loi et d’une façon plus générale‬‬
‫‪et des règles juridiques , Mais elle y est soumise avec une certaine marge de liberté‬‬
‫‪qu’on appelle le pouvoir discrétionnaire et correspond assez sensiblement à la zone de‬‬
‫‪l’opportunité " .Cf Maurice HAURIOU, Précis de droit administratif et de droit public,12e,‬‬
‫‪Dalloz, Paris, 2002, p.221.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪" le pouvoir discrétionnaire lorsque, en présence de circonstances de fait données‬‬
‫‪l’autorité administrative est libre de prendre telle au telle décision, .. " , Cf. André de‬‬
‫‪LAUBADERE et Jean-Claude VENEZIA et Yves GAUDEMET, Traité de droit‬‬
‫‪administratif, t1, L.G.D.J, Paris, 1999, p.690.‬‬

‫‪150‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫ضبط جميع تصرفات و أعمال اإلدارة بسبب التعقيدات و الظروف االستثنائية التي قد تواجه اإلدارة‬
‫‪1‬‬
‫بأي طريقة و في أي زمن ‪.‬‬

‫إن السلطة التقديرية ال تعني تخويل اإلدارة الحرية المطلقة في اتخاذ ق ارراتها ‪ ،‬إذ أنها تبقى ملزمة بأن‬
‫تقدم تلك الق اررات على أركان سليمة و صحيحة من جهة ‪ ،‬مع إخضاعها لرقابة القاضي اإلداري من‬
‫‪2‬‬
‫جهة أخرى ‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬حدود السلطة التقديرية‬

‫األصل أنه ال جريمة و ال العقوبة بغير قانون ‪ ،‬و بالتالي فإن القانون هو الذي يحدد الجزاء اإلداري ‪،‬‬
‫ألن هذا الجزاء ينطوي على إجراء شديد الوطء على حقوق األفراد لدرجة يكون أثره أكثر وقعا من‬
‫العقوبة الجنائية ‪.‬‬

‫إال أنه و العتبارات عملية و موضوعية ‪ ،‬استقر الفقه القانوني أن اإلدارة تطلع بمهام و أنشطة‬
‫مختلفة لتسيير المرفق العام ‪ ،‬و هي بهذه الوظيفة ال بد من أن تفرغ إرادتها عن طريق أعمالها‬
‫القانونية المتمثلة أساسا في العقود و الق اررات اإلدارية ‪.‬‬

‫و يكون ذلك في حدود سلطاتها الممنوحة لها سواء أكانت سلطات مقيدة و محددة لها مسبقا ‪ ،‬بحيث‬
‫ال يجوز لها تجاوزها ‪ ،‬أو سلطات تقديرية ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫و إن الميدان الرحب للسلطة التقديرية لإلدارة و مجالها ينصب في مجال الق اررات اإلدارية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪L’existence du pouvoir discrétionnaire est généralement justifiée, tout au moins‬‬
‫‪lorsqu’il s’agit de l’application de la loi, par l’impossibilité en face de laquelle se trouve le‬‬
‫‪législateur, obligé qu’il est de procéder par règles générales, de prévoir la complexité des‬‬
‫‪situations particulières et d’indiquer à l’administration, en chaque hypothèse, de quelle‬‬
‫‪façon et à quel moment elle doit agir , Cf. Maurice HAURIOU, Précis de droit‬‬
‫‪administratif et de droit public,12e, Dalloz,2002, op.cit ,Pp.351-352 .‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد الصغير بعلي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ :‬ص ‪. 33‬‬
‫‪3‬‬
‫ماهر صالح عالوي الجبوري ‪ ،‬حدود السلطة التقديرية ‪ ،‬ملتقى تطوير العالقة بين القانونيين و اإلداريين ‪ ،‬المنظمة‬
‫العربية للتنمية اإلدارية ‪ ،‬أيام ‪ 48 – 30‬مارس ‪ ، 4660‬القاهرة ‪ ،‬ص ‪. 2‬‬

‫‪151‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و لهذا زادت االتجاهات الفقهية التي تنادي بجواز اطالع اإلدارة بهذا التحديد ‪ ،‬خاصة و أن‬
‫النشاطات اإلدارية في تطور و تغيير سريعين ‪ ،‬باإلضافة إلى أن اإلدارة أكثر خبرة باألنشطة‬
‫و المجاالت التي يرتادها األفراد ما يجعلها أكثر خبرة باألنشطة و المجاالت ‪ ،‬و يجعلها أكثر قدرة‬
‫في تقرير االنحراف و المخالفة في ممارستها و تقدير الجزاء الفعال له و الذي يضمن ردع المخالف ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫و لكن في ظل احترام مبدأ الشرعية ‪.‬‬

‫ففي الدستور األلماني ال يكتفي المشرع أن يحدد في النص القانوني الفعل اإلجرامي ‪ ،‬و إنما يلزم‬
‫فضال عن ذلك أن يكون النص من الوضوح بحيث يقدر على فهمه و إدراك مضمونه المواطن العادي‬
‫و ذلك بامتناع المشرع عن التحديد الغامض أو الواسع للسلوك اإلجرامي ‪ ،‬مما يسمح بذلك للقاضي‬
‫بسلطات واسعة في تحديد العقاب ‪.‬‬

‫و حتى في نطاق قانون ‪ OWIG‬فقد تم تحديد الجريمة اإلدارية و شروط قيامها مما ال يدع مجاال‬
‫للتوسع في العقاب أو إقرار عقوبة على جريمة لم ينص عليها في قانون العقوبات اإلداري األلماني ‪.‬‬

‫فقد نصت المادة األولى في تحديد الجريمة اإلدارية بأنها ‪:‬‬


‫" كل عمل غير مشروع يتكون من فعل منصوص عليه في قانون يعاقب على ارتكابه بغرامة إدارية "‬

‫و تنص المادة الثالثة منه ‪:‬‬


‫" يعاقب عن فعل لكونه غير مشروع إداريا ‪ ،‬إذا ما كان العقاب منصوصا عليه ‪ ،‬في قانون مطبق‬
‫‪2‬‬
‫قبل وقوع الفعل " ‪.‬‬
‫و في ذلك حرص من المشرع األلماني على تضمين قانون العقوبات اإلداري على احترام مبدأ شرعية‬
‫الجرائم و العقوبات ‪ ،‬رغم أنه تم النص عليه في كل من الدستور و قانون العقوبات ‪.‬‬

‫و كذلك فعل المشرع اإليطالي ‪ ،‬فقد نصت المادة األولى من قانون العقوبات اإليطالي على ‪:‬‬
‫" ال يخضع أحد لجزاءات إدارية إال طبقا لقانون معموال به قبل وقوع الخرق ‪ ،‬و ال تطبق القوانين‬
‫التي تقرر جزاءات إدارية إال على الحاالت التي تقع بعد صدورها " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعم خليفة ‪ ،‬ضمانات مشروعية العقوبات اإلدارية ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 03 -06‬‬
‫‪2‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 333‬‬

‫‪152‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫فلم يتطرق المشرع اإليطالي إلى شرعية الجزاءات اإلدارية فحسب ‪ ،‬بل إلى شرعية األفعال المخالفة‬
‫‪1‬‬
‫أيضا ‪.‬‬

‫أما بالنسبة للدول التي لم تأخذ بنظام الجرائم اإلدارية ‪ ،‬فنجد في فرنسا أنها لم تعف اإلدارة من االلتزام‬
‫بالضمانات القانونية ‪ ،‬فيظل اختصاصها بتحديد الجزاء محدد على نحو ال ينال معه من اختصاص‬
‫المشرع ‪ ،‬و هو ما أكده مجلس الدولة الفرنسي في تفسيره لهذا المبدأ بقوله أنه ال جزاء إداري إال بنص‬
‫سواء كان قانونا أو الئحة ‪.‬‬

‫وهو ما أكدته المادة ‪ 82‬من دستور ‪ 3023‬في فرنسا و التي جعلت لالئحة دو ار في مجال التجريم‬
‫‪2‬‬
‫و العقاب‪.‬‬

‫إن اختصاص المشرع بتحديد الجزاء اإلداري يلقي على اإلدارة باعتبارها الجهة المختصة بتطبيقها‬
‫التزامات كثيرة ‪ ،‬تتمثل أساسا في ضرورة احترام اإلدارة للنص المقرر للمخالفة حيث ال يجوز لها‬
‫استبدالها بعقوبة مقررة لواقعة أخرى بحجة أنها أكثر فعالية ‪ ،‬و إال وقع تصرفها تحت طائلة البطالن‪.‬‬

‫يتضح لنا أن االختصاص األصيل بتحديد المخالفات و العقوبات اإلدارية هو من اختصاص المشرع‬
‫و ال يتعدى دور اإلدارة في هذا الشأن إال تنفيذ القانون و االلتزام بما جاء في النص القانوني ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫إال أن األخذ بهذا القول على إطالقه يؤدي إلى تجميد و عرقلة نشاط اإلدارة و عدم فعاليتها ‪،‬‬
‫و لذلك و إلعادة التوازن بين السلطة التقديرية لإلدارة و ممارسة نشاطها فيما يخدم الصالح العام ‪،‬‬
‫بما في ذلك من من تحقيق في العمل اإلداري و إلثبات عدم مشروعيته ‪ ،‬و مع اجتماع صفتي‬
‫الخصم و الحكم في اإلدارة ‪ ،‬فإن عدم تقيدها بنص قانوني مكتوب يحدد بصفة دقيقة الفعل الغير‬
‫مشروع إداريا و الجزاءات الموجبة له ‪ ،‬سيعد من الخطورة بمكان ‪ ،‬خاصة في ظل استخدام جزاءات‬
‫إدارية عقابية تمس بحقوق األفراد و أنشطتهم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫و يستشف ذلك من خالل الفقرة ‪ ،.. prima commissione della violazione‬أي قبل وقوع الخرق ‪ ،‬لمزيد‬
‫من التفاصيل ينظر أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 338 -334‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعم خليفة ‪ ،‬ضمانات مشروعية العقوبات اإلدارية ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 03‬‬
‫‪3‬‬
‫نسيغة فيصل ‪ ،‬الرقابة على الجزاءات اإلدارية العامة في النظام القانوني الجزائري ‪ ،‬رسالة دكتوراه علوم ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 4638 -4634‬ص ‪. 322‬‬

‫‪153‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫هذا ما يبرر و يحتم على اإلدارة االلتزام بالمشروعية ألنه ال يقتصر على قانون العقوبات فحسب ‪،‬‬
‫بل يمتد للجزاءات اإلدارية نظ ار التساع نطاق القانون الرادع ‪ Le droit répressif ،‬ليشمل كل‬
‫‪1‬‬
‫كما يلزم تحديد الجريمة اإلدارية بشكل واضح ال يدع مجاال للشك‬ ‫قانون يقيد الحرية أو ينظمها ‪،‬‬
‫و الريبة و يسهل للمخاطبين به فهمه لتجنب مخالفته ‪.‬‬

‫البند الثالث ‪ :‬مدى دستورية العقوبات اإلدارية و ضوابط ممارسة اإلدارة‬


‫للجزاء اإلداري‬

‫إذا كانت السلطة التشريعية من حيث المبدأ هي المخولة دستوريا بوضع القاعدة القانونية ذات الطبيعة‬
‫الردعية‪ ،‬فهذا ال يمنع من تدخل السلطة التنفيذية لسن هذا النوع من القواعد ‪ ،‬لكن للمشرع وحده الحق‬
‫في منح اإلدارة سلطة الجزاء في مواجهة أي مخالفة للقوانين والتنظيمات ‪ ،‬ماعدا في الحاالت المقيدة‬
‫‪2‬‬ ‫للحريات الدستورية ‪.‬‬

‫و لقد وجهت بعض اإلنتقادات و المالحظات حول العقوبة اإلدارية لما تشكله من مساس بمبدأ الفصل‬
‫بين السلطات و حقوق و حريات األفراد ‪ ،‬و صدر بشأنها جدال كبي ار حول مدى دستوريتها ‪ ،‬عرف‬
‫خاللها المجلس الدستوري مواقف و تطورات على مراحل متعاقبة ‪.‬‬

‫المرحلة األولى لم يكن يعترف فيها بدستورية الجزاءات اإلدارية العامة لتعارضها مع مبدأ الفصل بين‬
‫السلطات في ق ارره الصادر في ‪ 33‬أكتوبر ‪ ، 3032‬بمناسبة منح قانون الصحافة و لجنة الشفافية‬
‫سلطة توقيع الجزاءات اإلدارية ‪ ،‬و تتمثل في حرمان الصحف من المساعدات المالية التي تقدمها‬
‫‪3‬‬
‫الدولة في حال مخالفة القانون ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 330‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Fondation pour le Droit Continental , sanctions administrative en droit français, sur le‬‬
‫‪site: https://www.fondation-droitcontinental.org/ , date de visite : 13-04-2014, à 23 :32.‬‬
‫‪3‬‬
‫ناصر حسين محسن أبو جمعة العجمي ‪ ،‬الجزاءات اإلدارية العامة في القانون الكويتي و المقارن ‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية للنشر ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬الطبعة ‪ ، 4636‬ص ‪. 24‬‬

‫‪154‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و في قرار آخر جاء فيه ‪ .. " :‬و على فرض أن نصوص القانون استهدفت زجر أفعال التعسف ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫حول إلى سلطة إدارية ‪. " ..‬‬
‫فإن هذا الجزاء ال يمكن أن ي ّ‬

‫و في مرحلة ثانية أقر بشرعية الجزاءات اإلدارية في حدود معينة ‪ ،‬بحيث اقتصر نطاق الجزاءات‬
‫على عدد قليل من المجاالت ‪.‬‬
‫ففي المجال الضريبي فللسلطات اإلدارية المختصة الحق في فرض غرامة ضريبية من أجل ضمان‬
‫استرداد الضريبة ‪ ،‬و يجوز لها المعاقبة على التأخير في دفع الضرائب أو المناورات االحتيالية‬
‫‪2‬‬
‫الرامية إلى التهرب من الضرائب ‪.‬‬

‫و الواضح أنه أثير جدل واسع حول مدى دستورية منح اإلدارة سلطة فرض جزاءات إدارية خارج‬
‫‪3‬‬
‫نطاق سلطتها التقليدية ‪.‬‬

‫إن االعتراضات ال تثار مبدئيا في الدول التي تبنت فكرة القمع اإلداري دستوريا كإسبانيا ‪ ،‬إذ أن‬
‫الدستور اإلسباني لسنة ‪ 3063‬قد أعطى مكانا للعقوبات اإلدارية ‪ ،‬فقد نصت الفقرة األولى من المادة‬
‫‪ 42‬على أنه ال يمكن أن يدان أو يعاقب على تصرف أو اهمال لم يكن يعتبر حين وقوعه جريمة‬
‫أو جنحة أو مخالفة إدارية حسب القوانين الجاري بها العمل آنذاك ‪ ،‬و في نفس السياق تحظر الفقرة‬
‫‪4‬‬
‫الثالثة من نفس المادة على اإلدارة توقيع العقوبات السالبة للحرية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد سامي الشوا ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 32‬‬
‫‪2‬‬
‫‪C.E, 5 mai 1922, F., Rec. p. 386 sur le site : http://www.conseil-etat.fr/Decisions-‬‬
‫‪Avis-Publications/Etudes-Publications/Dossiers-thematiques/Le-juge-administratif-et-‬‬
‫‪les-sanctions-administratives , date de visite: 14- 12- 2017, à 02 :40 .‬‬
‫‪3‬‬
‫أي مجالي العقوبات التأديبية بالنسبة للموظفين و عالقتهم باإلدارة التابعين لها ‪ ،‬و وحقها في فرض جزاءات على‬
‫المتعاقدين معها في إطار العالقة التعاقدية بين المصلحة المتعاقدة و المتعامل االقتصادي ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫الدستور اإلسباني المؤرخ في ‪ 46‬ديسمبر ‪ ، 3063‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 40‬ديسمبر ‪ ، 3063‬المعدل في ‪ 46‬سبتمبر‬
‫‪ ، 4633‬الطبعة ‪ ، 4633 ، 4‬ترجمة مراد زروق ‪ ،‬على الموقع اإللكتروني ‪:‬‬
‫‪https://lookaside.fbsbx.com/file/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D9%88‬‬
‫‪%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8‬‬
‫‪A.pdf?token=AWx6-m6tPz_Ovwmh82cJHj_2sXG2ohErSPyX-JgLMsBYaMGYQ16IDuU-‬‬
‫‪fi2U_VcxQGhGugsukxRDHRMGhQF_qxEFf2yXUmKQAuz-‬‬

‫‪155‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و في فرنسا ‪ ،‬و في مرحلة الحقة امتدت الجزاءات اإلدارية إلى جميع األنشطة االجتماعية‬
‫و االقتصادية و المالية في مجال الصحة ‪ ،‬الضرائب ‪ ،‬الثقافة ‪ ،‬النقل و المرور ‪ ..‬و لقد تطور‬
‫معه قضاء مجلس الدستوري الفرنسي نحو عدم تعارض الجزاءات اإلدارية العامة مع أحكام الدستور‬
‫في ق اررات نذكر منها ‪:‬‬

‫قرار مجلس الدولة الفرنسي الصادر بتاريخ ‪ 6‬جويلية ‪ ، 4662‬في قضية وزير الداخلية و األمن‬
‫العام و الحريات المحلية ضد السيد " بن قرو " ‪ ،‬دليال على تمتع السلطة التنفيذية بأهلية توقيع‬
‫الجزاءات اإلدارية ‪.‬‬

‫حيث تعود وقائع القضية في صدور قرار بتاريخ ‪ 46‬نوفمبر ‪ 3006‬عن محافظ الشرطة بباريس‬
‫بسحب البطاقة المهنية لسائق طاكسي يدعى بوخالفة بن قرو لمدة ‪ 6‬أشهر نافذة و لمدة ‪ 2‬أشهر‬
‫غير نافذة ‪ ،‬و بعد الطعن الذي رفعه السيد بن قرو ضد قرار محافظ الشرطة أمام المحكمة اإلدارية‬
‫بباريس ألغت هذه األخيرة قرار المحافظ بتاريخ ‪ 33‬ماي ‪ ، 4663‬غير أن محكمة االستئناف اإلدارية‬
‫بباريس كان لها قرار آخر بتاريخ ‪ 33‬ديسمبر‪ ،4664‬حيث ألغت قرار المحكمة اإلدارية بباريس ‪،‬‬
‫لتعرض القضية في األخير أمام مجلس الدولة الفرنسي و يصدر ق ارره بتاريخ ‪ 66‬جويلية ‪. 4662‬‬

‫فقد بين المجلس من خالل هذا القرار أن السلطة التنفيذية تعد مؤهلة لفرض مثل هذه العقوبة‬
‫‪1‬‬
‫إذا ما سمح القانون لسلطة تنفيذية بالحق في تنظيم بعض المسائل المتعلقة بسير المهنة ‪.‬‬

‫و في قرار آخر الصادر عن المجلس الدستوري بتاريخ ‪ 36‬جانفي ‪ 3030‬جاء ليؤكد بصورة صريحة‬
‫على دستورية سلطة توقيع العقوبات من جانب الهيئات اإلدارية ‪ ،‬و ترى أنه ال يمكن فرض عقوبة‬
‫إال بشرط احترام مبدأ مشروعية الجرائم و العقوبات ‪ ،‬و مبدأ ضرورة العقوبة ‪ ،‬و مبدأ عدم رجعية‬
‫القوانين ‪ ،‬باإلضافة إلى احترام حقوق الدفاع ‪ ،‬و أن هذه الشروط ال تتعلق باألحكام و الق اررات‬

‫‪9CuJtrVQd4JrEMqnrKvOySY2BYeh_zRaICxwZ4WWjRliwqLE49L6i3a2KdSVucc5P-‬‬
‫‪Dx2gRC0Q, date de visite : 15-12-2017, à 22 :16.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪C.E l’affaire Ministre de l’intérieur c/ Benkerrou du 7 Juillet 2004, n° 255136,‬‬
‫‪Fondation pour le Droit Continental , op.cit ,P.8.‬‬

‫‪156‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫ و إنما كل جزاء ذو طابع عقابي أوكل المشرع توقيعه لسلطة ذات طابع غير‬، ‫القضائية فحسب‬
1
. ‫قضائي‬

‫ جويلية‬43 ‫و لقد فصل المجلس الدستوري الفرنسي بشكل نهائي في دستورية الجزاءات اإلدارية في‬
‫ الذي أصدر أصدر ق ار ار اعتبره الفقهاء بأنه الفصل في نطاق دستورية الجزاءات اإلدارية جاء‬3030
: ‫فيه‬

‫ عقبة أمام االعتراف‬، ‫ أو قاعدة دستورية‬، ‫ و ال أي مبدأ آخر‬، ‫" ال يشكل مبدأ الفصل بين السلطات‬
‫ بممارسة سلطة توقيع الجزاءات‬، ‫للسلطة اإلدارية التي تتصرف في نطاق امتيازات السلطة العامة‬
‫ كالحبس و االعتقال‬، ‫ أن ال تكون هذه الجزاءات من الجزاءات السالبة للحرية‬: ‫بشرطين أولهما‬
‫ أن تقترن سلطة الجزاء بالضمانات التي تكفل حماية الحقوق و الحريات‬: ‫ ثانيهما‬، ‫و الحجز‬
2
. " ‫ و الحق في الطعن‬، ‫ كالحق في الدفاع‬، ‫المكفولة دستوريا‬

1
“ qu'une peine ne peut être infligée qu'à la condition que soient respectés le principe de
légalité des délits et des peines, le principe de nécessité des peines, le principe de non-
rétroactivité de la loi pénale d'incrimination plus sévère ainsi que le principe des droits de
la défense et que ces exigences concernent non seulement les peines prononcées par
les juridictions répressives mais aussi toute sanction ayant le caractère d'une punition
même si le législateur a laissé le soin de la prononcer a une autorité de nature non
judiciaire ", C.E n° 88-248 DC, 17 janvier 1989 ,sur le site : http://www.conseil-
etat.fr/Decisions-Avis-Publications/Etudes-Publications/Dossiers-thematiques/Le-juge-
administratif-et-les-sanctions-administratives , date de visite : 12- 12- 2017, à 02 :33 .
2
Considérant que le principe de la séparation des pouvoirs, non plus qu'aucun principe
ou règle de valeur constitutionnelle ne fait obstacle à ce qu'une autorité administrative,
agissant dans le cadre de prérogatives de puissance publique, puisse exercer un pouvoir
de sanction dès lors, d'une part, que la sanction susceptible d'être infligée est exclusive
de toute privation de liberté et, d'autre part, que l'exercice du pouvoir de sanction est
assorti par la loi de mesures destinées à sauvegarder les droits et libertés
constitutionnellement garantis , décision n° 89-260 DC du 28 Juillet 1989 , sur le site :
http://www.conseil-constitutionnel.fr/conseil-constitutionnel/francais/les-decisions/acces-
par-date/decisions-depuis-1959/1989/89-260-dc/decision-n-89-260-dc-du-28-
juillet-1989.8652.html , date de visite : 12- 34- 2016, à 02 :59 .

157
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫أما في الجزائر و بإنشاء السلطات اإلدارية المستقلة في مختلف المجاالت ‪ ،‬تم تخويلها سلطة توقيع‬
‫جزاءات إدارية على غرار اإلدارة التقليدية ‪.‬‬
‫إال أنه لم يعرض إلى اآلن أي طلب بشأن فحص مدى دستورية الجزاءات اإلدارية التي توقعها‬
‫الهيئات اإلدارية ‪ ،‬لكن يمكن القول عموما أن المجلس الدستوري الجزائري ال يرى تعارضا بين هذه‬
‫الجزاءات ونصوص الدستور الجزائري بدليل اآلراء التي أدلى بها بشأن القوانين العضوية التي تمت‬
‫‪1‬‬
‫المصادقة عليها من البرلمان ‪.‬‬

‫و مثال ذلك الرأي الذي أدلى به المجلس المتعلق بمراقبة مطابقة القانون العضوي المتعلق باإلعالم‬
‫‪2‬‬
‫حيث لم يبدي تحفظاته بشأن الصالحيات التي يمكن أن تخول لسلطة ضبط النشاط‬ ‫للدستور‪،‬‬
‫السمعي البصري بموجب القانون المتعلق بالنشاط السمعي البصري إستنادا إلى أحكام المادة ‪ 02‬من‬
‫القانون العضوي المتعلق باإلعالم ‪ ،‬على أنه اشترط أال يتضمن هذا القانون عند إعداده أحكاما تمس‬
‫بصالحيات مؤسسات أو سلطات أخرى و ال يتطلب تطبيقه إقحام هذه األخيرة أو تدخلها ‪.‬‬

‫و عليه يمكن القول أنه ثمة إقرار للسلطة اإلدارية بتوقيع جزاءات إدارية في غير مجالي التأديب‬
‫و التعاقد ‪ ،‬مع التأكيد على أن األساس الدستوري للجزاءات اإلدارية هو مبدأ ال جريمة و ال عقوبة‬
‫إال بناء على نص شرعي أو قانوني ‪ ،‬و لهذا فهناك العديد من الضوابط يحاط بها اختصاص اإلدارة‬
‫في تحديد الجزاءات اإلدارية للحفاظ على حقوق األفراد و حرياتهم العامة ‪ ،‬و التي تحوز حماية‬
‫دستورية ال يجوز المساس بها بنص قانوني أو الئحي لعل أهمها ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫بوجالل صالح الدين ‪ ،‬الجزاءات اإلدارية بين ضرورات الفعالية اإلدارية وقيود حماية الحقوق والحريات األساسية –‬
‫دراسة مقارنة ‪ ، -‬مجلة العلوم االجتماعية ‪ ،‬جامعة محمد لمين دباغين ‪ ،‬سطيف ‪ ، 4‬العدد ‪ ، 30‬ديسمبر ‪، 4632‬‬
‫ص ‪. 432‬‬
‫‪2‬‬
‫رأي رقم ‪ / 64‬ر‪ .‬م‪ .‬د ‪ 34 /‬المؤرخ في ‪ 63‬جانفي ‪ ، 4634‬يتعلق بمراقبة مطابقة القانون العضوي المتعلق‬
‫باإلعالم ‪ ،‬للدستور ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 32‬جانفي ‪ ، 4632‬العدد ‪. 4‬‬

‫‪158‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫أوال ‪ :‬خروج العقوبات السالبة للحرية من الجزاء اإلداري‬

‫ألن نطاق توقيع عقوبة إدارية هو استثناء من األصل العام ‪ ،‬فإن المشرع يستأثر باختصاص القضاء‬
‫األصيل بعقوبة الحبس أو السجن ‪.‬‬

‫ألنه يعد بمثابة الخط الفاصل بين االختصاص القضائي و اإلداري ‪ ،‬و نظ ار لطبيعة المخالفات‬
‫في المجاالت االقتصادية و االجتماعية ‪ ،‬و التي ال تتناسب معها توقيع عقوبات سالبة للحرية‬
‫لمواجهة مخالفات يتم احتوائها بعقوبات ال تمس بجسد المخالف و تقيد حريته ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬عدم جواز احتواء الجزاء اإلداري على مصادرة ألحد الحقوق‬

‫ال تملك اإلدارة و هي بصدد توقيع جزاءات إدارية ‪ ،‬مصادرة حق دستوري ‪ ،‬أو فرض قيود توقف‬
‫أو تعطل ممارسته بقرار إداري ‪ ،‬ما لم ينص القانون على ذلك صراحة ‪.‬‬

‫حيث تنص المادة ‪ 23‬من الدستور ‪:‬‬


‫" يعاقب القانون على المخالفات المرتكبة ضد الحقوق و الحريات ‪ ،‬و على كل ما يمس سالمة‬
‫اإلنسان البدنية و المعنوية " ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫لكنها يمكن لها فرض جزاءات على مخالفة شروط ممارسة هذا الحق ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬رقابة مدى شرعية قواعد الجزاءات اإلدارية العامة‬

‫رغم عدم تقنين قانون العقوبات اإلداري في الجزائر‪ ،‬إال أنه كغيره من القوانين تخضع قواعده لرقابة‬
‫دستورية ‪.‬‬

‫و عليه سنتعرض لحدود اختصاص السلطة التنفيذية في تحديد المخالفات اإلدارية ‪ ،‬و لمشكلة‬
‫التفويض التشريعي نظ ار ألهميته في نطاق قانون العقوبات اإلداري ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعم خليفة ‪ ،‬ضمانات مشروعية العقوبات اإلدارية ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 02‬‬

‫‪159‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫الفرع األول ‪ :‬االختصاص األصيل للسلطة التشريعية في تحديد الجزاءات‬


‫اإلدارية‬

‫تعد جرائم ‪ ،‬و يحدد العقوبات المناسبة له ‪.‬‬


‫و يقصد به أن المشرع وحده الذي يحدد األفعال التي ّ‬

‫فالسلطة التشريعية هي المختصة بإصدار القوانين ‪ ،‬فال القاضي و ال اإلدارة بوسعهما معاقبة أي فعل‬
‫إذا لم يكن منصوص عليه في القانون ‪ ،‬و ما على اإلدارة سوى تطبيق القانون و النص المكتوب ‪.‬‬

‫و هذا من نتائج الشرعية الجزائية ‪ ،‬التي ترتب واجبا على السلطة التنفيذية و حتى القضائية ‪.‬‬
‫و نظ ار لما يتسم به القانون من عمومية و تجريد فإن األصل أن القانون هو الذي يحدد الجزاء‬
‫اإلداري ألنه ال يصدر عن نوازع شخصية ذاتية تتعارض مع المصلحة العامة و إال أصاب القانون‬
‫عيب االنحراف التشريعي ‪.‬‬

‫فالقانون قبل إصداره يمر بعدة مراحل منذ اقتراحه ‪ ،‬كما أنه يخضع للرقابة الدستورية على القوانين‬
‫‪1‬‬
‫من تأكد احترام القوانين الصادرة للحقوق و الحريات العامة ‪.‬‬

‫و السلطة التشريعية هي المختصة بتحديد العقوبات بما فيها الجزاءات اإلدارية تطبيقا لمبدأ الشرعية ‪،‬‬
‫الذي يفرض على اإلدارة قيودا من نطاق فرض الجزاءات ‪.‬‬

‫و على هذا األساس فلإلدارة قيدين يتمثالن في أنه ال يجوز لها تطبيق جزاء لم يرخص به المشرع ‪،‬‬
‫و ال يجوز لها اتخاذ إجراء لم يقرره القانون ‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬عدم جواز اتخاذ اإلدارة لجزاء لم يرخص به القانون‬

‫و نفرق هنا بين فرضين ‪ ،‬األول أن المشرع لم يرخص بالج ازء ‪ ،‬و الثاني أنه عهد به إلى جهة أخرى‬
‫غير اإلدارة ‪.‬‬

‫و في كلتا الحالتين يحضر على اإلدارة إتخاذ هذا الجزاء ‪ ،‬و إال أعتبر اغتصاب لالختصاص ‪،‬‬
‫و إهدار لمبدأ دستوري القائم على مبدأ الفصل بين السلطات ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد باهي أبو يونس ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 26‬‬

‫‪160‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫حيث ال يجوز لها تطبيق جزاء لم يرخص به المشرع ‪ ،‬أو عهد به إلى جهة أخرى ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فقد جاء في قرار مجلس الدولة الجزائري ‪:‬‬

‫" حيث ثبت من الوقائع أن البلدية تدخلت للفصل في النزاع القائم بين المستأنف عليه و المدخلين‬
‫في الخصام حول التصرف أو لمن ترجع حيازة القطعة الترابية المذكورة ‪ ،‬حيث أن مثل هذه النزاعات‬
‫تعد من اختصاص الجهة القضائية ‪.‬‬

‫حيث أن البلدية غير مخولة قانونا للفصل في مسألة الحيازة ‪ ،‬حيث بالرجوع إلى القرار المعاد ‪ ،‬فإن‬
‫قضاة المجلس أسسوا قرارهم على أن تدخل رئيس البلدية في نزاع قائم بين مواطنين حول مسألة‬
‫الملكية أو حق االرتفاق يعد تجاو از للسلطة " ‪.‬‬

‫و عليه فاختصاص المشرع بتحديد العقوبة و الجزاء اإلداري يلقى على اإلدارة باعتبارها الجهة المنوط‬
‫بها تطبيق تلك الجزاءات ‪ ،‬و ينتهي اختصاصها عند حد تطبيقها للنصوص التي أقرها المشرع ‪.‬‬

‫فيقع على اإلدارة إلتزامات تتمثل في ضرورة احترام النصوص المقررة للمخالفة من حيث النوع‬
‫و الدرجة ‪ ،‬و ال يجوز لها استبدال جزاء مقرر لعقوبة أخرى على أنها أكثر نجاعة من الجزاء األول ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫كما ال يحق لها اتخاذ جزاء غير قانوني ‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬عدم جواز اتخاذ اإلدارة إلجراء لم يقرره القانون‬

‫و هنا المشرع يمنح لإلدارة إمكانية اتخاذ جزاء معين بكيفية و إجراءات معينة ‪ ،‬لكن اإلدارة تتخذ إجراء‬
‫آخر غير المقرر قانونا ‪ ،‬معتبرة أنه األكثر فعالية لمواجهة المخالفة المرتكبة ‪ ،‬لتكون بذلك أقرت‬
‫لنفسها سلطة تقديرية لم يمنحها إياها القانون ‪ ،‬و يبطل القرار لعيب في اإلجراء ‪.‬‬

‫و مثاله ما جاء به المشرع في المادة ‪ 68‬من قانون ‪ 63 -32‬المحدد لقواعد مطابقة البنايات ‪ ،‬التي‬
‫تجبر الوالي في حالة البناء بدون رخصة تجزئة ‪ ،‬األمر أوال بإعادة األماكن إلى حالتها األصلية‬

‫‪1‬‬
‫قرار م‪ .‬د‪.‬ج رقم ‪ ، 38664‬المؤرخ في ‪ 32‬أوت ‪ ، 4664‬نقال عن محمد الصغير بعلي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪.362‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعم خليفة ‪ ،‬ضمانات مشروعية العقوبات اإلدارية ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 20 -23‬‬

‫‪161‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫في هدم البنايات المشيدة بدون رخصة ‪ ،‬و في حالة عدم امتثال المخالف في اآلجال المحددة ‪ ،‬يأمر‬
‫‪1‬‬
‫الوالي بالهدم على نفقته ‪.‬‬

‫فإذا لجأ الوالي مثال إلى قرار الهدم دون استصدار قرار اإلزالة للبنايات المخالفة ‪ ،‬نكون أمام إجراء‬
‫متخذ مخالفا للقانون ‪ ،‬مما يجعله معيبا و معرضا لإلبطال ‪.‬‬

‫ومن تطبيقات القضاء اإلداري الجزائري في هذا المجال قرار الغرفة اإلدارية بالمحكمة العليا من طرف‬
‫"ق ع ب" ضد والي والية قسنطينة ‪:‬‬

‫"إن نزع الملكية ال يكون ممكنا إال إذا جاء تنفيذا لعمليات ناتجة عن تطبيق إجراءات نظامية ‪ ،‬مثل‬
‫التعمير و التهيئة العمرانية و التخطيط ‪ ،‬و تتعلق بإنشاء تجهيزات جماعية و منشآت و أعمال كبرى‬
‫ذات منفعة عمومية ‪.‬‬

‫و لما كان ثابت في القضية المعروضة عليها أن القطعة األرضية محل النزاع التي منحت للبلدية قد‬
‫جزئت للخواص و سمحت لهم ببناء مساكن ‪ ،‬فهنا تبين أن اإلدارة خرجت عن الهدف المقرر من وراء‬
‫‪2‬‬
‫نزع الملكية ‪ ،‬و بالنتيجة قررت الغرفة إبطال القرار " ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬االختصاص االستثنائي للسلطة التنفيذية في تحديد الجزاءات‬


‫اإلدارية‬

‫و يتمثل في منح بعض من اختصاصات السلطة التشريعية إلى السلطة التنفيذية ‪ ،‬و التي تتمثل‬
‫في سن القوانين ‪.‬‬

‫و يعد التفويض التشريعي لإلدارة استثناء على مبدأ الفصل بين السلطات لمواجهة بعض المستجدات‬
‫و المتغيرات ‪ ،‬بشروط و إجراءات ضمانا لحماية حقوق و حريات األفراد ‪.‬‬

‫‪ 1‬ق‪ 32 -63 .‬المؤرخ في ‪ 46‬جويلية ‪ ، 4663‬المحدد لقواعد مطابقة البنايات و إتمام إنجازها ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 8‬أوت ‪ ، 4663‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪2‬‬
‫المجلة القضائية الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪ ، 3003 ، 3‬ص ‪. 306‬‬

‫‪162‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫فدور السلطة التشريعية في وضع القانون يقتصر على وضع المبادئ العامة و السلطة التنفيذية‬
‫بطبيعة وظيفتها ‪ ،‬و بحكم اتصالها المستمر بالجمهور ‪ ،‬تكون هي األدرى بحاجيات المواطنين ‪،‬‬
‫فتكون أكثر خبرة باألنشطة و المجاالت ‪ ،‬و أكثر معرفة بالجزئيات و التفاصيل الالزمة ‪ ،‬و أكثر قدرة‬
‫في تقدير االنحراف و تحديد الجزاء المناسب له ‪ ،‬لوضع هذه المبادئ العامة موضع النفاذ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫و من هنا تتحقق الحكمة في منح‬ ‫لذلك نجد أن سلطة إصدار ق اررات و مراسيم مسلم بها لإلدارة ‪،‬‬
‫السلطة التنفيذية الحق في إصدار القوانين استثناء ‪ ،‬و هو دعوة صريحة من القانون ذاته و حق ثابت‬
‫مسبقا ‪ ،‬حيث تنص الفقرة األولى المادة ‪ 324‬من الدستور ‪:‬‬
‫" لرئيس الجمهورية أن يشرع بأوامر في مسائل عاجلة في حالة شغور المجلس الشعبي الوطني‬
‫أو خالل العطل البرلمانية ‪ ،‬بعد رأي مجلس الدولة " ‪.‬‬

‫يظهر أن السلطة التنفيذية تشرع على الرغم من أن األوامر المتخذة من طرف رئيس الجمهورية تعرض‬
‫على السلطة التشريعية للموافقة عليها ‪ ،‬إال أنها ال تملك إال الموافقة أو الرفض دون مناقشة أحكام‬
‫األمر‪.‬‬

‫ثم إن تدخل السلطة التنفيذية في العمل التشريعي يظهر أيضا في حاالت اإلحالة إلى التنظيم بموجب‬
‫القوانين التي يصوت عليها البرلمان ‪.‬‬

‫فتحديد كيفيات تطبيق القانون يرجع دائما و ينظم عن طريق السلطة التنفيذية ‪ ،‬و في ذلك إقحام‬
‫اإلدارة في وضع القاعدة القانونية ‪.‬‬

‫و كذلك في حال غموض النص القانوني ‪ ،‬فالسلطة التنفيذية تقوم بتأويله و تفسيره ‪ ،‬مما يعطي مجاال‬
‫أوسع لتدخل اإلدارة ‪.‬‬

‫و حتى ال يتحول التفويض الممنوح من المشرع للسلطة التنفيذية في تحديد بعض العقوبات اإلدارية‬
‫إلى تنازل عن اختصاصاته الشرعية لصالح تلك السلطة فإنه ال بد للتفويض من نطاق ال يتعداه ‪،‬‬
‫و إن كان من اختصاص السلطة التنفيذية محصو ار في نطاق المخالفات نوعا و عقوبة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫برهان رزيق ‪ ،‬السلطة اإلدارية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 334‬‬

‫‪163‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫البند األول ‪ :‬التفويض التشريعي في قانون العقوبات اإلداري‬

‫لما كان األصل في التشريع إناطته بالسلطة التشريعية ‪ ،‬فإن التفويض التشريعي يعد االستثناء على‬
‫ذلك ‪ ،‬و لما كان التفويض التشريعي يمنح السلطة التنفيذية سلطة تحديد عناصر التجريم دون إنشاء‬
‫جرائم ‪ ،‬فهل يجوز و تحت إطار التفويض التشريعي إنشاء جرائم جديدة ؟‬

‫تملي العديد من االعتبارات العملية على المشرع في بعض الحاالت أن يحدد القواعد العامة في‬
‫التجريم ‪ ،‬و يترك عناصر التجريم للسلطة التنفيذية ‪ ،‬بحيث يكون لديها من المرونة و السرعة‬
‫ما تواجه به المتغيرات و هذا ما يؤهلها للقيام بذلك على نحو أفضل ‪.‬‬

‫و لقد حدد الدستور الفرنسي ذلك من خالل المادتين ‪ 82‬و‪ 86‬من الدستور حينما تسمح للسلطة‬
‫اإلدارية بإنشاء المخالفات ‪.‬‬

‫و نظ ار لالنتقادات التي تعرضت لها المادة ‪ 82‬من دستور فرنسا كون إنشاء المخالفات بصفة عامة‬
‫من قبل السلطة التنفيذية يمثل إهدا ار لمبدأ الشرعية ‪ ،‬لكون المخالفات قد تصل إلى الحبس ‪ ،‬فلجأ‬
‫المجلس الدستوري الفرنسي إلى اإلفتاء بتحديد السلطة التنفيذية في الدولة باختصاص إنشاء‬
‫‪1‬‬
‫المخالفات فقط دون أن يكون العقاب سلبا للحرية ‪.‬‬

‫أما التفويض بمعنى تحديد عناصر التجريم فهو يعد اختصاص أصيل للسلطة التنفيذية و اإلدارة‬
‫بعد النص عليه دستو ار و قانونا ‪.‬‬

‫و يبدو أن سلطة اإلدارة العامة عندما تمارس مهمة التفويض التشريعي الممنوح لها هي أقدر على‬
‫تحديد حاجات ممارسة النشاطات االدارية المختلفة و سبل حمايتها و بالتالي تمنع أشكال األفعال‬
‫التي تنال منه ‪.‬‬

‫لكن التفويض التشريعي الذي سمح به المشرع لإلدارة مقيد بشروط و ضوابط ‪ ،‬لعل أهمها تقدير‬
‫الجزاء و التقيد به ‪ ،‬و هنا يكون الجزاء مؤسسا قانونا ‪ ،‬مع تقديم اإلدارة المبررات الالزمة لتوقيعه ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 346‬‬

‫‪164‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و أن يكون الجزاء محدد بمدة معينة ‪ ،‬فيكون عامل الزمن محدد مسبقا ‪ ،‬و يزول بزوال السبب‬
‫الذي أدى إلى اللجوء إليه ‪.‬‬

‫و تكون رقابة القضاء على التفويض التشريعي الممنوح لإلدارة من خالل الشكل و الموضوع ‪.‬‬

‫فمن خالل الشكل يراقب القضاء مشروعية إصدار األنظمة و التعليمات من حيث خضوعها للقانون ‪،‬‬
‫و من حيث ممارسة االختصاص في إصدارها ‪.‬‬

‫أما رقابة القضاء على الموضوع فيجب أن تصدر األنظمة و التعليمات و الق اررات دونما تعديل‬
‫‪1‬‬
‫أو تعطيل أو تجاوز على أحكام القانون ‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬نطاق التفويض التشريعي و مبدأ الفصل بين السلطات‬

‫يثار كثي ار عندما تفرض اإلدارة عقوبات إدارية على مخالفة معينة في إطار القانون أن النشاط القانوني‬
‫لإلدارة المتمثل بفرض العقوبات اإلدارية يتعارض مع مبدأ الفصل بين السلطات ‪ ،‬ذلك أن األصل‬
‫هو أن القضاء يفرض العقوبة ضمن إجراءات قضائية محددة ‪.‬‬

‫لذا فان مجلس الدولة الفرنسي حسم الخالف الذي نشب في هذا الشأن عندما أقر بأن مبدأ الفصل بين‬
‫السلطات ال يعد عقبة أمام سلطة اإلدارة بفرض العقوبات اإلدارية بحكم القانون ‪ ،‬سواء من حيث‬
‫ممارسة االختصاص القانوني المتمثل بفرض العقوبة ‪ ،‬أو من حيث فرض الجزاء و إيقاعه و تنفيذه ‪،‬‬
‫و ذلك من زوايا تتمثل أساسا في ‪:‬‬

‫أن العقوبات التي تفرضها اإلدارة ال تتعلق بسلب الحرية كما رأينا سابقا ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مراعاة الضمانات الدستورية المتعلقة بالحقوق و الحريات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال تتعدى الجزاءات اإلدارية المخالفات دون الجنح و الجنايات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد علي عبد الرضا عفلوك ‪ ،‬األساس القانوني للعقوبات االدارية ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و عليه فالتفويض محدود في نطاق ضيق ‪ ،‬لتبطل العقوبة اإلدارية إذا تجاوزت هذه الحدود ‪ ،‬ألن هذه‬
‫األمور و نظ ار لخطورتها يستأثر بها المشرع بتحديد العقوبة المتصلة بها ‪ ،‬لما يتمتع به التشريع‬
‫‪1‬‬
‫من ضمانات تفتقدها اإلدارة في حال إقرارها للعقوبة اإلدارية ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة‬

‫ال تبدأ هذه المرحلة إال بعد انتهاء المرحلة اإلدارية بصدور قرار الجزاء ضد المخالف ‪ ،‬إذ يحق‬
‫للشخص الموقع ضده الجزاء اإلداري أن يرفض القرار ‪ ،‬و يلجأ إلى القضاء المختص كأحد الضمانات‬
‫المكفولة له لعدم رضاه بالنطق بمضمون القرار اإلداري القاضي بمعاقبته ‪ ،‬سواء العتراضه على‬
‫الجزاء و مدى صحته أو في مقداره ‪.‬‬

‫و من هنا تبرز أهمية الرقابة القضائية على الجزاءات اإلدارية العامة ‪ ،‬ال سيما الرقابة على التفويض‬
‫التشريعي ‪ ،‬و رقابة كل من القاضي الجنائي و اإلداري على الجزاءات اإلدارية ‪ ،‬و إلى حق األفراد‬
‫بالطعن ضد الجزاء اإلداري ‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬الرقابة على التفويض التشريعي‬

‫يبدو أن سلطة اإلدارة العامة عندما تمارس مهمة التفويض التشريعي الممنوح لها هي أقدر على تحديد‬
‫حاجات ممارسة النشاطات اإلدارية المختلفة و سبل حمايتها و بالتالي تمنع أشكال األفعال التي تنال‬
‫منه‪.‬‬
‫و تكون رقابة القضاء على التفويض التشريعي الممنوح لإلدارة طبقا لهذا التفويض ‪ ،‬من خالل الشكل‬
‫و الموضوع ‪.‬‬

‫فمن خالل الشكل ‪ ،‬يراقب القضاء مشروعية إصدار األنظمة ‪ ،‬التعليمات و الق اررات من حيث‬
‫خضوعها للقانون ‪ ،‬التأكد من الجهة المفوضة ‪ ،‬و من حيث ممارسة اإلختصاص في إصدارها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعم خليفة ‪ ،‬ضمانات مشروعية العقوبات اإلدارية ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 02‬‬

‫‪166‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫القررات دون تعديل أو تعطيل‬


‫أما من حيث الموضوع ‪ ،‬فيجب أن تصدر األنظمة ‪ ،‬التعليمات و ا‬
‫‪1‬‬
‫أو تجاوز على أحكام القانون ‪.‬‬

‫كل ذلك منعا من تعسف اإلدارة في خلق جرائم و تصبح هي األصل بينما هي استثناء ‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬رقابة القاضي الجنائي على مشروعية الجزاء اإلداري‬

‫الفصل في مشروعية الق اررات اإلدارية ‪ ،‬و في مدى مشروعيتها من طرف القاضي اإلداري الذي يبسط‬
‫رقابته على الهدف من الجزاء ‪ ،‬و صحة الوقائع التي استندت إليها اإلدارة لتوقيع الجزاء ‪ ،‬و صحة‬
‫الوصف الذي أصبغته على المخالفة و التكييف القانوني للوقائع ‪.‬‬

‫فيبسط القاضي رقابته على تقدير الوقائع ‪ ،‬و في حالة خطأ اإلدارة في التقدير‪ ،‬يقضي بعدم مشروعية‬
‫الجزاء ‪.‬‬

‫إال أن رقابة القاضي الجنائي على مشروعية الجزاء اإلداري ‪ ،‬هي رقابة امتناع ‪ ،‬أي يمتنع عن تطبيق‬
‫‪2‬‬
‫الجزاء ‪ ،‬ذلك أن رقابة اإللغاء من اختصاص القاضي اإلداري ‪.‬‬

‫البند الثالث ‪ :‬رقابة القاضي اإلداري على مشروعية الجزاء اإلداري‬

‫يراقب القضاء اإلداري الوصف القانوني الذي أضفته اإلدارة على الوقائع ‪ ،‬و ضمانا لمشروعية‬
‫األعمال اإلدارية يجوز اللجوء للقضاء اإلداري قصد إلغاء القرار أو توقيفه ‪ ،‬ضمن إطار ممارسة حق‬
‫التقاضي ‪.‬‬

‫و في حالة قرار متعسف أو شابه عيبا في أحد أركانه أو شروطه ‪ ،‬يكون باطال ‪.‬‬

‫كما تشمل رقابة القضاء للجزاء اإلداري ‪ ،‬رقابة المشروعية اإلجرائية الشكلية أو الموضوعية للجزاء ‪،‬‬
‫فيقضي بالبطالن إذا شاب الجزاء عيب جوهري ‪ ،‬و حالة خطأ اإلدارة في إصداره ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 443 -446‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 400 -402‬‬

‫‪167‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و يحوز اإللغاء حجية الشيء المقضي به ‪ ،‬و يمتنع على اإلدارة تنفيذه إال بموجب نص صريح مثل‬
‫الجزاءات في مجال التهيئة و التعمير ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫كما أن حكم بإلغاء الجزاء يسري من يوم اتخاذه ‪ ،‬فيعتبر كأن لم يكن ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أو الحلول محلها‬ ‫إال أن دور القاضي يتوقف عند حدود إلغاء الجزاء ‪ ،‬ال يتعداه إلى تعديل الجزاء‬
‫في توقيع الجزاء حسب ما نص عليه المشرع ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الرقابة على السلطة التقديرية لإلدارة‬

‫إن مناط التمييز بين اإلرادة الحرة لإلدارة و اإلرادة المقيدة تحددها النصوص القانونية أو التنظيمية ‪،‬‬
‫فقواعد القانون أو التنظيم هي التي تبرز لنا متى نكون أمام إاردة حرة أو مقيدة ‪.‬‬
‫فحين يترك لإلدارة حرية تقدير الظروف و تكييف الوقائع المعروضة أمامها ‪ ،‬و ال يلزمها بإصدار‬
‫قرار محدد ‪ ،‬ففي هذه الحالة تتمتع بسلطة تقديرية ‪ ،‬و أبرز مثال الق اررات الضبطية ‪ ،‬فالدستور‬
‫و القانون منحا جهة اإلدارة الحرية في إصدار القرار الضبطي حسب الظروف و ما تقتضيه من‬
‫‪3‬‬
‫غير أن تمتع اإلدارة بقدر من الحرية ال يعني تفردها بشكل مطلق في اتخاذ القرار ‪،‬‬ ‫إجراءات ‪،‬‬
‫ذلك أن مفهوم دولة القانون يفرض إخضاع ق اررات اإلدارة لرقابة القضاء ‪ 4،‬إذا تبين تعسف اإلدارة‬
‫في إصداره ‪ ،‬و التي قد تستعمل الحرية التي منحها إياها القانون للمساس بحريات األفراد و حقوقهم ‪،‬‬
‫و بذلك تكون قد انتهكت الغاية من السلطة التقديرية التي منحت لها في سبيل تحقيق المصلحة‬
‫العامة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Rivero J et Waline J, droit administratif, Paris, Dalloz, 1994, p.199.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Chevallier Jean, l’interdiction pour le juge administratif de faire acte d’administrateur,‬‬
‫‪A.J.D.A, Paris, 1972, p. 67.‬‬
‫‪3‬‬
‫عمار بوضياف ‪ ،‬القرار اإلداري – دراسة تشريعية قضائية فقهية ‪ -‬دار جسور للنشر و التوزيع ‪ ،‬الطبعة ‪، 3‬‬
‫الجزائر ‪ ، 4666 ،‬ص ‪. 26‬‬
‫‪4‬‬
‫عمار بوضياف ‪ ،‬دعوى اإللغاء في قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ،‬دار جسور للنشر و التوزيع ‪ ،‬الطبعة ‪، 3‬‬
‫الجزائر ‪ ، 4660 ،‬ص ‪. 80‬‬

‫‪168‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫ثانيا ‪ :‬الطعن في الجزاء اإلداري‬


‫قد يعترض الشخص المخاطب بالجزاء على مشروعيته أمام القضاء المختص إلثبات بطالن الجزاء‬
‫الغير قانوني ‪.‬‬
‫و الطعن يكون من اختصاص القضاء اإلداري ‪ ،‬و هو األصل العام ‪ ،‬و لكن هذا ال يمنع اختصاص‬
‫القضاء العادي بها في حاالت معينة ‪.‬‬

‫و تشمل رقابة القضاء رقابة المشروعية الموضوعية للجزاء اإلداري ‪ ،‬فيعد الجزاء منعدما إذا كان‬
‫القانون ال يسمح به ‪ ،‬كجزاء المصادرة بإرادتها المنفردة ‪ ،‬ألن المبدأ أنه ال يجوز توقيع هذا الجزاء‬
‫نظ ار لخطورته بدون أن يأذن به القانون ‪.‬‬

‫و نجد اختصاص القضاء اإلداري في الفصل في الطعون و الذي يعتبر األصل العام طبقا للمادة‬
‫‪1‬‬
‫‪ 366‬و ‪ 363‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪.‬‬

‫و القانون العضوي ‪ 63 -03‬حي تنص المادة ‪ 0‬منه ‪:‬‬


‫" يختص مجلس الدولة كدرجة أولى و أخيرة ‪ ،‬بالفصل في دعاوى اإللغاء و التفسير و تقدير‬
‫المشروعية في الق اررات اإلدارية الصادرة عن السلطات اإلدارية المركزية و الهيئات العمومية الوطنية‬
‫و المنظمات المهنية الوطنية ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫و يختص أيضا بالفصل في القضايا المخولة له بموجب نصوص خاصة "‪.‬‬

‫كما تنص تنص المادة ‪ 36‬من قانون ‪: 68 -4666‬‬


‫" يجوز الطعن في ق اررات مجلس سلطة الضبط أمام مجلس الدولة في أجل شهر واحد ابتداء من‬
‫‪3‬‬
‫تاريخ تبليغها ‪ .‬و ليس لهذا الطعن أثر موقف " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ق‪ 60 -63.‬المؤرخ في ‪ 42‬فيفري ‪ ، 4663‬المتضمن ق‪.‬إم‪.‬إ ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 46‬أفريل ‪ ، 4663‬العدد ‪. 43‬‬

‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0‬المعدلة من ق‪ .‬العضوي ‪ 38 -33‬المؤرخ في ‪ 40‬جويلية ‪ ، 4633‬يعدل و يتمم ق‪ .‬العضوي ‪-03‬‬
‫‪ 63‬المؤرخ في ‪ 86‬ماي ‪ ، 3003‬المتعلق باختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه و عمله ‪ ،‬ج‪ .‬ر الصادرة في ‪ 8‬أوت‬
‫‪ ، 4633‬العدد ‪. 28‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 36‬من ق‪ ، 68 -4666 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و المادة ‪ 366‬من األمر ‪ 33 -68‬المتعلق بالنقد و القرض حيث تنص ‪:‬‬


‫" ‪ ..‬تكون ق ار ار اللجنة المتعلقة بتعيين قائم باإلدارة مؤقتا ‪ ،‬أو المصفي ‪ ،‬و العقوبات التأديبية وحدها‬
‫قابلة للطعن القضائي ‪.‬‬
‫يجب أن يقدم الطعن في أجل ستين ( ‪ ) 06‬يوما ابتداء من تاريخ التبليغ تحت طائلة رفضه شكال ‪.‬‬
‫يتم تبليغ الق اررات بواسطة عقد غير قضائي أو طبقا لقانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫تكون الطعون من اختصاص مجلس الدولة و هي غير موقفة للتنفيذ " ‪.‬‬

‫أما فيما يخص القضاء العادي فيفصل في الطعون و منازعات مخالفات المرور ‪ ،‬طلبات التعويض‬
‫‪2‬‬
‫عن األضرار عن مركبة تابعة للدولة ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى منازعات الجمارك مادة ‪: 468‬‬
‫" تنظر الجهة القضائية بالبت في القضايا المدنية ‪ ،‬في االعتراضات المتعلقة بدفع الحقوق و الرسوم‬
‫أو استردادها و معارضات اإلكراه و غيرها من القضايا الجمركية األخرى التي ال تدخل في إختصاص‬
‫‪3‬‬
‫القضاء الجزائي " ‪.‬‬
‫و المادة ‪ 32‬من قانون منازعات الضمان االجتماعي ‪:‬‬
‫" تكون الق اررات الصادرة عن اللجنة الوطنية المؤهلة للطعن المسبق قابلة للطعن فيها أمام المحكمة‬
‫‪4‬‬
‫المختصة طبقا ألحكام قانون اإلجراءات المدنية " ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬وسائل تحميل اإلدارة على تنفيذ األحكام و الق اررات‬

‫في حالة عدم امتثال اإلدارة للحكم القاضي بإبطال القرار اإلداري الفردي ‪ ،‬يلجأ القضاء اإلداري‬
‫إلى آليات تتمثل في األوامر و الغرامة التهديدية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 366‬المعدلة من األمر ‪ 62 -36‬و المتعلق بالنقد و القرض ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 364‬من ق‪ .‬إ‪ .‬م‪ .‬إ ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 468‬المعدلة بموجب ق‪ ، 36 -03 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ق‪ 63 -63 .‬المؤرخ في ‪ 48‬فيفري ‪ ، 4663‬يتعلق بالمنازعات في مجال الضمان االجتماعي ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في‬
‫‪ 4‬مارس ‪ ، 4663‬العدد ‪. 33‬‬

‫‪170‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫‪ .1‬توجيه أوامر لإلدارة و وقف التنفيذ ‪:‬‬


‫استقر االجتهاد القضائي اإلداري في فرنسا و الجزائر على أنه ال يدخل في اختصاص القاضي‬
‫اإلداري أو في صالحياته توجيه األوامر لإلدارة أو الحلول محلها ‪ ،‬كما رأينا سابقا ‪ ،‬على اعتبار‬
‫أن اإلدارة سلطة مستقلة عن القضاء ‪ ،‬و هي متقاض ذو طابع خاص ‪.‬‬

‫فتقرر في فرنسا منع المحاكم من التدخل في أعمال اإلدارة ‪ ،‬و توجيه لها أوامر أو تعليمات بموجب‬
‫مرسوم ‪ 30‬فريكتيدور السنة الثالثة ‪ 1،‬و في وقت سابق بموجب المادة ‪ 38‬من القانون المؤرخ في‬
‫‪ 3606 - 63-42‬التي تنص ‪:‬‬

‫" تعتبر الوظائف القضائية و تظل دائما منفصلة عن الوظائف اإلدارية ‪ ،‬و ال يستطيع القضاة أن‬
‫يعرقلوا بأية طريقة كانت أعمال أجهزة اإلدارة ‪ ،‬تحت طائلة الخيانة العظمى ‪ ،‬و ال يمكنهم تكليف‬
‫‪2‬‬
‫رجال اإلدارة بالحضور أمامهم بسبب وظائفهم "‪.‬‬

‫و تقرر بعد ذلك مبدأ الفصل بين الهيئات اإلدارية و الهيئات القضائية ‪ ،‬مما يكفل التوازن‬
‫بين استقالل اإلدارة و استقالل القاضي اإلداري ‪ ،‬و يهدف استقالل القضاء اإلداري عن‬
‫‪3‬‬
‫اإلدارة تمكينها من أداء دورها دون أن يكون القاضي اإلداري رئيسا تدرجيا لها ‪.‬‬
‫و يعتبر وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية إجراء استثنائی يخضع لجملة من الشروط تعتبر‬
‫جوهرية ‪ ،‬بحيث يرفض القاضي اإلداري الطلب في حالة تخلفها ‪ ،‬و من بين هذه الشروط ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Décret du 16 fructidor an III : " Défenses itératives sont faites aux tribunaux de‬‬
‫‪connaître des actes d’administration, de quelque espèce qu’ils soient, aux peines de‬‬
‫‪droit,« code administratif, Dalloz, Paris, 32ème éd, 2009, p.307.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪" Les fonctions judiciaires sont et demeureront toujours séparées des fonctions‬‬
‫‪administratives. Les juges ne pourront, à peine de forfaiture, troubler de quelque manière‬‬
‫‪que ce soit les opérations des corps administratifs, ni citer devant eux des‬‬
‫‪administrateurs pour raison de leurs fonctions ," Code administratif, op.cit, p.306.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪J. CHEVALLIER, L’élaboration historique du principe de séparation de la juridiction‬‬
‫‪administrative et de l’administration active, Thèse de doctorat, L.G.D.J, Paris, 1970,‬‬
‫‪p.17.‬‬

‫‪171‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫‪ -‬أن يكون طلب وقف التنفيذ مستندا إلى دعوى في الموضوع ‪ ،‬تتعلق بإلغاء القرار المطلوب‬
‫وقف تنفيذه ‪ ،‬ذلك ألن طلب وقف تنفيذ القرار ليس بغاية في حد ذاته ‪ ،‬و ٕانما إجراء أولی‬
‫تمهيدا إللغاء القرار غير المشروع ‪ ،‬و عليه فإن عدم الطعن باإللغاء في القرار اإلداري‬
‫الضبطي يحول دون إمكانية طلب وقف تنفيذه ‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى ‪ ،‬فإن طلب وقف التنفيذ يتعلق فقط بالق اررات اإلدارية دون التصرفات‬
‫‪1‬‬
‫أو األعمال المادية ‪ ،‬التي تتخذها السلطة اإلدارية في إطار ممارسة نشاطها‪.‬‬
‫كما تخرج الق اررات اإلدارية السلبية من نطاق وقف التنفيذ ‪ ،‬باعتبار أن األمر في هذه الحالة‬
‫‪2‬‬
‫يمس بمبدأ الفصل بين الوظائف ‪ ،‬و بالتالي يفرض على اإلدارة إتخاذ إجراءات إيجابية ‪،‬‬
‫باإلضافة أن الق اررات السلبية ال تمس بالمراكز القانونية لألفراد ‪.‬‬
‫و لقد أكد مجلس الدولة الفرنسي على ذلك في ق ارره في قضية ‪ EKSIR‬و آخرون ‪.‬‬
‫تتخلص وقائع هذه القضية أن وزير الداخلية إتخذ ق اررين إداريين يتضمنان منع الدخول‬
‫إلى األراضي الفرنسية لكل من ‪ Zabeti ، Toufani، Eksir‬و على إثر ذلك تقدم المعنيون‬
‫بطلب وقف التنفيذ أمام مجلس الدولة ‪.‬‬
‫أصدر مجلس الدولة ق ارره بتاريخ ‪ 46‬جانفي ‪ 3032‬و الذي جاء فيه ‪:‬‬
‫" حيث أنه ال يحق للقاضي اإلداري أن يوجه أوامر لإلدارة و من ثمة ‪ ،‬ليس له سلطة األمر‬
‫بوقف تنفيذ قرار سلبي ‪ ،‬إال إذا كان من شأن بقاء نفاذ هذا القرار أن يحدث تعديال في‬
‫المراكز القانونية ‪ ،‬أو المادية الموجودة سابقا ‪ ،‬حيث أن بقاء ق اررات وزير الداخلية المتضمنة‬
‫رفض السماح لكل الطاعنين الدخول األراضي الفرنسية ‪ ،‬ليس من شأنها أن تحدث تعديالت‬
‫‪3‬‬
‫في المراكز القانونية أو المادية للمعنيين بها‪ .‬و عليه فإن طلب وقف التنفيذ غير مقبول‪."..‬‬

‫‪1‬‬
‫‪RIVERO (Jean), Les libertés publiques, tom 1: les droits de l'homme, P.U.F, Paris,‬‬
‫‪1991, p. 222.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪COLONNA D’ISTRIA (Pierre) et autres, "Le degré du contrôle sur les mesures de police‬‬
‫‪administrative ", In la police administrative existe-t-elle?, Sous la direction de LINOTTE‬‬
‫‪(Didier), Ed. Economica, Paris, 1985, p.78.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪C.E, arrêt EKSIR et autres du 27-01-1984, In MONIN Marcel, Arrêts fondamentaux de‬‬
‫‪droit administratif, éd Marketing S.A, Paris, 1995, p.323.‬‬

‫‪172‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫‪ -‬أن ال يكون القرار اإلداري قد نفذ بكامله ‪ ،‬و ٕاال فال مجال لألمر بوقف التنفيذ ‪ ،‬بحيث‬
‫يرفض القاضي اإلداري الطلب النعدام المحل ‪ ،‬و هذا ما أكده مجلس الدولة الفرنسي بتاريخ‬
‫‪ 33‬جوان ‪ 3060‬في قضية ‪ Moussa konaté‬جاء فيه ‪:‬‬
‫"‪ ..‬حول الطلبات المتعلقة بوقف تنفيذ القرار الذي تم بموجبه وقف السيد ‪Moussa Konaté‬‬
‫من طرف الشرطة و ذلك من ‪ 32‬إلى ‪ 33‬أفريل ‪ ، 3060‬حيث أن وقف السيد جاء تنفيذا‬
‫للقرار‪ Konaté‬المتخذ من طرف السلطة اإلدارية ‪ ،‬إال أن هذا القرار نفذ بكامله في التاريخ‬
‫الذي تقدم به الطاعن بهذا الطلب أمام مجلس الدولة لطلب وقف تنفيذه ‪ ،‬و عليه فإن هذا‬
‫‪1‬‬
‫الطلب ليس له محل ‪ ،‬و من ثم فإنه غير مقبول‪. " ..‬‬
‫‪ -‬أن يكون من شأن تنفيذ القرار أن يرتب نتائج وخيمة ال يمكن إصالحها ‪ ،‬و هذا ما أكده‬
‫مجلس الدولة في قضية ‪ Moussa Konaté‬فإضافة إلى القرار المتضمن توقيف السيد‬
‫‪ Konaté‬إتخذ وزير الداخلية قرار آخر يتضمن إلزام الطاعن بمغادرة اإلقليم ‪.‬‬
‫فصل مجلس الدولة في هذا الطلب و الذي جاء فيه ‪ .." :‬فيما يتعلق بالطلبات الرامية‬
‫إلى وقف تنفيذ قرار وزير الداخلية ‪ ،‬المؤرخ في ‪ ، 3060 -62 -32‬و الذي تم طلب إلغائه‬
‫بموجب دعوى تجاوز السلطة أمام المحكمة اإلدارية لباريس بتاريخ ‪، 3060 -62 -46‬‬
‫من طبيعته أن يرتب آثار في مواجهة الطاعن كلما طال سريانه ‪.‬‬
‫‪ ..‬حيث أن األضرار التي ستلحق بالسيد ‪ Konaté‬و المترتبة عن بقاء تنفيذ القرار ‪..‬‬
‫من طبيعتها أن تبرر إلغاء القرار‪ ..‬و عليه ‪ ،‬وفقا لظروف القضية ‪ ،‬يوقف تنفيذ القرار‬
‫‪2‬‬
‫المؤرخ في ‪ 32‬أفريل ‪ 3060‬المتضمن األمر بمغادرة األراضي الفرنسية " ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يستند الطالب إلى أسباب جدية على مشروعية القرار‪ ،‬و هذا يخضع لتقدير القاضي‬
‫المختص‪ ،‬الذي يتفحص مدى مشروعية القرار ‪.‬‬
‫إال أن هذا المبدأ عرف استثناء في فرنسا إذا تعلق األمر بموضوع تنفيذ الق اررات القضائية‬
‫اإلدارية ‪ 1،‬كاستثناء على قاعدة عدم جواز توجيه أوامر لإلدارة ‪ ،‬بصدور قانون ‪342 -02‬‬
‫‪2‬‬
‫المعدل للقانون ‪. 280 -36‬‬

‫‪1‬‬
‫‪C.E, arrêt KONATE Moussa du 11-06-1976, In MONIN (Marcel), op. Cit, p.322.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪COLONNA D’ISTRIA Pierre et autres, op. Cit, p. 78.‬‬

‫‪173‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و أدخل المشرع الفرنسي تعديالت على القوانين المنظمة للقضاء اإلداري ‪ ،‬بموجب القانون رقم‬
‫‪ 206 -4666‬و تحديدا في المادة ‪ 3/243‬منه ‪ ،‬أين أقر بوقف تنفيذ الق اررات اإلدارية اإليجابية‬
‫‪3‬‬
‫منها و السلبية ‪.‬‬

‫" عندما يكون القرار اإلداري ‪ ،‬حتى و لو كان قرار بالرفض محل دعوى اإللغاء أو فحص‬
‫المشروعية ‪ ،‬فإنه يمكن للقاضي اإلداري اإلستعجالي ‪ ،‬إذا طلب منه ذلك أن يأمر بوقف تنفيذ‬
‫هذا القرار أو بعض أثاره ‪ ،‬عندما يكون مبر ار بحالة اإلستعجال ‪ ،‬و أن الطاعن أثار شكا جديا‬
‫في مشروعية هذا القرار " ‪.‬‬

‫و هذا عكس ما كان عليه سابقا بتوفر شرط االستعجال الذي يكون من شأن القرار أن يلحق أضرار‬
‫يصعب تداركها ‪ ،‬و ثقة منه بفعالية األوامر فقد لجأ القضاء اإلداري الفرنسي إلى توجيهها إلى اإلدارة‬
‫في عدد من أحكامه ‪ ،‬و منه حكم مجلس الدولة الفرنسي في ‪ 2‬جويلية ‪ 3003‬في قضية‬
‫‪ ، BOUREZAK‬حيث قضى بإلغاء قرار و ازرة الخارجية برفض منح المدعي تأشيرة دخول فرنسا‬
‫بقصد اإلقامة ‪ ،‬و وجه أم ار إلى الو ازرة بمنح المدعي تأشيرة دخول بقصد اإلقامة فيها مع زوجته ‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫و ذهب ألبعد من ذلك حيث حدد مهلة شهر للو ازرة لتنفيذ األمر ‪.‬‬

‫أما في الجزائر و طبقا لقانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ،‬جعلت إمكانية توجيه أوامر لإلدارة أم ار‬
‫ممكنا و محصو ار في حالتين ‪:‬‬

‫‪ -‬عندما يتطلب القرار القضائي اإلداري على وجه اإللزام ‪ ،‬اتخاذ تدابير معينة من جانب اإلدارة‬
‫‪5‬‬
‫و بطلب من المدعي ‪ ،‬و هي أوامر سابقة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Christine MAUGUE, la portée des nouveaux pouvoirs d’injonction du juge administratif,‬‬
‫‪R.F.D.A, Dalloz – Sirey, Pp 1165 et s.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Loi N° 95- 125 du 25 février 1995 relative à l’organisation des juridictions et à la‬‬
‫‪procédure civile, pénal et administrative, sur : www.legifrance.gouv.fr , date de visite le :‬‬
‫‪20-05-2017, à 22 :21 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Art L.521-1 du code de justice administrative", in Annuaire Juridique Droit Administratif‬‬
‫‪A.J.D.A, 2001.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪C.E, Bourezak, 4 Juillet 1997, n° 156298, A.J.D.A, 1997, P. 584.‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 063‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫‪ -‬عندما يتطلب تنفيذ األمر‪ ،‬الحكم أو القرار اتخاذ تدابير معينة من جانب اإلدارة ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫و لم يطلبها المتقاضي أثناء الخصومة اإلدارية ‪ ،‬و هي أوامر الحقة ‪.‬‬

‫و في مجال وقف التنفيذ التي كانت محصورة في التعدي ‪ ،‬اإلستيالء و الغلق اإلداري ‪ 2 ،‬فعمم وقف‬
‫التنفيذ طبقا للمادة ‪ 388‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ،‬و طلب وقف التنفيذ أمام القاضي‬
‫اإلستعجالي عن طريق دعوى استعجالية مستقلة طبقا للمادة ‪ 030‬منه ‪ ،‬بتوافر شرط االستعجال ‪،‬‬
‫و عدم المساس بأصل الحق و وجود وسائل جدية تشكك في مشروعية القرار ‪.‬‬
‫و يكون بذلك قد حدا حذو المشرع الفرنسي خاصة ما تعلق بالشك الجدي ‪ ،‬و كل ذلك حماية لحقوق‬
‫و حريات األفراد المكفولة دستوريا ‪.‬‬

‫أما فيما يخص الطعون المقدمة ضد ق اررات مجلس المنافسة ‪ ،‬فإن هذه الطعون ليس لها أثر موقف‬
‫للتنفيذ ‪ ،‬لكن يمكن لألطراف طلب وقف التنفيذ لدى رئيس مجلس قضاء الجزائر ‪ ،‬حيث تنص المادة‬
‫‪ 08‬من األمر ‪ 68 -68‬على أنه ‪:‬‬
‫" ال يترتب على الطعن لدى مجلس قضاء الجزائر أي أثر موقف لق اررات مجلس المنافسة ‪.‬‬
‫غير أنه يمكن لرئيس مجلس قضاء الجزائر في أجل ال يتجاوز خمسة عشر(‪ )32‬يوما ‪ ،‬أن يوقف‬
‫تنفيذ التدابير المنصوص عليها في المادتين ‪ 22‬و ‪ 20‬أعاله ‪ ،‬الصادر عن مجلس المنافسة عندما‬
‫تقتضي ذلك الظروف أو الوقائع الخطيرة " ‪.‬‬
‫و ال يقبل طلب وقف التنفيذ إال بعد تقديم الطعن في الموضوع الذي يرفق بقرار مجلس المنافسة ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫و هذا طبقا لقانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 060‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 8/ 363‬من ق‪ 62 -63 .‬المؤرخ في ‪ 44‬ماي ‪ ، 4663‬المعدل و المتمم لألمر ‪ 322 -00‬المؤرخ‬
‫في ‪ 3‬جوان ‪ ، 3000‬المتضمن ق‪.‬إ‪.‬م ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 48‬ماي ‪ ، 4663‬العدد ‪ ، 40‬ملغى ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 00‬من األمر ‪ ، 68 -68‬المرجع السابق‬

‫‪175‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و عليه فإذا كان بإمكان القاضي اإلداري وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية في الحاالت اإلستثنائية ‪ ،‬فكذلك‬
‫لرئيس مجلس قضاء الجزائر أن يوقف ق اررات مجلس المنافسة إذا ما تبين وجود وقائع خطيرة ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫و يبدو هنا أن المشرع الجزائري تبنى موقف المشرع الفرنسي و سار على نفس االتجاه ‪.‬‬

‫‪ .2‬الغرامة التهديدية ‪:‬‬


‫تعتبر الغرامة التهديدية من أهم وسائل التنفيذ ضد األفراد في نطاق القانون الخاص فهي تتلخص‬
‫في أن القضاء يلزم المدين بتنفيذ إلتزامه عينا في خالل مدة معية ‪ ،‬فإذا تأخر في التنفيذ كان ملزما‬
‫بدفع غرامة تهديدية عن هذا التأخير‪ ،‬مبلغا معينا عن كل يوم أو كل أسبوع أو كل شهر أو أية وحدة‬
‫أخرى من الزمن ‪ ،‬أو عن كل مرة يأتي عمال يخل بالتزامه ‪ ،‬و ذلك إلى أن يقوم بالتنفيذ العيني‬
‫‪2‬‬
‫أو إلى أن يمتنع نهائيا عن اإلخالل بااللتزام " ‪.‬‬
‫إن الجزاء هو النتيجة التي يرتبها القانون على مخالفة قواعده ‪ ،‬فهو ركن أساسي في قواعد القانون ‪،‬‬
‫إذ ال يمكن تصور طابع اإللزام في قواعد القانون دون ترتيب جزاءات على من يخالفها ‪ ،‬فال إلزام‬
‫‪3‬‬
‫بدون جزاء ‪ ،‬و ال جزاء بدون إلزام ‪.‬‬
‫أما الغرامة التهديدية يأتي بها للداللة على التهديدات المالية التي ينطق بها القضاء قصد إلزام‬
‫الممتنعين في تنفيذ اإللتزام الواقع على عاتقهم بموجب سندات تنفيذية أحكاما قضائية كانت‬
‫‪4‬‬
‫أو عقودا رسمية ‪.‬‬
‫و بهذا التعريف يتبين أن الغرامة هي إكراه مالي لحمل اإلدارة على تنفيذ األحكام و الق اررات‬
‫و األوامر ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪" Le recours n’est pas suspensif, toutefois, le premier président de la cour d’appel de‬‬
‫‪Paris peut ordonner qu’il soit sursis à l’exécution de la décision si celle- ci est‬‬
‫‪susceptible d’entrainer des conséquences manifestement excessives ou sil est intervenu,‬‬
‫‪postérieurement à sa notification, des faits nouveaux d’une exceptionnelle gravité " . Art.‬‬
‫‪L. 464 – 7 alinéa 2 du code de commerce.‬‬
‫‪2‬‬
‫فاضل إلهام ‪ ،‬سلطات قاضي اإللغاء لضمان تنفيذ أحكامه ( في التشريعين الفرنسي و الجزائري ) ‪ ،‬الملتقى الوطني‬
‫األول حول سلطات القاضي في المنازعة اإلدارية ‪ ،‬يومي ‪ 36‬و ‪ 33‬ماي ‪ ، 4633‬جامعة ‪ 3‬ماي ‪ ، 3022‬قالمة ‪،‬‬
‫ص‪.4‬‬
‫‪3‬‬
‫غناي رمضان ‪ ،‬عن موقف مجلس الدولة من الغرامة التهديدية ( تعليق على قرار مجلس الدولة الصادر بتاريخ ‪-63‬‬
‫‪ 4668-62‬ملف رقم ‪ ، ) 632030 :‬مجلة مجلس الدولة ‪ ،‬العدد ‪ ، 2‬الجزائر ‪ ، 4668 ،‬ص ‪. 326‬‬
‫‪4‬‬
‫غناي رمضان ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 320‬‬

‫‪176‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و نستشف اإلقرار التشريعي الصريح لسلطة القاضي اإلداري بأمر اإلدارة في حالة عدم تنفيذ الحكم‬
‫القضائي اإلداري ‪ ،‬و الذي تجسد في قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪.‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 036‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪:‬‬
‫" يجوز للجهة القضائية اإلدارية ‪ ،‬المطلوب منها اتخاذ أمر بالتنفيذ ‪ ، ..‬أن تأمر بغرامة تهديدية‬
‫‪1‬‬
‫مع تحديد تاريخ سريان مفعولها " ‪.‬‬

‫‪ 1.2‬شروط القضاء بالغرامة التهديدية ‪:‬‬

‫يمكن تحديد شروط تطبيق الغرامة التهديدية على اإلدارة كما جاء بها جانب من الفقه اإلداري‬
‫فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬أن يتعلق االلتزام المنصب على اإلدارة بالقيام بعمل أو االمتناع عن عمل ‪ ،‬فال مجال‬
‫لتطبيق الغرامة التهديدية إذا كان االلتزام يتعلق بدفع مبلغ من النقود ‪ ،‬إذ ال فائدة من اإلكراه‬
‫المالي ‪.‬‬
‫‪ -‬أن تخالف اإلدارة ذلك االلتزام الواقع على عاتقها ‪ ،‬بشرط أن يكون ذلك مرتبطا بها ‪،‬‬
‫أي ال يمكن لغيرها أن ينفذه ‪.‬‬
‫‪ -‬أن تثبت تلك المخالفة في محضر يحرره القائم بالتنفيذ ( المحضر القضائي) ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يختار المدعي الدائن بين طلب التعويض عن عدم التنفيذ ‪ ،‬أو بين المطالبة بتسليط‬
‫غرامة تهديدية على اإلدارة ‪ ،‬عن كل يوم تتأخر فيه عن تنفيذ التزاماتها ‪ ،‬فإن اختار‬
‫عبر عن إرادته في استبدال التنفيذ‬
‫التعويض سقط حقه في المطالبة بالغرامة التهديدية ‪ ،‬ألنه ّ‬
‫‪2‬‬
‫العيني بواسطة التنفيذ بمقابل ‪.‬‬

‫أما مجلس الدولة الفرنسي فقد حدد شروط قبول طلب الحكم بالغرامة التهديدية المنصوص عليها‬
‫في قانون القضاء اإلداري الصادر في ‪30‬جويلية ‪ ، 3036‬تمثلت في ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر أيضا المواد من ‪ 033‬إلى ‪ 032‬من ق‪ .‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫نبيل إبراهيم سعد ‪ ،‬محمد حسين منصور ‪ ،‬أحكام االلتزام ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 4664 ،‬ص‬
‫‪. 22‬‬

‫‪177‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫‪ -‬وجود حكم حكم قضائي صادر عن إحدى جهات القضاء اإلداري ‪ ،‬و هي مجلس الدولة ‪،‬‬
‫المحاكم اإلدارية ‪ ،‬محاكم االستئناف اإلدارية و المحاكم اإلدارية المتخصصة ‪ ،‬مستبعدا‬
‫في ذلك األحكام الصادرة عن المحاكم العادية و لو تضمنت إدانة هيئة عمومية ‪.‬‬
‫‪ -‬وجوب أن يتطلب تنفيذ الحكم اتخاذ اإلدارة تدبي ار معينا ‪ ،‬و هو أن يتضمن الحكم التزام‬
‫اإلدارة القيام بعمل معين يتمثل في اتخاذ اجراء أو قرار ‪.‬‬
‫‪ -‬قابلية الحكم للتنفيذ ‪ ،‬بحيث ال تكليف بمستحيل ‪ ،‬فال يمكن أن يقوم القاضي اإلداري‬
‫باستخدام التهديد المالي الالحق على صدور الحكم إذا كان تنفيذ الحكم مستحيال ‪ ، ،‬كإلغاء‬
‫الحكم من طرف محكمة النقض بعد الطعن في الحكم من طرف اإلدارة ‪.‬‬
‫‪ -‬لزوم الغرامة التهديدية ‪ ،‬ألن بعض القوانين تضفي الطابع الجوازي فقط للغرامة التهديدية ‪.‬‬
‫‪ -‬طلب صاحب الشأن ‪ ،‬فال يجوز للقاضي اإلداري أن يصدر أم ار إلى جهة اإلدارة بالغرامة‬
‫‪1‬‬
‫التهديدية إال بناء على طلب من صاحب المصلحة ‪.‬‬

‫‪ 2.2‬مدى جواز تطبيق الغرامة التهديدية ضد اإلدارة لحملها على التنفيذ ‪:‬‬

‫تأسيسا على قاعدة عدم جواز توجيه األوامر لإلدارة ‪ ،‬و للشبه الكبير بين األوامر و الغرامة‬
‫التهديدية ‪ ،‬عارض القضاء اإلداري سواء في فرنسا أو في الجزائر‪ ،‬إتباع أسلوب الغرامة التهديدية‬
‫ضد اإلدارة الممتنعة عن تنفيذ ق ارراته القضائية و التي تحمل معنى األمر‪ ،‬و هو الشيء الذي‬
‫ال يتماشى مع استقالل اإلدارة عن القضاء ‪.‬‬

‫فمن أجل إعطاء أكثر فعالية لنظام الغرامة التهديدية ‪ ،‬نجد أن المشرع أقر بالسلطة الواسعة للقاضي‬
‫عند الحكم بها ‪ ،‬و تتمثل هذه السلطة في تقديره الحكم بالغرامة التهديدية ‪ ،‬و سلطته في تحديد بدء‬
‫سريانها و نهايتها ‪ ،‬و في تقدير مقدارها أو إلغائها ‪.‬‬

‫فالقاضي غير ملزم بالحكم بالغرامة التهديدية ‪ ،‬بل له أن يقدر مدى مالئمة الحكم بها ‪ ،‬طبقا لظروف‬
‫و وقائع الحال ‪ ،‬و هذا ما نلمسه من خالل المواد ‪ 036‬و ‪ 033‬من قانون اإلجراءات المدنية‬

‫‪1‬‬
‫لمزيد من التفاصيل ينظر عبد القادر عدو ‪ ،‬ضمانات تنفيذ األحكام اإلدارية ضد اإلدارة العامة ‪ ،‬دار هومة للطباعة‬
‫و النشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ، 4636 ،‬ص من ‪ 336‬إلى ‪. 336‬‬

‫‪178‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫و اإلدارية التي تنص على جوازية للجهة القضائية و ليس اإللزامية ‪ ،‬باإلضافة إلى المادة ‪: 032‬‬
‫" يجوز للجهة القضائية تخفيض الغرامة التهديدية أو إلغائها " ‪.‬‬

‫و عليه فإذا أقر القاضي إلغاء الحكم بالغرامة التهديدية ‪ ،‬فمعناه أنها غير متعلقة بالنظام العام ‪.‬‬
‫إن التهديد بغرامة تهديدية ضد اإلدارة ‪ ،‬هو بمثابة تذكير لها بالتزاماتها األساسية ‪ ،‬ذلك ألن على كل‬
‫أجهزة الدولة المختصة أن تقوم في كل وقت ‪ ،‬و في كل مكان ‪ ،‬و في جميع الظروف ‪ ،‬بتنفيذ أحكام‬
‫‪1‬‬
‫القضاء ‪ ،‬بحيث يعاقب القانون كل من يعرقل تنفيذ حكم قضائي ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬خضوع أحكام قانون العقوبات اإلداري لرقابة المحكمة‬


‫األوروبية لحقوق اإلنسان‬

‫لقد مكن االستقالل الذاتي لمفهوم "التهمه الجنائية" بالمعني المقصود في المادة ‪ 0‬من االتفاقية‬
‫األوروبيه لحماية حقوق اإلنسان و الحريات األساسية من تطبيق أحكامها على طائفة واسعة‬
‫من الجزاءات اإلدارية ‪.‬‬
‫لقد كان موقف المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان صريحا في مجال قانون العقوبات اإلداري في كل‬
‫من ألمانيا و إيطاليا ‪.‬‬
‫ففي حين لم يتعرض نظام الجرائم اإلدارية لرقابة المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان ‪ ،‬بحيث لم يتطور‬
‫نزاع ما بشأن قانون العقوبات اإلداري ‪ ،‬لكن صدر عنها حكما فيما يتعلق بموقفها الشهير فيما يتعلق‬
‫بنظام ‪. OWIG‬‬

‫فقد عرض على المحكمة قضية هامة و هي قضية ‪ Öztürk‬بألمانيا ‪ ،‬و تتلخص وقائعها في مخالفة‬
‫السيد ‪ ، Öztürk‬و هو تركي الجنسية للمادتين األولى و الثانية من قانون المرور في ألمانيا ‪ ،‬و التي‬
‫تعتبر جرائم إدارية طبقا للفقرة األولى من المادة ‪ 36‬من قانون ‪ OWIG‬و الفقرة الثانية من المادة ‪42‬‬
‫من قانون المرور األلماني ‪ ،‬و بالتالي يطبق على تلك المخالفة إجراءات إدارية ‪ ،‬و أثناء مرحلة‬
‫التحقيق كان البد من مترجم ‪ ،‬و هنا ثارت إشكالية من يتحمل تكاليف المترجم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 4 / 308‬من الدستور ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫الفصل الثاني حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‬

‫فقد رفضت السلطات األلمانية تحمل تكاليف المترجم ‪ ،‬مما تحتم على المخالف دفعها ‪ ،‬و لجأ بعدها‬
‫إلى المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان متهما الحكومة األلمانية بخرق اإلتفاقية الدولية لحقوق‬
‫اإلنسان ‪ ،‬و ذلك لعدم التزامها بتطبيق المادة السادسة ‪ ،‬و التي تسمح للمتهم في أن يطلب مجانا‬
‫مترجما في حالة استحالة فهم اللغة المستخدمة في القضية ‪.‬‬

‫و قدمت الحكومة األلمانية تقري ار لللجنة األوروبية لحقوق اإلنسان تبرر عدم خضوع الجرائم اإلدارية‬
‫لنص المادة ‪ 0‬من اإلتفاقية ‪ ،‬و هذا راجع لسببين ‪:‬‬

‫‪ -‬تعتبر الجرائم اإلدارية تطبيقا لفكرة الحد من التجريم بالنسبة للجرائم الخيفة ‪ ،‬و التي يتقرر لها‬
‫غرامات ال تزيد ألف مارك ألماني ‪ ،‬باإلضافة إلى أنه ال يشار إليها في صحيفة السوابق القضائية ‪.‬‬
‫‪ -‬التشريع األلماني ال يعتبر الشخص الخاضع لإلجراءات في نظام ‪ OWIG‬متهما بالمعنى الوارد‬
‫في المادة السادسة من االتفاقية ‪.‬‬

‫لكن المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان قررت في تقريرها الصادر في ‪ 3034‬تطبيق المادة السادسة‬
‫من االتفاقية على الجرائم اإلدارية في ألمانيا ‪ ،‬و اعتبرتها جرائم جنائية بالطبيعة ‪ ،‬لها نفس الضمانات‬
‫المقررة للجرائم الجنائية ‪ ،‬و رفضت فكرة أن نظام ‪ OWIG‬ال يتضمن إال المخالفات الخفيفة ‪ ،‬فهي‬
‫تخضع لقانون العقوبات أيضا الرتباط الجرائم اإلدارية به ‪ ،‬و ذلك باإلستعانة بقواعد اإلجراءات‬
‫الجنائية ‪ ،‬و نظ ار لآلثار المترتبة من وقاية و ردع شأنها شان العقوبات الجنائية ‪ ،‬و كذلك من حيث‬
‫ضرورة اتباع نفس الضمانات الخاصة بالقضايا العادلة ‪ ،‬بما يفرض رقابة المحكمة األوروبية عليها ‪،‬‬
‫و في ‪ 43‬فيفري ‪ 3032‬انتهت المحكمة إلى أنه كان يجب على الحكومة األلمانية دفع مصاريف‬
‫‪1‬‬
‫الترجمة للمدعو ‪ Öztürk‬طبقا للفقرة الثالثة من المادة السادسة من االتفاقية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر محمد سعد فودة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 434‬و ما يليها ‪ ،‬و أمين مصطفى محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪ 342‬و ما يليها ‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫تطبيقات الجزاءات اإلدارية العامة في التشريع الجزائري‬ ‫الباب الثاني‬

‫الباب الثاني ‪ :‬تطبيقات الجزاءات االدارية العامة في التشريع الجزائري‬

‫إن توسع دور الدولة و تدخلها في فرض الجزاءات في مختلف األنشطة فرض القبول بوظيفتها‬
‫الردعية ‪ ،‬و إقرار سلطتها في فرض الجزاءات اإلدارية ‪ ،‬و أصبحت وظيفتها الردعية تشكل جانبا‬
‫هاما من جوانب األنشطة اإلدارية ‪ ،‬نظ ار لما يتسم به من السهولة و اليسر في التطبيق ‪ ،‬إلى جانب‬
‫السرعة و تحقيق الفاعلية في ردع مخالفي القوانين و األنظمة ‪ ،‬مما يساعد الدولة على القيام باألعباء‬
‫‪1‬‬
‫الملقاة على عاتقها ‪.‬‬

‫فلقد دخلت الجزاءات اإلدارية في مجاالت متعددة و أنشطة مختلفة ‪ ،‬منها النقل و المرور ‪،‬‬
‫اإلتصاالت ‪ ،‬البيئة ‪ ،‬حماية المستهلك ‪ ،‬الجمارك ‪ ،‬الضرائب ‪ ،‬التهيئة و التعمير و غيرها ‪، ..‬‬
‫كما تنوعت صور هذه الجزاءات و تعددت حسب كل نشاط ‪ ،‬و طبقا لما يتناسب مع األفعال‬
‫المجرمة ‪ ،‬فجاءت في صورة غرامة ‪ ،‬الغلق ‪ ،‬وقف النشاط ‪ ،‬الحل ‪ ،‬سحب الرخصة ‪ ،‬غلق المحل‬
‫التجاري ‪..‬‬

‫فجاء هذا التنوع تماشيا مع تنوع و تعدد األفعال المجرمة في مختلف المجاالت و األنشطة التي توقع‬
‫هذه الجزاءات بمناسبتها ‪.‬‬

‫ففي المجال المروري ‪ ،‬تعد حوادث المرور من المشاكل التي تعاني منها المجتمعات ‪ ،‬نظ ار لألثر‬
‫البالغ الذي تتركه الحوادث على اإلنسان في حياته ‪ ،‬و سالمة جسده ‪ ،‬و أمواله ‪ ،‬و األموال العامة‬
‫للدولة ‪ ،‬ألنها تمس اإلنسان إما بالموت ‪ ،‬أو بالعجز الدائم ‪ ،‬أو بإصابة تعوقه عن تقديم الخدمات ‪،‬‬
‫و هذا بدوره يضعف من إسهامه المباشر في خطط التنمية االجتماعية و االقتصادية ‪.‬‬

‫و نظ ار ألهميتها فالدول لم تدخر أي جهد في عملية البحث عن النظام األمثل و األساليب الناجعة‬
‫للتحكم في هذا المجال الحيوي و تنظيمه ‪ ،‬و لذلك كرست له األولوية و العناية ‪ ،‬و وظفت له‬
‫إمكانيات كبيرة بغية إيجاد اآلليات الناجعة التي تمكن من ضبط هذا العنصر و التحكم فيه من خالل‬

‫‪1‬‬
‫ناصر حسين محسن أبو جمعة العجمي ‪ ،‬الجزاءات التي توقعها اإلدارة بمناسبة النشاط ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪.5‬‬

‫‪181‬‬
‫تطبيقات الجزاءات اإلدارية العامة في التشريع الجزائري‬ ‫الباب الثاني‬

‫فرض جزاءات إدارية لضمان حمايتها و تكريس آليات لتطبيقها ‪ ،‬الهدف منها ردع األعمال لمخالفة‬
‫تنظيم المرور ‪ ،‬و إيجاد السبل الكفيلة للحد أو التقليل من حوادث المرور المستفحلة في مجتمعاتنا ‪.‬‬

‫و في مجال النشاطات االقتصادية ‪ ،‬فقد أدى التحول االقتصادي الذي عرفته الدول إلى فسح مجال‬
‫النشاط االقتصادي لصالح متدخلين اقتصاديين ‪.‬‬

‫إن التحول إلى نظام اقتصاد السوق الحر يشكل أحد أبرز الركائز األساسية لدفع عجلة التنمية ‪،‬‬
‫و رفع مستوى و حجم اإلنتاج ‪ ،‬و تحسين نوعيته في جميع القطاعات االقتصادية بمختلف صورها‬
‫الصناعية ‪ ،‬الفالحية ‪ ،‬التجارية و الخدماتية ‪ ،‬انطالقا من فكرة التنافس التي يقوم عليها هذا النظام ‪،‬‬
‫بما ينعكس ذلك إيجابا على المستهلكين ‪.‬‬

‫و حتى يحقق هذا التحول أهدافه التنموية ‪ ،‬يستوجب معه حماية المستهلك بضوابط قانونية تعمل‬
‫على توجيهه بشكل يتضمن معه الحفاظ على الحقوق االقتصادية و االجتماعية للمستهلكين ‪.‬‬

‫و من جهة أخرى لم تعد التنمية مجرد زيادات في معدالت النمو االقتصادية أو زيادات في حصة‬
‫‪1‬‬
‫الفرد من الناتج القومي ‪ ،‬بل تعداه إلى التحسين الشامل في الثروة البشرية ‪.‬‬

‫ذلك أن التنمية االقتصادية تتبع المبادئ االقتصادية المعروفة و التي يشكل التخطيط االقتصادي‬
‫‪2‬‬
‫التجسيد النهائي لها ‪ ،‬و تخرج عنها االعتبارات االجتماعية و الثقافية و البيئية ‪.‬‬

‫ففي المجال البيئي ‪ ،‬يمكن القول أن البيئة هي اإلطار الذي يعيش فيه اإلنسان ‪ ،‬بما فيه من تربة‬
‫و ماء و هواء ‪ ،‬و بما يحتويه كل منها من مكونات جمادية أو كائنات ‪.‬‬

‫فكلمة البيئة شاع استخدامها ‪ ،‬و أصبحنا نسمع بالبيئة االجتماعية ‪ ،‬البيئة الحضرية ‪ ،‬البيئة الثقافية ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫البيئة الطبيعية ‪ ، ..‬فليس هناك تعريف موحد يبين ماهية البيئة ‪ ،‬و يحدد مجاالتها المتعددة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عامر عبود و آخرون ‪ ،‬أثر العقوبات اإلقتصادية على التنمية البشرية في العراق ‪ ،‬مجلة تكريت للعلوم اإلدارية‬
‫و االقتصادية ‪ ،‬المجلد ‪ ، 3‬العدد ‪ ، 7002 ، 5‬ص ‪. 237‬‬
‫‪2‬‬
‫عامر عبود و آخرون ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 235‬‬
‫‪ 3‬رنا ياسين حسين العابدي ‪ ،‬وسائل اإلدارة في حماية البيئة " دراسة في التشريع العراقي " ‪ ،‬مجلة رسالة الحقوق ‪،‬‬
‫السنة الثالثة ‪ ،‬العدد الثاني ‪ ، 7022 ،‬ص ‪. 281‬‬

‫‪182‬‬
‫تطبيقات الجزاءات اإلدارية العامة في التشريع الجزائري‬ ‫الباب الثاني‬

‫و لتقدير حمايتها من التأثير على البيئة من طرف اإلنسان الذي ينتهك النصوص القانونية الخاصة‬
‫بحماية البيئة ‪ ،‬من خالل القيام بأعمال تنسيه تماما المحافظة على بيئة سليمة ‪ ،‬و تعرض البيئة‬
‫للخطر لذا كان من الضروري لهذا األصل العام من استثناء يقيد هذه الحرية ‪ ،‬من خالل جزاءات‬
‫إدارية بيئية ردعية ‪.‬‬

‫و في شأن آخر نجد أن حق الملكية الخاصة و ما يقتضيه من تقديس كرسه الدستور ‪ ،‬و مختلف‬
‫القوانين و التنظيمات المعمول بهما ‪.‬‬

‫غير أن التسليم بهذا المبدأ العام يجعل من الفرد يتعسف بصورة أو بأخرى في استعمال حقه دون‬
‫اعتبار لما يترتب عن األنشطة العمرانية التي يقوم بها من أضرار تصيب الجماعة في نواحي كثيرة ‪،‬‬
‫فهي تصيبهم في نمط الحياة االجتماعية التي تتأثر سلبا بشكل البنايات و موقعها ‪.‬‬

‫فانتشرت البنايات الفوضوية التي اكتسحت المدن و التي أثرت على حياة المواطن ‪ ،‬فهو يعاني‬
‫من جرائها نقص الكثير من عناصر الحياة التي تؤدي إلى تدني مستوى المعيشة و تفاقم اآلفات‬
‫االجتماعية ‪ ،‬يضاف إلى ذلك تصرفات اإلنسان الذي يسعى إلى إقامة منشآت ألهداف اقتصادية‬
‫لكسب المال ‪.‬‬

‫فال بد من تدخل الدولة عن طريق السلطة التنفيذية ‪ ،‬لتنظيم عمليات التعمير و مراقبتها ‪،‬‬
‫و للمحافظة على البيئة ‪ ،‬من أجل ضمان ممارستها في إطار الحفاظ على المصلحة العامة البيئية‬
‫و العمرانية ‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول ‪ :‬الجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬

‫تعد حوادث المرور من المشاكل الرئيسية التي استحوذت على اهتمام و تركيز الجهات الرسمية ‪،‬‬
‫ليس في الجزائر فحسب ‪ ،‬بل في المجتمعات اإلنسانية ككل ‪ ،‬حيث أنها تزداد حدة بعوامل اجتماعية‬
‫و طبيعية أهمها ازدياد عدد المركبات كوسيلة أولى من وسائل النقل ‪ ،‬مما يجعل الطرقات مزدحمة‬
‫و تكتظ بمختلف المركبات ‪.‬‬

‫هذا ما يجعل موضوع الحوادث المرورية موضوعا من مواضيع البحث العلمي ‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى الجزاءات القانونية الردعية للحد من هذه الظاهرة أو التقليل منها ‪.‬‬

‫بحيث ال تخلو دولة من وجود قانون ينظم العالقة بين مختلف عناصر العملية المرورية من سائق ‪،‬‬
‫راكب ‪ ،‬راجل ‪ ،‬مركبة و حقوق مرورية ‪ ،‬و هو قانون يختص أيضا بالعقوبات المرورية ‪ ،‬حيث‬
‫يصنف األعمال المخالفة ‪ ،‬و يرصد لها عقوبة تناسبها‪ ،‬و يقسم الجزاءات إلى جنح و مخالفات ‪.‬‬

‫و لقد دأب قانون المرور الجديد على تعديل بعض األحكام و الجزاءات المرورية وفقا للتطور الحياتي‬
‫داخل المجتمع الجزائري من جهة ‪ ،‬و نسبة حوادث المرور على المستوى الوطني من جهة أخرى ‪.‬‬

‫و من جانب آخر ‪ ،‬فإن حماية المستهلك مسألة ضرورية بفعل التطور الذي عرفته المعامالت‬
‫االقتصادية و التكنولوجيات الحديثة ‪ ،‬خاصة و أن المستهلك يلعب دو ار هاما في تحريك عجلة‬
‫االقتصاد و التنمية ‪ ،‬بواسطة العقود التي يبرمها لسد حاجياته اليومية ‪ ،‬و التي أسفرت بطبيعتها‬
‫عن تفاوت في المراكز القانونية بينه و بين المتعاقد اآلخر يوميا ‪.‬‬
‫فمرتكب الفعل الضار يكون مسئوال من قبل الدولة و المجتمع عن طريق عقوبة توقع عليه ‪،‬‬
‫و لهذا ظهرت آليات و وسائل لحماية المستهلك ‪.‬‬

‫هذا ما دفع بالمشرع الجزائري التصدي لهذه الظاهرة عن طريق إصدار تشريعات صارمة لتضييق‬
‫الخناق على المتدخلين في عملية االستهالك لمواكبة مقتضيات التطور الذي عرفه القطاع‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫فقانون العقوبات تضمن جزاءات توقع على كل شخص يستغل المستهلك بصفة غير شرعية عن طريق‬
‫الغش ‪.‬‬

‫و لتتوفر الحماية أكثر للمستهلك ‪ ،‬سن المشرع قانون خاص بحماية المستهلك ‪ ،‬و قوانين تنظيمية‬
‫‪1‬‬
‫لخلق نوع من التوازن بين المستهلكين و المنتجين من كل الجوانب منها الجانب الجزائي اإلداري ‪.‬‬

‫و لقد صدر أول قانون لحماية المستهلك في الجزائر سنة ‪ 9191‬تحت رقم ‪ 2 ، 20- 91‬و الذي‬
‫عدل عنه بالقانون رقم ‪ 20-21‬تحت عنوان حماية المستهلك وقمع الغش‪ ،‬و قد نظم المشرع هذه‬
‫‪3‬‬
‫الحماية تنظيما محكما و مفصال في ‪ 19‬مادة ‪.‬‬

‫حيث تعتبر حماية حقوق المستهلك جزء ال يتج أز من منظومة حماية حقوق اإلنسان االقتصادية بصفة‬
‫عامة ‪ ،‬حيث يتعين ضمان حقوق اإلنسان في الحصول على المعاملة الكريمة و المحافظة‬
‫على صحته و سالمته ‪ ،‬و أن تقدم له الخدمة و السلعة الجيدة بسعر مناسب و جودة عالية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سـ ـوريـ ـة دي ـ ـش ‪ ،‬جرائم االستهالك اإللكتروني ‪ :‬الغش التجاري و الصناعي نموذجا ‪ ،‬الملتقى الوطني حول اإلطار‬
‫القانوني لحماية المستهلك اإللكتروني ‪ ،‬يومي ‪ 90‬و ‪ 91‬مارس ‪ ، 0292‬الجامعة اإلفريقية أحمد دراية ‪ ،‬أدرار ‪ ،‬ص‬
‫‪.0‬‬
‫‪2‬‬
‫ق‪ 20-91 .‬المؤرخ في ‪ 2‬فيفري ‪ ، 9191‬المتعلق بالقواعد العامة لحماية المستهلك ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 9‬فيفري‬
‫‪ ، 9191‬العدد ‪ ، 6‬ملغى‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ق‪ 20-21 .‬المؤرخ في ‪ 09‬فيفري ‪ ، 0221‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬المعدل و المتمم ‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 9‬مارس ‪ ، 0221‬العدد ‪. 99‬‬

‫‪185‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول ‪ :‬النظام القانوني للمرور و الجزاءات اإلدارية المترتبة عنه‬

‫يشكل قانون المرور ترسانة من اإلجراءات الوقائية و العقابية الرامية إلى تحقيق أكبر قدر ممكن‬
‫من السالمة الطرقية ‪ ،‬و التقليص من الحوادث التي تخلفها حوادث المرور بالجزائر ‪.‬‬

‫كما تخول حقوقا لمستعملي الطرق ‪ ،‬حيث الشك أن ضبط المخالفات المرورية له أثر كبير في الحد‬
‫من الحوادث المرورية ‪ ،‬لما لها من آثار سلبية اقتصادية و اجتماعية ‪ ،‬و كذلك في تسهيل حركة‬
‫المرور‪.‬‬

‫و تعتبر ظاهرة حوادث المرور من أكبر المشاكل التي تعاني منها المجتمعات ‪ ،‬و الجزائر ليست‬
‫بمنأى عن هذه الظاهرة ‪ ،‬حيث أصبحت تعاني من آفة حوادث المرور ‪ ،‬و هي في تزايد مستمر‬
‫من حيث نسبة الحوادث ‪.‬‬
‫و لقد أضحت حوادث المرور خط ار كبي ار يحيق باألشخاص و الممتلكات بسبب الخسائر الكبيرة ‪،‬‬
‫مما جعل الجهات المسئولة تصرف الميزانيات الطائلة من أجل التقليل من حوادث السير ‪ ،‬و تضع‬
‫البرامج و الخطط ‪ ،‬و تسن القوانين و تعدلها بين الفينة و األخرى لتصل بالمجتمع إلى األمن‬
‫و السالمة المرورية ‪.‬‬

‫و تدرك الجزائر أهمية السالمة المرورية ‪ ،‬و يتجلى ذلك من خالل اإلجراءات التي تضعها للرفع‬
‫من مستوى الوعي لدى األفراد بخطورة حوادث المرور ‪ ،‬و من مستوى السالمة المرورية ‪.‬‬

‫و يعد الجانب القانوني في مجال حركة المرور و سالمتها من الجوانب المهمة لتحديد المخالفة‬
‫و المخالفين ‪ ،‬و ما يترتب عنها من جزاءات عن طريق الردع المروري ‪ ،‬ليجعل المخالف أكثر وعيا‬
‫بخطورة حوادث المرور‪ ،‬و أكثر مراعاة لقواعد السالمة المرورية ‪ ،‬باإلضافة إلى الرقابة المرورية‬
‫من قبل الجهات اإلدارية المختصة ‪.‬‬

‫و هذا ما يؤكد أهمية هذا المبحث من الناحية القانونية ‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب األول ‪ :‬النظام القانوني للمرور‬

‫تعرف الحوادث المرورية بأنها ‪ " :‬كل ما يحدث للمركبة أو منها أثناء سيرها بسبب توافر ظروف‬
‫معينة و دون توقع أو تدبير سابق من أي طرف من األطراف المشتركة في الحادث ‪ ،‬و الذي ينتج‬
‫عنه إزهاق أرواح أو خسائر في الممتلكات أو إصابة في الجسم " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فهو فعل غير عمدي نتيجة اصطدام ‪ ،‬سقوط أو دهس لمركبة على الطريق ‪.‬‬

‫و رغم كل الحمالت التي تقوم بها مصالح األمن و الدرك و المركز الوطني للوقاية و األمن عبر‬
‫الطرق للحد من هذه الظاهرة الخطيرة ‪ ،‬إال أن المباالة السائقين ‪ ،‬عدم تهيئة الطرقات و عدم تطبيق‬
‫قوانين المرور يجعل المأساة تتكرر‪.‬‬

‫و تتضح األهمية البالغة للحوادث المرورية من خالل اآلثار الجسيمة و الوخيمة التي تتركها تلك‬
‫الحوادث ‪ ،‬و التي يتعدى ضررها إتالف األموال و إلحاق اإلصابات و إزهاق األرواح ‪ ،‬ناهيك عن‬
‫‪2‬‬
‫اآلثار االجتماعية ‪ ،‬النفسية و االقتصادية ‪.‬‬

‫و من هذا المنطلق جاء التفكير في اتخاذ جملة من اإلجراءات الردعية في حق المخالفين لقانون‬
‫المرور و مرتكبي هذه الحوادث ‪ ،‬احتواها القانون رقم ‪ 91-29‬المعدل و المتمم ‪ 3،‬كان آخر تعديل‬
‫‪4‬‬
‫له بمقتضى القانون رقم ‪. 29 – 92‬‬

‫إن هذه التعديالت تتضمن إجراءات في حق المخالفين بعد هيكلة نظام العقوبات المقررة باإلضافة‬
‫إلى إدخال مخالفات جديدة و إعادة تكييف بعضها بحيث أصبحت جنحا ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫زين العابدين عواد كاظم ‪ ،‬المسئولية الجزائية الناشئة عن الحوادث المرورية " دراسة مقارنة " ‪ ،‬ص ‪ ، 099‬على‬
‫الموقع اإللكتروني ‪ ، www.iasj.net :‬تاريخ اإلطالع ‪. 16 :07 ، 0292 -21 -91 :‬‬
‫‪2‬‬
‫زين العابدين عواد كاظم ‪ ،‬نفس المرجع ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ق‪ ، 91-29 .‬المؤرخ في ‪ 91‬أوت ‪ ، 0229‬المتعلق بتنظيم حركة المرور عبر الطرق و سالمتها و أمنها ‪،‬‬
‫المعدل و المتمم ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 91‬أوت ‪ ، 0229‬العدد ‪. 16‬‬
‫‪4‬‬
‫المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫و إن أهم التعديالت التي يمكن رصدها على نص القانون تتمثل فيما يلي ‪:‬‬

‫تنصيب مجلس للتشاور ما بين القطاعات ملحق بمصالح الوزير األول ‪ ،‬و إنشاء‬ ‫‪-‬‬
‫مندوبية وطنية للوقاية و األمن عبر الطرق مكلفة بوضع إستراتيجية وطنية للوقاية‬
‫و األمن عبر الطرق ملحقة في جزئها العملياتي بو ازرة الداخلية و الجماعات المحلية ‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة أصناف رخصة السياقة و إحداث رخصة السياقة البيومترية بوثيقة واحدة‬
‫بيداغوجية و ردعية في نفس الوقت ‪ ،‬و التي تتضمن نظام التنقيط برصيد ‪ 01‬نقطة ‪،‬‬
‫حيث يرتبط هذا النظام بقاعدة البيانات الوطنية لرخصة السياقة ‪ ،‬التي تسيرها و ازرة‬
‫الداخلية و الجماعات المحلية ‪ ،‬مع قاعدتي البيانات الوطنية المتعلقة بمخالفات قانون‬
‫المرور و البطاقات الرمادية ‪ ،‬و هو أمر ضروري لسير هذا النظام و التقليل من تدخل‬
‫العامل البشري في هذه العمليات ‪.‬‬
‫‪ -‬الزيادة في قيمة الغرامات المتعلقة بالمخالفات و الجنح و إعادة ترتيبها حسب درجة‬
‫خطورتها بهدف تشديد نظام العقوبات بمخالفة قواعد حركة المرور ‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع شهادة الكفاءة المهنية لنقل المواد الخطيرة ‪.‬‬
‫‪ -‬إلغاء الرخصة اإلختبارية و استبدالها بعبارة الفترة اإلختبارية المدرجة في رخصة السياقة ‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة مدة تعليق رخصة السياقة في حاالت الجنح ‪ ،‬و كذا المدة الواجب احترامها قبل‬
‫‪1‬‬
‫الترشح للحصول على رخصة جديدة بعد إلغاء الرخصة القديمة ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الضبط المروري‬

‫هو تطبيق األنظمة و القوانين الرسمية التي تقرها الدولة ‪ ،‬لتنظيم حركة المرور‪ ،‬و تنفذها اإلدارة‬
‫العامة للمرور و اإلدارات التابعة لها ‪ ،‬بهدف الحفاظ على انسيابية الحركة المرورية و سالمة‬
‫األشخاص ‪ ،‬و منع المخالفات و الجنح المرورية ‪ ،‬بإيقاع الجزاءات على المخالفين لهذه األنظمة ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫للحد من حوادث المرور و أضرارها البشرية و المادية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مجلة مجلس األمة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬العدد ‪ ، 21‬مارس ‪ ، 0292‬ص ‪. 9‬‬
‫‪2‬‬
‫المالك صالح محمد ‪ ،‬الضبط المروري و تشعب المهام ‪ ،‬المؤتمر الوطني الثاني للسالمة المرورية ‪ 02 ،‬سبتمبر‬
‫‪ ، 0221‬الرياض ‪ ،‬السعودية ‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫البند األول ‪ :‬أسباب حوادث المرور‬


‫أسباب حوادث السير تعود بالدرجة األولى للسرعة المفرطة و التجاوز الخطير ‪ ،‬حيث أن السير‬
‫بسرعة مفرطة يشكل أخطار عديدة ‪ ،‬منها فقدان السائق القدرة على التحكم في المركبة ‪ ،‬الالمباالة‬
‫من طرف السائقين و المارة ‪ ،‬عدم احترام المسافة األمنية ‪ ،‬عدم احترام األسبقية و إشارات المرور‪،‬‬
‫استعمال الهاتف النقال أثناء السير ‪ ،‬عدم استعمال ممرات الراجلين ‪ ،‬هي أهم األسباب التي تؤدي‬
‫دائما إلى مثل هذه الحوادث ‪.‬‬

‫و رغم تعدد األسباب و تنوعها ‪ ،‬إال أن مردها األساسي هو العنصر البشري و سلوكه سائقا كان ‪،‬‬
‫راكبا أو راجال ‪ ،‬باإلضافة إلى حالة الطرقات الغير معبدة أو المتضررة ‪.‬‬
‫فعدم صالحية أجزاء الطريق قد يؤدي إلى وقوع حوادث ‪ ،‬مما يسبب انقالب المركبات أو انحرافها‬
‫عن مسارها الحقيقي ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى المركبة في حد ذاتها لعيوب فيها ‪ ،‬حيث يعد الخلل الميكانيكي و عدم القيام بالصيانة‬
‫التقنية بشكل دوري من أهم المشاكل مما يقلل من كفاءتها ‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ٔ :‬اساس المسئولية اإلدارية لمخالفات المرور‬

‫يعد عمل ٕادارة المرور من ٔاعمال الضبط اإلداري الذي بمقتضاه يحق للسلطة اإلدارية فرض ٔ‬
‫االوامر‬
‫االفراد من خالل استخدام القوى المادية بهدف ضبط ٔاسلوب ممارسة ٔ‬
‫االفراد لحقوقهم‬ ‫و النواهي على ٔ‬
‫و واجباتهم و حرياتهم ‪.‬‬

‫االوامر و النواهي مع ٔاحكام القوانين و تكون تنفيذا لها ‪ٕ ،‬كاصدار ٕادارة المرور‬
‫و يشترط ٔان تتفق هذه ٔ‬
‫ق ار ار بحظر مرور الشاحنات في طرق معينة ‪ ،‬أو في ٔاوقات معينة على الطرق السريعة ‪ٔ ،‬او منع‬
‫وقوف السيارات على جانبي الشوارع العامة بوسط المدينة ‪.‬‬

‫و كل ذلك بغرض حماية النظام العام داخل الدولة من حيث ٔاوجهه العامة ‪ٔ ،‬‬
‫االمن العام ‪ ،‬الصحة‬
‫العامة ‪ ،‬السكينة العامة و اآلداب العامة ‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫و من أمثلة ذلك منع ممارسة نشاط في ٔاماكن معينة ‪ ،‬أو منع صيد الحيوانات في ٔ‬
‫االماكن المحمية ‪،‬‬
‫ٔاو منع القيام بالنشاطات الخطرة و المقلقة لراحة الساكنة في ٔاماكن معينة ‪ٔ ،‬او حظر فتح المحالت‬
‫‪1‬‬
‫و المصانع في أوقات معينة ‪.‬‬

‫لذلك فاإلدارة مطالبة أمام ذوي الشأن ‪ٔ ،‬امام القضاء اإلداري ‪ ،‬بجبر ما ٔاصابهم من ضرر بسبب‬
‫ٕاصدار اإلدارة لقرار ٕاداري ألحق ضر ار ‪ٔ ،‬او قيامها بعمل مادي ٔادى ٕالى ٕاصابتهم بذلك الضرر‪،‬‬
‫مما وجب محو آثاره ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ٔفاساس المسئولية تعويض عن الضرر ‪ ،‬وهي جزاء اإلضرار بالمصالح الخاصة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أنواع المخالفات و األعوان المكلفون بمعاينتها‬

‫تنقسم المخالفات المرورية إلى نوعين ‪ ،‬مخالفات المتعلقة بالسالمة المرورية ‪ ،‬و هي المخالفات‬
‫التي تهدد عند اقترافها سالمة األفراد و الممتلكات العامة و الخاصة ‪ ،‬كمخالفة قواعد السير‪ ،‬السرعة‬
‫المفرطة ‪ ،‬عدم التقيد باإلشارات الضوئية ‪ ،‬التجاوز الخطير ‪ ،‬القيام بالمناورات ‪..‬‬

‫و النوع الثاني المتمثل في المخالفات العادية ‪ ،‬التي ال تهدد سالمة األفراد و ال توقع ضر ار‬
‫في الممتلكات ‪ ،‬لكن المشرع كيفها مخالفات الموجبة لتوقيع عقوبات مناسبة لها كعدم وجود لوحة‬
‫التسجيل في المركبة ‪ ،‬وضع مادة معتمة على زجاج السيارة ‪..‬‬

‫هذا و تعد المخالفات المرورية خروجا عن النظام المتعلق بالسير و قواعده ‪ ،‬و هو سلوك له‬
‫انعكاساته السلبية على المجتمع ‪ ،‬خاصة ما يتعلق بالسالمة المرورية ‪ ،‬و كان ال بد لمواجهتها‬
‫من جزاءات ردعية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فؤاد عبد المنعم أحمد ‪ ،‬التشريعات القانونية المتعلقة بالمسئولية الجنائية و اإلدارية لحوادث المرور ‪ ،‬ص ‪، 91‬‬
‫على الموقع اإللكتروني ‪ ، repository.nauss.edu.sa :‬تاريخ اإلطالع ‪. 14 :00 ، 0292 -21 -92 :‬‬
‫‪2‬‬
‫فؤاد عبد المنعم أحمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 2‬‬

‫‪190‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫البند األول ‪ :‬المخالفات المرورية‬

‫تنقسم المخالفات المرورية إلى أربع فئات ‪ ،‬و هي تختلف حسب حجم الضرر الذي تسببه للغير‪،‬‬
‫و كذلك الجزاء المرصود لها كما حددها قانون المرور‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مخالفات الدرجة األولى‬

‫‪ .9‬مخالفة األحكام المتعلقة باإلنارة و كبح الدراجات ‪.‬‬


‫‪ .0‬خلل اإلنارة و كبح الدراجات المتحركة و النارية ‪.‬‬
‫‪ .0‬مخالفة األحكام المتعلقة بوثائق المركبة ‪.‬‬
‫‪ .1‬استخدام جهاز مركبة غير مطابق ‪.‬‬
‫‪ .9‬مخالفة الراجلين لقواعد السير ( ممرات الراجلين ) ‪.‬‬
‫‪ .6‬خلل في أجهزة اإلنارة و إشارات السيارات ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .2‬عدم وضع حزام األمن من قبل راكبي المركبات ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مخالفات الدرجة الثانية‬

‫‪ .9‬مخالفة أحكام استخدام أجهزة التنبيه الصوتي ‪.‬‬


‫‪ .0‬المرور في أوساط الطرق و األرصفة و الحواف أو المسالك أو أشرطة الطريق المخصصة ‪.‬‬
‫‪ .0‬التخفيض غير العادي للسرعة بدون سبب ‪.‬‬
‫‪ .1‬خلل في لوحات التسجيل و التجهيزات و إشارات النقل االستثنائي و مؤشرات السرعة ‪.‬‬
‫‪ .9‬عدم وضع إشارة من قبل السائق في مرحلة إختبارية ‪.‬‬
‫‪ .6‬السير على الخط المتواصل ‪.‬‬
‫‪ .2‬التوقف أو الوقوف التعسفي المعيق لحركة السير ‪.‬‬
‫‪ .9‬مخالفة األحكام المتعلقة بمرور مركبة بدون لوحتي التسجيل ‪.‬‬
‫‪ .1‬عدم التصريح بنقل ملكية المركبة أو تغيير إقامة المالك ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ – 66‬أ من ق‪ ، 29 -92 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫‪ .92‬تجاوز حد السرعة القانونية بنسبة ال تفوق ‪ 92‬بالمائة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬مخالفات الدرجة الثالثة‬

‫‪ .9‬تجاوز السرعة القانونية بأكثر من ‪ 92‬بالمائة و أقل عن ‪ 02‬بالمائة ‪.‬‬


‫‪ .0‬منع المرور أو تقييده ‪.‬‬
‫‪ .0‬عدم وضع حزام األمن من قبل السائق ‪.‬‬
‫‪ .1‬عدم ارتداء الخوذة بالنسبة لسائقي الدراجات و راكبيها ‪.‬‬
‫‪ .9‬السير أو التوقف دون ضرورة على شريط الوقوف االستعجالي ‪.‬‬
‫‪ .6‬التوقف أو الوقوف الخطيرين ‪.‬‬
‫‪ .2‬مخالفة أحكام منع نقل األطفال في المقاعد األمامية ‪.‬‬
‫‪ .9‬عدم توفر المركبة على تجهيزات تسمح بالرؤية ‪.‬‬
‫‪ .1‬وضع الشريط البالستيكي أو أي مادة معتمة على زجاج المركبة ‪.‬‬
‫‪ .92‬عدم التبليغ بالتغييرات التي أجريت على تجهيزات المركبة ‪.‬‬
‫‪ .99‬مخالفة أحكام إلزام حائزي رخص السياقة في الفترة اإلختبارية للتكوين على نفقتهم ‪.‬‬
‫‪ .90‬األطر المطاطية الغير المطابقة للمعايير المقبولة ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .90‬مخالفة أحكام المراقبة التقنية الدورية للسيارات ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬مخالفات الدرجة الرابعة‬

‫‪ .9‬مخالفة االتجاه المفروض و تقاطع الطرق و أولوية المرور ‪.‬‬


‫‪ .0‬مخالفة أحكام تقاطع الطرقات و أولوية المرور ‪.‬‬
‫‪ .0‬عدم احترام التقاطع و التجاوز ‪.‬‬
‫‪ .1‬عدم احترام إشارات األمر بالتوقف ‪.‬‬
‫‪ .9‬المناورات الممنوعة على الطريق السريع ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ -66‬ب من ق‪. 29 -92 .‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ -66‬ج من ق‪. 29 -92 .‬‬

‫‪192‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .6‬زيادة السائق للسرعة أثناء محاولة تجاوزه ‪.‬‬


‫‪ .2‬سير المركبة بدون إنارة أو إشارة ‪.‬‬
‫‪ .9‬مخالفة أحكام منع المرور المركبات ذات ‪ 1‬مقاعد أو نقل البضائع ذات ‪ 2‬أمتار مسلك يقع‬
‫مباشرة على يسار طريق يتضمن ثالث مسالك أو أكثر ذات إتجاه واحد للمرور ‪.‬‬
‫‪ .1‬التوقف على أجزاء طريق تعبره سكة حديدية ‪.‬‬
‫‪ .92‬العبور التعسفي عبر الطرق الممنوعة أو جسور محدودة الحمولة ‪.‬‬
‫‪ .99‬مخالفة األحكام المتعلقة بوزن المركبات ‪.‬‬
‫‪ .90‬مخالفة األحكام المتعلقة بمكابح المركبات ذات محرك ‪ ،‬و ربط المقطورات و نصف‬
‫المقطورات ‪.‬‬
‫‪ .90‬مخالفة األحكام المتعلقة بالحمولة القصور لكل محور‪.‬‬
‫‪ .91‬مخالفة أحكام وضع جهاز قياس السرعة ‪.‬‬
‫‪ .99‬تغيير اإلتجاه دون التأكد من أن المناورة ال تشكل خطر ‪.‬‬
‫‪ .96‬اجتياز الخط المتواصل ‪.‬‬
‫‪ .92‬تشغيل األجهزة السمعية البصرية في مقدمة السيارة ‪.‬‬
‫‪ .99‬المكوث على الشريط الوسطي الذي يفصل أوساط الطرق في الطريق السيار و السريع ‪.‬‬
‫‪ .91‬مخالفة أحكام المتعلقة بحجم المركبات و تركيب أجهزة إنارة و إشارة ‪.‬‬
‫‪ .02‬عدم إجراء الفحص الطبي الدوري للمركبات ‪.‬‬
‫‪ .09‬مخالفة أحكام تعليم سياقة المركبات ذات محرك بمقابل أو بدونه ‪.‬‬
‫‪ .00‬عدم احترام مدة السياقة و الراحة من سائقي مركبات نقل البضائع ‪.‬‬
‫‪ .00‬حاالت اإللزام أو المنع الخاصة بعبور السكك الحديدية ‪.‬‬
‫‪ .01‬االستعمال اليدوي و عبر كلتا األذنين للهاتف النقال ‪.‬‬
‫‪ .09‬تجاوز السرعة المحددة للفترة اإلختبارية ‪.‬‬
‫‪ .06‬عدم احترام أولوية الراجلين على مستوى الممرات المحمية ‪.‬‬
‫‪ .02‬عدم احترام المسافة القانونية ‪.‬‬
‫‪ .09‬إلحاق ضرر أو خطر بالغير أو بالمسلك العمومي ‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .01‬تجاوز مستوى تصاعد الدخان و الغازات السامة و إصدار الضجيج ‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ .02‬تجاوز السرعة القانونية بأكثر من ‪ 02‬بالمائة و أقل من ‪ 02‬بالمائة ‪.‬‬

‫و بالنظر إلى الجزاءات التي يتعين اتخاذها في مواجهة مرتكبي مخالفات و جنح المرور طبقا لقانون‬
‫المرور ‪ ،‬فإنها تنحصر في الغرامة ‪ ،‬الحبس أو بهما معا ‪ ،‬توقع من طرف السلطة القضائية المختصة‬
‫و كذلك جزاءات مالية توقعها السلطة اإلدارية ‪ ،‬تتنوع بين الجزاءات المالية متمثلة في دفع غرامة‬
‫محددة ‪ ،‬اإلحتفاظ أو تعليق رخصة السياقة ‪.‬‬
‫كما يمكن اتخاذ إجراء آخر متمثل في توقيف المركبة أو حجزها كتدبير وقائي مؤقت في حاالت‬
‫معينة ‪ ،‬يتخذ من طرف رجال األمن أو الجهات اإلدارية المختصة التي أعطاها القانون هذه‬
‫الصالحية ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى توقيع جزاء إداري متمثل في نظام الرخصة بالنقاط و هو أداة معيارية و بيداغوجية ‪،‬‬
‫يهدف من خالله إلى جعل السائقين يتحملون مسئولياتهم تجاه مخالفتهم لقواعد حركة المرور من خالل‬
‫‪2‬‬
‫نظام تسيير النقاط المخصصة لكل حائز رخصة سياقة ‪.‬‬

‫و في فرنسا يؤدي التعدي على قواعد المرور من حيث المبدأ إلى اللجوء إلجراءين ‪:‬‬

‫اإلجراءات الجنائية التي تحكمها السلطة الجنائية المختصة التي يحددها مكان وقوع الجريمة ‪ ،‬و ينتج‬
‫عنه غرامه مالية باإلضافة إلى العقوبة السالبة للحرية ‪.‬‬

‫و اإلجراءات اإلدارية للسلطة اإلدارية المختصة التي تخضع إلى تنفيذ تدبير إداري يعبر عنه في شكل‬
‫إنذار أو سحب للتراخيص ‪ ..‬ذلك ألن بعض المخالفات التي ال تشكل خطورة تواجه بإجراءات‬
‫مبسطة ‪ ،‬بحيث ال تستتبع سوى فرض غرامة أو أي تدبير إداري مثل تجاوز الوقت المسموح به‬
‫‪3‬‬
‫لوقوف السيارات ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ -66‬د من ق‪. 29 -92 .‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 1 – 0‬من ق‪ ، 29-92 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Retrait de permis / avertissement, sur le site : https://www.vd.ch/index.php?id=908 ,‬‬
‫‪date de visite : 18 -01-2018, à 15 :03 .‬‬

‫‪194‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫البند الثاني ‪ :‬األعوان المؤهلون بمعاينة المخالفات المرورية‬


‫‪2‬‬
‫تطبيقا ألحكام المادة ‪ 99‬قانون اإلجراءات الجزائية ‪ 1 ،‬تتم معاينة المخالفات تطبيقا لقانون المرور‬
‫و نصوصه التنظيمية بموجب محضر يحرر من طرف ‪:‬‬

‫ضباط الشرطة القضائية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪ -‬الضباط و ذوي الرتب و أعوان الدرك الوطني ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬محافظي الشرطة و الضباط ذوي الرتب و أعوان األمن الوطني ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬ضباط الشرطة القضائية‬


‫فضباط الشرطة القضائية يحوزون صالحية اتخاذ كل االحتياطات و التدابير الضرورية الالزمة‬
‫الحترام قانون المرور و قواعده و الحفاظ على سالمة األشخاص و الممتلكات من حوادث المرور ‪،‬‬
‫و المراقبة الدورية لحركة السير و معاينة المخالفات ‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة أن هؤالء األعوان ال يمكنهم ممارسة صالحياتهم إال بعد تأهيلهم بناء على اقتراح‬
‫‪4‬‬
‫السلطة اإلدارية التي ينتمون إليها ‪.‬‬
‫و المهام المنوطة بهم تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ -‬معاينة المخالفات المتعلقة بسالمة األمالك العمومية الخاصة بالطرق ‪.‬‬


‫‪ -‬المخالفات المرتكبة في موقع الورشات الواقعة على المسلك العمومي أو بجوارها ‪ ،‬إذا ما‬
‫‪5‬‬
‫سببت ضرر للورشات و مستخدميها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬ج ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 902‬من ق‪ ، 91-29 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫يبدو أن المادة ‪ 902‬السالفة الذكر وقعت في خلط فيما يخص األعوان المذكورين ‪ ،‬خاصة ما تعلق بالصنفين الثاني‬
‫و الثالث و عالقتهما بالصنف األول ‪ ،‬حيث أن كال من محافظي الشرطة و ضباط الشرطة و ذوو الرتب في الدرك‬
‫يصنفون على أساس أنهم ضباط الشرطة القضائية تطبيقا للمادة ‪ 99‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 99‬مكرر ‪ 9‬من ق‪ 22 -92 .‬المؤرخ في ‪ 02‬مارس ‪ ، 0292‬المعدل و المتمم لألمر ‪999 -66‬‬
‫المتضمن ق‪ .‬إ‪ .‬ج ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 01‬مارس ‪ ، 0292‬العدد ‪. 02‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 900‬من قانون ‪ ، 91-29‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا ‪ :‬مهندسي األشغال العمومية و أ عوان الغابات‬


‫أعطى المشرع صالحية معاينة المخالفات ألعوان آخرين ‪ ،‬كل حسب اختصاصه ‪ ،‬و من هؤالء نجد‬
‫مهندسي األشغال العمومية و رؤساء المناطق و حماية األراضي و استصالحها ‪ ،‬و ذلك عندما‬
‫تُرتكب المخالفات على المسالك الغابية المفتوحة للسير العمومي ‪.‬‬

‫فيمكنهم معاينة األضرار التي تلحق بالمسالك العمومية ‪ ،‬و إعداد محضر عن األعمال التخريبية‬
‫‪1‬‬
‫المرتكبة بحضورهم ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى األعوان التقنيين للغابات ‪ ،‬الذين تم تحديد صالحياتهم لمعاينة المخالفات و الجنح ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫بموجب قانون النظام العام للغابات ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬مفتشو النقل البري‬


‫نصت عليهم المادة ‪ 901‬المعدلة من قانون ‪ 29 -92‬حيث تنص ‪:‬‬

‫" يختص مفتشو النقل البري بمعاينة المخالفات من الدرجة الرابعة ‪ ،‬المطتان ‪ 99‬و ‪ ، 90‬و المخالفة‬
‫من الدرجة الثالثة ‪ -‬المطة ‪ 90‬من المادة ‪ 66‬أعاله ‪ ،‬و إعداد محضر بذلك " ‪.‬‬

‫فحددت اختصاصهم بمعاينة المخالفات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬مخالفة األحكام المتعلقة بطبيعة األطر المطاطية للمركبات ذات محرك ‪ ،‬الغير مطابقة‬
‫للمعايير المقبولة و شكلها و حالتها ‪.‬‬
‫‪ -‬مخالفة األحكام المتعلقة بوزن المركبات ذات محرك غير المطابقة للمعايير المقبولة ‪.‬‬
‫‪ -‬مخالفة األحكام المتعلقة بالحمولة القصوى لكل محور‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المواد ‪ 909‬و ‪ 900‬من ق‪ ،91 -29 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ق‪ 90 -91 .‬المؤرخ في ‪ 00‬جوان ‪ 9191‬المؤرخ في ‪ 00‬جوان ‪ ، 9191‬المتضمن النظام العام للغابات ‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 06‬جوان ‪ ، 9191‬العدد ‪ ، 06‬المعدل و المتمم ق‪ 02 -19 .‬المؤرخ في ‪ 0‬ديسمبر ‪ ، 9119‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 1‬ديسمبر ‪ ، 9119‬العدد ‪. 60‬‬

‫‪196‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الجزاءات و التدابير اإلدارية‬

‫يتضمن قانون المرور عدة عقوبات على المخالفات المرورية ضد المخالفين ‪ ،‬بحيث صنفها إلى‬
‫مجموعة من المخالفات الهامة التي قد تصدر عن السائقين لخطأ ارتكبوه ‪ ،‬أو بسبب خلل في المركبة‬
‫و غيره ‪ ،‬و قسم قانون المرور المخالفات إلى أربع درجات ‪ ،‬و رصد تدابير وقائية و جزاءات إدارية‬
‫على المخالفين لقانون تنظيم المرور‪ ،‬تتنوع بين الغرامة الجزافية المفروضة على مرتكبي المخالفة‬
‫و سحب النقاط ‪ ،‬المصادرة ‪ ،‬سحب رخصة السياقة ‪ ،‬توقيف المركبة و الوضع في المحشر ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الجزاءات اإلدارية‬

‫تبرز ذاتية السياسة العقابية فى مجال جرائم المرور من خالل ما تتبناه التشريعات الجزائرية من‬
‫التوسع فى األدوات التى يستعين بها المشرع فى مكافحة جرائم المرور ‪ ،‬باستعمال آلية الجزاءات‬
‫اإلدارية ‪ ،‬تفرضها الهيئات اإلدارية و األعوان المختصة ‪.‬‬

‫و تختلف وجهات النظر و تصعب التفرقة بالنظر إلى اختالف وجهة النظر القضائية حول الجزاءات‬
‫في مجال مخالفات المرور ‪ ،‬فهل تعد جزاء ردعيا أو وقائيا ‪.‬‬

‫فسحب رخصة السياقة مثال ُع َّدت من قبل القاضي اإلداري جزاء ردعيا عن جريمة ‪ ،‬بينما اعتبرها‬
‫‪1‬‬
‫القاضي العادي من قبيل التدابير الوقائية المخصصة لسالمة مستخدمي الطريق ‪.‬‬

‫أما في حاالت أخرى ‪ ،‬يكيف ذات التدبير و من قبل ذات القاضي بكونه جزاء و أحيانا أخرى بكونه‬
‫تدبي ار وقائيا ‪.‬‬

‫حيث تعد المخالفات خروجا عن النظام ‪ ،‬فالسبب الرئيسي لحوادث المرور هو مخالفة األنظمة‬
‫المتعلقة بقواعد السير ‪ ،‬كسلوك له انعكاساته السلبية على المجتمع ‪.‬‬
‫فكان لزاما مواجهته خالل التوسع فى الجزاءات اإلدارية الردعية ‪ ،‬األمر الذي ال تتوافر فى غيرها‬
‫من الجرائم حتى يلتزم األفراد بقواعد النظام على الوجه التالي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫غنام محمد غنام ‪ ،‬القانون اإلداري الجنائي‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 06‬‬

‫‪197‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫البند األول ‪ :‬الغرامة اإلدارية و سحب النقاط‬

‫يتبع المشرع الجزائري نظام الغرامات اإلدارية الجزافية فى مخالفات المرور ‪ ،‬و هي مبالغ محددة‬
‫مسبقا طبقا للقانون ‪ ،‬ضمن مدد محددة و إجراءات خاصة ‪.‬‬
‫و فى كل األحوال يترتب على دفع الغرامة اإلدارية الجزافية و سحب النقاط ‪ ،‬سقوط المخالفة‬
‫و في حالة عدم استجابة المخالف إلى تغليظ العقوبة ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مزايا توقيع الغرامة اإلدارية‬


‫تقدم الغرامة اإلدارية المزايا التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬تحقيق الردع و هو من أهداف العقوبة و الذي يسمح بمكافحة جرائم المرور التي تحتاج‬
‫إلى التدخل السريع ‪.‬‬
‫‪ -‬تخفيف العبء عن المحاكم نظ ار للعدد الكبير من قضايا المرور‪.‬‬
‫‪ -‬ميزة السرعة فى اإلجراءات ‪ ،‬األمر الذي يحقق عنصر االستقرار القانوني و حسم األوضاع‬
‫و خاصة فيما يتعلق بجرائم المرور التى تقع من الزائرين السائحين و األجانب بوجه عام ‪.‬‬
‫‪ -‬إعفاء جهة اإلدعاء من تقديم دليل اإلدانة ‪.‬‬
‫‪ -‬حقق هذا النظام ميزة للمخالف نفسه حيث أن مبلغ الغرامات اإلدارية في جرائم المرور يقل‬
‫عن المبلغ الذي يتعرض له عندما يحاكم أمام القضاء ‪.‬‬
‫‪ -‬يحقق هذا النظام أيضا للمتهم ميزة أخرى تتمثل فى دعم تسجيل الغرامات اإلدارية في صحيفة‬
‫السوابق العدلية ‪ ،‬و بالتالي فإنها ال تعتبر سابقة فى العود ‪.‬‬
‫‪ -‬يحقق هذا النظام مزية تجنب مصاريف مالية يضطر المتهم إلى دفعها لو تمت محاكمته أمام‬
‫القضاء ‪ ،‬من ذلك مصاريف الدفاع ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬تحقيق عائد مالي لخزينة الدولة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫غنام محمد غنام ‪ ،‬المالمح العامة للسياسة الجنائية فى مجال جرائم المرور ‪ ،‬على الموقع اإللكتروني ‪:‬‬
‫‪http://www.shaimaaatalla.com/vb/showthread.php?t=20863‬‬
‫تاريخ اإلطالع ‪. 09 :56 ، 0292 -21 -99 :‬‬

‫‪198‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا ‪ :‬توقيع جزاء الغرامة و سحب النقاط‬

‫يتم توقيع الغرامة المالية بغرامة جزافية محددة قانونا ‪ ،‬و للمخالف أن يتحرر من خطئه من خالل‬
‫تسديدها طواعية من خالل طابع جبائي بمبلغ الغرامة ‪ ،‬يوضع على المحضر في خالل مدة محددة‬
‫من يوم تحريره ‪.‬‬

‫ومن أهم التدابير التي جاء بها التعديل الجديد ‪ 29 -92‬إدراج نظام النقاط في رخصة السياقة الذي‬
‫ُيسير من طرف و ازرة الداخلية عن طريق بطاقية وطنية لرخص السياقة ستسمح بإحصاء كل‬
‫المخالفات المسجلة عبر كامل التراب الوطني ‪.‬‬

‫و من خالل هذا النظام يرخص لكل رخصة سياقة رصيدا به ‪ 01‬نقطة يخفض عند كل مخالفة يقوم‬
‫بها صاحب الرخصة ‪ ،‬باإلضافة إلى سحب النقاط في حالة عدم دفع الغرامة الجزافية المحددة إلحدى‬
‫المخالفات المنصوص عليها في القانون ‪.‬‬

‫و خالل الفترة اإلختبارية التي تدوم سنتين يخصص لرخصة السياقة رصيد ‪ 90‬نقطة فقط ‪ ،‬و بعد‬
‫سحب كل النقاط تصبح الرخصة منتهية الصالحية حيث يتوجب على حاملها متابعة التكوين من جديد‬
‫للحصول على رخصة جديدة من أجل استرجاع النقاط الضائعة ‪ ،‬أما إذا فقد بعضها فال تمنح له سوى‬
‫النقاط المتبقية ‪ ،‬و في حالة العكس أي عدم ارتكاب أي مخالفة في الفترة التجريبية ‪ ،‬يخصص له‬
‫‪1‬‬
‫رصيد نهائي ‪ 01‬نقطة ‪.‬‬

‫و يتم خصم النقاط وفق سلم يميز أربعة أنواع من المخالفات تستلزم سحب من ‪ 9‬إلى ‪ 6‬نقاط حسب‬
‫طبيعتها ‪ ،‬كما يمكن تعليق رخصة السياقة عند ارتكاب جنح باإلضافة إلى العقوبات الجزائية ‪ ،‬بحيث‬
‫تتغير مدة التعليق حسب طبيعة الجنحة ‪.‬‬

‫و ما يهمنا في الدراسة هو المخالفات ‪ ،‬باعتبار أنها موجبة لجزاءات إدارية ‪ ،‬أما في حالة جنحة‬
‫فسيتحول الملف إلى العدالة و تنتهي معه المتابعات اإلدارية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 9‬من ق‪ ، 29 -92 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫و لقد صنف القانون في قسمه األول المخالفات للقواعد الخاصة بحركة المرور إلى أربع درجات تترتب‬
‫‪1‬‬
‫عنها غرامة جزافية من ‪ 0222‬دج إلى غاية ‪ 6222‬دج و التي حددها القانون بأربعة مخالفات ‪.‬‬

‫‪ -‬العقوبات من الدرجة األولى ‪ ،‬محددة بسبع مخالفات ‪ ،‬يعاقب مرتكبي مخالفات هذه الفئة‬
‫بغرامة جزافية مقررة ب ‪ 0222‬دج ‪ ،‬مع سحب ‪ 9‬نقطة ‪ ،‬باستثناء األحكام المتعلقة‬
‫باإلنارة و كبح الدراجات ‪ ،‬و عدم وضع حزام األمن من قبل راكبي المركبات ‪ ،‬و بطبيعة‬
‫‪2‬‬
‫الحال مخالفة الراجلين لقواعد السير فيما يخص استعمال ممرات الراجلين ‪.‬‬
‫‪ -‬العقوبات من الدرجة االثانية ‪ ،‬محددة بعشرة مخالفات ‪ ،‬يعاقب مرتكبي هذه الفئة بغرامة‬
‫جزافية مقررة ب ‪ 0922‬دج ‪ ،‬مع سحب ‪ 0‬نقاط ‪.‬‬
‫‪ -‬العقوبات من الدرجة الثالثة ‪ ،‬محددة بثالثة عشر مخالفة ‪ ،‬يعاقب مرتكبو مخالفات الفئة‬
‫الثالثة بغرامة جزافية مقررة ب ‪ 0222‬دج ‪ ،‬مع سحب ‪ 1‬نقاط ‪.‬‬
‫‪ -‬العقوبات من الدرجة الرابعة ‪ ،‬محددة بثالثون مخالفة ‪ ،‬يعاقب مرتكبوها بغرامة جزافية‬
‫مقررة ب ‪ 6222‬دج ‪ ،‬مع سحب ‪ 6‬نقاط ‪.‬‬

‫و لقد أضاف المشرع عقوبة خاصة بالفئة الرابعة و الخاصة بالمركبات المخالفة ألحكام‬
‫المتعلقة بوزن المركبات ‪ ،‬ففي حالة مخالفة األحكام المتعلقة بوزن المركبات ذات محرك غير‬
‫المطابقة للمعايير المقبولة ‪ ،‬حددت مبلغ الغرامة ‪ 9222‬دج ‪ ،‬لكل ‪ 092‬كلغ من الحمولة‬
‫الزائدة في مركبات يقل وزنها اإلجمالي المرخص به مع الحمولة ‪ 0.9‬طن ‪.‬‬

‫و غرامة تقدر ب ‪ 9222‬دج لكل ‪ 922‬كلغ من الحمولة الزائدة في مركبات يفوق وزنها‬
‫‪3‬‬
‫اإلجمالي المرخص به مع الحمولة ‪ 0.9‬طن ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 66‬من ق‪ ، 29 -92 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 96‬مكرر من ق‪. 29 -92 .‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ -66‬د‪ 99 -‬من ق‪. 29 -92 .‬‬

‫‪200‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫أما فيما يتعلق بالجنح المرورية ‪ ،‬فزيادة عن الحبس و الغرامة القضائية ‪ -‬الخارجة عن نطاق‬
‫العقوبات اإلدارية محل الدراسة ‪ -‬أضاف عقوبة الغرامة في حالتين هما ‪:‬‬

‫‪ -‬المشاركة في سباق لمركبات غير المرخص بها في مسلك عمومي ‪ ،‬حيث توقع لها غرامة‬
‫‪1‬‬
‫ما بين ‪ 92.222‬إلى ‪ 992.222‬دج ‪.‬‬
‫‪ -‬تجاوز السرعة القانونية بنسبة ‪ 02‬بالمائة فما فوق ‪ ،‬توقع لها غرامة ما بين ‪92.222‬‬
‫‪2‬‬
‫إلى ‪ 92.222‬دج ‪.‬‬

‫و عقوبة سحب النقاط سحب ‪ 92‬نقاط ‪ ، 3‬ماعدا الجنح المتعلقة بالتصريح الكاذب للحصول‬
‫‪5‬‬
‫على رخصة سياقة ‪ 4،‬و السياقة بدون رخصة ‪.‬‬

‫و كذلك استمرار السياقة لشخص ُبلغ بالطرق القانونية بتعليق أو إلغاء رخصة السياقة ‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫أو منع استصداره لرخصة جديدة ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫باإلضافة إلى جنحة وضع ممهل على مسلك مفتوح لحركة المرور بدون ترخيص ‪،‬‬
‫و جنحة تنظيم سباقات العدو أو سباق المركبات أو الدراجات و الدراجات النارية بدون‬
‫‪8‬‬
‫ترخيص من السلطة المختصة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 92‬المعدلة من ق‪. 29 -92 .‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 91‬المعدلة من ق‪ ، 29 -92 .‬و كلتا المادتان ‪ 92‬و ‪ 91‬مدرجتان ضمن القسم الثاني الخاص بالجنح‬
‫و العقوبات ‪ ،‬و لم يوضح المشرع فيما إذا كانت عقوبة الغرامة توقع قضائيا أو إداريا ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 60‬مكرر من ق‪. 29 -92 .‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 29‬من األمر ‪ 20 -21‬المؤرخ في ‪ 00‬جويلية ‪ ، 0221‬يعدل و يتمم ق‪ ، 91-29 .‬المتعلق بتنظيم‬
‫حركة المرور عبر الطرق و سالمتها و أمنها ‪ ،‬ج‪ .‬ر الصادرة في ‪ 01‬جويلية ‪ ، 0221‬العدد ‪. 19‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 92‬من األمر ‪. 20-21‬‬
‫‪6‬‬
‫ينظر المادة ‪ 99‬من األمر ‪. 20 -21‬‬
‫‪7‬‬
‫المادة ‪ 90‬من األمر ‪. 20 -21‬‬
‫‪8‬‬
‫ينظر المادة ‪ 92‬من األمر ‪. 20 -21‬‬

‫‪201‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫و القانون الفرنسي يعمل بنظام النقاط ‪ ،‬فالسائق بمجرد حصوله على رخصة السياقة يكون في‬
‫رصيده ست نقاط و بعد اجتياز مرحلة ثالث سنوات تجربة بدون أي مخالفة ‪ ،‬يضاعف رصيده‬
‫إلى ‪ 90‬نقطة و هو الحد األقصى ‪.‬‬

‫و في كل مرة يرتكب صاحب الرخصة مخالفة يخصم منه عدد من النقاط بحسب نوع المخالفة‬
‫المرتكبة ‪ ،‬حتى إذا نزل عدد النقاط إلى الصفر أصبحت رخصة السياقة الغية ‪ ،‬ثم ُيبلغ صاحب‬
‫الرخصة بالوضعية عن طريق رسالة كما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬المخالفات المؤدية إلى سحب ‪ 1‬نقطة ‪ ،‬يبلغ السائق بالسحب عن طريق رسالة عادية ‪،‬‬
‫و تسترد النقطة بعد فتره سته أشهر إذا لم يرتكب أي انتهاك خالل تلك الفترة ‪ ،‬و إذا‬
‫ارتكبت جريمة جديدة ‪ ،‬فإنه يخسر إمكانية استرجاعها ‪.‬‬
‫‪ -‬الجريمة التي تسبب سحب ‪ 2‬نقطة ‪ ،‬يتم إعالمه بواسطة رسالة عادية ‪.‬‬
‫و إذا لم يتبق لديه سوى ‪ 1‬نقاط أو أقل ( في حالة ارتكابه جرائم أخرى من قبل) ‪ ،‬يجوز‬
‫للسائق ‪ ،‬إذا رغب في ذلك ‪ ،‬أن يقوم بدورة تكوينية في مجال السالمة المرورية ‪stage ،‬‬
‫‪ ، de sensibilisation à la sécurité routière‬و تسلم له شهادة متابعة التدريب‬
‫الداخلي ‪ ،‬و ترسل نسخة منها إلى المصالح المختصة ‪ préfecture‬إلعاده تجديد النقاط‪.‬‬
‫‪ -‬الجريمة (الجرائم) التي تؤدي إلى سحب ما ال يقل عن ‪ 3‬نقاط ‪ ،‬و هنا يتم إبالغ السائق‬
‫برسالة موصى بها مع إشعار بالوصول ‪ ،‬تتضمن سحب النقاط و إلزامية متابعة دورة‬
‫تكوينية في أجل أربعه أشهر من استالم الرسالة ‪ ،‬و إذا رفض التكوين ‪ ،‬فإنه يعاقب‬
‫بغرامه قدرها ‪ ، 909€‬و خطر تعليق رخصة السياقة لمده ثالث سنوات ‪ ،‬و إذا تابع‬
‫التكوين تسلم له شهادة بذلك ‪.‬‬
‫ترفق هذه الشهادة بطلب تسديد غرامة عن المخالفة المرتكبة التي أدت إلى سحب ‪ 0‬نقاط‬
‫إلى محاسب الخزينة العمومية محل ارتكاب المخالفة ‪.‬‬
‫‪ -‬الجريمة (الجرائم) التي تؤدي إلى سحب ‪ 6‬نقاط في السنة األولى ‪ ،‬إذا ارتكبت الجريمة‬
‫التي نتج عنها سحب ‪ 6‬نقاط في السنه األولي من الرخصة االختبارية ‪ ،‬يتم إبالغ السائق‬
‫برسالة موصى بها مع إشعار بالوصول بإبطال رخصته بالنسبة لرصيد من ‪ 2‬نقطة ‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫و ال يمكنه في هذه الحالة القيام بدورة تكوينية في مجال السالمة المرورية ‪ ،‬أو القيادة‬
‫‪1‬‬
‫لمده سته أشهر ‪ ،‬و عليه أن يجتاز فحص رخصه القيادة للحصول على رخصة جديدة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬تغليظ العقوبة‬

‫عادة ما تضع التشريعات مدة معينة يتعين خاللها أن يقوم المخالف بدفع تلك الغرامة و إال‬
‫تعرض لغرامة جزافية تزيد عن مبلغ الغرامة المحددة ‪.‬‬
‫و فى حالة إخطار المخالف بسبب عدم تسديده الغرامة عند تقرير المخالفة ‪ ،‬فإنه يتم دفع قيمة‬
‫الغرامة الجزافية المغلظة فى خالل مدة يبدأ احتسابها من هذا اإلخطار ‪.‬‬
‫و هذا ما أوضحته المادة ‪ 10‬المعدلة بموجب القانون ‪ 29 -92‬بقولها ‪:‬‬
‫" في حالة المخالفات المذكورة في القسم األول من هذا الفصل ‪ ،‬يسلم العون الذي عاين المخالفة‬
‫للسائق اإلخطار بالمخالفة من أجل دفع الغرامة الجزافية في أجل أقصاه خمسة و أربعون (‪)19‬‬
‫يوما‪.‬‬
‫و مع انقضاء هذا األجل و في حالة عدم دفع الغرامة الجزافية ‪ ،‬يرسل محضر عدم الدفع إلى‬
‫وكيل الجمهورية ‪.‬‬
‫و في هذه الحالة ‪ ،‬يرفع مبلغ الغرامة بحدها األقصى كما يأتي ‪:‬‬
‫‪ 0222 -‬دج ‪ ،‬بالنسبة للمخالفات من الدرجة األولى ‪،‬‬
‫‪ 1222 -‬دج ‪ ،‬بالنسبة للمخالفات من الدرجة الثانية ‪،‬‬
‫‪ 6222 -‬دج ‪ ،‬بالنسبة للمخالفات من الدرجة الثالثة ‪،‬‬
‫‪ 2222 -‬دج ‪ ،‬بالنسبة للمخالفات من الدرجة الرابعة ‪.‬‬

‫هذا فيما يخص تغليظ عقوبة الغرامة الغير مدفوعة رغم إخطار المخالف و منحه مدة معقولة‬
‫لتسديدها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Art. R223-1 à R223-4, du code de la route, sur le site : www.legifrance.gouv.fr , et‬‬
‫‪Circulaire du 11 mars 2004, relative au régime général du permis de conduire à points et‬‬
‫‪au permis probatoire.‬‬

‫‪203‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫أما فيما يخص سحب النقاط ‪ ،‬فلقد أوضحت نفس المادة على أنه يكلف العون المختص بإرسال‬
‫المعلومة أيضا إلى اإلدارة المكلفة بتسيير نظام الرخصة بالنقاط ‪ ،‬التي تقوم بدورها بسحب نقطتين‬
‫‪2‬‬
‫إضافيتين ‪ 1،‬في حالة ارتكاب المخالف إحدى المخالفات المذكورة أعاله طبقا للمادة ‪ 60‬مكرر ‪،‬‬
‫بصفة تلقائية بعد أجل ‪ 19‬يوما ابتداء من تاريخ معاينة المخالفة ‪ 3،‬مع الترخيص لصاحب رخصة‬
‫‪4‬‬
‫السياقة باإلطالع على المعلومات المتعلقة برصيد النقاط ‪.‬‬
‫أما في حالة ارتكاب المخالف لجنحة ‪ ،‬يتم السحب التلقائي لعدد النقاط طبقا ألحكام نفس المادة ‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫على أن يتم استرجاع النقاط المسحوبة في حالة صدور الحكم بالبراءة ‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬االحتفاظ و تعليق رخصة السياقة‬

‫عرف المشرع رخصة السياقة بأنها ‪:‬‬


‫‪6‬‬
‫" ترخيص إداري يؤهل حائزه لقيادة مركبة ذات محرك في المسالك المفتوحة لحركة المرور" ‪.‬‬

‫و يجيز التشريع الجزائري سحب ترخيص السياقة لمدة مؤقتة باإلجراءات اإلدارية ‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى الطريق القضائي و بقوة القانون ‪ ،‬و ذلك في حالة ارتكاب جرائم معينة من جرائم المرور‪.‬‬

‫و ما يهمنا في هذه الدراسة هو الطريق اإلداري ‪ ،‬و تتمثل الجزاءات هنا في االحتفاظ برخصة السياقة‬
‫و تعليقها من طرف السلطة اإلدارية المختصة ‪ ،‬و هو ما سنوضحه تباعا ‪.‬‬

‫و تمثل المخالفات المرورية في هذا الصدد مثاال مثي ار لالهتمام و الجدال ‪ ،‬فمجلس الدولة الفرنسي‬
‫يكيف تعليق رخصة السياقة على أنها تدبير من تدابير الضبط اإلداري حتى و لو كانت مقترنة‬
‫بارتكاب جريمة ‪ ،‬ما دام الهدف األساسي منها هو الوقاية و منع ارتكاب جرائم مرورية أخرى ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0/ 10‬من ق‪ ، 29 -92 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المواد ‪ 10‬و ‪ 96‬مكرر من ق‪. 29 -92 .‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 60‬مكرر من ق‪. 29 -92 .‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 60‬مكرر ‪ 0‬من ق‪. 29 -92 .‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0/12‬و ‪ 0‬من ق‪. 29 -92 .‬‬
‫‪6‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0- 0‬من ق‪. 29-17 .‬‬

‫‪204‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫غير أن ذات المجلس يعتبر أن خصم النقاط من رخصة السياقة يش ّكل عقوبة إدارية نتيجة المخالفة‬
‫‪1‬‬
‫المرتكبة من السائق أكثر منها كوسيلة لمنع المخالفة المستقبلية و تجنب تك ارره ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬االحتفاظ بالرخصة مع عدم القدرة على السياقة‬

‫تطبيقا لنص المادة ‪ 11‬من األمر ‪ ، 20 -21‬و في حالة الوقوع في إحدى المخالفات للحاالت‬
‫المتعلقة أساسا بالحد من سرعة المركبات ‪ ،‬منع المرور و تقييده ‪ ،‬مخالفة أحكام وضع الحزام ‪،‬‬
‫عدم ارتداء الخوذة للدراجات النارية و المتحركة ‪ ،‬مخالفة أحكام التوقف أو الوقوف و تجاوز حدود‬
‫‪2‬‬
‫السرعة ‪..‬‬

‫باإلضافة إلى المخالفات المتمثلة في مخالفة إتجاه المرور المفروض ‪ ،‬مخالفة أحكام تقاطع الطرقات‬
‫و أولوية المرور و التجاوز ‪ ،‬عدم اإلستجابة إلشارات األمر بالتوقف التام ‪ ،‬القيام بمناورات ممنوعة ‪،‬‬
‫زيادة السرعة أثناء محاولة تجاوزه ‪ ،‬سير مركبة بدون إنارة أو إشارة ‪ ،‬و قوفها في وسط الطريق ‪،‬‬
‫الوقوف أو التوقف على أجزاء تعبرها السكة الحديدية ‪ ،‬مخالفة وزن المركبات ‪ ،‬مكابح المركبات ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫الحمولة القصوى و اجتياز خط متواصل ‪..‬‬

‫و هنا يقوم العون الذي عاين المخالفة باإلحتفاظ برخصة السياقة ‪ ،‬مع تسليم وثيقة تثبت االحتفاظ ‪،‬‬
‫مع عدم القدرة على السياقة بعد ‪ 19‬ساعة من تسليم هذه الوثيقة ‪ ،‬ألنه يعد في هذه الحالة موقف‬
‫‪4‬‬
‫للقدرة على السياقة ‪ ،‬و هنا ترسل الرخصة إلى لجنة تعليق رخص السياقة ‪.‬‬

‫و تجدر اإلشارة أنه و تطبيقا لنص المادة ‪ 10‬المعدلة بموجب القانون ‪ 29 -92‬لم يعد هناك مجاال‬
‫لعقوبة اإلحتفاظ بالرخصة مع القدرة على السياقة التي كانت في ظل المادة ‪ 10‬من األمر ‪20 -21‬‬

‫‪1‬‬
‫بوجالل صالح الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 099‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ -66‬ج من األمر ‪ 20 -21‬و ق‪ ، 29 -92 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ -66‬د من األمر ‪ 20 -21‬و ق‪ ، 29 -92 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 11‬من األمر ‪ ، 20 -21‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫قبل التعديل ‪ 1،‬بحيث استعاض عنها المشرع و استبدلها بإخطاره بدفع الغرامة الجزافية في مدة ‪19‬‬
‫يوما ‪ -‬كما وضحنا سابقا بمناسبة الحديث عن الغرامة اإلدارية ‪. -‬‬

‫و عليه لم تعد هناك عقوبة السحب الفوري للرخصة التي استبدلت بنظام سحب النقاط ‪.‬‬

‫أما في فرنسا فاالحتفاظ برخصه القيادة الخاصة من قبل األجهزة المختصة ( الشرطة و الدرك) يتمثل‬
‫في عدم إمكانية السياقة و ذلك بمصادرة الرخصة ‪ ،‬و يمكن للمخالف بحسب كل حالة إما استردادها‬
‫الحقا أو يتم تعليقها ‪.‬‬

‫و فيما يلي الحاالت التي قد تؤدي إلى االحتفاظ برخصه القيادة طبقا لقانون المرور الفرنسي ‪:‬‬

‫‪ -‬القيادة تحت تأثير الكحول بمستوى شرب يساوي أو يزيد عن ‪ 2.92‬غرام للتر في الدم‬
‫أو ‪ 2.12‬مليغرام للتر من الهواء المستنشق ‪،‬‬
‫‪ -‬القيادة في حالة من سكر واضح للعيان ‪،‬‬
‫‪ -‬القيادة تحت تأثير المخدرات ‪،‬‬
‫‪ -‬تجاوز ‪ 12‬كم‪/‬ساعة أو أكثر من السرعة القصوى المسموح بها ‪،‬‬

‫و تجدر اإلشارة أنه في حاله وقوع حادث مروري أسفر عن وفاه شخص ‪ ،‬يمكن االحتفاظ برخصة‬
‫القيادة أيضا ‪ ،‬عند االشتباه بأنه ارتكب جريمة تتعلق بقواعد السرعة القصوى ‪ ،‬العبور‪ ،‬التجاوز‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫التقاطع أو أولوية العبور ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫و نصت المادة ‪ 10‬من األمر ‪ 20-21‬قبل التعديل على اتخاذ تدابير إضافية و المتمثلة في سحب رخصة السياقة‬
‫فو ار لمدة ال تتجاوز عشرة (‪ )92‬أيام ‪ ،‬دون المساس بالقدرة على السياقة ‪ ،‬مع تسليم السائق وثيقة تثبت االحتفاظ‬
‫بالرخصة ‪ ،‬و ال يتم استردادها إال بعد دفع الغرامة الجزافية بحدها األدنى في اآلجال المحددة ‪.‬‬
‫و في حالة عدم دفعها في اآلجال المحددة ‪ ،‬تدفع الغرامة بحدها األقصى ‪ ،‬و تقوم لجنة تعليق رخص السياقة بتعليق‬
‫الرخصة لمدة شهرين ‪.‬‬
‫و في حالة عدم دفع الغرامة في حدها األقصى في أجلها المحدد ‪ ،‬يرسل الملف إلى الجهات القضائية المختصة ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Art. L224-1 à L224-18 et R224-1 à R224-19 du code de la route, op.cit.‬‬

‫‪206‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا ‪ :‬تعليق رخصة السياقة‬

‫في حالة وقوع إحدى المخالفات المؤدية إلى االحتفاظ برخصة السياقة مع عدم القدرة للسياقة ‪ ،‬يقوم‬
‫العون الذي عاين المخالفة و بعد مرور‪ 19‬ساعة من االحتفاظ بها ‪ ،‬بإرسالها إلى لجنة تعليق الرخص‬
‫و تحدد اللجنة مدة التعليق في إحدى المخالفات المحددة من ‪ 9‬إلى ‪ 92‬من النقطة ج ‪ ،‬و من ‪9‬‬
‫إلى ‪ 92‬من النقطة د المنصوص عليهما في المادة ‪ 66‬من األمر ‪. 20 -21‬‬

‫و المدد تختلف بحسب كل فئة من المخالفات ‪ ،‬حيث تحدد بثالثة أشهر في حالة المخالفات الفئة‬
‫األولى ‪ ،‬و ستة أشهر في حالة مخالفات الفئة الثانية ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫و في حالة تكرار المخالفة تضاعف مدة التعليق ‪.‬‬

‫و عندما يرتكب سائق جديد جنحة من هذه الجنح المدرجة ضمن القسم الثاني من الفصل السادس ‪،‬‬
‫الخاص بالجنح و عقوباتها ‪ ،‬تلغى الفترة التجريبية و توقع عليه العقوبات الج ازئية حسب نوع كل‬
‫‪2‬‬
‫جنحة ‪.‬‬

‫كذلك في حالة ارتكاب السائق إحدى الجنح المنصوص عليها في القسم الثاني من نفس الفصل ‪ ،‬يقوم‬
‫‪3‬‬
‫العون المعاين للمخالفة بإرسال المحضر إلى وكيل الجمهورية ‪.‬‬

‫فبإرسال الملف للجهات القضائية المختصة للفصل فيها ‪ ،‬تنتهي بذلك اإلجراءات المخولة إداريا من‬
‫طرف اإلدارة المعنية لتبدأ إجراءات قضائية تخرج عن مجال دراستنا ‪.‬‬

‫و يبدو لي من خالل عقوبتي االحتفاظ و تعليق رخصة السياقة ‪ ،‬أن نص المادة ‪ 66‬لم يراع مبدأ‬
‫التناسب القاضي بعدم جواز تعدد العقوبات اإلدارية عن الفعل الواحد ‪ ،‬و ذلك بإدراجه لعقوبتي‬
‫االحتفاظ و التعليق معا على نفس المخالفة من جهة ‪ ،‬و من جهة أخرى فإنه ال يوجد فرق من حيث‬
‫اآلثار القانونية بالنسبة لالحتفاظ و تعليق رخصة السياقة على أساس أن كالهما يعد جزاء إداريا يكيف‬
‫بحسب كل مخالفة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المواد من ‪ 11‬إلى ‪ 16‬من األمر ‪ ، 20 -21‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 11‬من األمر ‪ ، 20 -21‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 12‬المعدلة بموجب ق‪ ، 29-92 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫السير ‪.‬‬ ‫أما المشرع الفرنسي يفرق بين تعليق الرخصة ألسباب طبية أو نتيجة النتهاك قانون‬

‫فيكون التعليق ألسباب صحية ‪ ،‬عندما يزور السائق الطبيب سواء بسبب خسارته لجميع النقاط‬
‫أو بسبب انتهاء مدة صالحية الرخصة ‪ ،‬فيرى الطبيب أن الشخص لم يعد قاد ار علي القيادة بسبب‬
‫مشكل صحي أو تعاطي الكحول أو المخدرات ‪ ،‬و يجوز في هذه الحالة أن يكون التعليق لمدة سنة‬
‫واحدة قابلة للتجديد ‪ ،‬أو أن األمر يتوقف على صحة السائق الذي عليه الخضوع لزيارة طبية جديدة‬
‫إلمكانية استعاده رخصته ‪.‬‬

‫و يكون التعليق نتيجة لمخالفة مرورية كتدبير أمني ‪ ،‬يترتب عليه تعليق رخصة السياقة لفترة قصوى‬
‫ال يمكن أن تتجاوز ‪ 6‬أشهر وفقا إلجراءات محددة في الحاالت اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -‬القيادة تحت تأثير الكحول ‪ ،‬اكتشفت بواسطة جهاز أو اختبار الدم ‪،‬‬
‫‪ -‬رفض الخضوع للفحص بشأن حاله الكحول الدم ‪،‬‬
‫‪ -‬القيادة تحت تأثير المخدرات ‪ ،‬التي كشف عنها فحص التغيرات اللعابية أو الفحوص الطبية‬
‫و البيولوجية ‪،‬‬
‫‪ -‬رفض الخضوع لعمليات التفتيش المتعلقة باستخدام المخدرات ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬السرعة الفائقة ‪ 12‬كم‪ /‬ساعة أو أكثر ‪.‬‬

‫البند الثالث ‪ :‬المصادرة‬

‫لقد نص المشرع على عقوبات أخرى تتمثل في جوازية المصادرة في حالة المركبة المزودة بلوحة‬
‫‪2‬‬
‫تسجيل أو تحمل كتابة ال تتطابق مع المركبة أو مع مستعملها ‪.‬‬
‫و كذلك الفقرة الثانية من المادة ‪ 91‬حيث يتم مصادرة الجهاز أو اآللة التي تكشف أو تعرقل تشغيل‬

‫‪1‬‬
‫‪Art. L224-1 à L224-18 ,et Art.R224-1 à R224-19 du code de la route , op.cit , voir‬‬
‫‪aussi La suspension administrative du permis, sur le site : http://www.cdad-‬‬
‫‪landes.justice.fr , date de visite : 15-01- 2017, à 20 :16 .‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 22‬من األمر ‪ ، 20 -21‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫أدوات معاينة المخالفات ‪ ،‬و هو في هذه الحالة أمر وجوبي ‪.‬‬
‫لكن هذه المصادرة هي قضائية ‪ ،‬و عليه لم يتبن المشرع المصادرة اإلدارية في قانون المرور‪.‬‬

‫و هو نفس االتجاه المشرع الفرنسي بحيث يعد مصادرة المركبة جزاء يفرضه القاضي نتيجة لجريمة‬
‫خطيرة ترتكب بواسطة المركبة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التدابير الوقائية المؤقتة‬

‫لرجال المرور أن يتخذوا تدابير مؤقتة تستلزمها سالمة المرور‪ ،‬على غرار ما يتخذه أعوان الشرطة‬
‫القضائية أو ضباطها المؤهلون من إجراءات يرونها مالئمة و وفقا و تطبيقا لقانون المرور و كذا‬
‫نصوصه التنظيمية ‪.‬‬

‫حيث تنص المادة ‪ 096‬من المرسوم التنفيذي ‪: 099 -21‬‬


‫" ‪ ..‬يمكن اتخاذ قرار توقيف السيارات و وضعها في المحشر في الحاالت و وفقا للشروط و المدد‬
‫‪2‬‬
‫المحددة ‪. "..‬‬

‫البند األول ‪ :‬توقيف المركبة و حاالتها‬

‫توقيف المركبة ‪ ،‬عندما يالحظ األعوان المؤهلة ضرورة إنهاء المخالفات ‪ ،‬وفقا لحاالت حددها‬
‫المشرع على سبيل الحصر نوردها فيما يلي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0/91‬من األمر ‪ ، 20 -21‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫م‪ .‬ت ‪ 099 -21‬المؤرخ في ‪ 09‬نوفمبر ‪ ، 0221‬يحدد قواعد حركة المرور عبر الطرق ‪ ،‬ج‪ .‬ر الصادرة في ‪09‬‬
‫نوفمبر ‪ ، 0221‬العدد ‪ ، 26‬المعدل و المتمم م‪ .‬ت ‪ 026 -99‬المؤرخ ‪ 90‬نوفمبر ‪ ، 0299‬ج‪ .‬ر الصادرة في ‪02‬‬
‫نوفمبر ‪ ، 0299‬العدد ‪. 60‬‬

‫‪209‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال ‪ :‬توقيف المركبة ‪Immobilisation d'un véhicule‬‬

‫و يقصد بالتوقيف ‪ ،‬إجبار السائق كتدبير وقائي في حالة ارتكاب مخالفة ‪ ،‬على ترك المركبة في عين‬
‫‪1‬‬
‫المكان أو قرب مكان إثبات المخالفة ‪.‬‬

‫في حالة ما إذا كان السائق حاض ار تتم دعوته إلى وضع المركبة امتثاال لقواعد التوقيف ‪ 2،‬و في هذه‬
‫‪3‬‬
‫الحالة تحرر استمارة التوقيف و تسلم نسخة منها للسائق مقابل سحب بطاقة ترقيم المركبة ‪.‬‬
‫و إذا كان غائبا تكون المركبة موضوع توقيف مادي بوسائل ميكانيكية ‪ ،‬كإجراء سابق ‪ ،‬مع احتمالية‬
‫‪4‬‬
‫وضعها في المحشر ‪.‬‬

‫كما يرفع إجراء التوقيف كل من العون الذي أمر به إذا كان حاض ار عند انتهاء المخالفة ‪ ،‬أو ضابط‬
‫الشرطة القضائية المختص إقليما ‪ ،‬و فور إثبات السائق انتهاء المخالفة تتم إعادة البطاقة الرمادية‬
‫له مع تسجيل مالحظة إنهاء اإلجراء ‪ ،‬على مجمل نسخ استمارة التوقيف ‪.‬‬

‫و تجدر اإلشارة أن مدة التوقيف محددة قانونا ب ‪ 19‬ساعة كحد أقصى ‪ ،‬و في حالة ما إذا لم يثبت‬
‫السائق إنتهاء المخالفة في هذا األجل ‪ ،‬يمكن لضباط الشرطة القضائية تحويله إلى الوضع في‬
‫المحشر ‪ ،‬و يرفق في هذه الحالة بكل نسخة من نسخ إجراء الوضع في المحشر التي يسلمها‬
‫للسلطات المعنية المتمثلة في الجهة القضائية المختصة ‪ ،‬و الوالي المختص إقليميا ‪ 5،‬مع نسخة‬
‫‪6‬‬
‫أو صورة مطابقة لألصل من استمارة التوقيف ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 092‬من م‪.‬ت ‪ ، 099 -21‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 9/092‬من ‪. 099 -21‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 019‬من م‪.‬ت ‪. 099-21‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0/092‬من م‪.‬ت ‪. 099 -21‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 016‬من م‪ .‬ت ‪. 099 -21‬‬
‫‪6‬‬
‫المادة ‪ 012‬من م‪.‬ت ‪. 099 -21‬‬

‫‪210‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا ‪ :‬حاالت التوقيف‬


‫يجيز قانون المرور لألعوان المؤهلين قانونا أن يقوموا بحجز المركبة بشكل مؤقت في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬وجود احتمال أن السائق في حالة سكر ‪.‬‬


‫‪ -‬عندما تبدو على السائق عالمات التعب الظاهرة ‪.‬‬
‫غير أنه في حالة سائق في حالة سكر أو عالمات التعب ‪ ،‬يمكن أن يرخص للمركبة‬
‫بمتابعة طريقها من طرف األعوان المختصين ‪ ،‬على أن يتولى سياقتها سائق كفء إن‬
‫‪1‬‬
‫ُوجد ‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تشكل الحالة السيئة للمركبة خط ار كبي ار على مستعملي الطريق اآلخرين و سالمتهم‬
‫ال سيما ما تعلق بوزن حمولتها ‪ ،‬شكلها ‪ ،‬طبيعتها ‪ ،‬باإلضافة إلى وضعية األطر‬
‫‪2‬‬
‫شريطة أن ُيوقف السائق‬ ‫و شروط استعمالها و تجهيزها ‪ ،‬و حالة المكابح و اإلنارة ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫في مكان يستطيع من خالله اقتناء الوسائل الالزمة بما ينهي المخالفة ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬عدم قدرة السائق إثبات رخصة النقل االستثنائي ‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تسبب المركبة ‪ ،‬ملحقاتها أو حمولتها تلفا للطريق ‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يكون السائق في وضعية مخالفة األحكام المتعلقة بإمكانية قيامه بالمناورة ‪.‬‬
‫‪ -‬عند نقل المواد الخطرة و المعرقلة للمرور مخالفا لألحكام التنظيمية ‪.‬‬
‫‪ -‬عندما تسير المركبة مخالفة ألحكام وجوب صيانة محركات المركبات و الحفاظ عليها‬
‫في حالة جيدة ‪ ،‬و كذا األدخنة و الغازات السامة و ذات رائحة المنبعثة من المركبة ‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫قد تضايق السكان و المارة ‪ ،‬و تضر بالصحة و األمن العموميين ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المواد ‪ 091‬المطتين األولى و الثانية و ‪ 9/012‬من م‪.‬ت ‪. 099 -21‬‬
‫‪2‬‬
‫غير أنه يجوز أن يؤخذ بعين االعتبار فقط تجاوزات الوزن اإلجمالي المرخص به أو الحموالت بالنسبة للمحور‬
‫و التي تتجاوز ‪ 92‬بالمائة ‪ ،‬ينظر المواد ‪ 926‬و ‪ 929‬و ‪ 019‬من م‪.‬ت ‪ ، 099 -21‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 019‬من م‪.‬ت ‪. 099 -21‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المواد ‪ 16 -19‬من م‪.‬ت ‪. 099 -21‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 999‬من م‪.‬ت ‪. 099-21‬‬

‫‪211‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫باإلضافة إلى الضجيج الذي قد يقلق المارة و مستعملي الطرقات ‪ ،‬و حالة استعمال‬
‫‪1‬‬
‫المركبة بدون جهاز انفالت في حالة جيدة و صامتة ‪.‬‬
‫و كذا حالة استعمال األضواء و اإلشارات ذات شدة متغيرة ‪ ،‬ما عدا أضواء بيان تغيير‬
‫‪2‬‬
‫اإلتجاه ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تقديم ترخيص من طرف سائق مركبة للنقل الجماعي لألشخاص ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تقديم الوثائق المطلوبة للسياقة و سير المركبة السيما رخصة القيادة ‪ ،‬بطاقة‬
‫‪3‬‬
‫الترقيم ‪ ،‬شهادة التأمين ‪ ،‬المراقبة التقنية للسيارات و الترخيص بالنقل ‪.‬‬
‫‪ -‬حالة الوزن الزائد للحمولة ‪ ،‬عند عدم استجابة السائق ألوامر العون المكلف بتحرير‬
‫‪4‬‬
‫المحاضر‪.‬‬
‫‪ -‬حالة المركبة التي تصدر ضجيجا مفرطا ‪ ،‬و عدم االستجابة ألمر العون بتقديمها‬
‫إلى مصلحة المراقبة التقنية للمستوى الصوتي ‪ 5،‬و نفس اإلجراء في حالة المركبة‬
‫‪6‬‬
‫مصدرة البخار و غازات مفرطة لعدم استجابة السائق ألمر تقديمها للمراقبة التقنية ‪.‬‬
‫‪ -‬و كذلك إذا توافرت الحالة التى عددتها المادة ‪ 019‬من المرسوم التنفيذي ‪، 099 -21‬‬
‫و تتمثل في مخالفة القواعد التي تتعلق بحالة المركبة أو بتجهيزها ‪ ،‬حيث تنص المادة‬
‫السالفة الذكر ‪:‬‬

‫" إذا كان قرار التوقيف ناجما عن مخالفة للقواعد التي تتعلق بحالة المركبة أو بتجهيزها ‪ ،‬ال يمكن أن‬
‫يكون فعليا إال في مكان يستطيع فيه السائق أن يجد الوسائل الالزمة إلنهاء المخالفة يرخص للسائق‬
‫باالستعانة بمحترف كفء للقيام بجر المركبة ‪ ،‬قصد تصليحها " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 991‬من م‪.‬ت ‪ ، 099-21‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 990‬من م‪.‬ت ‪. 099-21‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 091‬مطة ‪ 1‬من م‪.‬ت ‪. 099 -21‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 010‬من م‪.‬ت ‪. 099 -21‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 010‬من م‪.‬ت ‪. 099 -21‬‬
‫‪6‬‬
‫المادة ‪ 011‬من م‪.‬ت ‪. 099 -21‬‬

‫‪212‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫على أن تكون طوال مدة توقفها تحت مسئولية مالكها أو سائقها ‪.‬‬

‫و على كل حال ال يجوز بأي حال من األحوال و في جميع الحاالت المذكورة سابقا ‪ ،‬استمرار‬
‫التوقيف عند زوال الظروف المسببة له و عند زوال الخطر على مستعملي الطريق من طرف سواء‬
‫‪2‬‬
‫السائق أو المركبة ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى المادتان ‪ 99‬و ‪ 96‬من األمر ‪ 20 -21‬اللتان تنصان عن التوقيف الفوري للمركبة‬
‫‪3‬‬
‫" ‪ ..‬دون اإلخالل بالتوقيف الفوري للمركبة و العقوبات اإلدارية المنصوص عليها في هذا القانون "‪.‬‬

‫أما طبقا لقانون المرور الفرنسي توقيف المركبة هو التزام تفرضه الشرطة ‪ ،‬البلدية أو الدرك بترك‬
‫المركبة في الموقع أو بالقرب من مكان وقوع المخالفة ‪ ،‬مع احترام قواعد وقوف السيارات ‪.‬‬

‫و يمكن توقيف المركبة في واحده أو أكثر من الحاالت التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬وفي حاله انتهاك قانون المرور الذي يؤدي إلى مصادره المركبة ‪،‬‬
‫‪ -‬في حاله تجاوز ‪ 92‬كم‪/‬ساعة أو أكثر من السرعة القصوى المسموح بها ‪،‬‬
‫‪ -‬وفي حاله عرقله حركه المرور ‪،‬‬
‫‪ -‬في حاله عدم االمتثال للرقابة التقنية أو قواعد االمتثال للوحات الترقيم ‪،‬‬
‫‪ -‬إذا كانت المركبة تشكل خطر على مستخدمي الطرق بسبب حالتها السيئة ‪،‬‬
‫‪ -‬إذا أصدرت صخب بصورة غير عادية أو ملوثة ‪،‬‬
‫‪ -‬عدم شفافية الزجاج األمامي أو نوافذ الجانب األمامي بالشكل الكافي(ماعدا السبب الطبي)‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬استخدام أجهزة اإلنذار بصفة غير نظامية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر ‪ 1/092‬من م‪.‬ت ‪ ، 099-21‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0/012‬من م‪.‬ت ‪. 099 -21‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادتان ‪ 99‬و ‪ 96‬من األمر ‪ ، 20 -21‬و كذلك المواد ‪ 96‬المعدلة طبقا ق‪ 29 -92 .‬و ‪ 96‬مكرر‬
‫المضافة بموجب القانون ‪ 96 -21‬المؤرخ في ‪ 92‬نوفمبر ‪ ، 0221‬المعدل و المتمم ق‪ 91 -29 .‬المتعلق بتنظيم‬
‫حركة المرور عبر الطرق و سالمتها و أمنها ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 90‬نوفمبر ‪ ، 0221‬العدد ‪. 20‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Art. L325-1 à L325-13 , Art. R325-2 à R325-11 , Art. R316-1 à R316-10 du code‬‬
‫‪de la route, op.cit.‬‬

‫‪213‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫البند الثاني ‪ :‬الوضع في المحشر و حاالته‬

‫األمر بالوضع في المحشر ‪ ،‬و هو تدبير وقائي مؤقت ‪ ،‬وفقا لحاالت معينة نوضحها تباعا ‪ ،‬و هذه‬
‫الجزاءات هي النتيجة المنطقية لوقوف السيارات غير السليم أو الخطر أو بسبب انتهاكات المرور‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الوضع في المحشر ‪La mise en fourrière‬‬

‫نصت المادة ‪ 920‬من ق ‪ 20-21‬على ما يلي ‪:‬‬


‫" يمكن توقيف المركبات المستعملة مخالفة لقواعد حركة المرور و الوقوف المنصوص عليها في هذا‬
‫القانون ‪ ،‬و وضعها في المحشر ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫تحدد حاالت توقيف المركبات و وضعها في المحشر و مددها ‪ ،‬و شروط ذلك عن طريق التنظيم "‪.‬‬

‫و هو ما نصت عليه أيضا المادة ‪ 909‬من قانون ‪. 91-29‬‬


‫و طبقا لنص المادة ‪ 019‬من المرسوم التنفيذي ‪ ، 099-21‬فالوضع في المحشر يقصد به حجز‬
‫المركبة في مكان تعينه السلطة المختصة على نفقة مالكها ‪ ،‬و ُيعد نقل المركبة إلى ذلك المكان بمثابة‬
‫‪2‬‬
‫الوضع في المحشر ‪.‬‬

‫و تتم العملية بنقلها من مكان توقفها لمكان وضعها في المحشر من مالك المركبة أو سائقها ‪ ،‬و إذا‬
‫‪3‬‬
‫تعذر ذلك أو في حالة رفض صاحب المركبة ‪ ،‬فيتم نقلها بوسائل اإلدارة المتاحة على نفقة مالكها ‪.‬‬
‫و في حالة غياب السائق فيكون الوضع بناء على أمر يصدره ضابط الشرطة القضائية المختص‬
‫إقليميا ‪ ،‬و يمكن لرجال الشرطة المرتدين البذلة أو أعوان الدرك الوطني المهلين قانونا ‪ ،‬أن يقوموا‬

‫‪1‬‬
‫و هي نفس المادة ‪ 909‬من ق‪ ، 91-29 .‬و بما أنه لم يصدر النص التنظيمي لهذه المادة بعد صدور هذا القانون‬
‫فإننا نجد المادة ‪ 909‬من ق‪ 91-29 .‬تأخذ نفس اإلتجاه و تعالج نفس الموضوع ‪ ،‬حيث نجهل األسباب إلعادة‬
‫التنصيص على نفس المادة بدون تعديلها أو إلغائها في ق‪ 20-21 .‬بما أنها لم يط أر عليها أي تغيير ما عدا تكرارها‬
‫مع إضافة كلمة المستعملة في المادة ‪ 920‬المذكورة أعاله ‪ ،‬و جاء نص المادة ‪ 909‬من ق‪ 91 -29 .‬كما يلي ‪" :‬‬
‫يمكن توقيف المركبات المخالفة لقواعد حركة المرور و الوقوف المنصوص عليها في هذا القانون و وضعها في‬
‫المحشر‪.‬‬
‫تحدد حاالت وضع المركبة في المحشر و توقيفها ‪ ،‬و شروط و مدة ذلك عن طريق التنظيم " ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 019‬من م‪ .‬ت ‪ ، 099 -21‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 022‬من م ‪.‬ت ‪. 099 -21‬‬

‫‪214‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫بعملية النقل بحضورهم إلى المحشر ‪ ،‬و ذلك باستعمال وسائل غير وسائل الدفع الذاتية التي تتوفر‬
‫‪1‬‬
‫عليها المركبة ‪ ،‬أو بوسائل اإلدارة على نفقة مالك المركبة ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك فقد نص المشرع على أن عمليات النقل لن تتوقف متى ُشرع فيها ‪ ،‬و ال يمكن‬
‫إرجاع المركبة إلى مالكها إال بعد دفع المصاريف المقررة ‪ 2،‬لكن شريطة أن ال تتجاوز مدة الوضع في‬
‫المحشر ‪ 92‬أيام و في جميع الحاالت ‪ 3،‬ماعدا الحاالت التي تتطلب فيها المركبات أشغاال تُعد‬
‫ضرورية قبل إرجاعها إلى مالكها ‪ 4 ،‬حتى يقدم مالك المركبة فاتورة تثبت تنفيذ األشغال المأمور‬
‫‪5‬‬
‫بها‪.‬‬
‫أما طبقا لقانون المرور الفرنسي ‪ ،‬فإن عرقلة السير من طرف سائق مركبة موجب التخاذ قرار وضع‬
‫المركبة في المحشر ‪ ،‬من أجل الحفاظ على سالمة مستخدمي الطرق ‪ ،‬و الهدوء و النظافة‬

‫العامة ‪ ،‬و جماليات المواقع و المناظر الطبيعية ‪ ،‬و المحافظة على الحالة الجيدة للطرق ‪ ،‬هذا‬
‫‪6‬‬
‫باإلضافة إلى عقوبات جزائية كالحبس و غرامة مالية قضائية و عقوبات تكميلية أخرى ‪.‬‬

‫و الوضع في المحشر طبقا للقانون الفرنسي هو نقل مركبة إلى مكان تعينه السلطة اإلدارية‬
‫‪7‬‬
‫أو القضائية لغرض احتجازها إلى غاية صدور قرار بشأنها ‪ ،‬و ذلك على نفقة مالك المركبة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 900‬من م‪.‬ت ‪ ، 91 -29‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المواد ‪ 022‬و ‪ 099‬من م‪.‬ت ‪ ، 099 -21‬المرجع السابق‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 9/011‬من م‪.‬ت ‪. 099 -21‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0/021‬من م‪.‬ت ‪. 099 -21‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0/011‬من م‪.‬ت ‪. 099 -21‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Voir Art. L325-3-1 du Code de la route , Loi n° 2006-10 du 5 janvier 2006 - art. 12‬‬
‫)‪(V‬‬
‫‪7‬‬
‫‪" I-La mise en fourrière est le transfert d'un véhicule en un lieu désigné par l'autorité‬‬
‫‪administrative ou judiciaire en vue d'y être retenu jusqu'à décision de celle-ci, aux frais‬‬
‫‪du propriétaire de ce véhicule.. ", Art. R 325-12 du Code de la route ,op.cit .‬‬

‫‪215‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا ‪ :‬حاالت الوضع في المحشر‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬إذا لم يثبت سائق المركبة إنتهاء المخالفة بعد التوقيف المقرر في أجل ‪ 19‬ساعة ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬حالة وضع المركبة بشكل أو مكان يعرض مستعملي الطريق لخطر ‪.‬‬
‫‪ -‬ارتكاب مخالفات الوقوف أو التوقف الخطيرين ‪ ،‬إذا كانت الرؤية غير كافية ‪ ،‬أو قرب‬
‫تقاطع الطرق و المنعرجات ‪ ،‬و قمم المرتفعات و ممرات السكة الحديدية ‪ ،‬و المؤسسات‬
‫‪3‬‬
‫التعليمية و الصحية ‪.‬‬
‫‪ -‬مخالفة األحكام الخاصة بالتوقف عندما يكون السائق غائبا أو يرفض تنفيذ أوامر األعوان‬
‫‪4‬‬
‫بإنهاء التوقف غير القانوني ‪.‬‬

‫هذا باإلضافة إلى الوضع الفوري في المحشر للمركبة التي ارتكبت مخالفة ‪ ،‬تتمثل في ممارسة نشاط‬
‫نقل األشخاص و البضائع دون الحصول على الرخص المطلوبة ‪ ،‬لمدة تتراوح بين خمسة عشر‬
‫و خمسة و أربعون يوما تحفظيا ‪.‬‬
‫و لمدة ما بين ثالثة أيام إلى خمسة و أربعون يوما في حاالت ‪:‬‬

‫عدم مراعاة التعليمات الخاصة بالوثائق الخاصة باستغالل مركبات النقل ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬عدم مراعاة التعريفات المقننة ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم احترام تعليمات نظام االستغالل و‪ /‬أو دفتر الشروط ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم احترام االلتزامات تنفيذ عقد النقل ‪.‬‬
‫‪ -‬رفض اإلدالء بالمعلومات إلى األعوان المختصة و عرقلة القيام بمهامهم السيما الرقابية‬
‫و إجراء التحريات الالزمة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 0/022‬من م‪.‬ت ‪ ، 099-21‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 9/66‬من م‪.‬ت ‪. 099 -21‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0/66‬من م‪.‬ت ‪. 099 -21‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر ‪ 022‬من م‪.‬ت ‪. 099-21‬‬

‫‪216‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬اإلدالء بتصريحات خاطئة أثناء القيام بإجراءات المتعلقة بتسليم الرخص ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى المادة ‪ 99‬من األمر ‪ 20 -21‬حيث تنص ‪:‬‬


‫" يعاقب بغرامة من ‪ 92.222‬دج إلى ‪ 992.222‬دج ‪ ،‬كل شخص لم يرد في اآلجال المقررة ‪،‬‬
‫البطاقة الرمادية للمركبة بعد السحب النهائي للمركبة المذكورة من السير ‪ ،‬طبقا ألحكام المادة ‪90‬‬
‫‪2‬‬
‫مكرر من هذا القانون " ‪.‬‬

‫و في قانون المرور الفرنسي فالحاالت تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ -‬في حاله عرقله حركة المرور ‪،‬‬


‫‪ -‬وقوف السيارة الغير قانوني ‪ ،‬المعرقل ‪ ،‬تعسفي أو الخطير‪،‬‬
‫‪ -‬عدم الخضوع لعمليات الرقابة التقنية أو عدم أداء اإلصالحات المقررة ‪،‬‬
‫‪ -‬تجاوز السرعة القصوى المسموح بها البالغة ‪ 92‬كلم‪/‬ساعة أو أكثر ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬التعدي و انتهاك حماية المواقع الطبيعية المصنفة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المواد ‪ 69‬و ‪ 60‬من ق‪ 90 -29 .‬المؤرخ في ‪ 2‬أوت ‪ ، 0229‬المتضمن توجيه النقل البري و تنظيمه ‪،‬‬
‫ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 9‬أوت ‪ ، 0229‬العدد ‪. 11‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 90‬مكرر ‪ " :‬يجب على كل مالك مركبة عند سحبها النهائي من السير أن يسلم البطاقة الرمادية لمصالح‬
‫والية مقر تسجيلها في غضون ثالثة (‪ )0‬أشهر من تاريخ إصدار محضر عدم صالحيتها من المصالح التقنية‬
‫المختصة "‪ ،‬ق‪ ، 96-21 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Art. R325-12 à R325-46 du code de la route, op.cit, voir aussi Immobilisation et mise‬‬
‫‪en fourrière du véhicule, sur le site : http://www.cdad-landes.justice.fr , date de visite :‬‬
‫‪15- 12- 2017, à 18 :47.‬‬

‫‪217‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬سلطة اإلدارة في توقيع جزاءات في مجال حماية المستهلك‬

‫إن موضوع حماية المستهلك إداريا موضوع حيوي ‪ ،‬ال يمس المستهلك وحده ‪ ،‬بل يتعلق بالتطور‬
‫االقتصادي ككل ‪ ،‬األمر الذي يزيد من حرية المنافسة الداخلية أو الخارجية في ظل اقتصاد السوق‬
‫التي كثي ار ما تكون ضد مصلحة المستهلك ‪ ،‬بسبب تعدد السلع و الخدمات المعروضة عليه‬
‫و االهتمام بجانب الربح على حساب صحة و سالمة المستهلك عن طريق عمليات الغش الممارسة‬
‫من طرف األعوان االقتصادية ‪.‬‬

‫فيدخل المستهلك طرفا في عالقة قانونية مع الحرفي في سبيل الحصول على السلع و الخدمات ‪،‬‬
‫ألن حاجة األفراد إلى البضائع و الخدمات تدفعهم إلى التعاقد مع ممتهني بيع هذه السلع و أداء تلك‬
‫الخدمات ‪ ،‬سواء كانوا أشخاصا طبيعية أو معنوية ‪.‬‬

‫إال أن هذه العالقة ال تكون متوازنة عادة ‪ ،‬إذ أن الحرفي يتميز باالختصاص و الخبرة و رأسمال مما‬
‫يدفعه إلى إمالء شروطه على المستهلك ‪ ،‬فثمة عدم توازن في العالقة بينهما ‪ ،‬مما أدى إلى ازدياد‬
‫الفجوة بين الحرفي و المستهلك ‪.‬‬

‫و ظهرت فكرة حماية المستهلكين من التصرفات الغير قانونية عن طريق مجموع القواعد و اإلجراءات‬
‫التي تتضمنها القوانين و النظم التي تحكم العالقة بين المحترفين و المستهلكين ‪ ،‬بغرض حماية‬
‫المستهلك و تحقيق غاية عدم إلحاق الضرر و الخطر به ‪ ،‬عبر قواعد تسري على العالقات التي‬
‫تربط المستهلكين و المحترفين و على غيرهم ‪.‬‬

‫و قواعد خاصة وضعت من أجل حماية المستهلك كالقواعد الخاصة بالمنتجات الغذائية ‪ ،‬التأمين ‪،‬‬
‫الصحة ‪ ..‬و التي وسعت من نطاق تطبيق قواعد االستهالك عبر مجموعة من النصوص القانونية ‪،‬‬
‫إضافة إلى سلطة اإلدارة في توقيع الجزاءات في مجال الرقابة على األسعار ‪ ،‬مراقبة الجودة و قمع‬
‫الغش ‪ ..‬و عموما حماية المستهلك ‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫لقد ذهب المشرع الجزائري ألبعد من ذلك من خالل النص على إلزامية إعالم المستهلك ‪ ،‬حيث أصبح‬
‫اإلعالم من األولويات التي تتصدى لها الدول و األنظمة ‪ ،‬و لم يتوان المشرع بالتأكيد على أحقية‬
‫المواطن في اإلعالم ‪ ،‬و تحصين الحق من أي انتهاك يطاله ‪ ،‬من خالل بيانات إجبارية ‪ ،‬كما أوجب‬
‫على المحترف عند عرضه لمنتجاته الغذائية لالستهالك بوسمها بما يتضمن طبيعة المنتج ‪ ،‬تركيبه ‪،‬‬
‫نوعيته األساسية ‪ ،‬مقدار العناصر الضرورية فيه ‪ ،‬طريقة تناوله ‪ ،‬تاريخ صناعته ‪ ،‬األجل األقصى‬
‫‪1‬‬
‫لصالحية استهالكه ‪ ،‬مقداره ‪ ،‬أصله‪ ..‬و كل ذلك حماية للمستهلك ‪.‬‬

‫فألن المحترف هو موجود في وضعية تفوق وضعية المستهلك بما يحوزه من معارف تقنية و معلومات‬
‫فضال عن القدرات المالية ‪ ،‬فكان غرض قانون حماية المستهلك هو إعادة التوازن في العالقة عبر‬
‫تشريعات تمس المستهلك مباشرة و تضفي حماية خاصة له ‪.‬‬

‫فكان قانون رقم ‪ 20-91‬المتعلق بالقواعد العامة لحماية المستهلك كدعامة أولية مع النصوص‬
‫‪2‬‬
‫التنظيمية له ‪ ،‬ثم القانون رقم ‪ 20-21‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش المعدل و المتمم ‪.‬‬

‫و قد شمل المشرع بالحماية الالزمة للمستهلك ‪ ،‬من خالل الرقابة على أعمال المهنيين ‪ ،‬و رصد‬
‫مخالفاتهم من طرف سلطات إدارية مختصة ‪ ،‬و توقيع الجزاءات على مخالفة القوانين و التنظيمات‬
‫المعمول بهما في مجال حماية المستهلك و قمع الغش ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫علي بولحية بن بوخميس ‪ ،‬القواعد العامة لحماية المستهلك و المسئولية المترتبة عنها في التشريع الجزائري ‪ ،‬دار‬
‫الهدى ‪ ،‬عين مليلة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 0222 ،‬ص ‪. 90‬‬
‫‪2‬‬
‫ق‪ ، 20-21 .‬المرجع السابق ‪ ،‬المعدل و المتمم ق‪ 21 -99 .‬المؤرخ في ‪ 92‬جوان ‪ ، 0299‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 90‬جوان ‪ ، 0299‬العدد ‪ ، 09‬المعدل و المتمم ‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم المستهلك و المتدخل‬

‫لقد نتج عن التطور االقتصادي و االجتماعي خاصة في إطار االنفتاح عن األسواق العالمية ظهور‬
‫‪1‬‬
‫أشخاص طبيعية و معنوية قوية منافسة هدفها السعي لتقديم خدمات يحتاجها المستهلك ‪.‬‬

‫و في ظل الالمساواة االقتصادية بين المستهلك و القوى االقتصادية التي يتعامل معها ‪،‬‬
‫و االختالف في درجة المعرفة و الخبرة ‪ ،‬األمر الذي أدى إلى االهتمام بالمستهلك و توفير حماية‬
‫جادة له من كل أشكال المخالفات ‪ ،‬كعمليات الغش ‪ ،‬إنعدام النظافة الصحية للمواد الغذائية ‪، 2‬‬
‫عدم اإلعالم ‪ ،‬اإلشهار المضلل ‪ ،‬عدم تأمين سالمة السلع و الخدمات ‪ ..‬الممارسة من طرف بعض‬
‫المتدخلين ‪.‬‬

‫فأوجبت التشريعات حماية له في معترك حياته االقتصادية ‪ ،‬لزجر الغش في المعامالت التجارية ‪،‬‬
‫نظ ار للوضع الضعيف للمستهلك أمام المهني المتدخل الذي يكون في وضع أحسن المتالكه الخبرة ‪،‬‬
‫و أكثر حرصا مع من يتعاقد معه ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف المستهلك‬

‫إن مدلول مصطلح المستهلك يتسع ليطلق على من يحصل على متطلباته األساسية و الكمالية ‪ ،‬لسد‬
‫حاجاته الشخصية و العائلية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫س ـوري ـة ديـش ‪ ،‬جرائم اإلستهالك اإللكتروني ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 1‬‬
‫‪2‬‬
‫عرف المشرع نظافة المواد الغذائية ‪ " :‬هي اإلجراءات و الشروط الالزمة قصد التحكم في األخطار و ضمان طابع‬
‫نظيف لإلستهالك البشري للمادة الغذائية بالنظر لإلستعمال المحدد لها " ‪ ،‬فيما عرف النظافة الصحية للمواد الغذائية ‪:‬‬
‫" ضمان أن تكون المواد الغذائية ذات جودة مقبولة لإلستهالك البشري طبقا لإلستخدام الموجهة له ‪ ،‬و كذلك أمن المواد‬
‫الغذائية ‪ " :‬ضمان أن تكون المواد الغذائية بال خطر على المستهلك عند إعدادها و ‪ /‬أو استهالكها ‪ ، " ..‬ينظر المادة‬
‫‪ 0‬من م‪ .‬ت ‪ 912 -92‬المؤرخ في ‪ 99‬أفريل ‪ ، 0292‬يحدد شروط النظافة و النظافة الصحية أثناء عملية وضع‬
‫المواد الغذائية لإلستهالك البشري ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 96‬أفريل ‪ ، 0292‬العدد ‪. 01‬‬

‫‪220‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫ذلك ألن عملية االستهالك تنصب على التناول اإلنساني المباشر للسلع و الخدمات ‪ ،‬إلشباع رغبات‬
‫اإلنسان و حاجاته اليومية ‪ ،‬و لهذا اعتبر االقتصاديون االستهالك الهدف النهائي من النشاط‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادي ‪.‬‬

‫و لقد ثار جدال فقهي لتحديد مفهوم المستهلك لمعرفة نطاق تطبيق النصوص القانونية ‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬التعريف الموسع للمستهلك‬

‫يقصد به في مفهوم هذا اإلتجاه ‪ " :‬كل شخص يتعاقد بهدف االستهالك ‪ ،‬بمعنى استعمال أو استخدام‬
‫مال أو خدمة " ‪.‬‬
‫و مثاله حسب هذا اإلتجاه ‪ ،‬أن من اشترى سيارة الستعماله الشخصي أو المهني يعتبر مستهلكا ‪،‬‬
‫ألن السيارة تستهلك في الحالتين عند استعمالها ‪.‬‬

‫و لقد اُنتقد هذا االتجاه لعدة اعتبارات أهمها أن التوسع في نطاق مفهوم المستهلك يعتبر غير متفق‬
‫مع الحكمة التي من أجلها تم وضع قوانين خاصة بحماية المستهلك ‪ ،‬و المتمثلة في وجود توازن‬
‫في حقوق و التزامات الطرفين بالعقد المبرم بين المهني و المستهلك ‪ ،‬و التي ُيبتغى من خاللها إعادة‬
‫‪2‬‬
‫التوازن للعالقة العقدية ‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬المفهوم الضيق للمستهلك‬

‫و يقصد بالمستهلك في مفهومه الضيق ‪ ،‬كل شخص يتعاقد قصد إشباع حاجاته الشخصية و العائلية‪.‬‬

‫و لقد عرفه المشرع الجزائري ‪:‬‬


‫" المستهلك ‪ :‬كل شخص طبيعي أو معنوي يقتني ‪ ،‬بمقابل أو مجانا ‪ ،‬سلعة أو خدمة موجهة‬

‫‪1‬‬
‫حماية حقوق المستهلك العربي بين الواقع وآليات تطبيق القانون ‪ ،‬على الموقع اإللكتروني ‪:‬‬
‫‪ ، https://www.google.dz/url‬تاريخ اإلطالع ‪. 19 :36 ، 0292 -26 -00 :‬‬
‫‪2‬‬
‫عبدلي حمزة ‪ ،‬مجال تطبيق قانون حماية المستهلك ‪ ،‬دراسة مقارنة في التشريع الجزائري و تشريع سلطنة عمان ‪،‬‬
‫مجلة الحقوق و العلوم اإلنسانية ‪ ،‬العدد ‪ ، 00‬المجلد الثاني ‪ ،‬مارس ‪ ، 0299‬ص ‪. 0‬‬

‫‪221‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫لالستعمال النهائي من أجل تلبية حاجته الشخصية أو تلبية حاجة شخص آخر أو حيوان متكفل به "‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫و من هنا يبدو أن المشرع قد أخذ بالمفهوم الضيق للمستهلك ‪ ،‬بنصه على اإلطار القانوني لهذه‬
‫الصفة و المتمثل في الغرض من اقتناء السلع و الخدمات و الذي يكون لإلستعمال النهائي ‪،‬‬
‫و بمفهوم المخالفة فكل نشاط يدخل في إطار اإلنتاج أو التوزيع ‪ ..‬يعتبر خارجا عن نطاق‬
‫االستهالك‪.‬‬

‫ذلك ألن المشرع نص في هذا التعريف على أن تكون السلعة أو الخدمة المقتناة موجهة لالستعمال‬
‫النهائي ‪ ،‬أي لالستهالك ‪ ،‬مما يعني نفي صفة المستهلك على من يقتني سلعا أو خدمات موجهة‬
‫لالستعمال الوسيط ‪ ،‬كونها بهذا الوصف تستخدم ألغراض مهنية ‪ ،‬كإعادة التصنيع ‪ ،‬اإلنتاج‬
‫و التوزيع ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫في تعريفها للمستهلك ‪:‬‬ ‫بخالف المطة ‪ 1‬من المادة ‪ 0‬من المرسوم التنفيذي ‪01 -12‬‬

‫" كل شخص يقتني بثمن أو مجانا ‪ ،‬منتوجا أو خدمة ‪ ،‬معدين الستعمال الوسيط أو النهائي لسد‬
‫حاجاته الشخصية أو حاجة شخص آخر ‪ ،‬أو حيوان يتكفل به " ‪.‬‬

‫بحيث بإدراجه لعبارة االستعمال الوسيط أو النهائي ‪ ،‬نجده أدمج بين االستعمال الوسيط التي تخص‬
‫المهني ‪ ،‬و االستعمال النهائي التي تخص المستهلك ‪.‬‬

‫و لم يحدد لنا المشرع ‪ ،‬ما إذا كان يقصد المهني عندما يتعاقد في غير مجال تخصصه أو عند تلبية‬
‫حاجاته الشخصية باعتبار أن الكل مستهلك ‪ 3،‬و بين االستعمال النهائي الذي يخص المستهلك ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0‬من القانون ‪ ، 20-21‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫م‪ .‬ت ‪ 01-12‬المؤرخ في ‪ 02‬جانفي ‪ ، 9112‬المتعلق بمراقبة الجودة و قمع الغش ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 09‬جانفي‬
‫‪ ، 9112‬العدد ‪. 9‬‬
‫‪3‬‬
‫بدأت فكرة حقوق المستهلك مع الرئيس األميركي جون كيندي في ‪ 99‬مارس عام ‪ 9160‬عندما ألقى كلمته الشهيرة‬
‫أمام الكونجرس األميركي و التي قال فيها ‪ " :‬إن كلمة مستهلك تشملنا كلنا و لذلك فهي تشكل أكبر مجموعة اقتصادية‬
‫تؤثر و تتأثر بكل الق اررات االقتصادية العامة و الخاصة ‪ ،‬و بالرغم من هذا الثقل الكبير للمستهلك إال أن صوته ال زال‬

‫‪222‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫مما صعب من بسط نطاق تطبيق قواعد حماية المستهلك إذا ما كانت تشمل المستهلك فحسب ‪،‬‬
‫أو المتدخل عندما يستفيد من خدمة أو يقتني سلعة خارج نطاق تخصصه أيضا ‪.‬‬

‫و لكن يبدو أن المشرع تدارك هذا ‪ ،‬و نجده تراجع عنه بموجب تعريف المستهلك طبقا لقانون‬
‫‪. 20-21‬‬

‫و لم يشترط المشرع في تعريفه للمستهلك أن يكون الغرض من اإلقتناء سد حاجته الشخصية و اليومية‬
‫فحسب ‪ ،‬بل و حتى حاجات غيره من أفراد أسرته ‪ ،‬و الحيوان المتكفل به كشراء العلف ‪ ،‬أو تدريب‬
‫الحيوان أي القيام بخدمة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المتدخل‬

‫المتدخل هو الطرف المقابل للمستهلك في عالقة االستهالك وفقا لتنظيم القانون ‪، 20 -21‬‬
‫و هو الملتزم بأحكام القواعد القانونية التي تُعنى بحماية المستهلك ‪ ،‬باعتباره هو من يلبي احتياجاته‬
‫و متطلباته اليومية ‪ ،‬فإذا كان المستهلك هو المستفيد من قواعد حماية المستهلك وقمع الغش ‪،‬‬
‫فإن المتدخل هو الملتزم بتطبيق هذه القواعد طوال عملية وضع المنتج و الخدمة لالستهالك ‪.‬‬

‫أما في تعريفه للمحترف ‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 9/0‬من المرسوم التنفيذي ‪: 1. 066 -12‬‬
‫" كل منتج أو صانع أو وسيط أو حرفي أو تاجر أو مستورد أو موزع ‪ ،‬و على العموم كل متدخل‬
‫ضمن إطار مهنته في عملية عرض المنتج أو الخدمة لالستهالك ‪. " ..‬‬

‫و عليه فالمحترف هو الشخص الذي يتصرف من أجل حاجات مهنته كشراء سلعة و إعادة بيعها ‪،‬‬
‫و قد يكون شخصا طبيعيا أو اعتباريا ‪.‬‬

‫غير مسموعا " ‪ ،‬ينظر حماية حقوق المستهلك العربي بين الواقع وآليات تطبيق القانون ‪ ،‬على الموقع اإللكتروني ‪:‬‬
‫‪ ، https://www.google.dz/url‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫م‪ .‬ت ‪ 066 -12‬المؤرخ في ‪ 99‬سبتمبر ‪ 9112‬المتعلق بضمان المنتوجات و الخدمات ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪01‬‬
‫سبتمبر ‪ ، 9112‬العدد ‪. 12‬‬

‫‪223‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫أما الحرفة أو المهنة فهي ‪ " :‬كل نشاط منظم لغرض اإلنتاج أو التوزيع أو أداء الخدمات ‪ ،‬فهي‬
‫‪1‬‬
‫تتضمن مفاهيم المؤسسة أو المشروع " ‪.‬‬

‫و لقد عرفت المادة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ 20 -21‬المتدخل بأنه ‪:‬‬


‫" كل شخص طبيعي أو معنوي يتدخل في عملية عرض المنتوجات لالستهالك "‪.‬‬

‫ثم عرفت نفس المادة عملية وضع المنتج لالستهالك بأنها ‪:‬‬

‫" مجموع مراحل اإلنتاج و االستيراد و التخزين و النقل و التوزيع بالجملة و بالتجزئة " ‪.‬‬

‫كما عرفت المنتج بأنه ‪:‬‬


‫" كل سلعة أو خدمة يمكن أن تكون موضوع تنازل بالمقابل أو مجانا " ‪.‬‬

‫فمن خالل الجمع بين هذه التعريفات فإن المتدخل هو ‪ :‬كل شخص طبيعي أو معنوي يتدخل في‬
‫مجموع مراحل اإلنتاج و االستيراد و التخزين و النقل و التوزيع بالجملة و بالتجزئة سواء تعلق األمر‬
‫‪2‬‬
‫بالسلع أو خدمات ‪.‬‬

‫و من ثم فان مصطلح المتدخل يشمل المنتج للسلعة أو الخدمة و المستورد و المخزن و الناقل‬
‫و الموزع لها بالجملة أو بالتجزئة ‪ ،‬فكل ممتهن لواحد من هذه األنشطة يعتبر متدخال بغض النظر‬
‫عن طبيعة نشاطه تجاريا أو صناعيا ‪.‬‬

‫فتعريف المشرع للمتدخل ال يكاد يختلف عن تعريفه للمحترف المهني في المرسوم التنفيذي ‪066 -12‬‬
‫السالف الذكر ‪.‬‬

‫و عليه يكون للمتدخل مفهوما شامال لممارسته لكل نشاط اقتصادي ‪ ،‬و يسعى في سبيل تدخله‬
‫بعرض منتجاته و خدماته في السوق بنوع من العالقات التنافسية بين األعوان االقتصاديون ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫بودالي محمد ‪ ،‬حماية المستهلك في القانون المقارن ‪ ،‬دراسة مقارنة مع القانون الفرنسي ‪ ،‬دار الكتاب الحديث ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬الطبعة ‪ ، 0226‬ص ‪. 00‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد عماد الدين عياض ‪ ،‬نطاق تطبيق قانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬دفاتر السياسة و القانون ‪ ،‬العدد‬
‫التاسع ‪ ،‬جوان ‪ ، 0290‬ص ‪. 69‬‬

‫‪224‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫إلى القيام بتقوية و تدعيم مجموع العناصر التنافسية التي تدخل في تكوينه و المتمثلة في العناصر‬
‫‪1‬‬
‫البشرية ‪ ،‬المادية و المعنوية ‪.‬‬

‫و لقد أدى نمو االستهالك الجماهيري ‪ ،‬إلى وقوع حوادث تصيب عددا كبي ار من المستهلكين ‪ ،‬كشراء‬
‫منتج معيب ‪ ،‬اإلعالن الكاذب ‪ ،‬األسعار الباهظة ‪ ..‬و غيرها من األمثلة التي تؤدي إلى تهديد‬
‫مصلحة المستهلكين ‪.‬‬

‫و بالتالي يؤدي الدفاع عنها و حمايتها تجند اإلدارة للدفاع عنها و إنشاء جهاز إداري يماثل‬
‫‪2‬‬
‫خصوصية كل جريمة ‪.‬‬

‫و هذا ما سوف نتطرق إليه على النحو التالي ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الســلـطـات اإلدارية المـخـتـصـة لحماية المستهلك‬

‫نظ ار لألضرار التي يتعرض لها المستهلك ‪ ،‬و من أجل السهر على تطبيق النصوص القانونية‬
‫الخاصة بحماية المستهلك ‪ ،‬أُنشئت أجهزة تراقب مدى سالمتها و تأهيلها لالستعمال أو قابليتها‬
‫لالستهالك و مدى مطابقتها للمقاييس المعتمدة و المواصفات القانونية و التنظيمية ‪.‬‬
‫فوجود أجهزة قوية و فعالة أصبحت ضرورة حتمية ‪ ،‬و بدونها يفتقد قانون حماية المستهلك و قمع‬
‫الغش آللية ردع المخالفين له ‪.‬‬

‫و عليه تم إنشاء أجهزة مختلفة مؤهلة لمراقبة تطبيق هذه النصوص ‪ ،‬من خالل منحها سلطات‬
‫و صالحيات واسعة في الرقابة و التحري و الكشف عن المخالفات القانونية ‪.‬‬

‫و يقصد بالرقابة ‪ " :‬خضوع شيء معين بذاته لرقابة هيئة أو جهاز معين يحدده القانون و ذلك للقيام‬
‫بالتحري و الكشف عن الحقائق المقررة قانونا " ‪.‬‬

‫و لقد أناط المشرع ألجهزة الرقابة اإلدارية جملة من المهام و الصالحيات باختالف المجال الذي تنشط‬
‫فيه ‪ ،‬و نظ ار لتعدد مجاالت الرقابة ‪ ،‬و تعدد األجهزة اإلدارية المختصة ‪ ،‬سنتعرض ألهمها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 0‬من ق‪ ، 20 -21 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫بودالي محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 662‬‬

‫‪225‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول ‪ :‬السلطات اإلدارية ذات االختصاص العام‬

‫إن القانون ‪ 20 -21‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش في مادته ‪ 01‬ينص أنه ‪:‬‬
‫" يقوم األعوان ‪ ..‬بأي وسيلة و في أي وقت و في جميع مراحل عملية العرض لالستهالك ‪ ،‬برقابة‬
‫‪1‬‬
‫مطابقة المنتجات بالنسبة للمتطلبات المميزة الخاصة بها "‪.‬‬

‫و لقد حدد نفس القانون في مادته ‪ 09‬األشخاص المؤهلين بإجراء التحريات السابقة و هم ‪:‬‬

‫البند األول‪ :‬ضباط الشرطة القضائية‬


‫‪2‬‬
‫ضباط الشرطة القضائية المذكورون في المادة ‪ 99‬قانون اإلجراءات الجزائية ‪.‬‬

‫‪ -‬رؤساء المجالس الشعبية البلدية ‪ :‬فباإلضافة إلى صفته كضابط شرطة قضائية فإنه يتمتع‬
‫بسلطة ضبط إداري تحت سلطة الوالي ‪،‬‬

‫كما تضيف المادة ‪ 99‬من قانون اإلجراءات الجزائية أيضا ‪:‬‬

‫ضباط الدرك الوطني ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫محافظو الشرطة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضباط الشرطة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ذوو الرتب في الدرك ‪ ،‬و رجال الدرك الذين أمضوا في سلك الدرك ثالث سنوات على األقل‬
‫و الذين تم تعيينهم بموجب قرار مشترك صادر عن وزير العدل و وزير الدفاع الوطني بعد‬
‫موافقة لجنة خاصة ‪.‬‬
‫‪ -‬مفتشوا األمن الوطني الذين قضوا في خدمتهم بهذه الصفة ثالث سنوات على األقل و عينوا‬
‫بموجب قرار مشترك صادر عن وزير العدل و وزير الداخلية و الجماعات المحلية بعد موافقة‬
‫لجنة خاصة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ق‪ ، 20-21 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ق‪ .‬إ ‪ .‬ج ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬ضباط و ضباط الصف التابعين لمصالح العسكرية لألمن الذين تم تعيينهم خصيصا بموجب‬
‫‪1‬‬
‫قرار مشترك صادر بين وزير الدفاع الوطني و وزير العدل " ‪.‬‬

‫فالمشرع منح االختصاص لضابط الشرطة القضائية ‪ ،‬بالبحث و معاينة المخالفات ‪ ،‬و التحري عن‬
‫الجرائم المقررة قانونا ‪ ،‬و جمع األدلة عنها و نسبتها إلى مرتكبيها ‪ ،‬فيمارسون هذه المهام في الحدود‬
‫الموكلة لهم لمباشرة وظائفهم المعتادة ‪.‬‬

‫و في حالة االستعجال يمتد اختصاصهم إلى كافة دائرة اختصاص المجلس القضائي التابعين له ‪،‬‬
‫كما يجوز تمديد اختصاصهم إلى كافة التراب الوطني ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬سلطات الوالي في مجال حماية المستهلك‬

‫بالرجوع لقانون الوالية ‪ 2‬فإن الوالي مسئول على المحافظة على النظام و األمن و السالمة و السكينة‬
‫العمومية ‪.‬‬

‫و هو المسئول عن اتخاذ اإلجراءات الالزمة لضمان حماية حقوق المستهلك على المستوى المحلي‬
‫و ذلك من خالل إشرافه على المديريات الوالئية للمنافسة و األسعار‪ ،‬التي تنشط في مجال المنافسة‬
‫و األسعار و مراقبة النوعية و قمع الغش ‪ ،‬و تضم هذه األخيرة مديرية فرعية خاصة بمراقبة الجودة‬
‫و قمع الغش ‪ ،‬التي تهتم بالرقابة على المنتجات و الخدمات المعروضة لالستهالك ‪.‬‬

‫و لقد تضمن قانون الوالية اإلشارة إلى حماية الصحة العامة و النظافة بحيث خول للمجلس الشعبي‬
‫‪3‬‬
‫الوالئي إنشاء لجان تخص الصحة و النظافة و حماية البيئة ‪.‬‬

‫كما تضمن اختصاص المجلس الشعبي الوالئي في مجال الصحة العمومية و التجارة و األسعار‬
‫‪4‬‬
‫و التنمية االقتصادية ‪ ،‬مما يعكس االهتمام بحماية المستهلك على المستوى المحلي ‪.‬‬

‫وتعد صالحيات المجلس الشعبي الوالئي متكاملة مع سلطة الوالي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ق‪ .‬إ‪ .‬ج ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 991‬من ق‪ ، 22 .90 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 00‬من ق‪. 22 -90 .‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 22‬من ق‪. 22 -90 .‬‬

‫‪227‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫و تنشأ مصالح عمومية والئية تخص مجال النظافة و الصحة العمومية و مراقبة الجودة ‪ ،‬و هذا‬
‫حسب احتياجات الوالية و حجمها ‪ 1،‬و جميع هذه المصالح تخضع لسلطة الوالي ‪ ،‬الذي يمكنه‬
‫من خالل هذه المصالح و بناء على تقاريرها إصدار ق اررات ضبطية تخص المستهلك و توفر له أكثر‬
‫حماية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬سلطات رئيس البلدية في مجال حماية المستهلك‬

‫تمثل البلدية صورة من صور الالمركزية اإلدارية في الجزائر ‪ ،‬و هي تقوم بمهامها وفقا لقانون البلدية‬
‫و النصوص التنظيمية ‪ ،‬و من بين هذه المهام حماية المستهلك ‪ ،‬و يتمتع رئيس البلدية بسلطة‬
‫الضبط في مجال الصحة العامة ‪ ،‬فيحوز صالحية اتخاذ كل االحتياطات و التدا بير الضرورية‬
‫لحماية المستهلك من األمراض و الوقاية منها ‪ ،‬و تأمين نظافة المواد االستهالكية ‪ ،‬و اإلشراف‬
‫على مكاتب حفظ الصحة البلدية التي تم إنشائها بمقتضى المرسوم ‪ 2 916 -92‬مهمتها ‪:‬‬

‫‪ -‬الوقاية و حفظ الصحة و النظافة العمومية ‪ ،‬و نظافة المياه و المواد االستهالكية ‪.‬‬
‫‪ -‬اقتراح أو تطبيق أي تدبير أو برنامج يخص حماية الجماعة المحلية ال سيما في مجال‬
‫مكافحة األمراض المتنقلة و ناقالت األمراض ‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ مراقبة النوعية البكتيرية للماء المعد لالستهالك المنزلي ‪ ،‬و نوعية المنتجات االستهالكية‬
‫المخزونة و الموزعة على مستوى البلدية ‪.‬‬

‫و لقد تضمن قانون البلدية حماية المستهلك من عدة زوايا سواء ما تعلق بالنظافة أو مياه الشرب‬
‫أو ضبط السوق ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 919‬من ق‪. 22 -90 .‬‬
‫‪2‬‬
‫م‪ 916 -92 .‬المؤرخ في ‪ 02‬جوان ‪ ، 9192‬المتضمن إنشاء مكاتب لحفظ الصحة البلدية ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪9‬‬
‫جويلية ‪ ، 9192‬العدد ‪. 02‬‬

‫‪228‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .1‬في مجال النظافة ‪:‬‬


‫يشكل عنصر النظافة عنصر هام في حماية المستهلك خاصة فيما يتعلق بالعالقة التي تربط‬
‫المستهلك بالمهني ‪ ،‬من حيث الوسط المتواجد فيه السلعة و شروط الصحة و نظافة المواد‬
‫االستهالكية ‪ ،‬و يقوم رئيس المجلس الشعبي البلدي تحت إشراف الوالي بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬السهر على حسن تنفيذ التدابير االحتياطية و الوقاية و التدخل في مجال اإلسعاف ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬السهر على النظام و السكينة و النظافة العمومية ‪.‬‬

‫و من اختصاصات رئيس البلدية بصفته ممثل للدولة العمل على حماية المستهلك و إيجاد كل وسائل‬
‫المحافظة على النظافة العامة ‪ ،‬حيث يكلف رئيس البلدية بالسهر على نظافة األماكن العامة و اتخاذ‬
‫التدابير الضرورية لمكافحة األمراض المتنقلة و الحيوانات الضارة التي تؤثر بشكل كبير و مباشر‬
‫على المستهلك ‪ ،‬إضافة إلى تكليف رئيس البلدية بالسهر على سالمة المواد الغذائية المعروضة‬
‫‪2‬‬
‫للبيع ‪ ،‬السهر على احترام تعليمات النظافة و المحيط و حماية البيئة ‪.‬‬

‫كما أعطى قانون البلدية لرئيس المجلس الشعبي البلدي السلطة التقديرية في مجال الموافقة على‬
‫‪3‬‬
‫المشاريع التي يحتمل فيها اإلضرار بالبيئة و الصحة العمومية على إقليم البلدية ‪.‬‬

‫و للبلدية سلطة توزيع المياه صالحة للشرب و مكافحة األمراض المتنقلة ‪ ،‬حيث جاء في المادة ‪900‬‬
‫من قانون البلدية ‪:‬‬
‫" تسهر البلدية بمساهمة المصالح التقنية للدولة على احترام التشريع و التنظيم المعمول بهما المتعلقين‬
‫بحفظ الصحة و النظافة العمومية ال سيما في المجاالت ‪:‬‬

‫‪ -‬توزيع المياه الصالحة للشرب ‪.. ،‬‬

‫‪ -‬مكافحة نواقل األمراض المتنقلة ‪،‬‬

‫‪ -‬الحفاظ على صحة األغذية و األماكن و المؤسسات المستقبلة للجمهور‪. " ..‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 99‬من ق‪ ، 92 -99 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 11‬من ق‪. 92 -99 .‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 991‬من ق‪. 92 -99 .‬‬

‫‪229‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .2‬في مجال ضبط السوق‪:‬‬

‫تتدخل البلدية في مجال ضبط السوق ‪ ،‬فمهامها تبدأ من إنشاء السوق إلى تنظيمه ‪ ،‬باعتبارها صاحبة‬
‫الملكية ‪ ،‬و تتدخل بهدف حماية المستهلك من خالل مصالح اإلدارة العامة تحدثها البلدية بموجب‬
‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 911‬من قانون البلدية ‪ ،‬حيث تتلخص مهمتها في مراقبة األسواق و المذابح البلدية ‪..‬‬

‫و أعطت المادة ‪ 969‬من قانون البلدية للمجلس الشعبي البلدي الحق في مراقبة أسواق البلدية‬
‫و المعارض و العروض التي تنظم على مستوى إقليم البلدية ‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬وزير التجارة و الهياكل التابعة له‬

‫طبقا للمرسوم التنفيذي ‪ 2، 190 -20‬و حسب المادة ‪ 29‬منه ‪ ،‬و في مجال جودة السلع‬
‫و الخدمات و حماية المستهلك يكلف وزير التجارة بما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬يحدد بالتشاور مع الدوائر الو ازرية و الهيئات المعنية شروط وضع السلع و الخدمات‬
‫رهن االستهالك في مجال الجودة و النظافة الصحية و األمن ‪.‬‬
‫‪ -‬يقترح كل اإلجراءات المناسبة في إطار وضع نظام للعالمات و حماية العالمات‬
‫التجارية و التسميات األصلية و متابعة تنفيذها ‪.‬‬
‫‪ -‬يبادر بأعمال اتجاه المتعاملين االقتصاديين المعنيين من أجل تطوير الرقابة الذاتية ‪.‬‬
‫يشجع تنمية مخابر تحاليل الجودة و التجارب و يقترح اإلجراءات و المناهج الرسمية‬ ‫‪-‬‬
‫للتحليل في مجال الجودة ‪.‬‬
‫يساهم في إرساء قانون االستهالك و تطويره ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬يشارك في أشغال الهيئات الدولية و الجهوية المختصة في مجال الجودة ‪.‬‬
‫‪ -‬يعد و ينفذ إستراتيجية اإلعالم و االتصال تتعلق بالوقاية من األخطار الغذائية و غير‬
‫الغذائية تجاه الجمعيات المهنية و المستهلكين التي يشجع إنشائها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 911‬من ق‪ ، 92 -99 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫م‪ .‬ت ‪ 190 -20‬المؤرخ في ‪ 09‬ديسمبر ‪ ، 0220‬يحدد صالحيات وزير التجارة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 00‬ديسمبر‬
‫‪ ، 0220‬العدد ‪. 99‬‬

‫‪230‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫كما نصت المادة ‪ 09‬من نفس المرسوم على أن يسهر وزير التجارة على السير الحسن للهياكل‬
‫المركزية و الالمركزية و المؤسسات و الهيئات التابعة لدائرته الو ازرية ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫فالطائفة تشمل ‪ :‬أعوان قمع الغش التابعون للو ازرة المكلفة بحماية المستهلك ‪.‬‬

‫و هيئات المراقبة ذات االختصاص العام ‪ ،‬تتمثل أيضا في كل من مراقبة الجودة و قمع الغش التابعة‬
‫لو ازرة التجارة و مصالح الضبطية القضائية ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى مصالح مراقبة الجودة و قمع الغش التابعة لو ازرة التجارة ‪ ،‬المزودة بمصالح مركزية‬
‫و المركزية للقيام بهذه المهمة ‪:‬‬

‫‪ .1‬على المستوى المركزي ‪:‬‬


‫‪ 1.1‬المديرية العامة للرقابة االقتصادية و قمع الغش ‪:‬‬
‫حسب المادة ‪ 1‬من المرسوم التنفيذي ‪ 191-0220‬المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية بو ازرة‬
‫التجارة ‪ 2 ،‬من مهامها تحديد الخطوط العريضة للسياسة الوطنية للمراقبة في ميادين الجودة‬
‫و قمع الغش ‪ ،‬مكافحة الممارسات المضادة للمنافسة و التجارة الالمشروعة ‪ ،‬السهر على توجيه‬
‫برامج المراقبة االقتصادية و قمع الغش و تنسيقها و تنفيذها ‪ ،‬إنجاز كل الدراسات و اقتراح كل‬
‫التدابير بغية تدعيم وظيفة المراقبة و عصرنتها ‪ ،‬كما تقوم بتوجيه نشاطات المراقبة االقتصادية‬
‫و قمع الغش التي تقوم بها المصالح الخارجية المكلفة بالتجارة و تنسيقها و تقييمها ‪.‬‬
‫و تقوم أيضا بالتنسيق ما بين القطاعات في مجاالت الرقابة االقتصادية و قمع الغش ‪ ،‬و متابعة‬
‫المنازعات في مجال مراقبة الجودة و قمع الغش و الممارسات التجارية ‪ ،‬و القيام بالتحقيقات‬
‫فيما يخص االختالالت داخل السوق ‪..‬‬

‫‪1‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 09‬من ق‪ ، 20 -21 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫م‪.‬ت ‪ 191 -20‬المؤرخ في ‪ 09‬ديسمبر ‪ ، 0220‬المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في و ازرة التجارة ‪ ،‬المعدل‬
‫و المتمم ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 00‬ديسمبر ‪ ، 0220‬العدد ‪. 99‬‬

‫‪231‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫‪ 2.1‬المفتشية المركزية لتحقيقات االقتصادية و قمع الغش ‪:‬‬
‫تم إنشائها بمقتضى المرسوم التنفيذي ‪ 092 -11‬و تتولى ‪:‬‬

‫مراقبة احترام المصالح الخارجية المكلفة بالتحقيقات االقتصادية و قمع الغش لقواعد و إجراءات‬
‫الرقابة و التدقيق ‪ ،‬كما تقوم بتوجيه و تنسيق أعمال المراقبة لهذه المصالح و تقويم نتائجها ‪،‬‬
‫تفتيش المخابر العلمية و التقنية التي تحلل و تراقب الجودة و أمن المنتجات ‪ 2،‬التدخل‬
‫على أساس برنامج سنوي للتفتيش يعد مسبقا ‪ 3،‬التدخل بطريقة مباغتة للقيام بأي مهمة‬
‫‪4‬‬
‫لرقابة و قمع الغش تستدعي وضعية خاصة ‪..‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ 3.1‬المديرية العامة لضبط و تنظيم النشاطات و التقنين ‪:‬‬

‫تكلف المديرية بإعداد اآلليات القانونية للسياسة التجارية و تكييفها و تنسيقها ‪ ،‬و تحديد جهاز‬
‫لمالحظة و مراقبة األسواق ‪ ،‬تحليل التنظيمات و اإلتفاقات التجارية الدولية ‪ ،‬السهر على السير‬
‫التنافسي لألسواق ‪.‬‬

‫كما تقترح كل التدابير المتصلة بالضبط االقتصادي ‪ ،‬ال سيما في مجال التسعيرة و تنظيم‬
‫األسعار و هوامش الربح ‪ ،‬و ذات الصلة بتحسين شروط تنظيم األنشطة التجارية و المهن‬
‫المقننة ‪ ،‬كما تشارك في تحديد السياسات الوطنية و التنظيمات العامة و النوعية ‪ ،‬المتعلقة‬
‫‪6‬‬
‫بترقية و جودة السلع و الخدمات و حماية المستهلك ‪..‬‬

‫‪1‬‬
‫م‪ .‬ت ‪ 092-11‬المؤرخ في ‪ 96‬جويلية ‪ ، 9111‬المتضمن إنشاء مفتشية مركزية للتحقيقات االقتصادية و قمع‬
‫الغش في و ازرة التجارة و يحدد اختصاصاتها ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 02‬جويلية ‪ ، 9111‬العدد ‪. 12‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0‬من م‪.‬ت ‪ ، 092 -11‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0‬من م‪.‬ت ‪. 092 -11‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0 -0‬من م‪.‬ت ‪. 092 -11‬‬
‫‪5‬‬
‫تم إنشائها بموجب م‪.‬ت ‪ 066 -29‬المؤرخ في ‪ 91‬أوت ‪ ، 0229‬يعدل و يتمم م‪.‬ت ‪ ، 191 -20‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 01‬أوت ‪ ، 0229‬العدد ‪. 19‬‬
‫‪6‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0‬من م‪.‬ت ‪ ، 066 -29‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫‪ 1.1‬شبكة اإلنذار السريع ‪:‬‬
‫تهدف الشبكة إلى حماية المستهلك من خالل متابعة المنتجات التي تشكل أخطار على صحة‬
‫المستهلكين و أمنهم ‪ ،‬و تطبيق التدابير المتعلقة بمتابعة المنتجات الخطيرة ‪ ،‬حيث تتولى اإلدارة‬
‫المركزية لو ازرة التجارة و كذا مصالحها الخارجية هذه المهام ‪ ،‬باإلضافة إلى بث معلومات شبكة‬
‫اإلنذار السريع ‪ 2،‬عن طريق التواصل مع شبكة اإلنذار الجهوية و الدولية ‪ ،‬كما تتبادل‬
‫‪3‬‬
‫المعلومات مع مختلف النقابات و جمعيات حماية المستهلك ‪.‬‬

‫كما تتولى هذه الشبكة مراقبة كافة أنواع السلع و الخدمات الموجهة إلى االستعمال النهائي‬
‫للمستهلك ‪ ،‬في جميع مراحل عملية العرض لالستهالك ‪ ،‬باستثناء المنتجات التي تخضع ألحكام‬
‫تشريعية و تنظيمية خاصة كاألسمدة و األجهزة الطبية ‪ ،‬و المواد والمستحضرات الكيميائية ‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫و المنتجات الغذائية الخام الموجهة للتحوبل ‪.‬‬

‫‪ .2‬على المستوى الالمركزي ‪:‬‬


‫تتمثل في المصالح الخارجية للمنافسة و األسعار‪ :‬تقوم بالمراقبة الميدانية ألمن المنتجات‬
‫و الخدمات ‪ 5،‬فعكس المصالح المركزية السابقة التي تتولى في الغالب مهمة توجيه و تنسيق عمليات‬

‫‪1‬‬
‫تم إنشاء هذه الشبكة بموجب م‪.‬ت ‪ 020 -90‬المؤرخ في ‪ 6‬ماي ‪ ، 0290‬يتعلق بالقواعد المطبقة في مجال أمن‬
‫المنتوجات ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 1‬ماي ‪ ، 0290‬العدد ‪ ، 09‬حيث تنص المادة ‪ 92‬منه ‪ " :‬ينشأ لدى الوزير المكلف‬
‫بحماية المستهلك و قمع الغش شبكة لإلنذار السريع ‪ ،‬مكلفة بمتابعة المنتوجات التي تشكل أخطا ار على صحة‬
‫المستهلكين و أمنهم " ‪ ،‬و يعد استحداث شبكة اإلنذار إنجاز هام و حماية إضافية للمستهلك ‪ ،‬مسايرة لما تشهده دول‬
‫العالم ‪ ،‬لما له من دور كبير في الجانب الوقائي لما يتمتع به هذا الجهاز من قوة تنظيمية و فعالية ‪ ،‬و يشمل ممثلين‬
‫عن كل الو ازرات التي تهم مصالح المستهلك ‪ ،‬مما يسهل عملية التنسيق بينها و بين و ازرة التجارة كونها المسئولة‬
‫المباشرة عن هذا الجهاز ‪ ،‬ينظر المادة ‪ 99‬من نفس المرسوم ‪ ،‬و ما يميزه أيضا هو السرعة في تبادل المعلومات‬
‫بين فروعه عبر كافة التراب الوطني و من خالل التواصل مع الجمعيات الوطنية ‪ ،‬خاصة جمعيات حماية المستهلكين‬
‫و كذا شبكات اإلنذار الدولية مما يسهل الحصول على المعلومة بأسرع وقت ممكن و اتخاذ اإلجراء المناسب كالسحب‬
‫الفوري للمنتج الذي من شأنه اإلضرار بصحة المستهلك و أمنه طبقا للمادة ‪ 00‬منه ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 02‬من م‪ .‬ت ‪ ، 020 -90‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 09‬من م‪ .‬ت ‪. 020 -90‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0‬من م‪ .‬ت ‪. 020 -90‬‬
‫‪5‬‬
‫م‪ .‬ت ‪ 19 -19‬المؤرخ في ‪ 6‬أفريل ‪ ، 9119‬المتضمن تنظيم المصالح الخارجية للمنافسة و األسعار و صالحياتها‬
‫و عملها ‪ ،‬المعدل و المتمم ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 92‬أفريل ‪ ، 9119‬العدد ‪. 96‬‬

‫‪233‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫المراقبة و حسب المرسوم التنفيذي ‪ 19-19‬المعدل و المتمم ‪ ،‬فإن المصالح الخارجية للمنافسة‬
‫و األسعار تضم كل من المديرية الوالئية للمنافسة و األسعار و المفتشية الجهوية للتحقيقات‬
‫‪2‬‬
‫االقتصادية و قمع الغش ‪ 1،‬و مفتشية الحدود لمراقبة الجودة و قمع الغش‪.‬‬
‫‪ 1.2‬المديرية الوالئية للمنافسة و األسعار ‪:‬‬
‫باإلضافة إلى تطبيق األحكام الخاصة بالمنافسة و األسعار ‪ ،‬تتولى المديرية تطبيق النصوص‬
‫القانونية و التنظيمية المتعلقة بمراقبة نوعية و أثمن المنتجات و قمع الغش ‪ ،‬بما فيها نظافة‬
‫محالت إنتاج و عرض المواد الستهالكية ‪ ،‬كما يقترح أي إجراء يرمي إلى تحسين نوعية المنتجات‬
‫‪3‬‬
‫و الخدمات المعروضة في السوق و ترقيتها ‪ ،‬و كل إجراء يهدف إلى حماية المستهلك ‪.‬‬
‫و تضم مكتبين ‪ :‬مكتب مراقبة النوعية و أمن المنتجات ‪ ،‬و مكتب مراقبة المنتجات الغذائية‪.‬‬
‫‪ 2.2‬المفتشية الجهوية للتحقيقات االقتصادية و قمع الغش ‪:‬‬
‫مهامها تنشيط و تنسيق أعمال المراقبة للمديريات الوالئية للمنافسة و األسعار و توجيهها‬
‫و مراقبتها ‪ ،‬كما تقوم بتحقيقات مهمة تتطلب تدخل فرق متعددة االختصاصات و ذات اختصاص‬
‫‪4‬‬
‫جهوي ‪.‬‬

‫‪ 3.2‬مفتشية الحدود المراقبة الجودة و قمع الغش‪:‬‬


‫و هي ملحقة بالمفتشية الجهوية للتحقيقات االقتصادية و قمع الغش ‪ 5،‬و التي تسهر على‬
‫احترام األحكام القانونية و التنظيمية المتعلقة بمراقبة مطابقة و أمن المنتجات الموجهة لالستيراد‬
‫و التصدير‪ ،‬و تسهر على قمع المخالفات المتعلقة بالصرف و حركة رؤوس األموال من و إلى‬
‫‪6‬‬
‫الخارج ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 0‬من م‪.‬ت ‪ ، 19 -19‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المستحدثة وفقا م‪ .‬ت ‪ 929 -19‬المؤرخ في ‪ 09‬مارس ‪ ، 9119‬المعدل و المتمم م‪ .‬ت ‪ ، 19 -19‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 9‬أفريل ‪ ، 9119‬العدد ‪. 91‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0‬من من م‪ .‬ت ‪ ، 19 -19‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 2‬من م‪ .‬ت ‪ ، 19 -19‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫المادة ‪ 0‬المعدلة من م‪.‬ت ‪ ، 929 -19‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫ينظر المادة ‪ 2‬مكرر من م‪.‬ت ‪ ، 929 -19‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫و تتواجد مقرات هذه المفتشيات على مستوى الموانئ و المطارات و مراكز العبور الحدودية‬
‫‪1‬‬
‫البرية ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬هيئات المراقبة ذات االختصاص المحدود‬


‫نظ ار للمفهوم الواسع للمنتجات و الخدمات فإن بعضها قد يقع ضمن اختصاص بعض الهيئات ذات‬
‫االختصاص العام ‪ ،‬و نجد بعضها يقع ضمن اختصاص سلطات أخرى بموجب نصوص خاصة بهم‬
‫منها ‪ :‬مفتشية الصيدلة ‪ 2،‬سلطة الصحة البيطرية ‪ ،‬سلطة الصحة النباتية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أصبجت مراقبة أمن المنتجات على مستوى الحدود تعود للمديريات الوالئية للتجارة منذ صدور م‪ .‬ت ‪121 -20‬‬
‫المؤرخ في ‪ 9‬نوفمبر ‪ ، 0220‬يتضمن تنظيم المصالح الخارجية في و ازرة التجارة و صالحياتها و عملها ‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 1‬نوفمبر ‪ ، 0220‬العدد ‪. 69‬‬
‫‪2‬‬
‫المستحدثة بموجب ق‪ 21 -19 .‬المؤرخ في ‪ 91‬أوت ‪ ، 9119‬المعدل و المتمم ق‪ 29 -99 .‬المؤرخ في ‪96‬‬
‫فيفري ‪ ، 9199‬المتعلق بحماية الصحة و ترقيتها ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 00‬أوت ‪ ، 9119‬العدد ‪ ، 69‬الملغى بموجب‬
‫المادة ‪ 111‬من ق‪ 99 -99 .‬المؤرخ في ‪ 0‬جويلية ‪ ، 0299‬يتعلق بالصحة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 01‬جويلية ‪، 0299‬‬
‫العدد ‪ ، 16‬و ال مجال للحديث على مفتشية الصيدلة بحيث تم حلها بموجب نفس القانون و استبدالها بالوكالة الوطنية‬
‫للمواد الصيدالنية ذات تسيير خاص ‪ ،‬توضع تحت وصاية الوزير المكلف بالصحة ‪ ،‬ينظر المواد ‪ 000‬و ‪ 001‬من‬
‫ق‪ .‬الصحة ‪. 99 -99‬‬
‫و لقد كانت صالحيات مفتشية الصيدلة تتمثل في ‪:‬‬

‫حرية الدخول و مراقبة الصيدليات و ملحقاتها و مستودعات المواد الصيدالنية ‪ ،‬و مؤسسات إنتاج و‪/‬أو‬ ‫‪-‬‬
‫تسويق هذه المواد ‪ ،‬و كذا أماكن استيرادها و شحنها و تخزينها ‪ ،‬و كذا مخابر التحاليل الطبية مهما كانت‬
‫صفة أصحابها ‪ ،‬ينظر المادة ‪ 9 -911‬من ق‪ ، 21 -19 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪ -‬أخذ عينات للفحص مباشرة ‪ ،‬و اتخاذ أي إجراء تحفظي يرونه مناسبا ‪ ،‬ينظر الفقرة ألولى من المادة ‪-911‬‬
‫‪ 6‬من ق‪ ، 21 -19 .‬المرجع السابق ‪ .‬و يعاقب كل شخص يمنع أو يعرقل ممارسة مهام الصيدلي المفتش‬
‫بالحبس و‪/‬أو الغرامة ‪ ،‬ينظر المادة ‪ 069‬مكرر من ق‪ ، 21 -19 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫أما عن إجراءات التفتيش و المراقبة فكانت تتلخص في ‪:‬‬

‫‪ -‬اقتطاع العينات و إرسالها إلى المخبر الوطني لمراقبة المنتجات الصيدالنية الذي يتولى تحليلها و إرسال نتائج‬
‫ذلك في تقرير إلى وزير الصحة و مدير الصحة للوالية التي تم االقتطاع على مستواها ‪.‬‬
‫‪ -‬و في حالة إثبات عدم سالمة المنتج لالستهالك ‪ ،‬يرسل المدير المكلف بالصحة نتائج التحليل مرفقة بمحضر‬
‫اقتطاع العينات إلى وكيل الجمهورية ‪ ،‬ينظر المادة ‪ 99‬من م‪ .‬ت ‪ 901 -0222‬المؤرخ في ‪ 99‬جوان ‪، 0222‬‬
‫المحدد لشروط ممارسة تفتيش الصيدلة و كيفيات ذلك ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 91‬جوان ‪ ، 0222‬العدد ‪. 01‬‬

‫‪235‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫البند األول ‪ :‬سلطة الصحة البيطرية‬

‫و هي المصالح الرسمية المكلفة بحماية و حفظ و تحسين و مراقبة صحة الحيوانات و المنتجات‬
‫‪1‬‬
‫الحيوانية ‪ ،‬و كذا المواد المعدة لتغذية و معالجة الحيوانات ‪.‬‬

‫و مجاالته الطب البيطري و الصيدلية البيطرية و حماية و تحسين الصحة الحيوانية ‪ ،‬و يشمل‬
‫مجاالت أخرى و هي التنظيم البيطري ‪ ،‬ممارسة الطب البيطري ‪ ،‬الصيدلة البيطرية ‪ ،‬حماية‬
‫الحيوانات و صحتها و الوقاية من األمراض الحيوانية و مكافحتها ‪ ،‬مراقبة الحيوانات و المنتجات‬
‫‪2‬‬
‫الحيوانية و المنتجات ذات المصدر الحيواني و حفظ الصحة العمومية البيطرية ‪.‬‬

‫و هم مخولون بتفتيش كل محالت و تجهيزات تربية الحيوانات المذابح و القصابات و محالت بيع‬
‫‪3‬‬
‫السمك و منشآت تهيئة الحليب لالستهالك ‪.‬‬

‫أما صالحياته ‪:‬‬

‫فإن القانون ‪ 29 -99‬نص على صالحيات واسعة تبدأ من‪:‬‬

‫الفحص الطبي ألي حيوان أو منتج حيواني ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪ -‬األمر بذبح الحيوانات ‪.‬‬
‫‪ -‬تدمير المنتجات الحيوانية ‪.‬‬
‫‪ -‬عزل الحيوانات و حجزها و وضعها تحت المراقبة ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬إلغاء رخص استغالل المؤسسات التي يرتبط نشاطها بالحيوانات و المنتجات الحيوانية ‪.‬‬

‫هذا دون اإلخالل بصالحية اإلدارة في سحب رخصة اإلنتاج و أو توزيع المنتجات الصيدالنية ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫العقوبات التأديبية التي يمكن أن يوقعها مجلس أخالقيات الطب ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ق‪ 29 -99 .‬المؤرخ في ‪ 06‬جانفي ‪ ، 9199‬المتعلق بنشاطات الطب البيطري و حماية الصحة الحيوانية ‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 02‬جانفي ‪ ، 9199‬العدد ‪. 1‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0‬من ق‪ ، 29 -99 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 2‬من ق‪. 29 -99 .‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 1‬من ق‪. 29 -99 .‬‬

‫‪236‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫البند الثاني ‪ :‬سلطة الصحة النباتية‬

‫و هي كل المصالح و اإلدارات التابعة لو ازرة الفالحة ‪ ،‬و المكلفة بمراعاة القانون و التنظيم في مجال‬
‫مراقبة صحة النباتات و المنتجات النباتية و األجهزة النباتية و مواد الصحة النباتية ‪ 1،‬الذي يهدف‬
‫إلى ‪:‬‬

‫‪ -‬مراقبة النباتات ‪ ،‬و المنتجات النباتية و استيرادها ‪.‬‬

‫‪ -‬تنظيم مكافحة متلفات النباتات و المنتجات الفالحية ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬مراقبة استخدام مواد الصحة النباتية في مكافحة متلفات النباتات ‪.‬‬

‫أما التدابير المخولة لمصالح السلطة النباتية ‪ ،‬فإن قانون حماية الصحة النباتية خول هذه المصالح‬
‫صالحيات واسعة التخاذ أي تدابير تدخل ضمن اختصاصها ‪:‬‬

‫‪ -‬األمر بمنع أو تحديد زراعة أي نبات مضر‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد أو منع حيازة النباتات و المنتجات النباتية الناقلة لألجسام الضارة ‪.‬‬

‫‪ -‬األمر باقتالع و تدمير النباتات و المنتجات النباتية غير السليمة أو سحب رخص االستغالل‬
‫المرتبطة بتلك المنتجات ‪.‬‬

‫‪ -‬حظر زراعة بعض النباتات في أراضي أو أوساط مزروعات معينة ‪ ،‬أو األمر بز ارعتها ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬حظر تسويق بذور و نباتات غير مالئمة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ق‪ 92 -92 .‬المؤرخ في ‪ 9‬أوت ‪ ، 9192‬المتعلق بحماية الصحة النباتية ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 9‬أوت ‪، 9192‬‬
‫العدد ‪. 00‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 9‬من ق‪ ، 92 -92 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 06‬من ق‪ ، 92 -92 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬إجراءات متابعة المخالفات و توقيع جزاءات إدارية‬

‫إن لإلدارة المعنية دور مزدوج ‪ :‬سلطة إدارية ‪ ،‬و الذي يتمثل في الوقاية من جرائم الغش ‪ ،‬و التدليس‬
‫و التحقق مما إذا كان هناك غش من عدمه ‪ ،‬و الحيلولة دون وقوعه أو الحد منه باتخاذ التدابير‬
‫التحفظية و الوقائية ‪.‬‬
‫و إن مهام أجهزة الرقابة هي القيام بالتحريات حول أي منتج أو خدمة معروضة لإلستهالك‬
‫و فحصها ‪ ،‬أخذ عينة أو عينات إلجراء التحاليل و التأكد من مطابقتها ‪ ،‬و هذا لمعاينة المخالفات‬
‫و إثباتها ‪.‬‬

‫و لها دور الضبط القضائي ‪ ،‬و يتلخص في تحرير محضر بالواقعة و أعمال الخبرة ‪ ،‬لينتهي إما‬
‫برفع دعوى للحكم فيها أو عدم السير فيها ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬إجـــراءات المــراقــبـة‬

‫من أهم المهام التي يقوم بها جهاز الرقابة ‪ ،‬هي اإلجراءات الوقائية قصد تفادي المخاطر التي قد‬
‫تهدد صحة المستهلك و أمنه ‪ ،‬من خالل القيام بالتفتيش المفاجئ ‪ ،‬اختيار عينات من المنتجات ‪،‬‬
‫و قد يصل األمر إلى سحب الترخيص الممنوح ‪ ،‬إذا تبين أن المنتجات ليست بمواصفات قانونية ‪.‬‬
‫و يقصد بالرقابة التأكد من مطابقة المنتج للمواصفات المتطلبة ‪ ،‬أي رقابة المنتجات من حيث مدى‬
‫مطابقتها للمواصفات القانونية و القياسية ‪ ،‬و تتم عن طريق هيئات تقوم إما بمراقبة سابقة لعملية‬
‫عرض المنتجات أو عملية الحقة لعرضها في السوق ‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬دخول األماكن الموجودة فيها المنتجات أو الخدمات‬

‫يجوز لألعوان المكلفين برقابة الجودة و قمع الغش دخول أي مكان من أماكن اإلنشاء ‪ ،‬اإلنتاج ‪،‬‬
‫التحويل ‪ ،‬التوضيب ‪ ،‬اإليداع ‪ ،‬العبور‪ ،‬النقل التسويق ‪ ،‬البيع ‪ ،‬و مراقبة جميع األجهزة التي تتدخل‬

‫‪238‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫في وضع السلعة في مسار االستهالك ‪ ،‬حسب نص المادة ‪ 1‬من المرسوم التنفيذي ‪. 01 -12‬‬
‫باإلضافة إلى المادة ‪ 01‬من قانون ‪ 20 -21‬حيث تنص ‪:‬‬

‫" لألعوان ‪ ..‬حرية الدخول نها ار أو ليال ‪ ،‬بما في ذلك أيام العطل ‪ ،‬إلى المحالت التجارية و المكاتب‬
‫و الملحقات و محالت الشحن و التخزين ‪ ،‬و بصفة عامة إلى أي مكان ‪ ،‬باستثناء المحالت ذات‬
‫االستعمال السكني التي يتم الدخول إليها طبقا ألحكام قانون اإلجراءات الجزائية " ‪.‬‬
‫كما أجاز ألعوان الرقابة االستعانة بأعوان القوة العمومية للقيام بمهامهم ‪ ،‬و أوجب على اإلدارات‬
‫و الهيئات العمومية إعطائهم المعلومات الضرورية تسهيال لهم للقيام بأعمالهم طبقا للمادة ‪09‬‬
‫‪2‬‬
‫من نفس القانون ‪ ،‬و المادة ‪ 9‬من المرسوم التنفيذي ‪. 01 -12‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬معاينة و إثبات األعمال المخالفة للقانون في محضر‬

‫أجاز القانون القيام برقابة المنتجات و الخدمات عن طريق المعاينات المباشرة ‪ ،‬الفحوص البصرية ‪،‬‬
‫استعمال أجهزة الكيل و الوزن و القياس ‪ ،‬فحص الوثائق ‪ ،‬االستماع إلى األشخاص المسئولين ‪،‬‬
‫ثم يحرر محضر لنتائج المعاينة و إرفاقه بالوثائق التي تثبت الوقائع ‪.‬‬
‫ثم أن لهذه المحاضر حجية قانونية في اإلثبات حتى يثبت العكس ‪ ،‬و هذا طبقا للمادة ‪ 02‬و ما يليها‬
‫‪3‬‬
‫من قانون ‪. 20 -21‬‬

‫كما تنص المادة ‪ 00‬منه على أنه ‪:‬‬

‫" يمكن لألعوان المذكورين في المادة ‪ 09‬أعاله ‪ ،‬في إطار أداء مهامهم و دون أن يحتج اتجاههم‬
‫بالسر المهني ‪ ،‬فحص كل وثيقة تقنية أو إدارية أو تجارية أو مالية أو محاسبية و كذا كل وسيلة‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ " : 1‬يمكن األعوان المكلفون برقابة الجودة و قمع الغش ‪ ،‬في كامل أوقات العمل أو ممارسة النشاط ‪ ،‬أن‬
‫يقوموا بالعمليات الموكولة إليهم في أي مكان من أماكن اإلنشاء األولى ‪ ،‬و اإلنتاج ‪ ،‬و التحويل ‪ ..‬و على العموم‬
‫في كامل حلقات عملية الوضع حيز االستهالك " ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ " : 9‬يمكن أعوان رقابة الجودة و قمع الغش أن يطلبوا لممارسة مهامهم من أعوان القوة العمومية الذين يجب‬
‫أن يمدوهم بيد العون و المساعدة إن دعت الضرورة ‪ ،‬كما يمكنهم أن يطلبوا من أي شخص طبيعي أو معنوي مؤهل‬
‫أن يساعدهم في تحرياتهم " ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر الفصل الثاني من ق‪ ، 20 -21 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫مغناطيسية أو معلوماتية ‪.‬‬


‫و يمكنهم طلب اإلطالع على هذه الوثائق في أي يد وجدت و القيام بحجزها "‪.‬‬

‫البند الثالث ‪ :‬أخذ العينات‬

‫لألعوان المؤهلين قانونا الحق في أخذ أو اقتطاع عينات من المواد المعروضة للبيع ‪ ،‬فهو إجراء‬
‫‪1‬‬
‫إداري و طريقة مالئمة للبحث و التحري في مجال رقابة الجودة و قمع الغش ‪.‬‬
‫و يتم األخذ على ‪ 0‬عينات ‪ ،‬ثم يتم تحرير محضر خاص بأخذ العينات يشتمل على بيانات‬
‫خاصة ‪ 2،‬و تكون العينات متجانسة و ممثلة للحصة موضوع الرقابة و تُشمع ‪.‬‬
‫ترسل العينة األولى إلى المخبر المؤهل إلجراء التحاليل أو االختبارات أو التجارب المطابقة للمقاييس‬
‫الجزائرية ‪ 3،‬و يحتفظ بالعينة الثانية لدى مصالح الرقابة التي قامت باالقتطاع ‪ ،‬و األخرى يحتفظ بها‬
‫‪4‬‬
‫المتدخل المعني ‪.‬‬

‫و هناك حاالت يتم فيها اقتطاع عينة واحدة فقط ‪ ،‬إذا كان المنتج سريع التلف ‪ ،‬أو بالنظر إلى‬
‫طبيعته أو وزنه أو كميته أو حجمه أو قيمته ‪ ،‬فال تقتطع إال عينة واحدة في مجال الرقابة‬
‫الجرثومية ‪ 5،‬و تشمع و ترسل فو ار للمخبر ‪ 6،‬و في هذه الفترة أجاز القانون للمصلحة القيام بالسحب‬
‫المؤقت للمنتجات في انتظار نتائج التحليل ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0/9‬من م‪ .‬ت ‪ ، 01-12‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 1‬من م‪.‬ت ‪. 01-12‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 91‬المعدلة من م‪ .‬ت ‪ 099 -29‬المؤرخ في ‪ 96‬أكتوبر ‪ 0229‬المعدل و المتمم م‪ .‬ت ‪، 01 -12‬‬
‫ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 09‬أكتوبر ‪ ، 0229‬العدد ‪. 69‬‬
‫‪4‬‬
‫المادة ‪ 0/ 12‬من ق‪ 20 -21 .‬تنص أيضا ‪ .." :‬و تشكل العينتان الثانية و الثالثة عينتين شاهدتين ‪ ،‬واحدة تحتفظ‬
‫بها مصالح الرقابة التي قامت باإلقتطاع ‪ ،‬و األخرى يحتفظ بها المتدخل المعني "‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 9/96‬من م‪ .‬ت ‪. 01 -12‬‬
‫‪6‬‬
‫ينظر المادة ‪ 19‬من ق‪ ، 20-21 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫البند الرابع ‪ :‬تحليل العينات المقتطعة‬


‫‪2‬‬
‫تحلل العينات المقتطعة مخابر رقابة الجودة و قمع الغش ‪ 1،‬أو أي مخبر معتمد لهذا الغرض ‪،‬‬
‫و يحرر المخبر فور انتهاء أشغاله ورقة تحليل يسجل فيها نتائج تحرياته فيما يخص مطابقة المنتج ‪،‬‬
‫ليعيده إلى المصلحة مقتطعة العينات خالل أجل ‪ 02‬يوما ابتداء من تاريخ تسلُم العينة ‪ ،‬ما عدا حالة‬
‫‪3‬‬
‫القوة القاهرة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التدابير التحفظية و الوقائية‬

‫إذا تبين من تقرير المخبر أن المنتج مطابق ‪ ،‬يمكن تقديم البراءة إلى اإلدارة الجبائية ‪ ،‬حيث يستفيد‬
‫‪4‬‬
‫المحترف من تخفيض لدى مديرية الضرائب ‪.‬‬

‫أما إذا تبين أن المنتج غير مطابق للمواصفات القانونية طبقا للمحاضر المحررة ‪ 5،‬أو من التحاليل‬
‫‪7‬‬
‫المتممة ‪ 6،‬تحضر المصلحة ملفا شامال بالوثائق و المالحظات إلى الجهات القضائية المختصة ‪،‬‬

‫و هذا الجانب من اإلجراءات ال يعنينا في دراستنا ‪.‬‬

‫و لقد كانت الفقرة األولى من المادة ‪ 62‬من قانون ‪ 20 -21‬قبل إلغائها تنص ‪:‬‬
‫" إذا تثبت عدم المطابقة المنتوج ‪ ،‬تسدد المصاريف الناتجة عن عمليات الرقابة أو التحاليل‬
‫‪8‬‬
‫أو االختبارات أو التجارب من طرف المتدخل المقصر " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫القرار المؤرخ في ‪ 01‬ماي ‪ ، 9112‬يحدد مخابر مراقبة الجودة و قمع الغش ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 92‬سبتمبر‬
‫‪ ، 9112‬العدد ‪. 62‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 9/99‬من م‪ .‬ت ‪. 01 -12‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 02‬من م‪ .‬ت ‪. 01 -12‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 00‬من م‪.‬ت ‪ ، 01-12‬و ينظر أيضا بودالي محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 010‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المواد ‪ 9‬و ‪ 6‬من م‪ .‬ت ‪. 01 -12‬‬
‫‪6‬‬
‫ينظر المواد ‪ 91 ، 99‬و ‪ 09‬من م‪ .‬ت ‪. 01 -12‬‬
‫‪7‬‬
‫ينظر المادة ‪ 09‬من م‪ .‬ت ‪. 01 -12‬‬
‫‪8‬‬
‫تم إلغاء المادة ‪ 62‬بمقتضى المادة ‪ 92‬من ق‪ 21 -99 .‬المعدل و المتمم ق‪ ، 20 -21 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫و هنا و في حالة عدم مطابقة المنتج للمواصفات القانونية ‪ ،‬يتم إتخاذ تدابير تحفظية و ردعية ‪،‬‬
‫الرامية إلى حماية المستهلك و أمنه من طرف السلطة اإلدارية المختصة ‪.‬‬

‫و على كل حال يرخص و يسمح بالدخول المشروط للمنتجات بغرض ضبط المطابقة ‪ ،‬بحيث‬
‫ال يسمح بأي حال من األحوال وضع المنتجات موضوع الدخول المشروط حيز االستهالك إال بعد‬
‫‪1‬‬
‫ضبط مطابقتها ‪.‬‬

‫و عليه يقوم األعوان بإجراءات السحب المؤقت أو النهائي ‪ ،‬العمل على جعل المنتج مطابقا ‪،‬‬
‫و تغيير مقصده ‪ ،‬إعادة توجيهه ‪ ،‬أو إتالفه عند االقتضاء ‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬سحب المنتج‬

‫يقصد بالسحب نزع المنتج من مسار الوضع لالستهالك من طرف منتجه ‪ ، 2،‬أو من طرف المتدخل‬
‫األقرب في حالة غياب المنتج ‪ ،‬و منع حائز المنتج من التصرف فيه ‪ ،‬و قد يكون السحب مؤقت‬
‫أو نهائي ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬السحب المؤقت‬

‫و هو منع حائز المنتج أو مقدم الخدمة من التصرف في المنتج أو أداء الخدمة طيلة الفترة التي‬
‫تستغرقها عملية إجراء الفحوصات و التحاليل ‪.‬‬

‫و قد ربط المشرع إجراء السحب المؤقت في حالة ما أثارت المنتجات فعال شكوكا لدى أعوان الرقابة‬
‫‪3‬‬
‫بعدم مطابقتها ‪ ،‬سواء قبل فحصها أو بعد اقتطاع العينات ‪.‬‬

‫حيث عرفت المادة ‪ 9/01‬من المرسوم ‪ 01 -12‬السحب المؤقت على أنه ‪ ،‬منع حائز المنتج أو مقدم‬
‫خدمة معين من التصرف في ذلك المنتج الذي أثار شكوكا لدى أعوان الرقابة بعد فحصه أو بعد‬
‫اقتطاع العينات كونها غير مطابقة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 91‬المعدلة بموجب ق‪ ، 21—99 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 9/01‬من م‪ .‬ت ‪ ، 01 -12‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0/01‬من م‪ .‬ت ‪. 01 -12‬‬

‫‪242‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫و تجدر اإلشارة أن السحب المؤقت يمكن تطبيقه على مجموعة من المنتجات ‪ ،‬كالمنتجات المشتبهة‬
‫بالتقليد ‪ 1،‬و يجب في كل األحوال أن تجري عليها فحوص تكميلية من شأنها أن تثبت توفرها على‬
‫‪2‬‬
‫المواصفات التي يجب أن تتوفر فيها قانونا ‪.‬‬

‫و يتم السحب بموجب محضر ‪ 3،‬مع تشميع المنتجات المشتبه فيها و توضع تحت حراسة المتدخل‬
‫‪4‬‬
‫المعني ‪.‬‬

‫و ينتهي السحب إذا تبين أن المنتج مطابق ‪ ،‬و كذلك إذا لم يتم القيام بالفحوصات في ظرف ‪ 22‬أيام‬
‫تطبيقا للفقرة الثانية من المادة ‪ 91‬من قانون ‪ ، 20 -21‬خالفا للفقرة الرابعة من المادة ‪ 01‬من‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ 01 -12‬التي حددت األجل ب ‪ 99‬يوما ‪.‬‬

‫حيث يتبين أن المشرع قلص من هذه المدة ‪ ،‬لكن يمكن تمديد هذا األجل عندما تتطلب الشروط التقنية‬
‫‪5‬‬
‫للرقابة و التحاليل ‪ ..‬ذلك ‪.‬‬

‫و هذا ما قد يؤدي إلى المساس بسمعة التاجر و تعريضه للخسارة ‪ ،‬كما يمثل اعتداء على حرية‬
‫الصناعة و التجارة ‪.‬‬

‫إال أن اتخاذ هذا اإلجراء مبرر بحماية مصالح المستهلك باعتباره الطرف الضعيف ‪ ،‬و تجنب‬
‫‪6‬‬
‫اإلضرار بالصحة العامة و سالمة المستهلك ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 69‬مكرر من ق‪ ، 21 -99 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0 /01‬من م‪ .‬ت ‪. 01 -12‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0/01‬من م‪.‬ت ‪. 01 -12‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 69‬من ق‪. 20 -21 .‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 91‬من ق‪ 20-21 .‬مقارنة مع المادة ‪ 01‬من م‪.‬ت ‪. 01 -12‬‬
‫‪6‬‬
‫بودالي محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 011‬‬

‫‪243‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا ‪ :‬السحب النهائي‬

‫في حالة ثبوت خطورة منتج معين معروض لالستهالك و يحوي على خطر ‪ ،‬يهدد صحة و أمن‬
‫‪1‬‬
‫المستهلك ‪ ،‬و عندما يتعذر مطابقته ‪ ،‬فإن السلطة اإلدارية تأمر بسحب المنتج نهائيا ‪.‬‬

‫و ال يمكن اتخاذ السحب النهائي للمنتج إال بناء على ترخيص من القاضي الجزائي كأصل عام ‪،‬‬
‫و لكن اإلدارة يمكنها أن تأمر على نفقة و مسئولية حائز المنتج الحالي ‪ ،‬إعادة توجيهه إلى هيئة‬
‫عمومية ذات منفعة عامة إذا كان قابال لالستهالك ‪ ،‬أما إذا تبين أن المنتج مقلدا أو غير صالح‬
‫‪2‬‬
‫لإلستهالك فيتم إتالفه ‪.‬‬

‫كما تنص المادة ‪ 60‬من قانون ‪ 20 -21‬على تنفيذ مثل هذا السحب من طرف األعوان المكلفين‬
‫بالرقابة ‪ ،‬فيتم السحب النهائي للمنتجات دون اشتراط حصولهم على رخصة مسبقة من طرف السلطة‬
‫القضائية في الحاالت التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬المنتجات التي ثبت أنها مزورة أو مغشوشة أو سامة أو التي انتهت مدة صالحيتها ‪.‬‬
‫‪ -‬المنتجات التي ثبت عدم صالحيتها لالستهالك ‪.‬‬
‫‪ -‬حيازة المنتجات دون سبب شرعي و التي يمكن استعمالها في التزوير ‪.‬‬
‫‪ -‬المنتجات المقلدة ‪.‬‬
‫‪ -‬األشياء أو األجهزة التي تستعمل للقيام بالتزوير‪.‬‬

‫و تعلم المصالح المكلفة بحماية المستهلك و قمع الغش المستهلكين بكل الوسائل ‪ ،‬عن األخطار‬
‫‪3‬‬
‫و المخاطر التي يشكلها كل منتج مسحوب من عملية العرض لالستهالك ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 2/90‬المعدلة بموجب ق‪ ، 21 -99 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 60‬من ق‪. 20 -21 .‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 62‬من ق ‪. 20 -21 .‬‬

‫‪244‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫البند الثاني ‪ :‬العمل على جعل المنتج مطابقا‬

‫إذا تبين للمصلحة أن المنتج قابل للتالؤم مع المطابقة دون خطورة على صحة المستهلك ‪ ،‬فإنها‬
‫تلجأ إلى إنذار حائز المنتج أو مقدم الخدمة للعمل على جعل المنتج مطابقا ‪ ،‬إما بإزالة سبب عدم‬
‫المطابقة ‪ 1،‬أو التزام القواعد و األعراف المعمول بها في عملية العرض لإلستهالك طبقا للمادة ‪96‬‬
‫‪3‬‬
‫من قانون ‪ 2، 20 -21‬فيتم ذلك بإدخال تعديالت على المنتج أو بتغيير فئة تصنيفه ‪.‬‬

‫و لقد حدد المشرع في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 162 - 29‬المتعلق بتحديد شروط مراقبة مطابقة‬
‫المنتجات المستوردة عبر الحدود ‪ ،‬الحاالت التي يتخذ فيها تدبير ضبط المطابقة و المتمثلة في عدم‬
‫احترام التشريع المتعلق بالوسم و الجودة الذاتية للمنتج ‪ ،‬و بين طرق ضبط مطابقتها كما يلي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬ضبط المطابقة المتعلقة بالوسم‬

‫بينت المادة ‪ 99‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 4، 162 - 29‬الكيفية التي تتم بها ضبط مطابقة المنتج‬
‫الذي رفض األعوان المكلفين بالقيام بالرقابة دخوله ‪ ،‬لعدم توافق وسمه مع التنظيم المتعلق بهذا‬
‫االلتزام ‪ ،‬كما بينت استثناءاته ‪.‬‬

‫و من أجل ذلك يتم ضبط المطابقة الخاصة بالوسم بإعادة توضيب المنتج ‪ ،‬طبقا للتنظيم المعمول‬
‫به ‪ ،‬فتختلف طريقة إعادة التوضيب طبقا الختالف طبيعة المنتج ‪.‬‬

‫فإذا كان المنتج من المواد الغذائية أو المواد المنزلية غير الغذائية ينبغي أن يخضع وسمه إلعادة‬
‫التوضيب طبقا ألحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪ 029 - 90‬المتعلق بتحديد الشروط و الكيفيات المتعلقة‬
‫بإعالم المستهلك ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بودالي محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 011‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر أيضا المادة ‪ 09‬من م‪ .‬ت ‪ ، 01 -12‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫بوسماحة الشيخ ‪ ،‬حماية المستهلك الناتجة عن عروض المتدخل في ظل أحكام القانون الجزائري ‪ ،‬مجلة الخلدونية ‪،‬‬
‫كلية العلوم اإلنسانية و العلوم االجتماعية ‪ ،‬جامعة ابن خلدون ‪ ،‬تيارت ‪ ،‬العدد ‪ ، 20‬ماي ‪ ، 0221‬ص ‪. 99‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 99‬من م‪ .‬ت ‪ 162 -29‬المؤرخ في ‪ 92‬ديسمبر ‪ ، 0229‬يحدد شروط مراقبة مطابقة المنتوجات‬
‫المستوردة عبر الحدود و كيفيات ذلك ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 99‬ديسمبر ‪ ، 0229‬العدد ‪. 92‬‬

‫‪245‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫و إذا كان من مواد التجميل و التنظيف البدني ‪ ،‬فيجب ذكر البيانات الواردة في المرسوم التنفيذي‬
‫‪ 02 - 12‬المعدل و المتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 991 - 92‬المتعلق بتحديد شروط كيفيات‬
‫صناعة مواد التجميل و التنظيف البدني و توضيبها و استيرادها و تسويقها في السوق الوطنية ‪.‬‬

‫فبتغير طبيعة المنتج تختلف البيانات الواجبة التوفر في الوسم طبقا للتنظيم الساري المفعول ‪.‬‬

‫و لكن استثنى المشرع بموجب المادة ‪ 99‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 162 - 29‬من ضبط المطابقة‬
‫المتعلقة بوسم المنتجات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬المواد المقتناة في إطار المقايضة الحدودية التي تحدد قائمتها بقرار مشترك بين الوزير‬
‫المكلف بحماية المستهلك و قمع الغش و الوزير المكلف بالمالية ‪.‬‬
‫‪ -‬المواد المقتناة مباشرة لإلستهالك الخاص لعمال الشركات أو الهيئات األجنبية ‪.‬‬
‫‪ -‬المواد التي تقتنيها محالت المنتجات المعفاة من الرسوم ‪ ،‬و مصالح اإلطعام و شركات النقل‬
‫الدولي للمسافرين و المؤسسات الفندقية و السياحة المصنفة ‪ ،‬و الهالل األحمر الجزائري‬
‫و الجمعيات و الهيئات المماثلة المعتمدة قانونا ‪.‬‬

‫و إنما يشترط أن يتوفر في وسمها البيانات التي يشترطها بلد المنشأ ‪ ،‬أي البلد الذي تم تصنيعها فيه‬
‫أو البلد المصدر و هو آخر بلد تم تصديرها منه ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬ضبط المطابقة المتعلقة بالجودة الذاتية للمنتج‬

‫تعرف الجودة على أنها مجموع الصفات التي تميز المنتج مما يؤدي إلى تلبية الرغبات المشروعة‬
‫للمستهلك ‪ ،‬و يعتمد قرار الشراء في معظم األحيان على جودة المنتج في حال كان سلعة أو خدمة ‪،‬‬
‫حيث تتمثل جودة المنتج بمطابقته للمواصفات الموضوعة ‪ ،‬و قدرته على إشباع رغبات المشتري ‪،‬‬
‫و تحقيق المنفعة المرجوة منه ‪ ،‬باإلضافة إلى تحقيق الرضا‪.‬‬

‫يمكن القول أن المنتج عالي الجودة إذا امتلك الخصائص التالية ‪ :‬انخفاض في مستوى العيوب التي‬
‫قد توجد فيه ‪ ،‬تدني الكميات التالفة ‪ ،‬قلة نسبة الشكاوي من المستهلكين ‪ ،‬انخفاض الحاجة إلى تفتيش‬

‫‪246‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫المنتج و عمل اختبارات عليه ‪ ،‬إمكانية تحقيق رغبات و متطلبات المستهلك ‪ ،‬و تقليل تكاليف‬
‫‪1‬‬
‫االستهالك ‪.‬‬

‫أما ضبط الجودة فتتمثل في الطريقة التي تتحقق بها جودة المنتجات ‪ ،‬فهي النظام اإلجمالي لألنشطة‬
‫التي تهدف إلى توفير جودة هذه األخيرة مع تلبية احتياجات المستخدمين لها ‪ ،‬بحيث يهدف هذا‬
‫الضبط للوصول إلى مواصفات محددة بدقة بما يتالءم مع الهدف الذي صنع من أجله ‪.‬‬

‫و يتم ضبط الجودة الذاتية للمنتج طبقا لما حدده المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 162 – 29‬بموجب المادة‬
‫‪ 91‬منه بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬بإزالة السبب الذي جعلها غير مطابقة حسب ما هو منصوص عليه في التنظيم المعمول به ‪.‬‬
‫في حالة انعدام التشريع المحدد لمقاييس و مواصفات المنتج المستورد ‪ ،‬فإنه يمكن ضبط‬
‫مطابقة المنتج الغير مطابق بطريقة ترخص بها المديرية الجهوية للتجارة المختصة إقليميا مع‬
‫احترام القواعد و األعراف المعمول بها في هذا المجال ‪.‬‬
‫‪ -‬كما يمكن أن يتم ضبط المطابقة في تخفيض الرتبة أو إعادة التوجيه إلى صناعة التحويل‬
‫أو تغيير الوجهة ‪.‬‬

‫و يقع على عاتق المتدخل عند قيامه بعمليات ضبط المطابقة أن ال يلحق أي تلف في نوعية المنتج ‪،‬‬
‫مع احترامه للمدة الدنيا لحفظ المنتج ‪.‬‬

‫و بغرض ضمان نجاح عملية ضبط المطابقة ‪ ،‬تجري هذه األخيرة تحت رقابة المصالح المكلفة‬
‫بحماية المستهلك و قمع الغش التابعة للمكان الذي تجري فيه هذه العملية ‪ ،‬و عند تأكد المصالح‬
‫المكلفة بحماية المستهلك من انتهاء عملية ضبط المطابقة و زوال أسباب عدم المطابقة كليا ‪ ،‬تسلم‬
‫‪2‬‬
‫المفتشية الحدودية المعنية رخصة دخول المنتج المستورد ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪http://mawdoo3.com , date de visite le : 15- 12- 2017, à 19 :55 .‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 02‬من م‪ .‬ت ‪ ، 162 -29‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫كما يمكن أن تخضع المنتجات المحلية لعملية ضبط المطابقة إذا تبين لألعوان المكلفين بالقيام برقابة‬
‫الجودة و قمع الغش من أن المنتج غير مطابق لما هو مطلوب قانونا ‪ ،‬و هذا ما أكدت عليه المادة‬
‫‪ 09‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪. 01 - 12‬‬

‫فتلعب الرقابة على جودة المنتجات دو ار مهما في حماية المستهلك من مختلف األضرار التي قد تلحق‬
‫صحته نتيجة اقتنائه لمواد غذائية فاسدة مثال ‪ ،‬كما تعمل على فحص المنتجات المحلية أو المستوردة‬
‫و محاربة االحتكار عن طريق وضع مواصفات قياسية لمختلف مراحل عملية العرض لالستهالك لكي‬
‫يتقيد بها المتدخلين ‪.‬‬

‫البند الثالث ‪ :‬إعادة توجيه المنتج إذا كان قابال لالستهالك‬

‫يتقرر إعادة توجيه المنتج متى كان ذلك ذا منفعة عامة الستعماله في غرض مباشر و شرعي‬
‫‪1‬‬
‫أو الستعماله في غرض شرعي بعد تحويله ‪.‬‬

‫كما أجاز المرسوم التنفيذي ‪ 01 -12‬في مادته ‪ 01‬لألعوان ‪ ،‬إعادة توجيه المنتجات المحجوزة‬
‫إذا كانت قابلة لالستهالك إلى مراكز المنفعة الجماعية كمركز الشيخوخة ‪ ..‬بناء على مقرر تتخذه‬
‫السلطة اإلدارية المختصة ‪.‬‬

‫و هو ما أجازته أيضا المادة ‪ 60‬من قانون ‪. 20 -21‬‬

‫ذلك ألنه يجب أن يستجيب المنتج في جميع الحاالت للرغبات المشروعة لإلستهالك ‪ ،‬السيما فيما‬
‫يتعلق بطبيعته و صنفه و منشئه و مميزاته األساسية ‪ ،‬و تركيبه و نسبة المقومات الالزمة له و هويته‬
‫‪2‬‬
‫و كمياته ‪.‬‬

‫كما ينبغي أن يستجيب المنتج للرغبات المشروعة للمستهلك فيما يخص النتائج المرجوة منه ‪،‬‬
‫و أن يقدم المنتج وفق مقاييس تغليفه ‪ ،‬و أن يذكر مصدره ‪ ،‬تاريخ صنعه ‪ ،‬التاريخ األقصى‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 99‬من ق‪ ، 20 -21 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 9/ 99‬من ق‪. 20 -21 .‬‬

‫‪248‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫الستهالكه ‪ ،‬كيفية استعماله و اإلحتياطات الواجب اتخاذها من أجل ذلك ‪ ،‬باإلضافة إلى عمليات‬
‫‪1‬‬
‫الرقابة التي أجريت عليه ‪.‬‬

‫و عليه توجه المنتجات المحجوزة إذا كانت قابلة لإلستهالك إلى مركز منفعة جماعية بناء على مقرر‬
‫تتخذه السلطة اإلدارية المختصة ‪.‬‬

‫البند الرابع ‪ :‬تغيير االتجاه‬

‫طبقا للمادة ‪ 06‬من مرسوم ‪ ، 01 -12‬يكون تغيير المقصد بإرسال المنتجات المسحوبة على نفقة‬
‫المتدخل إلى هيئة تستعملها في أغراض مشروعة سواء على حالتها أو بعد تحويلها ‪ ،‬أو رد المنتجات‬
‫‪2‬‬
‫إلى الجهة المسئولة عن التوضيب أو اإلنتاج أو االستيراد ‪.‬‬

‫البند الخامس ‪ :‬الدخول المشروط أو رفض دخول المنتجات‬

‫حسب نص المادة ‪ 90‬المعدلة من قانون رقم ‪ 20-21‬المتعلق بحماية المستهلك و قمع الغش ‪،‬‬
‫التي منحت لألعوان المكلفين برقابة الجودة و قمع الغش الحق بالسماح بالدخول المشروط‬
‫أو في رفض الدخول للمنتجات المستوردة عبر الحدود ‪ ،‬و يتم تقرير هذا األمر من طرف المفتشية‬
‫الحدودية لرقابة الجودة و قمع الغش ‪.‬‬

‫فيتم اللجوء لمثل هذا التدبير في حالة الشك في عدم مطابقة المنتج ‪ ،‬بحيث يكتشف هذا األخير عند‬
‫إجراء تحريات مدققة أو عند ضبط المطابقة ‪ ،‬و هنا نكون أمام حالة التصريح بدخول المنتج المشروط‬
‫‪3‬‬
‫عند الحدود ‪.‬‬

‫و فيما يتعلق بالترخيص بالدخول المشروط ‪ ،‬فيسمح به لضبط المطابقة ‪ ،‬غير أن هذه المنتجات يمنع‬
‫‪4‬‬
‫عرضها لالستهالك لغاية ضبط مطابقتها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0/ 99‬من ق‪ ، 20 -21 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 06‬من م‪ .‬ت ‪ ، 01 -12‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 9/91‬المعدلة بموجب ق‪ ، 21 -99 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 91‬المعدلة بموجب ق‪ ، 21 -99 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫أما بالنسبة للتصريح برفض الدخول للمنتج المستورد عند الحدود ‪ ،‬فيتقرر عند إثبات عدم مطابقة‬
‫‪1‬‬
‫المنتج المستورد بالمعاينة المباشرة أو بعد إجراء التحريات المدققة ‪.‬‬

‫البند السادس ‪ :‬إيداع المنتجات‬

‫يقصد بإيداع المنتجات ‪ ،‬وقفها عن العرض لالستهالك متى ثبت بعد المعاينة المباشرة أنها غير‬
‫مطابقة بموجب قرار من اإلدارة المختصة ‪ ،‬قصد ضبط مطابقتها من طرف المتدخل ‪.‬‬

‫و يتم اإلعالن عن رفع اإليداع من طرف اإلدارة المكلفة بحماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬بعد التأكد‬
‫‪2‬‬
‫من أن المنتجات أصبحت مطابقة للمواصفات و المقاييس المحددة قانونا ‪.‬‬

‫البند السابع ‪ :‬إتالف المنتجات المحجوزة‬

‫و هذا طبقا للمادة ‪ 09‬من المرسوم ‪ ، 01 -12‬و يتم اإلتالف كلما تعذر إيجاد استعمال قانوني‬
‫أو اقتصادي مالئم لها ‪.‬‬

‫و يمكن أن يكون اإلتالف في تغيير طبيعة المنتج كتغييره إلى استهالك حيواني ‪.‬‬

‫كما تضيف المادة ‪ 60‬من قانون ‪ ، 20 -21‬أنه يوجه لإلتالف إذا كان مقلدا أو غير صالح‬
‫لالستهالك ‪.‬‬

‫و اإلتالف يكون بأمر من الجهة القضائية المختصة باعتباره إجراء تاليا للحجز‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫و هنا تقف األعمال اإلدارية لألعوان و تبدأ اإلجراءات ذات الطابع القضائي ‪.‬‬

‫و لقد نصت المادة ‪ 61‬من القانون ‪ 20 -21‬السالف الذكر على أنه ‪:‬‬
‫" إذا قررت اإلدارة المكلفة بحماية المستهلك و قمع الغش أو الجهة القضائية المختصة إتالف‬
‫المنتجات ‪ ،‬يتم ذلك من طرف المتدخل بحضور األعوان المذكورين في المادة ‪ 09‬أعاله ‪.‬‬
‫يمكن أن يتمثل اإلتالف أيضا في تشويه طبيعة المنتوج ‪. " ..‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر الفقرة األخيرة من المادة ‪ 91‬من ق‪. 20 -21 .‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 99‬من ق‪. 20 -21 .‬‬
‫‪3‬‬
‫بودالي محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 016‬‬

‫‪250‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬الجزاءات الردعية‬

‫عالوة على التدابير التحفظية التي تتخذها اإلدارة لحماية المستهلك من مخاطر المنتجات و الخدمات‬
‫فلقد ظهرت ضرورة توسيع الحماية لفائدة المستهلكين طبقا لقانون ‪ 20 -21‬و المرسوم التنفيذي‬
‫‪. 01 -12‬‬

‫و جاء قانون ‪ 20 -21‬المعدل و المتمم ‪ ،‬الذي يعتبر األساس القانوني لتلك التدابير بهدف حماية‬
‫المصالح المادية و الصحية للمستهلك ‪.‬‬

‫و تتخذ اإلدارة مجموعة من اإلجراءات ‪ ،‬و توقع مجموعة من الجزاءات متى تبين لها خطر المساس‬
‫بصحة و أمن المستهلك ‪ ،‬و توقيع جزاءات تتمثل في حجز السلع ‪ ،‬وقف نشاط المؤسسة ‪ ،‬و غلق‬
‫المنشأة ‪ ،‬باإلضافة إلى جزاءات مالية ‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬غرامة المصالحة‬

‫يتعلق األمر بإجراء المصالحة الذي تقوم بها اإلدارة الذي تهدف إلى فرض غرامة على المهني‬
‫المخالف ‪ ،‬بمقتضى القانونين ‪ 20-21‬و ‪ ، 20-21‬اللذان يعطيان اإلمكانية إلجراء المصالحة‬
‫مع العون االقتصادي المخالف ‪.‬‬

‫و غرامة المصالحة هي التسوية الودية بين اإلدارة المكلفة بمراقبة الممارسات التجارية و قمع الغش‬
‫من جهة ‪ ،‬و العون االقتصادي من جهة أخرى ‪ ،‬فهي وسيلة سريعة و فعالة إلنهاء النزاع دون اللجوء‬
‫للقضاء ‪ 1،‬الذي يتميز إجراءاته بالتعقيد و البطء ‪ ،‬و تعطيل لنشاط المتدخلين ‪ ،‬و طول تلبية الرغبات‬
‫المشروعة للمستهلك نتيجة عدم استفادته من المنتج ‪ ،‬و لما لغرامة الصلح من دور هام في تنمية‬
‫الموارد المالية للخزينة العمومية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪http:// www.drcblida.dz , date de visite : 18-06-2017, à 12 :45 .‬‬

‫‪251‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫فقد ورد في الفقرة الخامسة من المادة ‪ 96‬من قانون ‪: 20 -21‬‬

‫" كما تبين العقوبة المقترحة من طرف الموظفين الذين حرروا المحضر عندما يمكن أن تعاقب‬
‫المخالفة بغرامة مصالحة " ‪.‬‬

‫و عليه فغرامة المصالحة هي عقوبة تدخل ضمن العقوبات المالية المحددة لألعوان االقتصاديين‬
‫المخالفين ‪ ،‬بصريح النص السالف الذكر ‪.‬‬

‫و طبقا للمادة فإن فرض غرامة المصالحة جاء بصفة عامة ‪ ،‬و يشمل جميع المخالفات المنصوص‬
‫عليها ‪ ،‬و لكن هناك بعض المخالفات مستثناة من توقيع عقوبة غرامة المصالحة ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الـمخـالـفـات الـمعـنـية و المستثناة من غـرامة الـصـلـح‬

‫تتمثل المخالفات المعنية بغرامة الصلح في كل المخالفات المنصوص عليها في أحكام قانون ‪20-21‬‬
‫باستثناء الحاالت التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كانت المخالفة المسجلة تعرض مرتكبيها إما إلى عقوبة أخرى غير العقوبة المالية أو ينجر‬
‫عنها تعويض ضرر مسبب لألشخاص أو الممتلكات ‪.‬‬
‫‪ -‬تسجيل أكثر من مخالفة ‪ ،‬واحدة منها على األقل تنطبق عليها الحالة األولى ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬حالة العود كما هي معرفة في أحكام قانون العقوبات السيما المادة ‪ 91‬مكرر منه ‪.‬‬
‫‪ -‬لما يرفض المخالف قبول غرامة الصلح و يفضل صراحة اللجوء إلى العدالة ‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يستجيب المخالف الستدعاء أعوان المراقبة لحضور تحرير محضر المخالفة و يرفض‬
‫التوقيع عليه ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 92‬من ق‪ ، 20 -21 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬المحاضر المحررة من طرف المصالح المساعدة دون تطبيق إجراءات الصلح المنصوص‬
‫عليها قانونا و عدم إمكانية القيام بها من طرف مصالح المنازعات عند تجاوز اآلجال‬
‫‪1‬‬
‫القانونية ‪.‬‬

‫فتكون من اختصاص المدير الوالئي المكلف بالتجارة ‪ ،‬المخالفة المعاينة في حدود غرامة تقل‬
‫أو تساوي ‪ 9.222.222‬دج ‪ ،‬استنادا على المحضر الذي يعده الموظفون المؤهلون ‪.‬‬

‫و تكون من اختصاص وزير التجارة ‪ ،‬المخالفة المسجلة في حدود غرامة تتراوح بين ‪9.222.222‬‬
‫و ‪ ، 0.222.222‬باالستناد إلى المحاضر المعدة من طرف الموظفين المؤهلين ‪ ،‬و المرسل من‬
‫‪2‬‬
‫طرف المدير الوالئي المكلف بالتجارة ‪.‬‬

‫و يمكن لألعوان االقتصاديين المخالفين ‪ ،‬معارضة غرامة المصالحة أمام المدير الوالئي المكلف‬
‫‪3‬‬
‫بالتجارة ‪ ،‬أو وزير التجارة ‪.‬‬

‫و يحدد أجل ‪ 9‬أيام لممارسة حق المعارضة ابتداء من تاريخ تسليم المحضر لصاحب المخالفة ‪.‬‬

‫كما يمكن لوزير التجارة و المدير الوالئي المكلف بالتجارة ‪ ،‬تعديل مبلغ غرامة المصالحة المقترحة‬
‫من طرف الموظفين المؤهلين الذين حرروا المحضر ‪ ،‬في حدود العقوبات المالية المنصوص عليها‬
‫في المادة ‪ 69‬من قانون ‪. 20 -21‬‬

‫و المخالفات الخاضعة لغرامات المصالحة تقدر ب ‪:‬‬

‫‪ -‬إنعدام سالمة المواد الغذائية ‪ ،‬بغرامة صلح المقدرة ب ‪ 022.222‬دج ‪.‬‬


‫‪ -‬انعدام النظافة و النظافة الصحية ‪ 022.222 ،‬دج ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الموقع اإللكتروني لمديرية التجارة لوالية معسكر ‪:‬‬
‫‪http://www.dcmascara.gov.dz/amande_qualite_ar.php , date de visite :‬‬
‫‪17-06-2017, à 19 :11 .‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 62‬من ق‪ ، 20 -21 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 9/69‬من ق‪. 20 -21 .‬‬

‫‪253‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬إنعدام أمن المنتج ‪ 022.222 ،‬دج ‪.‬‬


‫‪ -‬إنعدام رقابة المطابقة المسبقة ‪ 022.222 ،‬دج ‪.‬‬
‫‪ -‬إنعدام رقابة المطابقة المسبقة ‪ 022.222 ،‬دج ‪.‬‬
‫‪ -‬إنعدام الضمان أو عدم تنفيذه ‪ 022.222 ،‬دج ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تجربة المنتج ‪ 92.222 ،‬دج ‪.‬‬
‫‪ -‬رفض تنفيذ الخدمة ما بعد البيع ‪ % 92 ،‬من ثمن المنتج المقتنى ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬غياب بيانات رسم المنتج ‪ 022.222 ،‬دج ‪.‬‬

‫و إذا سجلت عدة مخالفات على نفس المحضر‪ ،‬يجب على المخالف أن يدفع مبلغا إجماليا لكل‬
‫غرامات الصلح المستحقة طبقا للمادة ‪ 91‬من قانون رقم ‪ ، 20 - 21‬و ال يقبل أي طعن في القرار‬
‫المحدد لمبلغ غرامة الصلح طبقا للمادة ‪ 19‬من قانون رقم ‪. 20-21‬‬

‫ثانيا ‪ :‬آثار غرامة المصالحة‬

‫‪ -‬تنهي المتابعات القضائية ‪.‬‬


‫‪ -‬يستفيد األعوان المتابعين من تخفيض قدره ‪ % 02‬من مبلغ الغرامة المقدرة ‪ ،‬في حالة‬
‫‪2‬‬
‫الموافقة على المصالحة ‪.‬‬
‫‪ -‬و في حالة عدم استالم اإلشعار دفع الغرامة في أجل ‪ 19‬يوم ابتداء من تاريخ وصول‬
‫اإلنذار للمخالف ‪ ،‬يحال الملف إلى الجهة القضائية المختصة إقليميا قصد المتابعات‬
‫‪3‬‬
‫القضائية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 99‬من ق‪ ، 20-21 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 1/69‬من ق‪ ، 20 -21 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المواد ‪ 12‬و ‪ 10‬من ق‪ ، 20 -21 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪254‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫البند الثاني ‪ :‬حجز السلع‬

‫يتمثل الحجز في سحب المنتج المعترف بعدم مطابقته من حائزه ‪ 1،‬و يقوم بالحجز األعوان‬
‫‪3‬‬
‫المؤهلة ‪ 2‬بعد الحصول على إذن قضائي ‪.‬‬

‫غير أنه يجوز لهم تنفيذ الحجز دون حصولهم على هذا اإلذن طبقا للحاالت التي حددتها الفقرة ‪1‬‬
‫من المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي ‪ 01 -12‬و تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ -‬التزوير ‪.‬‬
‫‪ -‬المنتجات المحجوزة بدون سبب شرعي التي تمثل في حد ذاتها تزوير ‪.‬‬
‫‪ -‬المنتجات المعترف بعدم صالحيتها لالستهالك ما عدا المنتجات التي ال يستطيع العون‬
‫أن يقرر عدم صالحيتها لالستهالك دون تحاليل الحقة ‪.‬‬
‫‪ -‬المنتجات المعترف بعدم مطابقتها للمقاييس المعتمدة و المواصفات القانونية و التنظيمية‬
‫و تمثل خطر على صحة المستهلك و أمنه ‪.‬‬
‫‪ -‬استحالة العمل لجعل السلعة أو الخدمة مطابقين للمطلوب أو استحالة تغيير المقصد ‪.‬‬
‫‪ -‬رفض حائز المنتج أن يجعله مطابقا أو أن يغير مقصده ‪.‬‬
‫و تنص المادة ‪ 01‬من قانون ‪ 20 -21‬المعدلة بموجب ‪: 26 -92‬‬

‫" يمكن حجز البضائع عند مخالفة أحكام المواد ‪ 1‬و ‪ 9‬و ‪ 6‬و ‪ 2‬و ‪ 9‬و ‪ 1‬و ‪ 92‬و ‪ 99‬و ‪90‬‬
‫و ‪ 90‬و ‪ 91‬و ‪ 02‬و ‪ 00‬و ‪ 00‬مكرر و ‪ 00‬و ‪ 01‬و ‪ 09‬و ‪ 06‬و ‪ 0 ( 02‬و ‪ ) 2‬و ‪09‬‬
‫من هذا القانون ‪ ،‬أيا كان وجودها ‪ ،‬كما يمكن حجز العتاد و التجهيزات التي استعملت في ارتكابها ‪،‬‬
‫مع مراعاة حقوق ذوي حسن النية ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫يجب أن تكون المواد المحجوزة موضوع محضر جرد ‪. " ..‬‬

‫‪ 1‬ينظر المادة ‪ 9/02‬من م‪ .‬ت ‪ ، 01 -12‬حيث أن المادة تُعرف الحجز على أنه سحبا ‪ ،‬في حين ق‪20 -21 .‬‬
‫يفرق بين الحجز و السحب ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 91‬من ق‪. 20 -21 .‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0/02‬من م‪ .‬ت ‪. 01 -12‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 01‬المعدلة بموجب ق‪ ، 26 -92 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪255‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫و يتعلق األمر بمخالفات حددتها المادة ‪ 01‬السالفة الذكر منها ‪ :‬عدم وضع عالمات ‪ ،‬وسم ‪ ،‬معلقات‬
‫للسلع و الخدمات ‪ 1،‬عدم إعالم الزبون باألسعار و التعريفات عند طلبها ‪ 2،‬بيع أو تأدية خدمات‬
‫‪4‬‬
‫بدون فاتورة أو وثيقة تقوم مقامها ‪ 3،‬عدم تقديم الفاتورة لألعوان المهلين عند طلبها أو في أجلها ‪،‬‬
‫عدم تطبيق هوامش الربح و األسعار المحددة أو المسقفة أو المصدق عليها طبقا للتشريع و التنظيم‬
‫المعمول بهما ‪ 5،‬عدم إيداع تركيبة أسعار السلع و الخدمات لدى السلطات المعنية قبل البيع أو تأدية‬
‫الخدمة ‪ 6،‬تصريحات مزيفة بأسعار التكلفة و إخفاء زيادات غير شرعية في األسعار‪ 7،‬حيازة منتجات‬
‫‪8‬‬
‫مستوردة أو مصنعة بصفة غير شرعية ‪ ،‬تخزين منتجات بهدف ارتفاع غير مبرر لألسعار ‪،‬‬
‫‪10‬‬
‫المضاربة في السوق ‪ 9،‬اإلشهار التضليلي ‪.. ،‬‬

‫و فيما يخص حاالت البيع الفوري للمواد المحجوزة ‪ ،‬قد تم تحديدها في المواد ‪ 10‬من نفس القانون‬
‫و هي ‪ 0‬حاالت ‪:‬‬

‫‪ -‬حالة المواد السريعة التلف ‪.‬‬


‫‪ -‬حالة السوق ‪.‬‬
‫‪ -‬حالة الظروف الخاصة ‪.‬‬

‫فيمكن أن يقرر من طرف الوالي بناء على اقتراح المدير الوالئي المكلف بالتجارة ‪ ،‬من طرف محافظ‬
‫البيع بالمزاد للمواد المحجوزة ‪ ،‬أو تحويلها مجانا إلى الهيئات أو المؤسسات ذات الطابع االجتماعي‬
‫و اإلنساني ‪ ،‬كالجمعيات و مراكز الرحمة ‪..‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 9‬من ق‪ ، 20 -21 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 2‬من ق‪. 20 -21 .‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 92‬المعدلة بموجب ق‪ ، 26 -92 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 90‬من ق‪. 20 -21 .‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 00‬معدلة بموجب ق‪. 26 -92 .‬‬
‫‪6‬‬
‫ينظر المادة ‪ 00‬مكرر من ق‪. 26 -92 .‬‬
‫‪7‬‬
‫ينظر المادة ‪ 00‬من ق‪. 20 -21 .‬‬
‫‪8‬‬
‫ينظر المادة ‪ 09‬من ق‪. 20 -21 .‬‬
‫‪9‬‬
‫ينظر المادة ‪ 00‬من ق‪. 20 -21 .‬‬
‫‪10‬‬
‫ينظر المادة ‪ 09‬من ق‪. 20 -21 .‬‬

‫‪256‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫و في حالة البيع ‪ ،‬يودع المبلغ الناتج عن بيع هذه السلع لدى خزينة الدولة ‪.‬‬

‫و لكن المشرع قيد اإلدارة المختصة بشروط للقيام بحجز المنتج غير المطابق بشروط كاآلتي ‪:‬‬

‫الشرط األول ‪ :‬الحصول على إذن قضائي من السلطة القضائية المختصة إقليميا ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫و هناك حاالت واردة على سبيل الحصر أجاز القانون إجراء الحجز فيها دون الحصول على اإلذن ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫الشرط الثاني ‪ :‬أن يقوم المؤهل بتشميع المنتجات المحجوزة المشتبه فيها ‪.‬‬
‫الشرط الثالث ‪ :‬أن يقوم بتحرير محضر حجز يدون فيه كل البيانات التي أوجبها القانون في محضر‬
‫‪4‬‬
‫المعاينة ‪.‬‬
‫الشرط الرابع ‪ :‬أن يقوم بإعالم السلطة القضائية المختصة فور قيامه بالحجز ماعدا الحاالت المستثناة‬
‫‪5‬‬
‫من الحصول على اإلذن‪.‬‬

‫و يمكن للحجز أن يكون عينيا أو اعتباريا ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الحجز العيني‬

‫الحجز العيني هو كل حجز مادي للسلع ‪ 6،‬ففي حالة الحجز العيني ‪ ،‬يكلف مرتكب المخالفة‬
‫بحراسة المواد المحجوزة عندما يمتلك محالت للتخزين ‪ ،‬و تشمع المواد المحجوزة من طرف األعوان ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 10‬من ق‪ ، 20 -21 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 60‬من ق‪ 20-21 .‬تنص على الحاالت التي يتم فيها السحب النهائي دون الحصول على رخصة ‪،‬‬
‫و بمفهوم المخالفة أنه ماعدا هذه الحاالت يتم الحصول على رخصة مسبقة‪ .‬حيث تنص ‪ " :‬ينفذ السحب النهائي من‬
‫طرف األعوان المذكورين في المادة ‪ 09‬أعاله ‪ ،‬دون رخصة مسبقة من السلطة القضائية المختصة في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬المنتوجات التي ثبت أنها مزورة أو مغشوشة أو سامة أو التي انتهت مدة صالحيتها ‪،‬‬
‫‪ -‬المنتوجات التي ثبت عدم صالحيتها لالستهالك ‪،‬‬
‫‪ -‬حيازة المنتوجات دون سبب شرعي و التي يمكن استعم الها في التزوير ‪،‬‬
‫‪ -‬المنتوجات المقلدة ‪،‬‬
‫‪ -‬األشياء أو األجهزة التي تستعمل للقيام بالتزوير ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 69‬من ق‪ ، 20-21 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 69‬من ق‪. 20-21 .‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0 /60‬من ق‪. 20-21 .‬‬
‫‪6‬‬
‫ينظر المادة ‪ 12‬من ق‪ ، 20 -21 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫و في حالة عدم امتالكه مكان للحجز‪ ،‬يخول هؤالء األعوان الحراسة إلى إدارة أمالك الدولة التي تقوم‬
‫‪1‬‬
‫بتخزينها في أي مكان تختاره ‪ ،‬مع تحمل المخالف تكاليف الحجز ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الحجز االعتباري‬


‫‪2‬‬
‫يتمثل في كل حجز يتعلق بسلع ال يمكن مرتكب المخالفة أن يقدمها لسبب ما ‪.‬‬

‫فبالنسبة للحجز االعتباري ‪ ،‬تحدد قيمة المواد المحجوزة على أساس سعر البيع المطبق من طرف‬
‫مرتكب المخالفة أو بالرجوع إلى سعر السوق ‪ ،‬و يدفع المبلغ الناتج عن بيع السلع موضوع الحجز‬
‫‪3‬‬
‫االعتباري إلى الخزينة العمومية ‪.‬‬

‫البند الثالث ‪ :‬وقف نشاط المؤسسة المسئولة عن طرح المنتج لالستهالك‬

‫كانت المادة ‪ 00‬من قانون ‪ 20 -91‬تجيز وقف نشاط المؤسسة لمصلحة الجودة و قمع الغش‬
‫بالتزامن مع تدبير السحب بموجب قرار إداري واحد ‪ ،‬و يستمر هذا الوقف إلى زوال األسباب‬
‫التي أدت إلى اتخاذه ‪ ،‬إلى حين صدور قانون ‪ 20 -21‬المعدل و المتمم ‪.‬‬

‫فالمادة ‪ 69‬من قانون ‪ ، 20-21‬تنص على إمكانية أن تقوم المصالح المكلفة بحماية المستهلك‬
‫و قمع الغش بالتوقيف المؤقت لنشاط المؤسسات التي تثبت عدم مراعاتها للقواعد المحددة في هذا‬
‫القانون ‪ ،‬لمدة ‪ 99‬يوما قابلة للتجديد ‪ 4‬إلى غاية إزالة كل األسباب التي أدت إلى اتخاذ هذا التدبير‪.‬‬

‫فمتى تقرر اتخاذ إحدى التدابير التحفظية أو في حالة تطلب أخذ االحتياط ‪ ،‬سواء بالسحب أو الحجز‬
‫أو اإلتالف أو إعادة التوجيه أو تغيير االتجاه ‪ ،‬التحاليل و االختبارات أو التجارب و إعادة المطابقة ‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 19‬من ق‪ ، 20 -21 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 12‬من ق‪. 20 -21 .‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 10‬من ق‪. 20 -21 .‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 69‬المعدلة بموجب ق‪ ، 21 -99 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 66‬المعدلة بموجب ق‪ ، 21 -99 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫فعليه أن يرفق القرار اإلداري المعني بتوقيف مؤقت لنشاط المؤسسة أو المؤسسات المساهمة‬
‫في عملية طرح المنتج في مسار وضعه حيز االستهالك ‪ ،‬لغاية زوال األسباب التي أدت إلى اتخاذ‬
‫اإلجراء المعني ‪.‬‬

‫يمارس هذا اإلجراء في إطار السلطة التقديرية الممنوحة إلدارة المكلفة بحماية المستهلك ‪ ،‬فيتم إعداد‬
‫ملف يتعلق بالمخالفة ‪ ،‬و يتم إرساله إلى الوالي ‪ ،‬الذي يقوم بإصدار قرار إداري ‪.‬‬

‫كما يتحمل المتدخل كل المصاريف الناتجة على تطبيق مختلف التدابير التحفظية طبقا لنص المادة‬
‫‪ 66‬المعدلة من قانون ‪. 20-21‬‬

‫لكن نالحظ أن التدابير المنصوص عليها بموجب هذا القانون ‪ ،‬باستثناء التدبير التحفظي المتمثل‬
‫في التوقيف المؤقت لنشاط المؤسسات ‪ ،‬ال يمكن تطبيقها على الخدمات ‪ ،‬رغم التعريف الذي أتى‬
‫‪1‬‬
‫به المشرع للمنتج بأنه يشمل السلعة و الخدمة ‪.‬‬

‫و لكن يبدو أن المشرع نص على ذلك في المرسوم التنفيذي المتعلق بالقواعد المطبقة في مجال أمن‬
‫المنتجات ‪ ،‬التي أكدت على اتخاذ اإلدارة المكلفة بحماية المستهلك و قمع الغش في جميع مراحل‬
‫عملية الوضع رهن االستهالك كل التدابير قصد سحب كل سلعة من السوق ‪ ،‬أو توقيف الخدمة ‪،‬‬
‫إذا كانت ال تستجيب لمتطلبات األمن ‪ ،‬مما يعد ضمانة للمستهلك ‪ ،‬خاصة أنه ال ُيقبل على اقتناء‬
‫‪2‬‬
‫السلع فحسب ‪ ،‬بل كذلك يطلب تقديم الخدمات ‪.‬‬

‫البند الرابع ‪ :‬غلق المحالت التجارية‬

‫ال يكون هذا اإلجراء إال في حالة ارتكاب العون االقتصادي إلحدى المخالفات المنصوص عليها‬
‫في المادة ‪ 16‬المعدلة بموجب القانون ‪ 26 -92‬حيث تنص ‪:‬‬

‫" يمكن للوالي المختص إقميميا ‪ ،‬بناء على اقتراح المدير الوالئي المكلف بالتجارة ‪ ،‬أن يتخذ بموجب‬
‫قرار ‪ ،‬إجراءات غلق إدارية للمحالت التجارية لمدة أقصاها ستون ( ‪ ) 62‬يوما ‪ ،‬في حالة مخالفة‬

‫‪1‬‬
‫بحيث عرف المنتج بأنه ‪ " :‬كل سلعة أو خدمة يمكن أن تكون موضوع تنازل بالمقابل أو مجانا " ‪ ،‬المادة ‪ 0‬من ق‪.‬‬
‫‪ 20 -21‬المعدل و المتمم ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 99‬من م‪ .‬ت ‪ ، 020 -90‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫االجزاءات اإلدارية في مجال المرور و اإلستهالك‬ ‫الفصل األول‬

‫القواعد المنصوص عليها في أحكام المواد ‪ 1‬و ‪ 9‬و ‪ 6‬و ‪ 2‬و ‪ 9‬و ‪ 1‬و ‪ 92‬و ‪ 99‬و ‪ 90‬و ‪90‬‬
‫و ‪ 91‬و ‪ 02‬و ‪ 00‬و ‪ 00‬مكرر و ‪ 00‬و ‪ 01‬و ‪ 09‬و ‪ 06‬و ‪ 02‬و ‪ 09‬و ‪ 90‬من هذا القانون "‪.‬‬

‫و يتعلق األمر بمخالفات كعدم تطبيق هوامش الربح و األسعار المحددة أو المسقفة ‪ ،‬عدم إيداع‬
‫تركيبة السلع و الخدمات ‪ 1،‬إخفاء الزيادات غير الشرعية في األسعار ‪ ،‬المضاربة في السوق ‪ ،‬إنجاز‬
‫‪2‬‬
‫معامالت خارج الدوائر الشرعية ‪..‬‬
‫و لقد حددتها أيضا المادة ‪ 01‬من نفس القانون السالف الذكر‪ ،‬باإلضافة إلى مخالفة عرقلة كل فعل‬
‫من شأنه منع تأدية مهام التحقيق التي يقوم بها األعوان المختصة ‪.‬‬

‫و يكون قرار الغلق من طرف الوالي للمخالفات المنصوص عليها في المواد السالفة الذكر ‪ ،‬بعد‬
‫معاينتها ‪ ،‬لكن لمدة ال تزيد عن شهرين ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى إمكانية قيام مصالح حماية المستهلك بنفس التدبير‪ ،‬عند عدم مراعاة القواعد المحددة‬
‫طبقا لقانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬لمدة ‪ 99‬يوما قابلة للتجديد لغاية إزالة األسباب التي أدت‬
‫‪3‬‬
‫إلى اتخاذ قرار الغلق ‪.‬‬

‫و ق ارر الغلق قابل للطعن أمام العدالة ‪ 4،‬و في حالة إلغائه ‪ ،‬يمكن للعون االقتصادي المتضرر‬
‫المطالبة بالتعويض عن الضرر الذي لحقه أمام الجهة القضائية المختصة ‪ 5،‬هذا إلى جانب إمكانية‬
‫إجراء الغلق اإلداري في حالة العود ‪.‬‬
‫و يعتبر في حالة عود ‪ ،‬كل عون اقتصادي يقوم بمخالفة أخرى رغم صدور عقوبة أخرى خالل مدة‬
‫‪6‬‬
‫سنتين التي تلي إنقضاء العقوبة السابقة عن نفس النشاط ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 00‬مكرر المتممة بمقتضى ق‪ ، 26 -92 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 00‬المعدلة بمقتضى ق‪. 26 -92 .‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 69‬المعدلة بموجب ق‪ ، 21 -99 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0/16‬المعدلة بمقتضى ق‪. 26 -92 .‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 0/16‬من ق ‪. 26 -92‬‬
‫‪6‬‬
‫ينظر المادة ‪ 12‬المعدلة من ق‪ ، 26 -92 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪260‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬

‫بدأ االهتمام بالبيئة و حمايتها و تحسينها كقيمة في حد ذاتها ‪.‬‬

‫و تعد قضايا البيئة من المسائل المطروحة نظ ار لتعدد الظواهر السلبية ضدها ‪ ،‬و مظاهر اإلخالل‬
‫بها ‪ ،‬األمر الذي دفع إلى اإلتجاه نحو قضايا البيئة بهدف التغلب على مشاكلها و التخطيط‬
‫‪1‬‬
‫لمواجهتها ‪.‬‬

‫فقد ارتبط التطور الحضاري لإلنسان بمستوى تطور استغالله لمختلف الموارد البيئية و الثروات‬
‫الطبيعية ‪ ،‬و ارتبط تواجد البيئة جراء النشاطات التنموية إلى ظهور التنمية المستدامة كأسلوب لحماية‬
‫البيئة ‪ ،‬لتحقيق أبعادها االقتصادية ‪ ،‬اإلجتماعية و البيئية ‪.‬‬

‫فأخذت قضية البيئة و حمايتها حي از كبي ار من االهتمام ‪ ،‬نظ ار الرتباطها الوثيق بحياة اإلنسان‬
‫و الحيوان و النبات ‪ ،‬و لذلك فالحماية الوطنية للبيئة أخذت صورها في المجاالت التي سعى المشرع‬
‫الجزائري من خاللها وضع قواعد قانونية ‪ ،‬تهدف في مجملها إلى مكافحة المشاكل التي تعتري البيئة ‪،‬‬
‫حيث توجد قواعد جنائية بيئية ‪.‬‬

‫و توجد أيضا قواعد إدارية بيئية ‪ ،‬و هي تنظم المجاالت التي من الممكن أن يتدخل القانون اإلداري‬
‫لمصلحة البيئة و يحميها من األضرار و األخطار ‪ ،‬حيث تلعب اإلدارة فيها دو ار هاما في حمايتها ‪،‬‬
‫لما تتمتع به من صالحيات السلطة العامة و سلطة ضبط النشاطات التي يمارسها األفراد ‪.‬‬

‫فمع صدور التشريعات القانونية الخاصة بحماية البيئة ‪ ،‬تم إنشاء سلطات إدارية و هي هيئات‬
‫كفيلة بحماية البيئة تمثلت في الوكالة الوطنية للنفايات ‪ ،‬المحافظة الوطنية على الساحل ‪،‬‬
‫الوكالة الوطنية للجيولوجيا و المراقبة المنجمية ‪ ،‬الجماعات المحلية الوالئية و البلدية ‪..‬‬

‫‪1‬‬
‫سـ ـوريـ ـة دي ـش ‪ ،‬الجزاءات اإلدارية لحماية البيئة في التشريع الجزائري ‪ ،‬مجلة الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة عمار ثليجي ‪ ،‬األغواط ‪ ،‬العدد ‪ ، 41‬جوان ‪ ، 7142‬ص ‪. 762‬‬

‫‪261‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و من جهة أخرى ‪ ،‬تعتبر قوانين التهيئة و التعمير عموما من قواعد الضبط اإلداري ‪ ،‬حيث أنها‬
‫تتضمن شروط و إجراءات دقيقة لحماية و سالمة األمن و صحة المواطنين ‪.‬‬

‫و األصل أنه للمالك الحرية في إستعمال و االنتفاع في ملكيته العقارية و إستغاللها و التصرف فيها ‪،‬‬
‫و كذا ممارسة جميع األنشطة العمرانية التي يراها تحقق مصلحته الخاصة و من باب أولى الحق‬
‫في البناء ‪.‬‬

‫إال أنه و بالمقابل فإن هذه الحرية مقيدة بأن ال تتعارض مع الصالح العام ‪ ،‬و النظام العام العمراني‬
‫و أسسه التي تقتضي وضع الضوابط و الميكانيزمات ‪ ،‬و إحكام الرقابة ال سيما على عمليات البناء‬
‫و التشييد ‪ ،‬و هذا لضمان صالحيتها في حد ذاتها ‪ ،‬و حتى تقوم وفقا لألسس و القواعد الهندسية‬
‫و المعمارية و القانونية المطلوبة ‪ ،‬و على هذا األساس كان ال بد من تنظيم حركة البناء من خالل‬
‫التوفيق بين الحق في البناء و المصلحة الخاصة كحق مضمون ‪ ،‬و النظام العام العمراني الذي‬
‫يقتضي المحافظة على الصحة العامة و السكينة العامة و األمن العام ‪ ،‬و ضرورة مراعاة التنسيق‬
‫العام في البناء و المظهر الجمالي للمدينة ‪.‬‬

‫و كذلك من حيث التوفيق بين آليات و صالحيات اإلدارة في المراقبة غايتها الحفاظ على هذا النظام‬
‫و النسق ‪ ،‬و مدى تدخل الجهات القضائية في ذلك من أجل ضمان مبدأ الشرعية و جبر األضرار‬
‫الناتجة عن تنفيذ رخصة البناء و التعويض عنها ‪ ،‬و معاقبة المخالفين جزائيا باعتبار أن هذه القواعد‬
‫هي قواعد جوهرية و من النظام العام ‪ ،‬و ال يجوز اإلتفاق على مخالفتها ‪ ،‬و كذا المتابعات اإلدارية‬
‫باعتبار المخالفات هي جرائم يعاقب عليها القانون بصرامة و حزم ‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول ‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة طبقا للتشريع الجزائري‬

‫يختلف مفهوم البيئة باختالف النظرة إليها ‪ ،‬فكل مختص ينظر إليها من جانب اختصاصه ‪.‬‬

‫أما من الجانب القانوني الذي يعنينا ‪ ،‬فرغم الترسانة القانونية في المجال البيئي إال أنه توجد صعوبة‬
‫في تحديد واضح للبيئة نظ ار لصعوبة اإللمام بكل جوانبها التقنية ‪.‬‬

‫و تعرف البيئة بأنها المحيط المادي الذي يعيش فيه اإلنسان بما يشمل من ماء ‪ ،‬فضاء ‪ ،‬تربة ‪،‬‬
‫كائنات حية ‪ ،‬و منشآت أقامها إلشباع حاجاته ‪.‬‬

‫و عرفت أيضا بأنها مجموع العوامل و الظروف الطبيعية و البيولوجية ‪ ،‬اإلجتماعية ‪ ،‬االقتصادية‬
‫و الثقافية التي تتحاور في توازن دقيق و تشكل الوسط الطبيعي لحياة اإلنسان و الكائنات األخرى ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫و يحكمها ما يسمى بالنظام البيئي ‪.‬‬

‫و عليه فالبيئة بصفة عامة هي المكان الذي يعيش فيه اإلنسان و غيره من الكائنات الحية ‪ ،‬تؤثر‬
‫و تتأثر بالعوامل و الظواهر و الظروف المحيطة بها ‪ ،‬بحيث تتفاعل مع العناصر و الظروف التي‬
‫تكون البيئة ‪ ،‬و تؤثر في اإلنسان سلبا و إيجابا ‪.‬‬

‫و قوانين حماية البيئة هي مجموعة القواعد القانونية التي تسعى ألجل احت ارم و حماية كل ما تحمله‬
‫الطبيعة و يمنع اإلعتداء عليها ‪ ،‬و هو مجسد في المواثيق الدولية و القواعد الدستورية ‪ ،‬حيث يضمن‬
‫الدستور الحق في الحياة في ظروف بيئية الئقة ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة ‪ ،‬الذي حدد قواعد حماية البيئة من بينها‬
‫ترقية و تنمية وطنية مستدامة ‪ ،‬الوقاية من كل أشكال التلوث و إصالح األوساط المتضررة ‪،‬‬
‫اإلستعمال العقالني للموارد الطبيعية ‪ ،‬و استعمال التكنولوجيات األكثر نقاء ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أحمد عبد الكريم سالمة ‪ ،‬نظرات في اتفاقية التنوع الحيوي ‪ ،‬المجلة العصرية للقانون الدولي ‪ ،‬مصر ‪ ، 4997‬العدد‬
‫‪ ، 14‬ص ‪. 26‬‬

‫‪263‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حيث تنص المادة ‪ 2‬منه على المبادئ العامة ‪ ،‬كمبدأ المحافظة على التنوع البيولوجي ‪ ،‬مبدأ عدم‬
‫تدهور الموارد الطبيعية ‪ ،‬مبدأ الحيطة و اإلدماج و غيرها ‪.‬‬

‫فقانون حماية البيئة يشمل جميع القواعد القانونية لتنظيم أي مجال من المجاالت المتعلقة بحمايتها ‪،‬‬
‫و يشمل حماية الوسط الطبيعي ‪ ،‬الصحة العمومية ‪ ،‬األراضي الفالحية ‪ ..‬و عموما احترام و حماية‬
‫كل ما تحمله الطبيعة من تنوع و خصائص ‪.‬‬

‫و تمتلك الهيئات اإلدارية البيئية أساليب قانونية متعددة و متنوعة لحماية النظام العام البيئي تستعين‬
‫بها لتحقيق غايتها في حماية البيئة ‪ ،‬و هذه األساليب يمكن ردها إلى أسلوبين متميزين ‪ ،‬إما أن تكون‬
‫أساليب وقائية تتمثل بعمل كل ما من شأنه وقاية البيئة من التلوث ‪ ،‬أو أساليب عالجية تكون بشكل‬
‫جزاءات إدارية لمواجهة حاالت المساس بالبيئة التي وقعت بالفعل ‪ ،‬للحد من هذه الحاالت و التقليل‬
‫من أثارها الضارة ‪.‬‬

‫تطبق ضمن حدود الشرعية القانونية وفقا للدستور‪ ،‬و نصوص التشريعات البيئية المنظمة لهذه‬
‫األعمال ‪ ،‬في ظل وجود رقابة فعالة بشكل يضمن أحسن فعالية و أكفأ أداء حفاظا على النظام العام‬
‫‪1‬‬
‫البيئي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إسماعيل صعصاع البديري ‪ ،‬حوراء حيدر إبراهيم ‪ ،‬األساليب القانونية لحماية البيئة من التلوث ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪،‬‬
‫مجلة المحقق الحلى للعلوم القانونية و السياسية ‪ ،‬جامعة بابل ‪ ،‬العدد الثاني ‪ ،‬السنة السادسة ‪ ، 7141 ،‬ص ‪. 62‬‬

‫‪264‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم البيئة‬

‫تختص القوانين بالحقوق و المصالح التي يرى المشرع القانوني أحقيتها بالحماية من أوجه اإلعتداء‬
‫و اإلنتهاك التي تطالها ‪ ،‬و من أوجه الحقوق التي تسود التشريعات في عصرنا الحالي هي البيئة ‪،‬‬
‫و حق اإلنسان في العيش في بيئة نظيفة ‪ ،‬و التي يتكيف معها و يتكفل بحمايتها القانون البيئي‬
‫في جوانب الحماية البيئية ‪.‬‬

‫و القانون البيئي يتضمن معظم األحكام القانونية المتعلقة بالبيئة و صيانتها ‪ ،‬و هذه األحكام مكرسة‬
‫لمكافحة التلوث و عقاب الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يقوم باإلخالل بالبيئة ‪ ،‬و تُعنى القوانين‬
‫التي تتناول حماية البيئة رسم األهداف و السياسات البيئية العامة ‪.‬‬

‫و قد رسمت التشريعات العديد من التعاريف للبيئة و بيان حمايتها ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬البيئة بالمفهوم الموسع‬

‫" الطبيعة و ما فيها من هواء و تربة و معادن و مصادر الطاقة و األحياء بكافة صورها ‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى ما شيده اإلنسان من نظم اجتماعية ‪ ،‬و ما أقامه من مؤسسات كالمناطق الصناعية و المراكز‬
‫‪1‬‬
‫التجارية و المدارس و المعاهد و الطرق و الموانئ و األراضي الزراعية و المناطق السكنية "‪.‬‬

‫و عرفت أيضا ‪ " :‬الميراث المشترك لكل األفراد الذين يعيشون عليها و يستفيدون منها ‪ ،‬كما‬
‫‪2‬‬
‫يتضررون من األضرار الناجمة عن اإلضرار بها ‪ ،‬لتشمل البيئة الفيزيائية و اإلجتماعية "‪.‬‬

‫و عرفه مؤتمر األمم المتحدة للبيئة البشرية عام ‪ 4927‬بأنه ‪ " :‬رصيد الموارد المادية و االجتماعية‬
‫‪3‬‬
‫المتاحة في وقت ما و في مكان ما إلشباع حاجات اإلنسان و تطلعاته " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد عبد القادر الفقي ‪ ،‬البيئة مشاكلها و قضاياها و حمايتها من التلوث – رؤية إسالمية ‪ ، -‬مكتبة ابن سينا ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬مصر ‪ ، 7112 ،‬ص ‪. 72‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الرحمن محمد العيساوي ‪ ،‬شرح قانون البيئة من المنظور النفسي و التربوي ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬‬
‫مصر ‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ط ‪ ،‬ص ‪. 741‬‬
‫‪3‬‬
‫الشبكة العربية للتنمية المستدامة ‪،‬على الموقع االلكتروني‪، http://ansd.info/main/topics.php?t_id=144 :‬‬
‫تاريخ اإلطالع ‪. 19 :25 ، 7142-12-24 :‬‬

‫‪265‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و يمكن القول بأن البيئة هي إتزان ثالث محيطات هي المحيط الحيوي ‪ ،‬المحيط اإلجتماعي ‪،‬‬
‫و المحيط المشيد ‪ ،‬أي ضرورة وجود التوازن و التالؤم بين هذه المحيطات و هو ما يعرف بالنظام‬
‫البيئي‪.‬‬

‫و هو نظام متكامل و طبيعي من العالقات المتبادلة أو المترابطة بين األجهزة الحية ‪ ،‬المكونات‬
‫الحيوية ‪ ،‬و بين األشياء غير الحية ‪ ،‬المكونات الالحيوية ‪ ،‬و يتم في إطار إنتاج و تجميع كل من‬
‫المادة و الطاقة ‪.‬‬

‫و إذا ما وجدت حالة الالتوازن ‪ ،‬تسبب ذلك في حدوث اختالل في الكثير من الظواهر و المشاكل‬
‫‪1‬‬
‫منها التلوث ‪ ،‬استنزاف الموارد الطبيعية ‪ ،‬الجفاف ‪ ،‬و التصحر ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التعريف الضيق للبيئة‬


‫‪2‬‬
‫البيئة الطبيعية ‪ " :‬كل ما يحيط باإلنسان من ظواهر حية أو غير حية دون تدخل اإلنسان "‪.‬‬

‫" الوسط أو المجال المكاني الذي يعيش فيه اإلنسان ‪ ،‬بما يضم من ظواهر طبيعية و بشرية يتأثر‬
‫‪3‬‬
‫بها و يؤثر فيها "‪.‬‬

‫و يعرف أيضا ‪ " :‬البيئة هي اإلطار الذي يعيش فيه اإلنسان و هو يتمثل بما فيه من تربة و ماء‬
‫‪4‬‬
‫و هواء و بما يحتويه كل منها من مكونات جمادية أو كائنات تنبض بالحياة "‪.‬‬

‫يبدو أن التعاريف تنصب في مجملها على الظواهر و العناصر الطبيعية و الفيزياية داخل المحيط‬
‫الذي يعيش فيه اإلنسان ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سحر قدوري عباس ‪ ،‬الحقوق البيئية بين مسئولية الفرد و المجتمع ‪ ،‬العراقية ‪ ،‬المجالت األكاديمية العلمية ‪ ،‬على‬
‫الموقع ‪ ، www.iasj.net :‬تاريخ اإلطالع ‪. 13 :53 ، 7142 -12 -21 :‬‬
‫‪2‬‬
‫عطية محمد عطية و آخرون ‪ ،‬اإلنسان و البيئة ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الحامد للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪،‬‬
‫‪ ، 7147‬ص ‪. 49-44‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد عبد القادر الفقي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬
‫‪4‬‬
‫رنا ياسين حسين العابدي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 441‬‬

‫‪266‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬المفهوم القانوني للبيئة‬

‫لم تهتم التشريعات القانونية ذات الصلة بالبيئة بالمعنى اللغوي للبيئة ‪ ،‬و لكن جل اهتمامها انصب‬
‫على العناصر األساسية لها ‪ ،‬و هي العناصر التي يجب أن تحظى بالحماية القانونية سواء بالصيغة‬
‫الجزائية أم بدون تقرير الجزاء الجنائي ‪.‬‬

‫على اعتبار أن حماية البيئة أمر ضروري في المجتمع من كافة الصور التي تمثل تدهور لعنصر‬
‫من عناصرها أم العتبار الحفاظ على تحسينها من صور النشاطات ذات التأثير السلبي ‪.‬‬

‫و عليه يمكن تعريف البيئة في داللتها القانونية بأنها ‪ " :‬الوسط البيئي الذي يتصل بحياة اإلنسان‬
‫و صحته في المجتمع سواء كان من خلق الطبيعة أم من صنع اإلنسان " ‪.‬‬

‫فيشمل هذا المدلول على البيئة و الوسط الحيوي ‪ ،‬و هي كل ما يختص ال بحياة اإلنسان نفسه‬
‫من تكاثر و وراثة جنسه ‪ ،‬بل يشمل عالقة اإلنسان بالمخلوقات الحية الحيوانية و النباتية التي تعيش‬
‫‪1‬‬
‫في صعيد واحد ‪ ،‬كما يشتمل التعريف على البيئة الطبيعية بعناصرها المختلفة ‪.‬‬

‫و يقترب هذا التعريف من المفهوم الجزائري حيث أن المشرع لم يعرف البيئة ‪ ،‬فالمادة ‪ 1‬من قانون‬
‫‪ 41-12‬المتعلق بالبيئة في إطار التنمية المستدامة عدد عناصر البيئة بقوله ‪:‬‬

‫" تتكون من الموارد الطبيعية الالحيوية و الحيوية كالهواء و الجو و الماء و األرض و باطن األرض‬
‫و النبات و الحيوان بما في ذلك التراث الحيواني و أشكال التفاعل و كذا األماكن أو المناظر و المعالم‬
‫‪2‬‬
‫الطبيعية "‪.‬‬

‫و من جهة أخرى تعتبر حماية البيئة و المحافظة عليها من مختلف أنواع التلوث ‪ ،‬واحدة من أهم‬
‫القضايا التي تحظى بعناية بالغة ‪ ،‬و لقد تدخل المشرع للتقليل أو الحد من خطر األضرار المسببة‬
‫من قبل المنشآت المصنفة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نظام توفيق المجالي ‪ ،‬نطاق الحماية الجنائية للبيئة دراسة في التشريع األردني‪ ،‬مجلة كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة‬
‫النهرين ‪ ،‬المجلد ‪ ، 41‬العدد ‪ ، 9‬جانفي ‪ ، 7116‬على الموقع اإللكتروني ‪، http://journal.nahrainlaw.org :‬‬
‫تاريخ اإلطالع ‪. 01 :55 ، 7142 -12 -24 :‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 2 – 1‬من القانون ‪ ، 41-12‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪267‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فعرفتها المادة ‪ 44‬من األمر ‪: 41 -12‬‬


‫" تخضع ألحكام هذا القانون المصانع و الورشات و المشاغل و مقالع الحجارة و المناجم و بصفة‬
‫عامة المنشآت التي يستغلها أو يملكها كل شخص طبيعي أو معنوي ‪ ،‬عمومي أو خاص و التي‬
‫قد تتسبب في أخطار على الصحة العمومية و النظافة و األمن و الفالحة و األنظمة البيئية و الموارد‬
‫الطبيعية و المواقع و المعالم و المناطق السياحية أو قد تتسبب في المساس براحة الجوار" ‪.‬‬

‫فكل منشأة صناعية كانت أو تجارية تسبب مخاطر على األمن ‪ ،‬الصحة و النظافة العمومية‬
‫و البيئية ‪ ،‬مما وجب خضوعها لرقابة خاصة بهدف منع مخاطرها ‪ ،‬كخطر اإلنفجار‪ ،‬الحريق ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫الدخان ‪ ،‬الروائح ‪ ،‬إفساد المياه ‪..‬‬

‫و لطالما ارتبطت البيئة بالتنمية المستدامة ‪ ،‬لذلك ينبغي حماية الموارد الطبيعية و عدم استنزافها ‪،‬‬
‫و اإلستخدام األمثل لألرض و الموارد المائية ‪ ،‬و نقل التكنولوجيا عبر صناعات نظيفة تنتج الحد‬
‫‪2‬‬
‫األدنى من الغازات الملوثة و الحابسة للح اررة ‪.‬‬

‫و لم يرد تعريف موحد للبيئة ألن التعريفات تختلف من مشرع آلخر و من باحث آلخر ‪ ،‬و تأتي‬
‫االختالفات في التعاريف من اختالف المجال الذي يستخدم فيه لفظ البيئة ‪.‬‬

‫و ُعرفت فقهيا بأنها ‪ :‬مجموعة الظروف و العوامل الخارجية التي تعيش فيه الكائنات الحية و تؤثر‬
‫‪3‬‬
‫في العمليات الحيوية التي تقوم بها ‪.‬‬

‫‪ 1‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬قانون حماية البيئة في ضوء الشريعة ‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 7111 ،‬ص‬
‫‪. 94‬‬
‫‪2‬‬
‫دليلة طالب ‪ ،‬عبد الكريم وهراني ‪ ،‬السياحة أحد محركات التنمية المستدامة ‪ :‬نحو تنمية سياحية مستدامة ‪ ،‬الملتقى‬
‫الدولي الثاني حول األداء المتميز للمنظمات و الحكومات ‪ ،‬جامعة ورقلة ‪ ،‬يومي ‪ 72 – 77‬نوفمبر ‪ ، 7144‬ص‬
‫‪.127‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الحميد ذنون يونس ‪ ،‬حماية البيئة في التشريع الجنائي العراقي ‪ ،‬مجلة الرافدين للحقوق ‪ ،‬المجلد ‪ ، 46‬العدد‬
‫‪ ، 12‬السنة ‪ ، 44‬ص ‪. 421‬‬

‫‪268‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫البند األول ‪ :‬الضبط اإلداري البيئي‬

‫اعترفت النصوص القانونية لهيئات بصالحيات ضبطية في مجال البيئة ‪ ،‬من خالل قانون حماية‬
‫البيئة و قوانين متناثرة كقانون الوالية و البلدية ‪ ،‬أو عبر قوانين محددة لها عالقة بمجال البيئة كقانون‬
‫التهيئة و التعمير ‪ ،‬و حتى الجمعيات المعتمدة قانونا التي تمارس نشاطاتها في مجال حماية البيئة ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫حيث نصت الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪ 4‬من قانون الوالية ‪:‬‬


‫" و تساهم مع الدولة في إدارة و تهيئة اإلقليم و التنمية االقتصادية و االجتماعية و الثقافية و حماية‬
‫‪2‬‬
‫البيئة و كذا حماية و ترقية و تحسين اإلطار المعيشي للمواطنين " ‪.‬‬

‫و المادة ‪ 91‬مطة ‪ 47‬من قانون البلدية ‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫" السهر على احترام تعليمات نظافة المحيط و حماية البيئة " ‪.‬‬

‫فنشاط التهيئة العمرانية في الوالية يضبطه عدد من النصوص القانونية يأتي في مقدمتها القانون‬
‫‪ 79-91‬المتعلق بالتهيئة والتعمير‪ 4،‬حيث يرمي و يهدف إلى احترام القواعد العامة للتهيئة و التعمير‬
‫مع مراعاة دواعي الحفاظ على البيئة ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم الضبط اإلداري البيئي‬

‫ثمة لوائح ضبطية لمراقبة و حظر األنشطة البشرية السلبية للوسط الطبيعي ‪ ،‬لضمان أهداف النظام‬
‫العام المتمثلة أساسا في األمن العام ‪ ،‬السكينة العامة و الصحة العامة باإلضافة إلى الجانب الجمالي‬
‫البيئي ‪.‬‬

‫و لذلك كان لزاما الربط بين أهداف الضبط اإلداري و أغراض حماية البيئة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 21‬و ما يليها من ق‪ ، 41 – 12 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 1 /4‬من ق‪ ، 12-47 .‬المرجع السابق ‪ ،‬و ينظر أيضا المواد ‪ 22‬و ‪ 22‬منه ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 91‬من ق‪ ، 41-44 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر ق‪ ، 79-91 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .1‬تعريف الضبط اإلداري البيئي ‪:‬‬

‫مع ظهور فرع جديد للقانون اإلداري ‪ ،‬و هو القانون اإلداري البيئي باعتبار اإلدارة هي صاحبة‬
‫االختصاص األصيل للمحافظة على البيئة ‪ 1،‬فخولها القانون ألجل ذلك التدخل كهيئات إدارية‬
‫لممارسة صالحيات الضبط اإلداري ‪ ،‬لتجسيد السلطة الوقائية و لتحقيق مقاصد البيئة ‪.‬‬

‫و الضبط اإلداري البيئي هو مجموعة اإلجراءات تقوم بها اإلدارة و قيود تفرضها على األفراد للحفاظ‬
‫على البيئة ‪ ،‬ببذل التدابير الالزمة لحماية المجاالت المحمية بيئيا وفقا لقانون البيئة ‪.‬‬

‫و هناك عالقة واضحة بين الضبط اإلداري و حماية البيئة ‪ ،‬فهو يتسم بنظام قانوني خاص يميزه‬
‫عن كافة األنشطة اإلدارية األخرى ‪ ،‬فهو يهدف إلى إقامة التوازن بين ممارسة الحرية و صيانة‬
‫‪2‬‬
‫النظام العام ‪.‬‬

‫فالضبط اإلداري البيئي يمثل ضرورة اجتماعية باعتباره نظاما وقائيا يهدف إلى منع الجرائم قبل‬
‫وقوعها ‪ ،‬و الحفاظ على سالمة و أمن اإلنسان ‪ ،‬صحته و سكينته ‪ ،‬و بعد وقوعها بتسليط عقوبات‬
‫إدارية رادعة من أجل محاسبة مرتكبيها ‪.‬‬

‫و لقد عددت المادة ‪ 24‬من قانون ‪ 41 -12‬المجاالت المحمية و هي المحمية الطبيعية التامة ‪،‬‬
‫الحدائق الوطنية ‪ ،‬المعالم الطبيعية ‪ ،‬مجاالت تسيير المواضع و السالالت ‪ ،‬المناظر األرضية‬
‫‪3‬‬
‫و البحرية المحمية ‪ ،‬المجاالت المحمية للمصادر الطبيعية المسيرة ‪.‬‬

‫كما حددت المادة ‪ 11‬منه صور التلوث المتمثلة في تشكيل خطر على الصحة البشرية ‪ ،‬التأثير‬
‫على التغيرات المناخية أو إفقار طبقة األوزون ‪ ،‬اإلضرار بالموارد البيولوجية و األنظمة البيئية ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫يزيد ميهوب ‪ ،‬معوقات ممارسة الضبط اإلداري المحلي في مجال حماية البيئة ‪ ،‬ملتقى وطني حول دور الجماعات‬
‫المحلية في حماية البيئة في ظل قانوني البلدية و الوالية الجديدين ‪ ،‬يومي ‪ 2‬و ‪ 1‬ديسمبر ‪ ، 7147‬كلية الحقوق‬
‫و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة ‪ 4‬ماي ‪ 4911‬قالمة ‪ ،‬ص ‪. 2‬‬
‫‪2‬‬
‫رمضان محمد بطيخ ‪ ،‬الضبط اإلداري و حماية البيئة ‪ ،‬ندوة حول دور التشريعات و القوانين في حماية البيئة‬
‫العربية ‪ ،‬الشارقة ‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة ‪ ،‬أيام ‪ 44 -2‬ماي ‪ ، 7111‬ص ‪. 2‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 24‬من ق‪ ، 41-12 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪270‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تهديد األمن العمومي ‪ ،‬إزعاج السكان ‪ ،‬إفراز روائح كريهة شديدة ‪ ،‬اإلضرار باإلنتاج الزراعي‬
‫‪1‬‬
‫و المنتجات الزراعية الغذائية ‪ ،‬تشويه البنايات و المساس بطابع المواقع ‪ ،‬إتالف الممتلكات المادية‪.‬‬

‫‪ .2‬الضبط اإلداري العام و الخاص‬

‫يقصد بالضبط اإلداري العام حماية النظام العام في كافة صوره الثالث ‪ ،‬أما الضبط الخاص‬
‫هو لتحقيق أغراض محددة يرى المشرع ضرورة اسنادها إلى هيئات إدارية خاصة بوسائل مغايرة ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫و جزاءات أشد من تلك المقررة للضبط اإلداري العام ‪.‬‬
‫و مثاله الضبط الخاص بحماية اآلثار و األماكن السياحية ‪ ،‬الضبط الخاص بحماية الغابات ‪،‬‬
‫الصيد‪ ،‬المنشآت الصناعية الخطيرة ‪..‬‬

‫ثانيا ‪ :‬غرض الضبط اإلداري البيئي‬

‫فإذا كان الهدف من الضبط اإلداري هو المحافظة على النظام العام بعناصره الثالث ‪ ،‬فكذلك الضبط‬
‫اإلداري البيئي ال يخرج عن هذا الغرض ‪ ،‬لكن بوجه خاص و متميز عن النظام العام للضبط‬
‫اإلداري ‪.‬‬

‫األمن البيئي العام ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬


‫توفير األمن و الطمأنينة للساكنة سواء ألنفسهم و ألبنائهم و أموالهم و أغراضهم ‪ ،‬سواء كان‬
‫مصدره الطبيعة كالفيضانات ‪ ،‬الزالزل ‪ ،‬الحرائق أو كان مصدره اإلنسان نفسه كاإلشعاعات‬
‫‪3‬‬
‫النووية ‪ ،‬أو مصدره الحيوان كهروب حيوان مفترس ‪ ،‬أو مصدره األشياء كانهيار بناية ‪.‬‬
‫و عليه يهدف األمن البيئي العام إلى حماية األفراد من خالل حماية البيئة التي يعيشون فيها‬
‫ألي ضرر يمسها بسبب اإلنسان ‪ ،‬الحيوان ‪ ،‬األشياء أو الطبيعة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 11‬من ق‪ ، 41-12 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫رمضان محمد بطيخ ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 1‬‬
‫‪3‬‬
‫ماجد راغب الحلو ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 24‬‬

‫‪271‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .2‬الصحة البيئية العامة ‪:‬‬


‫الصحة البيئية العامة تشمل صحة اإلنسان ضد األمراض ‪ ،‬النظافة ‪ ،‬صالحية الحياة ‪،‬‬
‫صحة الحيوان و النبات ‪ 1،‬المياه العذبة ‪ 2،‬حماية البحر ‪ 3،‬األوساط الصحراوية و حماية‬
‫األرض ‪ 4،‬اإلطار المعيشي ‪ 5،‬الحماية من المواد الكيميائية ‪ .. 6،‬و عموما الصحة البيئية‬
‫العامة بمفهومها الواسع ‪.‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 4‬من قانون ‪: 41 -12‬‬
‫" يتعين على كل شخص طبيعي أو معنوي بحوزته معلومات متعلقة بالعناصر البيئية‬
‫التي يمكنها التأثير بصفة مباشرة أو غير مباشرة على الصحة العمومية ‪ ،‬تبليغ هذه‬
‫المعلومات إلى السلطات المحلية و‪ /‬أو السلطات المكلفة بالبيئة "‪.‬‬
‫‪ .3‬السكينة البيئية العامة ‪:‬‬
‫فالمحافظة على الهدوء و السكينة العامة من أهم مقاصد الضبط اإلداري من الضوضاء ‪،‬‬
‫الصخب ‪ ،‬المضايقات السمعية خاصة في أوقات الراحة للحد و الوقاية من إنبعاث و إنتشار‬
‫األصوات و الضوضاء التي تشكل خط ار يضر بصحة اإلنسان أو تمس بالبيئة ‪.‬‬
‫و عموما يكمن هدف السكينة البيئية العامة في عدم مضايقة األفراد و السكينة العامة البيئية‬
‫‪7‬‬
‫فيما يتعلق بالبيئة المشتركة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 79‬من ق‪ ، 41 -12 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 14‬من ق‪. 41-12 .‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 17‬من ق‪. 41-12 .‬‬
‫‪4‬‬
‫المواد ‪ 62‬و ‪ 61‬من ق‪. 41 -12 .‬‬
‫‪5‬‬
‫المادة ‪ 61‬من ق‪. 41 -12 .‬‬
‫‪6‬‬
‫المواد ‪ 69‬إلى ‪ 24‬من ق‪. 41 -12 .‬‬
‫‪7‬‬
‫ينظر المواد من ‪ 27‬إلى ‪ 21‬من ق‪. 41-12 .‬‬

‫‪272‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫البند الثاني ‪ :‬تعريف الجزاء اإلداري في مجال حماية البيئة‬

‫الجزاء اإلداري البيئي هو قرار إداري ‪ ،‬يتخذ طابع العقاب الذي يمنح المشرع سلطة توقيعه لجهة‬
‫إدارية معينة بعيدا عن تدخل القضاء ‪ ،‬على كل شخص طبيعي أو معنوي يأتي بأفعال تشكل تهديدا‬
‫‪1‬‬
‫للبيئة ‪ ،‬على خالف ما تقرره التشريعات و األنظمة الخاصة بحماية البيئة ‪.‬‬

‫و على ضوء هذا التعريف يتبين أنها تلك الجزاءات التي توقعها السلطات اإلدارية على األشخاص‬
‫الطبيعية و المعنوية على حد سواء في حالة ارتكاب أحد األفعال المضرة باألمن ‪ ،‬الصحة ‪ ،‬السكينة‬
‫العامة التي يمنع القانون القيام بها ‪.‬‬

‫و وصف الجزاءات بأنها إدارية وقائية أو ردعية ال يعني أن تتخذها السلطة اإلدارية دون سند‬
‫من نصوص القانون ‪ ،‬بل تتقرر بموجب نصوص تشريعية صريحة ‪ ،‬لكن تستقل اإلدارة بتوقيعها‬
‫مع خضوعها لرقابة القضاء إلغاء و تعويضا ‪ ،‬و إعطاء كافة الضمانات للمخاطب بها في حالة‬
‫مخالفتها لمبدأ المشروعية ‪ ،‬و تخضع الجزاءات اإلدارية إلى المبادئ ذاتها التي يخضع لها الجزاء‬
‫الجنائي ‪.‬‬
‫و الجزاءات اإلدارية تكون على نوعين وقائية و ردعية ‪.‬‬

‫و تجدر اإلشارة هنا أنه ال بد من التمييز بين تدابير وسائل الضبط اإلداري و بين الجزاءات‬
‫اإلدارية ‪ ،‬حيث نجد أن تدابير الضبط اإلداري يمكن أن تتشابه مع الجزاءات اإلدارية ال سيما‬
‫في مجال حماية النظام العام بعناصره التقليدية من األمن العام ‪ ،‬الصحة العامة و السكينة العامة‬
‫المعروفة ‪ ،‬و غير التقليدية من حماية األخالق العامة و المحافظة على جمال المدن و رونقها‬
‫و حماية النشاط االقتصادي و غيرها من العناصر األخرى ‪ ،‬باعتبار أن كليهما يصدر من سلطة‬
‫إدارية في صورة قرار إداري قد يتخذ من حماية النظام العام محال إلصداره ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عالء نافع كطافة ‪ ،‬دور الجزاءات اإلدارية في حماية البيئة ‪ -‬دراسة قانونية مقارنة ‪ ، -‬مجلة النوافة ‪ ،‬العراق ‪،‬‬
‫العدد ‪ ، 41‬ص ‪. 712‬‬

‫‪273‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و لكن مع ذلك نجد أن هناك فروقا واضحة بين الجزاء اإلداري و تدابير الضبط اإلداري ‪ ،‬من حيث‬
‫أن الجزاء اإلداري يصدر في صورة عقاب على مخالفة لعناصر النظام العام ‪ ،‬بمعنى أنه ال مجال‬
‫لتطبيقه إذا لم تكن هناك مخالفة ‪ ،‬على عكس تدابير الضبط اإلداري التي هي في أغلب الحاالت‬
‫تتخذ من أجل الحيلولة دون وقوع مخالفات مخلة بالنظام العام ‪ ،‬و لكن توشك أن تقع بناء على‬
‫‪1‬‬
‫مظاهر خارجية تقررها سلطة الضبط اإلداري ‪.‬‬

‫و كذلك إن الجزاء اإلداري يتضمن معنى العقاب و يكون له دو ار ردعيا و عالجيا ضد االنتهاكات‬
‫اإلدارية ‪ ،‬في حين نجد أن تدابير الضبط اإلداري تتمثل في كونها إجراءات احت ارزية و وقائية تتخذ‬
‫‪2‬‬
‫ضد النشاطات التي يخشى من وقوعها بما يخالف النظام العام ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تعريف الجريمة البيئية‬

‫هي كل سلوك يخالف مرتكبه مجاال يحميه القانون ‪ ،‬و يحدث تغيي ار في خواص البيئة يؤدي إلى‬
‫اإلضرار بالكائنات و الموارد الحية و الغير حية ‪ ،‬مما يؤثر على ممارسة اإلنسان لحياته الطبيعية ‪.‬‬

‫و لجرائم البيئة صور تشمل تلويث الهواء ‪ ،‬الماء ‪ ،‬األرض ‪ ،‬تهديد الثروات البحرية و الحيوانية ‪،‬‬
‫التي تؤثر على حياة اإلنسان و الحيوان و النبات ‪.‬‬

‫فإفراغ النفايات و المواد الكيميائية مثال يؤدي إلى القضاء على حياة البشر ‪ ،‬و إصابتهم باألمراض‬
‫‪3‬‬
‫المزمنة و اإلخالل بالتوازن البيئي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫لقد تمت التفرقة بينهما بمناسبة الحديث عن التمييز بين الجزاء اإلداري و التدابير الضبطية ‪ ،‬ينظر الفصل األول من‬
‫الباب األول من رسالتنا ‪ ،‬ص من ‪ 62‬إلى ‪. 61‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد خورشيد حميدي ‪ ،‬رائدة ياسين خضر ‪ ،‬األساليب القانونية للحماية من الضوضاء – دراسة مقارنة ‪ ، -‬مجلة‬
‫كلية القانون للعلوم القانونية و السياسية ‪ ،‬جامعة كركوك ‪ ،‬ص ‪. 66-61‬‬
‫‪3‬‬
‫آدم سميان ذياب الغريري ‪ ،‬حماية البيئة في جرائم المخالفات ‪ ،‬مجلة جامعة تكريت للعلوم القانونية و السياسية ‪،‬‬
‫العدد ‪ ، 4‬السنة ‪ ، 4‬ص ‪. 242‬‬

‫‪274‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا ‪ :‬الحماية الجنائية للبيئة و تمييزها عن الجزاءات اإلدارية‬

‫إن الجزاء اإلداري البيئي يتشابه لحد كبير مع الجزاء الجنائي ‪ ،‬نظ ار ألن كالهما يتصفان بخاصيتي‬
‫العمومية من حيث التطبيق ‪ ،‬و الردع من حيث العقوبة الموقعة لمخالفة نص قانوني ‪.‬‬

‫فالجزاء الجنائي يمكن أن يمثل وسيلة مهمة لحماية البيئة من التلوث ‪ ،‬فلقد أقر المشرع الجزائري‬
‫الحماية الجنائية للجريمة البيئية لتالفي إرتكاب الجرائم ‪ ،‬و ذلك بتسليط العقوبة على كل مخالفة‬
‫في حالة ثبوت ضرر ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫و لقد تضمنت النصوص المتعلقة بحماية البيئة أحكاما جزائية و كذلك ضمن قانون العقوبات ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى نصوص متفرقة مثل قانون البحري في المادة ‪ 111‬حيث تنص ‪:‬‬

‫" يعاقب باإلعدام ‪ ،‬كل ربان سفينة جزائرية أو أجنبية ‪ ،‬ألقى عمدا نفايات مشعة في المياه التابعة‬
‫‪2‬‬
‫للقضاء الجزائري " ‪.‬‬

‫ثم إن قانون حماية البيئة نفسه أقر عقوبات جنائية ‪ ،‬و أقر توقيع جزاءات جنائية في حالة مخالفة‬
‫أحكامه على بعض األفعال المتعلقة بحماية التنوع البيولوجي ‪ ،‬المجاالت المحمية ‪ ،‬حماية الهواء‬
‫و الجو ‪ ،‬حماية الماء و األوساط المائية ‪ ،‬العقوبات المتعلقة بالمؤسسات المصنفة ‪ ،‬الحماية من‬
‫‪3‬‬
‫األضرار ‪ ،‬حماية اإلطار المعيشي ‪.‬‬

‫كل هذا جعل بعض الفقه يتساءل ما جدوى وجود الجزاء اإلداري البيئي في ظل وجود الجزاءات‬
‫الجنائية التي بإمكانها تحقيق نفس الغاية و يؤدي إلى نفس النتيجة المرجوة من العقاب ؟‬

‫لكن الجزاء اإلداري البيئي يتسم بأهمية كبرى و مميزة من الجزاء الجنائي ‪ ،‬و لذلك أواله المشرع مكانة‬
‫خاصة ضمن نصوص التشريع البيئي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المطة ‪ 2‬من المادة ‪ 296‬من ق‪ .‬ع ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 111‬المعدلة من ق‪ 11 -94 .‬المؤرخ في ‪ 71‬جوان ‪ ، 4994‬يعدل و يتمم األمر ‪ 41 -26‬المؤرخ في ‪72‬‬
‫أكتوبر ‪ ، 4926‬المتضمن ق‪ .‬ب ‪ ،‬ج‪ .‬ر الصادرة في ‪ 72‬جوان ‪ ، 4994‬العدد ‪. 12‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المواد من ‪ 44‬إلى ‪ 441‬من ق‪ ، 41 -12 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و يكمن اإلختالف بينهما في ‪:‬‬

‫‪ -‬الجزاء اإلداري البيئي يصدر من اإلدارة دون تدخل القضاء ‪ ،‬و مؤداه عدم المرور باإلجراءات‬
‫الطويلة المتبعة إلصدار الجزاء الجنائي ‪ ،‬فهو يتميز بطابع السرعة ‪ ،‬و توفير حماية أفضل‬
‫للبيئة في الحاالت التي تتطلب ضرورة إتخاذ إجراءات و تدابير سريعة ‪ ،‬لمواجهة األخطار‬
‫و المشاكل البيئية اآلنية التي ال تتحمل التأخير ‪.‬‬
‫‪ -‬الجزاء اإلداري البيئي وسيلة مهمة لردع بعض المخالفات البيئية البسيطة ‪ ،‬التي ال تتطلب‬
‫أن يصدر بشأنها عقوبات جنائية ‪ ،‬دعما للسياسة الجنائية المعاصرة التي تدعو إلى الحد‬
‫من العقاب ‪ ،‬بالموا ازة مع حماية المصالح االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬الجزاء اإلداري يجوز للسلطة اإلدارية المختصة سحبه أو إلغائه أو إعادة النظر فيه ‪،‬‬
‫إذا ما اتضح لها زوال األسباب التي دعت لفرضه ‪ ،‬كزوال مسببات التلوث البيئي من منشأة‬
‫صدر جزاء إداري بغلقها أو توقيف نشاطها ‪.‬‬

‫هذا و قد تعددت أساليب الحماية الجنائية لعناصر البيئة المختلفة ‪ ،‬و اعتمدت السياسات الجنائية‬
‫على كثير من القواعد التي تحمي البيئة ‪ ،‬و توسعت النصوص في هذا المجال ‪.‬‬

‫كما توسعت معه إنشاء هيئات التدخل العام كالمجلس الوطني للبيئة ‪ ،‬الوكالة الوطنية لحماية البيئة ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى الهيئات المركزية كالوكالة الوطنية للنفايات ‪ ،‬المحافظة الوطنية للسواحل ‪..‬‬

‫و ذهب المشرع إلى أبعد من ذلك ‪ ،‬و ذلك بإعطاء الجمعيات المتخصصة في مجال حماية البيئة‬
‫‪1‬‬
‫بالمساعدة ‪ ،‬إبداء الرأي ‪ ،‬المشاركة ‪ ،‬و رفع دعاوى أمام القضاء عن كل مساس بالبيئة ‪.‬‬

‫و عموما يكمن الدور الجنائي في مجال البيئة في سعى المشرع إلى حمايتها و الحفاظ عليها ‪ ،‬بحيث‬
‫أصبغ عليها حماية قانونية ‪ ،‬تمثل الحماية الجزائية أحد صورها ‪ ،‬و تعتبر أداة منع عقابية بوضع‬
‫العقوبة المناسبة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المواد من ‪ 21‬إلى ‪ 24‬من ق‪ ، 41 -12 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪276‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يبقى دور التشريع الجنائي ذو أهمية في تدخله لحماية البيئة عبر إصدار قوانين خاصة تكفل الحماية‬
‫لكل عنصر من عناصر البيئة كقانون المياه ‪ ،‬الغابات ‪ ،‬حماية الصحة ‪ ،‬النبات ‪ ..‬و تجريم بعض‬
‫األفعال التي تمثل اعتداء على اإلنسان ‪ ،‬الحيوان ‪ ،‬النبات و الطبيعة ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى حماية البيئة و الحفاظ عليها عبر هيئات و وسائل إدارية أيضا سواء أكانت وقائية‬
‫أو ردعية طبقا للقانون و هذا ما سوف نتطرق إليه في المطلب الموالي ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الهيئات اإلدارية المكلفة بحماية البيئة‬

‫عرفت الهياكل المركزية المعنية بحماية البيئة بعد صدور قانون حماية البيئة في ‪ ، 7112‬الكثير‬
‫من التوضيح حول دور اإلدارة البيئية و اإلجراءات المكرسة لذلك ‪ 1،‬لغاية صدور و ازرة التهيئة‬

‫‪2‬‬
‫العمرانية و البيئة ‪.‬‬

‫تتنوع هيئات الضبط القضائي بين هيئات ضبط ذوي اإلختصاص العام و أخرى ذوي اإلختصاص‬
‫الخاص ‪ ،‬أين بينت المادة ‪ 74‬من قانون اإلجراءات الجزائية من تمنح له صفة الضبطية القضائية‬
‫بالنسبة لجميع الجرائم ‪ ،‬أي ذوي اإلختصاص العام ‪.‬‬

‫كما تم اإلشارة في المادة ‪ 444‬من قانون حماية البيئة إلى األشخاص المنصوص عليهم في المادة‬
‫‪ 74‬من قانون اإلجراءات الجزائية و هم‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫لقد تم إنشاء و ازرة تعنى بالمجال البيئي ‪ ،‬لكنها لم تعرف إستقرار من حيث تسميتها و القطاعات التي تشملها من‬
‫و ازرة تهيئة اإلقليم و البيئة و السياحة ‪ ،‬طبقا م‪ .‬ر ‪ 422 -12‬المؤرخ في ‪ 1‬جوان ‪ ، 7112‬المتعلق بتعيين أعضاء‬
‫وزرة التهيئة العمراية و البيئة بعد فصل قطاع السياحة‬
‫الحكومة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 2‬جوان ‪ ، 7112‬العدد ‪ ، 22‬و ا‬
‫عنها ‪ ،‬بموجب م‪ .‬ر ‪ 419 -41‬المؤرخ في في ‪ 74‬ماي ‪ ، 7141‬المتعلق بتعيين أعضاء الحكومة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 21‬ماي ‪ ، 7141‬العدد ‪ ، 26‬إلعادة تسميتها بو ازرة التهيئة العمرانية و البيئة و المدينة ‪ ،‬بموجب م‪ .‬ر‬
‫‪ 276 -47‬المؤرخ في ‪ 1‬سبتمبر ‪ ، 7147‬المتضمن تعيين أعضاء الحكومة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 9‬سبتمبر ‪، 7147‬‬
‫العدد ‪. 19‬‬
‫‪2‬‬
‫م‪.‬ر ‪ 247 -42‬المؤرخ في ‪ 44‬سبتمبر ‪ ، 7142‬المتضمن تعيين أعضاء الحكومة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 41‬سبتمبر‬
‫‪ ، 7142‬العدد ‪ ، 11‬باإلضافة إلى م‪.‬ت ‪ 291 -42‬المؤرخ في ‪ 71‬نوفمبر ‪ 7142‬المعدل م‪.‬ت ‪، 714 -41‬‬
‫المحدد لصالحيات وزير التهيئة العمرانية و البيئة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في‪ 44‬ديسمبر ‪ ، 7142‬العدد ‪ ، 67‬و م‪.‬ر ‪-42‬‬
‫‪ 296‬المؤرخ في ‪ 71‬نوفمبر ‪ ، 71442‬المعدل م‪.‬ت ‪ 719 -41‬المنظم لإلدارة المركزية في و ازرة التهيئة العمرانية‬
‫و البيئة و سيرها ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 44‬ديسمبر ‪ ، 7142‬العدد ‪. 67‬‬

‫‪277‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬رؤساء األقسام ‪.‬‬


‫‪ -‬المهندسين ‪.‬‬
‫‪ -‬األعوان الفنيين ‪.‬‬
‫‪ -‬التقنيون المختصين في الغابات و حماية األراضي و استصالحها ‪.‬‬

‫و يقوم هؤالء بالعمل من أجل جمع األدلة و البحث و التحري في الدائرة اإلقليمية التي يمارسون فيها‬
‫وظائفهم ‪ ،‬و يمكن أن يمتد اإلختصاص المحلي للضبطية القضائية في حالة اإلستعجال ‪ ،‬إلى كامل‬
‫دائرة اإلختصاص القضائي ‪ ،‬و قد يمتد إلى كامل التراب الوطني إذا تعلق األمر بضابط الشرطة‬
‫القضائية لألمن العسكري ما لم يعترض وكيل الجمهورية ‪.‬‬

‫إن ضباط الشرطة القضائية المنصوص عليهم في قانون اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬يختصون أيضا‬
‫بالمراقبة و معاينة المخالفات ذات الصلة بحماية البيئة ‪ ،‬كما هو في مجاالت أخرى كحماية‬
‫المستهلك ‪ - ..‬و تفاديا للتكرار فإننا سنكتفي باإلشارة فقط إلى بعض أعوان حماية البيئة ‪. -‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬هيئات الضبط القضائي ذوي اإلختصاص الخاص‬

‫حددت التشريعات البيئية األشخاص المؤهلين لمعاينة اإلنتهاكات الجسيمة ألحكامها ‪ ،‬و هم يمارسون‬
‫وظائفهم جنب إلى جنب مع رجال الشرطة القضائية ‪ ،‬و قد تم تحديدهم من طرف القوانين الخاصة‬
‫كل في مجال تخصصه ‪ ،‬إلى جانب األعوان المختصين الذين نصت عليهم المادة ‪ 444‬من قانون‬
‫‪ 41-12‬المتعلق بحماية البيئة و هم كالتالي ‪:‬‬

‫‪ -‬مفتشو البيئة ‪.‬‬


‫‪ -‬موظفو األسالك التقنية لإلدارة المكلفة بالبيئة‪.‬‬
‫‪ -‬ضباط وأعوان الحماية المدنية ‪.‬‬
‫‪ -‬متصرفو الشؤون البحرية ‪.‬‬
‫‪ -‬ضباط الموانئ ‪.‬‬
‫‪ -‬أعوان المصلحة الوطنية لحراسة الشواطئ ‪.‬‬
‫‪ -‬قواد سفن البحرية الوطنية‪.‬‬

‫‪278‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬مهندسو مصلحة اإلشارة البحرية ‪.‬‬


‫‪ -‬قواد سفن علم البحار التابعة للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬األعوان التقنيون بمعهد البحث العلمي والتقني وعلوم البحار ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬أعوان الجمارك ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى قناصله الجزائريون في الخارج المكلفون باإلبالغ عن أي مخالفات ألحكام المتعلقة‬
‫بحماية البحر للوزير المكلف بالبيئة ‪.‬‬

‫فضال عن هؤالء نجد العدد الكبير و الهائل لمعاينة الجرائم البيئية المنصوص عليهم في القوانين‬
‫الخاصة ذات الصلة بالبيئة ‪ ،‬منها شرطة المناجم ‪ ،‬شرطة العمران ‪ ،‬حراس الشواطئ ‪ ،‬مفتشو الصيد‬
‫البحري ‪ ،‬كما إستحدث المشرع في القانون المتعلق بالمياه شرطة المياه ‪ ،2‬و الذين يعتبرهم مؤهلين‬
‫للبحث و معاينة المخالفات البيئية المنصوص عليها وفقا للقوانين الخاصة ‪.‬‬

‫هذا و تتداخل مختلف القطاعات و الو ازرات و الوكاالت بمهام حماية البيئة ‪ ،‬و دور الرقابة و السهر‬
‫على تطبيق القوانين و التنظيمات الخاصة بالبيئة على غرار و ازرة الصحة و السكان في اتخاذ تدابير‬
‫‪3‬‬
‫مكافحة األضرار و التلوث ‪ ،‬مكافحة األمراض المزمنة ‪ ،‬و اقتراح التدابير للتكفل بالحماية الصحية ‪.‬‬
‫و ازرة الصناعة و إعادة الهيكلة للنهوض بالحركة التصنيعية ‪ ،‬و سن القواعد العامة لألمن الصناعي ‪،‬‬
‫و السهر على تطبيق التنظيم الخاص باألمن الصناعي ‪ ،‬هذا باإلضافة إلى و ازرة السياحة ‪،‬‬
‫الصناعات التقليدية ‪ ،‬و ازرة النقل ‪ ،‬الطاقة و المناجم ‪..‬‬
‫هذا و تستعين اإلدارة الخاصة بالبيئة ‪ ،‬بأجهزة استشارية متخصصة في هذا المجال ‪ ،‬لها طابع فني‬
‫و تقني متخصص يأخذ برأيها ‪ ،‬و األخذ بخبرتها التقنية ‪ ،‬و إبداء اآلراء الفنية المدروسة في المسائل‬

‫‪1‬‬
‫نتعرض ألهمها بنوع من التفصيل في المبحث الحالي و المبحث الثاني المتعلق بالتهيئة و التعمير ‪ ،‬ص ‪277‬‬
‫و ما يليها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 419‬من ق‪ 47 -11 .‬المؤرخ في ‪ 1‬أوت ‪ 7111‬المتعلق بالمياه ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 1‬سبتمبر‬
‫‪ ، 7111‬العدد ‪ ، 61‬المعدل و المتمم بموجب ق‪ 12 -14 .‬المؤرخ في ‪ 72‬جانفي ‪ ، 7114‬ج‪ .‬ر الصادرة‬
‫في‪ 72‬جانفي ‪ ، 7114‬العدد ‪ ، 1‬و ق‪ 17 -19 .‬المؤرخ في ‪ 77‬جويلية ‪ ، 7119‬ج‪ .‬ر الصادرة في ‪ 76‬جويلية‬
‫‪ ، 7119‬العدد ‪. 11‬‬
‫‪3‬‬
‫م‪.‬ت ‪ 66 -96‬المؤرخ في ‪ 72‬جانفي ‪ ، 4996‬المتضمن تحديد صالحيات وزير الصحة و السكان ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 24‬جانفي ‪ ، 4996‬العدد ‪. 4‬‬

‫‪279‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اإلدارية التي تدخل في اختصاصهم ‪ ،‬على غرار الهيئات االستشارية لحماية العناصر الحيوية للبيئة ‪،‬‬
‫الهيئات المكلفة بحماية الثروة المائية ‪ ،‬الهيئات المتخصصة في حماية الثروة النباتية و الحيوانية ‪..‬‬

‫البند األول ‪ :‬مفتشو البيئة‬

‫طبقا للقانون األساسي لألسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالبيئة و تهيئة اإلقليم ‪ ،‬يؤهل لمعاينة‬
‫مخالفات ميدان حماية البيئة مفتشو البيئة بالقيام ‪:‬‬

‫‪ -‬بحث و معاينة المخالفات للتشريع و التنظيم في ميدان حماية البيئة ‪.‬‬


‫‪ -‬السهر على تطبيق النصوص التنظيمية في مجال حماية البيئة و المحافظة على الحيوانات‬
‫و النباتات و المحافظة على الموارد الطبيعية و حماية الهواء و الماء و الوسط البحري ضد‬
‫كل أشكال التدهور ‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على مطابقة شروط إنشاء و إستغالل المنشآت المصنفة لحماية البيئة مع التشريع‬
‫و التنظيم المعمول بهما ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬السهر على مطابقة شروط معالجة و إزالة النفايات ‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬الضبط الغابي‬

‫منح المشرع صفة الضبط القضائي لرجال الغابات ‪ ،‬حيث أشار في قانون الغابات إلى أنه يتولى‬
‫الضبط الغابي ضباط و أعوان الشرطة القضائية ‪ ،‬و كذا الهيئة التقنية الغابية المنصوص عليها‬
‫‪2‬‬
‫باإلضافة إلى الضباط المرسمين التابعون للسلك النوعي إلدارة‬ ‫في قانون اإلجراءات الجزائية ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫الغابات ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 22‬من م‪.‬ت ‪ 727 -14‬المؤرخ في ‪ 77‬جويلية ‪ ، 7114‬يتضمن القانون األساسي الخاص بالموظفين‬
‫المنتمين إلى األسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالبيئة و تهيئة اإلقليم ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 21‬جويلية ‪ ، 7114‬العدد‬
‫‪. 12‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 67‬من ق‪ ، 47 -41 .‬المرجع السابق ‪ ،‬و المادة ‪ 74‬من ق‪ .‬إ ‪.‬ج ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 67‬مكرر من ق‪ ، 71 -94 .‬المعدل و المتمم ق‪ ، 47 -41 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪280‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و يتبع رجال الضبط الغابي طرق للبحث و المعاينة ‪ ،‬ففي حالة ما إذا الحظ موظف محلف أثناء‬
‫الدوريات العادية أو اإلستثنائية أن هناك مخالفة ‪ ،‬يجب عليه البحث على كل العناصر المؤدية‬
‫إلى وقف المخالف ‪ ،‬و هذا ما يعبر عنه بالمعاينة ‪.‬‬

‫أما فيما يخص أعمال البحث و التحقيق فإن رجال الغابات الذين أدوا اليمين يمكن لهم أن يقوموا‬
‫بالتحقيق و البحث عن عناصر المخالفة لقانون النظام العام للغابات و تشريع الصيد ‪ 1،‬أما دخول‬
‫المنازل و العمارات فيخضع لرخصة مسبقة من النيابة العامة ‪.‬‬

‫البند الثالث ‪ :‬شرطة العمران‬

‫و تعمل على ‪:‬‬

‫‪ -‬السهر بالتنسيق مع مصالح التقنية المحلية على تطبيق القوانين و التنظيمات في مجال‬
‫العمران و حماية البيئة ‪ ،‬و مد يد المساعدة في إطار تطبيق و احترام النصوص المنظمة‬
‫لتدخالتها ‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على تطبيق األحكام التشريعية و التنظيمية في مجال التطور العمراني و حماية البيئة‬
‫و جمال المدن و التجمعات و األحياء ‪ ،‬و كذا فرض رخص البناء لكل أشكال البناء و منع‬
‫كل أشكال البناء الفوضوي ‪ ،‬و تبليغ السلطات عن أي شكل من البناءات الفوضوية ‪.‬‬
‫‪ -‬محاربة كل أشكال البنايات الفوضوية ‪ ،‬و االحتالل الالشرعي لألراضي و الطريق العمومي‬
‫أو تحويل العقار ذو اإلستعمال السكني أو التجاري ‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على احترام األحكام المتعلقة باإلحتياطات العقارية ‪.‬‬
‫‪ -‬محاربة كل مظاهر التجاوزات التي تؤثر على البيئة و النظافة و الصحة العمومية ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬تنظيم حمالت تحسيسية و إعالمية لصالح المواطنين مع التنسيق مع وسائل اإلعالم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 67‬مكرر ‪ 7‬من ق‪ ، 71 -94 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر شرطة العمران و حماية البيئة ‪ ،‬على الموقع اإللكتروني ‪ ، WWW.DGSN.DZ :‬تاريخ اإلطالع ‪:‬‬
‫‪. 15 : 11 ، 7142-16 -41‬‬

‫‪281‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫البند الرابع ‪ :‬شرطة المناجم‬


‫‪1‬‬
‫تنشأ شرطة المناجم المشكلة من سلك مهندسي المناجم التابعين للوكالة الوطنية للنشاطات المنجمية ‪،‬‬
‫حيث يسهر المهندسون المكلفون بشرطة المناجم على احترام األحكام القانونية و التنظيمية السارية‬
‫و تتمثل المهام الموكلة لهم في ‪:‬‬

‫‪ -‬تولي مهام الرقابة اإلدارية و التقنية لنشاطات البحث و االستغالل المنجمي ‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على ضمان احترام القواعد و المقاييس الخاصة التي تضمن النظافة و األمن ‪،‬‬
‫و شروط االستغالل حسب قواعد الفن المنجمي ‪.‬‬
‫‪ -‬حماية الموارد المائية و الطرق العمومية و الصروح السطحية و حماية البيئة ‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد التدابير الوقائية المتعلقة باألخطار المنجمية ‪ ،‬و حث أصحاب التراخيص للتكفل بها‬
‫‪2‬‬
‫عند الحاجة ‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة و تنفيذ مخططات تسيير البيئة ‪ ،‬و تطبيق أحكام القوانين المتعلقة بالبيئة فيما يخص‬
‫النشاطات المنجمية ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬مراقبة تقنيات التفجير‪ ،‬و إعالم اإلدارة المكلفة بالبيئة لكل فعل مخالف ألحكام حماية البيئة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬صالحيات الوالي في حماية البيئة‬

‫تعد حماية البيئة من صميم مهام المجلس الشعبي الوطني ‪ ،‬و ذلك بوجود لجنة والئية دائمة مختصة‬
‫بمسائل الصحة ‪ ،‬النظافة ‪ ،‬حماية البيئة ‪ ،‬و طبقا لقانون الوالية ‪ 4‬يختص بأحد القطاعات أهمها ‪:‬‬

‫‪ -‬التنمية العمرانية ‪ :‬حيث تنص المادة ‪ 24‬من قانون الوالية ‪ ،‬على مشاركة المجلس الشعبي‬
‫الوالئي في تحديد مخطط التهيئة العمرانية و مراقبة تطبيقه ‪ ،‬و التي تتولى إعداده أجهزة‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 14‬من ق‪ ، 11 -41 .‬يتضمن قانون المناجم ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 17‬من ق‪. 11 -41 .‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 12‬من ق‪. 11 -41 .‬‬
‫‪4‬‬
‫ق‪ ، 12 -47 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الوالية في إطار التوجيهات و األهداف التي رسمتها السياسة الوطنية للتهيئة العمرانية ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫و يتولى المجلس تقديم االقتراحات التي تكفل مخططات التنمية ‪.‬‬
‫‪ -‬التهيئة العمرانية ‪ :‬يقوم الوالي بالمصادقة على المداوالت ‪ ،‬و الموافقة على األعمال المتعلقة‬
‫بالتهيئة العمرانية على أقاليم البلديات الواقعة ضمن دائرة اختصاصه ‪ ،‬كحماية التراث الثقافي‬
‫‪2‬‬
‫المعماري و الحفاظ عليه ‪ ،‬و تنظيم مصالح مديرية التخطيط و التهيئة العمرانية ‪.‬‬
‫‪ -‬التنمية الفالحية ‪ :‬عن طريق المبادرة و التجسيد لكل العمليات التي ترمي إلى حماية و ترقية‬
‫األراضي الفالحية ‪ ،‬تشجيع تدابير الوقاية من الكوارث و اآلفات الطبيعية ‪ ،‬المبادرة بكل عمل‬
‫يرمي إلى تنمية األمالك الغابية و حمايتها ‪ ،‬مكافحة األوبئة المتفشية في مجال الصحة‬
‫الحيوانية ‪ ،‬إنشاء هياكل مراقبة و حفظ الصحة و مواد اإلستهالك بالتنسيق مع مجالس‬
‫‪3‬‬
‫الشعبية البلدية ‪.‬‬
‫‪ -‬حماية الطبيعة ‪ :‬منها حماية الحظائر الوطنية و المحميات الطبيعية ‪ 4،‬و يتخذ الوالي قرار‬
‫‪5‬‬
‫يأمر فيه بفتح تحقيق عمومي في مشروع التصنيف ‪.‬‬
‫يتولى الوالي قرار اإلهتمام بالثروة الحيوانية ‪ ،‬و يتخذ ق اررات كاختتام صيد أي نوع من‬
‫الحيوانات ‪ ،‬و يهتم بالثروة النباتية ‪.‬‬
‫يسهر على إنجاز المنشآت في قطاع المياه ‪ ،‬و إتخاذ كل التدابير الوقائية لكل سكان‬
‫إقليمه ‪ ،‬بمساعدة عدة لجان و مديريات ‪ ،‬كالمحافظة الوالئية للغابات ‪ ،‬و لجان مكافحة‬
‫األمراض المتنقلة عن طريق المياه ‪..‬‬
‫‪ -‬مكافحة آثار النفايات ‪ :‬يخول للوالي إجراء تحقيق عمومي ‪ ،‬و يبادر باتخاذ التدابير الالزمة‬
‫من شأنها وقف الخطر ‪ ،‬اإلشراف على تسيير هياكل إدارة المناطق الصناعية ‪ ،‬كما ينشط‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 29‬من ق‪. 12 -47 .‬‬
‫‪2‬‬
‫ريحاني أمينة ‪ ،‬الحماية اإلدارية للبيئة في الجزائر ‪ ،‬دكتوراه الطور الثالث ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 7146 -7141‬ص ‪. 471‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المواد من ‪ 41‬إلى ‪ 42‬من ق‪ ، 12 -47 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫و قد ُيعين واليا مركزيا للقيام بذلك في حالة كان مشروع التصنيف يهم عدة واليات ‪ ،‬ينظر المادة ‪ 6‬من م‪-42 .‬‬
‫‪ 412‬المؤرخ في ‪ 46‬جوان ‪ ، 4942‬المحدد لقواعد تصنيف الحظائر الوطنية و المحميات الطبيعية و يضبط كيفياته ‪،‬‬
‫ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 42‬جوان ‪ ، 4942‬العدد ‪. 71‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 4‬من م‪ ، 412 -42 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪283‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لمحاربة تلوث الحرائق المختلفة ‪ ،‬إعداد المخططات ‪ ،‬تنظيم التدخالت و اإلسعافات‬


‫‪1‬‬
‫باإلشتراك مع مصالح الحماية المدنية ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي في حماية البيئة‬

‫يتمتع بصالحيات ‪:‬‬

‫‪ -‬الحفاظ على النظام و األمن العموميين و النظافة ‪ ،‬سالمة األشخاص ‪ ،‬األمالك ‪ ،‬حماية‬
‫‪2‬‬
‫التراث الثقافي و التاريخي ‪ ،‬و أخذ االحتياطات لمنع تفشي األمراض و األوبئة ‪. ..‬‬
‫‪ -‬جمع النفايات الحضرية ‪ :‬تتولى البلدية تنظيم المزابل و إحراق القمامة و معالجتها ‪ ،‬مكافحة‬
‫األمراض الوبائية و المعدية ‪ ،‬القيام بعمليات التطهير و جمع القمامة بصفة منتظمة ‪ ،‬تنظيم‬
‫مصلحة جمع النفايات الصلبة ‪ ،‬هياكل السيارات الهالكة ‪ ،‬النفايات التجارية ‪..‬‬
‫‪ -‬الحفاظ على الصحة في األماكن العمومية ‪ : 3‬تستعين البلدية بلجنة دائمة للصحة و النظافة‬
‫العامة ‪ ،‬و حماية البيئة ‪ ،‬و مكاتب متخصصة لحفظ الصحة ‪ ،‬و تتكون المكاتب من تقنيين‬
‫في الصحة العمومية و البيئة ‪ ،‬الفالحة ‪ ،‬الصحة الحيوانية ‪ ،‬مساعدي مراقبة النوعية ‪،‬‬
‫و تختص هذه المكاتب باقتراح التدابير الرامية لحفظ الصحة في جميع المؤسسات و األماكن‬
‫العمومية ‪ ،‬إعداد برامج مكافحة األمراض المتنقلة ‪ ،‬ناقالت األمراض و محاربة الحيوانات‬
‫الضارة ‪ ،‬القيام بالتطهير ‪ ،‬مراقبة نوعية المياه البكتيرية ‪..‬‬
‫‪ -‬حماية الطبيعة ‪ : 4‬العناية بالمساحات الخضراء داخل المراكز الحضرية ‪ ،‬تهيئة غابات‬
‫‪5‬‬
‫الترفيه قصد تحسين البيئة ‪ ،‬الوقاية من أخطار الحريق ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ريحاني أمينة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 477‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المواد ‪ 44‬و ‪ 49‬من ق‪ ، 41 -44 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المطة ‪ 4‬من المادة ‪ 91‬من ق‪. 41 -44 .‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المطة ‪ 44‬من المادة ‪ 91‬من ق‪. 41 -44 .‬‬
‫‪5‬‬
‫ريحاني أمينة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 479‬‬

‫‪284‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬الجزاءات اإلدارية المكرسة لحماية البيئة‬

‫إن للبيئة قيمة إجتماعية جديرة بالحماية القانونية ‪ ،‬و إن لتلوث البيئة آثار ضارة و خطيرة على األفراد‬
‫تفرض استخدام اإلدارة لوسائل ذات طابع وقائي و ردعي على حد سواء ‪.‬‬

‫و لهذا تسعى السلطات اإلدارية في مجال البيئة إلى توفير الحماية الالزمة لها بوسائل و تدابير قانونية‬
‫قبلية وقائية و بعدية جزائية ‪.‬‬

‫و لقد أقر المشرع وسائل قانونية تلجأ إليها اإلدارة ‪ ،‬و هي تدابير وقائية ‪ ،‬بهدف توفير الحماية للبيئة‬
‫من االعتداءات الواقعة عليها ‪ ،‬و أخرى ردعية لمواجهة المخالفات الضارة بالبيئة ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الوسائل الوقائية لحماية البيئة‬

‫الجزاء اإلداري في المجال البيئي يحدد بجميع اإلجراءات و التدابير القانونية التي تلجأ إليها الدولة‬
‫ضد كل مخالفي األحكام و القوانين المنظمة للمجال البيئي ‪.‬‬

‫و ُيتخذ قبل إتخاذ أي جزاء ردعي ‪ ،‬تدابير وقائية تلجأ إليها اإلدارة بغية تالفي أي خطر أو ضرر‬
‫على البيئة ‪.‬‬

‫تمثلت هذه التدابير في الحظر ‪ ،‬اإللزام ‪ ،‬الترخيص ‪ ،‬نظام التقارير و نظام دراسة مدى التأثير ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى الترغيب كما سنوضح تباعا ‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬الحظر‬

‫هو وسيلة تلجأ إليها السلطات اإلدارية لحفظ النظام العام بالنهي عن إتخاذ إجراء معين أو ممارسة‬
‫نشاط محدد لخطورته على النظام العام ‪ ،‬و هو منع اإلتيان بتصرف مخالف للقوانين و األنظمة‬
‫و التعليمات لكل تصرف يضر البيئة ‪.‬‬

‫و هو وسيلة قانونية تقوم اإلدارة بتطبيقه عن طريق الق اررات اإلدارية ‪ ،‬تهدف من خاللها عدم اإلتيان‬
‫ببعض التصرفات بسبب الخطورة التي تنجم عن ممارستها و ضررها على البيئة ‪ ،‬و يكون الحظر‬
‫مطلقا أو نسبيا‪.‬‬

‫‪285‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال ‪ :‬الحظر المطلق‬

‫و هو أن يحظر القانون و بشكل مطلق ال استثناء فيه و ال ترخيص معه ‪ ،‬ممارسة أفعال معينة نظ ار‬

‫‪1‬‬
‫لما لها من أثار ضارة بالبيئة ‪.‬‬
‫بمعنى منع اإلتيان بأفعال معينة منعا باتا ‪ ،‬كمنع عمل يضر بالتنوع الطبيعي أو يشوه المجاالت‬
‫المحمية ‪. 2‬‬

‫و نجد العديد من النصوص القانونية التي تبنت أسلوب الحظر المطلق في مجال حماية البيئة ‪،‬‬
‫و من أمثلة ذلك ما تنص عليه المادة ‪ 14‬من قانون حماية البيئة و التنمية المستدامة ‪:‬‬

‫" يمنع كل صب أو طرح للمياه المستعملة أو رمي للنفايات ‪ ،‬أيا كانت طبيعتها ‪ ،‬في المياه‬
‫المخصصة إلعادة تزويد طبقات المياه الجوفية و في اآلبار و الحفر و سراديب المياه التي غير‬
‫تخصيصها " ‪.‬‬

‫و كذلك المادة ‪ 66‬من قانون ‪ 41 -12‬التي تنص على أنه يمنع إلصاق الالفتات أو المطبوعات‬
‫االشهارية أو االعالنات على األشجار و العقارات المصنفة ضمن اآلثار التاريخية أو اآلثار الطبيعية‬
‫‪3‬‬
‫أو المساحات المحمية ‪ ،‬أو أي عقارات ذات طابع جمالي أو تاريخي ‪.‬‬

‫و من أمثلة المحظورات أيضا ما ورد في قانون حماية الساحل و تثمينه حيث تنص المادة ‪ 9‬منه ‪:‬‬

‫" يمنع المساس بوضعية الساحل الطبيعية ‪ ،‬و تجب حمايته و استعماله و تثمينه وفقا لوجهته‬
‫‪4‬‬
‫الطبيعية "‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ماجد راغب الحلو‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 426‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المواد ‪ 22‬و ‪ 66‬من ق‪ ، 41-12 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 66‬من ق‪ ، 41 -12 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 9‬من ق‪ 17-17 .‬المؤرخ في ‪ 1‬فيفري ‪ ، 7117‬المتعلق بحماية الساحل و تثمينه ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 47‬فيفري ‪ ، 7117‬العدد ‪. 41‬‬

‫‪286‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا ‪ :‬الحظر النسبي‬

‫و الذي يتجسد بمنع التشريعات البيئية القيام بأعمال أو نشاطات معينة لما لها من خطر على البيئة‬
‫إال بعد الحصول على إذن أو موافقة أو ترخيص من الهيئات اإلدارية البيئية أو إتخاذ بعض‬
‫اإلحتياطات الالزمة وفقا للشروط و ضوابط حماية البيئة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫و يتجسد منع القيام بأعمال معينة لتفادي إمكانية أن تلحق هذه النشاطات آثار ضارة بالبيئة ‪.‬‬

‫و برجوعنا إلى التشريعات البيئية ‪ ،‬نصت المادة ‪ 69‬من قانون التهيئة و التعمير على ‪:‬‬
‫" ال يرخص بأي بناء أو هدم من شأنه أن يمس بالتراث الطبيعي و التاريخي و الثقافي أو يشكل‬
‫خط ار ‪ ،‬إال بعد استشارة و موافقة المصالح المختصة في هذا المجال وفقا للقوانين و التنظيمات‬
‫‪2‬‬
‫السارية المفعول " ‪.‬‬

‫و مثال ذلك أيضا ما اشترطه المشرع في المادة ‪ 11‬من قانون حماية البيئة في عمليات الشحن‬
‫و تحميل المواد و النفايات الموجهة للغمر في البحر للحصول على ترخيص يسلمه الوزير المكلف‬
‫‪3‬‬
‫بالبيئة ‪ ،‬و عليه فإن ما تنص عليه المادة هو حظر نسبي مادام يخضع لشرط الرخصة ‪.‬‬

‫و من تطبيقات ذلك اعتراف القضاء اإلداري الفرنسي في ق ارره الصادر سنة ‪ 4926‬في قضية إتحاد‬
‫نقابات مطابع باريس ‪.‬‬
‫تتلخص وقائعها في أن الجهة اإلدارية المختصة سبق لها و أصدرت الئحة تحظر توزيع اإلعالنات‬
‫على المارة في الطرق العامة ‪ ،‬نظ ار ألن رميها عشوائيا عقب اإلطالع عليها يسبب تشويها للمنظر‬
‫الجمالي العام للمدينة الذي يجب الحفاظ عليه ‪.‬‬

‫فطعن إتحاد نقابات المطابع من هذه الالئحة مطالبا بإلغائها ‪ ،‬لخروج أهدافها عن األهداف المرسومة‬
‫لسلطات الضبط اإلداري ‪ ،‬و هي الحفاظ على النظام العام بمفهومه التقليدي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫طارق إبراهيم الدسوقي عطية ‪ ،‬األمن البيئي النظام القانوني لحماية البيئة ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬مصر ‪، 7119 ،‬‬
‫ص ‪. 212‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 69‬من ق‪ ، 79-91 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 11‬من ق‪ ، 41 -12 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪287‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فرفض مجلس الدولة ذلك مؤكدا أن حماية جمال الرونق تعتبر أيضا من أغراض الضبط اإلداري‬
‫بوصفها إحدى عناصر النظام العام الجديرة بالحماية ‪.‬‬

‫و بذلك استقر قضاء مجلس الدولة الفرنسي على مشروعية تدخل سلطات الضبط اإلداري بالحظر‪،‬‬
‫لتحقيق أغراض جمالية بحتة ال عالقة لها بالعناصر التقليدية المتمثلة في األمن العام ‪ ،‬الصحة‬
‫‪1‬‬
‫العامة ‪ ،‬السكينة العامة ‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬اإللزام‬

‫و هو اإللزام بالقيام بعمل إيجابي ‪ ،‬مما يعادل الحظر بالقيام بعمل سلبي ‪.‬‬
‫كإلزام المنتج و التاجر بالتخلص من األغذية التالفة أو المخلفات الناتجة عنها ‪ ،‬اإللزام بتوفير وسائل‬
‫‪2‬‬
‫معينة ‪ ،‬اإللزام باستخدام تقنيات نظافة محددة ‪.‬‬

‫و مثاله المادة ‪ 22‬من قانون حماية البيئة ‪ ،‬التي منعت كل عمل داخل المجال المحمي من شأنه‬
‫أن يضر بالتنوع الطبيعي ‪ ،‬و كل عمل يشوه طابع مجال محمي ‪ ،‬و هو متعلق بالصيد و الصيد‬
‫‪3‬‬
‫البحري و األنشطة الفالحية و الغابية و الصناعية و المنجمية ‪..‬‬

‫و في مجال حماية الهواء من اإلنبعاث الملوث ‪ ،‬يلزم المتسببين فيه باتخاذ اإلجراءات الضرورية‬
‫‪4‬‬
‫إلزالته و تقليصه ‪ ،‬لما يشكله من تهديد على األشخاص و البيئة ‪.‬‬

‫و كذلك إلزام كل منتج أو حائز على النفايات ‪ ،‬أن يتخذ كل اإلجراءات الضرورية لتفادي إنتاج‬
‫‪5‬‬
‫النفايات ‪ ،‬باعتماد و استعمال تقنيات أكثر نظافة ‪ ،‬و أقل إنتاجا للنفايات ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نقال عن كمال محمد األمين ‪ ،‬الرخص اإلدارية و دورها في الحفاظ على البيئة ‪ ،‬الملتقى الوطني حول دور‬
‫الجماعات المحلية في حماية البيئة في ظل قانوني البلدية و الوالية الجديدين ‪ ،‬يومي ‪ 2‬و ‪ 1‬ديسمبر ‪ ، 7147‬مخبر‬
‫الدراسات القانونية البيئية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة ‪ 4‬ماي ‪ ، 4911‬قالمة ‪ ،‬ص ‪. 2‬‬
‫‪2‬‬
‫رنا ياسين حسين العابدي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 449‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 22‬من ق‪ ، 41-12 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 16‬من ق‪ ، 41 -12 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 6‬من ق‪ 49 -14 .‬المؤرخ في ‪ 47‬ديسمبر ‪ ، 7114‬المتعلق بتسيير النفايات و مراقبتها و إزالتها ‪،‬‬
‫ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 41‬ديسمبر ‪ ، 7114‬العدد ‪. 22‬‬

‫‪288‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و تنص المادة ‪ 17‬من المرسوم التنفيذي المحدد للقواعد العامة للتهيئة و التعمير على ما يلي ‪:‬‬
‫" يجب أن تحتوي كل عمارة جماعية على مدخل مغلق و بهو إليداع وعاءات القمامة ‪..‬‬
‫يجب أن تكون أرضية المحل و جدرانه من مواد كتومة غير متعفنة أو عازلة ‪ ،‬و ال يجوز بأي حال‬
‫من األحوال أن تسمح بدخول القوارض ‪.‬‬
‫يجب أن يغلق الباب بصفة محكمة ‪ ،‬كما يجب إقامة مركز للغسل و جهاز لصرف المياه لتسهيل‬
‫‪1‬‬
‫الصيانة ‪. "..‬‬

‫و عليه فاإللزام كأسلوب ضبط يتمكن من خالله المشرع من الوقاية من جميع األضرار و األخطار‬
‫التي قد تمس البيئة ‪ ،‬و هو عبارة عن قواعد آمرة تحقق الحماية القانونية عند القيام بما تأمر به‬
‫القاعدة القانونية ‪.‬‬

‫البند الثالث ‪ :‬الترخيص‬

‫هو اإلذن الصادر من جهة اإلدارة المختصة لممارسة عمل معين أو نشاط ال يجوز ممارسته بغير‬
‫إذن مسبق ‪ ،‬و هو أقل شدة من الحظر ‪ 2،‬كالترخيص بالبناء ‪ ،‬الترخيص بالهدم ‪ ،‬الترخيص بالتعديل‬
‫في منزل ‪ ،‬الترخيص بفتح محل ‪.‬‬

‫و الهدف منه تقييد حريات األفراد و حماية المصالح المتعددة تدخل ضمن مجال حماية البيئة ‪،‬‬
‫بما يحقق النظام العام داخل المجتمع‪ ،‬و لهذا األسلوب تطبيق واسع في مجال حماية البيئة ‪.‬‬

‫فقانون التهيئة و التعمير أوجب ضرورة الحصول على رخصة قبل الشروع في عملية البناء أو الهدم‬
‫‪3‬‬
‫أو حتى إحداث تغيير للعقار‪ ،‬و ضبط كيفية الحصول على الترخيص ‪.‬‬

‫فبإستقراء مواد القانون ‪ 79 -91‬يظهر أن هناك عالقة وطيدة بين حماية البيئة و رخصة البناء ‪،‬‬
‫و أن هذه األخيرة تعتبر من أهم التراخيص التي تعبر عن الرقابة السابقة على المحيط البيئي و الوسط‬
‫الطبيعي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 17‬من م‪ .‬ت ‪ 421-94‬المؤرخ في ‪ 74‬ماي ‪ ، 4994‬المحدد للقواعد العامة للتهيئة و التعمير‬
‫و البناء ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 4‬جوان ‪ ، 4994‬العدد ‪. 76‬‬
‫‪2‬‬
‫رنا ياسين حسين العابدي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 49‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 11‬من ق‪ ، 79 -91 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪289‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و لقد أخضع القانون المتعلق بمناطق التوسع و المواقع السياحية ‪ 1،‬أخذ الرأي المسبق للوزير المكلف‬
‫بالسياحة لكل تغيير ‪ ،‬توسيع أو تهديم لمؤسسة فندقية أو سياحية ‪ ،‬كما يخضع منح رخصة البناء‬
‫داخل المناطق السياحية أيضا إلى الرأي المسبق من الهيئات اإلدارية المختصة المعنية متمثلة في‬
‫الوزير المكلف بالسياحة بالتنسيق مع اإلدارة المكلفة بالثقافة عندما تحتوي المناطق على معالم ثقافية‬
‫‪2‬‬
‫مصنفة ‪.‬‬

‫كما وضح المرسوم التنفيذي المحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير و تسليمها ‪ ،‬الشروط الواجب‬
‫‪3‬‬
‫توافرها للحصول على رخصة البناء و الهدم ‪..‬‬

‫و كذلك تسلم رخص االستغالل للمنشآت المصنفة حسب درجة أهميتها ‪ ،‬فالفئة األولى يلزم وجود قرار‬
‫وزاري مشترك بين الوزير المكلف بالبيئة و الوزير المعني ‪ ،‬أما الفئة الثانية بقرار من الوالي المختص‬
‫إقليميا ‪ ،‬في حين أن المؤسسات المصنفة من الفئة الثالثة بموجب قرار من رئيس المجلس الشعبي‬
‫‪4‬‬
‫البلدي ‪.‬‬

‫البند الرابع ‪ :‬نظام التقارير‬

‫استحدث المشرع بموجب النصوص المتعلقة بحماية البيئة أسلوب جديد و الذي يسعى من خالله‬
‫إلى فرض رقابة الحقة و مستمرة على األنشطة التي يمكن أن تشكل خطر على البيئة ‪.‬‬

‫فهو أسلوب ُمكمل ألسلوب الترخيص ‪ ،‬كما يقترب من اإللزام كونه يفرض على صاحبه القيام بتقديم‬
‫تقارير دورية عن نشاطاته ‪ ،‬حتى تتمكن السلطة الضابطة من فرض الرقابة و تسهيل عملية متابعة‬
‫التطورات الحاصلة على النشاطات و المنشآت التي تشكل خط ار على البيئة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ق‪ 12-12 .‬المؤرخ في ‪ 42‬فيفري ‪ ، 7112‬المتعلق بمناطق التوسع و المواقع السياحية ـ ج‪.‬ر الصادرة في ‪49‬‬
‫فيفري ‪ ، 7112‬العدد ‪.44‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المواد ‪ 72‬و ‪ 71‬من ق‪ ، 12 -12 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر م‪ .‬ت ‪ 49-41‬المؤرخ في ‪ 71‬جانفي ‪ ، 7141‬يحدد كيفيات تحضير عقود التعمير و تسليمها ‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 47‬فيفري ‪ ، 7141‬العدد ‪. 2‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر الماة ‪ 71‬من م‪ .‬ت ‪ 494 -16‬المؤرخ في ‪ 24‬ماي ‪ ، 7116‬يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات‬
‫المصنفة لحماية البيئة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 1‬جوان ‪ ، 7116‬العدد ‪. 22‬‬

‫‪290‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فبدال من أن تقوم اإلدارة بإرسال أعوانها للتحقيق من السير العادي للنشاط المرخص به ‪ ،‬يتولى‬
‫صاحب النشاط بتزويدها بالمعلومات و التطورات الحاصلة و الجديدة و يرتب القانون على عدم القيام‬
‫‪1‬‬
‫بهذا اإللزام جزاءات مختلفة ‪.‬‬

‫وأسلوب التقارير أسلوب جديد بحاجة إلى نصوص تنظيمية ‪.‬‬

‫و مثاله قانون المناجم الذي ألزم أصحاب الرخص المنجمية ‪ ،‬أن يقدموا تقري ار سداسيا متعلقا‬
‫بنشاطاتهم إلى الوكالة الوطنية للنشاطات المنجمية ‪ ،‬و للمصالح غير الممركزة لإلدارة المكلفة‬
‫‪2‬‬
‫بالمناجم ‪ ،‬يتعلق أساسا بنشاطاتهم ‪.‬‬

‫و نجد المادة ‪ 74‬من قانون المتعلق بتسيير النفايات ألزمت منتجو أو حائزو النفايات الخاصة‬
‫و الخطرة بالتصريح للوزير المكلف بالبيئة بالمعلومات المتعلقة بطبيعة و كمية و خصائص النفايات ‪.‬‬

‫كما يتعين عليهم تقديم و بصفة دورية المعلومات الخاصة بمعالجة هذه النفايات و اإلجراءات العملية‬
‫‪3‬‬
‫المتخذة و المتوقعة لتفادى إنتاج هذه النفايات بأكبر قدر ممكن ‪.‬‬

‫و لقد نص قانون المياه على أنه تعد اإلدارة المكلفة بالموارد المائية نظام تسيير مدمج لإلعالم حول‬
‫الماء الذي يكون منسجما مع أنظمة اإلعالم و قواعد المعطيات المنشأة ‪ ،‬ال سيما على مستوى‬

‫‪1‬‬
‫على الموقع اإللكتروني‪ ، http/./.ww.norsa.netfilefiliea2e4 :‬تاريخ اإلطالع ‪، 7142 -11 -12 :‬‬
‫‪. 10 :03‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 471‬مطة ‪ 1‬من ق‪ ، 11-41 .‬المرجع السابق ‪ ،‬و يبدو أن المشرع قلص من مدة تقديم المقرر من‬
‫سنة إلى ستة أشهر‪ ،‬و لقد كانت المادة ‪ 64‬من ق‪ 41 -14 .‬تنص ‪ " :‬يوجه أصحاب السندات المنجمية أو الرخص‪،‬‬
‫خالل مدة اإلستغالل و البحث ‪ ،‬إلى الوكالة الوطنية للجيولوجيا و المراقبة المنجمية ‪ ،‬تقري ار سنويا متعلقا بنشاطهم‬
‫و كذا االنعكاسات على حيازة األراضي و خصوصيات الوسط البيئي " ‪ ،‬ق‪ 41 -14 .‬المؤرخ في ‪ 2‬جويلية ‪، 7114‬‬
‫يتضمن ق‪ .‬المناجم ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة بتاريخ ‪ 1‬جويلية ‪ ، 7114‬العدد ‪ ، 21‬الملغى بموجب المادة ‪ 492‬من ق‪-41 .‬‬
‫‪ ، 11‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 74‬من ق‪ ، 49 -14 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪291‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الهيئات العمومية المختصة ‪ 1،‬و أنه يتعين على األشخاص الطبيعيين أو المعنويين الحائزين‬
‫على رخصة أو امتياز استعمال األمالك العمومية الطبيعية للمياه ‪ ،‬و أصحاب اإلمتياز المفوض لهم‬
‫الخدمات العمومية للماء و التطهير و أصحاب إمتياز استغالل مساحات السقي أن يقدموا دوريا‬
‫‪2‬‬
‫للسلطة المكلفة بنظام التسيير المدمج لإلعالم كل المعلومات و المعطيات التي تتوفر لديهم ‪.‬‬

‫و عليه فنظام التقارير له أهمية بالغة في المراقبة ‪ ،‬كما أنه يساهم في دعم باقي أساليب الرقابة‬
‫اإلدارية ‪ ،‬و يسهل على اإلدارة عملية متابعة التطورات الحاصلة على النشاطات و المنشآت التي‬
‫تشكل خط ار على البيئة ‪.‬‬

‫البند خامس ‪ :‬نظام دراسة مدى التأثير‬

‫تبنى المشرع هذا اإلجراء بموجب قانون حماية البيئة لسنة ‪ 4942‬الملغى ‪ ،‬بحيث اعتبر دراسة مدى‬
‫التأثير وسيلة أساسية للنهوض بحماية البيئة ‪ ،‬و أنها تهدف إلى معرفة و تقدير االنعكاسات المباشرة‬
‫‪3‬‬
‫و‪ /‬أو غير المباشرة للمشاريع على التوازن البيئي و كذا على إطار و نوعية معيشة السكان ‪.‬‬

‫و تناول قانون المناجم الملغى أيضا دراسة التأثير على البيئة على أنه تحليل آثار استغالل كل موقع‬
‫منجمي على مكونات البيئة بما فيها الموارد المائية ‪ ،‬جودة الهواء و الجو ‪ ،‬سطح األرض وباطنها ‪،‬‬
‫الطبيعة ‪ ،‬النبات ‪ ،‬الحيوان و كذا التجمعات البشرية القريبة من الموقع المنجمي بسبب الضوضاء‬
‫‪4‬‬
‫و الغبار و الروائح و االهت اززات و تأثيرها على الصحة العمومية للسكان المجاورين ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 66‬من ق‪ ، 47-11 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 62‬من قانون ‪ ، 47-11‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر‪ :‬المادة ‪ 21‬من ق‪ 12-42 .‬المؤرخ في ‪ 1‬فيفري ‪ ، 4942‬المتعلق بحماية البيئة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 4‬فيفري‬
‫‪ 4942‬العدد ‪ ، 6‬ملغى ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر‪ :‬المادة ‪ 71‬من ق‪ ، 41-14 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪292‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما بخصوص النصوص التنظيمية فإننا نجد في هذا الصدد المرسوم التنفيذي المحدد لمجال و محتوى‬
‫المصادقة على دراسة و موجز التأثير على البيئة ‪ ،‬الذي جاء خاليا من أي تعريف لهذه األداة‬
‫‪1‬‬
‫و اكتفى في المادة ‪ 17‬منه بتبيان الهدف منها ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى قانون ‪ 41 -12‬الذي عالج دراسات التأثير في الفصل الرابع بعنوان نظام تقييم اآلثار‬
‫البيئية لمشاريع التنمية ‪ :‬دراسات التأثير حيث جاء فيه ‪:‬‬

‫" تخضع ‪ ،‬مسبقا و حسب الحالة ‪ ،‬لدراسة التأثير أو لموجز التأثير على البيئة ‪ ،‬مشاريع التنمية‬
‫و الهياكل و المنشآت الثابتة و المصانع و األعمال الفنية األخرى ‪ ،‬و كل األعمال و برامج البناء‬
‫و التهيئة ‪ ،‬التي تؤثر بصفة مباشرة أو غير مباشرة فو ار أو الحقا ‪ ،‬على البيئة ‪ ،‬السيما على األنواع‬
‫و الموارد و األوساط و الفضاءات الطبيعية و التوازنات اإليكولوجية و كذلك على إطار و نوعية‬
‫‪2‬‬
‫المعيشة "‪.‬‬

‫حيث اكتفى بذكر المشاريع التي تخضع لدراسة التأثير‪ ،‬و هي مشاريع التنمية و الهياكل ‪ ،‬المنشآت‬
‫الثابتة ‪ ،‬المصانع و األعمال الفنية األخرى ‪ ،‬و كل األعمال و برامج البناء التي على الموارد‬
‫و األوساط و الفضاءات الطبيعية و التوازن اإليكولوجي و كذلك المؤثرة على إطار و نوعية‬
‫المعيشة ‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 46‬منه على تحديد قائمة األشغال التي تخضع لدراسة التأثير بسبب أهمية تأثيرها‬
‫على البيئة‪ ،‬أو موجز التأثير بسبب ضعف تأثيرها على البيئة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 7‬من م‪.‬ت ‪ 411 -12‬المؤرخ في ‪ 49‬ماي ‪ ، 7112‬المحدد لمجال تطبيق و محتوى و كيفيات المصادقة‬
‫على دراسة و موجز التأثير على البيئة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 77‬ماي ‪ ،7112‬العدد ‪ " : 21‬تهدف دراسة أو موجز‬
‫التأثير على البيئة إلى تحديد مدى مالئمة إدخال المشروع في بيئته مع تحديد و تقييم اآلثار المباشرة و ‪ /‬أو غير‬
‫المباشرة للمشروع و التحقق من التكفل بالتعليمات المتعلقة بحماية البيئة في إطار المشروع المعني " ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 4/41‬من ق‪ ، 41 -12 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪293‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و عليه و من خالل ما سبق يمكن تعريف دراسة التأثير بأنها دراسة تقييمية مسبقة تهدف إلى الكشف‬
‫‪1‬‬
‫عن ما قد تسببه المشاريع الخطرة من آثار على البيئة بهدف التقليل أو الحد منها ‪.‬‬

‫كما نالحظ أن المشرع استحدث دراسة جديدة من خالل قانون حماية البيئة والتنمية المستدامة‬
‫هي موجز التأثير‪.‬‬

‫البند سادس ‪ :‬الترغيب‬

‫هو ليس جزاء بقدر ما هو أسلوب وقائي ‪ ،‬يتمثل في منح مزايا لكل من يقوم بأعمال معينة ُيقدر‬
‫القانون أهميتها ‪ ،‬من أجل تحفيز أصحاب المشاريع الصناعية ‪ ،‬التجارية و الزراعية و الخدماتية عند‬
‫استخدام و استغالل المواد التي يؤدي وجودها و تراكمها بكميات و تركيز إلى تلوث البيئة ‪ ،‬و منح‬
‫مزايا و مكافآت مادية أو معنوية لكل من يقوم بأعمال تهدف إلى حماية البيئة و المحافظة عليها‬
‫كاإلعفاءات الضريبية مثال ‪.‬‬

‫و هو ما جاء به المشرع في المادة ‪ 26‬من قانون حماية البيئة و التنمية المستدامة التي منحت‬
‫حوافز مالية و جمركية للمؤسسات الصناعية التي تستورد التجهيزات التي تسمح بإزالة أو تخفيف‬
‫‪2‬‬
‫ظاهرة االحتباس الحراري و التقليص من التلوث ‪.‬‬

‫و كذلك الفقرة األولى من المادة ‪ 22‬من نفس القانون حيث تنص ‪:‬‬

‫" يستفيد كل شخص طبيعي أو معنوي يقوم بأنشطة ترقية البيئة من تخفيض في الربح الخاضع‬
‫للضريبة " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪" le principe de prévention consiste à empêcher la survenance d’atteintes à‬‬
‫‪l’environnement par des mesures appropriées dites préventives avant l’élaboration d’un‬‬
‫‪plan ou la réalisation d’un ouvrage ou d’une activité. L’action préventives est une action‬‬
‫; ‪anticipatrice et a priori … ", Michel prieur, droit de l’environnement, 4éd , Dalloz delta‬‬
‫‪2001, p.67 .‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 26‬من ق‪ ، 41-12 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪294‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الجزاءات الردعية‬

‫إن األساليب الوقائية السابقة رغم أهميتها في حماية البيئة السابق لوقوع الضرر أو الخطر‪ ،‬ال تحول‬
‫و بشكل دائم دون وقوع المخالفات البيئية التي تؤدي إلى تلوث المحيط البيئي و اإلضرار به ‪.‬‬
‫و لردع االعتداء على البيئة و الحد من آثار المخالفات التي وقعت بالفعل ‪ ،‬للسلطات اإلدارية البيئية‬
‫مواجهتها من خالل ما تملكه من أساليب عالجية رادعة تتمثل في الجزاءات اإلدارية الردعية التي‬
‫نصت عليها التشريعات البيئية ‪ 1،‬األمر الذى يؤدى إلى تفادى اتساع نطاق األخطار و اإلضرار‬
‫بالبيئة ومن ثم الحد من تعاظم آثارها ‪.‬‬

‫إن الوسائل التي تستعين بها اإلدارة كجزاء لمخالفة إجراءات حماية البيئة كثيرة ‪ ،‬و هي تختلف‬
‫باختالف درجة المخالفة التي يرتكبها األفراد ‪ ،‬فقد تكون في شكل جزاءات إدارية غير مالية ‪،‬‬
‫أو جزاءات مالية ‪ ،‬فتتخذ الجزاءات اإلدارية في نطاق حماية البيئة شكل اإلنذار‪ ،‬الجزاءات المالية ‪،‬‬
‫سحب الترخيص ‪ ،‬الوقف المؤقت للنشاط و غلق المنشأة ‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬اإلنذار‬

‫له تسميات مختلفة اإلخطار ‪ ،‬اإلعذار ‪ ،‬التنبيه ‪ ،‬أو اإلنذار ‪ ،‬و يعرف بوصفه أحد األساليب اإلدارية‬
‫بأنه تنبيه صاحب الشأن بالمخالفة الصادرة عن نشاطه التخاذ ما يلزم من تدابير‪ ،‬وفقا للشروط‬
‫القانونية المعمول بها ‪.‬‬

‫و يكون اإلنذار الذي يرتبه القانون بشكل سابق على توقيع الجزاء اإلداري البيئي ‪ ،‬بشكل طلب توجهه‬
‫اإلدارة المختصة بذلك إلى من صدر عنه الفعل المخل بالبيئة ‪ ،‬تنبهه فيه إلى االمتناع عن القيام‬
‫بمثل هذه األفعال حتى ال توقع الجزاء اإلداري المقرر لها ‪ ،‬و إذا امتنع المخالف عن إزالة المخالفة‬
‫و تكرر الفعل ذاته المخل بالبيئة ‪ ،‬كان لإلدارة المختصة توقيع الجزاء المقرر لها ‪ ،‬كسحب الترخيص‬

‫‪1‬‬
‫إسماعيل صعصاع البديري ‪ ،‬حوراء حيدر إب ارهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 42‬‬

‫‪295‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أو غلق المنشأة دون أن يسبق ذلك أي إنذار ‪ ،‬ألن اإلنذار في هذه الحالة لن يحقق الهدف في إزالة‬
‫‪1‬‬
‫المخالفة إال بتدخل اإلدارة بأسلوب الجزاء الردعي ‪.‬‬

‫و يعد اإلخطار من أخف أساليب و إجراءات الضبط اإلداري التي يمكن فرضها على النشاط‬
‫المخالف ‪ ،‬فهو وسيلة من وسائل تنظيم ممارسة الحريات الفردية ‪ ،‬بقصد الوقاية مما قد ينشأ عنها‬
‫من ضرر‪ ،‬و غير مستوفي للشروط التي أوجبها القانون ‪.‬‬

‫الهدف منه هو مراقبة الموقف من قبل اإلدارة تحسبا لمواجهة احتماالت التلوث بالنسبة للنشاطات‬
‫التي تكون ذات مساس بالبيئة ‪ ،‬و هو يقتصر على بيان الخطورة التي تنطوي عليها المخالفة و التنبيه‬
‫بعدم اإلتيان بالفعل‪ ،‬و مدى جسامة الجزاء المترتب عليها ‪.‬‬

‫و من أمثلة اإلخطار في التشريع الجزائري ‪ ،‬ما جاءت به المادة ‪ 71‬من قانون ‪ ، 41 -12‬و هو أن‬
‫يقوم الوالي بإعذار مستغل المنشأة الغير واردة في قائمة المنشآت المصنفة ‪ ،‬و التي ينجم عنها أخطار‬
‫‪2‬‬
‫أو أضرار تمس البيئة ‪ ،‬و يحدد له أجال التخاذ التدابير الضرورية إلزالة تلك األخطار أو األضرار ‪.‬‬

‫و كذلك المادة ‪ 16‬من نفس القانون ‪:‬‬

‫" في حالة وقوع عطب أو حادث في المياه الخاضعة للقضاء الجزائري ‪ ،‬لكل سفينة أو طائرة أو آلية‬
‫أو قاعدة عائمة تنقل أو تحمل مواد ضارة أو خطيرة أو محروقات ‪ ،‬من شأنها أن تشكل خط ار كبي ار‬
‫ال يمكن دفعه ‪ ،‬و من طبيعته إلحاق الضرر بالساحل و المنافع المرتبطة به ‪ ،‬يعذر صاحب السفينة‬
‫‪3‬‬
‫أو الطائرة أو اآللية أو القاعدة العائمة باتخاذ كل التدابير الالزمة لوضع حد لهذه األخطار "‪.‬‬

‫و في مجال المنشآت المصنفة ‪ ،‬فإعذار مستغل المنشأة المصنفة الملوثة إللزامه معالجة الوضع‬
‫و اتخاذ التدابير الكفيلة بجعل نشاطه مطابقا للمقاييس القانونية المعمول بها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اسماعيل صعصاع البديري ‪ ،‬حوراء حيدر إبراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 411‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 71‬من ق‪ ، 41 -12 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 16‬من ق‪ ، 41 -12 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪296‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪1‬‬
‫فيعد إنذار من جهة ‪ ،‬و إحاطة المخالف علما بما تنوي اإلدارة اتخاذه في مواجهته قبل حدوثه ‪.‬‬

‫فقد نصت الفقرة األولى من المادة ‪ 71‬من األمر ‪: 41 -12‬‬


‫" ‪ ..‬و بناء على تقرير من مصالح البيئة يعذر الوالي المستغل و يحدد له أجال التخاذ التدابير‬
‫الضرورية إلزالة األخطار أو األضرار المثبتة ‪. " ..‬‬

‫و أكد المرسوم التنفيذي ‪ 494 -16‬على أنه يمكن للوالي المختص إقليميا ‪ ،‬في الحالة المنصوص‬
‫عليها في المادتين ‪ 11‬و ‪ 12‬من القانون ‪ ،‬إعذار مستغل المؤسسة المصنفة إليداع التصريح ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫أو طلب الرخصة ‪ ،‬أو مراجعة بيئية ‪ ،‬أو دراسة الخطر ‪.‬‬

‫فعلى الوالي توجيه إعذار إلى مستغل المؤسسة قبل توقيع أي جزاء ‪ ،‬مع إعطاء المخالف مهلة قانونية‬
‫لتصحيح الوضع ‪.‬‬

‫و هذا ما ذهب إليه مجلس الدولة الفرنسي حين اعتبر اإلخطار مقدمة ضرورية و جوهرية قبل توقيع‬
‫‪3‬‬
‫الجزاءات اإلدارية الواردة في تقنين البيئة ‪.‬‬

‫و حسب اعتقادي فإن اإلعذار و رغم أنه يتصف بأنه من أسهل األساليب و التدابير اإلدارية من‬
‫جهة ‪ ،‬و أخفها على المخالف من جهة أخرى ‪ ،‬فإن االستمرار في المخالفة رغم اإلعذار يؤدي‬
‫ال محالة إلى لجوء اإلدارة المختصة بتوقيع جزاءات أخرى أشد وقعا من مجرد اإلعذار‪ ،‬كالغرامة ‪،‬‬
‫أو سحب الترخيص عبر جزاءات تدرجية من حيث الشدة ‪ ،‬لضمان استم اررية النشاط في المجال‬
‫البيئي بالشكل الذي ال يتعارض مع القوانين و التنظيمات المعمول بهما ‪ ،‬و ال يشكل أي خطر‬
‫على الساكنة ‪.‬‬

‫و هو ما سوف نعرضه في الفقرات الموالية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فاضل إلهام ‪ ،‬العقوبات اإلدارية لمواجهة خطر المنشآت المصنفة على البيئة في التشريع الجزائري ‪ ،‬دفاتر السياسة‬
‫و القانون ‪ ،‬العدد التاسع ‪ ،‬جوان ‪ ، 7142‬جامعة قاصدي مرباح ‪ ،‬ورقلة ‪ ،‬ص ‪. 249‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 4/14‬من م‪.‬ت ‪ ، 494 -16‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫فاضل إلهام ‪ ،‬العقوبات اإلدارية لمواجهة خطر المنشآت‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 271‬نقال عن موسى مصطفى‬
‫شحادة ‪ ،‬الجزاءات اإلدارية في مواجهة المنشآت المصنفة الضارة بالبيئة و رقابة القضاء اإلداري في فرنسا عليها ‪،‬‬
‫مجلة الحقوق للبحوث القانونية و اإلقتصادية ‪ ،‬جامعة اإلسكندرية ‪ ،‬العدد األول ‪ ، 7111 ،‬ص ‪. 27‬‬

‫‪297‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫البند الثاني ‪ :‬الجزاءات المالية‬

‫إن الجزاءات اإلدارية البيئية المالية ‪ ،‬هي جزاءات تُتخذ من الذمة المالية للشخص المخالف من جانب‬
‫اإلدارة ‪ ،‬و هي تمثل أهم الوسائل التي يمكن أن تستعين بها اإلدارة لمواجهة حالة خرق القوانين‬
‫المتعلقة بالبيئة ‪.‬‬

‫فالجباية البيئية تشمل مختلف الضرائب و الرسوم التي تفرضها الدولة على األشخاص المعنوية‬
‫و الطبيعية الملوثين للبيئة ‪ ،‬باإلضافة إلى أن الجباية البيئية قد تشمل مختلف اإلعفاءات و التحفيزات‬
‫‪1‬‬
‫الجبائية لنفس األشخاص الذين يستخدمون في نشاطاتهم االقتصادية تقنيات صديقة للبيئة ‪.‬‬

‫و في موضوع بحثنا ‪ ،‬يتم على الخصوص تحديد صور الجزاء المالي الذي تفرضه اإلدارة المختصة‬
‫على األشخاص الطبيعية و المعنوية المتسببين في تلويث البيئة ‪ ،‬في شكل ما يسمى بالنظام الجبائي‬
‫البيئي ‪ ،‬الذي يشتمل على الغرامة اإلدارية و المصادرة ‪ ،‬الضرائب و الرسوم ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الغرامة المالية‬

‫هي أكثر الجزاءات اإلدارية استخداما نظ ار لسهولة تقريرها و سرعة تحصيلها ‪ ،‬فهي مبالغ مالية‬
‫تفرضها اإلدارة المختصة استنادا إلى القانون ‪ ،‬على كل شخص طبيعي أو معنوي قام بأنشطة تشكل‬
‫ضرر على البيئة ‪.‬‬

‫و لإلدارة السلطة التقديرية في تحديد مقدارها في حدود الحد األدنى و األقصى المحدد قانونا ‪.‬‬
‫و هي تأخذ صورة األموال أو رسوم ثابتة ‪ ،‬أو زيادة في الضرائب عن األنشطة الملوثة بالنسبة‬
‫للشخص المعنوي ‪ ،‬أو صورة المصالحة بين اإلدارة و المخالف ‪.‬‬

‫و تجدر اإلشارة أن الغرامة المالية اإلدارية ال يشترط لفرضها وقوع ضرر و ال حتى إثباته ‪ ،‬فهي‬
‫جزاء إداري تفرضه اإلدارة بقرار منها بمجرد وقوع إخالل لقواعد حماية البيئة ‪ ،‬و لو لم ينتج ذلك‬
‫اإلخالل ضرر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فارس مسدور ‪ ،‬أهمية تدخل الحكومات في حماية البيئة من خالل الجباية البيئية ‪ ،‬مجلة الباحث ‪ ،‬جامعة ورقلة ‪،‬‬
‫العدد ‪ ، 7141 -7119 ، 2‬ص ‪. 212‬‬

‫‪298‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ذلك ألن الهدف من الغرامة هو الردع ‪ ،‬يمس الذمة المالية للشخص الطبيعي أو المعنوي أو المنشآت‬
‫المصنفة ‪ ،‬مما يدفع نحو االنضباط ‪ ،‬لتكون حماية البيئة محل اعتبار عند مباشرة أي مشروع وفقا‬
‫‪1‬‬
‫للتدابير و اإلجراءات التنظيمية المعمول بهما ‪.‬‬

‫و يلتزم المخالف بدفع الغرامة المالية إلى الخزينة العامة ‪ ،‬و يكون مقدار الغرامة على قدر المخالفة‬
‫المرتكبة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المصادرة‬

‫و تعتبر المصادرة اإلدارية إجراء استثنائي صادر عن اإلدارة ‪ ،‬و تعني نزع المال قس ار و بغير‬
‫مقابل ‪.‬‬

‫و من أمثلتها نجد في قانون الغابات بأن جميع حاالت المخالفات لقانون الغابات ‪ ،‬يتم اتخاذ إجراء‬
‫‪2‬‬
‫المصادرة للمنتجات الغابية محل المخالفة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الرسوم و الضرائب البيئية‬

‫تفرض الرسوم و الضرائب البيئية ‪ ،‬أو ما يسمى بالضرائب الخضراء على المنتجات و المواد الملوثة‬
‫الناجمة عن النشاطات االقتصادية المختلفة ‪ ،‬الناجمة عن المنتجات الملوثة ‪ ،‬و استخدام لتقنيات‬
‫‪3‬‬
‫إنتاجية مضرة بالبيئة و المهددة لسالمتها ‪ ،‬و إصالح اآلثار المترتبة عنها ‪.‬‬

‫و تشمل كل اإلجراءات اإلدارية الرامية إلى فرض التعويض المالي على الملوثين للحد من اآلثار‬
‫الضارة الناتجة عن التلوث الواقع على البيئة ‪ ،‬على اعتبار أن العيش في بيئة نظيفة حق مكتسب‬
‫للكافة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ريحاني أمينة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 712 -717‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 49‬من ق‪ ، 47 -41 .‬المرجع السابق ‪ ،‬رغم أن المشرع لم يصرح ما إذا كانت هذه المصادرة إدارية أم‬
‫قضائية ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫فارس مسدور ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 219‬‬

‫‪299‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪1‬‬
‫فظهرت الرسوم و الضرائب البيئية باألساس لتطبيق مبدأ الملوث الدافع ‪.‬‬

‫كما نجد عدة أنواع من الرسوم و الضرائب في المجال البيئي ‪ ،‬منها ما هو متعلق باالنبعاثات‬
‫الملوثة ‪ ،‬الضرائب و الرسوم المطبقة على المنتجات ‪ ،‬الضرائب و الرسوم المطبقة لتحسين جودة‬
‫الحياة ‪ ،‬الضرائب و الرسوم المطبقة على استغالل الموارد الطبيعية ‪ ،‬الرسم على النشاطات الملوثة‬
‫أو الخطيرة على البيئة ‪ ،‬الرسم التكميلي على المياه الملوثة ‪ ،‬الرسم التكميلي على التلوث الجوي ‪،‬‬
‫الرسم على النفايات الحضرية ‪ ،‬الضرائب و الرسوم المطبقة على المنتجات ‪ ،‬رسم رفع القمامات‬
‫المنزلية ‪ ،‬الرسم على األكياس البالستيكية المستوردة أو المصنوعة محليا ‪ ،‬الرسم على اإلطارات‬
‫المطاطية الجديدة مستوردة أو المنتجة محليا ‪ ،‬الرسم على الزيوت و الشحوم المستوردة أو المصنعة‬
‫محليا ‪..‬‬

‫و من أمثلتها فرض الرسم التكميلي لمحاربة التلوث الجوي ذي المصدر الصناعي على الكميات‬
‫المنبعثة من المنشآت المصنفة ‪ ،‬و التي تتجاوز العتبة القانونية المسموح بها للتلوث ‪ ،‬فيتمثل وعاء‬
‫هذا الرسم في كميات الغازات و األدخنة و األبخرة ‪ ،‬و الجزيئات السائلة و الصلبة المنبعثة في الهواء‬
‫و التي تتجاوز القيم القصوى المحددة في المرسوم التنفيذي ‪ 2، 424 -16‬و قد تم إحداث هذا الرسم‬
‫‪3‬‬
‫بموجب قانون المالية لسنة ‪. 7117‬‬

‫و للرسم البيئي أهداف لعل أهمها ‪:‬‬

‫‪ -‬المساهمة في إزالة التلوث ‪ ،‬فالض ارئب تؤدي بالمكلف إلى اإلتجاه نحو التقليل من التلوث‬
‫ألنها تمس مباشرة بذمته المالية ‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم القدرات المالية للدولة و إيجاد مصادر مالية جديدة في مجال مكافحة التلوث ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عرفه المشرع الجزائري بأنه " ‪ ..‬كل شخص يتسبب نشاطه أو يمكن أن يتسبب في إلحاق الضرر بالبيئة ‪ ،‬نفقات كل‬
‫تدابير الوقاية من التلوث و التقليص منه و إعادة األماكن و بيئتها إلى حالتها األصلية " ‪ ،‬ينظر المطة ‪ 2‬من المادة ‪2‬‬
‫من ق‪ ، 41 -12 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫م‪.‬ت ‪ 424 -16‬المؤرخ في ‪ 41‬أفريل ‪ ، 7116‬ينظم إنبعاث الغاز و الدخان و البخار و الجزيئات الصلبة في الجو‬
‫و كذا الشروط التي تتم فيها مراقبتها ‪ ،‬ج ‪.‬ر الصادرة في ‪ 46‬أفريل ‪ ، 7116‬العدد ‪. 71‬‬
‫‪3‬‬
‫يحصل هذا الرسم عن طريق قابضة الضرائب المتعددة ‪ ،‬و يوزع بحسب النسب التالية ‪ % 41 :‬لفائدة البلديات ‪،‬‬
‫‪ % 41‬لفائدة الخزينة العمومية ‪ % 21 ،‬للصندوق الوطني للبيئة ‪ ،‬ينظر المادة ‪ 711‬من ق‪ 74 -14 .‬المؤرخ‬
‫في ‪ 77‬ديسمبر ‪ ، 7114‬المتضمن ق‪ .‬المالية ‪ ، 7117‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 72‬ديسمبر ‪ ، 7114‬العدد ‪. 29‬‬

‫‪300‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و قد استحدث المشرع بموجب قانون المالية ‪ 71 -94‬لسنة ‪ 4997‬األخذ بالرسم على التلوث و ذلك‬
‫في حالة تجاوز المستغل أو المنشأة للوسائل الكفيلة لحماية البيئة ‪.‬‬

‫و قد تضمن إحداث الصندوق الوطني للبيئة ‪ ،‬و الذي يتم تحصيل موارده من الرسم على النشاطات‬
‫الملوثة أو الخطرة على البيئة ‪ ،‬باإلضافة إلى حاصل الغرامات الناتجة عن المخالفات للتنظيم المتعلق‬
‫بالبيئة ‪ ،‬و كذا التعويضات عن النفقات الخاصة بمكافحة التلوث المفاجئ الناتج عن تدفق المواد‬
‫‪1‬‬
‫الكيماوية الخطرة في البحر و مجاالت الري و المياه الجوفية العمومية أو الجو‪.‬‬

‫و العبرة من وضع هذه الرسوم هي الموازنة بين المصالح الخاصة و المصلحة العامة التي تقتضي‬
‫الحفاظ على السالمة و الصحة العامة و محاربة كل أشكال التلوث ‪ ،‬و قد أخد هذا الرسم من مبدأ‬
‫الملوث الدافع ‪ ،‬و هو مبدأ اقتصادي ‪ ،‬ألن ضبط قيمة هذا الرسم تسمح بوضع سياسة مالية لمكافحة‬
‫‪2‬‬
‫التلوث و التقليل من أثاره ‪.‬‬

‫البند الثالث ‪ :‬سحب التراخيص‬


‫يعد سحب الترخيص من أخطر الجزاءات اإلدارية المخولة قانونا ‪ ،‬و التي يمكن بمقتضاها تجريد‬
‫المستغل الذي لم يجعل من نشاطه مطابقا للمقاييس القانونية البيئية من الرخصة ‪ ،‬موازنة بين‬
‫مقتضيات الحق و المصلحة العامة ‪.‬‬
‫و من أمثلتها قانون المناجم ‪:‬‬

‫" يجب على صاحب الترخيص المنجمي ‪ ،‬و تحت طائلة التعليق و ‪ /‬أو السحب لترخيصه المنجمي ‪،‬‬
‫أن يقوم بما يأتي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 449‬من ق‪ ، 71 -94 .‬المؤرخ في ‪ 44‬ديسمبر ‪ ، 4994‬المتضمن ق‪ .‬المالية ‪ ، 4997‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 44‬ديسمبر ‪ ، 4994‬العدد ‪. 61‬‬
‫‪2‬‬
‫بولقواس إبتسام ‪ ،‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة ‪ ،‬الملتقى الوطني حول دور الجماعات المحلية في حماية‬
‫البيئة في ظل قانوني البلدية و الوالية الجديدين ‪ ،‬يومي ‪ 2‬و ‪ 1‬ديسمبر ‪ ، 7147‬مخبر الدراسات القانونية البيئية ‪،‬‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة ‪ 4‬ماي ‪ ، 4911‬قالمة ‪ ،‬ص ‪. 42‬‬

‫‪301‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬متابعة بصفة منتظمة أشغال البحث و االستغالل المنجميين ‪،‬‬


‫‪ -‬إرسال لإليداع القانوني للمعلومة الجيولوجية كل معلومة أو وثيقة أو دراسة مهما كان نوعها‬
‫و المتعلقة بعمليات التنقيب و االستكشاف و اإلستغالل ‪،‬‬
‫‪ .. -‬و كذا األعمال التي سيقوم بها في إطار مرحلة ما بعد المنجم ‪ ،‬و ذلك ستة (‪ )6‬أشهر قبل‬
‫‪1‬‬
‫انتهاء كل ترخيص منجمي "‪.‬‬

‫و كذلك قانون المياه الذي نص على أنه في حالة عدم مراعاة صاحب رخصة أو امتياز باستعمال‬
‫الموارد المائية للشروط و اإللتزامات المنصوص عليها قانونا ‪ ،‬و النصوص التنظيمية المتخذة لتطبيقه‬
‫‪2‬‬
‫تلغى الرخصة أو اإلمتياز‪.‬‬

‫و لقد حدد الفقهاء حاالت سحب الترخيص تمثلت في ‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كان استمرار المشروع يؤدي إلى خطر يداهم النظام العام في أحد عناصره الثالث ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا لم يستوف المشروع الشروط القانونية الواجب توافرها ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا توقف العمل بالمشروع لمدة محددة قانونا ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا صدر حكم قضائي يقضي بغلق المشروع أو إزالته ‪.‬‬
‫و لقد ورد هذا الجزاء أيضا في الفقرة السادسة من المادة ‪ 72‬من المرسوم التنفيذي ‪494 -16‬‬
‫المتعلق بضبط التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة لحماية البيئة و تنص ‪:‬‬
‫" ‪ ..‬إذا لم يقم المستغل بمطابقة مؤسسته في أجل ستة (‪ )6‬أشهر بعد تبليغ التعليق ‪ ،‬تسحب رخصة‬
‫استغالل المؤسسة المصنفة ‪.‬‬
‫في حالة سحب رخصة استغالل المؤسسة المصنفة يخضع كل استغالل جديد إلجراء جديد لمنح‬
‫رخصة االستغالل " ‪.‬‬
‫لكن و رغم كل هذه اإلجراءات ‪ ،‬و نظ ار لخطورة سحب الترخيص ‪ ،‬فقد جعل المشرع من اإلدارة تتدرج‬
‫بشكل مرن مع نشاط المنشأة المصنفة التي أثرت سلبا على البيئة ‪ ،‬لخرقها الشروط التقنية المطالبة‬
‫باتخاذها ‪ ،‬فال يمكن أن تقوم اإلدارة المختصة بإجراء التحقيق الميداني و تسجيل محاضر معاينة ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 471‬من ق‪ ، 11 -41 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 42‬من ق‪ ، 47 -11 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪302‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و من ثمة سحب الرخصة أو توقيف النشاط دون المرور على اإلعذار الكتابي ‪ ،‬و منحه آجاال لتسوية‬
‫وضعية منشأته ‪.‬‬

‫و غالبا عندما ترسل مصالح البيئة اإلنذار تقف بشكل واقعي على حجم التأثير البيئي للمنشأة ‪،‬‬
‫و انطالقا منه تحدد األجل الالزم لتصحيح الوضع قبل تعليق رخصة االستغالل ‪ 1،‬على اعتبار‬
‫أن اإلدارة تسعى لتحقيق المصلحة العامة و الحفاظ على النظام العام البيئي ‪.‬‬

‫و عليه تُمنح لها السلطة التقديرية في تكرار إجراءاتها ‪ ،‬و منح اآلجال الالزمة في محاضر المعاينة ‪،‬‬
‫باعتبارها المحتكة واقعيا بالمشكل البيئي القائم على مستوى المنشأة المصنفة ‪ ،‬و األقدر على معرفة‬
‫اإلجراء اإلداري الالزم لتصحيح الوضع ‪.‬‬

‫و كل ذلك في سبيل اإلبقاء على استغالل المنشآت المصنفة ‪.‬‬

‫البند الرابع ‪ :‬الوقف المؤقت للنشاط و غلق المنشأة‬

‫في نطاق حماية البيئة حرصت أغلب التشريعات البيئية على منح اإلدارة المختصة سلطة توقيع جزاء‬
‫إيقاف العمل أو غلق المنشأة المخالفة لمدة مؤقتة ‪ ،‬حتى إزالة أسباب اإلضرار بالبيئة أو إصالح‬
‫أثارها مما يساعد على عدم تكرار أي نشاط يؤدي إلى تلوث البيئة في المستقبل ‪ ،‬بالحد منه لحماية‬
‫البيئة و صحة و سالمة اإلنسان ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الوقف المؤقت للنشاط‬

‫قد تلجأ اإلدارة إلى وقف النشاط المخالف ‪ ،‬بسبب مخالفة ارتكبت مخالفة للتشريعات المعمول بها ‪،‬‬
‫و يكون الوقف مؤقتا محدد بمدة معلومة ‪.‬‬
‫فهو يعتبر من التدابير التي تلجأ إليها اإلدارة حماية للبيئة ‪ ،‬نتيجة لعدم امتثال صاحب النشاط للتدابير‬
‫الوقائية الالزمة بعد إنذاره من طرف اإلدارة المختصة بمقتضى قرار إداري ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الغني حسونة ‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة في إطار التنمية المستدامة ‪ ،‬رسالة دكتوراه في العلوم ‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪ ، 7142 ،‬ص ‪. 424‬‬

‫‪303‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما بالنسبة لوقف النشاط يقصد به إيقاف اإلدارة العمل بالمنشأة المخالفة بسبب مخالفتها للقوانين‬
‫و اللوائح ‪ ،‬و يشمل هذا الجزاء النشاط المخالف دون المنشأة ‪ ،‬ألنها تبقى مفتوحة و هو بذلك‬
‫يختلف عن الغلق اإلداري ‪.‬‬

‫و بالتالي يحقق الردع المطلوب لنشاط المنشأة المؤدي لإلضرار بالبيئة و الصحة العامة ‪ ،‬السيما‬
‫أن جل هذه النشاطات تسعى لتحقيق ربح مادي تجعل المخالف ال يكترث بدواعي سالمة البيئة ‪،‬‬
‫و بذلك يكون كل من جزاء وقف أو غلق المنشأة األمثل لبعض المخالفات البيئية ‪.‬‬

‫و من أمثلة ذلك في قانون تسيير النفايات ‪ ،‬حيث أقر المشرع فيه بأنه عندما يشكل استغالل منشأة‬
‫لمعالجة النفايات أخطار أو عواقب سلبية ذات خطورة على الصحة العمومية و‪ /‬أو البيئة ‪ ،‬تأمر‬
‫السلطة اإلدارية المختصة المستغل باتخاذ اإلجراءات الضرورية فو ار إلصالح األوضاع ‪ ،‬و في حالة‬
‫عدم االستجابة ‪ ،‬تتخذ اإلدارة تلقائيا اإلجراءات التحفظية الضرورية و ‪ /‬أو توقف كل النشاط المجرم‬
‫‪1‬‬
‫أو جزء منه ‪.‬‬

‫كما يحق لإلدارة وقف النشاط المخالف للتشريعات الخاصة بالمنشآت المصنفة مؤقتا و لمدة محددة ‪،‬‬
‫متى تبين لها حالة تلوث ‪.‬‬

‫و لقد ورد هذا الجزاء في الفقرة ‪ 7‬من المادة ‪ 71‬من قانون حماية البيئة ‪:‬‬
‫" إذا لم يمتثل المستغل في األجل المحدد يوقف تسيير المنشأة إلى حين تنفيذ الشروط المفروضة ‪"..‬‬

‫باإلضافة إلى المادة ‪ 471‬من قانون المناجم ‪:‬‬


‫" يجب على صاحب الترخيص المنجمي ‪ ،‬و تحت طائلة التعليق و‪ /‬أو السحب لترخيصه المنجمي ‪،‬‬
‫‪. "..‬‬

‫و األكيد أنه بمجرد تعليق الرخصة ‪ ،‬يتوقف النشاط لحين المطابقة ‪ ،‬بحيث أن القانون ال يخوله‬
‫– كما رأينا سابقا – القيام بالنشاط دون الحصول على رخصة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 14‬من ق‪ ، 49-14 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪304‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما نص المشرع على هذه اآللية الحمائية في المادة ‪ 6‬من المرسوم التنفيذي المنظم إلفراز الدخان‬
‫و الغاز‪ ..‬بقولها ‪:‬‬
‫" إذا كان استغالل التجهيزات يمثل خط ار أو مساوئ أو حرجا خطي ار على أمن الجوار و سالمته‬
‫و مالئمته أو على الصحة العمومية ‪ ،‬فعلى الوالي أن ينذر المستغل ‪ ،‬بناء على تقرير مفتش البيئة ‪،‬‬
‫بأن يتخذ كل التدابير الالزمة إلنهاء الخطر و المساوئ المالحظة و إزالتها ‪.‬‬

‫و إذا لم يمتثل المستغل أو المسير في اآلجال المحددة لهذا اإلنذار‪ ،‬يمكن إعالن التوقيف المؤقت‬
‫لسير التجهيزات ‪ ،‬كليا أو جزئيا ‪ ،‬بناء على اقتراح مفتش البيئة بقرار من الوالي المختص إقليميا ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫دون المساس بالمتابعات القضائية ‪. " ..‬‬

‫فوقف النشاط يؤدي إلى خسارة مادية بالنسبة للمخالف ‪ ،‬باإلضافة إلى خسارة عدم التقدم للمشاريع‬
‫المنافسة و فقد األسواق ‪ ،‬مما يستدعي بالمخالف إتخاذ السبل الكفيلة في تالفي أسباب وقف النشاط ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫ثانيا ‪ :‬غلق المنشأة‬

‫الغلق اإلداري عبارة عن جزاء إداري يصدر من جهة اإلدارة المختصة و ينطوي على غلق المنشأة‬
‫نتيجة إلخاللها و مخالفتها للقوانين و اللوائح ‪.‬‬
‫و يعد هذا الجزاء من أقسى الجزاءات اإلدارية ‪ ،‬كونه يعطي لإلدارة الحق في منع المنشأة المخالفة‬
‫من مزاولة نشاطها طيلة مدة الغلق ‪ ،‬مما يجعلها تعاني من خسائر مالية كبيرة ‪ ،‬تردعها عن تكرار‬
‫هذه المخالفات ‪ ،‬و يتم الغلق بقرار إداري تصدره الجهة اإلدارية المختصة ‪ ،‬استنادا لنص القانون‬
‫‪3‬‬
‫دون حاجة النتظار حكم قضائي بذلك ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 6‬من م‪ .‬ت ‪ 461 -92‬المؤرخ في ‪ 41‬جويلية ‪ ، 4992‬المنظم إلفراز الدخان و الغاز و الغبار‬
‫و الروائح و الجسيمات الصلبة في الجو ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 41‬جويلية ‪ ، 4992‬العدد ‪. 16‬‬
‫‪2‬‬
‫فاضل إلهام ‪ ،‬العقوبات اإلدارية لمواجهة خطر المنشآت ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 244 -242‬‬
‫‪3‬‬
‫إسماعيل صعصاع البديري ‪ ،‬حوراء حيدر إبراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 414‬‬

‫‪305‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و يعتبر الغلق أوسع مجاال من سحب الترخيص ‪ ،‬ألنه يمنع من خالله المعني من مزاولة عمله‬
‫في المنشأة التي تقرر إغالقها و في أي منشأة أخرى من طبيعتها ‪.‬‬

‫و تجدر اإلشارة إلى أن اإلدارة ال تلجأ إلى جزاء غلق المنشأة إال إذا لم يجد اإلنذار أو التنبيه مجاال‬
‫‪1‬‬
‫للتطبيق و اإلستجابة في األحوال التي نص عليها القانون ‪.‬‬

‫فتعمد اإلدارة إلى غلق المنشأة المسببة للتلوث غلقا مؤقتا ‪ ،‬حسب المدة التي يحددها القانون التخاذ‬
‫ما يلزم من تدابير للحد من التلوث الصادر من المنشأة ‪.‬‬

‫و لقد خولت الفقرة ‪ 7‬من المادة ‪ 14‬من المرسوم التنفيذي ‪ 494 -16‬للوالي المختص إقليميا بعد‬
‫إعذار المستغل األمر بغلق المنشأة المصنفة في حالتين ‪:‬‬

‫‪ -‬إذا لم يقم مستغل المنشأة عند إعذاره إما بإيداع طلب التصريح أو طلب الرخصة ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عدم القيام بإنجاز مراجعة بيئية أو دراسة خطر‪ 2‬في اآلجال المحددة ‪.‬‬

‫و مما يمكن مالحظته أن المادة السابقة الذكر جاءت غامضة و فضفاضة ‪ ،‬و ال تتسم بالوضوح ‪،‬‬
‫كما أن العقوبة قد ال تتناسب دوما مع خطورة المخالفة المرتكبة ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى أنها لم توضح اإلجراءات الواجب اتباعها من طرف المخالف عند صدور قرار الغلق‬
‫النهائي الذي يعد من أخطر الجزاءات ‪.‬‬

‫و بالرجوع إلى المادة ‪ 17‬من المرسوم التنفيذي ‪ ، 494 -16‬المتعلقة بحالة توقف المؤسسة المصنفة‬
‫عن النشاط نهائيا و اختياريا ‪ ،‬أي بدون صدور قرار بالغلق من طرف اإلدارة ‪ ،‬حيث يلتزم بإرسال‬
‫ملف مخطط إزالة تلوث الموقع يحدد فيه ما يأتي ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫اسماعيل صعصاع البديري ‪ ،‬حوراء حيدر إبراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 414‬‬
‫‪2‬‬
‫لمن لم يحصل على رخصة استغالل ‪ ،‬أو حصل عليها لكنها ال تستجيب للفئات األربعة المذكورة في المادة ‪ 2‬من‬
‫نفس المرسوم ‪ ،‬أو قائمة المنشآت المصنفة المحددة في التنظيم ‪ ،‬ينظر المواد ‪ 2 ، 12 ، 11‬من م‪.‬ت ‪، 494 -16‬‬
‫المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫و األجل المحدد ال يتعدى سنتين ابتداء من تاريخ صدور هذا المرسوم في كلتا الحاالت المذكورة في المواد ‪11‬‬
‫و ‪ 12‬من م‪.‬ت ‪ ، 494 -16‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪306‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬إفراغ أو إ ازلة المواد الخطرة و كذا النفايات الموجودة في الموقع ‪.‬‬


‫‪ -‬إزالة تلوث األرض و المياه الجوفية المحتمل تلوثها ‪.‬‬
‫‪ -‬كيفيات حراسة الموقع ‪.‬‬

‫و عليه فلتحقيق األمن البيئي ال بد أن يبرز دور المشرع في هذا المجال ‪ ،‬بتبيان الجرائم المتعلقة‬
‫بالبيئة و بيان العقوبات المقررة لها نظ ار للعالقة بين القانون و البيئة ‪ ،‬باإلضافة إلى دور السلطة‬
‫التنفيذية من خالل السلطات اإلدارية لتقوم بدورها في الرقابة و توقيع جزاءات فعالة بهدف الحماية‬
‫و الحفاظ على عناصر البيئة ‪ ،‬تحقيق الردع و المصلحة العامة ‪.‬‬

‫ليس هذا فحسب ‪ ،‬فمن جانب آخر يتبين لنا أن قواعد التهيئة و التعمير تفرض عقوبات على‬
‫مخالفتها ‪ ،‬باعتبارها تهدف إلى تحقيق مصلحة عامة سياسية و اجتماعية و اقتصادية و بيئية تعلو‬
‫على المصالح الذاتية لألشخاص ‪ ،‬و تهدف إلى التوفيق و الموازنة بين أمرين هما التوفيق بين الحق‬
‫في النشاط العمراني مع المحافظة على النظام العام في مجال التهيئة و التعمير بوضع قواعد قانونية‬
‫موضوعية ‪ ،‬و التوفيق بين آليات الرقابة الممنوحة لإلدارة كسلطة عامة و توقيع جزاءات على‬
‫المخالفين مثلما سنوضح في المبحث الموالي ‪.‬‬

‫‪307‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬وسائل الرقابة و توقيع الجزاءات اإلدارية في مجـال التهيـئة‬


‫و التعـمير‬

‫إن لتنظيم و تخطيط المدن أهمية قصوى في حياة الشعوب و المجتمعات ‪ ،‬إذ يعتبر من أهم الدعائم‬
‫الرئيسية لقيامها و تسيير حياة المواطنين و تطورهم فيها ‪.‬‬

‫و من هنا كانت أهمية تطبيق التشريعات الخاصة بتنظيم البناء و تخطيط المدن ‪ ،‬و عدم مخالفتها‬
‫‪1‬‬
‫للمعايير الهامة التي تقاس بها تقدم المدن و المجتمعات ‪.‬‬

‫و باتت من أولويات المجتمعات المتحضرة لضمان حماية مدنها من التخلف و العشوائية و المحافظة‬
‫على الجانب الجمالي للعمران و من ثم المدينة ‪.‬‬

‫و منذ صدور القانون ‪ 79-91‬المتعلق بالتهيئة و التعمير ‪ ،‬تبنى المشرع توجه جديد و نمط‬
‫و إستراتيجية للرقابة من شأنها ضمان احترام القواعد في مجال النشاط العمراني ‪ ،‬و هذا بوضع‬
‫حد لظاهرة البناءات الفوضوية و االستعمال الالعقالني لألراضي ‪.‬‬

‫كما حاول المشرع من خالل هذا القانون تدارك النقائص الواردة في التشريعات السابقة تفاديا لبروز‬
‫الوضعيات الغير قانونية التي ال يمكن تسويتها أو اإلعتراف بها ‪ ،‬و هذا بوضع تنظيم أكثر حزما‬
‫يحدد قواعد شغل العقار الحضري و التوسع العمراني ‪ ،‬من حيث القواعد الموضوعية و اإلجراءات‬
‫و كذا الجهات اإلدارية المؤهلة لممارسة عمليات الرقابة ‪.‬‬

‫و أوكل المشرع لإلدارة المختصة مهمة فرض عقوبات إدارية فيما يخص بعض المخالفات دون‬
‫اإلخالل بالمتابعات الجزائية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد عل ي الكحلوت ‪ ،‬مخالفات البناء التنظيمية و أثرها على البيئة العمرانية في قطاع غزة ‪ ،‬مجلة الجامعة‬
‫اإلسالمية ( سلسلة الدراسات الطبيعية و الهندسية ) ‪ ،‬المجلد الرابع عشر ‪ ،‬العدد األول ‪ ،‬جانفي ‪ ، 7116 ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪308‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وهي إجراءات و تدابير تهدف إلى قمع المخالفات المرتكبة ضد القوانين المنظمة ألعمال البناء‬
‫و العمران و المؤطرة لها ‪ ،‬بمناسبة ممارسة الباني المرخص له حق البناء على عقاره أو الذي‬
‫‪1‬‬
‫له عليه السلطة و السيطرة القانونية ‪.‬‬

‫فالمخالفات تقابلها كيفيات ضبط هذه المخالفات بعد معاينتها و الجهة الموكول لها بذلك ‪.‬‬

‫و تكون المخالفات ألنظمة البناء مع وجود رخصة بناء أو عدم وجودها ‪ ،‬كعدم التزام البناء باإلرتفاع‬
‫القانوني ‪ ،‬و زيادة عدد األدوار عن الحد المسموح به ‪ ،‬عدم تجديد رخصة البناء ‪ ،‬استخدام المبنى‬
‫لغير ما خصص له ‪. ..‬‬

‫كما تتم متابعة مدى احترام الشروط المتطلبة بشأن إتمام إنجاز البناء أو بعض الشروط الخاصة‬
‫باإلرتفاقات و المسافات و المساحات المخصصة للطريق ‪ ،‬و المساحات المخصصة للشوارع‬
‫و الحدائق و المنتزهات العامة ‪ ، ..‬ألنها تعد من األمالك العامة المخصصة لإلنتفاع بها و بالتساوي‬
‫بين جميع المواطنين ‪.‬‬

‫و لقد أوكل المشرع إلى اإلدارة صالحيات واسعة في ميدان الزجر التعميري ‪ ،‬سعيا لضمان احترام‬
‫قواعد التهيئة و التعمير‪.‬‬

‫غير أنه قيد هذه الصالحيات بمجموعة من القيود ‪ ،‬كما أنه منح لألفراد حق الرجوع الى القضاء‬
‫للطعن في هذه الق اررات ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عزاوي عبد الرحمن ‪ ،‬الرخص اإلدارية في التشريع الجزائري ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 644‬‬

‫‪309‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب األول ‪ :‬أدوات رقابة التهيئة و التعـمير‬

‫بالرجوع إلى قوانين التهيئة و التعمير‪ ،‬نجد أن المشرع الج ازئري قد أخضع جميع األنشطة العمرانية‬
‫لتراخيص و شهادات إدارية حتى تتمكن اإلدارة من االضطالع بمهمتها الرقابية ‪ ،‬و متابعة الحركة‬
‫العمرانية و تنظيمها ‪ ،‬كما أن المشرع ألزم المعني بضرورة الحصول عليها ‪.‬‬

‫و نظ ار ألهمية أدوات رقابة التهيئة و التعمير‪ ،‬باعتبارها وسائل و إجراءات للتنظيم و الرقابة ‪ ،‬نظمها‬
‫المشرع في شكل رخص تمثلت في رخصة البناء ‪ ،‬الهدم و التجزئة ‪ ،‬و في شكل شهادات تتمثل‬
‫‪1‬‬
‫في شهادة التعمير ‪ ،‬التقسيم و المطابقة ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الرخص‬

‫الرخصة أو الترخيص هي وسيلة من وسائل تدخل الدولة في ممارسة النشاط الفردي للوقاية مما قد‬
‫ينشأ عنه من ضرر‪ ،‬و ذلك بتمكين الهيئات اإلدارية بفرض ما تراه مالئما من االحتياط التي من‬
‫شأنه منع هذا الضرر‪ ،‬أو رفض اإلذن بممارسة النشاط إذا كان ال يكفي للوقاية منه اتخاذ االحتياط‬
‫‪2‬‬
‫المذكور‪ ،‬أو كان غير مستوفي للشروط التي قررها المشرع سلفا ‪.‬‬

‫يعتبر الترخيص اإلداري من أكثر الوسائل اإلدارية فعالية في رقابة النشاط الفردي و التحكم فيه ‪.‬‬

‫و تنص المادة ‪ 11‬من قانون ‪: 79 -91‬‬


‫" حق البناء مرتبط بملكية األرض و يمارس مع اإلحترام الصارم لألحكام القانونية و التنظيمية المتعلقة‬
‫باستعمال األرض ‪.‬‬

‫و يخضع لرخصة البناء أو التجزئة أو الهدم " ‪.‬‬

‫و عليه فتتمثل الرخص في ‪ :‬رخصة البناء ‪ ،‬رخصة التجزئة و رخصة الهدم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫س ـوري ـة ديـش ‪ ،‬أدوات الرقابة في مجال التهيئة و التعمير ‪ ،‬مجلة تشريعات التعمير و البناء ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم‬
‫السياسية ‪ ،‬جامعة ابن خلدون ‪ ،‬تيارت ‪ ،‬العدد الثالث ‪ ،‬سبتمبر ‪ ، 7142‬ص ‪. 491‬‬
‫‪2‬‬
‫عزاوي عبد الرحمن ‪ ،‬الرخص اإلدارية في التشريع الجزائري ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 411‬‬

‫‪310‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫البند األول ‪ :‬رخصة البناء‬

‫هي وثيقة إدارية تصدر بموجب قرار إداري ‪ ،‬الصادر من سلطة مختصة قانونا ‪ ،‬يمنح بمقتضاه‬
‫اإلدارة لطالبها الحق في إنجاز مشروعه ‪ ،‬بعد التأكد من عدم خرقه لقواعد التهيئة و التعمير‪ ،‬لضمان‬
‫احترام قواعد البناء و عدم اإلضرار بحق الغير ‪.‬‬

‫فعرفها البعض على أنها ‪ " :‬الرخصة التي تمنحها سلطة إدارية مختصة إلقامة بناء جديد أو تغيير‬
‫‪1‬‬
‫بناء قائم قبل تنفيذ أعمال البناء "‪.‬‬

‫و هي شرط ضروري قبل القيام بإنجاز بناء جديد من جدران ‪ ،‬ترميم ‪ ،‬تعديل ‪ ،‬و أي بناء يمس‬
‫‪2‬‬
‫المظهر الخارجي ‪.‬‬

‫و تعتبر رخصة البناء من الضمانات األساسية في تنظيم حركة البناء ‪ ،‬من خالل التوفيق بين الحق‬
‫في البناء و المصلحة الخاصة كحق مضمون ‪ ،‬و النظام العام العمراني الذي يقتضي المحافظة‬
‫‪3‬‬
‫على األمن العام ‪ ،‬و التنسيق العام في البناء و المظهر الجمالي للمدينة ‪.‬‬

‫ثم إن ممارسة النشاط اإلداري مرهون بمدى منح الترخيص من السلطات اإلدارية المختصة ‪ ،‬و تعد‬
‫تقنية للرقابة القبلية لتجسيد قواعد العم ارن ميدانيا ‪ ،‬و مدى تدخل القضاء لضمان مبدأ الشرعية ‪.‬‬

‫تصدر تراخيص البناء باإلرادة المنفردة لإلدارة المختصة طبقا لصالحياتها القانونية ‪ ،‬ألنها تعد عمل‬
‫‪4‬‬
‫قانوني لممارسة نشاط معين ‪ ،‬و يعتبر طلب المعني سببا في إصدارها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Henri JACQUOT et François PRIET, Droit de l’urbanisme, 3ème éd, Dalloz, Paris,‬‬
‫‪1998, p.547.‬‬
‫‪2‬‬
‫زردوم صورية ‪ ،‬دور رقابة القضاء اإلداري في منازعات التعمير و البناء ‪ ،‬الملتقى الوطني حول إشكاالت العقار‬
‫الحضري و أثرها على التنمية في الجزائر ‪ ،‬يومي ‪ 42‬و ‪ 44‬فيفري ‪ ، 7142‬مخبر الحقوق و الحريات في األنظمة‬
‫المقارنة ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬ص ‪. 294‬‬
‫‪3‬‬
‫أشرف توفيق شمس الدين ‪ ،‬شرح قانون التوجيه و تنظيم أعمال البناء ‪ ،‬دار الطبع ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 4991 ،‬ص ‪. 41‬‬
‫‪4‬‬
‫رمزي حوحو ‪ ،‬رخصة البناء و إجراءات الهدم في التشريع الجزائري ‪ ،‬مجلة المفكر ‪ ،‬العدد الرابع ‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬ص ‪. 744‬‬

‫‪311‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و طبقا للمادة ‪ 17‬من قانون ‪ ، 79 -91‬يعتبر المشرع رخصة البناء شرط من أجل تشييد البنايات‬
‫الجديدة ‪ ،‬مهما كان استعمالها ‪ ،‬لتمديد البنايات الموجودة ‪ ،‬و لتغيير البناء الذي يمس الحيطان‬
‫الضخمة منه ‪ ،‬أو الواجهات المفضية على الساحة العمومية ‪ ،‬و إلنجاز جدار صلب للتدعيم‬
‫أو التسييج ‪.‬‬

‫إن المشرع قد وضع قواعد عامة لمنح رخصة البناء ‪ ،‬و ذلك طبقا لقانون التهيئة و التعمير‬
‫و النصوص التنظيمية المطبقة له ‪ ،‬و التي تخضع لها جميع البناءات سواء داخل المناطق المحمية‬
‫‪1‬‬
‫أو خارجها ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬خصائصها‬

‫فمن خالل التعريف تتميز رخصة البناء بالخصائص اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -‬صدور قرار إداري بالبناء من سلطة إدارية ‪ :‬حيث تصدر الرخصة في صورة قرار إداري‬
‫و بالشكلية الالزمة التي يتطلبها القرار‪ ،‬و باإلجراءات القانونية التي يستلزمها القانون من إيداع طلب‬
‫من المعني‪ ،‬و ملف‪ ..‬كما ال تمنح إال من سلطة إدارية مختصة بموجب قانون ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون القرار قبليا ‪ :‬يتم منح الرخصة بموجب قرار قبل الشروع في األشغال ‪ ،‬و كل بناء بدون‬
‫رخصة ‪ ،‬أو غير مراعي للشروط التنظيمية للبناء يعتبر غير مشروع أو معيبا ‪ ،‬و مناط التقييد‬
‫هو لتفادي البنايات الفوضوية و العشوائية و لضرورة احترام قواعد العمران ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يشتمل الترخيص على بناء جديد أو تعديل بناء قائم ‪ :‬فال تقتصر التراخيص على مجرد إنشاء‬
‫‪2‬‬
‫بنايات جديدة ‪ ،‬بل تشتمل أيضا على تعديل ‪ ،‬تحسين أو تغيير واجهة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الرخصة كشرط ضروري للبناء‬

‫نصت المادة ‪ 17‬من قانون التهيئة و التعمير على أنه مباشرة أي إنجاز لبناية جديدة أو ترميم بناية‬
‫قديمة أو هدم ‪ ،‬أو انجاز تسييج أو تغيير واجهة العمارات الخارجية ‪ ،‬يخضع إلى ضرورة الحصول‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 4/17‬من ق‪ ، 79 -91 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫عزري الزين ‪ ،‬النظام القانوني لرخصة البناء في التشريع الجزائري ‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية ‪ ،‬العدد الثامن ‪ ،‬جوان‬
‫‪ ، 7111‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬ص ‪. 1 -1‬‬

‫‪312‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫على رخصة بناء صادرة عن الجهات اإلدارية المختصة ‪ ،‬المتمثلة حص ار في رئيس المجلس الشعبي‬
‫‪1‬‬
‫البلدي ‪ ،‬الوالي ‪ ،‬الوزير المكلف بالعمران كل في حدود اختصاصه ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫و ال يستثنى من ضرورة الحصول على رخصة البناء سوى البنايات المحمية بسرية الدفاع الوطني ‪،‬‬
‫بشروط معينة و محددة ‪.‬‬

‫و يقصد بالبنايات المشيدة دون رخصة بناء ‪ ،‬تلك البنايات التي تبنى دون الحصول المسبق على‬
‫ترخيص ‪.‬‬
‫فالمالك أو صاحب المشروع ملزم بإصدار رخصة بناء مسبقة قبل البدء في أي إنشاءات ‪ ،‬سواء كان‬
‫‪3‬‬
‫البناء معد للسكن أو ألي غرض آخر‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬رخصة الهدم‬

‫تصدر بموجب قرار إداري مضمونه القيام بعملية عمرانية ‪ ،‬و منه تُعرف على أنها القرار اإلداري‬
‫الصادر عن الجهة المختصة ‪ ،‬و التي تمنح بموجبه للمستفيد حق إزالة البناء كليا أو جزئيا ‪ ،‬متى‬
‫كان هذا البناء واقعا ضمن مكان مصنف أو في طريق التصنيف في قائمة األمالك التاريخية ‪،‬‬
‫أو المعمارية أو السياحية أو الثقافية أو الطبيعية ‪ ،‬طبقا ألحكام القواعد القانونية المعمول بها ‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫و كذا عندما تكون البناية موضوع الهدم سندا للبنايات المجاورة ‪.‬‬

‫و تعد من بين أدوات الرقابة على العقار المبني و المحمي بصفة خاصة ‪ ،‬فال يمكن القيام بأي عملية‬
‫هدم دون الحصول المسبق على رخصة الهدم ‪ 5 ،‬و تعتبر رخصة الهدم من األعمال المؤقتة تنتهي‬
‫بانتهاء عملية الهدم و إزالة مخلفاتها خالل مدة زمنية معينة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المواد ‪ 14‬و ‪ 19‬من م‪.‬ت ‪ ، 49 -41‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر م ‪ 12‬من ‪ ، 79 -91‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Jaquline morand –deviller, droit de l’urbanisme, 4éme éd, Dalloz, Paris, 1998, p.125.‬‬
‫‪4‬‬
‫عزري الزين ‪ ،‬إجراءات إصدار ق اررات البناء و الهدم في التشريع الجزائري ‪ ،‬مجلة المفكر ‪ ،‬العدد الثالث ‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬ص ‪. 77‬‬
‫‪5‬‬
‫زردوم صورية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 294‬‬

‫‪313‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حيث تنص المادة ‪ 4/61‬من قانون ‪ 79 -91‬على أنه ‪:‬‬

‫" يخضع كل هدم كلي أو جزئي للبناء لرخصة الهدم في المناطق المشار إليها في المادة ‪ 16‬أعاله ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫أو كلما اقتضت ذلك الشروط التقنية و األمنية " ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬خصائصها‬

‫من خالل التعريف تتميز رخصة الهدم بالخصائص اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -‬أن تصدر الرخصة في شكل قرار إداري و من جهة مختصة ‪ :‬فالقيام بعملية الهدم ال يكون‬
‫إال استنادا إلى قرار صادر عن الجهة اإلدارية المختصة بمنحه ‪ ،‬و عليه ال يكون القرار بموجب‬
‫أمر شفوي ‪ ،‬أو إذن إداري ‪ ،‬و يجب احترام اإلجراءات و األشكال المنصوص عليها قانونا ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون مضمون القرار إزالة كل أو جزء من بناية ‪ :‬و هو هدم البناء كلية بمحو آثاره ‪،‬‬
‫من قبيل إعادة بنائه أو استغالل األرضية ‪ ،‬أو هدم جزء منه متى كان هدم هذا الجزء مؤث ار‬
‫‪2‬‬
‫على مجموع البناء ‪ ،‬من قبيل التحسين أو التعديل ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬دوافع رخصة الهدم‬

‫لهذه الرخصة أهمية خاصة ‪ ،‬و لها آثار بالغة األهمية يصعب تداركها ‪ ،‬جعلت المشرع يقيد منح‬
‫الرخصة بجملة من اإلجراءات و الشروط ‪ ،‬خاصة عندما يتعلق األمر بالبنايات المحمية ‪ 3،‬كالمصنفة‬
‫ضمن المناطق األثرية و احتمال اإلضرار بالحقوق العامة و الخاصة ‪.‬‬

‫و تتم حماية التراث الثقافي لألمة من خالل سن القواعد العامة لحمايته و المحافظة عليه و تثمينه ‪.‬‬
‫حيث تعد جميع الممتلكات الثقافية العقارية ‪ ،‬العقارات بالتخصيص ‪ ،‬و المنقولة الموجودة على أرض‬

‫‪1‬‬
‫و تنص المادة ‪ 16‬من ق‪ " : 79 -91 .‬تحدد و تصنف األقاليم التي تتوفر إما على مجموعة من المميزات‬
‫الطبيعية الخالبة و التاريخية و الثقافية و إما على مميزات ناجمة عن موقعها الجغرافي و المناخي و الجيولوجي مثل‬
‫المياه المعدنية أو االستحمامية ‪ ،‬طبقا لألحكام التشريعية التي تطبق عليها " ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫عزري الزين ‪ ،‬إجراءات إصدار ق اررات البناء و الهدم في التشريع الجزائري ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 72 -77‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 21‬من م‪.‬ت ‪ ، 49 -41‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪314‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عقارات األمالك الوطنية ‪ ،‬المملوكة لألشخاص الطبيعية أو المعنوية التابعين للقانون الخاص ‪ ،‬جزء‬
‫‪1‬‬
‫من التراث الثقافي ‪.‬‬

‫و من هنا جاءت دوافع المشرع من خالل حماية األماكن الواقعة في أماكن مصنفة و ضمن األمالك‬
‫التاريخية ‪ ،‬السياحية ‪ ،‬و الثقافية ‪ ،‬باإلضافة إلى حماية البنايات المجاورة التي قد تتضرر جراء عملية‬
‫الهدم ‪.‬‬

‫البند الثالث ‪ :‬رخصة التجزئة‬

‫تعتبر من الرخص اإلدارية التي تراعى فيها الشروط التقنية و القانونية و التنظيمية ‪ ،‬و هو اإلجراء‬
‫الذي يقوم به صاحب الملكية أو موكله لطلب الرخصة من أجل تمكين األفراد من تجزئة ملكيتهم‬
‫العقارية إلى عدة أجزاء لتنظيم حركة العمران ‪.‬‬

‫و تعرف بأنها الوثيقة اإلدارية التي تصدر بموجب قرار إداري ‪ ،‬ترخص لإلدارة بمقتضاها لمالك وحدة‬
‫عقارية غير مبنية ‪ ،‬و ترخص عملية تقسيم إلى قطعتين أو عدة قطع أرضية من شأنها أن تستعمل‬
‫‪2‬‬
‫في تشييد بناية ‪.‬‬

‫و عرفت أيضا بأنها كل عملية تقسيم الملكية العقارية الواحدة إلى مجموعة قطع موجهة إلنشاء بنايات‬
‫‪3‬‬
‫حيث أن كل عملية تقسيم العقار إلى قطعتين أو عدة قطع ال بد من الحصول على رخصة التجزئة‬
‫قبل الشروع في العملية ‪ ،‬و تسلم هذه الرخصة في حالة وجود العقار أو األرض الشاغرة ‪.‬‬

‫و تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 12‬من قانون ‪: 79 -91‬‬

‫" تشترط رخصة التجزئة لكل عملية تقسيم إلثنين أو عدة قطع من ملكية عقارية واحدة أو عدة ملكيات‬
‫مهما كان موقعها " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 4‬و ‪ 7‬من ق‪ ، 11 -94 .‬المؤرخ في ‪ 41‬جوان ‪ ، 4994‬المتعلق بحماية التراث الثقافي ‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 42‬جوان ‪ ، 4994‬العدد ‪. 11‬‬
‫‪2‬‬
‫نورة منصوري ‪ ،‬قواعد التهيئة و التعمير وفق التشريع ‪ ،‬دار الهدى ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 7141 ،‬ص ‪. 19 -14‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Jaquline morand – deviller, op.cit, p. 220.‬‬

‫‪315‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و المشرع في المرسوم ‪ 49 -41‬يشترط في رخصة التجزئة أن تكون القطعة أو مجموع القطع‬


‫‪1‬‬
‫األرضية ناتجة عن هذا التقسيم من شأنها أن تستعمل في تشييد بناية ‪.‬‬

‫لم تأت التعاريف في كال النصين بشكل واضح ‪ ،‬على عكس قانون ‪ 17 -47‬حيث كانت تنص ‪:‬‬
‫" ‪ ..‬تعد تجزئة األراضي للبناء عملية تتمثل في تقسيم ملك عقاري أو عدة أمالك عقارية إلى قطعتين‬
‫‪2‬‬
‫أو أكثر لغرض إقامة بناية أيا كان تخصيصها "‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬التمييز بين رخصة التجزئة و شهادة التقسيم‬

‫عرف المشرع شهادة التقسيم بأنها ‪:‬‬


‫" تسلم لمالك عقار مبني و بطلب منه ‪ ،‬شهادة تقسيم عندما يزمع تقسيمه إلى قسمين أو عدة أقسام "‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫و هذا التعريف أعطى غموضا بعض الشيء بين رخصة التجزئة و شهادة التقسيم ‪ ،‬و ما زاده لبسا‬
‫‪4‬‬
‫هو أن المشرع عالج شهادة التقسيم في القسم المخصص برخصة التجزئة ‪.‬‬

‫و الفرق بينهما يكمن في شغور العقار أو وجود بناء عليه ‪.‬‬

‫فإذا كان العقار شاغ ار تسلم رخصة التجزئة ‪ ،‬أما في شهادة التقسيم اشترط المشرع أن يكون العقار‬
‫مبني طبقا للمادة ‪ 19‬من قانون ‪. 79 -91‬‬

‫ثم إن المشرع استعمل في رخصة التجزئة تقسيم إلى عدة قطع ‪ 5،‬و في شهادة التقسيم استعمل‬
‫‪6‬‬
‫مصطلح قسمين أو عدة أقسام ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 2‬من م‪.‬ت ‪ ، 49 -41‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 71‬من ق‪ 17 -47 .‬المؤرخ في ‪ 6‬فيفري ‪ ، 4947‬المتعلق برخصة البناء و رخصة تجزئة األراضي‬
‫للبناء ‪،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 9‬فيفري ‪ ، 4947‬العدد ‪ ، 6‬الملغى بموجب ق‪ ، 79-91 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 4/19‬من ق‪ ، 79 -91 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 19‬من ق‪ ، 79 -91 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر المادة ‪ 12‬من ق‪ ، 79 -91 .‬و المادة ‪ 2‬من م‪.‬ت ‪ ، 49 -41‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫ينظر المادة ‪ 22‬من م‪.‬ت ‪ ، 49 -41‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪316‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا ‪ :‬خصائص رخصة التجزئة‬

‫تتمثل خصائص رخصة التجزئة فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬تعتبر رخصة التجزئة وثيقة إدارية تصدر في شكل قرار إداري ‪ ،‬من جهة إدارية محددة قانونا‬
‫‪1‬‬
‫ممثلة في رئيس المجلس الشعبي البلدي ‪ ،‬الوالي ‪ ،‬الوزير المكلف بالعمران حسب الحالة ‪.‬‬
‫‪ -‬رخصة التجزئة مرتبطة بملكية العقار‪ ،‬فرخصة التجزئة ال تسلم إال للشخص الطبيعي أو المعنوي‬
‫‪2‬‬
‫المتحصل على ملكية األرض ‪.‬‬
‫‪ -‬إن طلب رخصة التجزئة محصور بين المالك و موكله ‪ ،‬عكس رخصة البناء التي يمكن حتى‬
‫للمستأجر المرخص له قانونا أن يطلبها ‪ ،‬و كذا الهيئة أو المصلحة المخصصة لها قطعة األرض‬
‫‪3‬‬
‫المعدة للبناء ‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر رخصة التجزئة أداة ناجعة للتنظيم العمراني و حماية البيئة ‪ ،‬و ذلك ألن عملية تقسيم‬
‫األراضي من أجل تشييد البنايات عليها لم يعد عشوائيا ‪ ،‬بل أصبحت تتحكم فيه ضوابط خاضعة‬
‫لقانون البيئة التي تسمح بمراعاة الشروط الصحية و حماية األراضي الفالحية و المساحات الخضراء‬
‫‪4‬‬
‫و المحميات الطبيعية ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الشهادات‬

‫و هي الصنف الثاني من الق اررات الفردية المتعلقة بالتهيئة و التعمير ‪ ،‬و تشمل شهادة التعمير‪ ،‬شهادة‬
‫التقسيم ‪ ،‬و شهادة المطابقة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 4/77‬من م‪.‬ت ‪ ، 49 -41‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪SAINT-ALARY Roger et SAINT-ALARY-HOUIN Corinne, droit de la construction,‬‬
‫‪mémentos Dalloz, Paris II, 6éme éd, 2001, p.59.‬‬
‫‪3‬‬
‫و هو ما يستشف من نص المادة ‪ 17‬من م‪.‬ت ‪ 49- 41‬حيث تنص ‪ " :‬يجب على المالك أو موكله أو المستأجر‬
‫لديه المرخص له قانونا أو الهيئة أو المصلحة المخصصة لها قطعة األرض أو البناية ‪ ،‬أن يتقدم بطلب رخصة‬
‫البناء ‪. "..‬‬
‫‪4‬‬
‫نورة منصوري ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 14‬‬

‫‪317‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫البند األول ‪ :‬شهادة التعمير‬

‫هي وثيقة تمنح من اإلدارة المختصة لكل ذي مصلحة ‪ ،‬و التي تحدد في محتواها حقوق البناء‬
‫و اإلرتفاقات التي تقع على العقار المعني ‪ ،‬و التي تبين فيها الطرقات و المنشآت األساسية المنجزة‬
‫أو المزمع إنجازها ‪ ،‬و هذا إلحاطة الجمهور علما بتوقعات نزع الملكية ‪ ،‬و باإلرتفاقات اإلدارية ‪.‬‬

‫عرفتها المادة ‪ 4/7‬من المرسوم التنفيذي ‪: 49-41‬‬


‫" ‪ ..‬شهادة التعمير هي الوثيقة التي تسلم بناء على طلب من كل شخص معني ‪ ،‬تعين حقوقه‬
‫في البناء و االرتفاقات من جميع األشكال التي تخضع لها القطعة األرضية المعنية " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫و عليه يمكن لكل شخص معني أن يطلب شهادة التعمير قبل الشروع في الدراسات ‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬شهادة التقسيم‬

‫هي وثيقة إدارية تسمح لكل ذي مصلحة ‪ ،‬بموجب قرار إداري ‪ ،‬تحدد فيه إمكانية تقسيم ملكية عقارية‬
‫إلى قسمين أو أكثر ‪.‬‬

‫و قد ألزم المشرع مالك البناية ‪ ،‬الذي يرغب في إحداث حصص مستقلة ‪ ،‬إخطار اإلدارة المختصة ‪،‬‬
‫مراعيا في ذلك الشروط الشكلية المقررة قانونا ‪ ،‬تفاديا لعدم وقوع أخطار أو أضرار بالمعني ‪.‬‬

‫و تنص المادة ‪ 22‬من المرسوم ‪: 49-41‬‬


‫" ‪ ..‬تعتبر شهادة التقسيم وثيقة تبين شروط إمكانية تقسيم ملكية عقارية مبنية إلى قسمين أو عدة‬
‫أقسام ‪.‬‬

‫يجب تبرير تواجد البناية على القطعة األرضية بسند قانوني مثل عقد الملكية ‪ ،‬أو بسند إداري ‪ :‬شهادة‬
‫‪2‬‬
‫المطابقة أو غيرها " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 4/14‬من ق‪ ، 79 -91 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر أيضا المادة ‪ 19‬من ق‪ ، 79 -91 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪318‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و هي تتعلق بعقارات مبنية ‪ ،‬و تختلف عن رخصة التجزئة في أنها ال تخلق حقوق بناء جديدة ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫و تختلف عن شهادة التعمير في أنها ال تحدد حقوق البناء و ال وضعية العقار‪.‬‬

‫البند الثالث ‪ :‬شهادة المطابقة‬

‫هي الوثيقة اإلدارية التي تتوج العالقة بين الجهة اإلدارية مانحة رخصة البناء و الشخص المستفيد‬
‫منها ‪ ،‬و تعتبر شهادة المطابقة وسيلة لمراقبة مدى احترام المستفيد من رخصة البناء ألحكامها ‪ ،‬تمنح‬
‫للمالك أو لصاحب المشروع بعد إشعار المجلس الشعبي البلدي وجوبا بإنهاء البناء ‪ ،‬من أجل إثبات‬
‫مطابقة األشغال مع رخصة البناء ‪.‬‬

‫فهي من بين أدوات الرقابة البعدية للتعمير التي تستعملها اإلدارة ‪ ،‬تثبت إنجاز األشغال وفقا‬
‫للتصاميم ‪ ،‬و شروط رخصة البناء ‪ ،‬و تأكيدا الحترام محتوى رخصة البناء ‪ ،‬و احترام صاحب‬
‫الرخصة لقواعد التعمير و البناء ‪.‬‬

‫و على خالف شهادة التعمير جعل المشرع شهادة المطابقة و جوبية ‪ ،‬و هو ما يستشف من نص‬
‫المادة ‪ 16‬من قانون ‪: 79 -91‬‬
‫" يجب على المالك أو صاحب المشروع أن يشعر المجلس الشعبي البلدي بإنهاء البناء لتسلم له شهادة‬
‫المطابقة " ‪.‬‬

‫و تنص المادة ‪ 4/21‬من نفس القانون ‪:‬‬


‫" يتم عند انتهاء أشغال البناء إثبات مطابقة األشغال مع رخصة البناء بشهادة مطابقة تسلم حسب‬
‫الحالة من قبل رئيس المجلس الشعبي البلدي أو من قبل الوالي " ‪.‬‬

‫حيث يتعين على المستفيد من رخصة البناء و عند انتهاء األشغال ‪ ،‬استخراج شهادة مطابقة األشغال‬
‫‪2‬‬
‫المنجزة مع أحكام رخصة البناء ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫زردوم صورية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 297‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 62‬من م‪.‬ت ‪ ، 49-41‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪319‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و من أجل تفعيل الرقابة اإلدارية ‪ ،‬نصت المادة ‪ 26‬مكرر من ‪ 79 -91‬على األعوان المؤهلون‬
‫‪1‬‬
‫لمعاينة المخالفات ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬خصائصها‬
‫تتميز شهادة المطابقة كغيرها من الشهادات العمرانية بمجموعة من الخصائص تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ -‬شهادة المطابقة ذات طابع إلزامي ‪ :‬رغم أنها ال تتحرك إال برغبة و طلب حائز البناء ‪ ،‬كأصل‬
‫عام‪ ، 2‬إذ يفرض على مالكي و أصحاب المشاريع بضرورة إصدارها ‪ ،‬و إال تقرر معاقبتهم بغرامة‬
‫و هدم البناء إن استلزم األمر ذلك ‪ ،‬ألنه ال يمكن استغالل المبنى المنجز للغرض الذي خصص له‬
‫إال بعد إستصدار هذه الشهادة ‪.‬‬
‫‪ -‬شهادة المطابقة وثيقة إدارية ‪ :‬ذلك ألن هذه الشهادة ال تمنح إال من طرف سلطة إدارية مختصة‬
‫بموجب القانون ‪ ،‬فال يمكن ألي جهة أخرى غير معنية أن تمنح هذه الشهادة و إال تعرضت لعيب‬
‫عدم االختصاص ‪ ،‬و هي إما أن تكون من اختصاص رئيس المجلس الشعبي البلدي أو الوالي ‪.‬‬
‫‪ -‬شهادة المطابقة رخصة إدارية ‪ :‬حيث أنها تسمح للباني المستفيد من رخصة البناء من استعمال‬
‫المبنى أو العقار و استغالله في الغرض الذي شيد من أجله ‪ ،‬سواء للسكن أو ممارسة نشاط أو مهنة‬
‫أو حرفة معينة معترف بها قانونا ‪.‬‬
‫‪ -‬شهادة المطابقة وسيلة رقابية ‪ :‬كونها آلية من آليات الرقابة البعدية ‪ ،‬تكمن في ممارسة سلطة‬
‫معاينة األشغال ‪ ،‬فالمشرع خول لإلدارة مراقبة جميع عمليات البناء عن طريق التقصي و المعاينة‬
‫و ذلك بعد االنتهاء من عملية البناء عن طريق منح شهادة المطابقة ‪.‬‬
‫‪ -‬شهادة المطابقة قرار إداري انفرادي ‪ :‬يصدر من جهات إدارية محددة قانونا في شخص رئيس‬
‫المجلس الشعبي البلدي و الوالي ‪ ،‬كما يترتب على الصفة اإلدارية لشهادة المطابقة أن المتضرر‬
‫من القرار له الحق بالطعن فيه لدى القضاء المختص ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 26‬مكرر من ق‪ ، 11 -11 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫و استثناء قد تكون المبادرة من رئيس المجلس الشعبي البلدي ‪ ،‬الذي يحل وجوبا مكان الباني الغير مبادر في‬
‫استصدار شهادة المطابقة رغم حلول أجلها ‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 2/66‬من م‪.‬ت ‪ " : 49-41‬عندما ال يودع‬
‫التصريح بانتهاء األشغال ‪ ،‬حسب الشروط و في اآلجال المطلوبة التي يمكن بغيابها اإلستناد إلى تاريخ االنتهاء‬
‫من األشغال تبعا آلجال اإلنجاز المتوقعة في رخصة البناء ‪ ،‬تجرى عملية مطابقة األشغال وجوبا بمبادرة من رئيس‬
‫المجلس الشعبي البلدي " ‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا ‪ :‬أهمية شهادة المطابقة‬

‫لشهادة المطابقة أهمية كبيرة إذ تعتبر قرينة على شرعية البناء ‪ ،‬يتوقف على استيفائها مطابقة‬
‫البناءات المنجزة لمواصفات األشغال المرخص بها و المحددة في التصميم المقدم في الملف المرفق‬
‫بطلب رخصة البناء ‪ ،‬و تُمكن صاحبها من اإلستفادة من جميع اإلرتفاقات العمومية ‪.‬‬

‫حيث تنص المادة ‪ 4/64‬من قانون المحدد لقواعد مطابقة البنايات ‪ 1‬على أنه ‪:‬‬

‫" يمنح الحصول على شهادة المطابقة حق الربط بالطرق و شبكات االنتفاع العمومية " ‪.‬‬

‫و يقصد بشبكات اإلنتفاع ‪ ،‬شبكات التزويد بالماء الشروب ‪ ،‬و قنوات صرف المياه ‪ ،‬تجهيزات‬
‫الكهرباء و الغاز و االتصاالت ‪..‬‬

‫و باعتبار شهادة المطابقة وسيلة رقابة بعدية لمطابقة البنايات المنجزة لرخصة البناء ‪ ،‬فبذلك تكتسي‬
‫أهمية كبيرة في مجال حماية الجانب العمراني الجمالي و البيئي ‪ ،‬و يظهر ذلك من خالل رفض منح‬
‫هذه الرخصة إذا كانت المشاريع المنجزة تمس بالبيئة أو بصحة أمن المواطنين و كذلك المناظر‬
‫الطبيعية‪.‬‬

‫كما أن القواعد القانونية المنظمة لشهادة المطابقة تهدف من خالل الشروط و اإلجراءات التي تقوم‬
‫عليها ‪ ،‬إلى ضمان التوازن بين المصلحة العامة من خالل احترام قانون العمران و الحفاظ على‬
‫مقتضياته من جهة ‪ ،‬و المصلحة الخاصة من جهة ثانية من خالل تلبية احتياجات السكان‬
‫و المؤسسات ‪ ،‬و تمكينهم من استغالل ممتلكاتهم الخاصة ‪ ،‬وفقا لقواعد و أحكام قانون البناء بصفة‬
‫عامة ‪ ،‬و احترام رخصة البناء بصفة خاصة ‪.‬‬

‫ألن بعدم الحصول على رخصة البناء ال يمكن الباني من الحصول على شهادة المطابقة ‪ ،‬و عدم‬
‫احترام المواصفات و مطابقة البنايات حسب الشروط و القواعد المحددة ال يمكن كذلك منح شهادة‬
‫المطابقة و من استغالل المبنى ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ق‪ 41 -14 .‬المؤرخ في ‪ 71‬جويلية ‪ ، 7114‬المحدد لقواعد مطابقة البنايات و إتمام إنجازها ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 2‬أوت ‪ ، 7114‬العدد ‪. 11‬‬

‫‪321‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬األعوان و الهيئات المؤهلة بمعاينة المخالفات و رقابتها‬

‫يقصد بالمعاينة اإلنتقال إلى مكان تواجد األشغال للمشاهدة الميدانية لهذه األشغال ‪ ،‬و يلتزم رئيس‬
‫المجلس الشعبي البلدي بضرورة القيام بالزيارات الميدانية ‪ ،‬و القيام بالمعاينات الضرورية للتأكد من‬
‫عدم مخالفة أحكام البناء و التعمير ‪ ،‬من طرف أعوان مكلفة بالمحافظة على النظام العام العمراني‬
‫بكل أبعاده ‪ ،‬و حق مراقبة بناء و استغالل األراضي العمرانية ‪ ،‬و مدى مطابقة البناء و انسجامه‬
‫مع مختلف القوانين المعمول بها في هذا المجال ‪.‬‬

‫و تنص المادة ‪ 7‬من المرسوم التنفيذي ‪: 1 212 -19‬‬


‫" طبقا ألحكام المادة ‪ 26‬مكرر من القانون رقم ‪ .. 79 -91‬يؤهل للبحث عن مخالفات التشريع‬
‫و التنظيم في مجال التهيئة و التعمير و معاينتها ‪ ،‬زيادة على ضباط و أعوان الشرطة القضائية ‪:‬‬

‫‪ -4‬مفتشو التعمير الذين تم تعيينهم قانونا ‪.. ،‬‬


‫‪ -7‬المستخدمون الذين يمارسون عملهم بمصالح الوالية التابعة إلدارة و ازرة السكن و العمران‬
‫و األعوان الذين يمارسون عملهم بمصالح التعمير التابعة للبلدية و الذين يعينون من بين ‪:‬‬
‫‪ -‬رؤساء المهندسين المعماريين و رؤساء المهندسين ( في الهندسة المدنية ) ‪،‬‬
‫‪ -‬المهندسين المعماريين الرئيسيين و المهندسين ( في الهندسة المدنية ) الرئيسين ‪،‬‬
‫‪ -‬المهندسين المعماريين و المهندسين ( في الهندسة المدنية ) ‪،‬‬
‫‪ -‬المهندسين التطبيقيين ( في البناء ) الذين يحوزون خبرة سنتين (‪ )7‬على األقل في ميدان التعمير ‪،‬‬
‫‪ -‬التقنيين السامين ( في البناء ) الذين يحوزون خبرة ثالث (‪ )2‬سنوات على األقل في ميدان التعمير"‪.‬‬

‫و عليه فاألعوان المؤهلين هم باإلضافة إلى ضباط و أعوان الشرطة القضائية طبقا للتشريع المعمول‬
‫‪2‬‬
‫به ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫م‪.‬ت ‪ 212 -19‬المؤرخ في ‪ 77‬أكتوبر ‪ ، 7119‬المعدل م‪.‬ت ‪ 11 -16‬المؤرخ في ‪ 21‬جانفي ‪ ، 7116‬الذي‬
‫يحدد شروط و كيفيات تعيين األعوان المؤهلين للبحث عن مخالفات التشريع و التنظيم في مجال التهيئة و التعمير‬
‫و معاينتها و كذا إجراءات المراقبة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 71‬أكتوبر ‪ ، 7119‬العدد ‪. 64‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 41‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪ ،‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪322‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .1‬الوزير المكلف بالتعمير‪ :‬إذا تعلق األمر بمشاريع البناء ذات المصلحة الوطنية أو الجهوية ‪ ،‬فإن‬
‫الوزير المكلف بالتعمير يكون مختصا بمنح رخصة البناء ‪ ،‬بعد أخذ أري الوالي أو الوالة المعنيين ‪،‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 62‬من قانون ‪ 79-91‬حيث تنص ‪:‬‬
‫" تسلم رخصة التجزئة أو البناء من قبل الوزير المكلف بالتعمير بعد اإلطالع على رأي الوالي أو الوالة‬
‫المعنيين بالنسبة للمشاريع المهيكلة ذات المصلحة الوطنية أو الجهوية " ‪.‬‬
‫‪ .2‬الوالي ‪ :‬ينشط و يراقب عمل مصالح الدولة المكلفة بمختلف القطاعات في الوالية و منها التهيئة‬
‫‪1‬‬
‫و التعمير و المصالح التقنية ‪ ،‬كما يقوم بتسليم رخص و شهادات التعمير ‪.‬‬
‫و الظاهر أن المشرع بعد تعديل المادة ‪ 22‬من قانون ‪ 11-11‬أبعد الوالي من مهمة المعاينة‬
‫و مراقبة البنايات ‪ ،‬ربما لكون رئيس المجلس الشعبي البلدي يكون األقرب لمجال التعمير من‬
‫‪2‬‬
‫الوالي ‪.‬‬
‫‪ .3‬رئيس المجلس الشعبي البلدي ‪ :‬يقوم رئيس المجلس الشعبي البلدي المختص إقليميا و األعوان‬
‫المؤهلين قانونا ‪ ،‬بزيارة الورشات و المنشآت األساسية و البنايات الجاري إنجازها و كذلك الفحص‬
‫‪3‬‬
‫و المراقبة و المعاينة ‪.‬‬
‫‪ .4‬مفتشي التعمير و الهندسة المعمارية ‪ :‬تتواجد على مستوى كل والية مديرية التعمير‪ ،‬و التي‬
‫تختص بمتابعة جميع األشغال ‪ ،‬و تشارك مع البلدية في إصدار جميع الرخص و الشهادات‬
‫المتعلقة بالعمران ‪ 4 ،‬و مهامهم تتمثل في مراقبة البنايات و تحرير محاضر المخالفات ‪.‬‬
‫‪ .5‬أعوان البلدية المكلفين بالتعمير ‪ :‬تم إدراجهم بموجب قانون ‪ 11 -11‬من أجل القيام بمعاينات‬
‫و اتخاذ اإلجراءات الالزمة ‪ ،‬و يجب أن يذكر في المحضر وقائع المخالفة ‪ ،‬تصريحات المخالف ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 21‬من ق‪ ، 79 -91 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫و كانت المادة ‪ 22‬من ق‪ 79 -91 .‬قبل التعديل تنص ‪ " :‬يمكن الوالي و رئيس المجلس الشعبي البلدي و كذا‬
‫األعوان المحلفين المفوضين في كل وقت زيارة البنايات الجاري تشييدها و إجراء التحقيقات التي يعتبرونها مفيدة‬
‫و طلب إبالغهم في كل وقت بالمستندات التقنية المتعلقة بالبناء " ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر المادة ‪ 1‬من م‪.‬ت ‪ ، 11 -16‬المرجع السابق ‪ ،‬و المادة ‪ 22‬من ق‪ ، 11-11 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر لمزيد من التفاصيل حول األعوان المختصة م‪.‬ت ‪ 714 -19‬المؤرخ في ‪ 77‬جويلية ‪ ، 7119‬المتضمن‬
‫القانون األساسي الخاص بالموظفين المنتمين لألسالك التقنية الخاصة باإلدارة المكلفة بالسكن و العمران ‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 77‬جويلية ‪ ، 7119‬العدد ‪. 12‬‬

‫‪323‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫للميدان ‪ ،‬و البلدية‬ ‫التوقيع على المحضر من العون و المعني بذات المحضر ‪ 1،‬فهم األقرب‬
‫‪2‬‬
‫هي المختصة قانونا بتسليم رخص التعمير‪.‬‬
‫‪ .6‬فرق المتابعة و التحقيق ‪ :‬مكلفين بالمتابعة و التحري حول إنشاء التجزئات أو المجموعات‬
‫السكنية أو ورشات إنجاز البنايات ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫تم إنشائها لدى مصالح الدولة المكلفة بالتعمير و مصالح البلدية ‪.‬‬
‫‪ .7‬شرطة العمران ‪ :‬هي هيئة تمارس الرقابة الميدانية على أشغال التهيئة و التعمير ‪ ،‬و تحرر‬
‫محاضر تتمتع بقوة اإلثبات لمواجهة المخالفات ‪.‬‬
‫فقد خول القانون لبعض الموظفين المؤهلين سلطة التقصي و البحث عن الجرائم من خالل استحداث‬
‫هذه الشرطة العمرانية ‪ ،‬و تتشكل من مفتش التعمير‪ ،‬المهندسين المعماريين ‪ ،‬مهندسي التطبيق ‪،‬‬
‫المتصرفين اإلداريين ‪.‬‬
‫‪ .8‬لجنة الهندسة المعمارية و التعمير و المحيط المبني ‪ :‬هيئة استشارية تنشأ على مستوى كل‬
‫والية ‪ ،‬تتولى مهمة تقديم اإلستشارة للجماعات المحلية فيما يتعلق بالتعمير‪ ،‬و حماية التراث المعماري‬
‫‪4‬‬
‫و المحيط المبني و الحفاظ عليه ‪.‬‬
‫‪ .9‬الجمعيات ‪ :‬لقد أجاز القانون للجمعيات التي اعتمدت ضمن أهدافها حماية البيئة و التعمير‪،‬‬
‫التراث التاريخي ‪ ،‬السياحي و الثقافي أن تتأسس كأطراف مدنية و ترفع دعاوى أمام القضاء‬
‫المختص ‪.‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 21‬من قانون ‪: 79 -91‬‬
‫" يمكن كل جمعية تشكلت بصفة قانونية تنوي بموجب قانونها األساسي أن تعمل من أجل تهيئة إطار‬
‫الحياة و حماية المحيط أن تطالب بالحقوق المعترف بها لطرف مدني فيما يتعلق بالمخالفات ألحكام‬
‫‪5‬‬
‫التشريع الساري المفعول في مجال التهيئة و التعمير "‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 26‬مكرر ‪ 7‬من ق‪ ، 11 -11 .‬المرجع الساق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫شامة سماعين ‪ ،‬النظام القانوني الجزائري للتوجيه العقاري ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 7111 ،‬ص ‪. 772‬‬
‫‪3‬‬
‫بموجب المادة ‪ 64‬من ق‪ ، 41 -14 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المادة ‪ 21‬م‪ .‬التشريعي ‪ 12 -91‬المؤرخ في ‪ 44‬ماي ‪ ، 4991‬المتعلق بشروط اإلنتاج المعماري و ممارسة‬
‫مهنة المهندس المعماري ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 71‬ماي ‪ ، 4991‬العدد ‪ ، 27‬الملغى في بعض أحكامه ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر أيضا المادة ‪ 41‬من ق‪ ، 79 -91 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬معاينة المخالفات‬

‫إن مباشرة أشغال البناء خالفا لما تقتضيه قواعد العمران المنصوص عليها في قانون التهيئة و التعمير‬
‫و القوانين التي تحكم البناء في المناطق الخاصة ‪ ،‬يعتبر مخالفة لتشريع البناء ‪ ،‬و تتخذ أشكاال‬
‫‪1‬‬
‫معينة ‪ ،‬و يتم إثباتها عن طريق أعوان مؤهلين قانونا في شكل محاضر رسمية ‪.‬‬

‫و لقد نصت المادة ‪ 26‬من قانون التهيئة و التعمير على هذه المخالفات بقولها ‪:‬‬
‫" يمنع الشروع في أشغال البناء بدون رخصة أو إنجازها دون احترام المخططات البيانية التي سمحت‬
‫‪2‬‬
‫بالحصول على رخصة البناء "‪.‬‬

‫إال أن هذا النص جاء عاما و غير واضح ‪ ،‬لم يحدد بدقة األفعال المجرمة ‪ ،‬عكس المادة ‪ 11‬من‬
‫المرسوم التشريعي المتعلق بشروط اإلنتاج المعماري و ممارسة مهنة المهندس المعماري ‪ ،‬الذي جاء‬
‫‪3‬‬
‫بنوع من التفصيل في تحديد المخالفات و تصنيفها مراعيا النصوص القانونية المتعلقة بالبناء ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫و لقد ألغيت أحكام المواد من ‪ 11‬إلى ‪ 11‬من المرسوم التشريعي بموجب القانون ‪، 16 -11‬‬
‫فيما لم ينص على مثل هذه المخالفات في قوانين المتعلقة بالتهيئة و التعمير ‪ ،‬و لم يأت المشرع‬
‫بديال عنها بعد إلغائها ‪.‬‬

‫و على كل و طبقا لقانون التهيئة و التعمير‪ ،‬فالبناء المخالف هو الذي أُنشئ بدون رخصة بناء ‪،‬‬
‫أو خالف أحد شروطها بعد الحصول على الرخصة ‪.‬‬

‫و عليه يمكن تصنيف مخالفات البناء التنظيمية إلى عدم وجود رخصة بناء ‪ ،‬البناء مخالفة لشروط‬
‫الرخصة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫رمزي حوحو ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 771‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 26‬المعدلة بموجب ق‪ ، 11 -11 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫و رغم ذلك كانت المادة ‪ 11‬قاصرة على أشغال بناء دون أخرى ‪ ،‬حيث اقتصر في تجريمه للبناء بدون رخصة‬
‫على أعمال التشييد دون أشغال التدعيم التمديد و التسييج ‪ ،‬و على عدم تجديد الرخصة بعد مضي المدة المحددة قانونا‬
‫‪ ،‬ينظر م‪ .‬التشريعي ‪ ، 12 -91‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ق‪ 16 -11 .‬المؤرخ في ‪ 41‬أوت ‪ ، 7111‬المتضمن إلغاء بعض أحكام م‪ .‬التشريعي ‪ ، 12 -91‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 41‬أوت ‪ ، 7111‬العدد ‪. 14‬‬

‫‪325‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول ‪ :‬البناء بدون ترخيص‬


‫هي الجريمة التي يقوم فيها الجاني بإنشاء المباني الجديدة أو إقامة أعمال التوسيع أو التعلية‬
‫أو التدعيم أو التعديل أو إجراء أي تعديالت خارجية ‪ ،‬قبل الحصول على ترخيص إداري من الجهة‬
‫اإلدارية المختصة في مجال يستلزم الحصول عليها و فقا لما يبينه قانون التهيئة والتعمير و المراسيم‬
‫التنظيمية الالحقة ‪.‬‬
‫و هو ما نصت عليه المادة ‪ 17‬من قانون التهيئة و التعمير ‪ ،‬التي تحدد األعمال التي ال يمكن القيام‬
‫‪1‬‬
‫بها بدون الحصول على رخصة ‪ ،‬ما عدا البنايات التي تحتمي بسرية الدفاع الوطني ‪.‬‬
‫و هو ما أكدته المادة ‪ 14‬من المرسوم التنفيذي المحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير و تسليمها‬
‫و تنص ‪:‬‬
‫" يشترط كل تشييد لبناية جديدة أو كل تحويل لبناية تتضمن أشغالها تغيير ‪ :‬مشتمالت األرضية‬
‫و المقاس و الواجهة و اإلستعمال أو الوجهة و الهيكل الحامل للبناية و الشبكات المشتركة العابرة‬
‫للملكية ‪ ،‬حيازة رخصة البناء ‪. " ..‬‬
‫و عليه فعناصر البناء بدون ترخيص يتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫العمل المادي المتمثل في البناء ‪ ،‬و يأخذ البناء أحد الصور المنصوص عليها في المادة ‪ 17‬السالفة‬
‫الذكر‪.‬‬
‫عدم وجود ترخيص ‪ ،‬و يرجع ذلك لعدم طلبه أصال ‪ ،‬أو لطلبه مع عدم منحه من قبل الجهة اإلدارية‬
‫المختصة ‪ ،‬ذلك أن تقديم طلب من أجل الحصول على رخصة البناء ال يكفي وحده ‪ ،‬بل ال بد‬
‫من الحصول عليها فعال ‪.‬‬
‫أن يتم البناء في مجال تطبيق رخصة البناء ‪ ،‬بمعنى أن الجريمة ال تقوم في المناطق التي لم يستلزم‬
‫فيها المشرع الحصول عليها ‪.‬‬
‫و لقد ذهب القضاء ألبعد من ذلك ‪ ،‬حيث اشترط من أجل الطعن بإلغاء تراخيص أعمال البناء‬
‫أو الهدم ‪ ،‬إلزامية الحصول على ترخيص البناء ‪.‬‬
‫و هذا ما اشترطه مجلس الدولة الجزائري في ق ارره الصادر بتاريخ ‪ 71‬سبتمبر ‪: 7147‬‬
‫" ‪ ..‬يستخلص من دراسة ملف الدعوى أن المستأنف عليه رفع دعوى ضد بلدية عين الخضراء ممثال‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المواد ‪ 17‬و ‪ 12‬من ق‪ ، 79-91 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪326‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من طرف رئيسها ‪ ،‬ملتمسا إلغاء القرار المتضمن هدم األشغال التي شرع فيها دون رخصة ‪ ،‬مدعيا‬
‫بأنه يستغل و يحوز قطعة صالحة للبناء أبا عن جد تقع بوسط عين الخضراء تسمى الغابة ‪ ،‬شيد‬
‫عليها مسكنه منذ عشرات السنين ‪ ،‬و أنه نظ ار لقدم هذا المسكن ارتأى تجديده على أنقاض المسكن‬
‫القديم ‪ ،‬فشرع في بناء جزء منه ‪ ،‬غير أنه بتاريخ ‪ 77‬ديسمبر ‪ 7141‬تم تبليغه بقرار هدم هذا‬
‫البناء ‪..‬‬
‫حيث أن بلدية عين الخضراء تذكر بأنها استفادت بمشروع التهيئة الحضرية لحي ‪ ، ..‬و أنه انطلقت‬
‫األشغال و وصلت نسبة اإلنجاز ‪ ، % 21‬إال أنه اصطدم بانجاز ‪ 47‬من نصف األعمدة اإلسمنتية‬
‫أقامها المستأنف على مساحة ‪ 111‬متر مربع ‪ ،‬مما عطل المشروع ‪ ،‬فصدر القرار المطالب بإلغائه‬
‫بعد إثبات المخالفة من طرف مفتش التعمير ‪.‬‬
‫حيث أن الثابت من أوراق الملف أن القرار المطالب بإلغائه إستند على محضر المعاينة المحرر‬
‫من طرف مديرية التعمير و البناء ‪ .. ،‬و أن هذا القرار يتضمن هدم األعمدة التي قام المستأنف‬
‫بإنجازها ‪..‬‬
‫حيث أن المستأنف يلتمس تعيين خبير للتحقيق و القول ما إذا كان قرار الهدم يخص إزالة األعمدة‬
‫التي أقامها المستأنف إلعادة تجديد مسكنه القديم أم الغرض منها سد الشارع ‪.‬‬
‫حيث أن قرار الهدم يخص إزالة األعمدة التي تم بناؤها بدون رخصة بناء ‪ ،‬و بالتالي ال مجال لتعيين‬
‫خبير‪ ،‬مما يتعين رفض الطلب و القول أن قضاة الدرجة األولى أصابوا في تقديرهم للوقائع ‪ ،‬و ذلك‬
‫‪1‬‬
‫لما قضوا برفض الدعوى لعدم التأسيس " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قرار م‪ .‬د رقم ‪ 127416‬الصادر بتاريخ ‪ 71‬سبتمبر ‪ ، 7147‬ينظر الملحق رقم ‪ ، 4‬ص ‪. 212‬‬

‫‪327‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬عدم االلتزام بشروط الرخصة‬


‫يحدث البناء هنا برخصة ‪ ،‬لكن مع مخالفة أحكامها و لمقتضيات رخصة البناء ‪ ،‬بحيث تعطل عمل‬
‫اإلدارة فيما يخص مراقبة ما تم ترخيصه في إطار الرقابة اإلدارية الالحقة ‪.‬‬
‫فالبناء غير المطابق للرخصة ‪ ،‬يباشر فيه المخالف األشغال بعد استفادته من الرخصة للقيام باألشغال‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 17‬من قانون التهيئة و التعمير من بناء ‪ ،‬تعديل ‪ ،.‬تمديد و تغيير‬
‫البنايات ‪ ،‬إنجاز جدار أو تسييج ‪ ،‬بمخالفة الشروط التنظيمية للرخصة الممنوحة ‪.‬‬
‫و المقصود هو مدى احترام المرخص له ألحكام و شروط الرخصة ‪ ،‬و قواعد التعمير و البناء ‪،‬‬
‫و احترام اآلجال المحددة ‪ 1،‬إلنجاز األشغال و ضرورة الحفاظ على المنظر الجمالي ‪ ،‬و المطابقة‬
‫‪2‬‬
‫و غيرها ‪.‬‬
‫و في هذا الصدد نصت المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي المحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير‬
‫و تسليمها ‪:‬‬
‫" يجب أن تشتمل رخصة البناء على اإللتزامات و اإلرتفاقات التي ينبغي على الباني أن يحترمها ‪،‬‬
‫عندما تقتضي البنايات تهيئة و خدمات خاصة بالموقع العمومي أو إرتفاقات خاصة " ‪.‬‬
‫و عليه فعلى صاحب الرخصة اإللتزام باحترام مضمون قرار الترخيص بالبناء ‪ ،‬و تنفيذ األشغال‬
‫بالمواصفات التقنية و المادية و الجمالية المحددة في رخصة البناء ‪.‬‬
‫ذلك ألن اإلدارة ما كانت لتسلمه الترخيص إال بعد التأكد من إستيفاء طلب الترخيص المدعم بالتصميم‬
‫‪3‬‬
‫و المواصفات و الشروط المقررة في قانون التهيئة و التعمير‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬التدابير الوقائية و الردعية لمخالفات البناء‬

‫المصالح التي يحميها المشرع من خالل التجريم في مجال التهيئة و التعمير ‪ ،‬تظهر من خالل التدخل‬
‫بوضع القيود على حق الملكية العقارية ‪ ،‬و فرض عقوبات إدارية على مخالفة هذه القيود ‪ ،‬ذلك ألن‬
‫انتهاك قواعد التهيئة و التعمير يولد االمسئولية للمخالفين ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪DALLOZ, 1996, Paris, p.7.‬‬
‫‪2‬‬
‫و هو ما تضمنته المادة ‪ 16‬من ق‪ ، 49 -41 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫عزاوي عبد الرحمن ‪ ،‬الرخص اإلدارية في التشريع الجزائري ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 641‬‬

‫‪328‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و الهدف من فرض هذه الجزاءات هو المحافظة على المصالح االجتماعية ‪.‬‬

‫فهناك حق األفراد في الحياة و السالمة الجسدية الذي يهدده البناء بمواد مخالفة للمواصفات المعمول‬
‫بها في القانون ‪ ،‬أو البناء الفوضوي ‪ ،‬باإلضافة إلى اعتبارات المحافظة على الصحة العامة ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫و ضرورة مراعاة التنسيق العام في البناء و التعمير ‪ ،‬للمحافظة على رونق المدينة ‪.‬‬

‫بحيث تنعكس سياسة العقاب التي اتبعها المشرع في تشريع التهيئة و التعمير ‪ ،‬على القواعد الخاصة‬
‫في مجال البناء ‪ ،‬و على صور الجزاءات التي قررها المشرع في هذا المجال ‪ ،‬نقسمها إلى إجراءات‬
‫وقائية ‪ ،‬و جزاءات إدارية ردعية ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬التدابير الوقائية‬

‫خول المشرع لإلدارة مساحة شاسعة للضبط و الرقابة يمكن من خاللها إصدار جملة من األوامر‬
‫و القيام بإجراءات وقائية احت ارزية للحفاظ على سالمة و صحة حركة البناء و العمران ‪ ،‬و تفادي‬
‫بعض اإلخالالت الحاصلة في هذا المجال الحساس ‪.‬‬

‫فإذا كان المشرع قد أفصح عن إرادته الصريحة في مواجهة كل ما من شأنه المساس بالمصلحة العامة‬
‫العمرانية ‪ ،‬و وضع النصوص الكفيلة بتنظيم النشاط العمراني ‪ ،‬فإنه أسند مهمة التنفيذ لإلدارة ‪ ،‬حيث‬
‫مكنها القانون من وسائل و امتيازات السلطة العامة ‪.‬‬

‫فالسلطة اإلدارية تؤدي دو ار قبل عمليات البناء و أثنائه ‪ ،‬للتحقق من مدى مطابقته ‪ 2 ،‬و كذا إتخاذ‬
‫جميع اإلحتياطات الالزمة ‪ ،‬و التدابير الوقائية لضمان سالمة األشخاص و األمالك في األماكن‬
‫العمومية التي يحصل فيها الحوادث و التجاوزات ‪ ،‬و في حال لم تراع الشروط و األحكام المنصوص‬
‫عليها في هذا المجال ‪ ،‬أوجب المشرع اتخاذ إجراءات وقائية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫غنام محمد غنام ‪ ،‬المسئولية الجنائية لمشيدي البناء ‪ ( ،‬المقاول ‪ ،‬مهندس البناء ‪ ،‬صاحب البناء ) ‪ ،‬القسم األول ‪،‬‬
‫مجلة الحقوق للدراسات القانونية و الشرعية ‪ ،‬جامعة الكويت ‪ ،‬السنة التاسعة عشر ‪ ،‬العدد الثالث ‪ ،‬سبتمبر ‪، 4991‬‬
‫ص ‪. 476‬‬
‫‪2‬‬
‫عزري الزين ‪ ،‬دور الجماعات المحلية في مجال التهيئة و التعمير ‪ ،‬الملتقى الدولي الخامس حول دور و مكانة‬
‫الجماعات المحلية في الدول المغاربية ‪ ،‬يومي ‪ 2‬و ‪ 1‬ماي ‪ ، 7119‬مخبر أثر اإلجتهاد القضائي على حركة‬
‫التشريع ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ن جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬

‫‪329‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و تشمل التدابير الوقائية ‪ ،‬الوقف اإلداري لألعمال المخالفة ‪ ،‬حجز مواد البناء و العتاد ‪ ،‬األمر‬
‫بالتصحيح و تحقيق المطابقة ‪.‬‬

‫البند األول ‪ :‬الوقف اإلداري لألشغال المخالفة‬

‫و هي وقف أعمال البناء المخالفة للقانون و التنظيم و لمضمون رخصة البناء المسلمة للباني ‪.‬‬

‫و يدخل إجراء وقف أشغال البناء ‪ ،‬ضمن اإلجراءات الوقائية الحمائية في نظام الرقابة الالحقة ‪،‬‬
‫إذ تتخلل الفترة الممتدة بين انطالق أشغال البناء و قبل انتهائها ‪ ،‬بهدف وضع حد لألخطاء‬
‫و المخالفات المرتكبة و تداركها و تصحيحها للوصول إلى نتيجة تقنية مقبولة ‪ ،‬فيما لو تم تنفيذ‬
‫مشروع البناء بكامله ‪.‬‬
‫فهو إجراء وقائي احتياطي ‪ 1‬للتصدي لظاهرة البناء العشوائي و الفوضوي و الغير مطابق ‪.‬‬

‫و هذا اإلجراء يسبق اإلجراءات الردعية ‪ ،‬و يعد كنوع من التسوية و إعطاء الفرصة للمخالف إلعادة‬
‫مراجعة بنائه و االلتزام بأحكام قانون التهيئة و التعمير ‪ ،‬و ذلك بإعادة مطابقة أشغال البناء مع أحكام‬
‫رخصة البناء و المخططات المصادق عليها من قبل المصالح التقنية إن كانت موجودة ‪ ،‬أو بهدم‬
‫و إزالة كل مظاهر المادية لألشغال الغير المطابقة ‪ ،‬و طلب الحصول على رخصة إن لم تكن‬
‫موجودة‪.‬‬

‫و الفائدة العملية من إجراء وقف األشغال ‪ ،‬هو سعي اإلدارة لعدم إتمام المخالف البناء الغير‬
‫مطابق ‪ ،‬و كذلك لتفادي هدم البناية بعد إتمامها ‪.‬‬

‫و هو ما أوضحته المادة ‪ 7/11‬من المرسوم التشريعي ‪: 2 12 -91‬‬


‫" ‪ ..‬و كذلك األمر بتوقيف األشغال " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عزاوي عبد الرحمن ‪ ،‬الرخص اإلدارية في التشريع الجزائري ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 649‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 7/11‬من م‪ .‬التشريعي ‪ ، 12 -91‬المرجع السابق ‪ ،‬الملغاة بالمادة ‪ 7‬من ق‪ ، 16 -11 .‬المرجع‬
‫السابق ‪.‬‬

‫‪330‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و المادة ‪ 17‬منه ‪:‬‬


‫" في حالة رفض تحقيق مطابقة البناية في اآلجال المقررة يحرر العون محضر األمر بتوقيف‬
‫‪1‬‬
‫األشغال "‪.‬‬

‫و كذلك المادة ‪ 7/ 14‬من قانون ‪ 17 -47‬التي كانت تنص ‪:‬‬


‫" كما يجوز له أن يأمر بقرار معلل بإيقاف األشغال أو بأي إجراء تحفظي بما في ذلك حجز العتاد‬
‫‪2‬‬
‫و المواد و إرسال الملف إلى النيابة العامة " ‪.‬‬

‫و المادة ‪ 26‬من قانون ‪ 79-91‬قبل التعديل ‪:‬‬


‫" ‪ ..‬يمكن السلطة اإلدارية أن ترفع دعوى أمام القاضي المختص من أجل األمر بوقف األشغال ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪."..‬‬

‫مما يعني أن اتخاذ مثل هذا اإلجراء من قبل السلطة اإلدارية قد أصبح اختياريا ‪ ،‬و يعدو من باب‬
‫تحصيل حاصل ‪ ،‬بحيث تعمد مباشرة إلى اإلجراء اآلخر ‪ ،‬و هو األمر بتحقيق المطابقة ‪ ،‬أو الهدم‬
‫حسب الحالة ‪ ،‬و هو ما يفهم من المادة ‪ 26‬مكرر ‪ 2‬من ق ‪ 79 -91‬بموجب تعديل ‪: 11 -11‬‬

‫" يترتب على المخالفة ‪ ،‬حسب الحالة ‪ ،‬إما مطابقة البناء المنجز أو القيام بهدمه " ‪.‬‬

‫و قد يكون المشرع قد تراجع بعض الشيء عن إجراء وقف األعمال المخالفة ‪ ،‬و استبدله مباشرة‬
‫بإجراء المطابقة أو الهدم لما له من جانب وقائي ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫و بالرجوع إلى الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 71‬من القانون المحدد لقواعد مطابقة البنايات و إتمام انجازها‬
‫نجده ينص كذلك على وقف األشغال حيث تنص ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫الملغاة بموجب المادة ‪ 7‬من ق‪ ، 16 -11 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 7/14‬من ق‪ 17 -47 .‬المؤرخ في ‪ 6‬فيفري ‪ 4947‬المتعلق برخصة البناء و رخصة تجزئة األراضي‬
‫للبناء ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 9‬فيفري ‪ ، 4947‬العدد ‪ . 6‬الملغى بمقتضى ق‪ ، 79-91 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 26‬بعد التعديل تنص ‪ " :‬يمنع الشروع في أشغال البناء بدون رخصة أو إنجازها دون احترام المخططات‬
‫البيانية التي سمحت بالحصول على رخصة البناء " ‪ ،‬ينظر ق‪ ، 11 -11 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ق‪ ، 41 -14 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫" في حالة عدم إتمام أشغال البناء أو إذا كانت البناية غير مطابقة لرخصة البناء المسلمة ‪ ،‬يجب‬
‫على صاحب التصريح أن يوقف األشغال فو ار ‪ ،‬و يبلغ رئيس المجلس الشعبي البلدي المعني الذي‬
‫يسلم له شهادة توقيف األشغال من أجل تحقيق المطابقة " ‪.‬‬

‫و تضيف المادة ‪ 22‬فقرة ‪ 4‬و ‪ 7‬منه ‪:‬‬


‫" يجب أن توقف بموجب أمر من الوالي أو بطلب من رئيس المجلس الشعبي البلدي المعني ‪،‬‬
‫األشغال التي تهدف إلى إنشاء تجزئة ‪ ،‬أو مجموعة سكنية ‪ ،‬دون رخصة تجزئة فوق األمالك الوطنية‬
‫العمومية أو فوق ملكية خاصة لم تخصص للبناء طبقا ألحكام مخططات التعمير السارية المفعول ‪.‬‬

‫في هذه الحالة ‪ ،‬يأمر الوالي المخالف بإعادة األماكن إلى حالتها األصلية و هدم البنايات المشيدة‬
‫في األجل الذي يحدده " ‪.‬‬

‫و من هذه النصوص نالحظ أن المشرع لم يستغن كلية عن إجراء وقف األشغال و األعمال المخالفة ‪،‬‬
‫و لو أن قانون مطابقة البنايات جاء من أجل تسوية وضعيات غير مستقرة من البنايات المخالفة‬
‫لقواعد قانون البناء و اآلجال الممنوحة للباني المرخص به ‪.‬‬

‫لكن ال يجوز لإلدارة إصدار قرار بتوقيف أشغال البناء إال بعد معاينتها لمخالفة قواعد قانون البناء‬
‫و رخصة البناء و تحرير محضر من طرف السلطات المختصة و عرضها على القضاء ‪ ،‬و هو‬
‫األمر الذي كرسه االجتهاد القضائي لمجلس الدولة الجزائري في ق ارره الصادر بتاريخ ‪ 24‬جانفي‬
‫‪: 7142‬‬

‫"‪ ..‬حيث أنه بالرجوع إلى المقرر المتضمن وقف األشغال محل الطعن باإللغاء الصادر عن رئيس‬
‫المجلس الشعبي البلدي لبلدية برج البحري ‪.‬‬

‫حيث أن هذا القرار مشوب بعيب مخالفة القانون و عيب السبب ‪ ،‬بحيث أنه ذكر بأن المستأنف عليها‬
‫تقوم بأشغال الحفر دون تحصلها على رخصة البناء ‪ ،‬في حين أن المستأنف عليها استفادت من‬
‫رخصة البناء من مصالح البلدية نفسها ‪.‬‬

‫‪332‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حيث أنه باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬فإن قرار توقيف األشغال المطعون فيه ذكر بأنه يتعين توقيف األشغال‬
‫إلى غاية صدور قرار التسوية ‪ ،‬في حين أن المستأنف عليها متحصلة على قرار التسوية ‪.‬‬

‫حيث أن القرار المطعون فيه باإللغاء هو مشوب بإنحراف السلطة ‪ ،‬مادام أن األسباب المذكورة غير‬
‫صحيحة فهو أيضا مخالف للقانون ‪ ،‬بحيث أنه ال يجوز لإلدارة إصدار قرار بتوقيف األشغال إال بعد‬
‫معاينتها لمخالفة قواعد العمران و رخصة البناء و تحضير محضر من طرف السلطات المختصة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ..‬و القول بأن قضاة الدرجة األولى أصابوا في تقديرهم للوقائع مما يتعين تأييد الحكم المستأنف "‪.‬‬

‫لكن و في كل األحوال نخلص أنه الوقف اإلداري لألعمال المخالفة ‪ ،‬رغم اتسامه بصفة اإللزام‬
‫في مواجهة البناء ‪ ،‬فله أثر التدبير و اإلجراء الوقائي ‪.‬‬

‫البند الثاني ‪ :‬حجز مواد البناء و العتاد‬

‫إن التدبير التحفظي يتمثل في حجز مختلف مواد البناء من أسمنت ‪ ،‬حديد ‪ ،‬آجر ‪ ..‬و غيرها‬
‫من مواد البناء المستعملة في البناء ‪.‬‬

‫إن حجز مواد و عتاد المستعمل في عملية إنجاز البناء ‪ ،‬يعد إجراء تحفظي يؤدي بالضرورة إلى منع‬
‫صاحب مشروع البناء من إتمامه ‪.‬‬

‫و لقد كانت المادة ‪ 14‬من قانون ‪ 2 ، 17 -47‬تنص على هذا اإلجراء ‪:‬‬
‫" بعد إثبات المخالفة يأمر رئيس المجلس الشعبي البلدي بمطابقة األشغال ‪.‬‬
‫كما يجوز له أن يأمر بقرار معلل بإيقاف األشغال و بأي إجراء تحفظي بما في ذلك حجز العتاد‬
‫و المواد و إرسال الملف إلى النيابة العامة " ‪.‬‬

‫و تعد هذه المادة هي الوحيدة ضمن النصوص القانونية الخاصة بالتهيئة و التعمير التي تطرقت‬
‫إلى هذا النوع من التدبير الوقائي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قرار م‪ .‬د رقم ‪ ، 124917‬الصادر بتاريخ ‪ 24‬جانفي ‪ ، 7142‬ينظر الملحق رقم ‪ ، 7‬ص ‪. 264‬‬
‫‪2‬‬
‫ق‪ ، 17 -47 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪333‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫البند الثالث ‪ :‬األمر بالتصحيح و تحقيق المطابقة‬

‫يقصد بالتصحيح إبراء البناء من العيوب التي اعترته أثناء التنفيذ ‪ ،‬و جعله مطابقا ألحكام قانون‬
‫البناء و مواصفات رخصة البناء الممنوحة ‪ ،‬و لكن ليس بمبادرة من صاحب المشروع نفسه حائز‬
‫رخصة البناء الممنوحة ‪ ،‬كما هو الحال عند طلب شهادة المطابقة ‪ ،‬و إنما بإيعاز من السلطة‬
‫اإلدارية ‪ ،‬و بأمر منها باعتبارها سلطة ضبط إداري مكلفة بالعمل على مطابقة أعمال البناء المنجزة‬
‫مع مضمون رخصة البناء كمستند قانوني ينظم حالة بعينها ‪ ،‬و هي ممارسة حق البناء من قبل‬
‫شخص معين على عقار معين أو قطعة أرض معينة و في أجل معين ‪.‬‬

‫و يأتي هذا األمر بالمطابقة على إثر ما تفرزه أعمال المراقبة و المعاينة التي تقوم بها المصالح‬
‫اإلدارية و التقنية المختصة طبقا لإلجراءات و الترتيبات المنصوص عليها قانونا ‪ 1،‬تطبيقا للمادة ‪22‬‬
‫‪2‬‬
‫من قانون ‪. 79 -91‬‬

‫و كذلك المادة ‪ 72‬من القانون المحدد لقواعد مطابقة البنايات ‪:‬‬


‫" يلزم أعوان الدولة و أعوان البلدية المكلفون بالتعمير بالقيام بزيارة األماكن و معاينة حالة عدم‬
‫مطابقة البنايات ‪ ،‬في مفهوم أحكام هذا القانون ‪ ،‬على أساس المعلومات المقدمة من صاحب‬
‫التصريح ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫يترتب على معاينة عدم المطابقة ‪ ،‬في جميع الحاالت تحرير محضر عدم المطابقة " ‪.‬‬

‫و تنص المادة ‪ 26‬مكرر‪ 7‬من قانون ‪: 79 -91‬‬


‫" عند معاينة المخالفة ‪ ،‬يقوم العون المؤهل بتحرير محضر يتضمن بالتدقيق وقائع المخالفة ‪ ،‬و كذا‬
‫التصريحات التي تلقاها من المخالف ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عزاوي عبد الرحمن ‪ ،‬اإلجراءات و المواعيد في مادة منازعات العمران ( حالة شهادة المطابقة ) ‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫القانونية و اإلدارية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسبة ‪ ،‬جامعة جياللي ليابس ‪ ،‬سيدي بلعباس ‪ ،‬العدد ‪، 7114 ، 1‬‬
‫ص ‪. 421‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 22‬المعدلة بموجب ق‪ ، 11 -11 .‬المرجع السابق ‪ ،‬حيث تنص ‪ " :‬يجب على رئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي و كذا األعوان المؤهلين قانونا ‪ ،‬زيارة كل البنايات في طور اإلنجاز و القيام بالمعاينات التي يرونها ضرورية‬
‫و طلب الوثائق التقنية الخاصة بالبناء و اإلطالع عليها ‪ ،‬في أي وقت " ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 4 / 72‬و ‪ 7‬من ق‪ ،41 -14 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪334‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و يوقع محضر المخالفة من قبل العون المؤهل و المخالف و في حالة رفض التوقيع من قبل‬
‫المخالف ‪ ،‬يسجل ذلك في المحضر ‪.‬‬

‫و في كل الحاالت ‪ ،‬يبقى المحضر صحيحا إلى أن يثبت العكس " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫و يترتب على المخالفة حسب الحالة ‪ ،‬إما مطابقة البناء المنجز أو القيام بهدمه ‪.‬‬

‫و إذا ثبت لدى السلطة اإلدارية القائمة على المراقبة و المتابعة في أي من هذه الحاالت و المناسبات‬
‫أن البناء قد تم إنجازه مخالفا لقواعد قانون البناء ‪ ،‬أو لمقرر الترخيص بالبناء ‪ 2،‬فالمشرع منحها مكنة‬
‫السبق في رصد المخالفات ابتداء ‪ ،‬و مجابهتها بإجراء إداري عن طريق دور و مساهمة األعوان‬
‫‪3‬‬
‫المؤهلين تقنيا و قانونا من خالل ما يحررونه من محاضر في هذا المجال ‪.‬‬

‫و على هذا األساس فللسلطة اإلدارية القائمة بعملية المراقبة و المتابعة توجيه أمر للباني للقيام‬
‫بتصحيح العيوب و تدارك مظاهر مخالفة البناء للقانون ‪ ،‬و لمواصفات رخصة البناء الممنوحة له‬
‫و جعله مطابقا لهما بالقيام بأعمال تصحيح ‪ ،‬على أن ينجز هذه اإلصالحات و أعمال التصحيح‬
‫‪4‬‬
‫المذكورة خالل أجل معين ‪.‬‬
‫و األمر بالتصحيح و تحقيق المطابقة ‪ ،‬و رغم صيغة الخطاب التي يوجهه إلى صاحب المشروع‬
‫حائز رخصة البناء و ما ينطوي عليه من إلزام ‪ ،‬ال يعد قرار إداريا عقابيا بل يعد من التدابير اإلدارية‬
‫الوقائية ‪ ،‬الهدف منه حث الباني على تصحيح و استكمال ما نقص في أعمال البناء المخالفة ‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫بهدف تجنب المخالفات المرتكبة ضد قواعد البناء و اآلثار السلبية الناجمة عنها ‪.‬‬

‫و المالحظ أن إجراء تحقيق المطابقة المستحدث بموجب القانون ‪ ، 41 -14‬يتميز بخصائص لعل‬
‫أهمها أن عملية تحقيق مطابقة البناية غير الشرعية ‪ ،‬تتم طبقا لقواعد تنظيم أدوات التعمير ‪،‬‬
‫و في حال غيابها طبقا للقواعد العامة للتهيئة و التعمير ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 26‬مكرر ‪ 2‬من ق‪ ، 79 -91 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫عزاوي عبد الرحمن ‪ ،‬اإلجراءات و المواعيد في مادة منازعات العمران‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.427‬‬
‫‪3‬‬
‫عزاوي عبد الرحمن ‪ ،‬الرخص اإلدارية في التشريع الجزائري ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 691‬‬
‫‪4‬‬
‫حمدي باشا عمر ‪ ،‬حماية الملكية العقارية الخاصة ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 7111 ،‬ص ‪. 411‬‬
‫‪5‬‬
‫عزاوي عبد الرحمن ‪ ،‬الرخص اإلدارية في التشريع الجزائري ‪ ، ..‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 694‬‬

‫‪335‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و تجدر اإلشارة أن أمر بالتصحيح و تحقيق المطابقة ‪ ،‬سيتحول من تدبير و إجراء وقائي إلى إجراء‬
‫ردعي ‪ ،‬عندما ال يمتثل صاحب البناء ألوامر الموجهة إليه من اإلدارة ‪ ،‬كأن ال يستجيب ألمر‬
‫تصحيح و استكمال األعمال في اآلجال المحددة و الشكل المطلوب و انقضاء المهلة المحددة له‬
‫إداريا ‪ ،‬مثلما سنوضح في الفرع الموالي ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الجزاءات الردعية‬

‫تقوم اإلدارة بدور رقابي على البناءات و مدى مطابقتها و احترامها للقواعد القانونية المنظمة لهذا‬
‫المجال ‪ ،‬و اإلجراءات الردعية المناسبة في حال اإلخالل و مخالفة قواعد النشاط العمراني ‪.‬‬

‫فلقد نصت القوانين و المراسيم المتعلقة بالتعمير على عدة ضوابط يتعين احترامها و عدم مخالفتها‬
‫ضمانا لسالمة البناء و حماية المواطنين ‪.‬‬

‫و خول المشرع لرئيس البلدية حق زيارة أماكن إنجاز البناء ‪ ،‬و حق إصدار قرار هدم البناء الغير‬
‫مرخص ‪ ،‬و سلطة تنفيذ قرار العدالة في حالة تشييد غير مطابق لرخصة البناء ‪ ،‬باإلضافة إلى تسليم‬
‫رخصة المطابقة ‪.‬‬

‫المقصود هنا اإلجراء الذي تتخذه السلطة اإلدارية المختصة كإجراء ردعي في حق صاحب البناء‬
‫المخالِف ‪ ،‬بعد اإلجراءات الوقائية السابقة المتمثلة في األمر بتوقيف األشغال حجز العتاد و الوسائل‬
‫و تحقيق المطابقة ‪.‬‬

‫ففي حالة عدم امتثال المخالف لمضمون اإلجراءات الوقائية ‪ ،‬و ذلك بعدم القيام بأعمال التصحيح‬
‫واستكمال األعمال المخالفة حتى تصبح ِ‬
‫مطابقة مع أحكام قانون البناء ‪ ،‬و مضمون رخصة البناء‬
‫الممنوحة له ‪ ،‬و ذلك باالستمرار في تنفيذ أعمال البناء برغم األمر الصادر بتوقيفه ‪.‬‬

‫هنا تلجأ السلطة اإلدارية المختصة إلى إجراءات أخرى تتمثل أساسا في جزاءات إدارية ردعية في‬
‫مجال التهيئة و التعمير المتمثلة في الغرامة ‪ ،‬تنفيذ األشغال على نفقة المخالف ‪ ،‬و إصدار قرار‬
‫الهدم ‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫البند األول ‪ :‬الغرامة‬

‫كان ينص المشرع على الغرامة اإلدارية في مجال التهيئة و التعمير في المادة ‪ 11‬من المرسوم‬
‫‪1‬‬
‫على أنه بعد المعاينة الميدانية للعون المختص لورشة أشغال البناء و التأكد‬ ‫التشريعي ‪، 12 -91‬‬
‫من وجود مخالفة من مخالفات البناء ‪ ،‬يقوم بتحرير محضر يثبت فيه معاينة المخالفة المرتكبة و مبلغ‬
‫الغرامة المالية المقابلة لهذه المخالفة و المقدرة جزافيا ‪.‬‬

‫و تتمثل في أصناف هي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬المخالفات المتعلقة بتشييد بناية بدون رخصة‬

‫‪ -‬بناية على أرض تابعة لألمالك العمومية ‪ ،‬و تقدر غرامتها ب ‪ 7111‬دج ‪.‬‬
‫‪ -‬بناية على أرض تابعة لألمالك الخاصة الوطنية ‪ ،‬بغرامة تقدر ب ‪ 4111‬دج ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬بناية على أرض تابعة لألمالك الخاصة التابعة للغير ‪ ،‬الغرامة تقدر ب ‪ 4111‬دج ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المخالفات الخاصة بتشييد بناية ال تطابق مواصفات رخصة البناء‬

‫‪ -‬تجاوز معامل شغل األرضية بنسبة تقل عن ‪ ، % 41‬الغرامة ‪ 111‬دج ‪.‬‬


‫‪ -‬تجاوز معامل شغل األرضية بنسبة تجاوز معامل االستيالء على األرض بنسبة ‪ ،‬بغرامة تقدر‬
‫ب ‪ 911‬دج ‪.‬‬
‫‪ -‬تجاوز معامل االستيالء على األرض بنسبة تقل عن ‪ 111 ، % 41‬دج ‪.‬‬
‫‪ -‬تجاوز معامل االستيالء على األرض بنسبة تفوق عن ‪ ، % 41‬بغرامة ‪ 911‬دج ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم احترام اإلرتفاع المرخص به ‪ ،‬غرامة مالية مقدرة ب ‪ 911‬دج لكل مستوى و ‪ 211‬دج لكل‬
‫متر مربع مضاف عن الحد األقصى ‪.‬‬
‫‪ -‬البناء مع عدم احترام قواعد تثبيت القطعة األرضية باإلعتداء على أرضية الغير المجاورة ‪،‬‬
‫و الغرامة هي ‪ 411‬دج ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫م‪ .‬التشريعي ‪ ، 12 -91‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 4- 11‬من م‪ .‬التشريعي ‪ ، 12 -91‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬تعديل الواجهة ‪ ،‬بغرامة مالية تقدر ب ‪ 111‬دج ‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ -‬إنجاز منفذ ‪ ،‬بغرامة تقدر ب ‪ 211‬دج ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المخالفات المتعلقة بعدم القيام بإجراءات التصريح و اإلشهار‬

‫‪ -‬عدم وضع الفتة المبينة لمراجع رخصة البناء ‪.‬‬


‫‪ -‬عدم التصريح بفتح ورشة ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم التصريح بإتمام أشغال ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫و غرامة هذا الصنف من المخالفات قدر ب ‪ 711‬دج لكل مخالفة ‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 11‬أيضا ‪:‬‬


‫" يجب على المخالف أن يدفع الغرامة للخزينة الوالئية في أجل ثالثين يوما ‪ ..‬و إال تم الشروع‬
‫‪3‬‬
‫في المتابعات القضائية ضد الشخص الذي حرر المحضر ضده " ‪.‬‬

‫و الظاهر أن الغرامة المالية التي من المفروض يراد بها ردع المخالف تعتبر زهيدة جدا ‪ ،‬مما يشجعه‬
‫على المخالفة و اإلستمرار فيها ‪.‬‬

‫و تغليبا لمصلحته الشخصية سيختار حتما مواصلة البناء مخالفا القواعد القانونية المحددة للبناء ‪.‬‬
‫فالغرامة المالية طبقا لهذا المرسوم ال تحقق الردع المطلوب مقارنة مع حجم الضرر الناجم عنها ‪ ،‬كما‬
‫تنم عن عدم صرامة المشرع في مواجهة المخالفات العمرانية ‪.‬‬

‫و نلحظ أيضا تخلي المشرع عن النص عن الغرامة اإلدارية في النصوص القانونية التي تلت المرسوم‬
‫‪4‬‬
‫التشريعي ‪ ، 12 -91‬ماعدا الغرامة الجزائية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 7 -11‬من م‪ .‬التشريعي ‪. 12 -91‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 2 -11‬من م‪ .‬التشريعي ‪. 12 -91‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر الفقرة األخيرة من المادة ‪ 11‬من م‪ .‬التشريعي ‪.12 -91‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر المواد من ‪ 21‬إلى ‪ 97‬من ق‪ ، 41 -14 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪338‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و هذا ما استدركه المشرع في قانون ‪ ، 41 -14‬حيث أن المشرع و رغم أنه أبقى على الطابع‬
‫الجنائي لبعض المخالفات الخاصة بالبناء و التهيئة العمرانية ‪ ،‬فيما يخص الغرامة و الحبس في‬
‫حاالت محددة ‪ ،‬أضاف عقوبات إدارية عندما تكيف بأنها مخالفات إدارية ‪.‬‬

‫فقضت المواد من ‪ 21‬إلى ‪ 97‬على عقوبة الغرامة ‪ ،‬و التي تتراوح بين ‪ 1111‬دج إلى مليون دج‬
‫في المخالفات المتمثلة أساسا في ‪:‬‬

‫‪ -‬تشييد بناية داخل تجزئة بدون الحصول على رخصة تجزئة ‪ ،‬بغرامة من ‪ 411.111‬إلى مليون‬
‫دج ‪ ،‬على أن تضاعف العقوبة في حالة العود ‪ 1،‬و تطبق نفس العقوبة على المقاول و المهندس‬
‫‪2‬‬
‫المعماري و المهندس الطوبوغرافي ‪ ،‬الذي أعطى أوامر في المخالفة ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إنجاز البناية في اآلجال المحددة في رخصة البناء ‪ ،‬بغرامة من ‪ 11.111‬إلى ‪411.111‬‬
‫‪3‬‬
‫دج ‪.‬‬
‫‪ -‬تشييد أو محاولة تشييد بناية دون رخصة ‪ ،‬بغرامة من ‪ 11.111‬إلى ‪ 411.111‬دج ‪ ،‬و في حالة‬
‫‪4‬‬
‫العود تضاعف العقوبة ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إتمام األشغال اإلنجاز في األجل المحدد في الرخصة ‪ ،‬بغرامة من ‪ 71.111‬إلى‬
‫‪5‬‬
‫‪. 11.111‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬مخالفة عدم تحقيق مطابقة البناية في األجل المحدد ‪ ،‬بغرامة من ‪ 1111‬إلى ‪. 71.111‬‬
‫‪ -‬كل شاغل أو مستغل بناية قبل تحقيق مطابقتها المثبتة بشهادة المطابقة ‪ ،‬بغرامة من ‪71.111‬‬
‫‪7‬‬
‫إلى ‪ ، 11.111‬مع إمكانية مضاعفة الغرامة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 21‬من ق‪ ، 41 -14 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 26‬من ق‪.41 -14 .‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 24‬من ق‪.41 -14 .‬‬
‫‪4‬‬
‫المادة ‪ 29‬من ق‪.41 -14 .‬‬
‫‪5‬‬
‫المادة ‪ 41‬من ق‪.41 -14 .‬‬
‫‪6‬‬
‫المادة ‪ 44‬من ق‪.41 -14 .‬‬
‫‪7‬‬
‫المادة ‪ 47‬من ق‪.41 -14 .‬‬

‫‪339‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬عدم التصريح ببناية غير متممة ‪ ،‬أو تتطلب تحقيق المطابقة ‪ ،‬بغرامة من ‪ 411.111‬إلى‬
‫‪1‬‬
‫‪. 211.111‬‬
‫‪ -‬استئناف أشغال بناء قبل تحقيق مطابقتها ‪ ،‬بغرامة من ‪ 11.111‬إلى ‪ ، 411.111‬مع تغليظ‬
‫‪2‬‬
‫العقوبة في حالة العود ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عدم اإلمتثال ألمر توقيف األشغال ‪ ،‬بغرامة من ‪ 1111‬إلى ‪ 71.111‬دج ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إيداع طلب إتمام إنجاز األشغال أو طلب رخصة البناء على سبيل التسوية ‪ ،‬بغرامة من‬
‫‪4‬‬
‫‪ 11.111‬إلى ‪. 411.111‬‬
‫‪ -‬الربط الغير القانوني بشبكات اإلنتفاع العمومي ‪ ،‬دون الحصول على رخصة البناء أو شهادة‬
‫المطابقة ‪ ،‬سواء أكان الربط بصفة مؤقتة أو دائمة ‪ ،‬و سواء أكان المخالف مالكا أو مقاوال أو عون‬
‫‪5‬‬
‫مؤسسة ‪ ،‬بغرامة من ‪ 11.111‬إلى ‪ 411.111‬دج ‪ ،‬مع مضاعفة الغرامة في حالة العود ‪.‬‬
‫‪ -‬فتح ورشة إتمام األشغال دون ترخيص مسبق ‪ ،‬و مخالفة عدم وضح سياج حمائي لسالمة المارة ‪،‬‬
‫أو عدم وضع الفتة تدل على األشغال ‪ ،‬بغرامة من ‪ 1111‬إلى ‪ ، 41.111‬مع مضاعفة الغرامة‬
‫‪6‬‬
‫في حالة العود ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬عدم الشروع في أشغال البناء في اآلجال المحددة ‪ ،‬بغرامة من ‪ 41.111‬إلى ‪. 21.111‬‬
‫‪ -‬وضع مواد أو مخلفات البناء أو الحصى على الطريق العمومي ‪ ،‬بغرامة من ‪ 1111‬إلى‬
‫‪8‬‬
‫‪ ، 71.111‬لتضاعف العقوبة في حالة العود ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تقديم طلب شهادة مطابقة بعد إتمام األشغال في اآلجال المحددة ‪ ،‬بغرامة من ‪41.111‬‬
‫‪9‬‬
‫إلى ‪ ، 11.111‬مع مضاعفة الغرامة في حالة العود ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 4/42‬من ق‪ ، 41 -14 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 41‬من ق‪.41 -14 .‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 46‬من ق‪.41 -14 .‬‬
‫‪4‬‬
‫المادة ‪ 42‬من ق‪.41 -14 .‬‬
‫‪5‬‬
‫المادة ‪ 44‬من ق‪.41 -14 .‬‬
‫‪6‬‬
‫المادة ‪ 49‬من ق‪.41 -14 .‬‬
‫‪7‬‬
‫المادة ‪ 91‬من ق‪.41 -14 .‬‬
‫‪8‬‬
‫المادة ‪ 94‬من ق‪.41 -14 .‬‬
‫‪9‬‬
‫المادة ‪ 97‬من ق‪.41 -14 .‬‬

‫‪340‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫البند الثاني ‪ :‬تنفيذ األشغال على نفقة المخالف‬

‫أوكلت مهمة مكافحة ظاهرة البناء غير المطابق لرخصة البناء إلى القضاء أوال للتأكد من عدم‬
‫المطابقة ‪ ،‬لتقرر بعدها إما بمطابقة البناء طوعيا ‪ ،‬أو هدمه كليا أو جزئيا ‪ ،‬و هنا يأتي دور اإلدارة‬
‫في العملية التصحيحية للبناء ‪.‬‬

‫حيث ال دور لرئيس المجلس الشعبي البلدي أو الوالي في البناء غير المطابق لرخصة البناء إال في‬
‫حالة عدم إلتزام المخالف لمنطوق الحكم القضائي خالل اآلجال القضائية المحددة ‪.‬‬

‫و هو ما نصت عليه المادة المادة ‪ 26‬مكرر‪ 1‬من القانون ‪ ، 79-91‬حيث خولت االختصاص‬
‫لرئيس البلدية أو الوالي في تنفيذ الحكم الصادر في المادة الجزائية ‪ ،‬و ذلك بتنفيذ األشغال المقررة‬
‫على نفقة المخالف إذ جاء فيها ‪:‬‬

‫" في حالة التأكد من عدم مطابقة البناء لرخصة البناء المسلمة ‪ ،‬يحرر العون المخول قانونا محضر‬
‫معاينة المخالفة و يرسله إلى الجهة القضائية المختصة ‪ ،‬كما ترسل أيضا نسخة منه إلى رئيس‬
‫المجلس الشعبي البلدي و الوالي المختصين في أجل ال يتعدى اثنين وسبعين ( ‪ ) 27‬ساعة ‪.‬‬

‫في هذه الحالة ‪ ،‬تقرر الجهة القضائية التي تم اللجوء إليها للبث في الدعوى العمومية ‪ ،‬إما القيام‬
‫بمطابقة البناء أو هدمه جزئيا أو كليا في أجل تحدده ‪.‬‬

‫في حالة عدم امتثال المخالف للحكم الصادر عن العدالة في اآلجال المحددة ‪ ،‬يقوم رئيس المجلس‬
‫‪1‬‬
‫الشعبي البلدي أو الوالي المختصين ‪ ،‬تلقائيا ‪ ،‬بتنفيذ األشغال المقررة ‪ ،‬على نفقة المخالف " ‪.‬‬

‫و تظهر صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي أيضا ضمن قانون البلدية ‪ ،‬حيث تنص الفقرة ‪2‬‬
‫من المادة ‪ 49‬منه ‪:‬‬

‫" كما يأمر ضمن نفس األشكال ‪ ،‬بهدم الجدران و العمارات و البنايات اآليلة للسقوط مع احترام‬
‫‪2‬‬
‫التشريع و التنظيم المعمول بهما ‪. " .. ،‬‬

‫‪1‬‬
‫و هذا ما يهمنا ‪ ،‬حيث يأتي دور اإلدارة في تطبيق ما جاء به منطوق الحكم بعد القضاء ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ق‪ ، 41 -44 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪341‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و بالرجوع إلى أحكام القانون ‪ 41 -14‬التي جاءت بفكرة العمل على مكافحة البناء الغير مطابق‬
‫لقواعد البناء و إتمام إنجازها على عاتق اإلدارة و القضاء ‪.‬‬

‫فقد كلفت اإلدارة طبقا للفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 22‬منه ‪ ،‬بعد تعقب اآلثار المادية لظاهرة البناء في تطبيق‬
‫و تجسيد اإلجراءات المصححة من هدم للبنايات المخالفة مع تحمل المخالف مصاريف عملية‬
‫‪1‬‬
‫الهدم ‪.‬‬

‫و استنادا إلى قانون التهيئة و التعمير و النصوص التنظيمية له ‪ ،‬نستنتج بأن بعد عملية تنفيذ الحكم‬
‫القضائي ‪ ،‬يأتي تنفيذ الحكم القاضي باإلجراءات المصححة ‪ ،‬حيث يحكم القاضي بمطابقة البناء أو‬
‫هدمه جزئيا أو كليا في أجل يحدده ‪.‬‬

‫فبعد ثبوت أن أعمال البناء المنجزة ‪ ،‬جاءت مخالفة للمواصفات الفنية و الشروط القانونية التي يحددها‬
‫محضر المعاينة ‪ 2،‬يعاد أمر التصحيح لإلدارة ‪ ،‬و هنا تتم عملية تنفيذ الحكم القضائي في صورتين‪:‬‬

‫‪ -‬إما أن يلتزم المخالف طوعا بما جاء في منطوق الحكم بالمطابقة أو الهدم ‪ ،‬و إعادة األماكن‬
‫إلى حالتها األصلية ‪.‬‬
‫‪ -‬أو التنفيذ اإلداري في حالة عدم التزام المخالف ‪ ،‬و يكون باستخدام وسائل و عتاد البلدية أو‬
‫بتسخير مقاولة أو مؤسسة عمومية أو خاصة في العملية ‪ ،‬ليعود على المخالف لتسديد نفقات العملية‬
‫بأي وسيلة كانت ‪.‬‬

‫و كما للمخالف تطبيق منطوق القرار بعد ثبوت المخالفة ‪ ،‬فكذلك اإلدارة ملزمة عند تنفيذ إجراءات‬
‫التصحيح ‪ ،‬المطابقة ‪ ،‬أو الهدم على نفقة المخالف ‪ ،‬أن تحترم اإلجراءات و الشروط القانونية ‪.‬‬

‫فقد تتخذ اإلدارة ق اررات سلبية كقرار الهدم على نفقة الشخص المخاطب به ‪ ،‬بمخالفة لما جاء في‬
‫قانون التهيئة التعمير و النصوص التنظيمية المعمول بها ‪ ،‬مما ينجم عنه حرمانها من التعويض ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 22‬الخاصة بالبناء دون رخصة التجزئة من ق‪ ، 41-14 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر المادة ‪ 26‬مكرر ‪ 1‬من ق‪ ، 79-91 .‬المرجع السابق ‪ ،‬و المادة ‪ 66‬من ق‪ ، 41-14 .‬المرجع السابق ‪،‬‬
‫و المادة ‪ 44‬من م‪.‬ت ‪ 11 -16‬المؤرخ في ‪ 21‬جانفي ‪ ، 7116‬المحدد لشروط و كيفيات تعيين األعوان المؤهلين‬
‫للبحث عن مخالفات التشريع و التنظيم في مجال التهيئة و التعمير و معاينتها و كذا إجراءات المراقبة ‪ ،‬المعدل‬
‫و المتمم ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 1‬فيفري ‪ ، 7116‬العدد ‪. 6‬‬

‫‪342‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و هو ما سار عليه مجلس الدولة الجزائري في ق ارره الصادر في ‪ 24‬جانفي ‪: 7142‬‬

‫"‪ ..‬يتبين من دراسة ملف الدعوى أن بلدية جمورة الممثلة في رئيسها تستأنف الحكم الصادر عن‬
‫المحكمة اإلدارية ببسكرة ‪ ،‬و الذي قضى برفض دعواه الرامية إلى إلزام المستأنف عليها بدفع مبلغ‬
‫‪ 711.111‬دج مقابل المصاريف التي كلفتها عملية إزالة األشغال و نقل الحطام ‪..‬‬

‫حيث أن المستأنفة قامت بإزالة هذه األشغال عندما تعنتت المستأنف عليها لتنفيذ القرار المذكور‬
‫أعاله ‪.‬‬

‫حيث أن المستأنفة لم تقدم ما يثبت بأنها قامت فعال بهدم األشغال المذكورة ‪ ،‬خاصة و أن المستأنف‬
‫عليها تدفع بعكس ذلك ‪ ،‬و تدفع بأن قرار إزالة األشغال هو محل طعن أمام العدالة ‪.‬‬

‫حيث أن البلدية لم تقدم ال محضر معاينة و ال محضر إثبات و ال ما يثبت إزالتها األشغال‬
‫و المصاريف التي كلفتها العملية المدعى بها ‪.‬‬

‫حيث أن قضاة الدرجة األولى أصابوا في تقديرهم للوقائع مما يتعين تأييد الحكم المستأنف و رفض ما‬
‫‪1‬‬
‫زاد عن ذلك من طلبات بما فيها طلب تعيين خبير لعدم جديتها "‪.‬‬

‫البند الثالث ‪ :‬إصدار قرار الهدم‬

‫بما أن البناء يخضع للترخيص فبالمقابل الهدم يخضع لرخصة أيضا ‪ ،‬تطبيقا لقاعدة توازي‬
‫‪2‬‬
‫األشكال ‪.‬‬

‫و هو إجراء ردعي في إطار ممارسة اإلدارة لصالحياتها في حفظ النظام العام العمراني ‪ ،‬و بالتنفيذ‬
‫‪3‬‬
‫المباشر في الحدود التي وضعها القانون ‪ ،‬و رد الشيء إلى ما كان عليه قبل وقوع المخالفة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قرار م‪.‬د رقم ‪ ، 124442‬الصادر بتاريخ ‪ 24‬جانفي ‪ ، 7142‬ينظر الملحق رقم ‪ ، 2‬ص ‪. 266‬‬
‫‪2‬‬
‫‪CHA. Guillot (Philippe) et Darnanville (Henri Michel) : Droit de l’urbanisme, 2éme éd ,‬‬
‫‪Ellipses, 2006, p.1620.‬‬
‫‪3‬‬
‫كمال محمد األمين ‪ ،‬اإلختصاص القضائي في مادة التعمير و البناء ‪ ،‬رسالة دكتوراه علوم ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم‬
‫السياسية ‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد ‪ ،‬تلمسان ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 7146 -7141‬ص ‪. 744‬‬

‫‪343‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و تنص المادة ‪ 26‬من قانون ‪: 11 -11‬‬


‫" يمنع الشروع في أشغال البناء بدون رخصة ‪" ..‬‬

‫فمخالفة إجراء الحصول على رخصة البناء سيؤدي إلى الوقوع تحت طائلة مخالفة القانون ‪ ،‬و يتعرض‬
‫‪1‬‬
‫المخالف لجزاء هدم البناء ‪.‬‬

‫فسلطات الضبط اإلداري لرئيس البلدية بعد مباشرة عملية البناء ‪ ( ،‬الرقابة البعدية ) ‪ ،‬حيث خول‬
‫المشرع لرئيس البلدية حق زيارة أماكن إنجاز البناء و حق إصدار قرار هدم البناء الغير مرخص ‪.‬‬

‫و سلطة تنفيذ قرار العدالة في حالة تشييد غير مطابق لرخصة البناء باإلضافة إلى تسليم رخصة‬
‫المطابقة ‪.‬‬
‫فبعد تأكد رئيس البلدية بأن المعني لم يمتثل لكل اإلعذارات ‪ ،‬أو أنه يواصل األشغال رغم إعذاره ‪ ،‬يتم‬
‫إصدار القرار اإلداري المتضمن هدم كل األشغال المنجزة بدون رخصة ‪.‬‬

‫فهو قرار إداري صادر باإلرادة المنفردة لإلدارة بناء على محاضر المخالفات المحددة قانونا ‪ ،‬و التي‬
‫تتمثل في عدم الحصول على رخصة البناء ‪ ،‬أو عدم مطابقة البناء ‪ ،‬و هو ما جاء في المادة ‪26‬‬
‫مكرر ‪: 2‬‬
‫‪2‬‬
‫" يترتب على المخالفة حسب الحالة ‪ ،‬إما مطابقة البناء المنجز أو القيام بهدمه "‪.‬‬

‫باإلضافة إلى المادة ‪ 42‬من المرسوم التنفيذي المحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير و تسليمها حيث‬
‫تنص ‪:‬‬
‫" يجب أن تكون البنايات المذكورة في المادة ‪ 46‬أعاله ‪ ،‬بعد معاينتها من طرف األعوان المؤهلين ‪،‬‬
‫موضوع هدم ‪..‬‬

‫‪3‬‬
‫تقع أعباء عملية الهدم على عاتق المخالف "‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر المادة ‪ 26‬مكرر ‪ 1‬من ق‪ ، 11 -11 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر أيضا المادة ‪ 26‬مكرر ‪ 1‬من ق‪ ، 11-11 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 42‬من م‪.‬ت ‪ ، 14 -41‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪344‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و عليه و بما أنه اختصاص أصيل لإلدارة ‪ ،‬فال ينبغي حتى للقضاء التمسك باالختصاص بالنظر‬
‫في هدم المباني الغير المرخصة و المخالفة ‪ ،‬فهو من صالحية اإلدارة ‪ ،‬و العمل بخالف ذلك يعد‬
‫مساسا بمبدأ الفصل بين السلطات المكرس دستوريا ‪.‬‬

‫و هو اإلجتهاد الذي كرسه مجلس الدولة في ق ارره الصادر بتاريخ ‪ 49‬ديسمبر ‪: 7142‬‬
‫" حيث يستخلص من عناصر الملف أن بلدية القلعة رفعت دعوى أمام المحكمة الغرفة اإلدارية‬
‫لمجلس قضاء غليزان ضد خ‪.‬ع ‪ ،‬إلتمست من خاللها إلزامه بهدم الجزء الزائد عن المساحة األصلية‬
‫للكشك الخاص به ‪ ،‬المبني على أرضية الحديقة التابعة لها ‪.‬‬

‫فصدر قرار قبل الفصل في الموضوع بتعيين خبير لمعاينة المكان و أخذ القياسات ‪ ،‬و القول ما إذا‬
‫كان هناك أي توسع من طرف المدعى عليه ‪ ،‬مع تحديد المساحة المعتدى عليها و لمن تؤول‬
‫ملكيتها‪.‬‬

‫و إثر إعادة السير في الدعوى بعد الخبرة أصدرت المحكمة اإلدارية الحكم المستأنف القاضي‬
‫بالمصادقة على تقرير الخبرة المنجزة و إلزام المستأنف الحالي بهدم و إزالة الجزء الزائد عن المساحة‬
‫األصلية للكشك على نفقته ‪.‬‬

‫حيث بنى قضاة الدرجة األولى قضاءهم على أساس أنه تم التوسع دون أي ترخيص بصفة فوضوية ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 26‬مكرر ‪ 1‬من قانون ‪.. 11 -11‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 26‬مكرر ‪ " : 1‬عندما ينجز البناء دون رخصة ‪ ،‬يتعين على العون المؤهل قانونا تحرير محضر إثبات‬
‫المخالفة و إرساله إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي و الوالي المختصين في أجل ال يتعدى إثنين و سبعين (‪)27‬‬
‫ساعة ‪.‬‬
‫في هذه الحالة ‪ ،‬و مراعاة للمتابعات الجزائية ‪ ،‬يصدر رئيس المجلس الشعبي البلدي المختص قرار هدم البناء في‬
‫أجل ثمانية (‪ )4‬أيام ‪ ،‬ابتداء من تاريخ استالم محضر إثبات المخالفة ‪.‬‬
‫عند إنقضاء المهلة ‪ ،‬و في حالة قصور رئيس المجلس الشعبي البلدي المعني ‪ ،‬يصدر الوالي قرار هدم البناء في أجل‬
‫ال يتعدى ثالثين (‪ )21‬يوما ‪.‬‬
‫تنفذ أشغال الهدم من قبل مصالح البلدية ‪ ،‬و في حالة عدم وجودها ‪ ،‬يتم تنفيذ األشغال بواسطة الوسائل المسخرة من‬
‫قبل الوالي ‪.‬‬
‫يتحمل المخالف تكاليف عملية الهدم و يحصلها رئيس المجلس الشعبي البلدي بكل الطرق القانونية ‪.‬‬

‫‪345‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حيث يستنتج من محتوى المادة أن البلدية هي التي لها صالحية القيام بهدم البناء الذي تم بدون‬
‫رخصة بناء ‪ ،‬و ذلك مباشرة دون اللجوء إلى القضاء ‪ ،‬الذي يبقى غير مختص في هذه الحالة ‪.‬‬

‫حيث أن قضاة الدرجة األولى أخطئوا لما تمسكوا باختصاصهم و أصدروا قرار تمهيدي ثم قرار‬
‫في الموضوع ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بالنتيجة يتعين إلغاء الحكم المستأنف و الفصل من جديد برفض الدعوى األصلية لعدم التأسيس ‪.‬‬

‫يتضح أن قرار الهدم ما هو إال جزاء إداري تفرضه اإلدارة المعنية على كل قرار مخالف للنصوص‬
‫القانونية الخاصة بالتهيئة و التعمير‪ ،‬خاصة في مجال البناء ‪.‬‬

‫فالمادة ‪ 26‬مكرر‪ 1‬عالجت حاالت البناء بدون رخصة ‪ ،‬و منح من خاللها المشرع كل الصالحيات‬
‫لرئيس المجلس الشعبي البلدي تحت إشراف الوالي في اتخاذ اإلجراءات و التدابير للحد من البناء غير‬
‫المرخص به دون اللجوء إلى القضاء ‪.‬‬

‫و اشترط المشرع أيضا الحصول على رخصة البناء كإجراء شكلي و جوهري قبل البدء في أي بناء ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫و إذا لم تتوفر الرخصة فمآله هو الهدم وفقا لألشكال و األوضاع المنصوص عليها ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬شروط إصدار قرار الهدم‬

‫تتمثل الشروط التي يتعين تحققها قبل إصدار قرار الهدم فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬ضرورة تحرير محضر إثبات المخالفة من قبل العون المؤهل قانونا و ٕارسالها إلى رئيس البلدية‬
‫‪3‬‬
‫في أجل ال يتعدى اثنين وسبعين(‪ )27‬ساعة ‪.‬‬

‫إن معارضة المخالف قرار الهدم المتخذ من قبل السلطة البلدية ‪ ،‬أمام الجهة القضائية المختصة ال يعلق إجراء الهدم‬
‫المتخذ من قبل السلطة اإلدارية " ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫قرار م‪ .‬د رقم ‪ ، 142421‬الصادر بتاريخ ‪ 49‬ديسمبر ‪ ، 7142‬الملحق رقم ‪ ، 1‬ص ‪. 221‬‬
‫‪2‬‬
‫رمزي حوحو ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 772‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 26‬مكرر ‪ 4/1‬من ق‪ ، 11 -11 .‬المرجع السابق ‪.‬‬

‫‪346‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬يتعين على العون المؤهل أن يحرر المخالفة في استمارة تحمل األختام و األرقام التسلسلية و تسجل‬
‫‪1‬‬
‫في السجل المفتوح لهذا الغرض الذي يرقمه و يؤشر عليه رئيس المحكمة المختص إقليميا ‪.‬‬
‫و يتعين تحديد تاريخ إجراء المعاينة بالتدقيق ‪ ،‬و تحديد طبيعة األشغال التي شرع فيها و مكانها‬
‫بالضبط و تحديد هوية المخالف بدقة ‪.‬‬
‫كما يتعين أن تكون هناك عملية القيام بأشغال بناء تتمثل سواء في إنشاء و تشييد مباني جديدة ‪،‬‬
‫أو توسيع مباني مقامة أو تعليتها أو تغيير و تعديل الواجهات المفضية على الساحات العمومية ‪،‬‬
‫كما يتعين أن ال يحوز المعني على رخصة بناء ‪.‬‬
‫‪ -‬إلزامية إصدار قرار الهدم في أجل ال يتعدى الثمانية أيام (‪ )14‬من تاريخ استالم محضر إثبات‬
‫‪2‬‬
‫المخالفة ‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة تقاعس رئيس البلدية عن إصدار ق ارره إلى تاريخ الحق النقضاء مهملة (‪ )14‬أيام يجعل‬
‫من ق ارره معيب بعيب عدم االختصاص الزمني ‪ ،‬و يسمح للوالي بالحلول محله على أن يصدر ق ارره‬
‫في أجل (‪ )21‬يوم من تاريخ انتهاء المهلة الممنوحة لرئيس المجلس الشعبي البلدي ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اآلثار المترتبة عن إصدار قرار الهدم‬

‫يترتب عن إصدار قرار الهدم التبعات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬تنفيذ أشغال الهدم من قبل مصالح البلدية ‪ ،‬و في حالة عدم وجود مثل تلك المصالح يتم تنفيذ‬
‫‪3‬‬
‫أشغال الهدم بواسطة الوسائل المسخرة من قبل الوالي ‪.‬‬
‫‪ -‬يتحمل المخالف تكاليف عملية الهدم و يحصلها رئيس المجلس الشعبي البلدي باستخدام كافة‬
‫‪4‬‬
‫الطرق القانونية المتاحة ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬إن إجراءات الهدم ال يتم توقيفها رغم لجوء المعني إلى القضاء المختص ‪.‬‬

‫و تطبيقا لذلك قضى مجلس الدولة في ق ارره الصادر بتاريخ ‪ 24‬جانفي ‪ 7142‬بأنه ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 41‬من م‪.‬ت ‪ ، 11 -16‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 26‬مكرر ‪ ، 7/ 1‬من ق‪ ، 11 -11 .‬المرجع السابق ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 26‬مكرر ‪ 1/1‬من ق‪. 11 -11 .‬‬
‫‪4‬‬
‫المادة ‪ 26‬مكرر ‪ 1/1‬من ق‪. 11 -11 .‬‬
‫‪5‬‬
‫المادة ‪ 26‬مكرر ‪ 6/1‬من ق‪. 11 -11 .‬‬

‫‪347‬‬
‫الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‬ ‫الفصل الثاني‬

‫" حيث أنه يتبين من خالل ملف الدعوى و من الحكم المستأنف أن بلدية زناتة الممثلة من طرف‬
‫رئيسها رافعت المدعى عليه ملتمسة بإلزام هذا األخير بإزالة البيت القصديري الكائن بالمكان المسمى‬
‫براح بن عيسى بمركز جاليلة بزناتة ‪ ،‬على مساحة ‪ 411‬متر مربع و إعادة األمكنة الى الحالة‬
‫األصلية ‪.‬‬

‫حيث أنه ثابت بأن البناء المطالب بإزالته هو بناء فوضوي أقيم بدون رخصة و على أرض تابعة‬
‫ألمالك الدولة ‪.‬‬
‫حيث أنه بالرجوع الى نص الفقرة الرابعة من المادة ‪ 26‬مكرر من القانون ‪ 79 -91‬المعدل‬
‫و المتمم بالقانون ‪ ، 11 -11‬فإن لرئيس البلدية اختصاص الهدم في حالة البناء بدون رخصة ‪.‬‬

‫حيث أنه و مادام أن المستأنف عليها لها الحق و االختصاص بالقيام بهدم البناء الذي يقام بدون‬
‫رخصة طبقا للقانون المذكور أعاله ‪.‬‬

‫حيث أنه من غير المقبول من السلطات اإلدارية أن تطلب من القاضي بأن يقوم مقام اإلدارة بالتدابير‬
‫التي يجب إتخاذها ‪.‬‬
‫و بالتالي فإن اللجوء للعدالة للحصول على ما منحه لها القانون يعد طلبا غير مؤسس ‪ ،‬لذا يتعين‬
‫‪1‬‬
‫إلغاء الحكم المستأنف و الفصل من جديد برفض الطلب لعدم التأسيس ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قرار م‪.‬د رقم ‪ ، 124916‬الصادر بتاريخ ‪ 24‬جانفي ‪ ، 7142‬ينظر الملحق رقم ‪ ، 1‬ص ‪. 221‬‬

‫‪348‬‬
‫خــــاتـــمــة‬

‫خـــاتــمــة ‪:‬‬
‫القانون يهدف إلى تنظيم الروابط و العالقات بين األفراد و إقامة النظام و االستقرار في المجتمع ‪،‬‬
‫و لتحقيق هذه األهداف ال بد أن تكون قواعده ملزمة تجبر األفراد على احترامها عن طريق توقيع‬
‫الجزاء على من يخرج عما يقضي به السلوك الواجب اإلتباع ‪.‬‬

‫و ينظم قانون العقوبات في سبيل ضمان المصلحة العامة ‪ ،‬القواعد التي تحدد األفعال التي تشكل‬
‫جرائم في حق المجتمع ‪ ،‬باإلضافة إلى العقوبات التي توقع على مرتكبيها ‪.‬‬

‫غير أن قانون العقوبات ليس القانون الوحيد الذي يضم األفعال المجرمة و العقوبات التي تقابلها ‪،‬‬
‫فهناك من القوانين و بغية ضمان تطبيق قواعدها ‪ ،‬تحدد بعض األفعال التي تعدها جرائم ‪،‬‬
‫و تحدد لها بالمقابل جزاءات تضمن تطبيقها ‪.‬‬

‫و تتميز العقوبة اإلدارية في أحد مظاهرها و في حاالت معينة بكونها بديال للعقوبة الجنائية ‪ ،‬ألسباب‬
‫و أهداف يقدرها المشرع عند رسمه و تبنيه سياسة تشريعية معينة ‪ ،‬في مجال التجريم و العقاب ‪ ،‬جنبا‬
‫إلى جنب مع الردع الجنائي لمواجهة كل خرق للقوانين و التنظيمات ‪.‬‬

‫فقانون العقوبات اإلداري هو قانون يستهدف تخفيف العبء عن الجهاز القضائي الجنائي ‪ ،‬و تحويل‬
‫عدد من الجرائم بشروط و ضوابط و ضمانات معينة ‪ ،‬من حيز قانون العقوبات إلى حيز قانون آخر ‪،‬‬
‫بحيث يتم العقاب على هذه الجرائم بعقوبات إدارية توقعها السلطة اإلدارية في الدولة ‪ ،‬و يعتبر تفعيال‬
‫لنظرية حديثة النشأة هي نظرية الحد من العقاب ‪ ،‬حيث تهدف إلى التحول عن اإلجراءات والجزاءات‬
‫الجنائية في جرائم معينة لصالح قانون آخر لعدم خطورة الجرائم ‪ ،‬و استطاعة مواجهتها إداريا ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى التخفيف على القضاء ‪.‬‬

‫و مما تقدم يتبين لنا ما تتمتع به العقوبة اإلدارية من خصوصيات ‪ ،‬من حيث كونها زجرية و ردعية ‪،‬‬
‫و هو أمر تفرضه اعتبارات عملية تقتضيها السرعة لمواجهة المخالفة ‪ ،‬و التي ال يوفرها القضاء ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ضآلة قيمة بعض المخالفات و التي ال توجب معها العقاب القضائي ‪.‬‬

‫‪349‬‬
‫خــــاتـــمــة‬
‫لكن و هي بهذه المثابة تنطوي دائما على خطورة احتمال المساس بالحريات و الحقوق و ممارسة‬
‫األنشطة الخاصة الفردية ‪ ،‬انتقاصا أو تحديدا ‪ ،‬مما يبرز معه أهمية توفير الضمانات الشكلية ‪،‬‬
‫اإلج ارئية و الموضوعية بهدف كفالة عدالة العقاب ‪ ،‬و يتحقق معه شرعية العقوبة اإلدارية العامة ‪.‬‬

‫إن القرار المتضمن العقوبة اإلدارية يصدر بنية العقاب ‪ ،‬شأنه في ذلك شأن العقوبة الجنائية‬
‫في مفهوم قانون العقوبات التي يصدرها القاضي الجنائي ‪ ،‬لكن مع هذا التشابه فإن ذلك ال ينفي‬
‫ما بينهما من تمايز و اختالف ‪.‬‬

‫لذلك فإن أهمية هذه الدراسة تكمن في تبيان القيمة العملية و العلمية للقواعد القانونية التي يمكن‬
‫العقوبة البديلة في إطار تشريعي أن يؤدي الغرض منه ‪ ،‬بحيث يتيح المجال ألكبر شريحة‬
‫من المخالفين لالستفادة من هذا النظام إذا توافرت شروط تطبيقه عليهم ‪.‬‬

‫حيث أدى التطور الذي لحق كافة مناحي الحياة و العلوم االنسانية ‪ ،‬االجتماعية و منها العلوم‬
‫القانونية ‪ ،‬إلى إحداث تغيير و نقلة نوعية متطورة في السياسة العقابية ‪ ،‬و في تحقيق أهداف‬
‫هذه السياسة المتمثل في الردع العام و الخاص ‪.‬‬

‫و بالتالي الوصول إلى إصالح و تأهيل المحكوم عليه بواسطة العقوبات البديلة ‪ ،‬لما لهذا النظام‬
‫من فوائد لكل من المجتمع و األفراد ‪ ،‬و من تحقيق للكرامة االنسانية ‪ ،‬و بذات الوقت تحقيقها‬
‫للزجر الخاص و العام وصوال إلصالح و تأهيل المخالفين بعيدا عن العقوبات الجنائية ‪.‬‬

‫إن المشرع الجزائري مثله مثل المشرع الفرنسي لم يتبن الجزاءات اإلدارية كنظام قانوني مستقل‬
‫و قائم بذاته ‪ ،‬كما هو الحال في بعض األنظمة القانونية األخرى كالتشريع اإليطالي و األلماني ‪،‬‬
‫لكن في المقابل أولى اهتماما متزايدا في مجال العقوبات اإلدارية ‪ ،‬بنصوصه المتفرقة في التشريع‬
‫الجزائري ‪ ،‬الذي ينظم قواعده ما يضمن تحقيق المصلحة العامة ‪.‬‬

‫فأضحت ظاهرة حوادث المرور محط اهتمام المجتمعات في كل العالم ‪ ،‬بيد أنها تعتبر من أخطر‬
‫المشاكل التي يواجهها المجتمع ‪ ،‬لما تتركه من أضرار نفسية و اجتماعية و اقتصادية جسيمة ‪،‬‬
‫و ما تخلفه هذه الحوادث من خسائر مادية و بشرية قد تصل فيها إلى حاالت الوفاة ‪.‬‬

‫‪350‬‬
‫خــــاتـــمــة‬
‫و قد أصبح ملزما لكل المجتمعات أن تولي اهتماما كبي ار لحل هذه المشكلة ‪ ،‬و محاولة الحد منها‬
‫قدر المستطاع ‪.‬‬
‫و إن تنفيذ الجزاء بحق المخالف ‪ ،‬ليس الهدف منه مجرد الجزاء ‪ ،‬أو تحصيل الغرامة المالية ‪،‬‬
‫بل الهدف منه تنبيه السائق إلى الخطأ المرتكب ليعاقب عليه بموجب نصوص قانونية ردعية ‪،‬‬
‫و كذلك لعدم العودة إلى ارتكاب نفس الخطأ مرة أخرى ‪.‬‬

‫و الجزاء له هدفين ‪ ،‬هدف مباشر المتمثل في اتخاذ إجراء الالزم نحو السائق المخالف ‪ ،‬و هدف‬
‫غير مباشر و هو إمكانية تغيير سلوكه ‪.‬‬
‫و من جهة أخرى و بعد التحوالت التي شهدتها الجزائر على المستوى االقتصادي ‪ ،‬و تبني نظام‬
‫اقتصاد السوق ‪ ،‬و فتح المجال لحرية المنافسة ‪ ،‬السيما في القطاعين الصناعي و التجاري‬
‫من أجل تطوير االقتصاد الوطني ‪.‬‬
‫و بعد أن تم تكريس هذه التحوالت االقتصادية ‪ ،‬بموجب إصدار عدة نصوص قانونية أدت‬
‫بالخصوص إلى فتح المبادرة للقطاع الخاص ‪.‬‬

‫و لقد أدت هذه اإلصالحات االقتصادية إلى بروز ظاهرة هامة في السوق الجزائرية ‪ ،‬تمثلت‬
‫في كثرة و تنوع المنتجات و المواد الموجهة لالستهالك سواء المنتجة منها محليا أو المستوردة‬
‫من الخارج ‪.‬‬

‫و هذا األمر و إن كان له أثر إيجابي من حيث توفر العرض في السوق ‪ ،‬و بالتالي إمكانية التأثير‬
‫في األسعار لصالح المستهلك حسب قانون العرض و الطلب ‪ ،‬إال أنه ال يخلو من الجانب السلبي‬
‫لظاهرة إغراق السوق الوطنية بالمنتجات االستهالكية ‪ ،‬و المتمثل أساسا في األخطار الجسيمة‬
‫التي يمكن أن تتسبب فيها هذه المنتجات ‪ ،‬و التي يبقى المستهلك ضحيتها األولى ‪.‬‬

‫و لذلك فإن حماية هذا األخير تفرض نفسها كضرورة اجتماعية بالدرجة األولى ‪ ،‬مما يستوجب‬
‫بالخصوص وجود حماية قانونية للمستهلك التي تتحدد بالنص القانوني الخاصة به ‪ ،‬ال سيما‬
‫النصوص الفرعية التي تصدر تنفيذا له ‪ ،‬و توقيع الجزاءات اإلدارية المناسبة كضرورة خاصة‬
‫في هذا المجال الذي يتسم بالسرعة و يشكل خطورة على المستهلك ‪ ،‬مما توجب على اإلدارة‬

‫‪351‬‬
‫خــــاتـــمــة‬
‫للتصدي للظاهرة التدخل و بالسرعة المطلوبة لمنع أي مساس يؤثر سلبا على صحة المستهلك‬
‫و أمنه ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى المشاكل البيئية التي أخذت أبعاد سياسية و اقتصادية و اجتماعية خطيرة تهدد الدولة‬
‫و الدول األخرى أيضا ‪ ،‬فرغم الترسانة القانونية في مجال حماية البيئة و الهيئات اإلدارية المستقلة‬
‫و الجماعات المحلية المكلفون قانونا بحماية البيئة ‪ ،‬كل حسب اختصاصه ‪ ،‬ناهيك عن القضاء‬
‫و العقوبات الجنائية المسلطة على المخالفين ‪ ،‬ال يزال التجاوز خطير على البيئة في غياب رقابة‬
‫صارمة و وعي بيئي لألفراد ‪.‬‬

‫لذلك كان ضروريا التصدي للمشاكل البيئية و المحافظة عليها ‪ ،‬حيث أضحت الحماية اإلدارية‬
‫بالموازاة مع الحماية الجنائية ضرورة ملحة للقضاء على الخطر الذي يهدد البيئة و اإلفساد للطبيعة‬
‫البيئية من طرف األشخاص ‪.‬‬

‫و يتبين كذلك من كل ما سبق أنه و رغم القوانين و التنظيمات قد وضعت آليات و ميكانزمات الرقابة‬
‫اإلدارية القبلية و البعدية ‪ ،‬من أجل ضمان الشغل العقالني للعقار العمراني و الحضري و فرض‬
‫احترام أدوات التهيئة و التعمير والمخططات الوطنية و الجهوية و المحلية ‪ ،‬و كذا توقيع الجزاء‬
‫على المخالفين من أجل حماية النظام العام العمراني ‪ ،‬إال أن حجم المخالفات في هذا المجال أضحى‬
‫ملفتا لظهور ظاهرة البناء الغير مطابق ‪ ،‬أو الغير مرخص ‪.‬‬

‫نتائج البحث ‪:‬‬

‫‪ -‬لقد أقر المشرع الجزائري بالجزاءات اإلدارية العامة ‪ ،‬و لو في ظل انعدام تقنين لهذا القانون ‪،‬‬
‫إليمانه بأهمية و ضرورة توقيع الجزاءات اإلدارية لحماية النظام العام في مجاالت مختلفة ‪ ،‬و إنشائه‬
‫للسلطات اإلدارية المستقلة من أجل ضبط النشاط لتحقيق الهدف من وراء إنشائها ‪ ،‬و أحقية النطق‬
‫بعقوبات ذات طابع ردعي ‪ ،‬لتمتعها بامتيازات السلطة العامة ‪.‬‬
‫‪ -‬إن المعيار المتبع في تطبيق العقوبة اإلدارية و الجنائية لمواجهة الجريمة الجنائية أو المخالفة‬
‫اإلدارية ‪ ،‬هو معيار مزدوج يشتمل على أهمية المصلحة المحمية قانونا ‪ ،‬ثم معيار الخطورة التي‬
‫ينطوي عليها السلوك المخالف الذي يرتكبه الشخص ليواجه بإجراء زجري عقابي من جنس عمله ‪.‬‬

‫‪352‬‬
‫خــــاتـــمــة‬
‫‪ -‬بطء القانون الجنائي في إصدار األحكام التي تعطل إيقاف أثار التصرفات غير المشروعة ‪،‬‬
‫إذ تتسم اإلجراءات أمامه بالطول و الثقل ‪.‬‬
‫‪ -‬تزايد ظاهرة التضخم التشريعي في مجال التجريم الجنائي و تضخم عدد القضايا الجنائية ‪ ،‬مما‬
‫أدى إلى فقدان العقوبة الجنائية أثرها الرادع بسبب التأخر في صدور األحكام ‪ ،‬و تأثير ذلك سلبا‬
‫على تمتع المتهم بالضمانات القانونية التي يكفلها له القانون الجزائي ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تالؤم بعض العقوبات الجزائية و خصوصا عقوبة الحبس مع طبيعة النشاطات في هذه‬
‫القطاعات بسبب عدم فعاليتها في ردع التصرفات غير المشروعة ‪ ،‬على اعتبار أن االنفتاح على‬
‫اقتصاد السوق يتنافى و النظام العقابي الموروث عن نظام اقتصادي موجه الذي يتسم بتضخم التجريم‬
‫في المجال االقتصادي ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إمكانية تكييف الكثير من المخالفات كأفعال إجرامية تستحق العقوبة ‪.‬‬
‫‪ -‬إن العقوبة اإلدارية بكل ما فيها من ايجابيات و سلبيات ‪ ،‬تطرح مشكلة هامة هي البحث عن‬
‫التوازن بين حق اإلدارة و سلطتها و دورها الردعي من جهة ‪ ،‬و بين عدم المساس بحقوق األفراد‬
‫و حرياتهم من جهة أخرى ‪.‬‬

‫و عليه و من خالل الدراسة يتبين أن فكرة قانون العقوبات اإلداري ال زالت لم تأخذ حي از من‬
‫االنتشار ‪ ،‬و في المقابل الجزاءات اإلدارية اتسعت و انتشرت في العديد من المجاالت التي حددناها‬
‫سابقا و أخرى لم يسع المقام لدراستها ‪.‬‬

‫لقد أخذ بهذا النظام كل من ألمانيا و إيطاليا ‪ ،‬و نجد دوال أخرى قاب قوسين أو أدنى لاللتحاق بهذا‬
‫القانون ‪ ،‬مما نالحظه من إتساع و انتشار للجزاءات اإلدارية في مجاالت خاصة ‪ ،‬و عبر نصوص‬
‫قانونية و تنظيمية متفرقة و متعددة باختالف المواضيع و األنشطة التي تنظمها على غرار فرنسا‬
‫و الجزائر ‪.‬‬

‫و بعد أن أبرزت الدراسة دور الجزاء اإلداري كبديل فعال للجزاء الجنائي في بعض الجرائم ‪ ،‬فلما‬
‫ال يتبنى التشريع الجزائري نظاما خاصا لقانون العقوبات اإلداري ؟‬

‫‪353‬‬
‫خــــاتـــمــة‬

‫التـوصيات ‪:‬‬

‫ألن الجزاءات اإلدارية أضحت ضرورة ملحة ألجل تنظيم الحياة االجتماعية و تحقيق األمن‬
‫االقتصادي ‪ ،‬خاصة إذا أثبتت هذه الجزاءات فعاليتها ‪ ،‬و حققت الهدف المنشود منها ‪ ،‬بحيث تعتبر‬
‫وسيلة هامة لتفعيل دور اإلدارة و تحقيق المصلحة العامة ‪ ،‬حيث أصبحت تمثل سببا لضمان إحترام‬
‫القوانين باعتبارها وسيلة رادعة لمختلف المخالفات ‪.‬‬

‫و ألن االعتراف لإلدارة بسلطة توقيع الجزاءات يحقق السرعة في إنجاز األهداف التي تسعى‬
‫إلى تحقيقها و هي الردع السريع لمخالفي القوانين ‪ ،‬الذي ال يتحقق دائما من خالل الرجوع للقضاء ‪،‬‬
‫فإن ذلك أدعى بالمشرع الجزائري لألخذ بنظام الجزاءات اإلدارية العامة و لو تدريجيا لتدارك ما قد‬
‫يعتريه من نقائص ‪.‬‬

‫و الذي يتوجب لتطبيقه ضرورة ‪:‬‬

‫‪ -‬تقسيم العقوبات بين قانون العقوبات و قانون العقوبات اإلداري ‪ ،‬بحيث يحمي قانون العقوبات‬
‫المصالح األساسية للدولة و المجتمع ‪ ،‬لتؤول حماية المصالح االجتماعية القليلة األهمية و الخطورة‬
‫للقانون الجنائي اإلداري ‪ ،‬و ليتفرغ القضاء للقضايا الهامة و يخفف العبء عنه ‪ ،‬مما سينعكس إيجابا‬
‫على الفرد و المجتمع ‪ ،‬و تتحقق معه فعالية الجزاءات اإلدارية ‪.‬‬
‫‪ -‬لتحقيق الجزاءات اإلدارية العامة هدفها ال بد أن تكون لها فاعلية ‪ ،‬ألنه من غير هذه الفاعلية‬
‫سوف ننتقل من تضخم تشريعي جنائي إلى تضخم تشريعي إداري ‪ ،‬و هذه الفاعلية تتأتى من خالل‬
‫سرعة توقيع الجزاء اإلداري العام ‪ ،‬و المرونة في تطبيقه باإلضافة إلى التدرج في توقيعه ‪.‬‬
‫‪ -‬الفاعلية في تطبيق الجزاءات اإلدارية العامة يجب أن ال تكون على حساب حقوق األفراد‬
‫و حرياتهم ‪ ،‬لهذا وجب أن تحاط سلطة اإلدارة في توقيع الجزاءات بسياج من المبادئ التي تكفل‬
‫عدالة الجزاء ‪ ،‬فوجب تطبيق المبادئ الدستورية التي تحكم الجزاء الجنائي على الجزاء اإلداري ‪.‬‬

‫‪354‬‬
‫خــــاتـــمــة‬
‫‪ -‬يجب أن تلتزم اإلدارة بالحياد و اإلستقالل ‪ ،‬و البعد عن التعسف و التسلط اإلداري ‪ ،‬للوصول‬
‫إلى عقوبة إدارية غير مشوبة بشبهة التحيز‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة الضمانات القانونية كمبدأ التناسب ‪ ،‬حق الدفاع ‪ ،‬القانون األصلح ‪ ،‬التسبيب ‪ ،‬المواجهة ‪..‬‬
‫في سبيل صون و حفظ الحقوق و الحريات العامة ‪.‬‬
‫‪ -‬خضوع اإلدارة في ممارستها لسلطة توقيع الجزاء اإلداري لرقابة القضاء هو الضمانة األساسية‬
‫لحقوق األفراد و حرياتهم ‪ ،‬و لتحقيق العدالة أمام أي تعسف محتمل أو تجاوز من طرف اإلدارة ‪.‬‬

‫تم بحمد اهلل و توفيقه‬

‫‪355‬‬
‫المالحــق‬

‫الملحق رقم ‪ : 1‬قرار م‪ .‬د رقم ‪ 827065‬الصادر بتاريخ ‪ 78‬سبتمبر‬


‫‪ ، 7823‬قضية السيد لعماري عيسى ضد بلدية عين الخضراء‬

‫الملحق رقم ‪ : 2‬قرار م‪ .‬د رقم ‪ ، 820887‬الصادر بتاريخ ‪ 32‬جانفي‬


‫‪ ، 7823‬قضية بلدية برج البحري ضد السيدة سينيا حسنية‬

‫الملحق رقم ‪ : 3‬قرار م‪.‬د رقم ‪ ، 820022‬الصادر بتاريخ ‪ 32‬جانفي‬


‫‪ ، 7823‬قضية بلدية جمورة ضد مؤسسة مصنع اآلجر ‪.‬‬

‫الملحق رقم ‪ : 4‬قرار م‪.‬د رقم ‪ ، 802238‬الصادر بتاريخ ‪ 28‬ديسمبر‬


‫‪ ، 7823‬قضية السيد خلوف عبد الرحيم ضد بلدية القلعة ‪.‬‬

‫الملحق رقم ‪ : 5‬قرار م‪.‬د رقم ‪ ، 820885‬الصادر بتاريخ ‪ 32‬جانفي‬


‫‪ ، 7823‬قضية السيد برحو لحسن ضد بلدية زناتة ‪.‬‬

‫‪356‬‬
357
358
359
360
361
362
363
364
365
366
367
368
369
370
371
372
373
374
375
376
377
378
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫قــائــمـــة المــراجـــع ‪:‬‬


‫أوال باللغة العربية‬

‫‪ 1‬الكتب العامة ‪:‬‬


‫‪ .1‬إبراهيم عبد العزيز شيحا ‪ ،‬القضاء اإلداري ‪ ،‬منشأة المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪. 3002 ،‬‬
‫‪ .2‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬المنازعات الجمركية ‪ ،‬دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع ‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬الطبعة الخامسة ‪. 3022،‬‬
‫‪ .3‬أحمد الخمليشي ‪ ،‬شرح القانون الجنائي ‪ ،‬القسم العام ‪ ،‬دار النشر المعرفة ‪. 2891 ،‬‬
‫‪ .4‬أحمد بوضياف ‪ ،‬الجريمة التأديبية للموظف العام في الجزائر‪ ،‬منشورات ثالة ‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬الطبعة ‪. 3020‬‬
‫‪ .5‬أحمد عثمان عياد ‪ ،‬مظاهر السلطة العامة في العقود اإلدارية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬‬
‫القاهرة ‪. 2892 ،‬‬
‫‪ .6‬أنس جعفر ‪ ،‬الق اررات اإلدارية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪. 3002 ،‬‬
‫‪ .7‬أيمن رمضان الزيني ‪ ،‬العقوبات السالبة للحرية قصيرة المدة و بدائلها ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪،‬‬
‫دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪. 3002 ،‬‬
‫‪ .8‬برهان زريق ‪ ،‬القرار اإلداري و تمييزه من قرار اإلدارة ‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ن ‪ ،‬الطبعة األولى ‪،‬‬
‫‪. 3022‬‬
‫‪ ،‬السلطة اإلدارية ‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ن ‪ ،‬الطبعة األولى ‪. 3022 ،‬‬ ‫‪.9‬‬
‫‪ .11‬خلوفي رشيد ‪ ،‬المنازعات اإلدارية ‪ ،‬شروط قبول الدعوى اإلدارية ‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪. 3002 ،‬‬
‫‪ .11‬سالم بن راشد العلوي ‪ ،‬القضاء اإلداري ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬مبدأ المشروعية – ديوان‬
‫في الدول اإلسالمية – الجزء األول ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪،‬‬
‫عمان ‪. 3008 ،‬‬
‫‪ .12‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة ‪ ،‬ضمانات تأديب الموظف العام ‪ ،‬الموسوعة اإلدارية‬
‫الشاملة ‪ ،‬الجزء ‪ ، 2‬مطابع الوالء الحديثة ‪ ،‬مصر ‪. 2004 ،‬‬

‫‪379‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫‪ .13‬عبد القادر عبد الحافظ الشيخلي ‪ ،‬القانون التأديبي و عالقته بالقانونين اإلداري‬
‫و الجنائي ‪ ،‬دار الفرقان للنشر ‪ ،‬عمان ‪. 2892 ،‬‬
‫‪ .14‬عبد اللطيف قطيش ‪ ،‬اإلدارة العامة من النظرية إلى التطبيق ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪،‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪. 3022 ،‬‬
‫‪ ،‬الصفقات العمومية تشريعا و فقها و اجتهادا ( دراسة مقارنة ) ‪،‬‬ ‫‪.15‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪. 3020 ،‬‬
‫‪ .16‬عبود سرج ‪ ،‬قانون العقوبات ‪ ،‬القسم العام ‪ ،‬منشورات جامعة دمشق ‪ ،‬الطبعة‬
‫العاشرة ‪. 3003 ،‬‬
‫‪ .17‬علي جمعة محارب ‪ ،‬التأديب اإلداري في الوظيفة العامة ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬اإلصدار‬
‫األول ‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬عمان ‪. 3002 ،‬‬
‫‪ .18‬لحسن بن شيخ آث ملويا ‪ ،‬المنتقى في قضاء مجلس الدولة ‪ ،‬الجزء الثالث ‪ ،‬دار‬
‫هومة ‪ ،‬الجزائر ‪. 3009 ،‬‬
‫‪ .19‬مال اهلل جعفر عبد الملك الحمادي ‪ ،‬حقوق و ضمانات المتعاقد مع اإلدارة‬
‫و التحكيم في العقد االداري ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪. 3022 ،‬‬
‫‪ .21‬محمد الصغير بعلي ‪ ،‬الوجيز في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬دار العلوم للنشر‬
‫و التوزيع ‪ ،‬عنابة ‪. 3008 ،‬‬
‫‪ .21‬محمد رفعت عبد الوهاب ‪ ،‬النظرية العامة للقانون ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪ ،‬الطبعة ‪. 3023‬‬
‫‪ .22‬محمود حلمي ‪ ،‬موجز مبادئ القانون اإلداري ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪،‬‬
‫‪. 2899‬‬
‫‪ .23‬مصطفى فهمي أبو زيد ‪ ،‬القانون اإلداري ‪ ،‬منشأة المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪. 2881 ،‬‬
‫‪ .24‬منصور إبراهيم العتوم ‪ ،‬المسؤولية التأديبية للموظف العام ‪ ،‬الطبعة ‪ ، 2‬مطبعة‬
‫الشرق و مكتبتها ‪ ، 2892 ،‬ص ‪. 222‬‬

‫‪380‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫‪ .25‬ناصر لباد ‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري ‪ ،‬دار المجدد للنشر و التوزيع ‪ ،‬الطبعة ‪، 2‬‬
‫الجزائر‪. 3020 ،‬‬
‫‪ .26‬نبيل إبراهيم سعد ‪ ،‬محمد حسين منصور ‪ ،‬أحكام االلتزام ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫للنشر ‪ ،‬اإلسكندرية ‪. 3003 ،‬‬
‫‪ .27‬هيبة سردوك ‪ ،‬المناقصة العامة كطريقة للتعاقد اإلداري ‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪. 3008 ،‬‬
‫‪ 2‬الكتب المتخصصة ‪:‬‬
‫‪ .1‬إبراهيم عبد العزيز شيحا ‪ ،‬القضاء اإلداري ‪ ،‬منشأة المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬‬
‫‪. 3002‬‬
‫‪ .2‬أحسن بوسقيعة ‪ ،‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص ‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬دار هومة‬
‫للطباعة و النشر و التوزيع – الجزائر‪ -‬الطبعة ‪. 3023‬‬
‫‪ .3‬أشرف توفيق شمس الدين ‪ ،‬شرح قانون التوجيه و تنظيم أعمال البناء ‪ ،‬دار الطبع ‪،‬‬
‫القاهرة ‪. 2880 ،‬‬
‫‪ .4‬أحمد عوض بالل ‪ ،‬النظرية العامة للجزاء الجنائي ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية ‪ ،‬القاهرة ‪. 2882 ،‬‬
‫‪ .5‬أمين مصطفى محمد ‪ ،‬النظرية العامة لقانون العقوبات اإلداري ( ظاهرة الحد من‬
‫العقاب) ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر ‪ ،‬اإلسكندرية ‪. 2882 ،‬‬
‫‪ .6‬بن وطاس إيمان ‪ ،‬مسئولية العون االقتصادي في ضوء التشريع الجزائري‬
‫و الفرنسي ‪ ،‬دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬الطبعة ‪. 3023‬‬
‫‪ .7‬بودالي محمد ‪ ،‬حماية المستهلك في القانون المقارن ‪ ،‬دراسة مقارنة مع القانون‬
‫الفرنسي ‪ ،‬دار الكتاب الحديث ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬الطبعة ‪. 3002‬‬
‫‪ .8‬حسين عبد العال محمد ‪ ،‬الرقابة اإلدارية بين علم االدارة و القانون ‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي ‪ ،‬اإلسكندرية ‪. 3002 ،‬‬
‫‪ .9‬حمدي باشا عمر ‪ ،‬حماية الملكية العقارية الخاصة ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪. 3002 ،‬‬

‫‪381‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫‪ .11‬داود الباز ‪ ،‬حماية السكينة العامة ‪ :‬معالجة لمشكلة العصر في فرنسا و مصر‬
‫الضوضاء ‪ ،‬دراسة تأصيلية مقارنة في القانون اإلداري البيئي و الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية ‪. 1998 ،‬‬
‫‪ .11‬زكي محمد النجار ‪ ،‬حدود سلطات اإلدارة في توقيع عقوبة الغرامة ‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر ‪. 2888‬‬
‫‪ .12‬سليمان محمد الطماوي ‪ ،‬النظرية العامة للق اررات اإلدارية ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬عين‬
‫شمس ‪ ،‬الطبعة السادسة ‪ ،‬بيروت ‪. 2882 ،‬‬
‫‪ .13‬شامة سماعين ‪ ،‬النظام القانوني الجزائري للتوجيه العقاري ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪. 3000‬‬
‫‪ .14‬شرواط حسين ‪ ،‬شرح قانون المنافسة ‪ ،‬دار الهدى للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ،‬عين‬
‫مليلة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬الطبعة ‪. 3023‬‬
‫‪ .15‬شريف سيد كامل ‪ ،‬المسئولية الجنائية لألشخاص المعنوية ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر ‪.‬‬
‫‪ .16‬طارق إبراهيم الدسوقي عطية ‪ ،‬األمن البيئي النظام القانوني لحماية البيئة ‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة ‪ ،‬مصر ‪. 3008 ،‬‬
‫‪ .17‬طعيمة الجرف ‪ ،‬مبدأ المشروعية و ضوابط خضوع اإلدارة للقانون ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪،‬‬
‫دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر ‪. 2892 ،‬‬
‫‪ .18‬عبد الرحمن محمد العيساوي ‪ ،‬شرح قانون البيئة من المنظور النفسي و التربوي ‪،‬‬
‫دار الفكر الجامعي ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ط ‪.‬‬
‫‪ .19‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة ‪ ،‬ضمانات مشروعية العقوبات اإلدارية العامة ‪،‬‬
‫الغرامة – الوقف – اإلزالة – سحب و إلغاء التراخيص – الغلق اإلداري ‪ ،‬مطابع جامعة‬
‫المنوفية ‪. 3009 ،‬‬
‫‪ .21‬عبد العليم عبد المجيد مشرف ‪ ،‬دور سلطات الضبط اإلداري في تحقيق النظام العام‬
‫و أثره على الحريات العامة ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬طبعة ‪. 2889‬‬

‫‪382‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫‪ .21‬عبد الفتاح مصطفى الصيفي ‪ ،‬األحكام العامة للنظام الجزائي ‪ ،‬مطبوعات جامعة‬
‫الملك سعود ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬الطبعة ‪. 2881‬‬
‫‪ .22‬عبد القادر عدو ‪ ،‬ضمانات تنفيذ األحكام اإلدارية ضد اإلدارة العامة ‪ ،‬دار هومة‬
‫للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪. 3029 ،‬‬
‫‪ .23‬عطية محمد عطية و آخرون ‪ ،‬اإلنسان و البيئة ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الحامد‬
‫للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪. 3023 ،‬‬
‫‪ .24‬علي بولحية بن بوخميس ‪ ،‬القواعد العامة لحماية المستهلك و المسئولية المترتبة‬
‫عنها في التشريع الجزائري ‪ ،‬دار الهدى ‪ ،‬عين مليلة ‪ ،‬الجزائر‪. 3000 ،‬‬
‫‪ .25‬عمار بوضياف ‪ ،‬القرار اإلداري – دراسة تشريعية قضائية فقهية ‪ ، -‬دار جسور‬
‫للنشر و التوزيع ‪ ،‬الطبعة ‪ ، 2‬الجزائر ‪. 3009 ،‬‬
‫‪ ،‬دعوى اإللغاء في قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ،‬دار‬ ‫‪.26‬‬
‫جسور للنشر و التوزيع ‪ ،‬الطبعة ‪ ، 2‬الجزائر ‪. 3008 ،‬‬
‫‪ .27‬عماد صوالحية ‪ ،‬الجزاءات اإلدارية في غير مجالي العقود و التأديب الوظيفي‬
‫في القانون الجزائري ‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪. 3022‬‬
‫‪ .28‬غنام محمد غنام ‪ ،‬القانون اإلداري الجنائي ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫د‪.‬س‪.‬ط ‪.‬‬
‫‪ .29‬ماجد راغب الحلو ‪ ،‬قانون حماية البيئة في ضوء الشريعة ‪ ،‬دار المطبوعات‬
‫الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪. 3002 ،‬‬
‫‪ .31‬محمد باهي أبو يونس ‪ ،‬الرقابة القضائية على شرعية الجزاءات اإلدارية العامة ‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة للنشر ‪ ،‬الطبعة ‪ ، 3000‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪.‬‬
‫‪ .31‬محمد سامي الشوا ‪ ،‬القانون اإلداري الجزائي ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫مصر ‪. 2882 ،‬‬
‫‪ .32‬محمد سعد فودة ‪ ،‬النظرية العامة للعقوبات اإلدارية ‪ ،‬دراسة فقهية قضائية مقارنة ‪،‬‬
‫دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬اإلسكندرية ‪. 3020 ،‬‬

‫‪383‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫‪ .33‬محمد عبد القادر الفقي ‪ ،‬البيئة مشاكلها و قضاياها و حمايتها من التلوث – رؤية‬
‫إسالمية ‪ ، -‬مكتبة ابن سينا ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر ‪. 3009 ،‬‬
‫‪ .34‬محفوظ لعشب ‪ ،‬الوجيز في القانون المصرفي الجزائري ‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪. 3002 ،‬‬
‫‪ .35‬معين فندي ‪ ،‬االحتكار و الممارسات المقيدة للمنافسة في ضوء قوانين المنافسة‬
‫و اإلتفاقيات الدولية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬عمان ‪. 3020 ،‬‬
‫‪ .36‬ناصر حسين محسن أبو جمعة العجمي ‪ ،‬الجزاءات اإلدارية العامة في القانون‬
‫الكويتي و المقارن ‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬الطبعة ‪. 3020‬‬
‫‪ .37‬نورة منصوري ‪ ،‬قواعد التهيئة و التعمير وفق التشريع ‪ ،‬دار الهدى ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪. 3020‬‬

‫األطروحات ‪:‬‬

‫‪ .1‬حاحة عبد العالي ‪ ،‬الفساد اإلداري في الجزائر ‪ ،‬رسالة دكتوراه في العلوم ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬السنة الجامعية ‪-3023‬‬
‫‪. 3022‬‬
‫‪ .2‬ريحاني أمينة ‪ ،‬الحماية اإلدارية للبيئة في الجزائر ‪ ،‬دكتوراه الطور الثالث ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬السنة الجامعية ‪-3021‬‬
‫‪. 3022‬‬
‫‪ .3‬عادل السعيد محمد أبو الخير ‪ ،‬الضبط اإلداري و حدوده ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق ‪ ،‬فرع بني سويف ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬مصر‪. 1992 ،‬‬
‫‪ .4‬عبد الغني حسونة ‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة في إطار التنمية المستدامة ‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه في العلوم ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة ‪،‬‬
‫‪. 3022‬‬
‫‪ .5‬عزاوي عبد الرحمن ‪ ،‬الرخص اإلدارية في التشريع الجزائري ‪ ،‬رسالة دكتوراه دولة ‪،‬‬
‫كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪. 3009 ،‬‬

‫‪384‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫‪ .6‬علي محمد مظفر ‪ ،‬سلطة اإلدارة في توقيع الجزاءات في العقود اإلدارية في اليمن ‪،‬‬
‫دراسة مقارنة ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪. 3023 ،‬‬
‫‪ .7‬عيساوي عز الدين ‪ ،‬الرقابة القضائية على السلطة القمعية للهيئات اإلدارية المستقلة‬
‫في المجال االقتصادي ‪ ،‬رسالة دكتوراه في العلوم ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪،‬‬
‫جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪. 3021 ،‬‬
‫‪ .8‬كتو محمد الشريف ‪ ،‬الممارسات المنافية للمنافسة في القانون الجزائري ‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة بالقانون الفرنسي ‪ ،‬أطروحة دكتوراه دولة ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة‬
‫مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪. 3001 ،‬‬
‫‪ .9‬كمال محمد األمين ‪ ،‬اإلختصاص القضائي في مادة التعمير و البناء ‪ ،‬رسالة دكتوراه‬
‫علوم ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد ‪ ،‬تلمسان ‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪. 3022 -3021‬‬
‫‪ .11‬محمد جمال عثمان جبريل ‪ ،‬الترخيص اإلداري ‪ ،‬رسالة دكتوراه دولة ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق ‪ ،‬جامعة عين شمس ‪ ،‬القاهرة ‪. 2883 ،‬‬
‫‪ .11‬ناصر حسين محسن أبو جمعة العجمي ‪ ،‬الجزاءات التي توقعها اإلدارة بمناسبة‬
‫النشاط اإلداري في غير مجال العقود و التأديب ( دراسة مقارنة ) ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬مصر ‪. 3020 ،‬‬
‫‪ .12‬نسيغة فيصل ‪ ،‬الرقابة على الجزاءات اإلدارية العامة في النظام القانوني الجزائري ‪،‬‬
‫رسالة دكتوراه علوم ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪. 3022 -3023‬‬

‫المقاالت و الملتقيات ‪:‬‬

‫‪ .1‬أحمد براك ‪ ،‬خصخصة حق الدولة في العقاب ‪ ،‬مقاالت و دراسات قانونية ‪ ،‬على الموقع‬
‫‪http://ahmadbarak.com/Category/PhDMasterThesis‬‬ ‫االلكتروني ‪:‬‬
‫‪ ،‬نحو قانون للمخالفات العامة ‪ ،‬مقاالت و دراسات قانونية ‪ ،‬على‬ ‫‪.2‬‬
‫الموقع اإللكتروني ‪http://ahmadbarak.com/Category/PhDMasterThesis :‬‬

‫‪385‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫‪ .3‬أحمد خورشيد حميدي ‪ ،‬رائدة ياسين خضر ‪ ،‬األساليب القانونية للحماية من الضوضاء‬
‫– دراسة مقارنة ‪ ، -‬مجلة كلية القانون للعلوم القانونية و السياسية ‪ ،‬جامعة كركوك ‪.‬‬
‫‪ .4‬أحمد عبد الكريم سالمة ‪ ،‬نظرات في اتفاقية التنوع الحيوي ‪ ،‬المجلة العصرية للقانون‬
‫الدولي ‪ ،‬مصر ‪ ، 2883‬العدد ‪. 29‬‬
‫‪ .5‬آدم سميان ذياب الغريري ‪ ،‬حماية البيئة في جرائم المخالفات ‪ ،‬مجلة جامعة تكريت‬
‫للعلوم القانونية و السياسية ‪ ،‬العدد ‪ ، 2‬السنة ‪. 2‬‬
‫‪ .6‬المالك صالح محمد ‪ ،‬الضبط المروري و تشعب المهام ‪ ،‬المؤتمر الوطني الثاني للسالمة‬
‫المرورية ‪ 30 ،‬سبتمبر ‪ ، 3002‬الرياض ‪ ،‬السعودية ‪.‬‬
‫‪ .7‬إسماعيل صعصاع البديري ‪ ،‬حوراء حيدر إبراهيم ‪ ،‬األساليب القانونية لحماية البيئة من‬
‫التلوث ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬مجلة المحقق الحلى للعلوم القانونية و السياسية ‪ ،‬جامعة بابل ‪،‬‬
‫العدد الثاني ‪ ،‬السنة السادسة ‪. 3022 ،‬‬
‫‪ .8‬أمحمدي بوزينة آمنة ‪ ،‬بدائل العقوبات السالبة للحرية في التشريع الجزائري ( عقوبة‬
‫العمل للنفع العام نموذجا ) ‪ ،‬مجلة المفكر ‪ ،‬العدد الثالث عشر ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم‬
‫السياسية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪.‬‬
‫‪ .9‬إيلي كالّس ‪ ،‬اإلتجاهات الحديثة للقانون الجزائي اإلداري ‪ ،‬جامعة الدول العربية ‪،‬‬
‫المركز العربي للبحوث القانونية و القضائية ‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان ‪ 2 ،‬أيلول ‪. 3023‬‬
‫‪ .11‬بوجالل صالح الدين ‪ ،‬الجزاءات اإلدارية بين ضرورات الفعالية اإلدارية و قيود حماية‬
‫الحقوق و الحريات األساسية – دراسة مقارنة ‪ ، -‬مجلة العلوم االجتماعية ‪ ،‬جامعة محمد‬
‫لمين دباغين ‪ ،‬سطيف ‪ ، 3‬العدد ‪ ، 28‬ديسمبر ‪. 3022‬‬
‫‪ .11‬بوسماحة الشيخ ‪ ،‬حماية المستهلك الناتجة عن عروض المتدخل في ظل أحكام القانون‬
‫الجزائري ‪ ،‬مجلة الخلدونية ‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية و العلوم االجتماعية ‪ ،‬جامعة ابن خلدون ‪،‬‬
‫تيارت ‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬ماي ‪. 3008‬‬
‫‪ .12‬بولقواس إبتسام ‪ ،‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة ‪ ،‬الملتقى الوطني حول دور‬
‫الجماعات المحلية في حماية البيئة في ظل قانوني البلدية و الوالية الجديدين ‪ ،‬يومي ‪ 2‬و ‪2‬‬

‫‪386‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫ديسمبر ‪ ، 3023‬مخبر الدراسات القانونية البيئية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة‬
‫‪ 9‬ماي ‪ ، 2821‬قالمة ‪.‬‬
‫‪ .13‬بهزاد علي آدم ‪ ،‬مفهوم العقوبات البديلة ‪ ،‬على الموقع اإللكتروني ‪:‬‬
‫‪http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=327319‬‬
‫‪ .14‬بيرك فارس حسين ‪ ،‬منار عبد المحسن عبد الغني ‪ ،‬التعويض و الغرامة و طبيعتهما‬
‫القانونية ‪ ،‬مجلة تكريت للعلوم القانونية و السياسية ‪ ،‬العراق ‪ ،‬العدد ‪ ، 2‬السنة ‪. 3‬‬
‫‪ .15‬حسن عبد الهادي خضير ‪ ،‬سعد فروري غافل ‪ ،‬ماهية مبدأ الشرعية الجزائية ‪ ،‬دراسات‬
‫نجفية ‪ ،‬على الموقع اإللكتروني ‪http://www.iasj.net :‬‬
‫‪ .16‬حسون عبيد هجيج ‪ ،‬حسن خنجر عجيل ‪ ،‬شخصية العقوبات األصلية ( دراسة‬
‫مقارنة ) ‪ ،‬مجلة الحلي للعلوم القانونية و السياسية ‪ ،‬جامعة بابل ‪ ،‬العراق ‪ ،‬المجلد ‪، 2‬‬
‫اإلصدار ‪ ، 3‬السنة ‪. 3022‬‬
‫‪ .17‬دليلة طالب ‪ ،‬عبد الكريم وهراني ‪ ،‬السياحة أحد محركات التنمية المستدامة ‪ :‬نحو تنمية‬
‫سياحية مستدامة ‪ ،‬الملتقى الدولي الثاني حول األداء المتميز للمنظمات و الحكومات ‪ ،‬جامعة‬
‫ورقلة ‪ ،‬يومي ‪ 32 – 33‬نوفمبر ‪. 3022‬‬
‫‪ .18‬رمزي حوحو ‪ ،‬رخصة البناء و إجراءات الهدم في التشريع الجزائري ‪ ،‬مجلة المفكر ‪،‬‬
‫العدد الرابع ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪.‬‬
‫‪ .19‬رمضان محمد بطيخ ‪ ،‬الضبط اإلداري و حماية البيئة ‪ ،‬ندوة حول دور التشريعات‬
‫و القوانين في حماية البيئة العربية ‪ ،‬الشارقة ‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة ‪ ،‬أيام ‪ 22 -9‬ماي‬
‫‪. 3001‬‬
‫‪ .21‬رنا ياسين حسين العابدي ‪ ،‬وسائل اإلدارة في حماية البيئة " دراسة في التشريع‬
‫العراقي " ‪ ،‬مجلة رسالة الحقوق ‪ ،‬السنة الثالثة ‪ ،‬العدد الثاني ‪. 3022،‬‬
‫‪ .21‬زردوم صورية ‪ ،‬دور رقابة القضاء اإلداري في منازعات التعمير و البناء ‪ ،‬الملتقى‬
‫الوطني حول إشكاالت العقار الحضري و أثرها على التنمية في الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 29‬و ‪29‬‬
‫فيفري ‪ ، 3022‬مخبر الحقوق و الحريات في األنظمة المقارنة ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم‬
‫السياسية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪.‬‬

‫‪387‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫‪ .22‬زين العابدين عواد كاظم ‪ ،‬المسئولية الجزائية الناشئة عن الحوادث المرورية " دراسة‬
‫مقارنة " ‪ ،‬ص ‪ ، 399‬على الموقع اإللكتروني ‪www.iasj.net :‬‬
‫‪ .23‬سامى الطوخى ‪ ،‬التسبيب و السبب فى الق اررات اإلدارية ‪ ،‬على الموقع اإللكتروني ‪:‬‬
‫‪http://kenanaonline.com/users/toukhy/posts/449369‬‬
‫‪ .24‬سحر قدوري عباس ‪ ،‬الحقوق البيئية بين مسئولية الفرد و المجتمع ‪ ،‬العراقية ‪ ،‬المجالت‬
‫األكاديمية العلمية ‪ ،‬على الموقع ‪. www.iasj.net :‬‬
‫‪ .25‬سـ ـوريـ ـة ديـ ـش ‪ ،‬جرائم االستهالك اإللكتروني ‪ :‬الغش التجاري و الصناعي نموذجا ‪،‬‬
‫الملتقى الوطني حول اإلطار القانوني لحماية المستهلك اإللكتروني ‪ ،‬يومي ‪ 22‬و ‪ 22‬مارس‬
‫‪ ، 3029‬الجامعة اإلفريقية أحمد دراية ‪ ،‬أدرار ‪.‬‬
‫‪ ،‬الجزاءات اإلدارية لحماية البيئة في التشريع الجزائري ‪ ،‬مجلة‬ ‫‪.26‬‬
‫الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة عمار ثليجي ‪،‬‬
‫األغواط ‪ ،‬العدد ‪ ، 22‬جوان ‪. 3029‬‬
‫‪ ،‬أدوات الرقابة في مجال التهيئة و التعمير ‪ ،‬مجلة تشريعات التعمير‬ ‫‪.27‬‬
‫و البناء ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة ابن خلدون ‪ ،‬تيارت ‪ ،‬العدد الثالث ‪،‬‬
‫سبتمبر ‪. 3029‬‬
‫‪ .28‬عامر عبود و آخرون ‪ ،‬أثر العقوبات االقتصادية على التنمية البشرية في العراق ‪،‬‬
‫مجلة تكريت للعلوم اإلدارية و االقتصادية ‪ ،‬المجلد ‪ ، 2‬العدد ‪. 3009 ، 1‬‬
‫‪ .29‬عبد اهلل درميش ‪ ،‬مختلف أشكال بدائل العقوبات السالبة للحرية ‪ ،‬مجلة المحاكم‬
‫المغربية ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬العدد ‪ ، 86‬فيفري ‪. 2001‬‬
‫‪ .31‬عبد الحميد ذنون يونس ‪ ،‬حماية البيئة في التشريع الجنائي العراقي ‪ ،‬مجلة الرافدين‬
‫للحقوق ‪ ،‬المجلد ‪ ، 22‬العدد ‪ ، 19‬السنة ‪. 29‬‬
‫‪ .31‬عبد القادر دراجي ‪ ،‬سلطة اإلدارة في توقيع الجزاءات اإلدارية ‪ ،‬مجلة المفكر ‪ ،‬العدد‬
‫العاشر ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪.‬‬

‫‪388‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫‪ .32‬عبدلي حمزة ‪ ،‬مجال تطبيق قانون حماية المستهلك ‪ ،‬دراسة مقارنة في التشريع الجزائري‬
‫و تشريع سلطنة عمان ‪ ،‬مجلة الحقوق و العلوم اإلنسانية ‪ ،‬العدد ‪ ، 33‬المجلد الثاني ‪ ،‬مارس‬
‫‪. 3021‬‬
‫‪ .33‬عبد الهادي بن زيطة ‪ ،‬نطاق اختصاص السلطات اإلدارية المستقلة ‪ ،‬دراسة حالة لجنة‬
‫تنظيم و مراقبة عمليات البورصة و سلطة الضبط للبريد و المواصالت السلكية و الالسلكية ‪،‬‬
‫مجلة الدراسات القانونية ‪ ،‬العدد ‪ ، 2‬سنة ‪. 3009‬‬
‫‪ .34‬عز الدين عيساوي ‪ ،‬المكانة الدستورية للهيئات اإلدارية المستقلة ‪ :‬مآل مبدأ الفصل بين‬
‫السلطات ‪ ،‬مجلة اإلجتهاد القضائي ‪ ،‬العدد ‪ ، 2‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪.‬‬
‫‪ .35‬عزاوي عبد الرحمن ‪ ،‬اإلجراءات و المواعيد في مادة منازعات العمران ( حالة شهادة‬
‫المطابقة ) ‪ ،‬مجلة العلوم القانونية و اإلدارية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسبة ‪ ،‬جامعة‬
‫جياللي ليابس ‪ ،‬سيدي بلعباس ‪ ،‬العدد ‪. 3009 ، 2‬‬
‫‪ .36‬عزري الزين ‪ ،‬إجراءات إصدار ق اررات البناء و الهدم في التشريع الجزائري ‪ ،‬مجلة‬
‫المفكر ‪ ،‬العدد الثالث ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪.‬‬
‫‪ ،‬النظام القانوني لرخصة البناء في التشريع الجزائري ‪ ،‬مجلة العلوم‬ ‫‪.37‬‬
‫اإلنسانية ‪ ،‬العدد الثامن ‪ ،‬جوان ‪ ، 3001‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪.‬‬
‫‪ ،‬النظام القانوني لرخصة البناء في التشريع الجزائري ‪ ،‬مجلة المفكر‬ ‫‪.38‬‬
‫البرلماني ‪ ،‬مجلس األمة ‪ ،‬العدد ‪. 3001 ، 8‬‬
‫‪ ،‬دور الجماعات المحلية في مجال التهيئة و التعمير ‪ ،‬الملتقى‬ ‫‪.39‬‬
‫الدولي الخامس حول دور و مكانة الجماعات المحلية في الدول المغاربية ‪ ،‬يومي ‪ 2 -2‬ماي‬
‫‪ ، 3008‬مخبر أثر اإلجتهاد القضائي على حركة التشريع ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪.‬‬
‫‪ .41‬عالء نافع كطافة ‪ ،‬دور الجزاءات اإلدارية في حماية البيئة ‪ -‬دراسة قانونية مقارنة ‪، -‬‬
‫مجلة النوافة ‪ ،‬العراق ‪ ،‬العدد ‪. 21‬‬
‫‪ .41‬غنام محمد غنام ‪ ،‬القانون اإلداري الجنائي و الصعوبات التي تحول دون تطوره ‪ ،‬القسم‬
‫األول و الثاني ‪ ،‬مجلة الحقوق ‪ ،‬جامعة الكويت ‪ ،‬العدد ‪ ، 2‬مارس ‪. 2882‬‬

‫‪389‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫‪ ،‬المسئولية الجنائية لمشيدي البناء ‪ ( ،‬المقاول ‪ ،‬مهندس البناء ‪،‬‬ ‫‪.42‬‬


‫صاحب البناء ) ‪ ،‬القسم األول ‪ ،‬مجلة الحقوق للدراسات القانونية و الشرعية ‪ ،‬جامعة الكويت‬
‫‪ ،‬السنة التاسعة عشر ‪ ،‬العدد الثالث ‪ ،‬سبتمبر ‪. 2881‬‬
‫‪ ،‬المالمح العامة للسياسة الجنائية فى مجال جرائم المرور ‪ ،‬على‬ ‫‪.43‬‬
‫الموقع اإللكتروني ‪:‬‬
‫‪http://www.shaimaaatalla.com/vb/showthread.php?t=20863‬‬
‫‪ .44‬غناي رمضان ‪ ،‬عن موقف مجلس الدولة من الغرامة التهديدية ( تعليق على قرار‬
‫مجلس الدولة الصادر بتاريخ ‪ 3002-02-09‬ملف رقم ‪ ، ) 022898 :‬مجلة مجلس الدولة‬
‫‪ ،‬العدد ‪ ، 2‬الجزائر ‪. 3002 ،‬‬
‫‪ .45‬فارس مسدور ‪ ،‬أهمية تدخل الحكومات في حماية البيئة من خالل الجباية البيئية ‪،‬‬
‫مجلة الباحث ‪ ،‬جامعة ورقلة ‪ ،‬العدد ‪. 3020 -3008 ، 9‬‬
‫‪ .46‬فاضل إلهام ‪ ،‬العقوبات اإلدارية لمواجهة خطر المنشآت المصنفة على البيئة في‬
‫التشريع الجزائري ‪ ،‬دفاتر السياسة و القانون ‪ ،‬العدد التاسع ‪ ،‬جوان ‪ ، 3022‬جامعة قاصدي‬
‫مرباح ‪ ،‬ورقلة ‪.‬‬
‫‪ ،‬سلطات قاضي اإللغاء لضمان تنفيذ أحكامه ( في التشريعين‬ ‫‪.47‬‬
‫الفرنسي و الجزائري ) ‪ ،‬الملتقى الوطني األول حول سلطات القاضي في المنازعة اإلدارية ‪،‬‬
‫يومي ‪ 29‬و ‪ 29‬ماي ‪ ، 3022‬جامعة ‪ 9‬ماي ‪ ، 2821‬قالمة ‪.‬‬
‫‪ .48‬فؤاد عبد المنعم أحمد ‪ ،‬التشريعات القانونية المتعلقة بالمسئولية الجنائية و اإلدارية‬
‫لحوادث المرور ‪ ،‬على الموقع اإللكتروني ‪repository.nauss.edu.sa :‬‬
‫‪ .49‬قوراري مجدوب ‪ ،‬العقوبة اإلدارية و الجنائية ‪ ،‬على الموقع االلكتروني ‪:‬‬
‫‪http://www.alkanounia.com‬‬
‫‪ .51‬كمال محمد األمين ‪ ،‬الرخص اإلدارية و دورها في الحفاظ على البيئة ‪ ،‬الملتقى الوطني‬
‫حول دور الجماعات المحلية في حماية البيئة في ظل قانوني البلدية و الوالية الجديدين ‪،‬‬
‫يومي ‪ 2‬و ‪ 2‬ديسمبر ‪ ، 3023‬مخبر الدراسات القانونية البيئية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم‬
‫السياسية ‪ ،‬جامعة ‪ 9‬ماي ‪ ، 2821‬قالمة ‪.‬‬

‫‪390‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫‪ .51‬ماهر صالح عالوي الجبوري ‪ ،‬حدود السلطة التقديرية ‪ ،‬ملتقى تطوير العالقة بين‬
‫القانونيين و اإلداريين ‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ‪ ،‬أيام ‪ 32 – 28‬مارس ‪، 3002‬‬
‫القاهرة ‪.‬‬
‫‪ .52‬محمد سليم محمد أمين ‪ ،‬تسبيب قرار فرض العقوبة اإلنضباطية على الموظف العام في‬
‫التشريع العراقي ‪ ،‬مجلة كلية القانون للعلوم القانونية و السياسية ‪ ،‬على الموقع اإللكتروني ‪:‬‬
‫‪http://www.iasj.net‬‬
‫‪ .53‬محمد علي عبد الرضا عفلوك ‪ ،‬األساس القانوني للعقوبات اإلدارية ‪ ،‬على الموقع‬
‫االلكتروني ‪:‬‬
‫‪alasas-alqanwny-llqwbat-aladaryt-alhamsh-balakhyr.docx‬‬
‫‪ .54‬محمد علي الكحلوت ‪ ،‬مخالفات البناء التنظيمية و أثرها على البيئة العمرانية في قطاع‬
‫غزة ‪ ،‬مجلة الجامعة اإلسالمية ( سلسلة الدراسات الطبيعية و الهندسية ) ‪ ،‬المجلد الرابع‬
‫عشر ‪ ،‬العدد األول ‪ ،‬جانفي ‪. 3002 ،‬‬
‫‪ .55‬محمد عماد الدين عياض ‪ ،‬نطاق تطبيق قانون حماية المستهلك و قمع الغش ‪ ،‬دفاتر‬
‫السياسة و القانون ‪ ،‬العدد التاسع ‪ ،‬جوان ‪. 3022‬‬
‫‪ .56‬موسى مصطفى شحادة ‪ ،‬الجزاءات اإلدارية في مواجهة مخالفات اإلعالم المرئي‬
‫و السمعي ( الصوتي ) و رقابة القضاء اإلداري في فرنسا عليها ‪ ،‬مجلة الشريعة و القانون ‪،‬‬
‫كلية القانون ‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة ‪ ،‬العدد ‪ ، ، 20‬أكتوبر ‪ ، 3022‬على الموقع‬
‫‪https://platform.almanhal.com/Reader/2/59071‬‬ ‫اإللكتروني ‪:‬‬
‫‪ .57‬نظام توفيق المجالي ‪ ،‬نطاق الحماية الجنائية للبيئة دراسة في التشريع األردني ‪ ،‬مجلة‬
‫كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة النهرين ‪ ،‬المجلد ‪ ، 21‬العدد ‪ ، 8‬جانفي ‪ ، 3002‬على الموقع‬
‫اإللكتروني ‪http://journal.nahrainlaw.org :‬‬
‫‪ .58‬يزيد ميهوب ‪ ،‬معوقات ممارسة الضبط اإلداري المحلي في مجال حماية البيئة ‪ ،‬ملتقى‬
‫وطني حول دور الجماعات المحلية في حماية البيئة في ظل قانوني البلدية و الوالية‬
‫الجديدين ‪ ،‬يومي ‪ 2 -2‬ديسمبر ‪ ، 3023‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة ‪ 9‬ماي‬
‫‪ ، 2821‬قالمة ‪.‬‬

‫‪391‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫‪ .59‬حماية حقوق المستهلك العربي بين الواقع وآليات تطبيق القانون ‪ ،‬على الموقع‬
‫اإللكتروني‪https://www.google.dz/url :‬‬
‫‪ .61‬الندوة العلمية حول االتجاهات الحديثة في القانون الجزائي اإلداري ‪ ،‬تنفيذا لبرنامج عمل‬
‫المركز العربي للبحوث القانونية و القضائية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬انعقد أيام من ‪ 08‬إلى ‪23‬‬
‫ديسمبر ‪ ، 3023‬عن مجلس وزراء العدل العرب ‪ ،‬جامعة الدول العربية ‪ ،‬على الموقع‬
‫اإللكتروني ‪https://carjj.org/%D9%86%D8%AF%D9%88%D8%A9/1515 :‬‬

‫المجالت ‪:‬‬

‫‪ .1‬مجلة مجلس األمة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬العدد ‪ ، 92‬مارس ‪. 3029‬‬


‫‪ .2‬المجلة القضائية الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪. 2889 ، 2‬‬
‫‪ .3‬مجلة اإلدارة ‪ ،‬العدد ‪. 2888 ، 2‬‬
‫‪ .3‬مجلس الدولة ‪ ،‬العدد ‪. 3002 ، 02‬‬
‫‪ .3‬مجلة مجلس الدولة ‪ ،‬العدد ‪. 3002 ، 2‬‬
‫‪ .2‬مجلة مجلس الدولة ‪ ، 3002 ،‬العدد ‪. 9‬‬
‫‪ .3‬مجلة الدراسات القانونية ‪ ، 3009 ،‬العدد ‪. 2‬‬

‫المحاضرات ‪:‬‬

‫‪ .1‬حسن عز الدين ذياب ‪ ،‬القانون الجزائي االقتصادي ‪ ،‬محاضرات السنة الثانية ماجستير‬
‫في العلوم الجنائية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة تونس المنار ‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ، 3022 -3021‬منشور على الموقع اإللكتروني ‪:‬‬
‫‪https://azirr.jimdo.com/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B6%D8%B‬‬
‫‪1%D8%A7%D8%AA-‬‬
‫‪%D9%85%D8%A7%D8%AC%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D8%B1‬‬

‫‪392‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫النصوص القانونية ‪:‬‬

‫‪ .1‬الدستور‪:‬‬
‫‪ -‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ ، 2882 ،‬بموجب المرسوم الرئاسي‬
‫‪ 229 -82‬المؤرخ في ‪ 9‬ديسمبر‪ ، 2882‬ج‪ .‬ر الصادرة في ‪ 9‬ديسمبر ‪، 2882‬‬
‫العدد ‪ ، 92‬المعدل و متمم بقانون ‪ 02 -03‬المؤرخ في ‪ 20‬أفريل ‪ ، 3003‬ج‪ .‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 22‬أفريل ‪ ، 3003‬العدد ‪ ، 31‬و قانون ‪ 28 -09‬المؤرخ في ‪21‬‬
‫نوفمبر ‪ ، 3009‬ج‪ .‬ر الصادرة في ‪ 22‬نوفمبر ‪ ، 3009‬العدد ‪ ، 22‬و قانون‬
‫‪ 02 -22‬المؤرخ في ‪ 2‬مارس ‪ ، 3022‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 9‬مارس ‪ ، 3022‬العدد‬
‫‪. 22‬‬
‫‪ .2‬اآلراء و القوانين العضوية ‪:‬‬
‫‪ .1‬رأي رقم ‪ / 03‬ر‪ .‬م‪ .‬د ‪ 23 /‬المؤرخ في ‪ 09‬جانفي ‪ ، 3023‬يتعلق بمراقبة‬
‫مطابقة القانون العضوي المتعلق باإلعالم ‪ ،‬للدستور ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 21‬جانفي‬
‫‪ ، 3021‬العدد ‪. 3‬‬
‫‪ .2‬قانون عضوي ‪ 02 -89‬المؤرخ في ‪ 20‬ماي ‪ ، 2889‬المتعلق باختصاصات‬
‫مجلس الدولة و تنظيمه و عمله ‪ ،‬ج‪ .‬ر الصادرة في ‪ 2‬جوان ‪ ، 2889‬العدد ‪، 29‬‬
‫المعدل و المتمم بالقانون العضوي ‪ 22 -22‬المؤرخ في ‪ 32‬جويلية ‪ ، 3022‬ج‪ .‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 2‬أوت ‪ ، 3022‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .2‬قانون عضوي ‪ 03-88‬المؤرخ في ‪ 9‬مارس ‪ ، 2888‬المحدد تنظيم المجلس‬
‫الشعبي الوطني و مجلس األمة ‪ ،‬و عملهما ‪ ،‬و كذا العالقات الوظيفية بينهما و بين‬
‫الحكومة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 8‬مارس ‪ ، 2888‬العدد ‪. 21‬‬
‫‪ .3‬القانون العضوي ‪ 01 -23‬المؤرخ في ‪ 23‬جانفي ‪ ، 3023‬المتعلق باإلعالم ‪،‬‬
‫ج‪.‬ر المؤرخة في ‪ 21‬جانفي ‪ ، 3023‬العدد ‪. 3‬‬
‫‪ .3‬القوانين العادية ‪:‬‬
‫‪ .1‬األمر ‪ 212 -22‬المؤرخ في ‪ 9‬جوان ‪ ، 2822‬المتضمن قانون اإلجراءات‬
‫المدنية ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 8‬جوان ‪ ، 2822‬العدد ‪ ، 29‬المعدل و المتمم‬

‫‪393‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫بالقانون ‪ 01 -02‬المؤرخ في ‪ 33‬ماي ‪ ، 3002‬ج‪ .‬ر الصادرة في ‪ 32‬ماي‬


‫‪ ، 3002‬العدد ‪ .38‬ملغى‬
‫‪ .2‬األمر ‪ 211 -22‬المؤرخ في ‪ 09‬جوان ‪ 2822‬المتضمن قانون اإلجراءات‬
‫الجزائية ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 20‬جوان ‪ ، 2822‬العدد ‪ ، 29‬المعدل و المتمم‬
‫بالقانون ‪ 09 -29‬المؤرخ في ‪ 39‬مارس ‪ ، 3029‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 38‬مارس‬
‫‪ ، 3029‬العدد ‪ ، 30‬و القانون ‪ 02 -29‬المؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪ ، 3029‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 20‬جوان ‪ ، 3029‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .3‬األمر ‪ 212 -22‬المؤرخ في ‪ 9‬جوان ‪ ،2822‬المتضمن قانون العقوبات المعدل‬
‫و المتمم ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 20‬جوان ‪ ، 2822‬العدد ‪. 29‬‬
‫‪ .4‬األمر ‪ 322 -22‬المؤرخ في ‪ 32‬جويلية ‪ ، 2822‬المتعلق بوضعية األجانب‬
‫في الجزائر ‪ ،‬ج‪ .‬ر الصادرة في ‪ 38‬جويلية ‪ ، 2822‬العدد ‪ . 22‬ملغى‬
‫‪ .5‬األمر ‪ 19 -91‬المؤرخ في ‪ 32‬سبتمبر ‪ ، 2891‬المتضمن القانون المدني‬
‫الجزائري المعدل و المتمم ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 20‬سبتمبر ‪ ، 2891‬العدد ‪. 99‬‬
‫‪ .6‬األمر ‪ ، 22 -91‬المؤرخ في ‪ 29‬جوان ‪ ، 2891‬المتضمن استغالل محالت بيع‬
‫المشروبات ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 22‬جويلية ‪ ، 2891‬العدد ‪. 11‬‬
‫‪ .7‬األمر ‪ 90 -92‬المؤرخ في ‪ 32‬أكتوبر ‪ ، 2892‬المتضمن القانون البحري ‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 20‬أفريل ‪ ، 2899‬العدد ‪ ، 38‬المعدل و المتمم بالقانون ‪01 -89‬‬
‫المؤرخ في ‪ 31‬جوان ‪ ، 2889‬ج‪ .‬ر الصادرة في ‪ 39‬جوان ‪ ، 2889‬العدد ‪. 29‬‬
‫‪ .8‬قانون ‪ 09 -98‬المؤرخ في ‪ 32‬جويلية ‪ ، 2898‬المتضمن قانون الجمارك ‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 32‬جويلية ‪ ، 2898‬العدد ‪ ، 20‬المعدل و المتمم بالقانون ‪20-89‬‬
‫المؤرخ في ‪ 33‬أوت ‪ ، 2889‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 32‬أوت ‪ ، 2889‬العدد ‪، 22‬‬
‫و القانون ‪ 02 -29‬المؤرخ في ‪ 22‬فيفري ‪ ، 3029‬ج‪ .‬ر الصادرة في ‪ 28‬فيفري‬
‫‪ ، 3029‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .9‬قانون ‪ 03 -93‬المؤرخ في ‪ 2‬فيفري ‪ ، 2893‬المتعلق برخصة البناء و رخصة‬
‫تجزئة األراضي للبناء ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 8‬فيفري ‪ ، 2893‬العدد ‪ . 2‬ملغى‬

‫‪394‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫‪ .11‬قانون ‪ 02 -92‬المؤرخ في ‪ 1‬فيفري ‪ ، 2892‬المتعلق بحماية البيئة ‪ ،‬ج‪.‬ر‬


‫المؤرخة في ‪ 9‬فيفري ‪ 2892‬العدد ‪ . 2‬ملغى‬
‫‪ .11‬قانون ‪ 23 -92‬المؤرخ في ‪ 32‬جوان ‪ 2892‬المؤرخ في ‪ 32‬جوان ‪، 2892‬‬
‫المتضمن النظام العام للغابات ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 32‬جوان ‪ ، 2892‬العدد ‪، 32‬‬
‫المعدل و المتمم بالقانون ‪ 30 -82‬المؤرخ في ‪ 3‬ديسمبر ‪ ، 2882‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 2‬ديسمبر ‪ ، 2882‬العدد ‪. 23‬‬
‫‪ .12‬قانون ‪ 01 -91‬المؤرخ في ‪ 22‬فيفري ‪ ، 2891‬المتعلق بحماية الصحة‬
‫و ترقيتها ‪،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 29‬فيفري ‪ ، 2891‬العدد ‪ ، 9‬المعدل و المتمم‬
‫بالقانون ‪ 08 -89‬المؤرخ في ‪ 28‬أوت ‪ ، 2889‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 32‬أوت‬
‫‪ ، 2889‬العدد ‪ ، 22‬و القانون ‪ 22 -09‬المؤرخ في ‪ 30‬جويلية ‪ ، 3009‬ج‪ .‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 2‬أوت ‪ ، 3009‬العدد ‪ . 22‬ملغى‬
‫‪ .13‬قانون ‪ 29 -99‬المؤرخ في ‪ 2‬أوت ‪ ، 2899‬المتعلق بحماية الصحة النباتية ‪،‬‬
‫ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 1‬أوت ‪ ، 2899‬العدد ‪.23‬‬
‫‪ .14‬قانون ‪ 09 -99‬المؤرخ في ‪ 32‬جانفي ‪ ، 2899‬المتعلق بنشاطات الطب‬
‫البيطري و حماية الصحة الحيوانية ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 39‬جانفي ‪ ، 2899‬العدد‬
‫‪.2‬‬
‫‪ .15‬قانون ‪ 03 -98‬المؤرخ في ‪ 9‬فيفري ‪ ، 2898‬و المتعلق بالقواعد العامة لحماية‬
‫المستهلك ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 9‬فيفري ‪ ،2898‬العدد ‪ . 2‬ملغى‬
‫‪ .16‬قانون ‪ 09-80‬المؤرخ في ‪ 2‬أفريل ‪ ، 2880‬المتعلق باإلعالم ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 2‬أفريل ‪ ،2880‬العدد ‪ .22‬ملغى‬
‫‪ .17‬قانون ‪ 20-80‬المؤرخ في ‪ 22‬أفريل ‪ ، 2880‬المتعلق بالنقد و القرض ‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 18‬أفريل ‪ ، 2880‬العدد ‪ .22‬المعدل و المتمم باألمر ‪02 -02‬‬
‫المؤرخ في ‪ 39‬فيفري ‪ ، 3002‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 39‬فيفري ‪ ، 3002‬العدد ‪. 22‬‬
‫ملغى‬
‫‪ .18‬قانون ‪ 38-80‬مؤرخ في ‪ 02‬ديسمبر ‪ ، 2880‬يتعلق بالتهيئة والتعمير ‪،‬ج ر ‪،‬‬
‫الصادرة في ‪ 03‬ديسمبر ‪ ، 2880‬العدد ‪ 13‬المعدل و المتمم بالقانون ‪01-02‬‬
‫المؤرخ في ‪ 22‬أوت ‪ ، 3002‬ج ر الصادرة في ‪ 21‬أوت ‪ ، 3002‬عدد ‪. 12‬‬

‫‪395‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫‪ .19‬قانون ‪ ، 31 -82‬المؤرخ في ‪ 29‬ديسمبر ‪ ، 2882‬المتضمن قانون المالية‬


‫‪ ، 2883‬ج‪.‬ر الصادرة بتاريخ ‪ 29‬ديسمبر ‪ ، 2882‬العدد ‪. 21‬‬
‫‪ .21‬األمر ‪ 02-81‬المؤرخ في ‪ 31‬جانفي ‪ ، 2881‬المتعلق بالمنافسة ‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 33‬فيفري ‪ ، 2881‬العدد ‪ . 08‬ملغى‬
‫‪ .21‬قانون ‪ ، 02 -89‬المؤرخ في ‪ 21‬جوان ‪ ، 2889‬المتعلق بحماية التراث‬
‫الثقافي ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 29‬جوان ‪ ، 2889‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .22‬قانون ‪ 02 -88‬المؤرخ في ‪ 2‬جانفي ‪ ، 2888‬يحدد القواعد المتعلقة بالفندقة ‪،‬‬
‫ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 20‬جانفي ‪ ، 2888‬العدد ‪. 3‬‬
‫‪ .23‬قانون ‪ 02 -88‬المؤرخ في ‪ 2‬أفريل ‪ ، 2888‬يحدد القواعد التي تحكم نشاط‬
‫وكالة السياحة و األسفار ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 9‬أفريل ‪ ، 2888‬العدد ‪. 32‬‬
‫‪ .24‬قانون ‪ 02-3000‬المؤرخ في ‪ 01‬أوت ‪ ، 3000‬المتعلق بالقواعد العامة بالبريد‬
‫و المواصالت السلكية و الالسلكية ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 2‬أوت ‪ ، 3000‬العدد‬
‫‪ ، 29‬المعدل و المتمم بالقانون ‪ 32 -02‬المؤرخ في ‪ 32‬ديسمبر ‪، 3002‬‬
‫المتضمن قانون المالية التكميلي ‪ ، 3009‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 39‬ديسمبر ‪، 3002‬‬
‫العدد ‪ ، 91‬و قانون ‪ 20 -22‬المؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ، 3022‬المتضمن قانون‬
‫المالية ‪ ، 3021‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ، 3022‬العدد ‪ .99‬ملغى‬
‫‪ .25‬قانون ‪ 22 -02‬المؤرخ في ‪ 28‬أوت ‪ ، 3002‬المتعلق بتنظيم حركة المرور‬
‫عبر الطرق و سالمتها و أمنها ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 28‬أوت ‪ ، 3002‬العدد ‪، 22‬‬
‫المعدل و المتمم باألمر ‪ 02 -08‬المؤرخ في ‪ 33‬جويلية ‪ ، 3008‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 38‬جويلية ‪ ، 3008‬العدد ‪ ، 21‬و القانون ‪ 01 -29‬المؤرخ في ‪ 22‬فيفري‬
‫‪ ، 3029‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 33‬فيفري ‪ ، 3029‬العدد ‪. 23‬‬
‫‪ .26‬قانون ‪ 20 -02‬المؤرخ في ‪ 2‬جويلية ‪ ، 3002‬يتضمن قانون المناجم ‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 2‬جويلية ‪ ، 3002‬العدد ‪ . 21‬ملغى‬
‫‪ .27‬قانون ‪ 28 - 02‬المؤرخ في ‪ 23‬ديسمبر ‪ ، 3002‬المتعلق بتسيير النفايات‬
‫و مراقبتها و إزالتها ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 21‬ديسمبر ‪ ، 3002‬العدد ‪. 99‬‬

‫‪396‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫‪ .28‬قانون ‪ 32 -02‬المؤرخ في ‪ 33‬ديسمبر ‪ ، 3002‬المتضمن ق‪ .‬المالية‬


‫‪ ، 3003‬ج‪.‬ر الصادرة بتاريخ ‪ 32‬ديسمبر ‪ ، 3002‬العدد ‪. 98‬‬
‫‪ .29‬قانون ‪ 02 -03‬المؤرخ في ‪ 1‬فيفري ‪ ، 3003‬المتعلق بالكهرباء و توزيع الغاز‬
‫بواسطة القنوات ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 2‬فيفري ‪ ، 3003‬العدد ‪ ، 9‬المعدل‬
‫و المتمم بالقانون ‪ 20 -22‬المؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ، 3022‬المتضمن قانون‬
‫المالية ‪ ، 3021‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ، 3022‬العدد ‪. 99‬‬
‫‪ .31‬قانون ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 1‬فيفري ‪ ، 3003‬المتعلق بحماية الساحل و تثمينه ‪،‬‬
‫ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 23‬فيفري ‪ ، 3003‬العدد ‪. 20‬‬
‫‪ .31‬قانون ‪ 22 -03‬المؤرخ في ‪ 32‬ديسمبر ‪ 3003‬المتضمن قانون المالية‬
‫‪ ، 3002‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 31‬ديسمبر ‪ ، 3003‬العدد ‪. 92‬‬
‫‪ .32‬قانون ‪ 02-02‬المؤرخ في ‪ 29‬فيفري ‪ ، 3002‬المتعلق بمناطق التوسع‬
‫و المواقع السياحية ـ ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 28‬فيفري ‪ ، 3002‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .33‬األمر ‪ 02 -02‬المؤرخ في ‪ 28‬جويلية ‪ 3002‬المتعلق بالمنافسة ‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 30‬جويلية ‪ ، 3002‬العدد ‪ ، 22‬المعدل و المتمم بالقانون ‪23 -09‬‬
‫المؤرخ في ‪ 31‬جوان ‪ ، 3009‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 3‬جويلية ‪ ، 3009‬العدد ‪، 22‬‬
‫و القانون ‪ 01 -20‬المؤرخ في ‪ 21‬أوت ‪ ، 3020‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 29‬أوت‬
‫‪ ، 3020‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .34‬قانون ‪ ، 20-02‬المؤرخ في ‪ 28‬جويلية ‪ ، 3002‬المتعلق بحماية البيئة‬
‫في إطار التنمية المستدامة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 30‬جويلية ‪ ، 3002‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .35‬األمر ‪ 22 -02‬المؤرخ في ‪ 32‬أوت ‪ ، 3002‬المتعلق بالنقد و القرض ‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 39‬أوت ‪ ، 3002‬العدد ‪ ، 13‬المعدل و المتمم باألمر ‪02 -08‬‬
‫المؤرخ في ‪ 33‬جويلية ‪ ، 3008‬المتضمن ق‪ .‬المالية التكميلي ‪ ، 3008‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 32‬جويلية ‪ ، 3008‬العدد ‪ ، 22‬و األمر ‪ 02 -20‬المؤرخ في ‪32‬‬
‫أوت ‪ ، 3020‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 2‬سبتمبر ‪ ، 3020‬العدد ‪ ، 10‬و قانون ‪-22‬‬
‫‪ 09‬المؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ، 3022‬المتضمن ق‪ .‬المالية ‪ ، 3022‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ، 3022‬العدد ‪ ، 29‬معدل و متمم ق‪ 22 -22 .‬المؤرخ في ‪39‬‬

‫‪397‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫ديسمبر ‪ ، 3022‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ، 3029‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪38‬‬


‫ديسمبر ‪ ، 3022‬العدد ‪ ، 99‬و المتمم بالقانون ‪ 20 -29‬المؤرخ في ‪22‬‬
‫أكتوبر‪ ، 3029‬المتعلق بالنقد و القرض ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 23‬أكتوير ‪، 3029‬‬
‫العدد ‪. 19‬‬
‫‪ .36‬قانون ‪ 03-02‬المؤرخ في ‪ 32‬جوان ‪ ، 3002‬المحدد للقواعد المطبقة‬
‫على الممارسات التجارية ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 39‬جوان ‪ ، 3002‬العدد ‪، 22‬‬
‫المعدل و المتمم بالقانون ‪ 02-20‬المؤرخ في ‪ 21‬أوت ‪ ، 3020‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 29‬أوت ‪ ، 3020‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .37‬قانون ‪ 02 -02‬المؤرخ في ‪ 22‬أوت ‪ ، 3002‬المتضمن إلغاء بعض أحكام‬
‫المرسوم التشريعي ‪ ، 09 -82‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 21‬أوت ‪ ، 3002‬العدد ‪. 12‬‬
‫‪ .38‬قانون ‪ 09 -02‬المؤرخ في ‪ 22‬أوت ‪ ، 3002‬المتعلق بشروط ممارسة األنشطة‬
‫التجارية ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 29‬أوت ‪ ، 3002‬العدد ‪ ، 13‬المعدل و المتمم‬
‫بالقانون ‪ 02 -22‬المؤرخ في ‪ 32‬جويلية ‪ ، 3022‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 22‬جويلية‬
‫‪ ، 3022‬العدد ‪ ، 28‬و القانون ‪ 09 -29‬المؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪ ، 3029‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 22‬جوان ‪ ، 3029‬العدد ‪.21‬‬
‫‪ .39‬قانون ‪ 23 -01‬المؤرخ في ‪ 2‬أوت ‪ 3001‬المتعلق بالمياه ‪ ،‬ج ر الصادرة‬
‫في ‪ 2‬سبتمبر ‪ ، 3001‬العدد ‪ ، 20‬المعدل و المتمم بموجب قانون ‪02 -09‬‬
‫المؤرخ في ‪ 32‬جانفي ‪ ، 3009‬ج‪ .‬ر الصادرة في ‪ 39‬جانفي ‪ ، 3009‬العدد ‪، 2‬‬
‫و قانون ‪ 03 -08‬المؤرخ في ‪ 33‬جويلية ‪ ، 3008‬ج‪ .‬ر الصادرة في ‪ 32‬جويلية‬
‫‪ ، 3008‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .41‬قانون ‪ 02-02‬المؤرخ في ‪ 30‬فيفري ‪ ، 3002‬المتعلق بالوقاية من الفساد‬
‫و مكافحته ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 9‬مارس ‪ ، 3002‬العدد ‪ ، 22‬المتمم باألمر‬
‫‪ 01 -20‬المؤرخ في ‪ 32‬أوت ‪ ، 3020‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 2‬سبتمبر ‪، 3020‬‬
‫العدد ‪ ، 10‬المعدل و المتمم بالقانون ‪ 21 -22‬المؤرخ في ‪ 3‬أوت ‪ ، 3022‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 20‬أوت ‪ ، 3022‬العدد ‪. 22‬‬

‫‪398‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫‪ .41‬األمر‪ 02-02‬المؤرخ في ‪ 21‬جويلية ‪ ، 3002‬المتضمن القانون األساسي‬


‫للوظيفة العمومية ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 22‬جويلية ‪ ، 3002‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .42‬قانون ‪ 09 -09‬المؤرخ في ‪ 32‬فيفري ‪ ، 3009‬يتعلق بالمنازعات في مجال‬
‫الضمان االجتماعي ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 3‬مارس ‪ ، 3009‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .43‬قانون ‪ 08 -09‬المؤرخ في ‪ 31‬فيفري ‪ ، 3009‬المتضمن قانون اإلجراءات‬
‫المدنية و اإلدارية ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 32‬أفريل ‪ ، 3009‬العدد ‪. 32‬‬
‫‪ .44‬قانون ‪ 22 -09‬المؤرخ في ‪ 31‬جوان ‪ ، 3009‬يتعلق بشروط دخول األجانب‬
‫إلى الجزائر و إقامتهم بها و تنقلهم فيها ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 3‬جويلية ‪، 3009‬‬
‫العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .45‬قانون ‪ 21 -09‬المؤرخ في ‪ 30‬جويلية ‪ ، 3009‬المحدد لقواعد مطابقة البنايات‬
‫و إتمام إنجازها ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 2‬أوت ‪ ، 3009‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .46‬قانون ‪ 02-08‬المؤرخ في ‪ 31‬فيفري ‪ ، 3008‬المتعلق بحماية المستهلك‬
‫و قمع الغش ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 9‬مارس ‪ ، 3008‬العدد ‪ ، 21‬المعدل و المتمم‬
‫بالقانون ‪ 08 -09‬المؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪ ، 3029‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 22‬جوان‬
‫‪ ، 3029‬العدد ‪. 21‬‬
‫‪ .47‬قانون ‪ 20-22‬المؤرخ في ‪ 33‬جوان ‪ 3022‬المتعلق بالبلدية ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 02‬جويلية ‪ ، 3022‬العدد ‪. 29‬‬
‫‪ .48‬قانون ‪ 09-23‬المؤرخ في ‪ 32‬فبراير ‪ 3023‬المتعلق بالوالية ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 38‬فبراير ‪ ، 3023‬العدد ‪. 23‬‬
‫‪ .49‬قانون ‪ 02 -22‬المؤرخ في ‪ 32‬فيفري ‪ ، 3022‬المتعلق بنشاط السمعي‬
‫البصري ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 32‬مارس ‪ ، 3022‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .51‬قانون ‪ 01 -22‬المؤرخ في ‪ 32‬فيفري ‪ ، 3022‬المتضمن قانون المناجم ‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 20‬مارس ‪ ، 3022‬العدد ‪. 29‬‬

‫‪399‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫‪ .51‬قانون ‪ 02 -29‬المؤرخ في ‪ 20‬ماي ‪ ، 3029‬المحدد للقواعد العامة المتعلقة‬


‫بالبريد و االتصاالت اإللكترونية ‪،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 22‬ماي ‪ ، 3029‬العدد‬
‫‪.39‬‬
‫‪ .52‬قانون ‪ 22 -29‬المؤرخ في ‪ 3‬جويلية ‪ ، 3029‬يتعلق بالصحة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 38‬جويلية ‪ ، 3029‬العدد ‪22‬‬
‫‪ .4‬المراسيم التشريعية ‪:‬‬
‫‪ .1‬مرسوم تشريعي ‪ 22 -82‬المؤرخ في ‪ 32‬أكتوبر ‪ ، 2882‬يخص بعض أحكام‬
‫القانون رقم ‪ 09 -80‬المؤرخ في ‪ 2‬أفريل ‪ ، 2882‬المتعلق باإلعالم ‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 39‬أكتوبر ‪ ، 2882‬العدد ‪ . 28‬ملغى‬
‫‪ .2‬المرسوم التشريعي ‪ 09 -82‬المؤرخ في ‪ 29‬ماي ‪ ، 2882‬المتعلق بشروط‬
‫اإلنتاج المعماري و ممارسة مهنة المهندس المعماري ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪31‬‬
‫ماي ‪ ، 2882‬العدد ‪ . 23‬الملغى في بعض أحكامه‬
‫‪ .5‬النصوص التنظيمية ‪:‬‬
‫‪ 1 -5‬المراسيم الرئاسية ‪:‬‬
‫‪ .1‬مرسوم ‪ 222 -92‬المؤرخ في ‪ 23‬ماي ‪ ، 2892‬المتضمن إحداث نشرة رسمية‬
‫خاصة بالصفقات التي يبرمها المتعامل العمومي ‪ ،‬ج ر الصادرة في ‪ 21‬ماي‬
‫‪ ، 2892‬العدد ‪. 30‬‬
‫‪ .2‬مرسوم ‪ 222 -99‬المؤرخ في ‪ 22‬جوان ‪ ، 2899‬المحدد لقواعد تصنيف‬
‫الحظائر الوطنية و المحميات الطبيعية و يضبط كيفياته ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪29‬‬
‫جوان ‪ ، 2899‬العدد ‪. 31‬‬
‫‪ .3‬مرسوم ‪ 222 -99‬المؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪ ، 2899‬المتضمن إنشاء مكاتب‬
‫لحفظ الصحة البلدية ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 2‬جويلية ‪ ، 2899‬العدد ‪. 39‬‬
‫‪ .4‬مرسوم ‪ 222 -99‬المؤرخ في ‪ 2‬جويلية ‪ ، 2899‬المنظم للعالقات بين اإلدارة‬
‫و المواطن ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 2‬جويلية ‪ ، 2899‬العدد ‪. 39‬‬
‫‪ .5‬مرسوم رئاسي ‪ 222-98‬المؤرخ في ‪ 09‬أوت ‪ 2898‬المتعلق بالقواعد الخاصة‬

‫‪400‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫بتنظيم المجلس الدستوري و القانون األساسي لبعض موظفيه ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في‬
‫‪ 9‬أوت ‪ ، 2898‬العدد ‪ ، 23‬المعدل بالمرسوم الرئاسي ‪ 203-02‬المؤرخ في ‪32‬‬
‫أفريل ‪ ، 3002‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 20‬أكتوبر ‪ ، 3020‬العدد ‪ ، 19‬المتمم بالمرسوم‬
‫الرئاسي ‪ 201-02‬المؤرخ في ‪ 01‬أفريل ‪ ، 3002‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 9‬أفريل‬
‫‪ ، 3002‬العدد ‪. 32‬‬
‫‪ .6‬مرسوم رئاسي ‪ 313 -82‬المؤرخ في ‪ 32‬أكتوبر ‪ ، 2882‬المتعلق بالمجلس‬
‫األعلى لإلعالم ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 39‬أكتوبر ‪ ، 2882‬العدد ‪. 28‬‬
‫‪ .7‬مرسوم رئاسي ‪ 22-82‬المؤرخ في ‪ 29‬جانفي ‪ 2882‬المحدد للنظام الداخلي‬
‫لمجلس المنافسة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 32‬جانفي ‪ ، 2882‬العدد ‪ .1‬ملغى ضمنيا‬
‫‪ .8‬مرسوم رئاسي ‪ 322 -82‬المؤرخ في ‪ 3‬جويلية ‪ ، 2882‬المتضمن إنشاء‬
‫المرصد الوطني لمراقبة الرشوة و الوقاية منها ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 8‬جويلية‬
‫‪ ، 2882‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .9‬مرسوم رئاسي ‪ 222 -02‬المؤرخ في ‪ 33‬نوفمبر ‪ ، 3002‬المحدد لتشكيلة‬
‫الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد و مكافحته و تنظيمها و كيفيات سيرها ‪،‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 33‬نوفمبر ‪ ، 3002‬العدد ‪ ، 92‬المعدل و المتمم بالمرسوم الرئاسي‬
‫‪ 22 -23‬المؤرخ في ‪ 9‬فيفري ‪ ، 3023‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 21‬فيفري ‪، 3023‬‬
‫العدد ‪. 9‬‬
‫‪ .11‬مرسوم رئاسي ‪ 292 -09‬المؤرخ في ‪ 2‬جوان ‪ ، 3009‬المتعلق بتعيين‬
‫أعضاء الحكومة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة بتاريخ ‪ 9‬جوان ‪ ، 3009‬العدد ‪. 29‬‬
‫‪ .11‬مرسوم رئاسي ‪ 228 -20‬المؤرخ في في ‪ 39‬ماي ‪ ، 3020‬المتعلق بتعيين‬
‫أعضاء الحكومة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة بتاريخ ‪ 20‬ماي ‪ ، 3020‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .12‬مرسوم رئاسي ‪ 232 -22‬المؤرخ في ‪ 09‬ديسمبر ‪ 3022‬المحدد لتشكيلة‬
‫الديوان المركزي لقمع الفساد و تنظيمه و كيفيات سيره ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪22‬‬
‫ديسمبر ‪ ، 3022‬العدد ‪. 29‬‬

‫‪401‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫‪ .13‬مرسوم رئاسي ‪ 232 -23‬المؤرخ في ‪ 2‬سبتمبر ‪ ، 3023‬المتضمن تعيين‬


‫أعضاء الحكومة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة بتاريخ ‪ 8‬سبتمبر ‪ ، 3023‬العدد ‪. 28‬‬
‫‪ .14‬مرسوم رئاسي ‪ 223 -22‬المؤرخ في ‪ 22‬سبتمبر ‪ ، 3022‬المتضمن تعيين‬
‫أعضاء الحكومة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة بتاريخ ‪ 21‬سبتمبر ‪ ، 3022‬العدد ‪. 22‬‬

‫‪ 2-5‬المراسيم التنفيذية ‪:‬‬

‫‪ .1‬مرسوم تنفيذي ‪ 28-80‬المؤرخ في ‪ 20‬جانفي‪ ، 2880‬المتعلق بمراقبة الجودة‬


‫و قمع الغش ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 22‬جانفي ‪ ، 2880‬العدد ‪ ، 1‬المعدل و المتمم‬
‫بالمرسوم التنفيذي ‪ 221 -02‬المؤرخ في ‪ 22‬أكتوبر ‪، 3002‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪32‬‬
‫أكتوبر ‪ ، 3002‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .2‬مرسوم تنفيذي ‪ 322 -80‬المؤرخ في ‪ 21‬سبتمبر ‪ 2880‬المتعلق بضمان‬
‫المنتوجات و الخدمات ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 38‬سبتمبر ‪ ، 2880‬العدد ‪. 20‬‬
‫‪ .3‬مرسوم تنفيذي ‪ 82-82‬المؤرخ في ‪ 2‬أفريل ‪ ، 2882‬المتضمن تنظيم المصالح‬
‫الخارجية للمنافسة و األسعار و صالحياتها و عملها ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 20‬أفريل‬
‫‪ ، 2882‬العدد ‪ ، 22‬المعدل و المتمم بالمرسوم التنفيذي ‪ 201 -89‬المؤرخ في‬
‫‪ 22‬مارس ‪ ، 2889‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 2‬أفريل ‪ ، 2889‬العدد ‪. 28‬‬
‫‪ .4‬مرسوم تنفيذي ‪ 291-82‬المؤرخ في ‪ 39‬ماي ‪ ، 2882‬المحدد للقواعد العامة‬
‫للتهيئة و التعمير و البناء ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 2‬جوان ‪ ، 2882‬العدد ‪. 32‬‬
‫‪ .5‬مرسوم تنفيذي ‪ 222-82‬المؤرخ في ‪ 08‬نوفمبر ‪ ، 2882‬المتضمن تنظيم‬
‫الصفقات العمومية ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 22‬نوفمبر ‪ ، 2882‬العدد ‪ .19‬ملغى‬
‫‪ .6‬مرسوم تنفيذي ‪ 220 -82‬المؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ ، 2882‬ينظم النفايات‬
‫الصناعية السائلة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 22‬جويلية ‪ ، 2882‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .7‬مرسوم تنفيذي ‪ 221 -82‬المؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ ، 2882‬المنظم إلفراز الدخان‬
‫و الغاز و الغبار و الروائح و الجسيمات الصلبة في الجو ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪22‬‬
‫جويلية ‪ ، 2882‬العدد ‪. 22‬‬

‫‪402‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫‪ .8‬مرسوم تنفيذي ‪ 320-82‬المؤرخ في ‪ 22‬جويلية ‪ ، 2882‬المتضمن إنشاء‬


‫مفتشية مركزية للتحقيقات االقتصادية و قمع الغش في و ازرة التجارة و يحدد‬
‫اختصاصاتها ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 30‬جويلية ‪ ، 2882‬العدد ‪. 29‬‬
‫‪ .9‬مرسوم تنفيذي ‪ 22 -82‬المؤرخ في ‪ 39‬جانفي ‪ ، 2882‬المتضمن تحديد‬
‫صالحيات وزير الصحة و السكان ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة بتاريخ ‪ 22‬جانفي ‪، 2882‬‬
‫العدد ‪. 9‬‬
‫‪ .11‬مرسوم تنفيذي ‪ 238 -3000‬المؤرخ في ‪ 22‬جوان ‪ ، 3000‬المحدد لشروط‬
‫ممارسة تفتيش الصيدلة و كيفيات ذلك ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 22‬جوان ‪، 3000‬‬
‫العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .11‬مرسوم تنفيذي ‪ 22 -03‬المؤرخ في ‪ 22‬جانفي ‪ ، 3003‬المتضمن إنشاء بريد‬
‫الجزائر ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 22‬جانفي ‪ ، 3003‬العدد ‪. 2‬‬
‫‪ .12‬مرسوم تنفيذي ‪ 212-03‬المؤرخ في ‪ 32‬ديسمبر ‪ ، 3003‬المحدد لصالحيات‬
‫وزير التجارة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 33‬ديسمبر ‪ ، 3003‬العدد ‪. 91‬‬
‫‪ .13‬مرسوم تنفيذي ‪ 212-03‬المؤرخ في ‪ 32‬ديسمبر ‪ ، 3003‬المتضمن تنظيم‬
‫اإلدارة المركزية في و ازرة التجارة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 33‬ديسمبر ‪ ، 3003‬العدد‬
‫‪ ، 91‬المعدل و المتمم بالمرسوم التنفيذي ‪ 322 -09‬المؤرخ في ‪ 28‬أوت‬
‫‪ ، 3009‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 32‬أوت ‪ ، 3009‬العدد ‪. 29‬‬
‫‪ .14‬مرسوم تنفيذي ‪ 208 -02‬المؤرخ في ‪ 1‬نوفمبر ‪ ، 3002‬يتضمن تنظيم‬
‫المصالح الخارجية في و ازرة التجارة و صالحياتها و عملها ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في‬
‫‪ 8‬نوفمبر ‪ ، 3002‬العدد ‪. 29‬‬
‫‪ .15‬مرسوم تنفيذي ‪ 292 -02‬المؤرخ في ‪ 39‬نوفمبر ‪ ، 3002‬يحدد قواعد حركة‬
‫المرور عبر الطرق ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 39‬نوفمبر ‪ ، 3002‬العدد ‪ ، 92‬المعدل‬
‫و المتمم بالمرسوم التنفيذي ‪ 292 -22‬المؤرخ ‪ 23‬نوفمبر ‪ ، 3022‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 30‬نوفمبر ‪ ، 3022‬العدد ‪. 23‬‬

‫‪403‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫‪ .16‬مرسوم تنفيذي ‪ 293 -01‬المؤرخ في ‪ 29‬ماي ‪ ، 3001‬المتعلق بضبط‬


‫التعريفات و مكافأة نشاطات نقل و توزيع و تسويق الكهرباء و الغاز ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 33‬ماي ‪ ، 3001‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .17‬مرسوم تنفيذي ‪ 229 -01‬المؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ، 3001‬يحدد شروط‬
‫مراقبة مطابقة المنتوجات المستوردة عبر الحدود و كيفيات ذلك ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ، 3001‬العدد ‪. 90‬‬
‫‪ .18‬مرسوم تنفيذي ‪ 11 -02‬المؤرخ في ‪ 20‬جانفي ‪ ، 3002‬المحدد لشروط‬
‫و كيفيات تعيين األعوان المؤهلين للبحث عن مخالفات التشريع و التنظيم في مجال‬
‫التهيئة و التعمير و معاينتها و كذا إجراءات المراقبة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 1‬فيفري‬
‫‪ ، 3002‬العدد ‪ ، 2‬المعدل و المتمم بالمرسوم التنفيذي ‪ 222 -08‬المؤرخ في ‪33‬‬
‫أكتوبر ‪ ، 3008‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 31‬أكتوبر ‪ ، 3008‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .19‬مرسوم تنفيذي ‪ 229 -02‬المؤرخ في ‪ 21‬أفريل ‪ ، 3002‬ينظم إنبعاث الغاز‬
‫و الدخان و البخار و الجزيئات الصلبة في الجو و كذا الشروط التي تتم فيها مراقبتها ‪،‬‬
‫ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 22‬أفريل ‪ ، 3002‬العدد ‪. 32‬‬
‫‪ .21‬مرسوم تنفيذي ‪ 289 -02‬المؤرخ في ‪ 22‬ماي ‪ ، 3002‬يضبط التنظيم المطبق‬
‫على المؤسسات المصنفة لحماية البيئة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 2‬جوان ‪ ، 3002‬العدد‬
‫‪. 29‬‬
‫‪ .21‬مرسوم التنفيذي ‪ 221 -09‬المؤرخ في ‪ 28‬ماي ‪ ، 3009‬المحدد لمجال تطبيق‬
‫و محتوى و كيفيات المصادقة على دراسة و موجز التأثير على البيئة ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 33‬ماي ‪ ، 3009‬العدد ‪. 22‬‬

‫‪ .22‬مرسوم تنفيذي ‪ 323 -09‬المؤرخ في ‪ 33‬جويلية ‪ ، 3009‬يتضمن القانون‬


‫األساسي الخاص بالموظفين المنتمين إلى االسالك الخاصة باإلدارة المكلفة بالبيئة‬
‫و تهيئة اإلقليم ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 20‬جويلية ‪ ، 3009‬العدد ‪. 22‬‬

‫‪404‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

‫‪ .23‬مرسوم تنفيذي ‪ 322 -08‬المؤرخ في ‪ 33‬جويلية ‪ ، 3008‬المتضمن القانون‬


‫األساسي الخاص بالموظفين المنتمين لألسالك التقنية الخاصة باإلدارة المكلفة بالسكن‬
‫و العمران ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 33‬جويلية ‪ ، 3008‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .24‬مرسوم تنفيذي ‪ ، 319 -20‬المؤرخ في ‪ 32‬أكتوبر ‪ ، 3020‬المحدد لصالحيات‬
‫وزير التهيئة العمرانية و البيئة ‪ ،‬ج‪ .‬ر الصادرة في ‪ 39‬أكتوبر ‪ ، 3020‬العدد ‪، 22‬‬
‫المعدل بالمرسوم التنفيذي ‪ 281 -22‬المؤرخ في ‪ 31‬نوفمبر‪ ، 3022‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 22‬ديسمبر ‪ ، 3022‬العدد ‪. 23‬‬
‫‪ .25‬مرسوم تنفيذي ‪ 318 -20‬المنظم لإلدارة المركزية في ‪ ،‬المؤرخ في ‪ 32‬أكتوبر‬
‫‪ ، 3020‬المنظم لإلدارة المركزية في و ازرة التهيئة العمرانية و البيئة و سيرها ‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫الصادرة في ‪ 39‬أكتوبر ‪ ، 3020‬العدد ‪ ، 22‬المعدل بالمرسوم الرئاسي ‪282 -22‬‬
‫المؤرخ في ‪ 31‬نوفمبر ‪ ، 3022‬ج‪.‬ر الصادرة بتاريخ ‪ 22‬ديسمبر ‪ ، 3022‬العدد‬
‫‪. 23‬‬
‫‪ .26‬مرسوم تنفيذي ‪ 322 -22‬المؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪ ، 3022‬يحديد تنظيم مجلس‬
‫المنافسة و سيره ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 22‬جويلية ‪ ، 3022‬العدد ‪ ، 28‬المعدل و المتمم‬
‫بالمرسوم التنفيذي ‪ 98 -21‬المؤرخ في ‪ 9‬مارس ‪ ، 3021‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪22‬‬
‫مارس ‪ ، 3021‬العدد ‪. 22‬‬
‫‪ .27‬مرسوم تنفيذي ‪ 302 -23‬المؤرخ في ‪ 2‬ماي ‪ ، 3023‬يتعلق بالقواعد المطبقة‬
‫في مجال أمن المنتوجات ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 8‬ماي ‪ ، 3023‬العدد ‪. 39‬‬
‫‪ .28‬مرسوم تنفيذي ‪ 28 -21‬المؤرخ في ‪ 31‬جانفي ‪ ، 3021‬المحدد لكيفيات‬
‫تحضير عقود التعمير و تسليمها ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة في ‪ 23‬فيفري ‪ ، 3021‬العدد ‪. 9‬‬
‫‪ .29‬مرسوم تنفيذي ‪ 220 -29‬المؤرخ في ‪ 22‬أفريل ‪ ، 3029‬يحدد شروط النظافة‬
‫و النظافة الصحية أثناء عملية وضع المواد الغذائية لإلستهالك البشري ‪ ،‬ج‪.‬ر الصادرة‬
‫في ‪ 22‬أفريل ‪ ، 3029‬العدد ‪. 32‬‬

‫‪405‬‬
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

: ‫التعليمات و الق اررات الوزارية‬ .6


‫ الذي يحدد مخابر مراقبة الجودة و قمع الغش‬، 2889 ‫ ماي‬32 ‫ القرار المؤرخ في‬.1
. 20 ‫ العدد‬، 2889 ‫ سبتمبر‬20 ‫ر الصادرة في‬.‫ ج‬،
‫ المحدد للنظام الداخلي لمجلس‬، 3022 ‫ جويلية‬32 ‫ المؤرخ في‬2 ‫ القرار رقم‬.2
http://www.conseil-concurrence.dz/ : ‫ على الموقع اإللكتروني‬، ‫المنافسة‬
‫ المتضمن تثبيت‬، 3001 ‫ ماي‬20 ‫ المؤرخ في‬D/06-05/CD ‫ القرار رقم‬.3
www.creg.gov.dz/ : ‫تعريفات الكهرباء و الغاز على الموقع اإللكتروني‬

: ‫ثانيا باللغة الفرنسية‬

OUVRAGES FRANÇAIS :

1- Ouvrages généraux :
1. André de LAUBADERE et Jean-Claude VENEZIA et Yves GAUDEMET,
Traité de droit administratif, tome1, L.G.D.J, Paris, 1999.
2. Elie Alfandri , droit des affaires , LITEC , Paris , 1993 .
3. RIVERO (Jean), Les libertés publiques, tome 1: les droits de l'homme,
P.U.F, Paris, 1991.
4. Rivero J et Waline J, droit administratif, Paris, Dalloz, 1994.
5. X.PHILIPE, le contrôle de proportionnalité dans les juris prudences
constitutionnelle et administrative française, Economica, 1990.

2- Ouvrages spéciaux :

1. CHA. Guillot (Philippe) et Darnanville (Henri Michel) : Droit de


l’urbanisme, 2éme édition, Ellipses, 2006.
2. COLONNA D’ISTRIA (Pierre) et autres, "Le degré du contrôle sur les
mesures de police administrative ", In la police administrative existe-t-
elle?, Sous la direction de LINOTTE (Didier), Edition Economica, Paris,
1985.
3. Delmas Marty , modèles et mouvement de politique criminelle , Paris ,
1993.
4. Henri JACQUOT et François PRIET, Droit de l’urbanisme, 3ème édition,
Dalloz, Paris, 1998 .

406
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

5. HUBRECHT (H.G), Droit public économique, DALLOZ, Paris, 1997.


6. Jaquline morand – deviller, droit de l’urbanisme, 4éme éd, Dalloz, Paris,
1998.
7. J. Pradel, Droit pénal, t 1, introduction général, 8éme éd, Cujas, 1992.
8. J.Pradel, droit pénal, t 2, procédure pénale, Cujas, Paris, 5éme éd, 1990,
n° 255.
9. Jean Bernard Blaise, droit des affaires, commerçant, concurrence,
distribution, manuel, LGDJ, Delta, 1999.
10. Maurice HAURIOU, Précis de droit administratif et de droit public, 12e,
Dalloz, Paris, 2002.
11. Mireille Delmas-Marty et Catherine Teiltgen-Colly, Punir sans juger de la
répression Administrative au droit administratif pénal, Économica, Paris,
France, 1992.
12. Michel prieur, droit de l’environnement, 4 éd, Dalloz delta, 2001.
13. MODERNE F, Répression administrative et protection des libertés
devant le juge constitutionnel : Les leçons du droit comparé, In Mélange,
CHAPUS R., Droit administratif, Montchrestien, 1992, Paris.
14. MONIN Marcel, Arrêts fondamentaux de droit administratif, Edition
Marketing S.A, Paris, 1995.
15. Vincent TCEN, La notion de police administrative, la documentation
française, Paris, 2007.
16. PIERRE LIVET : L’autorisation administrative préalable et les libertés
publiques, librairie générale de droit et de jurisprudence, Paris 1974.
17. SAINT-ALARY Roger et SAINT-ALARY-HOUIN Corinne, droit de la
construction, mémentos Dalloz, Paris II, 6éme éd, 2001.

3-Thèses :

1. Etienne PICARD, La notion de police administrative, Thèse de doctorat


d’Etat, université de droit d’économie et de sciences sociales de Paris,
1978.
2. Oderzo Jean-Claude, les autorités administratives indépendantes et la
constitution, thèse de doctorat, faculté de droit et science politique,
Aix en- Provence, 2000.

407
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

3. J. CHEVALLIER, L’élaboration historique du principe de séparation de la


juridiction administrative et de l’administration active, Thèse de
doctorat, L.G.D.J, Paris, 1970.

4- Articles et Périodiques :

1. ANDRE DE LAUBADERE, traité élémentaire de droit administrative,


Librairie général de droit et de jurisprudence, L.G.D.J, 8 éd, 1980.
2. AUVE JEAN MARC, Les sanctions Administratives en droit public
français, Actualité juridique, droit administratif, A.J.D.A, octobre 2001.
3. Chevallier Jean, l’interdiction pour le juge administratif de faire acte
d’administrateur, A.J.D.A, Paris, 1972.
4. Christine MAUGUE, la portée des nouveaux pouvoirs d’injonction du
juge administratif, R.F.D.A, Dalloz – Sirey.
5. Cinquième congres de nation unie pour la présentation du crime et le
traitement des délinquants, Genève, 1975.
6. Corinne LE PAGE JESSUA : Bilan et perspectives de la jurisprudence
constitutionnelle, Gaz. PAL, 1986, 2 Doc.
7. Duval Jean- Marc, les clubs de football sanctionnés pour les fautes de
leurs supporteurs, A.J.D.A, 2008.
8. Fondation pour le Droit Continental , sanctions administrative en droit
français, sur le site : https://www.fondation-droitcontinental.org/ .
9. Guy CANIVET, L’application de la Convention européenne des droits de
l’Homme au droit de la concurrence, sur le site :
http://www.credho.org/cedh/session06/session06-02.htm#_ftn1.
10. HBERT.HUBERCHT.G, La notion de sanction administrative, L.P.A, n°
08, 17-01-1990 .
11. LEVASSEUR (G), Le problème de la dépénalisation, APC, n° 06, 1983.
12. Maie-France DELHOSTE, Les polices administratives spéciales et le
principe d’indépendance des législations, L.G.D.J, Paris, 2001.
13. MATTIAS Guyomar, " Le control des sanctions professionnelles",
RFDA, Revue bimestrielle, novembre- décembre, n° 6, 2007.
14. M.J. LIGOT, la sanction administrative dans le droit Belge, sur le site :
http://aca-europe.eu/colloquia/1972/belgium-2_fr.pdf.

408
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

15. Véronique Selinsky , conseil de la concurrence , Juris classeur


commercial , fascule 370 , 1987 .
16. Véronique Selinsky , procédures de contrôle des pratiques anti
concurrentielles, JCP, concurrence consommation , 2010 , fasc. , 380,
n° 42 .
17. Retrait de permis / avertissement, sur le site:
https://www.vd.ch/index.php?id=908 .
5- Encyclopédies :

1. Lamy droit économique, concurrence, distribution et consommation,


n° 777 .

6-JURISPRUDENCE FRANCAISE :

1. C.E, 5 mai 1922, F., Rec .


2. Cons.const. 88- 248. Déc du 17 janvier 1989, conseil supérieur de
l’audiovisuel note, B. GENEVOIS et L. FAVOREAU, RDP, 1989.
3. C.E, arrêt KONATE Moussa du 11-06-1976.
4. C.E, arrêt EKSIR et autres du 27-01-1984 .
5. C.E, Bourezak , 4 Juillet 1997 , n° 156298 , AJDA , 1997 .
6. C.E, l’affaire Ministre de l’intérieur c/ Benkerrou du 7 Juillet 2004, N°
255136.
7. C.E, avis, Section de l’intérieur, 29 avril 2004, n° 370136 .
8. C.E 30 mai 2007, Société Europe Finances et Industries et M. T, n°
288538 , T.
9. C.E, 29 octobre 2009, Société Air France c/ ACNUSA, nos 310604 ;
310610, C et C.E, 30 décembre 2016, Autorité de contrôle des
nuisances aéroportuaires (ACNUSA), n° 395681, Rec.
10.C.E, 18 février 2011, G., n° 316854, T .
11. C.E, Section, 5 mai 1944, Dame Veuve Trompier-Gravier, Rec.
7- Documents :
1. Conseil de l’Europe, comite européen pour les problèmes criminels,
rapport sur la décriminalisation, Strasbourg , 1980.
2. DALLOZ, 1996, Paris.

409
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

3. rapp. du cons, conc, fr. pour 2005, Etude thématique consacrée aux
sanctions pécuniaires et aux injonctions, www .autoritedelaconcurr
ence.fr.
4. Code administratif, Dalloz, Paris, 32ème éd, 2009.
8- Lois et réglementations :
1. Loi N° 95- 125 du 25 février 1995 relative à l’organisation des
juridictions et à la procédure civile, pénal et administrative, sur :
www.legifrance.gouv.fr
2. code de justice administrative", Annuaire Juridique Droit Administratif
(A.J.D.A), 2001.
3. Circulaire du 11 mars 2004, relative au régime général du permis de
conduire à points et au permis probatoire.
9- Décisions :
1. Décision N° 02 / SP / PC / ARPT / 03 du 30 Juin 2003 de L’autorité de
régulation de la poste et des télécommunications (ARPT), relative aux
règles applicables par les operateurs de télécommunication pour la
tarification des services fournis au public, www.arpt.dz/
2. Décision N° 03 / SP / PC / ARPT / 03 du 30 Juin 2003 de L’autorité de
régulation de la poste et des télécommunications (ARPT), relative à la
détermination de la taxe de terminaison d’un appel en provenance
l’international sur les réseaux mobiles de Orascom Telecom Algérie
(OTA) et Algérie Telecom (AT) , www.arpt.dz/
3. Décision N°01/SP/PC/ARPT/2014 du 08 Janvier 2014 de L’autorité de
régulation de la poste et des télécommunications (ARPT), fixant les
conditions et les modalités de lancement commercial des services
dans les wilayas supplémentaires optionnelles par les opérateurs
titulaires de licence d’établissement et d’exploitation d’un réseau
public de télécommunications de troisième génération et de
fourniture de services de télécommunications au public.
www.arpt.dz/
4. Décision 04- 2005, du 20 avril 2005, portant règle d’organisation et le
fonctionnement de la commission bancaire.
5. Décision n° 77-83 DC du 20 juillet 1977 du Conseil constitutionnel
sur le site http://www.conseil-etat.fr/Decisions-Avis-

410
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

Publications/Etudes-Publications/Dossiers-thematiques/Le-juge-
administratif-et-les-sanctions-administratives
6. Décision n° 89-260 DC du 28 Juillet 1989 .
10- Principaux sites web:

- alasas-alqanwny-llqwbat-aladaryt-alhamsh-balakhyr.docx
- http://kenanaonline.com/users/toukhy/posts/449369
- http://www.conseil-concurrence.dz/
- www.creg.gov.dz/
- www.arpt.dz
- WWW.DGSN.DZ
- http:// www.drcblida.dz
- http://www.dcmascara.gov.dz/amande_qualite_ar.php
- http://www.shaimaaatalla.com/vb/showthread.php?t=20863
- http://ahmadbarak.com/Category/PhDMasterThesis
- http://journal.nahrainlaw.org
- http://ansd.info/main/topics.php?t_id=144
- http://ar.jurispedia.org/index
- http://www.alkanounia.com
- http://www.iasj.net
- www.legifrance.gouv.fr .
- http://www.startimes.com/?t=35419097
- repository.nauss.edu.sa
- http/./.ww.norsa.netfilefiliea2e4
- http://mawdoo3.com/
- http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=327319
- https://www.fondation-droitcontinental.org/
- http://www.credho.org/cedh/session06/session06-
02.htm#_ftn1
411
‫قـــائــمــة المــراجــع‬

- http://www.conseil-constitutionnel.fr/conseil-
constitutionnel/francais/les-decisions/acces-par-
date/decisions-
- http://www.conseil-etat.fr/Decisions-Avis-Publications/Etudes-
Publications/Dossiers-thematiques/Le-juge-administratif-et-les-
sanctions-administratives
- http://www.cdad-landes.justice.fr
- https://www.service-public.fr/particuliers/vosdroits/N18918
- https://lookaside.fbsbx.com/file/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D
8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A7
%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A.pdf?token=AWx6-
m6tPz_Ovwmh82cJHj_2sXG2ohErSPyX-JgLMsBYaMGYQ16IDuU-
fi2U_VcxQGhGugsukxRDHRMGhQF_qxEFf2yXUmKQAuz-
9CuJtrVQd4JrEMqnrKvOySY2BYeh_zRaICxwZ4WWjRliwqLE49L6
i3a2KdSVucc5P- Dx2gRC0Q
- https://azirr.jimdo.com/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B6%D
8%B1%D8%A7%D8%AA-
%D9%85%D8%A7%D8%AC%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D8%B1

412
‫الفهرس‬

‫الفـهـــرس ‪:‬‬

‫‪1‬‬ ‫مـــقـــدمــــــة ‪.....................................................................................‬‬

‫‪11‬‬ ‫الباب األول ‪ :‬السياسة الجنائية لمواجهة التضخم التشريعي‪...............‬‬


‫‪11‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬أساس الجزاء في قانون العقوبات اإلداري ‪................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬نشأة و مبررات األخذ بالجزاءات اإلدارية العامة ‪................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬نشأة ظاهرة الجزاء في قانون العقوبات اإلداري ‪.................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ :‬الحد من العقاب ‪..............................................................‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪01‬‬ ‫‪ :‬االختالف الفقهي حول ظاهرة الحد من العقاب ‪.................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪01‬‬ ‫‪ :‬اإلتجاه القائل بتحديد النظرية داخل نطاق القانون الجنائي ‪......................‬‬ ‫أوال‬
‫‪00‬‬ ‫‪ :‬اإلتجاه الموسع لنطاق الحد من العقاب الجنائي ‪................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪02‬‬ ‫‪ :‬أسباب الحد من العقاب ‪......................................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪01‬‬ ‫‪ :‬الحد من التجريم ‪.............................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪01‬‬ ‫‪ :‬الحد من التجريم بصفة كلية ‪..................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪01‬‬ ‫‪ :‬الحد من التجريم بصفة جزئية ‪................................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪07‬‬ ‫‪ :‬التحول عن اإلجراء الجنائي ‪..................................................‬‬ ‫الفرع الثالث‬
‫‪29‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬التطور التاريخي لقانون العقوبات اإلداري ‪.....................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ :‬الوضع في ألمانيا ‪............................................................‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪11‬‬ ‫‪ :‬الوضع في إيطاليا ‪............................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪12‬‬ ‫‪ :‬الوضع في الدول التي لم تأخذ بنظام قانون العقوبات اإلداري ‪..................‬‬ ‫الفرع الثالث‬
‫‪15‬‬ ‫‪ :‬الوضع في فرنسا ‪.............................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪11‬‬ ‫‪ :‬الوضع في الجزائر ‪...........................................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪11‬‬ ‫‪ :‬المؤتمرات الدولية ‪............................................................‬‬ ‫الفرع الرابع‬
‫‪21‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬األساس القانوني لسلطة اإلدارة في توقيع الجزاءات اإلدارية‪.....................‬‬
‫‪20‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬ماهية الجزاءات اإلدارية العامة ‪...............................................‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪ :‬تعريف المخالفة و العقوبة اإلدارية ‪...........................................‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪21‬‬ ‫‪ :‬المخالفة اإلدارية ‪............................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪22‬‬ ‫‪ :‬تعريف الجزاءات اإلدارية العامة ‪.............................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪26‬‬ ‫‪ :‬القرار اإلداري ‪...............................................................‬‬ ‫أوال‬

‫‪413‬‬
‫الفهرس‬
‫‪21‬‬ ‫‪ :‬السلطة اإلدارية ‪...............................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪21‬‬ ‫‪ :‬خصائص العقوبة اإلدارية ‪....................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪21‬‬ ‫‪ :‬العقوبة اإلدارية توقعها سلطة إدارية ‪...........................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪24‬‬ ‫‪ :‬الجزاءات الموقعة من طرف اإلدارة التقليدية ‪...................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪24‬‬ ‫‪ :‬الجزاءات الموقعة من طرف السلطات اإلدارية المستقلة ‪.........................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪11‬‬ ‫‪ :‬العقوبة اإلدارية ذات طبيعة ردعية ‪............................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪10‬‬ ‫‪ :‬عمومية العقوبة اإلدارية العامة ‪...............................................‬‬ ‫البند الثالث‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬التمييز بين الجزاءات االدارية العامة و الصور الشبيهة بها ‪....................‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪ :‬تمييز العقوبات اإلدارية عن العقوبات التأديبية ‪................................‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪11‬‬ ‫‪ :‬الجزاءات العقدية و الجزاء اإلداري الجنائي ‪....................................‬‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪11‬‬ ‫‪ :‬العقوبة اإلدارية و الجنائية ‪....................................................‬‬ ‫الفرع الثالث‬
‫‪14‬‬ ‫‪ :‬خصائص الجزاء الجنائي ‪.....................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪14‬‬ ‫‪ :‬أوجه الشبه بين الجزائين ‪......................................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪61‬‬ ‫‪ :‬العقوبة اإلدارية و تدابير الضبط اإلداري ‪......................................‬‬ ‫الفرع الرابع‬
‫‪61‬‬ ‫‪ :‬وسائل الضبط اإلداري ‪.......................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪61‬‬ ‫‪ :‬التمييز بين الجزاء اإلداري و التدابير الضبطية ‪................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪61‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬صور الجزاءات اإلدارية العامة ‪...............................................‬‬
‫‪66‬‬ ‫‪ :‬الجزاءات المالية ‪.............................................................‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪61‬‬ ‫‪ :‬الغرامة المالية ‪...............................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪61‬‬ ‫‪ :‬الفرق بين الغرامة اإلدارية و الجنائية ‪.........................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪64‬‬ ‫‪ :‬الفرق بين الغرامة اإلدارية و التعويض ‪........................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪71‬‬ ‫‪ :‬إجراء الصلح ‪................................................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪10‬‬ ‫‪ :‬المصادرة ‪....................................................................‬‬ ‫البند الثالث‬
‫‪11‬‬ ‫‪ :‬الجزاءات الغير مالية‪..........................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪16‬‬ ‫‪ :‬سحب الترخيص ‪..............................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪16‬‬ ‫‪ :‬تعريف الترخيص‪..............................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪11‬‬ ‫‪ :‬حاالت سحب الترخيص ‪......................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪14‬‬ ‫‪ :‬الحرمان من مزاولة النشاط ‪...................................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪81‬‬ ‫‪ :‬نشر الق اررات ‪................................................................‬‬ ‫البند الثالث‬

‫‪414‬‬
‫الفهرس‬
‫‪10‬‬ ‫‪ :‬الغلق اإلداري ‪................................................................‬‬ ‫البند الرابع‬
‫‪11‬‬ ‫‪ :‬الطبيعة القانونية لغلق المنشاة ‪.................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪16‬‬ ‫‪ :‬وجوب اإلخطار و احترام المدة القانونية ‪.......................................‬‬ ‫ثانيا‬

‫‪11‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬حدود سلطة اإلدارة في الجزاءات اإلدارية و رقابة القضاء عليها‪..........‬‬
‫‪84‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬الضوابط و الضمانات اإلدارية ‪.................................................‬‬
‫‪41‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬الضمانات الشكلية و اإلجرائية ‪.................................................‬‬
‫‪41‬‬ ‫‪ :‬الضمانات اإلجرائية ‪...........................................................‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪41‬‬ ‫‪ :‬أخذ رأي لجنة متخصصة ‪.....................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪42‬‬ ‫‪ :‬اإلخطار ‪.....................................................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪42‬‬ ‫‪ :‬اإلجراءات الشكلية ‪............................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪42‬‬ ‫‪ :‬تسبيب القرار ‪.................................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪41‬‬ ‫‪ :‬التمييز بين التسبيب والسبب ‪..................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬أهمية التسبيب ‪...............................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬المواجهة و حق الدفاع ‪........................................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬مبدأ المواجهة ‪................................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪112‬‬ ‫‪ :‬حق الدفاع ‪...................................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬مبدأ الحياد ‪...................................................................‬‬ ‫البند الثالث‬
‫‪111‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬الضمانات الموضوعية ‪.......................................................‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪ :‬شخصية و وحدة العقوبة اإلدارية ‪..............................................‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪116‬‬ ‫‪ :‬شخصية العقوبة اإلدارية ‪.......................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬توقيع الجزاء اإلداري العام عن فعل الغير ‪......................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬توقيع الجزاء اإلداري العام على الشخص المعنوي ‪...............................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪114‬‬ ‫‪ :‬وحدة العقوبة اإلدارية ‪..........................................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪114‬‬ ‫‪ :‬عدم تعارض العقوبة التبعية مع مبدأ وحدة العقوبة ‪..............................‬‬ ‫أوال‬
‫‪114‬‬ ‫‪ :‬استمرار المخالفة (العود) ‪.......................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪111‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬تناسب الجزاءات اإلدارية و عدم رجعيتها ‪........................................‬‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬تناسب العقوبة اإلدارية ‪........................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬االلتزامات الواقعة على مبدأ التناسب ‪...........................................‬‬ ‫أوال‬

‫‪415‬‬
‫الفهرس‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬معيار التناسب ‪...............................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪112‬‬ ‫‪ :‬عدم رجعية العقوبة اإلدارية ‪....................................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬تكريس مبدأ عدم الرجعية في قانون العقوبات اإلداري ‪...........................‬‬ ‫أوال‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬االستثناءات الواردة على مبدأ عدم الرجعية ‪.....................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪111‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬توقيع جزاءات من هيئات إدارية مختصة ‪.....................................‬‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬اإلدارة التقليدية ‪.............................................................‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬الهيئات اإلدارية المستقلة ‪......................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪101‬‬ ‫‪ :‬الهيئات التي تجد أساسها في الدستور ‪..........................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪101‬‬ ‫‪ :‬المجلس الدستوري ‪.............................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪101‬‬ ‫‪ :‬مجلس المحاسبة ‪...............................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪ :‬الهيئات التي تجد أساسها في القانون ‪101 ...........................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪101‬‬ ‫‪ :‬المجلس األعلى لإلعالم ‪.......................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪100‬‬ ‫‪ :‬مجلس النقد و القرض ‪.........................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪101‬‬ ‫‪ :‬لجنة ضبط الكهرباء و الغاز ‪...................................................‬‬ ‫ثالثا‬
‫‪101‬‬ ‫‪ :‬سلطة ضبط البريد و المواصالت ‪...............................................‬‬ ‫رابعا‬
‫‪101‬‬ ‫‪ :‬سلطة ضبط النقل ‪..............................................................‬‬ ‫خامسا‬
‫‪101‬‬ ‫‪ :‬الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد و مكافحته ‪.....................................‬‬ ‫سادسا‬
‫‪106‬‬ ‫‪ :‬الديوان المركزي لقمع الفساد ‪....................................................‬‬ ‫سابعا‬
‫‪101‬‬ ‫‪ :‬مجلس المنافسة ‪..............................................................‬‬ ‫ثامنا‬
‫‪101‬‬ ‫‪ :‬اإلجراءات المتبعة أمام مجلس المنافسة ‪........................................‬‬ ‫الفرع الثالث‬
‫‪104‬‬ ‫‪ :‬سير التحقيق أمام مجلس المنافسة ‪.............................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪104‬‬ ‫‪ :‬اإلخطار ‪.......................................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪112‬‬ ‫‪ :‬مرحلة التحقيق ‪................................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪114‬‬ ‫‪ :‬التحري و المعاينة ‪..............................................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪114‬‬ ‫‪ :‬إجراءات التحري ‪................................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪114‬‬ ‫‪ :‬إنجاز التقارير و المحاضر ‪.....................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪121‬‬ ‫‪ :‬الجلسة ‪........................................................................‬‬ ‫ثالثا‬
‫‪126‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬ضمانات مشروعية الجزاءات اإلدارية العامة و رقابة القضاء عليها ‪.............‬‬
‫‪121‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬مبدأ المشروعية ‪...............................................................‬‬

‫‪416‬‬
‫الفهرس‬
‫‪121‬‬ ‫‪ :‬التعريف الفقهي للمشروعية ‪..................................................‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪121‬‬ ‫‪ :‬التعريف القضائي للمشروعية‪..................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬السلطة التقديرية لإلدارة ‪........................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬حدود السلطة التقديرية ‪........................................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪112‬‬ ‫‪ :‬مدى دستورية العقوبات اإلدارية و ضوابط ممارسة اإلدارة للجزاء اإلداري ‪........‬‬ ‫البند الثالث‬
‫‪114‬‬ ‫‪ :‬خروج العقوبات السالبة للحرية من الجزاء اإلداري ‪..............................‬‬ ‫أوال‬
‫‪114‬‬ ‫‪ :‬عدم جواز احتواء الجزاء اإلداري على مصادرة ألحد الحقوق ‪....................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪114‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬رقابة مدى شرعية قواعد الجزاءات اإلدارية العامة ‪..............................‬‬
‫‪161‬‬ ‫‪ :‬االختصاص األصيل للسلطة التشريعية في تحديد الجزاءات اإلدارية ‪.............‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪161‬‬ ‫‪ :‬عدم جواز اتخاذ اإلدارة لجزاء لم يرخص به القانون ‪............................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪161‬‬ ‫‪ :‬عدم جواز اتخاذ اإلدارة إلجراء لم يقرره القانون ‪................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪160‬‬ ‫‪ :‬االختصاص اإلستثنائي للسلطة التنفيذية في تحديد الجزاءات اإلدارية ‪...........‬‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪162‬‬ ‫‪ :‬التفويض التشريعي في قانون العقوبات اإلداري ‪...............................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪161‬‬ ‫‪ :‬نطاق التفويض التشريعي و مبدأ الفصل بين السلطات ‪.........................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪166‬‬ ‫‪ :‬الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة ‪...........................................‬‬ ‫الفرع الثالث‬
‫‪166‬‬ ‫‪ :‬الرقابة على التفويض التشريعي ‪...............................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪161‬‬ ‫‪ :‬رقابة القاضي الجنائي على مشروعية الجزاء اإلداري ‪..........................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪161‬‬ ‫‪ :‬رقابة القاضي اإلداري على مشروعية الجزاء اإلداري ‪...........................‬‬ ‫البند الثالث‬
‫‪161‬‬ ‫‪ :‬الرقابة على السلطة التقديرية لإلدارة ‪...........................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪164‬‬ ‫‪ :‬الطعن في الجزاء اإلداري ‪.....................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬وسائل تحميل اإلدارة على تنفيذ األحكام و الق اررات ‪.............................‬‬ ‫ثالثا‬
‫‪119‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬خضوع أحكام قانون العقوبات اإلداري لرقابة المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان‪..‬‬

‫الباب الثاني ‪ :‬تطبيقات الجزاءات االدارية العامة في التشريع الجزائري‪181 .....‬‬


‫‪114‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬الجزاءات اإلدارية في مجال المرور و االستهالك ‪......................‬‬
‫‪116‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬النظام القانوني للمرور و الجزاءات اإلدارية المترتبة عنه ‪.......................‬‬
‫‪117‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬النظام القانوني للمرور ‪.......................................................‬‬
‫‪118‬‬ ‫‪ :‬الضبط المروري ‪.............................................................‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪119‬‬ ‫‪ :‬أسباب حوادث المرور ‪.......................................................‬‬ ‫البند األول‬

‫‪417‬‬
‫الفهرس‬
‫‪119‬‬ ‫‪ٔ :‬اساس المسئولية اإلدارية لمخالفات المرور ‪.....................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪190‬‬ ‫‪ :‬أنواع المخالفات و األعوان المكلفون بمعاينتها ‪..................................‬‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪191‬‬ ‫‪ :‬المخالفات المرورية ‪............................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪191‬‬ ‫‪ :‬مخالفات الدرجة األولى ‪........................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪191‬‬ ‫‪ :‬مخالفات الدرجة الثانية ‪.........................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪192‬‬ ‫‪ :‬مخالفات الدرجة الثالثة ‪.........................................................‬‬ ‫ثالثا‬
‫‪192‬‬ ‫‪ :‬مخالفات الدرجة الرابعة ‪........................................................‬‬ ‫رابعا‬
‫‪145‬‬ ‫‪ :‬األعوان المؤهلون بمعاينة المخالفات المرورية ‪...................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪145‬‬ ‫‪ :‬ضباط الشرطة القضائية ‪........................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪146‬‬ ‫‪ :‬ثانيا مهندسي األشغال العمومية و أعوان الغابات ‪...............................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪146‬‬ ‫‪ :‬مفتشو النقل البري ‪.............................................................‬‬ ‫ثالثا‬
‫‪147‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬الجزاءات و التدابير اإلدارية ‪....................................................‬‬
‫‪147‬‬ ‫‪ :‬الجزاءات اإلدارية ‪.............................................................‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪148‬‬ ‫‪ :‬الغرامة اإلدارية و سحب النقاط ‪................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪148‬‬ ‫‪ :‬مزايا توقيع الغرامة اإلدارية ‪......................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪149‬‬ ‫‪ :‬توقيع جزاء الغرامة و سحب النقاط ‪.............................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪013‬‬ ‫‪ :‬تغليظ العقوبة ‪..................................................................‬‬ ‫ثالثا‬
‫‪014‬‬ ‫‪ :‬االحتفاظ و تعليق رخصة السياقة ‪...............................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪015‬‬ ‫‪ :‬اإلحتفاظ بالرخصة مع عدم القدرة على السياقة ‪..................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪017‬‬ ‫‪ :‬تعليق رخصة السياقة ‪..........................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪018‬‬ ‫‪ :‬المصادرة ‪......................................................................‬‬ ‫البند الثالث‬
‫‪019‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬التدابير الوقائية المؤقتة ‪.........................................................‬‬
‫‪019‬‬ ‫‪ :‬توقيف المركبة و حاالتها ‪.......................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪010‬‬ ‫‪ :‬توقيف المركبة ‪.................................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬حاالت التوقيف ‪.................................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪014‬‬ ‫‪ :‬الوضع في المحشر و حاالته ‪...................................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪014‬‬ ‫‪ :‬الوضع في المحشر ‪............................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪016‬‬ ‫‪ :‬حاالت الوضع في المحشر ‪.....................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪018‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬سلطة اإلدارة في توقيع جزاءات في مجال حماية المستهلك ‪......................‬‬

‫‪418‬‬
‫الفهرس‬
‫‪020‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم المستهلك و المتدخل ‪...................................................‬‬
‫‪020‬‬ ‫‪ :‬تعريف المستهلك ‪.............................................................‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪021‬‬ ‫‪ :‬التعريف الموسع للمستهلك ‪.....................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪021‬‬ ‫‪ :‬المفهوم الضيق للمستهلك ‪......................................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪023‬‬ ‫‪ :‬المتدخل ‪......................................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪001‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬الس ـلـ ـطـ ــات اإلدارية المـخ ـت ـصـ ـ ــة لحماية المستهلك ‪...............................‬‬
‫‪006‬‬ ‫‪ :‬السلطات اإلدارية ذات االختصاص العام ‪.......................................‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪006‬‬ ‫‪ :‬ضباط الشرطة القضائية ‪.......................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪001‬‬ ‫‪ :‬سلطات الوالي في مجال حماية المستهلك ‪......................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪001‬‬ ‫‪ :‬سلطات رئيس البلدية في مجال حماية المستهلك ‪................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬وزير التجارة و الهياكل التابعة له ‪..............................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪011‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬هيئات المراقبة ذات االختصاص المحدود ‪......................................‬‬
‫‪016‬‬ ‫‪ :‬سلطة الصحة البيطرية ‪.......................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬سلطة الصحة النباتية ‪.........................................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪011‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬إجراءات متابعة المخالفات و توقيع جزاءات إدارية ‪.............................‬‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬إجـ ـراءات الم ـ ارق ـبــة ‪.............................................................‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬دخول األماكن الموجودة فيها المنتجات أو الخدمات ‪............................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪014‬‬ ‫‪ :‬معاينة و إثبات األعمال المخالفة للقانون في محضر‪............................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪021‬‬ ‫‪ :‬أخذ العينات ‪.................................................................‬‬ ‫البند الثالث‬
‫‪021‬‬ ‫‪ :‬تحليل العينات المقتطعة ‪......................................................‬‬ ‫البند الرابع‬
‫‪021‬‬ ‫‪ :‬التدابير التحفظية و الوقائية ‪...................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪020‬‬ ‫‪ :‬سحب المنتج ‪.................................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪020‬‬ ‫‪ :‬السحب المؤقت ‪..............................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪022‬‬ ‫‪ :‬السحب النهائي ‪...............................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪021‬‬ ‫‪ :‬العمل على جعل المنتج مطابقا ‪................................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪021‬‬ ‫‪ :‬ضبط المطابقة المتعلقة بالوسم ‪................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪026‬‬ ‫‪ :‬ضبط المطابقة المتعلقة بالجودة الذاتية للمنتج ‪...................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪021‬‬ ‫‪ :‬إعادة توجيه المنتج إذا كان قابال لالستهالك ‪...................................‬‬ ‫البند الثالث‬
‫‪024‬‬ ‫‪ :‬تغيير اإلتجاه ‪.................................................................‬‬ ‫البند الرابع‬

‫‪419‬‬
‫الفهرس‬
‫‪024‬‬ ‫البند الخامس ‪ :‬الدخول المشروط أو رفض دخول المنتجات ‪.....................................‬‬
‫‪011‬‬ ‫البند السادس ‪ :‬إيداع المنتجات ‪..............................................................‬‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬إتالف المنتجات المحجوزة ‪.....................................................‬‬ ‫البند السابع‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬الجزاءات الردعية ‪.............................................................‬‬ ‫الفرع الثالث‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬غرامة المصالحة ‪.............................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪010‬‬ ‫‪ :‬الـمخـالـفـات الـمعـنـية و المستثناة من غـرامة الـصـلـح ‪..............................‬‬ ‫أوال‬
‫‪012‬‬ ‫‪ :‬آثار غرامة المصالحة ‪..........................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬حجز السلع ‪...................................................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬الحجز العيني ‪.................................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬الحجز اإلعتباري ‪..............................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬وقف نشاط المؤسسة المسئولة عن طرح المنتج لالستهالك ‪.......................‬‬ ‫البند الثالث‬
‫‪014‬‬ ‫‪ :‬غلق المحالت التجارية‪.........................................................‬‬ ‫البند الرابع‬

‫‪061‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬الجزاءات اإلدارية طبقا لتشريع البيئة و التعمير‪...........................‬‬


‫‪061‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬اإلطار القانوني للبيئة طبقا للتشريع الجزائري‪.................................. .‬‬
‫‪061‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم البيئة ‪...................................................................‬‬
‫‪061‬‬ ‫‪ :‬البيئة بالمفهوم الموسع ‪.........................................................‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪066‬‬ ‫‪ :‬التعريف الضيق للبيئة ‪.........................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪061‬‬ ‫‪ :‬المفهوم القانوني للبيئة ‪........................................................‬‬ ‫الفرع الثالث‬
‫‪064‬‬ ‫‪ :‬الضبط اإلداري البيئي ‪........................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪064‬‬ ‫‪ :‬مفهوم الضبط اإلداري البيئي ‪...................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬غرض الضبط اإلداري البيئي ‪..................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬تعريف الجزاء اإلداري في مجال حماية البيئة ‪...................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪012‬‬ ‫‪ :‬تعريف الجريمة البيئية ‪.........................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬الحماية الجنائية للبيئة و تمييزها عن الجزاءات اإلدارية ‪.........................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪011‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬الهيئات اإلدارية المكلفة بحماية البيئة ‪..........................................‬‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬هيئات الضبط القضائي ذات اإلختصاص الخاص ‪..............................‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬مفتشو البيئة ‪..................................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬الضبط الغابي ‪................................................................‬‬ ‫البند الثاني‬

‫‪420‬‬
‫الفهرس‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬شرطة العمران ‪................................................................‬‬ ‫البند الثالث‬
‫‪010‬‬ ‫‪ :‬شرطة المناجم ‪................................................................‬‬ ‫البند الرابع‬
‫‪010‬‬ ‫‪ :‬صالحيات الوالي في حماية البيئة ‪.............................................‬‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪012‬‬ ‫‪ :‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي في حماية البيئة‪.......................‬‬ ‫الفرع الثالث‬
‫‪011‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬الجزاءات اإلدارية المكرسة لحماية البيئة‪........................................‬‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬الوسائل الوقائية لحماية البيئة ‪..................................................‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬الحظر ‪......................................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪016‬‬ ‫‪ :‬الحظر المطلق ‪...............................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬الحظر النسبي ‪................................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪011‬‬ ‫‪ :‬اإللزام ‪........................................................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪014‬‬ ‫‪ :‬الترخيص ‪...................................................................‬‬ ‫البند الثالث‬
‫‪041‬‬ ‫‪ :‬نظام التقارير ‪.................................................................‬‬ ‫البند الرابع‬
‫‪040‬‬ ‫البند الخامس ‪ :‬نظام دراسة مدى التأثير‪........................................................‬‬
‫‪042‬‬ ‫البند السادس ‪ :‬الترغيب ‪......................................................................‬‬
‫‪041‬‬ ‫‪ :‬الجزاءات الردعية ‪.............................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪041‬‬ ‫‪ :‬اإلنذار ‪.......................................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪041‬‬ ‫‪ :‬الجزاءات المالية ‪.............................................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪041‬‬ ‫‪ :‬الغرامة المالية ‪................................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪044‬‬ ‫‪ :‬المصادرة ‪....................................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪044‬‬ ‫‪ :‬الرسوم و الضرائب البيئية ‪.....................................................‬‬ ‫ثالثا‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬سحب التراخيص ‪.............................................................‬‬ ‫البند الثالث‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬الوقف المؤقت للنشاط و غلق المنشأة ‪.........................................‬‬ ‫البند الرابع‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬الوقف المؤقت للنشاط ‪........................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬غلق المنشأة ‪..................................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪111‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬وسائل الرقابة و توقيع الجزاءات اإلدارية في مجـال التهيـئة و التعمير ‪..........‬‬
‫‪111‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬أدوات رقابة التهيئة و التعمير ‪.................................................‬‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬الرخص ‪......................................................................‬‬ ‫الفرع األول‬

‫‪111‬‬ ‫‪ :‬رخصة البناء ‪.................................................................‬‬ ‫البند األول‬


‫‪110‬‬ ‫‪ :‬خصائصها ‪...................................................................‬‬ ‫أوال‬

‫‪421‬‬
‫الفهرس‬
‫‪110‬‬ ‫‪ :‬الرخصة كشرط ضروري للبناء ‪................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬رخصة الهدم ‪..................................................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪112‬‬ ‫‪ :‬خصائصها ‪....................................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪112‬‬ ‫‪ :‬دوافع رخصة الهدم ‪...........................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬رخصة التجزئة ‪...............................................................‬‬ ‫البند الثالث‬
‫‪116‬‬ ‫‪ :‬التمييز بين رخصة التجزئة و شهادة التقسيم ‪....................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬خصائص رخصة التجزئة ‪......................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬الشهادات ‪.....................................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬شهادة التعمير ‪.................................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬شهادة التقسيم ‪.................................................................‬‬ ‫البند الثني‬
‫‪114‬‬ ‫‪ :‬شهادة المطابقة ‪...............................................................‬‬ ‫البند الثالث‬
‫‪101‬‬ ‫‪ :‬خصائصها ‪....................................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪101‬‬ ‫‪ :‬أهمية شهادة المطابقة ‪..........................................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪100‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬األعوان و الهيئات المؤهلة بمعاينة المخالفات و رقابتها ‪..........................‬‬
‫‪101‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬معاينة المخالفات ‪..............................................................‬‬
‫‪106‬‬ ‫‪ :‬البناء بدون ترخيص ‪...........................................................‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪101‬‬ ‫‪ :‬عدم اإللتزام بشروط الرخصة ‪...................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪101‬‬ ‫المطلب الرابع ‪ :‬التدابير الوقائية و الردعية لمخالفات البناء ‪.....................................‬‬
‫‪104‬‬ ‫‪ :‬التدابير الوقائية ‪...............................................................‬‬ ‫الفرع األول‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬الوقف اإلداري لألشغال المخالفة ‪..............................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬حجز مواد البناء و العتاد ‪......................................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪112‬‬ ‫‪ :‬األمر بالتصحيح و تحقيق المطابقة ‪...........................................‬‬ ‫البند الثالث‬
‫‪116‬‬ ‫‪ :‬الجزاءات الردعية ‪.............................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬الغرامة ‪.......................................................................‬‬ ‫البند األول‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬المخالفات المتعلقة بتشييد بناية بدون رخصة ‪..................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬المخالفات الخاصة بتشييد بناية ال تطابق مواصفات رخصة البناء ‪..............‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪111‬‬ ‫‪ :‬المخالفات المتعلقة بعدم القيام بإجراءات التصريح و اإلشهار‪....................‬‬ ‫ثالثا‬
‫‪121‬‬ ‫‪ :‬تنفيذ األشغال على نفقة المخالف ‪.............................................‬‬ ‫البند الثاني‬
‫‪121‬‬ ‫‪ :‬إصدار قرار الهدم ‪............................................................‬‬ ‫البند الثالث‬

‫‪422‬‬
‫الفهرس‬
‫‪126‬‬ ‫‪ :‬شروط إصدار قرار الهدم ‪.....................................................‬‬ ‫أوال‬
‫‪121‬‬ ‫‪ :‬اآلثار المترتبة عن إصدار قرار الهدم ‪...........................................‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪124‬‬ ‫‪............................................................................... :‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪116‬‬ ‫‪............................................................................... :‬‬ ‫المالحق‬
‫‪114‬‬ ‫قائمة المراجع ‪............................................................................... :‬‬
‫‪211‬‬ ‫‪............................................................................... :‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪423‬‬

You might also like