You are on page 1of 11

‫الجامعة اللبنانّية‬

‫معهد العلوم االجتماعّية الفرع األول‬


‫أسماء الطالب‪:‬‬
‫‪ -١‬محمد علي فنيش‬
‫‪ -٢‬جواد عصام يحيى‬
‫‪ -٣‬مالك حسن رهيجه ابورسالن‬
‫‪ -٤‬زينب حسن شعيتو‬
‫‪ -٥‬غيا علي حكيم‬
‫‪ -٦‬يسر حسن رهيجه ابورسالن‬
‫‪ -٧‬فاطمة حسين جابر‬

‫المادة‪ :‬مادة الفلسفة االجتماعية‬

‫إسم الدكتور‪ :‬د‪ .‬حسين دياب‬

‫موضوع البحث‪ :‬أبو حامد الغزالي‬

‫السنة الدراسية‪ :‬السنة األولى ‪2021-2020‬‬


‫الفهرس‪:‬‬

‫‪ -١‬المقدمة‪2..................................................................................:‬‬
‫‪ -٢‬أبرز الفالسفة وصوَال إلى الغزالي‪2..................................................:‬‬
‫‪ -٣‬نبذه عن حياته‪3..........................................................................:‬‬
‫‪ -‬نشأته ومولده‪3..........................................................................:‬‬
‫‪ -‬إسمه ونسبه‪3............................................................................:‬‬
‫‪ -‬حياته‪3.....................................................................................:‬‬
‫‪ -٤‬مؤلفات الغزالي ومتضمنات بعضها‪4................................................:‬‬
‫‪ -٥‬أقوال بعض العلماء عن الغزالي‪4....................................................:‬‬
‫‪ -٦‬ردوده على فالسفة عصره‪5...........................................................:‬‬
‫‪ -٧‬تأثير الغزالي في الفلسفة‪6.............................................................:‬‬
‫‪ -٨‬الغزالي والتصوف‪7.....................................................................:‬‬
‫‪ -٩‬أبرز تالميذ الغزالي‪8....................................................................:‬‬
‫‪ -١٠‬الغزالي وإبن رشد‪9...................................................................:‬‬
‫‪ -١١‬وفاته‪9...................................................................................:‬‬

‫‪ 1‬ابن حامد الغزالي ‪-‬‬


‫‪ -١‬المقدمة‪:‬‬

‫ُتعّر ف الفلسفة على أنها ذلك المنهج الفكري التفسيري الت أملي ال ذي يش مل كاف ة عملي ات العق ل‬
‫الباحثة في أسباب وجود األشياء وجوانب الحياة المختلفة الطبيعّية منها والبش رّية وال تي ت درس األش ياء‬
‫المادّية وما وراء األشياء تحديدًا‪ ،‬أي الع الم بش قيه الم ادّي والمعن وّي ‪ ،‬وتس عى لتق ديم تفس يرات منطقّي ة‬
‫واض حة ش املة تق وم على البرهن ة‪ .‬ولم يش اء علم اء النفس أن يص فوا أنفس هم بالحكم ة فقنع وا بمحب ة‬
‫الحكمة‪ ،‬وهي معنى كلمة الفلسفة باليونانية كما هو معلوم‪.‬‬
‫تربعت الفلسفة على عرش العلوم لقرون فقد كانت هي السبيل إليجاد األجوبة التي حيرت البش رية من ذ‬
‫وجودها‪ ،‬وغالبا ما يكون الفيلسوف قائدًا أو ذو مكانة سياسية في مجتمعه‪ ،‬وكان يعتبر بصفته األهم قائدًا‬
‫فكريا للمجتمع كونه اّد خر عقله للتفكير بقضايا تهم أي كائن بشري في محاولة لتفسيرها وتحليلها‪.‬‬
‫وإن الفلسفة وحدها هي التي ُتمِّيزنا عن األقوام المتوحشين والهمجيين وإنما ُت قاس حضارة األمة وثقافته ا‬
‫بمقدار شيوع التفلسف الصحيح فيها‪.‬‬

‫‪ -٢‬أبرز الفالسفة وصوَال إلى الغزالي‪:‬‬

‫مّرت َم واِض يِع الفلسفة بتطّوراٍت ِخ الَل َف تراٍت تاريخّي ة ُم تعاِقَب ة‪َ ،‬و ِبَح َس ِب التسلس‪JJ‬ل ال‪ّJ‬ز َم ِني له‪JJ‬ا‬
‫تطّورت على الشكل التالي‪ :‬أص‪JJ‬ل الك‪JJ‬ون وجوَهُره‪JJ‬ا األساس‪JJ‬ي‪ ،‬الخ‪JJ‬الق (هللا ع‪ّJ‬ز وج‪JJ‬ل) والتس‪JJ‬اؤل َح ول‬
‫وجودِه وعالقتِه باإلنسان‪ ،‬الّصفاِت التي يتمّيز به‪J‬ا الخ‪J‬الق‪ ،‬ولم‪J‬اذا َخ ل‪J‬ق اإلنس‪J‬ان وم‪J‬ا الغاَي ِة ِم ن‪ُJ‬ه؟ الَعِق ل‬
‫وأساس التفكير الّسليم‪ ،‬اإلراَدة الُحّرة وأصِل وُجوِد ها‪َ ،‬تحديِد الهدف ِم َن الحياة وطريَقِة الَع يش الّسليَم ة‪.‬‬
‫وُهناَك ثالث َم راحل للفلسفة َحَسِب التسلس‪JJ‬ل ال‪َJJ‬ز َم ِني له‪JJ‬ا َو ِهَي الفلس‪JJ‬فة في العص‪JJ‬ر اليون‪JJ‬اني‪ ،‬الفلس‪JJ‬فة في‬
‫العصور الوسطى‪ ،‬والفلسفة في العصور الحديثة‪.‬‬
‫الفلسفة في العصر اليوناني‪:‬‬
‫َو تناَو لت هذه الفلسفة َم واضيع ِع ّد ة ِم نه‪J‬ا‪ :‬الفلس‪J‬فة السياس‪ّJ‬ية‪ ،‬واألخالقّي ة‪ ،‬وِع لُم الُو ج‪J‬ود‪ ،‬والَم نِط ق‪ ،‬وعلُم‬
‫األحياء‪ ،‬والبالَغة‪ ،‬وعلُم الجمال‪ ،‬والكثيُر ِم َن الَم واِض يع ومن أهم فالس‪J‬فة اليوناني‪J‬ة س‪J‬قراط ال‪J‬ذي أح‪َJ‬د َث‬
‫ثوَر ًة كبيرة ِفي ِنطاِق الَفلَس َفة ثم أفالطون وبعده أرسطو‪.‬‬
‫الفلسفة في العصور الوسطى‪:‬‬
‫في هذا العص‪JJ‬ر ظه‪JJ‬ر نوع‪JJ‬ان من الفلس‪JJ‬فة وهم‪JJ‬ا الفلس‪JJ‬فة المس‪JJ‬يحية والفلس‪JJ‬فة اإلس‪JJ‬المية (العص‪JJ‬ر ال‪JJ‬ذهبي‬
‫االسالمي) ومن أهم فالسفة هذا العصر إبن رشد‪ ،‬إبن سينا وأبو حامد الغزالي‪ ،‬والخوازمي‪.‬‬
‫الفلسفة في العصور الحديثة‪:‬‬
‫وهوعصر النهضة وترافق نشوؤها مع رينيه ديكارت‬
‫ظَهَر ت ِفي أوروبا الغربّية ِفي القرن السابع عشر‪ ،‬وَبِقَيت إلى الَقرِن العشرين‪ ،‬وهِذِه الفلسفة ال تعتمُد على‬
‫َعقيَدٍة ُم حّد دة أو مدرسة ُم عّينة‪ ،‬وأيضًا ِهَي فلسفة نقدّية َتعَتِم ُد على العقِل َفَقط‪ ،‬ومن الفالسفة ال‪JJ‬تي ك‪JJ‬انو في‬
‫هذا العصر ألبريت العظيم وتوما األكويني وليم األكاومي ومارسيليوس ايمنويل كانط هو ك‪J‬ان المفص‪JJ‬ل‬
‫األساسي لهذه المرحلة‪.‬‬
‫لقد ترك الغزالي كل شيء وراء أزمة اإليمان ‪ ،‬وغادر المنزل للتأمل والعيش مثل المتسول وع‪JJ‬اد‬
‫معه عودة العلوم الدينية‪ ,‬ويعتبر أهم أعمال الروحانية اإلسالمية واألكثر قراءة بعد القرآن‪ ،‬واحدة من‬

‫‪ 2‬ابن حامد الغزالي ‪-‬‬


‫أكثر عباراته شهرة "ليس من الحكمة أن يجهل ‪ ،‬عند اكتسابه لمعرفت‪JJ‬ه بكت‪JJ‬اب معين ‪ ،‬نس‪JJ‬يان النص ال‪JJ‬ذي‬
‫تعلمه ذات يوم‪ .‬الحكيم الحقيقي هو الذي يتلقى ‪ ،‬بإرادته وبدون دراسة أو تعليم ‪ ،‬معرفته من هللا‪.‬‬

‫‪ -٣‬نبذه عن حياته‪:‬‬

‫‪ -‬نشأته ومولده‪:‬‬
‫ولد بـ (طوس)‪ ،‬سنة خمسين وأربعمئة هجرية‪ ،‬وأما والده‪ ،‬فقد كان فقيرًا ص‪JJ‬الحًا ال يأك‪JJ‬ل إال من‬
‫كسب يده‪ ،‬حيث كان يغزل الصوف ويبيعه في دكانه بطوس‪ ،‬وكان يتضرع إلى هللا أن يرزقه ابن‪ًJ‬ا يجعل‪J‬ه‬
‫فقيهًا وواعظًا‪ ،‬فرزقه هللا بولدين هما أبو حامد‪ ،‬وأخوه أحمد‪ ،‬غير أن األقدار لم تمهل‪JJ‬ه ح‪JJ‬تى ي‪JJ‬رى رج‪JJ‬اءه‬
‫فقد توفي وما يزال أبو حامد صغيرًا لم يبلغ سن الرشد‪.‬‬

‫‪ -‬إسمه ونسبه‪:‬‬
‫الشيخ اإلمام البحر‪ ،‬حجة اإلسالم‪ ،‬زين العابدين أبو حامد ابن محمد بن محمد بن أحمد الطوس‪JJ‬ي‪،‬‬
‫الشافعي‪ ،‬الغزالي‪ ،‬صاحب التصانيف والذكاء المفرط‪.‬‬
‫يعود لقبه (الغزالي) نسبة إلى بلدته التي ولد بها (غزال‪JJ‬ة) ونس‪JJ‬به البعض بـ (الغ‪JJ‬زالي) نس‪JJ‬بة لحرف‪JJ‬ة وال‪JJ‬ده‬
‫(الغّز ال) التي كان يعمل بها‪.‬‬
‫‪ -‬حياته‪:‬‬
‫عالٌم قّل نظ‪JJ‬يره في ت‪JJ‬اريخ اإلس‪JJ‬الم‪ ،‬وجهبذ من جهاب‪JJ‬ذة العلم‪JJ‬اء‪ ،‬ع‪JJ‬اش في زمن دول‪JJ‬ة الس‪JJ‬الجقة‬
‫وعاصر الحروب الصليبية‪ ،‬وكان له منهج إصالحي متفرد من خالل تشخيصه ألمراض المجتمع ووضع‬
‫منهاج للتربية والتعليم وبناء العقيدة اإلسالمية ومحاربة التيارات الفكرية المنحرف‪JJ‬ة‪ ،‬وإص‪JJ‬الح الفك‪JJ‬ر‪ ،‬إن‪JJ‬ه‬
‫حجة اإلسالم اإلمام أبو حامد الغزالي‪.‬‬
‫تتلمذ الغزالي في شبابه على يد أستاذه (احمد بن محمد الرازكاني) وذلك بقراءته الفقهية البسيطة في بلدة‬
‫طوس و سافر بع‪J‬د ذل‪J‬ك إلى (جرح‪J‬ان) وتعلم عن اإلم‪J‬ام (أبي نص‪J‬ر اإلس‪J‬ماعيلي) ثم ع‪J‬اد ثاني‪J‬ة لمدين‪J‬ة‬
‫طوس وبقي بها ثالثة أعوام‪.‬‬
‫يمكن تقسيم حياة الغزالي إلى ثالث فترات رئيسّية‪:‬‬
‫األولى هي فترة الّتعُّلم في مس‪JJ‬قط رأس‪JJ‬ه ُثّم في مدين‪JJ‬ة جورج‪JJ‬ان‪ُ ،‬ثّم في نيس‪JJ‬ابور‪ ،‬وانتقال‪JJ‬ه إلى بالط نظ‪JJ‬ام‬
‫الُم لك الّسلجوقّي الذي عّينه رئيًسا للمدرسة الّنظامّية في نيسابور بعد وفاة ُم عّلمه إمام الحرمين الجويني‪.‬‬
‫أّم ا الفترة الّثانية من حياة الغزالي كانت مس‪JJ‬يرته الُم ذهل‪JJ‬ة في الفقه اإلس‪JJ‬المّي ‪ ،‬وم‪JJ‬ع أّن ه‪JJ‬ذه الف‪J‬ترة ك‪JJ‬انت‬
‫قصيرة إاّل أّنها ُم هّم ة‪ ،‬ولكن بعد اغتيال نظام الُم لك الّسلجوقّي ‪ ،‬ووفاة الّسلطان ملك شاه وانتش‪JJ‬ار الفوضى‬
‫الّسياسّية‪ ،‬قّر ر الغزالي ترك بغداد والّتخّلي عن حياته المهنّية‪.‬‬
‫ُيمّثل تركه لبغداد بداية الفترة الّثالثة من حياته وهي فترة الّتقاع‪J‬د‪ ،‬ولكّن ه دّرس ف‪JJ‬ترة قص‪JJ‬يرة في المدرس‪JJ‬ة‬
‫الّنظامّية في نيسابور‪ ،‬وعاش حياة صوفّية وتنّقل بين سوريا وفلسطين قبل عودته إلى طوس‪.‬‬

‫‪ 3‬ابن حامد الغزالي ‪-‬‬


‫‪ -٤‬مؤلفات الغزالي ومتضمنات بعضها‪:‬‬

‫قد خلف اعجوبة الزمان الغ‪JJ‬زالي تراث‪JJ‬ا علمي‪JJ‬ا كبيرا من الكتب في مختل‪JJ‬ف ص‪JJ‬نوف العلم و ك‪JJ‬ان‬
‫للغزالي تصانيف في غالب الفنون حتى في علوم الحرف و أسرار الروحانيات خواص االع‪JJ‬داد و لط‪JJ‬ائف‬
‫االسماء االلهية و في السيمياء و غيرها‪ ،‬و من بعض مؤلفاته‪:‬‬
‫*الوجيز و يتضمن هذا الكتاب فقه م‪JJ‬ذهب االم‪JJ‬ام الش‪JJ‬افعي م‪JJ‬ع بي‪JJ‬ان م‪JJ‬ذهب االم‪JJ‬ام مال‪JJ‬ك و ابي حنيف‪JJ‬ة و‬
‫المزني‪.‬‬
‫*أيها الولد‪:‬كان يتضمن مجموعة من النصائح و االرشادات التي كتبها الغ‪JJ‬زالي الى اح‪JJ‬د تالمذت‪JJ‬ه لتك‪JJ‬ون‬
‫منهج و طريق له في حياته‪.‬‬
‫البسيط‪/‬معيار العقول‪/‬في عجائب الخواص‪/‬تهذيب االصول ‪/‬أساس القياس‪/‬تحص``ين المآخ``ذ‪/‬المنتح``ل في‬
‫علم الجدل‪/‬لباب النظر‪/‬مشكاة االنوار‪/‬تهذيب االصول‪/‬إحياء ال``دين‪/‬فت``وى‪/‬االقتص``اد في االعتق``اد‪/‬ته``افت‬
‫الفالسفة‪/‬منقذ من الضالل وغيرها من المؤلفات االخرى‪...‬‬

‫‪ -٥‬أقوال بعض العلماء عن الغزالي‪:‬‬


‫كان للغزالي جمهور كبير يعتبروه محيي عل‪JJ‬وم ال‪JJ‬دين و حج‪JJ‬ة االس‪JJ‬الم و ك‪JJ‬ان ه‪JJ‬ذا الجمه‪JJ‬ور من‬
‫مؤيديه فمنهم من مدحه ببعض االقوال مثل‪:‬‬
‫*أبو المعالي الجويني‪:‬الغزالي بحر مغدق‪.‬‬
‫*الذهبي‪ :‬الشيخ اإلمام البحر‪ ،‬حجة اإلسالم‪ ،‬أعجوبة الزمان‪.‬‬
‫*إبن الجوزي‪ :‬صنف الكتب الحسان في األصول والفروع‪ ،‬التي انفرد بحسن وضعها وترتيبه‪J‬ا‪ ،‬وتحقي‪J‬ق‬
‫الكالم فيها‪.‬‬
‫*تاج الدين السبكي‪ :‬حجة اإلسالم ومحجة الدين التي يتوصل بها إلى دار الس‪JJ‬الم‪ ،‬ج‪JJ‬امع أش‪JJ‬تات العل‪JJ‬وم‪،‬‬
‫والمبرز في المنقول منها والمفهوم‪.‬‬
‫*إبن العم``اد الحنبلي‪ :‬اإلم‪JJ‬ام زين ال‪JJ‬دين حج‪JJ‬ة اإلس‪JJ‬الم‪ ،‬أب‪JJ‬و حام‪JJ‬د أح‪JJ‬د األعالم‪ ،‬ص‪JJ‬نف التص‪JJ‬انيف م‪JJ‬ع‬
‫التصون والذكاء المفرط واالستبحار في العلم وبالجملة ما رأى الرجل مثل نفسه‪.‬‬
‫*إبن كثير‪ :‬كان من أذكياء العالم في كل ما يتكلم فيه‪.‬‬
‫*تلميذه محمد بن يحيى‪:‬الغزالي هو الشافعي الثاني‪.‬‬

‫أيضا كان للغزالي جماعة ممن انتقدوه فأنكروا بعض ما كتبه من افكار و غيرها مثل‪:‬‬
‫*أبو بكر الطرطوشي‪ :‬والذي انتقد الغ‪JJ‬زالي في هجران‪JJ‬ه للعل‪JJ‬وم الش‪JJ‬رعية‪ ،‬وإقبال‪JJ‬ه على طري‪JJ‬ق الص‪JJ‬وفية‬
‫وإدخاله الفلسفة وانتقاده فيما بعد للفقهاء والمتكلمين‪ ،‬حتى قال عنه أنه «كاد ينسلخ من الدين»‪ ،‬متهم ‪ًJ‬ا إي‪JJ‬اه‬
‫بأنه «غير أنيس بعلوم الصوفية وال خبير بمعرفتها»‪.‬‬
‫*ابن تيمية‪ :‬قد انتقده بقوة أيضًا‪ ،‬وذلك في مواضع متعددة في فتاويه‪ ،‬وفي كتابه "الرسالة السبعينية‪.‬‬

‫‪ 4‬ابن حامد الغزالي ‪-‬‬


‫*ابن الجوزي‪:‬كما نرى انه تكلم و مدح الغزالي و ذمه ايض‪JJ‬ا و ذل‪JJ‬ك في ع‪JJ‬دة مواضيع في كتاب‪JJ‬ه |تل‪JJ‬بيس‬
‫ابليس| وقد ألف أيضًا كتابًا في الرد على احياء علوم الدين ‪.‬‬

‫‪ -٦‬ردوده على فالسفة عصره‪:‬‬

‫أسباب لجوء الغزالي إلى دراسة علم الفلسفة‪:‬‬


‫وحين تقرأ في تاريخ الغزالي ال بّد أن يستوقفك الكثير من المواقف التي امت‪JJ‬از به‪JJ‬ا ش‪JJ‬اهرًا ردوده‬
‫في وجه من عاصره من الفالس‪JJ‬فة ال‪JJ‬ذين ك‪JJ‬ان ل‪JJ‬ديهم أفك‪JJ‬ارًا وآراًء تمُّس بعقائ‪JJ‬ده ومبادئ‪JJ‬ه‪ ،‬فأخذ يدحض‪JJ‬ها‬
‫ويفندها‪ ،‬ولقد استدعى ذلك منه دراسة عميقة في علم الفلس‪JJ‬فة لكي يفهم األس‪JJ‬اس ال‪JJ‬ذي ينطل‪JJ‬ق من‪JJ‬ه ه‪JJ‬ؤالء‬
‫فيستطيع أن يغلبهم بعلمهم‪.‬‬
‫وقد رأى أن انتشار مناهج الفالسفة وسط الناس قد سبب تش‪JJ‬ككهم في ال‪JJ‬دين وأدى إلى االنحالل األخالقي‪،‬‬
‫فخرج في هذه الحقبة بكتبه الشهيرة «مقاصد الفالسفة» الذي بّين فيه المناهج الفلس‪JJ‬فية وأقس‪JJ‬امها‪ ،‬وكتاب‪JJ‬ه‬
‫«تهافت الفالسفة» الذي رد فيه على بعض فالسفة المسلمين بطريقة عنيفة ووصل به إلى اته‪JJ‬امهم ب‪JJ‬الكفر‬
‫والبدع‪.‬‬
‫فلو سئل الغزالي‪ ،‬هل أنت فيلسوف؟ ألنكر انتسابه إلى القوم الذين يبطل حجتهم ويدحض آراءهم ويقض‪JJ‬ي‬
‫على أقوالهم ب"التهافت"‪ .‬لكننا ننظر اآلن إلى أقوال الغزالي في مناقشته للفالسفة فنعلم أنه ن‪JJ‬اقش الفلس‪JJ‬فة‬
‫بالفلسفة‪ ،‬وحطم السالح بسالح مثله‪.‬‬
‫"وفي هذا البحث سنذكر بعض الشبهات التي انتقدها الغزالي"‬
‫أ‪ِ -‬قَد َم العالْم ‪:‬‬
‫الغالب على الفالسفة أنهم يقولون بقدم العالم‪ ،‬ويستوجبون ه‪JJ‬ذا القدم ألنهم ال ين‪JJ‬تزعون فك‪JJ‬رة ال‪JJ‬زمن من‬
‫أخالدهم ومخيالتهم‪ ،‬ويعتقدون أن وجود الزمن لزوم عقلي ال مفر منه‪ ،‬فال يقدرون أن إدراك ال‪J‬زمن إنم‪J‬ا‬
‫هو لزوم ضرورة بالنسبة إلى المخلوق المحدود‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬إن العالم ليس بحادث‪ ،‬وإنه ال يكون قبل‪J‬ه زمن فه‪J‬و قديم من‪J‬ذ األزل‪ ،‬وانقس‪J‬موا في جملتهم قس‪J‬مين‪:‬‬
‫منكرون دهريون وهم يقولون‪ :‬إنه ال يحتاج إلى خالق محدث‪ ،‬ومؤمنون وهم يقولون‪ :‬إنه واجب الوج‪JJ‬ود‪،‬‬
‫ويفرقون بين واجب الوجود بذاته وهو الخالق جل وعال‪ ،‬وواجب الوجود بغيره وهو العالم المخلوق‪.‬‬
‫أّم ا الغزالي‪ ،‬فهو يقول أن حدوث العالم وجود ذات بعد ذات‪ ٍ،‬فهما ذاتان وال ثالث هن‪JJ‬اك‪ ،‬وه‪JJ‬ذا في الح‪JJ‬ق‬
‫كل ما يستلزمه العقل بغير توهم لذات ثالثة‪ ،‬ال موجب لها عقال إال العجز عن التجرد من فكرة الزمان‪.‬‬
‫قال في تهافت الفالسفة‪" :‬معنى قولنا‪ :‬إن هللا متقدم على العالم والزمان أنه سبحانه وتعالى ك‪JJ‬ان وال ع‪JJ‬الم‪،‬‬
‫ثم كان ومعه عالم ومفهوم قولنا‪ :‬كان وال عالم وجود ذات الباري وع‪JJ‬دم ذات الع‪JJ‬الم فقط‪ ،‬ومفه‪JJ‬وم قولن‪JJ‬ا‪:‬‬
‫كان ومعه عالم وجود الذاتين فقط‪ ،‬فنعني بالتقدم انفراده بالوجود فقط"‪.‬‬
‫ب‪ -‬السببية‪:‬‬
‫قبل الغزالي قال أناس‪ :‬إن هللا جل وعال هو مسبب األسباب ووقفوا بهذا القول عند حدود التسليم واإليمان‪،‬‬
‫فال بحث هنا وال تفرقة بين الظواهر والخفايا وال بين األصول والفروع‪.‬‬
‫وغير هذا رأي الغزالي التفرقة بين القول بالسبب والمسبب والقول بالظواهر المقترنة التي تحصل إحداها‬
‫بفعل أخرى‪.‬‬

‫‪ 5‬ابن حامد الغزالي ‪-‬‬


‫يقال‪ :‬إنها أسباب ومسببات‪ ،‬أو كما يقول‪" :‬إن االقتران بين ما يعتقد في العادة سبًبا‪ ،‬وما يعتقدُ مس‪JJ‬بًبا ليس‬
‫ضرورٍّيا عندنا‪ ,‬فليس من ضرورة وجود أحدهما وجود اآلخر‪ ،‬وال من ضرورة عدم أحدهما عدم اآلخر‪,‬‬
‫إلى أن يقول ما فحواه‪ :‬إن هذه الظواهر قد ترجع إلى مقارنات أخرى تخفى علينا"‪.‬‬

‫ج‪ -‬البعث باألنفس المجّر دة‪:‬‬


‫أيسر من هذه المعضالت معضلة البعث ب‪JJ‬األنفس المج‪JJ‬ردة أو البعث ب‪JJ‬األنفس واألجس‪JJ‬ام‪ ،‬ف‪JJ‬إن الغ‪JJ‬زالي ال‬
‫ينكر قول بعض الفالس‪JJ‬فة باس‪JJ‬تحالة البعث باألجس‪JJ‬ام‪ ،‬العتقاده أن البعثً ب‪JJ‬األنفس ال يج‪JJ‬وز في العقول‪،‬‬
‫ولكنه ينكر منهم الحكم باستحالته تعجيزا هلل سبحانهً وتعالى عن فعله‪ ،‬واقت‪JJ‬دارا من‪JJ‬ه على تجري‪JJ‬د الحقائق‬
‫من المألوفات حيث يقصرون عنه‪.‬‬
‫وآية الغزالي هنا كآيته في معضلة األس‪JJ‬باب‪ ،‬لقد ك‪JJ‬ان الفالس‪JJ‬فة القدم يخبط‪JJ‬ون في التفرقة بين الج‪JJ‬وهر‬
‫البسيط والجسم المركب خبطا ال يستندون فيه إلى غير الظنون‪ ،‬فماذا بقي اليوم من هذه الفوارق بع‪JJ‬د العلم‬
‫بأن األجسامً جميعًا من ذرات وأن الذرات جميعا من شعاع وتصير إلى شعاع‪.‬‬
‫د‪ -‬يأخذون الكلمة ممن يحسنون إعتقادهم فيه‪:‬‬
‫يقول الغزالي‪" :‬أقل درجات العاِلم أن يتميز عن العامي‪ ،‬فال يغ‪JJ‬ير العس‪JJ‬ل وإن وج‪JJ‬ده في محجم‪JJ‬ة لل‪JJ‬دماء‪،‬‬
‫ويتحقق أن المحجمة ال تغري ذات العسل‪ ،‬فإن نفرة الطبع منه مبنية على جه‪JJ‬ل منش‪JJ‬ؤه أّن المحجم‪JJ‬ة إنم‪JJ‬ا‬
‫صنعت للدم‪ ،‬فُيظُّن أن الدم مستقذر لكونه في المحجمة وليس ألنه مستقذر لصفة في ذاته"‪.‬‬
‫وهذا وهم باطل وهو غالب على أكثر الخلق‪ ،‬فمهما نسبت الكالم وأس‪JJ‬ندته إلى قائ‪JJ‬ل حس‪JJ‬ن في‪JJ‬ه اعتقادهم‬
‫قبلوه وإن كان باطال‪ ،‬وإن أسندته إلى من ساء فيه اعتقادهم ردوه وإن كان حّقًا‪.‬‬

‫‪ -٧‬تأثير الغزالي في الفلسفة‪:‬‬

‫تعّمق الغزالي في علوم الفلسفة أثناء تدريسها في بغداد ‪ ،‬وواصل التفّك ر فيها ما يق ارب الس نة ‪،‬‬
‫حتى انكشف له ما يعتريها من خداع وتلبيس‪.‬‬
‫بدأ الغزالي قراءة كتب الفلسفة حوالي سنة ‪‍ ٤٨٤‬ه ‪ ،‬وهو في الرابع ة والثالثين من عم ره ‪ ،‬فأخ ذ فك ره‬
‫يغير مجراه‪ ،‬وحدثت له أزمة روحية كان من نتائجها أنه شّك في اعتقاداته الموروث ة‪ ,‬وه ذا الش ك ك ان‬
‫أّو ل دافع له إلى النظر العقلي الحّر ‪ ،‬وهو يعترف في بعض كتبه بما لهذا الشك من فائدة ‪ ،‬حّت ى قال ‪ :‬إّن‬
‫من لم يشك لم ينظ ر ‪ ،‬ومن لم ينظ ر لم يبص ر‪ ،‬ومن لم يبص ر بقي في العمى والح يرة والض الل ‪ ،‬وال‬
‫خالص لإلنسان إاّل في االستقالل‪.‬‬
‫وكان الغزالي يعتمد الموقف النقدي للفلسفة حيث يتخ ذ منه ا موقف ا مض مونه تج اوز م وقفي ال رفض او‬
‫القبول المطلقين ‪ ،‬إلى موقف يتناولها من حيث اتفاقها أو اختالفها م ع أص ول ال دين‪ ،‬ففي الحال ة األولى‬
‫يكون الرد والرفض‪ ،‬وفي الحالة الثانية يكون األخذ والقبول ‪،‬ويتضح لن ا ه ذا الموق ف النق دي من خالل‬
‫تقسيمه للفلسفة وتصنيفه للفالسفة‪.‬‬
‫وقد ذكر الغزالي أن للفلسفة ستة منتجات رئیسیة‪ :‬منتج اإللھیات‪ ،‬منتج الطبیعیات‪ ،‬منتج المنط ق‪ ،‬منتج‬
‫األخالق‪ ،‬منتج الریاضیات‪ ،‬و منتج السیاسة‪.‬‬
‫و لم ُیحَّر م سوى منتج واحد أال و ھو "منتج اإللھیات"‪ ،‬فحتى ھذا المنتج األخیر لم یلغيه بالكلیة‪.‬‬

‫‪ 6‬ابن حامد الغزالي ‪-‬‬


‫وقد مّيز الغزالي الجمال المدرك بعين الرأس وهو الجمال الظاهر وبين الجمال المدرك بعين القلب وه و‬
‫الجمال الباطن‪ ،‬إال إن ه ال يس تبعد تم ازج جم ال الظ اهر والب اطن عن دما يؤك د دور الح واس في إدراك‬
‫الجمال الظاهر والتي بقبولها لما تدركه تمهد الطريق للبصيرة‪.‬‬
‫كما تبنى اإلمام الغزالي (شأن أغلب الصوفية) نظري ه الكش ف‪ ،‬ومض مونها أن الح واس والعق ل وس ائل‬
‫معرفة ظنية‪ ،‬لهذا نلجأ للكشف كوسيلة للمعرفة اليقينية‪ ،‬ومض مون ه ذا الكش ف أن ه بالرياض ة الروحي ة‬
‫يرق الحجاب بين اإلنسان وخالقه‪ ،‬حتى يزول او يكاد يزول‪ ،‬فيتلقى اإلنس ان المعرف ة تلقائي ًا مباش رًا أو‬
‫شبه مباشر من هللا بدون واسطة من الحواس والعقل‪.‬‬
‫درس اإلمام الغزالي المنطق دراسة وافية ‪،‬ح تى أص بح عالم ا في ه‪ ،‬وأل ف في ه كتب َا‪ ،‬إذ اعت بر المنط ق‬
‫منهجا من مناهج التفكير‪.‬‬
‫يعتبر اإلمام الغزالى السياسة اشرف العلوم وإنه ا مم ا ال يق وم الع الم إال ب ه‪ ،‬ويح دد اإلم ام الغ زالى‬
‫وظائف السياسة االجتماعية ‪ :‬كالتأليف‪ ،‬واالجتماع‪ ،‬والتعاون على أسباب المعيشة وضبطها‪.‬‬
‫أسس اإلمام الغزالى فلسفته االخالقي ه على نظري ه في القيم تق وم على أس اس أش عري – ص وفي‪ .‬حيث‬
‫نجده أوًال يورد عدة تعريفات للفعل الحسن ( اي القيم) طبقًا لتعدد المعايير ال تي يس تخدمها‪ ،‬حيث يعرف ه‬
‫بأنه ما يوافق غرض فاعله (معيار أداتي وظيفي) وما حسنه الشرع ‪ -‬معيار ديني ش رعي ‪ ،‬وم ا لفاعل ه‬
‫أن يفعله (معيار الواجب)‪.‬‬
‫وبحسب الباحثين أمثال يوسف القرضاوي وعباس محمود العقاد‪ ،‬فإن الغزالي ُيعّد في كث ير من نظريات ه‬
‫النفس ّية والتربوي ة واالجتماعي ة ص احب فلس فة متمّي زة‪ ،‬وه و في بعض كتب ه أق رب إلى تمثي ل فلس فة‬
‫إسالمية‪.‬‬

‫‪ -٨‬الغزالي والتصوف‪:‬‬
‫الصوفية أو التصوف هو مذهب إسالمي‪ ،‬لكن وفق الرؤية الصوفية ليست مذهًبا‪ ،‬وإنم‪JJ‬ا ه‪JJ‬و أح‪JJ‬د‬
‫أركان الدين الثالثة (اإلسالم‪ ،‬اإليمان‪ ،‬اإلحسان)‪ ،‬فمثلما اهتم الفقه بتع‪JJ‬اليم ش‪JJ‬ريعة اإلس‪JJ‬الم‪ ،‬وعلم العقي‪JJ‬دة‬
‫باإليم‪J‬ان‪ ،‬ف‪J‬إن التص‪J‬وف اهتم بتحقي‪J‬ق مقام اإلحس‪J‬ان‪ ،‬مقام التربي‪J‬ة والس‪J‬لوك‪ ،‬مقام تربي‪J‬ة النفس والقلب‬
‫وتطهيرهما من الرذائل وتحليتهما بالفض‪J‬ائل‪ .‬وانتش‪J‬رت حرك‪J‬ة التص‪JJ‬وف في الع‪J‬الم اإلس‪J‬المي في القرن‬
‫الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو إلى الزهد وش‪J‬دة العبادة‪ ،‬ثم تط‪J‬ورت تل‪J‬ك النزع‪J‬ات بع‪J‬د ذل‪J‬ك ح‪J‬تى‬
‫صارت طرقا مميزة متنوعة معروفة باسم الطرق الصوفية‪.‬‬
‫قبل أن يستقر أمر الغزالي على التصوف‪ ،‬مّر بمراحل كثيرة في حياته الفكرية‪ ،‬كم‪JJ‬ا يرويه‪JJ‬ا ه‪JJ‬و‬
‫نفسه في كتابه المنقذ من الضالل‪ ،‬فابتدأ بمرحل‪J‬ة الش‪ّJ‬ك بش‪J‬كل ال إرادي‪ ،‬وال‪J‬تي ش‪ّJ‬ك خالله‪J‬ا في الح‪J‬واس‬
‫والعقل وفي قدرتهما على تحصيل العلم اليقيني‪ ،‬ودخل في مرحلة من السفسطة غير المنطقي‪JJ‬ة ح‪JJ‬تى ُش في‬
‫منها بعد مدة شهرين تقريبًا ليتفّر غ بعدها لدراسة األفكار والمعتقدات السائدة في وقته‪ ،‬يقول‪« :‬ولما شفاني‬
‫هللا من هذا المرض بفضله وسعة جوده‪ ،‬أحضرت أصناف الطالبين عندي في أربع فرق‪ :‬المتكلمون‪ :‬وهم‬
‫يدعون أنهم أهل الرأي والنظر‪ .‬والباطنية‪ :‬وهم يزعمون أنهم أصحاب التعليم‪ ،‬والمخصوصون باالقتباس‬
‫من اإلمام المعصوم‪ .‬والفالسفة‪ :‬وهم يزعمون أنهم أهل المنط‪JJ‬ق والبره‪JJ‬ان‪ .‬والص‪JJ‬وفية‪ :‬وهم ي‪JJ‬دعون أنهم‬
‫خواص الحضرة‪ ،‬وأهل المشاهدة والمكاشفة»‪،‬ويتابع ويقول‪« :‬فابتدرت لسلوك هذه الطرق‪ ،‬واستقصاء ما‬
‫عن‪JJ‬د ه‪JJ‬ذه الف‪JJ‬رق مبت‪JJ‬دئًا بعلم الكالم‪ ،‬ومثني‪ًJJ‬ا بطري‪JJ‬ق الفلس‪JJ‬فة‪ ،‬ومثلث‪ًJJ‬ا بتعّلم الباطني‪JJ‬ة‪ ،‬ومربع‪ًJJ‬ا بطري‪JJ‬ق‬
‫الصوفية»‪.‬فعكف على دراسة علم الكالم حتى أتقنه وصار أحد كبار علمائهم‪ ،‬وصنف في‪JJ‬ه ع‪J‬دة من الكتب‬

‫‪ 7‬ابن حامد الغزالي ‪-‬‬


‫التي أصبحت مرجعًا في علم الكالم فيما بعد مث‪JJ‬ل كت‪JJ‬اب "االقتص‪JJ‬اد في االعتقاد"‪ ،‬إال أن‪JJ‬ه لم يج‪JJ‬د ضالته‬
‫المنشودة في علم الكالم‪ ،‬ورآه غير واف بمقصوده‪.‬‬
‫مع التصوف أخذ الغزالي سبيال آخر في المعرفة‪ ،‬ومع الغزالي أخذ التصوف سبيال آخر في الدين‪.‬‬
‫لقد كانت الصوفية بالنسبة له أرفع طرق المعرفة وهي حقيقة الدين‪ ،‬وهذا يعني أنه انتقل من التفلسف‬
‫العقلي إلى التصوف العرفاني‪ ،‬وقد كتب في "المنقذ من الضالل"‪ :‬ثم إنـي لمـــا فرغت من هـذه العلـوم‪،‬‬
‫أقبلت بهمتــي علـى طريقــة الصــوفية وعلمـت أن طريقتهــم إنما تتم بعلم وعمـل‪ ،‬وكان حـاصل‬
‫علــومهـم قطـع عقبـات النفس‪ ،‬والتنـزه عـن أخــالقهـا المـذمومـة وصـفـاتها الخبيثة‪ ،‬حتى يتـوصل إلى‬
‫تخلية القلــب عن غير هللا تعالى وتحليته بذكر هللا‪.‬‬

‫سلك الغزالي في التصوف طريقين‪:‬‬


‫‪1‬ـ منهجي‪ :‬يتكون من مقامات الزهد والمحبة واإللهام والفناء‪ ،‬وهو منهج الذوق على الجملة دون العقل‬
‫والحواس‪ ،‬وهو وحده الموصل إلى اليقين‪.‬‬
‫‪2‬ـ فرعي‪ :‬ربط فيه التصوف بالفقه وجعل منهما علما واحدا للعبادات والمعامالت‪.‬‬
‫يفهم مما تقدم أن التصوف عند الغزالي هو علم وعمل‪ ،‬حصل األول عن طريق مطالعة كتب المتصوفين‪،‬‬
‫أما العمل فقد حصله بالذوق والحال وتبدل الصفات‪.‬‬
‫إَّن أهم مقومات التصوف ثالثة‪ :‬اإللهام‪ ،‬الزهد‪ ،‬محبة هللا‪.‬‬
‫ويرى الغزالي أن المعرفة تتحقق إما عن طريق العلم واالستدالل أو عن طريق الوحي واإللهام‪ ،‬الطريق‬
‫األول يستلزم االجتهاد واالستبصار‪ ،‬في حين يحتاج الطريق الثاني إلى التأمل الباطني وتطهير القلب‪.‬‬
‫أما الزهد‪ ،‬فقد عرفه الغزالي في كتابه "إحياء علوم الدين" بأنه‪ :‬انصراف الرغبة عن الشـيء إلـى ما هـو‬
‫خيـر منه‪ ،‬أما محبة هللا فهي غاية الزهد‪ ،‬ومحبة هللا في الدنيا تحصل بتطهير القلب‬
‫وقد بين الغزالي أسباب محبة هللا‪ :‬منها أنه ال يتصور محبة إال بعد معرفة وإدراك‪ ،‬ومنها أن المحبة تنقسم‬
‫بحسب أنواع المدركات‪ ،‬فلكل حاسة إدراك يخصها‪ ،‬وكل إدراك لذة تخصه‪.‬‬
‫ولقد عرف الغزالي أن التصوف هو‪( :‬قطع عالئق القلب عن الدنيا بالتجافي عن دار الغرور واإلنابة إلى‬
‫دار الخلود ‪ ...‬والهرب من الشواغل والعالئق)‪.‬‬

‫‪ -٩‬أبرز تالميذ الغزالي‪:‬‬

‫كانت مدرسة الغزالي تضم عشرات التالميذ األذكياء‪ ،‬وقد أّث ر الغ‪JJ‬زالي ث‪JJ‬أثرًا كبيرًا في جمه‪JJ‬ور‬
‫كبير من تالميذه‪ ،‬وذكر الزبيدي منهم‪:‬‬
‫‪ ‬أبو النصر أحمد بن عبد هللا بن عبد الرحمن الخمقدي‪ ،‬توفي سنة ‪ 544‬هـ‪ ،‬وتفّق ه في ط‪JJ‬وس على‬
‫الغزالي‪.‬‬
‫‪ ‬أبو منص‪JJ‬ور محم‪JJ‬د بن إس‪JJ‬ماعيل بن الحس‪JJ‬ين العط‪JJ‬اري‪ ،‬الواع‪J‬ظ في ط‪JJ‬وس والملّقب بـ "جن‪JJ‬دة"‪،‬‬
‫توفي ‪ 486‬هـ‪ ،‬وتفّقه في طوس على الغزالي‪.‬‬
‫‪ ‬أبو الفتح أحمد بن علي بن محمد بن برهان‪ ،‬وكان حنبليًا‪ ،‬ثم تفّقه على الغ‪JJ‬زالي‪ ،‬وك‪JJ‬ام ي‪JJ‬دّرس في‬
‫المدرسة النظامية علوم شتى‪ ،‬ودّرس إحياء علوم الدين للطالب‪ ،‬توفي ‪ 518‬هـ‪.‬‬
‫‪ ‬أبو سعيد محمد بن أسعد التوقاني‪ ،‬توفي ‪ 554‬هـ‪.‬‬
‫‪ ‬أبو عبد هللا محمد بن عبد هللا بن تومرت المصمودي‪ ،‬الملّقب بـ "المهدي"‪.‬‬

‫‪ 8‬ابن حامد الغزالي ‪-‬‬


‫المرتضى الَّز بيدي (‪ 1205 - 1145‬هـ) هو لغوي ومحدث وعالم بالرجال واألنساب‪.‬‬

‫‪ -١٠‬الغزالي وإبن رشد‪:‬‬

‫كان لكل من الغزالي وابن رشد علمًا على تيار فكري‪ ،‬أو مدرسة في تاريخ الثقافة العربية‪ .‬ك‪JJ‬انت‬
‫بينهما مشابهات‪ ،‬بحكم انتمائهما لثقافة واحدة‪ ،‬ودين واحد‪ .‬وك‪JJ‬ان بينهم‪JJ‬ا من الخالف في النظ‪JJ‬ر والتفك‪JJ‬ير‪،‬‬
‫ورؤية كل منهما للكون‪ ،‬أو العالم والوجود والحياة‪ ،‬وعالقة اإلنسان بالعالم وباهلل وباآلخرين‪ ،‬م‪JJ‬ا يجعلهم‪JJ‬ا‬
‫على طرفي نقيض‪ .‬كان الغزالي صاحب مذهب‪ ،‬يدافع عنه‪ ،‬وينتص‪JJ‬ر ل‪JJ‬ه‪ ،‬ويجاه‪JJ‬د في س‪JJ‬بيله‪ ،‬ول‪JJ‬و به‪JJ‬دم‬
‫أفكار اآلخرين وتكفيرهم‪ ،‬ألنه يراها مذاهب منافسة ومضادة لمذهبه‪ ،‬ودول‪JJ‬ة مناهض‪JJ‬ة للدول‪JJ‬ة ال‪JJ‬تي ينتمي‬
‫إليها‪ .‬أما ابن رش‪JJ‬د فك‪JJ‬ان ص‪JJ‬احب رأي ومنهج ال م‪JJ‬ذهب‪ ،‬ينتص‪JJ‬ر ل‪JJ‬ه ب‪JJ‬الطبع‪ ،‬ولكن ليس لنص‪JJ‬رة م‪JJ‬ذهب‬
‫بعينه‪ ،‬وإنما انتصارًا لطريقة في النظر والتفكير‪ ،‬وآلراء يرى أنه‪JJ‬ا الح‪JJ‬ق‪ ،‬لم‪JJ‬ا قام عليه‪JJ‬ا من أدل‪JJ‬ة العقل‬
‫والبرهان‪.‬‬
‫وألن في مجال الفلسفة ال يتم الهدم إال بغاية البناء‪ ،‬فالبناء الرصين أساسه الهدم العنيف‪ ،‬ولعل هذا بال‪JJ‬ذات‬
‫هو المحرك األول لتاريخ الفلسفة وظهر هذا في بعض المسائل التي اش ‪J‬تَّد من أجله‪JJ‬ا الخالف بين الغ‪JJ‬زالي‬
‫والفالسفة المسلمين‪ ،‬وبين الغزالي والفارابي وابن سينا‪ ،‬وكانت سبًبا في أن كتب الغزالي كتابه المع‪JJ‬روف‬
‫(تهافت الفالسفة)‪ ،‬كما ك‪J‬انت أيًض ا س‪J‬بًبا ألن قام ابن رش‪J‬د ي‪J‬رد على الغ‪J‬زالي بكتاب‪J‬ه المع‪J‬روف (ته‪J‬افت‬
‫التهافت)‪.‬‬
‫ولما جاء الغزالي مزق الحجب‪ ،‬في كتابه "تھافت الفالسفة" لم یكتب لطالب الفلسفة وإنما كتب للجماھیر‬
‫كافة‪ ،‬بدایة للمجتھد و نھایة للمقتصد‪ ،‬وھذا ما جعل ابن رشد یتھم الغزالي ب‪JJ‬أن أب‪JJ‬اح العلم للعام‪JJ‬ة و افقده‬
‫أرستقراطیته‪.‬‬
‫أن كًال من ابن رشد والغزالي قد استخدم العقل في الخوض في مسائل غيبية‪ ،‬سبق أن اعترف كالهما أن‪JJ‬ه‬
‫ال يجوز الخوض بالعقل فيها‪ ،‬فهي أمور خارج دائرة إحاطة العقل‪ ،‬وعليه فإن ما وصل إليه كل منهما هو‬
‫نتيجة ظنية وليست قطعية‪ .‬وقد استدل الغزالي بالح‪JJ‬ديث القدس‪JJ‬ي " َأْع َد ْد ُت ِلِعَب اِد ي الَّص اِلِح يَن َم ا َال َع ْيٌن‬
‫َر َأْت ‪َ ،‬و َال ُأُذ ٌن َسِمَع ْت ‪َ ،‬و َال َخ َطَر َع َلى َقْلِب َبَش ٍر ‪ "..‬ويقول أن الجمع بين األمرين أكمل‪.‬‬
‫أما ابن رشد فقد أستدل بنفس هذا الحديث القدسي ويقول أن الوجود األخروي سيكون له نشأة أخرى أعلى‬
‫من ه‪JJ‬ذا الوج‪JJ‬ود‪ .‬وأس‪JJ‬تدل على أن م‪JJ‬ا ورد باآلي‪JJ‬ة " َم َث ُل اْلَج َّن ِة اَّلِتي ُوِع َد اْلُم َّتُق وَن َتْج ِري ِم ْن َتْح ِتَه ا‬
‫اَأْلْنَهاُر‪."...‬‬
‫وبع‪J‬د اتف‪J‬اق الغ‪J‬زالي( بع‪J‬د تع‪J‬ديل موقف‪J‬ه) م‪J‬ع ابن رش‪J‬د‪ ،‬في مفهومهم‪J‬ا أن‪J‬ه ال يوج‪J‬د تع‪J‬ارض بين العقل‬
‫والشريعة‪ ،‬تكون النصوص الديني‪JJ‬ة ( اآلي‪JJ‬ات واألح‪JJ‬اديث)‪ ،‬هي المرج‪JJ‬ع لكليهم‪JJ‬ا‪ ،‬حيث أنه‪JJ‬ا تحث علــى‬
‫استخدام العقل في الفهم والتفكر والتأمل والتدبر لنصوص الشرع وآالء هللا‪.‬‬

‫‪ -١١‬وفاته‪:‬‬
‫بع د أن ع اد الغ ّز الي إلى ط وس‪ ،‬لبث فيه ا بض ع س نين‪ ،‬وم ا لبث أن ُت وفي ي وم االث نين‬
‫الموافق ‪ 19‬ديسمبر ‪1111‬م‪ ,‬في "الطابران" في مدينة طوس‪ ،‬ولم يعقب إال البنات‪ .‬كم ا وروي عن‬
‫‪ 9‬ابن حامد الغزالي ‪-‬‬
‫أحدهم في كتابه ‪" :‬الثبات عند الممات"‪ ،‬عن أحمد أخو الغ زالي‪«:‬لم ا ك ان ي وم اإلث نين وقت الص بح‬
‫توضأ أخي أبو حامد وصّلى‪ ،‬وقال‪" :‬علّي بالكفن"‪ ،‬فأخذه وقّبل ه‪ ،‬ووض عه على عيني ه وق ال‪" :‬س معًا‬
‫وطاعة للدخول على الملك"‪ ،‬ثم مّد رجليه واستقبل القبلة ومات قبل اإلس فار‪ .‬وق د س أله قبي ل الم وت‬
‫بعض أصحابه‪ :‬فقالوا له‪ :‬أوصي فقال‪« :‬عليك باإلخالص» فلم يزل يكررها حتى مات‪.‬‬
‫ونختتم هذه الكلمة سائلين‪ :‬هل كان أبو حامد فيلسوًفا أو متصوًفاً ؟ فلعلنا نس تطيع أن نجيب‪ :‬إن ه ك ان‬
‫قدوًة ‪ ،‬نتعلم منه أن للفلسفة أداة ال تتم بغير قسط من التصوف وتلك القدرة ال يستغني عنه ا الفيلس وف‬
‫المفكر وال الفيلسوف الحكيم‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫أهم ‪ 30‬فالسفة الق رون الوس طى في العص ور الوس طى ‪ /‬فلس فة | ‪ - Thpanorama‬تجع ل‬ ‫‪-‬‬
‫نفسك أفضل اليوم!‬
‫تاريخ الفلسفة ‪ -‬موضوع (‪)mawdoo3.com‬‬ ‫‪-‬‬
‫كتاب فلسفة الغزال‬ ‫‪-‬‬
‫عشرة من أعظم الفالسفة على مر التاريخ (‪)arageek.com‬‬ ‫‪-‬‬
‫أين ومتى ظهرت الفلسفة (‪)kololk.com‬‬ ‫‪-‬‬
‫ِلَم الفلس فة‪ :‬م ع لوح ة زمني ة بمع الم ت اريخ الفلس فة | عب د الغف ار مك اوي | مؤسس ة هن داوي (‬ ‫‪-‬‬
‫‪)hindawi.org‬‬
‫جيل دولوز فليكس غتاري‪ :‬ما هي الفلسفة؟‬ ‫‪-‬‬
‫الغزالي يبطل قول الفالسفة بِقَد م العالم (‪)eshraqatquraania.com‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفكر الفلسفي االسالمى عن د اإلم ام الغ زالي – الموق ع الرس مي لل دكتور ص بري محم د خلي ل‬ ‫‪-‬‬
‫خيري (‪)wordpress.com‬‬
‫بين ابن رش د والغ زالي | بين ال دين والفلس فة‪ :‬في رأي ابن رش د وفالس فة العص ر الوس يط |‬ ‫‪-‬‬
‫مؤسسة هنداوي (‪)hindawi.org‬‬
‫أب و حام د الغ زالي و (كِلِش يه) تكف ير الفلس فة و الفالس فة بقلم‪:‬د‪ .‬عب د الحكيم درق اوي (‬ ‫‪-‬‬
‫‪)alwatanvoice.com‬‬
‫(‪ )DOC‬فلس فة الجم ال عن د الغ زالي ‪docx | Dr.SABA ALYASIRI -.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪Academia.edu‬‬
‫نظرّية المعرفة | الشك المنهجي لدى الغزالي (‪)rafed.net‬‬ ‫‪-‬‬
‫الغزالي والفلسفة – أبو حامد الغزالي (‪)wordpress.com‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪https://www.aljazeera.net/blogs‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪https://almalomat.com‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪https://www.arageek.com‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 10‬ابن حامد الغزالي ‪-‬‬

You might also like