Professional Documents
Culture Documents
نتطرق في هذا الدرس الى التعريف بابن خلدون والوقوف على والدته وكيفية نشأته
وتعلّمه والظروف التي عاش فيها وجعلت منه فيلسوفا ومفك ار ومؤسسا لعلم االجتماع
وواضعا انظرية التاريخ وعرض أهم انتاجاته الفكرية المتمثلة في كتابه المشهور
"المقدمة" وكذا كتاب "العبر"
الهدف من الدريس:
-تعريف الطلبة بابن خلدون (والدته ،نسبه ،نشأته ،تعلمه ،ظروف معيشته وغيرها)
-تعريف الطلبة بأهم المحطات السياسية التي عاش فيها ابن خلدون والدسائس التي
تعرض إليها وكيف استطاع أن ينبغ ويشتهر بأعماله في التاريخ والفلسفة والعمران
والسياسة وغيرها
-تعريف الطلبة بأفكار ومؤلفات ابن خلدون
عناصر الدرس:
1
-1حياة ابن خلدون :
1-1والدته ونشأته:
ابن خلدون :هو ولي الدين عبد الرحمن بن الحسن بن خلدون ولد بتونس في األول من
شهر رمضان عام 237هجري الموافق لعام 2337وتوفي عام 808هجري الموافق لعام
2041ميالدي ،يرجع نسبه إلى حضرموت من عرب اليمن إلى أوائل بني حجر استوطنت
جده األول خالد ،رجال عظيم الشأن
عائلته مدينة إشبيلية في ذروة مجدها اإلسالمي ،وكان ّ
وقد سبق اسم خالد على اسم اإلشبيليين بخلدون فكان بذلك اسما للعائلة ،.ترّبى في حجر
والده وتعلّم القرآن عليه ومن ثمة على إمام القرآن في المغرب الشيخ أبي عبد اهلل محمد بن
فجده فاز
سعد األنصاري .كان ألسرته باع طويل في إدارة الحكومة وريادة المناصب الهامة ّ
هامة في إشبيلية (األندلس) ،وبعد أن كان حاجبا لألمير أبي حفص فوزي ار للخليفة
بمناصب ّ
تفرغ لدراسة العلوم واختص بالشريعة
أما أبوه فانخرط في سلك الجندية ثم ّ
المستنصر بتونسّ ،
حتى صار من كبار فقهائها وعلماء ها ففي هذه البيئة وفي مهد التقاليد نشأ عبد الرحمن بن
خلدون وكان من الواضح بادئ ذي بدء أن يعتنق السياسة والحياة الحكومية
انكب منذ نشأته األولى على طلب العلم وتحصيله بشغف أودعه فيه أبوه في تونس وأخذ
ّ
السبع ،تعلم صناعة العربية على يد
العلم على يد علمائها األقطاب ،فقد حفظ القرآن بقراءاته ّ
والده وأئمة النحو آنذاك كأبي عبد اهلل الجياني .وهكذا لم يكد يبلغ السابعة عشرة من عمره إال
وكان نال إجازته األولى والثانية في الحديث والفقه وبرز وحذق في مجال العلوم العقلية
والفنون الحكمية.
2
3-1حياة ابن خلدون السياسية:
بدأت حياته السياسية بتعيينه أمينا للسلطان أبي إسحاق في تونس سنة 2301ميالدي
وبسبب اضطراب شؤون بني حفص وتعرضه الى دسائس سياسية رحل إلى فاس عام
277هـ 2370/م أين أمضى ثمانية أعوام واشتغل كأمين لشؤون السلطان أبي عنان المريني
ولما كانت فاس مرك از ممتا از لبث العلوم والمعارف حرص ابن خلدون على مخالطة رجال
الفكر وممارسة الخطابة والشعر إلى جانب السياسة .ثم انتقل إلى تلمسان أين اشتعل ككاتب
لما
خاص للسلطان أبي عنان بن أبي الحسن هذا األخير الذي أودعه السجن مع أمير بجاية ّ
علم بتآمرهما عليه سنة 272هـ .عانى ابن خلدون من تقلبات السياسة ومفاجأتها وشؤون
البالط اإلسالمي ،استدعاه أمير بجاية عبد اهلل من بني واد وكلّفه بالحجابة ،لكن سرعان ما
قذفته األحداث إلى تلمسان مع صاحبها أبو حمو بن زيان ،أقام ابن خلدون في قلعة ابن
سالمة تاغزورت بفرندا (تيارت) بالجزائر وكان عام 221هجري حيث بلغ الثانية واألربعين
من عمره هناك بدأ إنتاجه الفكري والعلمي بعيدا عن السياسة ومشاغلها وبها بدأ كتابة "
المقدمة " فيقول ( أقمت بها متخليا عن الشواغل كلها وشرعت بتأليف هذا الكتاب وأنا مقيم
بها ،وأكملت المقدمة على النحو الغريب الذي اهتديت إليه في تلك الخلوة).
وإلتمام كتابه غادر إلى تونس أين أتمه ولقد تعرض الى دسائس ِ
وحيل سياسية كانت تُوقع ّ
خصمه
ُ بينه وبين السلطان بسبب قربه منه ومكانته السياسية وشهرته الفكرية والعلمية وكان
ويعطي لنا ابن خلدون لمحة عن سبب هذا
هذه المرة شيخ اإلفتاء في تونس الفقيه ابن عرفة ُ
وتفوقه في المجالس
العداء وهو أن ابن عرفة كان ناقما على ابن خلدون بسبب نبوغه ّ
أن تالمذة ابن عرفة هرعوا إليه يتلّقون عليه علومه .سافر بعدها إلى مصر بغرض
العلمية و ّ
التخلص من إرادة السلطان أبي العباس والحج إلى بيت اهلل الحرام وكان مرحبا به فأسندت
إليه وظيفة قاضي قضاة المذهب المالكي ،لكنه استقال فيما بعد ،عاش ابن خلدون في
3
القاهرة عالما وفقيها ضليعا إلى أن وافته المنية في الرابعة والسبعين من عمره من يوم 27
مارس 141هـ2041/م.
هو من أ ّكد على طبيعة العالقة بين التربية والمجتمع ودورها في حل مشكالته وتطوره وهو
الذي يعتبره بعض المؤرخين مؤسس علم االجتماع.
اتّسم أسلوبه بالطرافة الخاصة وبلهجة التشاؤم السائدة ألنه ألقى ذلك االضمحالل والبيئة التي
سادت فيها الفردية الشديدة الضيقة وغابت عنها الروح الدينية والفكرة الوطنية إبان القرن
الثامن ،فكان يتألم لتداعي صروح الهيبة العربية أيما تألم بنزعته القومية العربية األصيلة
فيه.
يعقوب الخطابي ،ابن خلدون مؤسس علم االجتماع ،دار الكتاب الحديث ،القاهرة،1122 ،ص112
1
4
أن الغلبة ستنتقل من
قدم فيه نظريته حول تداول االجناس والشعوب حول الملك و ّ
المغول" ّ
وغير
أن هذه حقيقة تاريخية ،تأثر كثي ار بشخصية تيمورلنك بعدما التقى به ّ
جنس الى آخر و ّ
انطباعه عن التتر.
يخص اإلنسان من معنويات
ّ فتحدث عن ك ّل ما
ّ أخذ في مقدمته من ك ّل علم بطرف
وماديات داعماً ما ذهب إليه من آراء بشواهد من القرآن الكريم وديوان العرب الشعري وقد
تناول في كتاب المقدمة أحوال البشر واختالفات طبائعهم والبيئة وأثرها في اإلنسان ،كما
تناول بالدراسة تطور األمم والشعوب ونشوء الدولة وأسباب انهيارها مرّك از في تفسير ذلك
على مفهوم العصبية.
سبق ابن خلدون بهذا الكتاب غيره من المفكرين إلى العديد من اآلراء واألفكار حتى اعتبر
يدعيه علماء الغرب أن المؤسس الحقيقي هو الفرنسي
مؤسسا لعلم االجتماع على عكس ما ّ
"أوغست كونت".
أهم
وتطرق إلى ّ
ّ أن ابن خلدون قد درس علم االجتماع
من خالل قراءتنا لكتاب المقدمة نجد ّ
تخصصاته التي تدرس اليوم في الجامعات العالمية منها:
علم اجتماع المجتمعات البسيطة والحياة االجتماعية في المجتمعات الغير معقدة
النسيج.
علم االجتماع السياسي الذي يشتمل على كيفية تكوين الدولة والملك ومدى أهمية
العصبية في ذلك سواء كانت قائمة على صلة الدم ،المصاهرة ،الوالء ،الجوار ،أم
على صلة باالصطناع حالة الجند.
علم االجتماع الحضري أو علم اجتماع المدينة ويتحدث عن شروط إنشاء المدينة
وطبيعة الحياة فيها.
علم االجتماع االقتصادي وعلم االجتماع الصناعي ويشمالن مسائل الكسب والمعاش
فيقول أن الصنائع ال بد لها من العلم،
علم اجتماع المعرفة ويشمل على العلوم وأصنافها.
5
علم االجتماع الطبي
اهنم بعلم التاريخ فيقول"" :فأنشات في التاريخ كتابا رفعت به عن أحوال كما ّأنه ّ
الناشئة من األجيال حجابا وفصلته في األخبار واالعتبار بابا بابا وأبديت فيه ألولية
الدول والعمران علال وأسبابا وبنيته على أخبار األمم الذين عمروا المغرب في هذه
األعصار ومأل وا أكناف الضواحي منه واألمصار وما كان لهم من الدول الطوال أو
القصار ومن سلف لهم من الملوك واألنصار وهما العرب والبربر إذ هما الجيالن
اللذان عرف بالمغرب'
ويمكن تلخيص المقدمة التي هي مقدمة لكتاب "العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب
والعجم والبربر" ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر" في مجموعة نظريات وأسس
وضعها ابن خلدون لتجعل منه المؤسس الحقيقي لعلم االجتماع ومن خالل قراءة المقدمة
يمكن وضع ثالثة مفاهيم أساسية تؤكد ذلك وهي أن ابن خلدون في مقدمته ّبين أن:
المجتمع البشري يسير ويمضي وفق قوانين محددة وهذه القوانين تسمح بقدر من
التنبؤ بالمستقبل إذا ما درست وفقهت جيدا،
وأن هذا العلم (علم العمران كما أسماه) ال يتأثر بالحوادث الفردية وانما يتأثر
بالمجتمعات ككل،
وأخي ار أ ّكد ابن خلدون أن هذه القوانين يمكن تطبيقها على مجتمعات تعيش في أزمنة
مختلفة بشرط أن تكون البنى واحدة في جميعها ،فمثال المجتمع الزراعي هو نفس
المجتمع الزراعي بعد 244سنة أو في العصر نفسه ،وبهذا يكون ابن خلدون هو
من وضع األسس العلمية لعلم االجتماع.
مصنفة كالتالي:
ّ قسمه الى سبعة ( )42أجزاء أو كتب والثامن للفهارس
الذي ّ
2
الكتاب األول :مقدمة ابن خلدون
عبد الرحمن بن خلدون ،مراجعة سهيل زكار ،تاريخ ابن خلدون ،العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر" ومن 2
األول ،دار الفكر للطباعة والتوزيع ،بيروت ،لبنان 122 ، 7444 ،صفحة ،موقع Archive
عاصرهم من ذوي السلطان األكبر ،الجزء ّ
تاريخ االطالع 1111/10/22الساعة 11سا01
7
يتحدث في هذا الباب عن حقيقة التاريخ واالجتماع االنساني الذي سماه عمران العالم
( التوحش والتأنس والعصبيات وأصناف التقلبات للبشر بعضهم على بعض وما نشأ عن ذلك
من الملك والدول ومراتبها وما يتحمله البشر بأعمالهم ومكاسبهم بأعمالهم ومساعيهم من
الكسب والمعاش والعلوم والصنائع.
3
الكتاب الثاني :أخبار العرب وأجيالهم ودولهم منذ مبدأ الخليفة الى هذا العهد
4
الكتاب الثالث :يتحدث فيه عن االسالم والغزوات والفتوحات االسالمية
5
الكتاب الرابع :أخبار الدولة العلوية المزاحمة لدولة بني العباس
الكتاب الخامس :الخبر عن الدولة السلجوقية من الترك المستولين على ممالك االسالم
ودوله بالمشرق كلها الى حدود مصر مستبدين على الخليفة ببغداد من خالفة القائم الى
عبد الرحمن بن خلدون ،مراجعة سهيل زكار ،تاريخ ابن خلدون ،العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر" ومن 3
عاصرهم من ذوي السلطان األكبر ،الجزء الثاني ،دار الفكر للطباعة والتوزيع ،بيروت ،لبنان ، 7444 ،موقع Archiveتاريخ االطالع
1111/10/22الساعة 11سا01
عبد الرحمن بن خلدون ،مراجعة سهيل زكار ،تاريخ ابن خلدون ،العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر" ومن 4 4
عاصرهم من ذوي السلطان األكبر ،الجزء الثالث ،دار الفكر للطباعة والتوزيع ،بيروت ،لبنان 091 ، 7444 ،صفحة ،موقع Archive
تاريخ االطالع 1111/10/22الساعة 11سا01
عبد الرحمن بن خلدون ،مراجعة سهيل زكار ،تاريخ ابن خلدون ،العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر" ومن 5
عاصرهم من ذوي السلطان األكبر ،الجزء الرابع ،دار الفكر للطباعة والتوزيع ،بيروت ،لبنان 234 ،7444 ،صفحة ،موقع Archive
تاريخ االطالع 1111/10/22الساعة 11سا52
8
هذا الزمان وما كان لهم من الملك والسلطان في أقطار العالم وكبف فعلوا بالعلماء
6
وحجزوهم وما تفرع عن دولتهم من الدول
الكتاب السادس :الطبقة الرابعة من العرب المستعجمة أهل الجيل الناشئ لهذا العهد من
7
بقية أهل الدولة االسالمية من العرب
الكتاب السايع :الخبر عن زناتة من قبائل البربر وما كان بين ألجيالهم من العز والظهور
8
وما تعاقب فيهم من الدول القديمة والحديثة
9
الكتاب الثامن :فهارس تاريخ ابن خلدون
عبد الرحمن بن خلدون ،مراجعة سهيل زكار ،تاريخ ابن خلدون ،العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر" ومن 6
عاصرهم من ذوي السلطان األكبر ،الجزء الخامس ،دار الفكر للطباعة والتوزيع ،بيروت ،لبنان 111 ،7444 ،صفحة ،موقع
Archiveتاريخ االطالع 1111/10/20الساعة 12سا01
عبد الرحمن بن خلدون ،مراجعة سهيل زكار ،تاريخ ابن خلدون ،العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر" ومن 7
عاصرهم من ذوي السلطان األكبر ،الجزء السادس ،دار الفكر للطباعة والتوزيع ،بيروت ،لبنان 137 ،7444 ،صفحة ،موقع Archive
تاريخ االطالع 1111/10/20الساعة 11سا01
عبد الرحمن بن خلدون ،مراجعة سهيل زكار ،تاريخ ابن خلدون ،العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر" ومن 8
عاصرهم من ذوي السلطان األكبر ،الجزء السابع ،دار الفكر للطباعة والتوزيع ،بيروت ،لبنان 217 ،7444 ،صفحة ،موقع Archive
تاريخ االطالع 1111/10/21الساعة 10سا
خليل شحاده ،فهارس تاريخ ابن خلدون ،دار الفكر للطباعة والتوزيع ،بيروت ،لبنان 211 ،7444 ،صفحة ،موقع Archiveتاريخ االطالع
9
1111/10/21الساعة 10سا01
9
-الباب المحصل في أصول الدين (من أوائل كنبه وهو ملخص لكتاب الرازي انتهى من
تأليفه في سن 11سنة)
10