Professional Documents
Culture Documents
Baaziz Yasmina
Baaziz Yasmina
* ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺑﻌﺰﻳﺰ وﻣﻮﻗﺒﻞ ﺧﺎﺻﺔ أﺧﻲ ﺑﻮﻋﻼم وزوﺟﻲ ﺑﻠﻌﻴﺪ اﻟﻠﺬﻳﻦ
دﻋﻤﺎﻧﻲ ﻃﻴﻠﺔ ﻫﺬا اﻟﻤﺸﻮار
* وﻋﻠﻲ ﻓﺘﻴﺤﺔ
2
ﻗﺎﺋﻣﺔ أﻫم اﻟﻣﺧﺗﺻرات:
م ق :اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
غ إ :اﻟﻐرﻓﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ع :ﻋدد
ج:
ط :طﺑﻌﺔ
ص :ﺻﻔﺣﺔ
N : Numéro
P : Page
Op.cti : Ouvrage cit
3
ﻣــﻘــدﻣــﺔ
: ﻣـﻘدﻣـﺔ
إن ﺿﻣﺎن اﻟﺑﻘﺎء واﻻﺳﺗﻣ اررﯾﺔ ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﻰ اﻗﺗﻧﺎء اﻟرزق اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣواد
ﻟﻼزﻣﺔ واﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎرﻋﺔ ﻣن اﻹﻧﺳﺎن ﻟﺗوﻓﯾر ﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﻪ واﻟﺑﺣث ﻋن
اﻷﻓﺿل ،وذﻟك ﻋن طرﯾق اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟزراﻋﻲ ﺣﯾث ﻛﺎن اﻟﻧﺎس ﯾﻌﻣﻠون ﻓﯾﻪ ﻣﻧذ
أزال وﻋﺻور ﻗدﯾﻣﺔ ﻟﻘول ﺗﻌﺎﻟﻰ "ﻫو اﻟذي ﺟﻌل ﻟﻛم اﻷرض ذﻟوﻻ ﻓﺎﻣﺷوا ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻛﺑﻬﺎ وﻛﻠوا
1
ﻣن رزﻗﻪ إو ﻟﯾﻪ اﻟﻧﺷور"
ﺑﻌد ﺗطور اﻟﺣﯾﺎة أﺻﺑﺣت ﺗﺗزاﯾد اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻷﻓراد واﻧﺗﻘﻠن ﻓﻛرة اﻟﻌﻣل ﻣن ﻣﺟﺎل اﻟزراﻋﺔ
إﻟﻰ ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ،ﺣﯾث ﺑدأت اﻟﺛورات اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺗظﻬر ،وأوﻟﻬﺎ اﻟﺛورة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ
أوروﺑﺎ ﺣﯾث اﻧﺗﻘل اﻟﻔﻼﺣون إﻟﻰ اﻟﻣدن ﺣﯾث اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ،ﻫرﺑﺎ ﻣن اﻻﺳﺗﻌﺑﺎد اﻟذي ﻛﺎﻧوا
ﯾواﺟﻬوﻧﻪ ﻣن اﻹﻗطﺎﻋﯾﯾن.
ﺑدأت ﺗظﻬر ﻣﺧﺎطر ﻛﺛﯾرة ﺗؤدي إﻟﻰ إﺻﺎﺑﺔ ﻫؤﻻء اﻟﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﻟﯾﺳت ﻟﻬم ﻣﻌرﻓﺔ وﻻ
دراﯾﺔ ﺑﺎﻟﺻﻧﺎﻋﺔ وﺑﺎﻵﻻت اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﺗﻠك اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ ﺗﻌﺞ
ﺑﻣﺧﺗﻠف أﻧوع اﻷﻣراض ﺑﺳﺑب ﻛﺛرة اﻟﻣواد اﻟﻌﺿوﯾﺔ واﻟﻛﯾﻣﺎوﯾﺔ اﻟﺗﻲ أدﺧﻠت ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ.
ﻟﻛن اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﺎﺳﺔ ﻟﻠﻌﻣل ،وﺳوء اﻷوﺿﺎع اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣر ﺑﻬﺎ اﻟﻧﺎس أﺻﺑﺢ اﻟﻌﺎﻣل
ﻣﺟﺑر ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ وﻋرض ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻟﻬذﻩ اﻷﺧطﺎر ،وﻟﻬذا ﻧﺟد أن ﻛل اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت أوﻟت
اﻫﺗﻣﺎﻣﺎﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻣﺎل وذﻟك ﺑﺗوﻓﯾر ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻋﻣﻠﻪ وﺣﺗﻰ ﺑﻌدﻫﺎ .ﻟﺳﺑب ﻋدم ﻗدرة
وﺗﻣﻛن اﻟﻌﻣﺎل ﻣن اﻟﻠﺟوء واﻟﻌودة إﻟﻰ أﺻﺣﺎب اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن أﺿرار
اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﻌﻣل ﻷن ﻋبء إﺛﺑﺎت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﺎﻣل وﻫو إﺟراء ﻣﺳﺗﺣﯾل .وﻫذا ﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﻌﺎﻣل ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوﻗﻪ و اﻟﺣﺻول
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌوﯾض ﻟﻐﯾﺎب اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ .وﻟﻬذا ﺟرى ﺳن ﻗواﻧﯾن وﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻹﻟزام ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل
وﻟﻛن اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﻧﺳﺑﺔ اﻹﺻﺎﺑﺎت ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،ﺟﻌل ﻣﺳﺎﻟﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋن طرﯾق
اﻟﺗﻛﻔل أﻣ ار ﺣﺗﻣﯾﺎ ،طﻠب ﺑﻪ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌﻣﺎل ،اﻟﻧﻘﺎﺑﺎت وﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﻌﻣﺎل وذﻟك ﻋن طرﯾق
ﻗﯾﺎﻣﻬم ﺑﺈﺿراﺑﺎت واﻋﺗﺻﺎﻣﺎت وﻓرض ﺿﻐوطﺎت ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ،ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺳﺎرع إﻟﻰ
وﺿﻊ ﻗواﻧﯾن إو ﺑرام اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل
اﻟﻣﺻﺎب ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ وذﻟك ﺑوﺿﺢ إو ﻧﺷﺎء ﺟﻬﺔ ﺧﺎﺻﺔ 1واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﺗﻛﻔل ﺑﺎﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن إﻟﻰ ﺟﺎﻧب أرﺑﺎب اﻟﻌﻣل وذﻟك ﻟﺗﻘدﯾم اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت
-1ﺣﺳﯾن ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف اﻟﺣﻣدان ،اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ط ،1ﺑﯾروت،
–2009ص 215
2
ﻣــﻘــدﻣــﺔ
ﺑﻛل أﻧواﻋﻬﺎ ﻧﻘدﯾﺔ ﻛﺎﻧت أو ﻋﯾﻧﯾﺔ إذ ﺗﻣﺗد ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﻔﺎدات إﻟﻰ ذوي اﻟﺣﻘوق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة
اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر.
ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣﺷرﻋﯾن اﻟذﯾن ﺑدﺋوا ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق اﻟﻧظﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ
1949وذﻟك ﺑﻌد ﻓرض ﺿﻐوطﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣر اﻟذي ﺗﺑﻧﻰ ﺳﯾﺎﺳﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻠب
ﺣﻘوق اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻧﻘول أن اﻟﻌﻣﺎل اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن ﻗﺎﻣوا ﺑﻌدة ﺗﺿﺣﯾﺎت
ﻟﺗطﺑﯾق واﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻧظﺎم اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺿﯾﻊ ﺣﻘوﻗﻬم .1وﻫو اﻟﺻراع
اﻟذي ﺟﻠب ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﺣق ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻣن ﻋﻬدة اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر إﻟﻰ ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا
واﻟﻌﻣﺎل ﯾﺳﺗﻔﯾدون ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺣﯾث ﻧﺟد ﻓﻲ وﻗﺗﻧﺎ اﻟﺣﺎﻟﻲ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري
وﺿﻊ ﻫﯾﺋﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻘدم اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻟﻠﻌﻣﺎل اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن وأﺳﻧد إﻟﯾﻬﺎ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣن
ﻛﺛرة وﺗﻌدد اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل أﺛﻧﺎ ﺗﺄدﯾﺔ أﻋﻣﺎﻟﻪ ،واﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﺗﻲ
ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ ،أﺛﻘﻠت ﻛﺎﻫل ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣﻣﺎ أدى ﻧﺷوب ﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣل
-1ﺳﻠﯾﻣﺎن أﺣﻣﯾﺔ ،آﻟﯾﺎت ﺗﺳوﯾﺔ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻣل واﻟﺿﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،ط ،3دﯾوان
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر13 0 52005 -
3
ﻣــﻘــدﻣــﺔ
إن ﺟدﻟﯾﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣرﺿﻰ وﺣﻘوق ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،دﻓﻌت ﺑﺎﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري ﻟوﺿﻊ ﻗواﻧﯾن ﻟرد اﻟﺗوازن ﻟطرﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ وذﻟك ﻟﺗوﻓﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ وﺧﻠق ﺟو ﻣن
وﻫو ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧطرح ﺗﺳﺎؤﻟﻧﺎ اﻷﺗﻲ :ﻣﺎ ﻣدى ﻧﺟﺎح اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ وﺿﻊ ﻗواﻧﯾن
وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺣﺎول اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻧﻪ ﻣن ﺧﻼل ﺗطرﻗﻧﺎ ﻟدراﺳﺔ اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن
واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري )اﻟﻔﺻل اﻷول( ،ﺛم ﺳﻧﻘوم ﺑدراﺳﺔ ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻪ
-اﻟﻔﺼﻞ اﻷول-
6
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
ﻗد ﯾزاول اﻟﻌﻣﺎل ﻣﻬﻧﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺗرك ﺗﺄﺛﯾرات ﺿﺎرة ﻋﻠﻰ ﺟﺳﻣﻬم وﺗﺄﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
ﻧﺷﺎطﺎﺗﻬم ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎدﯾﺔ أي ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل أو ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻛﺳب ﻗوﺗﻬم اﻟﯾوﻣﻲ
وذﻟك راﺟﻊ إﻟﻰ اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣل وﺗﻌﺎﻣل اﻟﻔرد ﻣﻊ ﻣﺳﺗﺟدات اﻟﺣﯾﺎة .إذ
ﺗﺳﺎﻫم ﻫذﻩ اﻟﺗطورات اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ إﺣداث اﻟﺿرر ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺷﺎط ﻓﻲ
ﺣد ذاﺗﻪ.
إن اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل أﺛﻧﺎء وﺑﺳﺑب اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻣﺻطﻠﺢ ﺧﺎص ﺑﻬﺎ واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،اﻟذي اﻫﺗﻣت ﺑﻪ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت
ﺣﯾث أﻋطت ﺑﻌض ﻣن اﻟﺻﻔﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬذﻩ اﻷﻣراض وذﻛرت اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣؤدﯾﺔ
ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﻬﺎ Šإو ﺑرام اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻧﺻوص ﺗﺣدد ﻫذﻩ اﻷﻣراض. 1
إن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري وﺿﻊ ﻗﺎﻧون ﺧﺎص ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ وﻫو ﻗﺎﻧون 13-83اﻟﻣؤرخ
ﺑﺈﺛﺑﺎت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ .ﯾﺗم ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺻرﯾﺢ أﻣﺎم اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،ﻣن
ﻗﺑل اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣﺗﺿررﯾن أو ذوي اﻟﺣﻘوق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟوﻓﺎة أو ﻣن طرف اﻟﻣﺳﺗﺧدم )اﻷطراف
-1ﺑن ﺻر ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ،اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺗﻌوﯾض ﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻓرع ﻋﻘود وﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر.150 0 12011 ،
-2ﻗﺎﻧون رﻗم 13-83اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2ﺟوﯾﻠﯾﺔ 1983اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ.
7
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول
وﺗﻣﯾﯾز اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﯾﻌود ﺳﺑﺑﻬﺎ ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﻬﻧﻲ أو اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ذات طﺎﺑﻊ ﻣﻬﻧﻲ ،وﻟﻬذا ﺗﺟد
أن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻫﺗﻣت ﻛﺛﯾ ار ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل وأﻋطت ﻟﻬﺎ
ﺗﻌرﯾﻔﺎت ﺧﺎﺻﺔ ،إذ ﻧﺟد أن ﻛل دوﻟﺔ ﻋرﻓت اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﺑطرﯾﻘﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ )اﻟﻣطﻠب
اﻷول(( وﺗﺣدﯾد اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟظﻬور ﻫذﻩ اﻷﻣراض واﻷﺷﻛﺎل واﻟﻌوارض اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر
ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل ﺑﻬذﻩ اﻷﻣراض وذﻟك ﻹظﻬﺎر ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾزﻫﺎ ﻋن
واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﺻف ﺑﺎﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﻬﻧﻲ11 ﺑﺎﻗﻲ اﻷﻣراض اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣ
وﺗﺣدﯾد ﻣﻣﯾزات ﻫذﻩ اﻷﻣراض ﻋن اﻷﻣراض اﻟﻌﺎدﯾﺔ وﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻟطرق اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ
ﺗﺣدﯾد ﻫذﻩ اﻷﻣراض ،واﻟﻣﻣﯾزات واﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺻف ﺑﻬﺎ ﻻﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣرﺿﺎ ﻣﻬﻧﯾﺎ ﺣﺳب
ﻋﻧﯾت ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻋﺑر اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺗﻧظﯾم اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺻﺎب ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل.
وﻧظ ار ﻟذﻟك ﺗم إﺑرام اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ﻛل ﻣن ﺣوادث اﻟﻌﻣل
-1اﻟﻘرار اﻟوزاري اﻟﻣﺷﺗرك اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 5ﻣﺎي ،1995اﻟذي ﯾﺣدد ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﯾﻛون
ﻣﺻدرﻫﺎ ﻣﻬﻧﯾﺎ وﻣﻠﺣﻘﯾﻪ 1و) 2ج.ر .1997 6(16
-2اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،13-83ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
8
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ وﻣن أﻫم ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻧﺟد اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺗﯾن اﻟﻠﺗﺎن ﺑدأ ﻧﻔﺎذﻫﻣﺎ ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ
اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ إذ ﺗﻔرﺿﺎن اﻟﺗزاﻣﺎت وﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻋﻠﻰ ﻛل دول ﻣوﻗﻌﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا
ﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ.1
اﻟﻣطﻠب اﻷول
اﻫﺗﻣت ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ وﻣن اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻔﻘﻬﻲ ﺑﺈﻋطﺎء ﺗﻌرﯾﻔﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻸﻣراض
اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﻗﺎم ﺑﺈﻋطﺎﺋﻪ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻟﻸﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔô
وﺗﺣدﯾد اﻟﺻﻔﺎت واﻷﺷﻛﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذﻫﺎ ﻫذﻩ اﻷﻣراض Ïوذﻛر اﻟﻣﻬﻧﺔ واﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟﻬﺎ
واﻷﻋراض اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل أﺛﻧﺎء إﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ .ووﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻔرع اﻷول
ﻟﻛل دوﻟﺔ ﺗﻌرﯾف ﺧﺎص ﺑﻬﺎ ﻟﻸﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ إﻣﺎ ﻣن ﺣﯾث ﺗﺣدﯾد أﻋراﺿﻬﺎ إو ﻣﺎ ﻣن
-1ﺗﻼوﺑرﯾد ﻓﺗﯾﺣﺔ ،ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ طﺑﯾب اﻟﻌﻣل ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺑوﺧﻠﻔﺔ ،ﺗﯾزي وزو.97 0 32013 ،
-2اﻟﻘرار اﻟوزاري اﻟﻣﺷﺗرك اﻟذي ﯾﺣدد ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻣﺻدرﻫﺎ ﻣﻬﻧﯾﺎ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
9
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
إن اﻟدول اﻟﻐرﺑﯾﺔ واﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن ﺑﯾن اﻟدول اﻟﺗﻲ أﻋطت ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺎﻷﻣراض
اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل أي اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ .وذﻟك ﻗﺑل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﻧﺳﺑﺔ ﻣن
اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﻣﺻﺎب ﻣن ﻗﺑل اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑدﻓﻌﻬﺎ ،وﻣن ﺑﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت
اﻟﻐرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓت اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻧﺟد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ Ïأﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﺧﺎص ﻟﻬذﻩ ﻷﻣراض وذﻟك ﺑذﻛر اﻷﻋراض اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣلÏ
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 1/461ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻧﺟد ﻟﻬﺎ أن اﻟﻣﺷرع
اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻗد ﻋرف اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﺑﺄﻧﻪ " :ﻛل ﻣرض ﻧﺎﺷﺊ ﻋن ﻓﻌل ﺑطﻲء وﻣﺳﺗﻣر
-1إن اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﺳﺗﻧد ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺟدول ﻹﺛﺑﺎت إﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺄﺣد
اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ واﺷﺗﻐﺎﻟﻪ ﺑﺈﺣدى اﻷﻋﻣﺎل ﺗﻌﺗﺑر ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ اﻹﺻﺎﺑﺔ ،وﻟﻬﺎ أن اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب ﺑﻣرض
ﻣﻬﻧﻲ ﻟﯾس ﻋﻠﯾﻪ ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣرض اﻟذي أﺻﯾب وﺑﯾن اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ ﻷﻧﻪ ﻣﺣدد
ﻓﻲ اﻟﺟدول ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﯾل.
-2ﻋﺎﻣر ﺳﻠﻣﺎن ﻋﺑد اﻟﻣﻠك ،اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ،
اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت 703 9 8 1998 ،و.706
10
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
ﻟﺑﻌض اﻟﻌواﻣل اﻟﺿﺎرة ،اﻟﺗﻲ ﻛﺎن اﻟﻌﺎﻣل ﻣﻌرﺿﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﻪ ،وﯾﺳﻣﻰ اﻟﻣرض
ﻣﻬﻧﯾﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﺗﻌرض أﺣد اﻟﻌﻣﺎل ﻟﻌواﻣل ﻓﯾزﯾﺎﺋﯾﺔ أو ﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ أو
ﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﺧطﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣﺔ ،أو إذا ﻛﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺎرس ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل ﻧﺷﺎطﻪ
اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟﻣﻌﺗﺎد".1
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻌرﯾف اﻟذي ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 461ﻓﻘرة 1اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﯾﺟب ﺗوﻓر
ﺷرطﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ﻻﻋﺗﺑﺎر ﻫذﻩ اﻷﻣراض ﻣن ﺑﯾن ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ وﻫﻣﺎ :
-أن ﺗﻛون اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر واردة وﻣدوﻧﺔ ﺻراﺣﺔ وﺑدون
ﻏﻣوض ،ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟذي ﯾﺻﻧف ﻫذﻩ اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ وﺑﺷروط ﻣﺣددة ﻟﻸﻋراض
-أن ﺗﻛون ﻫﻧﺎك ﺻﻠﺔ ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻣرض اﻟذي أﺻﯾب ﺑﻪ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﯾن اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ
اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻬﻣﺎ ﯾؤدي ﻟوﺟود راﺑطﺔ ﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣرض واﻟﻌﻣل ﺑﺣﯾث ﯾﻛون اﻟﻣرض ﻧﺎﺗﺞ
إن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ أﻋطﻰ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﺷﺎﻣﻼ ﻟﻸﻣراض
1
- Dominique Grand GUILLOT, article N 461/1, doit du travail
et de la sécurité sociale, 9éme édition, paris,2006, p255.
-2ﻣﺻطﻔﻰ ﺻﺧري ،أﺣﻛﺎم ﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎﻋﯾن اﻟﺧﺎص واﻟﻌﺎم ،ﻣﻛﺗﺑﺔ
دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن.15 9 8 1998 ،
-3ﺗﻼوﺑرﯾد ﻓﺗﯾﺣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .98
11
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ وذﻟك ﻟﺗﻔرﻗﺔ وﺗﺣدﯾد اﻻﺧﺗﻼف اﻟﻣوﺟود ﺑﯾﻧﻪ ﺑﯾن اﻷﻣراض اﻷﺧرى اﻟﻐﯾر ﻣﻬﻧﯾﺔ
ﯾﺟب ﺗوﻓرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣرض ﻻﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣرﺿﺎ ﻣﻬﻧﯾﺎ ،وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
-أن ﯾﻛون اﻟﻣرض اﻟذي أﺻﯾب ﺑﻪ اﻟﻌﺎﻣل واردا ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ
-أن ﺗؤدي طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﻌﺎﻣل إﻟﻰ إﺻﺎﺑﺗﻪ أﺛﻧﺎء ﻣزاوﻟﺗﻪ ﻟﻌﻣﻠﻪ ﺑﻣرض ﯾﺣد ﻣن
ﻣردود ﺑدﻧﻪ ،أو ﯾظﻬر اﻟﻣرض ﺑﻌد اﻧﻘطﺎع اﻟﻌﺎﻣل ﻋن ﻣزاوﻟﺗﻪ ﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟذي ﯾﻘوم
ﺑﻪ .وﻫذا إذا ظﻬرت ﻋﻠﯾﻪ أﻋراض اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻋﻣﻠﻪ اﻟﺳﺎﺑق.2
ﻧﺟد ﻋدة ﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻔﻘﻬﻲ ﻗدﻣت ﻟﻸﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ إذ ﻧﺟد أن ﻟﻛل ﺗﻌرﯾف ﺧﺎﺻﯾﺔ ﻣﻧﻔردة
ﻧﺟد ﻣن ﺧص اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ "ﯾﻌﺗﺑر ﻣرﺿﺎ ﻣﻬﻧﯾﺎ ﻛل ظﺎﻫرة اﻋﺗﻼل وﻛل ﺗﻌﻔن
-1ﺳﻣﯾر ﻋﺑد اﻟﺳﻣﯾﻊ اﻷودن ،اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺻر واﻟدوﻟﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف،
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.1832 4 204 ،
-2ﻣﺣﻣد ﻣﺟدي اﻟﺑﺗﯾﺗﻲ ،اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔÏ1974 ،
ص 316.
-3ﻣﺻطﻔﻰ ﺻﺧري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 15
12
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
وﺗﻌرف أﯾﺿﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ " ﻣرض ﺳﺑﺑﻪ ﻋﻣل داﺋم ﯾظﻬر ﺧﻼل ﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻗد ﺗﻛون ﻓﻲ ﻣدة
اﻟﻌﻣل أو اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧون ﻗد ﯾﻛون ﺳﺑﺑﻪ ﺗﻌﻔﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن اﻟﻌﻣل أو أي ﺳﺑب أﺧر
ﻧﺟد أﯾﺿﺎ ﻣن ﻋرف اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ "اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺄﺣد اﻷﻣراض اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺑﯾﻧﺔ
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
إن اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﻌطﻲ ﺗﻌرﯾﻔﺎ دﻗﯾﻘﺎ ﻟﻸﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ووﺻﻔﻬﺎ ﻓﻘط ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟﻌﻠل
اﻟﺗﻲ ﺗﺻﯾب اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺳﺑب اﻟظروف اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻌﻣل ،ذﻟك راﺟﻊ إﻟﻰ ارﺗﺑﺎطﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗطورات
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻬدﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ أﯾﺿﺎ إﻟﻰ ﺗطور اﻟطب واﺳﺗﺣداث أﺟﻬزة طﺑﯾﺔ
ﺟدﯾدة ،ﺣﯾث ﯾﻛﺷف ﻟﻧﺎ اﻟطﺑﯾب ﻛل ﯾوم ﻋن ﻣرض ﻣﻬﻧﻲ ﺟدﯾد ﯾﺟب أن ﯾدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ .3
اﻛﺗﻔﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﺑﯾﺎن اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ،إذ ﺗطرق إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد
.377 0 0
واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن2010 ،
-3ﻣﺻطﻔﻰ أﺑو ﻋﻣر ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺎﻣﯾن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن،
2010ص .312
13
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
اﻷﻋراض اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟﻪ 11ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة 63ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 13-83اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣوادث
اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ "ﺗﻌﺗﺑر ﻛﺄﻣراض ﻣﻬﻧﯾﺔ ﻛل أﻣراض اﻟﺗﺳﻣم واﻟﺗﻌﻔن واﻻﻋﺗﻼل،
وأن ﻫذﻩ اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﺗﻠك اﻷﻣراض اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﺗﻔﺎﻋﻼت أو ﺗﺳرﺑﺎت ﻟﻠﻣواد أو
ﻣﺎ ﯾﺷﺎﺑﻬﻬﺎ واﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻷﻣراض واﻟﺗﻌﻔن وﺑﻌض اﻟﻌﻠل اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﺳﺑﺑﻬﺎ ﻣﺻدر ﻣﻬﻧﻲ
ﺧﺎص.
وﻟﻬذا ﻧﻘول ﺑﺄن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﻌطﻲ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻣﺣددا ودﻗﯾﻘﺎ ﻟﻸﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ إو ﻧﻣﺎ ﺗم
ﺗﺣدﯾد ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ Rﺑﻣوﺟب اﻟﻣرﺳوم اﻟوزاري اﻟﻣﺷﺗرك اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 5
ﻣﺎي .3 1996وﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾن اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻣن ﻣﺻدر ﻣﻬﻧﻲ اﻟﻣﺣﺗﻣل
وﻗﺎﺋﻣﺔ ﻟﻸﺷﻐﺎل اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺳﺑب ﻓﯾﻬﺎ وﻛذا ﻣدة ﺗﻌرض ﻟﻠﻣﺧﺎطر اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻛل
ﻣدة اﻷﻋﻣﺎل .4وذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻟﺗﻧظﯾم وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 64ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم
13-83اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻣرض
-1ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺧﻠﯾﻔﻲ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻣل واﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر،
واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر.111 0 82008 ،
-2اﻟﻣﺎدة 63ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،13-83ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
اﻟﻘرار اﻟوزاري اﻟﻣﺷﺗرك اﻟذي ﯾﺣدد ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻣﺻدرﻫﺎ ﻣﻬﻧﯾﺎ ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق. -
3
-4ﺑن ﺻﺎري ﯾﺎﺳﯾن ،ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،دار ﻫوﻣﻪ ،ط -3
.53 0 92009
14
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
ﻏﯾر ﻣدون ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣرﺿﺎ ﻣﻬﻧﻲ 11إﻻ إذا أﺛﺑت
اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر ﻋﻛس ذﻟك ﺑﺄن اﻟﻣرض اﻟذي أﺻﯾب ﺑﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻣرﺿﺎ ﻣﻬﻧﯾﺎ رﻏم ﻋدم
وﺟودﻩ ﺿﻣن اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،2ﻋﻣﻼ
وذﻟك ﺑذﻛر اﻷﺳﺑﺎب واﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ،وﻣدة اﻟﺗﻛﻔل وﺗﺑﯾن ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗﺣدﯾدﻫﺎ
إو ظﻬﺎر اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ ﻋن طرﯾق ذﻛر اﻷﻋراض واﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﺎﻣل ﻣن ﺟراء اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻬذﻩ اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﺑﻌض ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص
اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ ﻫذﻩ اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾزﻫﺎ ﻋن اﻷﻣراض اﻟﻐﯾر ﻣﻬﻧﯾﺔ
أو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ وﺧﺻﺎﺋص ﺗﻣﯾزﻫﺎ ﻋن ﺣوادث اﻟﻌﻣل ﻣن ﺟﻬﺔ
أﺧرى.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺑرﺟوﻋﻧﺎ إﻟﻰ ﻗواﻧﯾن واﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ واﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﺣوادث اﻟﻌﻣل
ﻣرض
واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻧﺟد أن ﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن ﻗد ﺗطرﻗت إﻟﻰ ذﻛر اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻷ ا
-1ﻗﺎﻟﯾﺔ ﻓﯾروز ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل ﻣن اﻷﺧطﺎر اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص،
ﻓرع اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺑوﺧﻠﻔﺔ ،ﺗﯾزي وزو.36 0 22012 ،
-2ﺳﻣﺎﺗﻲ اﻟطﯾب ،اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،دار اﻟﻬدى ،اﻟﺟزاﺋر-2010 ،
ص .41
15
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ 11واﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن اﻷﻣراض اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ وﻛذﻟك ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻷﻣراض
اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺣوادث اﻟﻌﻣل ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى .وﻫذا ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﺗطرق إﻟﻰ اﺳﺗﺧﻼص ﻣﻣﯾزات
اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻋن اﻷﻣراض اﻟﻌﺎدﯾﺔ وﺣوادث اﻟﻌﻣل .وﺗﺣدﯾد اﻷﻣراض ﯾﺗم اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ
اﻟطرق اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،وﻟﺗﺛﺑﯾت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾن
اﻟﻔرع اﻷول
ﻛل ﻣﺎ ﯾؤدي ﺑﺎﻟﺷﺧص ﻟﻺﺿﻌﺎف أو ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ اﻟﺟﺳدﯾﺔ ،ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻛﺎﻧت أو داﺧﻠﯾﺔ ﯾﻧﺗﺞ
ﻋﻧﻬﺎ ﻧﻘص ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ،ﺗﻌﺗﺑر ﻣرﺿﺎ وذﻟك ﺑﺈﺛﺑﺎت ﻣن ﻗﺑل اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﺷرف ﻋﻠﻰ
ﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟﺻﺣﯾﺔ 22وﻟﻠﻣرض ﻋدة أﻧواع ﻫﻧﺎك أﻣراض ﻋﺎدﯾﺔ )طﺑﯾﻌﯾﺔ( اﻟﺗﻲ ﯾرﺟﻊ اﻹﺻﺎﺑﺔ
ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﺑب ﻏﯾر ﻣﻬﻧﻲ ﺣﯾث ﻻ ﺗﺧص ﻓﺋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص .وﻧﺟد ﻧوع أﺧر ﻣن
اﻷﻣراض وﻫﻲ أﻣراض ﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟﻌﻣﺎل ﺑﺳﺑب اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺄداة
-1ﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﺳﻠطﻧﺔ ﻋﻣﺎن ﺗطرﻗت إﻟﻰ ذﻛر ﺧﺻﺎﺋص اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ إذ ﻋرﻓﺗﻪ ﺑﺄﻧﻪ
"ﯾﻌﺗﺑر ﻣرﺿﺎ ﻣﻬﻧﯾﺎ ﻛل ﻣرض وارد ﻓﻲ اﻟﺟدول إذا أﺻﯾب ﺑﻪ اﻟﻌﺎﻣل أﺛﻧﺎء ﻋﻣﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت أو
اﻟﻣﻬن اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻹﺻﺎﺑﺔ".
-ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ج ،1ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﻛﺗب اﻟﻌﻣل اﻟﻌرﺑﻲ ﻣطﺎﺑﻊ
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ.409 9 4 1994 ،
-2ﻋﺑد اﻟرزاق ﺑن ﺧروف ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺑرﯾﺔ ،ج ،1ﻣطﺑﻌﺔ
ﺣﯾدر ،اﻟﺟزاﺋر.292 9 8 1998 ،
16
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
إو ﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺣوادث اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل واﻟﻌﺎﻣل إذ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻋﻣﻠﻪ أو
ﺑﺳﺑﺑﻪ ، 1ﻟﻛن ﻫذا ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﯾن اﻟﻣرض اﻟﻌﺎدي واﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ
وأﯾﺿﺎ ﺑﯾن ﺣوادث اﻟﻌﻣل ﺑﺣﯾث ﺗﺄﺛر ﻛل ﻣﻧﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺻﺎب ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟذي ﺗرﺑطﻪ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل واﻟﻣرض اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ
ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣدة اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾظﻬر ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣرض وﺗﺣدﯾد اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣؤدﯾﺔ إﻟﻰ اﻹﺻﺎﺑﺔ
وﺟواﻧب ﻣن أﻫﻣﻬﺎ:
-إن اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﺗﻠك اﻷﻣراض اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻣن ﺟراء اﺷﺗﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻣﻬﻧﺔ أو
ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﻛون ﻣﺳﺑﺑﺔ ﻓﻲ إﺻﺎﺑﺔ اﻟﺟﺳم أو أﺣد أﻋﺿﺎﺋﻪ ﺑﺗﻠك اﻷﻣراض Ïاﻷﻣراض
اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻫﻲ ﻛل اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل وﻟﯾس ﻟدﯾﻪ أﯾﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل.
-وﺗظﻬر اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ إﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣل أو ﺑﻌدﻫﺎ وذﻟك ﺿﻣن اﻵﺟﺎل
-1ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﷲ اﻟظﺎﻫر ،إﺻﺎﺑﺎت اﻟﻌﻣل ﺑﯾن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل واﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ،
اﻷردن.20 9 4 1994 ،
17
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓوات ﺗﻠك اﻵﺟﺎل ﻓﺈن اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺻﺎب ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﯾﻔﻘد ﻛل
ﺣﻘوﻗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻛﻔل ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻬذا اﻟﻧوع اﻟﻣرض اﻟﻌﺎدي ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺎ دام ﻣؤﻣﻧﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن طرف ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ودﻓﻌﻪ ﻟﻼﺷﺗراﻛﺎت ﻟدى ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن
-ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﺈن اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب ﯾﺗﻛﻔل ﺑﻪ ﻓرع ﺗﺄﻣﯾن إﺻﺎﺑﺎت
اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ .ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻌﺎدي أو اﻟﻐﯾر ﻣﻬﻧﻲ ﻓﺈن
إن اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻌﺎدي ﻟدى ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌﺎﻣل أو ﻣﻣﺛﻠﻪ ﻋن
طرﯾق إﯾداع ﺷﻬﺎدة اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟﻌﻣل أو ﯾﺗم اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﻋن طرﯾق رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﺑل وﺻل
اﺳﺗﻼم ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إرﺳﺎﻟﻬﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﺑرﯾد ﯾﺛﺑت اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺧﺗم اﻟﺑرﯾد وﯾﺗم ﻓﻲ
اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﯾوﻣﯾن ) (2اﻟﻠذﯾن ﯾﻠﯾﺎﻧﻲ ﯾوم ﺗوﻗف اﻟﻌﺎﻣل ﻋن اﻟﻌﻣل.
واﻟﺗﺻرﯾﺢ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣرﯾض ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﺑل أﯾﺿﺎ ﯾﺟب ﺗﺻرﯾﺢ ﻣن
ﺑﺈﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣرض ﻟرب اﻟﻌﻣل .وﻋدم اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟﻣرض ﻓﻲ اﻵﺟﺎل اﻟﻣﺣددة ﯾﻔﻘد اﻟﻌﺎﻣل
ﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻌوﯾض .أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻋدم ﺗﺻرﯾﺢ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺈﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﻣرض ﻣﻬﻧﻲ
-1ﺳﻣﺎﺗﻲ اﻟطﯾب ،ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .41
-2ﻗﺎﻟﯾﺔ ﻓﯾروز ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 40
-3وﻫو ﻣﺎ ﺳﻧﺗطرق إﻟﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﻣن اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣذﻛرة.
18
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
-أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣدة اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻓﻬﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﺑﯾن اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ
ﺣﯾث ﯾﺳﺗﻔﯾد اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب ﺑﺎﻟﻣرض ﻣن ﯾوم ﺛﺑوت اﻹﺻﺎﺑﺔ وﺗﺣدﯾد ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز إﻟﻰ
ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺷﻔﺎء åأو وﻓﺎة اﻟﻌﺎﻣل ﻣن ﺟراء اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﺗﺑدأ ﻣدة اﺳﺗﻔﺎدة ذوي اﻟﺣﻘوق
واﻻﺳﺗﻔﺎدة ﯾﺗم دون ﺗوﻓر ﺷروط أو ﻗﯾود ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻣدة اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﻌﻣل ﻓﯾﻬﺎ
ﯾﺟب أن ﯾﺗوﻓر ﻓﻲ اﻟﻣرض اﻟﻌﺎدي ﺷرط اﻟزﻣن إﺿﺎﻓﺔ أن اﻟﻌﻣل ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣﺄﻣن22
وﯾﺗوﻓر ﻓﯾﻪ ﺷرط اﻟزﻣن أن ﯾﻛون ﻗد ﻋﻣل 9أﯾﺎم أو ﺳﺗﯾن ﺳﺎﻋﺔ ﺧﻼل ﺳﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق
ﺗﻘدﻣﻪ ﻟﻠﻌﻼج إﻣﺎ 36ﯾوﻣﺎ أو 240ﺳﺎﻋﺔ ﺧﻼل ﺳﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق ﺗﻘدﻣﻪ ﻟﻠﻌﻼج .3
وﯾﺣﺻل اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﻲ ﺑﺎﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻌﺎدي ﻋﻠﻰ ﺗﻌوﯾﺿﺎت ﺧﻼل 15ﯾوﻣﺎ
ﺑداﯾﺔ ﻣن اﻟﯾوم اﻷول إﻟﻰ اﻟﯾوم 15ﺗﺳﺎوي %50ﻣن اﻷﺟر اﻟﯾوﻣﻲ ﺑﻌد اﻻﻗﺗطﺎع اﻟﻧﺳﺑﺔ
4
0أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌطﻠﺔ اﻟﻣرﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻟﻣﺣددة ﻣن اﺷﺗراﻛﺎت اﻟﺿﻣﺎن واﻟﺿرﯾﺑﺔ ﺗطﺑﯾﻘﺎ
ﻣن 16ﯾوﻣﺎ وﻣﺎ ﻓوق ﻷن اﻟﺗﻌوﯾض ﯾﻛون %100ﻣن اﻷﺟر اﻟﯾوﻣﻲ ﻟﻧص
اﻟﻣﺎدة 14ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 13-83اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ .5
-1ﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﺎل اﻷﺟراء ،اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺟز ،ﻣدﯾرﯾﺔ
اﻟدراﺳﺎت اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾم ،اﻟﺟزاﺋر.7 0 32003 ،
-2ﺳﻣﺎﺗﻲ اﻟطﯾب ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .133
-3ﻗ ار وزاري ﻣﺷﺗرك اﻟذي ﯾﺣدد ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻣﺻدرﻫﺎ ﻣﻬﻧﯾﺎ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق
-4ﺳﻣﺎﺗﻲ اﻟطﯾب ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .121
-5اﻟﻣﺎدة 14ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،13-83ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
19
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
-ﻛل ﻣن اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ واﻟﻣرض اﻟﻌﺎدي ﯾﺻﯾب اﻟﺷﺧص ﻓﻲ ﺑدﻧﻪ ﺣﯾث ﯾﻧﻘص ﻣن
ﻗدرﺗﻪ اﻟﺻﺣﯾﺔ 11ﻣﻣﺎ ﯾؤدي ﺑﻪ إﻟﻰ إﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﻌﺟز ﻛﻠﻲ أو ﺟزﺋﻲ داﺋم أو ﻣؤﻗت ﯾﻣﻧﻌﻪ ﻣن
إن اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ وﺣﺎدث ﻋﻣل ﻛﻼ ﻣن اﻻﺛﻧﯾن ﻣرﺗﺑطﯾن ﺑﺎﻟﻌﺎﻣل واﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﺷﻐﻠﻪ
ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛل واﻗﻌﺔ ﺗﺳﺑب ﻣﺳﺎﺳﺎ ﺑﺟﺳم اﻹﻧﺳﺎن وﺗﻛون ﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﺧﺎرﺟﯾﺎ ،4إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك
ﻫﻧﺎك اﺧﺗﻼﻓﺎت.
-اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﯾﻧﺗﺞ ﻋن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﻬﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ ﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد
وﺑداﯾﺔ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻬﺎ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺣﺎدث اﻟﻌﻣل ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد ﻧطﺎﻗﻪ اﻟزﻣﻧﻲ واﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺣﺎدث
اﻟﻌﻣل ﯾﻛون ﺧﺎرﺟﻲ ﻧﺎﺗﺞ ﺳﺑب ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻣﺑﺎﻏﺗﺎ وﺧﺎرﺟﻲ أي ﺗرﺗﺑت ﻋﻧﻪ اﻹﺻﺎﺑﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ
وﻟم ﯾﺧﻠف ﻋن أﯾﺔ إﺻﺎﺑﺔ ذﻫﻧﯾﺔ ﯾﻌﻠم ﺑﻪ اﻟﻌﺎﻣل ﻟﻣﺟرد وﻗوع ﻟﻪ ﺣﺎدث ﻋﻣل.2
-ﯾﺧﺗﻠف اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻋن ﺣﺎدث اﻟﻌﻣل ﻓﻲ إﺛﺑﺎت ﻋﻼﻗﺔ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل إذ ﺗﻌﺗﺑر
ﺳﻬﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﺎدث ﻋﻣل ﻟﻛوﻧﻬﺎ إﺻﺎﺑﺎت ﺧﺎرﺟﯾﺔ ،وﺗﻛون ﺻﻌﺑﺔ اﻹﺛﺑﺎت ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﻣراض
اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻻﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ أﻣراض ﺑﺎطﻧﯾﺔ .إذ ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻬﺎ أﻣراض ﻧﻔﺳﯾﺔ وذﻫﻧﯾﺔ وﺗظﻬر ﻫذﻩ
-ﻛ ﻣن اﻷﻣارض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ وﺣوادث اﻟﻌﻣل ﯾﺗﻛﻔل ﺑﻬﻣﺎ ﻓرع واﺣد وﻫو ﻓرع ﺗﺄﻣﯾن ﺣوادث
اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ وﻟﻛن ﺑﻌد ﺗﺻرﯾﺢ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﻌﺎﻣل أﻣﺎم ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،أو ﺗﺄﻣﯾن اﻟﻌﺎﻣل ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﺎﻣل ﺷﺑﻪ أﺟﯾر)ﻣﺛل
-1رﻣﺿﺎن ﺟﻣﺎل ﻛﺎﻣل ،ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ط ،2اﻷﺻﯾل ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ طﻧطﺎ،
.26 0 12001
-2ﺣﺳﯾن ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف اﻟﺣﻣدان ،اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ط ،1ﺑﯾروت،
.183 0 12009
-إذا ﻛﺎن اﻟﻘﺎﺻر ﻣؤﻣﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ وﻛﺎن ﺿﺣﯾﺔ ﻣرض ﻣﻬﻧﻲ ،ﻓﺈن اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺟم ﻋﻧﻪ ﻻ ﯾﻌوض ﻣن
ﻗﺑل اﻟﺻﻧدوق SONSACﻋﻛس ANCSﻣﺛﻼ :اﻟﻧﺟﺎر )اﻟﻘﺎﺻر( إذا ﺗﻌرض ﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣرض
ﻣﻬﻧﻲ أو ﺣﺎدث ﻋﻣل)ﯾﺗﻌرض ﻟﺑﺗر ﺟﺳﻣﻪ( ،ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺣﺎدث ﻻ ﯾﻌوض ﻣن ﻗﺑل اﻟﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ
ﻟﺗﺄﻣﯾن ﻟﻐﯾر اﻷﺟراء.
-أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣرأة اﻟﺗﺎﺟرة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟوﻻدة ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻋطﻠﺔ اﻷﻣوﻣﺔ ﻣن -SONSAC
ﻋﻛس اﻟﻣرأة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻋطﻠﺔ اﻷﻣوﻣﺔ ﻣن ANCSﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻻدﺗﻬﺎ.
21
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
-ﻛل ﻣن اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ أو ﺣﺎدث اﻟﻌﻣل ﯾظﻬران ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺳد اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣرﯾض أو
اﻟﻣﺻﺎب ﺧﺎرﺟﯾﺎ أو ﺑﺎطﻧﯾﺎ ،ﺣﯾث ﺗﺄﺛران ﻋﻠﻰ ﻗدراﺗﻪ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ،وﯾﺗم إﺛﺑﺎت إﺻﺎﺑﺔ ﺑﻬﻣﺎ
ﺑوﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺿرر واﻹﺻﺎﺑﺔ إﻣﺎ ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ أو ﺑﺣوادث اﻟﻌﻣل.1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
إن اﻟﻌﺎﻣل ﻣﻌرض ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ أﺛﻧﺎء ﺗﺄدﯾﺔ أﻋﻣﺎﻟﻪ ،وذﻟك راﺟﻊ إﻟﻰ ﻋدة
أﺳﺑﺎب .وﻫذا ﻣﺎ ﺟﻌل ﻛل اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻗد أﻋطت اﻷوﻟوﯾﺔ واﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻌﺎﻣل ﺑﻌد اﻹﺻﺎﺑﺔ
ﺑﻬذﻩ اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،وﺗﺑﻌت ﻫذﻩ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت أﺳﻠوب ﺧﺎص ﺑﻬﺎ ﻟﺗﺣدﯾد ﻫذﻩ اﻷﻣراض
اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،واﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري وﺿﻊ ﺑﺣد ذاﺗﻪ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣن اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻣرض اﻟﺗﻲ ﯾﺻﺎب ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل وذﻟك ﻻﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣرﺿﺎ ﻣﻬﻧﯾﺎ .2واﻧﻌدام ﻫذﻩ اﻟﺷروط
اﻷ ا
ﯾؤﻛد ﺑﺄن اﻟﻣرض اﻟﻣﺻﺎب ﺑﻪ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌﺎﻣل ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣرﺿﺎ ﻣﻬﻧﯾﺎ إو ﻧﻣﺎ ﻣرﺿﯾﺎ ﻋﺎدﯾﺎ.
ﻧﺟد أن اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ
ﺗﻧﺣﺻر ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ طرق وأﻧظﻣﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻫذﻩ
اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ وﻣن ﺣﯾث ﺗﻌﯾﯾن واﻟﻣﻣﯾزات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ اﻷﻣراض وﻛذﻟك ﻣن ﺣﯾث
اﻟﻣدة اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻐرﻗﻬﺎ ﻓﻲ ظﻬورﻫﺎ وﺗﻛﻔﻠﻬﺎ وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺟداول ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-إن ﻧظﺎم اﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻣﻌروف أﯾﺿﺎ ﺑﻣﺻطﻠﺣﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ
-ﯾرﺗﻛز ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة أﺳﺎﺳﯾﺔ أﻧﻪ ﯾﻌﻬد إﻟﻰ ﻫﯾﺋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻠﺑث ﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﺣدة ﻣن
ﺣﯾث ﻛوﻧﻬﺎ ﻣرﺿﺎ ﻣﻬﻧﯾﺎ أم ﻻ .2وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻷﺧذ ﺑﻬذا اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻷﻣراض
اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗزام اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺑﺣث ﺣول ﻛل ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدى ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻣن وﺟود راﺑطﺔ
اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣرض واﻟﻣﻬﻧﺔ .وﺗﺳﺗﻌﯾن ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ
واﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ذو ﺣدﯾن ﻟﻪ ﻣزاﯾﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺻف أﯾﺿﺎ ﺑﻌﯾوب وﻣن ﻣزاﯾﺎ وﻋﯾوب
-وﻣن أﻫم اﻟﻣزاﯾﺎ ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل داﺋرة اﻟﺿﻣﺎن
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
ﻧﺟد ﻟﺟﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ واﻟﻣﺳؤوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﺣدﯾد
ﻧوﻋﯾﺔ واﻧﺗﻣﺎء اﻟﻣرض ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣرﺿﺎ ﻣﻬﻧﯾﺎ راﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻌﺎﻣل أو
-ﯾﺗﺻف أﯾﺿﺎ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺑﻌﯾب إﻟﻘﺎء وﺗﺣﻣﯾل اﻟﻌﺎﻣل ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن
اﻟﻣرض واﻟﻣﺻﺎب ﺑﻪ وﺑﯾن اﻟﻌﻣل ﯾﺷﻐﻠﻪ ،وأﯾﺿﺎ اﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ
وﻣن أﻫم اﻟدول اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدت ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻧﺟد اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،أﺳﺗراﻟﯾﺎ
وﻫذا اﻟﻧظﺎم ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﺟدول ﯾﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن :
اﻷول ﺗوﺿﻊ ﻓﯾﻪ ﻗﺎﺋﻣﺔ أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻣراض ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺷطر اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻛل
اﻷﻋﻣﺎل واﻷﺷﻐﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ظﻬور ﺗﻠك اﻷﻣراض ô3ﻓﺑﻣﺟرد إﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺄﺣد
اﻷﻣراض اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ واﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول ﻓﻬو دﻟﯾل ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﺎﻣل ﻣﺻﺎب ﺑﻣرض ﻣﻬﻧﻲ
ﺑدون أﯾﺔ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻣن طرف اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ .واﻟﺟدول ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾن:
-ﺟدول ﻣﻐﻠق أو ﺟﺎﻣد ﻓﺗﺣدد ﻓﯾﻪ اﻷﻣراض واﻟﻣﻬن اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺑﺑﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر
-1ﻋوﻧﻲ ﻣﺣﻣود ﻋﺑﯾدات ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،ط ،1ﻋﻣﺎن،
.153 9 8 1998
-2ﻗﺎﻟﯾﺔ ﻓﯾروز ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 43
-3راﺟﻊ اﻟﻘرار اﻟوزاري اﻟﻣﺷﺗرك اﻟذي ﯾﺣدد ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻣﺻدرﻫﺎ ﻣﻬﻧﯾﺎ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
24
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
دون اﻟﺳﻣﺎح ﻷﯾﺔ ﺟﻬﺔ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ أﻣراض ﺟدﯾدة .وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺟداول ﯾﻔﻘد اﻟﻌﺎﻣل ﺣﻘﻪ
-ﻧﺟد أﯾﺿﺎ ﻧوع أﺧر ﻣن اﻟﺟداول وﻫو اﻟ ôÂéاﻟﻣﻔﺗوح أو اﻟﻣرن ﻓﻬو ﺟدول ﯾﺗﺻف
ﺑﺎﻟﻣروﻧﺔ إذ ﯾﻣﻛن إﺿﺎﻓﺔ إو دراج ﻧوع أﺧر وﺟدﯾد ﻣن اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎر
إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟدول ،وﻟﻛن ذﻟك ﻻ ﯾﻛون إﻻ ﺑطرﯾق وﺿﻊ إﺟراءات ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ،أو ﺑﻘرار
وﻣن أﻫم ﻫذﻩ اﻟﻣزاﯾﺎ ﻧﺟدﻩ ﯾﺧﻔف ﻣن ﻋبء اﻹﺛﺑﺎت ﺑﺎﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻣرض ﻣﻬﻧﻲ ﻣن ﻗﺑل
اﻟﻌﺎﻣل Éﻷﻧﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣددت ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ
-وﻫذا اﻟﻧظﺎم أﯾﺿﺎ ﻻ ﯾﺧﻠوا ﻣن ﻋﯾوب إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺻف ﺑﻬﺎ .إذ ﻧﺟدﻩ
ﯾﺣرم ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻌﻣﺎل ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ واﻟﺗﻛﻔل ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﺑﻬم وذﻟك رﻏم إﺻﺎﺑﺗﻬم ﺑﺎﻟﻣرض
اﻟﺳﯾد ﻧﺎﯾل ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح ﻧظﺎﻣﻲ اﻟﻌﻣل واﻟﺗﺄﻣﯾن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ، -1
25
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
اﻟﻣﻬﻧﻲ 6واﻟﺳﺑب ارﺟﻊ إﻟﻰ أن اﻟﻣرض اﻟﻣﺻﺎب ﺑﻪ ﻏﯾر وارد ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟﻣﺣدد ﻷﻣراض
اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ وﻛذﻟك رﻏم اﻟﺗﺄﻛد ﻣن طﺑﯾﻌﺗﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣرض ﻣن أﺻل وﻧﺎﺗﺞ اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﺷﻐﻠﻪ.
وﻣن أﻫم اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدت ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم اﻟﺟداول ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻧﺟد
اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري اﻟذي وﺿﻊ ﺟدول ﺧﺎص ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،ﯾﺣدد ﻓﯾﻪ ،ﻧوع اﻟﻣرض،
ﺳﺑب اﻟذي أدى ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﻪ ،أﺟل اﻟﺗﻛﻔل ﺑﺎﻟﻣرض ،وأﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر طﺑﯾﻌﺔ ﻛل
ﻣرض.
إن ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻫو ﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ واﻟﻧظﺎم اﻟﺟداول ﺣﯾث أﻋط ﺣﻣﺎﯾﺔ
واﺳﻌﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻣﺎل ﻣﻊ
-وﯾﻘﺳم ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن أﻣراض ﻣﻬﻧﯾﺔ واردة ﻓﻲ اﻟﺟدول ﻓﺄﺛﻧﺎء
ﯾﺗﺿﻣن ﻋﻠﻰ أﻣراض ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻓﻠﻬذا ﻧﻘول أن ﻟﯾس ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻠﺟوء
إﻟﻰ أﯾﺔ طرﯾﻘﺔ ﻹﺛﺑﺎت إﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻷﻧﻪ ﻣﺣدد وﻣدون ﻓﻲ اﻟﺟدول.2
-وﻧﺟد ﻧوع أﺧر ﻣن اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺣﺳب ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻫﻲ اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﻐﯾر
ﻣذﻛورة وﻏﯾر ﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺈن اﻟﻌﺎﻣل
ﻣﺟﺑر ﻋﻠﻰ إﺛﺑﺎت إﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ وذﻟك ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾن
ﺗﻛﺗﺳب اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﺗﺻﯾب اﻟﻌﺎﻣل ﺻﻔﺔ اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﯾزة ﻋن اﻷﻣراض
وﻟﻬذا ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺧص اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺑﻌدة ﺧﺻﺎﺋص وﺷروط ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻷﻣراض وذﻟك ﻟﺗﺣدﯾدﻫﺎ وﻣﻌرﻓﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن أﺟل ﺗﺳﻬﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻛﻔل ﻣن ﻗﺑل ﻫﯾﺋﺔ
اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺣﺻوﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ وﻣن أﻫم ﻫذﻩ اﻟﺷروط
ﻧﺟد:
-ﯾﺗﻣﯾز اﻟﻣرض ﻣﻬﻧﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺗﻛون ﺑﺑطء وﯾﺗطور ﺗدرﯾﺟﯾﺎن وﻻ ﯾظﻬر إﻻ ﺑﻌد ﺣﯾن.1
واﺛﺑﺎت ﻫذﻩ اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﯾﺗم ﻋن طرﯾق ﻓﺣوﺻﺎت طﺑﯾﺔ ﻋﻧد طﺑﯾب ﻣﺧﺗص ﯾﺧﺗﺎرﻩ
اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر ﯾﺷرف ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟﺻﺣﯾﺔ ،وﯾﻘوم ﺑﺗﺣرﯾر ﺷﻬﺎدات طﺑﯾﺔ ﺗﺣدد ﻓﯾﻬﺎ ﺑدﻗﺔ
أوﺿﺎﻋﻪ .2
-ﻛل ﻣرض وارد ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟﻣﺣدد واﻟﺧﺎص ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻣرﺿﺎ ﻣﻬﻧﯾﺎ،
وﻟﻛن ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻛل ﻣرﺿﺎ ﯾﻧﺷﺄ ﻋن ﻋﻣل ﻣرﺿﺎ ﻣﻬﻧﯾﺎ إذا ﻟم ﯾﻛن وارد ﻓﻲ ﺟدول اﻟﺧﺎص
-أن ﯾﻛون ﻟﻠﻌﺎﻣل ﺻﻠﺔ ﺑذﻟك اﻟﻌﻣل إذ ﯾﻛون ﻗد ﻋﻣل ﻓﻲ إﺣدى اﻟﻣﻬن اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ
-وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻣرض وارد ﻓﻲ اﻟﺟدول وﻟﻛن اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾؤدﯾﻪ ﻟﯾس ﻣن
ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤدي ﻟﻬذا اﻟﻣرض وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺟدول ﻓﻼ ﯾﻌد ﻣرﺿﺎ ﻣﻬﻧﯾﺎ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟدﻗﯾق.2
-أن ﯾﻛون ظﻬور اﻟﻣرض اﻟذي أﺻﯾب ﺑﻪ اﻟﻌﺎﻣل ﻗد ظﻬر ﻓﻌﻼ إﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدة اﻟزﻣﻧﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻋﻣﻠﻪ أي ﻣزال ﻋﺎﻣﻼ .أو ظﻬر اﻟﻣرض ﺑﻌد ﻣدة ﻣن
ﺗوﻗﻔﻪ ﻋن اﻟﻌﻣل ،ﻷن اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻻ ﯾظﻬر ﻓﻲ ﻣدة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة ﯾﻣﻛن أن
ﯾظﻬر ﻓﻲ ﻣدة ﻗﺻﯾرة ﻣن اﻟﻌﻣل أو ﺑﻌد ﻣدة زﻣﻧﯾﺔ طوﯾﻠﺔ ﻗد ﺗﺻﺑﻪ ﺣﺗﻰ ﺑﻌد ﻣرور 30
-وﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﺷرط ﻣدة اﻟﻌﻣل ﻣﻠزم اﻟﺗطﺑﯾق ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﻣن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣرض أو اﻟﻌﺟز اﻟﻧﺎﺗﺞ
اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻌﺎﻣل أو ﻓﻲ ﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾﻌﻣل ﻓﯾﻪ )ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ وراﺑطﺔ ﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن
-1ﻗرار وزاري ﻣﺷﺗرك اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ،1997 ú=ŠŠ 9اﻟﻣﺣدد ﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ
اﻟﻌﻣﺎل ﻣﻌرﺿﯾن ﻷﺧطﺎر اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ )ج.ر .(75
-2ﻣﺻطﻔﻰ أﺑو ﻋﻣر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .316
-3ﻗرار ﻣ ازري ﻣﺷﺗرك ،اﻟﻣﺣدد ﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻣﺎل ﻣﻌرﺿﯾن ﻷﺧطﺎر ﻣﻬﻧﯾﺔ،
ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
28
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
اﻟﻌﻣل واﻟﻣرض(( وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﻬم إن ﻋﻣل اﻟﻣﺗﺿرر ﻣدة زﻣﻧﯾﺔ طوﯾﻠﺔ أو ﻣدة
زﻣﻧﯾﺔ ﻗﺻﯾرة .أﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض ﻣن اﻟﺣﺎﻻت ﻗد ﯾؤدي اﻟﻣرض اﻟذي أﺻﯾب ﺑﻪ اﻟﻌﺎﻣل إﻟﻰ
وﻓﺎﺗﻪ ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ذي اﻟﺣﻘوق ﻫم اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن واﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺗﺣدﯾد ﻣدى اﻧﺗﺳﺎب اﻟﻣرض
اﻟذي ﻋﺎﻧﻰ ﻣﻧﻪ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗوﻓﻰ ﻣن ﺟراء اﻟﻣرض إﻟﻰ اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ أو إﺛﺑﺎت اﻟطﺎﺑﻊ
اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﻣرض éوذﻟك ﻋن طرﯾق ﺗﺷرﯾﺢ اﻟﺟﺛﺔ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟرﻓض ﻣن ﻗﺑل ذوي اﻟﺣﻘوق
29
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
إن اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺗرﺗﻛز ﻋﻠﻰ ﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر ﺑﻣﺟرد
إﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﯾﺻرح ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺑﺈﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﻣرض ﻣﻬﻧﻲ ﺑﻣﺟرد ﺗﺄﻛدﻩ
ﺑﺈﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﺄﺣد اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،1وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻏﺎﺋﺑﺎ أو ﻣﺳﺎﻓ ار
ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر أن ﯾﺻرح ﺑﺈﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﺑﻧﻔﺳﻪ ﻟدى ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣوت ذﻟك اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر ﻓذوي ﺣﻘوﻗﻪ ﻫم اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺎﻟﺗﺻرﯾﺢ
أﻣﺎم ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻪ اﻟﻌﺎﻣل ﻟدى ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ .2إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻟزاﻣﯾﺔ اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟﻣرض ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل وﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﻣن
ﻗﺑل اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر ﻧﺟد أن ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻣﻠزﻣﺗﻪ ﺑﺣد ذاﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ
اﻟذي أﺻﯾب ﺑﻪ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻣﺟرد ﺳﻣﺎﻋﻪ إﻋﻼﻣﻪ ﺑﺈﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ إﻣﺎ ﻣن
ﻗﺑل ﻫذا اﻷﺧﯾر أو ﻣن ﻗﺑل ذوي اﻟﺣﻘوق ،وﻋدم ﺗﺻرﯾﺣﻪ ﺑﺈﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ
ﻟدى ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﻌرﺿﻪ ﻟﻠﺟزاء واﻟﻌﻘﺎب .وذﻟك وﻓق اﻹﺟراءات واﻟﺷﻛﻠﯾﺎت
-1ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،غ إ ،ﻣﻠف رﻗم 77347ﻣؤرخ ﻓﻲ " 21992/02/17ﻣن اﻟﻣﻘرر ﻗﺎﻧوﻧﺎ
أن ﻛل ﻣرض ﻣﻬﻧﻲ ﯾﺳﺗوﺟب اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﻪ ﻟﻠﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﺛﺎﺑﺗﺎ ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺣﺎ73 7
اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻗدم ﺷﻬﺎدات طﺑﯾﺔ دون اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﺻرﯾﺢ ...واﻟﻘﺿﺎء ﺑﻐﯾر ذﻟك ﯾﻌد ﺧرﻗﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون" .
ﻋدد ﺧﺎص ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،ج .137-134 ~ w ú1997 22
-2ﻗﺎﻟﯾﺔ ﻓﯾروز ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 49
30
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
اﻟﺗزاﻣﺎت ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺈﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ إﻟﻰ ﻣﻔﺗش
اﻟﻌﻣل طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 3/13ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 13-83اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣوادث
اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ 44ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺟﻬﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺗوﻓﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ
ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر ﺑت ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣﻘدم ﻋﻧدﻫﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣرﯾض وﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل
اﻟﻣطﻠب اﻷول
إن اﻟﺗﺻرﯾﺢ واﺛﺑﺎت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻫﻲ ﻣن أوﻟوﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر ﻷﻧﻪ
اﻟﺷﺧص اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﯾﻌﻠم ﺑﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟﺻﺣﯾﺔ ،إذ ﯾﺑدي ﻓﻲ أول اﻷﻣر ﺑﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺈﺻﺎﺑﺗﻪ
ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ أﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ،5ﻫﻲ ﻣن أوﻟوﯾﺎت
-2ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﻣراد ،ﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،دار اﻟﻛﺗﺎب واﻟوﺛﺎﺋق
اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،ﻣﺻر ،ص 351
-2أﻣر رﻗم 19-96اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 5ﯾوﻟﯾو 1996اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ
- 3ﻗﺎﻧون رﻗم 8-11اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 5ﻣﺎي 2011اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ
-4اﻟﻣﺎدة 13ﻓﻘرة 3ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ،13-83ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق
-5
ﺑن ﺻﺎري ﯾﺎﺳﯾن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 45
31
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
اﻟﻔرع اﻷول
إن اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب ﺑﺎﻟﻣرض ﻫو اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺈﺛﺑﺎت إﺻﺎﺑﺗﻪ وﺗﺣدﯾد ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣرض
اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣرض ﻣﻬﻧﻲ أو ﯾﺛﺑت طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣرض ﻣن ﻗﺑل ذوي اﻟﺣﻘوق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
وﻓﺎﺗﻪ ،ﺛم ﯾﻠﯾﻬم طﺑﯾب اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﺟري ﻟﻪ ﻓﺣوﺻﺎت واﻟﺗﺷﺧﯾﺻﺎت ﺣﯾث ﯾؤﻛد ﻣن
ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻣدى إﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﻧﺷﺎط اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ رﻏم وﺟود
ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻣل واﻟﻣرض ،وﺗﺣدﯾد ﻧوع اﻟﻣرض اﻟﻣﺻﺎب ﺑﻪ ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﯾﻘوم
اﻟطﺑﯾب ﺑﺎﺳﺗﺧﻼص اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣن اﻟظواﻫر اﻟﺗﻲ ﺗﺑﯾﻧت ﻟﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔﺣص اﻟطﺑﻲ وﺗﻔﺳرﻩ
ﻟﻸﻋراض اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣرﯾض ،وذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ،
إن اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻫو أول إﺟراء ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻪ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب ﺑﻌد ﺗﺄﻛدﻩ ﻣن
ﻓﻲ إو ﻋﻼم ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻪ اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ أول اﻷﻣر ،وﯾﻌﻠم
ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﺗﻌذر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب إﻋﻼم ﺻﺎﺣب
اﻟﻌﻣل ﻋن إﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﻣرض ﻣﻬﻧﻲ 11ﻓﻣن اﻟﻣﻘرر ﻗﺎﻧون ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣدة اﻟﺗﺻرﯾﺢ ،ﯾﺗم
أﺷﻬر اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻲ )(03 ﯾوﻣﺎ وﺛﻼﺛﺔ 15 ﺿﻣن اﻵﺟﺎل اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺗراوح ﻣﺎ ﺑﯾن
اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟطﺑﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻣرﯾض وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 71ﻓﻘرة 2ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 3213-83وﻣدﯾرﯾﺔ
اﻟﺻﺣﺔ اﻟوﻻﺋﯾﺔ واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ واﻷﻣن ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 69ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 13-83اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر .ﻫو Éé éôﺟوﻫري ﯾﺟب اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ ﻗﺑل أي دﻋوى
ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ اﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﻪ اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ .ﯾؤﺧذ
اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﻪ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣرﯾض ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر وﻟو ﻛﺎن ﻣن ﺑﺎب
اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﺳﺗﻧﺎدا ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 73ﻓﻘرة 3ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 13-83اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،ﻓﯾﺣق ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ إﺟراء أﺧر وﻫو اﻟطﻌن ﻓﻲ
-1أﺣﻣﯾﺔ ﺳﻠﯾﻣﺎن ،آﻟﯾﺎت ﺗﺳوﯾﺔ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻣل واﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋر5ي -2 0
دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر183 0 32003،
-2اﻟﻣﺎدة 73ﻓﻘرة 2ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،13-83ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-3اﻟﻣﺎدة 73ﻓﻘرة 3ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،13-83ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
*ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،غ إ ،ﻣﻠف رﻗم 167320ﻣؤرخ ﻓﻲ 18دﯾﺳﻣﺑر " 81998إﯾداع ﺷﻬﺎدة
طﺑﯾﺔ ﻟدى ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻻ ﯾﻌﻔﻲ اﻟﻌﺎﻣل ﻣن ﺗﺑﻠﯾﻎ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻓﻘﺎ
ﻟﻠﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ" .108-105 6 3 0 2000 82 é éô .R
33
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
وﯾﻛون اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﻣدﻋم ﺑﺷﻬﺎدة وﺻﻔﯾﺔ 1ﺗﺛﺑت ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻫل اﻷﻣر اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣرض ﻣﻬﻧﻲ أم
ﻣﺟرد ﻣرض ﻋﺎدي وﻻ ﺑﻣﺟرد ﺗﺻرﯾﺣﺎت ﺷرﻓﯾﺔ ﺗﺛﺑت إﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﻣرض ﻣﻬﻧﻲ.
و ﻧﺟد ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﺷﻬﺎدة ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﻛﯾﯾف اﻟﻣرض ،واﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺻﺎب
وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺷﺧﯾص و ﺗﺣدﯾد ﻧوع اﻟﻣرض اﻟﻣﺻﺎب ﺑﻪ وﻫﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣرﺣﻠﺔ
2
ﯾﺣﺎول ﻓﯾﻬﺎ اﻟطﺑﯾب ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣرض ودرﺟﺔ ﺧطورﺗﻪ ،وﺟﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﺣﯾط ﺑﻪ اﻟﻔﺣص اﻟطﺑﻲ
ﻣن ظروف اﻟﻣرﯾض .3وﯾﺗم ذﻟك ﻋن طرﯾق ﺗﺣرﯾر ﺷﻬﺎدﺗﯾن طﺑﯾﺗﯾن )اﻟﺷﻬﺎدة اﻷوﻟﻰ
*اﻟﺷﻬﺎدة اﻷوﻟﯾﺔ :ﻫﻲ اﻟﺷﻬﺎدة اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟطﺑﯾب ﻟﻠﻣرﯾض ﯾﺣدد ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل )اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺟم ﻋن اﻟﻣرض(( وﯾﺣدد أﯾﺿﺎ ﻣﺻدر اﻹﺻﺎﺑﺔ
ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ وﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺷﻬﺎدة ﻓﻲ ﻧﺳﺧﺗﯾن ﺗرﺳل اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻓورﻫﺎ إﻟﻰ ﻫﯾﺋﺔ
-1رﻣﺿﺎن ﺟﻣﺎل ﻛﻣﺎل ،ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷطﺑﺎء واﻟﺟراﺣﯾن اﻟﻣدﻧﯾﯾن ،ط ،1اﻟﻣرﻛز اﻟﻘوﻣﻲ
ﻟﻺﺻدارات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻣﺻر30 0 52005 ،
-2ﻋن اﻟﺷﻬﺎدات اﻟوﺻﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر ﻻ ﺗﻌﺗﺑر ﻛﺈﺛﺑﺎت ﻋن إﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﻣرض ﻣﻬﻧﻲ
إﻻ إذا ﻛﺎﻧت ﺷﻬﺎدة وﺻﻔﯾﺔ.
-3ﻓرﯾد ﻋﯾﺳوس ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .38
-4ﺗﺳﺎؤﻻﺗﻛم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺣول اﻟﻌﻣل ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .62
-5اﻟﻣﺎدة 22ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،13-83ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق
34
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
*اﻟﺷﻬﺎدة اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ :1ﻫﻲ ﺷﻬﺎدة اﻷﺧﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻲ اﻟﺷﻬﺎدة اﻷوﻟﻰ اﻟﻣﺣررة ﻣن طرف
اﻟطﺑﯾب إذ ﯾﺗوﺻل ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﻗرار ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻣرﯾض ،إﻣﺎ
اﻟﺷﻔﺎء اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﺣﯾث ﻟم ﯾﺧﻠف اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ أي ﻋﺎﻫﺔ إو ﺻﺎﺑﺔ داﺋﻣﺔ أو ﻋواﻗب ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﺧﻠف اﻟﻣرض ﻋﺟز داﺋم ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺷﻬﺎدة ﺗﺣدد ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز ،واﻟﺷﻬﺎدة
ﺗﺣرر ﺑﻧﺳﺧﺗﯾن اﻟﻧﺳﺧﺔ اﻷوﻟﻰ ﺗرﺳل إﻟﻰ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺳﻠم اﻟﺷﻬﺎدة
وﻫﺎﺗﯾن اﻟﺷﻬﺎدﺗﺎن )اﻷوﻟﻰ واﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ( اﻟﺗﻲ ﺗرﺳﻼن ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺳرﻋﺔ إﻟﻰ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن
.وأﯾﺿﺎ ﺗﺗﺎﺑﻊ ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ ﺗطورات اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر إذا ﻣﺎ ﺗﺣﺳﻧت Qé
ﺑﻌد ﻋﻠم ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﺈﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻣرض ﻣﻬﻧﻲ ،وﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻟﻠﺷﻬﺎدات
اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﻣﺣررة ﻣن ﻗﺑل اﻟطﺑﯾب ،إذ ﺗﻣﻧﺢ ﺑدورﻫﺎ ﻟﻠﻣرﯾض وﺛﯾﻘﺔ ﯾذﻛر ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت أﻫﻣﻬﺎ :اﻻﺳم اﻟطﺑﻲ ﻟﻠﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ،اﺳم ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل وﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻣﻬﻧﺔ
-اﻟﺷﻬﺎدة اﻟطﺑﯾﺔ ﺗﺑﯾن ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻣرض واﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ظﻬورﻩ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
ﻛل ﻫذﻩ اﻟوﺛﺎﺋق ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﻠف ﯾﻘدم ﻟدى ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
ﺗﻘوم ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﺑدورﻫﺎ ﺑﺎﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ﻣن طرف طﺑﯾب ﻣﺧﺗص ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻬذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ،
وﻛذﻟك اﻟﺑت ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣﻘدم ﻣن طرﻓﻪ ﺳواء ﺑﺎﻟﻘﺑول أو ﺑﺎﻟرﻓض ،2ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻘﺑول ﻓﺈن
اﻟﻣؤﻣن ﺗﻘدم ﻟﻪ اﻻداءات اﻟﻼزﻣﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﻋن اﻹﺻﺎﺑﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺣددﻫﺎ
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم -11-83أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻓض اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﻣرض ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ
ﯾﺳﺗﻔﯾد اﻟﻌﺎﻣل ﻣن أﯾﺔ أداءات ﻣن ﻗﺑل اﻟﻬﯾﺋﺔ ،وﻋدم اﻟﺗﺻرﯾﺢ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻣرض ﻣﻬﻧﻲ
ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل إو ﻋﻼﻣﻪ ﻋن أوﺿﺎﻋﻪ اﻟﺻﺣﯾﺔ ،ﻓﻼ ﯾﻛون ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋﻠﻰ دراﯾﺔ ﺑﻣرض
اﻟﻌﺎﻣل وﻻ ﻋﻠﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل أي ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون رﻗم 13-83اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣوادث اﻟﻌﻣل
واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻟﻌدم ﺗﺻرﯾﺣﻪ إﻟﻰ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،و ﻋدم إﺑﻼغ اﻟﻣﺗﺿرر
ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﺑﺈﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻟﯾﺳت ﻣﺟﺑرة ﻋﻠﻰ
-1ﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .29
-2ﺳﻧطرق إﻟﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣذﻛرة ﺣﯾث ﺳﻧدرس ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﯾل اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ رﻓض اﻟﻣﻠف اﻟﻣﻘدم ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣرﯾض أﻣﺎم ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
-3ﺳﻣﺎﺗﻲ اﻟطﯾب ،ﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،دار اﻟﻬدى ،ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر0 32013 ،
.64
36
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻛون ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻣﺳؤوﻻ ﻋن ﺗﺑﻠﯾﻎ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋن إﺻﺎﺑﺔ ﻋﺎﻣل ﺑﻣرض
ﻣﻬﻧﻲ .ﻷﻧﻪ ﻫو اﻟرﻗﯾب واﻟﻣﺷرف ﻋﻠﻰ ﻋﻣﺎﻟﻪ إذ ﯾﺻرح ﺑﺈﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻣؤﺳﺳﺗﻪ
وذﻟك ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌد ﻋﻠﻣﻪ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وذﻟك ﺿﻣن اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
ﻋدم ﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺈﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﯾﻔرض اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل =Jéء ﻷﻧﻪ اﻟﻣﺳؤول اﻟذي
ﯾﻌﻠم ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﻣرض اﻟﻌﺎﻣل1 êﯾﺗم اﻟﺗﺻرﯾﺢ وﻓق اﻟﺷﻛﻠﯾﺎت واﻹﺟراءات
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ 11إو ﻻ رﻓض اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﻟﻌدم اﺣﺗرام اﻹﺟراءات اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 13-83اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ وأﯾﺿﺎ ﻟﻠﺗﺻرﯾﺢ
أوﻻ-اﻟطرق واﻵﺟﺎل اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻣن ﻗﺑل ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل :
إن اﻟﺗﺻرﯾﺢ إو ﻋﻼم ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻫو اﻟﺗزام ،ﯾﻘﻊ أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ
ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ،ﺑﻣﺟرد ﺳﻣﺎﻋﻪ ﺑﻣرض اﻟﻌﺎﻣل إﻣﺎ ﻣن ﻗﺑل ﻫذا اﻷﺧﯾر أو ﻣن ﻗﺑل ذوي
وﻗد أﻟزم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺈﺻﺎﺑﺔ أﺣد اﻟﻌﻣﺎل 11ﺑﺎﻷﻣراض
اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻣﻊ اﺣﺗرام اﻹﺟراءات واﻵﺟﺎل اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑذﻟك .واﻹﻟزام
أﻟزﻣت اﻟﻣﺎدة 2/71ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 13-83اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر ﻋﻠﻰ أن ﯾﻘوم ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل
ﺑﺎﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ ﻏﺿون 48ﺳﺎﻋﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻠﻣﻪ ،دون ﺣﺳﺎب أﯾﺎم
اﻟﻌطل واﻷﻋﯾﺎد.2
واﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺗﺻرﯾﺢ ﻻ ﯾﺄﺧذ ﺣﺳب ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺟﺳﺎﻣﺔ Šﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣرض
ﯾﻌﺎﻗب ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل أو ﻣدﯾر اﻟﻣؤﺳﺳﺔ أو ﻣن ﯾﻣﺛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻣﺎدة 69ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون 13/83اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ دﻓﻊ ﻏراﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻔﺎﺋدة ﻫﻲ
ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻗدرﻫﺎ %0.1ﻋن ﻛل ﯾوم ﻣن اﻟﺗﺄﺧﯾر ﺗﺣﺳب ﻋﻠﻰ اﻷﺟور
اﻟﻣدﻓوﻋﺔ ﺧﻼل اﻟﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر اﻟﻔﺎرطﺔ 33وﺗﺿﺎﻋف اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻛرار اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ 34وأن
ﻋدم اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻣن ﻗﺑل ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ،ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﻣﻧﻌﺗﻪ
ﻋن اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺈﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل وﻗد ﺣددت اﻟﻣﺎدة 13ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 13-83اﻟﻣدة
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
ﻧﺟد أن ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣﻠزﻣﺔ أﯾﺿﺎ ﺑﺗﻘدﯾم ﺗﺻرﯾﺣﺎت ﺑﺈﺻﺎﺑﺔ اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ.
ﺣﯾث ﺗﻘوم ﺑﺗﺻرﯾﺢ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺑﺈﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻣرض ﻣﻬﻧﻲ ﻟﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺷرف ﻋﻠﻰ
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ أو ﻟﻣوظف اﻟذي ﯾﻣﺎرس ﺻﻼﺣﯾﺗﻪ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﺗﺷرﯾﻊ ﺧﺎص ،وذﻟك وﻓﻘﺎ
ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧون ،وأﯾﺿﺎ اﻟﻣﺷرع أﻟزم اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺈﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل
ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﺷﻐﻠﻪ .2وﻻ ﺗﻠﺗزم ﺑﺂﺟل ﻣﻌﯾن ﺑﺎﻟﺗﺻرﯾﺢ إو ﻧﻣﺎ
واﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗدﻟﻲ ﺑﻪ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﻘوم وﻓق ﻟﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة
إن إﻟزام اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﺎﻟﺗﺻرﯾﺢ ﻓو ار ﻋﻠﻣﻬﺎ ﻟﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل
ﺑﺈﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ،ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ ﻋن طرﯾق ﺗﺄﻛد إو ﺛﺑﺎت ﻣن ﺧﻼل
اﻟﺗﺣرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ﻣﻔﺗش اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل وﻫل اﻟﻌﺎﻣل
ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺳؤوﻻ ﻋن ﺗﻌرﺿﻪ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣرض 11وﻣدى اﻧﺗﻣﺎء اﻟﻣرض اﻟذي أﺻب ﺑﻪ
اﻟﻌﺎﻣل إﻟﻰ ﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾﺷﺗﻐل ﻓﯾﻪ واﺛﺑﺎت إﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ وذﻟك ﻗﺑل ﺗﻘدﯾم
ﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻟﻠﻣﺗﺿرر.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻘد ﺣدد اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 13-83اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر إﺟراءات اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ واﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻷﻣراض
اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ وﻛذا اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻣﻠف واﻟﺣق اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻋن اﻹﺻﺎﺑﺔ وﻣﺑﻠﻎ اﻟرﯾﻊ واﻻداءات ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﺗﻌﺗﺑر ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺟﻬﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض رﻗﺎﺑﺗﻬﺎ وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺣﺎل
ﻟﻠﻣﺗﺿرر ﻋن طرﯾق أطﺑﺎء ﻣﺧﺗﺻﯾن ﯾﺗﺎﺑﻌون اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر وﺗﺣدﯾد
اﻧﺗﺳﺎب اﻟﻣرض ﻟﻸﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ أي اﻧﺗﺳﺎﺑﻪ ﻟﻠطﺎﺑﻊ اﻟﻣﻬﻧﻲ وﻗﺑول أو رﻓض اﻟﻣﻠف
اﻟطﺑﻲ اﻟﻣدﻓوع ﻟدﯾﻬﺎ ﻣن طرف اﻟﻣﺗﺿرر ،ﻷﻧﻪ ﯾرﺗب أﺛﺎر ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻋﻠﻰ
ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ ،واﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻫﻲ اﻟطرﯾﻘﺔ
اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣﻲ ﺑﻬﺎ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ واﻛﺗﺷﺎف اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﻪ.
اﻟﻔرع اﻷول
1
اﻟﺑـت ﻓﻲ اﻟﻣـﻠف
ﺑﻌد إﺗﻣﺎم ﻛل إﺟراءات اﻟﺗﺻرﯾﺢ اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﻬﺎ أﻣﺎم ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ إﻣﺎ ﻣن طرف
اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر أو ذوي اﻟﺣﻘوق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة اﻟﻌﺎﻣل أو ﻛﺎن اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﻣن ﻗﺑل ﺻﺎﺣب
اﻟﻌﻣل ،ﻓﯾﺗﻛون ﻣﻠف ﻋﻧد ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣرض
اﻟﻌﺎﻣل ،ﻓﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺑت ﻓﻲ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﻣرض ﻷن ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﻣﻠزﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺑت
ودراﺳﺔ اﻟﻣﻠف اﻟﻣﻘدم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗواﻫﺎ ﻗﺑل ﺗﻘدﯾم ﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣرﯾض وذﻟك ﺿﻣن
اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
أوﻻ-آﺟﺎل اﻟﺑت ﻓﻲ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﻣرض ﻣن ﻗﺑل ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ :
إن ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣﺟﺑرة وﻣﻠزﻣﺔ ﻓﻲ ﺑت ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣﺗﻛون ﻋﻧدﻫﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ
ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 16ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم " 13-83ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗوﻓر ﻟدى ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﻠف وﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟﺣﺎدث ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺑت ﻓﻲ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﻬﻧﻲ
أي ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻔﺻل طﺎﺑﻊ اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﻣرض اﻟذي أﺻﯾب ﺑﻪ اﻟﻌﺎﻣل ﻣن
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﺗﺟﺎوزت ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﻣدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة 16ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 13-83اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر ﻓﯾﻌﺗﺑر اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﻣرض ﺛﺎﺑﺗﺎ.
ﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﻣرض اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﻲ
ﻣﻧﻪ اﻟﻌﺎﻣل ،ﻋن طرﯾق إﺻدار ﻗرار ﯾﺗﺿﻣن اﻟرﻓض ،وذﻟك اﺳﺗﻧﺎدا ﻟﻣﺎ ﺗوم ﺗداوﻟﻪ ﻣن
طرف ﻟﺟﻧﺔ ﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ .ﻓﻬﻧﺎ ﺗﻠﺗزم
ﺑﺈﺷﻌﺎر اﻟﻣﺻﺎب أو ذوي اﻟﺣﻘوق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻘرار رﻓض اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﻣرض
ﺧﻼل ﻋﺷرﯾن ) (20ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻠﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ 33وذﻟك ﻋن طرﯾق رﺳﺎﻟﺔ
ﻣوﺻﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻊ طﻠب اﻹﺷﻌﺎر ﺑﺎﻻﺳﺗﻼم ،ﻋﻣﻼ ﻟﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 17ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 13-83اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :إذا اﻋﺗرﺿت ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﺣﺎدث ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗﺷﻌر اﻟﻣﺻﺎب .4 "...
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘوم ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﺑﺗﻘدﯾم أداءات ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻻﺣﺗﯾﺎط ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم إﺷﻌﺎرﻫﺎ ﻟﻠﻣﺻﺎب أو ذوي اﻟﺣﻘوق ﺑﻘرار اﻟرﻓض ﻋن طرﯾق إﺟراءات اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ
-1ﺳﻣﺎﺗﻲ اﻟطﯾب ،ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص55
-2ﻗﺎﻟﯾﺔ ﻓﯾروز ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص127
-3ﺑن ﺻﺎري ﯾﺎﺳﯾن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 49
-4اﻟﻣﺎدة 17ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،13-83ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق
42
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
إن ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺗﻘوم ﺑدراﺳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ وﻣﻌﻣﻘﺔ ﻟﻠﻣﻠف ﻗﺑل اﺗﺧﺎذ أي ﻗرار إﻣﺎ
ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر أو ﺿد ﻫذا اﻷﺧﯾر ،ﺣﯾث ﻣﻧﺢ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﺧﻼل
اﻟﻣﺎدة 19ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 13-83اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر أﻧﻬﺎ ":ﺗؤﻫل ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﺗﺟري ﻗﺻد دراﺳﺔ اﻟﻣﻠف ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ إدارﯾﺎ داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﻣﺻﺎب
وذﻟك ﻟﺗﺣدﯾد اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﻬﻧﻲ ،1"...وﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻧﻘول ﺑﺄن ﻗﯾﺎم ﺑﺈﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾق
إداري
داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺷﺗﻐل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل ﯾﺗم ﻋن طرﯾق ﻣراﻗﺑون ﺗﻠﻘوا ﺗﻛوﯾﻧﺎ ﺧﺎﺻﺎ
ﻟﻠﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ ﻟﺟﻧﺔ ﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ أﻫداف ﺗدوﻧﻬﺎ وﺗﺻرح ﺑﻬﺎ ﻛﺗﻘرﯾر ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺿر اﻟذي ﺗﻌدﻩ وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ
-ﻣدى وﺟود اﺣﺗﻣﺎل ﺧطﺄ أو ﺳﺑب ﻣﺗﻌﻣد إﻣﺎ ﻣن ﻗﺑل ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل أو ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌﺎﻣل
اﻟﻣﺗﺿرر أو ﻣن اﻟﻐﯾر وﻣﻌرﻓﺔ ﻣدى إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺗﺻﺎل اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺳﻠوك ﻓﺎﺣش ﻣن اﻟﻌﻣل.1
-ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﻣﺛل ذﻟك اﻟﻣرض ﻫﻲ اﻷول ﺣﺎﻟﺔ أو ﻫﻲ ﺗﻛرار ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ
-ﺗﺄﻛد ﻣﺎ إذا وﺟد ذوي اﻟﺣﻘوق ﻣن ﻋدﻣﻬم ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب ،وﻋﻠﻰ إﺛر اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟذي
ﺗﺳﺗﻧﺗﺟﻪ ﻟﺟﻧﺔ ﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺗﺗوﺻل ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ إﻣﺎ
ﻟرﻓض اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﻣرض أو ﺗﺄﻛﯾد اﻧﺗﺳﺎب اﻟﻣرض اﻟذي أﺻﯾب ﺑﻪ اﻟﻌﺎﻣل ﻟﻠطﺎﺑﻊ.2
إﺟراء ﺗﺣﻘﯾق ﺣول اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣرض اﻟذي أﺻﯾب ﺑﻪ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻣﺟرد ﻋﻠم ﻫﯾﺋﺔ
اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﻣرض اﻟﻌﺎﻣل ﺗﻘوم ﻋن طرﯾق ﻟﺟﻧﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ .اﻟﺗﻲ ﺗﻌرض ﻣﻠف
اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ واﻟﺗﻘرﯾر اﻟذي ﺗوﺻﻠت إﻟﯾﻪ ﺑﻌد اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾن:
-طﺑﯾب ﻣﺳﺗﺷﺎر.
-1
رﻣﺿﺎن ﺟﻣﺎل ﻛﺎﻣل ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 325
-2ﺳﻣﺎﺗﻲ اﻟطﯾب ،ﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص57
44
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
ﺳﺑﺑﯾﺔ ﻣﻊ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل ،وﻟﻬذا ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أﻋطﻰ ﺗﻌرﯾﻔﺎ
ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻬذﻩ اﻷﻣراض ﻻرﺗﺑﺎطﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗطورات اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ وﺗطور اﻟطب ﺣﯾث ﯾﺗم اﻛﺗﺷﺎف أﻣراض
واﻟﻣﺷرع أﺧذ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﺟداول ﻟﺗﺣدﯾد ﻫذﻩ اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ واﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﻬﺎ
وﻣدة اﻟﻼزﻣﺔ ﻟظﻬورﻫﺎ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﻧﺳﺑﺔ ﻣن اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن طرف ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،إﻻ أن اﻟﻌﺎﻣل ﻻ ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ
ﻫذﻩ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت إﻻ ﺑﻌد ﺗﺻرﯾﺣﻪ ﺑﺈﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣرض وأﯾﺿﺎ إﺛﺑﺎﺗﻪ ﺑﺄن اﻟﻣرض اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﻲ
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ أن اﻟﻣرض اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻪ اﻟﻌﺎﻣل ﻏﯾر ﻣﺣدد ﻓﻲ اﻟﺟدول ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ إن
اﻟﻣرﯾض ﻣﺟﺑر ﻋﻠﻰ إﺛﺑﺎت اﻧﺗﺳﺎب اﻟﻣرض اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ ﻣﻧﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﺷﻐﻠﻪ.
واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻣن ﻗﺑل ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﯾﻛون ﺑﻌد ﺗﺻرﯾﺢ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل
ﺳﻣﺎﺗﻲ اﻟطﯾب ،ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 53 -
1
-ﺑﻌد إﺟراء اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﻣرض اﻟذي أﺻﯾب ﺑﻪ اﻟﻌﺎﻣل -ﺗﺻدر
اﻟﺟﻧﺔ ﻗ ارراﺗﻬﺎ ﺑﺎﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻣﻬﻣﺗﻬﺎ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﻣﻠﻔﺎت اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﻗدﻣت ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
45
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري
ﺣﯾث ﻧﺟد أن ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻌﻣﺎل ﻟم ﯾﺻرح ﺑﻬم ﻟدى ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وأﺛﻧﺎء
إﺻﺎﺑﺗﻬم ﺑﺄﺣد اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺈن اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر ﻟﯾس ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻠﺟوء
إﻟﻰ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت إو ﻧﻣﺎ ﯾﻌود ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل.
46
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
-اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ-
48
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
إن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أﻟﺣق وأﻟزم ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻟﻠﻌﻣﺎل
اﻟذﯾن ﺗﻌرﺿوا ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺄﺣد اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،ﻧﺎﻗﻼ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌوﯾض ﻣن ﺻﺎﺣب
اﻟﻌﻣل إﻟﻰ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻓﻬﻲ اﻟﻬﯾﺋﺔ واﻟﺟﻬﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﺗﻌوﯾﺿﺎت
ﻟﻠﻌﻣﺎل اﻟﻣﺗﺿررﯾن إذ أﻧﻘﺻت أو أذﻫﺑت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻗدرﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺳب،
وﺗﻌوﯾض ﻋﺎﺋﻠﺗﻬم وذوي اﻟﺣﻘوق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ،وﯾﻛون
اﻟﻌﻣﺎل ﻗد دﻓﻌوا اﺷﺗراﻛﺎت ﺑﻧﺳب ﻣﻌﯾﻧﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻻﺷﺗراﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﯾدﻓﻌﻬﺎ ﺻﺎﺣب
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻬﻲ ﺗﺳﻌﻰ
إﻟﻰ اﻟﺗﻛﻔل ﺑﻬؤﻻء اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن ،إذ ﻫﻲ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﺗﻘدﯾم ﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻟﻠﻣﺗﺿررﯾن
ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣﺻﺎﺑون ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ .ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ ﺗﻘوم أوﻻ
ﺑوﺿﻊ ﻣﺧطط ﺧﺎص ﺗﻧﺗﻬﺟﻪ ﻗﺑل دﻓﻊ ﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻟﻠﻣﺗﺿرر ﻣن اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،إذ ﺗﻘوم
ﺑﺎﻟﺗﺻﻧﯾف اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺣﺳب اﻷﻋراض واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﻠﻔﻬﺎ وﺗظﻬر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل
داﺧﻠﯾﺎ أو ﺧﺎرﺟﯾﺎ ،وﻛذﻟك ﺗﺻﻧﯾف ﻫذﻩ اﻷﻣراض ﺣﺳب ﻧﺳﺑﺔ ﻋﺟزﻫﺎ .إذ ﻧﺟد ﻋﺟز داﺋم
1
ﯾﺗم ﺗﺻﻧﯾف اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺣﺳب أو ﻋﺟز ﻣؤﻗت ،ﻋﺟز ﻛﻠﻲ أو ﻋﺟز ﻣؤﻗت
-1ﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 8
49
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎﻩ ﺳﺎﻟﻔﺎ ﺑﺄن ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻫﻲ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد طﺑﯾﻌﺔ
اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ،ﻣﺎ إذا ﺗرﺑطﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣ اﻟذﯾن ﯾﺷﻐﻠﻪ ،وﺗﺣدﯾد اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ دﻓﻊ ﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻟﻠﻣﺗﺿررﯾن ،اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﺣﺳب ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز
ﻓﺳﻧﺗطرق ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔﺻل إﻟﻰ دراﺳﺔ وﺗﺻﻧﯾف اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺣﺳب ﻗﺎﻧون
اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وطﺑﯾﻌﺔ وﻧﺳب اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺗﺿرر .ﻷن ﻫذﻩ
اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻻ ﺗدﻓﻊ وﻻ ﺗﻘدم ﻟﻠﻣﺗﺿرر ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ دون ﺗﺣدﯾد ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز،
1
ﻷن ﻫذﻩ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة اﻟﻌﺎﻣل ﺗﻣﺗد اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن اﻟذﯾن ﺣددﻫم
اﻟﻣﺷرع )اﻟﻣﺑﺣث اﻷول( ،وﻟﻛن ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﺗﺷوب ﺧﻼﻓﺎت وﻧزاﻋﺎت ﺑﯾن ﻫﯾﺋﺔ
اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر أو ذوي اﻟﺣﻘوق ﺣول ﺗﺣدﯾد اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﻬﻧﻲ
ﻟﻠﻣرض ،2وﻛذﻟك ﺣول ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻔﯾدون ﻣﻧﻬﺎ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﻧﺳﺑﺔ
اﻟﻌﺟز ﺣﯾث ﻓﻲ ﺑﻌض ﻣن اﻟﺣﺎﻻت ﺗﺗﻔﺎﻗم إﺻﺎﺑﺎت اﻟﻌﺎﻣل وﺗطور ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز.
ﻓﻠﻬذا ﻧﺟد أن ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت وﺗﺣدﯾد ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز ،ﻗﺳﻣﻬﺎ اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﺣﯾث ﻣﺟﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟطﺑﯾﺔ )اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﺑﺣث اﻷول
إن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم اﻟﺟداول ﻟﺗﺣدﯾد اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،1واﻟﺗﻲ ﺟﺎءت
ﺟدوﻻ ،2واﻟﻣﻘﺳﻣﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ إﻟﻰ أﺟزاء ووﺣدات ﺗﺑﯾن ﻧوع اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﻘﺎﺑﻠﻪ ﻧوع
اﻟﻣرض اﻟذي ﯾﻧﺗﺞ ﻣﻧﻪ ،وأﯾﺿﺎ وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟداول ﯾﺟدد ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻛل ﻣرض ﻣﺣﺗﻣل
ﺗﻌرض اﻟﻌﺎﻣل ﻟﻪ وﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷﻋﻣﺎل واﻷﺷﻐﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑب وﺗؤدي ﺑﺎﻟﻌﺎﻣل
ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﻪ ،وﻣدة اﻟﺗﻛﻔل وﻫﻲ ﻣﺣددة ﻣن ﯾوم واﺣد ) .3 (01وﻗد ﺗﺻل إﻟﻰ ﺛﻼﺛﯾن )(30
ﺳﻧﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻣﺛل أﻣراض اﻟﺳرطﺎن ،وﻓﻲ أﻏﻠب ﺣﺎﻻت ﻧﺟد أن ﻫﻧﺎك أﻣراض
وﻟﻬذا ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﻗﺳم اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺣﺳب أﻋراﺿﻬﺎ وﻧﺳﺑﺔ ﻋﺟزﻫﺎ
)اﻟﻣطﻠب اﻷول( وأﯾﺿﺎ ﺣدد ﻧﺳﺑﺔ ﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﯾوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﻣن ﺧﻼل ﻧظﺎم اﻟﺟداول اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري واﻟﺧﺎص ﺑﺗﺣدﯾد
اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻧﺟد ﻓﯾﻪ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣن اﻷﻣراض ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣؤدﯾﺔ إﻟﻰ ظﻬورﻫﺎ.
إن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻧظم ﻛل ﻣﺎ ﯾﺧص وﻣﺎ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺣﯾث ﺗطرق ﻓﻲ
ﺑداﯾﺔ اﻷﻣر إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ﺣﯾث ﻗﺳﻣﻬﺎ وﺻﻧﻔﻬﺎ إﻟﻰ أﻣراض
ﺣﺳب أﻋراﺿﻬﺎ )اﻟﻔرع اﻷول( وﻗﺳم ﻫذﻩ اﻷﻣراض أﯾﺿﺎ ﺣﺳب ﻧﺳﺑﺔ ﻋﺟزﻫﺎ )اﻟﻔرع
اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻔرع اﻷول
اﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺻﻧﻔت ﻓﯾﻬﺎ اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ) (3ﻣﺟﻣوﻋﺎت وذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ
ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻟﻘرار اﻟوزاري اﻟﻣﺷﺗرك اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 05ﻣﺎي .11996و ﯾﻌد
ﺗﺻﻧﯾف اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻘرة اﻷوﻟﻰ أﻋﻼﻩ وﯾﺣدد وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﻠﺣﻘﺔ
رﻗم اﻟﺛﺎﻧﻲ ) (2اﻟﻣرﻓق ﺑﻬذا اﻟﻘرار وﺗﻛون ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺳﺑب
اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻟﺗﺳﻣم اﻟﺣﺎد ،اﻋﺗﺑرﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛل أﻣراض ﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن
ﺗﻌرض اﻟﻌﺎﻣل ﻟﻠﻣواد اﻟﻛﯾﻣﺎوﯾﺔ اﻟﺿﺎرة ﺑﺻورة اﻋﺗﯾﺎدﯾﺔ وﻣﺗﻛررة ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎدة اﻟرﺻﺎص
وأن ظﺎﻫرة اﻟﺗﺳﻣم اﻟﺣﺎد واﻟﻣزﻣن ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻣﺎدﺗﯾن اﻟﻛﯾﻣﺎوﯾﺗﯾن ﺑل ﻫﻧﺎك
ﻣواد أﺧرى ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل وﺗﻛون ﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟﻪ ﻟﻠﺗﺳﻣم اﻟﻣزﻣن واﻟﺣﺎد ﻏﯾر ﻣدرﺟﺔ ﻓﻲ
اﻟﺟدول اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠطﺑﯾب اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻣﺎل اﻷﺧرى.
ﺗﺳﺑب اﻟﺗﺳﻣﻣﺎت اﻟﺣﺎدة واﻟﻣزﻣﻧﺔ ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب ﺑﺎﻻﺳﺗﻔﺎدة
ﻫﻲ اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﯾﺻﺎب ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل ﻧﺗﯾﺟﺔ اﺣﺗﻛﺎﻛﻪ وﺗﻌرﺿﻪ واﺷﺗﻐﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺔ ﻋﻣل
ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺔ ﻧوﻋﯾﺔ ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣل ،اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﻧﺎﺧﯾﺔ واﻟﻔﯾزﯾﺎﺋﯾﺔ )اﻟرطوﺑﺔ واﻟﺣ اررة( ،أﯾن
وﻫذﻩ اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت ﺗﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻣل إﻣﺎ ﻋن طرﯾق ﺟﻠدﻩ ،أﻛﻠﻪ أو ﺷرﺑﻪ.
اﻧﻌدام ﺷروط اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻓﻲ أﻣﺎﻛن اﻟﻌﺎﻣل ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎء اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت اﻟﻣﺟﻬرﯾﺔ اﻟﺧطﯾرة،
-1ﺳﻣﺎﺗﻲ اﻟطﯾب ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص178
-2اﻟﻣﺎدة 6ﻣن اﻟﻘرار اﻟوزاري اﻟﻣﺷﺗرك ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق
-3ﻗﺎﻟﯾﺔ ﻓﯾوز ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 47
53
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
وﺗﺗﻛﺎﺛر وﺗﻧﺗﻘل ﺑطرﯾﻘﺔ ﺳرﯾﻌﺔ ،وﻣن أﻫم اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺻﺎب ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل
-اﻟﻣﻬن اﻟزراﻋﯾﺔ.
-اﻟﺧدﻣﺎت اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ )ﻋﻣﺎل اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت ،وﺑﻧود اﻟدم ،واﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن
اﻟﻣﺧﻠﻔﺎت اﻟطﺑﯾﺔ(.
وﻟﻛن ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﻘول ﺑﺄن ﻛل اﻟﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﯾﺷﺗﻐﻠون ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻬن ﻓﺈﻧﻬم ﺣﺗﻣﺎ
ﺳﯾﺻﺎﺑون ﺑﺎﻟﻌدوى اﻟﺟرﺛوﻣﯾﺔ ،إﻻ اﻟذﯾن ﻓﻲ اﻷﺻل ﯾﻌﺎﻧون ﻣن ﻣﺷﺎﻛل ﺻﺣﯾﺔ وﻧﻘص ﻣن
اﻟﻣﻧﺎﻋﺔ ،ﻷن اﻟﺟﺳم ﻛﺎن ﻓﻲ اﻷﺻل ﺿﻌﯾف ﯾﺳﻬل ﻓﯾﻪ اﻧﺗﻘﺎل ﻫذﻩ اﻟﺟراﺛﯾم وﺗﻛﺎﺛرﻫﺎ ﺣﺗﻰ
ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﻣراض ﻣﺣددة وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺟو اﻟﻌﻣل وﺑﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣل ﻣﺛل ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺷﻐﺎل
وﻛذا اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑﺑﻬﺎ ﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟﺟوﯾﺔ )ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺣ اررة أو اﻧﺧﻔﺎﺿﻬﺎ(.
ﯾﺣق ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ واﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﻬذﻩ اﻷﻣراض ﺣﺗﻰ ﻟو
ﻟﯾس إﺟﺑﺎري أن ﯾﺗوﻓر ﻋﻧﺻر اﻟزﻣن وﺷرط اﻻﺳﺗﻣ اررﯾﺔ ﻟظﻬور إﺻﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل،
54
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
وﻻ ﯾطﻠب اﻟﺷرط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻟﻘرار اﻟوزاري اﻟﻣﺷﺗرك.1
ﻛﻣﺎ وﺿﻊ اﻟﻣﺷرع ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺗﺳﺑب ﻓﻲ اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ ﻣدة اﻟﺗﻌرض اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻸﻋﻣﺎل ﺣﺗﻰ وﻟو اﻧﺗﻬﻰ ﻋﻘد اﻟﻌﻣل.2
إن ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺎﻧﻬﺎ أن ﺗﺳﺑب اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﻣﺑﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷوﻟﻰ
واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل أﺧرى ﻏﯾر أﻧﻬﺎ ﻟﯾﺳت ﻣدرﺟﺔ ﺿﻣن اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ
اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 6ﻣن ﻫذا اﻟﻘرار ﻗد ﺗﻣت ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎدﯾﺔ .3
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻸﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺣﺳب أﻋراض اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺑﯾﻧﺔ
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول اﻟﺧﺎص ﺑﻬذﻩ اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل وﻛذا اﻷﺷﻐﺎل
ﻧﺟد أﯾﺿﺎ أن اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺻﻧﻔت وﻗﺳﻣت ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز ،ﻟﺗﺣدﯾد ﻧﺳﺑﺔ
اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣرﯾض ﻣن ﻗﺑل اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑدﻓﻊ ﻫذﻩ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻟﻠﻣﺗﺿررﯾن واﻟﺗﻘﺳﯾﻣﺎت اﻟﺗﻲ أﺧذت ﺑﻬﺎ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺣددت ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ أرﺑﻌﺔ ) (3ﻧﺳب 44أو
-1ﺳﻣﺎﺗﻲ اﻟطﯾب ،ﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 28
-2اﻟﻣﺎدة 6ﻣن اﻟﻘرار اﻟوزاري اﻟﻣﺷﺗرك ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق
-3ﺳﻣﺎﺗﻲ اﻟطﯾب ،ﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 28
-4اﻟﻣﺎدة 37ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،13-83ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق
55
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
درﺟﺎت ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ اﻟﺧطورة ﺣﯾث ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺣدد أﺻﻧﺎف اﻟﻌﺟز وﻛذا اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ
اﻟﺗﻌوﯾﺿﯾﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻛل ﻣﻧﻬﺎ 1اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ :
ﯾﻌرف ﻫذا اﻟﺻﻧف ﻣن اﻟﻌﺟز ﺑﺄﻧﻪ ﻛل ﻋﺟز ﻣن ﺷﺎﻧﻪ أن ﯾﺣول ﻛﻠﯾﺎ وﺑﺻﻔﺔ داﺋﻣﺔ ﺑﯾن
اﻟﻣؤﻣن ﻋﻠﯾﻪ وﺑﯾن ﻣزاوﻟﺔ أي ﻣﻬﻧﺔ أو ﻋﻣل ﯾﺗﻛﺳب ﻣﻧﻪ Éﻓﯾﻌﺗﺑر ﻣن ﺣﺎﻻت اﻟﻌﺟز اﻟﻛﺎﻣل
ﺣﺎﻻت ﻓﻘد اﻟﺑﺻر ﻛﻠﯾﺎ ôأو ﻓﻘد اﻟذراﻋﯾن آو ﺣﺗﻰ ذراع واﺣد وﻛذا ﺣﺎﻻت اﻟﺟﻧون
ﻗد ﺗﺻل ﺧطورة اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ إﻟﻰ إﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻌﺟز ﻛﻠﻲ داﺋم ،ﯾﺟردﻩ ﻣن ﻗدراﺗﻪ،
ﻓﻲ ﻣزاوﻟﺔ أي ﻣﻬﻧﺔ أو ﻋﻣل ﯾﺗﻛﺳب ﻣﻧﻪ .وﯾﺗﻌذر ﻋﻠﯾﻪ إطﻼﻗﺎ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄي ﻧﺷﺎط ﻣﺄﺟور،
وﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﺳﺎﻋدة ﻏﯾرﻩ 33ﻓﻲ ﻗﯾﺎم ﺑﻛل اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻪ وﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﻪ اﻟﯾوﻣﯾﺔ.
ﺗﺣدد ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز ﻣن طرف طﺑﯾب ﻣﺧﺗص ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن وذﻟك ﺑﻌد ﺗﻠﻘﯾﻪ ﺷﻬﺎدة
طﺑﯾﺔ ﻣﺣررة ﻣن طرف طﺑﯾب ﻣﻌﺎﻟﺞ ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣرﯾض ﯾﺣدد ﻓﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز .4
وﻟﻛن ﻧﺟد أن اﻟﻌﺟز اﻟﻛﻠﻲ اﻟداﺋم ﯾﺧﺗﻠف ﻣن ﻣﺗﺿرر إﻟﻰ أﺧر وذﻟك ﺣﺳب ﻣدى ﺗﺄﺛﯾر
اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺑدﻧﻪ ،ﻓﺈﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻣرض ﯾﻔﻘدﻩ ﺑﺻرﻩ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن إﺻﺎﺑﺗﻪ
وﯾﺣدد ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﻌوﯾض ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬذا اﻟﺻﻧف ب %80ﻣن اﻷﺟر اﻟﺳﻧوي ﻣﺿﺎﻓﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ
ﻧﺟد أن اﻟﻌﺎﻣل ﻟم ﯾﻔﻘد ﻗواﻩ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﻌﻪ ﻋن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺷﺎط اﻟﻣﺄﺟور ﻛﻠﯾﺎ ﺑل ﻓﻘد ﺟزء ﻓﻘط
ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻘوى اﻟﺟﺳدﯾﺔ .ﻫذا اﻟﻌﺟز اﻟﺟزﺋﻲ ﯾﻧﻘص ﻣن ﻛﺳب اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻣﻘدار ﻧﻘص ﻓﻲ ﻗواﻩ
اﻟﺑدﻧﯾﺔ .2وﺣدد اﻟﻣﺷرع ﺑﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز اﻟﺟزﺋﻲ ب %10وﺗﻛون ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻌوﯾض ﻟﻠﻌﺎﻣل
ﺣﺳب ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺗﻌوﯾض اﻟذي ﯾﻘدم ﻟﻠﻣرﯾض
اﻟذي ﯾﺻﺎب ﺑﻌﺟز ﻛﻠﻲ داﺋم واﻟﻣﻘدرة ب %80ﻣن اﻷﺟر اﻟﺳﻧوي .3
إن إﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﯾس داﺋم أي ﻻ ﯾﺗﺻف ﺑﺎﻟدﯾﻣوﻣﺔ وﻛﻠﯾﺎ .إذ ﯾﺳﺗطﯾﻊ
اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣرﯾض ﻣزاوﻟﺔ ﻧﺷﺎطﻪ ﺑﺻﻔﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ ﺑﻣﺟرد ﺷﻔﺎﺋﻪ ﻣن ذﻟك اﻟﻣرض ﻷﻧﻪ ﻟم ﯾدم
طوﯾﻠﺔ إو ﻧﻪ ﻟم ﯾﺧﻠف ﻋﺟ از ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ وأﯾﺿﺎ ﻟم ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻗدراﺗﻪ اﻟﺑدﻧﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﻣﺗﻧﻊ
ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ وﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﺎﺑﻘﺎ .1وﺗﺄﺧذ ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻋن ﺣﺳﺎب
وﻣﻧﻪ ﻧﻘول أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺣدد ﻣﺑﻠﻐﺎ اﻟﻣﻌﺎش اﻟذي ﯾﻘد ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب ﺑﻌﺟز ﻣن
ﺟراء اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻘل ﻋن %75ﻣن اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﺳﻧوي ﻟﻸﺟر اﻟوطﻧﻲ اﻷدﻧﻰ
اﻟﻣﺿﻣون.
وﻋﻠﻰ ﻫذا أﺳﺎس ﯾﺧﺗﻠف اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﺳﻧوي ﻟﻠﻣﻌﺎش اﻟﻣدﻓوع ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔﺋﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﻔﺋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
- 1ﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﺎل اﻷﺟراء ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 10
-2اﻟﻣﺎدة 37ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ، 11-83ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق
110 -3ﺧﻠﯾﻔﻲ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق = L
58
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
راﺑﻌﺎ -ﺟدول ﯾوﺿﺢ أﺻﻧﺎف ﻣﻌﺎش اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﺿوء ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ: 1
وﻋﻣوﻣﺎ ﺣدد اﻟﻣرﺳوم 28-84ﻣﻘدار اﻟﺗﻌوﯾض ﺣﺳب ﺟدول ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻧﺳب اﻟطﺑﯾﺔ
ﻟﻺﻋﺎﻗﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻠﺗزم اﻟﺻﻧدوق ﺑﺗﻐطﯾﺗﻬﺎ ،وﯾظﻬر ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون أن اﻟﻣﺷرع ﯾﻠﻘﻲ
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
-1ﻣﻧﺷورات اﻟﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﺎل اﻷﺟراء ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 08
-2ﻋﺟﺔ اﻟﺟﯾﻼﻟﻲ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻣل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
134 ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،دار اﻟﺧﻠدوﻧﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر2005،
59
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻻت أﯾن ﺗﺗﻔﺎﻗم وﺗﺗدﻫور اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل ﺑﺳﺑب اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟﺧطﯾر
اﻟذي أﺻﯾب ﺑﻪ .وﻣﻊ ﻣرور اﻟوﻗت ﻣن إﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﺑذﻟك اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻧﺟد ﺑدن
اﻟﻣرﯾض ﻛﻠﻣﺎ ﺿﻌف وأﺻﺑﺣت ﻗدراﺗﻪ ﺿﻌﯾﻔﺔ وﺗﺣﻣل اﻟﻣرض ﻣن طرف ﺟﺳﻣﻪ ﻣﺳﺗﺣﯾل.
وﻻ ﯾوﺟد أي ﺗطور اﯾﺟﺎﺑﻲ أو ﺗﺣﺳن ﻓﻲ اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل وﻋدم ﺗﺣﻣﻠﻪ ﻣن ﻗﺑل
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻻﺳﯾﻣﺎ أن ﺗﺳﺑب اﻟﻣرض ﻓﻲ وﻗوع ﻋﺟز داﺋم ،أو ﺗﺑﯾن ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﻠف أن ﻫﻧﺎك
اﺣﺗﻣﺎل وﻗوع اﻟﻌﺟز ،1ﺑﺳﺑب إﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣرﯾض وﻣن ﻗﺑل
ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ ﻣﺟﺑرة ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم ﺣﻘوق ﻟﻠﻌﺎﻣل ،وذﻟك ﺑﺗوﻓر
ﺷرطﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن:
-أن ﯾﻛون اﻟﻌﺎﻣل ﻣؤﻣﻧﺎ ﻟدﯾﻬﺎ وأن ﯾﻛون ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل واﻟﻌﺎﻣل ﺑﺣد ﺑﻧﻔﺳﻪ ﻗد دﻓﻌوا
-1ﺣرﺷﺎوي ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻧﺑﯾﻠﺔ ،ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟطﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري،
ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﻓرع ﻋﻘود وﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر 2002-2001 ،ص
35
60
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
إن ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻫﻲ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑدﻓﻊ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻟﻠﻌﻣﺎل اﻟﻣﺗﺿررﯾن
ﺑﺳﺑب اﻟﻌﻣل ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻘدم ﻧوﻋﯾن ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق ﻟﺗﻛﻔل اﻟﺗﺎم ﺑﺎﻟﻌﺎﻣل.
اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن طرف ﻫذﻩ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﺗﻣﻧﺢ ﻣﺗﺳﻠﺳﻠﺔ ﺑداﯾﺔ ﻣن ﺣﺻوﻟﻪ ﻋﻠﻰ رﻋﺎﯾﺔ
طﺑﯾﺔ ،واﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﻟﻠﻌﻣﺎل اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن ﺑﺎﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻻ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن
اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﻌﻣﺎل اﻟﻣﺗﻌرﺿﯾن ﻟﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬﺎ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن
ﻟﻠﻣﺗﺿرر ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺣﻘوق ﻋﯾﻧﯾﺔ وﺣﻘوق ﻧﻘدﯾﺔ وﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻧﺳﺑﺔ
اﻟﺿرر واﻟﻌﺟز ،وﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر ﺑل ﻧﺟد أﯾﺿﺎ ذوي اﻟﺣﻘوﻗﻪ اﻟذﯾن
ﯾطﺎﻟﺑون ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة اﻟﻌﺎﻣل ،إذ ﯾﺳﺗﻔﯾدون ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﺣﺳب ﻣﺎ ﻫو ﻗﺎﻧوﻧﻲ
اﻟﻔرع اﻷول
اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ
اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب،
وﻻ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ ذوي اﻟﺣﻘوق ،ﺑﻌد أن ﯾﺗﻣﻛن ﻣن إﺛﺑﺎت أﺣﻘﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻛﻔل وﺗﻛﯾﯾف اﻹﺻﺎﺑﺔ
وﺗﻘدﯾم اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻣن أﺟل إﻋﺎدة اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ
ﺳﺎﺑﻘﺎ ،واﻟﻌودة إﻟﻰ ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ واﻻﺳﺗﻣرار ﻓﯾﻬﺎ .إو ﻟزام ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ أﯾﺿﺎ ﺑﺗﻘدﯾم ﺗﻌوﯾﺿﺎت
ﻣؤﻗﺗﺔ ﺣﺗﻰ ﺛﺑوت اﻟﻌﺟز وﺗﺣدﯾد ﻧﺳﺑﺗﻪ .وﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﺻل اﻟﻌﺎﻣل ﻣن ﻣﻧﺻب ﻋﻣﻠﻪ ﻣن ﻗﺑل
1
ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻗﺑل ﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺷﻔﺎﺋﻪ ﻣن ﻗﺑل طﺑﯾب اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻬﯾﺋﺔ.
إن ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎت طﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺷﻔﺎﺋﻪ
ﺑﺻﻔﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ واﺳﺗرﺟﺎع وظﯾﻔﺗﻪ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،أو إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺛﺑوت ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻪ
واﻷﺷﻌﺔ واﻟﺟراﺣﺔ ،وﺗﻘدﯾم اﻷدوﯾﺔ اﻟﺿرورﯾﺔ وذﻟك ﺑﻣﺟرد وﻗوع اﻹﺻﺎﺑﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل وﻛل
ﻛﻣﺎ ﯾﺣق ﻟﻠﻣﺻﺎب ﺑﺎﻟﻣﻛوث ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻌﻼج وذﻟك ﺑﻌد ﺗﻘﯾد ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن
ﺑﺎﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺧدﻣﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ،4ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻛﻔل أﯾﺿﺎ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن
اﻟﺗﻧﻘل اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب إﻟﻰ أي ﻣؤﺳﺳﺔ ﺻﺣﯾﺔ ﻏﯾر ﻟﻠﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻟﺗوﻓرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺧدﻣﺎت
اﻟﺿرورﯾﺔ ﻏﯾر ﻣوﺟودة ﻓﻲ ﺑﻠدﯾﺔ اﻹﻗﺎﻣﺔ 1وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺗرﺗب ﻋن اﻹﺻﺎﺑﺔ اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن
اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺗﻛﻔل ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﺎﻟﻣﺻﺎرﯾف اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠﺑﻬﺎ اﻟﻌﻼﺟﺎت
2
وﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻧﻘل واﻹﻗﺎﻣﺔ.
ﻗد ﯾؤدي اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟذي أﺻﯾب ﺑﻪ اﻟﻌﺎﻣل إﻟﻰ ﻓﻘداﻧﻪ أﺣد أﻋﺿﺎﺋﻪ ،اﻟذي ﯾﻔﻘدﻩ
وﯾﻣﻧﻌﻪ ﻣن ﻗﯾﺎم ﺑﻌﻣل وﻣزاوﻟﺔ ﻣﻬﻧﺗﻪ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون أﻟزم أﯾﺿﺎ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﺑﺗﻘدﯾم اﻷﻋﺿﺎء
اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎﺟﻬﺎ اﻟﻣﺗﺿرر ﻣدى اﻟﺣﯾﺎة وﻣن أﻫم ﻫذﻩ اﻷﺟﻬزة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻧﺟد :
ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ إﺣدى ﻣن ﻫذﻩ اﻷﺟﻬزة ﻓﺈن اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣرﯾض ﻣﻠزم ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻷﻧﻪ
ﯾﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ وﺣدﻩ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﯾﺎع وﻻ ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣرة أﺧرى ﻷن ﺣق ﻓﻲ
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ إﺣدى ﻫذﻩ اﻷﺟﻬزة ﯾﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎز واﺣد ﻻ ﻏﯾر ذﻟك ،أﻣﺎ ﻓﻲ
أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا أﺻﺑﺢ ﻫذﻩ اﻷﺟﻬزة ﻏﯾر ﺿرورﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر إﻣﺎ أﻧﻪ ﻗد
ﺷﻔﻲ أو واﻓﺗﻪ اﻟﻣﻧﯾﺔ ،وﻛﺎﻧت اﻷﺟﻬزة ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎل ،ﯾﻠزم اﻟﻌﺎﻣل أو ذوي اﻟﺣﻘوق
وﻧﻔﻘﺎت وﺗﻛﺎﻟﯾف اﻷﺟﻬزة اﻟﺗﻌوﯾﺿﯾﺔ ﺗﺗﺣﻣﻠﻬﺎ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ %100
ﯾﻌرف ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻌﻼج اﻟﺧﺎص اﻟذي ﯾﻘدم ﻟﻠﻌﺎﺟز ﻟﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻣن اﺳﺗﻌﺎدة ﻗدراﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎﺷرة
ﻋﻣﻠﻪ اﻷﺻﻠﻲ أو أداء أي ﻋﻣل أﺧر ،ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣﻧﻪ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج وﺗرﺗﻔﻊ روﺣﻪ
اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ .4
ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣﻧﺢ ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب ﺣق اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن إﻋﺎدة اﻟﺗﺄﻫﯾل اﻟوظﯾﻔﻲ،
ﺧﺎﺻﺔ .5
ﯾﺳﺗﻔﯾد اﻟﻣﺗﺿرر ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺗﺄﻫﯾل اﻟوظﯾﻔﻲ ﺑﻌد ﺗﻘدﯾﻣﻪ اﻟطﻠب أﻣﺎ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
-ﻣﺻﺎرﯾف اﻹﻗﺎﻣﺔ.
-اﻟﺗﻛﯾف اﻟﻣﻬﻧﻲ 11ﺗوظﯾف اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب ﺑﻌد إﻋﺎدة ﺗﻛﯾف ﺟدﯾد ﻟﻛﻔﺎءاﺗﻪ اﻟﻌﺿﻠﯾﺔ.
* وأﯾﺿﺎ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ إﺗﺑﺎع اﻹﺟراءات أﻫﻣﻬﺎ:
-اﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﻗﯾﺎم ﺑﺄي ﻋﻣل أو ﻧﺷﺎط دون ﺗرﺧﯾص ﻣن طرف اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣزاﯾـﺎ اﻟﻧﻘدﯾـﺔ
اﻟﻣﺻﺎب ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز Šاﻟﺗﻲ ﺧﻠﻔﻬﺎ ذﻟك اﻟﻣرض
اﻟﻣﻬﻧﻲ .وﻗد ﯾؤدي اﻟﻣرض ﺑﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﻣل ،ﻓﺗﻧﺗﻘل ﻫذﻩ اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﻧﻘدﯾﺔ إﻟﻰ ذوي اﻟﺣﻘوق اﻟذﯾن
ﺟدول ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺳب اﻟطﺑﯾﺔ ﻟﻺﻋﺎﻗﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻠﺗزم اﻟﺻﻧدوق ﺑﺗﻐطﯾﺗﻬﺎ ،وﯾظﻬر ﻣن
ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون أن اﻟﻣﺷرع ﯾﻠﻘﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻧدوق
اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ رﻏم أﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺻل ﻣﻬﻣﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ 11وﻣن ﺑﯾن
ﻫذﻩ اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل أو ذوي اﻟﺣﻘوق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎﺗﻪ ﻧﺟد :
إن اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﯾﺔ ذو ﺻﺑﻐﺔ ﻣﻌﺎﺷﯾﺔ ﺗﻘدم ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب ﻛﺗﻌوﯾض
ﻋن اﻷﺟر وﻋن ﻛل ﯾوم ﺗوﻗف ﻋن اﻟﻌﻣل ﺑﺳﺑب ﻣرض ﻣﻬﻧﻲ اﻟذي أﻓﻘدﺗﻪ ﻣواﺻﻠﺔ اﻟﻌﻣل
إن اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟذي ﯾﻔﻘد اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻣواﺻﻠﺔ اﻟﻌﻣل ،ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﻫذا
إن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أﻟزم ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑدﻓﻊ ﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻟﻠﻌﺎﻣل إذ ﻻ ﯾﻣﻛن
ﺗﻬرﺑﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ،وﻻ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن أﯾﺎم اﻟﻌﻣل واﻟﻌطل
اﻷﺳﺑوﻋﯾﺔ وﺣﺗﻰ اﻷﻋﯾﺎد .واﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﻻ ﺗﻌﺗﺑر أﺟ ار.3
وﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﯾﺟب ﺗوﻓر ﻓﯾﻬﺎ ﺷرط ﻋدم اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن اﻷﺟر،
وﺗﻘدر اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﺑﺣﺳب اﻷﺟر اﻟﻣﺳﺗﺣق وأن ﯾﻛون ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻗد ﺳدد اﺷﺗراﻛﺎت
اﻟﺗﺄﻣﯾن وﯾﺗم ﺗﻘدﯾر ﻫذﻩ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﺑﺣﺳب أﺟر ﯾوﻣﻲ أﻻ ﯾﺗﺟﺎوز 1/30ﻣن اﻟﻣﺑﻠﻎ
اﻟﺷﻬري ﻟﻸﺟر اﻟوطﻧﻲ اﻷدﻧﻰ اﻟﻣﺿﻣون 11وﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﯾوﻣﯾﺔ
ﻓﻲ ﺣﺳﺎب اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﯾوﻣﯾﺔ.أي ﺗﺣﺳب ﯾوم واﺣد ﻣن 30ﯾوﻣﺎ ﻟﻠﺷﻬر اﻟذي ﯾﺳﺑق
اﻹﺻﺎﺑﺔ .وﺗدﻓﻊ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﺑﺗداء ﻣن اﻟﯾوم اﻟﻣواﻟﻲ اﻟذي ﯾﻠﻲ ﺗوﻗﻔﻪ ﻋن اﻟﻌﻣل إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ
ﺗﺣدﯾد ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز .3وﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﺷروط أﻫﻣﻬﺎ :
-أن ﯾﻛون اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر ﺗﺎﺑﻊ وﻣﻧﺧرط ﻟدى ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ .أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﺎﻣل ﻟﯾس ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﻣﻌﻧﯾﺔ وﻏﯾر ﻣﺟﺑرة ﺑدﻓﻊ
-1اﻟﻣﺎدة 37ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ،13-83اﻟﻣﻌدل ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 5ﻣن أﻣر رﻗم 19-96
-2ﺳﻣﺎﺗﻲ اﻟطﯾب ،اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد ،دار
.50 0 0
اﻟﻬدى ،ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر2010 ،
-3اﻟﻣﺎدة 36ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ،13-83اﻟﻣﻌدل ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 4ﻣن أﻣر رﻗم 19-96
67
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
ﻟﻠﻌﻣﺎل اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن.1
وﺗﻠزم ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﻓﻲ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺗﻘدﯾم اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب أﺛﻧﺎء اﻧﺗﻛﺎس
ﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟﺻﺣﯾﺔ وظﻬور اﻟﻣرض ﻣن ﺟدﯾد وﺗﻔﺎﻗم اﻟﻣرض ،ﺑﻌدﻣﺎ ﺷﻌر ﺑﺎﻟﺗﺣﺳن وﻋﺎود
ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ.2
ﺗﺗﻌرض اﻟﺣﻘوق اﻟﯾوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﻟﻠﻣرﯾض إﻟﻰ اﻟﺳﻘوط وﻋدم اﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ وذﻟك ﺑﻌد :
-ﻓﺗﺗﺣول ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟوﻓﺎة إﻟﻰ ﻣﻧﺣﺔ اﻟوﻓﺎة اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ ذوي اﻟﺣﻘوق.
-وﯾﺳﻘط ﺣق اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋودة اﻟﻌﺎﻣل إﻟﻰ ﻋﻣﻠﻪ ﻗﺑل ﺷﻔﺎﺋﻪ.
اﻟﻌﺟز ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻫو ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋن اﻟﻌﻣل ،ﻓﻬو ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺻﯾب اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺳﻼﻣﺗﻪ
-1ﻏﺎﻟب ﻋﻠﻲ اﻟداودي ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل ،اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻷردن ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن،
2015ص 165
-2اﻟﻣﺎدة 6ﻣن اﻟﻣرﺳوم رﻗم 28-84اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 11ﻓﯾﻔﯾري 1984اﻟذي ﯾﺣدد ﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﺗطﺑﯾق
اﻟﻌﻧوان اﻟﺛﺎﻟث واﻟراﺑﻊ واﻟﺛﺎﻣن ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم .13-83
-3ﺳﻣﺎﺗﻲ اﻟطﯾب ،ﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص118
68
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
اﻟﺟﺳدﯾﺔ ﻓﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻗواﻩ اﻟﺑدﻧﯾﺔ وﻣﻘدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣل ،وﯾﻘﺎس ﻣدى ﻓﻘدان اﻟﻘدرة
ﯾدﻓﻊ اﻟﻌﺟز ﺷﻬرﯾﺎ وﻋﻧد ﺣﻠول ﻛل أﺟل اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 43ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم
13-83اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﺗدﻓﻊ ﻣﻌﺎﺷﺎت اﻟﻌﺟز واﻟﻣﻌﺎﺷﺎت اﻟﻣﻧﻘول ﺷﻬرﯾﺎ
واﻟﻌﺟز ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ اﻟذي ﯾﻔﻘد اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب ﺑﺳﺑﺑﻪ ﺟزء ﻣن ﻗواﻩ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﯾﻘدرﻩ اﻟﻣرﺟﻊ
اﻟطﺑﻲ ،2ﻛﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ ﻧص اﻟﻣﺎدة 12ﻣن اﻟﻣرﺳوم رﻗم 28-84ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﯾﺟب
ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﺳﺗﺷﺎر واﻟطﺑﯾب اﻟﺧﺑﯾر أن ﯾﺣدد ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز اﻟطﺑﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻧﺳب اﻟواردة
إن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺣدد ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز اﻟﺟزﺋﻲ ب .%10وﻫذﻩ اﻟﻧﺳﺑﺔ ﺗﻔﻘد اﻟﻌﺎﻣل ﺣﻘﻪ
ﻓﻲ اﻟرﯾﻊ.
وﻟﻛن ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟرأﺳﻣﺎل اﻟﻧﯾﺎﺑﻲ ،اﻟﻣﺣدد وﻓق اﻟﺷروط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ 1اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ :
-ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد ﻣﻌدل اﻟﻌﺟز وﻗﻔﺎ ﻟﻠﺷﻬﺎدات اﻟﺗﻲ ﯾﺣررﻫﺎ اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﺳﺗﺷﺎر اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻬﯾﺋﺔ
اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻓﻘﺎ ﻟﺟدول ﻣﺣدد وذﻟك ﺑﻌد ﺗﺑﻘﯾﻪ ﺷﻬﺎدة ﺗﺣدﯾد ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز ﻣن
-ﯾﻛون ﺳن اﻟﺿﺣﯾﺔ ﯾﺗطﺎﺑق ﻣﻊ ﻣﻌﺎﻣل اﻟﺳن اﻟذي ﺣدد ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟذي ﯾﺗﺧذ ﻋﻠﻰ
أﺳﺎس ﻟﺣﺳﺎب رأﺳﻣﺎل اﻟﻧﻣوذﺟﻲ ﻟرﯾﻊ ﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟﺻﺎدر وﻓﻘﺎ ﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﻋن
ﻛل ﻋﺟز ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺣول ﻛﻠﯾﺎ وﺑﺻﻔﺔ داﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻣؤﻣن ﻋﻠﯾﻪ وﺑﯾن ﻣزاوﻟﺔ أي ﻣﻬﻧﺔ
أو ﻋﻣل ﯾﺗﻛﺳب ﻣﻧﻪ .1ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻌﺟز ﻛﻠﻲ داﺋم ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺧﺗﻠف ﻣن ﺷﺧص ﻷﺧر
ﺣﺳب ﻧﺳﺑﺔ ﺗﺄﺛرﻩ ﻋﻠﻰ وظﺎﺋﻔﻪ اﻟﺑدﻧﯾﺔ ﻣﺛﺎل ﺑﺗر رﺟل اﻟﻌﺎﻣل ﻟﯾس ﻧﻔﺳﻪ ﻣﻊ ﻓﻘدان اﻟﺑﺻر
إو ﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣﻰ ﺑﺳﺑب اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ،وﺗﻘدر ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز ﻓﻲ اﻟﻌﺟز اﻟﻛﻠﻲ اﻟداﺋم اﻟﺗﻲ
ﺣدد اﻟﻣﺷرع ﺣﺳﺎب اﻟرﯾﻊ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة 33ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 13-83اﻟﻣﻌدل ﺑﺎﻟﻣﺎدة
6ﻣن اﻷﻣر رﻗم " 19-96اﻷﺟر اﻟﻣﺗوﺳط اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻻﺷﺗراﻛﺎت اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
اﻟذي ﺗﺗﻘﺎﺿﺎﻩ اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻟدى ﻣﺳﺗﺧدم واﺣد أو ﻋدة ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن ﺧﻼل اﺛﻧﻲ ﻋﺷر )(12
ﺷﻬ ار اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق اﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟﻌﻣل" ،2واﻟﻌﻣل ﺑﻐﯾر ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﯾﻌد ﺧرﻗﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون .ﺗﺣﺳب
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﻌﻣل اﻟﻣﺻﺎب ﺧﻼل اﻻﺛﻧﻰ ﻋﺷر ) (12ﺷﻬ ار اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق اﻧﻘطﺎﻋﻪ
ﻋن اﻟﻌﻣل ﻓﺈﻧﻪ ﺗﺣدد اﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗم وﻓﻘﻬﺎ ﺗﺣدﯾد اﻷﺟر اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد أﺳﺎﺳﺎ ﻟﺣﺳﺎب
-1ﻣﺣﻣد أﺣﻣد ﺑﯾوﻣﻲ ،اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ0 32003 ،
36
-2اﻟﻣﺎدة 33ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 313-83اﻟﻣﻌدﻟﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 6ﻣن أﻣر رﻗم 19-96
-3اﻟﻣﺎدة 40ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،13-83ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
71
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
ﯾﺳدد اﻟﻌﺟز ﺷﻬرﯾﺎ ﻣن طرف ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻣﺗﺿرر ،وﯾﺣﺳب ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
اﻷﺟر اﻟﺳﻧوي وﻻ ﺗﻘل ﻋن 2300ﻣرة ﻣﻌدل ﺳﺎﻋﺎت اﻵﺟر اﻟوطﻧﻲ اﻷدﻧﻰ اﻟﻣﺿﻣون
إو ن ﻧﺳﺑﺔ اﻟرﯾﻊ ﻏﯾر ﺛﺎﺑﺗﺔ ﺑل ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾر إﻣﺎ اﻟزﯾﺎدة أو اﻟﻧﻘﺻﺎن ،ﺗﺣﺳب ﻧﺳﺑﺔ اﻟرﯾﻊ ﻛﻣﺎ
ﯾﻠﻲ:
اﻷﺟر اﻟرﺟﻌﻲ Xﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺣددة )وﻫذﻩ اﻟﻧﺳﺑﺔ ﺗﺣدد وﻓق ﺟدول اﻟﻌﺟز ،ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ
أﻣﺎ إذا ﻻﺣظ اﻟﻣﺗﺿرر زﯾﺎدة ﻓﻲ ﻧﺳﺑﺔ ﻋﺟزﻩ ﻓﻠﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﻓﻲ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ﻧﺳﺑﺔ
ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز أي اﻣﺗﺛﺎل اﻟﻌﺎﻣل ﻟﻠﺷﻔﺎء ﺑﺎﻟﺿرورة ﺗﻐﯾﯾر ﻧﺳﺑﺔ اﻟرﯾﻊ اﻟذي ﺗطﻠﺑﻪ
ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗﻔﯾد اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن زﯾﺎدات ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﻣﺎل ﻟﻣرض ﻣﻬﻧﻲ ﺑﻌد ﻣدة
ﺗﻌرض ﻣرة أﺧرى ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﻣرض أﺧر ،وﻧﺗﺞ ﻋن ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻋﺟز ﺟزﺋﻲ ﻣﺳﺗدﯾم ،وﻫو
أﺛﻧﺎء إﺛﺑﺎت ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز إو ﻗرار ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺗﻛﻔل ﺑﺎﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر ،ﻓﻠﻬذا
اﻷﺧﯾر ﻛل اﻟﺣق ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻋﻣل ﻣﺄﺟور ،دون أن ﺗﺄﺛر اﻟرﯾﻊ ﺑﺎﻟﻧﻘﺻﺎن أو ﯾﺗﻌرض
إن ﻣوت اﻟﻌﺎﻣل ﻣن ﺟراء اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ،ﻣﺧﻠﻔﺎ أﺷﺧﺎص ﻣن وراﺋﻪ ﻛﺎﻧوا ﺗﺣت
وﻟﻬذا ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع ﺧول ذوي اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺣددﯾن ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣﺻول
ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ 2وﺗﻌود ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻟذوي اﻟﺣﻘوق ﺑﻌد ﻣوت
اﻟﻌﺎﻣل ،أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻓذوي اﻟﺣﻘوﻗﻪ ﻟﯾس ﻟدﯾﻬم اﻟﺣق
-1ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،غ إ ،ﻣﻠف رﻗم 45580ﻣؤرخ ﻓﻲ " -1988-4-4ﻣن اﻟﻣﻘرر ﻗﺎﻧوﻧﺎ أﻧﻪ
ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﺧﻔﯾض ﻣن اﻹﯾرادات أو إﺳﻘﺎطﻬﺎ ﺑﺳﺑب وﺟود ﻣواد ﻣﻬﻧﯾﺔ أو ﻏﯾر ﻣﻬﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺻﺎب ،وﻟﻣﺎ
ﻛﺎن ﺛﺎﺑﺗﺎ ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺣﺎل أن اﻟﻣﺟﻠس رﻓض طﻠب إﯾﻘﺎف اﻟﻣﻌﺎش اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻠﻣﺗﺿرر ﻋن ﻋﺟزﻩ ب
.129-127 Š É Q 1991 0
،% 70ﺑﺎﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻗد أﺻﺎب ﻓﻲ ذﻟك" 3 5 80.Ï
-2ﻟﻘد ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﺳﺗﻔﯾدون ﻣن ﻣﻧﺣﺔ اﻟوﻓﺎة واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﯾن ﻓﻲ ذوي اﻟﺣﻘوق
وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة 30ﻣن اﻷﻣر رﻗم 17-96اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1996-07-06
-3اﻟﻣﺎدة 52ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ،13-83ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،اﻟﻣﻌدﻟﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 21ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 8-11
73
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
-اﻷوﻻد اﻟذﯾن ﺗﻌذر ﻋﻠﯾﻬم ﻗﯾﺎم ﺑﺄي ﻧﺷﺎط ﺑﺳﺑب ﻣرض ﻣزﻣن أو ﻋﺎﻫﺔ.
-ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﻛﻔوﻟﯾن أﺻول اﻟﻣؤﻣن ﻟﻪ ،أو أﺻول زوﺟﻪ اﻟﻣﻛﻔوﻟﯾن ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز
ﻫو اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻧﻘدي اﻟذي ﯾدﻓﻊ ﻟذي اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗوﻓﻰ ،اﻟذﯾن ﺣددﻫم اﻟﻣﺷرع ﻣن ﻗﺑل
ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﻓور وﻓﺎة اﻟﻌﺎﻣل ودﻓﻌﺔ واﺣدة ،وﯾﺣدد ﻫذا اﻟﻣﺑﻠﻎ ب 12ﻣرة أﺟر اﻟﺷﻬري،
-1ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،غ.إ ،ﻣﻠف رﻗم 193217ﻣؤرخ ﻓﻲ " -1999-10-19ﻣن اﻟﻣﻘرر
ﻗﺎﻧوﻧﺎ )اﻟﻣﺎدة 67ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ،(11-83إن اﻟﺑﻧﺎت ﻏﯾر ﻣﺗزوﺟﺎت وﻟﯾس ﻟﻬن ﻧﺷﺎط ﻣﻬﻧﻲ ﻣﺄﺟور،
ﻫن ﺗﺣت ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﻬﺎﻟك ،واﻟﻘﺿﺎة ﻟﻣﺎ اﻟﻐوا اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟﻣﺎدي اﻟﻣﻘرر اﻟﺑﻧﺗﯾن ﺑﺣﺟﺔ أﻧﻬﻣﺎ
ﺑﺎﻟﻐﺗﯾن ﻓﺈﻧﻬم أﺧط ŠÏا ﻓﯾﻣﺎ ﻗﺿوا ،ﻷن اﻟﻘﺎﻧون ﯾﻛرس ﻫذا اﻟﺣق ﻟﻬن" ،21 99 . Ïاﻟﺟزاﺋر12000 ،
ص ص 219-217
-2ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،غ.إ ،ﻣﻠف رﻗم 129009ﻣؤرخ ﻓﻲ " -1995-10-24اﻟﻣﻘرر ﻗﺎﻧوﻧﺎ
أن ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟﻣﻌﺎش اﻟﻣﻧﻘول ذوي اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗوﻓﻰ وﯾﻌد ﻣن ذوي اﻟﺣﻘوق اﻷوﻻد واﻷﺻول اﻟﻣﻛﻔوﻟﯾن
وﻟﻣﺎ ﺛﺑت ﻣن ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺣﺎل أن اﻷوﻟﯾﺎء ﻏﯾر اﻟﻣﻛﻔوﻟﯾن ﻟﯾس ﻟﻬم ﺣق اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻹﯾراد"9 .2 9
ع136-134 2 0 9 199611
-3اﻟﻣﺎدة 34ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ،12-83اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ،1983-7-2اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻘﺎﻋد
74
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
12ﻣرة ﻣﺑﻠﻎ اﻷﺟر اﻟوطﻧﻲ اﻷدﻧﻰ اﻟﻣﺿﻣون وﺗوزع ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺣﺔ ﺑﻧﺳب ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ذوي اﻟﺣﻘوق.
وﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 52ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 13-83ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﻧص ﻋﻠﻰ ﻋدم
ﺟواز اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن رأﺳﻣﺎل اﻟوﻓﺎة )ﻣﻧﺣﺔ اﻟوﻓﺎة( ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﻔﺎدة ذوي اﻟﺣﻘوق ﻋﻠﺔ ﻣﻧﺣﺔ
ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻷﺟر اﻟﻣﺗوﺳط اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻼﺷﺗراﻛﺎت اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺧﻼل اﺛﻧﺗﻲ
ﻋﺷر) (12ﺷﻬ ار .وﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻣﻧﺣﺔ اﻷﯾﻠوﻟﺔ ﯾﺗم ﺑﻌد ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻠف ﻟدى ﻫﯾﺋﺔ
اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻣﻌﺎش اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗوﻓﻰ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﺗﺟﺎوز ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﻌﺎﺷﺎت ﻫذﻩ
ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﻧﺻﯾب اﻟذي ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻛل ﻓرد ﻣن ذوي اﻟﺣﻘوق ،وﺗﺧﺗﻠف ﻫذﻩ اﻟﻧﺳب
ﯾﺳﺗﻔﯾد ب %50ﻣن ﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﻌﺎش ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود وﻟد أو أﺣد اﻷﺻول اﻟذي ﯾﺳﺗﻔﯾد
-1اﻟﻣﺎدة 39ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،13-83اﻟﻣﻌدﻟﺔ ﺑﻣوﺟب أﻣر رﻗم ،19-96ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق
75
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﻌﺎش ب %50ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌدد ذوي اﻟﺣﻘوق اﻟذﯾن ﯾﺳﺗﻔﯾدون ب%40
أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود أﻛﺛر ﻣن زوج )اﻟﻣرأة( ﻓﯾﻘﺳم ﻋﻠﯾﻬن ﺑﺎﻟﺗﺳﺎوي ،1ﺣﯾث ﻻ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻫذﻩ
اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻣطﻠﻘﺔ ﻷن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟرﯾﻊ ﯾﺷﺗرط اﻟزواج اﻟﺷرﻋﻲ(
ب-ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﺟود زوج ﻓﺗﻘدر اﻟﻧﺳب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
واﻟوﻟد اﻟذي ﻟﻪ ﺣق اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟرﯾﻊ ،ﻫو اﻟﻣوﻟود ﻗﺑل اﻟوﻓﺎة أو ﺧﻼل 305ﯾوﻣﺎ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ
وﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﯾﺻﺎب ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل ﺗﻌﺗﺑر أﻣراض ﻣﻬﻧﯾﺔ ﺣﺳب
اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ واﻟطﺑﯾب اﻟﻣﺳﺗﺷﺎر اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،وﻫﺎذﯾن اﻟطﺑﯾﺑﯾن
ﻫﻣﺎ اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل إﻟﻰ ﺟﺎﻧب طﺑﯾﻌﺔ ﺗﺻﻧﯾف ﻫذﻩ اﻷﻣراض إﻣﺎ
اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺗﻛﻔل ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﺎﻟﻣﺻﺎرﯾف اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ ﻫو
ﺷﺧﺻﯾﺎ أو ذوي اﻟﺣﻘوق ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة اﻟﻌﺎﻣل أو اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻓﻘط اﻟﻌﺎﻣل
دون ذوي اﻟﺣﻘوق ﻷﻧﻬﺎ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻋﻼﺟﻪ وﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻛﻔل واﻹﻗﺎﻣﺔ وﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎﺟﻪ
اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر éﻟﺗﺣﺳﯾن أوﺿﺎﻋﻪ اﻟﺻﺣﯾﺔ ،ذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم طرق اﻻﺳﺗﻔﺎدة
ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت وﺗﺣدﯾد ﺷروط ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ واﻟﻣدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻬﺎ.1
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ وﺑﯾن ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﻘوق
ﻣن ﺟﻬﺔ وﻋﻼﻗﺔ اﻟﺗزام ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﻣن ﺧﻼل ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر ﺗﻌوﯾﺿﺎت
ﺑﺳﺑب اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﻓﺗﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض ﻣن
اﻷﺣﯾﺎن ﺧﻼﻓﺎت ،ﺣول ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣطﺎﻟب ﺑﻬﺎ أو ﺣول طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣرض اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﻲ
ﻣﻧﻪ اﻟﻌﺎﻣل وﻣدى اﻧﺗﻣﺎﺋﻪ ﻟﻸﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،ﻓﻧظ ار ﻟﻬذﻩ اﻟﺧﻼﻓﺎت ﺗﺻدر ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن
ﻗ اررات إدارﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ذات طﺎﺑﻊ طﺑﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت
اﻟطﺑﯾﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼل ﻗﺎﻧون 08-08اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 23ﻓﯾﻔري 2008
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺗوﻟﻲ وﺗﺣدﯾد ﻧوع اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ )ﻋﺎﻣﺔ أو طﺑﯾﺔ( وﻋدم
اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺗﯾن ﻣن ﻗﺑل اﻟﻘﺿﺎة ﻓﯾﺗﻌرض ﻗرارﻫم ﻟﻠﻧﻘض وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈﻧﻧﺎ
ﻧﺗطرق ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻘدﯾم رﻗم 15-83
اﻟﻣﺗﻌﻠق اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﻣﺎن وﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد واﻟﻘﺎﻧون رﻗم -08
،08إو ﺟراءاﺗﻬﺎ )اﻟﻣطﻠب اﻷول( ،ﺛم ﻧﺗطرق إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟطﺑﯾﺔ ﻓﻲ ظل
78
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
اﻟﻣطﻠب اﻷول
إن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﻌطﻲ ﺗﻌرﯾﻔﺎ دﻗﯾﻘﺎ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻘدﯾم رﻗم15-83
1
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2ﺟوﯾﻠﯾﺔ 1983اﻟﻣﻠﻐﻰ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد أﺿﻔﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌرﯾف اﻟذي ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻠﻐﻰ إﺟراءات ﺗﺳوﯾﺔ أﻛﺛر .3
وﺗﻘوم اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ آﻟﯾﺎت اﻟطﻌن اﻟﻣﺳﺑق واﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ أن ﺗرﻓﻊ اﻻﺣﺗﺟﺎﺟﺎت أﯾﺎ
ﻛﺎﻧت طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻗﺑل أي طﻌن ﻗﺿﺎﺋﻲ إﻟﻰ ﻟﺟﻧﺔ اﻟطﻌون اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ .4
اﻟﻔرع اﻷول
ﻟم ﯾﻌرف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻘدﯾم رﻗم 15-83اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﻣن ﺣﯾث
طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ أو ﻧوﻋﻬﺎ وﻻ ﺣﺗﻰ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﻔﻬوم 1وأن اﻓﺗرض ﺑﻌض اﻟﻧزاﻋﺎت وادﺧﻠﻬﺎ ﺿﻣن
ﺧﺎﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟطﺑﯾﺔ وأﺧرى أﺿﻔﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ طﺎﺑﻊ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﺛم ﻗرر أن ﻛل ﻣﺎ
ﯾﺧرج ﻋن داﺋرة ﻫﺎﺗﯾن اﻟطﺎﺋﻔﺗﯾن ﯾدﺧل ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ .2وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ
اﻟﻣﺎدة 03ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 15-83ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﺗﺧﺗص اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻛل اﻟﺧﻼﻓﺎت
ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟطﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻛذا اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ
اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 05أدﻧﺎﻩ" ،3ﻓﺎﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻣذﻛور ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺟﺎء ﻋﺎﻣﺎ ﺣﯾث ﻟم
ﯾﻌطﻲ ﺗﻌرﯾﻔﺎ دﻗﯾﻘﺎ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻟم ﯾﺣدد أطراﻓﻬﺎ ﻷﻧﻪ أﻧﺻب ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﺧﻼﻓﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﺑﯾن ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﻣؤﻣن ﻟﻬم وﺑﯾن ذوي اﻟﺣﻘوق ،إذ ﻫو ﻟم
ﯾﺗطرق إﻟﻰ اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﺑﯾن ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل وﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ،
وﺑﯾن اﻟﻣؤﻣن ﻟﻬم وﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺟﺎء ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻏﺎﻣض وﻣﻘﺻور ﻓﻲ
ﻣﺎﻫﯾﺗﻪ.
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻋرف اﻟﻣﺷرع ﺻراﺣﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد رﻗم 08-08
اﻟﺳﻠف اﻟذﻛر ﺑﺄﻧﻬﺎ "اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ واﻟﻣؤﻣن
ﻟﻬم اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ أو اﻟﻣﻛﻔوﻟﯾن ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺗطﺑﯾق ﺗﺷرﯾﻊ وﺗﻧظﯾم اﻟﺿﻣﺎن
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ" .وﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺗﻔﺎدى اﻟﻐﻣوض ﺣﯾث
اﻟذي ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻘدﯾم رﻗم 15-83اﻟﻣﻠﻐﻰ ،ﺣﯾث ﺣدد ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد
اﻷطراف واﻟﺧﻼﻓﺎت وﻛذا ﺣدد ﺳﺑب وﻧﺷﺄة اﻟﺧﻼﻓﺎت واﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻟﻬذا ﻧﻘول أن
وﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرﯾف ﻟﻣﺟﻣل اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﺿﻣن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن
-اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن أرﺑﺎب اﻟﻌﻣل وﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ 2ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص
اﻻﻋﺗراﺿﺎت اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻟزﯾﺎدات وﻏراﻣﺎت اﻟﺗﺄﺧﯾر ،وﺗﻧﻔﯾذ ﻛل اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ
-ﺧﻼﻓﺎت ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن اﻟﻣؤﻣن ﻟﻬم )أو ذوي اﻟﺣﻘوق( 3وﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﺣول
طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣرض اﻟذي أﺻﯾب ﺑﻪ اﻟﻌﺎﻣل :ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﯾﻧدرج ﺿﻣن ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷﻣراض
اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ أو اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،إو ﺛﺑﺎت ﺣق اﻟﺗﻛﻔل ﺑﻬم ﻣن ﻗﺑل ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن إﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل
81
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
وﻗﻔﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون رﻗم 08-08اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع
وﺿﻊ ÉNÏôÏÏôﺧﺎﺻﺔ واﺟﺑﺔ إﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠوﺻول ﻋﻠﻰ ﺣل ﺻﺎﺋب ﯾرﺿﻲ ﻛﻠﻰ ﻣن طرﻓﻲ
اﻟﻣﺗﻧﺎزﻋﺔ .ﺣﯾث ﻻ ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ إﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل أو ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
وﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻹﺟراءات اﻟﺧطوة اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ ﻗﺑل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﻋدم ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺧﻼﻓﺎت وﻣﺎزاﻟت ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣل وﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻠﺟﺎ ﻛل ﻣن اﻟﻣﺗﻧﺎزﻋﯾن إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء .وﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق اﻟدﻋوى
اﻋﺗﺑر اﻟﻣﺷرع اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟطﻌن اﻟﻣﺳﺑق إﺟراء إﺟﺑﺎري وﻓﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 4ﻣن
ﻗﺑل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ،وﯾﻌﺗﺑر اﻟطﻌن اﻟﻣﺳﺑق إﺟراء إداري ﺑﺣد ذاﺗﻪ ،ﯾﻣر اﻟطﻌن
اﻟﻣﺳﺑق ﻓﻲ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﻣرﺣﻠﺗﯾن 2ﻣﺗﻣﺛﻠﺗﯾن ﻓﻲ :
-1إن اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد 08-08اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﻟﺟﻧﺔ اﻟطﻌن اﻟﻣﺳﺑق ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻛل وﻻﯾﺔ وﻫو إﺟراء إﺟﺑﺎري ﻟﺟوء
إﻟﯾﻪ ﻗﺑل رﻓﻊ دﻋوى أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
132 -2ﻗﺎﻟﯾﺔ ﻓﯾروز ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص
82
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
إن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻌرض أوﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻻﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ،
واﻟﺗﻲ ﺗؤﺳس ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻛل ﻫﯾﺋﺔ ﺿﻣﺎن اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 06ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون 08-08اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﺗﻧﺷﺄ ﺿﻣن اﻟوﻛﺎﻻت اﻟوﻻﺋﯾﺔ أو اﻟﺟﻬوﯾﺔ
.
ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﺟﺎن ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣؤﻫﻠﺔ ﻟﻠطﻌن اﻟﻣﺳﺑق "...
ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻧﺷﺄ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟوﻛﺎﻻت اﻟوﻻﺋﯾﺔ أو
اﻟﺟﻬوﯾﺔ ﻟﺟﺎن طﻌن ،ﯾﺗم ﺗﻧظﯾم وﺳﯾر اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﻠطﻌن اﻟﻣﺳﺑق ﻋن طرق اﻟﺗﻧظﯾم
وﯾﺄﺧذ اﻟطﻌن اﻟﻣرﻓوع ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل طﻌن ﻣﻛﺗوب ،ﺣﯾث ﯾﺗﺿﻣن
ﻫذا اﻟطﻌن ﻛل اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ أدت ﺑﺎﻟﻣرﯾض ﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ ﻗرار ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وذﻟك ﺿﻣن اﻵﺟﺎل اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ 15ﯾوﻣﺎ ﺑداﯾﺔ ﻣن ﺗﺳﻠم ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘرار ﻫﯾﺋﺔ
ﺗرﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗواﻫﺎ ﻓﻲ آ 30 =Ïﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﻼم اﻟﻌرﯾﺿﺔ وﺗﺑﻠﻎ ﻗرارﻫﺎ ﻟﻠﻣﻌﻧﻲ
ﺑﺎﻷﻣر ﻓﻲ أﺟﺎل 10أﯾﺎم اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺻدورﻩ 33وﯾﺗم ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر ﻋن طرﯾق
ﻋون ﻣراﻗﺑﺔ ﻣﻌﺗﻣد ﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن،أو ﺑواﺳطﺔ رﺳﺎﻟﺔ ﻣوﺻﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻻﺳﺗﻼم.
ﻋﻠﻣﺎ أن اﻟطﻌن أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﻠطﻌن ﯾﺟﻣد اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻪ ،إذ ﻟﻪ أﺛر ﻣوﻗف
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﻣرار رﻓض اﻟﻘرار ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر ﻓﺈن اﻟﻣﺷرح أﻧﺷﺄ ﻫﯾﺋﺔ أﺧرى
ﻣﺧﺗﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوطﻧﻲ ﻋﻣﻼ ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة 10ﻓﻘرة 1ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 08-08
اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر .3ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠطﻌن وﻫﻲ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑت ﻓﻲ ﻛل اﻟطﻌون
اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﺿد اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﻠطﻌن اﻟﻣﺳﺑق .وﯾﺗم إﺧطﺎر اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ أﺟل ،15ﯾوﻣﺎ
ﺑداﯾﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﻼم ﺗﺑﻠﯾﻎ ﻗرار اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗرض ﻋﻠﯾﻪ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻛوت
اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋن اﻟرد ﻓﺈن اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ ﺗﺟﺎوز 60
4
ﯾوﻣﺎ اﻋﺗﺑﺎ ار ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﺧطﺎر اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﻠطﻌن.
وﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟذي ﯾرﻓﻊ اﻟطﻌن أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺣﺗراﻣﻪ ﻟﻶﺟﺎل اﻟﻣﻘررة
ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻟرﻓﻊ ذﻟك اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﯾﻪ أﯾﺿﺎ اﺣﺗرام اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟطﻌن ﻣﻛﺗوﺑﺎ
وﻣﺣدد اﻷﺳﺑﺎب اﻋﺗراض ﻋﻠﻰ ﻗرار اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﺑدﻗﺔ ﺑرﺳﺎﻟﺔ ﻣوﺻﻰ
-2أﺣﻣﯾﺔ ﺳﻠﯾﻣﺎن ،آﻟﯾﺎت ﺗﺳوﯾﺔ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻣل واﻟﺿﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،ط ،3دﯾوان
.187Š اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋرÏ 2005 ،
13 111 0و 14ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،08-08ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق
-2اﻟﻣواد 10
-3اﻟﻣﺎدة 10ﻓﻘرة 1ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،08-08ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق
-4اﻟﻣواد ﻣن 6إﻟﻰ 9ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ﻟرﻗم ،08-08ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-1ﻗﺎﻟﯾﺔ ﻓﯾروز ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 134
84
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
ﻋﻠﯾﻬﺎ ،أو ﯾودع ﻣﺑﺎﺷرة أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ وﺗﺗﺧذ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻗرارﻫﺎ ﻓﻲ ظرف 30ﯾوﻣﺎ ﺑداﯾﺔ
ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﻼم اﻟﻌرﯾﺿﺔ ،وﯾﺑﻠﻎ اﻟﻘرار إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻓﻲ ظرف 10أﯾﺎم ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ
ﺻدورﻩ.1
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﻣرار اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر وﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎع رﻏم رﻓﻊ اﻟطﻌن
ﺿد اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﻣن ﻗﺑل ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺣﻠﯾﺔ ﻟﻠطﻌن اﻟﻣﺳﺑق وأﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ
اﻟوطﻧﯾﺔ ،رﻏم ذﻟك ﻓﺎﻟﻧزاع ﻗﺎﺋم ﺑﯾن ﻫذﯾن اﻷﺧﯾرﯾن ﻓﯾﺣق ﻟﻠﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر )اﻟﻌﺎﻣل( اﻟﻠﺟوء
إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟرﻓﻊ دﻋوى ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌد اﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟﺷروط اﻟﺿرورﯾﺔ
واﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻟطﻌن أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟطﻌن أﻣﺎم اﻟﻠﺟﻧﺔ
اﻟوطﻧﯾﺔ .3
ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻹدارات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ طرف ﻓﯾﻬﺎ ،ﻓﻔﻲ
ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﺗرﻓﻊ اﻟدﻋﺎوى أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ وﻻ ﺗﺗم رﻓﻊ اﻟطﻌون أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﺑل ﺗرﻓﻊ اﻟدﻋوى أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ و ﯾﺗم رﻓﻊ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ .4
إن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﯾﻛون ﺿﻣن أﺟﺎل ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﺣﺗرﻣﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل ،ﺑداﯾﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺳﻠﯾم
اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟرد ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟطﻌن وﻫﻲ 30ﯾوﻣﺎ ،أﻣﺎ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم رد ﻣن ﻗﺑل اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﯾﺣﺳب ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﻼم اﻟﻌرﯾﺿﺔ ﻣن طرف اﻟﻠﺟﻧﺔ
اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻓﻠﻠﻌﺎﻣل أﺟﺎل 60ﯾوم ﻟﻠرﻓﻊ دﻋوى ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ 11أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ )اﻟﻘﺳم
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ( .وﻋدم اﺣﺗرام اﻵﺟﺎل اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،ﯾؤدي إﻟﻰ رﻓض اﻟدﻋوى ﺷﻛﻼ.
وﺣدد اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 78ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 08-08اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر ،آﺟﺎل ﺗﻘﺎدم أداء
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
أﺛﻧﺎء إﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻣرض ﻣﻬﻧﻲ ﯾﺗطﻠب ﻣﻧﻪ إﺟراء ﻓﺣوﺻﺎت وﺗﺷﺧﯾﺻﺎت ﻹﺛﺑﺎت
اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣرض ﻋن طرق ﺷﻬﺎدة طﺑﯾﺔ ﻣﺣررة ﻣن ﻗﺑل طﺑﯾب ﺧﺎص أو ﻋﺎم ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻪ
اﻟﻣﺗﺿرر ﻟﻣﻌرﻓﺔ أوﺿﺎﻋﻪ وﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟﺻﺣﯾﺔ وﺗﺣدﯾد ﻧﺳﺑﺔ اﻹﺻﺎﺑﺔ اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻟﻣرض.
وﻟﻛن ﻓﻲ ﺑﻌض ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﯾﻠﻘﻲ اﻟﻣﺗﺿرر ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺗﺷﺧﯾﺻﺎت ôاﻟﻔﺣوﺻﺎت واﻟﺷﻬﺎدات اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﻬﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت ،ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت واﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت.
وﻋدم ﻗﺑول اﻟﻬﯾﺋﺔ ﻟﻠﻔﺣوﺻﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌﺎﻣل ،ﯾوﻟد ﻧزاﻋﺎت ﻓﻲ ﻗ اررات اﻟﻬﯾﺋﺔ ﻣن
طرف اﻟﻌﺎﻣل .ﻫذا ﻣﺎ ﺟﻌل ﺑﺎﻷﻓراد ﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﯾﺗدﺧﻠون ﻓﻲ اﻷﻣر
ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاع اﻟﻘﺎﺋم ﺑﯾن اﻟﻬﯾﺋﺔ واﻟﻌﺎﻣل إﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺧﺑرة طﺑﯾﺔ أو ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻟﺟﺎن
ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟطﺑﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺣﯾث إﺟراءات ﺗﺳوﯾﺗﻬﺎ
واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻊ أﻣﺎﻣﻬﺎ ،واﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟطﺑﯾﺔ ﻫﻲ
ﻣﻧﺎزﻋﺎت ﯾﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟطﺑﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ إدارﯾﺔ
وﻗﺿﺎﺋﯾﺔ.1
ﻟﻔرع اﻷول
إن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟطﺑﯾﺔ ﯾﻌود ﺳﺑﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﻋدم رﺿﺎ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﺗﻘرﯾر اﻟذي
ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺷﻬﺎدة اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﻬﺎ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد
ﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟﺻﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣدد ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻪ اﻟﻣﺗﺿرر ﺑﺣﯾث
ﺗﺳﻧد ﻣﻬﻣﺔ RFwRﻓﺣص طﺑﻲ أﺧر ﻟﻠﻌﺎﻣل وﯾﻘدم ﺗﻘرﯾر ﺟدﯾد ﺑﻘوم ﺑﻪ اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﺳﺗﺷﺎر
ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻬذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ ،إذ ﯾﻛون اﻟﻌﺎﻣل واﻟﻬﯾﺋﺔ أﻣﺎم ﺗﻘرﯾرﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن وﻣﺗﺿﺎدﯾن ﻣﻣﺎ ﯾؤدي
إن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﻌطﻲ ﺗﻌرﯾﻔﺎ دﻗﯾﻘﺎ وﺷﺎﻣﻼ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟطﺑﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻘدﯾم رﻗم
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣﺛﻠﻪ ﻣﺛل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ .ﺑل اﻛﺗﻔﻰ ﻓﻘط ﺑﺎﻟﻘول ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟﺧﻼﻓﺎت ﺑﯾن ﻫﯾﺋﺔ
اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﻌﺎﻣل أو ذوي اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ
ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 4ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم " 15-83ﺗﺧﺗص اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟطﺑﯾﺔ ﺑﻛل اﻟﺧﻼﻓﺎت
ﻛﻣﺎ ﻧﻼﺣظ أﯾﺿﺎ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد رﻗم 08-08اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 23ﻓﯾﻔري 2008
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ،ﻟم ﯾﻌطﻲ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟطﺑﯾﺔ ﺣﯾث ﻧﺟد ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة
17ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟطﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﻼﻓﺎت
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣرض واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ
2
اﻟﻌﻣل واﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻣرض واﻟﺗﺷﺧﯾص واﻟﻌﻼج وﻛذا ﻛل اﻟوﺻﻔﺎت اﻟطﺑﯾﺔ اﻷﺧرى"
إن اﻟﻣﺷرع أﻋﺎد ﺗﻛرار ﻣﺎ ﺗم ﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 4اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر وﺣذف ﻋﻧﺻر
أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة 17ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﯾن ﻓﻲ )ذوي اﻟﺣﻘوق( ،ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن
أن ﻧﻌﺗﺑر ﺑﺄن ﻛل ﻣن ﯾﺻﯾب ﻫو اﻟذي ﻟدﯾﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻔﺎدة ،إو ﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
ﻋﺑﺎرة اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻣرﯾض ﻫﻲ واﺳﻌﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺷﻣل ﻛل ﺧﻼﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣل
واﻟﺗﻌرﯾف اﻷﺟدر ﺑﺎﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟطﺑﯾﺔ ﻫﻲ ﻛل ﺧﻼﻓﺎت ﯾﻘوم ﺑﯾن اﻟﻣؤﻣن ﻟﻪ وﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﺣول اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ واﻟطﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻘرﯾر ﻛل
1
ﻣن اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ واﻟطﺑﯾب اﻟﻣﺳﺗﺷﺎر
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
إن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟطﺑﯾﺔ ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻣﺛل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ إﯾﺟﺎد ﺣﻠول ﺳرﯾﻌﺔ ﻟﺣل
اﻟﻧزاع اﻟﻘﺎﺋم ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣل وﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن دون اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ،وﻟﻬذا ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع
ﻧظم إﺟراءات اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟطﺑﯾﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون 08-08وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﻓﺷﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺣل اﻟﻧزاع ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺗم اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﺣﻠﻪ.
وﻣن ﺑﯾن اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل أو ذوي اﻟﺣﻘوق ﻟﻼﻋﺗراض ﻋﻠﻰ ﻗ اررات
ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،وﻋدم اﻟﻠﺟوء واﻻﻣﺗﺛﺎل ﺑﻬذﻩ اﻹﺟراءات ﯾﻌﻧﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون
ﻷﻧﻬﺎ إﺟراءات إﺟﺑﺎرﯾﺔ إو ﻟزاﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺣﺎل ﻟم ﯾﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﺣل،
ﻓﺗرﻓض اﻟدﻋوى ﺷﻛﻼ .ﻧﺟد أن ﻋدة ﻣن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺗﺣل ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟودﯾﺔ
إن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺧﺑرة اﻟطﺑﯾﺔ ﻫو إﺟراء أوﻟﻲ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر
اﻟﺟﻬﺔ اﻷول اﻟﺗﻲ ﺗﺑت ﻓﻲ اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺻﺎب واﻷﺿرار اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﻪ 11ﯾرﻓﻊ
إﻟﯾﻬﺎ اﻟطﻌن ﻓﻲ ﺷﺄن ﻗ اررات ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺣول اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﻣﻘدم
ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣرﯾض اﻟﻣﺣرر ﻣن طرف طﺑﯾب ﻣﻌﺎﻟﺞ واﻟﺗﻘرﯾر اﻟﻣﺣرر ﻣن ﻗﺑل اﻟطﺑﯾب
اﻟﻣﺳﺗﺷﺎر اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﺣول ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺷﻔﺎء واﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ أو ﺣول ﺗﺣدﯾد
ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز.
إن اﻟﻣﺷرع أﻟزم اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺧﺑرة اﻟطﺑﯾﺔ ﻷن اﻟطﺑﯾب اﻟﺧﺑﯾر ﯾﻌﺗﺑر ﻛطرف ﺛﺎﻟث وﯾﻌد
ﻛﺣد ﻓﺎﺻل ﻟﻧزاع ﺑﺗﺣرﯾر ﺗﻘرﯾر طﺑﻲ ﺣﯾث ﯾﺻﺣﺢ ﺧطﺄ اﻟﺗﺷﺧﯾص إن وﻗﻊ إﻣﺎ ﻣن طرف
واﻟطﺑﯾب اﻟﺧﺑﯾر ﯾﺗم ﺗﻌﯾﻧﻪ واﺧﺗﯾﺎرﻩ ﻣن طرف ﻛل ﻣن اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣرﯾض وﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾطﻠب اﻟﻌﺎﻣل وﺣدﻩ إﺟراء اﻟﺧﺑرة اﻟطﺑﯾﺔ ﻣﻊ اﺣﺗرام اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ
وﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣﺷرع واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ طﻠب ﻣﻛﺗوب ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺗﺿرر ،وﯾرﺳل ﻣرﻓﻘﺎ ﻣﻊ ﺗﻘرﯾر
اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ،ﺑواﺳطﺔ رﺳﺎﻟﺔ ﻣوﺻﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﯾودع ﻣﺑﺎﺷرة ﻟدى ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣﻘﺎﺑل وﺻل ،2وذﻟك ﻓﻲ ﻏﺿون ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ) (15ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﻼم
ﺗﺑﻠﯾﻎ ﻗرار.
ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣرﯾض أو ذوي ﺣﻘوﻗﻪ ﺑﻛل اﻟﻘ اررات اﻟطﺑﯾﺔ ،وذﻟك
ﺗﻌﺗﺑر ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن ،اﻟﻣﺷرﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷطﺑﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺗﺎر اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣرﯾض واﺣد
ﻣن ﻫؤﻻء اﻷطﺑﺎء ﻹﺟراء اﻟﺧﺑرة اﻟطﺑﯾﺔ ،إذ أﻟزم اﻟﻣﺷرع اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺈﺑداء رأﯾﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص
اﺧﺗﯾﺎرﻩ أو رﻓﺿﻪ ﻷﺣد اﻷطﺑﺎء وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻋدم إﺑداء رأﯾﻪ ﻓﻲ ﻏﺿون
ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ) (8أﯾﺎم ﻓﺈن اﻟﻌﺎﻣل ﺑﻔﻘد اﻟﺣق ﻓﻲ اﻻﺧﺗﯾﺎر ،واﻟﻬﯾﺋﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻫﻲ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ
ﺑﺗﻌﯾن طﺑﯾب ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻓض اﻟﻌﺎﻣل اﺧﺗﯾﺎر أﺣد اﻷطﺑﺎء اﻟذﯾن اﻗﺗرﺣﺗﻬم ﻫﯾﺋﺔ
اﻟﺿﻣﺎن ﻓﺈن ﺧﯾﺎر طﺑﯾب ﺧﺑﯾر ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﯾﻪ )إﺟراء اﻟﺧﺑرة اﻟطﺑﯾﺔ( ﯾﻛون ﻣن
ﻣﻬﺎم ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ ﺷرط أﻻ ﯾﻛون ﻣن ﺿﻣن اﻷطﺑﺎء اﻟذﯾن رﻓﺿﻬم ،وﻻ ﯾﻛون ﻗد ﻋﺎﻟﺞ
اﻟﻌﺎﻣل ﺳﺎﺑﻘﺎ .إن ﻣدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﻓﻲ ﺳرﯾﺎﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﺛﻼﺛﯾن )(30
ﯾوﻣﺎ ﺑداﯾﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﯾداع طﻠب اﻟﺧﺑرة ﻟدى ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
-ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،اﻟﻐرﻓﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻣﻠف رﻗم 119321ﻣؤرخ ﻓﻲ 1994 -12- 20
2
" وﻣن اﻟﻣﻘرر ﻗﺎﻧوﻧﺎ أن ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر ﺑﺎﻟﻘ اررات اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﺗزام ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
131 ﻓﻲ ﻏﺿون اﻵﺟﺎل اﻟﻣﺣددة ﺑﺻﻔﺔ رﺳﻣﯾﺔ ﻟﺣﺳﺎب ﻣﻬﻠﺔ اﻻﻋﺗراض" 1995 " 1 å Ï .Ï
.174-169
ﺑﻌد إﺑﻼغ اﻟطﺑﯾب ﺑﺎﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﯾﻪ ﺑﺗﻌﯾﯾﻧﻪ ﻛﺧﺑﯾر طﺑﻲ ﻋن طرﯾق اﺳﺗدﻋﺎء ﯾﺗﺿﻣن
ﻣﻌﻠوﻣﺎت دﻗﯾﻘﺔ ﺗﺗﺿﻣن اﻟﯾوم واﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ å Ïاﻟﺧﺑرة )اﻟﻔﺣص اﻟطﺑﻲ( Ïﯾﺑﺎﺷر
ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑﺎﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر إﻟﻰ ﻋﯾﺎدﺗﻪ أو ﯾﻧﺗﻘل إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﻟﺿرورة ﺑﻌد ﺗﻛﻠﯾﻔﻪ ﻣن طرف ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ اﻟﻣﻠف اﻟﻛﺎﻣل اﻟﺗﻲ
إو رﻓﺎق اﻟﻣﻠف ﺑﺎﻟﺗﻘرﯾر اﻟذي ﺗوﺻل إﻟﯾﻪ اﻟطﺑﯾب اﻟﺧﺑﯾر ﺣول اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣ
اﻟﻣﺗﺿرر ﺑدﻗﺔ وﺗﺣدﯾد ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﺻﺎب ،وذﻟك ﺑﻌد اﺣﺗرام اﻟﻣدة
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟطﺑﯾب وﻻطﻼع ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن ﺑﻪ ﻓﻲ أﺟل ﺛﻼﺛﺔ ) (3أﯾﺎم ﻣن ﯾومåwô=Q
اﻟﻔﺣص اﻟطﺑﻲ .إن اﻟطﺑﯾب ﻣﺟﺑر ﻋﻠﻰ ﺣﻔظ وﻛﺗﻣﺎن اﻷﺳرار ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎ اطﻠﻊ ﻋﻠﯾﻪ ،إﻻ
ﻣﺎ ﻋدى ﻣﺎ ﻫو ﻣرﺗﺑط ﺑﺗﻘرﯾر اﻟﺧﺑرة اﻟذي ﯾﻘدﻣﻪ .إو ﻻ ﯾﻛون ﻗد ارﺗﻛب ﺧطﺄ إﻓﺷﺎء اﻟﺳر
اﻟﻣﻬﻧﻲ .1ﺣﯾث أن ﻣوت اﻟﻣرض ﻻ ﯾﻌﻔﻲ اﻟطﺑﯾب ﻣن اﻟﺳر اﻟذي اﻟﺗزم ﺑﻪ ،ﺣﯾث أن ﺧرق
اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض اﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ ﺧﺎﺻﺔ إذ ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺳر اﻟطﺑﻲ وﻫﻲ ﻗﺎﺑﻠﺔ
ﺑﻌد أن ﯾﺳﻠم اﻟطﺑﯾب اﻟﺧﺑﯾر ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺧﺑرة إﻟﻰ ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺗﻠﺗزم ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة
ﺑﺗﺑﻠﯾﻐﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻓﻲ ﻏﺿون ﻋﺷرة ) (10أﯾﺎم ﺗﺣﺳب اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﺗﻼم ورأي
اﻟطﺑﯾب اﻟﺧﺑﯾر ﻻ ﯾﺷﻛل ﻟوﺣدﻩ ﻗ ار ار إدارﯾﺎ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ إو ﻧﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻧدوق
واﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻧد اﻻﺣﺗﻣﺎل اﺳﺗﻧﺑﺎط ﺣﻘوق اﻟﺿﺣﯾﺔ ﻣﻧﻪ (2وﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﺗﻛون
اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣرﺿﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل اﻟﻣﺗﺿرر وﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣﻌﺎ ،ﻓﻲ ﻛﻠﺗﺎ ﻣن اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن،
ﻓﺈﻧﻪ ﻟﯾس ﻟﻠﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻘﺑول أو رﻓض ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫذا اﻟﺗﻘرﯾر ،وﻓﻲ ﺣﯾن ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻛون ﻏﯾر ﻣرﺿﯾﺔ
-2ﻓرﯾﺣﺔ ﻛﻣﺎل ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
197-196 1 3 1 ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو2012 ،
-وﻓرض اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ﻋﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب اﻟذي ﻟم ﯾﺣﺗرﻣﻬﺎ ﺳواء ﺟﻧﺎﺋﯾﺎ أوﻣدﻧﯾﺎ
أو ﺗﺄدﯾﺑﯾﺎ.
-2ﺑن ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﷲ ،ﺗﺳوﯾﺔ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻣذﻛرة اﻟﺗﺧرج ﻣن اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ
ﻟﻠﻘﺿﺎء.39 0 72007 ،
-3اﻟﻣﺎدة 19ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،08-08ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق
93
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
أﻧﺷﺄ اﻟﻣﺷرع ﻟﺟﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺔ اﻟوﻻﺋﯾﺔ ،ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﻣﻘدﻣﺔ أﻣﺎﻣﻬﺎ
ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب ﺿد اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺣول ﺗﺣدﯾد
ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺣق اﻻﻋﺗراض اﻟﻣﺧول ﻟﻪ ﻣن
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
ﺗﺗﺷﻛل اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوﻻﺋﯾﺔ ﻟﻠﻌﺟز طﯾﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 32ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 15-83اﻟﻣﻌدل ﺑﺎﻟﻣﺎدة 11
-ﻣﻣﺛﻠﯾن اﺛﻧﯾن ) (2ﻋن اﻟﻌﻣﺎل اﻷﺟراء ﻣن ﺑﯾﻧﻬم واﺣد ﯾﻧﺗﻣﻲ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﻌﻣوﻣﻲ.
-ﻣﻣﺛل ﻋن ﻋﻣﺎل ﻏﯾر اﻷﺟراء ،وﯾﺗوﻟﻰ أﻣﺎﻧﺔ اﻟﻠﺟﻧﺔ أﺣد أﻋوان ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن.
-طﺑﯾب ﺧﺑﯾر ﯾﻌﯾﻧﻪ ﻣدﯾر اﻟﺻﺣﺔ اﻟوﻻﺋﯾﺔ ﻟﻠوﻻﯾﺔ ﻣن ﻗﺎﺋﻣﺔ ﯾﻌدﻫﺎ اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 15-83ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 08-08رﻛز ﻋﻠﻰ إﺿﻔﺎء اﻟطﺎﺑﻊ اﻟطﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ ،ﻣن ﺧﻼل اﺷﺗراطﻪ
-1اﻟﻣﺎدة 32ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 15-83اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 11ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 10-99
94
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ -ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺻﺎب
أن ﺗﻛون أﻏﻠب أﻋﺿﺎﺋﻪ أطﺑﺎء ،1ﻷن اﻟﻧزاع ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوﻻﺋﯾﺔ ﻟﻠﻌﺟز ،ﺟﻬﺔ اﻟطﻌن واﻻﻋﺗراض ﻓﻲ ﻗ اررات اﻟﺧﺑرة اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﻣﻧﺟزة ﻣن
ﻗﺑل ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ .إذ ﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ أوﻻ ﺑﺎﺳﺗﻘﺑﺎل اﻟﺷﻛﺎوى اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن
اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن اﻟﺗﻲ ﺗودع ﺿﻣن اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﺑﺛﻼﺛﯾن ) (30ﯾوﻣﺎ اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ
اﺳﺗﻼم ﺗﺑﻠﯾﻎ ﻗرار ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وذﻟك ﺑواﺳطﺔ طﻠب ﻣﻛﺗوب ﻣرﻓق ﺑﺗﻘرﯾر
اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ،ﯾودع ﻣﺑﺎﺷرة ﻟدى أﻣﺎﻧﺔ اﻟﺟﻧﺔ ،أو ﯾرﺳل ﻋن طرﯾق اﻟﺑرﯾد.
ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﻣدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺳﺗﯾن ) (60ﯾوﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﻼم طﻠب اﻟﻣﺗﺿرر ﻟﻠﺑت ﻓﻲ
اﻻﻋﺗراض ،واﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوﻻﺋﯾﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻹﺟراءات وﺷﻛﻠﯾﺎت ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ
أﻋﺿﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ وأﺧذ اﻟﻘ اررات ﻋﻠﻰ أﺳﺎس رأي اﻟطﺑﯾب اﻟﺧﺑﯾر وﻋدم اﺣﺗرام إﺣداﻫﺎ ﯾﻌﻧﻲ
ﺗﻌرض اﻟﻘرار ﻟﻠﻧﻘض ،ﻷن اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻌﻠﯾﺎ.2
وﯾﺗم ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻟﻠﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺎﻷﻣر ﻓﻲ ﻏﺿون ﻋﺷرﯾن ) (20ﯾوﻣﺎ
ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺻدورﻩ ،واﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﯾﺗم ﻣن ﻗﺑل أﻣﯾن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟذي ﯾﺑﻠﻐﻬم أﻣﺎ ﻋن طرﯾق رﺳﺎﻟﺔ
إن ﻗ اررات اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوﻻﺋﯾﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠطﻌن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﻗﺑوﻟﻬﺎ إﻣﺎ ﻣن طرف اﻟﻌﺎﻣل أو ﻣن
طرف ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﺣﯾث ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 15-83أﻋطﻰ
08-08 اﻟﺣق ﻟﻠﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺎﻟطﻌن ﻣﺑﺎﺷرة أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم
أﯾن ﯾﺗم أوﻻ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ-اﻟﻘﺳم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ -ﺛم ﻋن طرﯾق اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف أﻣﺎم
ﻣﺟﻠس اﻟﻘﺿﺎء –اﻟﻐرﻓﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،-وأﺧﯾ ار ﯾﺗم اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘ اررات أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
أﻋطﻰ اﻟﻣﺷرع أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل ﺣﯾث اﻫﺗم ﺑﻪ ووﺿﻊ ﻗواﻧﯾن ﺗﺣﻣﯾﻪ ،ﻣن ﺟﻬﺔ وﺟﻌل
ﻣﻛﺎن اﻟﻌﻣل أﻛﺛر أﻣﻧﺎ ،ﯾظﻬر ذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﺣﯾطﺔ واﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣﻬﺎ ﻟﻠﻌﺎﻣل
اﻟﻣﺻﺎب ﺑﺎﻟﻣرض وﻣﻬﻧﻲ ،ﻧﺟد أوﻻ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﻛﯾف اﻟﻣرض اﻟذي أﺻﯾب ﺑﻪ
اﻟﻌﺎﻣل ﻣن ﺟراء ﻋﻣﻠﻪ وأﻋطﻰ ﻟﻪ ﺻﻔﺎت وﻣﯾزات ﺑﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻷﻣراض اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ
ﻟﻪ ،وﺣدد أﻋراﺿﻪ واﻟﺿرر اﻟذي ﯾﺧﻠﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﺑدن اﻟﻌﺎﻣل ،واﻟﻣدة اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻐرﻗﻬﺎ
إو ذ ﻧﺟد أﯾﺿﺎ أن اﻟﻣﺷرع ﺣدد ﺟدول ﻓﯾﻪ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣن اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ وأﺳﺑﺎب ظﻬورﻫﺎ وﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺟد أن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻫﺗﻣت ﺑﺗﺣدﯾد اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺣﯾث ﻧﺟد ﺛﻼﺛﺔ
أﻧﻣﺎط ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻷﺳس ﺣول ﺗﺣدﯾد ﻫذﻩ اﻷﻣراض ﻫﻲ اﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ،طرﯾﻘﺔ اﻟﺟداول،
اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻣزدوﺟﺔ.
أﺳس اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ،ﻣوﻗﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم اﻟﺟداول ،وﺻﻧف ﻓﯾﻪ اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،وذﻟك
ﻟﺗﺳﻬﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ،ﺑﻣﺟرد إﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﺣﺗﺎج
اﻟﻌﺎﻣل ﻹﺛﺑﺎت إﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ،إﻻ أﻧﻪ ﻗﺎﺑل ﻟﻺﺳﻘﺎط ،ﻟﻛن ﻓﻲ ﺑﻌض ﻣن
اﻟﺣﺎﻻت ﯾﺻﺎب اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺄﺣد ﻣن ﻫذﻩ اﻷﻣراض ﻟﻛن ﻏﯾر ﻣدون ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟﺧﺎص
97
إن إﺛﺑﺎت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻻ ﯾﻛﻔﻲ وﺣدﻩ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻣن ﻗﺑل
ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑل ﯾﺟب ﺗﺻرﯾﺢ ﺑﻬذﻩ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﻟﻠﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻣن ﺟﻬﺔ وﻫﯾﺋﺔ
اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى وذﻟك ﺿﻣن اﻵﺟﺎل اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ واﺗﺧﺎذ
ﻓﺎﻟﻣﺻﺎب ﻟﻪ أو ذوي اﻟﺣﻘوق ﻟﻬم اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻣن ﻗﺑل ﻫﯾﺋﺔ
اﻟﺿﻣﺎن ﺑﻣﺧﺗﻠف أﺷﻛﺎﻟﻬﺎ ﺣﻘوق ﻋﯾﻧﯾﺔ ﻛﺎﻧت أو ﻧﻘدﯾﺔ إﻻ أن ذوي اﻟﺣﻘوق ﻟﯾس ﻟدﯾﻬم
اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ إﻧﻣﺎ ﻓﻘط اﻟﺣﻘوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق
وﻟﻛن ﻓﻲ ﺑﻌض ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﺗﻘﻊ ﺧﻼﻓﺎت وﻧزاﻋﺎت ﺑﯾن ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺑﯾن
اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن ﺣﯾث طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣرض وﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌﺟز .أﯾن ﯾﺗم اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺧﺎﺻﺔ إﻣﺎ
ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟطﺑﯾﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣﻠول ﺗرﺿﻲ ﻛﻼ ﻣن
اﻟطرﻓﯾن ،وأﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗوﺻل ﻟﻠﺣل ﻓﯾﺣق ﻟﻬذﯾن اﻟطرﻓﯾن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﺣل
اﻟﻧزاع ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ.
وﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أول ﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﻛل اﻟدﻋم
واﻻﺳﺗﻔﺎدة اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣرﯾض أﺛﻧﺎء إﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻣن ﻗﺑل ﻫﯾﺋﺔ
اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺑرﻫﺎ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻋم اﻟﻣرﯾض ﻣن ﺟﻬﺔ واﻟرﻗﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ
98
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
99
اﻟﻣراﺟﻊ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ:
أوﻻ-اﻟﻛﺗب
-2اﻟﺳﯾد ﻋﯾد ﻧﺎﯾل ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح ﻧظﺎﻣﻲ اﻟﻌﻣل واﻟﺗﺄﻣﯾن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﻣﻠﻛﺔ
-3ﺣﺳﯾن ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف اﻟﺣﻣدان ،اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ط
،1ﺑﯾروت.2009 ،
-4رﻣﺿﺎن ﺟﻣﺎل ﻛﺎﻣل ،ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ط ،2اﻷﺻﯾل ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ
طﻧطﺎ2001 ،
-5رﻣﺿﺎن ﺟﻣﺎل ﻛﻣﺎل ،ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷطﺑﺎء واﻟﺟراﺣﯾن اﻟﻣدﻧﯾﯾن ،ط ،1اﻟﻣرﻛز اﻟﻘوﻣﻲ
-7ﺳﻠﯾﻣﺎن أﺣﻣﯾﺔ ،آﻟﯾﺎت ﺗﺳوﯾﺔ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻣل واﻟﺿﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،ط 3
100
-8ﺳﻣﯾر اﻷودن ،اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺻر واﻟدوﻟﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف،
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2004 ،
-9ﺳﯾد ﻣﺣﻣد رﻣﺿﺎن ،اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل واﻟﻘﺎﻧون اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ
0
-10ﺳﻣﺎﺗﻲ اﻟطﯾب ،ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ج10 10
.2010 0
اﻟﺟزاﺋ
-12ﺳﻣﺎﺗﻲ اﻟطﯾب ،ﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،دار اﻟﻬدى ،ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر،
.2013
-14ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺧﻠﯾﻔﻲ ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻣل واﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،دار اﻟﻌﻠوم
-16ﻋوﻧﻲ ﻣﺣﻣود ﻋﺑﯾدات ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،ط 61
ﻋﻣﺎن.1998 ،
101
-17ﻏﺎﻟب ﻋﻠﻲ اﻟداودي ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل ،اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻷردن ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر
-19ﻣﺻطﻔﻰ أﺑو ﻋﻣر ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺎﻣﯾن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
ﻋﻣﺎن2010 ،
.1974
.2003
-23ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﷲ اﻟظﺎﻫر ،إﺻﺎﺑﺎت اﻟﻌﻣل ﺑﯾن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل واﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ،
.2003
102
-25ﻣﺣﻣد ﺣﻠﻣﻲ ﻣراد ،اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ،
اﻟﻘﺎﻫرة.1972 ،
-1ﺑن ﺻر ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ،اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺗﻌوﯾض ﺣوادث اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻓرع ﻋﻘود وﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر،
.2011
-2ﺑن ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﷲ ،ﺗﺳوﯾﺔ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻣذﻛرة اﻟﺗﺧرج ﻣن اﻟﻣدرﺳﺔ
-3ﺗﻼوﺑرﯾد ﻓﺗﯾﺣﺔ ،ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ طﺑﯾب اﻟﻌﻣل ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻓرع ﻗﺎﻧون
-4ﺣرﺷﺎوي ﺻﺑرﯾﻧﺔ ﻧﺑﯾﻠﺔ ،ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟطﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ،ﻓرع ﻋﻘود وﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر،
.2002-2001
103
-5ﻓرﯾد ﻋﯾﺳوس ،اﻟﺧطﺄ اﻟطﺑﻲ واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ )دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ( ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓرع
=.2003 é?Š
ﻋﻘود وﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑن ﻋﻛﻧون ،اﻟﺟز
-6ﻓرﯾﺣﺔ ﻛﻣﺎل ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﻓرع "ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ،
-7ﻗﺎﻟﯾﺔ ﻓﯾروز ،اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل ﻣن اﻷﺧطﺎر اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،ﻣذﻛرة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﻓرع اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺑوﺧﻠﻔﺔ ،ﺗﯾزي وزو .2012
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﻣﻘﺎﻻت
-1ذﯾب ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ،اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻋدد 2
.1996
راﺑﻌﺎ :اﻟﻘواﻧﯾن
-1اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
ر)ع .(42
ع .(32
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ) ج ر ع (28ﻣﻠﻐﻰ.
-2اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ
اﻟﻌﻧوان اﻟﺛﺎﻟث واﻟراﺑﻊ واﻟﺛﺎﻣن ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،13-83ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ )ج
ر ع .(7
-اﻟﻘرار اﻟوزاري اﻟﻣﺷﺗرك اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 5ﻣﺎي ،1995اﻟذي ﯾﺣدد ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ
-ﻗرار وزاري ﻣﺷﺗرك اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ،1997 é?Š= 9اﻟﻣﺣدد ﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻛون
105
-ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،غ إ ،ﻣﻠف رﻗم 77347ﻣؤرخ ﻓﻲ 73 7 21992/02/17
.137-134 å ° ô ﻋدد ﺧﺎص ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻣل واﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،ج 1997 22
-ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،اﻟﻐرﻓﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻣﻠف رﻗم 119321ﻣؤرخ ﻓﻲ -12- 20
0
-ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،غ.إ ،ﻣﻠف رﻗم 129009ﻣؤرخ ﻓﻲ 1995-10-24
0
-ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،غ.إ ،ﻣﻠف رﻗم 193217ﻣؤرخ ﻓﻲ 1999-10-19
ﺳﺎدﺳﺎ :اﻟوﺛﺎﺋق
106
اﻟﻔﻬرس:
اﻟﻣوﺿوع ...................................................................اﻟﺻﻔﺣﺔ
ﻣﻘدﻣﺔ 1.............................................................................
107
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺷروط اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣرض ﻣرﺿﺎ ﻣﻬﻧﯾﺎ ﺣﺳب اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري 27..................
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :إﺟراءات اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻣن ﻗﺑل ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل 37...........
أوﻻ :طرق وأﺟﺎل اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻣن ﻗﺑل ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل38........
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﺗﺻﻧﯾف وﺗﺣدﯾد أﻧواع اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺣﺳب ﻗﺎﻧون اﻟﺿﻣﺎن
109
اﻟﻔرع اﻷول-ﺗﺻﻧﯾف اﻷﻣراض اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺣﺳب إﻋراﺿﻬﺎ .............................
110