You are on page 1of 17

‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زاين عاشور ابجللفة ـ اجلزائر‪Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742‬ص‪746-730‬‬

‫جملة العلوم القانونية و االجتماعية‬

‫‪Journal of legal and social studies‬‬


‫‪Issn: 2507-7333‬‬
‫‪Eissn: 2676-1742‬‬

‫القانون العضوي ‪ 15-18‬ورهان حكامة التسيري املايل العمومي يف اجلزائر‬


‫‪Organic Law 15-18 and the bet of governance of public financial‬‬
‫‪management in Algeria‬‬

‫‪،*1‬‬ ‫أكحل حممد‬

‫‪1‬جامعة ابتنة‪-1‬اجلزائر‪akhalameur@gmail.com،‬‬

‫اتريخ النشر‪2021/12/01 :‬‬ ‫اتريخ القبول‪2021/10/25:‬‬ ‫اتريخ ارسال املقال‪2021/09/04:‬‬

‫*املؤلف املرسل‬

‫‪730‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الرابع ‪ -‬السنة ديسمرب ‪2021‬‬


‫أكحل حممد‬ ‫ ورهان حكامة التسيري املايل العمومي يف اجلزائر‬15-18 ‫القانون العضوي‬

:‫امللخص‬
‫ وحتوال مهما يف مسار تسيري املالية‬،‫ مدخال قانونيا لتحديث التسيري املايل العمومي‬15-18‫يشكل القانون العضوي‬
‫ ومساءلة‬،‫ وهذا من خالل االلتزام بتحسني شفافية امليزانية‬،‫ يهدف إلصالح التسيري املايل العمومي‬،‫العمومية ابجلزائر‬
‫ وعلى الرغم من املسار الطويل لإلصالح املايل بداية من سنة‬،‫ وتعزيز دور الربملان يف اجملال املايل‬،‫املسريين العمومني‬
‫ بسب مواجهته لتحدايت تتعلق ابلطابع الريعي‬،‫ إال أنه مل يستجب ملتطلبات حكامة التسيري املايل العمومي‬2001
‫ وهو التحدي احلقيقي الذي سيواجه االنتقال للتسيري املتمحور‬،‫ وجتذر املمارسات البريوقراطية‬،‫للدولة واالقتصاد‬
‫ فالتقنية واخلربة والتقييم حتتاج بيئة دميقراطية‬،‫ وعليه تبقى الضرورة ملحة لتبين مقاربة تشاركية شاملة‬،‫حول النتائج‬
.‫لتحقيق رهان حتديث التسيري املايل العمومي‬
.‫ الربملان؛ الربانمج؛ النتائج‬،‫التسيريالعمومي؛ القانوانلعضوي للمالية‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Abstract:
Organic Law 18-15 constitutes a legal entry point for the modernization
of public financial management, and an important shift in the course of
public finance management in Algeria, aimed at reforming public
financial management, through a commitment to improving budget
transparency, accountability of public managers, and strengthening the
role of Parliament in the financial field, despite the fact that The long path
of financial reform starting in 2001, but it did not respond to the
requirements of the governance of public financial management, because
it faced challenges related to the rentier nature of the state and the
economy, and the rooting of bureaucratic practices, which is the real
challenge that will face the transition to results-oriented management,
and accordingly the necessity remains urgent to adopt a comprehensive
participatory approach Technology, expertise, and evaluation require a
democratic environment to achieve the challenge of modernizing public
financial management.
.
Keywords:public management; Organic Law of Finance, Parliament; the
program; Results.
.

731 2021 ‫ السنة ديسمرب‬- ‫ العدد الرابع‬- ‫اجمللد السادس‬


‫أكحل حممد‬ ‫القانون العضوي ‪ 15-18‬ورهان حكامة التسيري املايل العمومي يف اجلزائر‬

‫مق ّدمة‪:‬‬
‫شهدت هناية القرن املاضي وبداية األلفية اجلديدة حتوالت هامة مست الشأن العمومي‪ ،‬وطرحت عدة‬
‫إشكاالت على رجال القانون والسياسية واالقتصاد واالجتماع‪ ،‬شكل إدارة وتسيري املال العمومي لتحقيق التنمية‬
‫عنصر رئيسيا فيها‪ ،‬إذ أدتندرة املوارد املالية وارتفاع حجم املطالب االجتماعية لزايدة اإلنفاق العمومي‪ ،‬وتصاعد‬
‫املطالبة بضرورة البحث عن أجنع اآلليات لتحقيق تسيري مايل عمومي فعال‪ ،‬وهو ما يتطلب إرساء مبادئ احلكامة‬
‫العمومية املتمثلة يف الشفافية واملساءلة والرقابة واملشاركة يف تسيري املالية العمومية بشكل عام‪ ،‬ابلنظر حلالة العجز‬
‫اليت يعرفها املقرتب القانوين لتسيري املال العام‪.1‬‬
‫اخنرطت اجلزائر كغريها من الدول يف موجة االصالح اليت عرفها عديد دول العامل يف الربع األخري للقرن‬
‫املاضي هبدف حتسني تسيري املالية العمومية بداية من سنة ‪ 2001‬حتت أتثري عوامل داخلية واستجابة لضغوط‬
‫خارجية‪ ،2‬يف هذا اإلطار مت إطالق عدة ورشات يف جمال اإلصالح املايل للبحث عن السبل الكفيلة بتسيري أحسن‬
‫للمال العام‪ ،‬أين يعترب إصالحها بوابة لتجسيد ابقي برامج اإلصالح األخرى‪ ،‬ويعترب تبين القانون العضوي ‪-18‬‬
‫‪ 15‬تتوجيا ملسار اإلصالحات ومدخال قانونيا لتجسيد لتحديث التسيري املايل العمومي‪.3‬‬
‫وهلذا فالدراسة يف هذا السياق حتاول اإلجابة عن إشكالية رئيسة ‪:‬‬
‫ما مدى استجابة القانون العضوي ‪ 15-18‬املتعلق بقوانني املاليةملقتضياحتكامة التسيري املايل العمومي يف‬
‫اجلزائر؟‬
‫وهتدف الدراسة لتناول حدود مسامهة القانوانلعضوي ‪ 15-18‬املتعلق بقوانني املاليةيف جتسيد حكامة‬
‫التسيري املايل العمومي‪ ،‬وتقدمي رؤية نقدية لعوائق جتسيد عملية االنتقال حنو تسيري عمومي فعال‪ ،‬مع تقدمي عرض‬
‫لسبل جتاوزهااعتمادا على املنهج الوصفي والتحليلي‪.‬‬
‫لإلجابة عن هذه اإلشكالية مت تقسيم البحث إىل‪:‬‬
‫املبحثاألول‪ :‬القانون العضوي ‪ 15-18‬يف ميزان معايري حكامة التسيري املايل العمومي‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬آفاق جتسيد حكامة التسيري املايل العمومي‪.‬‬
‫ا ملبحث األول‪:‬القانون العضوي ‪ 15-18‬يف ميزان معايري حكامة التسيري املايل العمومي‬
‫هدف القانون العضوي ‪15-18‬إلحدث حتول جذري يف عميلة صناعة القرار املايل العمومي حنو تكريس‬
‫حكامة املالية العمومية‪ ،4‬اليت تقدم منوذجا لتحضري واعتماد القرار املايل‪ ،‬مث تنفيذهورقابته حبثا عن الفعالية وحتسني‬
‫األداء من خالل مسامهة فاعلني آخرين إىل جانب الدولة ومؤسساهتا وتستند ملعايري الشفافية‪ ،‬املشاركة‪ ،‬الرقابة‪،‬‬
‫املساءلة‪ .‬سعيا ملواكبة املد اإلصالحي الذي يطرح حكامة املالية العامة املستلهمة من مبادئ املنامجنت العمومي‬
‫اجلديد كفلسفة لتفعيل دور الدولة من خالل جتاوز املقاربة الفيربية القانونية للتسيري املايل العمومي‪ ،‬واعتماد مقاربة‬
‫مناجريايلية تقوم على آليات املشاركة والشفافية واألداء والفعالية وترشيد الفعل العمومي‪ ،‬إذ يتم جتسيد هذا من‬
‫خالل التسيري ابألداء املرتكز على النتائج‪.5‬‬
‫املطلب األول‪:‬غياب البعدالتشاركي واستمرار هيمنة السلطة التنفيذية على القرار املايل العمومي‬

‫‪732‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الرابع ‪ -‬السنة ديسمرب ‪2021‬‬


‫أكحل حممد‬ ‫القانون العضوي ‪ 15-18‬ورهان حكامة التسيري املايل العمومي يف اجلزائر‬

‫يشكل استناد القرار املايل العمومي لبعد تشاركي‪ ،‬ومسامهة خمتلف الفاعلني يف صياغته مكسبا يعزز شرعيته‬
‫السياسية واجملتمعية‪ ،‬ويضع على عاتقهم التزاما بتنفيذه‪ ،‬ويف املقابل‪ ،‬يعرب غياب البعد التشاركي عن ضعف شرعيته‬
‫السياسية واجملتمعية‪ ،‬ومؤشرالفقدان الثقة ابلدولة يف حد ذاهتا‪ ،‬يف هذا السياق مت إعداد القانون العضوي ‪15-18‬‬
‫جاء مببادرة من السلطة التنفيذية عكست استمرارا هليمنها واحتكارها للمجال املايل‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬غباب املقاربة التشاركية يف صياغة القانون العضوي ‪15-18‬‬
‫يعترب القانوانلعضوي‪ 18-15‬الدستور املايل الذي سيحكم اإلطار املنظم للتسيري املايل العمومي مبعىن ضبط‬
‫املايل‪،‬وابلنظر‬ ‫اجملال‬ ‫يف‬ ‫الفاعلني‬ ‫عالقات‬
‫لصدورهدونوجودمشاركةحقيقةلباقيالفاعلينخاصةالربملانواألقليةاملعارضةفيهخصوصاسيؤثرعلى شرعيته السياسية‬
‫واجملتمعية‪ ،‬مث على مدى االستجابةهللكوهنيتجاوزاإلطاراملاليإلىتشكيلخيارااتجملتمعواألجيااللقادمة‪ ،‬يؤشر هذا بداية‬
‫لغياب مبدأاملشاركةيف صناعة القرار املايل العمومي الذي يلعبدورا أساسيا فيصياغةمضموانحلكامةاملالية‪.6‬‬
‫حيث‬
‫جاءاتملبادرةمبشروعالقانوانلعضويللماليةمنقباللسلطةالتنفيذيةممثلةفيوزارةاملاليةاملهيمنةعلىاجملاالملاليعكسالقانوانلعضوايل‬
‫متعلقبقوانيناملاليةالفرنسي‪LOLF‬‬
‫لسنة‪2001‬الذجياءنتيجةملبادرةبرملانيةومشاركةواسعة‪،‬وحققإمجاعاواسعابينالسلطتينالتنفيذيةوالتشريعيةوالطبقةالسياسي‬
‫اجلزائر‬ ‫يف‬ ‫القانون‬ ‫ةحكومةومعارضة‪،7‬وعليهتعكساملبادرةمبشروع‬
‫استمرارالنهجاليتوافقمعمايصبواملشرعلتجسيدمهنمقاربةتشاركيةلصناعةالقراراملايل العمومي‪.8‬‬
‫الفرع الثاين‪:‬استمرار هيمنة السلطة التنفيذية على اجملال املايل مؤشر لغياب الشفافية‬
‫غياب البعد التشاركي يف صياغة القانون ‪ 15-18‬أييت كنتيجة لتأثري عوامل متعلقة بطبيعة وبيئة النظام‬
‫السياسي اجلزائري املسامهة يف تقوية املركز على حساب إضعاف واحتواء ابقي الفواعل‪ ،‬فمشاركة الربملان واجملتمع‬
‫املدين يف جتسيد احلكامة الربملانية يف اجلزائر كفاعلني يف اجملال املايل تبقى رهينة إبرادة السلطة السياسية‪ ،‬ابلنظر‬
‫لكوهنا تقوم على مبدإ االستقاللية اليت تسهم طبيعة النظام السياسي وتفاعالته يف جعلها شكلية إضافة لطغيان‬
‫املصاحل اخلاصة والزبونية على سلوكات ممثليها‪.9‬‬
‫استمرار استأثر السلطة التنفيذية ابلقرار املايل العمومي أييت من ضعف ابقي الفاعلني‪ ،‬ولكن أيضا من عدم توفر‬
‫اآلليات واملعلومات الكفيلة بتفعيل دورها‪،‬فمشاركة اجملتمع املدين واملواطنني عموما يف صناعة القرار املايل العام ضعيفة‬
‫جدا حبسب التقارير الدولية املتعلقة مبسامهة املواطنني يف صناعة ورقابة التسيري املايل العمومي‪ ،10‬ومل يؤطر املشرع‬
‫هذا األمر يف القانون ‪ 15-18‬ما حيُول دون حتقيق شفافية تسيري املالية العامة وينعكس سلبا على حتقيق فعالية‬
‫أكرب لتسيري املايل العمومي‪ ،‬حييل هذا الستمرار غياب مبدأ الشفافية املشكل لعنصر مهم من معايري حكامة املالية‬
‫العمومية‪ ،‬والذي يسهم تفعليهمن حماربة الفساد اإلداري واملايل‪ ،‬ويؤدي لتعزيز املساءلة‪ .‬ال توجد املساءلة يف غياب‬
‫الشفافية واملشاركة ما ينعكس يف تراجع إمكانيات جتسيد التحول للتسيري املتمحور حول النتائج‪.11‬‬

‫‪733‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الرابع ‪ -‬السنة ديسمرب ‪2021‬‬


‫أكحل حممد‬ ‫القانون العضوي ‪ 15-18‬ورهان حكامة التسيري املايل العمومي يف اجلزائر‬

‫تؤثر بيئة النظام السياسي وتفاعالته يف استمرار غياب مبدأ الشفافية يف التسيري املايل العمومي فرغم النص على‬
‫كفالة احلق يف الوصول للمعلومة دستوراي‪ ،12‬فالتحدي احلقيقي الذي يواجه النظام املايل العمومي هو تقدمي‬
‫املعلومات بلغة يسهل الوصول إليها لغري املتخصصني‪ ،‬وإال حتولت الشفافية إىل جمرد حيلة بسيطة ملصادرة الغاية‬
‫منها‪.‬‬
‫ال تزال احلكومة ممثلة يف وزارة املالية تتمتع بوضع احتكاري للمعلومات املتعلقة ابملالية العمومية فرضها تفوقها التقين‬
‫مقارنة ابلربملان أو اجملتمع املدين اللذين يبقيان يف حالة عجز عن تعبئة خربة مضادة للخربة احلكومية يف اجملال املايل‪،‬‬
‫األمر الذي جيعل املعلومات اليت تتاح هلما تفقد قيمتها‪ ،‬وجتعل من الشفافية وعدمها سواء بناء على منطق النتائج‬
‫الذي مت تـأسيس التسيري املايل العمومي عليه‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪:‬ضعف منهجية الرقابة وصعوبة تنزيل منطق التسيري املتمحور حول النتائج‬
‫لتجسيد مقتضيات أتسيس إطار التسيري املايل العمومي على التسيري املتمحور على النتائج‪ 13‬جيب الوصول لتحقيق‬
‫رقابة فعالة لتسري االعتمادات املالية‪ ،‬وكذا القدرة على حتديد أهداف الربامج بدقة‪ ،‬ما يشكل حتداي للجميع الفاعلني‬
‫يف جمال التسيري املايل العمومي‪.14‬‬
‫الفرع األول‪:‬ضعف منهجية رقابة تنفيذ االعتمادات املالية‬
‫تشري التجارب الدولية إىل أن إدخال التسيري املتمحور حول النتائج يؤدي إلعادة تشكيل الرقابة املالية العامة‪،‬‬
‫وإحداث حتول جوهري يف إجراءات الرقابة واملؤسسات املخصصة هلا‪ ،‬يقتضي منح املسريين قدرا مهما من احلرية‬
‫يف مقابل املسؤولية امللقاة على عاتقهم وأن يتم ختفيف الرقابة السابقة يف مقابل التزام منهجي بتقدمي احلساب عن‬
‫طريق تعزيز الرقابة الالحقة‪ ،‬سواء كانت إدارية أو سياسية أو قضائية أو اليت متارس من قبل املواطنني‪.15‬‬
‫جاء القانون العضوي‪ 15/18‬ليُؤسس لتسيري عمومي جديد يتمحور حول النتائج وهو ما يعين إعطاء حرية‬
‫ملسريين العمومني (املسري املسؤول) ولكن مع إلزامه بتقدمي حساب عرب تقرير يعرض فيه النتائج املتحصل عليها‬
‫مقارنة ابلوسائل املكرسة‪ ،16‬ونتج عن تبين هذا النهج حتول جوهري ملفهوم الرقابة حنو رقابة األداء تتميز ابلتدقيق‬
‫الذي يتم ابلتأكد والتحقق من استخدام احلكومة لألموال املوضوعة تصرفها ومن تنفيذها لرباجمها وفقا لألهداف‬
‫احملددة فيها‪ ،‬وفق مؤشرات األداء املختلفة احملددةلكل برانمج‪ ،‬فهي رقابة تقوم على ربط اإلنفاق العمومي بتحقيق‬
‫النتائج اليت سيكون تقييمها من خالل تقرير وزاري للمردودية يوضح الظروف املنفذة فيها الربامج املسجلة ومدى‬
‫بلوغ األهداف املتوقعة‪ ،‬واليت يتم قيساها وتتبعها من خالل مؤشرات األداء املرتبطة هبا والنتائج احملققة والتفسريات‬
‫املتعلقة ابلفوارق املعاينة‪.17‬‬
‫تُعىن رقابة األداء ابلرتكيز على رقابة استخدام املال العام وفق معايري االقتصاد والكفاءة والفعالية يف حني تركز الرقابة‬
‫الكالسيكية على معايري االنتظام والشرعية واحرتام اإلجراءات‪.‬‬
‫إن تركيز أولوايت الرقابة على معيار األداء بدال من معيار االنتظام يعتمد بشكل أساسي على تنظيم السلطات‬
‫الدستورية ودرجة الالمركزية ودرجة الفصل بني السلطتني السلطة التنفيذية والربملان‪ ،‬هذا األخري الذي جاء القانون‬
‫ليعزز دوره يف رقابة املالية العامة من خالل النص على تزويده ابملعلومات عرب عدد من التقارير اليت يشرتط فيها‬

‫‪734‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الرابع ‪ -‬السنة ديسمرب ‪2021‬‬


‫أكحل حممد‬ ‫القانون العضوي ‪ 15-18‬ورهان حكامة التسيري املايل العمومي يف اجلزائر‬

‫انتظامها وصدقها‪ 18‬اليت تبدأ قبل هناية الثالثي األول للسنة املالية وتنتهي ابلتقارير املرفقة بقانون املتضمن تسوية‬
‫امليزانية‪.19‬‬
‫يف هذا السياق يرى "شرفة عبد احلق" أن االستخدام األمثل لألموال العامة يتطلب منح املسريين حرية أكثر واالنتقال‬
‫إىل رقابة األداء‪-‬لكنه جيب قبل ذلك ضمان مستوى من رقابة االمتثال واملطابقة واالنتظام‪-‬اليت جيب أيضا أن تعين‬
‫االلتزام ابلنتائج وتكون موضوعا للتقييم‪ .‬ميثل هذا يف الواقع مرحلة جديدة من تطور اجملتمع تستوجب متطلبات‬
‫جديدة وترتبط إبتقان أكرب للمهارات املناجريايلية‪ ،‬لكن املمارسة اجلزائرية ال تسري يف هذا االجتاه بل على العكس‬
‫من ذلك فقد تعززت الرقابة السابقة بشكل واضح يف السنوات األخرية لصاحل متديد الرقابة السابقة"‪.20‬‬
‫فرغم ما محله القانون العضوي ‪ 15-18‬من أحكام جديدة لضبط األشكال املختلفة لتعديل االعتمادات‬
‫املالية اليت ميكن أن تلجأ إليها احلكومة عند تنفيذها لقانون املالية للسنة أو قانون املالية التصحيحي‪ ،‬وعلى أمهية‬
‫تسقيف إجراء نقل أو حتويل االعتمادات‪ ،‬واشرتاط اعالم الربملان لكنه مل يتسم ابملرونة الواجب ااتحتها للمسريين‬
‫يف تسيري االعتمادات املالية‪ ،‬كما أنه مل حيدد حالة االستعجال القصوى اليت ميكن اللجوء فيها الختاذ إجراءات‬
‫تعديل مبالغ االعتمادات املالية بفتح اعتماد مسبق أو الغائه أو تسويته‪ ،‬مكتفيا إبعالم الربملان وموافقته على تسويتها‬
‫عند مناقشته لقانون املالية التصحيحي دون التطرق لآلاثر املرتتبة على عدم موافقته عليها‪.21‬‬
‫يف نفس السياق عرض القانون ‪ 15-18‬حلالة إلغاء االعتمادات املالية يف حال أصبحت غري ذي موضوع خالل‬
‫السنة دون فرض شروط حمددة للقيام بذلك‪ ،22‬ما قد يؤدي إىل االستغالل املفرط هلذه اآللية واملساس ابلوجهة‬
‫احلقيقة لالعتمادات املالية‪ ،‬وجيعل من رقابتها أمرا يف غاية الصعوبة على اعتبار أن الوزير املكلف ابملالية يقدم يف‬
‫‪.23‬‬
‫هناية كل سنة مالية عرضا شامال عن عمليات التسوية أمام اهليئات املختصة ابلربملان‬
‫الفرع الثاين‪:‬صعوبة تنزيل منطق التسيري املتمحور حول النتائج‬
‫يهدف اعتمادالتسيري املتمحور على النتائج من االنتقال من مقاربة تقنية قانونية للتسيري املايل العمومي قائم على‬
‫منطق الوسائل إىل مقاربة تسيريية (مناجريايلية) وفق مقرتب اقتصادي هتتم ابلنتائج ومؤشرات األداء‪ ،‬لكن جتسيد‬
‫ذلك تواجه عدة حتدايت يعكسها طول مسار عملية إصالح تسيري املالية العمومية الذي انطلق منذ سنة ‪2001‬‬
‫ما يعكس توترات اإلدارة السياسية‪ ،‬ولكن يف املقابل عدم القدرة على استيعاب مضامني التحول حنو التسيري‬
‫املتمحور حول النتائج‪ ،‬وتعاليم وآليات املنامجنت العمومي اجلديد‪ ،‬ونقل مفاهيم نظرية وتطبيقات عملياتية‪ ،‬حيث‬
‫تطرح هذه العمليات إشكاليات عديدة ألهنا ليست تقنية إحصائية فقط‪ ،‬الرتباطها أبسئلة نظرية ومفاهيمية‪ ،‬فقبل‬
‫تشغيل اآللة للقيام إبنتاج األرقام جيب وضع املعايري‪ ،‬هذه املعايري تعكس فلسفة ومقاربة واضعها‪.24‬‬
‫يف هذا السياق تواجه حماولة تكريس هنج االداء والنتائج يف التسيري املايل العمومي الذي يسعى القانون العضوي‬
‫‪ 15-18‬لتجسيده عدة صعوابت من الناحية العملية‪ ،‬ترتبط بعدم القدرة على حتديد األهداف ابلنسبة جلميع‬
‫والقطاعية احلكومية واهليئات اإلدارية بشكل دقيق‪ ،‬ما جيعل أهداف الربامج غالبا ما تتصف ابلسطحية والعمومية‪،‬‬
‫األمر الذي حيول دون احلقيقة املرجوة من تبين التسيري املتمحور حول النتائج‪ ،‬فعدم حتديد األهداف املرتبطة بربانمج‬
‫معني جيعل عملية قياس النتائج غري متاحة‪ ،‬خاصة يف بعض الربامج ذااتألبعادالسياسية أو االجتماعية أو‬

‫‪735‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الرابع ‪ -‬السنة ديسمرب ‪2021‬‬


‫أكحل حممد‬ ‫القانون العضوي ‪ 15-18‬ورهان حكامة التسيري املايل العمومي يف اجلزائر‬

‫االقتصاديةمثل ( كتلة األجور‪ ،‬نظم التقاعد‪ ،‬حماربة الفساد والفقر‪...‬إخل‪ ،‬ابإلضافة إىل صعوبة التقييم املرتبطة بوجود‬
‫كم هائل من مؤشرات جناعة التسيري العمومي وعدم وجود إمجاع حوهلا نظرا لتعدد األهداف والفاعلني‪.25‬‬
‫يف املقابل‪ ،‬يبقى جتسيد الدور املنوط مبسؤويل الربامج مبدى احلرية اليت تتاح هلم يف مجيع مراحل إعداد الربامج‬
‫وتنفيذها وتقييمها ورقابتها‪ ،‬األمر الذي يرتبط ابلتخلص من رواسب التسيري البريوقراطي واالنتقال إىل ثقافة النتائج‪،‬‬
‫وتواجه حرية املسريين كذلك بعقبات تتعلق بتجرمي أفعال التسيري اليت ختضع لقانون العقوابت ولسلطة القاضي‬
‫اجلنائي‪ ،‬يف هذا السياق أشار"‪ "Philippe Seguin‬أنه "بني غياب اجلزاءات والعقوابت اجلنائية‪ ...‬توجد‬
‫مساحة كبرية لنظام عقوابت حمدد يتكيف مع حتدايت التسيري العمومي"‪26‬ـ يتعلق األمر مبوازنة فعلية بني رفع التجرمي‬
‫عن أفعال التسيري للسماح حبرية ومبادرة أكرب للمسريين املسؤولني ومحاية الكفاءات النزيهة‪ ،‬ووضع نظام للعقوابت‬
‫الالزمة لردع حاالت إهدار املال العام وانتشار الفساد واإلفالت من العقاب‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن إاتحة كم كبري من املعلومات الذي أييت يف سياق جتسيد متطلبات األداء والشفافية‪ ،‬يعين‬
‫ابلضرورة القدرة املوجهة إليهم من الربملانيني خاصة على استغالهلا لعدة اعتبارات تتعلق بتقنيتها حيث العجز التقين‬
‫للربملانيني عن فهمها وتوظيفها جيعلها عدمية القيمة األثر‪ ،‬ويشري "خالد منة " عند تناوله ملسألة حكامة املالية العامة‬
‫يف اجلزائر وحتدايت الشفافية إىل " أن حتقيق الشفافية عملية مهمة ولكنها صعبة التحقيق خاصة فيما يتعلق بشفافية‬
‫النفقات العامة‪ .‬حيث يعرتض تطبيق الشفافية عراقيل عدة من بينها تعقد التقنيات وصعوبتها‪ ،‬واختالف الصياغات‬
‫املتعلقة ابحلساب والصعوابت السيكولوجية اليت يُواجهها نواب الربملان عند استعراضهم معلومات رقمية يف شكل‬
‫ميزانيات وحساابت"‪.27‬‬
‫وعليه‪ ،‬ف التحدي احلقيقي الذي يواجه النظام املايل العمومي هو تقدمي املعلومات بلغة يسهل الوصول إليها لغري‬
‫املتخصصني‪ ،‬وإال حتولت الشفافية إىل جمرد حيلة بسيطة ملصادرة الغاية منها‪.28‬‬
‫ويف ظل الظروف الراهنة‪ ،‬فإن االلتزام بتحقيق النتائج دون حرية أكرب للمسريين ال ميكن معه مساءلة املسريين‬
‫املسؤولني عن الربامج إال عن حتقيق نتائج املتناسبة طرداي مع حدود حرية التسيري املمنوحة هلم‪ ،‬ومنه ال تشكل رقابة‬
‫األداء سوى مطلب إضايف انشئ عن خماوف جديدة يف سياق البحث عن فعالية الفعل العمومي‪.29‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬آفاق جتسيد حكامة التسيري املايل العمومي‬
‫يرتبط رهان جتسيد حكامة تسيري املالية العمومية يف أي بلد مبدى القدرة على توفري جمموعة من الشروط االسرتاتيجية‪،‬‬
‫التقنية‪ ،‬املؤسساتية‪ ،‬والبشرية‪ ،‬أي مبجموعة من العوامل الذاتية مع ضرروه االستفادة من التجارب الرائدة يف اجملال‬
‫ولكن بتكييفها مع السياق‪ ،‬أي البيئة الثقافية االجتماعية السياسية واالقتصادية‪ ،‬فلقد أصبح التسيري املايل يكتسي‬
‫أمهية قصوى يف أدبيات احلكامة‪" ،‬حبكم التحوالت العميقة اليت تعرفها منظومة اإلنتاج –فكرا وفلسفة– من خالل‬
‫تداعي احلدود وتالشي املسافات واحتدام املنافسة"‪ ،30‬وعليه يتعلق جتاوز إشكالية التسيري املايل العمومي إبصالح‬
‫اإلطار املنظم هلا أي القانون العضوي املتعلق بقوانني املالية‪ ،‬ولكن أيضا بتوافر بيئة مساعدة تستطيع اجلمع بني وفق‬
‫مقاربة تشاركية اسرتاتيجية جتمع بني الشرعية القانونية والفاعلية التسيريية أي حكامة مالية عمومية جديدة‪.‬‬
‫املطلب األول‪:‬تبين مقاربة تشاركية مواكبة للتحوالت ومنسجمة مع سياقها‪.‬‬

‫‪736‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الرابع ‪ -‬السنة ديسمرب ‪2021‬‬


‫أكحل حممد‬ ‫القانون العضوي ‪ 15-18‬ورهان حكامة التسيري املايل العمومي يف اجلزائر‬

‫يشكل اجلانب املايل أحد أهم اجملاالت اليت حتظى ابهتمام املواطنني ملا له من أتثري مباشر على حياهتمفي‬
‫ظل عجز الدول عن تلبية املطالب املتزايدة‪ ،‬وشح مصادر التمويل‪ ،‬وقلة املوارد املالية‪ ،‬وانعكس هذا يف االهتمام‬
‫املتزايد بقضااي تسيري الشأن العام وزايدة املطالبة اجملتمعية بضرورة حتسني األداء‪ ،‬ما يتطلب البحث عن أجنع السبل‬
‫والتجارب الناجعة يف حتسني أداء التسيري املايل‪ ،‬لكن استرياد التجارب وحماكاة النماذج لتحقيق ذلك يعرف فشال‬
‫ابلنظر الختالف السياق وعدم القدرة على استيعاب املضامني واحلموالت الفكرية اليت حتملها اآلليات واألدوات‬
‫التسيريية املراد تطبيقها‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬املقاربة التشاركية لصناعة القرار املايل العمومي‬
‫حييل مفهوم احلكامة لتصور تشاركي لصناعة القرار‪،‬وتقوم حكامة املالية العموميةعلى تبين مقاربة تشاركية لصناعة‬
‫القرار املايل العمومي‪ ،‬ويتوقف جناحها على تعبئة مجيع الفاعلني وأصحاب املصلحة يف هذا اجملال‪ ،‬ما جيعل إشراك‬
‫فعاليات اجملتمع املدين مسألة حيوية يف إعطاء شرعية حقيقة لعملية التسيري املايل العمومي وزايدة ثقة املواطنني يف‬
‫املؤسسات العمومية‪ ،‬كما حيملهم جزء من املسؤولية عن حتقيق تدبري أفضل للموارد العامة‪ ،‬ويف املقابل جيعل‬
‫احلكومات ُملزمة على العمل بفعالية حتت طائلة تعرضها للمساءلة‪.‬‬
‫تقتضي املقاربة التشاركية اليت تقوم عليها احلكامة املالية مسامهة فاعلني إىل جانب الدولة ومؤسساهتا يف صناعة‬
‫القرار املايل وتسيري املال العام‪ ،‬حيث يعد إشراك اجملتمع املدين كفاعل مهم ال غىن عنه لتجسيد احلكامة املالية مطلبا‬
‫سياسيا اجتماعيا وماليا متليه التحوالت اليت تشهدها إدارة الشأن العام وتسيري املالية العمومية على وجه اخلصوص‪،‬‬
‫إذ مل يعد جمداي أن تنحصر عملية صناعة القرار املايل على اخلرباء واملختصني ووزراء املالية‪ ،‬بل ينبغي أن تشارك فيها‬
‫كل فئات اجملتمعات إببداء الرأي‪ ،‬إثراء النقاش على اعتبار أن مسألة التسيري املايل العمومي ورقابتهمكرسة مبواثيق‬
‫حقوق اإلنسان‪ ،‬وتضمنتها الدساتري ونصت عليها قوانني املالية‪.‬‬
‫يشكل احتكار السلطة التنفيذية للمجال املايل حتضريا وتنفيذا ورقابة مساسا بشرعية القرار املايل العمومي وعامال‬
‫يضعف االستجابة له‪ ،‬األمر الذي حيول دون حتقيق النتائج اليت يسعى القانون العضوي جلعلها غاية كل برانمج‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬يقتضي الوصول لذلك دورا فاعال للمجتمع املدين غري خاضع للدولة ومؤيد ملواقفها‪ ،‬ومستقل عن حتكمها‬
‫عرب آليات الدعم والرقابة املالية‪ ،‬ففعاليته وحتقيق للغاية من وجوده كقوة اقرتاح‪ ،‬أتثري‪ ،‬ورقابة يف اجملال املايل العمومي‬
‫تتعلق ابستقالليته من حيث التمويل وشرعيته تستند ملدى احرتم للقيم املصلحة العامة‪.31‬‬

‫الفرع الثاين‪:‬مراعاة السياق اجلزائري وعدم استنساخ التجارب وحماكاة النماذج‬


‫عملية حتديث التسيري املايل العمومي يف اجلزائر متت مباشرهتا يف إطار اإلصالح املايل وامليزانيايت سنة‪ 2001‬من‬
‫خالل عقد مت توقيعه مع البنك الدويل لإلنشاء والتعمري لتمويل مشروع حتديث وعصرنة املنظومات اخلاصة ابمليزانية‬
‫من أجل مواكبة التحوالت اليت يشهدها اجملال على املستوى الدويل‪ ،32‬ما يفيد بتأثري البعد اخلارجي يف صياغة‬
‫عملية إصالح تسيري املالية العمومية اليت مت فيها فرض النموذج الذي تدعمه املؤسسات املالية الدولية يف سياق‬
‫املشروطية السياسية بعيدا املقاربة التشاركية اليت تستند إليها احلكامة‪ ،33‬فوضع اإلطار املنظم للتسيري املايل العمومي‬

‫‪737‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الرابع ‪ -‬السنة ديسمرب ‪2021‬‬


‫أكحل حممد‬ ‫القانون العضوي ‪ 15-18‬ورهان حكامة التسيري املايل العمومي يف اجلزائر‬

‫صاغته السطلة التنفيذية يف إطار عقد شراكة مع البنك الدويل واكتفى ممثلو الشعب بتزكيته يف ظل هيئة برملانية‬
‫مطعون يف شرعيتها‪.34‬‬
‫إضافة ملا سبق‪ ،‬جاءت أحكام القانون العضوي ‪ 15-18‬متأثرة ومستعرية للعديد من األحكام املتضمنة‬
‫ابلقانون العضوي املتعلق بقوانني املالية الفرنسي لسنة ‪ ،352001‬سواء بتبين التسيري املتمحور حول النتائج أو‬
‫البحث عن التحكم يف اإلنفاق العمومي‪.‬‬
‫يف املقابل‪ ،‬مل يوفق القانون العضوي‪ 15-18‬يف اقتباس الصالحيات اليت منحها للهيئة التشريعية سواء من‬
‫حيث املبادرة التشريعية مبنح الربملانيني إمكانية اقرتاح نقل االعتمادات داخل نفس الربانمج ومن برانمج آلخر وفق‬
‫شروط أكثر مرونة‪ ،‬وضمان احرتام الرخصة الربملانية بتقدمي ضماانت بعدم جتاوز الرتخيص الربملاين‪ ،‬كما مت تدعيم‬
‫سلطة الربملان الرقابية عرب تقوية سلطة جلنيت املالية يف جمال الرقابة والتقييم‪ ،36‬وتوسيع نطاق صالحياهتا لتشمل كل‬
‫مسألة متعلقة ابملالية العمومية‪.37‬‬
‫حتتاج التجربة إصالح التسيري املايل العمومي يف اجلزائر ملرور وقت على تطبيقها للــتأكد من مدى قدرهتا على‬
‫جتسيد االنتقال للتسيري املتمحور حول النتائج‪ ،‬والربملان املقيم للسياسيات العمومية‪ ،‬لكن التجارب تشري لعدم جناح‬
‫عمليات استنساخ اإلصالح بفعل اختالف السياقات‪ ،38‬وهي حالة ال تتعلق ابجلزائر وحدها بل ابلدول النامية‪،‬‬
‫وتتجاوزها إىل الدول التابعة لنفس املنظومة االقتصادية والسياسية مثل دول منظمة التعاون و التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬التأسيس لعقد اجتماعي جديد قوامه قطيعة مع روابط التبعية الفكرية واملادية‬

‫مير جتسيد إصالح تسيري املايل العمومي برهان إصالح الدولة‪ ،‬العمل الذي يبدأ انطالقا من التأكيد على الشرعية‬
‫يف بناء عقد اجتماعي جديد يالئم بني املقتضيات الدستورية والقانونية النابعة من ثوابت األمة اجلزائرية واالستفادة‬
‫من التجارب الرائدة يف جمال تسيري املالية العمومية وتكييفها مع السياق‪ ،‬كما يتعلق بقطع الروابط ابلطابع الريعي‬
‫للدولة واالقتصاد والقطاع اخلاص واجملتمع املدين وهو التحدي احلقيقي الذي يواجهه مسار االصالح املايل عموما‬
‫وجتسيد االنتقال للتسيري املتمحور حول النتائج على وجه اخلصوص‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬تقوية القدرات املؤسساتية التسيريية والقيمية‬
‫يتعلق جتاوز أزمة التسيري العمومي يف اجلزائري ابلقدرة على الدمج والتوفيق بني املنطق السياسي املهتم بتعزيز‬
‫الدميقراطية وسلطة املنتخبني واملنطق التسيريي املهتم إبدخال مفاهيم األداء وحتقيق النتائج‪ ،‬حييل هذا لكون هذا‬
‫العملية تعرب عن خيار جمتمعي يتجاوز املسائل التقنية البحتة (برامج‪ ،‬مؤشرات قياس‪ ،‬أدوات‪ )...‬إىل مشروع اجملتمع‬
‫املراد تبنيه‪ ،‬والذي يرتبط جناحه مبدى توافقه مع السياق االجتماعي والثقايف للمجتمع‪.‬‬
‫وعلى هذا‪ ،‬فاحملاوالت الرامية إىل استرياد التجارب وحماكاة النماذج اليت أثبتت جناحها يف إحداث حتول جذري‬
‫يف تسيري املالية العمومية خاصة يف دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية كانت خمتلفة يف الرتكيز على أولوايهتا‬
‫وآليات عملها مرتبطة بساق كل دولة حدة‪،‬فقد كشفت التحوالت عرب العامل أن عملية االستنساخ تؤدي إىل والدة‬

‫‪738‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الرابع ‪ -‬السنة ديسمرب ‪2021‬‬


‫أكحل حممد‬ ‫القانون العضوي ‪ 15-18‬ورهان حكامة التسيري املايل العمومي يف اجلزائر‬

‫أنظمة مالية عامة مشوهة‪ ،‬وهياكل وأنظمة معلوماتية بال روح جتد مقاومة داخلية من اجلهاز البريوقراطي الذي يرفض‬
‫اإلصالح حفاظا على امتيازاته‪.‬‬
‫يتطلب إصالح التسيري العمومي تعزيز القدرات املؤسساتية أي تقوية التنظيم السياسي بوجود برملان ذو متثيل‬
‫حقيقي يستمد قوته من شرعيته متكنه من التشريع والرقابة‪ ،‬سلطة تنفيذية تعتمد على معيار الكفاءة ال الوالء تستمد‬
‫شرعيتها من النتائج الفعلية‪ ،‬سلطة قضائية مستقلة تكفل احرتام الدستور‪.‬‬
‫البحث عن اعتماد التسيري املتحور حول النتائج كمرجع للتسيري املايل العمومي ال ميكن أن يتم إال يف حدود‬
‫دولة القانون واحلكامة اليت تشري إىل الشروط االجتماعية والسياسية أي بيئة دميقراطية مساعدة على جتسيد رهان‬
‫حتديث التسيري املايل العمومي‪.39‬‬
‫الفرع الثاين‪:‬فك االرهتان للمؤسسات املالية الدولية ومنطق الريع‬
‫أييت الشروع يف عملية إصالح تسيري املالية العمومية يف إطار مواصلة اإلصالحات املالية واالقتصادية اليت بدأهتا‬
‫اجلزائر ابلتعاون مع اهليئات املالية الدولية كمرحلة اثلثة للربامج التصحيحية اليت أطلقها صندوق النقد الدويل بعد‬
‫مرحلة االستقرار االقتصادي والتعديل اهليكلي اليت أثبتت فشلها وزادت من الفوارق االجتماعية والفقر والتهميش‪،‬‬
‫ويف حماولة لربط فشلها ابنتشار الفساد اإلداري وانعدام الشفافية طالب إبصالح تسيري املالية العمومية‪.‬‬
‫تعمل ملؤسسات املالية على الرتويج للمقاربة اجلديدة لتسيري املايل العمومياملستوحاة من املنطق املناجرياييل عرب آليات‬
‫الشراكة‪ ،‬وكذا املشروطية االقتصادية والسياسية يف إطار برامج مساعدات التنمية‪ ،‬فخضعت اجلزائر إلجراءات‬
‫التعديل اهليكلي وحماولة زرع هذا املفهوم يف التسيري املايل العمومي عن طريق اخلوصصة والتفويض‪ ،‬التعاقد والشراكة‪.‬‬
‫تشري حصيلة تدخل املؤسسات املالية الدولية سواء عن طريق املشروطية االقتصادية والسياسية إىل املنشودة‪،‬‬
‫النتشار الفقر واستفحال البطالة وتدمري القطاع اإلنتاجي احمللي من خالل اخلوصصة وتضرر العالقة بني اجملتمع‬
‫والدولة الضعيفة اليت صارت حت ـ ـاسب من قبل الدائنني وليس من قبل مواطنيها‪.40‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن اعتماد اجلزائر على وصفات املؤسسات املالية الدولية إلصالح التسيري املايل العمومي حتت أي مسمى‬
‫ليست سوى رهن للقرار املايل مث السيادي الذي يف املقابل حيتاج لشرعية داخلية تدعمه وتوقي االستجابة له بفعل‬
‫توفر كل العوامل املساعدة على جتسيد تسيري مايل عمومي فعال‪.‬‬
‫ومن ضرورة احلد من أتثري العامل اخلارجي على القار املايل العمومي ننتقل إىل أتثريات العامل الداخلي الذي‬
‫يرهتنلعائدات اجلباية من احملروقات ثالثة أرابع املوارد املالية للدولة اجلزائرية ‪ ،‬هذه الطبيعة السنوية اجملتمعة مع وفرة‬
‫املوارد تضع دورة امليزانية أبكملها خارج أي قيود للموارد‪ .41‬األمر الذي يتعارض مع مبدأ التسيري املتمحور حول‬
‫النتائج الذي يهدف لتحقيق الفعالية‪ ،‬والكفاءة‪ ،‬واالقتصاد‪ .‬ويف ظل غياب إطار مؤسسايت حيل الريع حمل األداء‬
‫ويتحول الريع من نعمة إىل لعنة عند جتاوز عتبة استهالك معينة‪.42‬‬
‫أدى االعتماد املفرط على عائدات احملروقات خالل العشرين السنة املاضية لنتائج اقتصادية متباينة‪ ،‬متكررة يف تدمري‬
‫قطاعات كاملة من االقتصاد واجملتمع‪ ،‬فمن جهة مت استعماله كأداة لشراء السلم االجتماعي لكنهفي املقابل ساهم‬
‫يف تكريس عدم احرتامإطار تسيري املالية العموميةو قواعد امليزانية مثل‪ :‬مبدأ السنوية والصدق امليزانيايت‪ ،43‬وتفشي‬

‫‪739‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الرابع ‪ -‬السنة ديسمرب ‪2021‬‬


‫أكحل حممد‬ ‫القانون العضوي ‪ 15-18‬ورهان حكامة التسيري املايل العمومي يف اجلزائر‬

‫الفساد‪ ،‬وعدم حتقيق التنمية املنشودة‪ ،‬وهو ما يدفع لضرورة البحث عن آليات متكن من حتقيق تسيري مايل عمومي‬
‫يتجاوز االرهتان ملنطق الريع‪.‬‬
‫يقتضي الوصول للتسيري مايل فعال على وجه اخلصوص حتقيق حكامة يف تسيري عائدات اجلباية البرتولية وإخضاعها‬
‫لنمط تسيري عمومي يتمحور حول النتائج‪ ،‬يراعي املصلحة العامة وحتقيق العدالة االجتماعية لكونه متعلق بضمان‬
‫حقوق األجيال القادمة اليت تناوهلا املؤسس الدستوري يف ديباجته‪.44‬‬
‫خامتة‪:‬‬
‫بناء على ما سبق مناقشته خنلص إىل اآليت‪:‬‬
‫‪-‬يسعى املشرع اجلزائري بتبنيه للقانون العضوي ‪ 15-18‬إلحداث حتول يف صناعة القرار املايل العمومي ابالنتقال‬
‫به من مقرتب قانوين إىل مقرتب اقتصادي مؤسس على التسيري املتمحور حول النتائج‪.‬‬
‫‪ -‬يتوقف جتسيد جناعة التسيري املايل العمومي على إصالح إطار التسيري العمومي وتوجيهه حنو النتائج‪ ،‬وتعزيز‬
‫شفافيته من خالل تكريس دور فعال للربملان واجملتمع املدين يف اجملال املايل‪.‬‬
‫‪-‬ستواجه تطبيق مقتضيات القانون ‪ 15-18‬عدة إشكاليات ترتبط بغياب البعد التشاركي يف صياغته‪ ،‬ما يضعف‬
‫شرعيته واستجابة ابقي الفاعلني له خاصة يف ظل طرحه كاستجابة ملشروطية املؤسسات املالية الدولية وحماكته‬
‫للنموذج الفرنسي يف اإلصالح املايل‪.‬‬
‫‪-‬سيصطدم تفعيل نصوص القانون ‪ 15-18‬بصعوبة تنزيل منطق التسيري املتمحور حول النتائج ما جيعله تراكم‬
‫لتقنيات تكرس استمرار هيمنة السلطة التنفيذية على القرار املايل‪ ،‬أمام عجز الربملان عن اسرتجاع صالحياته املالية‪،‬‬
‫وجمتمع مدين اتبع ترهنهما التبيعة ملنطق الريع‪.‬‬
‫لتجاوز هذه اإلشكاليات وحتقيق االنتقال لتجسيد حكامة التسيري املايل العمومي نقرتح‪:‬‬
‫‪-‬تبين رؤية اسرتاتيجية وفق مقاربة تشاركية لصناعة القرار املايل مستفيدة من التجارب الرائدة يف اجملال املايل ومنسجمة‬
‫مع السياق اجلزائري تعكس ميالد ع قد اجتماعي جديد تتوازن فيه عالقات وصالحيات السلطات الثالث‬
‫(التنفيذية‪ ،‬التشريعية‪ ،‬القضائية)‪ ،‬والفواعل الثالث (الدولة‪ ،‬املواطن‪ ،‬القصاع اخلاص) لصاحل املصلحة العامة‪.‬‬
‫‪-‬جوهر حل أزمة التسيري املايل العمومي يرتبط بقطع روابط التبعية املادية للريع أوال‪ ،‬والفكرية للمؤسسات املالية‬
‫الدولية وتوجيهاته القائمة على رهن القرار املايل اثنيا‪ ،‬حييل هذا لضرورة االهتمام والرتكيز على العنصر البشري‬
‫وتكوينه التقين والقيمي‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على اجلمع يف منوذج التسيري املايل العمومي بني الشرعية القانونية والفعالية التسيريية أي بني الشرعية‬
‫واملساواة والعدالة من جهة والفعالية واألداء والنتائج من جهة اثنية‪ ،‬حيث الغاية تكون املصلحة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬االستفادة من اخلربات املهمة للمجلس االقتصادي واالجتماعي وجمللس احملاسبة‪ ،‬ومركز البحوث التطبيقية من‬
‫أجل التنمية يف جمال االستشراف والتقييم‪.‬‬
‫‪-‬من الناحية البيداغوجية ضرورة الرتكيز على تدريس املالية العمومية وابقي املواد والتخصصات املرتبطة‪ ،‬اعتبارا لدورها‬
‫املعريف واإلنساين يف جتسيد قيم املساءلة والشفافية‪.‬‬

‫‪740‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الرابع ‪ -‬السنة ديسمرب ‪2021‬‬


‫أكحل حممد‬ ‫القانون العضوي ‪ 15-18‬ورهان حكامة التسيري املايل العمومي يف اجلزائر‬

‫قائمة املصادر واملراجع‪:‬‬


‫أوال‪ :‬النصوص القانونية‬
‫‪ -1‬دستور اجلمهورية اجلزائرية‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 28‬نوفمرب ‪ 1996‬املعدل بتاريخ ‪10‬أفريل ‪ 2002‬مبوجب القانون ‪ ،03/02‬واملعدل بتاريخ‬
‫‪15‬نوفمرب ‪ 2008‬مبوجب القانون ‪ ،19-08‬املعدل بتاريخ ‪ 06‬مارس ‪ 2016‬مبوجب القانون ‪ .01-16‬ج ر ع ‪ 14‬لسنة ‪،2016‬‬
‫املعدل ابملرسوم الرائسي رقم ‪ 442-20‬املؤرخ يف ‪ ،2020/12/30‬ج ر ع ‪ ،82‬الصادرة بتاريخ ‪.2020/12/30‬‬
‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 17-84‬املؤرخ يف ‪7‬جويلية ‪ 1984‬يتعلق بقوانني املالية‪ ،‬ج رع ‪ ،28‬املؤرخة يف ‪ 1984/07/10‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪ -3‬القانون رقم ‪ 15/18‬املؤرخ يف ‪ 2/09/2018‬املتضمن قوانني املالية‪ ،‬ج ر ع ‪ 53‬الصادرة بتاريخ ‪ 2018 /09/02‬املعدل واملمتم‬
‫ابلقانون العضوي ‪ 09-19‬املؤرخ يف‪ ،2019-12-11‬ج ر ع ‪ 78‬الصادرة بتاريخ ‪.2019-12-18‬‬
‫‪ -4‬القانون رقم ‪ 02-2000‬املؤرخ يف ‪27‬جوان ‪2000‬املتضمن قانون املالية التكميلي لسنة ‪ ،2000‬ج ر ع ‪ ،37‬املؤرخة يف ‪28‬جوان‬
‫‪.2000‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪03-06‬املؤرخ يف ‪ 15‬جويلية ‪ 2006‬املتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية‪ ،‬ج ر رقم ‪46‬الصادر يف ‪16‬جويلية‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ -5‬مرسوم رقم ‪ 247/15‬املؤرخ يف ‪ 16‬سبتمرب ‪ ،2015‬ج ر رقم ‪ 50‬بتاريخ ‪20‬سبتمرب ‪ ،2015‬يـتـضــمن تـن ـظـيم الصفقات العمومية‬
‫وتفويضات املرفق العام‬
‫‪ -6‬مرسوم رائسي رقم ‪ 140-01‬املؤرخ يف ‪ 2001/06/06‬املتضمن اتفاق القرض املوقع يف‪ 2001/04/18‬بني اجلمهورية اجلزائرية‬
‫الدميقراطية الشعبية والبنك الدويل لإلنشاء والتعمري لتمويل مشروع عصرنة املنظومات اخلاصة ابمليزانية‪ ،‬ج رع‪ .31 ،‬الصادرة بتاريخ ‪06‬جوان‬
‫‪.2001‬‬
‫‪-7‬املرسوم رقم ‪ 77-21‬املؤرخ يف ‪-21‬فيفري ‪ 2021-‬يتضمن حل اجمللس الشعيب الوطين‪ ،‬ج ر ع ‪ 14،‬الصادرة بتاريخ ‪-02-28‬‬
‫‪2021‬‬
‫‪-8‬املرسوم التنفيذي‪ 403-20‬املؤرخ يف ‪ 2020-12- 29‬حيدد شروط نضج تسجيل الربامج‪ ،‬ج ر ع ‪ ،80‬الصادرة بتاريخ ‪-12-29‬‬
‫‪.2020‬‬
‫‪-‬اجلريدة الرمسية للمداوالت والتقارير‪:‬‬
‫‪ -1‬اجلريدة الرمسية ملناقشات اجمللس الشعيب الوطين‪ ،‬الفرتة التشريعية الثامنة‪ ،‬دورة الربملان العادية ‪ ،2018_2017‬اجللسة العلنية ملناقشة‬
‫مشروع القانون العضوي املتعلق بقوانني املالية بتاريخ ‪23‬ماي ‪ ،2018‬اجلزء األول‪ ،‬عدد‪.74‬‬
‫‪-2‬التقرير السنوي جمللس احملاسبة ‪ ،2019‬ج ر ع ‪ ،75‬الصادرة بتاريخ ‪4‬ديسمرب ‪.2019‬‬
‫‪-‬التقارير الدولية‪:‬‬
‫‪ -1‬األمم املتحدة‪ ،‬اجلمعية العامة‪ " ،‬جتديد األمم املتحدة‪ :‬برانمج اإلصالح "‪ ،‬الوثيقة ‪ A/51/950‬الصادرة عن اجلمعية العامة لألمم‬
‫املتحدة يف ‪14‬جويلية ‪.1997‬‬
‫‪ -2‬األمم املتحدة‪ ،‬اجلمعية العامة‪ " ،‬جتديد األمم املتحدة‪ :‬برانمج اإلصالح "‪ ،‬الوثيقة ‪ -A/51/950‬الصادرة عن اجلمعية العامة لألمم‬
‫املتحدة يف ‪14‬جويلية ‪.1997‬‬
‫‪ -3‬تقرير بعثة صندوق النقد الدويل‪ ،‬مالحظات واقرتاحات حول مشروع القانون العضوي املتعلق بقوانني املالية لسنة ‪.2015‬‬
‫‪ -4‬األمم املتحدة‪ ،‬اجمللس االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬جلنة حقوق اإلنسان‪ ،‬الدورة اخلامسة واخلمسون‪ ،‬التقرير رقم‪E/CN.4/1999/50‬‬
‫املؤرخ يف ‪.24/02/1999‬‬
‫‪ -5‬تقرير بعثة صندوق النقد الدويل‪ ،‬مالحظات واقرتاحات حول مشروع القانون العضوي املتعلق بقوانني املالية لسنة ‪.2015‬‬
‫اثنيا‪ :‬الكتب‬
‫‪ -1‬سلوى شعراوي مجعة وآخرون‪ ،‬إدارة شؤون الدولة واجملتمع‪ ،‬مركز دراسات واستشارات اإلدارة العامة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪.2001 ،1‬‬
‫‪-2‬سعيد بو الشعري‪ ،‬النظام السياسي اجلزائري –دراسة حتليلية لطبيعة نظام احلكم يف ضوء دستور ‪-1996‬اجلزء الثالث‪ ،‬طبعة الثانية ديوان‬
‫املطبوعات اجلامعية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬اجلزائر ‪.2013،‬‬

‫‪741‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الرابع ‪ -‬السنة ديسمرب ‪2021‬‬


‫أكحل حممد‬ ‫القانون العضوي ‪ 15-18‬ورهان حكامة التسيري املايل العمومي يف اجلزائر‬

‫‪ -3‬حممد حركات‪ ،‬االقتصاد السياسي واحلكامة الشاملة‪ ،‬مطبعة املعارف اجلديدة‪.2010 ،‬‬
‫اثلثا‪ :‬الرسائل واملذكرات‬
‫‪-1‬صاحل زايين‪ ،‬تطور العالقة بني الدولة واجملتمع –دراسة حالة اجلزائر ‪ –1992-19962‬أطروحة دكتوراه يف العلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫احلاج خلضر–ابتنة ‪.2003 ،-‬‬
‫‪ - 2‬ليندة لطا حمرز‪ ،‬اجملتمع املدين يف اجلزائر‪ ،‬دراسة يف األسس واألهداف‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة‬
‫اجلزائر ‪.2013/2012 ،03‬‬
‫‪ -3‬بوزاهر سيف الدين‪ ،‬أثر عوائد احملروقات على النمو االقتصادي واحلوكمة دارسة حتليلية وقياسية حللة االقتصاد اجلزائري خالل الفرتة‬
‫‪ ،2017-1995‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادي‪ ،‬جامعة ايب بكر بلقايد–تلمسان‪.2017/2018 ،-‬‬
‫رابعا‪ :‬املقاالت‬
‫‪-1‬طارق عشور‪ ،‬معوقات التجربة الربملانية يف اجلزائر (‪ )1997-2011‬دراسة يف بعض املتغريات السياسية"‪ ،‬اجمللة العربية للعلوم السياسية‪،‬‬
‫العدد ‪.2012،34‬‬
‫‪-2‬كنزة مغيش‪ ،‬إشكالية إصالح الدولة يف ضوء مقاربة املنامجنت العمومي احلديث‪ ،‬جملة إدارة‪ ،‬اجمللد ‪ ،26‬العدد ‪ ،2‬الصفحات ‪،28-7‬‬
‫العدد ‪.2019 ،51‬‬
‫‪ -3‬خالد منة‪ ،‬حوكمة املالية العامة وحتدايت الشفافية‪ ،‬جملة صوت القانون‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬اجلزء الثاين‪.2007 ،‬‬
‫‪ -4‬يوسف محيطوش‪ ،‬إشكالية اجملتمع املدين يف اجلزائر‪ ،‬جملة املفكر‪ ،‬جامعة حممد خيضر –بسكرة‪ ،‬العدد الثاين عشر ‪.2018،‬‬
‫‪ -5‬مراد بن سعيد‪ ،‬التسيري العمومي يف اجلزائر إصالح أو إعادة اخرتاع‪ ،‬جملة دراسات‪ ،‬جامعة األغواط‪ ،‬العدد االقتصادي‪ ،‬العدد ‪،123‬‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ -6‬عبد اجمليد قدي‪ ،‬نبيلة صوفيا اتكريل‪ ،‬تسيري املالية العامة يف اجلزائر ضمن متطلبات احلوكمة املالية‪ ،‬جملة االقتصاد واملالية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬اجمللد‬
‫‪ 04‬العدد ‪.2018 ،02‬‬
‫‪ -7‬عبد السميع روينة‪ ،‬التسيري املبين على النتائج ‪ ...‬أسلوب فعال لالنتقال من الرتكيز على الوسائل يف موازنة الدولة إىل الرتكيز على النتائج‪،‬‬
‫جملة أحباث اقتصادية إدارية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،23‬جوان ‪.2018‬‬
‫خامسا‪ :‬املراجع واملصادر ابللغة األجنبية‬
‫‪- Loi organique:‬‬
‫‪1-loiorganique n°2001-692 du 1er aout 2001, relative aux loisde finances J.O.R.F, n° 177 du 2‬‬
‫‪aout 2001.‬‬
‫‪-Ouvrages:‬‬
‫‪1-Michel Bouvier, André Barilari, La nouvelle gouvernance financière de l'État,LGDJ, Paris,‬‬
‫‪2004.‬‬

‫‪2-Philippe seguin, les nouvelles fonctions de la cour des comptes en France, dans Michel‬‬
‫‪bouvier (dir.), La Bonne Gouvernance Des Finances Publiques Dans Le Monde, Actes De L'Ive‬‬
‫‪Université De Printemps De Finances Publiques, Paris : L.G.D.J,2009.‬‬

‫‪3-Daniel TOMMASI Gestion Des Dépenses Publiques Dans Les Pays En Developpement, Un‬‬
‫‪Outil Au Service Du Financement Des Politiques Publiques Quelques Exemples Dérives Du‬‬
‫‪Modele Français, Agence Française De Développement, Collection A Savoir, 2010.‬‬

‫‪4-Michel Bouvier, Innovations, Créations Et Transformations En Finances Publiques, Actes De‬‬


‫‪La Lie Université De Printemps De Finances Publiques Du GERFIP - Sous La Direction De‬‬
‫‪Michel Bouvier, LGDJ, Paris, 2004‬‬
‫‪-These:‬‬
‫‪1-Abdelhak Cerurfa, la réforme budgétaire en Algérie: à la recherche d'un‬‬ ‫‪modèle, thèse de‬‬
‫‪doctorat en sciences juridiques, école doctorale de droit de la Sorbonne, paris 1, 2016.‬‬

‫‪742‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الرابع ‪ -‬السنة ديسمرب ‪2021‬‬


‫أكحل حممد‬ ‫القانون العضوي ‪ 15-18‬ورهان حكامة التسيري املايل العمومي يف اجلزائر‬

‫‪- Articles:‬‬
‫‪1-Stefan leider‬‬‫‪et peter wolff, gestion des finances publiques: une contribution à la Bonne‬‬
‫‪gouvernance financière, annuaire suisse de politique de développement, Vol.26, n°2, 2007.‬‬
‫‪-Colloques:‬‬
‫‪1-Emmanuel Breen, "la bonne gouvernance et ses indicateurs: Trois approches", séminaire de‬‬
‫‪droit administratif européen et global, chaire MADP, 11 Avril 2008.‬‬
‫‪-Rapport:‬‬
‫‪1-Projet De Modernisation Des Systèmes Budgétaires, rapport sur les options de budgétisation:‬‬
‫‪sous composante 1.1-budgétisation pluriannuelle, ministère des finances, Avril 2005, p 3-19.‬‬
‫‪-‬سادسا‪ :‬املواقع اإللكرتونية‬
‫‪1-Joël Darius Eloge Zodjihoue, La gestion axée sur la Performance et les Résultats appliquée à‬‬
‫‪la gestion des Finances Publiques : Préparation et Mise en place du Budget axée sur la‬‬
‫‪performance et les résultants, pp10, 11.‬‬
‫‪http://bibliotheque.pssfp.net/index.php/reformes/formations/1707-preparation-et-mise-en-‬‬
‫تاريخ االطالع ‪place-du-budget-axee-sur-la-performance-et-les-resultats/file2020-04-15‬‬
‫على‬ ‫املشرتكة‪.‬‬ ‫واملساءلة‬ ‫النتائج‬ ‫وحتقيق‬ ‫واملواءمة‬ ‫والتنسيق‬ ‫امللكية‬ ‫املعوانت‬ ‫فعالية‬ ‫بشأن‬ ‫ابريس‬ ‫‪-2‬إعالن‬
‫االطالع‪:‬‬ ‫الرابط‪http://www.oecd.org/dac/effectiveness/36856666.pdf‬اتريخ‬
‫‪.08/09/2019‬‬

‫اهلوامش‪:‬‬

‫‪ 1‬مصطلح احلكامة (احلوكمة‪ ،‬احلكمانية‪ ،‬احلكم راشد‪ ،‬احلكم السليم‪ ،‬إدارة شؤون الدولة واجملتمع‪ )...‬يتم استخدامه يف لغة املؤسسات لدولية ووكاالت‬
‫التعاون والتنمية‪ ،‬ويستعمله رؤساء الدول الصناعية مث النامية منذ هناية سنوات الثمانينات للداللة على منط حكم جديد يهدف إلصالح نقائص املشروعية‬
‫والفعالية لدى املنظمات العمومية‪ ،‬وظهور فواعل جديدة ‪ ،‬وظاهرة إزالة التنظيم اليت عرفتها الدولة منذ أزمة دولة الرفاه‪ ،‬راجع يف هذا‪ :‬سلوى شعراوي‬
‫مجعة وآخرون‪ ،‬إدارة شؤون الدولة واجملتمع‪ ،‬مركز دراسات واستشارات اإلدارة العامة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪ ،2001 ،1‬ص ‪.8‬‬
‫‪ 2‬حيث تعترب معايري احلكامة املالية العامة اجليدة نتيجة عمل واجتهاد املؤسسات املالية املاحنة طيلة ربع قرن من الزمن‪ ،‬واليت يتم تعميميها من خالل‬
‫املواثيق واملدوانت وتتبناها الدول عرب اتفاقيات الشراكة وتُفرض من خالل شروط مساعدات التنمية للدول النامية‪.‬‬
‫‪ 3‬القانون رقم ‪ 15/18‬املؤرخ يف ‪ 2/09/2018‬املتضمن قوانني املالية‪ ،‬ج ر ع ‪ 53‬الصادرة بتاريخ ‪ 2018 /09/02‬املعدل واملمتم ابلقانون العضوي‬
‫‪ 09-19‬املؤرخ يف‪ ،2019-12-11‬ج ر ع ‪ ،78‬الصادرة بتاريخ ‪.2019-12-18‬‬
‫‪ 4‬يتم طرح احلكامة املالية العمومية املستلهمة من مبادئ املنا مجنت العمومي اجلديد كفلسفة لتفعيل دور الدولة من خالل جتاوز املقاربة الفيربية القانونية‬
‫للتسيري املايل العمومي‪ ،‬واعتماد مقاربة مناجريايلية تقوم على آليات املشاركة والشفافية واألداء والفعالية وترشيد الفعل العمومي‪ ،‬حيث يتم جتسيد هذا من‬
‫خالل التسيري ابألداء املتمحور حول النتائج‪.‬‬
‫‪ 5‬من التعاريف املقدمة ملفهوم احلكامة املالية نورد تعريفا مؤسساتيا ملنظمة التعاون والتنمية االقتصادية " مجيع العمليات والقوانني واهلياكل واملؤسسات‬
‫القائمة لضمان حتقيق نظام امليزانية ألهدافه بطريقة فعالة ومستدامة " أنظر يف هذا‪OCDE, recommandation du conseil sur la :‬‬
‫‪gouvernance budgétaire, gouvernance publique et développement territoriale, Éditions OCDE,‬‬
‫‪2015, P2‬‬
‫" حيث يعرفها بكوهنا " تتصرف بعمق من خالل العمل على إعادة تشكيل الدولة الدميقراطية الربملانية‪ ،‬فهي ‪Michel Bouvier‬وتعريفا أكادمييا “‬
‫تشري إىل تنظيم وتوزيع السلطات بني السياسيني واملسريين‪ ،‬ويف قلب إصالح املالية العمومية وصميم إصالح الدولة‪ ...‬تتشكل عالقة أخرى بني الدولة‬
‫‪Michel Bouvier, Innovations, Créations Et Transformations‬واملواطن تعكس ميالد عقد اجتماعي جديد " أنظر يف هذا‬
‫‪En Finances Publiques, Actes De La Lie Université De Printemps De Finances Publiques Du‬‬
‫‪GERFIP - Sous La Direction De Michel Bouvier, LGDJ, Paris, 2004. pp3 ,4.‬‬
‫ومن املهتمني األكادمييني مبوضوع احلكامة املالية أيضا "حركات حممد" الذي يعرفها بقوله " احلكامة املالية اجليدة متثل حقا الدعامة األساسية واملدخل‬
‫الرئيسي يف البلدان النامية للحكامة الشاملة املنشودة يف شىت جتلياهتا وتداعياهتا‪ ،‬ابعتبار أن التدبري األمثل للمال العام واخلاص على السواء هو األداة‬

‫‪743‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الرابع ‪ -‬السنة ديسمرب ‪2021‬‬


‫أكحل حممد‬ ‫القانون العضوي ‪ 15-18‬ورهان حكامة التسيري املايل العمومي يف اجلزائر‬

‫األساسية اليت تقوم عليها كل اسرتاتيجية طموحة تستهدف حماربة الرشوة وهد ر األموال والتبذير والفساد بكل أشكاله" أنظر يف هذا‪ :‬حممد حركات‪،‬‬
‫االقتصاد السياسي واحلكامة الشاملة‪ ،‬مطبعة املعارف اجلديدة‪ ،2010 ،‬الرابط‪ ،‬ص ‪.283‬‬
‫‪6Fubbs Joan, the budget process and good governance, African European Institute, 1999. p36‬‬

‫‪ 7‬القانون العضوي املتعلق بقوانني املالية الفرنسي لسنة ‪ 2001‬جاء نتيجة مبادرة برملانية‪ ،‬بدأت هذه العملية يف أكتوبر ‪ 1998‬مببادرة من لوران فابيوس‬
‫رئيس اجلمعية الوطنية جملموعة عمل للتفكري يف فعالية اإلنفاق العمومي والرقابة الربملانية أنظر يف هذا‪Michel Bouvier, André Barilari, :‬‬
‫‪La nouvelle gouvernance financière de l'État, LGDJ, Paris, 2004,p 10.‬‬
‫‪ 8‬يرى الدكتور "سعيد بوالشعري" يقول "إن السلطة التنفيذية يف ظل النظام القائم هي اجلهة الوحيدة املقررة رمسيا والقائدة للمؤسسات املنتخبة األخرى مبا‬
‫جيعلنا ال نرتدد يف تكييف نظام احلكم أبنه نظام رائسوي مغلق جيمع بني عناصر القيصرية والبوانبرتية “راجع يف هذا‪ :‬سعيد بو الشعري‪ ،‬النظام السياسي‬
‫اجلزائري –دراسة حتليلية لطبيعة نظام احلكم يف ضوء دستور ‪-1996‬اجلزء الثالث‪ ،‬طبعة الثانية ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬اجلزائر ‪،2013،‬‬
‫ص ‪.456‬‬
‫‪ 9‬يقدم الباحث "ع شور طارق" عرضا ألهم املعوقات اليت تقف حائال دون متكن الربملان اجلزائري من أداء دوره التشريعي والرقايب يف دراسته املعنونة‬
‫“معوقات التجربة الربملانية يف اجلزائر (‪ ) 1997-2011‬دراسة يف بعض املتغريات السياسية"‪ ،‬اجمللة العربية للعلوم السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،2012،34‬ص‬
‫ص ‪.39-9‬‬
‫‪10‬حيث يشري مسح امليزانية املفتوحة ‪ 2017‬ابلنسبة للجزائر إىل تراجع كبري يف مؤشر الشفافية حبوايل ‪16‬درجة مقارنة بسمح املوازنة املفتوحة ‪،2015‬‬
‫كما يكشف عن انعدام موازنة املواطن وعدم إنتاج التقرير الدورية‪ ،‬وإجناز تقارير املراجعة نصف السنوية والسنوية ولكن دون إاتحتها للجمهور‪ ،‬ويشري‬
‫مؤشر شفافية يف مسح امليزانية املفتوحة لسنة ‪ 2019‬حلصول اجلزائر على ‪ 2‬من أصل ‪ 100‬مبعىن خفض إاتحة معلومات امليزانية املقررة‪ .‬انظر يف هذا‪:‬‬
‫موقع مؤشر امليزانية املفتوحة املتاح على الرابط‪:‬‬
‫‪ 11‬مسامهة اجملتمع املدين يف اختاذ القرار املايل العمومي يف اجلزائر التزال بعيدة عن املستوى املطلوب سواء استناد على املعايري الدولية مثل‪ :‬مسح امليزانية‬
‫املفتوحة أو حىت مقارنة مبثليتها يف دول املغرب العريب مثل تونس أو املغرب‪.‬‬
‫‪ 12‬احلق يف الوصول إىل املعلومات حق دستوري كرسه نص املادة ‪ 55‬من التعديل الدستوري ‪ 2020‬واملادة ‪ 51‬من التعديل الدستوري‪ ":‬يتمتع كل‬
‫مواطن يف احلصول على املعلومات والواثئق واالحصائيات واحلصول عليها وتداوهلا‪."...‬‬
‫‪13‬يعود احلديث عن مفهوم التسيري املتمحور حول النتائج إىل مخسينات القرن املاضي حيث قدم ‪ PETER DURCKER‬كتابه املعنون ب ــ" ‪The‬‬
‫‪ "Practice of Management‬مفهوم ومبادئ التسيري ابألهداف حيث أكد على ضرورة‪ ":‬ترتيب الغاايت واألهداف التنظيمية ترتيبا تعاقداي‪،‬‬
‫وضع أهداف حمددة لكل رد يف امل نظمة‪ ،‬صنع القرارات التشاركية‪ ،‬حتديد فرتة زمنية واضحة‪ ،‬تقييم األداء وتقدمي تعليقات التنفيذ" أنظر يف هذا‪ :‬عبد‬
‫السميع روينة‪ ،‬التسيري املبين على النتائج ‪ ...‬أسلوب فعال لالنتقال من الرتكيز على الوسائل يف موازنة الدولة إىل الرتكيز على النتائج‪ ،‬جملة أحباث اقتصادية‬
‫إدارية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد ‪ ،23‬جوان ‪ ،2018‬ص ‪.148‬‬
‫‪ 14‬ويف منتصف الستينات قدم ‪ PETER DURCKER‬مفهوما جديدا يبدو للوهلة األوىل مشاهبا للتسيري ابألهداف ولكنه يف الواقع مستقل عنه‬
‫جسده يف كتابه " ‪ "Managing for Results‬سنة ‪ ،1964‬لكن هذه األفكار مل تعرف رواجا إال مع بداية التسعينات والذي تطور يف القطاع‬
‫اخلاص لينقل إىل القطاع العام بفضل االنتقال من الرتكيز على صرف واستهالك امليزانيات للرتكيز على ما مت إجنازه فعال‪ ،‬يف هذا خضع التسيري العمومي‬
‫بشكل عام والتسيري املايل بشكل خاص إىل عملية إصالح واسعة استجابة لضغوط اقتصادية واجتماعية وسياسية‬
‫‪15‬خيضع تسيري األموال العامة للرقابة مبوجب أحكام الدستور يف مواده من ‪ 155‬اىل ‪ 161‬من التعديل الدستوري ‪ ،2020‬ونصت املادة ‪ 85‬من‬
‫القانون ‪ " 15-18‬ختضع عمليات تنفيذ ميزانية الدولة إىل الرقابة اإلدارية والقضائية والربملانية حسب الشروط اليت حيددها الدستور وهذا القانون واألحكام‬
‫التشريعية والتنظيمية اخلاصة "‬
‫‪16‬حسب نص املادة ‪ 02‬من القانون ‪.15/18‬‬
‫‪17‬حسب نص املادة ‪ 87‬من القانون ‪.15/18‬‬
‫‪18‬متت اإلشارة إليها سابقا وهي التقارير اليت تبدأ خالل مرحلة التحضري ملشروع قانون املالية للسنة إىل غاية تقدمي التقارير املرفقة ابلقانون املتضمن‬
‫تسوية امليزانية‪.‬‬
‫‪19‬جمموع التقارير اليت تلزم احلكومة بعرضها على الربملان حسب نص املادة ‪ 85 ،75 ،72‬من القانون ‪.15/18‬‬
‫‪20Abdelhak Cerurfa, la réforme budgétaire en Algérie : à la recherche d'un modèle, thèse de‬‬

‫‪doctorat en sciences juridiques, école doctorale de droit de la Sorbonne, paris 1, 2016, pp386,‬‬
‫‪387.‬‬
‫‪744‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الرابع ‪ -‬السنة ديسمرب ‪2021‬‬
‫أكحل حممد‬ ‫القانون العضوي ‪ 15-18‬ورهان حكامة التسيري املايل العمومي يف اجلزائر‬

‫‪ 21‬حسب نص املادة ‪ 27‬من القانون ‪.15-18‬‬


‫‪ 22‬اشرتط وجود تقرير مشرتك بني الوزير أو مسؤول املؤسسة العمومة املعنية والوزير املكلف ابملالية فقط‪.‬‬
‫حسب نص املادة ‪26‬من القانون ‪23 .15-18‬‬

‫‪24Emmanuel Breen, "la bonne gouvernance et ses indicateurs : Trois approches", séminaire de‬‬

‫‪droit administratif européen et global, chaire MADP, 11 Avril 2008, p 3.‬‬


‫‪ 25‬كنزة مغيش‪ ،‬إشكالية إصالح الدولة يف ضوء مقاربة املنامجنت العمومي احلديث‪ ،‬جملة إدارة‪ ،‬اجمللد ‪ ،26‬العدد ‪ ،2‬الصفحات ‪ ،28-7‬العدد ‪،51‬‬
‫‪ ،2019‬ص‪.27‬‬
‫‪26Philippe seguin, les nouvelles fonctions de la cour des comptes en France, dans Michel‬‬

‫‪bouvier (dir.), La Bonne Gouvernance Des Finances Publiques Dans Le Monde, Actes De L'Ive‬‬
‫‪Université De Printemps De Finances Publiques, Paris : L.G.D.J,2009, p 211.‬‬
‫وهو ما ‪ 2011‬يف تقرير لعام ‪ 38‬من البلدان الغنية ابملوارد اجلزائر يف املرتبة ‪41‬كما صنف مؤشر مراقبة اإليرادات الذي يقوم شفافية العائدات ‪27‬‬

‫جيعلها تتذيل ترتيب الدول الغنية ابملوارد يف جمال شفافية اإليرادات‪ .‬أنظر يف هذا‪ :‬خالد منة‪ ،‬حوكمة املالية العامة وحتدايت الشفافية‪ ،‬جملة صوت‬
‫‪ ،22.‬ص ‪2007‬القانون‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬اجلزء الثاين‪،‬‬
‫‪28‬يف هذا السياق نشري للمال حظة اليت قدمتها بعثة صندوق النقد الدويل حول املشروع األويل للقانون العضوي للمالية سنة‪ 2015‬يف املادة ‪ : 74‬أن‬
‫الواثئق املرفقة مبشروع قانون املالية وهي ذاهتا اليت تناولتها املادة ‪ 75‬من القانون ‪" 15/18‬تتسم بكثرة عددها وتعقيدها وأحياان بعدم خضوعها للمنطق‪،‬‬
‫وقانونيا جيب تبسيطها والفصل بني الواثئق اليت حتمل طابعا إلزاميا وتعد جوهرية يف الرخصة الربملانية عن تلك الواثئق اليت تعد توضيحية وإعالمية أنظر يف‬
‫هذا ‪:‬تقرير بعثة صندوق النقد الدويل‪ ،‬مالحظات واقرتاحات حول مشروع القانون العضوي املتعلق بقوانني املالية لسنة ‪ ،2015‬ص ‪.34‬‬
‫‪29Abdelhak Cerurfa, op.cit, p386.‬‬

‫‪30‬حممد حركات‪ ،‬كيف تستطيع احلكامة املالية إبطال مفعول الفساد‪ ،‬اجمللة املغربية للتدقيق والتنمية‪ ،‬سلسلة التدبري االسرتاتيجي‪ ،‬اجمللد ‪،2005 ،06‬‬
‫ص‪.25‬‬
‫‪31‬للتفصيل أكثر حول طبيعة ودور اجملتمع املدين اجلزائري وعالقته ابلسلطة أنظر‪ :‬صاحل زايين‪ ،‬تطور العالقة بني الدولة واجملتمع –دراسة حالة اجلزائر‬
‫‪ –1992-19962‬أطروحة دكتوراه يف العلوم السياسية‪ ،‬جامعة احلاج خلضر–ابتنة ‪ ،2003 ،-‬وأيضا‪ :‬يوسف محيطوش‪ ،‬إشكالية اجملتمع املدين يف‬
‫اجلزائر‪ ،‬جملة املفكر‪ ،‬جامعة حممد خيضر –بسكرة‪ ،‬العدد الثاين عشر ‪ ، 2018،‬وكذا‪ :‬ليندة لطا حمرز‪ ،‬اجملتمع املدين يف اجلزائر‪ ،‬دراسة يف األسس‬
‫واألهداف‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪2013/2012 ،03‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 01-140.2001/06/06‬مرسوم رائسي رقم ‪32‬‬

‫‪ 33‬يف هذا السياق سجل التقرير التمهيدي ملشروع القانون املتضمن القانون العضوي ‪ 15/18‬املتعلق بقوانني املالية املعروض على اجمللس الشعيب الوطين‬
‫بتاريخ ‪ 23‬ماي ‪ 2018‬انه جاء بناء على توصيات املؤسسات املالية الدولية وهو ما اعتربه أحد النواب يف مداخلته "انتقاصا للنضاالت الوطنية الداخلية‬
‫ووضعها على اهلامش‪ .‬أنظر يف هذا‪ :‬اجلريدة الرمسية ملناقشات اجمللس الشعيب الوطين‪ ،‬الفرتة التشريعية الثامنة‪ ،‬دورة الربملان العادية ‪،2018_2017‬‬
‫اجللسة العلنية ملناقشة مشروع القانون العضوي املتعلق بقوانني املالية بتاريخ ‪23‬ماي ‪ ،2018‬اجلزء األول‪ ،‬عدد ‪ ،74‬ص‪.17‬‬
‫‪ 34‬اهليئة التشريعية اليت انقشت مشروع القانون العضوي املتعلق بقوانني املالية ‪ 15-18‬توصف بكوهنا نتاج زواج السلطة ابملال الفاسد‪ ،‬حبيث خضعت‬
‫الرتشيحات يف بعض القوائم احلزبية املشكلة للتحالف الرائسي ملساومات مالية‪ ،‬وأصبح يعرف إعالميا "بربملان الشكارة " توصيف حلالة األموال غري املراقبة‬
‫واملشبوهة املصدر املتسببة يف وصول العديد من رجال األعمال لتصدر قوائم الرتشيحات يف األحزاب‪ ،‬واستفحلت هذه الظاهرة يف االنتخاابت التجديد‬
‫النصفي جمللس األمة ديسمرب ‪ ،2009‬وتنظر احملاكم املختصة بعض القضااي ذات الصلة بشراء الرتشيحات واملتابع فيها أبناء األمني العام السابق حلزب‬
‫جبهة التحرير السابق وبعض نواب الربملان السابق الذي مت حله مبوجب املرسوم رقم ‪ 77-21‬املؤرخ يف ‪-21‬فيفري ‪ 2021-‬يتضمن حل اجمللس‬
‫الشعيب الوطين ‪ ،‬ج ر ع ‪ 14،‬الصادرة بتاريخ ‪.2021-02-28‬‬
‫‪35loi organique n° 2001-692 du 1er aout 2001, relative aux lois de finances J.O.R.F, n° 177 du‬‬

‫‪2 aout 2001p.1248.‬‬


‫فيمكن لرئيسي جلنيت املالية ومقرريهما وكذا املقررين اخلاصني القيام ابألحباث والتحقيقات واالستماع يف عني املكان أو من خالل تفحص وتدقيق ‪36‬‬

‫الواثئق اليت تلزم احلكومة بتقدميها‪ ،‬كما تلزم ابإلجابة على املالحظات املقدمة يف إطار مهام البحث والتقييم يف أجل شهرين حسب نص املادة ‪53‬‬
‫القانون العضوي املتعلق بقوانني املالية الفرنسي لسنة ‪2001‬‬
‫‪37Article 58 de la loi organique relative aux lois de finances N° 2001-962‬‬

‫‪745‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الرابع ‪ -‬السنة ديسمرب ‪2021‬‬


‫أكحل حممد‬ ‫القانون العضوي ‪ 15-18‬ورهان حكامة التسيري املايل العمومي يف اجلزائر‬

‫‪38‬يف هذا اإلطار يرجع ‪ Michel Bouvier‬ذلك إىل توهم اإلصالح ألنه جمرد تراكم للتقنيات دون وجود اسرتاتيجية شاملة للتغيري على املدى الطويل‬
‫ما يولد فشال ذريعا يف حتقيق األهداف االسرتاتيجية للمالية العمومية‪ .‬أنظر يف هذا‪Daniel TOMMASI Gestion Des Dépenses :‬‬
‫‪Publiques Dans Les Pays En Developpement, Un Outil Au Service Du Financement Des‬‬
‫‪Politiques Publiques Quelques Exemples Dérives Du Modele Français, Agence Française De‬‬
‫‪Développement, Collection A Savoir, 2010, p 178.‬‬
‫لتفصيل أكثر أنظر يف هذا‪ :‬مراد بن سعيد‪ ،‬التسيري العمومي يف اجلزائر إصالح أو إعادة اخرتاع‪ ،‬جملة دراسات‪ ،‬جامعة األغواط‪ ،‬العدد ‪39‬‬

‫االقتصادي‪ ،‬العدد ‪.2015 ،123‬‬


‫‪ 40‬وهو ما خلص إليه ال تقرير املقدم من اخلبري املستقل السيد‪ /‬فانتو شريو حول آاثر سياسات التكيف اهليكلي على التمتع الكامل حبقوق اإلنسان‪،‬‬
‫أين أكد على تردي مستوى الرعاية االجتماعية يف جماالت الصحة والتعليم والتخفيف من الفقر يف البلدان اليت مشلتها برامج التكيف اهليكلي أنظر يف‬
‫هذا‪ :‬األمم املتحدة‪ ،‬اجمللس االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬جلنة حقوق اإلنسان‪ ،‬الدورة اخلامسة واخلمسون‪ ،‬التقرير رقم‪ E/CN.4/1999/50‬املؤرخ يف‬
‫‪.24/02/1999‬‬
‫‪ 41‬سياسة مالية مسايرة لالجتاهات الدورية ألسعار النفط اليت تتميز ابالرتباط الشديد بتقلبات أسعار البرتول وهي اخلاصية األساسية للميزانية يف اجلزائر‬
‫وتسمي "دورية السياسية املالية" اليت تساهم بشكل كبري يف ظهور عوارض املرض اهلولندي‪ .‬أنظر يف هذا‪ :‬بوزاهر سيف الدين‪ ،‬أثر عوائد احملروقات على‬
‫النمو االقتصادي واحلوكمة دارسة حتليلية وقياسية حللة االقتصاد اجلزائري خالل الفرتة ‪ ،2017-1995‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادي‪ ،‬جامعة‬
‫ايب بكر بلقايد –تلمسان ‪ ،2017/2018 ،-‬ص ‪.204‬‬
‫‪42‬تعاين اجلزائر من تبعية مالية واقتصادية وجتارية جتاه قطاع احملروقات‪ :‬كمثال على ذلك خالل الفرتة ‪ 2016/2006‬عرفت تبعية مالية تتثمل يف حصة‬
‫انتج اجلباية البرتولية ضمن اإليرادات العمومية املقدرة ‪ % 60‬وتبعية اقتصادية متمثلة يف حصة قطاع احملروقات يف الناتج الداخلي اخلام حبوايل ‪،% 30‬‬
‫وتبعية جتارية حيث قدرت صادرات املنتجات البرتولية من إمجايل الصادرات ‪% 97‬خالل سنة ‪ ،2016‬أنظر يف هذا‪ :‬عبد اجمليد قدي‪ ،‬نبيلة صوفيا‬
‫اتكريل‪ ،‬تسيري املالية العامة يف اجلزائر ضمن متطلبات احلوكمة املالية ‪ ،‬جملة االقتصاد واملالية ‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬اجمللد ‪ 04‬العدد ‪ ، 2018 ،02‬ص ‪.163‬‬
‫‪43‬على اعتبار أن امليزانية العامة للدولة مرتبطة بشكل مباشر بسعر برميل النفط فإن السعر املرجعي الذي يتم بناء عليه حساب رصيد امليزانية املنصوص‬
‫عليها يف قانون املالية للسنة ال يتماشى أبدا مع رصيد ميزانية تنفيذ امليزانية‪ ،‬هلذا مت أنشاء صندوق ضبط املوارد مبوجب املادة ‪ 10‬من قانون املالية التكميلي‬
‫لسنة ‪ 2000‬واليت تنص " يفتح يف كتاابت اخلزينة العمومية حساب ختصيص رقم ‪ 302-103‬بعنوان صندوق ضبط املوارد " القانون رقم ‪-2000‬‬
‫‪ 02‬املؤرخ يف ‪27‬جوان ‪2000‬املتضمن قانون املالية التكميلي لسنة ‪ ،2000‬ج ر ع ‪ ،37‬املؤرخة يف ‪28‬جوان ‪ .2000‬وقد تناوله املشرع يف القانون‬
‫العضوي ‪ 15/18‬يف نص املادة ‪ 50‬منه‪.‬‬
‫‪44‬جاء يف ديباجة التعديل الدستوري لـ ‪..." 2020‬وحريصا على ضمان محاية الوسط الطبيعي واالستعمال العقالين للموارد الطبيعة وكذا احملافظة عليها‬
‫لصاحل األجيال القادمة‪."...‬‬

‫‪746‬‬ ‫اجمللد السادس ‪ -‬العدد الرابع ‪ -‬السنة ديسمرب ‪2021‬‬

You might also like