Professional Documents
Culture Documents
خادل مربويك :أستاذ املالية العامة بلكية العلوم القانونية الاقتصادية والاجامتعية احملمدية
عرفت املنظومة القانونية املؤطرة للشأن املايل العمويم غBBزارة يف الانتBBاج خالل العرشية الBBيت نعيشها ,وهBBذا إن دل عىل يشء
فإمنا يBBدل عىل حموريBBة املتغري املايل يف لك معليBBة تروم الاصالح .فتوفري مBBوارد ذاتيBBة تغBBين عن اللجBBوء إىل الاقرتاض والاستدانة
املفرطBBة رشط رضوري إلقBBرار سياسBBة مزيانياتيBBة متحمك فهيا .1كام أن اعامتد قواعد ,وضBBوابط ,تضمن النجاعة والكفBBاءة يف تBBدبري
الاموال العامة هو السبيل والضامن إلجناح لك سياسة مالية معومية .
ادلستور املغBBريب لسنة 2011يف مBBواده 77; 76 ; 75دشBBن لفلسفة جديBBدة يف التعBBاطي مBBع قBBوانني املاليBBة ,عرب اعامتد مقاربBBة
جديدة جتعل من التوقعات املدرجة يف هذه األخرية تتجاوز الاطار الزمين الضيق احملصور يف سنة مالية – الربجمة املتعBBددة السنوات
,-وأصبحت احلكومة جمربة عىل إعداد توقعاهتا يف إطار -برامج ,أو خمططات تمنوية اسرتاتيجية – معلنا الانتقال من مهنجية التBBدبري
ابلوسائل إىل مهنجية التدبري ابلنتاجئ .
كام أن دسرتة إحدى وسBائل الرقابBة الالحقBة الBيت يتBBوفر علهيا اجلهBاز الترشيعي – قBانون التصفية – والارتقBاء ادلستوري هبذا
الق Bانون من ش Bأنه رد الاعتبBBار إىل هBBذا الصنف من قBBوانني املاليBBة اذلي طاهل التعطيBBل واخلرق سBBواء من حيث عدم احرتام آجال
اإليداع و املصادقة ,أو من خالل عدم الاكرثات بوظيفته ,اليت تعد مدخال إلقرار وإ عامل املسؤولية واحملاسبة اليت برش هبا ادلستور
املغريب ,وأحد مظاهر ادلميقراطية املالية ,هذا إضافة إىل تعميد التوازن املزيانيايت دستوراي .
ادلستور املغريب جعل من تغيري الاطار الزمين لسياسة املزيانية ,ومهنجية التدبري املايل ,والرقابة الالحقة ,مداخل إلصالح املالية
العمومية ,دراستنا ستنصب عىل التجديدات اليت طالت مبBBدأ السنوية أكحد أمه املبBBادئ املؤطرة للمزيانيBBة .ألجل دكل ,سنحاول
1بلغت حتمالت دين اخلزينة من أصل ادلين والفوائد والعموالت إىل 124.7مليار درمه سنة .2014عن " التقرير السنوي حول املديونية " الصادر سنة , 2019تقرير مرافق ملرشوع قانون مالية سنة
. 2020وزارة الاقتصاد واملالية املغرب .
1
الاحاطة ابملبدأ من خالل تبيان طبيعته ,واإلشاكالت اليت يطرهحا عىل مستوى التدبري املايل العمويم ,واملراجعات الBيت شBلك املبBBدأ
موضوعا لها ,والطريقة اليت تعامل هبا املرشع املايل املغريب مع الاطار الزمين اذلي يضبط العمليات املالية العمومية ؟.
2
اعامتد مبدأ السنوية حبرفيته ,سيشلك قيدا عىل العمليات املالية اليت تقBBوم إبجنازهBBا ادلوةل ,خصوصBBا عنBBد احلديث عن معليBBات
اإلنفاق اليت يتطلب إجنازها فضاءا زمنيا ال ميكن لسنة مالية واحدة استيعابه , 5واألمر هنا يتعلBBق أساسBBا ابلنفقBBات الاستامثرية الBBيت
يمت توقعها وبرجمهتا ألكرث من سنة ,هذا إضافة إىل عدم التالؤم بني الزمن الاقتصادي والزمن املايل .
وعىل الBرمغ من الانتقBادات والسجاالت الBيت أاثرهBا هBذا املبBدأ يف صفوف دعاة التخيل عنBه هنائيBا واعامتد بBدائل أخBرى ,ودعاة
الاسمترار يف اعامتد السنة مكناسبة سنوية أوال لتحيني السياسات املاليBBة ,وإ عادة تصBBويب الاختالالت ,والتوقعBBات عرب مالمئهتا مBBع
ما استجد من معطيات مل تكن يف ابل صانعي هذه األخرية ,مث اثنيا النقاش العمويم اذلي يدشنه مرشوع قانون املاليBة أصبح جBزءا ال
يتجزأ من املشهد السيايس ويف جل بالد املعمور ,يذكران لك سنة بقدسية املال العام .
أوال :عدم التالؤم بني سنوية املزيانية واحلياة الاقتصادية
مبدأ سنوية املزيانيBBة شBBلك قاعدة أساسية إابن ادلوةل ادلركيBBة ,واكن احلرص عىل احرتامBBه مسBأةل ال تطBBرح صعوابت ,فنفقBBات
ادلوةل آنذاك اكن من السهل توقعها ألهنا ذات طبيعة عادية ,وأغلهبا اكن خمصصا لضامن السري العادي للمرافBBق السيادية ,هكBذا فتوقBBع
كثةل أجور اجلند وأعوان ادلوةل مسأةل يسرية ,نفس األمر ينطبق عىل اخملصصات املدرجة لتغطية نفقات ابيق مصBBاحل ادلوةل ,الBBيت ال
خترج عن تكل ذات الطابع السيادي ,ذلكل شلكت املالية التقليدية ,وابلضبط يف احلقبة اليت اكنت فهيا ادلوةل حمايBBدة ,العرص اذلهيب
ملبدأ السنوية .
لكن أمBBام اخلراب الاقتصBBادي واملايل اذلي شهدته ادلول الغربيBBة يف سنوات الثالثينBBات –األزمBBة املاليBBة لسنة ,- 1929انطBBرح
موضوع حياد ادلوةل إبحلاح ,وانكشف ومه التعويل عىل قانون العرض والطلب ,كناظم طبيعي وتلقايئ للسوق ,وأصبح البحث عن
أدوات لتصحيح اختالالت السوق أمرا ال مفر منBBه , 6فمت الاقBBرار برضورة تBBدخل ادلوةل لتوجيBBه قBBوى السBBوق حنو نقطBBة التBBوازن ,
وشلكت اجهتادات املدرسة الكينزيية 7اخللفية العلمية لهBBذا التحBBول اذلي سBBوف يكBBون هل األثر الكبري عىل الوظBBائف واألدوار الBBيت
جيب أن تقوم هبا ادلوةل .
التغيري اذلي حدث عىل مستوى وظBBائف ادلوةل وأدوارهBBا ,جعBBل من السياسBBة املاليBBة وابخلصBBوص السياسBBة املزيانياتيBBة ,
والسياسة النقدية ,أدوات ميكن اللجوء إلهيا بشلك إرادي ,عرب التBBدخل يف السBBوق وخلBBق رشوط العBBودة إىل التBBوازن ,من خالل
التأثري عىل الطلب والعBرض ,ولBو اقتىض األمBر اللجBوء إىل خلBق جعز عىل مستوى املزيانيBة ,أو مBا يسمى ابلعجز املقصBود déficit
.- volontaire
5الفقBBBBرة الاوىل من املادة 16قBBBBانون تنظميي لقBBBBوانني املاليBBBBة " 130.13الاعامتدات املفتوحة برمس نفقBBBBات التسيري اعامتدات سنوية " ظهري رشيف رمق 1.15.62صBBBBادر يف 14شعبان
1436املوافق 2يونيو 2015بتنفيد القانون التنظميي رمق 130.13لقانون املالية ,اجلريدة الرمسية رمق . 6370اترخي 18يونيو . 2015رمق . 2.15.426اجلريدة الرمسية عدد 78 63اترخي 16يوليو
2015
6وحسب " قانون فاكرن " loi wagnerزايدة المنو يرافقه تزايد يف الانفاق العمويم ,وادلوةل مطالبة بتوفري موارد لتغطية احلاجيات املزتايدة ,مما جيعل من تدخل ادلوةل مسأةل رضورية ,
– finances publiques et droits fonadamentaux ; essai sur les relations entre les finances publiques et les droits fondamentaux " virginie blondio
. mondoloni .these de doctorat soutenu le 20 decembre 2014 faculte de droit et de science politique d aix –marseille
7أشهر كتاب صدر سنة 1936traduction française jean delargentaye editions payot paris 1942 . "théorie générale de l emploi de l intérêt et de la monnaie " ,
john maynard keynes
3
ادلوةل ابنتقالها من دوةل حمايدة إىل دوةل تدخلية ,أصبحت وظائفها تتعBBدى ضامن الامن وترصيف األمBBور اجلاريBBة ,حفىت تتجاوز
جحم العجز املسجل عىل مستوى اخلدمات الصحية ,البطاةل ,الافالس...,أصبحت ادلوةل حمرك رئييس للحياة الاقتصBBادية ,وأصبحت
مشغال ,ومستمثرا يف القطاعات الانتاجية اليت اكنت تدخل يف جمال اخلواص .
أمام هذا الواقع مل يعد مبدأ السنوية مامتشيا مع التطورات والتحوالت اليت عرفهتا احلياة الاقتصادية ,وأصبح لزاما إعادة النظر
يف املبدأ .فتدخالت ادلوةل أصبحت أكرث تشعبا ,وتعقدا ,وحضورها مل يستثين قطاعا من القطاعات ,كام أن تقديس املبBدأ مل يعBد هل
أساس يف إطار ادلوةل التدخلية ,إذ أصبحت ترصفات ادلوةل املالية غري قابةل لالخزتال يف سنة ,ابخلصوص النفقات الاستامثرية .
هBBذا مBBا جشع عىل ادلعوة إىل التخيل عن املبBBدأ ,واعامتد مزيانيBBة تتالءم مBBع طبيعBBة األدوار اجلديBBدة املوكوةل لدلوةل وتأخذ بعني
الاعتبار طبيعة احلياة الاقتصادية واليت تتسم بعدم الثبات ,وختضع لزمن مغاير ملا ختضع هل العمليات املالية العمومية .
من بني املقرتحات اعامتد مزيانية تتالءم مع الطبيعة اإلنتاجية للبدل ,وذكل من خالل مطابقة السنة املاليBBة مBع السنة الاقتصBBادية ,
مكثال عىل ذكل فك الارتبBBاط مBBع السنة املدنيBBة يف القBانون التنظميي للامليBBة لسنة 1995ابملغرب ,والربBBط بني السنة املاليBBة والسنة
الفالحية , 8لكن رسعان ما مت العدول عن ذكل من خالل الرجBBوع إىل التقBBومي السBBابق واذلي اكن يBBوازي بني السنة املاليBBة والسنة
املدنية .
مقرتحات أخرى رامت القطBع مBع املبBBدأ ,ويه تكل الBيت اندت ابعامتد مزيانيBBة ادلورة – – budget cycliqueحبيث أن العجBBز
املسجل خالل فرتات الركود تمت تغطيتBه مباكسBب فرتات الازدهBار .أخريا هنBاك من اقرتح اعامتد مزيانيBة لالنتBداب تتوافBق مBع مBدة
الانتداب الترشيعي .
8تعديل السنة املالية اكن مبقتىض استفتاء دستوري حول املادة 49من ادلستور املغريب لسنة , 1992ومتت املوافقة بنسبة % 99.57عىل تعديل املادة بتارخي /4شتنرب. 1995/
9
. christelle ballandars-roset : les principes budgétaires etالهدف إدن هو التوفيق بني السنوية والتعدد السنوي ,من خالل منح هدا األخري املاكنة األمسى والقوانني املالية السنوية مرتبة أدىن
la biodiversité article paru dans ;revue juridique de l environement . 2008 page 83.
4
وهذا التأليف بني اعامتد الربجمة املتعددة السنوات واإلبقاء عىل السنوية هل أبعاد هممة متكن من حتقيق النجاعة عرب معليات التحيني اليت
ختضع لها هذه الربامج سنواي ,وتعزز الرقابة من خالل متكني الربملان من القيام بBدوره الرقBايب عىل األمBوال العامBة بشBلك دوري ,و
أخريا حمققا للمردودية لكون هذه الربامج تكون مقرونة بأهداف حمددة .
ويعترب البعد املتعلق ابلربجمة أحد العنارص املوازية لهذا التحول اذلي رافق الانتقال من السنوية اىل التعدد السنوي امليزيانيBBايت ,حيث
أقر بشلك هنايئ عدم جدوى السياسات املزيانياتية املبنية عىل الوسائل ,
الفقرةاألوىل :الربجمة املتعددة السنوات ,إقرار بنواقص املبدأ ومناسبة لتجويد التدبري املايل :
الربجمة املتعBBBددة السنوات شلكت إحدى التجديBBBدات الBBBيت أوردهBBBا املرشع ادلستوري املغBBBريب جبانب اخملططBBBات التمنويBBBة
الاسرتاتيجية ,بداية سنقوم بتعريف مفهوم الربانمج ,والربجمة املتعددة السنوات ,مث اجلانب املرافق لهBBذا التجديBBد واملتعلBBق إبقرار
حاكمة يف تدبري املالية العمومية .
أوال :الربامج املتعددة السنوات:
الربانمج حسBBب املرشع املايل املغBBريب " عبBBارة عن مجموعة متناسقة من املشBBاريع أو العمليBBات 10التابعBBة لنفس القطBBاع الBBوزاري أو
املؤسسة ,تقرن به أهداف حمددة وفق غاايت ذات منفعة عامة ,وكBذا مؤرشات مرمقة لقيBBاس النتBاجئ املتوخاة والBيت ستخضBع للتقيمي
11
قصد التحقق من رشوط الفعالية والنجاعة واجلودة املرتبطة ابالجنازات"...
اعامتد الربانمج ليس فقط وسيةل لترصيف الشؤون املالية لدلوةل ,بل فلسفة جديدة ومنظور عرصي ينسحب مفعوهل إىل لك الهيآت
واملؤسسBBات الBBيت تترصف يف األمBBوال العموميBBة ,هBBذا من هجة ,ومن هجة اثنيBBة فBBالغرض من الربجمة ليس ترتيبBBا جامBBدا ألولوايت
الانفBBاق العمBBويم ,بBBل معال قBBابال للتقيمي والقيBBاس من خالل مؤرشات ملموسBBة قBBادرة عىل تقيمي العمBBل احلكBBويم من حيث الفعاليBBة
والنجاعة واجلودة .
الربجمة املتعددة السنوات مقاربة جديدة جتعل من النشاط املايل العمويم نشاطا مبنيBBا عىل ضBBوابط واحضة ورصحية ,و جتعBBل من
الانفاق العمويم سياسة معومية ال تسهتدف سBد وإ شباع احلاجيBBات العموميBBة فقBط ,عرب الاكتفBاء بتوفري املوارد والاعامتدات املاليBة
وإ منا تسهتدف حتقيق نتاجئ حمددة ,مفزيانية الربامج تركز اهامتهما عىل النشاط الاداري والنتيجة الهنائيBBة لهBBذا األخري , 12أي بعبBBارة
أخرى القطع مع املهنجية التقليدية املؤسسة عىل مزيانية الوسBBائل ,واستبدالها مبهنجيBBة جديBBدة ومتطBBورة هاجسها ليس فقBBط تBأمني
الوسائل املالية ,وإ منا الوصول إىل نتاجئ قابةل للقياس .
ولقد أقر املرشع ادلستوري هبذه املهنجية يف الفقرة الثانية من املادة 75من ادلستور حيث أكد عىل أن " الربملان يصوت مBBرة
واحدة عىل نفقات التجهزي اليت يتطلهبا يف جمال التمنية إجناز اخملططات التمنوية الاسرتاتيجية ,والربامج املتعددة السنوات ,اليت تعBدها
احلكومة وتطلع علهيا الربملان ,وعندما يوافق عىل تكل النفقات ,يسمتر مفعول املوافقة تلقائيا عىل النفقات طيةل مBدة هBذه اخملططBات
والربامج ,وللحكومة وحدها الصالحية لتقدمي مشاريع قوانني تريم إىل تغيري ما متت املوافقة عليه يف الاطار املذكور. " ...
10املرشع يتحدث عىل املشاريع والعمليات واملقصود بدكل حسب املادة 40من القانون "130.13مجموعة حمددة من األنشطة واألوراش اليت يمت إجنازها هبدف الاستجابة جملموعة من الاحتياجات احملددة "..
11املادة 39من القانون التنظميي .130.13
12
Edgard andreani " budget de programme et rationalité de la décision publique " article paru dans "revue économique" volume 19 , numero 4 , 1968 .
5
ويف املادة 5من القBBانون التنظميي لقBBوانني املاليBBة يوحض املرشع املقصBBود ابلربجمة املتعBBددة السنوات - ,والBBيت مل حيدد املرشع
ادلستوري مداها الزمين ,-بل ترك األمر للقوانني التنظميية ابعتبارها امتدادا وممكال لدلستور ,حيث حرصها يف ثالث سنوات "يمت
اعداد ق Bانون املاليBBة للسنة استنادا اىل برجمة مزيانياتيBBة لثالث سنوات وحتني هBBذه الربجمة لك سنة ملالمئهتا مBBع الظرفيBBة الاقتصBBادية
والاجامتعيBBة للبالد .13 "..املالحBBظ أن املرشع من خالل اعامتده عىل الربجمة املتعBBددة السنوات ,اسهتدف التوفيBBق بني متطلبBBات
وإ كراهات العمل احلكويم اليت ال ميكن جسهنا واخزتالها يف السنة ,ويف نفس الوقت تBأمني هBBذه األخرية من القيBBام بتصحيح وتصBBويب
هBBده الربامج ملالمئهتا مBBع الظرفيBBة الاقتصBBادية والاجامتعيBBة ,وحنن ال خيفى علينBBا التغريات الBBيت تشهدها احليBBاة الاقتصBBادية والBBيت من
املمكن أن تربك التوقعات املالية اليت تقوم هبا احلكومة عىل مستوى الربامج ,ذلكل أاتح إماكنية حتيني مضامني هBBذه الربامج لك سنة
جلعلها متوافقة مع ما تفرضه الظرفية الاقتصادية والاجامتعية .
الغرض إذن من اعامتد الربجمة املتعددة السنوات ,هو إعداد توقعات تتجاوز السنة سBBواء تعلBBق األمBBر ابملوارد أو الانفBBاق مبنيBBة عىل
فرضيات واقعية ,ولعل هذا ما أكBده املرشع يف املادة 5من القBانون التنظميي لقBوانني املاليBة 14واجلدير ابذلكر أن بدايBة العمBل وتعممي
هذه املقاربة قد بدأ منذ 1يناير . 15 2019
لكن يف اآلن نفسه ترصيف املبدأ وفق مقاربة مبنية عىل برجمة مزيانياتية تتBBوىخ الفعاليBBة ,والنجاعة ,واجلودة ,يعترب يف نظران أمه
جتديد رافق اعامتد التعدد السنوي هدا ما سنفحصه يف الفقرة الثانية .
اثنيا :جتويد تدبري العمليات املالية :
مبقتىض التعديل اذلي طال مبدأ السنوية ,أصبحت قوانني املالية ,جتسيدا حقيقيا ملفهوم السياسة العموميBBة ,ومل تعBBد املزيانيBBة ,
جمرد وثيقة تدرج فهيا اإلعامتدات الازمة لتغطية احلاجيات ,وإ منا تعبريا واحضا عن السياسات العموميBة املنهتجة ,وتوهجات ادلوةل يف
مجيع امليادين ,كام أن الهنج اجلديد املعمتد قد مسح لدلوةل ابالرتقاء بسياسة املزيانية إىل وسيةل تتسم بقدر كبري من العقلنة يف التBBدبري ,
والنجاعة يف اختاذ القرارات العمومية .
من بني مظBBاهر التحديث والBBيت تتجاوز البعBBد الزمين ,جعBBل العمليBBات املاليBBة العموميBBة ,سياسBBات معوميBBة ختضBBع يه األخBBرى
ملتطلبات النجاعة والفعالية واجلودة ,16عرب اسهتداف نتBاجئ حمددة ,قابةل للقيBاس والتقيمي اعامتدا عىل مؤرشات واقعيBة ,وحىت يمت إجناح
هذه املقاربة مت متكني املرشفني عن هذه الربامج من مساحة حرية ,تستتبع املسائةل واحملاسبة حاةل الاخالل إبحدى ضBBوابطها ,ذلكل
يمت تعيني مسBBؤول عن لك برانمج و بلك قطBBاع وزاري أو مؤسسBBة يعهBBد إليBBه أمBBر حتديBBد أهBBداف ومؤرشات القيBBاس املرتبطBBة
17
ابلربانمج ,وتتبع تنفيذه
13
املادة 5قانون تنظميي لقوانني املالية 130.13
14
الفقرة الثانية من املادة 5قانون تنظميي "130.13هتدف هده الربجمة عىل اخلصوص إىل حتديد تطور مجموع موارد وتاكليف ادلوةل عىل مدى ثالث سنوات اعامتدا عىل فرضيات اقتصادية ومالية واقعية".
15
املادة 69من القانون التنظميي 130.13
16
املادة 39من القانون التنظميي .130.13
17
املادة 5قانون تنظميي . 130.13
6
خامتة
الربجمة املتعددة السنوات دشنت حقيقة لنوع من التصاحل بني العمليات املالية العموميBBة ,وادلور الاقتصBBادي والاجامتعي اذلي
ميكن أن تلعبه سياسة املزيانية يف تنشيط الاقتصاد ,وضبط التوازانت الاقتصادية والاجامتعيBBة واملاليBBة ,وإ ذا اكن األمBBر وكام سلف
ذكره يشلك ثورة يف املهنج وفلسفة التدبري املاليي العمويم ,فإن الهدف من لك هذه التجديدات ,اإلسهام احلقيقي يف بلورة سياسBBات
معوميBBة تستجيب ملتطلبBBات احلاكمBBة والتBBدبري العقالين للمBBوارد املاليBBة العموميBBة ,ومتكني ص Bانعي القBBرار املايل العمBBويم من صياغة
فرضيات واقعية تتجاوب مع الظرفية الاقتصادية السائدة ,وفق برامج قابةل للتحيني السنوي ,وهذا من شأنه رد الاعتبار للسياسBBة
املزيانياتية ابعتبارها أمه أدوات السياسة الاقتصادية الظرفية ,الBيت ميكن من خالل حتسBني أداءهBا وضBع املغBرب يف املسBار الصحيح
للتمنية ,ومواهجة الصدمات الاقتصادية ذات املنشأ ادلاخيل أو اخلاريج ,وكذا إحقاق العداةل الاجامتعية .
قامئة املراجع
-Virginie blondio-mondolini " finances publiques et droit fondamentaux ;essai sur les relations entre les finances publiques et les droits
fondamentaux" . thèse de doctorat soutenu le 20 decembre 2014 universite aix-marseille .
-christelle ballandars-roset : les principes budgétaires et la biodiversité article paru dans ;revue juridique de l environement . 2008 .
- Edgard andreani " budget de programme et rationalité de la décision publique , "revue économique" volume 19 , numero 4 , 1968 .
traduction française jean delargentaye editions payot paris 1942 . "théorie générale de l emploi de l intérêt et de la monnaie " , john maynard
-keynes
-دستور املغرب ,ظهري رشيف رمق 1.1191صادر يف 27من شعبان 29(1432يوليو .)2011
-الق Bانون التنظميي املتعلBBق بقBBوانني املاليBBة ,ظهري رشيف رمق 1.15.62صBBادر يف 14شعبان املوافBBق 2يونيBBو 2015بتنفيBBذ الق Bانون التنظميي رمق 130.13لق Bانون املاليBBة ,اجلريBBدة الرمسية رمق
. 6370اترخي 18يونيو . 2015رمق . 2.15.426اجلريدة الرمسية عدد 6378اترخي 16يوليو .2015
-ظهري رشيف رمق .1.98صادر يف 7شعبان 26( 1419نومفرب ) 1998بتنفيذ القانون التنظميي رمق 7.98لقانون املالية .اجلريدة الرمية عدد 3(, 4644دمسرب .) 1998
-املرسوم املتعلق إبعداد وتنفيذ القانون التنظميي لقوانني املالية رمق 1.15.62صادر يف 14شعبان 1436املوافق ل /15يوليو 2015/اجلريدة الرمسية عدد /18 , 6370يونيو. 2015/
" -تقرير حول ادلين العمويم " وزارة الاقتصاد واملالية سنة . 2019
7