You are on page 1of 7

‫مبدأ سنوية املزيانية والربجمة املتعددة السنوات‬

‫خادل مربويك ‪ :‬أستاذ املالية العامة بلكية العلوم القانونية الاقتصادية والاجامتعية احملمدية‬

‫–جامعة احلسن الثاين ادلار البيضاء‪-‬‬

‫عرفت املنظومة القانونية املؤطرة للشأن املايل العمويم غ‪BB‬زارة يف الانت‪BB‬اج خالل العرشية ال‪BB‬يت نعيشها ‪ ,‬وه‪BB‬ذا إن دل عىل يشء‬
‫فإمنا ي‪BB‬دل عىل حموري‪BB‬ة املتغري املايل يف لك معلي‪BB‬ة تروم الاصالح ‪ .‬فتوفري م‪BB‬وارد ذاتي‪BB‬ة تغ‪BB‬ين عن اللج‪BB‬وء إىل الاقرتاض والاستدانة‬
‫املفرط‪BB‬ة رشط رضوري إلق‪BB‬رار سياس‪BB‬ة مزيانياتي‪BB‬ة متحمك فهيا ‪ .1‬كام أن اعامتد قواعد ‪ ,‬وض‪BB‬وابط ‪ ,‬تضمن النجاعة والكف‪BB‬اءة يف ت‪BB‬دبري‬
‫الاموال العامة هو السبيل والضامن إلجناح لك سياسة مالية معومية ‪.‬‬
‫ادلستور املغ‪BB‬ريب لسنة ‪ 2011‬يف م‪BB‬واده ‪ 77; 76 ; 75‬دش‪BB‬ن لفلسفة جدي‪BB‬دة يف التع‪BB‬اطي م‪BB‬ع ق‪BB‬وانني املالي‪BB‬ة ‪ ,‬عرب اعامتد مقارب‪BB‬ة‬
‫جديدة جتعل من التوقعات املدرجة يف هذه األخرية تتجاوز الاطار الزمين الضيق احملصور يف سنة مالية – الربجمة املتع‪BB‬ددة السنوات‬
‫‪ ,-‬وأصبحت احلكومة جمربة عىل إعداد توقعاهتا يف إطار‪ -‬برامج ‪ ,‬أو خمططات تمنوية اسرتاتيجية – معلنا الانتقال من مهنجية الت‪BB‬دبري‬
‫ابلوسائل إىل مهنجية التدبري ابلنتاجئ ‪.‬‬
‫كام أن دسرتة إحدى وس‪B‬ائل الرقاب‪B‬ة الالحق‪B‬ة ال‪B‬يت يت‪BB‬وفر علهيا اجله‪B‬از الترشيعي – ق‪B‬انون التصفية – والارتق‪B‬اء ادلستوري هبذا‬
‫الق ‪B‬انون من ش ‪B‬أنه رد الاعتب‪BB‬ار إىل ه‪BB‬ذا الصنف من ق‪BB‬وانني املالي‪BB‬ة اذلي طاهل التعطي‪BB‬ل واخلرق س‪BB‬واء من حيث عدم احرتام آجال‬
‫اإليداع و املصادقة ‪ ,‬أو من خالل عدم الاكرثات بوظيفته ‪ ,‬اليت تعد مدخال إلقرار وإ عامل املسؤولية واحملاسبة اليت برش هبا ادلستور‬
‫املغريب ‪ ,‬وأحد مظاهر ادلميقراطية املالية ‪ ,‬هذا إضافة إىل تعميد التوازن املزيانيايت دستوراي ‪.‬‬
‫ادلستور املغريب جعل من تغيري الاطار الزمين لسياسة املزيانية ‪ ,‬ومهنجية التدبري املايل ‪ ,‬والرقابة الالحقة ‪ ,‬مداخل إلصالح املالية‬
‫العمومية ‪ ,‬دراستنا ستنصب عىل التجديدات اليت طالت مب‪BB‬دأ السنوية أكحد أمه املب‪BB‬ادئ املؤطرة للمزياني‪BB‬ة ‪ .‬ألجل دكل ‪ ,‬سنحاول‬
‫‪ 1‬بلغت حتمالت دين اخلزينة من أصل ادلين والفوائد والعموالت إىل ‪ 124.7‬مليار درمه سنة ‪ .2014‬عن " التقرير السنوي حول املديونية " الصادر سنة ‪ , 2019‬تقرير مرافق ملرشوع قانون مالية سنة‬
‫‪ . 2020‬وزارة الاقتصاد واملالية املغرب ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الاحاطة ابملبدأ من خالل تبيان طبيعته ‪ ,‬واإلشاكالت اليت يطرهحا عىل مستوى التدبري املايل العمويم‪ ,‬واملراجعات ال‪B‬يت ش‪B‬لك املب‪BB‬دأ‬
‫موضوعا لها ‪ ,‬والطريقة اليت تعامل هبا املرشع املايل املغريب مع الاطار الزمين اذلي يضبط العمليات املالية العمومية ؟‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬مبدأ السنوية مراجعة جذرية للمبدأ وإقرار مبحدوديته‬


‫حظي مبدأ السنوية بتغيريات مجة عكسها ادلستور املغريب يف املادة ‪ , 75‬انسجاما مع التحوالت ال‪BB‬يت عرفه‪BB‬ا ت‪BB‬دبري املزياني‪BB‬ة يف‬
‫الق‪BB‬وانني املقارن‪BB‬ة ‪ ,‬وحاةل العج‪BB‬ز املسجةل عىل مستوى النت‪BB‬اجئ وخمرجات السياس‪BB‬ة املالي‪BB‬ة املتبع‪BB‬ة ‪ ,‬وك‪BB‬ذا التعق‪BB‬د اذلي يس‪BB‬م احلي‪BB‬اة‬
‫الاقتصادية والاجامتعية ‪ .‬اليشء اذلي ف‪BB‬رض إعادة النظ‪BB‬ر يف املب‪BB‬دأ عرب البحث عن ت‪B‬أليف بني الرضورات الاقتص‪BB‬ادية ورضورات‬
‫التدبري الناجع والفعال لأل موال العمومية ‪.‬‬
‫الفقرة األوىل ‪ :‬مراجعة امليدأ‬
‫مبدأ سنوية املزيانية من املبادئ األوىل اليت مت إقرارها أكساس للرتخيص الربملاين سواء تعلق األمر ابإلنف‪BB‬اق أو حتصيل املوارد‬
‫وقد مت تكريسه يف القرن ‪ 17‬يف إجنلرتا ‪ ,‬عرب إجبار املكل عىل املثول أم‪BB‬ام الربملان الاجنلزيي للحص‪BB‬ول عىل اإلذن بتحصيل الف‪BB‬روض‬
‫الرضيبية ‪ ,‬لكن أمام الرفض الشعيب اذلي ووجه به املكل اضطر هذا األخري إىل استئذان الربملان سنة ‪ ,1628‬بشأن القيام بعملي‪BB‬ات‬
‫اقتطاع تقع عىل أموال الشعب ‪ ,‬فاستجاب الربملان الاجنلزيي لهذا الطلب ومنح ترخيص‪BB‬ا للمكل ‪ ,‬وم‪BB‬ع هناي‪BB‬ة السنة ‪ ,‬أجرب املكل عىل‬
‫جتديد اإلذن الربملاين ‪ ,2‬وعىل إثر ذكل تأسس عرف يقيض برضورة التجديد السنوي للرتخيصات الربملانية ‪.‬‬
‫اإلقرار بسنوية املزيانية وابلتايل العمليات املالية العمومية ‪ ,‬مل يكن نتاجا أو اعرتافا بنجاعة و كفاية الت ‪B‬أطري الزمين احملص‪BB‬ور يف ‪12‬‬
‫شهرا ‪ ,‬وإ منا حلق‪BB‬ة من حلق‪BB‬ات الرصاع الت‪BB‬ارخيي بني الربملان الاجنلزيي وامللكي‪BB‬ة ‪ ,‬واذلي اكن يسهتدف ابألس‪BB‬اس جلم السلطة امللكي‪BB‬ة‬
‫وحمارصة سطوهتا ‪,‬وقد شلكت األداة املالية وسيةل انجعة لرضب امللكية عرب تكبيلها ماليا وتقزمي أدوارها ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫مبدأ السنوية عرف تط‪BB‬ورات أوال يف اجتاه استيعابه مجلي‪BB‬ع مقوم‪BB‬ات ق‪BB‬وانني املالي‪BB‬ة حفس‪BB‬ب املادة ‪ 1‬من الق‪B‬انون التنظميي ‪7.98‬‬
‫" يتوقع قانون املالية للك سنة مالي‪B‬ة مجموع م‪B‬وارد وتاكليف ادلوةل ويقميه‪B‬ا وينص علهيا وي‪B‬أذن هبا مضن ت‪B‬وازن اقتص‪B‬ادي وم‪B‬ايل حيدده‬
‫الق ‪B‬انون املذكور " ‪ ,‬ف‪BB‬التوقع ‪ ,‬والتقيمي‪ ,‬والتنصيص ‪,‬واإلذن لكه‪BB‬ا مندرجة وخاضعة لنفس الت ‪B‬أطري الزمين احملدد يف سنة واحدة ‪ ,‬ولك‬
‫خروج عن املبدأ يعد خرقا ألحد املقومات الاساسية لتدبري العمليات املالية ‪.‬‬
‫اثنيا أمام التعق‪B‬د اذلي عرفت‪B‬ه احلي‪B‬اة الاقتص‪B‬ادية واألدوار املنوط‪B‬ة ابدلوةل ص‪B‬ار لزام‪B‬ا مراجع‪B‬ة املب‪B‬دأ وجعهل آلي‪B‬ة لتحقي‪B‬ق النجاعة‬
‫الاقتصادية ‪ ,‬خصوصا بعد انتفاء أسباب تقديسه والقضاء عىل الاستبداد املايل اذلي عاشته اجنلرتا‪ ,4‬وبعد أن مت تكريس مبدأ القب‪BB‬ول‬
‫ابخلضوع للرضيبة –‪ - le consentement a l impôt‬مكبدأ دستوري انظم للك العمليات املالية العمومية ‪ ,‬مما حمت مسائةل املبدأ‬
‫من حيث جدواه الاقتصادية والاجامتعية ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬دواعي جتاوز السنوية‬
‫‪2‬‬
‫سنة ‪ 1629‬جدد الربملان الرتخيص ابقتطاع الرضائب ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ظهري رشيف رمق ‪ 1.98.138‬صادر يف ‪ 7‬شعبان ‪ 1417‬املوافق ‪ 26‬نومفرب ‪ 1998‬بتنفيذ القانون التنظميي رمق ‪ 7.98‬لقانون املالية ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫الانتقال اىل ملكية برملانية ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اعامتد مبدأ السنوية حبرفيته ‪ ,‬سيشلك قيدا عىل العمليات املالية اليت تق‪BB‬وم إبجنازه‪BB‬ا ادلوةل ‪ ,‬خصوص‪BB‬ا عن‪BB‬د احلديث عن معلي‪BB‬ات‬
‫اإلنفاق اليت يتطلب إجنازها فضاءا زمنيا ال ميكن لسنة مالية واحدة استيعابه ‪ , 5‬واألمر هنا يتعل‪BB‬ق أساس‪BB‬ا ابلنفق‪BB‬ات الاستامثرية ال‪BB‬يت‬
‫يمت توقعها وبرجمهتا ألكرث من سنة ‪ ,‬هذا إضافة إىل عدم التالؤم بني الزمن الاقتصادي والزمن املايل ‪.‬‬
‫وعىل ال‪B‬رمغ من الانتق‪B‬ادات والسجاالت ال‪B‬يت أاثره‪B‬ا ه‪B‬ذا املب‪B‬دأ يف صفوف دعاة التخيل عن‪B‬ه هنائي‪B‬ا واعامتد ب‪B‬دائل أخ‪B‬رى ‪ ,‬ودعاة‬
‫الاسمترار يف اعامتد السنة مكناسبة سنوية أوال لتحيني السياسات املالي‪BB‬ة ‪ ,‬وإ عادة تص‪BB‬ويب الاختالالت ‪ ,‬والتوقع‪BB‬ات عرب مالمئهتا م‪BB‬ع‬
‫ما استجد من معطيات مل تكن يف ابل صانعي هذه األخرية ‪ ,‬مث اثنيا النقاش العمويم اذلي يدشنه مرشوع قانون املالي‪B‬ة أصبح ج‪B‬زءا ال‬
‫يتجزأ من املشهد السيايس ويف جل بالد املعمور ‪ ,‬يذكران لك سنة بقدسية املال العام ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬عدم التالؤم بني سنوية املزيانية واحلياة الاقتصادية‬

‫مبدأ سنوية املزياني‪BB‬ة ش‪BB‬لك قاعدة أساسية إابن ادلوةل ادلركي‪BB‬ة ‪ ,‬واكن احلرص عىل احرتام‪BB‬ه مس‪B‬أةل ال تط‪BB‬رح صعوابت ‪ ,‬فنفق‪BB‬ات‬
‫ادلوةل آنذاك اكن من السهل توقعها ألهنا ذات طبيعة عادية ‪ ,‬وأغلهبا اكن خمصصا لضامن السري العادي للمراف‪BB‬ق السيادية ‪ ,‬هك‪B‬ذا فتوق‪BB‬ع‬
‫كثةل أجور اجلند وأعوان ادلوةل مسأةل يسرية ‪ ,‬نفس األمر ينطبق عىل اخملصصات املدرجة لتغطية نفقات ابيق مص‪BB‬احل ادلوةل ‪ ,‬ال‪BB‬يت ال‬
‫خترج عن تكل ذات الطابع السيادي ‪ ,‬ذلكل شلكت املالية التقليدية ‪ ,‬وابلضبط يف احلقبة اليت اكنت فهيا ادلوةل حماي‪BB‬دة ‪ ,‬العرص اذلهيب‬
‫ملبدأ السنوية ‪.‬‬
‫لكن أم‪BB‬ام اخلراب الاقتص‪BB‬ادي واملايل اذلي شهدته ادلول الغربي‪BB‬ة يف سنوات الثالثين‪BB‬ات –األزم‪BB‬ة املالي‪BB‬ة لسنة‪ ,- 1929‬انط‪BB‬رح‬
‫موضوع حياد ادلوةل إبحلاح ‪ ,‬وانكشف ومه التعويل عىل قانون العرض والطلب ‪ ,‬كناظم طبيعي وتلقايئ للسوق ‪ ,‬وأصبح البحث عن‬
‫أدوات لتصحيح اختالالت السوق أمرا ال مفر من‪BB‬ه‪ , 6‬فمت الاق‪BB‬رار برضورة ت‪BB‬دخل ادلوةل لتوجي‪BB‬ه ق‪BB‬وى الس‪BB‬وق حنو نقط‪BB‬ة الت‪BB‬وازن ‪,‬‬
‫وشلكت اجهتادات املدرسة الكينزيية‪ 7‬اخللفية العلمية له‪BB‬ذا التح‪BB‬ول اذلي س‪BB‬وف يك‪BB‬ون هل األثر الكبري عىل الوظ‪BB‬ائف واألدوار ال‪BB‬يت‬
‫جيب أن تقوم هبا ادلوةل ‪.‬‬
‫التغيري اذلي حدث عىل مستوى وظ‪BB‬ائف ادلوةل وأدواره‪BB‬ا ‪ ,‬جع‪BB‬ل من السياس‪BB‬ة املالي‪BB‬ة وابخلص‪BB‬وص السياس‪BB‬ة املزيانياتي‪BB‬ة ‪,‬‬
‫والسياسة النقدية‪ ,‬أدوات ميكن اللجوء إلهيا بشلك إرادي ‪ ,‬عرب الت‪BB‬دخل يف الس‪BB‬وق وخل‪BB‬ق رشوط الع‪BB‬ودة إىل الت‪BB‬وازن ‪ ,‬من خالل‬
‫التأثري عىل الطلب والع‪B‬رض ‪ ,‬ول‪B‬و اقتىض األم‪B‬ر اللج‪B‬وء إىل خل‪B‬ق جعز عىل مستوى املزياني‪B‬ة ‪ ,‬أو م‪B‬ا يسمى ابلعجز املقص‪B‬ود ‪déficit‬‬
‫‪.- volontaire‬‬

‫‪ 5‬الفق‪BBBB‬رة الاوىل من املادة ‪ 16‬ق‪BBBB‬انون تنظميي لق‪BBBB‬وانني املالي‪BBBB‬ة ‪ " 130.13‬الاعامتدات املفتوحة برمس نفق‪BBBB‬ات التسيري اعامتدات سنوية " ظهري رشيف رمق ‪ 1.15.62‬ص‪BBBB‬ادر يف ‪ 14‬شعبان‬
‫‪1436‬املوافق ‪ 2‬يونيو ‪ 2015‬بتنفيد القانون التنظميي رمق ‪ 130.13‬لقانون املالية ‪ ,‬اجلريدة الرمسية رمق ‪. 6370‬اترخي ‪ 18‬يونيو ‪ . 2015‬رمق ‪. 2.15.426‬اجلريدة الرمسية عدد‪ 78 63‬اترخي ‪ 16‬يوليو‬
‫‪2015‬‬

‫‪ 6‬وحسب " قانون فاكرن " ‪ loi wagner‬زايدة المنو يرافقه تزايد يف الانفاق العمويم ‪ ,‬وادلوةل مطالبة بتوفري موارد لتغطية احلاجيات املزتايدة ‪ ,‬مما جيعل من تدخل ادلوةل مسأةل رضورية ‪,‬‬
‫– ‪finances publiques et droits fonadamentaux ; essai sur les relations entre les finances publiques et les droits fondamentaux " virginie blondio‬‬
‫‪. mondoloni .these de doctorat soutenu le 20 decembre 2014 faculte de droit et de science politique d aix –marseille‬‬
‫‪ 7‬أشهر كتاب صدر سنة ‪1936traduction française jean delargentaye editions payot paris 1942 . "théorie générale de l emploi de l intérêt et de la monnaie " ,‬‬
‫‪john maynard keynes‬‬

‫‪3‬‬
‫ادلوةل ابنتقالها من دوةل حمايدة إىل دوةل تدخلية ‪ ,‬أصبحت وظائفها تتع‪BB‬دى ضامن الامن وترصيف األم‪BB‬ور اجلاري‪BB‬ة ‪ ,‬حفىت تتجاوز‬
‫جحم العجز املسجل عىل مستوى اخلدمات الصحية ‪,‬البطاةل ‪ ,‬الافالس‪...,‬أصبحت ادلوةل حمرك رئييس للحياة الاقتص‪BB‬ادية ‪ ,‬وأصبحت‬
‫مشغال ‪ ,‬ومستمثرا يف القطاعات الانتاجية اليت اكنت تدخل يف جمال اخلواص ‪.‬‬

‫أمام هذا الواقع مل يعد مبدأ السنوية مامتشيا مع التطورات والتحوالت اليت عرفهتا احلياة الاقتصادية ‪ ,‬وأصبح لزاما إعادة النظر‬
‫يف املبدأ ‪ .‬فتدخالت ادلوةل أصبحت أكرث تشعبا ‪ ,‬وتعقدا ‪ ,‬وحضورها مل يستثين قطاعا من القطاعات ‪ ,‬كام أن تقديس املب‪B‬دأ مل يع‪B‬د هل‬
‫أساس يف إطار ادلوةل التدخلية ‪ ,‬إذ أصبحت ترصفات ادلوةل املالية غري قابةل لالخزتال يف سنة ‪ ,‬ابخلصوص النفقات الاستامثرية ‪.‬‬
‫ه‪BB‬ذا م‪BB‬ا جشع عىل ادلعوة إىل التخيل عن املب‪BB‬دأ ‪ ,‬واعامتد مزياني‪BB‬ة تتالءم م‪BB‬ع طبيع‪BB‬ة األدوار اجلدي‪BB‬دة املوكوةل لدلوةل وتأخذ بعني‬
‫الاعتبار طبيعة احلياة الاقتصادية واليت تتسم بعدم الثبات ‪ ,‬وختضع لزمن مغاير ملا ختضع هل العمليات املالية العمومية ‪.‬‬
‫من بني املقرتحات اعامتد مزيانية تتالءم مع الطبيعة اإلنتاجية للبدل ‪ ,‬وذكل من خالل مطابقة السنة املالي‪BB‬ة م‪B‬ع السنة الاقتص‪BB‬ادية ‪,‬‬
‫مكثال عىل ذكل فك الارتب‪BB‬اط م‪BB‬ع السنة املدني‪BB‬ة يف الق‪B‬انون التنظميي للاملي‪BB‬ة لسنة ‪ 1995‬ابملغرب ‪ ,‬والرب‪BB‬ط بني السنة املالي‪BB‬ة والسنة‬
‫الفالحية‪ , 8‬لكن رسعان ما مت العدول عن ذكل من خالل الرج‪BB‬وع إىل التق‪BB‬ومي الس‪BB‬ابق واذلي اكن ي‪BB‬وازي بني السنة املالي‪BB‬ة والسنة‬
‫املدنية ‪.‬‬
‫مقرتحات أخرى رامت القط‪B‬ع م‪B‬ع املب‪BB‬دأ‪ ,‬ويه تكل ال‪B‬يت اندت ابعامتد مزياني‪BB‬ة ادلورة –‪ – budget cyclique‬حبيث أن العج‪BB‬ز‬
‫املسجل خالل فرتات الركود تمت تغطيت‪B‬ه مباكس‪B‬ب فرتات الازده‪B‬ار‪ .‬أخريا هن‪B‬اك من اقرتح اعامتد مزياني‪B‬ة لالنت‪B‬داب تتواف‪B‬ق م‪B‬ع م‪B‬دة‬
‫الانتداب الترشيعي ‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪:‬التوفيق بني السنوية والربامج املتعددة السنوات‬


‫مبدأ السنوية لن يمت التخيل عنه لكية‪ ,‬وإ منا سوف يمت جعهل متوافقا مع ال‪BB‬زمن الاقتص‪BB‬ادي‪ ,‬ذلكل سيمت الاحتف‪BB‬اظ ابملب‪BB‬دأ م‪BB‬ع اعامتد‬
‫الربجمة املتعددة السنوات ‪ ,9‬هذه العملية التوفيقية سيكون لها األثر البليغ عىل مستويني ‪ ,‬املستوى األول يمتثل يف الاق‪BB‬رار ابلنواقص‬
‫اليت تشوب مبدأ السنوية ‪ ,‬واملستوى الثاين متثل يف إحقام طريقة حديثة يف التدبري أساسها الربجمة املرتكزة عىل النتاجئ ‪.‬‬

‫‪ 8‬تعديل السنة املالية اكن مبقتىض استفتاء دستوري حول املادة ‪ 49‬من ادلستور املغريب لسنة ‪ , 1992‬ومتت املوافقة بنسبة ‪ % 99.57‬عىل تعديل املادة بتارخي ‪/4‬شتنرب‪. 1995/‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ . christelle ballandars-roset : les principes budgétaires et‬الهدف إدن هو التوفيق بني السنوية والتعدد السنوي ‪ ,‬من خالل منح هدا األخري املاكنة األمسى والقوانني املالية السنوية مرتبة أدىن‬
‫‪la biodiversité article paru dans ;revue juridique de l environement . 2008 page 83.‬‬

‫‪4‬‬
‫وهذا التأليف بني اعامتد الربجمة املتعددة السنوات واإلبقاء عىل السنوية هل أبعاد هممة متكن من حتقيق النجاعة عرب معليات التحيني اليت‬
‫ختضع لها هذه الربامج سنواي ‪ ,‬وتعزز الرقابة من خالل متكني الربملان من القيام ب‪B‬دوره الرق‪B‬ايب عىل األم‪B‬وال العام‪B‬ة بش‪B‬لك دوري ‪ ,‬و‬
‫أخريا حمققا للمردودية لكون هذه الربامج تكون مقرونة بأهداف حمددة ‪.‬‬
‫ويعترب البعد املتعلق ابلربجمة أحد العنارص املوازية لهذا التحول اذلي رافق الانتقال من السنوية اىل التعدد السنوي امليزياني‪BB‬ايت‪ ,‬حيث‬
‫أقر بشلك هنايئ عدم جدوى السياسات املزيانياتية املبنية عىل الوسائل ‪,‬‬
‫الفقرةاألوىل ‪ :‬الربجمة املتعددة السنوات‪ ,‬إقرار بنواقص املبدأ ومناسبة لتجويد التدبري املايل ‪:‬‬
‫الربجمة املتع‪BBB‬ددة السنوات شلكت إحدى التجدي‪BBB‬دات ال‪BBB‬يت أورده‪BBB‬ا املرشع ادلستوري املغ‪BBB‬ريب جبانب اخملطط‪BBB‬ات التمنوي‪BBB‬ة‬
‫الاسرتاتيجية ‪ ,‬بداية سنقوم بتعريف مفهوم الربانمج ‪ ,‬والربجمة املتعددة السنوات ‪ ,‬مث اجلانب املرافق له‪BB‬ذا التجدي‪BB‬د واملتعل‪BB‬ق إبقرار‬
‫حاكمة يف تدبري املالية العمومية ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الربامج املتعددة السنوات‪:‬‬
‫الربانمج حس‪BB‬ب املرشع املايل املغ‪BB‬ريب " عب‪BB‬ارة عن مجموعة متناسقة من املش‪BB‬اريع أو العملي‪BB‬ات ‪ 10‬التابع‪BB‬ة لنفس القط‪BB‬اع ال‪BB‬وزاري أو‬
‫املؤسسة ‪ ,‬تقرن به أهداف حمددة وفق غاايت ذات منفعة عامة ‪ ,‬وك‪B‬ذا مؤرشات مرمقة لقي‪BB‬اس النت‪B‬اجئ املتوخاة وال‪B‬يت ستخض‪B‬ع للتقيمي‬
‫‪11‬‬
‫قصد التحقق من رشوط الفعالية والنجاعة واجلودة املرتبطة ابالجنازات‪"...‬‬
‫اعامتد الربانمج ليس فقط وسيةل لترصيف الشؤون املالية لدلوةل ‪ ,‬بل فلسفة جديدة ومنظور عرصي ينسحب مفعوهل إىل لك الهيآت‬
‫واملؤسس‪BB‬ات ال‪BB‬يت تترصف يف األم‪BB‬وال العمومي‪BB‬ة ‪ ,‬ه‪BB‬ذا من هجة ‪ ,‬ومن هجة اثني‪BB‬ة ف‪BB‬الغرض من الربجمة ليس ترتيب‪BB‬ا جام‪BB‬دا ألولوايت‬
‫الانف‪BB‬اق العم‪BB‬ويم ‪ ,‬ب‪BB‬ل معال ق‪BB‬ابال للتقيمي والقي‪BB‬اس من خالل مؤرشات ملموس‪BB‬ة ق‪BB‬ادرة عىل تقيمي العم‪BB‬ل احلك‪BB‬ويم من حيث الفعالي‪BB‬ة‬
‫والنجاعة واجلودة ‪.‬‬
‫الربجمة املتعددة السنوات مقاربة جديدة جتعل من النشاط املايل العمويم نشاطا مبني‪BB‬ا عىل ض‪BB‬وابط واحضة ورصحية ‪,‬و جتع‪BB‬ل من‬
‫الانفاق العمويم سياسة معومية ال تسهتدف س‪B‬د وإ شباع احلاجي‪BB‬ات العمومي‪BB‬ة فق‪B‬ط ‪ ,‬عرب الاكتف‪B‬اء بتوفري املوارد والاعامتدات املالي‪B‬ة‬
‫وإ منا تسهتدف حتقيق نتاجئ حمددة ‪ ,‬مفزيانية الربامج تركز اهامتهما عىل النشاط الاداري والنتيجة الهنائي‪BB‬ة له‪BB‬ذا األخري ‪ , 12‬أي بعب‪BB‬ارة‬
‫أخرى القطع مع املهنجية التقليدية املؤسسة عىل مزيانية الوس‪BB‬ائل ‪ ,‬واستبدالها مبهنجي‪BB‬ة جدي‪BB‬دة ومتط‪BB‬ورة هاجسها ليس فق‪BB‬ط ت‪B‬أمني‬
‫الوسائل املالية ‪ ,‬وإ منا الوصول إىل نتاجئ قابةل للقياس ‪.‬‬
‫ولقد أقر املرشع ادلستوري هبذه املهنجية يف الفقرة الثانية من املادة ‪ 75‬من ادلستور حيث أكد عىل أن " الربملان يصوت م‪BB‬رة‬
‫واحدة عىل نفقات التجهزي اليت يتطلهبا يف جمال التمنية إجناز اخملططات التمنوية الاسرتاتيجية ‪ ,‬والربامج املتعددة السنوات ‪ ,‬اليت تع‪B‬دها‬
‫احلكومة وتطلع علهيا الربملان ‪ ,‬وعندما يوافق عىل تكل النفقات ‪ ,‬يسمتر مفعول املوافقة تلقائيا عىل النفقات طيةل م‪B‬دة ه‪B‬ذه اخملطط‪B‬ات‬
‫والربامج ‪ ,‬وللحكومة وحدها الصالحية لتقدمي مشاريع قوانني تريم إىل تغيري ما متت املوافقة عليه يف الاطار املذكور‪. " ...‬‬

‫‪ 10‬املرشع يتحدث عىل املشاريع والعمليات واملقصود بدكل حسب املادة ‪ 40‬من القانون ‪ "130.13‬مجموعة حمددة من األنشطة واألوراش اليت يمت إجنازها هبدف الاستجابة جملموعة من الاحتياجات احملددة ‪"..‬‬
‫‪ 11‬املادة ‪ 39‬من القانون التنظميي ‪.130.13‬‬
‫‪12‬‬
‫‪Edgard andreani " budget de programme et rationalité de la décision publique " article paru dans "revue économique" volume 19 , numero 4 , 1968 .‬‬

‫‪5‬‬
‫ويف املادة ‪ 5‬من الق‪BB‬انون التنظميي لق‪BB‬وانني املالي‪BB‬ة يوحض املرشع املقص‪BB‬ود ابلربجمة املتع‪BB‬ددة السنوات ‪- ,‬وال‪BB‬يت مل حيدد املرشع‬
‫ادلستوري مداها الزمين ‪,-‬بل ترك األمر للقوانني التنظميية ابعتبارها امتدادا وممكال لدلستور ‪ ,‬حيث حرصها يف ثالث سنوات "يمت‬
‫اعداد ق ‪B‬انون املالي‪BB‬ة للسنة استنادا اىل برجمة مزيانياتي‪BB‬ة لثالث سنوات وحتني ه‪BB‬ذه الربجمة لك سنة ملالمئهتا م‪BB‬ع الظرفي‪BB‬ة الاقتص‪BB‬ادية‬
‫والاجامتعي‪BB‬ة للبالد ‪ .13 "..‬املالح‪BB‬ظ أن املرشع من خالل اعامتده عىل الربجمة املتع‪BB‬ددة السنوات ‪ ,‬اسهتدف التوفي‪BB‬ق بني متطلب‪BB‬ات‬
‫وإ كراهات العمل احلكويم اليت ال ميكن جسهنا واخزتالها يف السنة ‪ ,‬ويف نفس الوقت ت‪B‬أمني ه‪BB‬ذه األخرية من القي‪BB‬ام بتصحيح وتص‪BB‬ويب‬
‫ه‪BB‬ده الربامج ملالمئهتا م‪BB‬ع الظرفي‪BB‬ة الاقتص‪BB‬ادية والاجامتعي‪BB‬ة ‪ ,‬وحنن ال خيفى علين‪BB‬ا التغريات ال‪BB‬يت تشهدها احلي‪BB‬اة الاقتص‪BB‬ادية وال‪BB‬يت من‬
‫املمكن أن تربك التوقعات املالية اليت تقوم هبا احلكومة عىل مستوى الربامج ‪ ,‬ذلكل أاتح إماكنية حتيني مضامني ه‪BB‬ذه الربامج لك سنة‬
‫جلعلها متوافقة مع ما تفرضه الظرفية الاقتصادية والاجامتعية ‪.‬‬
‫الغرض إذن من اعامتد الربجمة املتعددة السنوات ‪ ,‬هو إعداد توقعات تتجاوز السنة س‪BB‬واء تعل‪BB‬ق األم‪BB‬ر ابملوارد أو الانف‪BB‬اق مبني‪BB‬ة عىل‬
‫فرضيات واقعية ‪ ,‬ولعل هذا ما أك‪B‬ده املرشع يف املادة ‪ 5‬من الق‪B‬انون التنظميي لق‪B‬وانني املالي‪B‬ة ‪ 14‬واجلدير ابذلكر أن بداي‪B‬ة العم‪B‬ل وتعممي‬
‫هذه املقاربة قد بدأ منذ ‪ 1‬يناير ‪. 15 2019‬‬
‫لكن يف اآلن نفسه ترصيف املبدأ وفق مقاربة مبنية عىل برجمة مزيانياتية تت‪BB‬وىخ الفعالي‪BB‬ة ‪ ,‬والنجاعة ‪ ,‬واجلودة ‪ ,‬يعترب يف نظران أمه‬
‫جتديد رافق اعامتد التعدد السنوي هدا ما سنفحصه يف الفقرة الثانية ‪.‬‬
‫اثنيا ‪ :‬جتويد تدبري العمليات املالية ‪:‬‬
‫مبقتىض التعديل اذلي طال مبدأ السنوية ‪ ,‬أصبحت قوانني املالية ‪ ,‬جتسيدا حقيقيا ملفهوم السياسة العمومي‪BB‬ة ‪ ,‬ومل تع‪BB‬د املزياني‪BB‬ة ‪,‬‬
‫جمرد وثيقة تدرج فهيا اإلعامتدات الازمة لتغطية احلاجيات ‪ ,‬وإ منا تعبريا واحضا عن السياسات العمومي‪B‬ة املنهتجة ‪ ,‬وتوهجات ادلوةل يف‬
‫مجيع امليادين ‪ ,‬كام أن الهنج اجلديد املعمتد قد مسح لدلوةل ابالرتقاء بسياسة املزيانية إىل وسيةل تتسم بقدر كبري من العقلنة يف الت‪BB‬دبري ‪,‬‬
‫والنجاعة يف اختاذ القرارات العمومية ‪.‬‬
‫من بني مظ‪BB‬اهر التحديث وال‪BB‬يت تتجاوز البع‪BB‬د الزمين ‪ ,‬جع‪BB‬ل العملي‪BB‬ات املالي‪BB‬ة العمومي‪BB‬ة ‪ ,‬سياس‪BB‬ات معومي‪BB‬ة ختض‪BB‬ع يه األخ‪BB‬رى‬
‫ملتطلبات النجاعة والفعالية واجلودة ‪ ,16‬عرب اسهتداف نت‪B‬اجئ حمددة ‪ ,‬قابةل للقي‪B‬اس والتقيمي اعامتدا عىل مؤرشات واقعي‪B‬ة ‪ ,‬وحىت يمت إجناح‬
‫هذه املقاربة مت متكني املرشفني عن هذه الربامج من مساحة حرية ‪ ,‬تستتبع املسائةل واحملاسبة حاةل الاخالل إبحدى ض‪BB‬وابطها ‪ ,‬ذلكل‬
‫يمت تعيني مس‪BB‬ؤول عن لك برانمج و بلك قط‪BB‬اع وزاري أو مؤسس‪BB‬ة يعه‪BB‬د إلي‪BB‬ه أم‪BB‬ر حتدي‪BB‬د أه‪BB‬داف ومؤرشات القي‪BB‬اس املرتبط‪BB‬ة‬
‫‪17‬‬
‫ابلربانمج ‪ ,‬وتتبع تنفيذه‬

‫‪13‬‬
‫املادة ‪ 5‬قانون تنظميي لقوانني املالية ‪130.13‬‬
‫‪14‬‬
‫الفقرة الثانية من املادة ‪ 5‬قانون تنظميي ‪ "130.13‬هتدف هده الربجمة عىل اخلصوص إىل حتديد تطور مجموع موارد وتاكليف ادلوةل عىل مدى ثالث سنوات اعامتدا عىل فرضيات اقتصادية ومالية واقعية‪".‬‬
‫‪15‬‬
‫املادة ‪ 69‬من القانون التنظميي ‪130.13‬‬
‫‪16‬‬
‫املادة ‪ 39‬من القانون التنظميي ‪.130.13‬‬
‫‪17‬‬
‫املادة ‪ 5‬قانون تنظميي ‪. 130.13‬‬

‫‪6‬‬
‫خامتة‬

‫الربجمة املتعددة السنوات دشنت حقيقة لنوع من التصاحل بني العمليات املالية العمومي‪BB‬ة ‪ ,‬وادلور الاقتص‪BB‬ادي والاجامتعي اذلي‬
‫ميكن أن تلعبه سياسة املزيانية يف تنشيط الاقتصاد ‪ ,‬وضبط التوازانت الاقتصادية والاجامتعي‪BB‬ة واملالي‪BB‬ة ‪ ,‬وإ ذا اكن األم‪BB‬ر وكام سلف‬
‫ذكره يشلك ثورة يف املهنج وفلسفة التدبري املاليي العمويم ‪ ,‬فإن الهدف من لك هذه التجديدات ‪ ,‬اإلسهام احلقيقي يف بلورة سياس‪BB‬ات‬
‫معومي‪BB‬ة تستجيب ملتطلب‪BB‬ات احلاكم‪BB‬ة والت‪BB‬دبري العقالين للم‪BB‬وارد املالي‪BB‬ة العمومي‪BB‬ة ‪ ,‬ومتكني ص ‪B‬انعي الق‪BB‬رار املايل العم‪BB‬ويم من صياغة‬
‫فرضيات واقعية تتجاوب مع الظرفية الاقتصادية السائدة ‪ ,‬وفق برامج قابةل للتحيني السنوي ‪ ,‬وهذا من شأنه رد الاعتبار للسياس‪BB‬ة‬
‫املزيانياتية ابعتبارها أمه أدوات السياسة الاقتصادية الظرفية ‪ ,‬ال‪B‬يت ميكن من خالل حتس‪B‬ني أداءه‪B‬ا وض‪B‬ع املغ‪B‬رب يف املس‪B‬ار الصحيح‬
‫للتمنية ‪ ,‬ومواهجة الصدمات الاقتصادية ذات املنشأ ادلاخيل أو اخلاريج ‪ ,‬وكذا إحقاق العداةل الاجامتعية ‪.‬‬

‫قامئة املراجع‬
‫‪-Virginie blondio-mondolini " finances publiques et droit fondamentaux ;essai sur les relations entre les finances publiques et les droits‬‬
‫‪fondamentaux" . thèse de doctorat soutenu le 20 decembre 2014 universite aix-marseille .‬‬

‫‪-christelle ballandars-roset : les principes budgétaires et la biodiversité article paru dans ;revue juridique de l environement . 2008 .‬‬

‫‪- Edgard andreani " budget de programme et rationalité de la décision publique‬‬ ‫‪, "revue économique" volume 19 , numero 4 , 1968 .‬‬

‫‪traduction française jean delargentaye editions payot paris 1942 .‬‬ ‫‪"théorie générale de l emploi de l intérêt et de la monnaie " ,‬‬ ‫‪john maynard‬‬
‫‪-keynes‬‬

‫‪ -‬دستور املغرب ‪ ,‬ظهري رشيف رمق ‪ 1.1191‬صادر يف ‪ 27‬من شعبان ‪ 29(1432‬يوليو ‪.)2011‬‬

‫‪ -‬الق ‪B‬انون التنظميي املتعل‪BB‬ق بق‪BB‬وانني املالي‪BB‬ة ‪ ,‬ظهري رشيف رمق ‪ 1.15.62‬ص‪BB‬ادر يف ‪ 14‬شعبان املواف‪BB‬ق ‪ 2‬يوني‪BB‬و ‪ 2015‬بتنفي‪BB‬ذ الق ‪B‬انون التنظميي رمق ‪ 130.13‬لق ‪B‬انون املالي‪BB‬ة ‪ ,‬اجلري‪BB‬دة الرمسية رمق‬
‫‪. 6370‬اترخي ‪ 18‬يونيو ‪ . 2015‬رمق ‪. 2.15.426‬اجلريدة الرمسية عدد‪ 6378‬اترخي ‪ 16‬يوليو ‪.2015‬‬

‫‪ -‬ظهري رشيف رمق ‪.1.98‬صادر يف ‪ 7‬شعبان ‪ 26( 1419‬نومفرب ‪) 1998‬بتنفيذ القانون التنظميي رمق ‪ 7.98‬لقانون املالية ‪ .‬اجلريدة الرمية عدد ‪ 3(, 4644‬دمسرب ‪.) 1998‬‬

‫‪ -‬املرسوم املتعلق إبعداد وتنفيذ القانون التنظميي لقوانني املالية رمق ‪ 1.15.62‬صادر يف ‪ 14‬شعبان ‪ 1436‬املوافق ل ‪/15‬يوليو‪ 2015/‬اجلريدة الرمسية عدد ‪/18 , 6370‬يونيو‪. 2015/‬‬

‫‪ " -‬تقرير حول ادلين العمويم " وزارة الاقتصاد واملالية سنة ‪. 2019‬‬

‫‪7‬‬

You might also like