You are on page 1of 64

‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬

‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية‬


‫وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫استشرافية"‬ ‫"دراسة‬
‫إعداد‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫مدرس أصول التربية‬
‫كلية التربية – جامعة بنها‬
‫ملخص البحث‪:‬‬
‫أفرزت جائحة كورونا التي تعرض لها العالم بأسره الكثير من التداعيات االجتماعية‬
‫واالقتصادية السلبية التي أثرت على اقتصاديات جميع دول العالم لما فرضته من‬
‫إجراءات للعزل والحظر الكلي أو الجزئي والتي تتوقع الدراسات والتقارير امتداد آثار‬
‫تلك الجائحة إلى عدة سنوات حتى يتم التعافي منها‪ ،‬ولكن على الرغم من سلبيات تلك‬
‫الجائحة فكان هناك منحة من هذه المحنة؛ أال وهي لفت أنظار العالم إلى أهمية البحث‬
‫العلمي واالعتماد على تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وسرعت من استخدام الوسائل‬
‫التكنولوجية الحديثة ووسائل التواصل في التعليم والعمل عن بُعد لمواجهة هذه األزمة‪.‬‬
‫وكان لزا ًما على الجامعات المصرية بما أنها معقل للفكر والبحث العلمي أن تقود حركة‬
‫التطوير والتغيير وتواكب المستجدات العالمية من تعليم وتدريب عن بُعد وكذلك غرس‬
‫مهارات التعليم والعمل الرقمي لدى منتسبيها‪ ،‬استهدف البحث الحالي إلى تعزيز ريادة‬
‫األعمال الرقمية في الجامعات المصرية مواكبًة لما فرضته الجائحة من االعتماد على‬
‫التكنولوجيا الحديثة ووسائل االتصال والتواصل عبر اإلنترنت في التعليم والعمل‬
‫والتجارة وتغير النظرة إلى الصور التقليدية من التعليم والعمل‪ ،‬وتم استخدم المنهج‬
‫الوصفى التحليلي في وصف وتحليل األدبيات ذات الصلة بموضوع البحث‪ .‬وتوصل‬
‫البحث إلى ثالثة سيناريوهات مستقبلية كبدائل محتملة يمكن أن تتخذها الجامعات‬
‫ً‬
‫وصوال لتعزيز مقومات ريادة األعمال الرقمية‪.‬‬ ‫المصرية‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬ريادة األعمال الرقمية – الجامعات المصرية – جائحة كورونا –‬
‫دراسة استشرافية‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)423‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
"‫"دراسة استشرافية‬

The elements of digital entrepreneurship in


Egyptian universities and ways to enhance them
in light of the Corona pandemic
"a prospective study"
Abstract:
The Corona pandemic, to which the entire world was exposed, has
resulted in many negative social and economic repercussions that
have affected the economies of all countries of the world due to the
measures it imposed on isolation and total or partial bans. Studies
and reports expect the effects of that pandemic to extend for several
years until recovery from it, but despite The negatives of that
pandemic, there was a bonus from this ordeal; Namely, it drew the
world's attention to the importance of scientific research and
reliance on information and communication technology, and
accelerated the use of modern technological means and means of
communication in education and remote work to confront this crisis.
It was necessary for Egyptian universities, as they are a stronghold
of thought and scientific research, to lead the movement of
development and change and keep pace with global developments in
terms of distance education and training, as well as instilling
education and digital work skills among its members. On modern
technology and means of communication and communication via
the Internet in education, work and commerce, and changing the
perception of traditional forms of education and work. The research
found three future scenarios as possible alternatives that Egyptian
universities could take to enhance the elements of digital
entrepreneurship.
Keywords: digital entrepreneurship - Egyptian universities - Corona
pandemic - a forward-looking study

2022 )‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول‬ )424) ‫ جامعة عني مشس‬-‫جملة كلية الرتبية‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية‬
‫وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫استشرافية"‬ ‫"دراسة‬
‫إعداد‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫مدرس أصول التربية‬
‫كلية التربية – جامعة بنها‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫شهد العالم سلسلة من التغيرات والتحديات في جميع مجاالت الحياة‪ ،‬ومن أعظم‬
‫التحديات التي واجهت العالم والتي لم يسبق لها مثيل في العصر الحديث جائحة كورونا؛‬
‫والتي اجتاحت العالم بأسره‪ ،‬وكان لها عظيم اآلثر في شتى الميادين االقتصادية‬
‫والسياسية واالجتماعية والعلمية والتكنولوجية‪ ،‬وأدت إلى غلق تام للمدارس والجامعات‬
‫وتوقف العمل وعرقلة سير الحياة العامة‪ ،‬وتفاقمت حدة العديد من المشكالت االجتماعية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬وهي مشكالت ليست وليدة الظروف الراهنة ولكنها مشكالت مستمرة‬
‫وتبذل معظم دول العالم وخاصة الدول النامية الكثير من الجهود لحلها‪.‬‬
‫وتأتي في مقدمة هذه المشكالت‪ :‬مشكلة البطالة والتي تعتبر من أخطر وأهم‬
‫المشكالت المؤثرة والمعرقلة للنمو االقتصادي لمعظم الدول‪ ،‬وهي كذلك مشكلة اجتماعية‬
‫تؤثر على الفرد واألسرة والمجتمع "ويترتب عليها العديد من المشكالت ومنها على سبيل‬
‫المثال‪ :‬الفقر‪ ،‬واالنحراف‪ ،‬والعنف‪ ،‬وتدهور القيم"‪ ،‬وهي مشكلة سياسية حيث إن‬
‫االستقرار السياسي ألية دولة ال يأتي إال باالستقرار االجتماعي واالقتصادي‪.‬‬
‫ولذلك اتجهت أنظار العالم إلي االعتماد على التكنولوجيا الحديثة لمواجهة هذه‬
‫األزمة والتغلب على هذه المشكالت‪ ،‬وحدث تغير في شكل التعليم واالقتصاد؛ وظهر‬
‫التعليم الرقمي واالقتصاد الرقمي من خالل‪ :‬التعليم والتدريب األونالين‪ ،‬وعقد ندوات‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)425‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫ومؤتمرات عالمية ‪ -‬عبر العديد من التطبيقات لتسهيل التواصل في ظل ظروف جائحة‬
‫كورونا‪ -‬والبحث عن فرص عمل والتجارة والتسويق اإللكتروني‪.‬‬
‫وفي الوطن العربي وخاصة مصر وكنتيجة طبيعية لتزايد أعداد متخرجي الجامعات‬
‫مع ارتفاع نسبة البطالة إضافة ألزمة كورونا‪ ،‬كان لزا ًما على الجامعات باعتبارها معقل‬
‫الفكر وبيوت الخبرة واإلبداع أن تتحول من جامعات تقليدية إلى جامعات رقمية‪ ،‬وأن‬
‫تعيد النظر في فلسفتها وأهدافها وبرامجها التعليمية والتدريبية وطرائق تدريسها‪ ،‬وأن‬
‫توجه أنظار طالبها وتغرس فيهم ثقافة ريادة األعمال الرقمية والتدريب على‬
‫ضا إدراج مقرر لتعليم ريادة األعمال الرقمية‪.‬‬
‫المشروعات الريادية الرقمية وأي ً‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫في ظل تداعيات جائحة كورونا أصبح العمل عن بُعد هو المعيار لمعظم األعمال في‬
‫القطاعين العام والخاص‪ ،‬والتعليم من المنزل كوسيلة داعمة من خالل منصات رقمية‪،‬‬
‫تحافظ على تفاعل الطالب‪ ،‬والكثير من الشركات التي استبدلت أدوار موظفيها بشكل‬
‫كبير من خالل االستعانة بحلول وأدوات وخدمات رقمية‪ ،‬وكذلك اعتمد قطاع تجارة‬
‫الجملة والتجزئة والمطاعم على الطلبات الخارجية وخدمات التوصيل من خالل اإلنترنت‬
‫(مؤشر االقتصاد الرقمي العربي‪ )21 ،2020 ،‬من الضروريات الملحة‪ .‬وعليه فإن‬
‫الدول التى تمتلك األدوات الرقمية هي أكثر الدول نجا ًحا في التعامل مع أزمة كورونا‬
‫على العكس من الدول التى تفتقد هذه األدوات‪.‬‬
‫وبالتالي فعلى الرغم أن جائحة كورونا ت ُعد أزمة إال أنها فرصة أمام الشباب للبحث‬
‫عن أفكار مبدعة وابتكارية لمواكبة متطلبات سوق العمل اإللكتروني‪ .‬ومن المالحظ أن‬
‫هناك توج ًها استراتيجيًا من القيادات السياسية داخل جمهورية مصر العربية لمواكبة هذه‬
‫التغيرات الحادثة في ظل هذه األزمة والبحث عن الحلول والبدائل الممكنة من خالل‬
‫التحول الرقمي في شتى مناحي الحياة االجتماعية والتعليمية واالقتصادية والسياسية‪،‬‬
‫وأصبح التحول من ريادة األعمال التقليدية إلى الرقمية المخرج لمواجهة التطورات‬
‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)426‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫العالمية والمشكالت االقتصادية التي تعاني منها دول العالم أجمع‪ ،‬حيث تنظر دراسة‬
‫(زهاو وكولير) ‪ 2016( )Zhao & Collier,‬إلى ريادة األعمال الرقمية على أنها‬
‫الركيزة األساسية للنمو االقتصادي وإيجاد فرص العمل واالبتكار‪ ،‬ويتمتع رواد األعمال‬
‫بوضع فريد يسمح لهم باستغالل الفرص واعتماد أساليب وطرق إنتاجية حديثة وإعادة‬
‫تشكيل المنافسة باختراق أسواق جديدة‪.‬‬
‫ومن خالل الدراسات السابقة والتقارير التى تناولت بالدراسة والتحليل ريادة األعمال‬
‫التقليدية والمحاوالت التي بذلت لتأصيل ريادة األعمال بالتعليم الجامعي وغرس مهارات‬
‫وثقافة العمل الريادي؛ وجود الكثير من نواحي الخلل والقصور التي تضعف من جهود األخذ‬
‫بريادة األعمال في صورتها التقليدية؛ والتي تتطلب بنية تحتية مكلفة وأعباء لوجيستية ال‬
‫تتوافر لدى الجميع‪ ،‬حيث أوضح العديد من الدراسات (المسيل‪ ،‬وآخرون‪(،)2018 ،‬عبد‬
‫ربه‪( ،)2018 ،‬موسى‪( ،)2018 ،‬الرميدي‪( ،)2018 ،‬الدهشان‪ )2018 ،‬أن من أهم‬
‫المشكالت التى تواجه ريادة األعمال‪ :‬قلة الوعي بفكرة الريادة‪ ،‬وضعف التمويل‪ ،‬وقلة‬
‫الخبرات االستشارية‪ ،‬والبيروقراطية والتعقيدات اإلدارية والقانونية‪ ،‬وقصور الموارد والبنية‬
‫التحتية‪ ،‬وغياب التعليم الريادي ودعم ريادة األعمال داخل الجامعات‪.‬‬
‫وفي مؤشر التنافسية العالمي لعام ‪2019‬؛ حصلت مصر على المرتبة (‪ )95‬من‬
‫بين (‪ )141‬دولة في محور تعقد وتطور بيئة األعمال‪ ،‬وحصلت على المرتبة (‪ )61‬في‬
‫محور القدرة على االبتكار‪ ،‬وفي هذا المحور السابق تحسن فيه وضع مصر بشكل كبير‬
‫حيث ارتفعت مرتبتها إلى ‪ 61‬في عام ‪ 2019‬مقارنة بالمرتبة ‪ 120‬في عام ‪2013‬‬
‫(المنتدى االقتصادي العالمي‪ .)21 ،2020 ،‬وحسب تقرير (مؤشر االقتصاد العربي‪،‬‬
‫‪)15 ،2020‬؛ فإن مصر من الدول الواعدة رقميا ً ‪-‬وهي الدول التي قطعت شوطا ً ًفي‬
‫مسيرة التحول الرقمي‪ ،-‬ويمكن اعتبارها من الدول الجاذبة لالستثمار‪ ،‬وتتميز بامتالكها‬
‫بنية تحتية ومعرفية كافية لالنطالق نحو األمام ويمكنها خالل فترة متوسطة تتراوح بين‬
‫السنتين واألربعة االنتقال لمصاف الدول الرقمية القائدة بحال تبنت خطط جريئة وحاسمة‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)427‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫نحو استكمال خططها للتحول الرقمي‪ .‬وتحتاج تلك الدول ومن بينها مصر الستكمال‬
‫أعمال الربط الرقمي وتعميق استخدام الهوية الرقمية من خالل منصات حكومية لدعم‬
‫تقديم الخدمات لكافة المواطنين بالدقة والكفاءة المطلوبة‪ .‬كما لوحظ أن تلك الدول لم‬
‫تستكمل الشمولية الرقمية لكافة المواطنين ومازال العديد من األنشطة االقتصادية يجري‬
‫خارج المنظومة الرسمية وغير مشمولة ماليا ً ورقميا ً‪.‬‬
‫وفي ضوء ما سبق تتبلور مشكلة البحث في التساؤل الرئيس التالي‪:‬‬
‫كيف السبيل لتعزير مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية في ظل جائحة‬
‫كورونا؟‬
‫ويتفرع عن هذا التساؤل مجموعة من التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ما الفلسفة التي تقوم عليها ريادة األعمال الرقمية؟‬
‫‪ -2‬ما اآلثار المجتمعية لجائحة كورونا على المجتمع المصري؟‬
‫‪ -3‬ما طبيعة واقع ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية؟‬
‫‪ -4‬ما أهم السيناريوهات المستقبلية البديلة لتعزيز مقومات ريادة األعمال الرقمية‬
‫بالجامعات المصرية؟‬

‫أهداف البحث‪:‬‬
‫هدف البحث الحالي إلى تحقيق ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التعرف على الفلسفة التي تقوم عليها ريادة األعمال الرقمية ومقوماتها‪.‬‬
‫‪ -2‬رصد اآلثار المجتمعية لجائحة كورونا على المجتمع المصري‪.‬‬
‫‪ -3‬تشخيص واقع تطبيق ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية‪.‬‬
‫‪ -4‬وضع عدد من السيناريوهات البديلة لتعزيز مقومات ريادة األعمال الرقمية‬
‫بالجامعات المصرية‪.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)428‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تظهر أهمية البحث الحالي في مجموعة من النقاط لعل من أهمها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التوجه العالمي نحو استخدام الوسائل والتطبيقات التكنولوجية الحديثة في التعليم‬
‫والتدريب والعمل والتسوق في ظل جائحة كورونا‪.‬‬
‫‪ -2‬أهمية الدور الذي تؤديه ريادة األعمال الرقمية في حل بعض المشكالت المجتمعية‪.‬‬
‫‪ -3‬استجابة لحرص الدولة المصرية على تطوير الجامعات المصرية بما يتناسب مع‬
‫تحديات العصر الحديث وفي ضوء توجهاتها االستراتيجية‪.‬‬
‫‪ -4‬توعية المسئولين وصناع القرار داخل الجامعات بأهمية الدور الذي تؤديه ريادة‬
‫األعمال الرقمية في حل بعض مشكالت المجتمع المصري في ظل جائحة كورونا‪.‬‬

‫منهج البحث‪:‬‬
‫تقتضي طبيعة البحث استخدام المنهج الوصفى الذي يقوم بوصف ما هو كائن‬
‫وتفسيره وتحليل كافة أبعاده‪ ،‬ويستخدمه البحث عند وصف وتحليل األدبيات المختلفة‬
‫ذات الصلة بموضوع البحث من حيث مفهوم وأهمية ريادة األعمال الرقمية والفرق بينها‬
‫وبين ريادة األعمال التقليدية‪ ،‬ورصد واقع ومعوقات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات‬
‫المصرية‪.‬‬
‫كما يستخدم البحث أسلوب السيناريو؛ وذلك لوضع مجموعة من السيناريوهات البديلة‬
‫لتعزيز مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية‪.‬‬
‫مصطلح البحث‪ :‬من أهم مصطلحات المستخدمة في البحث‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫‪Digital Entreprenurialship‬‬ ‫ريادة األعمال الرقمية‪:‬‬
‫ينظر إلى ريادة األعمال الرقمية باختصار على أنها‪ :‬تأسيس مشروعات جديدة أو‬
‫تحويل مشروعات قائمة عن طريق استخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة ‪(European‬‬
‫)‪.Commission, 2013,2‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)429‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫وتعرف إجرائيا في البحث الحالي بأنها توفر مجموعة من المقومات في منظومة‬
‫التعليم الجامعي لغرس وتعزيز ريادة األعمال الرقمية لدى الشباب كمحاولة لمواكبة‬
‫ً‬
‫ومدخال لحل بعض المشكالت المجتمعية التي يعانى منها‬ ‫التغيرات العالمية الحادثة‬
‫المجتمع المصري في ظل جائحة كورونا‪.‬‬
‫محاور البحث‪:‬‬
‫يسير البحث وفقًا للمحاور البحثية التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬الفلسفة التي تقوم عليها ريادة األعمال الرقمية‪.‬‬
‫‪ -2‬اآلثار المجتمعية لجائحة كورونا على المجتمع المصري‪.‬‬
‫‪ -3‬طبيعة واقع ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية‪.‬‬
‫‪ -4‬وضع عدد من السيناريوهات البديلة لتعزيز مقومات ريادة األعمال الرقمية‬
‫بالجامعات المصرية‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬فلسفة ريادة األعمال الرقمية‪-:‬‬


‫في هذا المحور سيتم تناول مفهوم الريادة‪ ،‬وريادة األعمال‪ ،‬وريادة األعمال الرقمية‪،‬‬
‫والفرق بينهما‪ ،‬وفلسفة وأهداف وأهمية ريادة األعمال الرقمية‪ ،‬وخصائص رواد‬
‫األعمال‪ ،‬ومقومات ريادة األعمال الرقمية‪.‬‬
‫(‪ )1‬مفهوم الريادة‪ :‬ظهر مفهوم الريادة في فرنسا في منتصف القرن الثامن عشر بمفهوم‬
‫الريادي )‪ ،(Entrepreneur‬ويعرفه قاموس ويبستر )‪(Merriam, 2008, 417‬‬
‫بأنه "ذلك الشخص الذي ينظم ويدير ويتحمل مخاطر األعمال أو المشروع"‪.‬‬
‫ويتكون مفهموم الريادة (بن سعيد‪ )78 ،2014 ،‬من ثالثة أبعاد هي كالتالي‪ :‬االبتكارية؛‬
‫تمثل الحلول اإلبداعية غير المألوفة لحل المشكالت ‪ ،‬والتي تأخذ صيغًا تقنية‪.‬‬
‫والمخاطرة؛ تتضمن الرغبة في توفير موارد أساسية الستثمار فرصة مع تحمل‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)430‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫المسؤولية عن الفشل وكلفته‪ .‬واالستدامة؛ تتعلق بالتنفيذ مع األخذ في االعتبار أن تكون‬
‫الموارد مستدامة وذاتية‪.‬‬
‫”‪ :“Entrepreneurship‬يعرفها (الدهشان‪)11 ،2018 ،‬‬ ‫(‪ )2‬ريادة األعمال‬
‫بأنها " العملية التي يتم من خاللها القيام بإنشاء عمل جديد‪ ،‬أو تطوير منشأة معينة‬
‫من خالل توفير المصادر الالزمة‪ ،‬وتنظيم الموارد‪ ،‬ومراعاة أخذ المخاطر‬
‫والعواقب المتوقعة بالحسبان؛ للتمكن من الوصول نحو القمة‪ ،‬إذ تختلف األنشطة‬
‫المتعلقة بريادة األعمال حسب نوع المنشأة"‪.‬‬

‫ويمكن تعريفها بأنها التعرف على الفرص واغتنامها وتحويلها إلى سلع وخدمات‬
‫قابلة للتسويق‪ ،‬وإضافة قيمة لها من خالل استغالل الوقت والموادر وتحمل المخاطر‬
‫وتحقيق الربح‪ ،‬وباختصار فإن إيجاد أو إضافة قيمة جديدة من الخصائص المميزة لريادة‬
‫األعمال )‪(Reza, et. al, 2016, 99‬‬
‫(‪ )3‬ريادة األعمال الرقمية ”‪ :“ Digital Entrepreneurship‬تعرفها المفوضية‬
‫)‪ (European Commission, 2015, 5‬بأنها‪ " :‬الظاهرة‬ ‫األوروبية‬
‫المرتبطة بنشاط ريادة األعمال الرقمية‪ ،‬وتعرف نشاط ريادة األعمال الرقمية بالعمل‬
‫البشري الذي يتسم بالمغامرة ويسعى إلى توليد قيمة من خالل إيجاد أو توسيع النشاط‬
‫االقتصادي باستغالل المنتجات والعمليات واألسواق الجديدة القائمة على تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصاالت‪ ،‬وتنظر إلى رائد األعمال الرقمي بأنه الشخص الذي يسعى‬
‫إلى توليد القيمة من خالل إنشاء أو توسيع نطاق النشاط االقتصادي القائم عن طريق‬
‫استغالل المنتجات والعمليات واألسواق الجديدة القائمة على تكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصاالت"‪.‬‬

‫وبالتالي فإن ريادة األعمال الرقمية تتمثل في تحديد األفكار والفرص واالستفادة منها‬
‫وتحويلها إلى سلع وخدمات مفيدة‪ ،‬مع إضافة قيمة لها على المدى الطويل من خالل‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)431‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫االبتكار واالعتماد على وسائل االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات والتى تساعد على‬
‫الحصول على الربح المادي‪ ،‬مع مراعاة وجود المخاطرة‪.‬‬
‫(‪ )4‬الفرق بين ريادة األعمال التقليدية والرقمية‪ :‬ريادة األعمال الرقمية تندرج تحت‬
‫ريادة األعمال التقليدية وتنطوي على أساليب رقمية في أداء أنشطتها والقيام بأنشطة‬
‫تجارية رقمية مع تقديم سلع وخدمات رقمية‪ ،‬ويمكن تحويل األعمال والمشروعات‬
‫التقليدية إلى رقمية وذلك بهدف زيادة كثافة األعمال التجارية‪ ،‬ومن مزايا األعمال‬
‫الرقمية )‪ :(Vineela, 2018, 442‬تطوير وتوسيع أنشطة األعمال من خالل بدء‬
‫مشروعات جديدة والتواصل مع أكبر عدد من العمالء في وقت أقل‪ ،‬ومن‬
‫االختالفات الرئيسة بين األعمال التقليدية والرقمية نوع المنتج؛ أي السلعة والخدمة‬
‫المقدمة؛ فإذا كانت المشروعات تقدم منتجات رقمية فإنه يقال منتج رقمي‪ ،‬ومن‬
‫خالل الدراسات يالحظ استجابة العمالء بشكل كبير على هذه المنتجات والخدمات‪.‬‬
‫ويتمثل الفرق الثاني في مكان العمل؛ حيث عندما يتم رقمنة المنتجات والخدمات فسيتم تقليص‬
‫الحيز المادي لمكان العمل حيث سيصبح مكان العمل األساس هو الكمبيوتر‬
‫واالتصال بشبكة اإلنترنت وهذا سيؤدي إلى تقديم خدمة ومنتج بتكلفة أقل‪.‬‬
‫وعليه فإنه يمكن تحديد الفرق والمزايا بين ريادة األعمال التقليدية وريادة األعمال‬
‫الرقمية في النقاط التالية )‪: (Vineela, 2018, 442-443‬‬
‫الذي يستغرقه إنشاء موقع على اإلنترنت لبيع المنتجات أقل بكثير من‬
‫أ‪ -‬سهولة إنشاء مشروع‪ :‬حيث إن الوقت‬
‫مشروع التقليدي‪.‬‬
‫البحث عن مكان تأسيس‬
‫ب‪ -‬سهولة التصنيع والتخزين‪ :‬حيث إن المنتجات والسلع الرقمية ال تحتاج إلى‬
‫أدوات ومعدات مادية إلنتاجها وال تحتاج إلى مكان للتخزين‪ ،‬وبالتالي تتميز‬
‫بانخفاض تكلفة التصنيع والتخزين‪.‬‬
‫ج‪ -‬سهولة توزيع المنتج في األسواق الرقمية‪ :‬حيث يمكن توزيع المنتجات من‬
‫خالل شبكة اإلنترنت‬
‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)432‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫بسرعة كبيرة وبتكلفة زهيدة بين جميع دول العالم‪.‬‬
‫د‪ -‬مكان عمل رقمي‪ :‬وبما إن اإلنترنت يربط جميع أنحاء العالم فهذا يوفر فرصة‬
‫ممتازة لالستفادة من رواد األعمال الموهوبين والمتميزين من جميع أنحاء العالم‬
‫وتوظيفهم في شركات األعمال الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫ه‪ -‬منتج رقمي‪ :‬بصرف النظر عن مزايا التصنيع والتخزين والشحن؛ يوفر المنتج‬
‫الرقمي المزيد من الفوائد لرواد األعمال حيث من الممكن تكييف المنتج الرقمي‬
‫مع أية تغييرات ابتكارية دون حدوث إعاقة لعملية تصنيع السلع وتسويقها‪.‬‬
‫و‪ -‬خدمة رقمية‪ :‬تتزايد أهمية الخدمات في العالم الرقمي بصورة كبيرة؛ حيث أنها‬
‫ضرورية لكل عميل ولجني المزيد من األرباح عندما تتوفر خدمة ممتازة بتكلفة‬
‫عا إيجابيًا عند العمالء ويحقق‬
‫أقل من قيمتها بالنسبة للعميل‪ ،‬مما يترك إنطبا ً‬
‫أرباحا كبيرة ألصحاب المشروعات‪.‬‬
‫(‪ )5‬فلسفة وأهداف ريادة األعمال الرقمية‪:‬‬
‫ترتكز ريادة األعمال بصفة عامة على فلسفة مفاداها‪ :‬كيفية استغالل الفرص‬
‫المتاحة وتحويلها إلى أعمال ذات قيمة لآلخرين‪ ،‬ويمكن أن تكون هذه القيمة‬
‫مادية أو ثقافية أو اجتماعية‪ ،‬وذلك من خالل االبتكار واإلبداع وتحمل المخاطر‪.‬‬
‫وبالتالي تقوم فلسفة ريادة األعمال الرقمية على استغالل الفرص المتاحة من‬
‫التقدم التكنولوجي‪ ،‬وتوجه الدولة نحو التحول الرقمي في شتى مناحي الحياة‪،‬‬
‫واعتماد األغلبية على التعامالت الرقمية والتسوق اإللكتروني وخاصة في ظل‬
‫جائحة كورونا‪.‬‬
‫ويمكن تحديد أهداف ريادة األعمال الرقمية في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬اإلسهام في التنمية االقتصادية للمجتمع‪ ،‬وزيادة الناتج القومي‪.‬‬
‫‪ ‬الحد من مشكلة البطالة‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير المنتجات والخدمات‪.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)433‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫‪ ‬استحداث وظائف جديدة معتمدة على التطور الرقمي‪.‬‬
‫‪ ‬فتح أسواق إلكترونية جديدة‪.‬‬
‫‪ ‬توفير الربح المادي‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق ميزة تنافسية‪.‬‬
‫‪‬‬
‫استخدام أحدث األساليب التكنولوجية لتوفير الوقت والتكلفة والجهد‪.‬‬
‫(‪ )6‬أهمية ريادة األعمال الرقمية‪:‬‬
‫كبيرا‬
‫ً‬ ‫ريادة األعمال بصفة عامة وبفضل بُعدها االبتكاري؛ يمكنها تقديم إسها ًما‬
‫في سبيل التحول الهيكلي بطرق شتى‪ً ،‬‬
‫أوال‪ :‬آلية مهمة لنقل موارد اإلنتاج من األنشطة‬
‫االقتصادية ذات القيمة المضافة واإلنتاجية الضعيفة إلى األنشطة ذات القيمة المضافة‬
‫واإلنتاجية العالية‪ ،‬سواء في الزراعة أوالصناعة أو التجارة‪ .‬ثانيًا‪ :‬تحفيز االستثمار‬
‫دورا أساسيًا في النمو‬
‫ً‬ ‫واإلسهام في بناء اقتصاد قائم على المعرفة‪ ،‬وهو ما يؤدي‬
‫االقتصادي؛ وذلك بالتحفيز على إيجاد فرص عمل وتحسين المهارات والتشجيع على‬
‫االبتكار التكنولوجي وزيادة اإلنتاجية عن طريق تشجيع المنافسة ( األمم المتحدة‪،‬‬
‫‪.)3 ،2018‬‬
‫ولريادة األعمال دور هام في دعم التنمية بالمجتمع؛ ويتمثل ذلك الدور في‪ :‬إنشاء‬
‫أسواق جديدة واكتشاف مصادر جديدة للموارد وتحريك الموارد الرأسمالية وتقديم‬
‫تكنولوجيا جديدة وإيجاد فرص عمل جديدة (عبد ربه‪.)339-338 ،2018 ،‬‬
‫وأوضحت دراسة "توروك" )‪ (Turuk, 2018‬أن ريادة األعمال الرقمية تلعب‬
‫دورا ها ًما في النمو االقتصادي ورفع مستوى معيشة المجتمع المحلي‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫بذل جهد كبير في تسيير أعمالهم واالستفادة من مواردهم المحلية وتوفير فرص عمل‬
‫ألنفسهم وللسكان المحليين‪ ،‬وتؤدي زيادة نشاطهم التجاري واستثماراتهم في المناطق‬
‫األقل نموا اقتصاديًا إلى تحسين في البنية األساسية لمجتمعهم المحلي مثل‪ :‬تحسين‬
‫الطرق‪ ،‬وإمدادات المياه‪ ،‬والكهرباء وغيرها من المرافق التي ما كانت لتتوفر لوال ذلك‪.‬‬
‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)434‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫وكما أكدت دراسة "زهاو وكولير" (‪ (Zhao & Collier, 2016‬أن مؤسسات‬
‫األعمال الصغيرة والمتوسطة في أستراليا والتي تعتمد على استخدام التكنولوجيا الحديثة‬
‫ووسائل االتصال وتوفر المزيد من فرص العمل توفر كذلك إيرادات مادية أكبر من‬
‫المشروعات التي تستخدم تكنولوجيا أقل‪ ،‬وبين عامي (‪ )2010،2012‬زاد عدد‬
‫المشروعات الرائدة في استخدام التكنولوجيا الحديثة ووفرت وظائف ضعف عدد‬
‫الوظائف في المؤسسات األقل استخدا ًما للتكنولوجيا‪ ،‬ومن خالل نتائج إجراء دراسة عن‬
‫برنامج إنتاج الطاقة في استراليا تبين "أن األعمال التجارية الصغيرة يمكن أن توفر‬
‫إيرادات إضافية قدرها ‪ 49.2‬بليون دوالر في السنوات العشر المقبلة من خالل تحسين‬
‫استخدام التكنولوجيا الرقمية"‪ ،‬مما يدل على أهمية ريادة األعمال الرقمية بالنسبة‬
‫لالقتصاد االسترالي لتحقيق رؤية أستراليا في أن تصبح اقتصادًا رقميًا رائدًا عالميًا‬
‫بحلول عام ‪.2020‬‬
‫ويمكن تحديد أهمية ريادة األعمال الرقمية في النقاط التالية‪:(Vineela, 2018, 446) :‬‬
‫أ‪ -‬جذب أكبر عدد من العمالء أو المستهلكين‪ :‬وهذا يرجع إلى سهولة االتصال‬
‫بين البائع والمستهلك عبر اإلنترنت وخاصة في هذا الوقت الراهن في ظل‬
‫جائحة كورونا‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحفاظ على المنافسة‪ :‬ذلك أنه من خالل التسويق اإللكتروني يمكن لمؤسسات‬
‫األعمال الحصول على مزيد من العمالء والقوة الكافية لمواجهة تحديات‬
‫المنافسة في السوق وتنمية أعمالهم‪.‬‬
‫ج‪ -‬تعظيم قيمة الموقع اإللكتروني‪ :‬حيث إن التصميم الجيد لموقع األعمال التجارية‬
‫يجعله منصة هامة لجذب مزيد من العمالء وتحقيق هدف رائد األعمال من‬
‫مبيعات عالية‪.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)435‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫د‪ -‬انخفاض التكاليف‪ :‬من مزايا التكنولوجيا الرقمية أنها في متناول اليد وتكاليفها‬
‫منخفضة وتتباين التكلفة على حسب االستراتيجية المستخدمة في التسويق‪،‬‬
‫وبالتالي يمكن تخفيض التكلفة من خالل استخدام التقنيات الرقمية‪.‬‬
‫ه‪ -‬تغذية راجعة فورية‪ :‬من المزايا الهامة لريادة األعمال الرقمية؛ حصول‬
‫المسثمر على ردود فعل على الفور من العميل وبالتالي يمكن تعديل المنتج إذا‬
‫لزم األمر إرضا ًء للعمالء‪.‬‬
‫(‪ )7‬سمات رائد األعمال‪ :‬يتصف رائد األعمال بجملة من السمات كما يحددها بعض‬
‫الدراسات (عبد هللا‪ ،‬والنتشه‪ ( ،)12 ،2014 ،‬بونوه‪ ،‬وخلوط‪ )65 ،2011 ،‬وهي‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستقاللية والقدرة على التحكم الذاتي‪.‬‬
‫ب‪ -‬المثابرة واالجتهاد والعمل المتواصل الدوؤب‪.‬‬
‫ج‪ -‬تحمل المخاطر‪.‬‬
‫د‪ -‬السعي لتحقيق أهداف فيها قدر كبير من التحدي واالستفادة من التغذية الراجعة‬
‫ألدائهم المتميز‪.‬‬
‫ه‪ -‬المرونة في التفكير والعمل وعدم الخوف من الفشل‪.‬‬
‫و‪ -‬القدرة على التنظيم وبناء عالقات‪.‬‬
‫ز‪ -‬القدرة على إدارة األعمال التكنولوجية‪.‬‬
‫ح‪ -‬القدرة على اإلبداع‪.‬‬
‫ط‪ -‬يتمتع برؤية قيادية‪.‬‬

‫وبالتالي فإن رواد األعمال يمتلكون الكثير من الصفات التي تميزهم عن غيرهم‪ ،‬فهم‬
‫يحولون المشكالت إلى فرص‪ ،‬ثم يتخذوا الخطوات الالزمة القتراح حلول لتلك‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)436‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫المشكالت‪ ،‬وتعبر ريادة األعمال عن نمط من أنماط السلوك المرتبط باستثمار الفرص‬
‫المتاحة أكثر من ارتباطه باستخدام الموارد المتاحة‪.‬‬
‫(‪ )8‬مقومات ريادة األعمال الرقمية‪:‬‬
‫حددت المفوضية األوروبية‪ (European Commission, 2013,3‬خمس ركائز‬
‫أو مقومات أساسية تقوم عليها ريادة األعمال الرقمية ويمكن توضيحها بالشكل التالي‪:‬‬

‫شكل ‪1‬‬
‫يوضح مقومات ريادة األعمال الرقمية‬

‫المصدر‪ :‬من تصميم الباحثة‬


‫ويمكن تناول كل عنصر مما سبق بشيء من التفصيل كما يلي ‪(Turuk, 2018,‬‬
‫)‪:(Vineela, 2018, 444-445) ،184‬‬
‫أ‪ -‬قاعدة معلومات رقمية وسوق تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ :‬وهي قاعدة‬
‫تستخدم في تخزين البيانات أو المعلومات المعقدة التي تستخدمها أنظمة الكمبيوتر‪،‬‬
‫وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت هي من أهم التقنيات المسؤولة واألداة الرئيسة‬
‫في عملية تنظيم األعمال والمشروعات الرقمية ومن خاللها يتم نقل المعلومات عن‬
‫الصناعات والشركات إلكترونيًا‪ .‬ويمكن دعم االبتكارات اإللكترونية وكذلك التجارة‬
‫اإللكترونية وتأسيس أعمال جديدة أو تعزيز وتطوير القائمة منها والتي تتبنى الجانب‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)437‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫الرقمي من خالل القطاع العام والخاص‪ ،‬وفي هذا المجال يقوم قطاع تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصاالت كمحرك لنشر وتسويق المنتجات واألفكار المبتكرة‪.‬‬
‫ب‪ -‬بيئة األعمال الرقمية‪ :‬وهي عبارة عن مكان افتراضي يستخدم فيه واحد أو أكثر‬
‫من أنظمة الكمبيوتر لرصد وحفظ معلومات األعمال وكافة التفاصيل عن تفاعل‬
‫األفراد ويمكن أن يتم ذلك من خالل شبكات التواصل االجتماعي التي تتكون من‬
‫خادم مركزي (سيرفر) واحد لمشاركة المعلومات والبيانات لكل عميل‪ .‬ويمكن‬
‫تعزيز بيئة األعمال الرقمية وتحسين سهولة ممارسة األعمال من خالل توفير بيئة‬
‫تنظيمية داعمة تسهل دخول عالم التسويق من عرض وطلب للمنتج اعتمادًا على‬
‫التكنولوجيا الرقمية وتطور تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪.‬‬
‫ج‪ -‬التمويل‪ :‬يعتبر الحصول على التمويل مقوم أساس لكل مشروع تجاري للقيام‬
‫بأنشطة وأعمال بشكل فعال‪ ،‬ويُعرف على أنه قدرة الفرد أو المؤسسة على الحصول‬
‫على خدمات مالية من إئتمان وإيداع ودفع وتأمين وغير ذلك‪ ،‬ويعتمد نوع التمويل‬
‫على نوع األعمال ومنتجاته وخدماته‪ ،‬وعليه فإن إدارة التمويل في غاية األهمية لكل‬
‫صاحب مشروع للحد من المخاطر المالية مع توفر العديد من مصادر التمويل‬
‫الرسمية وغير الرسمية‪ ،‬ومن األهمية البحث عن أشكال ابتكارية لزيادة االستثمارات‬
‫الرقمية‪.‬‬
‫د‪ -‬المهارات الرقمية والقيادة اإللكترونية‪ :‬هناك العديد من المهارات البد أن يمتلكها أي‬
‫شخص حتى يصبح رائد أعمال‪ ،‬من بينها المهارات الرقمية؛ ويقصد بها مهارات‬
‫الفرد المرتبطة باستخدام التقنيات الرقمية‪ ،‬أما القيادة اإللكترونية يقصد بها العملية‬
‫التي من خاللها يتم التأثير على األفراد من أجل تغيير اتجاهاتهم وسلوكهم وطريقة‬
‫أدائهم من أجل تحقيق أهدافهم بفعالية‪ ،‬ويمكن ذلك من خالل التعلم والتدريب‬
‫اإللكتروني واستغالل الفرص المتاحة من تطور تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪،‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)438‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫بحيث يتمتع األفراد بالمهارات والمعارف الالزمة لتحسين كفاءة األعمال التجارية‬
‫ووضع نماذج جديدة رقمية‪.‬‬
‫ه‪ -‬ثقافة ريادة األعمال‪ :‬ويقصد بها أنها بيئة تؤثر في األفراد وتدفعهم للحصول على‬
‫الدعم ألفكارهم ومنتجاتهم االبتكارية لتحمل المخاطر‪ ،‬وفي مجال ريادة األعمال‬
‫الرقمية ينظر إليها على أنها برنامج أو مكان يتم فيه تشجيع الرواد على التعبير عن‬
‫أفكارهم ومنتجاتهم المبتكرة‪ ،‬ويعتمد دعم ثقافة ريادة األعمال الرقمية على نشر ثقافة‬
‫ريادة األعمال في المجتمع والـتأكيد على دور الرواد الفعال فيه‪.‬‬

‫وهناك مقومات أخرى ال غنى عنها للتحول إلى ريادة األعمال الرقمية‪ ،‬وهي( ‪Reza,‬‬
‫‪)et. al, 2016, 102‬‬
‫دورا ها ًما في تسهيل وتعزيز‬
‫(‪ )8‬البنية التحتية الرقمية‪ :‬تؤدي البنية التحتية الرقمية ً‬
‫ريادة األعمال؛ وتشمل شبكة اإلنترنت‪ ،‬وتوافر عوامل الحماية واألمان اإللكتروني‬
‫والحاسبات الشخصية وخطوط الهاتف‪.‬‬
‫(‪ )9‬الدعم الحكومي‪ :‬ويتمثل الدعم الحكومي في دورين أساسين لتحسين وتيسير أنشطة‬
‫األعمال التجارية‪ ،‬وهما‪ً :‬‬
‫أوال؛ توفير بنية تحتية رقمية قوية وسياسات داعمة( مثل‬
‫الضرائب المخفضة)‪ ،‬ثانيًا‪ :‬يمكن للحكومة أن تساعد في تطوير األعمال الرقمية‬
‫من خالل‪ :‬إنشاء مؤسسات أعمال تجارية رقمية‪ ،‬زيادة االستثمار في مجال البنية‬
‫التحتية لتكنولوجبا المعلومات واالتصاالت‪ ،‬تعزيز استخدام تطبيق التجارة الرقمية‬
‫للتاثير في األسواق العالمية‪ ،‬زيادة القدرة على تحسين االبتكار وتنظيم األعمال‬
‫والمشروعات التجارية‪.‬‬
‫(‪ )10‬دور الجامعات‪ :‬للجامعات دور مؤثر وفعال في تعليم ريادة األعمال‪ ،‬وتعتبر‬
‫المراكز الجامعية عنصر أساس لالبتكار إذ تعمل كجسر يربط المعرفة‬
‫دور مه ًما في بناء‬
‫ً‬ ‫والتكنولوجيا بالتنمية االقتصادية‪ ،‬وأيضا كما تؤدي الجامعات‬
‫رواد األعمال‪.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)439‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫المحور الثاني‪ :‬اآلثار المجتمعية لجائحة كورونا على المجتمع المصري‪:‬‬
‫نتج عن ظهور وباء كورونا العديد من األزمات التي لم يسبق لها مثيل‪ ،‬ألنها‬
‫اجتاحت العالم بأسره وتعدى تأثيرها الجانب الصحي إلى مجموعة من التأثيرات في‬
‫شتى مناحي الحياة وخاصة الجانب االقتصادي واالجتماعي؛ حيث شهد العالم أزمة‬
‫اقتصادية كبيرة أشد من أزمة الكساد الكبير عام ‪ ،1929‬وأشد من األزمة المالية العالمية‬
‫التي انفجرت عام ‪ 2008‬والتي قيل عنها إنها ال تحدث إال كل مائة عام‪ .‬لقد نتج عن‬
‫انتشار فيروس كورونا انكماش غير مسبوق لالقتصاد العالمي في التاريخ الحديث حيث‬
‫تراجع الناتج المحلي اإلجمالي العالمي عام ‪ 2020‬بنسبة ‪ %3.5‬وفق تقديرات صندوق‬
‫النقد الدولي‪ ،‬فيما وصلت خسائر الوظائف في جميع أنحاء العالم حوالي ‪ 255‬مليون‬
‫ضا بنسبة ‪ %8.8‬في ساعات العمل العالمية مقارنة بالمستويات‬
‫وظيفة بما يمثل انخفا ً‬
‫المسجلة بنهاية عام ‪ 2019‬استنادًا إلى تقديرات منظمة العمل الدولية (أمين‪،2020 ،‬‬
‫ضا إلى هبوط أسواق المال العالمية‪،‬‬
‫‪ .)1‬كما برزت تداعيات فيروس كورونا المستجد أي ً‬
‫ً‬
‫فضال عن التأثر السلبي لعدد كبير من القطاعات مثل‪ :‬السياحة والطيران والخدمات‬
‫الترفيهية‪ ،‬إضافة إلى ارتفاع معدالت البطالة األمر الذي أدى إلى تبني الدول مجموعة‬
‫من الحزم التحفيزية االقتصادية لمحاولة مواجهة اآلثار السلبية سواء من الناحية‬
‫االقتصادية أو االجتماعية التي أحدثها تفشي هذا الفيروس(األمم المتحدة‪.)1 ،2018 ،‬‬
‫وتمتد اآلثار االقتصادية لجائحة كورونا كذلك إلى الحياة االجتماعية فيظهر ذلك‬
‫جليًا في تضرر العمالة المؤقتة وغير المؤمن عليها‪ ،‬وتسريح الموظفين أو االقتطاع من‬
‫رواتبهم‪ ،‬األمر الذي يضع عبئًا إضافيًا عليهم وعلى حكومات الدول لتوفير منح‬
‫وإعانات لمساعدتهم في توفير قوت يومهم‪ ،‬إضافة إلى حالة الخوف والهلع التي عاشها‬
‫أفراد المجتمع في بداية الجائحة بما كان واض ًحا في اإلقبال الشديد على شراء وتخزين‬
‫السلع الغذائية والدوائية والمطهرات‪.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)440‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫ويعتبر تواصل جائحة كورونا في مختلف بلدان العالم عامة والعالم العربي ومصر‬
‫خاصة بمثابة تواصل الآثار االجتماعية واالقتصادية السلبية بسبب فرض إجراءات‬
‫العزل والحظر الكلي أو الجزئي مما يُعد عائقًا أمام تحقيق العديد من األهداف‪.‬‬
‫وفيما يلي عرض لبعض اآلثار االقتصادية واالجتماعية السلبية وكذلك اآلثار اإليجابية‬
‫لهذه الجائحة التي فرضتها أزمة كورونا على المجتمع العربي عا ًمة والمصري خاصة‪:‬‬
‫ا‬
‫أوال‪ :‬اآلثار االقتصادية لجائحة كورونا‪:‬‬
‫أضرارا عديدة‬
‫ً‬ ‫أثرت أزمة كورونا على مختلف القطاعات االقتصادية حيث سببت‬
‫على اقتصاد الدول في العالم بأسره وخاصة الوطن العربي ومصر‪ ،‬أوضحت دراسة‬
‫"نيكوال وآخرون" )‪ (Nicola, et. al, 2020, 185-193‬أن جائحة كورونا قد نتج‬
‫عنها العديد من اآلثار االقتصادية السلبية التى عانى منها العالم أجمع في جميع‬
‫القطاعات إلى جانب فقدان العديد من الوظائف وارتفاع معدل البطالة‪ ،‬وزيادة الحاجة‬
‫إلى شراء المستلزمات واألجهزة الطبية‪ ،‬واإلقبال الشديد لشراء وتخزين السلع‬
‫والمنتجات الغذائية مما كان له كبير اآلثر على قطاع صناعات األغذية‪ .‬كما أوضحت‬
‫دراسة (النامي‪ ،‬وكريم‪ )2020 ،‬أن وباء كورونا قد أدى إلى توقيف التشغيل وتضرر‬
‫جميع القطاعات االقتصادية وخاصة السياحة في المغرب‪ ،‬وأما دراسة (بخش‪)2020 ،‬‬
‫فقد أوضحت أن تأثير الجائحة على القطاعات االقتصادية على المستوى الدولى قد تجلى‬
‫في المظاهر التالية‪ :‬بالنسبة لقطاع الطيران والسفر والسياحة؛ خسائر مالية على مستوى‬
‫العالم نتيجة فرض قيود السفر‪ ،‬واالنخفاض المفاجىء في أعداد الرحالت والمسافرين‪،‬‬
‫وتوقف النشاط االقتصادي للشركات العاملة في مجاالت السفر وخدماته‪ ،‬وفي قطاع‬
‫خدمات الفنادق والضيافة؛ حدث انخفاض في أعداد الحجوزات‪ ،‬وانخفاض في مستويات‬
‫األسعار‪ ،‬وخسائر مالية وارتفاع تكاليف التشغيل والتكلفة االقتصادية في هذا القطاع‪،‬‬
‫وفي قطاع التصدير؛ حدث انخفاض في صادرات الصناعات التحويلية على المستوى‬
‫الوطني والدولي وانخفاض األسعار والركود االقتصادي‪ ،‬وأما قطاع الخدمات اللوجستيه‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)441‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫والشحن الدولي فقد حدث توقف هذا القطاع وتوقف الشحن الدولي وانخفاض في حركة‬
‫التجارة الدولية والعالمية‪.‬‬
‫وقد استهدفت دراسة (عبود‪ ،‬والمليجي‪ )2020 ،‬تبين اآلثار السلبية لجائحة‬
‫كورونا على االقتصاد المصري حيث توصلت إلى أن أزمة كورونا تفوقت في شدتها‬
‫عن أية أزمة سابقة مرت على مصر والعالم‪ ،‬وكان من أهم هذه اآلثار الدخول في ركود‬
‫اقتصادي عالمي وما يتبع ذلك من تراجع في معدل النمو االقتصادي العالمي ومنها‬
‫االقتصاد المصري‪ ،‬كما أثرت األزمة سلبًا على قطاعات االقتصاد المصري‪ ،‬ولمواجهة‬
‫الجائحة قامت الدولة باتباع سياسات للحد من تراجع النمو وتحفيز النشاط االقتصادي‬
‫وحماية العمالة غير المنتظمة‪.‬‬
‫وأما عن اآلثار االقتصادية ألزمة كورونا على االقتصاد المصري وقطاعاته فقد‬
‫أوضحت دراسة صادرة عن وزارة التخطيط والتنمية االقتصادية ‪(Breisinger, et.‬‬
‫)‪ al , 2020‬أن القطاعات التي تأثرت بهذه األزمة‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬قطاع الصناعة‪-:‬‬
‫أ‪ -‬صناعة األغذية‪ :‬تعتبر صناعات األغذية المصدر األساس للمنتجات االستهالكية في‬
‫ً‬
‫إقباال‬ ‫مصر المعتمدة بشكل رئيس على اإلنتاج الزراعي المحلي‪ ،‬وشهد هذا القطاع‬
‫شديدًا على االستهالك في شهر مايو ‪ 2020‬حيث تزامن شهر رمضان وأزمة‬
‫كورونا وما فرضته من حجر منزلي وحظر تجوال‪ ،‬ولذلك توقع التقرير زيادة في‬
‫األسعار بنسبة ‪ % 10‬كنتيجة لهذه األزمة‪.‬‬
‫ونظرا لالنخفاض الكبير في الطلب‬
‫ً‬ ‫ب‪ -‬صناعة المنسوجات والمالبس‪ :‬في ظل األزمة‬
‫المحلي واألجنبي‪ ،‬توقفت العديد من المصانع عن اإلنتاج؛ حيث أن حوالي ‪ %44‬من‬
‫إجمالي صادرات هذا القطاع قد تراجع نتيجة لتراجع الطلب العالمي‪ ،‬ويعتمد هذا‬
‫القطاع على استيراد المواد الخام من الهند والصين حيث تمثل واردات هذين البلدين‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)442‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫لمصر حوالي ‪ %50‬من إجمالي واردات المنسوجات وخيوط الغزل‪ ،‬وتوقع التقرير‬
‫ضا بنسبة ‪ %30‬من الكفاءة اإلنتاجية لهذا القطاع مع استمرار أزمة كورونا‪.‬‬
‫إنخفا ً‬

‫ج‪ -‬صناعة األدوية والمواد الكيميائية‪ :‬أدت هذه األزمة الصحية بطبيعة الحال‬
‫إلى ارتفاع الطلب على اإلمدادات الطبية والمطهرات والمنتجات ذات الصلة من‬
‫الصناعات الكيميائية‪ ،‬وافترض التقرير مع استمرار األزمة زيادة اإلقبال على هذه‬
‫المنتجات بنسبة ‪.%30‬‬
‫ضا‬
‫د‪ -‬السلع المعمرة واالستهالكية (مثل؛ المعادن واآلالت)‪ :‬شهد هذا القطاع انخفا ً‬
‫كبيرا في إنتاج هذه السلع وذلك بسبب انخفاض الطلب ومعرقالت االستيراد‪،‬‬
‫ً‬
‫وافترض التقرير في حالة استمرار األزمة استمرار انخفاض التصنيع في هذا القطاع‬
‫بنسبة ‪.%20‬‬
‫ه‪ -‬قطاع التشييد والبناء‪ :‬يعد هذا القطاع من القطاعات المهمة لتوفير فرص العمل‪،‬‬
‫وفي فترة األزمة مع عمل مسح لسوق العقارات لكبرى الشركات العقارية في مصر‬
‫ظهر تراجع كبير في الطلب على الشراء والبناء ومع االستمرار في حدة األزمة‬
‫س ِج َل تراجع مع بداية‬
‫سيستمر معدل الهبوط في سوق العقارات المصري؛ حيث ُ‬
‫األزمة في عام ‪ 2020‬بنسبة ‪ %20‬ليصل إلى ‪ %50‬في شهر أبريل لنفس العام‬
‫ومع استمرار األزمة ستستمر تلك الموجه من الركود (األمانة العامة التحاد الغرف‬
‫العربية‪.)14 ،2020 ،‬‬
‫‪ -2‬قطاع الخدمات‪-:‬‬
‫أ‪ -‬تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ :‬أدى العمل من المنزل والتعليم عبر‬
‫اإلنترنت والتسوق اإللكتروني إلى ارتفاع كبير في استخدام اإلنترنت وغيره من‬
‫الخدمات ذات الصلة بقطاع المعلومات واالتصاالت؛ حيث أعلن وزير‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت أن استهالك اإلنترنت زاد بنحو ‪ %50‬في‬
‫ظل هذه األزمة‪.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)443‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫ولكن على الرغم من الضغط الواقع على هذا القطاع ال أحد ينكر الدور المحوري له‬
‫في ظل هذه األزمة؛ حيث اتضح دوره جليًا أثناء فترة حظر التجول التي فرضها العديد‬
‫من الدول على مواطنيها‪ ،‬فاتجهت المؤسسات والشركات لتطبيق العمل من المنزل‪،‬‬
‫وتحولت المدارس والجامعات إلى منصات للتعليم والتواصل مع الطالب‪ ،‬واتجه األفراد‬
‫إلى الشراء عبر اإلنترنت‪ ،‬ويُعد هذا القطاع من القطاعات التي استفادت من أزمة‬
‫كورونا بل ينطوي على فرص مستقبلية واعدة لمستخدميه‪ ،‬ويمكن تلخيص هذه الفرص‬
‫الواعدة فيما يلي (األمانة العامة التحاد الغرف العربية‪:)13 ،2020 ،‬‬
‫‪ -1‬العمل والتعلم عن بُعد‪ :‬يتميز العمل عن بُعد بزيادة اإلنتاجية واالبتكار‪ ،‬والتقليل‬
‫الملحوظ للتكاليف الثابتة المرتبطة بمكان العمل‪ ،‬وكذلك تقليل اآلثار السلبية لحركة‬
‫تنقل الموظفين المتمثلة في العبء الواقع على شبكات ووسائل النقل‪ ،‬بجانب األثر‬
‫البيئي الذي تسببه انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون‪ .‬هذا‪ ،‬هذا وقد لجأت بعض‬
‫المؤسسات ‪-‬كمحاولة للمحافظة على مستوى إنتاجيتها في ظل الظروف الراهنة‪ -‬إلى‬
‫تطبيق نظام العمل عن بُعد وتحديدا ً في قطاعات التجزئة وخدمة العمالء والدعم الفني‪.‬‬
‫وفيما يخص التعليم عن بعد‪ ،‬فقد لجأ أغلب المؤسسات التعليمية ومنها الجامعات‬
‫لتسيير العملية التعليمية خالل اإلنترنت‪ ،‬إذ تم االعتماد على تطبيقات تعزز‬
‫التواصل الفعال بين الطالب والمحاضرين‪ ،‬بحيث أصبح ممكنًا أن يتخذ التعليم في‬
‫المستقبل ذلك الشكل لالعتماد الكلي على المنصات اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -2‬التجارة اإللكترونية‪ :‬أظهرت البيانات السنوية لعمليات التجارة اإللكترونية‬
‫عا بنسبة ‪ % 52‬في معدل النمو األسبوعي‬
‫المرتبطة بقطاع التجزئة أن ثمة ارتفا ً‬
‫لإليرادات وزيادة بنسبة ‪ ٪ 8.8‬في عدد زوار المواقع الذين يقومون بعمليات‬
‫ً‬
‫مركزا ها ًما في العالم بعد‬ ‫الشراء من خالله‪ .‬ويمكن التنبؤ بأن هذا القطاع سيحتل‬
‫األزمة‪ ،‬والعالم العربي ليس بمعزل عن ذلك‪ ،‬فقد أصبح لزا ًما عليه االتجاه إلى‬
‫التحول الرقمي في قطاعات االقتصاد وعلى رأسها التجارة‪ ،‬على أن يكون هذا‬
‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)444‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫التحول ركيزة أساسية في التوجهات االقتصادية والتنموية‪ .‬حيث يتوقع أن تؤدي‬
‫األزمة إلى تشكل "عولمة التباعد الدولي" القائمة على االتجاه نحو الداخل‪،‬‬
‫والتركيز على االقتصادات الوطنية وتخفيض التجارة والتدفقات البشرية العابرة‬
‫للحدود‪ ،‬في مقابل التوسع في تجارة الخدمات ونقل التكنولوجيا‪ ،‬وأنماط االقتصاد‬
‫االفتراضي عبر اإلنترنت (الخياط‪.)118 ،2020 ،‬‬
‫ب‪ -‬النقل‪ :‬أدى العمل من المنزل وحظر التجول بشكل جزئي خالل أزمة كورونا‬
‫إلى انخفاض في حركة النقل الجوي بشكل كبير‪ ،‬وكذلك الطلب على النقل‬
‫البري بما في ذلك سيارات األجرة‪ ،‬وشركات ركوب السيارات والحافالت‬
‫والمترو‪ .‬وتوقع التقرير مع استمرار األزمة انخفاض النقل الجوي بنسبة‬
‫‪ ،%90‬والنقل البري بنسبة ‪.%30‬‬
‫ج‪ -‬التجارة‪ ،‬والبيع بالجملة والتجزئة‪ :‬أدى اإلغالق الجزئي للمؤسسات التجارية‬
‫أثناء حظر التجول إلى انخفاض إنتاجيتها‪ ،‬وبسبب القيود المفروضة تم إغالق‬
‫اآلالف من األعمال التجارية بما فيها الكافيتريات والمنافذ التجارية‪ ،‬وافترض‬
‫ضا بنسبة ‪ %15‬في قطاعي تجارة الجملة‬
‫التقرير مع استمرار األزمة انخفا ً‬
‫والتجزئة‪.‬‬
‫د‪ -‬خدمات السياحة والفندقة‪ :‬يُعد قطاع السياحة من أكثر القطاعات التي تضررت‬
‫من هذه األزمة؛ حيث يعتبر هذا القطاع أحد مصادر الدخل الهامة لبعض الدول‬
‫العربية وخاصة مصر‪ ،‬وفي بداية األزمة في مارس ‪ 2020‬تم إلغاء ما بين‬
‫‪ %80-70‬من الحجوزات السياحية في مصر‪.‬‬
‫وال يقتصر األمر على السياحة الوافدة من الخارج فقط بل امتدت آثارها على مردود‬
‫السياحة الداخلية وتأثيره على آالف الوظائف سواء في خدمات السياحة والفندقة أو‬
‫شركات خطوط الطيران وما ترتب على ذلك من تسريح للموظفين‪.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)445‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫ه‪ -‬الخدمات الترفيهية واألنشطة الثقافية والرياضية‪ :‬حظرت الحكومة جميع‬
‫التجمعات العامة الكبيرة‪ ،‬بما في ذلك األحداث والمؤتمرات الثقافية‪ ،‬واألماكن‬
‫المغلقة؛ مثل‪ :‬دور السينما‪ ،‬واألسواق العامة‪ ،‬والقاعات الرياضية والحدائق‬
‫العامة‪ ،‬وتوقفت األنشطة الرياضية الجماعية وأغلقت جميع النوادي الرياضية‬
‫ومراكز الشباب‪.‬‬
‫و‪ -‬الخدمات العامة‪ :‬وبسبب هذه األزمة الصحية غير المسبوقة‪ ،‬زاد الطلب على‬
‫توفير الخدمات الصحية‪ ،‬وقد خصصت الحكومة المزيد من األموال لدعم‬
‫القطاع الصحي عن طريق استيراد وإنتاج أدوات الفحص واألدوية وأجهزة‬
‫التهوية وغيرها من اللوازم الطبية‪.‬‬
‫وخصصت مصر مبالغ ضخمة لدعم هذا القطاع لمواجهة فيروس كورونا‪.‬‬
‫فبالنسبة إلى المستشفيات‪ ،‬تم تخصيص مبلغ ‪ 2.6‬مليار جنيه لوزارة الصحة‪ ،‬منهم ‪427‬‬
‫مليون جنيه للمستشفيات العامة والمركزية والمراكز الطبية المتخصصة و‪ 738.5‬مليون‬
‫جنيه للمستشفيات الجامعية ومستشفيات جامعة األزهر‪ ،‬ومبلغ ‪ 34.1‬مليون جنيه كحوافز‬
‫تشجيعية للعاملين بالحجر الصحي ومستشفيات العزل‪.‬‬
‫كما تم تخصيص مبلغ ‪ 36‬مليار جنيه من الموازنة العامة لمبادرة دعم قطاعات‬
‫الصحة والتعليم والتضامن االجتماعي‪ ،‬وزيادة ‪ % 100‬بموازنة وزارة الصحة للعام‬
‫‪ 2021‬مقارنةً بموازنة العام المالي ‪ .2020‬كما تم صرف مكافأة لدعم الموظفين‬
‫العاملين في مستشفيات ومعامل الحجر الصحي‪ ،‬بما في ذلك األطباء العاملين في‬
‫المستشفيات الجامعية‪ ،‬وتم اإلعالن عن بدالت بنسبة ‪ % 75‬على األجور‪.‬‬
‫أما بالنسبة إلى تجارة األدوية والمستلزمات الطبية فقد تم تخصيص ‪ 1‬مليار جنيه‬
‫بشكل فوري لتوفير المستلزمات الطبية والوقائية لوزارة الصحة (األمانة العامة التحاد‬
‫الغرف العربية‪.)19-18 ،2020 ،‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)446‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫ثانياا‪ :‬اآلثار االجتماعية لجائحة كورونا‪:‬‬
‫تسبب انتشار فيروس كورونا في العالم في نشر الرعب والفزع عند أفراد المجتمع‬
‫وخاصة مع عدم وجود العالج أو اللقاح المناسب في بداية ظهور هذا الفيروس‪ ،‬ومما‬
‫زاد من فزع األفراد كثرة المعلومات المتداولة مجهولة المصدر عبر وسائل التواصل‬
‫االجتماعي‪ ،‬فحدثت تغيرات في سلوكيات وأخالقيات األفراد والتي تعكس األنانية وحب‬
‫الذات واالستغالل لحوائج الناس‪ ،‬وظهر هذا جليًا في تسابق األفراد لتخزين السلع‬
‫الغذائية والكمامات الواقية والمطهرات وظهور مافيا األدوية والمنتجات الغذائية‪.‬‬
‫وقد ترتب على اإلجراءات االحترازية المتخذة في أغلب دول العالم للحد من‬
‫انتشار الفيروس ومحاولة السيطرة عليه في حدوث العديد من اآلثار االجتماعية المتمثلة‬
‫في زيادة معدالت الطالق والعنف األسري وانتشار الالمبااله عند الشباب‪ ،‬وأوضحت‬
‫دراسة "موهلر وآخرون" )‪ (Mohler, et. al, 2020‬أن سياسات اإلغالق الكلي أو‬
‫الجزئي لألماكن العامة والتجمعات والتباعد االجتماعي والخوف من العدوى؛ أدى إلى‬
‫تزايد معدالت السلوك اإلجرامي وانتشار الجريمة‪ .‬إضافة إلى ما أكدته دراسة "كامب‬
‫بل" )‪ (Campbell, 2020‬من تزايد حاالت العنف األسري وسوء المعاملة بين أفراد‬
‫األسرة‪ .‬وكما أظهرت دراسة (بخش‪ )2020 ،‬أن من اآلثار االجتماعية السلبية لجائحة‬
‫كورونا؛ تغير في السلوكيات االجتماعية وأنماط العالقات الشخصية واالجتماعية‪ ،‬وعدم‬
‫تقبل فكرة التباعد بين األفراد وتزايد القلق والخوف والذعر والسلوك العدواني‬
‫واإلجرامي وتغير العادات الشرائية لألسرة وزيادة المشكالت والعنف األسري وزيادة‬
‫مشاعر اإلحباط وتزايد األعباء على المؤسسات الحكومية‪.‬‬
‫سا‬
‫ويعتبر العديد من اآلثار االجتماعية المؤثرة على المجتمع العربي انعكا ً‬
‫للتحديات االقتصادية القائمة أو المتفاقمة‪ ،‬ومن أهم اآلثار السلبية التى أفرزتها هذ‬
‫الجائحة وكان لها كبير األثر على المجتمع العربي بوجه عام والمصري بوجه خاص‪،‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)447‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫مشكلة توقف العمل وفقدان الوظائف وما ترتب عليها من بطالة وزيادة حدة الفقر‪ ،‬وفيما‬
‫يلي عرض موجز عن هذه المشكالت‪:‬‬
‫‪ -1‬توقف العمل وفقدان الوظائف‪:‬‬
‫يُعد توقف العمل من التحديات االقتصادية ولكن له مردود اجتماعي على أفراد‬
‫المجتمع‪ ،‬حيث تسبب الوباء في فقدان المنطقة العربية لحوالي ‪ 5‬ماليين وظيفة بدوام‬
‫كامل وفي انخفاض عدد ساعات العمل في المنطقة العربية بنسبة ‪ %9‬في عام ‪2020‬‬
‫سجل أكبر تراجع لمعدالت‬
‫مقارنة بالمستويات المسجلة في نهاية عام ‪ ،2019‬فيم ُ‬
‫التشغيل في الربع الثاني من عام ‪ 2020‬مع تراجع ساعات العمل بنسبة ‪ %18.8‬وفق‬
‫تقديرات منظمة العمل الدولية‪ ،‬وتباين مستوى فقدان الوظائف من دولة عربية إلى‬
‫آخرى وفقًا لعدد من العوامل من بينها‪ :‬مستوى تشديد اإلجراءات االحترازية وإجراءات‬
‫التباعد االجتماعي استنادًا إلى مستويات انتشار الوباء‪ ،‬وكذلك التدخالت الحكومية‬
‫المتبناه للحد من فقدان الوظائف بحسب الحيز المالي المتاح (صندوق النقد العربي‪،‬‬
‫‪ .)28 ،2021‬حيث قررت الحكومة المصرية توزيع منح شهرية للعمالة غير المنتظمة‬
‫المسجلة في قاعدة بيانات وزارة القوى العاملة لمدة ثالثة أشهر يستفيد منها مليون‬
‫ونصف عامل‪ ،‬وتمت إضافة مائة ألف أسرة جديدة لبرنامج تكافل وكرامة من‬
‫المتضررين من الجائحة‪ ،‬وكما تم إطالق عدد من قوافل الخير إلى عدد من المحافظات‬
‫لدعم المتضررين بالمواد الغذائية (عدلي‪.)105 ،2020 ،‬‬
‫‪ -2‬البطالة‪:‬‬
‫يُعد ارتفاع معدالت البطالة في الوطن العربي وخاصة مصر من أهم المشكالت‬
‫التي أفرزتها جائحة كورونا‪ ،‬حيث إن الجائحة قد أدت إلى تفاقم هذه المشكلة وخاصة‬
‫بعد توقف العديد من المجاالت واألنشطة األساسية التي يعتمد عليها معظم البالد العربية‬
‫كتوقف حركة الطيران وتوقف قطاع السياحة والذي ضرب باقتصاد دول عربية منها‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)448‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫اإلمارات العربية المتحدة والسعودية ومصر التي تعتمد على هذا القطاع كأحد الركائز‬
‫األساسية القتصادها‪.‬‬
‫ضا من النتائج المترتبة على توقف العمل وسياسة تسريح‬
‫ومشكلة البطالة أي ً‬
‫الموظفين التي أتبعتها العديد من الشركات محاولة منها لتخفيف حدة األزمة االقتصادية‬
‫المؤثرة عليها جراء جائحة كورونا‪ ،‬وفي مصر ‪ -‬وفقًا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة‬
‫العامة واإلحصاء – ارتفع معدل البطالة خالل الربع الثاني من ‪ ،2020‬سواء مقارنة‬
‫بالربع السابق له (‪ )%7.7‬أو بالربع المقابل من ‪ 2019‬لتصل إلى ‪ % 9.6‬كنتيجة‬
‫متوقعة لتداعيات جائحة كورونا‪.‬‬
‫وبالنسبة للمستوى التعليمي؛ يالحظ من خالل التقرير ارتفاع البطالة بين كافة‬
‫المستويات التعليمية باستثناء أصحاب المؤهالت العليا‪ ،‬وارتفاعها بشكل ملحوظ بين‬
‫الفئات ذات المؤهالت المنخفضة‪ ،‬وهي ظاهرة غير معتاد مشاهدتها في توزيع البطالة‬
‫في مصر وفقًا للحالة التعليمية؛ حيث تزداد البطالة عادة في السوق المصري بين الفئات‬
‫المتعلمة بشكل أكبر مقارنة بالفئات األخرى‪ ،‬وقد يرجع السبب في هذا إلى تسريح عدد‬
‫كبير من أصحاب المؤهالت المنخفضة والمتوسطة من وظائفهم بسبب الجائحة (المركز‬
‫المصري للدراسات االقتصادية )‪.)4 ،2020 ،(ECES‬‬
‫‪ -3‬الفقر‪:‬‬
‫تُعد العمالة اليومية وغير المنتظمة وأصحاب المهن الحرة والحرف الشرائح األكثر‬
‫عرضة لخطر الجائحة؛ حيث تشير اإلحصاءات إلى أن انخفاض الدخل أو االستهالك‬
‫للمواطنين في ظل تلك الجائحة سيؤدي إلى زيادة في معدل الفقر العالمي منذ ‪،1990‬‬
‫وتوصلت دراسة أجرتها جامعة األمم المتحدة إلى أن الجائحة يمكن أن تدفع ما بين‬
‫‪ 420‬مليون – ‪ 580‬مليون شخص أو حوالي ‪ %8‬من سكان العالم إلى حالة الفقر‬
‫المدقع‪ ،‬وذلك استنادًا إلى السيناريو األكثر تطرفًا المتمثل في انخفاض الدخل أو‬
‫االستهالك بنسبة ‪ %20‬حول العالم (األمانة العامة التحاد الغرف العربية‪،2020 ،‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)449‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫‪ .)24‬ومن المتوقع في ظل التداعيات الناتجة عن الوباء أن يظل الناتج أقل بنسبة ‪%5‬‬
‫تقريبًا مقارنة بمستوياته المتوقعة ما قبل األزمة في العديد من البلدان في عام ‪،2022‬‬
‫مما يزيد من الكلفة االقتصادية واالجتماعية للوباء ويؤدي إلى استمرار معاناة الفئات‬
‫األكثر ضعفًا بشكل غير متناسب بما يشمل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأصحاب‬
‫األجور المنخفضة والفقراء العمالة غير المؤهلة والشباب واإلناث (صندوق النقد‬
‫العربي‪.)10 ،2021 ،‬‬
‫وأما في الوطن العربي؛ فقد ذكرت منظمة "‪ "ESCWA‬أن ‪ 116‬مليون‬
‫شخص في عشر دول عربية حوالي ‪ %41‬من إجمالي السكان فقراء و‪ %25‬آخرون‬
‫معرضون للفقر‪ ،‬وهذا يترجم إلى ما يقدر بنحو ‪ 250‬مليون شخص قد يكونون فقراء‬
‫من بين ‪ 400‬مليون نسمه‪ .‬كما أن الطبقة المتوسطة في الدول العربية غير المنتجة‬
‫للنفط قد تقلصت من ‪ %45‬إلى ‪ %33‬كنسبة من السكان (األمانة العامة التحاد الغرف‬
‫العربية‪.)25 ،2020 ،‬‬
‫وفي ظل استمرار أزمة كورونا؛ ومما ال شك فيه ستواجه الدول العربية النامية‬
‫وغير النفطية المعاناة األكبر حتى لو كانت أعداد الحاالت المصابة بها متدنية حيث إن‬
‫اآلثار السلبية للقيود االقتصادية طويلة األمد في االقتصادات المتقدمة ستنتقل إليها عبر‬
‫قنوات التجارة واالستثمار‪ ،‬وسيؤدي االنخفاض الحاد في اإلنفاق االستهالكي في كثير‬
‫من الدول والكيانات الكبرى مثل االتحاد األوروبي والواليات المتحدة إلى تقليل واردات‬
‫السلع االستهالكية من تلك البلدان مما يزيد من حدة الفقر والبطالة لدى شعوبها وسيكون‬
‫حت ًما الضحايا الرئيسيين من النساء والشباب وأولئك الذين يعملون في القطاع غير‬
‫الرسمي الذين ال يستطيعون الحصول على الحماية االجتماعية والتأمين ضد البطالة‬
‫(صندوق النقد العربي‪.)35 ،2021 ،‬‬
‫وفي مصر؛ وعلى الرغم من اآلثار السلبية التي أفرزتها الجائحة إال أن الحكومة‬
‫اتخذت العديد من التدابير االستباقية والسريعة على صعيد القطاع الصحي والدعم المالي‬
‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)450‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫المقدم للفئات المتضررة‪ ،‬حيث استفاد االقتصاد المصري خالل عام ‪ 2020‬من االرتفاع‬
‫الملموس لمستويات االستثمارات العامة التي مولت العديد من مشروعات البنية األساسية‬
‫وعملت على تنشيط النمو االقتصادي‪ ،‬وقد بلغت االستثمارات العامة المتضمنة في خطة‬
‫العام المالي ‪ 2021-2020‬ما يقرب من ‪ 280‬مليار جنيه مصري‪ ،‬توجهت هذه‬
‫االستثمارات نحو تعزيز البنية التحتية في قطاعات البناء‪ ،‬وتقنية المعلومات واالتصاالت‬
‫‪ (Breisinger,‬واستنادًا إلى ذلك سجل‬ ‫واإلسكان والنقل )‪et. al, 2020, 3‬‬
‫االقتصاد المصري عام ‪ 2020‬ثاني أعلى معدل نمو اقتصادي على مستوى العالم بلغ‬
‫نحو ‪ %3.6‬رغم التأثيرات الناتجة عن جائحة كورونا‪ ،‬وتم توقع بقاء معدل نمو‬
‫االقتصاد مرتفعًا بحدود ‪ %3.5‬في عام ‪ ،2021‬و ‪ %4.8‬في عام ‪ 2022‬مدعو ًما‬
‫بارتفاع مستويات الطلب الخارجي وتواصل استمرار االنفاق االستثماري على‬
‫المشروعات الرئيسة ومن بينها مشروعات البنية التحتية‪ ،‬وإنشاء العاصمة اإلدارية‬
‫الجديدة‪ ،‬مع توقعات بعودة النشاط السياحي خالل عام ‪ 2022‬بما سيدعم اإليرادات‬
‫السياحية التي تسهم بنحو ‪ %6‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬وما يقرب من ‪ %10‬من‬
‫العمالة (صندوق النقد العربي‪.)23 ،2021 ،‬‬
‫كما أوصت دراسة (شمس‪ )527 ،2020 ،‬للتعامل مع اآلثار االقتصادية للجائحة‬
‫ً‬
‫مستقبال؛ بتقديم مجموعة إجراءات حماية األسر الفقيرة والعمالة غير المنتظمة والمؤقتة‪،‬‬
‫واالستفادة من خبرات العمل عن بُعد للتقليل من نسبة البطالة وإيجاد فرص عمل جديدة‬
‫–الدعم المالي لمؤسسات المجتمع المدني لألسر الفقيرة والعمالة غير المنتظمة‪ -‬ووضع‬
‫خطط مستقبلية لتشجيع وجماية المؤسسات والحرف الصغيرة وتقديم تسهيالت مالية‬
‫للشركات والمشروعات الصغيرة لتخطي آثار الجائحة‪.‬‬
‫وعلى الرغم من اآلثار السلبية التي أنتجتها الجائحة فهناك آثار إيجابية كما أوضحتها‬
‫دراسة ( جبير‪ )31 ،2021 ،‬حيث أن الحظر الذي فرضته الجائحة كان له العديد من‬
‫اآلثار اإليجابية على األسرة‪ ،‬إذ عرفت كيفية استغالله بطريقة إيجابية واعتبرته فرصة‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)451‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫الستعادة العالقات األسرية‪ ،‬وتوطيدها وممارسة بعض الهوايات التى كانوا ال يجدون‬
‫الوقت لها بسبب االنشغال بالعمل‪ ،‬مثل‪ :‬القراءة واالهتمام بأطفالهم وإقامة جلسات عائلية‬
‫وتنويع األنشطة الرياضية والفكرية والثقافية وممارسة بعض األلعاب مع أطفالهم‬
‫كاأللعاب اإللكترونية وتقسيم األعمال المنزلية من خالل توزيع األدوار فيما بينهم‪.‬‬
‫وبنا ًء على ماسبق عرضه من آثار سلبية اقتصادية واجتماعية أفرزتها جائحة كورونا‬
‫على العالم بأسره والوطن العربي والمجتمع المصري خاصة‪ ،‬يتضح جليًا ضرورة‬
‫تكاتف جميع أجهزة ومؤسسات الدولة التخاذ مجموعة من اإلجراءات لإلسهام في تجاوز‬
‫هذه األزمة والقدرة على التكيف مع األوضاع خاللها أو بعد تجاوزها‪ ،‬ومن المؤسسات‬
‫الهامة والمؤثرة والمساندة للمجتمع المصري الجامعات والتي لها كبير األثر على مر‬
‫التاريخ في النهوض بمجتمعاتها وتحقيق أهدافها التنموية على جميع المستويات‪.‬‬
‫وفي المحور التالي سيتم تناول واقع ريادة األعمال في الجامعات المصرية تمهيدًا‬
‫لوضع عدد من السيناريوهات البديلة لتعزيز ريادة األعمال الرقمية كحل لكثير من‬
‫معوقات ريادة األعمال التقليدية‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬واقع ريادة األعمال (التقليدية والرقمية) بالجامعات المصرية‪:‬‬
‫في هذا المحور سيتم تناول طبيعة واقع ريادة األعمال التقليدية في الجامعات‬
‫المصرية من خالل ما توصلت إليه نتائج الدراسات السابقة عن ريادة األعمال في عدد‬
‫من األبعاد التي تشمل‪ :‬فلسفة وأهداف التعليم الجامعي‪ ،‬والسياسات والتشريعات‪،‬‬
‫والموارد البشرية‪ ،‬والقيادات الجامعية‪ ،‬والبنية التحتية‪ ،‬والتمويل‪ ،‬والتعليم الريادي‪ ،‬وفيما‬
‫يلي توضيح لواقع كل بُعد من هذه األبعاد‪-:‬‬
‫ا‬
‫أوال‪ :‬فلسفة وأهداف التعليم الجامعي‪:‬‬
‫بالنظر إلى فلسفة وأهداف التعليم الجامعي في مصر يالحظ أنه يغلب عليها التركيز‬
‫على التدريس وإعداد القوة العاملة للمجتمع والتي في أغلب األحيان قد ال تكون متوافقة‬
‫مع متطلبات سوق العمل‪ ،‬أما التركيز على األهداف األخرى من بحث علمي واالهتمام‬
‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)452‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫باالبتكار واإلبداع والعلم والتكنولوجيا فإنه يحتل مكانة ثانوية‪ ،‬ويفتقر التعليم الجامعي إلى‬
‫فلسفة تربوية واضحة المعالم وهذا ماأكدته دراسة ( الزنفلي‪)334 ،2012 ،‬؛ حيث‬
‫أشارت إلى أن عدم وجود فلسفة واضحة هو انعكاس لما جاء في قانون تنظيم الجامعات‬
‫الذي لم يحدد فلسفة محددة للتعليم الجامعي إنما ذكر فقط على مهام ومسؤوليات الجامعة‬
‫بصفة عامة‪ ،‬وكما أكدت دراسة (عبد الخالق‪ )666-665 ،2016 ،‬على افتقار نظام‬
‫التعليم الجامعي إلى فلسفة واضحة ترتبط باحتياجات عالم العمل المتغيرة‪ ،‬وكذلك افتقاره‬
‫إلى التطبيقات العملية الفعالة التي ترتبط بالمهارات الفنية في البرامج والتخصصات‬
‫العلمية‪ ،‬واالفتقار إلى استراتيجية متكاملة لتحديد الرؤية الوطنية للتعليم للريادة‪ ،‬ولربط‬
‫معظم الجهات المشاركة معًا لتحقيق أهداف تلك الرؤية وتوزيع المهام بينها‪.‬‬
‫وأما بالنسبة لفلسفة نشر ثقافة ريادة األعمال بين طالب الجامعة وما إذا كانت‬
‫أهداف ورؤية الجامعة واستراتيجتها تنطوي وتدعم هذه الثقافة أم ال؛ فقد أوضحت دراسة‬
‫(الرميدي‪ )384 ،2018 ،‬عدم اهتمام الجامعة بشكل كبير بغرس ثقافة ريادة األعمال‬
‫لدى طالبها وعدم وجود استراتيجيات لتحفيز الطالب الرياديين المبدعين لتشجيعهم على‬
‫آداء المبادرات إضافة إلى أن رؤية ورسالة الجامعات ال تتبنى تشجيع فكر ريادة األعمال‬
‫بين الطالب على الرغم أنها تعكس اهتمامها بالتنمية االجتماعية واالقتصادية بشكل كبير‪.‬‬
‫وهناك بعض الدراسات (محمود‪ ،)97 ،2021 ،‬و(رفعت‪ )170 ،2020 ،‬التي‬
‫أوضحت قيام الجامعة بنشر ثقافة ريادة األعمال لطالبها من خالل الندوات والدورات‬
‫التدريبية واألنشطة والفعاليات العملية‪ ،‬ولكنها جهود لم ترق بعد إلى مستوى التحقق‬
‫المطلوب‪.‬‬
‫وترجع دراسة (المسيل‪ ،‬وآخرين‪ )463 ،2018 ،‬العزوف عن ريادة األعمال‬
‫بين طالب الجامعات إلى الموروث الثقافي لدى الطالب أنفسهم وأسرهم والذي يحض‬
‫الطالب ويحثهم على التمسك بالوظائف الحكومية باعتبارها من وجهة نظرهم أكثر أمانًا‬
‫من خوض مخاطرة غير مضمونة النتائج والعواقب‪ ،‬فالخوف من الجديد سمة تميز‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)453‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫غالبية طالب التعليم الجامعي المصري فهذه الموروثات ترسخت في أذهان الطالب وفي‬
‫شخصياتهم مما يصعب معها تغيير أفكارهم وأنماط شخصياتهم التي تتسم باالنعزالية‬
‫واالتكالية‪.‬‬
‫ومن ثم فإنه ينبغي على الجامعات أن تتحمل مسوؤلية نشر ثقافة ريادة األعمال بين‬
‫طالبها وهذا ماأكدته دراسة (عبد الخالق‪ )669 ،2016 ،‬بضرورة تبني الجامعات فلسفة‬
‫الريادة بما تتضمن من االبتكار واإلبداع والتأمل وتوليد األفكار الجديدة والبُعد عن‬
‫النمطية واألساليب التعليمية التقليدية‪ .‬حيث إنه أهم من نشر الثقافة هو ممارسة ريادة‬
‫األعمال حتى تصبح مبد ًءا في حياة الفرد‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬السياسات والتشريعات‪:‬‬
‫تُعد السياسات والتشريعات من أهم العناصر األساسية لريادة األعمال والتي قد تكون‬
‫ميسرة أو عقبة ومعوقًا لهذه الريادة‪ ،‬وتتبنى الحكومة المصرية مشروعات ريادة‬
‫األعمال‪ ،‬ومن الجوانب اإليجابية التي قامت بها‪ :‬االهتمام بتطوير السياسات التعليمية في‬
‫مصر‪ ،‬وفي إطار ذلك تم إعداد بعض االستراتيجيات الوطنية‪ ،‬مثل استراتيجية تشغيل‬
‫الشباب واالهتمام بالتوظيف الذاتي‪ ،‬وقامت بإصدار العديد من اللوائح والقرارات‬
‫الوزارية لتشجيع ودعم ريادة األعمال ولكن ركز معظمها على تيسير التمويل للرياديين‪،‬‬
‫واالهتمام بإنشاء بعض المؤسسات المسؤولة عن العمل الريادي مثل الصندوق‬
‫االجتماعي للتنمية والهيئة العامة لالستثمار ووحدة تنمية المشروعات الصغيرة (عبد‬
‫الخالق‪ .)664 ،2016 ،‬ولكن هناك العديد من المعوقات التشريعية والقانونية منها‪ :‬تعقيد‬
‫اإلجراءات واالستغراق في الروتين والبطء الشديد في إصدار القرارات‪ ،‬وأكدت دراسة‬
‫(الرميدي‪ )385 ،2018 ،‬عدم وجود لوائح منظمة للمشروعات الطالبية الريادية‪.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)454‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫ثالثاا‪ :‬الموارد البشرية‪:‬‬
‫هناك توجهات عالمية تهتم بالتنمية البشرية‪ ،‬وأصبح بناء اإلنسان هو أحد العناصر‬
‫األساسية لتقدم وتطور أية مؤسسة أو مشروع‪ ،‬فنجاح أية مؤسسة يعتمد على استثمارها‬
‫في مواردها البشرية‪ ،‬ذلك بأنه ال تتحقق رؤية وأهداف أية مؤسسة إال من خالل أفرادها‪.‬‬
‫ومن أهم أدوار الجامعة نحو طالبها لتعزيز ريادة األعمال وممارستها‪ ،‬ما يتمثل في‬
‫التالي (المطيري‪:)11 ،2019 ،‬‬
‫‪ ‬رفع مستوى وعي الطالب عن العمل الريادي وتكوين اتجاهات إيجابية نحو العمل الحر‪.‬‬
‫‪ ‬مساعدة الطالب على تنمية قدراتهم المتعلقة بالتفكير اإلبداعي‪.‬‬
‫‪ ‬إكساب الطالب المهارات الالزمة للعمل الحر ولسوق العمل‪.‬‬
‫‪ ‬التعرف على رواد أعمال جدد وتمكينهم من خالل إعداد خطة المشروع وتحديد‬
‫مصادر التمويل والقوى البشرية الالزمة‪.‬‬
‫‪ ‬مساعدة الطالب ليكونوا مجددين وفعالين في سوق العمل‪.‬‬
‫‪ ‬تعزيز احترام الذات والثقة بالنفس‪ ،‬عن طريق تشجيع وتنمية المواهب واالبتكار‪.‬‬
‫ومن خالل األدبيات السابقة يتضح قصور الجامعة في القيام بهذه األدوار؛ حيث‬
‫تركز مؤسسات التعليم الجامعي على مجرد تخريج أعداد من الموظفين والفنيين حتى لو‬
‫كانوا يفتقرون إلى التدريب الميداني والخبرات العملية والمهارات البحثية وكيفية التعامل‬
‫مع التكنولوجيا الحديثة والتى تتطلبها مواقع العمل (هيكل‪ .)96 ،2014 ،‬والتركيز على‬
‫االهتمام بالكم دون التركيز على نوعية المتخرجين‪ ،‬الذين يفتقدون كافة المعارف‬
‫والسلوكيات والمهارات العملية واإلبداعية‪ ،‬والسلوكيات والسمات الشخصية واالجتماعية‬
‫التي تؤهلهم للعمل في فرص العمل القليلة المتاحة أو الكتشاف الفرص التجارية وتوفير‬
‫فرص عمل جديدة ً‬
‫بدال من انتظار الوظيفة (عبد الخالق‪ .)664 ،2016 ،‬وأكدت دراسة‬
‫( الرميدي‪ )389 ،2018 ،‬أن من أهم معوقات نشر ثقافة ريادة األعمال بالجامعات‬
‫المصرية قلة أعداد الموارد البشرية المتخصصة في ريادة األعمال‪.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)455‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫رابعاا‪ :‬القيادات الجامعية‪:‬‬
‫تمثل القيادة الفعالة المعيار األساس في نمو ونجاح أية مؤسسة تعليمية وتعد بمثابة‬
‫دورا أساسيًا في فعالية اإلدارة التعليمية ولها تأثير على‬
‫نواة العمل اإلداري‪ ،‬كما تؤدي ً‬
‫جميع عناصر العملية اإلدارية‪ ،‬فالقيادة الواعية تؤمن بأهمية التوجه نحو ريادة األعمال‬
‫والمقتنعة بآليات بناء جيل المعرفة والتحول نحو االقتصاد المعرفي‪ ،‬إن التعليم القائم على‬
‫اإلبداع واالبتكار وتوليد األفكار والتأمل وإطالق العنان لإلبداع المتحرر من النمطية من‬
‫خالل التعليم التطبيقي‪ ،‬يتطلب قيادة داعمة للتعلم الريادي‪ ،‬تهتم باحتضان المشروعات‬
‫االبتكارية وتحويلها إلى منتجات لتنمية المجتمع (المطيري‪ . )10 ،2019 ،‬وبالنظر في‬
‫األدبيات السابقة يتضح وجود عدد من المعوقات لريادة األعمال في الجامعات المصرية‬
‫ناتجة عن القيادة‪ ،‬حيث توصلت دراسة (الرميدي‪ )385 ،2018 ،‬إلى عدم اهتمام‬
‫القيادات الجامعية بشكل كبير بتشجيع الطالب على ريادة األعمال وأن ريادة األعمال ال‬
‫تمثل هدفًا استراتيجيًا تسعى القيادات الجامعية إلى تحقيقه‪ ،‬إضافة إلى عدم اهتمامها‬
‫بتنمية روح المبادرة الطالبية‪ ،‬كما أن دراسة (المسيل‪ ،‬وآخرين‪)464 ،2018 ،‬‬
‫سا لتشجيع ريادة‬ ‫أوضحت أن بعض القيادات الجامعية تمثل معوقًا رئي ً‬
‫سا وتحديًا أسا ً‬
‫األعمال من خالل غياب تبادل اآلراء والمقترحات وغياب روح الفريق وااللتزام الحرفي‬
‫باللوائح وقواعد العمل‪ ،‬وأوضحت دراسة (رفعت‪ )173 ،2020 ،‬أن القيادات الجامعية‬
‫تهتم بشكل نسبي بتوفير بيئة محفزة لمنظومة ريادة األعمال‪.‬‬
‫سا‪ :‬البنية التحتية والتكنولوجية‪:‬‬
‫خام ا‬
‫يُعد توفر البنية التحتية والتكنولوجية من أهم عوامل نجاح ريادة األعمال التقليدية‬
‫والرقمية بالجامعات‪ ،‬وأوضحت الدراسات السابقة وجود ضعف وقصور في البنية‬
‫التحتية للجامعات ومنها دراسة‪( :‬عبد الخالق‪ )665 ،2016 ،‬التي أظهرت افتقاد‬
‫الجامعات المصرية إلى البنية التحتية الالزمة لتدعيم الريادة‪ ،‬مثل‪ :‬عدم وجود مراكز‬
‫متخصصة في مجال الريادة والتعليم الريادي بكل جامعة واالقتصار على بعض الهيئات‬
‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)456‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫والمؤسسات العامة والصناعية مثل‪ :‬الصندوق االجتماعي للتنمية والهيئة العامة‬
‫لالستثمار لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة للشباب‪ ،‬دون وجود تعاون بين هذه‬
‫المؤسسات والجامعة‪.‬‬
‫وتوصلت دراسة (الرميدي‪ )385 ،2018 ،‬إلى وجود قصور في الموارد والبنية‬
‫التحتية الالزمة لتنمية ريادة األعمال؛ مثل عدم توفر حاضنات أعمال للمشروعات‬
‫الريادية للطالب وعدم توفر الموارد الالزمة لبدء المشروعات الطالبية‪.‬‬
‫وأوضحت دراسة (رفعت‪ )181 ،2020 ،‬أن جامعة بنها تحاول بشكل نسبي توفير‬
‫بيئة تكنولوجية مناسبة لتعزيز ودعم العمل األكاديمي واإلداري داخل الجامعة وتمشيًا مع‬
‫خطتها االستراتيجية التي تسعى أن تكون جامعة رقمية‪.‬‬
‫وأوصت دراسة (محمود‪ )105 ،2021 ،‬بإنشاء مركز لريادة األعمال داخل‬
‫الجامعة تتحدد اختصاصاته في تولي مهمة اإلشراف والمتابعة والتقويم ألنشطة ريادة‬
‫األعمال على مستوى كليات الجامعة وتوفير عدد من القاعات التدريبية الحديثة والمجهزة‬
‫بكافة الوسائل المساعدة على إقامة البرامج التدريبية واألنشطة الريادية المختلفة وإنشاء‬
‫حاضنة أعمال جامعية مجهزة بكافة الوسائل المساعدة لنجاح المشاريع الريادية‪.‬‬
‫وكذلك دعت دراسة (الدهشان‪ )139 ،2020 ،‬إلى ضرورة تطوير البنية التحتية‬
‫والتكنولوجية وهو ما يتطلب ضرورة تحديث البنية التحية بالمؤسسات خاصة في‬
‫المناطق الريفية والفقيرة حتى يمكنهم الحصول على الخدمات المقدمة عن طريق التعليم‬
‫عن بعد‪ ،‬والتوجه نحو زيادة االستثمارات لتحديث البنية التحتية التكنولوجية وتوصيل‬
‫اإلنترنت وتوفير التمويل الالزم الستكمال تغطية المحافظات بكابالت األلياف الضوئية‬
‫لزيادة سعته‪ ،‬وذلك في ظل التوجه المحلي والدولي نحو التعلم عن بعد لمواجهة جائحة‬
‫كورونا أو أية ظواهر مشابهة‪.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)457‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫سا‪ :‬التمويل‪:‬‬
‫ساد ا‬
‫يعتبر التمويل من أهم الدعائم األساسية للتطوير‪ ،‬وأهم معوق أمام اإلبداع واالبتكار‬
‫ضعف الميزانية وعدم مالءمة المخصصات المالية لممارسة أنشطة البحث واالبتكار‬
‫وريادة األعمال‪ ،‬حيث أوضحت دراسة ( الرميدي‪ )385 ،2018 ،‬عدم وجود ميزانية‬
‫مخصصة لتنمية ريادة األعمال لدى الطالب‪ ،‬إضافة إلى عدم توفير االكتفاء الذاتي من‬
‫التمويل الالزم لدعم روح المبادرة لديهم‪ .‬أما دراسة (رفعت‪ )177 ،2020 ،‬فقد‬
‫أوضحت أن الجامعة تحرص بشكل نسبي على توفير مصادر متنوعة من التمويل‬
‫لتطوير األنشطة الريادية وتنفيذ المشروعات االبتكارية‪ .‬وأوصت دراسة (محمود‪،‬‬
‫‪ )105 ،2021‬بضرورة تخصيص الجامعة ميزانية كافية لتوفير فرص تمويل لألفكار‬
‫والمشروعات الريادية للطالب‪ ،‬وبناء شراكات وبروتوكوالت تعاون بين الجامعة‬
‫والمؤسسات الداعمة لريادة األعمال مثل شركات المال الجرىء ورجال األعمال لتعبئة‬
‫موارد مالية إضافية ولتذليل الصعوبات التمويلية وتسويق المنتجات للطالب الرياديين‪.‬‬
‫سابعاا‪ :‬التعليم الريادي‪:‬‬
‫وللجامعات دور مهم باعتبارها مراكز لريادة األعمال في تعليم طالبها ثقافة ريادة‬
‫األعمال والمهارات الالزمة لذلك‪ ،‬ولكن من خالل تتبع الدراسات السابقة في هذا المجال‬
‫اتضح العديد من أوجه القصور في منظومة التعليم الجامعي‪ .‬حيث أوضحت دراسة‬
‫(عبد الخالق‪ )666-665 ،2016 ،‬أن مناهج التعليم يغلب عليها التقليدية وضعف قدرتها‬
‫على مواكبة التقدم العلمي‪ ،‬فالمناهج ال تزود متخرجي الجامعة بالمهارات والقدرات التي‬
‫تجعلهم مؤهلين لالندماج في سوق العمل هذه السوق المتغيرة واختيار الفرص المتاحة‬
‫بعناية واستثمارها في إنشاء مشروعات متميزة‪ ،‬إضافة إلى ضعف مستوى التعليم‬
‫المصري؛ حيث يهتم بمنح شهادات تصلح للتوظيف في الحكومة ً‬
‫بدال من توفير مهارات‬
‫وقدرات إبداعية ذات قيمة في ظل االقتصاد المعرفي‪ ،‬كذلك افتقار هذا النظام إلى‬
‫التطبيقات العملية الفعالة المرتبطة بالمهارات الفنية في البرامج والتخصصات العلمية‪.‬‬
‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)458‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫وأكدت كذلك دراسة (الرميدي‪ )386 ،2018 ،‬الغياب الواضح للتعليم الريادي‬
‫داخل الجامعات‪ ،‬ويتمثل ذلك في عدم دمج التعليم للريادة في المناهج الدراسية وعدم‬
‫وجود مقررات دراسية تهتم بتنمية ثقافة ريادة األعمال بشكل كبير وعدم دعم هيئة‬
‫التدريس المحفزين لروح المبادرة لدى الطالب وعدم تدريب الطالب على ريادة‬
‫األعمال أو على كيفية تنفيذ المشروعات بجانب عدم استخدام أساليب تعليميه ريادية في‬
‫مختلف التخصصات وعدم إشراك أصحاب المصلحة ورجال األعمال في برامج التعليم‬
‫للريادة لعدم وجودها من األساس وعدم عقد ندوات أو دورات تدريبية لتنمية مهارات‬
‫الطالب في تنفيذ المشروعات الريادية‪.‬‬
‫كما أكدت دراسة (خطاب‪ ،‬ومحمد ‪ )498 ،2020‬خلو مناهج التعليم الجامعي‬
‫في مصر النظرية والتطبيقية من مهارات تنظيم المشروعات األساسية وخلوها كذلك من‬
‫عرض لقصص بعض رواد األعمال سواء في مصر أو في العالم‪ ،‬بما يحفز الطالب‬
‫على البحث عن ماهية ريادة األعمال‪ ،‬وإن كان هناك بعض المحاوالت في التعليم‬
‫الخاص؛ حيث تم إدخال بعض برامج تعليم ريادة األعمال في الجامعات الخاصة مثل‬
‫الجامعة األمريكية والجامعة البريطانية في القاهرة‪ ،‬أما السواد األعظم من المتخريجين‬
‫في مصر فال يتعرضون ألي نوع من التعليم الرسمي لريادة األعمال وهو ما يُعد ً‬
‫خلال‬
‫واض ًحا في منظومة التعليم وتجب معالجته‪ .‬وأوضحت دراسة (رفعت‪)187 ،2020 ،‬‬
‫أن جامعة بنها تحاول بشكل نسبي إعادة النظر في البرامج التعليمية والتي يمكن من‬
‫أفكارا لمشروعات ريادية‪.‬‬
‫ً‬ ‫خاللها تنمية الجوانب المعرفية التي يمكن أن تولد‬
‫ومن خالل العرض السابق لطبيعة واقع ريادة األعمال بالجامعات المصرية اتضح‬
‫أن هناك العديد من المعوقات التنظيمية واإلدارية والتشريعية والفنية التي تقف عائق‬
‫أمام نشر ثقافة ومهارات وتعليم ريادة األعمال بالتعليم الجامعي‪.‬‬
‫ويحاول البحث الحالي وتمشيًا مع الظروف الراهنة لجائحة كورونا ومتطلبات‬
‫العصر وخطط الدولة نحو التحول الرقمي وضع عدد من السيناريوهات البديلة لتعزيز‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)459‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫ريادة األعمال الرقمية ومقوماتها بالجامعات المصرية للتغلب على هذه العقبات التي‬
‫تواجه ريادة األعمال التقليدية‪ ،‬وفي المحور التالي عرض لتلك السيناريوهات‪.‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬سيناريوهات تعزيز ريادة األعمال الرقمية ومقوماتها بالجامعات‬
‫المصرية‪-:‬‬
‫تحاول الدراسة الحالية رسم مسارات للمستقبل لتحقيق هدف البحث من تعزيز‬
‫ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية‪ ،‬ومساعدة صانعي القرار على اتخاذ قرارات‬
‫وسياسات وخطوات محددة ورشيدة بشأن مستقبل ريادة األعمال الرقمية‪.‬‬
‫وفيما يلي عرض ألهم السيناريوهات المستقبلية لتعزيز ريادة األعمال الرقمية بالجامعات‬
‫المصرية في ظل جائحة كورونا‪:‬‬
‫ا‬
‫أوال‪ :‬السيناريو المرجعي (االمتدادي)‪:‬‬
‫ويعبر هذا السيناريو عن استمرار األوضاع الراهنة بل قد يحدث مزيدًا من التدهور في‬
‫األوضاع من حيث استمرار تداعيات فيروس كورونا االجتماعية واالقتصادية مع‬
‫استمرار أو تردي واقع الجامعات المصرية وعدم وجود أي تغيير يذكر يمكن أن يكون‬
‫دافعًا للتغير والتقدم‪.‬‬
‫ويمكن وصف هذا السيناريو من خالل عرض لمجموعة من االفتراضات التي يقوم‬
‫عليها ومشاهده وكذلك تداعياته المحتملة‪.‬‬
‫‪ -1‬االفتراضات األساسية‪:‬‬
‫ويفترض هذا السيناريو ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬استمرار التداعيات االجتماعية واالقتصادية لجائحة كورونا‪ ،‬بل حدوث تردي في تلك‬
‫األوضاع؛ من حيث‪ :‬ارتفاع معدالت اإلصابة بالفيروس وما يصاحبه من تأثير على‬
‫الحالة الصحية والنفسية ألفراد المجتمع وتشديد اإلجراءات االحترازية مع الغلق الكلي‬
‫صة وفقدان أكثر للوظائف وارتفاع معدالت‬
‫أو الجزئي للمؤسسات عا ًمة والتعليم خا ً‬
‫البطالة وتدني للرواتب وتوقف كلي أو جزئي لحركة التجارة والشحن والنقل‪.‬‬
‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)460‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫‪ -‬استمرار اتساع الفجوة المعرفية والتكنولوجية بين الدول النامية والمتقدمة‪.‬‬
‫‪ -‬استمرار ضعف منظومة التعليم الجامعي وعدم قدرتها على مواكبة المتغيرات العالمية‬
‫والمجنمعية‪.‬‬
‫‪ -‬استمرار ضعف قدرة التعليم الجامعي على مواكبة متطلبات سوق العمل‪.‬‬
‫‪ -‬استمرار ضعف الوعي بثقافة وأهمية ريادة األعمال ودورها في نهضة المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬عزوف الشباب عن اإلقبال على مشروعات ريادة األعمال والتمسك بالوظائف الحكومية‪.‬‬
‫‪ -‬استمرار تدني مستوى متخرجي الجامعات المصرية‪ ،‬وافتقادهم للكثير من مهارات‬
‫التفكير اإلبداعي واالبتكاري ومهارات ريادة األعمال‪.‬‬
‫‪ -‬استمرار نمطية وتقليدية مناهج التعليم الجامعي وطرق التدريس‪.‬‬
‫‪ -2‬وصف مشاهد السيناريو االمتدادي‪:‬‬
‫يفترض هذا السيناريو مجموعة مشاهد تعبر عن قصور وضعف منظومة‬
‫الجامعات المصرية في مواجهة جائحة كورونا والتوجه نحو تعزيز ريادة‬
‫األعمال الرقمية كمتطلب لمواكبة المتغيرات العالمية والمجتمعية وتداعيات تلك‬
‫الجائحة‪ ،‬وفيما يلي وصف لهذه المشاهد على النحو التالي‪:‬‬
‫المشهد األول‪ :‬فلسفة وأهداف التعليم الجامعي‪:‬‬
‫‪ ‬افتقار التعليم الجامعي إلى فلسفة واضحة ومحددة ترتبط باحتياجات عالم العمل‬
‫المتغير‪.‬‬
‫‪ ‬عدم مواكبة فلسفة وسياسات واستراتيجيات التعليم الجامعي لألزمات المجتمعية‬
‫والعالمية‪.‬‬
‫‪ ‬غياب الخطط البديلة المستقبلية لمواجهة المتغيرات الحادثة واألزمات‪.‬‬
‫‪ ‬غياب واضح لنشر فكرة ريادة األعمال ضمن رؤية ورسالة الجامعات‪.‬‬
‫‪ ‬االنفصال التام بين أهداف التعليم الجامعي واألهداف التنموية للمجتمع المحيط‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف التوجه نحو وضع برامج واستراتيجيات لرعاية المبدعين والمبتكرين‪.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)461‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫ضعف الوعي بأهمية ريادة األعمال وقصور الجامعة في نشر ثقافة هذه الريادة بين‬ ‫‪‬‬
‫منتسبيها‪.‬‬
‫المشهد الثاني‪ :‬السياسات والتشريعات‪:‬‬
‫‪ ‬جمود اللوائح والبطء الشديد في اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫‪ ‬غياب اللوائح المنظمة للمشروعات الريادية للطالب‪.‬‬
‫المشهد الثالث‪ :‬الموارد البشرية‪:‬‬
‫‪ ‬نقص الكوادر المتخصصة في ريادة األعمال‪.‬‬
‫‪ ‬افتقاد الطالب للمعارف والسلوكيات والمهارات العلمية واإلبداعية‪.‬‬
‫‪ ‬غياب خطة واضحة مبنية على أسس علمية لتنمية المهارات الريادية للطالب‪.‬‬
‫‪ ‬عزوف الطالب وأعضاء هيئة التدريس عن المشاركة في المشروعات الريادية‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف الحوافز والمكافآت المالية لتشجيع الموارد البشرية لتبني األفكار‬
‫والمشروعات الريادية‪.‬‬
‫‪ ‬نقص المهارات التكنولوجية للموارد البشرية الجامعية للتعامل مع األجهزة والوسائل‬
‫التكنولوجية الحديثة‪.‬‬
‫المشهد الرابع‪ :‬القيادات الجامعية‪:‬‬
‫‪ ‬غياب الفكر الريادي لدى القيادات الجامعية‪.‬‬
‫‪ ‬سيادة البيروقراطية في تنفيذ اللوائح والقوانين التى تعطل أي فكر ريادي‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف اهتمام القيادات بتنمية روح المبادرات الريادية لدى الطالب‪.‬‬
‫‪ ‬سيادة العقلية الدوجماتية التي ال تقبل التجديد واإلبداع‪.‬‬
‫‪ ‬غياب الرؤية االستراتيجية المستقبلية لدى القيادات الجامعية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم سيادة الديموقراطية والعمل التعاوني والتشاركي في اإلدارة الجامعية‪.‬‬
‫‪ ‬االلتزام الحرفي باللوائح المنظمة للعمل‪.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)462‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫‪ ‬محاربة أي فكر إبداعي وابتكاري‪.‬‬
‫المشهد الخامس‪ :‬البنية التحتية والتكنولوجية‪:‬‬
‫‪ ‬ضعف البنية التحتية والتكنولوجية في الجامعات‪.‬‬
‫‪ ‬ندرة أو نقص التجهيزات واألجهزة التكنولوجية المتقدمة‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف الميزانية المخصصة ألغراض الصيانة‪.‬‬
‫‪ ‬ندرة المراكز المتخصصة في مجال الريادة وغياب تلك المراكز المتخصصة في‬
‫التعليم الريادي بالجامعات‪.‬‬
‫‪ ‬غياب حاضنات أعمال للمشروعات الريادية للطالب‪.‬‬
‫المشهد السادس‪ :‬التمويل‪:‬‬
‫‪ ‬استمرار ضعف الميزانية المخصصة لإلنفاق على التعليم والبحث العلمي واألنشطة‬
‫الريادية واالبتكارية مع استمرار أزمة كورونا‪.‬‬
‫‪ ‬االعتماد الكلي من ِقبل الجامعات المصرية على التمويل الحكومي فقط‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف إسهام القطاع الخاص في تمويل التعليم الجامعي نتيجة لضعف العالقة‬
‫ورداءة المخرجات التعليمية والبحثية ( عبد الوهاب‪.)60 ،2018 ،‬‬
‫‪ ‬سوء توزيع الموارد المالية‪ ،‬حيث أن المرتبات والمكافآت تلتهم النصيب األكبر منها‪.‬‬
‫‪ ‬عدم وجود ميزانية مخصصة لتنمية ريادة األعمال لدى الطالب‪.‬‬
‫المشهد السابع‪ :‬التعليم الريادي‪:‬‬
‫‪ ‬عدم قدرة الدولة على تحديث نظمها التعليمية في ظل استمرار تداعيات أزمة كورونا‪.‬‬
‫‪ ‬غياب مراكز التعليم الريادي بالجامعات المصرية‪.‬‬
‫‪ ‬تقليدية المناهج وضعف مواكبتها للتقدم العلمي والتكنولوجي‪.‬‬
‫‪ ‬االنفصال التام بين المناهج الدراسية الجامعية ومتطلبات سوق العمل‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف مواءمة المناهج الدراسية للمتغيرات واألزمات التي قد تطرأ على المستوى‬
‫المحلي والعالمي‪.‬‬
‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)463‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫‪ ‬افتقار التعليم الجامعي إلى التطبيقات العملية الفعالة المرتبطة بالمهارات الفنية في‬
‫البرامج والتخصصات العلمية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم دمج التعليم للريادة في المناهج الدراسية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم وجود مقررات دراسية تهتم بتنمية ثقافة ريادة األعمال بشكل كبير‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تدريب الطالب على ريادة األعمال أو حول كيفية تنفيذ المشروعات‪.‬‬
‫‪ ‬البيئة التعليمية غير مهيأة الستخدام التقنيات التعليمية والتكنولوجية الحديثة‬
‫واألنشطة الريادية (عبد الوهاب‪.)59 ،2018 ،‬‬
‫‪ -3‬تداعيات السيناريو االمتدادي‪:‬‬
‫في ضوء الفرضيات والمشاهد السابقة للسيناريو االمتدادي هناك مجموعة من‬
‫التداعيات المترتبة عليها‪ ،‬وهي على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ ‬استمرار التداعيات االجتماعية واالقتصادية لجائحة كورونا‪.‬‬
‫‪ ‬غياب سياسة واضحة ومحددة يمكن ترجمتها إلى خطط وبرامج إلدخال ريادة‬
‫األعمال ضمن رؤية وأهداف الجامعات المصرية‪.‬‬
‫‪ ‬االعتماد على ميزانية الدولة المخصصة للتعليم الجامعي دون البحث عن مصادر‬
‫إضافية وذاتية للتمويل‪.‬‬
‫‪ ‬غياب الوعي بثقافة وأهمية ريادة األعمال‪.‬‬
‫‪ ‬غياب الفكر الريادي لدى القيادة وأعضاء هيئة التدريس‪.‬‬
‫‪ ‬استمرار اللوائح والقوانين الحالية دون تعديلها وتطويرها بما يتناسب مع المتغيرات الحادثة‪.‬‬
‫‪ ‬استمرار ضعف المنظومة التعليمية بالجامعات المصرية دون بذل أي مجهود‬
‫لتطويرها بما يتناسب مع التقدم العلمي والتكنولوجي‪.‬‬
‫‪ ‬بقاء اإلمكانات التكنولوجية والبنية التحتية كما هي في الجامعات المصرية دون‬
‫تحديث وتطوير‪.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)464‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫عدم تلبية التعليم الجامعي لمتطلبات سوق العمل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬ضعف المهارات الريادية واإلبداعية والتكنولوجية لدى متخرجي الجامعات‬
‫المصرية‪.‬‬
‫‪ ‬عزوف الشباب الجامعي عن ممارسة ريادة األعمال‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تحفيز القيادة الجامعية لألفكار الريادية واالبتكارية والمشروعات الريادية لدى‬
‫الشباب الجامعي‪.‬‬
‫‪ ‬عدم توافر مراكز ووحدات خاصة للتعليم والتدريب الريادي‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬السيناريو اإلصالحي‪:‬‬
‫تعتمد فكرة هذا السيناريو على حدوث تحسن وإصالح وتعاف جزئي من التداعيات‬
‫االقتصادية واالجتماعية لجائحة كورونا المؤثرة على المجتمع المصري وممارسة‬
‫العمل والتعليم مع وجود اإلجراءات االحترازية‪ ،‬وهذا ينعكس بدوره على الجامعات‬
‫المصرية وذلك بافتراض تحسن واقع منظومة التعليم الجامعي وانتهاء حالة الجمود‬
‫المرتبطة بالسيناريو السابق واتخاذ خطوات نحو التطوير واإلصالح الجزئي‬
‫للمنظومة الجامعية كمحاولة لمواكبة المستجدات والمتغيرات الحادثة محليًا وعالميًا‪.‬‬
‫ويصاحب هذا السيناريو مجموعة من االفتراضات التي يمكن مع حدوثها أن تؤدي‬
‫إلى إصالح جزئي في المنظومة الجامعية لتبني الفكر الريادي وكمدخل لحل بعض‬
‫المشكالت االقتصادية واالجتماعية وتحقيق التنمية االقتصادية المنشودة من قِبل‬
‫الدولة‪ ،‬وفيما يلي وصف لتلك االفتراضات لهذا السيناريو ومشاهده وكذلك تداعياته‪:‬‬
‫‪ -1‬االفتراضات األساسية للسيناريو اإلصالحي‪:‬‬
‫حدوث تحسن تدريجي في األحوال المعيشية وتعاف جزئي من تداعيات جائحة‬ ‫‪-‬‬
‫كورونا االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫بداية ظهور الوعي عند أعضاء المجتمع الجامعي بثقافة وأهمية ريادة األعمال‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)465‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫التوجه المجتمعي نحو تدعيم وتبني فكر ريادة األعمال والمشروعات الريادية كبديل‬ ‫‪-‬‬
‫عن الوظائف الحكومية‪ ،‬وكحل لمشكلة البطالة المستفحلة في المجتمع المصري‪.‬‬
‫االستفادة من التقدم التكنولوجي وتقدم وسائل االتصاالت واستخدام اإلنترنت واألزمة‬ ‫‪-‬‬
‫التي أحدثتها جائحة كورونا في تحسين البنية التكنولوجية للبيئة الجامعية‪.‬‬
‫بدء القيادة الجامعية في تبني الفكر الريادي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫محاولة تحسين النظام التعليمي الجامعي؛ من حيث البدء في تطوير المناهج الدراسية‬ ‫‪-‬‬
‫وطرق التدريس واالعتماد على غرس مهارات ريادة األعمال لدى الشباب الجامعي‪.‬‬
‫تنمية مهارات استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة ووسائل التواصل المختلفة عبر‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنترنت‪.‬‬
‫زيادة نسبية في الميزانية المخصصة من الدولة للتعليم الجامعي ولكن مع استمرار‬ ‫‪-‬‬
‫االعتماد على التمويل الحكومي دون االعتماد والبحث عن مصادر بديلة للتمويل‪.‬‬
‫اعتبار المنافسة العالمية المحك لتطوير النظام الجامعي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إدراك الدولة ألهمية االستثمار المبني على البحث العلمي واالبتكار واإلبداع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫محاولة دمج التعليم الريادي ضمن المناهج الجامعية وعرض خبرات وتجارب محلية‬ ‫‪-‬‬
‫وإقليمية وعالمية ناجحة في مجال ريادة األعمال‪.‬‬
‫محاولة االستفادة من تجارب الدول المتقدمة في التعافي من أزمة جائحة كورونا في‬ ‫‪-‬‬
‫تحسين أوضاع النظام الجامعي‪.‬‬
‫تحسن في المناخ الجامعي واألخذ باألسلوب الديموقراطي ومشاركة جميع األطراف‬ ‫‪-‬‬
‫المجتمعية في صنع القرار‪.‬‬
‫البدء في وضع خطط استراتيجية وخطط بديلة واضحة ومحددة ومرنة إلصالح‬ ‫‪-‬‬
‫المنظومة الجامعية ومواجهة األزمات التي قد تطرأ على المجتمع المصري‪.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)466‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫‪ -2‬وصف مشاهد السيناريو‪:‬‬
‫يفترض هذا السيناريو أن تحاول الجامعات المصرية توفير بعض مقومات ريادة‬
‫األعمال التقليدية والرقمية‪ ،‬وأن تخطو بعض الخطوات الجادة إلصالح المنظومة‬
‫الجامعية لمواجهة األزمات الطارئة على المجتمع المصري‪ ،‬وذلك من خالل مجموعة‬
‫المشاهد التالية‪:‬‬
‫المشهد األول‪ :‬فلسفة وأهداف التعليم الجامعي‪:‬‬
‫‪ ‬البدء في صياغة فلسفة وأهداف واضحة ومحددة للنظام الجامعي مرتبطة مع عالم‬
‫العمل المتغير وقابلة للتطبيق على أرض الواقع‪.‬‬
‫‪ ‬مراعاة المرونة في وضع األهداف بحيث يمكن تغييرها وفقًا للتغيرات والمستجدات‬
‫الحادثة محليًا وإقليميًا وعالميًا‪.‬‬
‫‪ ‬البدء في وضع فكر ريادة األعمال ضمن رؤية ورسالة الجامعات‪.‬‬
‫‪ ‬وجود نوع من الترابط بين استراتيجيات وأهداف الجامعة والخطط التنموية للمجتمع‬
‫المصري‪.‬‬
‫‪ ‬البدء في وضع الخطط البديلة المستقبلية لمواجهة األزمات الطارئة على النظام‬
‫الجامعي‪.‬‬
‫‪ ‬تبني فلسفة التعليم والتدريب الريادي في النظام الجامعي‪.‬‬
‫‪ ‬تنامي الوعي لدى أعضاء المجتمع الجامعي بأهمية ريادة األعمال ومحاولة نشر ثقافتها‪.‬‬
‫‪ ‬التوجه نحو وضع برامج لرعاية المبدعين وأصحاب الفكر الريادي من الشباب الجامعي‪.‬‬
‫المشهد الثاني‪ :‬السياسات والتشريعات‪:‬‬
‫‪ ‬إعادة النظر في القوانين واللوائح المنظمة للعمل الجامعي‪.‬‬
‫‪ ‬توفير المرونة في وضع القوانين واللوائح المنظمة للعمل الجامعي بما يتواءم مع ما‬
‫يطرأ على المجتمع من مستجدات ومتغيرات‪.‬‬
‫‪ ‬وضع قوانين أو لوائح تضمن حقوق الملكية الفكرية وبراءات االختراع‪.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)467‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫‪ ‬البدء في وضع لوائح منظمة للمشروعات الريادية للطالب‪.‬‬
‫المشهد الثالث‪ :‬الموارد البشرية‪:‬‬
‫‪ ‬زيادة ملحوظة في أعداد الكوادر المتخصصة في ريادة األعمال‪.‬‬
‫‪ ‬وضع خطة لتنمية المهارات الريادية لدى الطالب‪.‬‬
‫‪ ‬توجه أعضاء هيئة التدريس والطالب نحو المشاركة في المشروعات الريادية‪.‬‬
‫‪ ‬وضع خطة تدريبية لتدريب الطالب وأعضاء هيئة التدريس على استخدام األجهزة‬
‫والوسائل التكنولوجية الحديثة ووسائل التواصل عبر شبكات اإلنترنت وكيفية تصميم‬
‫المواقع‪.‬‬
‫المشهد الرابع‪ :‬القيادات الجامعية‪:‬‬
‫‪ ‬التوجه االستراتيجي من قبل القيادات الجامعية باالهتمام بنشر ثقافة ريادة األعمال‬
‫بين منتسبي الجامعة‪.‬‬
‫‪ ‬اهتمام القيادات الجامعية بتنمية المبادرات الريادية لدى الطالب‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم القيادات الجامعية الدعم المادي والمعنوي للطالب الرياديين‪.‬‬
‫‪ ‬حرص القيادة الجامعة على توفر المناخ الجامعي المشجع على االبتكار واإلبداع‪.‬‬
‫المشهد الخامس‪ :‬البنية التحتية والتكنولوجية‪:‬‬
‫‪ ‬تحسن ملحوظ في النية التحتية والتكنولوجية للجامعات‪.‬‬
‫‪ ‬توفير التجهيزات واألجهزة التكنولوجية الحديثة‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة ملحوظة في الميزانية المخصصة لصيانة األجهزة والتجهيزات‪.‬‬
‫‪ ‬وجود مراكز متخصصة لدعم االبتكار وريادة األعمال بالجامعات‪.‬‬
‫‪ ‬وجود بعض المراكز لتعليم مهارات ريادة األعمال‪.‬‬
‫‪ ‬وجود حاضنات أعمال للمشروعات الريادية للطالب‪.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)468‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫المشهد السادس‪ :‬التمويل‪:‬‬
‫‪ ‬زيادة نسبية في الميزانية المخصصة من الجامعة لتمويل األنشطة الريادية‬
‫واالبتكارية‪.‬‬
‫‪ ‬وجود بعض اإلسهامات من القطاع الخاص في تمويل التعليم الجامعي‪.‬‬
‫‪ ‬التوجه نحو محاولة توفير مصادر بديلة للتمويل من خالل تقديم االستشارات‬
‫والخدمات بمقابل مادي لجميع قطاعات المجتمع‪.‬‬
‫المشهد السابع‪ :‬التعليم الريادي‪:‬‬
‫‪ ‬تحقق تحسن ملحوظ في تحديث النظام التعليمي الجامعي مواكبة ألزمة كورونا‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة النظر في المناهج الدراسية ومحاولة المواءمة بين الموضوعات الدراسية‬
‫ومتطلبات سوق العمل‪.‬‬
‫‪ ‬محاولة التوازن بين الجانبين النظري والتطبيقي‪.‬‬
‫‪ ‬تضمين مهارات ريادة األعمال داخل المقررات الدراسية الجامعية‪.‬‬
‫‪ ‬توفر تدريب للطالب على ريادة األعمال وكيفية تنفيذ المشروعات الريادية‪.‬‬
‫‪ ‬وجود التعليم عبر وسائل التواصل المختلفة والمنصات التعليمية الجامعية نتيجة لما‬
‫فرضته جائحة كورونا من ضرورة لمثل هذا النوع من التعليم بجانب التعليم‬
‫التقليدي‪.‬‬
‫‪ -3‬تداعيات السيناريو اإلصالحي‪:‬‬
‫سا على الفرضيات والمشاهد السابقة يمكن تصور مجموعة من التداعيات‬
‫تأسي ً‬
‫المحتملة المترتبة على األخذ بالسيناريو اإلصالحي‪ ،‬على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ ‬ظهور الوعي لدى القيادات الجامعية والمجتمع بأهمية ريادة األعمال ودورها في‬
‫تحقيق التنمية االقتصادية المنشودة‪.‬‬
‫‪ ‬وضع سياسة واستراتيجيات واضحة إلدراج ريادة األعمال ضمن رؤية وأهداف‬
‫الجامعات المصرية‪.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)469‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫‪ ‬وضع خطة استراتيجة للبحث العلمي والريادة واالبتكار مع وضع األهداف التنموية‬
‫للمجتمع في االعتبار‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة دعم الجامعة للمشروعات الريادية‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة الموارد المالية المخصصة للتعليم الجامعي‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة فرص مشاركة القطاع الخاص في تمويل المشروعات الريادية‪.‬‬
‫‪ ‬وجود قيادات جامعية تؤمن بالفكر الريادي والتطوير والتجديد‪.‬‬
‫‪ ‬وضع قوانين ولوائح مرنة تتناسب مع المتغيرات واألزمات الحادثة في المجتمع‪،‬‬
‫وتيسر سير العمل الجامعي‪.‬‬
‫‪ ‬وجود تحسن ملحوظ في منظومة العملية التعليمية بالجامعات المصرية بما يتناسب‬
‫والتقدم العلمي والتكنولوجي‪.‬‬
‫‪ ‬التوجه نحو استخدام الوسائل التكنولوجية واألجهزة التكنولوجية الحديثة ووسائل‬
‫التواصل الفعال عبر شبكات اإلنترنت‪.‬‬
‫تلبية التعليم الجامعي لمتطلبات سوق العمل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬تحسن المهارات الريادية واإلبداعية والتكنولوجية لدى متخرجي الجامعات‬
‫المصرية‪.‬‬
‫‪ ‬إقبال الشباب الجامعي على ممارسة ريادة األعمال‪.‬‬
‫‪ ‬تحفيز القيادة الجامعية لألفكار الريادية واالبتكارية والمشروعات الريادية لدى‬
‫الشباب الجامعي‪.‬‬
‫‪ ‬توافر مراكز ووحدات خاصة للتعليم والتدريب الريادي‪.‬‬
‫‪ -4‬صعوبات تنفيذ السيناريو اإلصالحي‪:‬‬
‫قد يواجه هذا السيناريو مجموعة من الصعوبات التي قد تحول دون تنفيذه‪ ،‬ومنها ما يلي‪:‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)470‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫‪ ‬استمرار تداعيات السيناريو االمتدادي باستمرار جائحة كورونا مع عدم استقرار‬
‫األوضاع االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬مقاومة القيادات والمسئولين ألي فكر إصالحي أو تجديدي‪.‬‬
‫‪ ‬محدودية الميزانية المخصصة وعدم وفائها بمتطلبات اإلصالح الجامعي المنشود‪.‬‬
‫‪ ‬البيروقراطية اإلدارية والبطء في اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف الوعي المجتمعي بثقافة وأهمية ريادة األعمال مع التمسك بالوظائف الحكومية‪.‬‬
‫‪ ‬اإلبقاء على اإلمكانات المادية والبنية التكنولوجية الحالية دون تطوير‪.‬‬
‫ثالثاا‪ :‬السيناريو االبتكاري‪( :‬سيناريو الوصول إلى ريادة األعمال الرقمية ومقوماتها) ‪:‬‬
‫ينطلق هذا السيناريو من فكرة أساسية أال وهي إحداث تغيير جذري وشامل في المجتمع‬
‫المصري ومنظومة التعليم الجامعي من خالل إعادة النظر في جميع عناصر هذه‬
‫المنظومة وإجراء إصالح كلي وجذري لها بحيث يكون ذلك التعليم ذا نظرة مستقبلية‬
‫واستعدادًا لمواجهة أية تطورات ومتغيرات وأزمات عالمية وإقليمية ومحلية‪ ،‬وأن يكون‬
‫قادرا على المنافسة العلمية والتكنولوجية مع أرقى الجامعات العالمية‪.‬‬
‫ً‬
‫وذلك من خالل االستفادة من أزمة كورونا ‪-‬واألزمات الحادثة‪ -‬على أن تكون هذه‬
‫األزمات قوة دافعة وليست مثبطة ومحدثة لهذه التغيرات‪ ،‬وأن يكون التعليم الجامعي‬
‫كذلك مواكبًا للثورة العلمية والتكنولوجية والتي ظهر دورها المحوري في القدرة على‬
‫إدارة أزمة جائحة كورونا بنجاح كبير‪ ،‬وينطوي هذا السيناريو على الحلم والرؤية‬
‫المستقبلية نحو توجه الجامعات المصرية إلى ريادة األعمال الرقمية وتعزيزها‪ ،‬وذلك‬
‫للتغلب على عقبات ريادة األعمال التقليدية من ناحية‪ ،‬ومواكبة التقدم التكنولوجي وتوجه‬
‫الدولة نحو التحول الرقمي من ناحية أخرى‪ ،‬وفيما يلي وصف لهذا السيناريو من حيث‬
‫االفتراضات والمشاهد والتداعيات وكذلك متطلبات وآليات وصعوبات تنفيذه‪.‬‬
‫‪ -1‬االفتراضات األساسية للسيناريو االبتكاري‪:‬‬
‫هناك مجموعة من االفتراضات التي يستند عليها هذا السيناريو ومنها ما يلي‪:‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)471‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫‪ ‬إنتهاء أزمة كورونا وتداعياتها االجتماعية واالقتصادية على المجتمع المصري‬
‫وحدوث تعافي كلي وعودة الحياة لطبيعتها كما كانت وممارسة كافة األنشطة‬
‫التعليمية واالقتصادية والتجارية واالجتماعية بدون أية إجراءات احترازية‪.‬‬
‫‪ ‬تطور البنية التحتية والتكنولوجية للجامعات المصرية‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد الجامعات على استخدام التكنولوجيا الحديثة وأحدث وسائل االتصال في‬
‫التعليم واإلدارة الجامعية‪.‬‬
‫‪ ‬وجود التعليم الهجين في الجامعات والذي يقوم على الدمج بين التعليم التقليدي‬
‫والتعليم اإللكتروني وكذلك التدريب اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ ‬ظهور الوعي المجتمعي بأهمية العلم والفكر الريادي واالبتكاري إلحداث التقدم‬
‫المنشود‪.‬‬
‫‪ ‬توجه الجامعات نحو تعزيز ريادة األعمال الرقمية لدى شبابها ‪.‬‬
‫‪ ‬وجود قيادات جامعية تؤمن بالفكر الريادي واإلبداعي‪.‬‬
‫‪ ‬وجود سياسات واستراتيجيات داعمة لريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية‪.‬‬
‫‪ -2‬وصف مشاهد السيناريو االبتكاري‪:‬‬
‫يقوم السيناريو الحالي على عدة مشاهد تركز على التغييرات الجوهرية التي يمكن أن‬
‫تحدث في منظومة التعليم الجامعي لتعزيز ريادة األعمال الرقمية‪ ،‬ويمكن تصور هذه‬
‫المشاهد على النحو التالي‪:‬‬
‫المشهد األول‪ :‬فلسفة وأهداف التعليم الجامعي‪:‬‬
‫تغييرا في فلسفتها وأهدافها وأن‬
‫ً‬ ‫ولتحقيق هذا المشهد ينبغي على الجامعات أن تحدث‬
‫تضع في اعتبارها مجموعة من األهداف لتوفير وتعزيز مقومات ريادة األعمال الرقمية‬
‫وتسعى إلى تحقيقها‪ ،‬ومن هذه األهداف ما يلي‪:‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)472‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫‪ ‬الترابط بين أهداف واستراتيجيات الجامعات وأهداف التنمية الشاملة المقصودة‬
‫للمجتمع المصري‪.‬‬
‫‪ ‬صياغة فلسفة وأهداف واضحة ومحددة للتعليم الجامعي مرتبطة مع عالم العمل‬
‫المتغير وقابلة للتطبيق على أرض الواقع‪.‬‬
‫‪ ‬مرونة األهداف المصاغة ومواكبتها للتغيرات والمستجدات الحادثة محليًا وإقليميًا‬
‫وعالميًا‪.‬‬
‫‪ ‬وضع فلسفة التحول الرقمي للجامعات المصرية ضمن األهداف الرئيسة للجامعات‪.‬‬
‫‪ ‬تضمين ريادة األعمال الرقمية ضمن رؤية ورسالة الجامعات‪.‬‬
‫‪ ‬ظهور التعليم والتدريب الريادي الرقمي في التعليم الجامعي‪.‬‬
‫‪ ‬انتشار الوعي لدى أعضاء المجتمع الجامعي بأهمية ودور ريادة األعمال الرقمية في‬
‫دعم التنمية المنشودة للمجتمع المصري‪.‬‬
‫‪ ‬وضع برامج لرعاية المبدعين وأصحاب الفكر الريادي من الشباب الجامعي‪ ،‬من‬
‫خالل استقطاب األفكار الجديدة والمبدعة سواء من الطالب أو شباب الباحثين‪.‬‬
‫المشهد الثاني‪ :‬السياسات والتشريعات‪:‬‬
‫سا‬
‫ثمة متطلبات ينبغي توفرها في السياسات والتشريعات لكي تصبح مقو ًما أسا ً‬
‫لريادة األعمال الرقمية‪ ،‬ومنها إعادة النظر في القوانين واللوائح المنظمة للعمل الجامعي‬
‫واستبعاد كل ما يعوق سير العمل واإلبداع واالبتكار‪ ،‬ووضع مجموعة من السياسات‬
‫والتشريعات الداعمة لريادة األعمال الرقمية‪ ،‬ومنها ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬وضع قوانين ولوائح مرنه منظمة للعمل الجامعي تتواءم مع ما يطرأ على المجتمع‬
‫من مستجدات وتغيرات‪.‬‬
‫‪ ‬توفر قوانين و لوائح تضمن حقوق الملكية الفكرية وبراءات االختراع‪.‬‬
‫‪ ‬وجود سياسات منظمة للمشروعات الريادية الرقمية للطالب وشباب الباحثين‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيل نظم المحاسبية والحوكمة الجامعية‪.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)473‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫‪ ‬وضع لوائح خاصة بعقود الشراكة بين الجامعات والقطاع الخاص‪ ،‬لضمان حقوق‬
‫كال الطرفين وإلزامهما بتنفيذ ما ينص عليه العقد‪.‬‬
‫المشهد الثالث‪ :‬الموارد البشرية‪:‬‬
‫العنصر البشري من أعضاء هيئة تدريس وطالب وصغار الباحثين؛ هم األساس‬
‫لنجاح ريادة األعمال الرقمية واألساس في البحث العلمي‪ ،‬ولذلك يجب تذليل أية عقبات‬
‫تقف أمام الفكر الريادي اإلبداعي االبتكاري بحيث ال ينشغل الطالب إال بالبحث وتنفيذ‬
‫أفكارهم ومشروعاتهم الريادية‪ ،‬وال يفكروا في أي شيء يقف عائقًا أمام إبداعهم‪ ،‬وفيما‬
‫يلي مجموعة من المتطلبات الواجب توافرها في الجامعات لدعم ريادة األعمال الرقمية‬
‫لدى طالبها‪:‬‬
‫‪ ‬وفرة في الكوادر المتخصصة وذوي الخبرة في مجال ريادة األعمال والتسويق الرقمي‪.‬‬
‫‪ ‬وجود خطة لتنمية المهارات الريادية والتسويقية الرقمية لدى الطالب‪.‬‬
‫‪ ‬إقبال الطالب وصغار الباحثين نحو المشاركة في المشروعات الريادية الرقمية‪.‬‬
‫‪ ‬توفر خطة تدريبية لتدريب الطالب وصغار الباحثين وأعضاء هيئة التدريس على‬
‫كيفية استخدام األجهزة والوسائل التكنولوجية الحديثة ووسائل التواصل عبر شبكات‬
‫اإلنترنت وكيفية تصميم المواقع‪.‬‬
‫المشهد الرابع‪ :‬القيادات الجامعية‪:‬‬
‫القيادات الجامعية هي العنصر األساس في نجاح أو فشل منظومة العمل الجامعي‬
‫وهي القوة الدافعة أو المعوقة ألي تطوير أو تغيير‪ ،‬ومن المقومات األساسية لريادة‬
‫األعمال الرقمية القيادة الريادية صاحبة الفكر الثوري االبتكاري التجديدي‪ ،‬ومن مالمح‬
‫هذا المشهد ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬وجود قيادات جامعية ذات فكر ريادي ورؤي استراتيجية واضحة إلحداث التغيير‬
‫والتطوير المنشود‪.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)474‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫‪ ‬اهتمام القيادات الجامعية بنشر ثقافة ريادة األعمال بين منتسبي الجامعة‪.‬‬
‫‪ ‬دعم القيادات الجامعية للمبادرات الريادية الرقمية لدى الطالب‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم القيادات الجامعية الدعم المادي والمعنوي للطالب الرياديين‪.‬‬
‫‪ ‬توفر قيادة جامعية محفزة على االبتكار واإلبداع‪.‬‬
‫‪ ‬توفر خطة تدريبية لتدريب القيادات الجامعية على األساليب اإلدارية الحديثة ونظم‬
‫تكنولوجيا المعلومات‪.‬‬
‫المشهد الخامس‪ :‬البنية التحتية والتكنولوجية‪:‬‬
‫ولكي تواكب البنى التحتية والتكنولوجيا ريادة األعمال الرقمية ينبغي أن يحدث تطور‬
‫هائل فيها يتناسب وحجم األنشطة الريادية المنشودة ويتوقع أن تتفوق في التحول الرقمي‬
‫في إدارة أعمالها‪ ،‬ومن مظاهر ذلك ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬توفر أحدث األجهزة التكنولولوجية ووسائل االتصاالت الحديثة لتيسير األعمال‬
‫البحثية واإلدارية بالجامعات المصرية‪.‬‬
‫‪ ‬رصد ميزانية مخصصة لصيانة األجهزة والتجهيزات‪.‬‬
‫‪ ‬توفر الفنيين المهرة لصيانة هذه األجهزة‪.‬‬
‫‪ ‬توفر مد خطوط الفايبر وخدمة المايكروويف في جميع الجامعات المصرية‪.‬‬
‫‪ ‬وجود مراكز متخصصة ووحدات لدعم االبتكار وريادة األعمال في جميع كليات‬
‫الجامعات المصرية‪.‬‬
‫‪ ‬توفر مراكز للتعليم والتدريب على مهارات ريادة األعمال الرقمية‪.‬‬
‫‪ ‬توفر حاضنات أعمال تقليدية ورقمية للمشروعات الريادية الرقمية للطالب‪.‬‬
‫المشهد السادس‪ :‬التمويل‪:‬‬
‫يعتبر دعم ريادة األعمال الرقمية بالجامعات والتحول إلى جامعات ريادية من أهم‬
‫مصادر توفير التمويل للتعليم الجامعي وتحقيق التنمية االقتصادية للمجتمع‪ ،‬ولكن في‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)475‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫البداية فإن تعزيز ريادة األعمال الرقمية في الجامعات يحتاج لزيادة الميزانية كمقوم‬
‫أساس ‪ ،‬وبالتالي فهناك عدة متطلبات ينبغي توفرها فيما يخص التمويل وهي كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬زيادة الميزانية المخصصة من قبل الدولة للتعليم الجامعي‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة الميزانية المخصصة من الجامعة لتمويل األنشطة الريادية واالبتكارية‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة إسهامات القطاع الخاص في تمويل التعليم الجامعي‪.‬‬
‫‪ ‬توفر مصادر بديلة للتمويل من خالل تقديم االستشارات والخدمات بمقابل مادي‬
‫لجميع قطاعات المجتمع وكذلك االستفادة من كل الوحدات ذات الطابع الخاص‬
‫والوحدات اإلنتاجية بالجامعة‪.‬‬
‫المشهد السابع‪ :‬التعليم الريادي‪:‬‬
‫يُعد تعليم مهارات ريادة األعمال الرقمية والتفكير اإلبداعي واالبتكاري لطالب‬
‫سا لتعزيز ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية‪ ،‬ومن مالمح‬
‫الجامعات متطلبًا أسا ً‬
‫هذا المشهد فيما يخص التعليم الريادي الرقمي ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬شيوع التعليم الهجين في الجامعات المصرية‪ ،‬الذي يجمع بين التقليدي والرقمي‬
‫كنتيجة طبيعية أفرزتها جائحة كورونا‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد التعليم الرقمي والتدريب اإللكتروني واالعتراف بشهادتهما‪.‬‬
‫‪ ‬وجود مقررات خاصة بتعليم ريادة األعمال التقليدية والرقمية ضمن مناهج التعليم‬
‫الجامعي‪.‬‬
‫‪ ‬االعتماد على أحدث الوسائل التكنولوجية في التعليم‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد التعليم عبر وسائل التواصل المختلفة والمنصات التعليمية الجامعية‪.‬‬
‫‪ -3‬تداعيات السيناريو االبتكاري‪:‬‬
‫في ضوء األوضاع والمشاهد السابقة للسيناريو االبتكاري يمكن استنتاج بعض‬
‫التداعيات المحتملة لهذا السيناريو‪ ،‬على النحو التالي‪:‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)476‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫‪ ‬زيادة الوعي بأهمية ودور ريادة األعمال الرقمية في تحقيق أهداف التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية المنشودة‪.‬‬
‫‪ ‬تخريج جيل من الباحثين قادر على المنافسة العالمية ذي مهارات إبداعية وابتكارية‬
‫عالية‪.‬‬
‫‪ ‬التحول الرقمي المنشود للجامعات المصرية مواكبًة للمستجدات العالمية ورؤية‬
‫الدولة االستراتيجية‪.‬‬
‫‪ ‬وجود كوادر متخصصة على أعلى مستوى في مجال ريادة األعمال الرقمية‪.‬‬
‫‪ ‬القضاء على مشكلة البطالة بين الشباب الجامعي‪.‬‬
‫‪ ‬تحسن الوضع االقتصادي للباحثين ورواد األعمال‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة الميزانية المخصصة من قبل الدولة لإلنفاق على التعليم الجامعي والبحث‬
‫العلمي‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق التمويل الذاتي للجامعات المصرية من خالل زيادة مواردها المادية من‬
‫المشروعات الريادية لطالبها وباحثيها ويترتب على ذلك تحقيق االكتفاء الذاتي‬
‫لمجتمعاتها إضافة إلى تحقيق االستقالل المالي لها‪.‬‬
‫‪ ‬التحسن الفائق في البنية التحتية والتكنولوجية للجامعات المصرية‪.‬‬
‫‪ ‬االعتماد على استخدام أحدث الوسائل واألجهزة التكنولوجية الحديثة‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد التعليم والتدريب اإللكتروني بالجامعات المصرية جنبًا إلى جنب مع التعليم‬
‫والتدريب التقليدي‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة خبرات جميع منتسبي الجامعات المصرية في التعامالت الرقمية‪.‬‬
‫‪ ‬وجود حاضنات تقليدية ورقمية لألفكار واألعمال اإلبداعية داخل كل كلية من‬
‫كليات الجامعات المصرية على اختالف التخصصات العلمية‪.‬‬
‫‪ ‬وجود مراكز معتمدة بالجامعات المصرية للتعليم والتدريب على ريادة األعمال الرقمية‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة عقود الشراكة بين الجامعات والقطاع الخاص‪.‬‬
‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)477‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫د‪ -‬متطلبات تنفيذ السيناريو االبتكاري وآليات تحقيق مقومات ريادة األعمال الرقمية‪:‬‬
‫ولتنفيذ هذا السيناريو هناك بعض المتطلبات األساسية التي ينبغي توفرها وهي على‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫‪ ‬إعادة النظر في كافة عناصر منظومة التعليم الجامعي من مدخالت وعمليات‬
‫ومخرجات إلحداث التطوير المنشود‪.‬‬
‫‪ ‬وضع ريادة األعمال الرقمية ضمن الخطة االستراتيجية للجامعات المصرية‪.‬‬
‫‪ ‬اختيار قيادات جامعية واعية تؤمن بالتغيير والتطوير‪ ،‬ذوي رؤية مستقبلية قادرة‬
‫على االستفادة من األزمات والبحث عن الخيارات االستراتيجية للخروج من‬
‫األزمات الحادثة دون حدوث تأثير كبير على سير العمل التعليمي والبحثي‬
‫واإلداري‪.‬‬
‫‪ ‬االهتمام بنشر الوعي بأهمية ريادة األعمال التقليدية والرقمية ودورها في تحقيق‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية وحل مشكالت المجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬وجود بنية تحتية وتكنولوجية قوية‪.‬‬
‫‪ ‬توفير المناخ والبيئة الجامعية المشجعة على االبتكار واإلبداع‪.‬‬
‫‪ ‬حماية حقوق الملكية الفكرية لالبتكارات الخاصة بالمشروعات الريادية الرقمية‪.‬‬
‫‪ ‬اإلعفاء الضريبي للمشروعات الريادية الرقمية لتحفيز الشباب الجامعي على اإلقبال‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪ ‬تعديل اللوائح والمقررات الدراسية والمناهج وإدراج التعليم الريادي التقليدي‬
‫والرقمي ضمن هذه المقررات‪.‬‬
‫‪ ‬تعليم المهارات الرقمية والريادية لجميع منسوبي الجامعات المصرية‪.‬‬
‫‪ ‬االهتمام بتطوير تفكير الشباب الجامعي من التركيز على صنع الفرص ً‬
‫بدال عن‬
‫استغاللها فقط‪.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)478‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫‪ ‬نشر تجارب وخبرات الدول المتقدمة ذات االقتصادات المعتمدة على ريادة األعمال‬
‫بنوعيها التقليدي والرقمي‪ ،‬واالستفادة من هذه التجارب وتفعيلها لدعم المبدعين‪.‬‬
‫‪ ‬التخلي عن البيروقراطية والروتين اإلداري واستخدام أحدث النظم اإلدارية التي‬
‫توفر الوقت والجهد والمال‪.‬‬
‫‪ ‬تحفيز قطاعات المجتمع اإلنتاجية على إبرام صفقات وعقود شراكة مع الجامعات‬
‫وحدوث تبادل منفعة مع الطرفين من حيث تقديم الجامعات المشورة والخبرة لهذه‬
‫القطاعات‪ ،‬واحتضان هذه القطاعات لألفكار والمشروعات الريادية للشباب الجامعي‬
‫وتقديم الدعم المالي‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم الجامعات المكافأت والجوائز لتشجيع المبتكرين ورواد األعمال من الطالب‬
‫وشباب الباحثين‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء منصة إلكترونية خاصة بكل جامعة لدعم مبادرات ريادة األعمال الرقمية‬
‫وتقديم كل المساعدات الالزمة لتنفيذ تلك المبادرات والمشروعات الريادية وتذليل‬
‫الصعوبات‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء مواقع خاصة بالجامعات المصرية للتسويق اإللكتروني للمشروعات الريادية‪.‬‬
‫‪ ‬تخصيص جائزة سنوية من قبل الدولة ألفضل مشروع ريادي رقمي للشباب‬
‫الجامعي‪.‬‬
‫‪ ‬التوسع في إجراء بحوث علمية في مجال االقتصاد الرقمي وكيفية تنظيم‬
‫المشروعات الرقمية‪ ،‬وفهم الفروق الدقيقة للحوكمة الرقمية والمواطنة الرقمية‬
‫وأهميتها في تنظيم بيئة المشروعات والمبادرات الريادية‬
‫)‪.(Sahut, et. al, 2021, 15-16‬‬
‫‪ -5‬صعوبات تنفيذ السيناريو االبتكاري‪:‬‬
‫هناك مجموعة من الصعوبات المحتملة التي يمكن أن تعوق تنفيذ السيناريو‬
‫االبتكاري منها‪:‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)479‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫‪ ‬استمرار تداعيات جائحة كورونا االجتماعية واالقتصادية مع حدوث أزمة اقتصادية‬
‫عالمية تحول دون حدوث التطوير والنهضة المأمولة‪.‬‬
‫‪ ‬وجود قيادات دوجماتية ال تؤمن بأي تغيير أو تقدم تكنولوجي‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف كفاءة الموارد البشرية الجامعية؛ وذلك نتيجة لضعف تأهيلهم وتدريبهم علميًا‬
‫وفنيًا وتكنولوجيًا‪.‬‬
‫‪ ‬استمرار ضعف البنية التحتية والتكنولوجية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم توفر مراكز للتعليم والتدريب على ريادة األعمال الرقمية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تحقيق رؤية الدولة نحو التحول الرقمي لجميع مؤسسات الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬استمرار االعتماد الكلي على التمويل الحكومي مع عدم بذل أي مجهود نحو البحث‬
‫عن بدائل للتمويل‪.‬‬
‫‪ ‬استمرار التعلق المجتمعي بالوظائف الحكومية والعزوف عن فكر ريادة األعمال‪.‬‬
‫‪ ‬استمرار سياسة الروتين والبيروقراطية اإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬غياب المحاسبية والحوكمة اإلدارية‪.‬‬
‫ومن معوقات ريادة األعمال الرقمية كما أوضحتها دراسة ‪(Vineela , 2018,‬‬
‫)‪ : 445‬القرصنة؛ ألن أصحاب المشروعات الريادية الرقمية يتعاملون مع منتجات‬
‫رقمية‪ ،‬ولقد عرضت نتائج دراسة بعنوان "قرصنة البرمجيات العالمية" أجريت عام‬
‫‪ ،2016‬وتوصلت إلى أن معدل القرصنة العالمي هو ‪ ،%35‬والخسائر التي وقعت‬
‫بسبب القرصنة أكثر من ‪ 34‬مليار دوالر أمريكي‪.‬‬
‫رابعاا‪ :‬المفاضلة بين السيناريوهات الثالث واختيار السيناريو األفضل‪:‬‬
‫يتضح من خالل العرض السابق للسيناريوهات الثالث أن السيناريو االبتكاري أفضل‬
‫من السيناريوهين اإلصالحي( الذي ال يقوم بتغير شامل وجذري لمنظومة التعليم الجامعي‬
‫وهذا ال يناسب ريادة األعمال الرقمية) واالمتدادي( فهو سيناريو غير مرغوب فيه ألنه‬
‫استمرارا لألوضاع المجتمعية) لتحقيق الهدف من الدراسة حيث إنه السيناريو الحلم‬
‫ً‬ ‫يمثل‬
‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)480‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫الذي ينطوي على الرؤية المستقبلية لدعم وتعزيز ريادة األعمال الرقمية في الجامعات‬
‫المصرية وقيامها بدورها في التنمية االقتصادية واالجتماعية للمجتمع المصري‪ ،‬وتنافس‬
‫الجامعات المتقدمة بشبابها وباحثيها وتحقيق التمويل الذاتي لها وأن تصبح مصدر لتمويل‬
‫والمشاركة في المشروعات الخدمية واإلنتاجية في مجتمعاتها وسبب رئيس في نهضة‬
‫ً‬
‫عمال يتطلب بذل المزيد من الجهد‬ ‫الدولة وتحقيق رؤيتها االستراتيجية‪ ،‬وإن كان هذا‬
‫واإلخالص فهو قابل للتحقيق بجهود كوادر الجامعات البحثية المتميزة وتمشيًا مع ما‬
‫فرضته جائحة كورونا من التسريع في استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصال في التعليم‬
‫والتدريب وكذلك ممارسة األعمال‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫صة في‬
‫أمرا ضروريًا‪ ،‬خا ً‬
‫إن التحول من ريادة األعمال التقليدية إلى رقمية أصبح ً‬
‫ظل التحديات والتغيرات المجتمعية والمحلية ومواكبًة مع ما أحدثته جائحة كورونا من‬
‫ضرورة التوجه والتحول الرقمي في التعليم والتدريب والعمل‪ ،‬وهذا التحول بحاجة ماسة‬
‫إلى إعادة هندسة المنظومة الجامعية وإحداث تغير في نوعية القوى البشرية من ناقلين‬
‫للمعرفة إلى مبدعين ومبتكرين‪ ،‬من مستهلكين إلى منتجين‪ ،‬من عقلية دوجماتية ال تؤمن‬
‫بأي تغيير إلى عقلية مرنة ذات رؤية استراتيجية تؤمن بالتطوير والتقدم التكنولوجي‬
‫الحادث في العالم أجمع وذلك لتحقيق التميز والريادة‪.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)481‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫المراجع‬
‫ا‬
‫أوال‪ :‬المراجع العربية‪:‬‬
‫‪ -1‬األمانة العامة التحاد الغرف العربية (‪ :)2020‬اآلثار االقتصادية واالجتماعية لفيروس‬
‫كورونا المستجد على الوطن العربي‪ ،‬إبريل‪.‬‬
‫‪ -2‬األمم المتحدة (‪ :)2018‬ريادة األعمال إلحداث التحول الهيكلي ‪-‬بعيدًا عن واقع سير‬
‫نموا ‪ ،‬مؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية‬
‫األعمال كالمعتاد‪ ،‬تقرير أقل البلدان ً‬
‫"األونكتاد"‪.‬‬
‫‪ -3‬أمين‪ ،‬خالد زكريا (‪ :)2020‬مراجعة تحليلية للتوصيات المقترحة في التقارير الدولية‬
‫للتعامل مع التداعيات االقتصادية والمالية لفيروس كورونا المستجد‪ ،‬سلسلة أوراق‬
‫السياسات حول التداعيات المحتملة ألزمة كورونا على االقتصاد المصري‪ ،‬اإلصدار‬
‫الثالث‪ ،‬معهد التخطيط القومي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مايو‪.‬‬
‫‪ -4‬بخش‪ ،‬جميل بن مراد (‪ :)2020‬اآلثار االقتصادية واالجتماعية لجائحة كورونا كوفيد‬
‫‪ 19‬والتدابير الالزم اتخاذها لمواجهة هذه الجائحة على المستوى الدولي والوطني‪ ،‬مجلة‬
‫الدراسات المندمجة في العلوم االقتصادية والقانونية والتقنية والتواصل‪ ،‬المغرب‪ ،‬العدد‬
‫األول‪.‬‬
‫‪ -5‬بن سعيد‪ ،‬النا بنت حسن بن سعد (‪ :)2014‬ريادة األعمال االجتماعية وموقف الخدمة‬
‫االجتماعية منها‪ ،‬مجلة االجتماعية‪ ،‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬الجمعية‬
‫السعودية لعلم االجتماع والخدمة االجتماعية‪ ،‬السعودية‪ ،‬العدد الثامن‪ ،‬أكتوبر‪.‬‬
‫‪ -6‬بونوه‪ ،‬شعيب‪ ،‬وخلوط‪ ،‬عواطف (‪ :)2011‬آثر تطبيق تكنولوجيا المعلومات في تحقيق‬
‫ريادة المنظمات الحديثة‪ ،‬الملتقى الدولي اإلبداع والتغيير التنظيمي في المنظمات الحديثة‪:‬‬
‫دراسة وتحليل تجارب وطنية ودولية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة سعد‬
‫دحلب البليدة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مايو‪.‬‬
‫‪ -7‬جبير‪ ،‬علي سعدي عبد الزهرة (‪ :)2021‬اآلثار االجتماعية لجائحة كورونا‪ ،‬مجلة‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة خنشلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد األول‪.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)482‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫‪ -8‬خطاب‪ ،‬أحمد جمال‪ ،‬ومحمد‪ ،‬حازم حسانين (‪ :)2020‬فاعلية ريادة األعمال في تعزيز‬
‫استراتيجية التنمية المستدامة في ضوء رؤية مصر ‪ ،2030‬المجلة العلمية للدراسات‬
‫التجارية والبيئية‪ ،‬كلية التجارة باإلسماعيلية‪ ،‬جامعة قناة السويس‪ ،‬مج ‪ ،11‬العدد األول‪.‬‬
‫‪ -9‬الخياط‪ ،‬محمود عزت (‪ :)2020‬تفشي فيروس كورونا‪ ...‬بين المؤامرة والتعاون الدولي‪:‬‬
‫تداعيات الجائحة‪ :‬رؤى تحليلية ونقدية لتداعيات جائحة كورونا لعام ‪ ،2020‬مركز‬
‫الدراسات االستراتيجية‪ ،‬مكتبة اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ -10‬الدهشان‪ ،‬جمال (‪ :)2020‬مستقبل التعليم بعد جائحة كورونا‪ :‬سيناريوهات استشرافية‪،‬‬
‫المجلة الدولية للبحوث في العلوم التربوية‪ ،‬المؤسسة الدولية آلفاق المستقبل‪ ،‬إستونيا‪،‬‬
‫المجلد الثالث‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬أكتوبر‪.‬‬
‫ً‬
‫مدخال للتخفيف من مشكلة‬ ‫‪ -11‬الدهشان‪ ،‬جمال علي (‪ :)2018‬التدريب على ريادة األعمال‬
‫البطالة بين خريجي الجامعة‪ ،‬المؤتمر الدولي الثاني‪" :‬التدريب اإلبداعي‪ :‬رؤى واقعية‬
‫وطموحات مسقبلية"‪ ،‬مركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس بجامعة بنها ‪ 15 ،‬مارس‪.‬‬
‫‪ -12‬رفعت‪ ،‬فاطمه صالح الدين (‪ :)2020‬تطوير التعليم الجامعي المصري في ضوء‬
‫متطلبات الجامعة الريادية‪ :‬دراسة مستقبلية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة بنها‪.‬‬
‫‪ -13‬الرميدي‪ ،‬بسام سمير (‪ :)2018‬تقييم دور الجامعات المصرية في تنمية ثقافة ريادة‬
‫األعمال لدى الطالب‪ :‬استراتيجية مقترحة للتحسين‪ ،‬مجلة اقتصاديات المال واألعمال‪،‬‬
‫معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬المركز الجامعي عبد الحفيظ بو‬
‫الصوف ميلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬يونيو ‪.‬‬
‫‪ -14‬الزنفلي‪ ،‬أحمد محمود (‪ :)2012‬التخطيط االستراتيجي للتعليم الجامعي‪ :‬دوره في تلبية‬
‫متطلبات التنمية المستدامة‪ ،‬سلسلة التربية والمستقبل العربى (‪ ، )3‬مكتبة األنجلو‬
‫المصرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -15‬شمس‪ ،‬أمل عبد الفتاح عطوة (‪ :)2020‬التعامل مع اآلثار االجتماعية واالقتصادية‬
‫لجائحة كورونا ‪ COVID 19‬في مصر‪ :‬رؤية مستقبلية‪ ،‬مجلة كلية اآلداب والعلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة قناة السويس‪ ،‬ع (‪.)34‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)483‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
‫"دراسة استشرافية"‬
‫‪ -16‬صندوق النقد العربي (‪ :)2021‬تقرير آفاق االقتصاد العربي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪،‬‬
‫اإلصدار الثالث عشر‪ ،‬إبريل‪.‬‬
‫‪ -17‬عبد الخالق‪ ،‬حنان زاهر (‪ :)2016‬تصور مقترح لتفعيل تعليم لريادة األعمال بالجامعات‬
‫المصرية في ضوء بعض الخبرات األجنبية والعربية‪ ،‬مجلة كلية التربية‪ ،‬جامعة أسيوط‪،‬‬
‫مج ‪ ،32‬العدد الثاني‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬إبريل‪.‬‬
‫‪ -18‬عبد هللا‪ ،‬سمير‪ ،‬والنتشه‪ ،‬باسل (‪ :)2014‬سياسات النهوض بريادة األعمال في أوساط‬
‫الشباب في دولة فلسطين‪ ،‬معهد أبحاث السياسات االقتصادية الفلسطيني‪ ،‬فلسطين‪.‬‬
‫‪ -19‬عبد الوهاب‪ ،‬إيمان جمعه محمد (‪ :)2018‬مسارات التحول بمؤسسات التعليم الجامعي‬
‫المصري نحو صيغة الجامعة الريادية‪ :‬دراسة استشرافية‪ ،‬مجلة كلية التربية‪ ،‬جامعة كفر‬
‫الشيخ‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬ع (‪.)90‬‬
‫‪ -20‬عبد ربه‪ ،‬وجدي محمدي (‪ :)2018‬اإلعداد الجيد للمنظم كوسيلة للقضاء على البطالة‬
‫وتحقيق النمو االقتصادي‪ :‬استراتيجية إدراج ريادة األعمال في التعليم‪ ،‬مجلة البحوث‬
‫التجارية‪ ،‬جامعة سوهاج‪ ،‬مج(‪ ،)32‬العدد الرابع‪ ،‬ديسمبر‪.‬‬
‫‪ -21‬عبود‪ ،‬سحر‪ ،‬والمليجي‪ ،‬أسماء (‪ :)2020‬التداعيات المحتملة ألزمة كورونا على النمو‬
‫االقتصادي في مصر‪ ،‬سلسلة أوراق السياسات حول التداعيات المحتملة ألزمة كورونا‬
‫على االقتصاد المصري‪ ،‬اإلصدار األول‪ ،‬معهد التخطيط القومي‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -22‬عدلي‪ ،‬هويدا (‪ :)2020‬الحماية االجتماعية للفئات المتضررة من كوفيد‪ : 19-‬إجراءات‬
‫وفرص قابلة للتعزيز‪ ،‬مجلة الديموقراطية‪ ،‬مؤسسة األهرام‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ع (‪. )79‬‬
‫‪ -23‬محمود‪ ،‬باسنت فتحي (‪ :)2021‬واقع نشر ثقافة ريادة األعمال بجامعة السويس‬
‫ومقترحات تفعيلها من وجهة نظر الطلبة‪ :‬دراسة ميدانية‪ ،‬مجلة البحث العلمي في‬
‫التربية‪ ،‬كلية البنات لآلداب والعلوم والتربية‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬ع (‪.)22‬‬
‫‪ -24‬المركز المصري للدراسات االقتصادية )‪ :)2020( (ECES‬متابعة آثار كوفيد‪19-‬‬
‫على االقتصاد المصري "سوق العمل المصري"‪ ،‬تقرير رأي في أزمة‪ ،‬المركز‬
‫المصري للدراسات االقتصادية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ع (‪.)23‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)484‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫د‪ /‬هناء محمد محمدي هيكل‬
‫‪ -25‬المسيل‪ ،‬محمود عطا محمد‪ ،‬وآخرون (‪ :)2018‬آليات دعم ريادة األعمال في التعليم‬
‫الجامعي بالواليات المتحدة األمريكية وإمكانية اإلفادة منها في مصر‪ ،‬مجلة كلية التربية‪،‬‬
‫جامعة بنها‪ ،‬مج(‪ ،)29‬ع(‪ ،)116‬أكتوبر‪.‬‬
‫‪ -26‬المطيري‪ ،‬صفاء (‪ :)2019‬التعلم الريادي‪ ،‬سلسلة جسر التنمية‪ ،‬المعهد العربي‬
‫للتخطيط‪ ،‬الكويت‪ ،‬ع (‪.)149‬‬
‫‪ -27‬المنتدى االقتصادي العالمي (‪ :)2020‬مؤشر التنافسية العالمي‪ ،‬المنتدى االقتصادي‬
‫العالمي ‪( ،‬اين المكان)‪ ،‬أغسطس‪.‬‬
‫‪ -28‬موسى‪ ،‬أحمد محمد بكري (‪ :)2018‬منظومة ريادة األعمال بجامعات كل من سنغافوره‬
‫وتايوان والمملكة العربية السعودية‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬مجلة جامعة األزهر‪ ،‬كلية التربية‪،‬‬
‫ع(‪ ،)178‬الجزء الثاني‪ ،‬إبريل‪.‬‬
‫‪ -29‬مؤشر االقتصاد الرقمي العربي (‪ :)2020‬كوفيد‪ 19-‬ضرورة التحول إلى االقتصاد‬
‫الرقمي (اإلصدار الثاني) ‪ ،‬االتحاد العربي لالقتصاد الرقمي ومجلس الوحدة االقتصادية‬
‫العربية بجامعة الدول العربية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -30‬النامي‪ ،‬زهير‪ ،‬وكريم‪ ،‬إلهام (‪ :)2020‬وباء كورونا وانعكاساته االقتصادية واالجتماعية‬
‫بالمغرب‪ :‬دراسة ميدانية‪ ، ،‬مجلة التمكين االجتماعي‪ ،‬المغرب ‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬العدد‬
‫الثاني‪ ،‬يونيو‪.‬‬
‫‪ -31‬هيكل‪ ،‬هناء محمد محمدي (‪ :)2014‬تطوير مراكز البحث العلمي بالجامعات المصرية‬
‫في ضوء متطلبات الجامعة المنتجة‪ :‬رؤية استراتيجية‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية التربية‪،‬‬
‫جامعة بنها‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬المراجع األجنبية‪:‬‬
‫‪1- Breisinger, Clemens, et. al (2020) A: Impact of Covid-19 on The‬‬
‫‪Egyptian Economy: Economic Sectors, Jobs and Households,‬‬
‫‪Ministry of Planning and Economic Development, Egypt, June.‬‬
‫‪2- Breisinger, Clemens, et. al (2020) B: COVID-19 and the Egyptian‬‬
‫‪Economy From Reopening to Recovery: Alternative Pathways and‬‬
‫‪Impacts on Sectors, Jobs, and Household, Regional Program Policy‬‬
‫‪Note 10, Egypt November.‬‬

‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول) ‪2022‬‬ ‫)‪)485‬‬ ‫جملة كلية الرتبية‪ -‬جامعة عني مشس‬
‫مقومات ريادة األعمال الرقمية بالجامعات المصرية وسبل تعزيزها في ظل جائحة كورونا‬
"‫"دراسة استشرافية‬
3- Cambpell, A. M. (2020): An Increasing Risk of Family Violence
During the Covid-19 Pandemic: Strengthening Community
Collaborations to Save Lives, Forensic Science International: Reports,
Vol. 2, December.
4- European Commission (2013): Strategic Policy Forum on Digital
Entrepreneurship -Fulling Digital Entrepreneurship in Europe,
Available at:
https://ec.europa.eu/docsroom/documents/5313/attachments/1/translat
ions/en/renditions/native, accessed on 28/9/2021
5- European Commission (2015): Digital Entrepreneurship Barriers and
Drivers; The Need for A Specific Measurement Framework, JRC
Report EUR, Institute for Prospective Technological Studies.
6- Merriam (2008): Webster’s Collegiate Dictionary, 11th ed., Merriam
Webster Inc., U.S.A.
7- Mohler, G., et. al (2020): Impact of Social Distancing During
COVID-19 Pandemic on Crime in Los Angeles and Indianapolis,
Journal of Criminal Justice, Vol. 68, May-June.
8- Nicola, et. al (2020): The Socio-Economic Implications of The
Coronavirus and COVID-19 Pandemic: A Review, International
Journal of Surgery, No. 78, June.
9- Reza, Amin, et. al (2016): Providing Functional Model for
Developing Entrepreneurship, International Journal of Development
Studies, Vol.8, No.1.
10- Sahut, J.M. & Teulon, F.(2019): The Age of Digital Entrepreneurship,
Journal of Small Business Economics, Vol.15 September.
11- Sahut, Jean Michel , et. al (2021): The Age of Digital
Entrepreneurship, Journal of Small Business Economics, Vol. 56, No.
1, February.
12- Turuk, Mladen (2018): The Importance of Digital Entrepreneurship in
Economic Development, 7th ed., International Scientific Symposium
Economy of Eastern Croatia Vision and Growth, 26 may.
13- Vineela, Siva. G. (2018): Digital Entrepreneurship, Journal of
IJIRMPS, Vol. 6, No. 4.

2022 )‫العدد السادس واالربعون (اجلزء األول‬ )486) ‫ جامعة عني مشس‬-‫جملة كلية الرتبية‬

You might also like