You are on page 1of 14

‫‪20‬‬

‫‪95‬‬ ‫‪ISSN : 2602-6295 EISSN : 8395-2830‬‬


‫المجلد‪ ) 50 ( :‬العدد‪0500 ) 50 ( :‬‬
‫الحاجة إلى رقمنه الجامعة الجزائرية ومعيقات التطبيق‬
‫‪The University of Algeria's challenges in achieving digital‬‬
‫‪citizenship among university students in the digital age.‬‬
‫إسماعيل حموية *‬

‫مخبرالجنوب للبحث في التاريخ والحضارة اإلسالمية جامعة غرداية(الجزائر)‬


‫‪Hammouya.smail@univ-ghardaia.dz‬‬
‫تاريخ النشر‪2022/11/12 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2022/11/11 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2022/11/11 :‬‬
‫‪-‬امللخص‪:‬‬
‫يعرف قطاع التعليم العالي والبحث العلمي تحديات متنوعة بفعل تطور التكنولوجية‪ .‬أدى‬
‫هذا التطور إلى التفكير في إعادة النظر في السياسة التعليمة والتسيير في املحيط الجامعي سواء‬
‫الداخلي أو الخارجي‪ .‬استطاعت التكنولوجية الحديثة بفضل خصائصها الفنية املتقدمة أن‬
‫تتخطى دورها التقليدي‪ ،‬فأصبحت تكنولوجية الرقمنة البنية التحتية للمجتمعات املعاصرة فكما‬
‫غير الذكاء االصطناعي النموذج االجتماعي‪ ،‬كذلك غيرت الرقمنة النموذج التعليمي‪ .‬تحتل الجامعة‬
‫كمؤسسة تعليمية‪ ،‬مكانة متميزة في املجتمع‪ ،‬لها مسؤولية تكوين األجيال بما يتماش ى مع متطلبات‬
‫الحال‪ ،‬وتلتفت إلى كيفية االستفادة من التكنولوجية وادماجها‪-‬كحتمية واقعية فرضت عليها‪-‬في‬
‫الحياة الجامعية‪ .‬لكن ما هي املنهجية والسياسة املتبعة من أجل ترقية مستوى الجامعة للعاملية‬
‫وتحسين جودة التعليم العالي بمعايير دولية‪ ،‬خاصة أن املناهج التقليدية تجدرت في الفلسفة‬
‫التعليمية التقليدية وأن تكنولوجية الرقمنة تتطلب متخصصين وتغيير في التفكير البيداغوجي‬
‫املتوارث أم تقوم بالتغيير الجذري من خالل التعليم بالرقمنة أم عليها التكيف الحتمي من خالل‬
‫التعليم للرقمنة‪.‬‬
‫‪-‬الكلمات املفتاحية‪ :‬الرقمنة‪ ،‬الحاجات الرقمية‪ ،‬العالقة األكاديمية‪ ،‬معيقات الرقمنة‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Technological development poses new challenges to the higher‬‬
‫‪education and scientific research sector, leading to reevaluating the‬‬
‫‪educational policy and management of the external and internal‬‬
‫‪environment of the university.‬‬
‫‪Modern technology has overtaken its traditional role thanks to its‬‬
‫‪advanced technical characteristics. Digitization has become the‬‬
‫‪infrastructure of contemporary societies. As artificial intelligence has‬‬
‫* املؤلف املرسل‪ :‬إسماعيل حموية‬
‫‪ISSN: 2602-6295 ** EISSN: 8395-2830 https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/816‬‬
‫الحاجة إلى رقمنه الجامعة الجزائر ية ومعيقات التطبيق‬

‫‪Changed the social model, digitization has changed the educational‬‬


‫‪model.‬‬
‫‪University, as an educational institution, occupies a distinct place in‬‬
‫‪society, with the responsibility of preparing generations to adjust to any‬‬
‫‪situation, thus, it seeks how to benefit from technology and how to integrate‬‬
‫‪it - as an imposed imperative reality - into university life.‬‬
‫‪What methodology and policy should take place to advance the‬‬
‫‪university's level to be universal and improve the quality of higher‬‬
‫‪education to international standards, especially since traditional curricula‬‬
‫‪are taking deep in traditional educational philosophy, and digitization‬‬
‫‪requires specialists and changes in pedagogical inherited thinking, should‬‬
‫‪be radically changed or necessarily adjust through educational digitization‬‬
‫‪key words: Digitization. digital needs. academic relationship. Digitization‬‬
‫‪obstacles‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫شهد العالم وما زال يشهد في السنوات األخيرة تطورا بارزا في تكنولوجيا املعلومات‬
‫واالتصاالت في مختلف املجاالت والقطاعات‪ ،‬وازداد استخدام البرامج الرقمية من قبل الشباب‪.‬‬
‫وفي خضم ما تشهده مجتمعات العالم اليوم من أنماطا للتطور التكنولوجي ووسائل جديدة‬
‫لالتصاالت التي تتميز بعدد من الخصائص متعددة األشكال واملضامين واألدوات‪ ،‬مقارنة بالسابق‪.‬‬
‫كما أفرزت التطورات الحاصلة في مجال تكنولوجيا املعلومات و االتصال إلى خلق ثورة‬
‫كبيرة في مجال اإلدارة وتحولت الدول إلى مجتمعات إلكترونية‪ ،‬األمر الذي حتم على الجزائر‬
‫مواكبة هذه التطورات واللحاق بمصاف الدول املتقدمة ‪ ،‬وذلك من خالل تبني مشروع اإلدارة‬
‫اإللكترونية الذي يعد بمثابة إستراتيجية وطنية تعمل على عصرنه اإلدارة و املؤسسات العمومية‬
‫من خالل استخدام تكنولوجيا املعلومات واالتصال في اإلدارة من أجل تسهيل إجراء املعامالت‬
‫وتقديم خدمات أكثر سرعة وأقل تكلفة‪ ،‬وأكثر فعالية ‪ ،‬وقامت الدولة الجزائرية بتوظيف‬
‫التكنولوجيا الرقمية في العديد من املجاالت والقطاعات خاصة التعليم الجامعي لتطوير العملية‬
‫التعليمية بشکل فعال‪ ،‬واستحداث أدوار جديدة لألدءات الجامعية تتناسب وتغيرات العصر‬
‫الرقمي‪.‬‬
‫والجامعة الجزائرية كونها أحد أهم مؤسسات التربية في املجتمع فهي بحاجة لتوفير‬
‫وتحقيق املتطلبات الرقمية إلدارة العالقة األكاديمية بين الطالب واألستاذ الجامعي من خالل ما‬
‫يعرف باالتصال الرقمي‪.‬‬

‫‪2222‬‬ ‫‪83‬‬ ‫الثاني (‪)51‬‬ ‫املجلد‪ :‬الخامس (‪ )50‬العدد‪:‬‬


‫إسماعيل حمو ية‬

‫وبذلك‪ ،‬فالتوجه نحو الرقمنة في تقديم بيئة تعليمية تكسب املتعلمين خبرات التعلم‬
‫بصورة وظيفية من خالل وسائل تعتمد على التكنولوجيا تسهم في تعضيد التعلم الفردي‪ ،‬وتدعم‬
‫العالقة األكاديمية بين املتعلم واألستاذ الجامعي‪ ،‬وتزيد من فاعلية التعلم الجامعي‪ ،‬وباألحرى‬
‫تجعل املتعلم هو بؤرة ومحور العملية التعليمية‪ ،‬ملا تلبيه من احتياجات ذهنية ومادية له‪ ،‬بما‬
‫يكسبه خبرات التعلم في وقت قياس ي ‪ ،‬ويزيد من رغبته في استكمال التعلم بشکل مرض ي‪ ،‬کما‬
‫يعزز ذلك من التوجه للتعلم املستمر مدى الحياة‪ ،‬وككساب املتعلم مهارات القرن الحادي‬
‫والعشرين‪ ،‬وكثراء مجتمع املعرفة واملعلومات‪ ،‬األمر الذي يتطلب ضرورة تحقيق املتطلبات‬
‫الرقمية بالتعليم الجامعي إلحداث التفاعل التعليمي بين الطالب واألستاذ الجامعي ‪.‬‬
‫اإلشكالية‬
‫إن اإلدارة الحديث ةةة أصة ةةبحت تعتم ةةد عل ةةى املعالج ةةة ايلي ةةة والس ةةرذعة واملتغي ةةرة‪ ،‬وعلة ةةى هة ةةذا‬
‫األسةةاأ أصةةبت التواصةةل اإللكترواةةد هةةو البةةديل املفضةةل للمؤسسةةات الجامعيةةة والةةذي تةةم تطبيقةةه‬
‫على وظيفة تسيير املوارد البشرية وتنميةة املهةارات الرقميةة لةدلها لتعظةيم االسةتفادة م هةا فةي مسةايرة‬
‫التطةةورات الرقميةةة مةةن جهةةة‪ ،‬وكيفيةةة إدارتهةةا وتعظةةيم قيمملهةةا املضةةافة مةةن جهةةة أخةةرى‪ .‬وممةةا أکدتةةه‬
‫أغل ةةب الدراس ةةات م ةةن وج ةةود دالالت ومؤشة ةرات تعك ةةل ض ةةعف امله ةةارات الرقمي ةةة وقص ةةور العالق ةةة‬
‫األكاديمية بين الطالب واألستاذ الجامعي‪ ،‬مثل دراسةة والء محمةود التةي اکةدت أن التعلةيم الجةامعي‬
‫فةةي العصةةر الرقمةةي يحتةةاج إلةةى عضةةو هيئةةة تةةدرذل يعةةي أهميةةة زيةةادة خبراتةةه ومعارفةةه بصةةفة مسةةتمرة‬
‫واألمر هنا ال يقتصر على عدة دورات في الحاسب ايلي او على بعض التطبيقات‪ ،‬فهناك العديد من‬
‫األس ةةاتذة ال ةةذين يجي ةةدون اس ةةتخدام الحاس ةةب ايل ةةي إل ةةى درج ةةة االحتة ةراف ول ة ة هم غي ةةر ق ةةادرين عل ةةى‬
‫توظيف هذه املعرفة في العمليةة التعليميةة‪ ،‬واألمةر هنةا يسةتوجب إعةادة صةياغة ف ريةة لعضةو هيئةة‬
‫التةةدرذل الجامعيةةة بحيةةث يقتنةةع مةةن خاللهةةا بةةأن طةةرق التةةدرذل التقليديةةة يجةةب أن تتغيةةر بطريقةةة‬
‫مناس ةةبة للعص ةةر الرقم ةةي‪ ،‬وبالت ةةالي الب ةةد م ةةن تعل ةةم األس ةةاليب الحديث ةةة ف ةةي الت ةةدرذل واالس ةةتراتيجيات‬
‫الفعالةةة والتعم ةةق ف ةةي فه ةةم فلس ةةفملها وكتق ةان تطبيقه ةةا‪ ،‬حتةةى يس ةةتطيع أن ينق ةةل ه ةةذا الف ةةر إل ةةى طالب ةةه‬
‫فيمارسونه من خالل أدوات التكنولوجيا الحديثة ‪.‬‬
‫ان التدرذل الجيد في التعليم العالي البد أن يتعدى التعلم السطحي الذي يركز على الحفظ‬
‫واالسة ةةتظهار دون توظيفة ةةه فة ةةي حية ةةاة املة ةةتعلم اليومية ةةة وبمة ةةا يتناسة ةةب مة ةةع متطلبة ةةات العصة ةةر الرقمة ةةي‬
‫فةةالتعليم املطل ةةوب ه ةةو التعل ةةيم املتعمةةق حي ةةث ت ةةرتبط في ةةه املعلومةةات ارتباط ةةا حقيق ةةا ببيئ ةةة امل ةةتعلم‬
‫ويکون قادرا على توظيفها في حياته اليومية‪ .‬ويرتكز التعليم الجةامعي بةالجزائر مثلةه مثةل بةادي الةدول‬

‫‪2222‬‬ ‫‪84‬‬ ‫الثاني (‪)51‬‬ ‫املجلد‪ :‬الخامس (‪ )50‬العدد‪:‬‬


‫الحاجة إلى رقمنه الجامعة الجزائر ية ومعيقات التطبيق‬

‫العربيةةة علةةى املةةدخل القةةائم علةةى املحتةةوى ش ة ال وتنظيمةةا‪ ،‬حيثثث تةةنخفض الفةةرص املتاحةةة للةةتعلم‬
‫الةةذاتد والتفكيةةر أالبتكةةاري وحةةل املشةةكالت‪ ،‬والةةذي أدى بةةدوره إلةةى أسةةتاذ جةةامعي سةةلطوي يتخةةذ مةةن‬
‫نفسه محورا للتدرذل‪ ،‬ومرجعا ملعلومات‪ ،‬کما أنتج متعلمةا ال يمتلةك مةن األصةالة واملرونةة والتفكيةر‬
‫املستقبلي واإلبداعي ما يؤهله للعيش في عالم سرذع التغيةر‪ .‬وفةي خضةم مةا يحةدث مةن ممارسةات غيةر‬
‫واعيةةة فةةي العالقةةات األكاديميةةة داخةةل مؤسسةةات التعلةةيم الجةةامعي نتيجةةة ضةةعف الةةوعي بالحاجةةات‬
‫وباملتطلبةات الرقميةةة التعليميةة‪ ،‬والتةةي مةن شةةأنها توجيةه سةةلوك الطةرفين فةةي العمليةة التعليميةةة‪ .‬علةةى‬
‫ضوء ما سبق‪ ،‬فإن مشكلة هذا البحث تتلخص في محاولة اإلجابة عن األسئلة ايتية‪:‬‬
‫‪ -1‬ما املتطلبات الرقمية الالزمة إلدارة العالقة األكاديمية بين الطالب واألستاذ بالجامعة‬
‫الجزائرية؟‬
‫‪ -2‬ما جهود الجامعة الجزائرية في مواكبة املتطلبات الرقمية في التعليم الجامعي؟‬
‫‪ -3‬ماهي أهم املعيقات التي تواجه رقمنه الجامعة الجزائرية؟‬
‫‪ 1‬أهداف البحث‪:‬‬
‫‪ ‬التعرف على اإلطار أملفاهيمي لرقمنه الجامعة الجزائري‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجات الرقمية الالزمة إلدارة العالقة األكاديمية بين الطالب واألستاذ بالجامعة‬
‫الجزائرية‪.‬‬
‫‪ ‬أهم املعيقات التي تواجه رقمنه الجامعة الجزائرية‪.‬‬
‫‪ 1‬أهمية البحث‪:‬‬
‫‪ ‬ان أهمية هذا البحث من أهمية املوضوع وذعتبر أساسا للتقدم املعرفة اإلاسانية حيث‬
‫يسهم في تراكم املعارف وبناء القدرات والتميز وكيجاد الحلول للمشكالت التي تواجه املجتمعات‬
‫واملؤسسات‪.‬‬
‫‪ ‬كما تبرزت أهمية هذا البحث من املوضوع الذي يتناوله‪ ،‬حيث يركز على الحاجات الرقمية‬
‫إلدارة العالقة األكاديمية بين الطالب واألستاذ الجامعي في الجامعة الجزائرية؛ من اجل تحقيق‬
‫تلك الحاجيات‪.‬‬
‫‪ ‬کما يسهم البحث الحالي في إثراء الدراسات التربوية في مجال العالقات األكاديمية داخل‬
‫مؤسسات الجامعية؛ وذلك من خالل معرفة الحاجات الرقمية إلدارة الجامعة من أجل املساهمة‬

‫‪2222‬‬ ‫‪85‬‬ ‫الثاني (‪)51‬‬ ‫املجلد‪ :‬الخامس (‪ )50‬العدد‪:‬‬


‫إسماعيل حمو ية‬

‫في تطوير العملية التعليمية بما يدعم هذه العالقات بين الطالب وأستاذ الجامعة في ضوء‬
‫مقتضيات العصر الرقمي‪.‬‬
‫‪ ‬يعد البحث الحالي أحد الدراسات املستقبلية التي تهتم باستشراف مستقبل البحث العلمي‬
‫في الجامعات‪.‬‬
‫‪ ‬تساير الدراسة الحالية التوجهات العاملية نحو بناء جامعات رقمية واالستفادة من التطور‬
‫الهائل في مجال تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت في بنائها‪.‬‬
‫‪ 3‬منهج البحث‪:‬‬
‫اتبع الباحث املنهج الوصفد من خالل التعرف على اإلطار أملفاهيمي لرقمنه الجامعة‬
‫الجزائرية‪ ،‬وتحديد أهم الحاجات الرقمية لالزمة إلدارة العالقة األكاديمية بين الطالب واألستاذ‬
‫الجامعي‪ ،‬أهم املعيقات التي تواجه رقمنه الجامعة الجزائرية ألنه املنهج األاسب ملثل هذه‬
‫الدراسات البحثية‪.‬‬
‫‪ 4‬حدود البحث‪:‬‬
‫اقتصر البحث في حدود موضوعه على رصد الحاجات الرقمية الالزمة إلدارة العالقة‬
‫األكاديمية بين الطالب واألستاذ الجامعي في الجامعات الجزائرية وتحديد أهم املعوقات على ضوء‬
‫رؤية استشرافية للجامعة الجزائرية‪.‬‬
‫‪ 0‬مصطلحات البحث‪:‬‬
‫جاء في البحث عدد من املصطلحات‪ ،‬تم تناولها على النحو ايتد‪:‬‬
‫‪ 1‬الحاجات الرقمية‪:‬‬
‫وهي تتضمن القوي البشرية املدربة إلدارة األنظمة الرقمية واملكونات املادية مثل األجهزة‬
‫والبرمجيات والشبكات الالزمة إلدارة املؤسسة بشکل رقمي‪.‬‬
‫‪ 1‬العالقة األكاديمية‪:‬‬
‫هي عملية التواصل بين طرفين هما الطالب واألستاذ الجامعي في العملية التعليمية‬
‫التعلمية‪.‬‬
‫‪ 3‬معيقات الرقمنة‪:‬‬
‫هي كل الحواجز التي تحول دون تطبيق الرقمنة في الجامعة الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -6‬الحاجة لرقمنة الجامعة الجزائرية‪ :‬يشهد العالم حاليا حدثا جلال قد لهدد التعليم بأزمة‬
‫هائلة ربما كانت هي األخطر في زماننا املعاصر‪ .‬فحتى ‪ 22‬مارأ ‪ ،2022‬تسببت جائحة فيروأ‬
‫‪2222‬‬ ‫‪86‬‬ ‫الثاني (‪)51‬‬ ‫املجلد‪ :‬الخامس (‪ )50‬العدد‪:‬‬
‫الحاجة إلى رقمنه الجامعة الجزائر ية ومعيقات التطبيق‬

‫كورونا (كوفيد‪ )11-‬في انقطاع أكثر من ‪ 1.1‬مليار طفل وشاب عن التعليم في ‪ 111‬بلدا‪ ،‬أي ما‬
‫يقرب من ‪ %20‬من الطالب امللتحقين باملدارأ على مستوى العالم ‪.‬‬
‫وجاء ذلك في وقت اعااد فيه بالفعل من أزمة تعليمية عاملية‪ ،‬فهناك الكثير من الطالب في‬
‫املدارأ‪ ،‬لك هم ال يتلقون فيها املهارات األساسية التي يحتاجونها في الحياة العملية‪ .‬ويظهر مؤشر‬
‫البنك الدولي عن ”فقر التعلم “‪-‬أو اسبة الطالب الذين ال يستطيعون القراءة أو الفهم في سن‬
‫العاشرة – أن اسبة هؤالء األطفال قد بلغت في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل قبيل تفش ي‬
‫الفيروأ ‪ .%33‬وكذا لم نبادر إلى التصرف‪ ،‬فقد تفض ي هذه الجائحة إلى ازدياد تلك النتيجة سوءا‪.‬‬
‫‪ -1‬أسباب الحاجة الى رقمنه الجامعة الجزائرية‪:‬‬
‫‪ -‬اعتمدت الجزائر نظام التعليم عن بعد في جامعاتها اضطراريا بعد تعليق‬
‫الدراسة بها نتيجة تفش ي وباء كورونا وارتفاع الوفيات به لكن هذا الخيار في التدرذل واجه‬
‫مجموعة من التحديات‪،‬م ها زيادة املهارات الرقمية لدى املعلمين واألساتذة‪ .‬ومن ثم الدفع‬
‫باتجاه تحسين جودة اداءاتهم‪ ،‬مع استيعابها ملا يناط بها من مسؤولية اجتماعية كبيرة‪.‬‬
‫وازدادت مشاركة األهل في العملية التعليمية ألبنائهم‪ ،‬واكتسبت وزارتد التربية الوطنية‬
‫التعليم العالي فهما أوضح للفجوات والتحديات (في إمكانية االتصال‪ ،‬واملعدات‪ ،‬ودمج‬
‫األدوات الرقمية في املناهج الدراسية‪ ،‬وجاهزية املعلمين واألساتذة) الكائنة في استخدام‬
‫التكنولوجيا بفعالية‪ ،‬وستتخذ إجراءاتها حيال ذلك‪ .‬ومن شأن ذلك كله أن يعزز منظومة‬
‫التعليم املستقبلية في الجامعة الجزائرية‪.‬‬
‫ُّ‬
‫‪ -‬وأمام نظامنا التعليمي مهمة واحدة‪ ،‬أال وهي التغلب على أزمة التعلم التي‬
‫اشهدها حاليا‪ ،‬والتصدي للجائحة التي نواجهها وذلك برفع سقف التحدي ورقمنه الجامعة‬
‫الجزائرية لتواكب وتتغلب على مثل هذه الجوائت واألزمات في املستقبل‪ .‬والتحدي املاثل اليوم‬
‫ُّ‬
‫يتلخص في الحد من ايثار السلبية لهذه الجائحة على التعلم والتعليم الجامعي ما أمكن‬
‫ُّ‬
‫واالستفادة من هذه التجربة للعودة إلى مسار تحسين التعلم بوتيرة أسرع‪ ،‬واالستفادة من‬
‫املهارات الرقمية واألساليب الحديثة في التدرذل واالستراتيجيات الفعالة ومن خالل أدوات‬
‫التكنولوجيا الحديثة‪.‬‬
‫كةةل هةةذا دفةةع باملؤسسةةات التعليميةةة للتحةةول إلةةى الةةتعلم اإللكترواةةد (‪)E-Learning‬‬ ‫‪-‬‬
‫واالسةةتفادة منةةه كبةةديل طةةال الحةةديث عنةةه والجةةدل حةةول ضةةرورة دمجةةه فةةي العمليةةة التعليميةةة‬

‫‪2222‬‬ ‫‪87‬‬ ‫الثاني (‪)51‬‬ ‫املجلد‪ :‬الخامس (‪ )50‬العدد‪:‬‬


‫إسماعيل حمو ية‬

‫خاص ةةة بع ةةد أن ت ةةأثرت العملي ةةة التعليمي ةةة بش ةةكل مباش ةةر بأتمت ةةة الص ةةناعة وتط ةةور تكنولوجي ةةا‬
‫"ال ةةذكاء الص ةةناعي" (‪ )Artificial Intelligence‬و"إنترن ةةت األش ةةياء" ( ‪Internet of‬‬
‫‪ ،)Things‬وك ةةذلك ث ةةورة تكنولوجي ةةا املعلوم ةةات الت ةةي اقتحم ةةت معظ ةةم أش ةةكال حي ةةاة اإلاس ةةان‬
‫وأصبحت جزءا أصيال م ها‪.‬‬
‫‪ -‬فبةةين الجيةةل الةةذي يتميةةز بتعلقةةه بةةأجهزة الهةةاتف الذكيةةة واسةةتخدام التطبيقةةات‬
‫املختلفة‪ ،‬وبين احتياج الصناعة كوادر ماهرة تكنولوجيةا؛ أصةبت دمةج التكنولوجيةا فةي العمليةة‬
‫التعليمية توجها عامليا‪ ،‬وأصبت توفير املادة التعليمية من خالل األجهزة املحمولة يشكل عامال‬
‫ينمةي معرفةة ومهةارات مناسةبة تؤهلةه‬ ‫محفزا للتعلم بدال من االكتفاء بالدراسة التقليدية‪ ،‬فبهةا ي‬
‫لتلبية احتياجات سوق العمل‪ .‬إن استخدام اإلنترنت في العملية التعليمية ليل وليد اليوم بل‬
‫يعود إلى ما قبل عام ‪ .2000‬ومعظم الجامعات تستخدم اليوم ما يسةمى "أنظمةة إدارة الةتعلم"‬
‫(‪ .)Learning Management Systems‬وفةةي ظةةل "أزمةةة كورونةةا" التةةي ألقةةت بظاللهةةا علةةى‬
‫العةةالم منةةذ عةةام ‪2011‬؛ توجهةةت غالبيةةة املؤسسةةات التعليميةةة نحةةو التعلةةيم اإللكترواةةد كبةةديل‬
‫أاسب لضمان استمرار العملية التعليمية‪ .‬وزاد بشةكل ملحةوا اسةتخدام تطبيقةات محادثةات‬
‫الفية ةةديو عبة ةةر اإلنترنة ةةت مثة ةةل "زوم" و"غوغة ةةل" و"ميتين ة ة " و"وية ةةب إكة ةةل مية ةةت" وغيرهة ةةا‪ .‬بلغة ةةت‬
‫عمليات تحميل هذه البرامج ‪ 12‬مليون مرة خالل فترة ما بين ‪ 21-11‬مارأ‪/‬آذار ‪ ،2020‬أي مع‬
‫بداية عمليات حظر التحرك في كثير من الدول‪ .‬كما تضاعف استخدام الكثير من التطبيقات‬
‫والب ةرامج التعليميةةة؛ مثةةل حقيبةةة غوغةةل التعليميةةة و"أوفةةيل ‪ ″313‬وتطبيقةةات "أبةةل" ومواقةةع‬
‫خة ةةدمات التقية ةةيم واألاش ة ةةطة التفاعلي ة ةةة‪ ،‬فق ة ةةد زادت عملي ة ةةات تحمي ة ةةل ب ة ةرامج (‪ )iOS‬وغوغة ةةل‬
‫ا‬
‫التعليميةةة بنسةةبة ‪ %13‬فةةي أسةةبوع‪ ،‬ولعةةل كثيةرا مةةن قة يةراء هةةذه السةةطور يخوضةةون هةةذه التجةةارب‬
‫بأنفسهم أثناء مكوثهم "القسري" في بيوتهم‪.‬‬
‫‪ -‬ورغم إيجابيات التعلم اإللكترواد فإن أسئلة تدور في خلد الكثيةرين عةن فعاليتةه‬
‫كبديل كلي للطرق التقليدية ومدى االستعداد لذلك‪.‬‬
‫‪ -8‬التحديات التي تواجه التعليم اإللكتروني‬
‫‪-1‬املحتوى التعليمي‪:‬‬
‫يلجأ كثير من املعلمين إلى ما يسمى "التصميم التعليمي" (‪ ،)Instructional Design‬إلعداد‬
‫مادة تعليمية تحقق األهداف بكفاءة عالية‪ .‬ويقوم هذا التصميم عموما على دراسة االحتياجات‬

‫‪2222‬‬ ‫‪88‬‬ ‫الثاني (‪)51‬‬ ‫املجلد‪ :‬الخامس (‪ )50‬العدد‪:‬‬


‫الحاجة إلى رقمنه الجامعة الجزائر ية ومعيقات التطبيق‬

‫التعليمية للطالب‪ ،‬وتحديد األهداف والوسائل املناسبة لتحقيقها‪ ،‬وأدوات لقياأ مدى التعلم‬
‫والتغذية الراجعة‪ .‬ومن النماذج املستخدمة في التصميم التعليمي ‪ ADDIE‬و‪ ASSURE‬وغيرها‬
‫والتعلم اإللكترواد ليل استثناء في هذا الجانب‪ .‬ولكن ما هو التحدي هنا؟ هنالك عدة جوانب‬
‫ينبغي مراعاتها قبل استخدام التعلم اإللكترواد اعرض أهمها‪:‬‬
‫‪ –1‬الوسائل التعليمية‪:‬‬
‫فاختي ة ةةار الوس ة ةةائل التعليمي ة ةةة يش ة ةةكل تح ة ةةديا أساس ة ةةيا ف ة ةةي التص ة ةةميم التعليم ة ةةي التقلي ة ةةدي‬
‫واإللكترواد‪ ،‬إال أنةه فةي هةذا األخيةر أكبةر‪ ،‬السةيما مةع الحاجةة املاسةة لتوظيةف الةتعلم التفةاعلي الةذي‬
‫يزي ةةد انتب ةةاه الطلب ةةة بإشة ةراكهم املباش ةةر كمس ةةاهمين ال كمتلق ةةين‪ ،‬وه ةةذا س ةةيزيد م ةةن عام ةةل التحفي ةةز‬
‫وسيحقق نتائج أفضل‪ .‬وهنا يجب أن يبذل املعلم جهدا معتبرا لتحديد الوسائل التفاعلية املناسبة‬
‫لكةةل ه ةةدف؛ فعمليةةة إش ةراك الطلب ةةة املوجةةودين ف ةةي أمةةاكن مختلف ةةة‪ ،‬واملحافظ ةةة علةةى انتب ةةاههم عب ةةر‬
‫األجهزة‪ ،‬ليست باألمر اليسير ولك ها بالتأكيد ليست مستحيال‪.‬‬
‫وينطبق نفل األمر على عملية التقييم وبالذات الحتساب العالمات ( ‪Summative‬‬
‫‪)Assessment‬؛ فبينما تعتبر االمتحانات الكتابية الوسيلة األكثر شيوعا وخصوصا في‬
‫االمتحانات النصفية وال هائية‬
‫أ‪-‬على الرغم من التحول امللحوا نحو وسائل التقييم البديلة ( ‪Alternative‬‬
‫‪)Assessment‬‬
‫ب‪ -‬فإن التقييم اإللكترواد يبدو متعسرا‪ ،‬لتعذر عملية املراقبة تفاديا للغش باستخدام‬
‫نفل األجهزة‪.‬‬
‫يتوفر على شبكة اإلنترنت الكثير من البرامج والتطبيقات لتحقيق تفاعل الطلبة في العملية‬
‫التعليمية فرادى أو مجموعات‪ ،‬م ها ‪ Quizziz‬و‪ Socrative‬و‪ Padlet‬و‪kahoot‬‬
‫و‪ ،Mindmaps‬ناهيك عن التطبيقات التي توفرها غوغل ومايكروسوفت وأبل وغيرها‪ .‬وكل ما‬
‫يحتاجه املعلم هو التخطيط الجيد الختيار الوسيلة املناسبة لكل هدف تعليمي‪ ،‬إال أنها ربما‬
‫ليست وافية ا‬
‫بعد للتقييم ال هائد ورصد عالمات الطلبة‪.‬‬
‫ج– تغطية االحتياجات وأنماط التعلم املختلفة‪ :‬إن مراعاة تنوع أنماط التعلم جزء من‬
‫عناصر التخطيط لعملية تعليمية عادلة وناجعة؛ فهناك ‪-‬حسب نموذج (‪ )VARK‬لفليمنج‬
‫وميلز‪ -‬أربعة أنماط أساسية في التعلم‪ :‬السمعي (‪،)Auditory Learners‬‬

‫‪2222‬‬ ‫‪89‬‬ ‫الثاني (‪)51‬‬ ‫املجلد‪ :‬الخامس (‪ )50‬العدد‪:‬‬


‫إسماعيل حمو ية‬

‫والبصري (‪ ،)VisualLearners‬والحركد (‪ ،)Kinesthetic Learners‬ونمط التعلم بالقراءة‬


‫والكتابة (‪.)Read and Write Learners‬‬
‫إن مسؤولية املعلم هنا أن ينوع وسائله لتغطد االحتياجات املختلفة؛ فالتركيز على التحدث‬
‫من طرفه طيلة وقت الحصة التعليمية قد يكون مناسبا للسمعيين‪ ،‬لكنه مضجر للبصريين‬
‫والحركيين‪ .‬وهنا يحتاج املعلم إلى أن يختار البرامج والتطبيقات املناسبة لتجهيز "تركيبة" من املواد‬
‫التعليمية تتماش ى مع األنماط املختلفة‪.‬‬
‫‪ -2‬جاهزية املعلم‪:‬‬
‫يطلق مصطلح "جيل بيبي بومرز" (‪ )Baby Boomers Gen‬على الفئات التي اولدت ما بين عامد‬
‫‪ 1111‬و‪ ،1111‬ومن أكبر املشاكل التي تواجه هذه الفئة ‪-‬فيما يتعلق بموضوع هذا املقال‪ -‬هو‬
‫الجاهزية الستخدام التكنولوجيا الحديثة في عملية التعلم‪ ،‬وهذا ليل انتقاصا م هم ولكنه واقع‬
‫فرضه االكتشاف املتأخر لكثير من أجهزة التكنولوجيا والتطبيقات‪.‬‬
‫وكان من هؤالء من استشعر أهمية االلتحاق بركبها فتعلمها واستخدمها‪ ،‬وم هم من ظن أنه‬
‫فةةي غنةةى ع هةةا‪ .‬إال أن طغيةةان التكنولوجيةةا‪ ،‬وشةةغف األجيةةال بهةةا‪ ،‬والةةوعي البي ةةي بضةةرورة التقليةةل مةةن‬
‫استخدام األوراق‪ ،‬إلى غيرها من العوامل؛ أدت إلى التحول التدريجي والكبير نحو التكنولوجيةا‪ ،‬ممةا‬
‫ي‬
‫شكل صدمة لهذه الفئة التي غدت اين تحت أمر واقع يحتم عليها استخدام التكنولوجيا‪ ،‬تفصةيل‬
‫يتعدى تحميل ملفةات ومشةاركملها علةى البةحابات اإللكترونيةة إلةى مةا هةو أبعةد مةن ذلةك‪ .‬وهنالةك فئةة‬
‫أخةرى ‪-‬ليسةةت مةةن هةةذا الجيةةل وكنمةةا مةن "جيةةل إكةةل" و"جيةةل امليلينيةةالز" (‪ -)millennials‬عاشةةت‬
‫حالة من اإلنكار والتجاهل لكل هذه املتغيرات‪ ،‬فلم تعمد إلى استخدام التكنولوجيا بشكل مناسةب‬
‫في السابق‪ ،‬وهي اين تعيش نفل املعضلة إال أنها ربما أفضل حاال من الجيل السابق‪ ،‬نظرا ملعرفملها‬
‫بأساس ةةيات التكنولوجي ةةا‪ .‬ول ةةذلك نج ةةم ع ةةن أزم ةةة كورون ةةا إط ةةالق دورات للمعلم ةةين ف ةةي مج ةةال ال ةةتعلم‬
‫اإللكتروا ةةد ووس ةةائله املتنوع ةةة‪ .‬ومم ةةا ال ش ةةك في ةةه أنه ةةم س ةةيواجهون تح ةةديا "مض ةةحكا" وه ةةو س ةةرعة‬
‫تقبل األمر بروح رياضية وبعض املرح‪.‬‬ ‫طالبهم في مواكبة التكنولوجيا مقارنة بهم‪ ،‬وخيارهم هنا هو ُّ‬
‫‪ -3‬توفرالتكنولوجيا‪:‬‬
‫يعد توفر التكنولوجيا عامال مهما لنجاح فكرة التعلم اإللكترواد‪ ،‬فبدونه سيغدو األمر مجرد‬ ‫ي‬
‫حلم‪ .‬وهناك مستويات مختلفة لهذا التحدي؛ فتوفر األجهزة وشبكة اإلنترنت وسرعة اإلنترنت‬
‫عد تحديا بذاته أو مجتمعا مع األخريات‪ .‬فقد يتوفر للطالب (أو حتى‬ ‫وح َزم اإلنترنت‪ ،‬كل م ها اي ي‬ ‫ا‬
‫املعلم) الجهاز‪ ،‬إال أنه قد ال تتوفر لديه خدمة إنترنت أساسا‪ ،‬وكن توفرت فقد تكون بطيئة‪ ،‬أو‬

‫‪2222‬‬ ‫‪90‬‬ ‫الثاني (‪)51‬‬ ‫املجلد‪ :‬الخامس (‪ )50‬العدد‪:‬‬


‫الحاجة إلى رقمنه الجامعة الجزائر ية ومعيقات التطبيق‬

‫ربما بحزمة غير كافية لتغطية عروض الفيديو واملواد ذات الحجم الكبير‪ .‬وهنا ال بد للمعلم من أن‬
‫يعرف أوضاع طالبه جميعا ليختار الطرق األكثر مناسبة للمجموع؛ فمثال إذا كانت املشكلة تتعلق‬
‫بعدم توفر حزم كافية لدى الطلبة‪ ،‬فهنا يمكن تحضير املواد بأحجام صغيرة أو متوسطة‪ ،‬وقد‬
‫يكون من األفضل أيضا تقليل استخدام الفيديو في اللقاءات املباشرة أو استخدامها لوقت قصير‪.‬‬
‫‪-2‬معوقات تطبيق الرقمنة في الجامعة الجزائرية‪:‬‬
‫قد يواجه تطبيق الرقمنة بعض املعوقات م ها‪:‬‬
‫‪ -1‬تمسك بعض أعضاء هيئة التدرذل باألساليب التقليدية في التدرذل التي ال تواکب‬
‫املستجدات الت نولوجية املعاصرة مما يجعل الجامعة في عزلة ت نولوجية عن العصر الذکد‪.‬‬
‫‪ -2‬نقص املوارد املالية واملادية بالجامعة وضعف البنية التحتية املادية والتنقية املتعلقة‬
‫بتوفير األدوات واألجهزة الت نولوجية وشبکات االنترنت باإلضافة إلى ارتفاع تکلفة بعض‬
‫البرمجيات واألدوات الت نولوجية‪.‬‬
‫‪ -3‬ضعف نظم االتصاالت واملعلومات بالجامعة حيث تعااد معظم الجامعات من ضعف‬
‫تدفق االنترنت بها‪.‬‬
‫‪ -1‬قلةوعي بعض القيادات اإلدارية بالتحول الرقمي والجامعات الرقمية‪.‬‬
‫‪ -3‬الترکيز على التحصيل العلمي للطالب باعتباره املقياأ الوحيد للنجاح‪.‬‬
‫‪ -1‬نقص التدريب املوجه لالساتذة بالجامعة لتدريبهم على البرامج واألنظمة‬
‫والتكنولوجيات الحديثة‬
‫‪ -7‬تزايد حاالت سرقة وتخريب معدات االتصاالت‪.‬‬
‫‪ -2‬تهديد الخصوصية الذاتية من خالل استعمال البيانات الشخصية لالتصاالت املحمولة‬
‫لتعقب‪.‬‬
‫‪-1‬واستنادا الى مجموعة من التقارير واالحصائيات وهي بطئ سرعة تدفق اإلنترنيت‪،‬‬
‫إمكانية تراجع الجودة في التعليم عن بعد ارتفاع أسعار األجهزة اإللكترونية و البرمجيات الحديثة‪،‬‬
‫نقص تكوين الطلبة و املدرسين في مجال استخدام التكنولوجيات الحديثة افتقار الطلبة ملهارة‬
‫التعلم الذاتد‪ ،‬عدم رقمنة املكتبات الجامعية‪ ،‬ضعف منظومة األمن السيبرااد إضافة إلى املخاطر‬
‫الصحية املحتملة لالستخدام املكثف لوسائل التعليم عن بعد‬
‫‪ -10‬سبل مواجهة معوقات تطبيق الرقمنة في الجامعة الجزائرية‪:‬‬
‫يم ن مواجهة املعوقات السابقة والتغلب عليها من خالل العمل على ما يلي ‪:‬‬
‫‪2222‬‬ ‫‪91‬‬ ‫الثاني (‪)51‬‬ ‫املجلد‪ :‬الخامس (‪ )50‬العدد‪:‬‬
‫إسماعيل حمو ية‬

‫‪ -1‬وجود قيادة مرنة وواعية بأهمية التحول نحو جامعات رقمية‪.‬‬


‫‪ -2‬التوعية بأهمية التحول بالجامعة الجزائرية الى جامعة رقمية‪.‬‬
‫‪ -3‬املشارکة الفعالة من جميع أفراد الجامعة وبالتعاون مع مختلف مؤسسات في التطبيق‬
‫الرقمي الجامعة الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -1‬توفير الدعم املالي واملادي الالزم من اجل تحقيق الرقمنة املنشودة في الجامعة‬
‫الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -3‬اشر الثقافة الرقمية املعتمدة على الت نولوجيا واالنترنت من خالل املساندة اإلعالمية‬
‫من القنوات اإلعالمية الجامعية املختلفة‪.‬‬
‫‪ -1‬تنمية مهارات أعضاء هيئة التدرذل والعاملين بالجامعة وتدريبهم على استخدام‬
‫ت نولوجيا املعلومات واالتصاالت في العمل اإلداري والتعليمي‪.‬‬
‫‪ -7‬تحديث لوائت الکليات ‪ ،‬واتخاذ القرارات الالزمة لتنفيذ متطلبات التحول الرقمي‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫يمك ةةن الق ةةول ف ةةي األخي ةةر‪ ،‬أن مس ةةألة الرقمن ةةة ف ةةي التعل ةةيم الع ةةالي تتمح ةةور أساس ةةا ح ةةول ت ةةأقلم‬
‫الجامعةة ملسةةتجدات تكنولوجيةة املعلومةةات للتعلةيم الرقمةةي‪ ،‬ألن التعلةيم بالرقمنةةة يةأتد بعةةد التةةأقلم‬
‫فيحدث تغييرا جذريا في مسألة منهجية التعليم العالي في الجزائر‪ ،‬وثقافة الرقمنة الحقيقة‪ ،‬ليسةير‬
‫بوتيرة متصاعدة ومستقيمة لتردى جامعتنا للعاملية‪.‬‬
‫ومةةن املؤكةةد أن األزمةةة التةةي واجهةةت القطةةاع التعليمةةي ‪-‬بسةةبب تفش ة ي فيةةروأ كورونةةا‪ -‬دفعةةت‬
‫ال ةةتعلم اإللكتروا ةةد نح ةةو الواجه ةةة‪ ،‬فغ ةةدا خي ةةارا ال ب ةةديل عن ةةه (إال ف ةةي حال ةةة ااع ةةدام البن ةةى التحتي ةةة)‪.‬‬
‫وسةيواجه املعلمةةون تحةةديات كبيةةرة ملواكبةة هةةذا التحةةول املفةةاجخ‪ ،‬إال أنةه بةةالتخطيط املناسةةب يمكةةن‬
‫التغلب على كثير من العقبات‪.‬يبقى هناك سؤال مهم يدور في خلد الكثيرين‪ ،‬أال وهو‪ :‬هةل سيسةتمر‬
‫زخةةم الةةتعلم اإللكترواةةد فيمةةا بعةةد كورونةةا‪ ،‬أم إنةةه سةةيخبو وتعةةود األمةةور إلةةى مسةةارها السةةابق؟ تتعةةدد‬
‫ايراء هنا بين من يظن ‪-‬أو ربما يتمنى‪ -‬أن تعود األمور إلى ما كانت عليه‪ ،‬ومن يعتقد أنه ال رجعة عن‬
‫التعلم اإللكترواد الذي طال انتظار التحول إليه بشكل أكبر‪.‬‬

‫‪2222‬‬ ‫‪92‬‬ ‫الثاني (‪)51‬‬ ‫املجلد‪ :‬الخامس (‪ )50‬العدد‪:‬‬


‫الحاجة إلى رقمنه الجامعة الجزائر ية ومعيقات التطبيق‬

‫التوصيات‬
‫بناء على هذه التحديات قدمنا جملة من املقترحات يمكن أن تساهم في تذليل الصعاب ولو‬
‫بالق ةةدر اليس ةةير وتجع ةةل م ةةن التعل ةةيم ع ةةن بع ةةد ه ةةدفا اس ةةتراتيجيا وح ةةال اس ةةتباقيا ملث ةةل ه ةةذه األزم ةةات‬
‫الفجائية‪.‬‬
‫‪ -1‬توافر اإلرادة األكاديمية واإلدارية لدى قيادات الجامعة لتبنةي مبةدأ االرتقةاء بالجامعةة وتحويلهةا‬
‫إلى جامعة رقمية ‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلصرار على تحسين األداء األكاديمي والبحثي‪ ،‬وربطها بمحيطها االستراتيجي‪ ،‬وتحقيق التفاعل‬
‫الکامل من خالل رقمنة الجامعة ‪.‬‬
‫‪ -3‬وجود بنية تحتية قوية تؤهل الجامعات الجزائرية لتکون جامعات رقمية‪.‬‬

‫‪2222‬‬ ‫‪93‬‬ ‫الثاني (‪)51‬‬ ‫املجلد‪ :‬الخامس (‪ )50‬العدد‪:‬‬


‫إسماعيل حمو ية‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫أ‪-‬الكتب‪:‬‬
‫‪- 1‬فتيحة حواأ‪ ،‬حماية املصنفات الرقمية وأسماء البطاقات على شبكة االنترنت‪ ،‬مكتبة الوفاء‬
‫القانونية اإلسكندرية‪. 2017 ،‬‬
‫‪- 2‬صالح الدين شروخ‪ ،‬الوجيز في املنهجية القانونية التطبيقية‪ ،‬موفم للنشر والتوزذع‪ ،‬دون ذكر‬
‫السنة‪.‬‬
‫‪-3‬علي مراح‪ ،‬منهجية التفكير القانواد‪ ،‬نظريا وعمليا‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ديوان املطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫ب‪-‬املقاالت في املجالت‪:‬‬
‫‪-1‬طليعي محمد طاهر‪ ،‬الهادي سرايا‪ ،‬تأثير تكنولوجيا املعلومات في التعليم العالي‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫اإلاسانية واالجتماعية‪،‬عدد خاص‪ ،‬الجزائر‪. 2017 ،‬‬
‫‪- 3‬حرنان نجوى‪ ،‬معايير جودة التعليم العالي بالجامعة الجزائرية من وجهة أعضاء هيئة التدرذل‪،‬‬
‫مجلة البحوث االقتصاديةواملالية‪ ،‬جامعة خنشلة‪ ،‬عدد ‪ ، 2‬ديسمبر ‪. 2017‬‬
‫‪- 1‬لطيفة بوراأ‪ ،‬البعد األخالقيالستعمااللذكاءاالصطناعي‪،‬حولياتجامعةالجازئر– ‪- 1‬‬
‫الجزائر‪،‬عددخاص‪2018،‬‬
‫ج املراجع األجنبية‪:‬‬
‫‪7- Bouchet (T), Camino (G) et Jarrige (F), « L’université face au‬‬
‫‪déferlement numérique (archives) », revue Variations n°19, avril 2016.‬‬
‫‪-8- André (C), Intelligence artificielle et lutte contre le plagiat académique‬‬
‫‪», les annales de l’université d’Alger1, numéro spécial n°07/2018 de la p 42‬‬
‫‪à la p59.‬‬
‫‪-9- Zerkaoui-Drias (H) « La blockchain au service du droit : cas des‬‬
‫‪contrats intelligents », les annales de l’université d’Alger1, numéro spécial‬‬
‫‪n°07/2018 de la p 11 à la p 41.‬‬
‫ج‪-‬املقاالتعلىمو اقعاالنترنت‬
‫‪-‬دوذشوداد‪،‬زعيترفاطمة‪" ،‬التعليمالعاليفيظاللرقمنةوتكنولوجيةاملعلومات"‪،‬مجلةاألدبوالعلوم ‪10‬‬
‫االجتماعية‪،‬عدد‪،7‬جامعةالبليدة‪،‬ص ‪111‬‬
‫منشوريوم‪WWW.univblida.com. 2011 / 01 / 22‬متوفرفيالرابطااللكترواد‬
‫‪-11- www.institutmontaigne.org, consulté 12/02/2020 , Enseignement‬‬
‫‪supérieur et numérique : connectez-vous ! Rapport juin 2017, p68.‬‬
‫‪2222‬‬ ‫‪94‬‬ ‫املجلد‪ :‬الخامس (‪ )50‬العدد‪ :‬الثاني (‪)51‬‬
‫الحاجة إلى رقمنه الجامعة الجزائر ية ومعيقات التطبيق‬

-12- www.institutmontaigne.org,consulté le 10/02/2020 , Lauvergeon (A),


Commission « innovation 2030.»
-13- Franceinfo-tv par Guillemette (J), Mis à jour le 17/01/2020 « pour la
numérisation des copies.»
-14- Dimitri (A) « Comment les nouvelles technologies bouleversent les
relations humaines », latribune.fr , 05/10/2016.
-15- Aigrain (P), Cause commune : L’information entre bien commun et
propriété, Fayard et Publie.net. 2013

2222 95 )51( ‫الثاني‬ :‫) العدد‬50( ‫ الخامس‬:‫املجلد‬

You might also like