You are on page 1of 141

‫الفهرس‬

‫مادة النفس اإلنسانية‬


‫النفس االنسانية والمفهوم االرثوذكسى ‪3 ......................... ................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫النفس االنسانية ‪ /‬تشريحها ‪ /‬ووظائفها ‪01 ........................ ................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحيل الدفاعية للنفس االنسانية ‪01 ............................... ................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫االضطرابات النفسية واضطراب الشخصية ‪01 .................... ................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫كيف تنشأ الحالة النفسية ‪ /‬االكتئاب ‪71 .......................... ................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫المشاعر واالفكار ‪11 ............ ................................ ................................‬‬ ‫‪-‬‬

‫مادة الشخصية اإلنسانية‬


‫االحتياجات النفسية ‪11 ........... ................................ ................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصورة الذاتية ‪41 ................ ................................ ................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫النضج النفسى ‪41 ............... ................................ ................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫معايير النضج النفسى ‪46 ........................................ ................................‬‬ ‫‪-‬‬

‫مادة علم المشورة (أ)‬


‫الجذور الالهوتية للمشورة المسيحية ‪11 ........................... ................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫المشير االعظم ‪10 ............... ................................ ................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫بين المشورة واالعتراف ‪11 ....................................... ................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫دروس هامة فى علم المشورة ‪67 ................................. ................................‬‬ ‫‪-‬‬

‫مادة علم المشورة (ب)‬


‫المشورة وما هى أهدافها ‪61 ...................................... ................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫الـ ‪ 1‬اساسيات جوهرية للمشورة ‪014 ............................... ................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫العالقة المشورية ‪016 ............. ................................ ................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫الئحة المبادئ االخالقية للمشورة المسيحى ‪003 .................... ................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫االش ـراف ‪004 ..................... ................................ ................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫المحاذير فى المشورة – بعض المحاذير فى العملية المشورية ‪071/006 ..................................‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ - Neuropsychology‬علم النفس العصبى‬


‫فكرة مبسطة عن المخ والجهاز العصبى فى ضوء الدراسات النفسية ‪033 ............................‬‬ ‫‪-‬‬
‫مادة‬
‫النفس االنسانية‬

‫‪-7-‬‬
‫النفس اإلنسانية‬
‫النفس اإلنسانية والمفهوم األرثوذكسى‬

‫النفس فى الفكر األرثوذكسى‬

‫ما هى النفس ؟‬

‫كلمة النفس فى اليونانى هى ‪ Psyche‬وفى العبرى ‪ Nephesh‬النفس ال تسكن فقط فى الجسد ولكنها تستخدم‬
‫الجسد ليعبر عنها‪ .‬النفس ليست سبب الحياة لكنها حاملة للحياة‪.‬‬

‫ذهن ‪Nous‬‬

‫القلب‬

‫روح ‪Spirit‬‬ ‫جوهر ‪Essence‬‬

‫النفس فى الكتاب المقدس ؟‬

‫كلمة ‪ Psyche‬فى الكتاب المقدس تعنى معان عدة منها الحياة "يطلبون نفس الصبى" (مت ‪ ، )7107‬الراعى‬
‫الصالح يبذل نفسه عن الخراف (يو ‪ ، )71001‬وعندما كتب القديس بولس عن أكيال وبريسكيال قال "الذين‬
‫وضعا عنقيهما من أجل حياتى ‪( Psyche‬روميه ‪ ، )107‬وتعنى أيضا كيان النفس وجوهرها أو العنصر غير‬
‫المادى فى وجودنا "ال تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس ‪ Psyche‬ال يقدرون أن يقتلوها بل خافوا من‬
‫الذى يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما فى جهنم" (مت ‪.)71001‬‬

‫فى مثل الغنى قال المسيح "فليست حياته ‪ psyche‬من أمواله فقال اهلل يا غبى هذه الليلة تطلب نفسك ‪psyche‬‬
‫منك فهذه التى أعددتها لمن تكون" (لو ‪ .)71007‬يفرق الكتاب المقدس بين النفس كحياة والنفس كالعنصر غير‬
‫المادى فى اآل ية التى قالها المسيح "فإن من اراد أن يخلص نفسه (بمعنى الحياة) يهلكها (بمعنى جوهر النفس)‬
‫‪-3-‬‬
‫ومن يهلك نفسه (حياته) من أجلى يجدها (الجوهر)" (مت ‪ .)74004‬كذلك تعنى كلمة نفس اإلنسان كله "لتخضع‬
‫كل نفس للسالطين الفائقة" (رو ‪" ، )0003‬وأنضم فى ذلك اليوم حوالى ثالثة آالف نفس" (أع‪.)0007‬‬

‫النفس فى فكر اآلباء ‪:‬‬

‫النفس عبارة عن جوهر بسيط غير مادى تستخدم الجسد كعضو وتعطيه الحياة‪ .‬والنفس خالدة وعاقلة "وجبل‬
‫الرب اإلله آدم تراباً من األرض ونفخ فى أنفه نسمة حياة" (تك ‪.)107‬‬

‫قال القديس يوحنا ذهبى الفم "ال ينبغى أن تؤخذ هذه اآلية بفكر جسدى ‪ ،‬فتشبيه اهلل بإنسان له فم ينفخ منه هذا‬
‫تنازل من أجل ضعف اإلنسان" وقال أيضا إن هذه النفخة ليس معناها أن النفس جزء من اهلل بل هى طاقة من‬
‫الروح القدس‪ .‬لو كانت النفس جزءاً من اهلل لما كانت متغيرة قابلة للخطية‪.‬‬

‫يفسر القديس إغريغوريوس ذلك قائالً "إن اهلل هو جوهر وطاقة ‪ ،‬والجوهر والطاقة متصالن بانفصال ومنفصالن‬
‫باتصال ‪ ،‬فجوهر اهلل ال يتحد باإلنسان ولكن طاقاته تتحد باإلنسان وتشاركه‪ .‬وذلك ال يعنى أن جوهر اهلل أصبح‬
‫داخلنا بما أننا أخذنا الروح القدس فى المعمودية لكن مواهب وطاقات الروح القدس هى التى تسكن فينا وهذه‬
‫الطاقة تستمد وجودها من الجوهر ‪ ،‬نفس اإلنسان على صورة اهلل فى أنها ثالوثية وأنها عبارة عن جوهر وطاقة‬
‫وأنها تمنح الحياة للجسد"‪.‬‬

‫المالئكة نفوس ثالثية أيضاً إال أنه ليست لديهم أجساد ليمنحوها الحياة لذا فشبه اهلل أكثر وضوحاً فى اإلنسان‬
‫عنه بالمالئكة‪.‬‬

‫النفس البشرية ال تستطيع أن تكون كاملة بدون الجسد ‪ ،‬والجسد ال يستطيع أن يحيا بدون النفس ‪ ،‬النفس تخلق‬
‫فى الجنين أثناء الحمل وكما ينمو الجسد هكذا تنمو النفس ومع الوقت تظهر طاقاتها الجسد يشيخ ويضعف إال‬
‫أن النفس ال تشيخ ‪ ،‬تعطى الحياة للجسد لذا فهى ال تكون منحصرة فى مكان معين فى الجسد بل تمتزج بكل‬
‫الجسد إال أنها تتميز عنه وهى التى تعتنى بالجسد وتحافظ على نضارته‪.‬‬

‫قال القديس إغريغوريوس النيصى "إن الجسد ال يقبض على النفس ولكن النفس هى التى تمسك بالجسد وهى‬
‫ليست داخل الجسد كأنها داخل وعاء أو كيس ‪ ،‬لكن الجسد فى الحقيقة هو الممزوج بالنفس‪.‬‬

‫أمراض النفس من وجهة نظر أرثوذكسية ‪:‬‬

‫عندما تبتعد النفس عن اهلل مصدر طاقاتها وحياتها فإنها تصاب بالمرض وتفقد النفس النعمة ويتوقف الذهن عن‬
‫عمل عالقة مع اهلل وتظلم النفس وتنقل النفس هذه الظلمة الى جسد "كثرت أمراضهم الذين أسرعوا وراء إله آخر"‬
‫(مز ‪.)1004‬‬

‫‪-1-‬‬
‫الذهن أو الـ ‪Nous‬‬

‫يعرف الـ ‪ nous‬بأنه النفس ‪ energy of soul‬أو عين النفس ‪ eye of soul‬لكننا سنركز هنا على معنى عين‬
‫النفس وهى أنقى جزء فيها‪ .‬عين النفس هى التى تظلم فى البداية وبالتالى يظلم كل الجسد‪ .‬هذا ما قاله السيد‬
‫المسيح "إن كان النور الذى فيكم ظالماً فكم يكون الظالم" (مت ‪)7304‬عندما يكون ذهن النفس فى حالته‬
‫الطبيعية فإنه يسعى ويشتاق بشدة ليتحد باهلل مصدر حكمته ‪ ،‬واهلل هو النور الذى يستمد منه استنارته وذكاءه‬
‫(أيها النور الحقيقى الذى يضئ لكل إنسان آت الى العالم أتيت الى العالم بمحبتك للبشر) "قطع صالة باكر‪.‬‬

‫الذهن هو أيضاً ثالثى (نطق ‪ ،‬ذكاء ‪ ،‬خيال) عندما يمرض الذهن تصبح كلمات النفس مريضة والخيال نجساً‬
‫وذكاء وادراك اإلنسان مغلوطاً ومزيفاً ‪.‬‬

‫عندما يسقط الذهن تتشتت قوى النفس ويقول أحد القديسين (إن نور المعرفة الروحية هى حياة للذهن وكما أن‬
‫الجسد يحتاج للخبز ليحيا والروح تحتاج للفضيلة لتحيا هكذا يحتاج الذهن للصالة الروحية ألنها تعتبر غذاء‬
‫الذهن) "بإسمك أرفع يدى فتشبع نفسى كما من شحم ودسم" (مز ‪.)37‬‬

‫خيال‬

‫ذكاء وإدراك‬ ‫نطق‬

‫فى مقدمة كتاب حياة الصالة يقول الكاتب (حينما كان يقوم على الجوع بقسوة كنت أجد شبعى فى الصالة‬
‫وحينما كان البرد القارس ال يرحمنى كنت أجد دفئى فى الصالة ‪ ،‬وحينما كان الناس عنيفين على وما أشد عنفهم‬
‫كنت أجد راحتى فى الصالة ‪ ،‬باختصار صارت الصالة هى طعامى وشرابى هى سالمى ودرعى سواء بالليل‬
‫أو بالنهار)‪.‬‬

‫وعندما يتجه الذهن نحو اهلل ويتحد به يصبح حيوياً وصحياً ويستقبل تعزيات اهلل الدائمة بال مانع‪.‬‬

‫هذا الذهن الصحى ي ستطع أن يفرق بسهولة بين تعزيات اهلل وخداع الشيطان داخله ‪ ،‬فالذهن هو عبارة عن‬
‫المركبة التى تحمل النفس إما الى اهلل أو الى الشيطان‪.‬‬

‫‪-4-‬‬
‫إن الحرب األولى للشيطان هى مع الذهن حتى يستطيع أن يأسر كل النفس وعندما يعلن الذهن استسالمه فإنه‬
‫يقاد ذليالً الى الخطية التى تبدأ فى العقل ثم تتحول الى الفعل‪ .‬إن الذهن هو هيكل اهلل الذى عندما يسقط فى‬
‫يد الشيطان ويخرب بواسطة أفكار الشهوة يضع الشيطان فيه رجسة الخراب التى قال عنها دانيال "كان الشيطان‬
‫يضع أصنام الخطية داخل النفس كأنها جروح غير قابلة للشفاء" كل ما يقوله اإلنسان (أثناء المزاح أو الجد)‬
‫وي ظهر المرض أو الصحة للنفس ‪ ،‬لهذا فإن الذين لديهم موهبة التمييز يستطيعون أن يميزوا حالة النفس‬
‫بمالحظاتهم للحركات الخارجية والكلمات التى يقولها اإلنسان‪.‬‬

‫والكتاب المقدس تكلم كثي اًر عن الذهن المنحرف "ال يخسركم أحد الجعالة راغباً فى التواضع وعبادة المالئكة‬
‫متدخالً فى ما لم ينظره منتفخاً باطالً من قبل ذهنه الجسدى" (كولوسى ‪ )0107‬هذا النص يوضح أن الذهن‬
‫عندما ينسحب الى الجسد ويحرم من عمل الروح القدس يصبح كله جسدانياً ‪.‬‬

‫عندما يسقط الذهن بالخطية يصاب بالعمى ويفقد اإلنسان القدرة على التمييز بين الحقيقة والزيف بين الخير‬
‫والشر وال يستطيع أن يعرف نفسه وال يقدر أن يتأمل فى اهلل وال يجد الحق "فأقول هذا وأشهد فى الرب أن ال‬
‫تسلكوا كما يسلك سائر األمم ببطل ذهنهم إذ هم مظلموا الفكر ومتجنبون عن حياة اهلل لسبب الجهل الذى فيهم‬
‫بسبب غالظة قلوبهم" (أف ‪.)01-0101‬‬

‫كيف يمكن أن يشفى الذهن أو النفس ؟‬

‫بحراسة الذهن ‪ guarding of the nous‬وهذا يسمى باليقظة واالنتباه ‪ ،‬حراسة الذهن ليست فقط الجهاد السلبى‬
‫لمنع تسرب األفكار الشريرة ولكن الجهاد اإليجابى بالتطهير المستمر بالتوبة ومحاسبة النفس واالعتراف والجهاد‬
‫فى العالقة الحية مع اهلل من خالل ممارسات الكنيسة من صلوات وأصوام‪.‬‬

‫كما أن عودة الذهن المشتت الى القلب هى شفاء للذهن‪ .‬هنا يجد الذهن مكانه الحقيقى ويتحد الذهن بالقلب هذا‬
‫األتحاد يؤكد بدموع التوبة ولذة االحساس بحب اهلل (إن دموع التوبة أثناء الصالة هى عالمة أن الذهن اتحد‬
‫بالقلب ‪ ،‬وان الصالة النقية وجدت طريقها أخي اًر للذهن الذى بدأ أول خطواته للصعود الى اهلل)‪.‬‬

‫القـلــــب ‪:‬‬

‫قال المسيح عن القلب "ليس ما يدخل الفم ينجس اإلنسان بل ما يخرج من الفم هذا ينجس اإلنسان أال تفهمون‬
‫بعد أن كل ما يدخل الفم يمضى الى الجوف ويندفع الى المخرج أما ما يخرج من الفم فمن القلب يصدر وذلك‬
‫ينجس اإلنسان ‪ ،‬ألن من القلب تخرج أفكار شريرة قتل ‪ ،‬زنى ‪ ،‬فسق ‪ ،‬شهادة زور ‪ ،‬تجديف ‪ ،‬هذه هى التى‬
‫تنجس اإلنسان وأما األكل بأيد غير مغسولة فال ينجس اإلنسان" (مت ‪.)06004‬‬

‫قال القديس مكاريوس الكبير (إن القلب هو الذى يقود الكائن البشرى كله)‪ .‬اهلل يكشف نفسه أساساً من القلب‪.‬‬
‫إن أعظم الناس يجهلون هذا المكان العميق داخلهم ‪ ،‬لكن الحياة المسيحية الحقيقية تظهر فى هذا المكان بعيدًا‬

‫‪-4-‬‬
‫عن أعين الناس الغرباء‪ .‬من يستطيع أن يدخل الى هذا المكان العميق داخل نفسه يجد نفسه وجهاً لوجه أمام‬
‫سر الوجود وأمام اهلل خالق النفس‪.‬‬

‫عندما تكلم القديس بطرس عن الزينة الحقيقية للنساء قال تعبي اًر عميقاً "بل إنسان القلب الخفى" (‪0‬بط ‪)0600‬‬
‫إن القلب ه و المكان الذى يسكن اهلل فيه "ليحل المسيح باإليمان فى قلوبكم" (أف ‪ )0103‬الى أن ينفجر النهار‬
‫ويطلع كوكب الصبح فى قلوبكم" (‪7‬بط ‪.)0600‬‬

‫أمراض القلب‪:‬‬

‫أحد أمراض القلب هو‬

‫‪ -1‬الجهل والنسيان ‪:‬‬

‫فعندما يفقد القلب نعمة اهلل يغطى بسحب مظلمة ويصبح اإلنسان سريع النسيان ألعمال اهلل له ولوصاياه وهذا‬
‫ما حدث لليهود والهراطقة فهم يقرأون الكتب ولكنهم ال يفهمون "لكن حتى اليوم حين يق أر موسى البرقع موضوع‬
‫على قلوبهم" (‪7‬كو ‪.)0403‬‬

‫‪ -2‬القســوة ‪:‬‬

‫هى مرض أخر للقلب ألنه ال يقبل نعمة اهلل التى تغير ‪ ،‬يبقى جامداً "يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب‬
‫واآلذان أنتم دائماً تقاومون الروح القدس كما أن أباءكم كذلك أنتم" (أع ‪" ، )4001‬ال تقسوا قلوبكم كما فى‬
‫اإلسخاط" (عب ‪ .)103‬كثي اًر ما تصادم الرب يسوع بالقلوب القاسية فعندما كان فى المجمع وكان رجل يده يابسه‬
‫يقول الكتاب "نظر حوله إليهم بغضب حزيناً على غالظة قلوبهم" (مر‪.)403‬‬

‫‪ -3‬النجــــاســـة ‪:‬‬

‫مرض اخر يصيب القلب ليس فقط أن يعانى ذلك اإلنسان من األفكار والشهوات النجسة لكنه أيضاً ينتفخ بنجاحه‬
‫وتمتلكه أفكار العظمة ويلوم االخرين هذا يتضح فى مثل الفريسى والعشار‪.‬‬

‫‪ -4‬القلب غير المستقيم ‪:‬‬

‫وهو أيضاً مرض أخر من أمراض القلب‪ .‬لقد قال القديس بطرس متهماً سيمون الذى أراد أن يقتنى النعمة بالمال‬
‫لكى يستطيع أن يعمل المعجزات مثل الرسل "ليس لك نصيب وال قرعة فى هذا األمر ألن قلبك ليس مستقيماً‬
‫أمام اهلل فتب من شرك هذا وأطلب الى اهلل عسى ان يغفر لك فكر قلبك" (أع ‪.)73-7001‬‬

‫‪-1-‬‬
‫‪ -5‬القلب المنغمس فى ذاته ‪:‬‬
‫‪ Inward self indulgence heart‬هذا النوع ينغمس بشدة فى التمتع باألشياء الجسدية وال يستطيع أن يجد‬
‫تعزياته فى التأمل والصالة والعالقة باهلل‪ .‬إن القلب المنغمس فى ذاته يصبح سجناً وسالسل للنفس عندما تترك‬
‫هذه الحياة ‪ ،‬حيث إن هذه النفس تكون قد تدربت طوال الحياة فى الجسد على التمتع بالجسديات والماديات‬
‫وعندما تصبح النفس بال جسد تبدأ بالتعذب ‪ ،‬ألنها ال تجد راحتها بدون الجسديات التى تدربت على الحياة بها‬
‫لهذا فإن هذه الشهوات تعمل كسالسل تعذيب لهذه النفس فى األبدية‪.‬‬

‫كيف يشقى القلب ؟‬

‫إن التوبة هى أول دواء للشفاء (ممارسة محاسبة النفس وسر االعتراف) يقول القديس يوحنا الدرجى (التوبة هى‬
‫استعادة المعمودية ‪ ،‬التوبة هى تعهد هلل بحياة ثانية ‪ ،‬التائب هو من يبتاع التواضع ‪ ،‬التوبة هى قطع الرجاء‬
‫بكل تعزية جسدية ‪ ،‬التوبة هى يقظة حادة وحراسة أكيدة لنفس اإلنسان ‪ ،‬التوبة ليست مرحلة ولكنها تمتد الى‬
‫العمر كله ‪ ،‬التوبة هى تطهير الضمير)‪ .‬كلما تدرب اإلنسان على التوبة اقتنى القلب االنسحاق ‪ ،‬وهذا هو الدواء‬
‫الثانى "لكنك ال تسر بالمحرقات فالذبيحة هلل روح منسحق القلب المنكسر والمتواضع ال يرذله اهلل" (مز ‪.)41‬‬

‫حذر اآلباء من نوع ضار من االنسحاق يؤدى الى اليأس وال يحدث فى جو التوبة أمام اهلل وفى معونة الروح‬
‫القدس‪ .‬وبطول مدة اليأس يظلم الذهن ويتقسى القلب لهذا فإن إنكسار القلب الذى يحدث بدون توبة وصالة يفقد‬
‫النفس رجاءها ويؤدى الى تكوين وسط داخل النفس مناسب للشيطان ‪ ،‬لكى يلقى بداخل اإلنسان بسموم أفكاره‪.‬‬
‫الدموع هى الدواء الثالث لشفاء القلب‪ .‬قال المسيح "طوباكم أيها الباكون ألنكم ستضحكون" (لو ‪ )7004‬فى‬
‫حديثنا عن الدموع البد أن نشير أنه توجد دموع داخلية للقلب ‪ Inner tears of heart‬ودموع خارجية من‬
‫العين‪ .‬عندما يبكى القلب فإنه عادة ما تصاحب ذلك دموع خارجية لكنه أحياناً تكون الدموع سرية داخل القلب‬
‫وتقود هذه الدموع القلب الى النقاوة وتفتح أعين النفس‪.‬‬

‫كل ممارسات الكنيسة األرثوذكسية تختص بعالج النفس وتطهيرها من خالل منظومة مقدسة من توبة مستمرة‬
‫واعتراف وأصوا م واشتراك مع جسد المسيح (الكنيسة) فى مناسباتها وأعيادها والتأمل والقراءة المستمرة فى كلمة‬
‫اهلل وتفسيرها كما تفسرها الكنيسة‪ .‬فمن خالل االعتراف المنتظم يتدرب اإلنسان على اكتشاف نفسه الحقيقية‬
‫‪ Find his true self‬وكما قال المفكرون (إن أطول رحلة فى حياة اإلنسان هى رحلة الدخول الى نفسه) فسر‬
‫االعتراف يساعد اإلنسان على التخلص من الشعور بالذنب والتمتع بالغفران بطريقة محسوسة (قصة داود النبى‬
‫عندما أخطأ ولبس المسوح ‪ ،‬لم يترك الرماد والمسوح ‪ ،‬إال عندما أرسل اهلل له ناثان الكاهن النبى وقال له الرب‬
‫"نقل عنك خطيتك ال تمت") ‪ ،‬ومن خالل سر االفخاريستيا وهو سر الشكر يتعلم اإلنسان الشكر والتخلص من‬
‫التذمر ورثاء النفس‪.‬‬

‫‪-1-‬‬
‫من خالل االشتراك المنتظم فى ذبيحة االفخاريستيا يستلم اإلنسان س اًر معنى البذل والتضحية والخروج من الذاتية‬
‫فاالفخاريستيا ليست ممارسة فردية شخصية ‪ ،‬تربط النفس مع المسيح على انفراد بل شركة فى الجسد الواحد‬
‫ومع الوقت تستنير النفس بسبب االنتظام على التأمل والسكون واألصوام فتتدرب اإلرادة وتتقوى وتستطيع أن‬
‫تتخطى كل جروح الماضى وكل أمراض النفس حتى تصل الى الكمال والكمال هنا ليس مقصود به كمال اإلنسان‬
‫‪ ،‬ألنه ال يوجد إنسان كامل ولكن هى مرحلة االلتصاق واالتحاد باهلل خالق النفس ومصدر وجودها (يا اهلل لقد‬
‫خلقتنا لك ونفوسنا لن تجد راحة إال فيك) القديس أغسطنيوس‪.‬‬

‫‪-6-‬‬
‫النفس اإلنسانية ‪ :‬تشريحها ووظائفها‬

‫مقدمــة‬

‫يوجد فرق بين العقل والمخ ‪ ،‬فالمخ هو العضو الحامل لوظائف العقل فإذا كان المخ هو الجانب الملموس‬
‫والمحسوس من جهاز الكمبيوتر ‪ ،‬فالعقل هو البرامج غير الممسوكة ‪.Software‬‬

‫‪-‬المخ البشرى بجميع مراكزه هو أداة النفس االنسانية‪.‬‬

‫‪-‬فى المفهوم الدقيق للمفاهيم العلمية‪ ،‬عقل االنسان= النفس االنسانية‪ ،‬و كثي ار ما يخطئ الناس فى تعريف مخ‬
‫االنسان على انه عقله‪.‬‬

‫‪-‬ان العقل (النفس البشرية) هو كيان اشمل من مخ االنسان‪ ،‬الذى هو جزء من العقل أو النفس البشرية‪.‬‬

‫العقل(النفس االنسانية)‬
‫كيان أوسع‬

‫المخ البشرى‬
‫عضو من أعضاء الجسد‬

‫و النفس االنسانية (العقل)‪ 0‬يتكون من عقل واع (الشعور) وعقل باطن(الالشعور)‪.‬‬

‫وتمر األفكار والمشاعر من‬


‫الشعور‬ ‫عقل واع‬
‫الشعور (العقل الواعى) الى‬
‫الالشعور (العقل الباطن) ويتم‬
‫تخزينها هناك وال يسمح لها‬
‫بالعودة الى العقل الواعى إال‬
‫فى حاالت معينة ‪ :‬مثل االحالم‬
‫– المرض العقلى – فى بعض‬
‫أنواع العالج – تحت تأثير‬ ‫الالشعور‬ ‫عقل باطن‬
‫بعض العقاقير)‬ ‫(العقل الباطن)‬

‫‪-01-‬‬
‫فكرة الصراع النفسى‪ 0‬هى نزاع ما بين قوتين متضادتين‪ ،‬أو موقفين قويين‪ ،‬يؤديان باالنسان الى الشعور بالصراع‬
‫النفسى‪ ،‬وتتكون شحنات سلبية تكبت نتيجة التأثر بهذا الصراع النفسى‪ .‬أمثلة ذلك‪ "0‬أتزوج فالن ام فالن"‪"،‬أهاجر‬
‫أم أبقى"‪( .‬االختيارات الصعبة)‪.‬‬

‫شحنات انفعالية سلبية تكبت‬

‫صراع بين قوتين أو موقفين متضادين‬

‫وفى كل صراع يظهر الثالوث النفسى فى داخل االنسان‪ ،‬و الذى يظهر ال اراديا فى كل مجاالت تعاملنا مع‬
‫االزمات والمواقف بصفة عامة‪ ،‬وهو‪ 0‬االدراك و التفكير – الوجدان والمشاعر والعواطف – االرادة والسلوك‪.‬‬
‫فاالنسان يدرك ما يحدث حوله ويفكر فيه ويقيمه‪ ،‬ومن ثم تتأثر المشاعر والعواطف تجاه هذا الموقف‪ ،‬و تضفى‬
‫بتأثيرها االيجابى او السلبى على وجدان االنسان‪ ،‬مما يحرك فى االنسان االرادة او السلوك‪ ،‬لينتهج موقفا ما‬
‫تجاه الظروف المحيطة‪ ،‬غير محسوس فى كثير من االحيان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اإلدراك والتفكير‬
‫اإلدارة والسلوك‬

‫مكونات النفس‬
‫اإلنسانية‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬

‫الوجدان والمشاعر والعواطف‬

‫‪-00-‬‬
‫و تنقسم النفس االنسانية فى تصنيفها بحسب فرويد الى اقسام ثالثة‪0‬‬

‫الدوافع والغرائز والرغبات‬ ‫الـ " هو "‬

‫النفس اإلنسانية‬
‫الذات ‪Ego‬‬ ‫الـ " أنا "‬
‫الضمير‬ ‫الـ " أنا األعلى‬
‫"‬

‫األنا األعلى‬

‫النفس‬

‫الهو‬ ‫األنا‬

‫والـ ـ "انا" (الذات) هى المسؤولة عن‪0‬‬


‫الوسائل الدفاعية النفسية‪.‬‬
‫الحكم على االمور بواقعية‪.‬‬
‫االحساس بالجمال‪.‬‬
‫دائما ما يحدث داخل كل نفس بشرية صراع ما بين الذات و الضمير و الدوافع و الغرائز و الرغبات‪.‬‬

‫الدوافع‬
‫الغرائز‬ ‫صراع‬ ‫الذات‬ ‫صراع‬ ‫الضمير‬
‫الرغبات‬

‫داخل كل انسان منا‪( 0‬اب و طفل و شاب بالغ)‪ .‬وهذه المواقف تظهر فى افعالنا‪ ،‬ويتم تحديد نوع االنسان العامل‬
‫فينا تبعا للتصرف فى موقف ما ‪ .‬ويتبادل الشخص الواحد هذه المواقف الثالثة من وقت الخر‪ ،‬ومن شروط‬

‫‪-07-‬‬
‫االتزان و االستواء النفسى ان يستطيع االنسان اعطاء مساحة مناسبة لكل موقف وال يغلب ويطغى احدهما‪ ،‬اال‬
‫ان البالغ غالبا ما تكون له الفرصة االكبر‪.‬‬

‫‪B‬‬
‫‪1‬‬ ‫االلتزام ‪،‬‬

‫أب‬ ‫النصح ‪،‬‬


‫اإلرشاد ‪،‬‬
‫االنطالق ‪ ،‬الحيوية‬ ‫الجدية‬
‫‪ ،‬الجرأة ‪ ،‬المغامرة‬ ‫المرح ‪ ،‬الفرح ‪،‬‬
‫بالغ‬ ‫طفل‬ ‫البساطة ‪ ،‬الضحك ‪،‬‬

‫‪A‬‬ ‫‪C‬‬ ‫الخيال ‪ ،‬اإلبداع‬

‫باالضافة الى ذلك‪ ،‬فكل انسان فيه ما يسمى بالـ(صورة الذاتية) او الشخصية او الهوية او الذات المميزة‪ ،‬وهى‬
‫تتكون من ثالوث اخر‪ ،‬وهو‪0‬‬

‫النفس الظاهرية (تكون‬


‫‪Social Mask‬‬

‫الصورة التى أود وينبغى‬


‫ما أظهر به أمام الناس‬
‫النفس‬
‫ان أكون عليها‬
‫القناع االجتماعى‬
‫‪Social Mask‬‬

‫النفس الحقيقية‬

‫حقيقة ما أرى نفسى‬


‫ما أعرفه أنا ويعرفه اهلل عنى‬
‫وأخفيه عن األخرين‬

‫االتزان النفسى يأتى عندما تقترب هذه الصور الثالث من بعضها البعض‬

‫‪-03-‬‬
‫الحيل الدفاعية للنفس االنسانية‬

‫ما هى الوسائل الدفاعية؟‬

‫هى ميكانزمات او وسائل او حيل دفاعية‪ ،‬ال شعورية تدافع بها النفس االنسانية ضد المشاعر‬
‫السلبية‪ ،‬التى وتكون ناتجة عن الصراع النفسى او الحرمان او الضغوط النفسية او العجز النفسى‪.‬‬
‫وهى وسائل ال شعورية‪ ،‬منها الصحى ومنها المرضى‪ ،‬منها الناضج و منها الغير الناضج‪،‬‬
‫واستخدام الوسائل الدفاعية بكثرة قد يتحول الى سمة من سمات الشخصية‪ ،‬اى تتحول الى واحدة‬
‫من طباع الشخص الذى يكثر من استخدام الوسائل الدفاعية بصورة مفرطة ويؤدى ذلك باالنسان‬
‫الى نوع من اضطرابات الشخصية‪ ،‬بسبب االستخدام غير الناضج‪.‬‬

‫أواجه هذا الموقف أم اهرب منه‬


‫(االختيار الصعب)‬ ‫الصراع النفسى‬
‫الحيل الدفاعية‬

‫مادى أو عاطفى‬ ‫الحرمان‬


‫الزائدة عن قوة االحتمال‬ ‫الضغوط النفسية‬

‫ان مقاييس االستخدام االيجابى للحيل الدفاعية لدى الشخص السوى هو ان تؤدى بالشخصية االنسانية الى‬
‫التغير و النضج و التطور و التكيف و االتزان النفسى‪.‬‬

‫تغير‬ ‫نضج‬ ‫تطور‬

‫‪-01-‬‬
‫بعض امثله من الوسائل الدفاعية‪:‬‬

‫الكبت(‪:(repression‬‬

‫وهو احدى الوسائل الدفاعية االيجابية‪ ،‬اال اذا زادت عن حدها فى االستخدام‪ ،‬وهو الوسيلة االم و االنسان‬
‫الطبيعى يستخدم هذه الوسيلة عددا من المرات يوميا‪ ،‬وهى تختلف كثي ار عن النسيان ‪ .‬وهى عملية صحية جدا‪،‬‬
‫اذا استخدمت بقدر مقبول‪ ،‬حيث ان االكثار الزائد من الكبت يولد االكتئاب (‪ . (depression‬و الكبت يختلف‬
‫عن قمع النفس (‪ (suppression‬حيث ان االخير يقوم به االنسان بالعقل الواعى‪ ،‬اما الكبت فيتم فى الالوعى‪.‬‬

‫التبرير )‪:(Rationalization‬‬

‫وهو وسيلة "خايبة" يبرر بها االنسان نفسه‪ ،‬بهدف الخروج بها من المشكلة باى شكل ‪ ،‬و تبرير نفسه باى‬
‫حساب‪ .‬مثال ‪ 0‬ادم و حواء فى خطيئتهما (استخدام شماعة لتبرير الخطأ)‪.‬‬

‫االسقاط (‪:(projection‬‬

‫وهو ناتج عن وجود شئ غير سليم‪ ،‬او غير سوى‪ ،‬بى‪ ،‬أو مشكلة ما‪ ،‬وال أريد ان اعترف بها‪ ،‬فالقى بها على‬
‫شخص اخر‪ ،‬واراها فيه‪ ،‬و ادينه بها‪ .‬فى كثير من االحيان‪ ،‬تكون المشكلة التى انتقدها فى شخص ما‪ ،‬موجودة‬
‫باالصل فى دون ان ادرى(اإلدانة)‪.‬‬

‫النكوص (‪:(Regression‬‬

‫وهو احدى الوسائل المرضية‪ ،‬وفيها يفضل فيها االنسان الهروب من واقعه الى عالم من الماضى(مثال‪ 0‬مرحلة‬
‫الطفولة‪ ،‬وبها يرغب ان يعامل كطفل‪ ،‬ويقوم بأفعال الطفل من جديد‪ ،‬هربا من واقع ال يستطبع التعامل معه)‪.‬‬
‫مثال التبول الال ارادى فى االطفال حين يوجد مولود جديد يستحوذ على اهتمام الوالدين‪.‬‬

‫التحول )‪:(Conversion‬‬

‫وهو وسيلة غير صحية‪ .‬وهو تحويل التوتر النفسى على الجسد‪ ،‬اى يظهر هذا التوتر فى شكل ألم جسدى (مثال‬
‫الشلل النفسى – التشنجات الهيستيرية – العمى النفسى‪.)...‬‬

‫العقلنة (‪:(Intellectualization‬‬

‫وهو وسيلة غير صحية وهى الكالم بدون معنى حقيقى‪ ،‬بل لمجرد الكالم(مثل‪ 0‬ان يقوم مدمن بالحديث عن‬
‫مشاكل االدمان ‪ ،‬ويقوم بنصح الناس بعدم االنخراط به‪ ،‬مع ان باالولى ان يكف هو عن االدمان)‪.‬‬

‫اال زاحة )‪:(Displacement‬‬

‫وفيها يزيح الشخص صراعاته والمه النفسى من شخص الى اخر‪ ،‬او من موقف لموقف اخر‪( ،‬مثال‪ 0‬اللواء يوبخ‬
‫العميد والعميد يوبخ العقيد‪ ...‬و هكذاحتى العسكرى‪ ،‬مدرس يزيح غضبه على زوجته الى غضبه على الطلبة‬
‫ويعاقبهم)‪.‬‬

‫‪-04-‬‬
‫التعويض( ‪:(Compensaion‬‬

‫وفيه يعوض الشخص ال شعوريا نقصا فيه بالمبالغة فى امور اخرى مثل الزينة و المالبس‪.‬‬

‫ملخص أمثلة الوسائل الدفاعية‬

‫إيجابية‬ ‫سلبية‬

‫القمع أو الضبط والتحكم‬ ‫‪-1‬‬ ‫التبرير‬ ‫‪-1‬‬


‫التسامى‬ ‫‪-2‬‬ ‫اإلسقاط‬ ‫‪-2‬‬
‫الدعابة‬ ‫‪-3‬‬ ‫النكوص‬ ‫‪-3‬‬
‫التوقع‬ ‫‪-4‬‬ ‫التحول‬ ‫‪-4‬‬
‫التقمص‬ ‫‪-5‬‬ ‫العقلنه‬ ‫‪-5‬‬
‫اإلزاحة‬ ‫‪-6‬‬

‫والخالصة‪:‬‬

‫‪ -‬ان مواجهة الضغوط والصراعات النفسية بوعى‪ ،‬هى عالمة من عالمات نضج الشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬وتظهر الوسائل الدفاعية مستخدمة فى كل االضطرابات النفسية والعقلية‪ ،‬واضطراب الشخصية‪،‬‬
‫واضطراب السلوك كما فيما بعد‪.‬‬

‫‪-04-‬‬
‫االضطرابات النفسية وإضطراب الشخصية‬

‫إضطراب نفسي ام إضطراب شخصية؟‬

‫يحدث في األذهان خلط أحيانا بين االضطراب النفسي واضطراب الشخصية‪ ،‬وهو ما يتضح في تداخل استخدام‬
‫التعبيرين كأنما هما الشيء ذاته ‪.‬‬

‫لكن التمييز بين اإلضطراب أو المرض النفسي من ناحية واضطراب الشخصية من ناحية أخرى في المجال‬
‫النفسي‪ ،‬ضروري كي ندرك مع أي حالة نشتبك وبالتالي ما يمكن أن نتوقعه من الحالة التي نتعامل معها‪ ،‬وما‬
‫يمكن أن نتوقعه على طريق العالج ‪.‬‬

‫كيف تميز بين اإلضطراب النفسي واضطراب الشخصية؟‬

‫أوال‪ :‬االضطراب (المرض) النفسي‬

‫هو مجموعة من األعراض المحددة‪ ،‬والتي تستمر لمدة زمنية ال تقل عن ستة أشهر‪ .‬تلك األعراض التي تظهر‬
‫أيضا عدم القدرة على التكيف مع‬
‫اضحا في حياته وتفاعالته مع اآلخرين‪ ،‬و ً‬
‫على المريض النفسي وتسبب تغي ار و ً‬
‫محيطه وقد كان قبل ظهورها يمارس حياته بشكل طبيعي‪ .‬ومن أهم ما يميز المرض النفسي هو استبصار‬
‫تماما أنه يعاني من مشكلة ما ويعترف بوجودها ‪.‬‬
‫المريض بمرضه‪ ،‬أي أنه يعي ً‬

‫أسباب األمراض النفسية‬

‫‪ -1‬األسباب الوراثية‪ 0‬وهي انتقال الجينات المسببة للمرض لألبناء‪ ،‬ولكن تظل الجينات هي مجرد محفزات‬
‫للمرض في حين وجود بيئة مناسبة لنمو المرض‪.‬‬

‫‪-7‬األسباب البيئية‪ 0‬وتعد البيئة األولى لإلنسان – وهي األسرة – هي نواة األمراض النفسية‪ ،‬وفيها تنشأ‬
‫االستعدادات المرضية‪ ،‬والتي تنتظر بعد ذلك أحداثا حياتية تفجر المرض النفسي‪.‬‬

‫‪-3‬الخلل الوظيفي في المخ‪ 0‬وذلك بسبب تغير نسبة المواد الكيميائية مثل “الدوبامين والسيروتونين” الموصلة‬
‫بين األعصاب‪.‬‬

‫أمثلة لألمراض النفسية ‪:‬‬

‫‪-1‬االكتئاب ‪ 0‬وهذا يتنوع في صوره ومدته الزمنية وشدته كذلك‪ ،‬ويندرج تحت مرض االكتئاب األساسي‪،‬‬
‫االكتئاب المزمن‪ ،‬االكتئاب الموسمي‪.‬‬
‫‪-01-‬‬
‫‪-7‬القلق ‪ 0‬ويتنوع القلق من حيث اتجاهه ومثيراته فنجد القلق المعمم‪ ،‬القلق االجتماعي‪ ،‬الفوبيا‪ ،‬الهلع‪ ،‬الوسواس‬
‫القهري‪ ،‬كرب مابعد الصدمة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اضطراب الشخصية ‪:‬‬

‫وهو مجموعة من الصفات أو السمات الثابتة التي يتسم بها الفرد‪ ،‬والتي تنشأ معه منذ الطفولة نتيجة لظروف‬
‫البيئة التي تربى فيها وأثرت في زرع تلك السمات‪ ،‬والتي تتبلور في سن المراهقة أو بداية مرحلة البلوغ ويكون‬
‫لدى الفرد قناعة بها‪ ،‬ومن الصعب تغييرها مهما تعرض لصعوبة في المواقف الحياتية أو شكوى اآلخرين من‬
‫تعامالته‪ ،‬ألنها أصبحت نمطا وطبعا يميزه‪ ،‬ولذلك يكون الفرد غير مستبصر بوجود مشكلة في حياته ‪.‬‬

‫فهو ينظر لآلخرين على أنهم أصحاب المشكلة والسبب في مشكالت تكيفه‪ ،‬ولكن يصاحبها قدر من التوتر‬
‫والضغط النفسي وخلل في العالقات‪ ،‬الذي يسبب أحيانا اإلصابة بالقلق أو االكتئاب‪ .‬وبالتالي فإن اضطراب‬
‫الشخصية يؤدي بسبب صعوبات التكيف الشخص المضطرب مع محيطه إلى أمراض نفسية‪ ،‬و بالتالي فإن‬
‫شاكيا من إضطراب في‬
‫الشخص المضطرب في هذه الحالة حين يذهب للطبيب المعالج النفسي‪ ،‬فإنه ال يذهب ً‬
‫شخصيته‪ ،‬وانما يذهب إليه طالب المساعدة على الخروج من دوامات االكتئاب أو القلق الذي يعانيه بسبب النمط‬
‫اجتماعيا ‪.‬‬
‫ً‬ ‫فوضا‬
‫السلوكي الذي يأتي به في محيطه والذي غالبا ما يكون مر ً‬

‫أسباب اضطرابات الشخصية ‪:‬‬

‫تماما كما الحال مع‬


‫‪ -0‬األسباب الوراثية‪ 0‬تلعب الجينات دو اًر مهما في اإلصابة بإضطرابات الشخصية‪ً ،‬‬
‫األمراض النفسية‪ ،‬لذا فإنه كون من المفيد للمعالج أن يتعرف على تاريخ اإلضطرابات من هذا النوع في‬
‫عائلة المصاب ‪.‬‬
‫‪ -7‬األسباب البيئية‪ 0‬وهذا العامل عميق األثر جداً في تكوين الشخصية ‪ ،‬لذا فإن اإلساءات التي قد يتعرض‬
‫لها اإلنسان في الطفولة تجعله أكثر عرضه إلضطرابات الشخصية في المستقبل ‪.‬‬

‫أمثلة الضطرابات الشخصية ‪:‬‬

‫‪ -0‬إضطراب الشخصية المرتابة‪ 0‬ونجد أنفسنا هنا أمام شخص شكاك بشكل غير منطقي‪ ،‬ويفسر دوافع‬
‫اآلخر بصورة سلبية على الدوام ‪.‬‬
‫إضطراب الشخصية االنعزالية‪ 0‬وهذا يتصف بعدم القدرة على التعبير العاطفي‪ ،‬والالمباالة‪ ،‬والبعد‬ ‫‪-7‬‬
‫عن العالقات االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -3‬إضطراب الشخصية الفصامية‪ 0‬وفيها يكون الفرد لديه تشوهات في اإلدراك ‪.‬‬

‫‪-01-‬‬
‫‪ -1‬إضطراب الشخصية المضادة للمجتمع‪ 0‬وتتصف بسلوكيات استغاللية اآلخرين‬
‫إضطراب الشخصية الحدية‪ 0‬ونجد هنا المضطرب غير مستقر في العالقات‪ ،‬ولديه سلوكيات‬ ‫‪-4‬‬
‫اندفاعية‪.‬‬
‫‪ -4‬إضطراب الشخصية الهستيرية‪ 0‬وهو نمط سلوكي يستهدف لفت االنتباه ‪.‬‬
‫‪ -1‬إضطراب الشخصية النرجسية‪ 0‬وتتصف بالعظمة‪ ،‬وعدم التعاطف مع اآلخرين‪ ،‬والحاجة للمدح‪ ،‬مع‬
‫جوهر شخصية هش خائف من النبذ ‪.‬‬
‫‪ -1‬إضطراب الشخصية التجنبية‪ 0‬وفيه يكون الفرد لديه حساسية مفرطة‪ ،‬وعدم الشعور بالكفاءة ‪.‬‬
‫‪ -6‬إضطراب الشخصية االعتمادية‪ 0‬وهو الحاجة الشديدة لالهتمام من األخرين‪.‬‬
‫‪ -01‬إضطراب الشخصية الوسواسية‪ 0‬وتتسم بالنظام والترتيب الشديد‪ ،‬والسعي للكمال‪.‬‬

‫الفرق الجوهري بين اإلضطراب النفسي واضطراب الشخصية ‪:‬‬

‫‪-0‬المرض النفسي يسبقه فترة من السواء‪ ،‬ثم يليه حدث مفجر للمرض يؤدى إلى ظهور واضح لألعراض‪ ،‬أما‬
‫إضطراب الشخصية فهو أقرب شيء لنمط يعيش الفرد من خالله منذ الطفولة أو المراهقة ‪.‬‬

‫‪-7‬المرض النفسي يعاني منه الفرد ويكون على وعى كامل بمشكلته‪ ،‬وهو مايسمى “باالستبصار بالمرض”‪ ،‬في‬
‫حين أن المصاب بإضطراب الشخصية ال يشعر أن لديه مشكله‪ ،‬بل يدافع عن نمطه عن قناعة‪ ،‬وال يدرك‬
‫أسباب شكوى اآلخرين منه ‪.‬‬

‫هل يمكن أن يتحول الفرد من اضطراب نفسي إلى اضطراب شخصية؟‬

‫الفيصل هو قدرة اإلنسان على إدراك مشكلته‪ ،‬فمن الممكن أن يعيش صاحب إضطراب الشخصية في سالم‬
‫دون شكوى‪ ،‬ولكن في حالة ظهور حدث يزيد األعراض شدة لدرجة تعوق حياته سواء االجتماعية أو المهنية‪،‬‬
‫يتحول إلى إضطراب نفسى وهنا يدرك الفرد أن هناك مشكلة ‪.‬‬

‫قبل الخوض فى عرض انواع اضطرابات الشخصية العشرة التى نص عليها الدليل التشخيصى االحصائى‬
‫االمريكى ( االصدار الخامس) ‪ ،‬هناك مبادئ هامة جدا ‪0‬‬

‫‪ -0‬شخصيتك هي مجموعة السمات التى تؤثر على تفكيرك ومشاعرك وتصرفاتك وتظهر في‪0‬‬

‫‪ ‬فكرك‪ ،‬الطريقة التي تفهم وتفسر بها نفسك واالخرين‬


‫∙مشاعرك‪ ،‬مدى مالءمة ردود افعالك العاطفية تجاه االحداث اليومية *‬ ‫‪‬‬
‫‪* ‬سلوكياتك‪ ،‬مدى كفاءة أدائك عند التعامل مع االخرين فى محيط العالقات االجتماعية والعمل ‪ ،‬والى‬
‫اى مدى يمكنك السيطرة على رغباتك‬

‫‪-06-‬‬
‫‪ -7‬لذلك ونحن نتحدث عن الشخصيات يجب ان نميز بين‪0‬‬

‫أ‪ -‬السمات الشخصية ‪ 0‬وهى صفات طبيعية يتميز بها الفرد والتى وان كانت تختلف من شخص الى‬
‫اخر اال انه يوجد سمات مشتركة تجعلنا نصنف انواع الشخصيات (قيادية ‪ ،‬هادئة ‪ ،‬كمالية ‪ ،‬اجتماعية)‪.‬‬

‫ب‪ -‬االضطرابات الشخصية ‪ 0‬وهى مجموعة صفات متطرفة ومؤذية‪ ،‬تظهر بصورة متكررة على مدى‬
‫سلبيا فى تعامل الشخص مع نفسه وكل من حوله ‪ ،‬وغالبا ال يكون الشخص نفسه مدركا‬
‫طويل ‪ ،‬وتؤثر ً‬
‫بأن سلوكياته مضطربة ‪ ،‬ويوجد حوالى‪% 01‬من البشر يعانون من احد انواع اضطرابات الشخصية‬

‫جـ‪ -‬اال مراض النفسية ‪ 0‬غالبا ما تكون نتيجة خلل وراثى فى كيماويات المخ ‪ ،‬مع تعرض المريض‬
‫لضغوط او صدمات ‪ ،‬وتحتاج الى عالج دوائى ونفسي بمعرفة أطباء متخصصين ‪.‬‬

‫مثال ‪ 0‬ينبغى ان نميز بين السلوك االنعزالى للشخصية الهادئة التى تميل الى الوحدة وعدم االختالط‬
‫بالناس (سمة شخصية طبيعية) ‪ ،‬وبين السلوك االنعزالى المضطرب (اضطراب الشخصية الشبه‬
‫فصامية) ‪ ،‬وبين سلوك مريض االكتئاب الثنائى القطب (مرض نفسي)‬
‫‪ -3‬انتبه !!! استخدام هذه المعلومات وتطبيقها على نفسك أو االخرين يجب ان يكون بحذر شديد اذ يحتاج‬
‫الى تدريب وخبرة ومعرفة عميقة ولجوء الى مشورة اطباء ومتخصصين‪.‬‬

‫‪ -1‬تميل المعايير االمريكية في التصنيف الى السهولة في العرض‪ .‬حيث تصنف اضطرابات الشخصية الى‬
‫ثلث مجموعات ‪ ،‬ولكل منها خصائص تميزها عن االخرى وهي ‪0‬‬

‫المجموعة ج‬ ‫المجموعة ب‬ ‫المجموعة أ‬


‫قلق وخائف‬ ‫درامي – شارد‬ ‫غريب االطوار‬
‫‪Cluster C‬‬ ‫‪Cluster B‬‬ ‫‪Cluster A‬‬

‫‪-0‬اضطراب الشخصية التجنبية‬ ‫‪-0‬اضطراب الشخصية الهستيرية ‪.‬‬ ‫‪-0‬اضطراب الشخصية المرتابة‬
‫‪-7‬اضطراب الشخصية‬ ‫الحدية‬
‫ّ‬ ‫‪-7‬اضطراب الشخصية‬ ‫‪-7‬اضطراب الشخصية االنطوائية‪-‬‬
‫االعتمادية ‪.‬‬ ‫‪-3‬اضطراب الشخصية المعادية‬ ‫االنعزالية أو الشبه فصامية‬
‫‪-3‬اضطراب الشخصية الوسواسية‬ ‫للمجتمع‪.‬‬ ‫‪ -3‬اضطراب الشخصية الفصامية‬
‫‪.‬اضطرب الشخصية النرجسية‬
‫ا‬ ‫‪1‬‬

‫‪-71-‬‬
‫– مجموعة ) أ ) ‪A Cluster‬‬

‫تتضمن هذه المجموعة عدد من إضطرابات الشخصية التي يتصف فيها سلوك المضطرب باالنحراف والشذوذ‬
‫عن السلوك السوي لالشخاص العاديين‪ ،‬ويكون المضطرب ارتيابيا شكاكا ال يثق وال يطمئن ألحد ويحمل افكا ار‬
‫غريبة ‪ ،‬وهي كما يأتي ‪0‬‬

‫‪-1‬اضطراب الشخصية البارانويدية أو اإلرتيابية ‪Paranoid Personality Disorder‬‬

‫فقدان الثقة والشك باالخرين لدرجة أن ينظر الشخص دائما إلى الدوافع على أنها دوافع حقد‬

‫العالج‬

‫يعد العالج النفسي هو االفضل في هذه الحالة و لكن على المعالج ان يعي ان مناطق الثقة وااللفة عند المريض‬
‫مضطربة ‪ ،‬والعالج الجماعي غير مالئم لهؤالء المرضى واحيانا يستلزم بعض العقاقير في حاالت الفوران‬
‫الداخلي او القلق ‪.‬‬

‫‪ -2‬إضطراب الشخصية اال نعزالية ‪ -‬شبه الفصامية ‪Schizoid Personality Disorder‬‬

‫يتميزون بنمط يسود حياتهم من العزلة االجتماعية‪ ،‬و عدم التمايز في العالقات االجتماعية‪ ،‬وضيق المدى‬
‫االنفعالي خبرةً وتعبيرا‪ ،‬وعدم إستمتاعهم بالعالقات الحميمية ‪ ،‬يفضلون ان يظلوا وحيدين‪ ,‬ليس لهم اصدقاء‬
‫مقربين يثقون بهم وغالبا ما يكتفون بصديق واحد فقط إضافة إلى اقارب الدرجة االولى ‪ .‬دائما يختارون االنشطة‬
‫الفردية ‪ ,‬كما انهم غير معبرين في حاالت المدح او الذم ‪،‬وناد ار ما يخرجون إنفعاالتهم القوية كالغضب والسرور‬

‫العالج ‪:‬‬

‫يعد العالج النفسي هو االنسب في هذه الحالة ‪ ،‬حيث غالبا ما يتفق المريض مع توقعات المعالج‪ ،‬من قدرة على‬
‫االستبطان ورؤية الذات من الداخل ‪ ،‬غير انه قد يفرط في الخيال مستغال ثقة المعالج‪ ،‬كما يعتبر العالج‬
‫الجماعي مفيدا له إذ له تفاعال إجتماعيا اكثر‪ ،‬شريطة ان تحميه الجماعة من نوباته العدوانية‬

‫ويلزم تمييز إضطراب الشخصية شبه الفصامية عن إضطراب الشخصية الفصامية )) ‪Schizotypal‬النوع الذى‬
‫يعاني المصابون به شطحات غريبة في التفكير والسلوك‪.‬‬

‫‪-70-‬‬
‫‪-3‬اضطراب الشخصية الفصامية ‪Schizotypal Personality Disorder -‬‬

‫يتميز إضطراب الشخصية الفصامية بنمط متعمق من غرابة التفكير والمظهر‪،‬والسلوك و قصور في العالقات‬
‫باالخرين ‪،‬ويضطرب فيها محتوى التفكير إذ يشمل افكا ار إضطهادية وتشكك‪ ،‬وافكار إشارية واعتقادات غريبة‬
‫وتفكي ار سحريا ال يتفق مع اسوياء بيئته مما يؤثر على سلوكه‪ .‬وفي حالة االطفال والمراهقين قد توجد خياالت‬
‫غريبة او إنشغاالت او خبرات إدراكية غير معتادة قد تشمل عدم التناسق في الكالم واستخدام للكلمات والمفاهيم‬
‫بغرابة وطريقة غير إعتيادية ‪.‬‬

‫يصاحب إضطراب الشخصية الفصامية خليط من القلق واالكتئاب واحيانا مالمح الشخصية الحدية ‪ ،‬وخالل‬
‫فترات التعرض للضغوطات الشديدة قد تظهر بعض اعراض ذهانية‪ .‬لوحظ ان عشرة بالمئة من مضطربي‬
‫الشخصية الفصامية ينتحرون‪ ،‬والبعض يتحول الى مرض الفصام العقلي‬

‫يجب تمييز إضطراب الشخصية الفصامية من االتي ‪0‬‬

‫ا‪ -‬إضط ارب الشخصية شبه الفصامية والتجنبية‪ ،‬النها ال يوجد فيها غرابة في التفكير واالدراك والكالم‪.‬‬

‫ب ‪ -‬إضطراب الشخصية الحدية إذا وجدت دالالت من األعراض المرضية تشخص كليهما ‪ ،‬يوضع‬
‫التشخيصان معا‬

‫ج‪ -‬إضطراب الشخصية االضطهادية ‪ 0‬حيث يظهر عليها الشك من دون غرابة في التصرفات‪.‬‬

‫عالج إضطراب الشخصية فصامية‬

‫تعطى مضادات الذهان للتخفيف من اعراض إضطراب التفكير واالدراك الى جانب العالج النفسي‪ ،‬وتطبق‬
‫عليه المبادىء نفسها في عالج الشخصية شبه الفصامية‪ ،‬ولكن يجب ان تؤخد افكار المرضى الغريبة بحيطة‬
‫وحذر من طرف المعالج ‪.‬‬

‫– المجموعة ( ب ) ‪B Cluster‬‬
‫تشتمل هذه المجموعة على عدد من االضطرابات الذى يتصف فيها سلوك المضطرب بالغرابة والشذوذ والتغير‬
‫بشكل مثير ودراماتيكي‪ ،‬ويكون المضطرب انفعاليا ومندفعا بصورة مفرطة ‪ ،‬وتتضمن اضطرابات الشخصية‬
‫االتية ‪0‬‬

‫‪-77-‬‬
‫‪ -1‬اضطراب الشخصية الهيستيرية ‪Histrionic Personality Disorder -‬‬

‫هو إضطراب بنمط من االنفعاالت الشديدة وجذب االنتباه ‪ ،‬يبحث دائما عن االعجاب من االخرين و ال يستريح‬
‫عندما ال يكون فيها محور االهتمام ويصاحب إضطراب الشخصية الهستيرية الميول المأساوية تضخيم االحداث‬
‫والعالقات‪ ،‬واتخاد دور الضحية احيانا مع الرغبة الشديدة في االثارة‪،‬هذا االضطراب شائع خاصة بين االناث‬
‫و يزداد بين االقارب من الدرجة األولى ويرتبط بإضطراب التجسيد الكحولية‪.‬‬

‫العالج‪:‬‬

‫غالبا ال يعي المضطربون مشاعرهم الحقيقية ‪ ،‬لذا فإن توضيحها لهم يكون خطوة مهمة في العالج الذي يلزم‬
‫ان يكون نفسيا تحليليا‪ ،‬وقد تعطى معه بعض العقاقير لتخفيف االعراض التي تكون شديدة مثل القلق واالكتئاب‬

‫‪-2‬إضطراب الشخصية الحدية ‪borderline Personality Disorder -‬‬

‫هو نمط عام من عدم االستقرار في العالقات بين االشخاص وفي الصورة الذاتية‪ ،‬والمزاج‪ ،‬والتحكم باالندفاعات‬
‫ويتصف المضطرب بالخصائص االتية‪0‬‬

‫‪ -‬تغيرات دراماتيكية متكررة في المزاج و االفكار والخطط‪.‬‬


‫‪ -‬عدم االستقرار العاطفي والتحول العاطفي المتكرر‬
‫‪ -‬صعوبة السيطرة على اندفاعاته وانفعاالته – شعور مستمر بالحرمان‬
‫‪ -‬ارتباك في فهم ذاته‪ ،‬و تشخيص اهدافه وقيمه‪ ،‬و اختيار االصدقاء‪ ،‬واختيار المهنة محاوالت‬
‫متكررة في الحاق االذى بالنفس‪ ،‬مثل احداث جروح في الجسم او محاوالت االنتحار ‪.‬‬
‫‪ -‬قد يحصل عنده اضطراب عقلي مؤقت لفترة قصيرة‪ ،‬مثل الهلوسة واالنفصال عن الواقع‬

‫العالج ‪:‬‬

‫يعد العالج النفسي افضل انواع العالج لهذا االضطراب عن طريق تدريب المريض على التحكم في نوبات‬
‫غضبه وان يتعود النقد مع تدريبه على المهارات االجتماعية لزيادة تعامله مع االخرين ويصاحبه العالج الكيمياوي‬
‫من مضادات االكتئاب والقلق واحيانا الصرع ‪.‬‬

‫‪-3‬اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع العدوانية ‪Antisocial Personality Disorder -‬‬

‫يتميز السلوك هذا بإضطراب عدوانى بدءا من الطفولة أو بداية المراهقة ويطاول الحياة البالغة‪ ،‬ويتصف‬
‫المضطرب بالخصائص االتية‪0‬‬

‫عدوانى في سلوكه وعنيف ‪.‬يخالف القوانين واالعراف والقيم والتقاليد بصورة متكررة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬يعتدي على حقوق الناس وممتلكاتهم‪ ،‬ميال القتراف الجرائم ‪ ،‬متهور طائش ‪.‬‬

‫‪-73-‬‬
‫‪ -‬واندفاعى ‪ -‬اناني يسعى فقط الى تحقيق رغباته واشباع حاجاته دون ان يهتم بمشاعر االخرين ‪.‬‬
‫‪.‬فاقد الشعور بالمسؤولية االسرية وفي مجال العمل وفي الحياة العادية ‪.‬‬

‫العالج‪:‬‬

‫قبل بدء العالج‪ ،‬يجب ان يجد المعالج طريقة لوقف سلوك الشخص التدميري وخوفه من االلفة والصداقة مع‬
‫االخرين‪ ،‬ومن بين انجح الطرق العالجية‪ ،‬تكوين جماعات من المرضى لمساعدتهم‪ ،‬إذ يتعاطفون مع الشخص‬
‫ويقاسمونهم نفس المشاعر واحيانا تلزم عقاقير لعالج االعراض المصاحبة‪ ،‬مثل القلق واالكتئاب ‪.‬‬

‫‪ -4‬اضطراب الشخصية النرجسية ‪Narcissistic Personality Disorder -‬‬

‫يتميز اضطراب الشخصية النرجسية بالشعور بالعظمة‪ ،‬والحساسية لتقييمات االخرين‪ ،‬ونقص التعاطف معهم‪.‬‬
‫ويتميز المضطربون بتضخيم ذواتهم ومنجزاتهم وذكائهم‪.‬‬

‫والمصابون بهذا االضطراب‪ ،‬مشغولون‪ ،‬عادة‪ ،‬بخياالت من النجاح غير المحدود‪ ،‬والقوة‪ ،‬والنبوغ‪ ،‬والجمال‪،‬‬
‫والحب المثالي‪.‬‬

‫طموحهم ال يمكن إشباعه وذواتهم قابلة للكسر‪ ،‬إلى حد كبير‪.‬‬

‫وعالقة المصاب باضطراب الشخصية النرجسية باالخرين‪ ،‬هي مختلة إلى حد ما‪ ،‬ينقصها التعاطف ‪ ،‬يوسع‬
‫صداقاته‪ ،‬ابتغاء ميزات‪ ،‬أو لزيادة قوتـه وحجم معارفه؛ فال يرتبط بأصدقائه‪ ،‬إال بعد أن يأخذ في حسبانه كيف‬
‫يستفيد منهم‪.‬‬

‫وفي العالقات الرومانسية‪ ،‬يعامل المحبوب‪ ،‬كموضوع‪ ،‬يستخدم في تدعيم شأن الذات ويصاحب االضطراب‬
‫النرجسي أعراض اضطراب الشخصية الهستيرية والحدية والمضادة للمجتمع وفي بعض الحاالت‪ ،‬يشخص أكثر‬
‫من نوع الضطراب الشخصيةً ويكثر االكتـئاب‪ ،‬كمصــاحب في هذا االضطراب‪.‬‬

‫هذا االضطراب مزمن ويصعب عالجه ويبدأ في أوائل الرشد ومرضاه يعانون من االكتئاب والمصاعب واالهداف‬
‫الغير واقعية ومن مضاعفات االضطراب النرجسي‪ ،‬التفاعل الذهاني المحدود‪.‬‬

‫انتشار اضطراب الشخصية النرجسية‬

‫يكثر انتشار هذا النوع من اضطراب الشخصية‪ ،‬خاصة في العصر الحديث؛ وذلك بسبب االهتمام باالنجاز‬
‫المهني‪.‬‬

‫عالج اضطراب الشخصية النرجسية‪ 0‬يصعب عالج هذا النوع من اضطراب الشخصية‪ .‬ويلزم عالج تحليلي‬
‫نفسي‪ ،‬طويل المدى‪ ،‬الحداث تغيير‪ ،‬وصوال الى تعديل مكونات الشخصية ‪.‬‬

‫‪-71-‬‬
‫– المجموعة ) ج ) –‪C Cluster‬‬
‫تتضمن عدد من إضطرابات الشخصية التي تتصف بالقلق والخوف وهي‪0‬‬

‫‪-1‬اضطراب الشخصية االجتنابية ‪Avoidant Personality Disorder -‬‬

‫هو نمط عام من الكبت االجتماعي ومشاعر غير المالءمة‪ ،‬وفرط الحساسية على التقييم السلبي‪.‬‬

‫العالج‪:‬‬

‫يعتمد العالج النفسي على قبول المعالج لمخاوف المريض واستمرار العالقة العالجية‪ ،‬وازدياد ثقة المعالج لنفسه‬
‫ثم تشجيعه على االختالط بالغير لكن بحذر‪،‬حتى ال يحدث الفشل فيدعم موقف المريض االصلي‪ ،‬وقد يساعد‬
‫العالج النفسي الجماعي للمرضى فى بناء ثقتهم بنفسهم وكذا التدريب على توكيد الذات لتعليم المريض ان يعبر‬
‫عن حاجاته بوضوح اكثر‪.‬‬

‫‪ -2‬اضطراب الشخصية اال تكالية االعتمادية ‪Dependent Personality Disorder -‬‬

‫الحالة التي يتوقع فيها الفرد المساعدة من االخرين أو يبحث بنشاط من الدعم العاطفي والمادي وكذلك الحماية‬
‫والرعاية اليومية‪ .‬والشخص االتكالي يعتمد بشكل مفرط على االخرين في تلبية احتياجاته‪.‬‬

‫‪-3‬اضطراب الشخصية االستحواذية القهرية ‪Obsessive Compulsive Personality‬‬

‫ملتزم بشكل مبالغ فيه جدا باالوامر والقواعد ومتطلبات العمل وفي امور حياتية تفصيلية مما يجعله مشغول‬
‫الفكر دائما بكيفية تنفيذ االوامر والواجبات‪ .‬يتقيد بمعايير الكمال بشكل متطرف‪ ،‬وال يسمح بحدوث اخطاء‪،‬‬
‫ويلتزم الدقة التامة‪ ،‬مما يفسد امكانية انجازه لواجباته والمهمات المطلوبة منه ويدفعه الى الشعور باالحباط‬
‫والعزلة‪.‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫اضطرابات الشخصية هي أنماط طويلة األمد من التفكير والسلوك فيما يخص العمل والعالقات مع االخرين‬
‫ويجد المصابون صعوبات في التعامل مع صعوبات الحياة اليومية ومشكالتها تبدا االضطرابات الشخصية منذ‬
‫الطفولة عادة ولكنها ال تشخص في معظم األحوال اال بعد ان يكبر المريض‪ .‬ان السبب الدقيق لالضطرابات‬
‫الشخصية غير معروف ولكن هناك عوامل تزيد من نشوئها وتطورها وترتبط كثير من هذه العوامل بظروف‬
‫اجتماعية او انفعالية او اقتصادية يعيشها الشخص في طفولته‪.‬‬

‫‪-74-‬‬
‫ال يوجد اختبار طبي يسمح بتشخيص اضطرابات الشخصية والبد من اجراء ذلك التشخيص من قبل طبيب‬
‫نفسي متخصص في االضطرابات النفسية واالنفعالية والسلوكية‪.‬‬

‫تشمل معالجة االضطراب ات الشخصية استخدام المعالجة النفسية او المعالجة الدوائية او االثنين معا عادة واذا‬
‫كان خط ار على المريض اوعلى االخرين فيحتاج المعالجة في المستشفى‪ .‬تستمر االضطرابات الشخصية طوال‬
‫حياة المريض‪.‬‬

‫ان المعالجة طويلة المدى يمكن ان تساعد من ضبط االعراض حتى يتمكن المريض من عيش حياة مقبولة‪.‬‬

‫‪-74-‬‬
‫كيف تنشأ الحاالت النفسية؟‬
‫االكتئاب‬
‫ما هي أسبابه؟ عالجه؟‬

‫ما هو االكتئاب؟‬
‫من يصاب باالكتئاب؟‬
‫معظم الناس يمرون في وقت من أوقات حياتهم باكتئاب شديد‪ ،‬فهو أكثر األمراض النفسية انتشارا‪ ،‬وواحد من‬
‫گل ‪ 71‬شخصا‪ ،‬يمكن أن يشخص بأحد أنواع االكتئاب‪ ،‬و‪ %04‬من الذين يعانون من االكتئاب يحاولون‬
‫االنتحار‪ ،‬وتزيد نسبة حدوث االكتئاب في اإلناث (نسبة اإلناث للذكور ‪ )0 07‬كما تزيد النسبة في المستويات‬
‫المعيشية العالية (الطبقات األعلى إلى األدني نسبة ‪ ،)0 03‬كما تزيد نسبة حدوث االكتئاب مع تقدم العمر‪.‬‬

‫أعراض االكتئاب‪:‬‬
‫يطلق العامة اسم االكتئاب على معظم األمراض النفسية‪ ،‬وهذا على غير الحقيقة‪ ،‬وأعراض االكتئاب تظهر في‬
‫جوانب مختلفة (المشاعر ‪ -‬الجسم ‪ -‬الروح)‪.‬‬

‫‪ . 0‬المشاعر‪ 0‬تظهر على المكتئب مالمح المحزن؛ فهو ذو وجه مكتئب‪ ،‬أحيانا يبكي‪ ،‬أو يريد البكاء‪ ،‬ويبدو‬
‫عليه التعب واليأس‪ ،‬وربما يفقد اهتمامه بالمظهر (حالقة الذقن ‪ -‬المكياج)؛ ويفقد اهتمامه بما كان يسعده‪.‬‬

‫مالحظة‪ 0‬يوجد نوع يسمى "االكتئاب المبتسم"؛ حيث ينجح المكتئب في التغطية على ما في داخله‪ ،‬بابتسامة‪،‬‬
‫أو تهريج زائد‪.‬‬

‫‪ .7‬أفكار مؤلمة‪ 0‬هنا المكتئب يحلل نفسه كثيرا‪ ،‬ويركز على األخطاء (شعور دائم بالذنب حتى لو كان بريئا)؛‬
‫لذا يلوم نفسه بإفراط‪ ،‬ولو وقع في الشفقة على الذات يبدأ في لوم اآلخرين ‪ -‬يشعر أنه عاجز بال إمكانيات‬
‫(‪ ،)Helpless‬بال أمل (‪ ،)Hopeless‬وحيد‪ ،‬ال أحد يساعده‪ ،‬متشائم‪ ،‬ويشعر أنه ال يساوي شيئا‬
‫(‪ ،)Worthless‬مرفوض من الناس بصورة غير واقعية‪ ،‬غير قادر على بذل مجهود‪ ،‬ولديه مشاكل في التذكر‪،‬‬
‫وهكذا يفقد اهتمامه بنشاطاته‪ ،‬ويفكر في االنتحار (ألن الحياة ليست لها قيمة لديه)‪.‬‬

‫‪ . 3‬أعراض جسمية‪ 0‬نتيجة للتغيرات الكيميائية التي تحدث في المخ (في األحماض األمينية)‪ ،‬تحدث تغيرات‬
‫فسيولوجية‪ 0‬تقل الحركة قد يقل النوم أو يزيد‪ ،‬تغيرات في الدورة الشهرية‪ ،‬صداع‪ ،‬فقد الرغبة الجنسية‪ ،‬الشعور‬
‫بزيادة النبضات‪ ،‬مع أعراض التوهم المرضى (يعتقد أنه يصاب بالسرطان مثال)‪ ،‬والمالحظ دائما أن اإلنسان‪،‬‬
‫ودون أن يعي‪ ،‬يفضل أن يصاب باعراض جسمية‪ ،‬على أن يعزى ذلك ألعراض نفسية؛ بما يعني بالنسبة له أن‬
‫عليه تحمل مسؤولية ما تجاه مرضه وشفائه‪.‬‬
‫‪-71-‬‬
‫‪ .1‬االكتئاب المتهيج‪ )Agitated Depression( 0‬هذا نوع خاص من االكتئاب‪ ،‬حيث يصاحب األعراض توتر‬
‫وقلق وهياج‪ ،‬ويكون المريض مشدودا (‪.)tense‬‬

‫‪ .4‬أعراض االضطراب العقلى‪ 0‬في بعض اعراض االكتئاب تصاحب المرض ضالالت (افكار وهمية غير قابلة‬
‫لإلصالح) مثل الضالالت االضطهادية (الناس ورائي‪ ،‬أو يدبرون لي ضررا)‪ ،‬وضالالت العظمة (عطاني الرب‬
‫رسالة خاصة‪ ،‬وتالحظ عالقة هذا بالشعور بالذنب) ‪ ،‬عالوة على الضالالت‪ .‬تظهر أيضا الهالوس السمعية‬
‫(استقبال صوت بدون وجود مصدر له)‪ ،‬او هالوس بصرية؛ فيسمع المريض أصواتا تدينه‪ ،‬أو صور يفسرها‬
‫أنها رؤى (وهنا نحكم على هذه األعراض من خالل الحالة العامة للشخص)‪ 0‬وفي مثل هذه األعراض العقلية‬
‫يكون مفيدا دخول المريض لمستشفي نفسية مناسبة لفترة قد تكون شه ار أو اثنين‪.‬‬

‫أنواع االكتئاب‪:‬‬

‫ثمة أنواع وطرق متعددة لتشخيص االكتئاب؛ مثال ‪:‬‬

‫‪ -‬أحادي القطب أم ثنائي القطب (‪ .)Unipolar vs Bipolar‬والثنائي هو نوع االكتئاب الذي تأتي نوباته بالتبادل‬
‫(بانتظام أو بغيرانتظام) مع نوبات المرح غير المنطقي‪.)Mania( .‬‬

‫‪ -‬داخلي أم خارجي (‪ 0)Endogenous vs Exogenous‬الخارجي حين يعزى سبب االكتئاب ألسباب خارجية‪،‬‬
‫أما الداخلي فذلك حين ال توجد أي مسببات خارجية ظاهرة‪.‬‬

‫‪ -‬نفسي أم عقلي ‪ 0Neurotic vs psychotic‬االكتئاب العضوي هو حين يظهر االكتئاب مصاحبا ألعراض‬
‫عضوية في بعض األمراض الجسمية ‪.‬‬

‫توجد أنواع مرتبطة بمراحل العمر‪:‬‬

‫‪ -‬في سن المراهقة‪ 0‬يظهر تغيير مفاجيء في السلوك (كذب ‪ -‬سرقة)؛ ومما يذكر أن األدوية مفيدة في هذه‬
‫الحاالت‪.‬‬

‫‪ -‬اكتئاب بعد الوالدة‪ 0‬فتكون السيدة في رعب لئال تضر الطفل‪ ،‬وهذا يعزى ألسباب نفسية (مخاوف المسؤولية)‪،‬‬
‫وهرمونية‪ ،‬وتتجاوب هذه الحاالت مع األدوية والجلسات النفسية‪.‬‬

‫‪ -‬اكتئاب منتصف العمر‪ 0‬في النساء (تخشى أن تفقد أنوثتها وجمالها وربما زوجها)‪ ،‬وفي الرجال تحدث تغيرات‬
‫وانحراف في السلوك‪.‬‬

‫‪ -‬اكتئاب المسنين‪ 0‬مصاحب لتلف خاليا المخ‪ ،‬وتصلب الشرايين‪ ،‬فيظهر ازدياد الشعور بالذنب‪ ،‬والخوف من الوحدة‪،‬‬
‫ومحاوالت لفت االنتباه‪ ،‬وهنا نذكر ما نتوقعه في عمق العالقة مع الرب (إلى الشيبة تحفظني)‪.‬‬
‫‪-71-‬‬
‫‪ -‬االكتئاب المقنع (‪ 0)Masked Depression‬وهذا نوع هام إذ ال يرى المريض‪ ،‬أو من حوله أنه يوجد اكتئاب‬
‫البد من التعامل معه هنا ال تظهر أعراض االكتئاب‪ ،‬وبدال منها تظهر اآلالم المختلفة في الرأس‪ ،‬في الرقبة‪،‬‬
‫في المفاصل‪ ،‬وفي شتى أنحاء الجسم‪ ،‬ويبدأ هذا المكتئب في زيارة طبيب بعد طبيب دون جدوى؛ ومما يذكر أن‬
‫‪ %31‬من زائري األطباء غير النفسيين يعانون من االكتئاب‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬اآلالم النفسية للمكتئب أشد من اآلالم الجسمية‪ ،‬واألحرى أن توضع في االعتبار ولو خير الشخص‬
‫نفسه بين آالم االكتئاب واآلالم الناتجة عن كسر في العظام؛ الختار الثانية‪.‬‬

‫أحزان فقد شيء هام (أو شخص) ‪Grief Reaction‬‬

‫هذا هو الحزن الذي يحدث عند موت شخص ‪ -‬أو فقد خطيب‪ ،‬وأيضا في حالة فقد شيء حيوي (فقد قدم في‬
‫حادث)‪ ،‬وهذا الحزن يختلف عن االكتئاب‪ ،‬لكن قد يؤدي إليه‪ ،‬والمتوقع أن يجتاز الشخص عدة مراحل (لو مرت‬
‫بطريقة صحيحة‪ ،‬ربما تنتهي في ‪ 11‬يوما تقريبا) ‪،‬والمراحل تمر كما يلي‪0‬‬

‫‪ .0‬اإلنكار (مثال يقول مش معقول مات)‪.‬‬

‫‪ .7‬الضيق والغضب‪ 0‬وهذا الغضب يوجه لشخص ما (للطبيب المعالج ‪ -‬للمتوفي نفسه‪ 0‬لماذا تركني؟ ‪ -‬أو إلى‬
‫اهلل نفسه‪ 0‬لماذا سمحت بهذا؟) والحاالت األخيرة عادة تكبت وال تعلن‪.‬‬

‫‪ .3‬شعور بالذنب‪ 0‬ألني لمت اهلل أو المتوفي‪.‬‬

‫‪ .1‬الحزن‪ 0‬وهنا نذكر أن البكاء مفيد للرجال كما للنساء‪.‬‬

‫‪ .4‬ثم نهاية األحزان‪ 0‬ولو لم تمر هذه المراحل بطريقة صحيحة‪ ،‬فستمتد الحالة في؛ لتصل لصورة االكتئاب‪.‬‬

‫أسباب االكتئاب ‪:‬‬


‫أسباب االكتئاب (وكذا معظم األمراض النفسية) تنقسم الى‪0‬‬

‫عوامل مهيئة (‪)Predisposing factors‬‬


‫‪ .0‬عوامل وراثية (الجينات)‪.‬‬
‫‪ .7‬عوامل بيئية (التنشئة المبكرة) ‪Environmental factors‬‬
‫‪ .3‬عوامل مسببة (مظهرة لالكتئاب) ‪ Precipitating factors‬وهي الضغوط‪.‬‬

‫‪-76-‬‬
‫‪ .1‬العوامل الوراثية‪:‬‬

‫الجينات ربما تجعلك أكثر تهيئة لالكتئاب‪ ،‬لكن ال تلزمك به‪ ،‬فال تستسهل أن تلوم أهلك‪ ،‬وتتهرب من مسؤوليتك‪،‬‬
‫هل تشكر اهلل ألجل جينات الوراثية؟ (مز‪ )01 0 036‬يقول"‪ ...‬امتزت عجبا ‪"Wonderfully Made‬‬

‫تأثير الوراثة له أكثر من إثبات‪:‬‬


‫‪ -‬في النساء االكتئاب أكثر (الوراثة المرتبطة بالجنس)‬
‫‪ -‬أقارب المكتئبين تزيد فيهم نسبة االكتئاب‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة التوائم أحادية البويضة (‪.)Uni-ovular twin‬‬

‫‪ .2‬التنشئة المبكرة ‪:‬‬

‫اتفق كثيرون من علماء النفس أن ‪ %11‬من حياتنا تتكون قبل سن السادسة‪ ،‬كذلك يطبع آباؤنا فينا طرق‬
‫تصرفهم (مثال في حالة والدين يكبتان غضبهما‪ ،‬أو يعبران عن اكتئابهما بأعراض جسمية‪ ،‬ستجد ذلك في‬
‫األبناء)‪.‬‬

‫جوانب أساسية مؤثرة في التنشئة المبكرة‪:‬‬


‫‪ -‬التعامل مع الغضب‪.‬‬
‫‪ -‬الشعور بالنقص‪.‬‬
‫‪ -‬فقد االنتماء والشعور بالوحدة والرفض‪.‬‬
‫‪ -‬فقد العالقة باهلل‪.‬‬
‫‪ -‬الشعور بالذنب‪.‬‬
‫‪ -‬رثاء النفس‪.‬‬

‫الغضب‪:‬‬
‫هل نجد بين اآلباء من يساعد ابنه على التعبير عن غضبه؟ هل ممكن أن يقول لك ابثك إنه "متغاظ منك"‪،‬‬
‫وتتناقش معه في ذلك؟ في أغلب األحيان يعبر االبن عن غضبه بطريقة غير مناسبة‪ ،‬فيمنع من ذلك‪ ،‬من هنا‬
‫يتعلم أن يكبت غضبه بصورة عامة‪ ،‬وفي سن متقدمة نجد من يقول "أنا مش زعالن“‪ ،‬بينما گل عالمات الغضب‬
‫بادية عليه؛ ذلك أنه تعلم أن يكبت الغضب‪ ،‬فال يشعر به؛ بالتالي ال يعبر عنه وتوجد طرق أخرى للتعامل مع‬
‫الغضب حين يمنع إظهاره‪ ،‬مثل اإلزاحة (‪)Displacement‬؛ فبدال من أن يكون غاضبا من ”بابا“؛ يتشاجر مع‬
‫أخيه مثال؛ والغريب أننا نتساءل "لماذا گل هذه الخناقات بين اإلخوة وبعضهم؟؟‪.‬‬

‫‪-31-‬‬
‫كما ذكرنا؛ يتعود البالغ على كبت غضبه منذ طفولته‪ ،‬هو ال يشعر به‪ ،‬لكنه يشكو من األرق‪ ،‬أو فقد الشهية‬
‫مثال‪ ،‬وال تجد لذلك أي ارتباط بالغيظ المكبوت‪ .‬ولو نبهك أحدهم لذلك؛ ترفض هذا التفسير‪ ،‬وبدال من ذلك؛‬
‫تذهب من طبيب لطبيب تشكو قلة فهم األطباء‪ .‬وربما تجد بينهم من يسمعك ما تريد سماعه‪ ،‬لكن ذلك ال يعالج‬
‫األعراض‪ ،‬وتسوء األحوال‪ ،‬وتبدأ في لوم شريك حياتك مثال على ما يحدث و‪ ...‬و‪ ..‬والواقع أنك تتهرب من‬
‫مسؤوليتك في التعامل بطريقة مناسبة مع ما في داخلك‪ ،‬ويمنعك الكبرياء من قبول تفسيرات ترفضها‪ !..‬المشكلة‬
‫ليست في الغضب؛ لكن في كيفية التعامل معه (أفسس ‪ 74 0 1‬أغضبوا وال تخطئوا‪ .‬ال تغرب الشمس على‬
‫غيظكم‪ .‬ال تبق الغيظ حتى وقت النوم)‪.‬‬

‫الغضب المختزن سر أساسي لالكتئاب‪ :‬إن تخزين الضيق واألحقاد تجاه اآلخرين‪ ،‬وتجاه نفسك (ربما ألنك ال‬
‫توافق أن تكون فيك هذه الخطايا‪ ،‬أو تخجل من أن تظهرها)‪ ،‬وعدم اإلدراك‪ ،‬يدعونك إلى البحث عن أسباب‬
‫أخرى لما تعانيه‪ ،‬وعند األطباء تجد كل فترة تفسي ار جديدا ربما هي حساسية أو‪ ...‬أو‪ ...‬إلخ)‪.‬‬

‫الشعور بالنقص‪:‬‬
‫الشعور بأن قيمتي قليلة له مسببات عدة‪:‬‬

‫‪ -‬عند الطفل األكبر‪ :‬مقارنات مع اآلخرين‪( .‬دائما يريد درجات أكبر في الدراسة)‪.‬‬

‫‪ -‬عند الطفل األصغر‪ :‬حماية زائدة؛ لذا يظل معتمدا على األم؛ مما يؤدي إلى شعور بالنقص‪ ،‬وفي سن المراهقة‬
‫يحاول هو إثبات العكس‪ ،‬وربما يسقط مع "شلة" منحرفة (تقرر له الشلة أموره كما كانت تفعل أمه)؛ وهكذا يقع‬
‫في الشعور نفسه‪.‬‬

‫‪ -‬مع اآلباء الكماليين المدققين بشكل زائد‪ :‬وهم دائما ما ينتقدون أطفالهم بهذه الطريقة "خليك كويس علشان‬
‫بابا يسوع بحبك‪ ..‬عشان تبقى أحسن منهم‪ ،‬أو يوبخونهم توبيخا شديدا عند بعض األخطاء غير المقصودة في‬
‫سن صغيرة‪ ،‬كأ ن يتبول طفل على نفسه؛ مما يؤدي لطفل يلوم نفسه دائما أنه "مش كويس‪ ،‬وتتكون عنده رغبة‬
‫في الكمال؛ ليحصل على مدح الناس؛ ويغطي شعوره بانه غير کفء‪.‬‬

‫‪ -‬إنه يلوم نفسه طوال الوقت؛ لذا فهو‪ ،‬ودون أن يدري‪ ،‬يحاول إثبات العكس‪ ،‬وربما ينهمك في شغل أو خدمة‬
‫(دون أن يسدد احتياجات الزوجة‪ ،‬أو األوالد‪ ،‬الذين يكبرون ربما بعيدا عن اإليمان)‪ ،‬إنها رغبة أنانية‪ ،‬تتحقق‬
‫من خالل عمل ما‪ ،‬والمحصلة قد تكون (الشخصية الوسواسية)‪.‬‬

‫صفات الشخصية الوسواسية‪:‬‬


‫مدقق بشكل زائد غير مرن‪ ،‬غير قادر على االسترخاء شديد على نفسه وعلى غيره‪ ،‬وال يهتم بالمشاعر‪ ،‬والمنبع‬
‫في ذلك تمتد جذوره للخوف من الرفض من الوالدين‪ ،‬إنهم يحبونه بشروط‪" 0‬أن يکون کامال"‪.‬‬

‫‪-30-‬‬
‫ولو نتجت حالة نفسية وسواسية (‪)obsessive compulsive disorder‬؛ فإنه يعاني من أفعال أو أفكار ال‬
‫يرغبها‪ ،‬تدفع نفسها‪ ،‬دون قدرة منه على وقفها‪ ،‬هذه األفعال تصبح متكررة بصورة غير منطقية ومتعبة (تکرار‬
‫غسل اليدين‪ ،‬وتكرار التأكد من غلق الباب)‪.‬‬
‫ألفريد أدلر ‪ Alfred Adler‬كان أول من قدم تعبير عقدة النقص ‪.inferiority complex‬‬

‫فقد االنتماء والشعور بالوحدة‪:‬‬


‫لو كانت األم باردة المشاعر‪ ،‬أو رافضة البنها‪ ،‬واألب كان غائبا (فعليا أو فاعليا)؛ فسينمو الطفل دون أن تسدد‬
‫احتياجاته العاطفية؛ وهذا سيؤدي إلى شعوره أنه مرفوض (إن الطفل الذي ينال أكال كافيا ال زال يحتاج بشدة‬
‫إلى تالمسات المحبة‪ ،‬والدالل المناسب ) ؛ وهكذا يفشل الطفل في عمل عالقة حميمة‪ ،‬وقد يستسلم‪ ،‬ويبعد عن‬
‫الناس‪ ،‬ويزداد شعوره بالوحدة والرفض‪ ،‬ما يؤدي إلى أن يرفض هواالقتراب من الناس‪.‬‬

‫وحين يبلغ‪ ،‬يكون سهال عليه أن يقول إن زمالءه يرفضونه‪ ،‬عن أن يقول إنه من يرفضهم (نتيجة تخوفه من‬
‫فشل العالقة الحميمه في الطفولة)‪ ،‬لكن الحقيقة أن الم الرفض من الناس في ظروف معينة أسهل من الشعور‬
‫الداخلي المتزايد بالوحدة‪ ..‬لذا‪0‬‬
‫‪ -‬أنت تختار أن تكون وحيدا‪ ،‬إذا لم تختر أن تبذل جهدا لكسر الوحدة‪.‬‬
‫‪ -‬البعض يختار أن يكون في عالقات عديدة لكنها سطحية‪ ،‬بديال عن االنطواء‪.‬‬
‫‪ -‬الذي يشعر برفض األخرين‪ ،‬هو يعكس‪ ،‬في الواقع‪ ،‬شعوره تجاههم (حيلة اإلسقاط ) "متی ‪".3-5 0 7‬‬
‫‪ -‬كان العالم سوليفان ‪ Sulivan‬أكثر من تكلم عن العالقات بين الناس‪ ،‬وعالقة ذلك باالكتئاب‪.‬‬
‫‪ -‬وعن عالقة هذه النقطة بالنقطة السابقة نجد أن من يخزن غيظا من الناس (الرافضين له)‪ ،‬أو من اهلل (ألن اهلل‪،‬‬
‫من وجهة نظره‪ ،‬من أمات صديقه الوحيد مثال) يتعرض لتغييرات كيميائية او اكتئاب‪.‬‬

‫فقد العالقة باهلل‬


‫في قلوبنا فراغ لن يمأله سوى اهلل‪ ،‬من خالل عالقة شخصية معه‪ .‬وفعليا نجد أنه ليس من مريض إال ويعلن‬
‫عن احتياجاته الروحية‪ ،‬بعد جلسة أو اثنتين؛ كأن يظهر تألمه من شعور بالذنب مثال‪ ،‬ورغبته في التطهر‪.‬‬

‫الشعور بالذنب‬
‫إنه غضب موجه على نفسي (لوم النفس)‪ ،‬وقد يكون ‪0‬‬

‫أ ‪ -‬ذنبا حقيقيا‪ :‬عندما أخطىء‪ .‬وهنا نذكر قول بول تورنيه‪ ،‬بان "اهلل وحده من له حق اللوم‪ ،‬وأنا حر من رأي‬
‫الناس"‪.‬‬

‫‪-37-‬‬
‫ب ‪ -‬شعو ار بذنب زائف‪ :‬وذلك حين أعمل شيئا ال يضايق اهلل أو الناس؛ لكنه اهتمام مني فقط ألحظى باحترام‬
‫أكثر من الناس كما أظن أنا واهما‪.‬‬

‫يعتقد العالم الشهير فرويد أن گل شعور بالذنب غير صحي؛ لكننا نفهم أن الشعور الصحي بالذنب هو إقناع‬
‫من روح اهلل والضمير‪ ،‬بأمور ضد مشيئة اهلل‪ .‬ويسمي فرويد الضمير "األنا األعلى" ‪ ،Super ego‬والذي يتكون‬
‫مما تعلمته من والدي‪ ،‬الناس‪ ،‬ومن الكنيسة‪ ،‬لكن الحقيقة " ليس كل ما يظنه ضميري صحيحا‪ ،‬هو صحيح؛‬
‫لكن كلمة اهلل تصحح ضميري"‪.‬‬

‫ج ‪ -‬يوجد شعور وهمي بالذنب‪ :‬مثال ليس ذنبا أن تجرب بالخطيئة‪ ،‬الذنب حين تسقط‪ .‬فرب المجد نفسه كان‬
‫مجربا في كل شيء بال خطيئة (عب ‪)0401‬‬
‫وفي موضوع أكل اللحم الذي تكلم عنه الرسول بولس ألهل كورنثوس‪ ،‬لم يكن يوجد ذنب حقيقي في أكل ما ذبح‬
‫لألوثان؛ ألنه ال توجد آلهة أخرى؛ لكن كانت مالحظة بولس أنه توجد أولوية لمشاعر إخوتي‪.‬‬
‫ولنا هنا كلمة لالباء في تربيتهم ألطفالهم‪ :‬إن عدم غفرانكم لخطايا األبناء بسهولة‪ ،‬وكثرة معاقبتهم‪ ،‬وكذلك عدم‬
‫تشجيعهم‪ ،‬وقلة الثناء؛ فهي أمور تشجع زيادة الشعور بالذنب داخلهم‪ ،‬فما يحتاجه األبناء حين يخطئون هو‬
‫العقاب المناسب في جو من المحبة والتفاهم‪ ،‬وكما ذكرنا‪ ،‬لو قلت للطفل‪" 0‬لماذا لم تحصل على درجات أعلى؟"‬
‫؛ ربما يشعر أن أي شيء اقل من الكمال يساوي الرسوب؛ مما يؤدي إلى شعور کاذب بالذنب‪ ،‬أي لوم النفس‪،‬‬
‫وشعور بعدم الكفاءة‪ ..‬فگر معي كيف تضع مالحظاتك في إطار من التشجيع‪.‬‬
‫إن عالج الذنب الزائف هو في تفهم ما يحدث۔ ليكن قياسك على ما يتوقعه اهلل منك‪ ،‬بينما ترى نعمته بحياتك‪،‬‬
‫وتذكر أن اهلل يريد لنا أن ندخل لمحضره؛ لنحيا معه في عالقة‪ ،‬وأن يكون دخول لراحته‪ ،‬عب‪ 6-0 0 1‬وأن‬
‫تتبرر باإليمان ال باألعمال (رو ‪)1071‬‬
‫إذن ما هي صورة اهلل في مخيلتك؟ إن اهلل لم يضع قوانين كي يعاقبنا حين نبتعد عنها‪ ،‬لكنه وضعها لنحيا بفرح؛‬
‫وال نعانی نتائج مخالفتها‪ .‬اهلل ال ينكر احتياجاتنا‪ ،‬بل يعدنا بها بالطريقة التي يراها‪ ،‬وليس بطريقة إبليس األنانية‬

‫رثاء النفس (الشفقة على الذات)‬

‫هذا العامل بالذات يعتبره (تيم الهاي) في المرتبة األولى إلحداث االكتئاب‪ ،‬وهو باألخص في مجتمعنا المصري‪،‬‬
‫بصفة مميزة‪ ،‬منذ قدماء المصريين‪ .‬إن حسرتي على حالي ونصيبي‪ ،‬والشكوى المستمرة من حالتي وظروفي‪،‬‬
‫إنما يقودون في معظم األحيان إلى االكتئاب‪.‬‬

‫يعبر رثاء النفس بوضوح عن االلتفاف حول الذات‪ ،‬وطلب االنتباه من اآلخرين؛ وكأن الشخص "يطبطب” على‬
‫دائما؛ لذلك فإن كثيرين من المكتئبين يرفضون هذا التفسير بشدة‪ .‬رغم‬
‫نفسه ‪ ،‬ويتوقع منهم أن يفعلوا ذلك معه ً‬
‫جدا‪.‬‬
‫شفقة على الذات كبير ً‬‫أنهم لو تأملوا حياتهم؛ الكتشفوا كم ٍ‬

‫‪-33-‬‬
‫انظر قصة سيدة فقدت زوجها في الحرب مثال‪ ،‬وال تعرف مصيره حتى اآلن؛ وسيدهشك أن تكتشف ك ّم الح ْزن‬
‫الذي تعانيه‪ .‬الذي يعود في معظمه إلى شفقتها على ذاتها؛ ألنها تركت وحيدة‪ ,‬ال على مصير زوجها‪ .‬والمعادلة‬
‫لغضب وغيظ؛ ِمن ثم رثاء للنفس؛ ما يساوي‬
‫ٍ‬ ‫المعروفة إلنتاج االكتئاب هي‪ :‬الشعور بالرفض أو اإلهانة يؤديان‬
‫اكتثابا‪ .‬واألمر ال يتعلق بتغيير الظروف‪ ,‬بمقدار ما يتعلق بطريقة مواجهتها وطريقة استقبالي لهاء ‪ ،‬فلو كانت‬
‫ً‬
‫المعادلة أعاله‪ .‬هي طريقتك؛ فستجد رثاء النفس يالزمك‪ .‬مهما تحسنت الظروف‪.‬‬

‫معا للخير‪ -‬ولم تصبكم تجربة‬


‫خطية واضحة‪ .‬أنك ال تصدق أن (كل االشياء تعمل ّ‬ ‫إن رثاء النفس يعبر عن ّ‬
‫النعمة المخصصة لنا من اهلل في هذه‬
‫إال بشرّية)؛ لكننا عادة ما نفضل أال نجتاز التجربة‪ .‬عن أن نجتازها وننال ّ‬
‫الظروف؛ وعلينا كي نشفى من رثاء النفس؛ باآلتي‪0‬‬
‫خطية‪ .‬وال نلتمس األعذار‪.‬‬
‫النفس ّ‬
‫‪ .0‬أن نقر أن رثاء ّ‬
‫‪ .7‬أن نطلب المعونة‪.‬‬
‫‪ .3‬أن نشكر اهلل في نفس الظروف الصعبة باإليمان (بأن نضع اهلل في حساباتنا) في كل شىء‬
‫بالصالة والدعاء مع الشكر‪.‬‬
‫‪ .1‬نكرر هذه الخطوات نفسها كلّما عاودنا الرثاء؛ حتى يصبح الشكر هو عادة قلوبنا‪.‬‬

‫العوامل المظهرة (للضغوط)‬

‫‪ %14‬من حاالت االكتئاب تالزمها ضغوط (‪)stress‬‬

‫مسؤولية (كأن يصاب ابني بمرض خطير في الدم)؛ فلو قلت إني أنا السبب؛‬
‫ّ‬ ‫وجد ضغوط ليست لنا فيها‬‫ت ّ‬
‫سيقودك هذا إلى نوع من الذنب الزائف (التمركز حول الذات) بينما توجد ضغوط تلغي مسؤوليتك فيها ‪ ،‬وأنت‬
‫المسؤولية دون أن تدري‪!..‬‬
‫ّ‬ ‫صاحب‬

‫انظر زوجة تعاني من معاملة زوجها القاسية حتى الضرب وبعد ِع ّدة جلسات تكتشف أنها تقوم بإثارة زوجها وان‬
‫السلبية (‪.)Passive aggression‬‬
‫ّ‬ ‫انية‬
‫سلبية‪ ,‬أي بدون أفعال عنيفة‪ .‬وهذه هي العدو ّ‬
‫كان هذا بطريقة ّ‬
‫نحتاج أن نقول “اختبرنا يا اهلل“ مز ‪740036‬؛ لنعرف حقيقة أنفسنا ونتحمل مسؤوليتنا ‪ -‬إرميا ‪" 9:17‬القلب‬
‫أخدع من كل شيء“؛ وهذا العدد يحدثنا عن احتياجنا الكتشاف أنفسنا أمام نور روح اهلل‪.‬‬

‫أنواع الضغوط‬
‫تأمل في انتصار‬ ‫‪ .0‬فقد شيء مهم‪ 0‬زوجة أو وظيفة؛ وذلك حالة عدم اجتياز مراحل الحزن بطر ٍ‬
‫صحية‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫يقة‬
‫أيوب‪.‬‬

‫مثال‪ .‬هو غضب غير‬ ‫ٍ‬


‫متوف ً‬ ‫‪ .7‬عدم التعامل مع الغضب بالطريقة المسؤولة‪ .‬تذ ّكر أن الغضب من شخص‬
‫منطقيا؛ يتحول بعد قليل‪ .‬لغضب تجاه النفس‪.‬‬
‫ً‬ ‫مقبول‬
‫‪-31-‬‬
‫الخطية أشعر‬
‫ّ‬ ‫سقطت في‬
‫ٌ‬ ‫مثال لو فارقتني زوجتي‪ ,‬أشعر بالرفض ولو‬ ‫‪ .3‬إهانة وتشوه صورة نفسي أمامى ً‬
‫بأن صورة نفسي منحطة؛ حتى أتمتع بالغفران؛ وهذا أحد أسباب اكتئاب الم ْؤ ِمنين‪.‬‬

‫غالطية حين‬
‫ّ‬ ‫اسية كثيرة النقد لنفسها وهكذا كان أهل‬
‫الشخصية الوسو ّ‬
‫ّ‬ ‫خاصة في‬
‫ّ‬ ‫‪ .1‬شعور كاذب بالذنب‪0‬‬
‫حاولوا التمسك بالناموس دون االعتماد على النعمة‪.‬‬

‫شعور (صحي) بالذنب‪ 0‬رد فعل طبيعي للمؤ ِمن يقول داؤود "لما سكت بليت عظامي" (مز ‪ )3073‬والحل‬ ‫‪.4‬‬
‫في االعتراف (‪ 1‬يو ‪.) 9 : 1‬‬

‫‪ .4‬تطلعات خاطئة‪ 0‬آساف مز ‪ 31‬يقول ”غرت من المتكبرين إذ رأيت سالمة األشرار”؛ النتيجة ”حتى تمرمر‬
‫قلبي"؛ وكان الحل "حتى دخلت مقادس اهلل‪.‬‬

‫‪ .1‬هجوم إبليس‪ 0‬تذ ّكر أن إبليس يلتمس من يبتلعه ونحن نعلم أن حروبنا ليست مع بشر بل مع قوى الشر‬
‫بمشورة خادم‬
‫حرب من إبليس؟ لو سألت اهلل بأمانة في خلوتك ولو استعنت ّ‬
‫ٌ‬ ‫لكن كيف تميز أن االكتئاب‬
‫أمين ولم تتوصل لمسببات واضحة؛ قف ضد إبليس؛ وانتهره‪.‬‬

‫أيضا قول‬
‫طبيعية وال يمكنك أن تعيشها بقدرتك تذ ّكر ً‬
‫ّ‬ ‫وحية فوق‬
‫‪ .1‬االعتماد على جهدك‪ 0‬تذ ّكر أن الحياة الر ّ‬
‫يولس الرسول "أستطيع كل شي‪( ” ....‬فيلبي ‪.)3001‬‬

‫رضية‪.‬‬
‫الم ّ‬
‫حدث خل ٌل فيه؛ تظهر األعراض ّ‬
‫ٌ‬ ‫ن؛ لو‬
‫عي ِ‬
‫‪ .6‬أولويات خاطئة‪ 0‬خلق اهلل اإلنسان بنظام م ّ‬

‫أسدد احتياجات عائلتى‪ .‬ثالتاا‪ :‬ما هو‬


‫ثانيا‪ :‬أن ّ‬
‫شركة معه‪ .‬ا‬
‫اهلل يتوقع مني أواال‪ :‬أن أهتم بمعرفته‪ .‬والتلذذ بال ّ‬
‫غير ذلك من عمل وخدمة إلى ما آخره؛ فب ٍ‬
‫صفة عامة؛ أي تغير شديد في ظروف الحياة حتى لو كان لألفضل‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫يعتبر من الضغوط ٍ(‪.)Stress‬‬

‫اكتئابا‬
‫ً‬ ‫طبيعية يظهر فيها االكتئاب (‪ )Adjustment Disorder‬وهي ليست‬
‫ّ‬ ‫وجد ردود أفعال‬
‫مالحظة هامة‪ :‬ت ّ‬
‫بالنعمة "مكتئبين‪ ..‬غير متضايقين‪ ..‬متحيرين لكن غير يانسين" (‪7‬كو ‪.)101‬‬
‫ّ‬ ‫نحن نعود فنتوافق ونغلب الضغوط‬

‫الديناميكيات (‪ )Dynamics‬المصاحبة لالكتئاب‪:‬‬

‫‪ .0‬تعلّم أسلوب حياة‪ 0‬االكتئاب قد نتعلمه من العائلة هذه هي طريقتهم في مواجهة الضغوط مثال ذلك‪ 0‬تخزين‬
‫الغضب الذي يؤدي لالكتئاب‪.‬‬

‫‪ .7‬المناورة ( ‪ :( Manipulaion‬وهي طريقة غير مباشرة (غير صريحة) للحصول على مآربك‪ -‬قد تلجأ الزوجة‬
‫أيضا‪.‬‬
‫هة؛ للحصول على طلبها وقد يلجأ األطفال إلى ذلك ً‬
‫إلى المناورة‪ .‬بدل المواج ِ‬

‫‪-34-‬‬
‫الهستيرية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الشخصية‬
‫ّ‬
‫أحيانا فيها إغراء هم‬
‫امية ملفتة‪ .‬و ً‬
‫الشخصيات بأنها سريعة االستثارة‪ .‬يتصرفون ويلبسون بطريقة در ّ‬
‫ّ‬ ‫تتصف هذه‬
‫دائما مصلحتهم أوال ال يذكرون عادة أعراض االكتئاب حين يتعرضون له إال لو ق أروا‬
‫قليلوا االعتماد على أنفسهم ً‬
‫أو سمعوا عنها وعادةٌ ما يستخدمون المناورة في سلوكهم ونستنتج من تصرفاتهم أن هدفهم في الالوعي جذب‬
‫كثير ما يهددن‬
‫االنتباه أو عقاب األهل (األب ‪ -‬الزوج)؛ فقد تحاول البنت االنتحار لو حاول األب منعها (وهن ًا‬
‫باالنتحار)‪.‬‬
‫‪ .3‬طريقة خفية للتلذذ‪ 0‬المكتئب يقف ضد نفسه ويقول هذا ما أستحقه؛ وكأنة يتلذذ بأن ي ِ‬
‫عاقب نفسه إنه يحتاج معرفة‬
‫أن اهلل وحده له حق التأديب‪.‬‬
‫‪ .1‬اضطراب التفكير‪ 0‬أفكار المكتئب أفكار مؤلمة فهو يقول لنفسه إن ال أم ّل ال معين لي ال قيمة لي؛ وغير ذلك‬
‫غير ما يقوله لنفسه؛ وركز على اإليجابيات‪.‬‬
‫من لوم للنفس – ماذأ لو ّ‬
‫قية يقل أو يقل السكر في الدم ريما الغدد الصماء تضطرب أو تكون‬
‫فسيولوجية مصاحبة‪ 0‬ربما إفراز الدر ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ .4‬تغيرات‬
‫فيروسية مصاحبة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عدوى‬
‫‪ .4‬اإلجهاد‪ 0‬هو عامل يساعد ويسرع باالكتئاب وهذا ما حدث مع إيليا في ملوك ‪ 10‬بعد المجهود الهائل ورغم‬
‫نصرته إال أنه طلب الموت لنفسه (إن النوم الكافي عامل هام لتجنب االكتئاب)‪.‬‬

‫عالج االكتئاب‪:‬‬
‫الرب إلهك = شركة صادقة مع اهلل‪.‬‬
‫تحب ّ‬
‫تحب قريبك = شركة عميقة مع الناس‪.‬‬
‫كنفسك = أي تقدير ذاتك‪.‬‬
‫الحظ أن تقديرك لقيمتك هو عكس الكبرياء (الكبرياء الذي هو في الواقع تعويض عن الشعور بالنقص)‪.‬‬

‫إرشادية للمؤمن‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مباديء‬

‫المسيح" (فيلبي ‪)03 01‬؛ لذلك فالزوجة التي تقول "أنا ال أستطيع‬ ‫ِ‬
‫الم ْؤمن له مصدر قوة "أستطيع كل شيء في ّ‬
‫أن أعيش مع زوجي” هي في الواقع تقول "أنا ال أريد أن أنجح؛ ألن إلهنا يعطي مع التجربة المنفذ (لكو ‪001‬‬
‫‪.)03‬‬

‫يوميا لتمجيد اسمه وابدأ يومك بكل ثقة في إلهك‪” 0‬هذا هو اليوم الذي نفرح ونبتهج فيه إن هذا‬‫خصص حياتك ً‬ ‫ّ‬
‫يوميا في تأمل كلِمة اهلل (إعادة برمجة‬
‫خصص وقتاً ً‬ ‫ّ‬ ‫التوجه الواضح كل صباح يؤثر في باقي يومك؛ لذا‬
‫الكمبيوتر)؛ لتكشف الفكر األناني أو الخادع أو المناور‪.‬ثم اطلب نعمة اهلل‪.‬‬

‫‪-34-‬‬
‫يوميا‪:‬‬
‫تخلّص من األحقاد والغيظ ا‬
‫‪ -‬اكتشف هل يوجد غيظ؟ وتجاه من؟ تجاه نفسك أم اهلل أم اآلخرين؟ وهل هو منطقي أم غير منطقي؟‬

‫انوية (‪ .)Paranoia‬التي‬
‫أنانية لم تتحقق‪ -‬تطلّع للكمال ‪ -‬شكوك بار ّ‬
‫‪ -‬الغضب واإلحباط غير المنطقي‪( 0‬رغبات ّ‬
‫هي إِ ْسقاط للغضب الداخلي (متى ‪ )4-3 0 1‬فلترفض هذا الغضب‪.‬‬

‫‪ -‬الغضب المقبول‪( 0‬متي ‪ .)17- 07 0 4‬اذهب أوًال اصطلح مع أخيك (أفسس ‪.)4701‬‬

‫حبة (أقول الصدق في محبة)‪ .‬إن كبت الغضب لن يزيله بل سيظهر بطريقة‬‫أظهر الغضب‪ 0‬عبر عنه في م ّ‬
‫ٌ‬ ‫‪-‬‬
‫خبرا)؛ بينما التصريح‬
‫الزوجية وكأن تتأخر وتنسى أن تعطي ً‬
‫ّ‬ ‫أخرى (كأن تشعر بصداع وقت توقع العالقة‬
‫بدال من التيهان في البحث عن سبب االكتئاب؛ والتعبير عن غضبك‬‫بالغضب سيواجهك بالحقيقة‪ ,‬أنك غاضب ً‬
‫دائما هو المصالحة "إن سمع إليك فقد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سيساعدك على الغفران ويساعد أخيك على التعلّم من أخطائه والدافع ً‬
‫حبة هي عالقة عميقة واحترام أعمق من أخيك؛ وهذا‬
‫غالبا حين تكون المصارحة في م ّ‬
‫ربحت أخاك“ ؛ والنتيجة ً‬
‫ألنك أطعت إلهك‪.‬‬

‫السلبية)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫انية‬
‫‪ -‬احذر الشكوى لآلخرين‪ .‬وردود الفعل الشائعة (العدو ّ‬

‫حتمية‪ :‬وهو يبدأ بعمل إرادي إنه ليس نسيان كل شيء‪ ,‬بل يعني أن ال تحاسبه أو تطالب‬
‫ّ‬ ‫الغفران هو ضرورة‬
‫بعقابه‪ .‬وهذا الغفران ال يتوقف على أن الشخص المخطيء يستحق أم ال يستحق بل يمتد إلى والدينا في أخطاء‬
‫تربيتنا والى أنفسنا وأخطاء الماضيء والى ان الهنا لم يفعل أي خطأ لكن علينا أن نكتشف ما ننسبه إليه بحماقة‪.‬‬
‫تنس أن تغفر قبل وقت النوم (ال تغرب الشمس على‬
‫أيضا أزواجنا ومن لهم سلطة علينا وعلى اآلخرين وال ّ‬
‫ً‬
‫غيظكم)‪.‬‬

‫الرب"‪" ..‬ال تجازي عن شر بشر“ (رو ‪-70 007‬‬ ‫اترك االنتقام للرب؛ ألنه مكتوب "لي النقمة أنا أجازي يقول ّ‬
‫‪ ) 06‬في الواقع االنتقام هو دافع خفي غبي لعدم الغفران؛ إننا نتصور أننا ننتقم من المخطيء والواقع أننا وحدنا‬
‫نتأذى‪ .‬اترك هذا األمر للرب ‪ ،‬إنه ليس شأنك‪!..‬‬

‫المشورة‪:‬‬
‫أمثلة من جلسات َ‬
‫جهدا لتنمي هذه‬
‫ونوعا وابذل ً‬
‫وقنا يوميا مع زوجتك وأطفالك أو أقاربك واخوتك‪ .‬فالعالقة العميقة تكون كما ً‬ ‫ٍ‬
‫اقض ً‬
‫مثال خذ المبادرة وال تنتظر أن يقر أقرباؤك بأخطائهم‪.‬‬
‫العالقة خالل الخروجات ً‬

‫أسبوعيا مع م ْؤ ِمنين (غير مكت ْئبين من غير معتادي جلسات الرثاء) إذا لم يكن لديك أصدقاء خذ‬
‫ً‬ ‫ٍ‬
‫اقض وقتا‬
‫جاوبا‪.‬‬
‫المبادرة نحو ‪ 3‬أو ‪ 1‬وستجد منهم ت ً‬

‫‪-31-‬‬
‫ليكن لك برنامج يومي مشبِع (العمل ‪ -‬أعمال المنزل‪ -‬اللعب)‪ .‬الحياة األفضل هي حياة مشبعة؛ لذا اجعل‬
‫برنامجك يتبع األولويات الصحيحة‪.‬‬

‫وجدانية‪ .‬أو‬
‫ّ‬ ‫(أسبوعيا على األقل)‪ ,‬والمساعدة تكون بالجهد‪ .‬أو مساعدة‬
‫ً‬ ‫شيئا لطيفاً مع شخص عزيز‬
‫أعمل ً‬
‫روحية‪.‬‬
‫معونة ّ‬

‫متى تحتاج لألدوية والمستشفى؟‬


‫األدوية ومضادات االكتئاب‪0‬‬
‫ّ‬ ‫بعض المؤ ِمنين يرفضون استخدام‬

‫"األدوية لن تغير الظروف" وهي بالفعل كذلك‪ .‬لكنها تجعلك أكثر قوة لمواجهة الظروف‬
‫ّ‬ ‫أحيانا يقولون‬
‫ً‬ ‫‪.0‬‬

‫الرب" فيكون رفضنا هو محاولة إلثبات تفوقنا الروحي لكن المطلوب‬


‫أحيانا يقولون "يجب أن نعتمد على ّ‬
‫‪ .7‬و ً‬
‫الرب وقد‬
‫أن تظل أعيننا على الرب ونسأله ونسأل أبناء اهلل المستنيرين "ماذا تريد يارب؟" لنطلب طرق ّ‬
‫طبيعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫دائما طرقًا فوق‬
‫(الطبية‪ /‬االدويه ) فليست ً‬
‫ّ‬ ‫تكون طرقه هي الطرق العادية‬

‫أنواع العالج‪:‬‬
‫نفسية مع طبيب)‪.‬‬
‫‪ .0‬جلسات (جلسة مشورة ‪ -‬جلسة ّ‬
‫أدوية‪.‬‬
‫‪ .7‬جلسات ‪ّ -‬‬
‫أدوية ‪ -‬مستشفى‪.‬‬
‫‪ .3‬جلسات ‪ّ -‬‬
‫دخول المستشفى يصبح ضرورًيا حين ال يتوافر من هو كفء لمتابعة المريض وحين يوجد خطر على حياة‬
‫المريض واآلخرين لنختار ماهو أفضل للمريض ال ما هو أفضل لنا‪.‬‬

‫شخصيات الهستيرّية؛ سيكون واضحاً أنه يحاول ذلك ليحصل‬


‫ّ‬ ‫حاالت االنتحار‪ :‬لو كان من حاول االنتحار من ال‬
‫على مطالبه أو ليضغط علينا لكننا ال نقول له "اذهب انتحر في الوقت نفسه ال نعطيه أية مكافأة إن توقّف عن‬
‫محاولة االنتحار (أي طلبات) بل نتناقش معه بتفهم؛ ليتعلّم طريقة مواجهة مصاعبه أما لو كان الشخص المقبل‬
‫اسية؛ فاألفضل أن يوضع تحت المالحظة في المستشفى‪.‬‬
‫الشخصيات الوسو ّ‬
‫ّ‬ ‫على االنتحار من‬

‫األدوية‪:‬‬
‫ّ‬
‫الجانبية وال نخاف منها بالطبع‬
‫ّ‬ ‫نتعرف على األعراض‬ ‫أدوية كثيرة أشهرها التربتزول والتف ارنيل وعلينا أن ّ‬
‫توجد ّ‬
‫األمينية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫غير مسموح بوصفها من غير الطبيب المختص وفكرة األدويه أنها محاولة إلعادة التوازن في األحماض‬
‫والتي تعمل كموصالت كيمائية في الجهاز العصبي‪.‬‬

‫(‪)Neuro Transmitters‬؛ والتي تستنزف ألسباب عديدة أهمها الغضب المختزن‪.‬‬

‫‪-31-‬‬
‫اسما م ِخيفًا لكنها ليست كذلك في الواقع‪ ,‬ولها تأثير مفيد عند اللزوم‪ .‬رغم‬
‫الجلسات الكهر ّبية ‪ 0 ECT‬إنها تحمل ً‬
‫معارضة البعض لها‪.‬‬

‫ختامية لالحتفاظ بالسعادة‬


‫ّ‬ ‫مالحظات‬
‫كتّب للقراءة‪:‬‬
‫‪Happiness is a choice .Minrith & Meier Barker‬‬
‫النفسية وتقهر االكتئاب‪ ..‬تيم الهاي ترجمة د‪ .‬سيفين فوزي‬
‫ّ‬ ‫كيف تتغلب على متاعبك‬
‫األسقفية‬ ‫قلب اهلل األبوي ‪ -‬فلويد ماكلنج ‪ -‬شفاء الم ِ‬
‫شاعر الجريحة ‪ -‬دافيد سيماندز ‪ -‬دار النشر‬
‫ّ‬

‫‪-36-‬‬
‫المشاعر واألفكار‬
‫المشاعر‬
‫المشاعر هي االحاسيس النفسية – هناك فرق بين االحاسيس الجسدية واالحاسيس النفسية‬
‫ماهى المشاعر ومما تتكون ؟‬
‫‪ +‬هي ردود أفعال تلقائية وجدانية ال نستطيع ان نقرر ان نمنعها او نوقف حدوثه ‪.‬‬
‫‪ +‬العواطف هي إشارات داخل جسدك تخبرك بما يحدث ‪ ،‬فعندما يحدث لك شيء ممتع ‪ ،‬تشعر أنك‬
‫بحالة جيدة ‪.‬‬
‫‪ +‬المشاعر تحفزنا للعمل ‪ ،‬تتواصل العواطف مع اآلخرين ‪ ،‬تساعدنا على فهم المواقف ‪.‬‬

‫مما تتكون المشاعر‪:‬‬


‫المشاعر لها جانب كيميائي وجانب فكرى‬
‫للمشاعر الجانب الكيميائي‬
‫المشاعر هي إشارات كيميائية كهربائية في جسمك تنبهك إلى ما يحدث‪.‬‬
‫غالبا ما تبدأ هذه اإلشارات بحاسة البصر واللمس والسمع والشم والتذوق‪ .‬ثم تنتقل اإلشارات إلى عقلك‬
‫ً‬
‫ومنها الى الجسم‪.‬‬

‫الناقالت العصبية ‪ /‬النواقل العصبية ‪Neurotransmitters -‬‬


‫النواقل العصبية هي عبارة عن مواد كيميائية موجودة في منطقة ارتباط‬
‫خلية عصبية بخلية عصبية أخرى‪ ،‬ويسمى المشبك (‪،)synaps‬‬
‫وتنظم هذه المواد الكيميائية اإلشارة العصبية القادمة من الدماغ أو‬
‫المتجهة إلى الدماغ ‪ ،‬فتنقل المعلومات لكل انحاء الدماغ والجسم‪.‬‬
‫االثارة عبارة عن موجة كهروكيميائية تسافر على طول غشاء الخلية‬
‫حتى تصل الى المشبك ويتم اطالق الناقالت‪.‬‬
‫‪ +‬أيضا تعتبر هرمونات الغدد الصماء والتي تفرز في الدم من النواقل‬
‫ولها دور مع المشاعر‪.‬‬

‫هناك أنواع كثيرة للنواقل العصبية والهرمونات منها ‪:‬‬


‫‪ -‬الدوبامين ‪ :‬هو ناقل عصبي ‪ ،‬يعرف الكثير من الناس أن الدوبامين هو هرمون السعادة؛ إذ يقوم‬
‫الدماغ بإف ارزه عند الشعور بالسعادة كما انه مهم للذاكرة‪ ،‬والتعلم‪ ،‬والسلوك‪ ،‬وتنسيق الحركات‪.‬‬

‫‪-11-‬‬
‫‪ -‬السيروتونين ‪ :‬هو ناقل عصبي ‪ ،‬يساعد في التحكم بالمزاج والشهية وأيضا النوم والساعة البيولوجية‬
‫دور في مكافحة االكتئاب والقلق‪.‬‬
‫في الجسم يلعب السيروتونين ًا‬
‫‪ -‬اإلندورفين ‪ :‬يمنع إشارات اإلحساس باأللم‪ ،‬ويخلق شعور حيوي ومليء بالنشوة‪ ،‬وهي مسكنات األلم‬
‫الطبيعية في الجسم‪.‬‬
‫أيضا باألبينفرين ‪ ،‬وهو هرمون وناقل عصبي في نفس الوقت ‪ ،‬وهو مسؤول عن‬
‫‪ -‬االدرينالين ‪ :‬يعرف ً‬
‫استجابة "الكر والفر"‪.‬‬
‫عندما يتعرض شخص ما إلى خوف أو ضغط‪ ،‬يقوم الجسم بإفراز اإلبينفرين ( االدرينالين )‪ ،‬والذي يعمل‬
‫على زيادة معدل ضربات القلب والتنفس وأيضا يمد العضالت بالطاقة – يساعد الدماغ في اتخاذ ق اررات‬
‫سريعة في مواجهة المخاطر‪.‬‬

‫الجانب الفكرى للمشاعر ‪:‬‬


‫موقف واحد ولكن التفسيرات للموقف تختلف من شخص الى اخر وكل تفسير يؤدى الى شعور‬
‫مثال ‪ 0‬موقف ‪ 0‬لم يتم استقبال الشخص او الترحاب به من قبل صديقه‬
‫التفسير " انه ال يحبنى " افراز كيماء فى المخ (شعور الحزن )‬
‫التفسير " انا مبسوط انى شوفته اليوم فهو دائما مشغول " افراز كيماء فى المخ ‪ ( ...‬شعور فرح ) ‪.‬‬
‫فكر ادى الى افراز مادة كيميائية معينة ‪ ------------‬مشاعر‬

‫المشاعر والسلوك‬
‫حركة فكرية داخلية تؤدى الى حركة شعورية وينتج عنها سلوك خارجي يؤثر في العالقات‬
‫مثال ‪ 0‬مع الموقف السابق ذكره‬
‫التفسير " انه ال يحبنى" افراز كيماء فى المخ (شعور الحزن ) وبالتالي ممكن لهذا الشخص ان يتصرف‬
‫تجاه هذا الصديق بطريقة ال تليق فيخسر العالقة ‪.‬‬
‫فكر (ادى الى افراز مادة كيميائية معينة)‪ ------------‬مشاعر ‪ ------------‬سلوك‬
‫المشاعر تغير السلوك فهي تحفز للعمل‬
‫متشجع ‪ .......‬تبذل جهد اكثر‬
‫الخوف ‪ ----‬اجرى ‪ /‬انسحب‬
‫الغضب ‪----‬عراك ‪ /‬الفاظ ال تليق‬
‫الحزن ‪ ----‬ال اتحرك ‪ /‬انعزل‬
‫القلق ‪ ---------‬حركات بها توتر‬

‫‪-10-‬‬
‫كما ان تتأثر عواطفك بأفكارك وسلوكياتك هكذا ايضا يمكن أن تؤثر عواطفك على أفكارك وسلوكياتك‬
‫األفكار تؤثر على المشاعر ومنها على السلوك وكذلك المشاعر تؤثر على السلوك ومنها الى األفكار وهكذا‬
‫السلوك يغير المشاعر وأيضا األفكار‪.‬‬
‫فكل منهم يؤثر في االخر –وهذا ما استفاد به العالج النفسي من خالل المدرسة المعرفية والمدرسة‬
‫السلوكية وما وصل اليه العلم حاليا وهو من خالل تنظيم المشاعر ‪.‬‬

‫المشاعر تؤثر على حياتنا‬


‫المشاعر الشديدة تؤدى بشكل تلقائي سريع الى احاسيس جسدية وتقود الى سلوكيات‬
‫يمكننا فهم هذا من خالل الرجوع الى ‪Neuropsychology of emotions‬‬
‫التأثير النفسي العصبي للمشاعر – فهم تأثير المشاعر على المخ والجسم يساعدنا في إدارة مشاعرنا‬
‫الجانب الكيميائى للمشاعر ليس لنا تحكم فيه ‪ ،‬وان لم نعبر عنه تستمر الكيمياء تسرى في الجسم وتؤثر‬
‫عليه بالـ‪..‬االمراض النفسية ‪ ،‬االمراض الجسدية ‪ ،‬خسائر في العالقات ‪ ،‬اكتساب عادات سيئة‬
‫المشاعر السلبية والتغيرات البيولوجية والسلوك‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬الحزن‬
‫التغيرات البيولوجية ‪ 0‬تعب‪ /‬ارهاق ‪ /‬انخفاض الطاقة ‪ /‬الشعور بالخمول ‪ /‬ضيق تنفس ‪ /‬ألم في المعدة او‬
‫الصدر‬
‫تجنب األشياء ‪ /‬اإلبطاء في السرير ‪ /‬حركات بطيئة ‪ /‬صوت منخفض ‪ /‬بكاء‬ ‫‪0‬‬ ‫السلوك‬
‫اثار الحزن ‪ 0‬عدم القدرة على التركيز ‪ /‬نظرة سلبية ‪ /‬لوم النفس ‪ /‬االجترار ‪ /‬ارق ‪ /‬عسر هضم‬
‫كثير من الناس ال تعطى وقت من حياتهم لالهتمام بما يشعروا و كيف يشعرون نتيجة لذلك ‪ ،‬هناك الكثير‬
‫من األشياء المهمة التي تحدث بداخلهم ‪ -‬داخل اجسادهم ‪ ،‬دون ان يدركوا ‪.‬‬
‫عندما تشعر بمشاعر سلبية‪ ،‬ال تتجاهلها أو ترفضها ولكن فقط استمع إليها‪ ،‬وحاول أن تفهم الرسالة التي‬
‫من ورائها‪.‬‬
‫المشاعر السلبية جزء من حياتنا الغنية بالمشاعر ‪ -‬ان الشعور بااللم ينبهنا بمشكلة ما تحتاج الى االهتمام‪.‬‬
‫عندما عواطفنا تلقي بظاللها على حياتنا ‪ ،‬كما هو الحال عندما نشعر باالكتئاب او القلق او الغضب –‬
‫من المهم ان نتذكر ان تلك المشاعر مازالت تعطى لنا معلومات مهمة‪.‬‬
‫أيضا لمشاعرك السارة والمبهجة ‪ ،‬تعرف علي المشاعر المبهجة وحدد اسم الشعور وكرره‬
‫وتذكر أن تنتبه ً‬
‫من أجل تعزيز التجربة بشكل أكبر والتمكن من االستمتاع بهذه المشاعر بشكل كامل‪.‬‬
‫ليس كل الناس تستطيع ان تتعرف على مشاعرها او تقدر تقول بما تشعر به ‪ -‬هذا يحتاج تدريب ‪.‬‬
‫بالذكاء الوجدانى نستطيع ان نفرق مثال بين الحزن واإلحباط – الذنب والخزى – القلق والترقب ‪.‬‬

‫‪-17-‬‬
‫قبول واحترام المشاعر ‪:‬‬
‫يقول علم النفس الحديث ان ال نكبت المشاعر وال نتجاهلها وال نحاربها‪ ،‬بل نبقى معها ‪ ،‬نتعرف عليها‬
‫غالبا ما‬
‫ونتفهمها ‪ -‬رفض المشاعر أو محاولة التخلص منها ( في حالة المشاعر الصعبة السلبية ) ‪ً ،‬‬
‫يؤدي ذلك إلى زيادة حدتها‪.‬‬
‫ان كيفية التعرف على مشاعرك وتأثيرها على حياتك هو الخطوة األولى للتحكم في ردود أفعالك العاطفية‪.‬‬
‫ممكن ننظر للمشاعر واالحاسيس القوية العالية ‪ ،‬كأنها أمواج تصل للقمة ثم تنخفض وتتبدد ‪ ،‬فتنكمش‬
‫أن الشخص المحاصر بمشاعر قوية ومتنافسة قد يحتاج إلى مستمع متعاطف لمساعدته على التحدث عادةً‬
‫ما يؤدي تفريغ الصراع الداخلي غير المريح إلى الفهم والبصيرة والوعي الذاتي ‪.‬‬

‫التعبير عن المشاعر ‪:‬‬


‫يعبر الشخص عن مشاعره باللغة ويحدد اسم المشاعر‪ ،‬هذا يعطى احساس بالراحة (وكأنه دخان يتطاير)‬
‫وعندما تهدأ المشاعر يستطيع ان يتعرف على الفكرة التى وراء الشعور ويناقشها ويعدل الفكرة ‪ -‬هنا يأتي‬
‫دور المخ االيسر‪.‬‬
‫مزمور صالة باكر _ مزمور (‪)4‬‬
‫” "اغضبوا ( عبر عن مشاعرك ) والتخطئوا ( ادارة المشاعر سلوكيا )‪ .‬الذى تقولونه فى قلوبكم اندموا‬
‫عليه فى مضاجعكم ( الحديث الذاتي)‬

‫التعبير عن المشاعر بالكالم ‪:‬‬


‫وألن الكالم نشاط من أنشطة المخ العقالنى ( االيسر ) لذلك التعبير بالكالم عن المشاعر التى يشعر بها‬
‫المخ الوجدانى ( األيمن ) ‪ ،‬يربط بينهما ويسمح للمخ العقالنى أن يعمل ويسيطر ويدير الوجدان‪.‬‬

‫األفكــار‪:‬‬
‫األفكار التلقائية والتفكير المقصود‪:‬‬
‫‪ +‬عادة المخ البشري ينتج من ‪ 01 -4‬أفكار في الثانية وبالطبع ال يستطيع المخ التركيز في كل هذه‬
‫األفكار وتحليلها واغلبها تعبر سريعا وال تفحص من الوعى‪.‬‬
‫‪ +‬اما التفكير المقصود هو االكثر تركيز ووعيا ‪ ،‬في امر نتخذ فيه قرار ‪ ،‬هذا النوع من التفكير ال يشكل‬
‫اال نسبة ضئيله من تفكيرنا ألنه يتطلب طاقة نفسية اكبر‪.‬‬
‫لذا االفكار التلقائية هي التي تدور في اذهاننا خالل اليوم ‪ ،‬هي أيضا تقود الى تصرفات تلقائية دائما تكون‬
‫معنا في الحوار الداخلي ‪ ،‬أفكار تنشأ كرد فعل لحدث ‪ ،‬كلها أفكار ال تخضع ألي تحليل منطقي‪.‬‬

‫‪-13-‬‬
‫األفكار التلقائية‪:‬‬
‫أفكار تنشأ تلقائيا في وعينا وتغير من مشاعرنا وتؤثر في سلوكنا دون ان نفحص منطقها – وتؤثر على‬
‫مزاجنا العام‪.‬‬
‫‪ +‬االمر يحتاج منا الى فهم عميق لطبيعة هذه األفكار ونحتاج تنمية القدرة على مراقبتها وفحصها ‪ ،‬اال‬
‫ان الصعوبة تكمن في ان هذه األفكار أصبحت جزءا مننا فيصعب اكتشافها‪ .‬تحتاج تدريب يومى‬
‫باستخدام العالج المعرفى‪.‬‬

‫طرق التفكير‪:‬‬
‫كل شخص له طريقة في التفكير وقد يشخصن االحداث ‪ ،‬واحيانا طريقة التفكير تؤدى الى مشاعر سلبية‬
‫في كثير من األوقات‪.‬‬
‫من اخطأ التفكير ‪:‬‬
‫التعميم – نصف الكوب الفارغ – القفز الى االستنتاجات ‪ -‬شخصنة االحداث ‪ -‬التفكير بطريقة اما‬
‫ابيض واما اسود – قراءة األفكار ‪ -‬التكبير والتصغير – التفكير الكارثي ‪-.‬‬

‫المعتقدات المحورية‪:‬‬
‫ان األفكار التلقائية تنبع من افتراضات وقواعد ومعتقدات جوهرية ‪،‬غالبا ما نحتفظ بها منذ سنوات الطفولة‬
‫‪ ،‬الطفل الصغير ال يملك بعد القدرة العقلية للتفكير بطريقة اكثر مرونة ‪ -‬فتأخذ القواعد شكل الصفة المطلقة‬
‫( مثال ال تسئ الحد بالضرب ولذا عندما ضربت ام طفلها ‪ ...‬هذا الشيء اغضب الطفل )‪.‬‬
‫نحن نقوم بتكوين قواعد ومعتقدات اكثر مرونة مع تقدم العمر ‪ -‬ولكن بعض معتقداتنا من طفولتنا تظل‬
‫مطلقة حتى في مرحلة النضج‪ ...‬وقد تظل ثابتة اذا كانت قد تكونت بسبب ظروف قاسية صادمة او اذا‬
‫اقنعتنا خبراتنا األولية المتوافقة مع تلك المعتقدات ‪ ،‬انها معتقدات صحيحة بالرغم من اننا نضجنا واصبحنا‬
‫اكبر سنا‪.‬‬
‫المعتقدات المحورية ‪ ،‬تشوه رؤيتنا للواقع وتدمر عالقتنا باالخرين وتحدد الحالة الشعورية التي نعيش فيها‪.‬‬
‫بهذه المعتقدات نفسر االحدات والمواقف وايضا تتدخل في ردود افعالنا ‪ .‬فنحن لدينا معتقدات عن انفسنا‬
‫وعن االخرين وعن العالم‪.‬‬
‫ان المعتقدات السلبية عن العالم شائعة اكثر لدى الذين اختبروا‬
‫صدمات او كانت لديهم تجارب صادمة في حياتهم ( ظروف‬
‫اقتصادية قاسية ‪ -‬تربوية ‪. ).....-‬‬
‫أحيانا تحديد المعتقدات المحورية تكون كافيه لفهم المشاكل المتكررة‬
‫في حياتنا ‪ ،‬امثلة ‪0‬‬
‫‪ -‬اذا لم اكن ناجحا تماما فانا فاشل تماما‬

‫‪-11-‬‬
‫‪ -‬اللى اتكسر مش ممكن يتصلح‬
‫‪ -‬مش ممكن اتغير‬
‫‪ -‬يجب ان أكون المصدر الوحيد للعطاء لكى تكون لى قيمة‬
‫‪ -‬اذا لم يعلق احد تعليقا إيجابيا على ما فعلت فهذا معناه اننى كنت سيئا‬
‫من المفترض ان المعتقدات القديمة تتم تحديثها اول بأول في ضوء الخبرات الجديدة ‪.‬‬
‫يمكن تجديد المعتقدات السلبية باخرى ( معتقدات بديلة‪ /‬معتقد محورى جديد) تقل عن األخرى في كونها‬
‫مطلقة وسلبية وهذا يشبه بفتح ملف جديد في اذهاننا ‪ .......‬باستخدام العالج المعرفى السلوكى ‪.‬‬

‫‪-14-‬‬
‫مادة‬
‫الشخصية االنسانية‬

‫‪-14-‬‬
‫االحتياجات االساسية النفسية لالنسان‬
‫‪Psychological needs‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫كما قال الفالسفة " االنسان هو بئر من االحتياجات" فمنذ اليوم االول لوالدة االنسان وهو فى بحث دائم عما‬
‫يشبع احتياجاته سواء الجسدية او النفسية‪ .‬فى المشورة يبحث المشير مع المستشير عن احتياجاته‪ ،‬سواء اكانت‬
‫معروفة للمستشير او غير معروفة‪ ،‬فعدم معرفتها ال يعنى عدم وجودها‪.‬‬

‫مثال(‪ 0)0‬رجل شديد العصبية‪ ...‬والحل الغير صحيح والرد المتداول (الزم تبقى هادى)‪ .‬لكن هذا الرجل وراؤه‬
‫احتياج عميق يبحث عن التقدير واالحترام‪.‬‬

‫مثال(‪ 0)7‬رجل مشغول صباحا ومساء (مدمن عمل ‪ (Workaholic‬هذا الرجل يبحث عن االمان‪ ،‬الن لديه‬
‫احساسا بعدم االمان‪ ،‬وقد يكون خائفا من الغد ‪ ،‬من الزمن ومن الموت‪.‬‬

‫فاالحتياج هو لب العملية المشورية‪ .‬من هنا جاءت اهمية معرفة انواع االحتياجات النفسية لالنسان‪.‬‬

‫لماذا خلق اهلل االحتياج؟‬

‫بدون احتياج‪ ،‬لن يسعى االنسان الى اهلل او االخر‪ .‬انا اشعر باالحتياج‪ ،‬فاطلب معونة اهلل‪ ،‬واالحتياج الى األخر‬
‫يأتى فى اطار ومجال السعى لحياة الشركة‪ ،‬ونمو المحبة‪ ،‬التى جبل اهلل االنسان والخليقة عليها‪.‬‬
‫مرقس ‪33 - 33 : 4‬‬

‫ت ت ْمتلِئ ‪.‬وكان هو ِفي اْلمؤخ ِرة على‬ ‫ض ِرب إِلى الس ِفين ِة حتى صار ْ‬ ‫يم‪ ،‬فكان ِت األ ْمواج ت ْ‬ ‫فحدث نوء ِر ٍ ِ‬
‫يح عظ ٌ‬ ‫ْ‬
‫ت! ِا ْبك ْم!»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِوساد ٍة نائِ ًما‪ .‬فأ ْيقظوه وقالوا له‪« 0‬يا معلِّم‪ ،‬أما يهمك أننا ن ْهلِك؟ »فقام و ْانتهر ِّ‬
‫الريح‪ ،‬وقال لْلب ْح ِر‪ْ « 0‬‬
‫اسك ْ‬
‫يما‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫فسكن ِت ِّ‬
‫يم‪ .‬وقال له ْم‪« 0‬ما بالك ْم خائفين هكذا؟ ك ْيف ال إيمان لك ْم؟ »فخافوا خ ْوفًا عظ ً‬ ‫وء عظ ٌ‬‫الريح وصار هد ٌ‬
‫ضا واْلب ْحر ي ِطيعانِ ِه»!‬ ‫ض‪« 0‬م ْن هو هذا؟ فِإن ِّ‬
‫الريح أ ْي ً‬ ‫وقالوا ب ْعضه ْم لِب ْع ٍ‬

‫"ادعونى فى وقت الضيق" ال تعنى ان الرب يريدنا ان ندعوه فى وقت الضيق فقط‪ ،‬بل هو يدعونا لاللتجاء اليه‬
‫فى وقت الضيق‪ ،‬ومع هذا فنحن " معظمنا" ال نتذكر اهلل اال عند وقوعنا فى وقت الضيق‪.‬‬

‫االحتياج يظل موجودا و يبحث عن مخرج‪:‬‬

‫اذا لم يجد االنسان ما يشبع احتياجاته‪ .‬سوف يبحث عن مصادر الشباع هذه االحتياجات بأية طريقة‪ ،‬والخطورة‬
‫تكمن فى عدم اشباعها بطريقة صحيحة‪ .‬عندئذ يصبح االحتياج الى الحب مثال طاقة مدمرة‪.‬‬

‫جزء من مهارات المشير ان يستطيع التقاط نوع االحتياج‪ ،‬بالرغم من تغير شكله‪.‬‬

‫شكله‪/‬مظهره غير عمقه‪/‬جوهره‬


‫‪-11-‬‬
‫أمثلة عن اختالف مظهر االحتياج عن عمقه‪:‬‬
‫فى احدى المحاضرات كانت خادمة لديها ابنه صغيرة‪ ،‬بعمر السنتين‪ ،‬وكان لدى هذه الطفلة نشاط زائد‪ ،‬لكنها‬
‫فى واقع االمر كانت تشعر بالنعاس( االحتياج هنا هو النوم‪ ،‬والمظهر حركة زائدة)‪ ،‬وعند عدم تجاوب االم‪ ،‬لم‬
‫تجد الطفلة وسيلة للتفاهم سوى ان صفعت االم على وجهها‪.‬‬
‫االحتياج الى الحب قد يكون مظهره التبرج‪ ،‬االبتزال ‪ ،‬التهريج‪ ،‬والعناد مظهر من مظاهر االحتياج الى التقدير‪.‬‬
‫كما ان بعض الناس يتجهون الى الضحك والتهريج لتغطية حزن عميق‪.‬‬

‫لوقا ‪11 – 1 : 11‬‬


‫ع َم ْن ه َو‪،‬‬
‫َن َي َرى َيسو َ‬
‫ب أْ‬
‫طلَ َ‬
‫ان َغنيًّا‪َ ،‬و َ‬
‫ين َو َك َ‬
‫شار َ‬ ‫اسمه َزَّكا‪َ ،‬وه َو َرئ ٌ‬
‫يس ل ْل َع َّ‬ ‫يحا‪َ .‬وا َذا َرج ٌل ْ‬
‫اجتَ َاز في أَر َ‬
‫ث َّم َد َخ َل َو ْ‬
‫َن‬
‫ان م ْزم اعا أ ْ‬ ‫صع َد إلَى ج َّم ْي َزٍة ل َك ْي َي َراه‪ ،‬أل ََّنه َك َ‬
‫ِّما َو َ‬‫ض متَقَد ا‬
‫امة‪ .‬فَ َرَك َ‬
‫ير ا ْلقَ َ‬ ‫َولَ ْم َي ْقد ْر م َن ا ْل َج ْمع‪ ،‬ألَنَّه َك َ‬
‫ان قَص َ‬
‫ع َوا ْنز ْل‪ ،‬أل ََّنه َي ْن َبغي‬ ‫ال لَه‪َ « :‬يا َزَّكا‪ ،‬أ ْ‬
‫َسر ْ‬ ‫اء َيسوع إلَى ا ْل َم َكان‪َ ،‬نظَ َر إلَى فَ ْوق فَ َرآه‪َ ،‬وقَ َ‬
‫اك ‪َ .‬فلَ َّما َج َ‬‫َيم َّر م ْن ه َن َ‬
‫ين‪« :‬إ َّنه َد َخ َل ل َيب َ‬
‫يت ع ْن َد‬ ‫ع َوَن َز َل َوقَبلَه فَر احا‪َ .‬فلَ َّما َأرَى ا ْل َجميع ذل َك تَ َذ َّمروا قَائل َ‬ ‫َس َر َ‬
‫ث ا ْل َي ْوَم في َب ْيت َك‪».‬فَأ ْ‬
‫َن أ َْمك َ‬ ‫أْ‬
‫َح ٍد‬
‫ش ْيت بأ َ‬‫ساكين‪َ ،‬وا ْن ك ْنت قَ ْد َو َ‬ ‫ف أ َْم َوالي ل ْل َم َ‬
‫صَ‬ ‫ب أ ْعطي ن ْ‬ ‫ب‪َ « :‬ها أََنا َيا َر ُّ‬ ‫ال ل َّلر ِّ‬‫ف َزَّكا َوقَ َ‬‫َرجل َخاط ٍئ ‪».‬فَ َوقَ َ‬
‫َضع ٍ‬
‫َن ْاب َن‬‫يم‪ ،‬أل َّ‬
‫ضا ْابن إ ْب َراه َ‬ ‫ص له َذا ا ْل َب ْيت‪ ،‬إ ْذ ه َو أ َْي ا‬ ‫ص َل َخالَ ٌ‬ ‫ال لَه َيسوع‪« :‬ا ْل َي ْوَم َح َ‬ ‫اف ‪».‬فَقَ َ‬ ‫أَرُّد أ َْرَب َع َة أ ْ َ‬
‫ب َوي َخلِّ َ‬
‫ص َما قَ ْد َهلَ َك‪».‬‬ ‫اء ل َك ْي َي ْطل َ‬
‫سان قَ ْد َج َ‬
‫اإل ْن َ‬
‫تعجب الجمع ان يسوع دخل و بات عند رجل خاطئ‪ ،‬زكا كان غنيا و رئيس عشارين(المال‪ ،‬السلطة)‪ ،‬وطلب‬
‫ان يرى يسوع (احتياج)‪ ،‬وبالرغم من منصبه صعد فوق شجرة‪ ،‬الن عنده احتياج‪.‬‬
‫اجمل ما فى االنسان هو الضعف‪ .‬االنسان يأتى فى قمة ضعفه الى اهلل‪ .‬والمشورة تهدف الى مساندة االنسان‬
‫فى ضعفه‪ ،‬وفى المشورة المسيحية‪ ،‬الروح القدس يعطيك القدرة على النظرة العميقة‪ .‬ونطلب من يسوع ان يعطينا‬
‫العين التى ترى العمق‪ ،‬وليس نظرة االدانة وااليذاء‪.‬‬

‫وظيف تك مساعدة االخرين‪ ،‬ليس فى قراءة السطور وحسب ‪ ،‬بل قراءة ما بين االسطر‪ .‬فالمطلوب الوصول الى‬
‫جذر المرض وليس اعراضه‪.‬‬

‫‪-11-‬‬
‫تحقيق‬
‫الذات‬

‫االحتياج للتقدير‬
‫واالحترام واالعتبار‬
‫‪significance‬‬

‫االحتياج الى الحب‬

‫االحتياج الى األمان‬

‫االحتياجات الجسدية‬
‫"األكل ‪ ،‬الشرب ‪ ،‬الجنس ‪ ،‬الجمال"‬
‫احتياج الكون جميال‬

‫هرم ماسلو‬
‫االحتياج مثل جبل الثلج ال يظهر منه اال القليل ‪ ،‬ولكن باقى الجبل غير ظاهر‬

‫أنواع االحتياجات النفسية ‪:‬‬

‫الطريقة المشهورة لتقسيم االحتياجات أو هرم ماسلو ‪Abraham Maslow‬‬

‫وضع أبراهام ماسلو المعروف(ماسلو) هرم لالحتياجات وهو طريقة بسيطة و مباشرة‪ ،‬و يحبها علماء النفس‪،‬‬
‫وتقول النظرية ان االنسان مجموعة من االحتياجات‪ ،‬مصنفة من االدنى الى االعلى‪ ،‬فهرم ماسلو عبارة عن‬
‫اساسيات خمس‪.‬‬

‫وقال ماسلو عن هذا التصنيف‪:‬‬

‫‪ .0‬كل احتياج يجب ان يتم بناء عليه االحتياج االخر فوقه‪ .‬بمعنى انى ال اقدر ان اتكلم عن الحاجة الى الحب و‬
‫االمان‪ ،‬بدون اشباع الحاجات الجسدية(‪.(Basic needs‬‬

‫مثال‪ :‬فى جلسة مطولة‪ ،‬قد يوجد من يشعر بالجوع او العطش‪ ،‬ومهما كان الكالم راقيا ال يستطيع الناس االنصات‬
‫بدون اشباع حاجتهم االساسية‪.‬‬

‫‪ .7‬االحتياجات العليا هى االكثر قيمة واحتياجا فى النفس البشرية‪ .‬فاذا اكتفى أحدهم بالمستوى األول (الجسد) مثلما‬
‫قيل فى الكتاب المقدس "جلس الشعب لألكل والشرب ثم قاموا للعب أو اللهو" (خر ‪ )4037‬أو كما كان فى أيام‬
‫نوح يقول المسيح "يأكلون ويشربون يزوجون ويتزوجون"‪.‬‬

‫‪-16-‬‬
‫هل فى هذه الحالة إذا أشبعت الحاجات الجسدية يشعر اإلنسان بالسعادة ؟‬
‫طبقاً لماسلو فاإلجابة (ال) فالبد من إكتمال الهرم والوصول الى تحقيق الذات وعندما أصل الى قمة الهرم يكتمل‬
‫نموذج الشخصية‪.‬‬

‫نظرية االحتياج ‪:‬‬

‫رأى ماسلو أن الطريق الى السعادة النفسية هو إشباع االحتياجات فى هذا الهرم ولكن هذا غير صحيح‪ .‬فقد رأى‬
‫اريك اريكسون وعلماء النفس المسيحيين أن احتياجاً أهمله ماسلو االحتياج الخفى السادس وهو االحتياج الروحى‬
‫‪ ،‬الحاجة الى الالنهائى (الخلود واالمتداد) البحث عن الخلود والبقاء وقد سمى هذا االحتياج بـ ‪0‬‬

‫فراغ ال يماله إال اهلل ‪God Sized Vacuum‬‬

‫البحث عن الالنهائى ‪Finite Scatological Need‬‬

‫اريكسون يقول إنه احتياج روحى ‪ Spirtual Need‬بحث الروح عن نفسها‪.‬‬

‫الحظ أن الناس ينتابهم شعور غامض من السعادة والراحة والتساؤالت عند رؤيتهم لمنظر ال نهاية له ‪ ،‬هذه‬
‫األحاسيس المتضاربة هى البحث عن الشئ الذى ال ترى نهايته أى اهلل‪.‬‬

‫سفر الجامعة‪:‬‬

‫"فعظمت عملى بنيت لنفسى بيوتاً غرست لنفسى كروما ‪ 4 ،‬عملت لنفسى جنات وفراديس وغرست فها أشجا اًر‬
‫من كل نوع وثمر ‪ 4‬عملت لنفسى برك مياه لتسقى بها المغارس المنبته الشجر ‪ 1 ،‬قنيت عبيداً وجوارى وكان‬
‫لى ولدان البيت وكانت لى أيضا قنية بقر وغنم أكثر من جميع الذين كانوا فى أورشليم قبلى ‪ 1 ،‬جمعت لنفسى‬
‫أيضا فضه وذهبا خصوصيات الملوك والبلدان اتخذت لنفسى مغنيين ومغنيات وتنعمات بنى البشر سيدة وسيدات‬
‫‪ 6‬فعظمت وازددت أكثر من جميع الذين كانوا قبلى فى أورشليم وبقيت أيضاً حكمتى معى ‪ 01 ،‬ومهما اشتهته‬
‫عيناى لم أمسكه عنهما لم أمنع قلبى من كل فرح بكل تعبى وهذا كان نصيبى من كل تعبى ‪ 00 ،‬ثم التفت أنا‬
‫الى كل أعمالى التى عملتها يداى والى التعب الذى تعبته فى عمله فإذا الكل باطل وقبض الريح وال منفعه تحت‬
‫الشمس"‪.‬‬

‫حسب ماسلو فكل احتياجات سليمان مسددة ‪ ،‬أغنى الملوك موائد يومية ‪ 0‬زوجات أموال ‪ ،‬تقدير ‪ ،‬ملكة سبأ‬
‫امتدحت العبيد ألنهم يسمعون الحكمة التى ينطق بها حتى إنجيل متى يضرب به المثل‪.‬‬

‫إنجيل متى ‪" )76،7104( 0‬ولماذا تهتمون باللباس تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو وال تتعب وال تغزل ولكن أقول‬
‫لكم إنه وال سليمان فى كل مجده كان يلبس كواحدة منها"‪ .‬لكننا نجد سليمان ال يشعر بالسعادة بل يقول عن كل‬
‫ذلك إنه باطل وقبض الريح ‪ ،‬فبدون اهلل ال تكتمل شخصية اإلنسان وال يكتمل إحساسه بالشبع والسعادة‪.‬‬

‫‪-41-‬‬
‫يجب أن تنتبه أنت كمشير أن المستشير اآلتى إليك سيأتى إليك باحتياج معين عليك أن تنتبه الى أن االشباع‬
‫الحقيقى لالحتياج البد أن يكتمل بلقاء السيد المسيح ألنه الضامن الكتمال السعادة وتسديد االحتياج الذى يسعى‬
‫االنسان فى رحلته إليه‪ .‬مثل أبن سليمان الذى أجر ‪ 41‬شخصاً ليجروا أمامه لكى يشعر أنه مهم‪.‬‬

‫إنجيل متى (‪" )01-1001‬مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا ال تقتنوا ذهباً وال فضة وال نحاساً فى مناطقكم وال مزوداً‬
‫للطريق وال ثوبين وال أحذية وال عصا ألن الفاعل مستحق طعامه"‪.‬‬

‫"عندما أرسلتكم بال كيس وال مزود هل أعوزكم شئ" (لو ‪.)74077‬‬

‫سفر الجامعة (‪ )0003‬صنع الكل حسناً فى وقته وأيضاً جعل األبدية فى قلبهم التى بالها ال يدرك اإلنسان‬
‫العمل الذى يعمله اهلل من البداية الى النهاية"‪.‬‬

‫االحتياجات الجسدية ‪:‬‬

‫الرعاية الجسدية ‪ 0‬نوع من أنواع الرعاية األبوية فاألكل هو جزء من ضعفى واحتياجى وكذلك أيضا الجنس‬
‫احتياج هام يجب أال نهمله‪.‬‬

‫إنجيل متى (‪" )37004‬وأما يسوع فدعا تالميذه وقال إنى أشفق على الجميع ألن اآلن لهم ثالثة أيام يمكثون‬
‫معى وليس لهم ما يأكلون ولست أريد أن أصرفهم صائمين لئال يخوروا فى الطريق"‪.‬‬

‫بولس الرسول ‪" 0‬ليس للمرأة تسلط على جسدها بل للرجل"‪.‬‬

‫رسالة يعقوب (‪" )0407‬إن كان أخ وأخت عريانين ومعتازين للقوت اليومى فقال لهما أحدكم أمضيا بسالم استدفئا‬
‫واشبعا ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد فما المنفعة"‪.‬‬

‫مالحظات‪0‬‬

‫أحد األدوية الهامة فى المشورة هى اللمس ولكن مع الحذر فى الظروف التى يليق بها استعماله‪.‬‬ ‫‪-0‬‬

‫عند الطفل أول ما يشعر به هو اللمس حتى عند الكبر فإن أعلى حاسه فى الشعور هى اللمس‪.‬‬ ‫‪-7‬‬

‫التعبيرات الجسدية عن الحب – لم يخجل الكتاب المقدس عن التكلم بصراحة عن المداعبة الجنسية ‪0‬‬ ‫‪-3‬‬
‫سفر التكوين (‪ )1074‬وحدث إذ طالت به األيام هناك أن أبيمالك ملك الفلسطنيين أشرف من الكوة‬
‫ونظر واذ إسحق يالعب رفقة أمراته"‪.‬‬

‫يقول القديس بولس "يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته"‪ .‬وكلمة يلتصق هنا بمعنى التالحم الجسدى‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫إنجيل مرقس (‪" )1100‬فأتى أبرص يطلب إليه جاثياً وقائالً له إن أردت تقدر أن تطهرنى (‪ )10‬فتحنن‬ ‫‪-4‬‬
‫يسوع ومد يده ولمسه وقال له أريد فأطهر (‪ )17‬فللوقت وهو يتكلم ذهب عنه البرص وطهر (‪)13‬‬

‫‪-40-‬‬
‫فانتهره وأرسله للوقت (‪ )11‬وقال له أنظر ال تقل ألحد شيئاً بل اذهب أر نفسك للكاهن وقدم عن‬
‫تطهيرك ما أمر به موسى شهادة لهم"‪.‬‬

‫هنا يسوع ينظر الى االحتياج ويلمس األبرص قبل أن يشفى‪ .‬بحسب (الويين ‪ )01‬األبرص ال يلمسه أحد هذا‬
‫األبرص عنده احتياج أن يلمسه أحد ‪ ،‬ألن أحداً لم يكن يلمسه بسبب مرضه‪.‬‬

‫إنجيل مرقس (‪ )3701‬وجاءوا إليه بأصم أعقد وطلبوا إليه أن يضع يده عليه (‪ )33‬فأخذه من بين الجمع على‬
‫ناحية ووضع أصابعه فى أذنيه وتفل ولمس لسانه (‪ )31‬ورفع نظره نحو السماء وقال له إفثا أى أنفتح (‪)3401‬‬
‫وللوقت انفتحت أذناه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيماً"‪.‬‬

‫توجد أيضاً الحاجة الى الجمال ولألسف فوسائل اإلعالم حولت الجمال الى سلعة وأعطته معان غير سوية فى‬
‫مجملها ضارة‪.‬‬

‫مثال‪ 0‬أن ترى بنت نفسها بعد رؤية إعالن ما غير جميلة عندئذ يتحول نقص الجمال الى صراع فأتسول الجمال‬
‫فينعكس ذلك على طريقة اللبس والمكياج وغيرها كنوع من أنواع البحث عن التقدير والحب‪ .‬هذه البنت غير‬
‫متفهمة وضحية لوسائل إعالم مشوهة ‪ ،‬أو بيت مثل أب أو أم يلومنها على قلة نسبة الجمال بها وبالنسبة لها‬
‫الجمال يباع ويتحول الى سلعة‪ .‬إشعياء (‪" )30‬أنادى للمسبيين بالعتق والمأسورين باإلطالق"‪.‬‬

‫مفهوم الجمال ‪ :‬كيف ننتقل من جمال بيولوجى الى جمال نفسى وروحى؟‬

‫"أنت أبرع جماالً من بنى البشر ‪ .‬أنسكبت النعمة من على شفتيك" وهذا معناه أن الجمال جمال الحضور وجمال‬
‫الكلمة جمال التعبيرات ‪ ،‬إذن الطباع والحضور واألداء الحسن هم الرسالة التى يجب توصيلها الى هذه الفتاة‬
‫وأيضاً الى الفتى الذى يبحث عن الجمال األحمق فى المفاهيم الخاطئة (الجمال جمال الطبع) لكن الرجل الذى‬
‫لدية مقاييس الجمال مختلفة يمكن أن يتزوج امراة جميلة المنظر الخارجى ويكتشف إنها حمقاء النفس الداخلية‪.‬‬

‫أمثال (‪ )77000‬قال سليمان "خزامة ذهب فى فنطيسة خنزيرة المراة الجميلة العديمة العقل"‪ .‬فجمال المرأة‬ ‫‪-‬‬
‫دون حكمة يجعلها قبيحة فى نظر من يتعامل معها وتفقد جمالها فى عينيه‪.‬‬
‫سفر صموئيل األول (‪ )74‬قيل عن أبيجايل زوجة نابال "وكانت المرأة جيدة الفهم وجميلة الصورة"‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أعطى اهلل كل إنسان حتى قليل الجمال شيئاً أخر ليعوضه به ويكتمل نسبياً من ناحية أخرى‪ .‬ويتساءل بعض‬
‫المخدومين (ليه ربنا خلقنى مش جميل؟) ويبدأ يشعر بالنقص‪.‬‬

‫وقد اكتشفنا فى هذه المنطقة أن اإلنسان ليس قبيح المظهر ولكن الخطأ فى عقله ونظرته تجاه شئ معين فى‬
‫مظهره ‪ ،‬ألنه يحلم بشئ فى ممثل جميل أو ممثلة جميلة‪.‬‬

‫واكتشفنا أن ‪ %64‬ممن أجروا جراحة التجميل أصيبوا باكتئاب بعد عام من العملية ألسباب معينة مثل أن يحن‬
‫أحدهم لشكله القديم أو يفضل شكالً أفضل‪ .‬المشكلة ليست فى شكله لكن فى تفكيره يجب على االنسان ال أن‬
‫يعدل من شكله لكن من رؤيته لنفسه‪ .‬كيف ترى نفسك؟!‬
‫‪-47-‬‬
‫فى مرض إنسداد النفس العصبى ‪ Anorexia nervosa‬تكون الفتاة جميلة ولكنها ترى نفسها غير جميلة أن‬
‫تكون رشيقة وترى نفسها عكساً لذلك ‪ disturbed body image‬وتدخل فى هذا المرض‪ .‬وهناك أيضاً مرض‬
‫‪ bulimia nervosa‬وأصيبت به األميرة ديانا ألن زوجها كان يتهمها بعدم الجمال تبري اًر لحبه ألمراة أخرى‪.‬‬

‫وأعراض هذا المرض ‪ 0‬األكل الكثير نتيجة اإلحساس بأنها ترضى نفسها أو تحنو على نفسها وبعد هذا تلجأ الى‬
‫االسترجاع (شهية الثيران العصبى) لكى ال تصاب بالسمنة‪.‬‬

‫الجمال عند البنت ‪ 0‬حكمة – عطاء – أدب‬

‫الجمال عند الولد ‪ 0‬شهامة – رجولة‬

‫الحاجة لألمان‪:‬‬

‫األمان ‪ 0‬تأمين النفس – قصة ذات مغزى حدثت بعد الحرب العالمة الثانية‪0‬‬

‫أوالد يتموا أثناء الحرب ووضعوا بعد انتهائها فى ملجأ فى لندن عام ‪ ، 14‬فى الملجأ كان األوالد ال ينامون ليالً‬
‫حاولوا معهم كل شئ أناروا الضوء ‪ ،‬أبعدوا الممرضات وفى يوم ما جلس طبيب نفسى ليتكلم مع األوالد ثم‬
‫أعطى تعليمات للمم رضة وبعد تنفيذ تعليماته نام األوالد ‪ ،‬ما حدث أن الطبيب اكتشف أن األطفال كانوا قلقين‬
‫من الغد بسبب ما عايشوه أثناء فترة الحرب لعدم شعورهم باألمان حيال وجود طعام باليوم التالى فطلب من‬
‫الممرضات وضع طعام لكل طفل يكفيه للغد عندها أطمئن األطفال وناموا‪.‬‬

‫المغزى أنى لو ضمنت خطوة أخرى فسأسترخى إذن دورى كخادم مشورة أن أوضح للمخدوم‪0‬‬

‫وجود ضمانات من عند الرب‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫فارق بين أنا فشلت فهى تساوى حادثة وبين أنا فاشل إذ تساوى موقفاً مستم اًر لنظرتى لنفسى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كشف أكذوبة أن تعميم عدم ضمانات الغد غير صحيح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫البد من احترام قوانين الطبيعة والحياة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن لم يحرس الرب ‪ ..‬فباطل تعب الحراس (ليس معناها أال نحرس)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪-43-‬‬
‫الصورة الذاتية (‪)Self Image‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫سفر صموئيل ‪( 2‬األصحاح ‪)4:4‬‬

‫"وكان ليوناثان بن شاول ابن (مضروب)الرجلين كان أبن خمس سنين عند مجئ خبر شاول ويوناثان من يزرعيل‬
‫فحملته مربيته وهربت ولما كانت مسرعة لتهرب وقع وصار أعرج وأسمه مفيبوشث"‪.‬‬

‫سفر صموئيل ‪( 2‬األصحاح ‪)1:1‬‬

‫"وقال داود هل يوجد بعد أحد قد بقى من بيت شاول فأصنع معه معروفاً من أجل يوناثان وكان لبيت شاول عبد‬
‫اسمه صيبا فاستدعوه الى داود وقال له الملك أأنت صيبا فقال عبدك فقال الملك أال يوجد بعد أحد لبيت شاول‬
‫فأصنع معه إحسان اهلل فقال صيبا للملك بعد أبن ليوناثان أعرج الرجلين (مفيبوشث)‪.‬‬

‫تعليق ‪ 0‬كان مفيبوشث لديه نوعان من العرج (‪ )0‬عرج جسدى (‪ )7‬عرج نفسى وكانت لديه صورة ذاتية عن‬
‫نفسه بأنه أعرج‪.‬‬

‫سفر صموئيل ‪( 2‬األصحاح ‪)4:1‬‬

‫"فقال له الملك أين هو فقال صيبا للملك هوذا هو فى بيت ماكير بن عيميئل فى لودبار فأرسل الملك داود وأخذه‬
‫من بيت ماكير بن عميئيل من لودبار فجاء مفيبوشث بن يوناثان بن شاول الى داود وخر على وجهه وسجد‬
‫فقال داود يا مفيبوشث‪ .‬فقال هأنذا عبدك فقال له داود ال تخف فإنى ألعملن معروفاً من أجل يوناثان وأرد لك‬
‫كل حقول شاول أبيك وأنت تأكل خب اًز على مائدتى دائماً فسجد وقال من هو عبدك حتى تلتفت الى كلب ميت‬
‫مثلى"‪.‬‬

‫تعليق‪" :‬تلتفت الى كلب ميت مثلى" هذا ليس تواضع لكنه بالفعل يحتقر نفسه ويراها كلبا ميتاً"‪.‬‬

‫الصورة الذاتية‪:‬‬

‫يوجد خدام وأمناء خدمة فى أعلى المراكز القيادية فى أماكن الخدمة الحساسة وصورتهم الذاتية عن أنفسهم غير‬
‫مكتملة أو غير ناضجة أحياناً يحدث ‪( Block‬توقف) فى الشخصية وحينما يحدث هذا التوقف ال تستطيع عالقة‬
‫اإلنسان بنفسه وبالناس وباهلل أن تأخذ الشكل الناضج المؤثر فال يستطيع أن يتمم أى عمل بنجاح ما لم يتصالح‬
‫مع نفسه ويفتح هذه الدائرة المغلقة (‪.)Block‬‬

‫‪-41-‬‬
‫ملحوظة‪ 0‬من األسماء الهامة التى أدلت بدورها فى موضوع الصورة الذاتية ‪ Carl Rogers‬وهو من أكثر وأهم‬
‫المفكرين فى موضوع الصورة الذاتية‪.‬‬

‫يقول ”‪ “Carl Rogers‬من كتاب ”‪ “The way of being‬وسيلة للحياة ‪( 0‬ثمة عنصر هام أساسى يغلق على‬
‫االنسان فى وحدته (‪ )Loneliness‬وهو بداية لالضطرابات النفسية) إن هذا التعبير بداية للمرض النفسى حيث‬
‫يشعر الشخص (المستشير) بالوحدة حتى وهو فى وسط الجماعة‪.‬‬

‫ما الذى يحدث هذا الـ ‪ Block‬؟ وما هو هذا العنصر ؟‬

‫العنصر ‪ 0‬هو اقتناع داخلى عميق أن حقيقة نفسك ال يمكن أن تحب (أنا غير محبوب) أى أن المشكلة هى أن‬
‫العنصر األساسى الداخلى (الـ ‪ Mechanism‬الداخلى) أن نفسى غير محبوبة فيؤدى ذلك الى قضية الوحدة‬
‫والغلق على النفس‪.‬‬

‫إذا ما كان بداخلى صورة عن نفسى أحبها وأقبلها وأتصالح معها ‪ ،‬إذن أنا فى حالة سواء نفسى أى اتزان نفسى‬
‫أما إن ك نت فى حالة عدم تصالح مع هذه الصورة التى بداخلى عندئذ أشعر أنى غير محبوب من نفسى ومن‬
‫األخرين وهذه هى بداية المشكلة‪.‬‬

‫البد من التصالح مع النفس حسب قول الكتاب (لوقا ‪ " )01‬تحب الرب إلهك من كل قلبك ‪ "..‬والوصية الثانية‬
‫"تحب قريبك كنفسك" وهذه تسمى بالوصية الثالثة الخفية وهى أن تحب نفسك فالبد من حدوث نوع من الحب‬
‫والود مع الـ ‪ Ego‬أو الذات‪.‬‬

‫وهذا ال يتعارض مع "ينكر نفسه ويتبعنى" ألنه البد لنا من أن نحب ذواتنا ‪ /‬أنفسنا ونحترمها النها على صورة‬
‫اهلل لكن مع أن ننكر ونرفض الخطية التى بداخلنا فعندما تحب نفسك ال تضرها‪.‬‬

‫فى رأى (‪ )Carl Rogers‬أن عدم التصالح مع الصورة الداخلية يبدأ فى سن الطفولة فتكوين الصورة الذاتية يبدأ‬
‫فى مرحلة الطفولة (سن ‪ Zero‬الى ‪)..‬‬
‫يوجد حوار دائم بيننا وبين ذواتنا منذ الطفولة ففى سن الطفولة نجد الطفل يتحاور مع نفسه بصوت ٍ‬
‫عال أو مع‬
‫لعبت ه (الدمية) وبعد ذلك يتحول هذا الحوار الى حوار داخلى يحدث فى حياتنا اليومية‪ .‬توجد عوامل‬
‫‪ Psychological & Physiological‬تحدث ‪ Mechanisms‬داخلنا منذ فترة الطفولة دون أن تعى‪.‬‬

‫مثال ‪ 0‬عندما يأكل الطفل أكالً مسمماً (ملوثاً) يحدث إسهال بدون وعى من الطفل كذلك الـ ‪mechanisms‬‬
‫النفسية‪.‬‬
‫المشاعر التلقائية والمشاعر البريئة (لم تمس)‪:‬‬

‫المشاعر التلقائية ‪ 0‬هى أن يفعل الطفل ما هو على سجيته دون أن يحسب األمور واألحداث‪.‬‬

‫‪-44-‬‬
‫المشاعر البريئة ‪ 0‬هى قبل أن تمس من أى شخص أى يتعامل مع األشياء كما يراها ويترجم األحداث ببراءة وال‬
‫يرى فى االخرين ش اًر أو خي اًر بل يرى جميع الناس طيبين‪.‬‬

‫وقد يغير الطفل هذه المشاعر البريئة بعد االحتكاك بالعالم (والديه والناس) مثل خوف الطفل من فأر نتيجة‬
‫خوف والدته فقط‪ .‬ألننا نحن الذين نعلم أطفالنا الخوف فيكتسبونه منا دون وعيهم‪ .‬هذه االتجاهات (المشاعر‬
‫التلقائية والبريئة) هى التى تبدأ فى فكرة الصورة الذاتية‪.‬‬

‫إذن أحد مكونات الصورة الذاتية إنعكاس تعامالت األخرين المحتكين بنا فى طفولتنا ومن لهم التأثير األكبر على‬
‫الصورة بالطبع هم الوالدان وصورتهما (رأيهما) الذى يعكسونه داخل الطفل ثم تصديق هذا االنعكاس‪.‬‬

‫يحدث نوعان من اآلليه ‪:Mechanism‬‬

‫إنعكاس صورة الوالدين أو باألحرى رأيهما فى طفلهما وهذا قد اليحدث بالكالم فقط فمن الممكن أن‬ ‫أوالا ‪:‬‬
‫يحدث بالعين واإلشارات (‪ )Body Language‬والوجه ورأى الوالدين فى الولد تحدث بعدة طرق (ألن ‪%14‬‬
‫من عالقات الناس يتم التعبير عنها ‪)Body Lnguage‬‬

‫ثاني ا ‪ :‬التصديق عن طريق المالحظة المستمرة (‪ )Continuous Watching‬أى أن الطفل يراقب ويالحظ‬
‫التصرفات (‪ )Body Language‬من جانب الوالدين نحوه ويميز الطفل نبرات صوت والديه أيضاً (صوت عقاب‬
‫أو صوت ود)‪.‬‬

‫الطفل يراقب ثم ‪ ..‬تنعكس الصورة والرأى ‪ ..‬وتستمر الصورة ويستمر تصديقها ‪ ..‬تتم إعادة تكوين وتشكيل هذه‬
‫المشاعر التلقائية والبريئة تبعاً لرأى الوالدين فى الطفل‪.‬‬

‫المشكلة هى إنه غالباً ما توجد فجوة بين رأيك فى أبنك ومشاعره التلقائية التى دون أن يعيها يرغب بها فى نيل‬
‫تدعيمك وكسب استحسانك له‪.‬‬

‫مثال ‪ 0‬ال يوجد أب يرى أبنه ‪ %011‬على صواب وعند أى تصرف خطأ يتهمه بإنه مخطئ المشكلة هنا إنه‬
‫عندما يتعامل األب مع الطفل كمخطئ يقتل فيه التلقائية التى دفعت بالطفل لتصرفه ونحن هنا نود من األب‪/‬األم‬
‫عندما يتعامالن مع طفلهما أن يتعامال مع التصرف الخاطئ مع تعديل التلقائية التى دفعت الطفل لذلك التصرف‬
‫بدالً من إعدام تلك التلقائية فيه‪.‬‬

‫نعم يوجد تعديل لكن ايضاً يوجد فرق بين أن يحب األب أبنه ويحب طريقته ويحترم فرادته وتميزه وبين أن يريد‬
‫أن يفرض عليه شيئاً أخر هو رغبة األب ‪ ،‬وهذا هو الفرق بين التعديل السوى والتعديل غير السوى‪ .‬وتكمن‬
‫المشكلة فى أنه إذا كان لألب رأى عن ابنه يصبح هذا الرأى هو نفس رأى األبن عن نفسه بعد فترة ليست بقليلة‪.‬‬
‫فإذا رأى األب فى أبنه أنه سئ سيكون رأى األبن فى نفسه على هذا المنوال والعكس صحيح‪.‬‬

‫‪-44-‬‬
‫يثبت الطفل صورة‪/‬رأى والديه فيه ويرفض مشاعره البريئة أى أن الصورة الذاتية سالح ذو حدين يمكن توظيفها‬
‫لبناء إيجابيات الشخصية أو تحطيمها‪ .‬المشكلة هى الصراع الدائر فى الطفل بين ما يراه فى نفسه من ملكات‬
‫وامكانيات وحسن تصرف من وجهة نظره مدفوعاً فى كل هذا بتلقائيته المزدوجة بمشاعره البريئة والتلقائية وبين‬
‫ما يراه األب فيه وحكمه عليه ويبدأ هذا الصراع فى سن مبكرة جداً ‪.‬‬

‫نعم معظم اآلباء يصيبون أطفالهم باالحباط بل يقتلون فيهم التلقائية والمبادرة‪ .‬مثال ‪ 0‬كسر اللعبة عند األطفال‬
‫كنتيجة لحب االستكشاف لديهم أما عند الوالدين يعتبر هذا دما اًر وبذلك نحن نحبط من تلقائيتهم فى االستكشاف‬
‫مثالً ‪ ..‬نحتاج التوجيه المتوازن‪.‬‬

‫مثال (‪ : )1‬فى مدرسة ما بالخارج سألت المدرسة أحد التالميذ عن كتابة (‪ )The door‬فقام الطفل بكتابتها‬
‫بالشكل األتى (‪ )Za door‬فرحبت المدرسة جداً بالطفل وبتلقائيته وكتبت بعد ذلك الكلمة الصحيحة على‬
‫”‪ “Board‬وعلقت باآلتى ‪ 0‬أن الـ ‪ spelling‬األولى (‪ )Tim's way‬طريقة هذا الطفل الشخصية وكتبت على‬
‫الـ ‪ Spelling‬الثانى (‪ )Teacher’s way‬وهذا ما يسمى بتعديل الخطأ باحترام الجودة لذا سيقوم الطفل بعد‬
‫ذلك بعملية التعديل الذاتى بدون معاقبته أو التدخل فى تلقائيته‪.‬‬

‫مثال (‪ : )2‬ينطق معظم األطفال (أبانا الذى فى السموات) بطريقة ليست صحيحة تماماً ونقوم نحن األهالى‬
‫بتعديلها لهم عن طريق التدخل السريع واحباط تلقائيتهم فالبد من احترام حريتهم مع النطق الصحيح فقط للكلمة‬
‫وهو سيقوم بعد ذلك بالتعديل‪ .‬التدخل فقط عند اللزوم ليشعر الطفل بإنه يحترم ويحب صورته الذاتية ويقوم بنفسه‬
‫بعملية التصحيح (نظرية التعلم من الخطأ) ومن ثم يستطيع ويقدر أن يتعامل مع الفشل والخطأ (تعليم من الصغر‬
‫التصحيح الذاتى) إن تدمير الصورة الذاتية هو تدمير القدرة على التعامل مع الفشل وتدمير التلقائية هى قتل‬
‫للمبادرة‪.‬‬

‫مثال (‪ : )3‬عندما ال يرغب الوالدان فى اإلنجاب ويحدث فجأة يشعر الجنين منذ الشهور األولى من الحمل‬
‫”‪ “Organogenesis‬وهو ما زال بعض أنسجة فى الثالثة شهور األولى للحمل (‪ )First Trimester‬إن األم‬
‫ترفضه بدون كالم ويسمى هذا الطفل ”‪ “Unwanted Child‬وهذا المثال يعبر عن أن مشاعر الطفل تتكون‬
‫من قبل الوالدة بل وهو جنين فى بطن أمه ألنه يشعر بفرح أمه أو حزنها أثناء الحمل من دقات قلب األم‪.‬‬

‫مثال (‪ : )4‬كان طفل ‪ 3‬سنوات فى حضانة ما أشول (أى يكتب بيده اليسرى) فقامت المدرسة بتوبيخه وشرحت‬
‫له أن يده اليمنى جيدة واألخرى سيئة‪ .‬فى مثل هذه الحالة البد من (قطع الدائرة) أى أن الذى يفعله الطفل شئ‬
‫صحيح ومسموح به ‪ ،‬وليس الوقوف بجانب المدرسة ضد الطفل شئ سليم هذا هو الصراع بين الرؤيتين‪ .‬أن‬
‫يصبح مصدقاً لفكرة جيدة عن نفسه فيبدأ هو بنفسه أن يخرج األفكار‪.‬‬

‫فى المشورة يجب أن أبصره أن ذاته تسير بشكل صحيح واذا اختلف مع والده فهو أصح ويجب أن أقول له‬
‫احترم تلقائيتك وحب ذاتك مع احترامك لوالدك وان اختلفت الرؤى بينكما‪.‬‬

‫‪-41-‬‬
‫كن نفسك لكن تجنب الخطأ ويجب أن تعمل كل ذلك وأنت تحب والديك ألن االختالف ليس صراعاً ويجب على‬
‫الوالد ين احترام رأى أوالدهما بدون أن يصبحوا صورة منهم ولألسف الكبير معظم اآلباء يريدون أوالدهم صورة‬
‫منهم وليس كما خلقهم اهلل‪.‬‬

‫يحكى ”‪ “Rogers‬عن لقاء بينه وبين فتاة (‪ 04‬عاماً) اسمها (آن) يبدو عليها الذكاء المفرط وكان ‪Rogers‬‬
‫يعمل ما يسمى ‪ Deep discussion‬وأثناء هذه المناقشة فجأة بدأت تعترض بشدة على كالم ‪ Rogers‬بشكل‬
‫غير منطقى وشعر ‪ Rogers‬فجأة أنه توجد مشكلة فسأل الفتاة أنا أشعر إنه توجد مشكلة ويقول ‪ Rogers‬مع‬
‫أن هذا نوع من االقتحام لكنه فوجئ بالفتاة وقد انخرطت فى بكاء شديد وبدأت تتكلم ألول مرة أمام المجموعة‬
‫وقالت إنها السببب فى انفصال أبيها ووالدتها فألن األب كان مشغوالً دائماً عن البيت وعنها شعرت األبنة أنها‬
‫غير محبوبة وسيئة (صورة ذاتية مشوهة) وبسبب ذلك انفصل األب عن األم وهذا سبب غير حقيقى‪.‬‬

‫وقال ‪ Rogers‬فى كتابه أن هذه الفتاة قالت أنا فى الحقيقة شئ ال يجب أن يحب ‪“I am really an un‬‬
‫”‪ beloved person‬هى عكست الصورة صدقت الصورة وقالتها وأحد أدوار المشير أن يشكك فى هذه الصورة‬
‫المغلوطة والمشوهة ويكسر هذه الحلقة المغلقة ‪.Block‬‬

‫اعترض على ما يحدث بداخل المستشير بعدة وسائل ‪ ..‬اكشف للمستشير أن هذه الصورة الداخلية ليست حقيقية‬
‫كى يبدأ بفهم أنه مذ سنوات يرى نفسه سيئاً ولكنه غير ذلك وهذا كله ليس صحيحاً ومجرد أراء للناس ‪ ،‬وقد‬
‫يأخذ هذا (‪ 01-3‬جلسات) وهذه الصورة الداخلية غير حقيقية والحقيقة إن لم يجد المستشير شخصاً أخر يصلح‬
‫له هذه الصورة سيظل بها طوال عمره (مغلقاً على نفسه)‪.‬‬

‫فى ماذا تتحكم الصورة الذاتية ؟‬

‫تتحكم فى مدى سعادتى أو تعاستى (ر ٍ‬


‫اض عن نفسك أم ال) فإن االنسان يسعد ويحزن ليس بسبب‬ ‫‪-0‬‬
‫ظروفه الخارجية ولكن بكيف يرى هذه الظروف‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬عندما يكون الشخص فى حالة مزاجية جيدة فإنه يرى جميع األشياء جيدة حتى لو كانت بسيطة أما إذا‬
‫كان الشخص معكر المزاج يرى كل األشياء كئيبة حتى لو كانت زاهية وغالية‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬زوجان لديهما كل مقومات السعادة ولكن بيتها غير سعيد وزوجان بسطاء مادياً ولكن يمالً بيتهما الدفء‬
‫والسعادة‪.‬‬

‫تتحكم أيضاً فى قدرة االنسان على العمل واإلنجاز‪.‬‬ ‫‪-7‬‬


‫تتحكم فى األهداف التى يضعها االنسان لنفسه‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪-41-‬‬
‫مثال ‪ :‬فتاة تبلغ من العمر ‪ 71‬عاماً وغير متزوجة وكان هدفها األساسى هو الزواج ‪ ..‬وقام شاب بخطبتها وبعد‬
‫فترة فسخت الخطبة وانهارت الفتاة ليس ألنها تملك مشاعر سلبية تجاهه لكن ألن هدفها األساسى كان الزواج‬
‫وأن يعرف الجميع إنها ستتزوج ليس إال ‪ !..‬كانت هذه الفتاة من أسرة غنية لكن والديها كانا ال يعطينها وقتاً‬
‫كافياً فبدأت تشعر بإنها غير محبوبة ووحيدة وبدأت فى تكوين هدف لها وقول هذه الجملة "كيف أشعر أنى‬
‫محبوبة وغير وحيدة الحل إذن هو الزواج"‪.‬‬

‫الحل بالطبع فى هذا المثال ليس الزواج لكن فى إصالح صورتها الذاتية عن نفسها (الحل يبدأ من الداخل)‪.‬‬

‫تتحكم الصورة الذاتية فى الحب واستقباله‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫مثال‪ :‬شاب يشعر إنه غير محبوب من الناس بالرغم أن الحقيقة مختلفة لكنه ال يستطيع أن يستقبل هذا الحب‬
‫منهم‪.‬‬

‫تتحكم فى مواجهة المشاكل مثل ‪ 0‬التعامل مع الفشل‬ ‫‪-4‬‬

‫الصورة الذاتية السليمة تقدر أن تقول (أنا فشلت هذه المرة) أما المشوهة ”‪ “Unhealthy‬تجعلك تقول (أنا دائماً‬
‫فاشل)‬

‫تتحكم فى اختيار شريك الحياة (الزواج)‪.‬‬ ‫‪-4‬‬


‫تتحكم فى عالقتى باهلل (كيف أراه وكيف يرانى)‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تتحكم فى خدمتى ورؤيتى للحياة الروحية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫إسم أخر للصورة الذاتية هو الهوية ”‪ “Identity‬ويوجد نوعان من الـ ‪Identity‬‬

‫‪Identity‬‬

‫الصورة الذاتية الناجحة‬ ‫الصورة الذاتية الفاشلة‬

‫‪Successful Identity‬‬ ‫‪Failure Identity‬‬

‫مثال ‪ 0‬تقوم المدارس بالخارج بعمل أيام (للمشاعر التلقائية) لألطفال يعبرون فيها عن تلقائيتهم من خالل حجرة‬
‫مليئة باأللعاب المختلفة مثل (األلوان والرسم – المسامير والمفكات ‪ ).... -‬لصنع التميز لديهم وخلق بذور‬
‫اإلنجاز فيهم‪.‬‬
‫هذا هو الفرق بين الصورة الذاتية الناجحة والفاشلة والتى تكون عكس ذلك‪ .‬هذا ليس معناه إننا ال نقدر أن نتدخل‬
‫إلصالح الصورة الذاتية التى تكونت سابقاً فى فترة طفولة أحدهم‪.‬‬

‫‪-46-‬‬
‫يقول العالم ”‪ 0 “Lary Crap‬واحدة من أهم مؤثرات الصورة الذاتية هى إدراك القيمة وقد قسم القيمة الى الحب‬
‫واإلنجاز‬
‫مؤثرات الصورة الذاتية‬
‫القيمة‬

‫اإلنجاز‬ ‫الحب‬

‫نفس فكرة ‪ Rogers‬ولكنها أكثر تفصيال‪.‬‬

‫إدراك إنى محبوب ”‪“beloved‬‬

‫إدراك إنى مهم ”‪“significance‬‬

‫يقول الكاتب ‪ Habits‬فى كتابه ”‪ “I am ok, your are ok‬ما معناه إذا أستطعت أن تقول لنفسك ‪“you‬‬
‫”‪ are ok‬ستكون بالفعل هكذا أى ما ستقوله ببساطة ستكونه‪.‬‬

‫واحدة من أهم وسائل كسر حلقة (أنا شخص غير محبوب – أنا فاشل ‪ )...‬هى حب اهلل لك وليس حب والديك‬
‫والناس فقط أى إنك محبوب بال شرط بال عمل بال لوم بال شكوى فى عيون اهلل‪.‬‬

‫الحب غير المشروط يختلف عن حب الوالدين المشروط أحياناً مثل ‪ 0‬أنت يجب أن تفعل هذا ألحبك – الحب‬
‫المشروط هذا يدمر الصورة الذاتية‪.‬‬

‫جزء من معونة الروح القدس لك هو أنه يستطيع أن يعينك على اإلنجاز وأن يكسر بداخلك حلقة الفشل‪ .‬يقول‬
‫‪ Crap‬البد من التوافق بين العاملين أى أن تشعر إنك محبوب وأيضاً ناجح فى عملك فى الوقت نفسه‪.‬‬

‫مثال‪ :‬الطفل المدلل طفل أحبه والداه جداً وهو يشعر أنه محبوب لكنه غير قادر على اإلنجاز ألن والديه صنعا‬
‫له كل شئ وحرماه من اإلبداع واإلنجاز وأن يكون نفسه ‪ ،‬إذن األثنان معاً ‪ 0‬الحب من ناحية واإلنجاز من ناحية‬
‫أخرى يكمالن بعضهما البعض ألن الحب دون حرية فى اإلنجاز يدمر األثنين معاً ‪ ،‬فال يستطيع الطفل أن‬
‫ينجز وال يستطيع أن يستقبل حب والديه نحن بهذه الطريقة نكون قد صنعنا لهذا الطفل مسا اًر للتعود على أن‬
‫الحياة تعطى له أفضل شئ (ومن الحب ما قتل)‪ .‬وهذا غير حقيقى فى الحياة العملية فقد أعطته أمه أفضل شئ‬
‫فإذا أعطته الحياة أقل من ذلك ينهار ألنه لم يعتد على الفشل ‪ ،‬والفشل جزء من سيكولوجية النجاح‪.‬‬

‫من ال يستطيع أن يتذوق ‪ Mechanism‬الفشل ال يستطيع أن يتذوق ‪ Mechanism‬النجاح ألن تعريف النجاح‬
‫هو (تحويل الفشل الى نصرة)‪.‬‬

‫‪-41-‬‬
‫الصورة الذاتية وكيف تعدل ‪:‬‬

‫الصورة الذاتية هى الفكرة العميقة التى تكونت لدى االنسان عن نفسه واتجاهاته وشخصيته وهى أيضاً بحسب‬
‫التعريفات ‪ ،‬مرآة تعكس صورة األخرين عنى فى مرحلة الطفولة‪.‬‬

‫الصورة الذاتية لإلنسان تتكون فى مرحلة الطفولة من مصدرين‬

‫‪ -7‬التغذية الخارجية للذات‬ ‫‪ -0‬طبيعة اإلنسان الذاتية‬


‫‪Nature‬‬ ‫‪Nurture‬‬
‫‪Significant others‬‬ ‫التلقائية – البراءة – الصفات‬
‫(األخرون المهمون)‬ ‫طبيعة هشه ‪fragile‬‬

‫المجتمع‬ ‫األصدقاء األقران (‪)Peers‬‬ ‫الوالدان‬

‫طبيعة صلبة ‪strong‬‬

‫توجد عوامل طبيعية وعوامل خارجية تساعد إما فى تطوير شخصيتك الى األفضل أو تدميرها‪.‬‬
‫تتكون الصورة الذاتية من تفاعل دقيق شخصى بين طبيعتك وبين هذه التغذية‪ .‬يوجد طفل لديه ‪Fragile‬‬
‫‪ Nature‬وأخر لديه ‪Strong Nature‬‬

‫مثال‪ :‬هذا الطفل ‪( Fragile‬هش) يستقبل الصورة سريعاً من والده فعندما يقول له والده "إنك سئ" يستقبل هذه‬
‫الصورة بسهولة ‪ ،‬لكن عندما يكون الطفل ذا ‪ Strong Nature‬ويقول له والده ذلك يختلف األمر ‪ ،‬وال يقبل‬
‫هذه الصورة بسهولة وال ينكسر أمامها بسهولة‪ .‬بالطبع نحن ال نشجع أن يقول اآلباء مثل هذا ألطفالهم لكن ربما‬
‫يحدث هذا فى غمار مواقف الحياة والتنشئة‪.‬‬
‫إذا أردت أن أربى طفالً سوياً ‪ 0‬على أن أحترم هذه التقسيمات التى تكون الصورة الذاتية ‪ ،‬مثال ال أدمر تلقائيته‬
‫إنما أهذبها لئال أقتل فيه اإلبداع وحب االكتشاف الطفل عبارة عن كتاب صفحاته بيضاء ويجب أن يكتب عليه‬
‫كل شئ جميل‪ .‬لكن بالتخويف والتحذير من كل شئ حوله ‪ ..‬تدمر البراءة التى لدى الطفل نعم يجب أال أتركه‬
‫فى براءة سطحية لكن يجب أال أطمسها أيضاً بل أطورها وانميها واعلمه مثال المواقف الصحية وكيف يكسب‬
‫الناس واال يخسرهم وكيف يفترض حسن النيه ولو دمرت براءته سيعيش فى خوف مما حوله فيتوتر من كل شئ‪.‬‬

‫‪-40-‬‬
‫يجب أن أعلم الطفل فى السن المبكرة عن صفاته وهواياته وميوله والطاقة الخاصة التى تميزه عن غيره واألشياء‬
‫التى يحبها ويرغب فى عملها وكيف يستثمرها‪.‬‬
‫إذا راعينا هذه الخصائص الثالث فى طبيعة اإلنسان الذاتية التلقائية والبراءة والصفات الشخصية فإننا نكون‬
‫طبيعة إنسانية جيدة‬

‫األساليب الخاطئة التى يتبعها الوالدان لتشويه الصورة الذاتية‪.‬‬

‫أوالا ‪ :‬التربية المتسلطة الساحقة‪:‬‬


‫تمسح التلقائية وتلغى فكرة اإلبداع لدى الطفل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تشعر الطفل بالصغر وأنه غير كفء نتيجة إعطائه األوامر والتنبيهات فى الكبيرة والصغيرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثاني ا ‪ :‬االستهزاء واالستخفاف بالقدرات‪:‬‬


‫إن كلمات اإلهانة الجارحة التى يسجلها الطفل يصعب جداً مسحها إال بتسعة أضعاف مقابلها من المدح وهنا‬
‫تظهر نظرية التحقيق الذاتى وهى أن يحيا الطفل لتحقيق ما يعتقد فيه األخرون المهمون عنده سواء كان سلبياً‬
‫أو إيجابياً ليحقق نظرتهم فيه لذلك نجد السيد المسيح يتوقع من اإلنسان عند معاملته األفضل "فظهر له مالك‬
‫الرب وقال له الرب معك يا جبار البأس" (قض ‪" .)0704‬وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس وعلى هذه الصخرة‬
‫أبنى كنيستى" (مت ‪.)01003‬‬

‫ثالث ا ‪ :‬االحتضان المفرط‪:‬‬


‫من كثرة ما أحب الطفل أخاف عليه من أى شئ (مثال‪ 0‬ال تأكل كذا ‪ ،‬ال تلعب هكذا ‪ ،‬ال تمسك المفك ‪...‬‬
‫وهكذا) يسمى ذلك "التربية فى القطن" أى كأنك تحتفظ بشئ رقيق داخل حافظة رقيقة إن التخويف والعدوانية‬
‫واشعاره بأنه مخطئ دائماً يخلق شخصيات ذات خوف شديد من المجتمع وشخصية اعتمادية واتكالية‪.‬‬

‫نتيجة لهذه االساليب الخاطئة يحدث‪:‬‬


‫‪ -‬تعطل إنطالق الصورة الذاتية السوية لإلنسان‪.‬‬
‫‪ -‬إساءة العالقة مع األب واألم والصديق والخادم والمدرس‪.‬‬
‫‪ -‬إن دور الوالدين أو المشير إعادة تكوين الصورة الذاتية بـ ‪ Nurture‬مختلفة وأحياناً يكون مطلوب من المشير‬
‫أن يكون (أبا بديالً) لفترة ما لتعطى له ( مختلفة ‪ )Nurture‬أى تغير برمجة الصورة بلغة مختلفة (لفترة) ألننا‬
‫نهتم بالـ ‪ Self heal‬أى يعالج المستشير نفسه بنفسه بعد ذلك‪.‬‬
‫دور المشير أن يوجه المستشير ألن يق أر فى الكتاب المقدس ويوضح له عن قيمته فى اهلل وحب اهلل وأنه ٍ‬
‫عال‬
‫جداً لديه هذا هو الحب غير المشروط‪.‬‬

‫‪-47-‬‬
‫يوجد كتاب اسمه "‪ "Emotionally Free‬أو الحرية العاطفية لكاتبه إنجليزية اسمها "‪ "Rita‬ومن ضمن محتويات‬
‫الكتاب كيفية الشفاء عن طريق الصالة ألن فى الصالة ترى حب اهلل لك وأنك ٍ‬
‫غال جداً لديه‪.‬‬
‫يجب أن يتبع المشير هذه الخطوات ‪ 0‬يشكك يبين للمخدوم ماذا فى صورته الذاتية المشوهة فى ذهنه ثم يقوم‬
‫بدور والديه لفترة ثم يعمل ‪ Switch‬تحويالً على اهلل ‪ ،‬ثم الجماعة (عالج بالعالقات)‪.‬‬

‫عالج الصورة الذاتية المشوهة كما جاء فى قصة داود‬


‫التغيير كان مفيبوشت فى يد مربية مهملة وأب (يوناثان) مهمل يتركه ليالً ونها اًر رغم إنه كان شخصية محترمة‬
‫فأصبح أبنه ذا طبيعة مشوهة ‪ Nurture‬والدليل على ذلك حينما قال فى مقابلته لداود "أنت تلتفت الى كلب ميت‬
‫مثلى" أى إننى بال قيمة‪.‬‬
‫دور داود العالجى‪:‬‬

‫المبادرة "هل يوجد بعد أحد قد بقى من بيت شاول وأصنع معه معروفاً" فدور المشير هو المبادرة‬ ‫‪-0‬‬
‫واالقتحام بالحب‪.‬‬
‫التشجيع "ال تخف فإنى ألعملن معك معروفاً ‪"..‬‬ ‫‪-7‬‬
‫اإلحسان "أصنع معك معروفاً ‪" ...‬أنت تحسن إليه بالكالم هنا دواد يحتج على إهانة مفيبوشث لنفسه‬ ‫‪-3‬‬
‫ويرفض تشبيه لنفسه بـ "كلب ميت" فقام داود بتحويل هذه النظرة الى نظرة حب وتقدير‪.‬‬
‫العمل الروحى (عمل الغفران) "أنت تأكل خب اًز على مائدتى دائماً" ال يرى الناس أبداً أنك أعرج‪ .‬إن‬ ‫‪-1‬‬
‫كنت جالساً على المائدة إذ ال يرى أحد رجليك وهذه إشارة سرية على الغفران (أستر عيوبك)‪ .‬وكيف‬
‫أقدم له فكرة أنه يوجد من يستر عيوبك ويحبك كما أنت‪.‬‬
‫الحب غير المشروط ‪ 0 Unconditional Love‬يحب اهلل دائماً االنسان ويخفى عيوبه فى الصليب‬ ‫‪-4‬‬
‫ودم المسيح (مثال‪ 0‬بطرس لم يذكر له اهلل إنكاره بل أخفى ذلك فى الصليب) هذه هى نظرية اهلل‬
‫للحب غير المشروط‪.‬‬

‫‪-43-‬‬
‫النضج النفسى‬

‫كيف أكتشف نفسى؟‬

‫أحياناً كثيرة يكون االنسان على دراية بأمور عديدة تدور حوله وربما يعرف كثي اًر عن األخرين الذين يتعامل معهم‬
‫لكنه يعرف القليل جداً عن نفسه ولكى يتحرك االنسان صوب النضج النفسى ‪ ،‬يحتاج أن يعرف ويفهم نفسه أوالً‬
‫يحتاج أن يعرف نقاط الضعف ونقاط القوة فى شخصيته‪.‬‬

‫مصادر معرفة االنسان لنفسه ‪:‬‬

‫فحص الذات – النظرة الداخلية‪.‬‬ ‫‪-0‬‬


‫تقييم االحداث والظروف التى تواجه االنسان وتقييم ردود أفعاله وسلوكياته حيالها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االخرون ‪ 0‬إننا نرى أنفسنا فى سلوكيات االخرين تجاهنا ونحتاج أن نعلم أن االخرين ال يعطوننا‬ ‫‪-7‬‬
‫دائماً صورة حقيقية عن ذواتنا‪.‬‬
‫أناس نضع فيهم ثقتنا ‪0‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أصدقاء مقربون لنا يصدقوننا القول حينما نخطئ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫شريك أو شريكة الحياة سيصدقنا القول ألننا كيان واحد أمام االخرين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المشورة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكلمة المقدسة‬ ‫‪-1‬‬

‫اهلل يظهر لنا ذواتنا ونقاط الضعف فى حياتنا من خالل كلمته الحية الفعالة الخارقة للنفس والروح والمفاصل‬
‫ومميزة ألفكار القلب ونياته‪.‬‬

‫يبقى السؤال هنا ‪ 0‬كيف أقيم حياتى ؟ ما هى معايير النضج النفسى؟ ما هى الجوانب التى أبدأ بها ألفحص‬
‫حياتى ‪ ،‬حتى أتعرف على النقاط التى أبدأ بها‪ .‬األمر طريق ‪ ،‬وليس محطة وصول الى النضج النفسى؟‬

‫قيادة العقل للمشاعر‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫ينبغى أن يكون العقل مسيط اًر على كل جوانب االنسان ‪ 0‬تلقى األمر وتقييمه وردود األفعال‪ .‬لو العقل مغيب لن‬
‫يحدث تطوير ‪ ،‬المشاعر تغلب على االنسان فى فترة المراهقة والمنطق يضعف لكن عند الخروج من مرحلة‬
‫المراهقة يجب أن يأخذ العقل مكانه فى قيادة االنسان ولو لم يحدث ذلك وبقيت المشاعر هى المسيطرة والتى‬
‫تقود بعد الخروج من مرحلة المراهقة سيكون ‪ Trait dragging‬أى إنه توجد سمة من مرحلة عمرية معينة تنتقل‬
‫أنت للمرحلة التى تليها ‪ ،‬وتستمر مع االنسان من الطفولة للمراهقة‪" 0‬أبطلت ما للطفل" أو من المراهقة للنضج‪.‬‬

‫‪-41-‬‬
‫المرة أنها عاطفية أكثر من الرجل لكن هذا ال يعنى أن تغلب المشاعر على القرار الواعى‬
‫إحدى سمات شخصية أ‬
‫العقلى المدروس هذا ال يعنى أن المشاعر ضارة أو ال فائدة منها بل العكس ‪ ،‬المشاعر لها بركات كثيرة‪0‬‬

‫روعة الزواج أن المشاعر والمنطق مجتمعان‪.‬‬ ‫‪-0‬‬


‫المشاعر مهمة فى المشورة والتعاطف مع األخرين‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫المشاعر تجعلنى أخرج عن طريقى ألساعد األخر‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫لكن العقل ينبغى أن يكون المسيطر على االنسان وقائده ليحسب كيف يتحرك ويقرر‪ .‬توجد سمة نفسية تسمى‬
‫تأجيل المتعة ‪ Delay of immediate gratification‬وتظهر هذه السمة مدى سيطرة وقيادة العقل على إرادة‬
‫االنسان‪ .‬ويوجد اختبار يسمى ‪ Marshmallow test‬يقيس أيهما يسيطر على االنسان ‪ 0‬العقل أم المشاعر‪.‬‬

‫خير طفلك بين أن يأخذ قطعة حلوة واحدة االن أو ينتظر بعض الوقت ويأخذ ‪ 4‬قطع لو ضغط على نفسه قليالً‬
‫ًًباإلضافة الى ثقته فى كالم من وعده سيأخذ أكثر‪ .‬من سيغلب فى داخله؟ هذا من االختبارات التى تكشف‬
‫المسيطر ‪ 0‬المشاعر أم العقل الواعى‪.‬‬

‫هذا االختبار يظهر أيضاً استعداد النجاح ‪ Real life competency‬داخل االنسان‪ .‬هذا النجاح ال يظهر فى‬
‫النجاح الدراسى فقط‪ .‬إن أسلوب الدراسة فى مدارسنا يقلل استعمال المنطق ويركز على الحفظ ‪ ،‬أيضاً المؤمنون‬
‫أو مرتادو الكنائس عندما يتعلمون من المنبر دون أى تغيير حقيقى فى حياتهم فهذا ألن أحياناً يكون عندهم‬
‫انطباع أن المشاعر هى التى ينبغى أن تكون لها الغلبة والقيادة‪ .‬وهذه أكذوبة كبيرة ألنها تؤثم العقل والمنطق‬
‫وهذا له تأثير خاطئ على نضجنا الروحى‪.‬‬

‫التوازن االجتماعى ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫أى القدرة على التعامل مع كل األعمار واالجناس‪ .‬العجز االجتماعى هو أن يتجنب االنسان االخرين ويخاف‬
‫من الناس ويعانى من انعزالية متطرفة ويشعر بعجز فى التعامالت ‪ ،‬يوجد إناس لديهم هذا العجز مع نوعيات‬
‫معينة مثالً أتعامل فقط مع من هم فى سنى أو الكبار أو األطفال أو مع جنسى أو مع الجنس االخر‪ .‬فى‬
‫المراهقة قد يجد المراهق صدمة فى التعامل مع الجنس االخر أو ارتباكاً أو قد ال يكون فى أحسن حاالته فيأخذ‬
‫ق ار اًر ذهنياً باالنعزال عامة غير مدرك إنه ال يتعامل مع الجنس األخر فقط ‪ ،‬وهذه نقطة عجز اجتماعى قد تدوم‬
‫لسنوات طويلة‪ .‬أحياناً يكون العكس أنه يريد أن يتعامل فقط مع الجنس األخر أو شخص ال يستطيع أن يبقى‬
‫وحده فيكون فى أفضل حاالته وسط الناس ولو كان بمفرده ينزعج جداً حتى المذاكرة تكون وسط الناس ‪ ،‬هذا‬
‫أيضا اضطراب فى العالقات االجتماعية يعوق النضج النفسى‪.‬‬

‫توجد الشخصية االعتمادية (ال يقدر أن يتوازن نفسياً إال فى وجود شخص اخر فى حياته) وأحد أهم مصادر‬
‫االعتمادية هى الحماية الزائدة مع األم مثال تكون كل األسرار عندها والنصائح والق اررات أو العكس أى األم هى‬
‫التى تعانى من االعتمادية الضارة على أبناءها ومستندة عليهم وهذا خطير جداً‪ .‬فاالعتمادية على الزوج ‪ ،‬القائد‬

‫‪-44-‬‬
‫‪ ،‬المشير ‪ ،‬الزوجة ‪ ...‬الخ على المدى الطويل خطيرة جداً ألن الشخصية التى ال تستقيم بدون االخر لديها‬
‫سلب لإلرادة واضطراب فى الشخصية‪ .‬فالزواج المثالى يتكون من عمودين ‪ /‬دعامتين يحمالن السقف كل دعامة‬
‫قائمة بذاتها‪ .‬العالقة االعتمادية خطيرة وتعطل النضج النفسى تماماً‪.‬‬

‫المعرفة والقراءة وتطوير الذات ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫هى من مواصفات االنسان الذى ينضج ويتطور‪ .‬الفضول موجود فى أعماقنا ومهم أن نغذيه بالقراءة والتعمق‬
‫فأشبع الفضول وأنضج نفسياً لكن لألسف هذا ال يحدث كثي اًر فلو أنا ال اتحدى ذهنى من خالل القراءة يحدث‬
‫عطب فى النضج النفسى‪ .‬بوجه عام حب القراءة والتعلم غير موجودين بكثرة فى مجتمعنا وفى كنائسنا ‪ ،‬ألننا‬
‫ٍ‬
‫مكتف بنفسه وال يريد أن يطورها يعتبر هذا كارثه ألن االنسان‬ ‫غير مقدرين ألهمية غذاء العقل ولو كان الشخص‬
‫كائن ديناميكى متغير ولو لم يتغير لألفضل مع األسف سيتغير لألسوء‪.‬‬

‫يوجد مفهوم خاطئ لقبول النفس يعلم أحياناً فى الكنائس ويستخدم كعذر لعدم تقدير النفس وبذل الجهد وهو‬
‫مفهوم التواضع الخاطئ وأال يقِّدر االنسان قيمة نفسه ومواهبها وأن التطوير من مفردات التعظم الضار بالنفس‪.‬‬
‫ويقول هرم ماسلو إن االنسان يسعى لتحقيق ذاته وان حصل تعطيل فى تحقيق هذا يحدث إضطراب فى‬
‫الشخصية‪ .‬إذن دون تطوير القدرات الذهنية والعقلية لن يكون نضج نفسى‪.‬‬

‫تقبل االنتقاد ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫هذا األمر هام ألن من لديهم حساسية لالنتقاد رد فعلهم يكون عنيفاً جداً حينما ينتقدون ‪ ،‬هؤالء ال يمكن أن‬
‫يتحركوا نحو النضج النفسى كذا المراهق يعتقد إنه يعرف كل شئ وال يقبل التوجيه هذه سمة عمرية لكن لو‬
‫استمرت بعد فترة المراهقة يعطل هذا النضج النفسى أما الشخص الواعى والناضج يعرف كيف يستفيد من النقد‪.‬‬

‫األدوات ‪ /‬الوسائل التى يستخدمها االنسان لكى يتغلب على الضعفات‪:‬‬


‫‪ -1‬روح اهلل‪:‬‬

‫اهلل قادر أن يغير داخل االنسان ويساعدنا على التغلب على ضعفاتنا لكن علينا دور ومسئولية دون تخاذل أو‬
‫تواكل فالصالة فقط دون مسئولية ال تنفع ‪ 0‬اهلل ال يقبل هذا هو يريد أن أقوم أنا بدورى وهو يعمل ما ال أستطيع‬
‫أنا أن أقوم به‪ .‬يريدنا اهلل أن نتطور ونتعب لنصل الى تلك الصورة عينها ‪ ،‬من خالل مساهمتنا الفعالة فى‬
‫تطوير أنفسنا وهو بدوره يفعل غير المتاح لنا‪.‬‬

‫اليأس واالستكانة ربما يؤديان الى الراحة الوقتية لكن عندما نأخذ قرار التغيير يكون مقلقاً جداً للراحة فى البداية‬
‫حيث يتحرك االنسان من منطقة راحته وامانه لكن مع مرور الوقت يشعر أنه فى حال أفضل‪.‬‬

‫‪-44-‬‬
‫‪ -2‬تغيير جذرى فى الحياة = تغيير الظروف ‪:‬‬

‫أحياناً تؤدى الظروف التى أعيشها الى اضطرابات نفسية ‪ 0‬خوف ‪ ..‬اكتئاب ‪ ..‬مع ذلك أنا متمسك بالظروف‬
‫والمواقف وال أريد أن أتخلى عنها مثل الولد الذى وضع بده فى برطمان الحلوى وال يستطيع أن يخرجها ألنه‬
‫متمسك بالحلوى ببساطة تنتهى مشكلته لو قرر أن يتخلى عنها‪.‬‬

‫مثال‪ 0‬عائلة مكونة من زوج وزوجة مقيمون مع األسرة ويواجهون مشاكل ال حصر لها بسبب ذلك والعالقة بينهما‬
‫أوشكت على االنهيار مع أن لديهما شقة خاصة بهم ولكنهما متمسكان بالشقة الواسعة وال يريدان أن يتخليا عما‬
‫يدمر حياتهما وعالقتهما وأوالدهما‪ .‬لذلك مهم أن يفحص كل واحد نفسه ويرى هل هو متمسك بشئ وال يريد‬
‫التخلى عنه‪.‬‬

‫مثال أخر‪ :‬شخص فى خدمة فيها توتر وليس بها ثمر والخدام يتصارعون وهو متوتر جداً وعنده أحالم مزعجة‬
‫واتضح أن الخدمة مصدر توتر فى حياته لكنه ال يريد تركها بسبب كبريائه حتى ال ينجح األخرون فى تطفيشه‪.‬‬
‫هنا أيضاً الحل فى التخلى عما هو متمسك به‪.‬‬

‫‪ -3‬امش عكس الميل الطبيعى ‪Going against your inclination‬‬

‫لو أن التواجد فى وسط الناس أو الذهاب الى االجتماع يشعرنى بعدم الراحة يكون الميل الطبيعى أن أبقى فى‬
‫البيت ألن ذلك أسهل ‪ ،‬والحل أن أمشى عكس الميل الطبيعى حتى لو يحتاج ذلك مجهوداً كبي اًر فأتجه ألخذ‬
‫القرار وأعمل هذا الشئ حتى لم لم تسر األمور فى البداية بالصورة التى أريدها ‪ ،‬لكن مع ذلك أنا فى حالة‬
‫أفضل مما كنت عليه ألنى أخذت خطوة كنت أحجم أن أخذها قبالً‪ .‬هنا تأتى قيمة االستفادة من النقد مثال‬
‫الشخص الواعى يعرف كيف يستفيد من النقد سواء الذى وجهه له أحد أو يستطيع هو أن يرصد نفسه وينتقد‬
‫بعض مواقفها ليأخذ خطوة فى االتجاة الصحيح الذى ينميه‪.‬‬

‫ففى الزواج يوجد من ال يقبل النقد الزوجة ‪ ،‬مثالً لذا مهم جداً قبل االرتباط أن يكون الطرفان واعيين لتلك النقطة‬
‫فرد الفعل الطبيعى على النقد قد يكون للوهلة األولى أن يتضايق االنسان لكن بعد ذلك ينبغى أن يفكر ويقبل‬
‫ويتغير فى ضوئه‪ .‬أيضا يوجد من ال يقدر أن ينتقد غيره لعدم قدرته على المواجهة فيتجنب أن يعاتب األخر‬
‫مثل األبن الذى ال يقدر أن يعاتب والده أو الزوجة التى تخشى المواجهة مع زوجها ألن رد فعله عنيف ‪ ،‬فتبدأ‬
‫أن تتروى وتقبل طغيانه عليها مما يجعله يزداد فى سلوكه فيزداد الكبت عندها حتى يحدث انفجار فى العالقة‬
‫لذا مهم أن يكون عندى القدرة أن أقول لالخر بأدب وذوق من فضلك توقف عن هذا التصرف‪.‬‬

‫‪ -4‬إنسان قادر على فحص الذات ‪:‬‬

‫كهدف أساسى فى التطور يجب أن يفحص االنسان نفسه ويمتحنها فى وقفة مع النفس مثلما يقول الكتاب‬
‫"فليفحص كل إنسان نفسه" أى أن يرى الجوانب السلبية وكيفية مواجهتها‪.‬‬

‫‪-41-‬‬
‫كل المعايير السابقة بكل تفاصيلها تغذى هذه النقطة هل مشاعرى تتحكم فى؟ هل أنا اعتمادى ؟ هل أنا منعزل؟‬
‫هل أقبل النقد؟ هلى أسعى ألطور عقلى؟!‬

‫‪ -5‬دفع ثمن التغيير ‪:‬‬

‫بعد أن اكتشف نقاطاً سلبية معينة فى شخصيتى ثمة عمل يجب أن يتم فهل أنا مستعد أن أتحمل تبعات هذا‬
‫القرار؟ يوجد مجهود أبذله ‪ ،‬مهم أوالً أن أقتنع أننى اريد أن اتغير (أحياناً تكمن المشكلة بأنى غير مقتنع أنى‬
‫أريد أن أتغير) أحياناً اتأقلم مع الضعفات واتقبلها واتعايش معها دون أن تسبب لى اية مشكلة مع إنها شئ‬
‫سلبى‪ .‬مثالً اتأقلم مع االكتئاب فأحصل على عطف األخرين واستفاد من االكتئاب فى هذه الحالة قد يفعل‬
‫المراهق هذا أو الزوج أو الزوجة حتى لو بصورة غير واعية تماماً فالشخص يتلذذ باالكتئاب ‪ ،‬مثالً ألن فيه‬
‫مهرباً‪ .‬هنا الدافع للتغيير غير قوى لذا ليس من الممكن أن يحصل تغيير ويغلب هذا الضعف على االنسان‪.‬‬

‫لذا عندما أفحص ذاتى يجب أن أضع أولويات ما الذى يجب أن أغيره أوالً ؟ وما هى أهدافى حتى أركز عليها‬
‫وال اتشتت؟ يجب أن أركز فى األساسيات وعلى النجاح فى أمر ما وعندما أجد ثم اًر لمجهودى أتشجع وأواصل‬
‫فى نقاط أخرى بأن استخدم وسائل التغيير التى تتطلب مجهوداً وعمالً ‪.‬‬

‫لقد نضجت لما ضغطت على نفسى ‪،‬وقد نجحت وقوتى وشخصيتى صا ار أفضل‪ .‬ثم رويداً رويداً ونتيجة للنضج‬
‫الذى حصل ‪ ،‬بدأت أعمل عالقات فى المجتمع وأحصل على التغيير فى الموقف او المواقف التى كانت سبباً‬
‫فى تعبى‪ .‬الجهد حتماً يأتى بثمر‪.‬‬

‫يقول "سبرجن" الواعظ الشهير إنه كان فى وقت ما عاج اًز عن أن يتكلم أمام أخرين لكنه سار عكس الميل‬
‫الطبيعى وأخذ ق ار اًر أن يتغلب على هذا العجز وخالل أشهر أصبح يقف على منبر الكنيسة وأالف يستمعون‬
‫إليه‪.‬‬

‫للتغلب على الخطية نحتاج أن نبذل مجهوداً "قاوموا إبليس" لتطوير حياتنا الروحية نحتاج أيضاً الى بذل الجهد‬
‫واتخاذ الق اررات اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -6‬نظرية "كما لو أنى" ”‪“The act as if theory‬‬

‫لو أنا لدى مشاعر خوف أو عدم محبة تجاه شخص ما أو عدم غفران فلكى أنتصر على هذه المشاعر أحتاج‬
‫أن أتصرف كما لو أنى غير خائف أو كأنى أحب أو قد غفرت لهذا الشخص أى أن أقوم بسلوكيات مغايرة‬
‫لمشاعرى مع الوقت ستتغير المشاعر بالفعل‪ .‬هذه حقيقة توصل إليها علماء اجتماع نتيجة ألبحاث عن السلوكيات‬
‫االجتماعية ‪ ،‬أن المشاعر تتبع التصرفات والعمل‪ .‬يوجد الكثير من التطبيقات الروحية لهذه النظرية‪.‬‬

‫‪-41-‬‬
‫معايير النضج النفسى‬

‫وضع ماسلو نظرية متكاملة للنضوج النفسي؛ وأسماها "تحقيق الذات‪..‬‬

‫وتعريف "تحقيق الذات" بحسب آبراهام ماسلو‪ ،‬هو الرغبة المستمرة لتحقيق قدراتك الكامنة (تحويل القدرات الكامنة‬
‫إلى واقع فعلی)‪ ،‬وأن تكون كل ما يمكنك أن تکونه‪ ،‬أن تصبح األكثر تكامال‪ ،‬واألكثر امتالء‪ ،‬وأن تصبح أنت‪.‬‬
‫ويقول آبراهام ماسلو‪ ،‬إن ‪ %7‬فقط من سكان العالم هم من حققوا‪ ،‬ويحققون ذواتهم‪ ،‬منهم‪ ،‬آبراهام لنكولن ‪-‬‬
‫توماس جيفرسون ‪ -‬مهاتما غاندی۔ البرت أينشتاين ‪ -‬اليانور روزفلت ‪ -‬وليم جايمسبندكت سبينو از‪ ..‬وآخرون‪.‬‬

‫وعن السمات التي يتمتعون بها مقارنة باألشخاص العاديين‪:‬‬

‫‪ -1‬إدراك أكثر كفاءة للواقع‪ ،‬وارتياح أكثر في التعامل معه‪.‬‬

‫وهذا يتضمن‪ ،‬کشف األشخاص المزيفين‪ ،‬وغير األمناء‪ ،‬اإلدراك الدقيق لما يوجد ‪ ،‬وعدم تشويه اإلدراك تبعا‬
‫لالحتياجات الشخصية إدراك أكثر للبيئة (الناس واألشياء)‪ ،‬عدم الخوف من المجهول‪ ،‬وتحمل الشك‪ ،‬وعدم‬
‫اليقين‪ ،‬وعدم التحديد المصاحب للخبرات الجديدة ‪ ،‬االنفتاح على الخبرات‪ ،‬قبول الذات واآلخرين والطبيعة‪ ،‬ال‬
‫يشعرون بالخجل أو بالذنب تجاه طبيعتهم البشرية‪ ،‬بتقصيراتها ونقائصها وعيوبها وضعفاتها‪ ،‬وهم أيضا غير‬
‫ناقدين لهذة الجوانب في اآلخرين‪ ،‬يحترمون ويقدرون ذواتهم واآلخرين‪ ،‬أمناء ومنفتحون‪ ،‬وأصالء بدون قناع أو‬
‫واجهة‪ ،‬غير راضين ع ن ذواتهم‪ ،‬ومشغولون بالفرق بين ما هم عليه‪ ،‬وما يجب أن يكونوا عليه‪ ،‬هم واآلخرون‬
‫والمجتمع‪.‬‬

‫‪ -2‬التلقائية‪ :‬ال يعوقهم العرف‪ ،‬لكنهم ال يهينونه‪ ،‬ليسوا مسايرين‪ ،‬دوافعهم ليست خارجية أو غرضية‪ ،‬دوافعهم‬
‫داخلية‪ ،‬وهي ترمی للنمو والتطور والنضج والتغيير والمرونة وتحقيق ذواتهم وقدراتهم‪.‬‬

‫‪ -3‬متمحورون حول المشكلة‪ :‬أي ليسوا متمحورين حول الذات‪ ،‬يركزون على المشكلة خارجا عن ذواتهم‪،‬‬
‫مشغولين بالرساله بناءعلى إحساس بالمسؤولية والواجب والضرورة أكثر من كون ذلك اختيا ار شخصيا‪.‬‬

‫‪ -4‬هذا يرتبط بشعورهم باألمان‪ ،‬وعدم أخذ موقف دفاعی؛ مما يؤدي إلى شعورهم بالتحنن‪ ،‬والتعاطف مع‬
‫اآلخرين‪.‬‬

‫‪ -5‬الحاجة إلى الخصوصية‪ :‬خاصية القدرة على التباعد؛ إذ يتمتعون بالخلوة والخصوصية‪ ،‬يمكنهم أن يظلوا‬
‫هادئين وغير مضطربين أمام ما يزعج اآلخرين‪ ،‬قد يبدون غير اجتماعيين‪ ،‬وهذا ينبع من إحساسهم باألمان‪،‬‬
‫والكفاية الذاتية‪.‬‬

‫‪-46-‬‬
‫‪ -6‬التحكم الذاتي‪ :‬عدم االعتماد على الثقافة أو البيئة‪ 0‬على الرغم من اعتمادهم على اآلخرين في إشباع‬
‫الحاجات األساسية‪ ،‬مثل الحب واألمان والتقدير واالنتماء إال أنهم غير معتمدين في إشباعاتهم األساسية على‬
‫العالم الواقعي‪ ،‬أو اآلخرين أو الثقافة أو الوصول إلى غايات‪ .‬أو عموما على إشباعات خارجية‪.‬‬

‫‪ -3‬إنهم معتمدون في تطورهم ونموهم المستمر على قدراتهم‪ ،‬وينابيعهم الداخلية الكامنة‪.‬‬

‫‪ -3‬مركز التحكم داخلی‪.‬‬

‫‪ -1‬جدة التقدير المستمرة‪.‬‬

‫انهم في مرات متكررة ‪ -‬وليس باستمرار ‪ -‬يختبرون اإلنبهار والسرور والتعجب في عالمهم اليومي‪ ،‬يستقبلون‬
‫األشياء كأنهم يرونها ألول مرة (مثلهم في ذلك مثل األطفال)‪ .‬وهذا يقودنا إلى التطرق للخبرة الصوفية (الشعور‬
‫المحيطي) ‪ 0‬و هذا بدرجات مختلفه ‪ ،‬و علي مرات متكررة‪ ،‬إذ يختبرون مشاعر النشوة واالنبهار والتعجب‪ ،‬مع‬
‫اإلحساس بانفتاح أفاق غير محدودة يتبعها االعتقاد أن هذه الخبرة مهمة ‪ ،‬وأنها ممتدة للحياة اليومية‪ ..‬إنها نوع‬
‫من الخبرة الوجودية‪.‬‬

‫‪ -11‬التعاطف‪ :‬لديهم شعور عميق باالحساس باآلخر‪ ،‬والتعاطف والحنو نحو البشر عموما‪ ،‬وهذا االحساس‬
‫غير مشروط ; إنه موجود مع العلم بوجود صفات سلبية في اآلخرين‪ ،‬والتي قد تثير في بعض االحيان الغضب‪،‬‬
‫وعدم الصبر‪ ،‬والتعاطف مرتبط بالقبول واالحترام‬
‫‪ -11‬العالقات َّ‬
‫البينية‪ :‬لديهم عالقات بينية عميقة باآلخرين‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك هم انتقائيون‪ ،‬ودائرة أصدقائهم‬
‫صغيره ‪ ،‬و تتكون من أشخاص آخرين محققين لذواتهم‪ ،‬ولكن القدرة موجودة‪ .‬إنهم يجذبون االخرين؛ فيصبحون‬
‫معجبين بهم‪ ،‬أو تالميذ لهم‪.‬‬

‫‪ -12‬التركيب الديمقراطى للشخصية‪ :‬ال يميزون على أساس الطبقة أو التعليم أو الجنس أو اللون‪ ،‬وهم‬
‫متواضعون في إدراك ما يعرفون بالمقارنة مع ما يمكن أن يعرف‪ ،‬وهم مستعدون للتعلم من أي إنسان‪ ،‬كما إنهم‬
‫يحترمون الجميع باعتبارهم مساهمين في تنمية معرفتهم‪ ،‬فقط ألنهم بشر‪.‬‬

‫‪ -13‬الوسائل والغايات‬

‫إنهم أخالقيون للغاية‬ ‫‪‬‬


‫يميزون بوضوح بين الوسائل والغايات‪ ،‬ويخضعون الوسائل للغايات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-11-‬‬
‫‪ -14‬روح دعابة فلسفی وغير عدائي‪.‬‬

‫لديهم روح دعابة ليست من النوع المعتاد‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫روح الدعابة تلقائي‪ ،‬يحمل فكرا‪ ،‬داخليا للموقف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫روح الدعابة ال يتضمن عداء وال استعالء وال سخرية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -15‬اإلبداع‬

‫كلهم مبدعون؛ كل بطريقتة الخاصة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫إبداعهم اليتضمن إبداع موهبة خاصة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إنه اإلبداع الموجود أصال في كل أحد والذي يخنقه التثقيف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إبداعهم هو طريقة جديدة وبسيطة ومباشرة في النظر لألشياء‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫السلوكيات التي تقود إلى تحقيق الذات ‪:‬‬


‫أوال‪ 0‬اختبر الحياة كما يفعل الطفل باندماج كامل وتركيز‪.‬‬

‫ثانيا‪ 0‬جرب شيئا جديدا بدال من تكرار األشياء التي تشعر فيها باألمان‪.‬‬

‫ثالثا‪ 0‬استمع لمشاعرك الخاصة عند تقييم الخبرات أكثر من االستماع لصوت التقليد والسلطة واألغلبية‬

‫رابعا‪ 0‬كن أمينا‪ .‬تجنب التظاهر أو حيل المكسب‪.‬‬

‫خامسا‪ 0‬كن مستعدا ألن تفقد شعبيتك إذا كانت آراؤك ال تتوافق مع األغلبية‬

‫سادسا‪ 0‬كن مسؤوال‬

‫سابعا‪ 0‬اعمل بجد في أى شئ تقرر عمله‪.‬‬

‫ثامنا‪ 0‬حاول التعرف على دفاعاتك؛ ولتكن لديك الشجاعة للتخلى عنها‪.‬‬

‫معايير النضوج الوجدانی‬


‫‪ -0‬القدرة على التجربة‪ ،‬وفهم أعمق للمشاعر والحاجات‪ ،‬وقدرة العمل‪ ،‬والتعبير عنها بطرق مناسبة وبناءة‪،‬‬
‫وهذا هو العكس من "تفعيل" احتياجاتنا في أنماط سلوكية‪ ،‬ال واعية ومدمرة‪ .‬هذا الجانب من النضج يشمل القدرة‬
‫على اختبار وتحمل مشاعر شديدة بنوع خاص ‪ -‬والتي تحدث حتما في الحياة ‪ -‬والقدرة على التعبير عن‬
‫هذه المشاعر بشكل مناسب‪ ،‬أو احتوائها‪ ،‬والسيطرة عليها؛ حتى تجد وسيلة مناسبة ومسؤولة للتعبير المتاح‬
‫عنها‪.‬‬

‫‪-10-‬‬
‫‪ -7‬القدرة على العمل وفق ظروف الحياة‪ ،‬أو عمل رد فعل مناسب بذكاء وحكمة وحكم سليم‪ ،‬هذا الجانب من‬
‫النضج هو عكس الميل إلى التصرف بتهور واندفاعية‪ ،‬من دون أخذ فرصة للتفكير من خالل تصرفاتنا أو النظر‬
‫في عواقبها‪( .‬الحكمة‪ 0‬وجود نوعية الحكم الجيد‪ ،‬والتعلم وسعة االطالع والسالمة)‪.‬‬

‫‪ .3‬القدرة على التعرف على مشاعر واحتياجات اآلخرين والتعاطف معها‪ ،‬واحترامها‪ .‬وهذا هو عكس االنشغال‬
‫األناني والمزمن باحتياجاتنا الخاصة‪ ،‬مع عدم وجود الوعي‪ ،‬أو الحساسية الحتياجات اآلخرين‪.‬‬

‫‪ .1‬القدرة على تأخير االشباع الفوري الحتياجاتنا الخاصة‪ ،‬حتى يتسنى لنا أن ننتبه إلى غير ذلك من االحتياجات‪،‬‬
‫أو األفعال األكثر إلحاحا۔ وهذا هو عكس الحالة التي يأخذ فيها إشباع احتياجاتنا الفوري دائما األسبقية على‬
‫سائر الحاجات‪.‬‬

‫‪ -4‬القدرة على الحب‪ ،‬وجعل احتياجات اآلخر‪ ،‬ومشاعره‪ ،‬وأمانه‪ ،‬وبقاءه‪ ،‬على قيد الحياة‪ ،‬وجعل أهمية فائقة‬
‫لها على اإلطالق‪ ،‬كما لو كانت هي احتياجاتنا الخاصة‪ .‬وذلك عكس األنانية المفرطة التي ال تراعى فيها إال‬
‫أنفسنا واحتياجاتنا الشخصية‪.‬‬

‫‪ -4‬القدرة على التكيف بمرونة وابداع لظروف وأحوال الحياة المتغيرة‪ ،‬هذا يختلف عن الميل لالستجابة لتحديات‬
‫الحياة بطريقة جامدة ‪ ،‬وأنماط سلوكية عفا عليها الزمن‪ ،‬والتي لم تعد فعالة بشكل خاص‪ ،‬أو مناسبة‪.‬‬

‫‪ -1‬القدرة على توجيه الطاقة لدينا‪ ،‬على حد سواء‪ ،‬اإليجابية والسلبية‪ ،‬إلى مساهمات بناءة ألنفسنا ولآلخرين‬
‫والى مجتمعاتنا‪.‬‬

‫‪ -1‬الرغبة والقدرة على أن نكون مسؤولين عن ظروفنا الخاصة‪ ،‬وأفعالنا في الحياة‪ ،‬والقدرة على التفريق بين‬
‫مسؤولياتنا ومسؤوليات اآلخرين‪ .‬هذا يختلف عن لوم اآلخرين ورؤية أنفسنا ‪ -‬في المقام األول ‪ -‬على أننا‬
‫الضحية لسلوك االخرين‪ ،‬أو عن االحتفاظ بشعور أننا مسؤولون بطريقة أو بأخرى عن سعادة ورفاهية جميع‬
‫الذين حولنا‪ .‬المسؤولية تنبع من موقف القوة والكفاءة‪ ،‬وهي ال تشمل التصريحات بأحكام الخجل‪ ،‬واللوم‪ ،‬والشعور‬
‫بالذنب‪ ،‬أو الشعور بالنقص األخالقي‪ /‬التفوق األخالقي؛ ألن جميع هذه األحكام تضاف للوضع األساسى‬
‫للمسؤولية‪.‬‬

‫‪ -6‬القدرة على إقامة عالقة مع اآلخرين بشكل مريح وبحرية‪ ،‬وأن يحب الشخص‪ ،‬ويكون محبوبا من قبل‬
‫اآلخرين‪ ،‬والحفاظ على عالقات سليمة ومرضية ومشبعة للطرفين‪ ،‬كما أنها القدرة على اختيار وتطوير العالقات‬
‫التي هي صحية وبناءة‪ ،‬وانهاء او الحد من العالقات التي هي مدمرة أو غير صحية‬

‫‪-17-‬‬
‫معايير الشخصية السوية ‪:‬‬

‫القدرة على االستمتاع بالحياة ‪ 0‬إن القدرة على االستمتاع بالحياة لهي أساسية للصحة النفسية الجيدة‪ .‬كتب‬ ‫‪-0‬‬
‫جيمس تايلور قائال "إن سر الحياة هو االستمتاع بمرور الوقت‪ .‬أي أحمق يستطيع أن يفعل هذا‪ .‬ليس أسهل‬
‫من هذا‪ " .‬إن ممارسة التأمل باستغراق كامل للذهن هي إحدى الطرق لالستفادة من القدرة على االستمتاع‬
‫بالحاضر‪ .‬نحن ‪ -‬بالطبع ‪ -‬نحتاج للتخطيط للمستقبل في بعض األوقات؛ ونحتاج أيضا أن نتعلم من الماضي‪،‬‬
‫أحيانا كثيرة ما نجعل حياتنا بائسة في الحاضر باجترار الماضي‪ ،‬أو القلق على المستقبل‪ .‬تعلموا من األطفال‬
‫كيف تستمتعون باللحظة الحاضرة‪.‬‬

‫‪ -7‬القدرة على الرجوع للحالة األولى بعد الضغوط ‪ Resilience‬من المعروف منذ زمن طويل أن بعض الناس‬
‫يستطيعون التعامل مع الضغوط بطريقة أفضل من غيرهم‪ ،‬لماذا يصبح بعض مقاتلي الحروب المتمرسين معاقين‬
‫بقية حياتهم‪ ،‬بينا يشق البعض طريقه في الحياة للوصول إلى أعلى المراكز وتحقيق طموحاته؟ لماذا يعيش بعض‬
‫البالغين الناشئين في عائالت تدمن الخمور‪ ،‬بطريقة طبيعية‪ ،‬بينما البعض اآلخر يعانون من مشاكل متكررة؟‬
‫إن خاصية ال ‪ Resilience‬يتشاركها القادرون على التعامل مع الضغوط‪.‬‬

‫‪ -3‬التوازن ‪ 0‬يبدو أن التوازن في الحياة ينتج عنه صحة أكثر‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬نحتاج جميعا أن توازن‬
‫الوقت الذي نقضيه في االجتماعيات مع الوقت الذي نقضيه بمفردنا‪ ،‬إن من يقضون معظم أوقاتهم وحدهم يمكن‬
‫إطالق لقب "المستوحشون"‪ ،‬عليهم وقد يفقدون بسبب هذا الكثير من المهارات االجتماعية الشديدة‪ ،‬وقد ينتج‬
‫عنها انفصال عن الواقع‪ .‬على صعيد آخر؛ أولئك الذين ينكرون الحاجة إلى بعض اوقات العزلة‪ ،‬يخاطرون‬
‫بحدوث مثل هذا االنفصال‪ .‬يبدو أن التوازن بين هذين االحتياجين هو المفتاح على الرغم من أننا نحدث هذا‬
‫التوازن بطرق مختلفة‪ .‬توجد مناطق أخرى يبدو أن التوازن فيها يکون مهما‪ ،‬مثل التوازن بين العمل واللعب‪ ،‬بين‬
‫النوم واليقظة‪ ،‬الراحة والتمرين‪ ،‬أيضا التوازن بين الوقت الذي نقضية‪ ،‬داخل البيت‪ ،‬وخارجه‪.‬‬

‫‪ .1‬المرونة‪ 0‬كلنا نعرف أناسا يتمسكون بآراء جامدة‪ .‬وأي كم من النقاش ال يستطيع تغيير نظرتهم‪ .‬هؤالء الناس‬
‫ينصبون أنفسهم هدفا لضغوط مضافة عن طريق التوقعات الجامدة التي يتمسكون بها‪ ،‬إن العمل على أن تكون‬
‫توقعاتنا أكثر مرونة يمكن أن يحسن من صحتنا النفسية‪ .‬إن المرونه العاطفيه قد تكون علي نفس مستوي األهمية‬
‫مثل المرونه الفكرية (المعرفية) ‪ .‬إن األصحاء نفسيا يختبرون مجاال واسعا من العواطف ‪ ،‬و يسمحون النفسهم‬
‫بالتعبير عن هذه العواطف ‪ .‬بعض الناس يغلقون علي بعض المشاعر; ألنهم يجدونها غير مقبولة ‪ .‬قد يؤدي‬
‫هذا الجمود العاطفي إلي مشاكل في الصحه النفسيه‪.‬‬

‫‪ -4‬تحقيق الذات‪ 0‬ماذا صنعنا بالعطايا التي منحنا اهلل إياها؟ نحن نعرف أناسا تجاوزوا قدراتهم الباطنية‪ ،‬وآخرين‬
‫أضاعوا عطاياهم‪.‬‬

‫‪-13-‬‬
‫بالطبع يجب علينا أوال أن نكتشف عطايانا الخاصة‪ ،‬وعملية التعرف هذه جزء من الطريق لتحقيق الذات‪ .‬إن‬
‫األصحاء نفسيا هم أولئك الذين يمارسون عملية تحقيق قدراتهم الباطنية‪.‬‬

‫‪ -4‬القدرة على إقامة عالقات اجتماعية صحية مهمة أيضا‪ ..‬وهذه تتميز باآلتي‪0‬‬
‫أ‪ -‬الخصوصية‬
‫ب‪ -‬االستقالل والندية‬
‫ج‪ -‬المسؤولية‪.‬‬
‫د‪ -‬الرؤية الموضوعية لآلخر‪.‬‬

‫‪ -1‬الصحة النفسية بالنسبة للمراهقين والبالغين تتضمن مفهوم تقدير الذات‪ ،‬ومفهوم الجنسية الصحية‪ .‬إن‬
‫الصورة الذاتية لإلنسان عن نفسه هي إدراكه لمن يکون (هويته ‪ ،)Identity‬ويجب أن يكون اإلنسان الطبيعي‬
‫واعيا لوجوده‪ ،‬واإل صار اإلنسان في مشكلة نفسية كبيرة‪ ،‬حين يكون فاقدا لإلدراك والتالمس مع اإلحساس بمن‬
‫يکون ‪ .Sense of Identity‬اإلنسان الذي يتمتع بالصحة النفسية لديه مفهوم واضح عن الجنسية الصحية‪،‬‬
‫وهذا يشمل كيف يفهم اإلنسان الطاقة الجنسية الموجودة في حياته‪ ،‬وكيف يستثمرها في عالقات مع اآلخرين‬
‫بدون أخطاء‪ ،‬وكيف يسمو بهذه الطاقة إلى حياة مليئة باإلبداع واإلنتاجية؛ من أجل اآلخرين‪.‬‬

‫‪ -1‬كيفية التعامل مع الفقد والموت لهو عنصر هام في الصحة النفسية‪ 0‬إن اإلنسان الذي يتمتع بالصحة‬
‫النفسية يستطيع أن يقيم عالقات سوية باألشياء المادية‪ ،‬واألشخاص أيضا‪ ،‬فهو يستعمل األشياء لفرحه‪ ،‬ويتمتع‬
‫بالعالقات مع اآلخرين‪ ،‬ولكنه عندما يتعرض لفقد األشياء وموت األشخاص يستطيع أن يحتفظ باتزانه العاطفي‬
‫وال ينهار‪ ،‬وال يعاني من الشعور بالذنب المبالغ فيه‪.‬‬

‫‪ -6‬اإلدراك الدقيق للواقع (ماسلو – جيه لويس – إف والش)‪ 0‬إن اإلنسان الذي يتمتع بالصحة النفسية‬
‫يستطيع أن يفرق بين ما هو مزيف وخادع ومضلل من جهة‪ ،‬وما هو حقيقي وأصيل من جهة أخرى‪ ،‬أيضا ال‬
‫يلقي بظالل خبراته على الواقع‪ ،‬بل يراه بحيادية وموضوعية‪ ،‬ويستطيع أن يتجنب إسقاطاته ورؤيته الخاصة عند‬
‫دراسة المشاكل‪ .‬فهو غير ذاتي الرؤية‪ .‬هو يرى الواقع كما هو‪.‬‬

‫‪-11-‬‬
‫والصحة النفسية هي مسيرة أكثر منها حالة‪ ،‬والنمو إلى الصحة النفسية يحتاج ‪ -‬على األقل – إلى ‪:‬‬
‫‪ -0‬جهد دؤوب‪.‬‬
‫‪ - 7‬صدق مع النفس‪.‬‬
‫‪ - 3‬إدراك عال للذات‪.‬‬
‫‪ -1‬الرغبة في التغيير‪.‬‬
‫‪ .4‬تبنى االتجاه نحو الممكن والعمل على ذلك وفقا ألحسن مبادئ السلوك اإلنساني‪.‬‬

‫الطريق إلى الشخصية السوية‬


‫السلوك يكون إيجابيا "أو" متکامال "أو "سويا إذا ما كان يعكس الخصائص اإلنسانية الفريدة ‪0‬‬

‫الخاصية األولى‬

‫‪ -‬المقدرة الفذة على التركيز‪.‬‬


‫‪" -‬االستخدام الهائل للغة الغنية بالمضمون‪".‬‬
‫‪ -‬االستعداد لإلفادة من الخبرة (أنا واآلخرون)‪.‬‬
‫‪ -‬الضبط ‪ -‬النابع من الداخل ‪ -‬للسلوك‬
‫‪ -‬القدرة على تخيل عالم اخر يقربه إلى قلبه‪.‬‬

‫الخاصية الثانية‬

‫‪ -‬الخاصية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ " -‬االنتقال من االعتمادية إلى المسؤولية "‪.‬‬
‫‪ -‬إشباع الحاجات مرتبط باالعتماد على اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬االستقالل النسبي والسلطة والقوة مرتبط بالمسؤلية‪.‬‬

‫الخاصية الثالثة‬

‫‪ -‬التلقائية (اإلحساس بالذات)‪.‬‬


‫‪ " -‬جرأة الفرد ليكون هو نفسه "‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية القدرات الكامنة والمواهب الدفينة‪.‬‬
‫‪ -‬مواجهة اآلخرين بإحساس ذات معنى‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون اإلنسان منفردا‪.‬‬

‫‪-14-‬‬
‫مــــادة‬
‫علــم المشــورة (أ)‬

‫‪-14-‬‬
‫الجذور الالهوتية للمشورة المسيحية‬

‫البد ونحن ندرس علم المشورة المسيحى ان تكون الفروق واضحة بين المشورة العلمانية والمشورة المسيحية ‪،‬‬
‫وكذلك أن يكون هناك وضوح للفروق بين المشورة المسيحية الغربية والمشورة المسيحية األرثوذكسية فالمشورة‬
‫العلمانية ال تهتم مطلقا باهلل والدور الروحى لشفاء النفس ‪ ،‬والمشورة المسيحية الغربية تختلف عنها فى األرثوذكسية‬
‫‪ ،‬من جهة دور الكنيسة واألسرار كوسائط للنعمة فى شفاء النفس لذا سنركز هنا فى وعلى الجذور الالهوتية لعلم‬
‫المشورة المسيحى األرثوذكسى‪.‬‬

‫علم الالهوت ‪ :‬هو علم يختص بدراسة من هو اهلل حسب القدر البسيط المعلن لنا فى الكتاب المقدس والذى‬
‫أعطانا اهلل به أن نعرفه (أعطيتنى علم معرفتك – القداس الغريغورى) ‪ ..‬هذا الفكر الالهوتى للمشير الشك إنه‬
‫سيؤثر فى طريقة مساعدته للمحتاجين للمشورة فلو إنك كمشير ترى أن اهلل جبار ينتقم من الخطاة ستنقل تلك‬
‫المشاعر واألفكار الى الشخص الذى يطلب منك المشورة‪.‬‬

‫علم الالهوت ندرسه من خالل الكتاب المقدس (علم الالهوت الكتابى) فمن خالل الكتاب المقدس نعرف من هو‬
‫اهلل؟ وكيف يتعا مل مع النفس البشرية؟ وماذا يمثل اإلنسان بالنسبة الى اهلل؟ لذا فالسؤال األن هو هل لنا الفكر‬
‫الالهوتى السليم والفكر الكتابى السليم لنستطيع أن نخدم فى المشورة؟‬

‫سيعطينا الفهم الكتابى السليم عن اهلل إمكانية مساعدة األخرين إلتاحة إمكانية المصالحة والدخول فى عالقة حيه‬
‫معه تهدف إلى شفاء النفس وتعطينا دراسة علم الالهوت فكرة عن الكون والعالم والنفس البشرية والمشاكل النفسية‬
‫التى يمكن ان يمر بها اإلنسان ‪ ،‬ألن اهلل هو خالق الكون والعالم واإلنسان والنفس البشرية وواضع قوانين لكل‬
‫مخلوقاته (قوانين فيزيائية ‪ ،‬قوانين وراثية ‪ ،‬قوانين بيولوجية ‪ ،‬قوانين نفسيه ‪ ،‬قوانين سلوكية ‪ ... ،‬ألخ) ومن‬
‫يتجاوز هذه القوانين ومجاالتها يتعرض لعقبات كثيرة وعراقيل وربما بعض األمراض ليس ألنه يعاقب من اهلل بل‬
‫نتيجة الختياراته التى خالفت تيار ومسار اتجاه مجاالت القوانين التى وضعها اهلل فى الكون والحياة مثل االختيار‬
‫والحرية "النسبية" التى وهبها اهلل لالنسان‪.‬‬

‫يمدنا الالهوت بالحق اإللهى (مثل مشكلة الطالق ‪ ،‬الشذوذ الجنسى) فما يميز المشورة المسيحية عن العلمانية‬
‫إنها تخضع لفكر اهلل وتقدس الحق اإللهى وتبتعد عن الفلسفات البشرية الباهته كما تساعدنا دراسة علم الالهوت‬
‫على فهم أعمال اهلل العظيمة فى شفاء النفس وكيف تقدمها الكنيسة من خالل األسرار الكنسية الالهوتية‪.‬‬

‫عندما يدخل اإلنسان فى متاعب ومشاكل يبدأ فى التساؤل عن معنى الحياة؟ ولماذا يعيشها أصالً؟ الحقيقة إن‬
‫سليمان الحكيم هو أفضل من أجاب عن مثل هذه التساؤالت فسليمان الحكيم جرب طريق الخطيئة والبعد عن‬
‫ا هلل واختبر كل شئ فى العالم من مسرات وملذات وشهوات كما جرب الحياة العميقة مع اهلل وتمتع بالتواجد فى‬
‫محضره‪.‬‬

‫‪-11-‬‬
‫سليمان كان له نوعان من الحكمة األولى ‪ 0‬أخذها مجاناً هبة من اهلل والثانية ‪ 0‬حصل عليها بعد أن سقط وجرب‬
‫كل متع الحياة ويلخص سفر الجامعة كل خبرة سليمان فى الحياة ‪ ،‬واألصحاح األخير (‪ )07‬هو نصيحة يقدمها‬
‫سليمان للبشرية فيبدأ بقوله "أذكر خالقك أيام شبابك قبل أن تأتى أيام الشر"(جا ‪ )0007‬فقرار الحياة المستقيمة‬
‫هو قرار يبدأ فى فترة الشباب فلن يستطيع الشيخ أن يغير من حياته بعد أن يكون قد قضى كل سنوات عمره فى‬
‫عادات وطرق متنوعة ‪ ،‬قد تكون هى السبب فى متاعبه النفسيه وفى أخر األصحاح يضع لنا سليمان ختام‬
‫األمر كله وهو "باطل األباطيل الكل باطل" فكثي اًر جداً من المشاكل النفسية تكون بسبب بعض المفاهيم الخاطئة‬
‫عن العالم وعن االحتياجات التى تسعد اإلنسان فى الحياة "كان حكيما وعلم الشعب علماً ووزن وبحث وأتقن‬
‫أمثاالً كثيرة " (جا ‪.)6007‬‬

‫مطلوب من المشير أن يكون حكيماً وأن يعلم ويستخدم أمثاالً كثيرة تناسب البيئة التى نعيش فيها لكى يفهم الناس‬
‫"فلتسمع ختام األمر كله اتق اهلل وأحفظ وصاياه ألن هذا هو اإلنسان كله" (جا‪.)07007‬‬

‫تطبيق علم الالهوت فى المشورة‪:‬‬

‫ينقسم علم الالهوت الى أفرع عدة (الالهوت النظامى – الالهوت اإلنسانى – الهوت المسيح – الهوت الروح‬
‫القدس – الالهوت الكنسى – الهوت األخرويات)‪.‬‬

‫الالهوت األصلى والنظامى‪:‬‬

‫يتعلق بوجود اهلل وصفاته وجود اهلل الثالوث (االب واألبن والروح القدس) إله واحد بين الصفات الذاتية والصفات‬
‫النسبية – الصفات الذاتية هى ثالثة فى الذات اإللهية الوجود والنطق والحياة ‪ -‬اهلل محبة وصفات اهلل كثيرة عند‬
‫البعض ‪ 66‬صفة (كالقداسة والعدل والرحمة‪.)...‬‬

‫تكشف لنا أقانيم اهلل (الثالوث) سر الشبه بيننا وبين الخالق ودراسة صفات اهلل تكشف لنا طبيعته وكيف أعطانا‬
‫أن نعيش مثله "كونوا كاملين كما أن أباكم هو كامل" (مت‪ )106‬سر الثالوث يحقق لنا ما تحتاج إليه طبيعتنا‬
‫البشرية التى جبلها اهلل الثالوث من حيث أن العدد ال يتعارض مع الوحدة وال الحب مع التساوى تماماً كتساوى‬
‫األقانيم فى جوهرها‪.‬‬

‫الالهوت اإلنسانى‪:‬‬

‫هذا ما يختص فى العالقة مع اهلل وطبيعة خلقته لإلنسان وكيف يكون اإلنسان على صورة اهلل ومثاله وكيف‬
‫خلق اهلل اإلنسان بإرادة حره وبسبب هذه الحرية ومن أجل منحها لإلنسان كعطية عانى اهلل الكثير (الفداء‬
‫والصليب)‪ .‬البد أن يشخص المشير المسيحى أن سبب المعاناة هو انحراف اإلرادة الحرة وانه ال يوجد شفاء‬
‫بدون التوبة والرجوع إلى اهلل فمأساة الخطية إنها إنفصال عن اهلل عن مصدر الحياة‪.‬‬

‫‪-11-‬‬
‫فوحدة اإلنسان مع اهلل أى عالقته الشخصية به كانت أساساً لوحدته وعالقته مع نفسه من جهة ‪،‬ولوحدته‬
‫وعالقته مع األخر من جهة أخرى تماماً كوحدته أيضا وتناغمه مع الكون ولما كسر اإلنسان وحدته مع اهلل‬
‫تصدعت وحدته وعالقته مع نفسه ومع االخر وعالقته وتناغمها مع الكون ‪ ،‬فدراسة علم الالهوت اإلنسانى‬
‫توضح قيمة وكرامة اإلنسان فى نظر اهلل‪.‬‬

‫علم الكريستولوجى (الهوت المسيح)‪:‬‬

‫دراسة الهوت السيد المسيح تفتح أفاقاً لم تكن مسبوقة قبل مجيئه الى العالم متجسداً ‪ ،‬فالفداء والتجسد (المصالحة‬
‫والخالص) والصليب والقيامة (أمجاد اآلالم) والصعود وارسال الروح القدس والغفران بالدم والعودة الى حضن‬
‫االب كلها لها دورها المباشر والعميق فى شفاء النفس وامكانية االتحاد فيه ومعه ولها دور عميق فى شفاء النفس‬
‫ألنه إن كان الالهوت قد اتحد بالناسوت فى شخص المسيح دون أن يبطل أو يمحى ويلغى هذا الناسوت فذلك‬
‫يعنى إنه يمكننا أن نتحد باهلل وتسمو طبيعتنا دون أن تذوب إنسانيتنا وتمحى فبالتجسد تغيرت مفاهيم اإلنسان‬
‫عن الجسد والمادة والعالم‪.‬‬

‫الهوت الروح القدس‪:‬‬

‫وهو المختص بدراسة صفات وأسماء وعمل وقوة الروح القدس فى حياتنا ‪،‬عمل الروح القدس هو التبكيت واإلرشاد‬
‫والتذكير بكل ما قاله المسيح لنا فالروح القدس هو الذى يحرك الكنيسة كلها هو الذى يعزى ويرشد ويعطى مواهبه‬
‫للمؤمنين به ‪ ،‬الروح القدس هو النعمة الممنوحة لنا من اهلل اآلب ومرسل من االبن "ومتى جاء المعزى الذى‬
‫سأرسله أنا إليكم من االب روح الحق الذى من عند االب ينبثق هو يشهد لى" (يو ‪" )7404‬ألنه يأخذ ما لى‬
‫ويخبركم" (يو ‪.)04004‬‬

‫الالهوت الكنسى‪:‬‬

‫من خالل دراسة الالهوت الكنسى نستطيع أن نفهم دور الكنيسة فى الخالص (دور ال يمكن االستغناء عنه كما‬
‫هو حادث فى الفكر الغربى) الكنيسة هى بيت الروح القدس والروح القدس هو الذى ينقل لنا كل أعمال المسيح‬
‫الخالصية من خالل األسرار الكنسية ‪ ،‬فالميالد من الروح (المعمودية) والتكريس الكلى (الميرون) وغفران الخطايا‬
‫(سر االعتراف) ‪ ،‬واالتحاد بالمسيح من خالل اإلفخاريستيا وتكريس أشخاص لخدمة الكهنوت واالتحاد الزيجى‬
‫(اإلكليل المقدس) كلها تتم من خالل عمل الروح القدس‪.‬‬

‫اهلل تجسد وأصبح إنساناً لكى تتغير طبيعة اإلنسان التى فسدت بسبب إنقطاع وكسر العالقة مع اهلل وتتغير‬
‫طبيعة اإلنسان وعقله وحواسه وكيانه‪ .‬أما كل جهاد اإلنسان وتعبه يمكن فقط أن يغير ويحسن سلوكه الخارجى‬
‫فقط لكن ال تستطيع كل محاوالت اإلنسان أن تغير من طبيعته الداخلية هذا التغيير لن يحدث إال لو طع ِّم‬

‫‪-16-‬‬
‫اإلنسان فى جسد المسيح من خالل اإلفخاريستيا "من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وأنا فيه فمن يأكلنى‬
‫فهو يحيا بى" (يو ‪.)4404‬‬

‫اإلفخاريستيا إذن ليست فقط التحاد المؤمنين بالمسيح لكنها أيضا سر الوحدة التى توحد كل األعضاء فى جسد‬
‫المسيح فهى وحدة بين األعضاء بعضهم ببعض وتوحدنا معاً برأس الجسد الذى هو المسيح فالكنيسة هى مكان‬
‫ومحضر عشاء الرب‪.‬‬

‫إن اإلفخاريستيا هى استعالن وتحقيق جوهر الكنيسة فمن خاللها يأتى المؤمنين معاً ويتحدون معاً مكونين جسد‬
‫المسيح الذى هو نفسه الرأس فالذى يجعل اإلنسان مسيحياً ليس معتقداته ومفاهيمه وفضائله ولكن اشتراكه بإيمان‬
‫فى الجسد اإللهى المعطى الحياة ويطعم فى ليتورجية الوحدة للكنيسة (القداس) فإذا كانت الخطية هى التى تقطع‬
‫اإلنسان وتغربه عن جسد الكنيسة فالتوبة هى التى تأتى به وتطعمه فى شجرة الحياة (رو ‪.)74001‬‬

‫أود هنا أن أحذر من فكرة الروحانية الفردية والتقوى الشخصية التى انتشرت فى كنائسنا هذه األيام وهذه الفكرة‬
‫كانت قد ظهرت فى الغرب فى القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر وتسمى "‪ "Piatis‬وكان هدفها التأكيد‬
‫على التقوى العملية بعيداً عن الجداالت العقائدية التى انتشرت فى ذلك الوقت نتيجة الفكر البروتستانتى‪ .‬هذه‬
‫الروحانية الفردية ت ؤمن بأن الخالص فى المسيح عملية فردية ليست لها عالقة بالجسد الكلى للمسيح حتى إن‬
‫الممارسات الكنسية تصبح لها دوافع تقليدية وأخالقية فاالعتراف يتحول الى وسائل عالجية للنفس والتخلص من‬
‫الشعور بالذنب واالشتراك فى اإلفخاريستيا ويصبح نوعاً من المكافأة للسلوكيات الجيدة والمعمودية تتحول الى‬
‫التزام أدبى ونفسى واإلكليل المقدس نوعاً من الحل لممارسة الحياة الزوجية وليس له عالقة بالجسد الكلى للمسيح‪.‬‬

‫الهوت األخرويات "اإلسخاتولوجى"‪:‬‬

‫هو الالهوت الذى يختص بدراسة المجئ الثانى للمسيح والدينونة وتغيير شكل جسدنا "ألننا ال نعلم إنه إن نقض‬
‫بيت خيمتنا األرضى فلنا فى السموات بناء من اهلل غير مصنوع بيد بل أبدى فإننا فى هذه أيضا نئن مشتاقين‬
‫الى أن نلبس فوقها مسكننا الذى فى السماء" (كو ‪" .)7-004‬إن كان لنا فى هذه الحياة فقط رجاء فى المسيح‬
‫فإننا أشقى جميع الناس" (‪0‬كو ‪ )06004‬اإليمان بقيامة األموات يعطى االنسان رجاء وهدفا سامياً للحياة "فالمسيح‬
‫احتمل اآلالم من أجل السرور الموضوع أمامه" (عب ‪ )0007-07‬هذه المعرفة وهذا العلم يعطينا طمأنينة من‬
‫جهة مستقبلنا األبدى فعندما نتطلع الى السماء وأمجادها ننسى أتعاب األرض‪.‬‬

‫‪-11-‬‬
‫المشير األعظم‬

‫"روح الرب على ألنه مسحنى ألبشر المساكين أرسلنى ألشفى منكسرى القلوب ألنادى للمأسورين باإلطالق‬
‫وللعمى بالبصر وأرسل المنسحقين فى الحرية وأكرز بسنة الرب المقبولة" (لو ‪.)70-0101‬‬

‫قدم لنا المشير األعظم السيد المسيح فى إنجيل يوحنا األصحاح الرابع نموذجاً للجلسة المشورية المسيحية والتى‬
‫كانت على إنفراد مع السامرية وانجيل السامرية يق أر فى الكنيسة ثالث مرات فى السنة ونتعلم مبادئ المشورة من‬
‫المشير األعظم فى هذه النقاط‪0‬‬

‫‪ -1‬كسر الجليد ‪:‬‬

‫فى بداية الجلسة نجد رب المجد وقد كسر الحواجز فى عدد ‪" 1‬أعطنى ألشرب" ذلك ألنها امرأة وسامرية والرب‬
‫يسوع من اليهود الذين ال يعاملون السامريين (سلوك عكس التوقع ‪.)Paradox‬‬

‫‪ -2‬التحفيز ‪:‬‬
‫ِ‬
‫علمت ‪..‬‬ ‫فمن مدخل احتياجها للماء تكلم معها عن الماء الحى وشوقها لطلب هذا الماء الحى فى عدد (‪" )6‬لو‬
‫ِ‬
‫لطلبت"‪.‬‬

‫‪ -3‬احتمال ردود األفعال السلبية‪:‬‬

‫فى عدد (‪ ) 00‬ال دلو لك والبئر عميقة وهنا تشكك السامرية فى قدرته على مساعدتها وتضع عقبات أمام حل‬
‫المشكلة لكن ثقة المشير بنفسه تجعله ال يتأثر بذلك ويستمر فى قيادة الجلسة‪.‬‬

‫‪ -4‬قوة المشير‪:‬‬

‫أقنعها من واقعها أن "الماء الذى تشرب منه يجعلها تعطش أيضا وتأتى ثانية" ‪ ،‬لكنه يملك ماء حياً مختلفاً عن‬
‫خبرتها الضعيفة ويستمر فى التشويق لعظمة هذا الماء الحى ‪ ،‬إنه ينبع ويقود الى حياة أبدية ورفع مستوى تفكيرها‬
‫الى مستوى أعلى‪ .‬من العددين (‪ )01،03‬نرى أن دور المشير أن يأخذ بالمستشير الى مستوى من الرقى والسمو‬
‫والعلو فى تفكيره وتطلعاته ‪ ،‬أبعد من واقعه‪.‬‬

‫‪ -5‬المستشير هو الذى يطلب المشورة‪:‬‬

‫فى عدد (‪" )04‬أعطنى هذا الماء" نجح يسوع (المشير األعظم) أن يجعلها تطلب‪ .‬شجع إرادتها لتأخذ دورها فى‬
‫أن يأتى الطلب من داخلها توجد ضرورة فى أن يكون لإلرادة دور فى طلب التغيير وقد عبرت السامرية عن ذلك‬
‫فى تصريح ضمنى من معاناتها فى طلب الماء المتكرر‪.‬‬

‫‪-10-‬‬
‫‪ -6‬التنقيب‪:‬‬

‫بعد أن شوقها لطلب الماء الحى كان عليها دور للحصول عليه وهو االعتراف والتوبة عن ماضيها وحاضرها‬
‫وقد لمس ذلك برقة فى عدد (‪" )04‬أذهبى وادعى زوجك" دخل الى جزء أعمق فى حياتها‪.‬‬

‫‪ -3‬األمان‪:‬‬

‫فى عدد (‪" )01‬ليس لى زوج" فى جو من القبول وحالوة ورقة الحوار وتقديم الحب واالهتمام استطاع أن يجعلها‬
‫تشعر باألمان حتى تصرح بسرها‪.‬‬

‫‪ -3‬المواجهة مع التعضيد (المساندة)‪:‬‬

‫فى عددى (‪" )01،01‬حسناً قلتى ‪ ..‬هذا قلتى بالصدق" وبين هذين القولين المشجعين وضع جملة المواجهة‬
‫الصريحة – كان لك أزواج خمسة والذى لك األن ليس زوجك ‪ ،‬أسلوب مهذب جداً فى وصف الخطأ هنا على‬
‫المشير مهمة اختيار الكلمات بدقة وكيف يضعها بحكمة فى جملة وليس بتلقائية األفكار‪.‬‬

‫‪ -1‬التمسك بقيادة الجلسة (وضوح الهدف)‪:‬‬

‫عادة يخاف المستشير بعد التصريح بشئ عميق فيبدأ فى الهرب وقد حاولت السامرية أن تأخذ الحديث الى جدل‬
‫عقائدى عن اآلباء والسجود وأنواع الجبال لكن رب المجد لم يتركها تخرج عن الموضوع لكن بحكمة ورقة أعادها‬
‫لرسالته معها ‪ ،‬وردهها لموضوعها نفسه وحديثها الحالى ففى عدد (‪" )70‬با امرأة" لتنتبه وفى عدد (‪" )73‬تأتى‬
‫ساعة وهى األن" ‪ ..‬والحديث الحالى عن السجود الحقيقى‪.‬‬

‫‪ -11‬التعليم‪:‬‬
‫فى عدد (‪ )71‬قدم لها المفهوم الصحيح للسجود علمها عن الروح القدس "اهلل روح والذين يسجدون له‬
‫فالبروح والحق"‪.‬‬

‫التبصير‪:‬‬ ‫‪-11‬‬

‫فى بداية الجلسة رأته إنساناً عادياً عاج اًز عن مساعدتها ال دلو له والبئر عميقة ثم تدرجت إنه نبى ثم استنارت‬
‫وتذكرت المسيا وهنا وصلت بنفسها الى اكتشاف الحقيقة وكان فى النهاية دور الرب يسوع أن يؤكد لها صحة‬
‫ما وصلت إليه ولم يستعجل فى البداية أن يصرح لها بمن هو ولم يقدم معلومة سريعة سهلة كان من الممكن أن‬
‫ترفضها من أول لحظة لكنه قال لها فى النهاية "أنا هو"‪.‬‬

‫‪-17-‬‬
‫السرية والخصوصية‪:‬‬ ‫‪-12‬‬

‫فى عدد (‪ )71‬جاء التالميذ ولم يجرؤ أحد أن يسأله ماذا تفعل أو ما شأن هذه المرأة ألن هذا ما علمهم إياه‪.‬‬

‫الهدف فى حياة المشير‪:‬‬ ‫‪-13‬‬

‫فى عدد (‪" )31‬طعامى أن أعمل مشئية الذى أرسلنى" ليس الهدف الحصول على رضى المستشير أو أن أرضى‬
‫نفسى ‪ ،‬لكن أن أحقق هدف اهلل من حياتى فى خدمتهم‪.‬‬

‫‪-13-‬‬
‫ما بين سر االعتراف وخدمة المشورة‬

‫االعتراف سر من أسرار الكنيسة السبعة‬

‫ما هو تعريف ومفهوم السر ؟‬

‫أهم وظيفة للكنيسة هى أنها محضر ومصدر إقامة عالقة الروح القدس باإلنسان منذ نعومة أظفاره وقد قال‬
‫القديس إيريناؤس (حيث تكون الكنيسة يكون روح اهلل وحيث يكون روح اهلل تكون الكنيسة ويكون ملء النعمة)‪.‬‬

‫األسرار هى لمسات متفاعلة حقيقية من المسيح لنا تنقل إلينا نعمته وحبه وانها حقيقة واضحة أن المسيح أصبح‬
‫األن غير مرئى وذلك بعد صعوده الى السموات ‪ ،‬ولكنه يصبح مرئياً فى كنيسته التى هى جسده من خالل‬
‫األسرار‪ .‬إن األسرار هى قبالت اهلل من خاللها يسكب علينا غنى حبه ‪ ،‬إنها توصل لنا حياة اهلل نفسها األسرار‬
‫هى القنوات التى من خاللها نكون اليوم فى عالقة حميمة خاصة مع المسيح من خالل األسرار تنقل إلينا الكنيسة‬
‫كل أعمال وأفعال المسيح الخالصية من أجلنا (ميالده وتجسده ‪ ،‬موته على الصليب ‪ ،‬قيامته من األموات)‪.‬‬

‫االعتراف هو سر حضور اهلل من أجل الغفران وألن الكنيسة تعى تماماً احتياجات اإلنسان النفسية والمادية‬
‫والروحية لذا فإنها وضعت سر االعتراف ألن اإلنسان لن يشعر بالغفران بمجرد اإليمان العقلى بدم المسيح وكان‬
‫البد له أن يمارس شيئاً محسوساً ويفصح عما بداخله ثم يؤمن بالغفران من خالل السر (سر االعتراف وسر‬
‫اإلفخارستيا)‪ .‬إن سر اإلفخا رستيا هو محور حياتنا الكنسي فباالنتظام على ممارسته تستقيم الحياة ولكى أنتظم‬
‫على اإلفخارستيا يجب أن أكون مستعداً باالعتراف ومحاسبة النفس ومراجعة عالقاتى مع اهلل والناس هذا يحدث‬
‫داخل منظومة من الصلوات واألصوام التى تعلم اإلنسان ضبط النفس والسيطرة على شهواته وتقوى اإلرادة لديه‪.‬‬

‫أثناء الصوم يتدرب اإلنسان على بعض التدريبات الروحية التى تختلف بإختالف عمره من التأمل والقراءة الروحية‬
‫وفترات السكون والمطانيات ومحبة األخرين وعمل الرحمة و‪ ..‬وهذا بجانب المواسم واألعياد التى تكون فرصة‬
‫للتوبة ومراجعة اإلنسان لذاته وأهدافه‪ .‬كما تحيط باإلنسان داخل الكنيسة سحابة من الشهود (القديسين) الذين‬
‫يظل ون أحياء فى الكنيسة يتشفعون فينا ويمثلون لنا نماذج نتمثل بها وتستخدم الكنيسة أشياء مادية كثيرة لتكون‬
‫أداة لنقل نعمة الروح القدس الماء والزيت والخمر والخبز ‪ ،‬تستخدم بانتظام فى أثناء عبادتنا لكى تذكرنا أن المادة‬
‫خلقها اهلل لتكون صالحة‪.‬‬

‫الحقيقة أن الكنيسة باستخدامها المادة تكون ملهمة ومل ِهمة بالتجسد الذى بواسطته أصبح اهلل نفسه إنساناً ‪ ،‬أخذ‬
‫لنفسه جسداً مادياً ألجل خالصنا وتهتم الكنيسة باستخدام المادة كى تستطيع حواس اإلنسان أن تشارك فى العبادة‬
‫وبذلك تتقدس الحواس وتتطهر ويصبح الالهوت مفهوماً ومحسوساً لدى اإلنسان ال أن يرى فقط بل يلمس ‪ ،‬يشم‬
‫‪ ،‬يتذوق ‪ ،‬وأن يقبل‪.‬‬

‫‪-11-‬‬
‫سـر األعتراف ‪:‬‬

‫فى االعتراف ‪ ..‬يتعلم اإلنسان كيف يدخل الى نفسه ‪ ،‬من الطبيعى أن يجد اإلنسان صعوبة للدخول الى نفسه‬
‫لكنه ومع مرور الوقت واستمرار الممارسة يتعلم التكنيك ومعروف إنه ال يمكن أن يحدث شفاء لمتاعب النفس‬
‫دون القدرة على اكتشاف حقيقى لها وخالل سنوات طويلة اداوم فيها على اكتشاف ذاتى الحقيقية بال أقنعة يتم‬
‫التخلص من األنا الوهمية بشكل جزئى متدرج والوصول الى األنا الحقيقية‪ .‬اإلنسان الطبيعى حواسه متجهة الى‬
‫الخارج حيث إن عينيه تنظران للخارج وأذناه تسمعان ألصوات الخارج المحيط به وهكذا كل حواسه تنتبه لألشياء‬
‫الخارجية عنه لهذا فهو يدعى ‪ External Oriented Person‬أما ذلك اإلنسان الذى تمرس على سر اإلعتراف‬
‫وتعلم كيف ينظر الى الداخل ‪ ،‬تنمو لديه حواس داخلية تستطيع أن تنظر للداخل ويمكن أن يدعى هذا اإلنسان‬
‫‪.Internal Oriented Person‬‬

‫فى االعتراف ‪ ..‬يركز اإلنسان على حواسه وهى أبواب النفس ‪ ،‬فاإلنسان البشرى كائن معقد ففى شخصية كل‬
‫منا أبعاد مختلفة وتبدأ الحواس تلتقط أشياء من المحيط الذى نعيش فيه فتتكون بعض االنطباعات التى ينظمها‬
‫العقل ويحولها الى أفكار ثم يقرر اإلنسان من خالل األفكار ماذا يفعل وماذا ال يفعل ‪ ،‬ونتيجة لهذا التفاعل بين‬
‫تلك األبعاد داخل النفس تتكون العواطف والمشاعر وخالل سنوات االعتراف يتدرب اإلنسان على السيطرة على‬
‫حواسه وبمرور السنوات تتطهر الحواس ونتيجة لذلك تتغير االنطباعات التى هى أساس األفكار‪.‬‬

‫فى االعتراف ‪ ..‬يتدرب اإلنسان على حروب األفكار ويبدأ بتعلم كيفية الهروب من الفكر الشرير عن طريق‬
‫ترديده لصالة يسوع أو تغيير المكان أو التحدث مع شخص أخر فى مواضيع مختلفة عن الفكر ويتطور األمر‬
‫الى كيفية استبدال الفكر اإليجابى بالسلبى أى يترك السلبى ويمسك باإليجابى ‪ ،‬وينمو من خالل السنوات الطويلة‬
‫فى قدرته على اكتشاف الفكر الشرير قبل أن يسيطر عليه ثم يتقوى فى حرب األفكار حتى يستطيع أن يهاجم‬
‫األفكار ويسيطر عليها كما فعل السيد المسيح عندما هاجم أفكار الشيطان مستخدماً سالح الشيطان نفسه الذى‬
‫كان يستخدم االية الكتابية بتفسير مغلوط فرد المسيح االية باالية طارداً الفكر المغلوط ‪ ،‬الشك أن من خالل‬
‫مسيرة الحياة ومراجعة النفس المستمرة يبدأ اإلنسان باكتشاف األفكار المغلوطة التى كبلت حياته ويستطيع أن‬
‫يحددها ويفصح عنها ومن حقائق علم النفس التى لم يعد خالف بشأنها أننى كإنسان أفهم حقاً ما هى نفسى‬
‫وتكوينها كلما تمكنت أن أعبر عنها بكلمات واضحة لشخص أخر‪.‬‬

‫فى االعتراف ‪ ..‬يتعلم اإلنسان كيفية مواجهة عواطفه ومشاعره ومعروف أن العواطف والمشاعر تأتى نتيجة‬
‫األفكار والسيطرة على اإلفكار هى سيطرة على العواطف أيضاً فأستطيع أن أحدث تغيي اًر فى عواطفى إذا ما‬
‫تمكنت أن أعيها وأعبر عنها بصدق واذا ما أحسست أنها غير ناضجة وغير مرغوب فيها‪.‬‬

‫مثالً إن كنت أحس أننى متألم من بعض األمور الصغيرة التافهة سيتبين لى سريعاًإننى مفرط فى الحساسية‬
‫منغمس فى الشفقة على نفسى ‪ ،‬وحين يصبح ذلك واضحاً بالنسبة الى أستفيق سريعاً وأتغير ‪ ،‬ثمة عواطف‬

‫‪-14-‬‬
‫دفينة ‪ ،‬يتم إعالنها لنتمكن من تحديدها ‪ ،‬ونعبر عنها فى االعتراف ‪ ،‬نكتشف ونعرف األفكار التى تحملها ‪،‬‬
‫نفرز األفكار ‪ ،‬فتنضج العواطف ‪ ،‬من ثم يحدث التغيير وهكذا عجلة النمو‪.‬‬

‫فى االعتراف ‪ ..‬يتعلم اإلنسان خالل مسيرة حياته الطويلة كيف ال يسقط الذنب على األخر وكيف يكتشف‬
‫خطاياه هو وليس خطايا األخرين ‪ ،‬فى االعتراف يتعلم اإلنسان أن يقول لقد أخطأت وهذا ليس سهالً بالنسبة‬
‫لكثيرين منا فإسقاط الذنب على شخص أخر هو رد الفعل الشائع بين جميع الناس فهو قديم قدم اإلنسانية نفسها‬
‫لقد وصفه الكتاب المقدس فى أول صفحاته مرتبطاً بأول فعل عصيان من اإلنسان ‪ ،‬فلقد سأل اهلل آدم المختبئ‬
‫بين أشجار جنة عدن قائالً "هل أكلت من الشجرة التى أوصيتك أن ال تأكل منها؟" (تك ‪ )0003‬وتذكرون رد‬
‫فعل آدم لقد ألقى اللوم على حواء وبدورها ألقت باللوم على الحية هذا بالتحديد الذى يسمم المناقشات ‪ ،‬فكل‬
‫طرف أمامه دائماً طريقتان إما إسقاط المسؤولية على الطرف األخر أو القبول الواعى لمسؤوليته الشخصية‪.‬‬
‫الطريقة األولى تجعل النزاع يستمر الى ماال نهاية ‪ ،‬اماالثانية فتؤدى الى حل حقيقى وتقدر أن تمنح سالماً‬
‫حقيقياً وهذا ما يتمرن عليه المعترف أثناء االعتراف ومن خالل المداومة واالستمرار فى االعتراف يعتاد اإلنسان‬
‫أن يكتشف خطأه هو ويتقن تحمل وقبول المسؤلية على نفسه‪ .‬هنا يتوقف عن إدانة األخرين وتصبح قدرته على‬
‫اكتشاف األخطاء متجهة نحو الداخل وليس الخارج‪.‬‬

‫بممارسة سر االعتراف ‪ ..‬واستمرار اكتشاف النفس تتغير رؤية اإلنسان لنفسه واألخرين واهلل والحياة والعالم‬
‫وعن طريق التدريبات الروحية والممارسات الكنسية تتكون البصيرة وتستنير النفس ‪ ،‬أستطيع أن أقول إن االعتراف‬
‫هو (‪ )Vision Therapy‬عالج رؤيوى من خالله تتغير رؤيتى لنفسى وتعتبر هذه الخطوة نقطة البداية لتغيير‬
‫الرؤية لكل الحياة‪ .‬مما ال شك فيه أن تفهم النفس بعمق والتأكد من محبة اهلل لى والجهد الصادق فى ان أحب‬
‫نفسى حباً حقيقياً ‪ ،‬إنما هو البداية فى السعادة والنمو اإلنسانى‪ .‬ما من شك أن إشباع الجائع ‪ ،‬والغفران لمن‬
‫أذنب الى ‪،‬وحب العدو بإسم المسيح إنما وصايا عظيمة ‪،‬ولكن ما على اكتشافه هو أن األصغر بين هؤالء‬
‫واألفقر ومن فى حاجة كبرى الى الغفران بل العدو ذاته إنما هو فى داخلى أنا وعلى أن أتصالح معه وأقبله‬
‫واحبه ‪ ..‬بكلمات أخرى على أن أتصالح مع نفسى وأغفر لها وأقبلها بحب المسيح لها وغفرانه وقبوله لها ‪ ،‬حينئذ‬
‫أستطيع أن أفعل لغيرى ما فعله المسيح لى ومعى‪.‬‬

‫فى االعتراف ‪ ..‬يتدرب اإلنسان على نوع من اإلصغاء الى ذاته عن طريق إيجاد الوقت لالنفراد والصمت ولكى‬
‫يكتشف ويحاسب نفسه عليه أن يتدرب على السكون إننا جميعاً ضحايا صخب من الضجيج والتشتت ضحايا‬
‫ما يسميه علم النفس "فيضان الضجيج" فلكى يتمكن اإلنسان من التعرف على نفسه ويتمرس على رؤيتها ‪ ،‬عليه‬
‫أن يتدرب على السكون والصمت لفترات كى يستطيع أن يصغى لذاته ويتعرف عليها‪.‬‬

‫أكبر نعمة وأعظم عطية فى االعتراف ‪ ..‬هى الحصول على الغفران والتمتع بالمغفرة والتخلص بالذنب والتصالح‬
‫مع اهلل ومع النفس ‪ ،‬هذا كان شعور النبى داود عندما أخطاً واعترف بخطئه أمام ناثان النبى والكاهن وقال "لقد‬
‫أخطأت الى الرب" فقال له ناثان "الرب أيضاً قد نقل عنك خطيتك" فكتب فى المزمور (‪ )37‬قائالً "طوبى للذى‬
‫غفر إثمه وسترت خطيته لما سكت بليت عظامى من زفيرى اليوم كله أعترف لك بخطيتى وال أكتم إثمى ‪ ،‬قلت‬

‫‪-14-‬‬
‫أعترف للرب بذنبى وأنت رفعت آثام خطيتى" يضع الكاهن الصليب على رأس المعترف ويصلى بخشوع صالة‬
‫الحل‪.‬‬
‫ما دور أبينا الكاهن ؟‬

‫دور أبينا الكاهن ليس هو الدور الرئيسى كما يتوقع البعض ‪ ،‬إذ أن اهلل يستخدمه كوسيلة إيضاح تعلن عن حبه‬
‫وفرحته بعودة النفس التائبة ‪ ،‬سيظل دور الروح القدس وعمله داخل نفس المعترف ومواهبه المعطاة ألبينا من‬
‫انفتاح بالحب على المعترف الى اإلرشاد بروح المشورة الى منح الغفران هو الدور الرئيسى والمحورى‪ .‬الكهنوت‬
‫هو أبوة فيها يمتلئ قلب الكاهن بحب ليس من هذا العالم لكل أوالد المسيح يحمل خطاياهم ‪ ،‬ليلقى بها على‬
‫ذبيحة المسيح على المذبح ويشعر بمسؤولياته تجاه أوالده يشعر فى أبوته أن خطايا شعبه تتجمع فيه وكما كتبت‬
‫الدسقولية لألسقف (فليحمل األسقف خطية من يكون قد أخطأ على نفسه ليجعله ح اًر من خطيئته ويقول للذى‬
‫أخطأ أرجع أنت وأنا أقبل الموت عنك كما مات سيدى عنى وعن الكل) هذه مشاعر حقيقية يضعها الروح القدس‬
‫فى قلب الكاهن‪.‬‬

‫لقد غرس فى قلب القبطى من بداية المسيحية بأن الكاهن هو أب محب له يلجأ إليه وأمامه يستطيع أن يكشف‬
‫كل خباياه وعلم طفله كيف يحب أباه ويطمئن إليه ويرتمى فى حضنه وبين ذراعيه يبحث عن الراحة والدفء‪.‬‬
‫اإلحساس بأبوة الكاهن المغروسة فى وجدان الشعب القبطى تسمح ألبينا بممارسة كل أعمال األبوة وتتيح له‬
‫الفرصة بتعويض نقص وحرمان األبوة الجسدية عند أوالده ‪ ،‬إال أنه ال يزيد الدور الذى يقع على أبينا سوى بـ‬
‫‪%01‬فقط فى موضوع االعتراف وشفاء النفس‪ .‬فانتظام كشف ومحاسبة النفس والقدرة على كشف الخطية أمام‬
‫الكاه ن والشعور بفرحة الغفران والتمتع بحب اهلل ‪ ،‬والتغصب والجهاد ضد شهوات النفس والتمرس على كشف‬
‫خبايا النفس والسيطرة عليها والقدرة على تغيير الفكر السلبى ووضع أخر إيجابى والتواجد داخل منظومة كنسية‬
‫متكاملة على هذا كله يقع العبء األكبر فى تغير النفوس واستنارتها ‪ ،‬ال على إرشادات أبينا وقدرته على التحليل‬
‫العلمى الدقيق‪ .‬وهذا ال يمنع من التأكيد أيضاً على أن الدراسة والعلوم النفسية تساعد الكاهن بصورة أو بأخرى‬
‫فى ممارسة سر االعتراف بصورة أفضل‪.‬‬

‫بعض النماذج غير السليمة فى ممارسة االعتراف‬

‫‪ -0‬الوسواس الذى يشعر الشخص بأن كل أمر ‪ ،‬شاردة وواردة يفعلها هى خطية يحتاج أن يعترف بها ويحاسب‬
‫نفسه بأسلوب مريض وي تخيل أن اهلل فى موقف المراقب الذى يكتب كل أفعاله كى يحاسبه عليها هذا‬
‫اإلنسان يكون متورم الضمير ال يقبل نفسه وال يحبها‪.‬‬
‫المتبلد الذى يتكلم عن أفظع الخطايا كأنه يتكلم عن حقائق طبيعية فى الحياة ويشعر بوخز الضمير لكنه‬ ‫‪-7‬‬
‫يحاول إسكاته واقناع نفسه بأن هذا أمر طبيعى وأن هذه الخطايا يفعلها كل الناس‪.‬‬
‫‪ -3‬الناموسى الذى يهتم بممارسة الطقس بدقة لكن دون روح هو يتمم فرائض ويرتاح بمجرد ممارسة االعتراف‬
‫يهتم بالشكل وليس الجوهر‪.‬‬

‫‪-11-‬‬
‫‪ -1‬المذعن للضغوط والمتواكل على االخرين الذى يخاف أن يأخذ أية ق اررات فى حياته لذا يطلب من أبينا أن‬
‫يعرفه إرادة اهلل فى أمور كثيرة خاصة به ‪ ،‬هو راضياً بما يقرره االخرون فى حياته خوفاً من تحمل المسؤولية‪.‬‬
‫‪ -4‬المتشائم والمحب ط الذى ينظر للدنيا بنظارة سوداء ‪ ،‬شخصيته باحثة عن الكمال وال يوجد هذا الذى يبحث‬
‫عنه لذا تكثر نوبات اكتئابه‪.‬‬
‫‪ -4‬كثير الكالم حتى فى تفاصيل غير مهمة م ِّ‬
‫ضيع للوقت‪.‬‬
‫المشتكى الذى يحب أن يلبس قناع الضحية المحروم والذى يعتقد أن كل أخطائه هى بسبب األخرين وهو‬ ‫‪-1‬‬
‫دائماً مظلوم‪.‬‬
‫‪ -1‬العاشق الولهان الذى يحب حديثاً فى حالة افتتان ‪،‬ويطلب من ابينا أن يوافق على هذا الحب أو يصالحه‬
‫على الحبيبة ويقضى فترة االعتراف كلها يتحدث عن الحب ويدافع عنه‪.‬‬
‫‪ -6‬الخجول الذى يهمس بصوت منخفض جداً أثناء االعتراف‪.‬‬
‫‪ -01‬الكتوم الذى ال يعرف كيف يعبر عن نفسه وعن مشاعره‪.‬‬

‫هذه كلها نماذج من ممارسة المعترفين فى االعتراف تحتاج الى صبر وطول أناة وعدم مهاجمتهم وقبولهم وحبهم‬
‫وتشجيعهم قليالً على التغير‪.‬‬

‫إرشادات خاصة بأب االعتراف أو المشير‬

‫فى االعتراف والمشورة يجب أن ينظر الكاهن أو المشير بعين اهلل لهذه النفس ‪ ،‬اهلل الذى يحب النفس‬ ‫‪-0‬‬
‫ويحترمها ويقدرها دون تقييمها ال على أساس مشاكلها وال طريقة تفكيرها‪ .‬اهلل الذى قال "لذتى فى بنى آدم" هو‬
‫قادر أن يحى اإلنسان بأية ثقافة وأى عصر وأى جنس ‪ ،‬فبعين اهلل سيتعمق وعيه أكثر بالعالم المحيط به سيرى‬
‫أشياء كانت من قبل عادية ‪ ،‬أما فى عين اهلل سيكتشف فيها عمقاً وجماالً أكثر ‪ ،‬سيجد نفسه أيضا على صلة‬
‫أعمق مع الحزن فى قلوب الناس ويشعر فى نفسه بوعى جديد للواقع الذى يعيش وسطه‪.‬‬

‫‪ -7‬فى االعتراف والمشورة ينبغى أن يدخل الكاهن أو المشير الى النفس بمنتهى الوقار والمهابة ويحترم الخبرة‬
‫اإلنسانية بكل معانيها وآالمها ‪ ،‬ويعتبر أن هذه اللحظات التى يقضيها مع هذه النفس لحظات مقدسة فيها يكون‬
‫فى وضع المتلقى والمتعلم وليس المعلم‪ .‬حيث يتعلم من النفس خبراتها صالحة كانت أو فاسدة ‪ ،‬مؤلمة أو مفرحة‬
‫‪ ،‬صحيحة أو مريضة ‪ ،‬ويضيف هذه الخبرات الى خبراته وتصبح جزءاً من كيانه وكأن لسان حاله "كم من‬
‫خبرات غيرت حياتى ‪ ،‬كم من دموع وتأوهات أناس فتحت عينى على أشياء لم تخطر لى ببال" ففى هذه اللحظات‬
‫يكشف اإلنسان نفسه ويفضح تجاربه وأفكاره الداخلية التى ينبغى أنا كمشير‪/‬أب اعتراف أن أتلقاها كأغلى الجواهر‬
‫‪ ،‬ذلك ألن خبرات اإلنسان هى أثمن ما يملك وهو يقدمها لك األن ممزوجة بمعاناته وآالمه‪ .‬أود أن أوضح أن‬
‫ما من أحد يستطيع أن ينقل خبرته الشخصية الى إنسان اخر ‪ ،‬لكن كل ما يستطيع أن يفعل هو تقديم تفكيره‬
‫حول تلك الخبرة فأقبلها بمنتهى التركيز واالهتمام‪.‬‬

‫‪-11-‬‬
‫‪ -3‬فى االعتراف والمشورة ينبغى أن يعى الكاهن والمشير أنه أيضاً إنسان وأنه معرض لألمراض نفسها روحية‬
‫أو نفسية وال يحتقر أو يقلل من أى موقف أو معاناة أو خطية وينحدر لئال يقع فى المرض نفسه أو فى إدانة‬
‫هذا الشخص مهما كان نوع الخطية أو المرض أو الموقف ويتذكر كلمات القديس بولس الرسول عندما كتب فى‬
‫غالطية قائالً "أيها األخوة إن انسبق إنسان فأخذ فى زلة ما فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة‬
‫ناظ اًر الى نفسك لئال تجرب أنت أيضاً" (غال ‪.)004‬‬

‫‪ -1‬فى االعتراف أو المشورة يحذر الكاهن أو المشير من الفضول ومحاولة استدراج المعترف أو المستشير‬
‫لمعرفة امور أخرى أو أسماء كانت مشتركة معه أو أية تفاصيل أخرى ويحترم حرية الشخص فى كشف ما يريده‬
‫فقط دون محاولة محاصرته باألسئلة‪.‬‬

‫‪ -4‬فى االعتراف او المشورة يجب أن يعرف الكاهن أو المشير بأن النفس فى حالة متغيرة دائماً وأنه فى كل‬
‫مرة عليه أن يكتشف الجديد فى الخبرة والجديد فى طريقة التفكير وال يعامل النفس بناء على جلسات وحوارات‬
‫سابقة وكأن النفس تقول (اعلم أنه كلما تلتقى بى أكون قد تغيرت ‪ ،‬لن أكون على ما كنت عليه قبالً فإذا كنت‬
‫قد قابلتنى البارحة أرجوك ال تظن أننى ال أزال الشخص نفسه لقد ازددت خبرة فى الحياة وتعمقت معرفتى بأولئك‬
‫الذين أحب ‪ ،‬وصليت وتأملت وتغيرت ‪ ..‬اقترب منى وكأنك على موعد مع ما قد يدهشك ‪.)...‬‬

‫‪ -4‬فى االعتراف أو المشورة ينبغى أن يكون الكاهن أو المشير منفتحاً على األخر بال تكلف وال يتكلم‬
‫بأكالشيهات محفوظة ويحاول أن يتصنع الحياة ويحذر من تلك الصيغ المبتذلة والمحضرة مسبقاً ‪ ،‬أنا اعتقد أن‬
‫العطاء األساسى فى الحب هو العطاء من الذات فى االنفتاح على األخر وال عطاء حقيقى من دون هذا االنفتاح‪.‬‬
‫نحن ال نبدأ فى عملية الحب إال عندما نبدأ فى االنفتاح بصدق على االخر ألن الحب عطاء من الذات ال مما‬
‫عندنا من أفكار أو خبرات مجردة فى الحياة وكأنها مكتوبة فى صفحة وتقرأها على الشخص ‪ ،‬بل إنها عالقة‬
‫حياة من النفس للنفس فى تقديرها واحترامها واذكاء مهاراتها والصبر عليها لتنمو وتنضج‪.‬‬

‫‪ -1‬فى االعتراف أو المشورة ينبغى أن يعى الكاهن أو المشير أنه ليس بطبيب للنفس وأن ليس لديه حلول‬
‫مقنعة لكل المشاكل وأنه إذا توفر لإلنسان جو مناسب من األمان فقد يستطيع أن يفصح عما بداخله من متاعب‬
‫وآالم ‪ ،‬وأن ما يريح النفس ليس ما يتكلم به المشير ‪ ،‬إنما كون النفس "نفس المستشير‪/‬المعترف تمكنت من‬
‫اإلفصاح عن متاعبها وضعفها‪.‬‬

‫‪ -1‬على الكاهن أو المشير أن يتدرب على اإلصغاء بصدق وحب واهتمام فعندما تصغى عليك أوالً أن تنسى‬
‫حياتك لبعض الوقت كى تهب تلك النفس الى أمامك الوقت الذى هى بحاجة إليه‪ .‬أنا أعرف من خبرتى الخاصة‬
‫أن ذاك ليس دائماً باألمر السهل فكل منا لديه دائماً الئحة باألمور التى يجب أن يقوم بها كل يوم‪ .‬وعندما‬
‫يطرق أحد بابى أتساءل من هو الطارق؟ وكم من الوقت سيأخذ منى؟ وذلك ألننى دائما لدى مهام أقوم بها ‪،‬‬
‫وعلى أن أوجه كل همتى لكى أترك العمل الذى كنت منشغالً به وأن أنسى لمدة من الزمن ما يشغل حياتى‪ .‬أنا‬

‫‪-16-‬‬
‫أنظر الى اإلصغاء كأنه أمر يتعلق بمساحة ما فى الحياة فعندما أصغى ‪ ،‬فكأننى أعطى فى حياتى لألخر‬
‫مساحة يتحرك فيها ‪ ،‬وفيها يجلس ويستريح ويكشف لى عن كل متاعبه‪.‬‬
‫ما بين االعتراف ومجموعات المساندة‬

‫الشك أن لمجموعات المساندة دو اًر هاماً وواضحاً فى شفاء مرضى كثيرين كانت حياتهم قد خربت ودمرت‬
‫وأصبحوا يعيشون على هامش الحياة كانو مرفوضين من نفوسهم ومن األخرين وخاصة أهلهم ووجدوا فى‬
‫مجموعات المساندة مكاناً آمناً يستطيعون أن يعبروا من خالله عما يدور بداخلهم من صراعات عميقة وجروح‬
‫دفينة والقوا أخي اًر القبول المفقود منذ زمن بعيد داخل المجموعة وتعلموا كيف يمكن التعايش مع مشاكلهم بصورة‬
‫افضل ويتعرفون على خبرات أخرى تساعدهم على التغلب على مشاكلهم‪.‬‬

‫ولكن لمن هذه المجموعات ؟‬

‫الكنيسة األرثوذكسية ال يمكن أن تعترض على مجموعات المساندة التى يقترحها الطبيب النفسى لبعض المرضى‬
‫ولكن الكنيسة ترفض أن تكون مجموعات المساندة لكل الناس الموجودين داخل الكنيسة والذين يمكن أن يوصفوا‬
‫بأنهم طبيعيون ولكنهم يواجهون أحداثاً صعبة وعالقات مكسورة أو أشخاصاً يعيشون بكفاءة ولكنهم ال يزالون‬
‫يعانون من تأثير أحداث ماضية تعرضهم لمتاعب نفسية وذلك ألن الكنيسة األرثوذكسية لديها ينبوع للتفريغ‬
‫والتعبير عن المعاناة النفسية بحرية من خالل سر االعتراف وكذلك لألسباب اآلتية‪0‬‬

‫يقال أن من فوائد مجموعات المساندة االنفتاح على االخر وخلع األقنعة والتعامل داخل المجموعة بحرية‬ ‫‪-0‬‬
‫وكشف ما بداخل اإلنسان دون قلق وخوف من الرفض واخراج المشاعر المكبوتة‪ .‬قد يكون هذا الكالم صحيحاً‬
‫بالنسبة للكنيسة الغربية التى لم تختبر سر االعتراف ‪ ،‬أما بالنسبة للكنيسة األرثوذكسية يعتبر االعتراف مكاناً‬
‫آمناً لفتح كل جروح النفس فى حضور سرى للروح القدس أفضل بال مقارنة من مجموعات المساندة وال يوجد‬
‫احتياج للتعرية فى هذه المجموعات وفضح أسرار لبيوت كثيرة أمام مجموعة كبيرة من الناس ‪ ،‬كما ان التعرية‬
‫أمام عدد كبير من الناس عمل عكس وضد طبيعة النفس البشرية‪ .‬أما ماقيل عن االعتراف الجماعى الذى كان‬
‫يحدث فى الكنيسة األرثوذكسية مثلما اعترف القديس موسى األسود أمام كل الموجودين بالكنيسة فهذه حاالت‬
‫خاصة جداً ولم تتكرر كثي اًر والقول بأن الكاهن القبطى كان يمارس االعتراف العلنى أمام الشعب كله بخطاياه‬
‫ومع الوقت أصبح هذا الجزء من القداس يمارس بصورة ميكانيكية فارغة من المعنى (كتاب الروحانية والتعافى‬
‫د‪/‬وسيم وصفى) فهذا غير صحيح ولم يحدث أبداً فى الكنيسة‪.‬‬

‫يقال إن فوائد مجموعات المساندة أنها مكان لالنتماء حيث توفر ألعضائها الشعور باالنتماء والهوية‬ ‫‪-7‬‬
‫المشتركة والحقيقة أن موضوع االنتماء موضوع هام وحيوى فى الكنيسة الغربية حيث تنتهج منهج الروحانية‬
‫الفردية والعالقة الشخصية باهلل ‪ ،‬أما الكنيسة األرثوذكسية فال تعانى من قضية االنتماء وذلك ألن الجسد الواحد‬
‫والشركة بمعنى الوحدة بمعنى الوحدة السرية فى جسد المسيح ال يعبر عنها بعظات فكرية وكالمية فقط ‪،‬ولكنها‬
‫معمقة فى كل ممارستنا وخصوصا فى القداسات والتى تنتهى بالتناول من الجسد والدم الذى يربطنا معا برباط‬
‫‪-61-‬‬
‫مقدس‪ .‬وفى كل صلواتنا سواء العامة والخاصة ال نصلى بصيغة الفرد المفرد بل بصيغة الجمع (فلنشكر صانع‬
‫الخيرات ‪ ،‬اجعلنا مستحقين أن نقول بشكر ‪ )...‬هذا بخالف وجود مجموعات صغيرة لخدمات مختلفة داخل‬
‫الكنيسة ينتمى إليها الشخص لكن داخل االنتماء األعظم واألهم للجسد الواحد‪.‬‬

‫تحتاج مجموعات المساندة الحتياطات وقواعد صعبة ‪،‬وقد تبدو مستحيلة مثل السرية التامة وهذا يبدو‬ ‫‪-3‬‬
‫صعباً جداً من خالل عدد كبير من الناس‪ .‬فمعروف فى علم االجتماع أنك إذا أردت أن تنشر خب اًر ‪ ،‬اعلمه‬
‫فقط ألثنين وقيل أن شعا اًر هو (ما تسمعه أو تراه هنا اتركه هنا) فهذا صعب جداً ‪،‬ذلك أن اإلنسان عندما‬
‫يصطدم بسر كبير يشعر بأنه محمل بثقل كبير يحتاج أن يفرغه عند أحد أخر ‪ ،‬أما فى سر االعتراف يصبح‬
‫الكاهن خائناً لكهنوته لو أفشى سر االعتراف الخر ‪ ،‬كما أن أبانا يشعر بمسؤوليته تجاه أوالده وشعبه هل يمكن‬
‫ألب أن يكشف أسرار أوالده وأسرار بيته؟!‬

‫‪ -1‬تسيطر على مجموعات المساندة أجواء عاطفية شديدة وانفعاالت وبكاء ‪،‬والكنيسة األرثوذكسية ترفض‬
‫التركيز على المشاعر وال تعتمد على المشاعر الخارجية وتأثيراتها المضرة فى تهميش العقل واندفاع اإلنسان‬
‫نحو ما يشعر به فى هذه اللحظة ‪ ،‬فى الوقت نفسه ال ترفض الكنيسة األرثوذكسية العواطف والمشاعر وال تشجع‬
‫على كبتها لكنها ترفض استخدامها فى شحن الناس والتأثير عليهم والكنيسة تقبل وتطوب المشاعر التى تتحرك‬
‫فى اإلنسان بسبب حركة داخلية من الروح ‪ ،‬وليس بسبب مؤث ارت خارجية كما أن المسيح لم يستعمل أبداً فكرة‬
‫شحن الجموع بالمشاعر بل بالعكس كثي اًر ما كان يصدم الجموع بكلمات ووصايا صعبة‪ .‬فى االعتراف تكون‬
‫المشاعر حقيقية نابعة من الداخل مثل مشاعر التوبة والحزن والبكاء‪.‬‬

‫يشعر عدد كبير من الناس بالحرج نتيجة لوجودهم داخل إحدى مجموعات المساندة ‪،‬وكأنهم يعلنون ضعفهم‬ ‫‪-4‬‬
‫للجميع وأنهم بحاجة الى المساندة النفسية ‪،‬كما يالحظ أن اإلنسان الذى مر بتجربة نفسية شديدة وكان مكشوفاً‬
‫قدام اخرين يحاول الهروب منهم بعد أن يتخطى المتاعب ‪ ،‬ذلك ألنه عندما يراهم يتذكر كل الظروف القاسية‬
‫التى مر بها ويصبح غير مرتاح للتواجد معهم ثانية‪ .‬وال نستطيع أن ننسى أننا شرقيون وقد تربينا على احترام‬
‫الخصوصية وأن أسرار بيوتنا غير مباحة وغير مسموح لتداولها فى مجموعات المساندة وال يخفى على الجميع‬
‫أن كثيرين من مرضى السكر والسرطان وما الى غيره من أمراض ‪ ،‬ال يتم االعالن عن أمراضهم بل تظل أحد‬
‫أسرار العائالت ‪ ،‬ما بال بعض المشاكل والجروح القديمة التى قد تمس األب أو األم أو أفراد العائلة؟ إن أفضل‬
‫مكان لفتح هذه الجروح التى تمس العائلة هو أب االعتراف وليس مجموعات المساندة‪.‬‬

‫‪-60-‬‬
‫دروس هامة من تاريخ علم المشورة‬

‫المبادئ االساسية لعلم المشورة‬

‫بدأ الموضوع مع العالم سيجموند فرويد فى نهاية القرن التاسع عشر حوالى سنة ‪ .0167‬وكان فرويد ذو شخصية‬
‫براقة وغامض وصنع ضجة كبيرة فى علم النفس فى ذاك الوقت وتكلم فرويد عن الجنس مما جذب الناس الى‬
‫علم النفس وادرك الناس ان فى علم جديد سيظهر "علم النفس"‪.‬‬

‫ولكن مع منتصف القرن العشرين وبعد الحرب العالمية الثانية بدأ الناس فى الشعور باالحباط من علم النفس‬
‫حيث كانت توقعاتهم انه سوف يصبح مفيدا لهم ولحياتهم اال انه لم يقدم لهم الكثير مخيبا امالهم‪ .‬مما دفع احد‬
‫الكتاب ان يكتب مقالة بعنوان "القطة السوداء" حيث قال فيها ( حينما ندرس او نريد ان نعرف عن علم النفس‬
‫كالذى يبحث عن قطة سوداء داخل غرفة مظلمة وهو اصال أعمى والقطة غير موجودة أساسا بالغرفة)‪.‬‬

‫فكر فرويد‪:‬‬

‫من ضمن ما قاله فرويد ان االحداث التى تحدث لالنسان فى سنوات الطفولة المبكرة – الثالث سنوات االولى‬
‫من عمره‪ -‬هى الم سؤولة عما يحصل لالنسان من اضطرابات نفسية فيما بعد اى ان االنسان هو نتاج كل ما‬
‫مر به من أحداث والتى تختزن فى الالوعى ‪ ،‬وانه علينا ان نطلع ما هو مخزون فى الالوعى الى العقل الواعى‬
‫كي ما يتالمس الشخص معه حتى يتم حل مشاكله‪.‬‬

‫واستخدم فرويد عدة طرق حتى ما يطلع ما هو مخزون فى العقل الالواعى مثل تفسير االحالم والتنويم المغناطيسى‬
‫وتعاطى الكوكايين ولكن دا مش صح‪.‬‬

‫أسباب االحباط من علم النفس‪:‬‬

‫‪ -0‬التوقعات الغير واقعية‬

‫‪ -7‬محاولة تقسيم شخصيات البشر وهذا يرجع الى ايام ابوقراط من ‪ 3111‬سنة وكانت تظهر وتختفى على مر‬
‫التاريخ بطرق مختلفة فى محاولة الكتشاف بعض اجزاء من الشخصية عن طريق وضع جداول وقوالب ثابتة ثم‬
‫نقيس على اساسها البشر مثال اختبار ال ‪ DISC analysis‬ولكن هذا غير علمى فعلينا اال نأخذها بجدية‪.‬‬

‫‪ -3‬وضع الناس كما فى معادلة كيميائية ( االسطمبة ) ‪ 0‬شئ ‪ +‬شئ آخر ⇽ نتيجة معينة فى الكبر مثل ان‬
‫لو طفل تعرض فى الصغر الى أحداث مأساوية ( طالق االباء أو تحرش جنسى ‪ )...‬فهذا سيؤدى فى الكبر‬
‫إلى إضطرابات فى الشخصية‪.‬‬
‫‪-67-‬‬
‫لكن هذا غير صحيح إذ أن كل انسان ذو شخصية متفردة وصعب جدا ان تتوقع ما سوف يحدث له عند‬
‫التعرض لظروف معينة وذلك الن كل فرد مميز وفريد من نوعه وصعب ان يتأثر بنفس طريقة تأثر آخرين عند‬
‫التعرض لنفس الظروف‪.‬‬

‫وبدأ علماء النفس فى خمسينات القرن العشرين وحتى ‪ 0647‬فى محاولة إعادة بناء علم النفس واتفقوا على ‪4‬‬
‫مبادئ أساسية يبنوا عليها علم جديد هو علم المشورة‪.‬‬

‫مبادئ علم المشورة‬

‫‪ -0‬نأخذ فقط من علم النفس النظريات المثبتة والمؤكدة والتى مرت بكل مراحل البحث العلمى‪.‬‬

‫‪ -7‬سيدرس علم المشورة النظرية ويستخرج منها أدوات عالجية للتطبيق على البشر واإلفادة منها‪.‬‬

‫‪ -3‬تبسيط المعلومة لننزل بها الى االنسان الغير متخصص (عكس علم النفس الذى ال يفهمه سوى المتخصصين)‬
‫‪ ..‬أما فى علم المشورة فالمشير فاهم بيعمل ايه والمستشير ايضا فاهم المشير بيعمل ايه معاه‪.‬‬

‫‪ -1‬علم المشورة يبحث فى الشخص نفسه بينما يبحث علم النفس فى المشكلة‪.‬‬

‫‪ -4‬التركيز على مبدأ "هنا واآلن" دون االعتماد على الماضى بشكل كبير ‪ ،‬اى ان ندخل الى عالم المستشير‬
‫ونعرف ما يحدث له اآلن وهنا ‪ ،‬وذلك عكس ما قاله فريد انه محتاج ان يعرف ما مر به الشخص فى طفولته‬
‫ليساعده فى حل مشاكله الحالية‪ .‬تم وضع المبدأ الخامس بعد حوالى عشر سنوات من وضع المبادئ االربعة‪.‬‬

‫‪ -4‬ال يعتمد العالج على المشير بل على المستشير إذ عليه ان يبذل جهدا وان يقوم بواجبه فى االتجاه الصحيح‪.‬‬

‫علم المشورة ‪:‬‬

‫هو الدخول الى أعماق الشخصية اى الدخول الى العالم الداخلى للشخص حيث توجد المشاعر والجروح وتراكمات‬
‫االحداث وتوجد أيضا االخطاء الشخصية للشخص نفسه‪ .‬ال يستطيع المشير الدخول الى العالم الداخلى الخاص‬
‫بالمستشير إال اذا كان االخير قد سمح له ان يتوغل فى اعماقه ليعرف ويفهم افكاره ومشاعره ويفحصها جيدا‪.‬‬

‫اين الكنيسة من هذا كله؟‬

‫‪ -‬رفضت الكنيسة علم النفس رفضا تاما منذ فرويد ومن جاء بعده‪.‬‬

‫‪ -‬كما رفضت علم المشورة فى بدايته وهاجمته ولكن الوضع اختلف اآلن حيث تحتضن الكنيسة اآلن علم‬
‫المشورة‪.‬‬

‫‪-63-‬‬
‫أسباب رفض الكنيسة لعلم المشورة ‪:‬‬

‫‪ -0‬كان يبدو على االشخاص الذين يتحدثون عن علم النفس فى بدايته انهم بعيدين عن الكنيسة ولهم‬
‫مفاهيم غير متفقة دينيا مع الكنيسة وكذلك علم المشورة فى البداية‪.‬‬

‫مثال‪ 0‬عند دراسة فرويد للهستريا وجد ان سببها هو الشعور الشديد بالذنب عند المرضى‪ .‬وكان فى رأى‬
‫فرويد ان ربنا هو من وضع القوانين التى تجعل االنسان يشعر بالذنب ‪،‬ولحل مشكلة هؤالء المرضى‬
‫نزيل ربنا من الصورة حتى ال يكون هناك شعور بالذنب‪ ...‬هذا ما جعل الكنيسة تعاديه وال تعترف بأى‬
‫شئ قاله فرويد ومن بعده ‪ ،‬بالرغم من وجود علماء كثيرين ونظريات ال تتبنى هذه الفكرة‪.‬‬

‫التعليق ‪ 0‬ال بد ان نكون موضوعيين وال نشخصن االمور بمعنى أال نتبع اآلراء الدينية لهؤالء العلماء ولكن‬
‫من الممكن ان نأخذ بنظرياتهم العلمية الصحيحة إذ انه ليس من المنطقى ان نرفض دواء او اختراع مفيد‬
‫للبشرية فقط بسبب ان من اخترعه ليس مؤمن‪.‬‬

‫‪ -7‬اقتناع الكنيسة آنذاك ان كل المشاكل النفسية التى يتعرض لها الناس لها بعد روحى فكلها ترجع الى‬
‫بعد االنسان عن اهلل او بسبب الخطايا‪.‬‬

‫التعليق ‪ 0‬هذا ليس صحيحا ولكن من الممكن ان تكون لبعض المشاكل التى يتعرض لها االنسان بعد روحى‬
‫مثل بعض حاالت االكتئاب التى تنتج من كسر المعيار االخالقى الداخلى ( الخطية )‪.‬‬

‫ان علم المشورة علم أكاديمى له أبحاث أكاديمية جادة وهو فى األساس ليس علما مسيحيا ولكن عندما‬
‫ادركت الكنيسة خطأها غيرت من توجهها وأخذت علم المشورة وأضافت اليه‪.‬‬

‫ولكن علم المشورة المسيحية ليس اى مما يلى ‪:‬‬


‫المشورة الكتابية ‪0Biblical counseling‬‬
‫ينادى الذين يتبنون هذا الرأى باال يستخدموا أى إسلوب ‪ -‬مشورى علمى ليس له سند كتابى‪.‬‬
‫‪ -‬يقتنع بعض الناس ان المشورة المسيحية هى اخراج الشياطين وان كل المشاكل واالضطرابات النفسية‬
‫هى بسبب دخول روح نجس للشخص الذى يطلب المشورة‪.‬‬
‫‪ -‬وهناك اتجاه آخر هذه االيام لما يسمى "الشفاء االلهى" او "الشفاء الداخلى" بدأت هذه الفكرة عن طريق‬
‫بروس طومسون الذى قال ان مشاكل االنسان نابعة من فترة الطفولة حيث عانى االنسان إما من نقص‬
‫حب االب واالم أو تعرض للعنف من االب أو االم وهذا خطأ جدا الن هناك عوامل كثيرة تؤثر على‬
‫االنسان فى طفولته المبكرة بجانب االب واالم وحسب هذه النظرية يحل الفرد مشكلته عن طريق التركيز‬
‫فى جلسة ويطلق الغفران اى يسامح بابا وماما وعندئذ يتخلص من المشكلة التى يعانى منها‪.‬‬

‫‪-61-‬‬
‫لهذه الطريقة أضرارها حيث يشعر اآلباء واالمهات بالذنب للتهمة الموجهة اليهم من ابنائهم دارسى هذا النوع‬
‫من المشورة وأيضا ال يتخلص الشخص من مشكلته بعد إطالقه الغفران وتتدهور حالته‪.‬‬

‫ما هى المشورة المسيحية ؟‬


‫هى المشورة التى تقدم كعلم مضافا اليها قلبك كمسيحى وابن هلل والذى يتغذى على كلمة اهلل يوميا وعلى‬
‫جسده ودمه فى القداس االلهى وحيث تدرك انه ينبغى ان تخرج من ذاتك من اجل اآلخر وسوف يرى‬
‫المستشير ان المشير المسيحى يخرج من ذاته ويتضع من اجله‪.‬‬
‫اى ان يستخدم المشير المسيحى كل النظريات العلمية بقلب يحب اهلل ويطيعه وينكر ذاته ويظهر اهتمام‬
‫حقيقى للمستشير كل هذا له وقع مختلف على المستشير عن ما يشعر به مع المشير الغير مسيحى‪.‬‬

‫‪-64-‬‬
‫مــــادة‬
‫علــم المشــورة (ب)‬

‫‪-64-‬‬
‫المشورة‬

‫ما هى ؟ وما أهدافها‬


‫مقدمة‪:‬‬
‫المشورة ليست اختراعاً جديداً أو بدعة فكرية جديدة لكنها نوع من الخدمة الفردية العميقة المتخصصة جداً‪.‬‬

‫المشورة علم وقد أصبحت علماً مستقالً منذ أكثر من ‪ 71‬عاماً بالجامعات بالخارج وهى علم له درجاته العلمية‪.‬‬

‫كلنا نحتاج للمشورة‬


‫ربما أكثر أنواع المشورة احتياجاً هى مشورة األسرة وتربية األطفال والمراهقين وما قبل األرتباط‪ .‬أيضاً عند‬
‫المتاعب النفسية واألزمات والمشاكل الجنسية ‪ ،‬واتخاذ القرار ونحن نختلف فيما بيننا – بسبب اختالف شخصياتنا‬
‫وتكويننا الداخلى – فى قدرتنا على مواجهة المشكالت وكثي اًر ما نحتاج للمعونة بصورها المختلفة‪.‬‬

‫لماذا يرفض البعض طلب المشورة؟‬


‫لعل البعض أو كثيرون يرفضوا فكرة المشورة أو طلبها ألسباب عدة‪0‬‬

‫‪ -0‬منها عدم إدراك خطورة ما يمرون به وربما بسبب اإلنكار "‪ "denial‬أو الخوف من تدخل االخرين وكشف األسرار‬
‫او لكبرياء القلب أو لعدم رغبة أحدهم أن يبدو ضعيفاً كما أن البعض يتصور "ما دمت متديناً فهذا يعنى أنى‬
‫غير معرض لألزمات النفسية"‪.‬‬

‫‪ -7‬لم تعد العظات الجماعية كافية فكل شخص يحتاج لعرض مشكلة تخصه هو شخصياً على شخص بمفرده ألننا‬
‫مختلفون وال يوجد حل واحد للمشكلة الواحدة‪.‬‬

‫‪ -3‬كل إنسان يحتاج لمن يسمعه بصدق – الخدمة الجماهيرية جاذبة لكن االحتياج متزايد لالهتمام باألشخاص ‪،‬‬
‫االهتمام الخاص والفردى كل على حدة‪.‬‬

‫المشورة كخدمة مسيحية‪:‬‬


‫تتفق الحياة المسيحية مع المشورة فى السعى الى النضج فى الشخصية كما أن المشورة تعتمد أساساً على‬
‫شخصية من يقوم بها وشخصية المسيحى الحقيقى تتصف بكثير من الصفات الضرورية التى يحتاج إليها القائم‬
‫بتقديم المشورة‪.‬‬

‫‪-61-‬‬
‫تدرس المشورة المسيحية كل نظريات علم النفس وتختار ما يناسبها من المواد العلمية مما يتفق مع كلمة‬
‫اهلل بالكتاب المقدس وتسترشد بإستنارة اآلباء ‪ ،‬وتستند على قوة الحياة المقدسة فى خادم المشورة التى تغير حياة‬
‫المشير ‪ ،‬من ثم المستشير ‪،‬وتعتمد أيضا على عمق المحبة فى قلب المشير‪.‬‬

‫شواهد كتابية عن المشورة‬


‫"حيث ال تدبير يسقط الشعب أما الخالص فبكثرة المشيرين" (ام ‪)04000‬‬ ‫‪-‬‬
‫"مقاصد بغير مشورة تبطل وبكثرة المشيرين تقوم" (ام ‪)77004‬‬ ‫‪-‬‬

‫المشورة كخدمة مسيحية‪:‬‬


‫"روح الرب على ألن الرب مسحنى ألبشر المساكين أرسلنى ألعصب منكسرى القلب ألنادى للمسبيين‬
‫بالعتق وللمأسورين باإلطالق" (إش ‪ )0040‬هذه النبوة كانت عن رب المجد كما إنها رسالتنا التى يرسلنا بها‬
‫فخادم المشورة يحمل خب اًر سا اًر للمسكين وتستخدمه نعمة اهلل ليضمد الجراح ويشجع منكسرى القلب كما أنه يقوم‬
‫بإعالن الحق والحق يحرر من سجون االعتقادات الخاطئة وأسر الخطية‪.‬‬

‫"فأطلب إليكم أيها األخوة أنذروا الذين بال ترتيب شجعوا ‪ ..‬اسندوا ‪ ..‬تأنوا" (‪ 0‬تس ‪ )0104‬فى المشورة‬
‫نحن نشجع حتى تزداد ثقة المستشير فى نفسه ثم نسند ونعطى وقتاً (تأنوا) وفى مرحلة مناسبة نحن نواجه‬
‫(أنذروا)‪.‬‬

‫"فرحاً مع الفرحين وبكاء مع الباكين" (رو ‪( .. )04007‬وهنا قمة االحساس باألخر)‬ ‫‪-‬‬

‫"قوموا األيادى المسترخية والركب المخلعة" (عب ‪( .. )07007‬المساندة)‬ ‫‪-‬‬

‫"احملوا بعضكم أثقال بعض" (غالطية ‪( .. )704‬العالقة المشورية)‬ ‫‪-‬‬

‫"ال تنظروا كل واحد الى ما هو لنفسه بل كل واحد الى ما هو الخرين أيضاً" (فى ‪ )407‬أى التخلى‬ ‫‪-‬‬
‫عن اهتماماتى لالستماع لالخر‪.‬‬

‫ثمة وجهتا نظر بين المسيحيين بالنسبة لمسببات المشاكل وبالتالى عالجها‪:‬‬
‫اتجاه يقول إن المشكالت مصدرها عدم النضج الروحى وعالجها سيكون بتعميق العالقة مع اهلل (التوبة‬
‫واالعتراف وممارسة وسائط النعمة) هذه النظرية تبدو جذابة ولكنها قاصرة‪.‬‬

‫واتجاه أخر يقول إن القضية غير روحية فهى مشاكل نفسية فالزوج الذى يعيش حياة روحية يحتاج أيضاً‬
‫أن يتعلم كيف يتعامل مع زوجته واألب يحتاج هو األخر أن يتعلم التعامل مع ابنه المراهق‪ .‬بالطبع توجد مشاكل‬
‫منبعها الجانب الروحى كالسقوط فى الخطية والشعور بالذنب وال حل لها سوى فى التوبة كما أن مشاكل نفسية‬

‫‪-61-‬‬
‫كثيرة تحتاج فى عالجها الى أن يكون لنا مرجع ثابت ككلمة اهلل لذا فالمشورة المسيحية تستند على العالقة الحية‬
‫مع اهلل وتستفيد من كل المبادئ النفسية المتزنة‪.‬‬

‫ولنفهم مفهوم المشورة سنبدأ بعرض المفاهيم الخاطئة عن المشورة‪:‬‬

‫‪ ‬المشورة ليست ‪:‬‬


‫المشورة ليست نصيحة ‪ 0‬النصيحة نحتاجها للمشاكل البسيطة والمواضيع السطحية أما األمور العميقة‬ ‫‪-0‬‬
‫التى طالت لسنوات فال نفع للنصيحة فيها‪.‬‬
‫‪ -7‬المشورة ليست عظة ‪ 0‬إن اإلجابة عن طالب المشورة بعظة أو آية كتابية ال تضيف شيئاً ألنه يحفظ‬
‫غالباً العظة موضع الحديث جيداً كما إنك ربما تضيف عليه أحماالً فوق احماله‪ .‬أحياناً تكون النصيحة‬
‫والعظة هروباً من صعوبة المشكلة بدالً من أن ندرس لنعرف كيف نساعد صاحب المشكلة‪.‬‬
‫‪ -3‬المشورة ليست توبيخاً ‪ 0‬وليست إلمالء القرار الصائب عند الحيرة فى االختيار وقد يأتى طالب المشورة‬
‫حائ اًر بين اختيارات كثيرة كالعمل مثال وأى عمل يختار ‪ ،‬ليست مهمة المشورة والمشير أن يختار له‬
‫األفضل لكن عليه أن تجعله قاد اًر على اختيار واتخاذ القرار الصائب بأن تبصره بعواقب كل اتجاه دون‬
‫أن تفرض رأياً عليه (دون امتالك أى كأنك تمتلك المستشير وما عليه إال أن ينفذ أوامرك) ويمكنك أحياناً‬
‫تقديم اقتراحات‪.‬‬
‫المشورة ليست دردشة ‪ 0‬الدردشة ال نعلم الى أين تذهب أما المشورة فهدفها محدد وهى طريق نسلكه‬ ‫‪-1‬‬
‫وليست مجرد مناقشة ما يط أر على بالنا‪.‬‬
‫‪ -4‬المشورة ليست تقديم الحلول الجاهزة ‪ 0‬بل مساعدة المستشير للوصول للحل بنفسه ‪ ،‬تماماً كطبيب العيون‬
‫فمهمته مساعدة المريض لكى يرى بنفسه‪.‬‬

‫مهمة خادم المشورة زيادة بصيرة المستشير‪.‬‬

‫مخاطر تقديم الحلول الجاهزة للمستشير‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫ال ينمو فى شخصيته (يستمر فى عدم ثقته بنفسه)‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫يلجأ للمشير دائماً عند االحتياج (االعتمادية)‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫ال يتحمس بكفاية للتنفيذ (مقارنة بما لو كان الحل نابعاً منه هو المستشير)‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫يلومك على الخطأ والمشاكل والصعوبات فى التنفيذ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪-66-‬‬
‫المشورة تهدف ألن يصل المشير الى‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أوالا‪ :‬أن يفهم المشكلة (يحددها)‪:‬‬

‫قد يأتى المستشير حائ اًر بين فتاتين يريد أن يختار بينهن لالرتباط بإحداهن ‪،‬هنا يحتاج أن يفهم أن المشكلة‬
‫ليست االختيار بينهما‪ .‬المشكلة أنه ال يعرف األهداف التى يعيش لها وال يعرف مقومات الزواج الناجح وال يعرف‬
‫األولويات فى اختيار صفات شريك الحياة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬يفهم المستشير نفسه‬

‫قد يأتى زوج شاكياً تمرد زوجته وعدم خضوعها ويكتشف المشير إحساس الزوج بصغر النفس للدرجة التى يفسر‬
‫بها كل تصرف يصدر تلقائياً عن زوجته بإنه عدم خضوع وكسر للوصية‪.‬‬

‫ثالث ا ‪ :‬التغلب على اإلعاقات النفسية‬

‫قد يأتى شاب يعانى من اإلنطواء ونكتشف إنه يعانى من صورة ذاتية سلبية عن نفسه تجعله خجوالً فيبتعد عن‬
‫الناس وقد تأتى شابة تتصرف تصرفات غريبة بها إيذاء لنفسها مرجعها عدم تخلصها من مشاعر ذنب ما كأنها‬
‫تعاقب نفسها‪.‬‬

‫وقد يأتى مستشير يعانى من التعامل مع مديره ونكتشف أن خبرة مؤلمة تجعل عنده مشكلة فى التعامل مع‬
‫السلطة‪.‬‬

‫فى مثل هذه الخبرات حين يجد المستشير جواً من األمان يحكى الخبرة المؤلمة فتخرج الى النور وكانها تأخذ‬
‫ف رصة جديدة لتعاد ترجمتها من جديد وقرائتها فى ضوء جديد يكشف لنا ظروفها وكيف تكونت تلك الخبرة وما‬
‫نتج عنها من أفكار وربما عقيدة وعقدة وأصبح وجودها أم اًر واقعاً فقط داخلنا نتحرك ونسلك بأوامرها ‪،‬وعالتها‬
‫فمثالً التى تعرضت لالغتصاب تكتشف إنها ليست مذنبة وتكتشف أيضاً أن كل الرجال ليسوا وحوشاً ‪ ،‬والذى‬
‫يعانى من السلطة يكتشف أن والده ربما كان يعانى مرضاً ‪ /‬ضعفاً ما جعله عصبى الم ازج مما أدخل الخوف‬
‫الى قلبه وهكذا ‪..‬‬

‫رابعا ‪ :‬نمو الشخصية‬


‫اكتشاف واستخدام المواهب والقدرات وبناء ثقته فى نفسه‪.‬‬

‫خامس ا ‪ :‬تدفع الشخص لألمام ليجد الحل‬

‫فبعد زيادة البصيرة وازالة المعوقات على المستشير أن يتخذ خطوات بدالً من أن يلقى اللوم على األخرين ويهرب‬
‫من مسؤليته ‪ ،‬المشورة تحفز المستشير للتحرك كما فى حالة المدمن "‪ "Motivational Interview‬وتدفعه‬
‫لوضع خطة وتعلمه مهارات الحل‪.‬‬

‫‪-011-‬‬
‫سادس ا ‪ :‬تتعامل مع مصادر التوتر‬

‫ويالحظ أن بعض الناس ال يشكون من القلق لكن يعبر الجسم بأشكال مختلفة ال تفسير لها فبدالً من األنين‬
‫المسموع يئن الجسم بااللم (فى الرأس – الجسم – المفاصل) واضطراب وظائف الجسم دون أن يجد األطباء‬
‫أسباباً عضوية لهذه الشكوى‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬المشورة تهدف فى النهاية ألن يصل اإلنسان الى السالم الداخلى‬

‫سالم مع اهلل (اكتشاف زيف أكاذيب ابليس – اكتشاف حقيقة البر فى المسيح)‬ ‫‪-‬‬
‫سالم مع االخر (سالسة فى العالقات وقدرة على المواجهة)‬ ‫‪-‬‬
‫سالم مع نفسه (يقبل نفسه – عدم الرغبة فى االختفاء – مثال الشخص الخدوم ‪،‬من اى‬ ‫‪-‬‬
‫منطقة تندفع تقديم خدماته ‪،‬هل ليرضى عنه الجميع أم ألنه راضى عن نفسه ‪،‬ويعلمها ويستطيع أن يحدد ما‬
‫يخدم به وفيه‪.‬‬

‫ثامن ا ‪ :‬المشورة قد تشمل التعليم‬

‫قد تجد المستشير فى أحيان كثيرة ال يحتاج الى تغيير ‪ ،‬لكنه يحتاج الى تعليم فقد يتعلم من خالل المشورة عن‬
‫الجنس ‪،‬عن تربية األوالد ‪،‬وعن مهارات التواصل مع شريك الحياة‪.‬‬

‫تاسع ا ‪ :‬المشورة تشمل التدعيم والمساندة فى األزمات‬

‫فعملية المشورة تشتمل أمو اًر عدة ليست كخطوات فقط ‪،‬وانما محتوى فى تلك الخطوات البد وأن يعطى بالقدر‬
‫المناسب للمستشير ‪،‬وحسب كل حالة وظروفها وأجوائها كما سيلى‬

‫عملية المشورة تتكون من ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -1‬تعميق العالقة مع المستشير وهذا يشمل‪:‬‬

‫التفهم ‪ 0‬من خالل اإلصغاء – التعاطف – االستماع باهتمام وانتباه‪.‬‬

‫القبول ‪ 0‬التقدير غير المشروط "أقبله كما قبلنا المسيح" وهذا ال يعنى الموافقة على ما يعمله ‪ ،‬لكن أن أقبله كما‬
‫هو لكن مع رفض أخطائه‪.‬‬

‫الصدق واألصالة التعبير بإخالص عما فى داخلى وهو أن تكون لدى القدرة على الشفافية فيطابق كالمى ما فى‬
‫داخلى‪ .‬هذه الثالثة تكلم عنها كارل روجز "‪ "Carl Rogers‬وتؤدى الى عالقة عالجية شفائية أو عالقة مشورية‬
‫ناجحة وتصنع جواً من األمان والثقة وتشجيع المستشير على االسترسال واالنفتاح مما يساعد المشير على الفهم‬
‫‪(U: Understanding – S: Sincerity – A: Acceptance) USA‬‬

‫‪-010-‬‬
‫‪ -7‬تحديد المشكلة‪ :‬وهذا يحتاج الى التنقيب لجمع المعلومات عن الشخص والمشكلة دون االستعجال فى الوصول‬
‫الى استنتاجات حتى نصل الى الفهم والتشخيص المرجو‪.‬‬

‫‪ -3‬خطة عالجية ‪:‬‬


‫وضع األهداف والمدة الالزمة لتحقيقها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫استخدام وسائل لتحقيق الهدف كل مدرسة عالجية لها التكتيك الخاص بها ‪ ،‬مدرسة‬ ‫‪-‬‬
‫معرفية ‪ ،‬مدرسة سلوكية ‪ ،‬مدرسة تحليلية‪.‬‬
‫متابعة تحقيق األهداف‬ ‫‪-‬‬

‫وان كنا قد تحدثنا عن المشورة فعلينا أن نتكلم فى نقاط عن المشير وصفات شخصيته‪.‬‬

‫مواصفات المشير ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أوالا ‪ :‬الصفات النفسية‪:‬‬


‫يهتم باألخر ‪People Oriented‬‬ ‫‪-‬‬
‫ح اررة العالقة مع الناس – لدية حساسية الحتياجاتهم – يحترم شكواهم‬ ‫‪-‬‬
‫له قدرة على اإلصغاء‬ ‫‪-‬‬
‫قادر على حفظ األسرار أمام الناس – أمام المستشير‬ ‫‪-‬‬
‫التوازن النفسى (عاطفياً – ذهنياً)‬ ‫‪-‬‬
‫السن‬ ‫‪-‬‬
‫قدر من الثبات االنفعالى الداخلى أمام االنفعاالت الفجائية والتى تطرح أمامه (الموضوعية‬ ‫‪-‬‬
‫‪)Objectivity‬‬
‫الرغبة فى الدراسة الجادة للكلمة المقدسة ولكل مصدر علمى مناسب‬ ‫‪-‬‬
‫موضع ثقة من الناس ‪،‬يحبون أن ينصتوا إليه ويستمعوا آلرائه بجدية‬ ‫‪-‬‬
‫يزداد فى الخبرة تدريجياً ومن مظاهرها‪0‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحويل الحاالت إذا كانت فوق إمكانايته‬ ‫أ‪-‬‬
‫المشورة تحت اإلشراف‬ ‫ب‪-‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الصفات الروحية‬


‫له عالقة قوية مع السيد المسيح‬ ‫‪-‬‬
‫يعرف الكلمة المقدسة (فكر اهلل)‬ ‫أ‪-‬‬
‫يرى المستشير شخصاً فيه صورة المسيح قبل أن يسمع كالماً منه‬ ‫ب‪-‬‬

‫‪-017-‬‬
‫له قلب الخادم‬ ‫‪-‬‬
‫ال يضجر من الناس المتعبين وغير المقِّدرين‬ ‫أ‪.‬‬
‫يعطى وقتاً وجهداً للدراسة والخدمة‬ ‫ب‪.‬‬
‫متاح للناس ‪Available‬‬ ‫ج‪.‬‬
‫يطلب وينتظر معونة الروح القدس وتشجيعاته‬ ‫د‪.‬‬
‫السيرة الحسنة‬ ‫‪-‬‬
‫عالقات سوية مع الجنس األخر‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬أقوال األبــاء خاصة بعلم المشورة‪:‬‬

‫‪ -‬القديس مار اسحق السرياني ‪:‬‬


‫‪ ‬إسند الضعفاء و عز صغيري النفوس ‪ ،‬كيما تسندك اليد التي تسند الكل‪.‬‬

‫‪ -‬الحاجة إلى مشورة روحية | من أقوال األنبا أنطونيوس‪:‬‬


‫أخير‬
‫‪ ‬إننا نرى الطفل في نموه يأخذ في البداية لبن أمه‪ ،‬بعد ذلك يأخذ بعض األطعمة األخرى‪ ،‬و ًا‬
‫قادر‬
‫ناضجا ًا‬
‫ً‬ ‫قويا‬
‫يأخذ كل صنوف األطعمة التي يأكلها البشر‪ ،‬هكذا ينمو اإلنسان حتى يصير ً‬
‫على مقاومة األعداء (األمراض) ببسالة‪ ...‬ولكن أن أصابه مرض في طفولته‪ ،‬حرمه من طعامه‬
‫وأنهك قوته‪ ،‬ينشأ ضعيفًا‪ ،‬ويغلبه أي عدو‪ ..‬ولكي يهزم عدوه (المرض) يجب عليه أن يستعيد‬
‫أيضا بالنسبة للنفس البشرية‪ ،‬متى‬
‫طالبا القوة‪ ،‬وذلك باعتناء أحد األطباء المختبرين به‪.‬هكذا ً‬
‫صحته ً‬
‫فقدت فرحها اإللهي تصير مريضة وتعانى من جراحات كثيرة‪ .‬فإن اجتهدت في طلب إنسان ‪-‬‬
‫خادم اهلل‪ -‬مختبر في الطب الروحي‪ ،‬وتمسكت به‪ ،‬فإنه يشفيها من اآلالم ويقيمها ويعلمها أن‬
‫تحصل على ذلك الفرح الذي هو طعامها بواسطة العون اإللهي‪ ،‬عندئذ تقدر أن تقاوم أعداءها‬
‫الذين هم األرواح الشريرة‪ ،‬وتقهرهم وتطأ مشوراتهم تحت قدميها‪ ،‬وتمتلئ بملء الفرح الكامل‪.‬‬

‫‪ -‬طلب المشورة | من أقوال األنبا مرقس الناسك ‪:‬‬


‫عظيما ألجل اهلل‪ ،‬ولكن ألن‬
‫ً‬ ‫جهدا‬
‫‪ ‬كثيرون‪ ،‬صارت لهم مهارة عظيمة في إماتة الذات‪ ،‬وبذلوا ً‬
‫مشيئتهم كان يعوزها التمييز الصائب‪ ،‬وألنهم لم يعتبروا مشورة النصح حقيقة الزمة‪ ،‬وال طلبوها من‬
‫باطال وبال أدنى فائدة‪.‬‬
‫اخوتهم‪ ،‬لذلك صار جهادهم ً‬

‫‪ -‬المشورة في كل شيء | من أقوال األب دوروثيؤس‪:‬‬


‫‪ ‬يقول الحكيم سليمان‪ ..‬بان من ليس له إرشاد يسقط كالورق‪ ،‬وفي كثرة المشورة يوجد سالم‪.‬‬

‫‪-013-‬‬
‫إنه لم يقل في مشورة الكثيرين يوجد سالم‪ ،‬إذ ال يطلب منا أن نستشير كل أحد‪ ،‬بل أن نطلب المشورة في‬
‫إنسانا نثق فيه‪ .‬بمعنى أال نخبر عن شيء ونخفي آخر‪ ،‬بل نكشف كل‬
‫ً‬ ‫كل شيء‪ .‬وكأمر طبيعى نستشير‬
‫أمر ونطلب المشورة في كل شيء‪ .‬سالم مثل هذا اإلنسان أكيد بسبب كثرة المشورة‪.‬‬

‫‪ -‬القديس أغسطينوس ‪:‬‬


‫‪ ‬فهناك ضعف من المتصنعين يشتكون من خطايا اآلخرين كالكراهية والضغينة بقصد الظهور‬
‫بمظهر أصحاب المشورة لنحذر لئال نسقط في هذا كذلك إذا اضطررنا إلى الكشف عن أخطاء‬
‫الغير أو انتهارهم فلننظر إلى أنفسنا إن كنا نرتكب نفس الخطايا أو سبق لنا أن ارتكبناها لذلك‬
‫وجب علينا أن ٌنكمن لمن تكشف أخطاءهم المحبة ال الكراهية ‪ ،‬فال نلوم الخاطئ وال ننتهره بل‬
‫نحزن بشدة على حالنا هذه غير طالبين منه أن يطيعنا بل يجاهد معنا‪.‬‬

‫‪-011-‬‬
‫األساسيات الثمانية الجوهرية للمشورة‬
‫‪The Eight Core Conditions of Counseling‬‬

‫البد من إتقان هذه األساسيات للقيام بعملية المشورة ويجب على المشير أن يتحلى بها غير أن إتقانها وتعليمها‬
‫وممارستها فى العالقات بشكل عام يساعد كثي اًر فى إقامة عالقات ناجحة وتصبح جزءاً من الشخصية فى التعامل‬
‫مع األخرين‪.‬‬

‫‪ -1‬الحضور (‪)Attending‬‬

‫‪ -‬إن أكثر من ‪ %44‬من التواصل يتم عن طريق التواصل غير اللفظى ويشمل‪0‬‬

‫‪ -‬طبقة الصوت كمتى تكون طبقة الصوت مرتفعة ومتى تكون منخفضة‪.‬‬

‫تعبيرات الوجه فيشعر المستشير بإنك تفهم ما يقوله بل وتشعر به‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫التالقى البصرى وله أهمية كبيرة فى توصيل االحترام والمحبة واالستماع المركز للحديث ويؤكد‬ ‫‪-‬‬
‫حضورك مع الشخص‪.‬‬

‫من المهم أيضاً أن يوجد عدم تشتيت بالجلسة لذا دائماً ما تكون الجلسة فى حجرة مغلقة مع غلق‬ ‫‪-‬‬
‫الموبايل ‪ ،‬هذا يجعل المشير يركز جدا مع المستشير مع عدم مقاطعته أثناء حديثه‪.‬‬

‫وضعية الجلوس للمشير والمستشير يكون على مقاعد مريحة مفتوح األيدى والتى تدل على االستعداد‬ ‫‪-‬‬
‫لالستماع لما يقوله االخر ‪ ،‬وأيضاً بالنسبة للمستشير تدل على إنه مستعد أن يتكلم ولكن غلق اليدين‬
‫يدل على إنه ال يريد أن يتكلم والمشير الجيد يستطيع أن يجعله يفتح يديه مرة أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬االرتياح فى الجلوس غير متوتر ‪ ،‬غير متعب ‪ ،‬خالى الذهن تماماً من مشاكلك (اتركها خارج حجرة‬
‫المشورة) لتستمع لما يقوله المستشير ‪ ،‬مع اإليماءات المناسبة لما يقوله المستشير فإن استخدام حركة‬
‫الجسم يؤكد لالخر اهتمامك بما يقوله‪.‬‬

‫‪ -2‬االحترام (‪)Respect‬‬

‫إن سر الشفاء فى العالقة المشورية هو تقديم كل االحترام والقبول للمستشير فيساعده ذلك على قبول نفسه‪.‬‬

‫ومعاملة المستشير باحترام تتمثل فى ما يلى كله ‪:‬‬


‫ال تدنه ال تنتقده ‪ ،‬ألن اليوم لدية مشكلة ومن الممكن أن تكون أنت غداً فى ذات المشكلة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬حاول أن تستفيد من خبراته وتقول له استفدت جداً منك أو تعلمت خبرة جديدة منك‪.‬‬

‫‪-014-‬‬
‫‪ -‬ال تستصغره أو تتكبر عليه ألننا جميعاً تحت اآلالم‪.‬‬

‫االستماع االيجابى والتركيز مع كل ما يقوله باهتمام وقبول‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬حافظ على أن يكون الحديث مرك اًز جداً فى نفس الموضوع الذى يطرحه المستشير واذا خرج هو عن‬
‫الموضوع على المشير أن يعيد الحديث فى الموضوع مرة أخرى بلطف‪.‬‬

‫عدم إعطاء نصيحة فى الجلسات األولى ألن ذلك غالباً ما يكون خطأ كما أن مواجهته بنصيحة‬ ‫‪-‬‬
‫تشعره بأنه أصغر منك وأنت الكبير‪.‬‬

‫تذكر إنك مساعد له أو مسهل فى حل مشكلته‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -3‬التعاطف (‪)Empathy‬‬

‫المستشير يحتاج ولو لشخص واحد يشعر به ‪ ،‬التعاطف أهم نقطة فى المشورة‪ .‬إن معرفة مشاعر المستشير قد‬
‫تحتاج لتدريب أحياناً كثيرة يحاول المستشير إخفاء مشاعره أو قد ال يستطيع أن يعبر عنها هنا على المشير أن‬
‫يساعده فى أن يطلقها ويعبر عنها‪.‬‬

‫إذا صمت المستشير ليفكر أعطى له هذا الوقت ليحدد ما الذى يشعر به ‪ ،‬راجع معه مشاعره يمكنك أن تراجع‬
‫معه وتسأله "هل يا ترى أنا شعرت بك أو فهمتك بطريقة صحيحة؟" ساعد المستشير على االقرار بمشاعره ‪،‬أحياناً‬
‫يكون غير مدرك لمشاعره وعلى المشير أن يساعده ‪ ،‬مثال "هل أنت متضايق األن؟" قد تكون االجابة بإنه ال‬
‫يعرف ‪ ...‬فتقول له دعنا نفكر سوياً ممكن أن يكون لديك حزن مع غضب فيبدأ يطلق ويقر بمشاعره‪ .‬لكن أحياناً‬
‫ال يريد المستشير أن يتكلم احترم هذا‪.‬‬

‫‪ -4‬حقيقى (‪)Genuine‬‬

‫‪ -‬يجب أن يكون المشير حقيقياً فى مشاعره ‪ ،‬محبته ‪ ،‬فى الرغبة فى مساعدة المستشير على حل‬
‫مشكلته ‪ ،‬وأن تكون مشاعره نحو المستشير وكالمه الموجه له بال تصنع أو رياء‪.‬‬

‫تأكد من حضور الروح القدس معك فى الجلسة بالصالة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬صل قبل وأثناء وأخر الجلسة وكن مستمعاً جيداً لما يتكلم به الروح القدس داخلك ليرشدك‪.‬‬

‫تحدث عن نفسك بحكمة (‪)Self-disclosure‬‬ ‫‪-5‬‬

‫فى بعض األحيان يتطلب منك أن تحكى اختبا ار عن نفسك للمستشير هنا عليك أن تختار بحكمة الجزء الذى‬
‫ستتحدث فيه لتشجعه وتشعره بإنك لست متعالياً عليه فقط بحكمة شديدة‪ .‬لكن إحذر من سوء استخدام ذلك ‪،‬كن‬
‫حذ اًر فى الحديث عن نفسك لمدة طويلة فقد يشعر المستشير بعدم االهتمام بمشكلته التى أتى بها ولكن إذا‬

‫‪-014-‬‬
‫تحدثت عن شخصك فى وقت قليل جداً فإنك بهذا تشجعه وتساعده بل وتعطيه أمالً فى حل لمشكلته هذا إذا‬
‫احتاج األمر‪.‬‬

‫‪ -6‬صلب الموضوع (تحديد المشكلة) (‪)Concreteness‬‬

‫فى بعض األحيان نجد المستشير يبعد فى حديثه عن مشكلته وعلى المشير التركيز مع المشكلة األساسية فيحتاج‬
‫أن نوجه له أسئلة لتعيده الى أصل الموضوع ‪ ،‬هذا يساعد المستشير أن يفهم أكثر عن مشكلته‪.‬‬

‫‪ -3‬التحـدى (‪)Challenging‬‬

‫‪ -‬حاول أن تحمس المستشير وتشجعه أن يتحدى نفسه‪.‬‬

‫حاول أن تتحدى أفكاره السلبية عن نفسه مثال (ال توجد فائدة فى ‪ ..‬ال يوجد أمل ‪ ، ..‬فتكون إجاباتك‬ ‫‪-‬‬
‫له من خالل ما فهمته وجمعته من معلومات عنه "أنت تستطيع أن تفعل ذلك" ‪" ..‬أنا متأكد إنك‬
‫سوف تفعل ذلك"‪.‬‬

‫إن التحدى هو الجزء األصعب فى المشورة أى أن يتحدى المستشير نقطة ضعفه التى فى نفسه‬ ‫‪-‬‬
‫ليتخطاها ‪ ،‬وهذه ال تأتى بين ليلة وضحاها وانما بالتدريب المستمر الذى تتخلله خطوات انتكاسية‬
‫أحياناً ييأس فيها من نفسه ويحتاج لمن يسنده وقت انتكاسته‪.‬‬

‫‪ -3‬توضيح العالقة المشورية فوري ا (‪)Immediacy‬‬

‫توضيح شكل العالقة بين المشير والمستشير فلو شعر المشير من طريقة كالم المستشير إنه غير مرتاح ‪ ،‬فعلى‬
‫المشير أن يعمل وقفه لتوضيح األمور فو اًر‪ .‬وتوضيح شكل المسيرة بينهما وتطور العالقة بينهما وما إذا كان‬
‫المستشير يستفيد من الجلسات أم ال‪.‬‬

‫إذا لم تتوصل الى نتيجة مع المستشير تستطيع أن تسأله "هل أنت تشعر بتقدم؟"‪ .‬فإن لم يكن تقدم من االفضل‬
‫ان يقوم شخص آخر بالمهمة ويساعده ‪ ،‬هذا إذا كان المشير والمستشير لم يتوصال الى نتيجة معا أو ان‬
‫المستشير قد بدأ يتعلق بالمشير وغالبا ما يكون هذا بعد ‪ 01‬جلسات واالفضل أن يشكر المشير المستشير على‬
‫هذه الفترة‪.‬‬

‫مالحظة هامة ‪:‬‬

‫يجب التفريق بين خادم مدارس األحد وخادم المشورة ‪ ،‬فخادم مدارس األحد كثي اًر ما يوجه نصائح ولكن خادم‬
‫المشورة يقوم بإعادة توجيه واعادة رؤية األمور من زوايا مختلفة ال يفرض فيها نصيحة ما ملحة لكن وفى إطار‬

‫‪-011-‬‬
‫متوازى مع تعليم وتوجيه بهدف مساعدة المستشير على فهم نفسه ‪ ،‬فيقوم بحل مشكلته بنفسه كما يجب أال يفكر‬
‫المشير أو يظن فى نفسه بإنه هو المخلص‪.‬‬

‫‪-011-‬‬
‫العالقة المشورية‬

‫العالقة المشورية ‪Therapeutic relationship -‬‬


‫‪ -‬هي عالقة بين المشير والمستشير تهدف لمساعدة االنسان على التطور والنضج‪.‬‬
‫‪ -‬العالقة العالجية هي عالفة شفائية ‪ ،‬عالقة القبول الغير مشروط ‪ ،‬عالقة نمو ‪ ،‬في هذه العالقة يمكن‬
‫ان يتحالفا معا لوضع خطوات عملية محددة لتغير السلوك وهو ما يسمى بالتحالف العالجي‬
‫‪therapeutic alliance‬‬
‫‪ -‬عالقة تحالف مشورى تعمل على الهدف الحداث تغير فعال ومفيد لدى العميل‪ .‬العالقة العالجية تتميز‬
‫بوجود جو امن حيث االنفتاح واالمان الذى يوفره المشير فتكشف المشاعر والمعتقدات واالفكار ويحدث‬
‫اكتشاف للذات لدى المستشير – وأيضا فهم الذات ليري الصورة األكبر لحالته ‪ ،‬بمساعدة المشير‪.‬‬
‫العالقة في حد ذاتها تعتبر عنصر هام من العناصر المؤدية للعالج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التأثير االساسي للعالج يأتي من خالل العالقه مع المشير‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬اهم أداة في العملية المشوريه هو شخص المشير ذاته‪.‬‬

‫من هو المشير المسيحى ؟‬


‫المشير المسيحى معتمدا على موارده الروحية وعمل الروح القدس داخله‪.‬‬
‫لديه استعداد لمساعدة البشر فهو يعرف ضعف النفس البشرية‪ .‬ومتالمس جيدا مع ضعفه ‪ ،‬بذل ويبذل‬
‫مجهودا مع نفسه لتكون حياته في نمو ونضج مستمر (نفسيا‪،‬روحيا وسلوكيا ) ومستعد بحب ليبذل مجهودا‬
‫اخر مع المستشير‪.‬‬
‫ين" اكو‪11 :1‬‬
‫ح األَ ْكثَر َ‬ ‫"فَإِّني إ ْذ كنْت ح ًّار م َن الْ َجميع‪ ،‬اسْتَعْبَ ْدت نَفْسي للْ َجميع أل ْ‬
‫َربَ َ‬
‫" فالبسوا كمختارى اهلل القديسين المحبوبين احشاء رأفات ولطفا وتواضعا ووداعة وطول اناة "‬
‫مشير يستقبل الحب االلهى فيري المستشير بعين المسيح – بحب المسيح للبشرية (هكذا احب اهلل العالم)‬
‫بحب المسيح الخصوصى لكل فرد ( االبن الضال ) ‪ -‬المسيح اتى ليعلن الحب االلهى للبشرية ويعيد‬
‫االنسان في عالقة معه ‪.‬‬
‫‪ -‬مشي ار قاد ار على التعامل مع مختلف الشخصيات واألفكار ويقبل ويفهم المختلفين عنه‪.‬‬
‫‪ -‬مشير لديه ثقافة نفسية وقدرة في التفاعل مع خبرات الحياة (مختبر الحياة )‪.‬‬
‫‪ -‬مشير متصالح مع نفسه قاد ار ان يخرج خارج ذاته وان يتخلى مؤقت عن اهتماماته وافكاره ليقف بجانب‬
‫االخر ويشعر به ويتفهمه فهما عميقا ( متواجد وجدانيا معه )‪.‬‬
‫‪ -‬مشير يستطيع ان يصغى ‪ ،‬يستطيع ان ٌيسكت عالمه الداخلى ‪ ،‬لينصت الى االخر بكل اهتمام‪.‬‬

‫‪-016-‬‬
‫‪ -‬االصغاء الى الكلمات والمشاعر التي ال يقولها المستشير بل يساعده ان يعبر عنها بالنطق كما يتعلم‬
‫ان يعطى أسماء للمشاعر فيشعر المستشير انه يمتلك مشاعره عندما يضعها في كلمات واضحة ‪ .‬مشير‬
‫لديه الحدس االكلنيكى‪.‬‬

‫عالقة المواجدة ‪Empathy not Sympathy -‬‬


‫المواجدة ليست هي التعاطف‬
‫التقمص الوجدانى = الدخول مع المستشير الى عالمه الداخلى فتستطيع قدر اإلمكان ان تشعر به وان‬
‫ترى الحياة من خالل عينيه وليس من خالل عينيك انت ( الدخول الى وجدان االخر) ‪ ،‬اما في التعاطف‬
‫فقد تفهم مشاعر االخر من وجهة نظرك انت‪.‬‬

‫عناصر المواجدة ‪:‬‬


‫– تقديم االحترام والتقدير النسانية المستشير‪.‬‬
‫– يرى العالم من منظور االخر‬
‫– فهم مشاعر االخر وما وراء الكالم‬
‫– انصات جيد وتواصل جيد من خالل أسئلة مفتوحة واستماع انعكاسي‬

‫التنفيس او التفريغ – التطهير‪Ventilation - Catharsis‬‬


‫كلما تمكن المشير من التعاطف والتواجد والمواجدة ‪ ،‬كلما ارتاح المستشير واستطاع ان يخرج ما بداخل‬
‫الالشعور الى الشعور ويفرغ كل االنفعاالت السلبية العميقة – ويجد المستشير مرآه يري نفسه فيها ويفكر‬
‫بصوت مسموع – فيكتشف ويفهم دوافعه ويحلل صراعاته ويعبر عن احاسيسه وانفعاالته ‪ ،‬ويجد من يتعاطف‬
‫معه ويستمع اليه دون مقاطعة او نقد ‪ -‬وقد يشعر المستشير بان الجرح القديم فتح من جديد فيتألم وقتيا‬
‫فينظف الجرح ويحدث تطهير للمشاعر والنفس‪.‬‬

‫المشير يعمل انعكاس وجدانى‬


‫‪Empathic mirroring‬‬
‫في الجلسات األولى ( جلسات التفريغ ) نجد المستشير يتكلم معظم وقت الجلسة‬ ‫–‬
‫تستمر العالقة المشورية على مدى مراحل الجلسات المشورية‬ ‫–‬
‫مرحلة التفريغ‬ ‫–‬
‫مرحلة التفسير واالستبصار اى التشخيص‬ ‫–‬
‫مرحلة التعليم والخطة العالجية‬ ‫–‬
‫مرحلة التغير‬ ‫–‬

‫‪-001-‬‬
‫ديناميكية العالقة المشورية‬
‫الطرح ‪ /‬والطرح العكسى‬
‫‪Transference \ Counter transference‬‬

‫الطرح ‪:‬‬
‫مشاعر يشعر بها المستشير نحو المشير غير انها في الواقع مشاعر متعلقة بأشخاص لهم أهمية في‬
‫الماضي في حياة الشخص مثل الوالدين او من قاموا بدورهم ‪ ،‬وقد يطرح المستشير مخاوفه وصراعاته‬
‫واحزانه على المشير هذه المشاعر تخرج بدون قصد من الالوعى ‪.‬‬
‫وقد تكون المشاعر التي تٌطرح على المشير ‪ ،‬سلبية (عداوة ‪،‬احباط ‪ ،‬رفض ) او إيجابية ( اعتمادية ‪،‬‬
‫تعلق) ‪.‬‬
‫بل يكون المشير واعى لهذه الديناميكية في العالقة ويتعامل معها فال يفسر المشير هذه المشاعر على انها‬
‫موجهه نحوه فيتفهم المشير هذه المشاعر ويساعد المستشير على اكتشافها واصالحها والتعامل معها بطريقة‬
‫صحيحة ناضجة ‪.‬‬

‫الطرح العكسي ‪0‬‬


‫هي المشاعر الذى يشعر بها المشير تجاه الشخص سواء سلبية او ايجابية وهى تنبع من ماضينا الشخصى‬
‫‪ -‬هذه المشاعر تشمل الشعور باالنجذاب الشديد او عدم االنجذاب – هي مشاعر خاصة بنا تعبر عن‬
‫شيء في انفسنا يجب ان نفهمه قبل المواصلة في المشورة – الن لو استمرت هذه المشاعر فقد تؤثر على‬
‫ردود افعالنا وبالتالي على العملية المشورية‪.‬‬
‫لذا علينا فهم هذه الرسائل فال يجب ان نتجاهل هذه المشاعر بل نفهمها ‪ -‬ويكون لدينا القدرة على ضبط‬
‫النفس من اجل فرز وتميز هذه المشاعر‪.‬‬
‫المشير متفهم لما يطرحه المستشير عليه ‪ ،‬كما يتفهم لما يحدث داخله من الطرح العكسى‪.‬‬

‫االثبات العلمى للعالقة المشورية‬


‫الرجوع الى علم النفس العصبي للعالقة المشورية ‪.‬‬
‫اتفق علماء النفس والمخ واالعصاب ان العالقة العالجية ليست كالم انما هى تواصل غير لفظى شفائى‬
‫فالعالقة المشورية فيها تفاعل بيولوجى نفسي جسدى – تواصل وجدانى يحدث تحت الوعي الفص االيمن‪/‬‬
‫المخ الوجدانى‪ /‬الجسم ( المشير ) ‪ -‬الفص االيمن‪ /‬المخ الوجدانى‪ /‬الجسم( المستشير )‪.‬‬

‫‪-000-‬‬
‫الكيان المشترك‬
‫ان التالقى الكيانى بين المشير والمستشير يحدث رنين عصبي ‪ ،‬اى ما يقوله المستشير له رنين مماثل‬
‫داخل المشير‪.‬‬
‫المشير الذى لديه المخ االيمن متصالح مع االيسر‪ ،‬اى المشير المتصالح مع مشاعره يصبح حقيقى ويشعر‬
‫باالخر ‪ ،‬فهو قادر على ان يشعر بمشاعره ويديرها وايضا يستطيع ان يدخل الى وجدان االخر (المواجدة)‬
‫الذى يستطيع ان يعمل عالقة مع نفسه ‪ ،‬يستطيع ان يعمل عالقة مع االخرين‪.‬‬
‫هذا المشير لديه تنظيم لمشاعره فينقل هذا البرنامج الى المستشير الثائر‪.‬‬
‫المشير المحنك هو المشير الذى لديه قدرة على المواجدة فهو يستطيع ان يتعامل مع مشاعره الواعية‬
‫والالواعية ‪ ،‬لديه مخ ايمن قوى ذو حساسية ‪ ،‬وقدرة على االنعكاس الوجداني ‪.‬‬

‫‪-007-‬‬
‫الئحة المبادئ األخالقية للمشيرين‬

‫‪Ethics‬‬

‫أوالا ‪ :‬االلتزام الشخصى‬

‫‪ -0‬أن ألتزم بخدمتى هلل كدعوة خاصة‪.‬‬

‫‪ -7‬أن أتعهد بإتمام كل ما أعمله فى الخدمة بالقيم والمبادئ واإلرشادات المسيحية‪.‬‬

‫‪ -3‬أن ألتزم بأن أطلب اإلرشاد والحكمة من اهلل كما أتقبل تحمل مسؤولية تصرفاتى وق ارراتى‪.‬‬

‫ثاني ا ‪ :‬االهتمام المحب للناس‬

‫سأقبل المستشيرين بغض النظر عن األصل أو العقيدة أو الجنس أو الخلفيات الخلقية أو المستوى‬ ‫‪-0‬‬
‫االقتصادى أو التعليمى ‪ ..‬ألخ ما لم يصطدم أحد هذه العوامل بقدر كبير مع قدرتى على المساعدة‪.‬‬

‫‪ -7‬أن أقدر الحياة البشرية وقدسيه اإلنسان وحريته الشخصية ومسؤوليته وأن للمستشير حق اختباره الحر‬
‫فى مسائل اإليمان والسلوكيات‪.‬‬

‫‪ -3‬أن أقبل أن تكون مسؤوليتى األولى كمشير أو كمشرف على المتدربين هى نحو المستشير ‪،‬ولن أسمح‬
‫ألى متدرب أن يقوم بخدمة متخصصة أعلى من مستوى تدريبه‪ .‬وأنا أقبل تحمل مسؤوليه نتائج‬
‫تصرفاتهم‪.‬‬

‫‪ -1‬سأتجنب تسخير أو استغالل أى مستشير إلشباع احتياجاتى الخاصة‪.‬‬

‫‪ -4‬سأمتنع عن أية شهوة غير مفيدة لغزو السرية‪.‬‬

‫‪ -4‬سأتخذ التصرف الالئق للمساعدة ‪،‬وحتى لحماية هؤالء األشخاص االعتماديين نسبياً على أخرين من‬
‫أجل خيرهم‪.‬‬

‫‪ -1‬سأبذل كل جهدى لتجنب اية عالقات ثنائية قد تضعف (تضر) حكمى المتخصص أو تزيد من خطر‬
‫االستغالل فى امتداد المشورة أو عالج الطلبه أو الموظفين أو الذين تحت إشرافى أو أن تكون لى‬
‫عالقة عمل أو عالقات شخصية قريبة مع الطلبه أو الموظفين أو المشرفين أو المستشيرين يكون لها‬
‫التأثير الضار نفسه‪.‬‬

‫‪-003-‬‬
‫ثالث ا ‪ :‬السرية‬

‫‪ -0‬سـأظهر أقصى احترام لسرية المستشير واالخرين فى عالقة المشورة‪.‬‬


‫‪ -7‬سأحمى بعناية شخصيات المستشيرين ومشاكلهم لذلك سأتجنب إفشاء المعلومات عن المستشيرين سواء‬
‫بطريقة شخصية أو عامة ما لم تكن بموافقة حرة من المستشير الراشد أو الوصى القانونى عن المستشير‬
‫القاصر وذلك فى صورة اإلذن الكتابى المعبر عن ذلك واطالق معلومات كهذه البد وأن يكون مناسباً‬
‫للموقف‪.‬‬
‫‪ -3‬كل سجالت المشورة ستحفظ لتحمى المستشيرين وطبيعة مشاكلهم من اإلفشاء‪.‬‬
‫‪ -1‬سوف توضح للمستشير حدود السرية مثل تلك الحدود المؤسسة على القوانين المدنية واللوائح القانونية‪.‬‬

‫حدود أو استثناءات السرية تتضمن مواقف مثل ‪:‬‬


‫عندما تفوض بالقانون فى حالة مثل اإلساءة الى طفل ما سواء كانت واضحة أو مشتبه فيها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا كان نشر المعلومات سيجنب شخصاً خط اًر واضحاً وصريحاً ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا كنت مدافعاً وطلب حضورك كشاهد فى المحكمة فى تصرف مدنى أو جنائى أو تهذيبى يتعرض‬ ‫‪-‬‬
‫لجزء من المشورة مع مالحظة أن أسرار المستشير يجب أن تكشف فقط أثناء هذا الموقف‪.‬‬

‫رابع ا ‪ :‬الكفاءة فى الخدمات المقدمة‬

‫‪ -0‬أتعهد أن أكون مدرباً جيداً ومؤهالً لتقديم المساعدة المحتاجة‪.‬‬

‫لن ألمح بأن لدى مؤهالت أو خبرات أو قدرات هى فى الحقيقة ناقصة أو غير موجودة فى اللوائح‬ ‫‪-7‬‬
‫المتعلقة بالكفاءة فى اعمال المساعدة‪.‬‬

‫‪ -3‬سأتابع باجتهاد التعليم اإلضافى والخبرة والتشاور مع المتخصصين والنمو الروحى ألح ِسن من فاعليتى‬
‫لخدمة المحتاجين‪.‬‬

‫خامس ا ‪ :‬إمكانياتى البشرية محدودة‬

‫‪ -0‬سأبذل كل ما فى وسعى ألدرك حدودى ونزعاتى البشرية وأعترف بإنه ليست لدى موضوعية كاملة‬
‫أو نضوج روحى كامل‪.‬‬

‫‪ -7‬سأتجنب تنمية أى سوء فهم لدى المستشير بإننى كلى القدرة أو أن لدى كل االجابات‪.‬‬

‫‪ -3‬سأبذل مجهوداً معقوالً ألوفر البدائل للمستشير الذى يتعذر مساعدته بسبب ضيق الوقت أو نقص‬
‫الخبرة أو حتى ألسباب موضوعية أو شخصية ‪ ،‬والمجهودات المعقولة ستبذل لتجعل ما أقوله للمستشير يقال‬
‫بدقة أو بوضوح كامل بقدر اإلمكان‪.‬‬

‫‪-001-‬‬
‫‪ -1‬سأقاوم محاوالت أى مستشير أو زميل يضع على كاهلى طلبات تتخطى حدود إمكانياتى أو حدود‬
‫الوقت المتاح للخدمة أو تفرض بطريقة غير سليمة على عالقاتى مع عائلتى أو مع األخرين أو مع اهلل‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬االلتزام بالحياة الروحية الكنسية األرثوذكسية‬

‫‪ -0‬سأهتم بحياتى الروحية ألنمو فى العالقة الشخصية مع اهلل‪.‬‬

‫سأستمد قوتى الروحية من خالل ممارسة األسرار المقدسة والمداومة عليها بحضور القداسات والتناول‬ ‫‪-7‬‬
‫من جسد ودم ربنا يسوع وايمانى بدم يسوع الذى يغفر كل الخطايا وايمانى بعمل الروح القدس فى شفاء‬
‫النفس والجسد‪.‬‬

‫‪ -3‬سأفحص نفسى يومياً فى محضر اهلل من خالل الكتاب المقدس والصالة (الخلوة اليومية) مع ممارسة‬
‫سر االعتراف بإنتظام‪.‬‬

‫‪ -1‬أفهم إمكانيات الطبيعة الجديدة (المعمودية)‪.‬‬

‫‪ -4‬أن قوة الحياة الروحية للمشير لها تأثير كبير فى خدمة المشورة‪.‬‬

‫‪-004-‬‬
‫اإلشـــراف‬
‫‪Supervision‬‬

‫لماذا اإلشراف ؟‬
‫أنواع اإلشراف‬

‫اإلشراف يهدف لقياس المهارات األساسية‪:‬‬

‫قبول المستشير بدون إدانة ‪Acceptance‬‬ ‫‪-‬‬


‫التالمس مع مشاعر المستشير (التعاطف) ‪Empathy‬‬ ‫‪-‬‬
‫التجاوب مع المستشير (االستجابة التعاطفية) ‪Empathic Response‬‬ ‫‪-‬‬

‫معرفة المشير للمستشير‬

‫القدرة على إسترجاع المعلومات األساسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫تمييز أهمية المعلومات والوصول الى تشخيص‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تفهم احتمال إختالف المشكلة الظاهرة عن الحقيقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القدرة على استنتاج جوانب القوة والضعف بالمستشير‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القدرة على قياس كفاءتك (تحويل الحالة إذ لزم األمر)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القدرة على تغيير التشخيص إذا ظهرت حقائق جديدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫صفات الشخصية المتعلقة بالمشورة (النمو كمشير)‬

‫قبول االنتقاد فى جلسات اإلشراف وكذلك التعليقات اإليجابية‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫اإلستفادة من التوجيهات بتغيير فعلى فى داخلى وسلوكى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرغبة فى التعليم (وهذا يتضح من خالل اإلشراف النشط فى جلسة اإلشراف)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القدرة على التحليل الموضوعى لنفسك فى المشورة (سلبيات وايجابيات)‬ ‫‪-‬‬
‫تمييز الجوانب التى تنمو فى شخصيتك‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪-004-‬‬
‫مهارات العالقة المشورية‬

‫إحترام حقوق المستشير‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫القدرة على التعاطف بطريقة مناسبة وبدون امتالك (‪0‬بط ‪" )104‬ال كمن يسود على األنصبة"‬ ‫‪-‬‬
‫نمو الثقة والبصيرة أثناء العملية العالجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تفهم ديناميكيات المستشير‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مهارت تتعلق بالتعامل مع المستشير ‪ -‬العنيد كمثال ‪ -‬حالة ‪Transference‬‬ ‫‪-‬‬
‫التصرف بمسئولية فى إنهاء الجلسات وتحويل الحاالت‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫األمور الرعوية والمبادئ‬

‫تفهم تعاقد المشورة (حدوده ومسئولياته) واحترام السرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫الحساسية الحتياجات المستشير الروحية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االلتزام بالمبادئ األخالقية (‪ )Ethics‬للمشورة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القدرة على أن تعكس وتعيش مبادئك الروحية فى جلسة المشورة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪-001-‬‬
‫إتفاق المشورة‬

‫نموذج اإلتفاق مع المستشير‬

‫من فضلك أق أر بعناية ثم وقع أسفله‪:‬‬

‫أفهم أن طبيبعة هذه المشورة التى سأحصل عليها من خالل مكتب المشورة هى مسيحية كنسية ومبنية على‬
‫أساس مبادئ الكتاب المقدس وأن هذه المشورة تعكس الحب والرحمة وقوة شفاء الروح القدس‪.‬‬

‫أفهم أيضا أننى إن كنت أحتاج مساعدة طبيب أو أخصائى نفسى أو بشرى فإنه على أن أطلب مكاناً أخر‬
‫وأعرف أن الئحة المبادئ األخالقية والتى يعمل بها المشيرون بمكتب المشورة ‪ ،‬متاحة ومتوافرة ويمكننى أن‬
‫أقراها بنفسى‪.‬‬

‫وأنا كطالب للمشورة أعرف أن المعلومات الخاصة بى والتى تخرج فى سياق عملية العالج سوف تحفظ فى سرية‬
‫تامة وثقة ولن تعطى ألى شخص أو هيئة دون إذن كتابى منى بذلك فيما عدا األمور اآلتية‪0‬‬

‫‪ -0‬أية عبارات تفصح عن نواياى فى االنتحار أو القتل فيما لو تعلق األمر بشخص محدد‪.‬‬
‫‪ -7‬أية عبارت تشير الى إننى قد ارتكبت إساءة شاذة لطفل ما أو إننى أنوى ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬معلومات ويمكن أن تسهل العالج الطبى فى الحاالت الطارئة‪.‬‬

‫كما إنى أفهم أن المشير الخاص بى يعمل تحت توجيه مباشر من أحد المشرفين وأن هذا اإلشراف يخدم عملية‬
‫عالجى بطريقة عمومية‪.‬‬

‫إن توقيعى أسفل هذا يعطى الحق للمشير أن يسجل المالحظات الشخصية لبعض جلسات المشورة الخاصة بى‬
‫وربما تسجيل كاسيت أو فيديو وذلك لمصلحة اإلشراف على حالتى مع فهم إنى سوف أخطر بذلك مسبقاً ‪ ،‬مع‬
‫إتاحة الفرصة لى للتعبير عن أية مالحظات تأتى مع الوقت‪.‬‬
‫التاريخ‪0‬‬
‫العنوان‪0‬‬
‫تاريخ الميالد‪0‬‬
‫التليفون‪0‬‬
‫توقيع المستشير‪0‬‬
‫توقيع الوصى (فى حالة وجود وصى)‪0‬‬

‫‪-001-‬‬
‫محاذير فى المشورة‬

‫مقدمة ‪0‬‬

‫كارل روجرز ‪ 0 0617‬كان والده قسيساً وكانت لدية فكرة عن موضوع االعتراف والتوجهات الخاطئة وسوء الفهم‬
‫وكان يسميها المشورة غير الموجهة "‪."Non-directive‬‬

‫كان يدعو الى التركيز على خير المستشير "‪ "Client-oriented‬أى إنه على المشير أن يتفهم احتياجات‬
‫الشخص الذى أمامه (المستشير) وما هى مطالبه ليصل به الى بر األمان‪.‬‬

‫نظريته ‪ 0‬إن وظيفة المشير مساعد وليس ناصحاً ألنك كمشير إذا تعودت على إعطاء المستشير نصيحة فأنت‬
‫بذلك تكون قد صنعت ما يسمى ب"‪ "Dependent relation‬أى عالقة اعتمادية وهذا ليس هدف المشورة لكن‬
‫هدف المشورة ونجاحها يعتمد على كيف أصل بالمستشير أن يقرر الحل بنفسه وبذلك يفطم ”‪.“Weaning‬‬

‫يوجد إنسجام وتوافق "‪ "Congruence‬بين المشير والمستشير بمعنى إنهما شركاء معاً فى عملية المشورة وفكرة‬
‫الشركة هنا معناها أنى سأنجح وهو سينجح بى‪.‬‬

‫أهم األهداف الصحيحة للمشورة‪:‬‬

‫‪ -1‬فهم النفس ‪Self understanding‬‬

‫إن أول خطوات الشفاء هى فهم النفس بطريقة أعمق عندما يتحدث اإلنسان فهو أول شخص يستمع الى نفسه‬
‫‪ ..‬عندما تخرج المعلومة من فمك ثم ترتد الى ذهنك ‪ ،‬فعملية الخروج والدخول هذه تجعلك تفهم الموضوع بصورة‬
‫أوضح‪ .‬ربما تترتب المشاعر واألفكار بطريقة صحيحة ‪ ،‬ذلك أثناء جلسات االستماع والصمت‪.‬‬

‫يقول فرويد ‪" 0‬بالجلسات المشورية" وبخاصة األولى البد أن يكون ‪ %11‬استماعاً ايجابياً مع التركيز على‬
‫اإليحاءات بنسبة ‪ %11‬وأن أحاور – ‪ %01‬أى أتكلم وهو يسمع‪.‬‬

‫تعليق (‪ : )1‬فى العالم الغربى يوجد أطباء لالستماع فقط بشكل إيجابى "‪."Listening‬‬

‫تعليق (‪ : )2‬جزء من الفهم هذا يحدث دون أن ندرى فى الصالة ففى الصالة تتكون عالقة بين اإلنسان واهلل‬
‫وأنت تتحدث إليه وتحكى تفاصيل حياتك ‪ ،‬ينتج عنها أن تفهم نفسك وتخرج عاطفتك ‪ ،‬وهذا نوع من الحوار كما‬
‫قال صموئيل "تكلم يارب فإن عبدك سامع" وداود "أمل يارب أذنك واستمع لى"‪.‬‬

‫إن المشير الجيد هو الذى يصنع عالقة حميمة بين المستشير وبين المسيح‪.‬‬

‫‪-006-‬‬
‫‪ -2‬إدراك اإلمكانيات الشخصية ‪Self actualization‬‬

‫فى أحيان كثيرة ال يدرك اإلنسان حجم االمكانيات الموجودة داخله ‪ ،‬وتعد ظاهرة الشعور واالحساس بعدم الكفاءة‬
‫من الظواهر االنسانية شديدة الم اررة ولألسف تظهر فى قطاع كبير من شرائح الناس فى المقابل عدد الناس‬
‫الذين لديهم "‪ "Over confidence‬اقل بكثير من أولئك الذين لديهم "‪."Under Confidence‬‬

‫إن إدراك االمكانيات فى المشورة قائم على أن تحكى للمستشير بموضوعية عن إمكانياته ألنها موجودة ولكنها‬
‫كامنة فجيد أن تزرع له بذو اًر مثل (أن يفكر فى أفكار جديدة – أن يبدع ‪ ... -‬الخ) "أتيت لتكون لهم حياة‬
‫وليكون لهم أفضل" هى فكرة البحث عن األفضل‪.‬‬

‫‪ -3‬إدراك إمكانيات اهلل وبناء عالقة مع المسيح "‪"Christ –actulization‬‬

‫فى المشورة علينا أن ندرك حجم المعونة اإللهية ولنا هنا كلمة ‪ 0‬إن فارقاً بين حجم المعونة اإللهية وبين توقعاتى‬
‫‪ ،‬أمنياتى ‪ ،‬أهدافى ‪ ،‬رغباتى التى أرغبها أو أمليها فى صالتى وطلباتى‪ .‬إن حجم المعونة اإللهية ال يدرك بكم‬
‫تحقيق توقعاتى ‪،‬وانما من خالل العالقة الشخصية مع شخص المسيح وثقتى بوجوده معى فى تلك العالقة‬
‫المعونة اإللهية تختبر‪ .‬تختلف خبرة شخص عن خبرة شخص أخر‪ .‬المعونة اإللهية ‪ ،‬ربما ال أدرك آليتها ‪،‬وال‬
‫كيف تعمل وماذا ستعمل ألنها أكبر من محدوديتى النسبية الضئيلة كإنسان أمام اهلل وليس دورى أن أعرف كيف‬
‫ستقوم هذه المعونة بدورها لكن دورى هو الثقة فى اهلل ‪ ،‬والثقة ال تتكون وال تبنى سوى من خالل العالقة الشخصية‬
‫بكل مجريات ومنعطفات العالقة ومنحنياتها صاعدة أو هابطة من طرفى أنا كإنسان محدود ومتقلب أما هو‬
‫فأمين وعادل وال ينكر نفسه وال أمانته من نحوى أنا اإلنسان محبوبه‪.‬‬

‫على المشير فى المشورة غرس األمل باستمرار إذ يوجد إله ينتظرك وينتظر أن يعطيك الكثير ‪ ،‬أب ساهر على‬
‫محبتك "إذ كان لم يزل بعيداً ‪ ...‬رأه أبوه"‪.‬‬

‫‪ -4‬بناء العالقات ‪Communication‬‬

‫فى المشورة جزء مهم جداً أن تعلم المستشير فن وأصول بناء العالقات مع اآلخرين فثمة نقاط يجب توضيحها‬
‫واعالمها للمستشير مثل القدرة على التعبير عن النفس ‪ ،‬القدرة على استقبال رسائل من االخرين ‪ ،‬عالج عدم‬
‫القدرة أو عدم الرغبة فى المشاركة‪ .‬كما أن فى التدريب على العالقات جزء منها يتعلق بعالقة المشير بالمستشير‬
‫حيث يتأثر المستشير بسلوك المشير نحوه فى احترامه له واحترامه للميعاد وفى تفهمه وتقديره رغم أى وضع‬
‫يكون فيه‪.‬‬

‫‪-071-‬‬
‫‪ -5‬التعليم وتغيير السلوك‪:‬‬

‫من أكثر المشاكل التى تقابلنا فى الجلسة المشورية استقرار العادة فنحن مجموعة من العادات ( ‪Special‬‬
‫‪ ) Habits‬يمكننا تحديد السلوك الضار لننبذه ونتعلم أساليب بديلة له ‪ ،‬ولكن التنفيذ هو تحدى الصعوبة وهذا‬
‫يحتاج لصبر وادراك داخل المستشير لهذه المهمة الصعبة‪ .‬فدور من أدوار المشورة اكتشاف ذلك السلوك وما‬
‫خلفه واعادة التوجيه مرة أخرى نحو الهدف الجديد وهنا وكما أن المشير يعين المستشير فإننا فى حاجة ال‬
‫نستطيع أن ننكرها وهى الحاجة للمعونة والنعمة اإللهية والتى تعمل عملها دون أن نفهم آليتها ولكن علينا أن‬
‫ندخل بثقة لنطلبها‪ .‬وال ننكر أيضاً إنه توجد لحظات ضعف إنسانية تفقد رجاءها فى النعمة وال تشعر بها وهنا‬
‫علينا أيضاً إدراك تلك المشاعر بسلبيتها وأيضاً إدراك فكرة الثقة فى الدخول لنعمة اهلل ‪ ،‬حتى لو لم نستشعر‬
‫عملها فى لحظات ضعفنا اإلنسانى‪.‬‬

‫إن العادة "السلوك" وكل عادة خاطئة وراءها منطقة أمان يرتاح فيها التشكيل الحالى لنفسى ونحن نريد أن نعدل‬
‫فى هذا التشكيل النفسى ليكون أفضل ليشابه تلك الصورة ‪ ،‬صورة المسيح‪.‬‬

‫حكم العادة لسببين ‪:‬‬


‫‪ -0‬القناعة ‪ 0‬يوجد اقتناع بشكل ما بشئ ما ‪ ،‬بأن هذا الشئ الذى يفعله اإلنسان يعطيه األمان مثل الشخص‬
‫الذى يحتضن المخدة أثناء نومه تجنباً للقلق ‪.Theory of avoidance of anxiety‬‬
‫كون عادة عند إنسان ؟ أقنعه أنها تعطيه مصدر أمان ‪ ،‬راحة ‪ ،‬لذة ‪ ،‬ثم‬
‫‪ -7‬العادة لها حكم التكرار ‪ 0‬كيف ت ِّ‬
‫مساعدته على تكرارها‪.‬‬

‫فى المشورة يكون إحالل عادة مكان عادة عن طريق التشبه بالمرشد أو بمثال اخر ‪ ..‬التجربة والخطأ (إعادة‬
‫المحاولة مرة أخرى) وأيضاً بالصبر خصوصا أنه حتماً ستكون خطوات وفترة انتكاسه وهنا يأتى دور المشورة فى‬
‫المساندة والدعم‪.‬‬

‫‪ -6‬الــسند‪:‬‬

‫تسالونكى األولى ‪" 0104‬ونطلب إليكم أيها األخوة أنذروا الذين بال ترتيب شجعوا صغار النفوس اسندوا الضعفاء‬
‫تأنوا على الجميع"‪ .‬انتيخوماى بمعنى السند باليونانية أى (ألصق ‪ ،‬اسنده)‪.‬‬

‫فى المشورة أحياناً يوجد موقف ال يحتاج الى كالم بل الى سند الى تواجد كما فى حالة (الوفاة ‪ ،‬المرض) لكن‬
‫هذا فى مرحلة معينة (الخطر ‪ ،‬االحتياج الشديد)‪ .‬وفى كل ما سبق يجب مساندة اإلنسان فى لحظة ضعفه‬
‫اإلنسانى والتشجيع والقيادة‪.‬‬

‫‪ -3‬توجيه الطاقات‪:‬‬
‫التوجيه الرأسى ألعلى ‪ 0‬عالقة باهلل (العبادة – الصالة – قراءة الكتاب)‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪-070-‬‬
‫التوجيه األفقى بداخلى ‪ 0‬عالقة بالنفس (فهمها – قبولها – التصالح معها – بناؤها)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التوجيه األفقى ومحيطه ‪ 0‬عالقتى باألخر على مستوى الشركة – باالخر على مستوى الخدمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الشركة فى المصطلح الكنسى ‪ 0‬كينونيا (مستوى الحب) ‪ ،‬ليتورجيا (الصالة) ‪ ،‬الخدمة‪ 0‬العطاء والبذل‬
‫(مارتيريا) ‪ ،‬خدمة ذياكونية‪.‬‬

‫دوافع اإلرشاد ‪ /‬المشورة الخاطئة‪:‬‬

‫‪ -1‬الفضول – حب االستطالع ‪Curiosity – Need for information‬‬

‫الحصول على معلومات زائدة‪ -‬عدم الكتمان فى العالقات الزوجية منتهى الخطورة أن يكون لدى المشير فضول‬
‫فى معرفة تفاصيل ال داعى لذكرها وهذه الطريقة تنتهى حين يكتشفك المستشير ويدرك أنك تريد أن تستفيد من‬
‫المعلومة وليس إنك تسعى لمساعدته فيتجنبك‪.‬‬

‫‪ -2‬الحاجة لتكوين عالقات ‪Need for relationship‬‬

‫أن تكون أنت كمشير تريد استخدام المستشير لتكوين عالقة تعويضية (اعتمادية) لتسد بها جوعاً داخلك أنت‬
‫وبخاصة إذا كان للمرشد‪/‬المشير عدد محدود من األصدقاء – ال يتم الشفاء "عندما تبنى جدار الصداقة على‬
‫حساب شفاء المستشير"‪.‬‬

‫‪ -3‬الحاجة للقوة ‪Need for power‬‬

‫أن يكون مثالً لديك أنت كمشير احتياج للشعور بأن لك أهمية تستمدها من أنك من يحل مشاكل الناس "حالل‬
‫المشاكل" ‪ ،‬فتستمد قوتك وأهمية وجودك من هذا المصدر عندئذ ستجد المؤشر يشير بإنك تعطى نصائح قليلة‬
‫الفائدة واعطاء النصائح دائماً مرفوض ‪ ،‬فإذا تحولت الجلسة الى نصيحة ‪ ،‬فأنت هنا تستدعى من الماضى كل‬
‫ذكريات األبوة واألمومة المرفوضة لكن يجب أن تدار الجلسة بالحوار والشركة ‪ ،‬حوا اًر مشتركاً ‪ ..‬النصيحة‬
‫المباشرة ال تأتى باألغراض واألهداف المرجوة مثل األبن الضال ‪ ،‬حيث خاض األبن األصغر التجربة مفك اًر فى‬
‫نفسه "ألن اهلل خلقنى ح اًر"‪.‬‬

‫‪ -4‬الحاجة إلنقاذ األخرين ‪Need for Rescue‬‬

‫أن تجد نفسك كمشير متورطاً مع كل موضوع لتبادر فيه برأيك ومشورتك فتأخذ المسئولية نيابة عن أحد‬
‫"‪ ."Messiah approach‬أحياناً يصل بك مستوى العالقة ألنك ال تأخذ له الق اررات وحسب لكن تعمل له‬

‫‪-077-‬‬
‫المطلوب‪ .‬فى هذه اللحظة ينظر للمشير بنظرة إعجاب من ِقبل المستشير ‪ ،‬وهنا فعل المشير شيئاً خطي اًر وهو‬
‫أنه حول المستشير الى قزم ‪ ،‬كل دوره مجرد إبداء اإلعجاب بالمرشد‪.‬‬

‫دور المرشد ‪ /‬المشير المخطئ‪:‬‬

‫زيارة بدالا من مشورة‬ ‫‪-1‬‬

‫ثمة فرق بين جلسة االفتقاد والزيارة ‪ ,‬وجلسة المشورة‪ .‬االفتقاد يهدف للتبسيط وكسر الحواجز فى العالقات ‪ ،‬وهو‬
‫أمر مطلوب وفى المشورة ‪ 0‬هذه األمور مطلوبة ‪ ،‬لكنها فى الجلسات األولى فقط ‪ Melting ice‬لكن إذا‬
‫تحولت العالقة الى تبادل آراء وصداقات ومشاركة فقط ‪ ،‬هنا نكون عملنا نوعاً من أنواع العالقات‪ ،‬غير العالقة‬
‫المشورية التى قوامها "شركة و إعادة رؤية واعادة توجه بتوافق وشركة بين المستشير والمشير ‪ ،‬لتكون إضافة‬
‫حقة ‪ ،‬يلمسها المستشير فى نفسه ‪ ،‬ويضع بنفسه يده على حقائق فيه "واالرشاد المشورى له هدف محددال يجب‬
‫ان نبعد عنه ‪ ،‬وهو ان يكون المستشير قاد ار بعد عدة جلسات – مشوار على حسب كل شخص ‪ ،‬و تكوين‬
‫شخصيته ‪ ،‬وما بها – على ان يكون واعيا بمنطقة الضعف التى عنده ‪ ،‬وعامال فى طريق نموها اآلن لتنضج‪.‬‬

‫‪" -2‬االستعجال" بدالا من "التروى"‬

‫فى عالم المشورة‪ 0‬ال توجد حلول بسيطة لمشاكل عويصة ‪ .‬ومظاهر االستعجال فى شخصية المشير (عالج‬
‫الملل‪ -‬النظر الى الساعة‪ -‬حركات اليدين – مقاطاعات) ‪ ،‬كل هذة المشاعر تنتقل للمخدوم ‪ ،‬وتنقل له ان‬
‫المشير ال يهتم به ‪ ،‬وال يعنيه ال أمره وال حالته ‪ .‬ومن المهم اال يشعر المستشير باى نوع من انواع االستعجال‬
‫‪ ..‬جزء من االمان الذى يعطيه المشير للمستشير انه موضع ترحيب‪.‬‬

‫من مظاهر االستعجال فى الحديث ايضا ان تكون االحكام غير دقيقة ‪ ،‬وربما جارحة تصدر بسبب االستعجال‬
‫‪ ،‬ولكنها تدوم فى ذهن المستشير – واحيانا قد تجعله الكلمة التى قلتها بسبب االستعجال – كما قلت له ‪ " ،‬فال‬
‫تصدر احكاما مرضية مسموعة أو مرضية زائفة لترضيه "‬

‫‪" -3‬قلة االحترام" بدال من "من التفهم" ‪(:‬تقسيم الناس الى فئات) ‪:‬‬

‫اذا قسمت البشر‪ ،‬واعطيت كل انسان ‪ ،‬ولو فى داخلك ‪ ،‬عنوانا‪ ،‬وبخاصة العناوين الروحية – مثل قليل االيمان‬
‫– أنت شكاك ‪ ،‬او اى عناوين تحمل صفة جارحة‪ ،‬ثم تبدأ بعدها فى القاء النصائح ‪ ،‬فانت بذلك تكون فقدت‬
‫دورك كمشير ‪ ،‬او تسير فى اتجاه خاطئ‪ .‬إن التفهم معناه أن كل شئ يعانى منه االنسان وراءه دوافع واحتياجات‪.‬‬

‫‪-073-‬‬
‫المرة الزانية التى اتهمها المجتمع كله بالزنى‬
‫المرة السامرية ‪ ،‬أ‬
‫مثال‪ : 1‬الجلسة المشورية بين السيد المسيح و أ‬
‫كانت مصنفة داخل قلب المسيح على انها انسانه لديها دوافع واحتياجات‪ ..‬حسنا قلتى كان لك خمسة أزواج –‬
‫كل الكالم يحمل إدراكا عميقا الحتياج نفسى دون تصنيف‪.‬‬
‫مثال‪ : 2‬زكا فى نظر المسيح لم يصنف على انه حرامى ‪ ،‬بينما قال الناس ان هذا دخل ليبيت عند رجل خاطئ‬
‫‪ ،‬هو مصنف عند الناس انه خاطئ‪.‬‬
‫مثال ‪ : 3‬االبن الضال‪0‬ابنك هذا اكل معيشتك مع الزوانى ‪ .‬مصنف على انه ز ٍ‬
‫ان‪.‬‬

‫‪ -4‬بدالا من ان تحكم و تنحاز الحكام ‪ ..‬انظر ”‪:“Non Biased‬‬


‫من المفترض فى المشير ان يكون غير منحاز فى مواجهة خطية او سلوك خاطئ‪ .‬فال تٌ ِ‬
‫هاجم لئال تقاوم ‪ ،‬كن‬
‫غير منحاز الى احكام ‪ ،‬اى ال تحكم على انسان انه خاطئ ‪ ،‬ولكن انظر له كانسان تحت ضعف ‪ ،‬وكلنا تحت‬
‫الضعف و االلم ‪ ،‬وضغط االحتياج غير المسدد ‪ ،‬انظر للفعل الخطأ ‪ ،‬لكن مع المحافظة على ان يكون االنسان‬
‫‪ ،‬مقبوال ‪ ،‬فى وقت احتياجه ‪ ،‬او عندما يكون تحت ضعف او الم‪.‬‬

‫اى تعبير من المشير يدل على هذه االشياء‪ ،‬اى ان المستشير خاطئ ‪ ،‬ومحكوم عليه بادانة ‪ ،‬او تصنيفه‪ ،‬او‬
‫وصمه بشئ سلبى ‪ ،‬يجعل المستشير إما أن ‪ 0‬يلبس قناع االدب او يبتعد او يهاجمك‪.‬‬

‫الجدير بالذكر ان اصدار االحكام يمكن ان يكون بااليحاءات – بااليماءات‪ -‬باالصوات – بلهجة الكالم –‬
‫بالسلوكيات‪..‬الخ‪.‬‬

‫‪" -5‬تحميل الجلسات فوق الطاقة بدال من "التدرج"‪:‬‬

‫ان غمرة حماسة المشير ‪ ،‬و غيرته لمساعدة المستشير ‪ ،‬او رغبته تغيي ار باسرع وقت ‪ ،‬تجعله يقول كل المعلومات‬
‫‪ ،‬وهذا الكشف العميق لعيوب النفس يربك المخدوم ويربك ذهنه ‪"...‬عدم هضم المعلومات الكثيرة"‪.‬‬

‫‪" -6‬مسيطر" بدال من "شارح و مفسر"‪:Directive instead of interpretive‬‬

‫مما يعكس رغبة المشير فى السيطرة حينما تملى عليه ما يجب ان يفعل ‪ ،‬فيخلط بين أريك و أرى اهلل‪ ،‬وخصوصا‬
‫لو استخدمت الصبغة الدينية ‪،‬أو كأن يراك كشخص ال يخطئ ‪ ،‬فيشعر بالذنب‪ ،‬وعدم الكفاية ان لم يتبع ما قلته‬
‫له‪ ،‬فضال عن ان هذا لن يقود الى الهدف األسمى من العملية المشورية ‪ ،‬وهو نضجه ونموه ليتخذ ق ارراته فيما‬
‫بعد بنفسه‪.‬‬

‫"المشير و المستشير فريق"‪ 0‬فدور المشير حكم‪ ،‬وعليه ان ينسحب تدريجيا ‪ ،‬ليأخذ المستشير هذا الدور بنفسه‬
‫لنفسه‪.‬‬

‫‪-071-‬‬
‫‪" -3‬األندماج العاطفى ‪ subjective‬بدال من "الموضوعية" ‪:objective‬‬

‫المشير ايضا لديه قضاياه ومشاكله‪ ،‬فعندما تتشابه قضية المستشير مع صراعات المشير نفسه ‪ ،‬يحدث اضطراب‬
‫وقلق وتعطل‪ .‬واالندماج‪ 0‬معناه ان تتورط معاه عاطفيا‪ ،‬او تتوحد مع الشخصية الى الحد الذى ال يستطيع‬
‫االنفصال عنه‪ ،‬وتتبنى موقفه‪ ،‬وتفقد موضوعيك وحياديتك تجاه قضية‪ ،‬او صراع المستشير‪ ،‬وكانك تقف موقفه‪،‬‬
‫وتتبنى مواقفه ودفاعاته‪.‬إشعياء‪،6043‬عب‪"7‬مجربا فى كل شئ مثلنا لكى يعين المجربين ايضا" المسيح يشعر‬
‫بى لكى يحمل ضعفى‪.‬‬

‫‪" -3‬دفاع" بدال من "تعاطف" ‪:Defensive instead of empathy‬‬

‫برى‬
‫فى بعض االحيان يتعرض المشير للنقد من المستشير المخدوم‪ ،‬ويحدث هذا عندما ال يقتنع المخدوم أ‬
‫المشير‪ ،‬او عندما يشعر ان المشير ال يستطيع مساعدته‪ .‬وهذا النقد هو باالساس انعكاس للشعور بالذنب والقلق‬
‫داخله‪ .‬لذا من المناسب انا اسال لماذا؟ اواجه الموضوع – اقبل نفسى‪.‬‬

‫فى بعض الحاالت احتاج الى التحويل – اذا كان خلل فى العالج‪ .‬و فى بعض الحاالت من االدب االعتذار‪،‬‬
‫فى‪.‬‬
‫وهذا يعطيه ثقه ً‬

‫مناطق الخطر فى المشورة‪:‬‬

‫‪ -1‬االستخدام ‪:Manipulation‬‬
‫حينما يستخدم طالب المشورة المشير‪ ،‬وبخاصة حينما يكون المخدوم قد اتخذ االستخدام كحرفة حياة‪ ،‬فهل انا‬
‫كمشير ٌمستخدم؟ هل تعديت حدودى كمشير ؟ ماذا يريد المخدوم حقاً ؟ هذه أسئلة على أن أسألها لنفسى الكتشف‬
‫بها نفسى‪.‬‬

‫‪ -2‬المقاوم ‪:Resistance‬‬
‫معظم الناس يودون شفاء لحظيا‪ ،‬و عندما يكتشفون ان المشورة و الشفاء يحتاجان وقتا و جهدا أليما‪ ،‬تبدأ حيل‬
‫المقاومة‪ .‬أحيانا تعطى الضعفات و المشاكل مكاسب أخرى ‪ ..Secondary Gain‬مثل‪ 0‬اهتمامات األخرين‬
‫– قلة المسؤوليات – عقاب اآلخرين‪ ..‬فال يريد الشفاء لئال يفقدها‪ ،‬مما يسبب الفشل‪ ،‬حتى لو ابدى المخدوم‬
‫الرغبة فى الشفاء‪ ،‬هذا وقد يحتاج االمر مناقشة المخدوم بصراحة ( عن احتماله ونضوجه)‪.‬‬

‫تقييم للمشير‪:‬‬
‫لماذا أقول ان هذا اسوأ (أو أفضل) شخص كلمنى؟‬ ‫‪.0‬‬
‫لماذا يتاخر فى التقدم؟‬ ‫‪.7‬‬

‫‪-074-‬‬
‫هل اشعر ان كيانى به و بوجوده؟ اين المشكلة (فى) أم (فيه)؟‬ ‫‪.3‬‬
‫لماذا أوافقه او ال أوافقه؟‬ ‫‪.1‬‬
‫هل لى ردود أفعال زائده نحو ما يقول؟‬ ‫‪.4‬‬
‫هل أنتظر نهاية العالقة أم أتمنى استمرارها؟‬ ‫‪.4‬‬
‫هل انا متعاطف معه بشكل كبير؟‬ ‫‪.1‬‬
‫هل افكر به كثي ار بين الجلسات؟ لماذا؟‬ ‫‪.1‬‬

‫قواعد العمل الفردى ‪:Ethics‬‬


‫احترام الفرد كصورة اهلل‪.‬‬ ‫‪.0‬‬
‫احترام الفرد كإنسان‪ 0‬مشاعره – أفكاره – ارادته – فرادته و تميزه‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫احترام أس ارره‪ 0‬اال لو حياته فى خطر‪ /‬وبإعالمه اوال‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫اإلحالة فى المشورة ‪:Referral‬‬


‫أمانة و لكن متى؟ إن لم يتحسن‪ ،‬عندما يحتاج الى مساعدة مادية‪ ،‬استشارة قانونية ‪ ،‬استشارة طبية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بصفة عامةعندما ال أعرف‪ ،‬ويوجد أمر خارج قدرتى وطاقتى وحدودى العلمية والعملية‪.‬‬
‫لمن؟! طبيب – محام – نفسى – مشير اخر – أب اعتراف‪ .‬لكن أعرض الموضوع عليه‪ ،‬واتأكد من‬ ‫‪-‬‬
‫موافقته‪ .‬ساعده ان ياخذ القرار‪ ،‬وأكد له انك ال تزال تحبه‪ ،‬وليس انك تريد ان تتخلص منه‪ ،‬او ان‬
‫مشاكله كبيرة – وهنا تتصل بالهيئة ‪ ،‬أو الشخص الذى تريد ان تحوله عليه‪ ،‬وأعطه معلومات بعد‬
‫موافقته واعالمه بسرية االمر كما كان معك‪.‬‬

‫‪-074-‬‬
‫بعض المحاذير فى العملية المشورية‬

‫‪Do & Do Not‬‬

‫ثمة بعض محاذير او تحذيرات‪ ،‬يجب على المشير ان يتفادى االنزالق فيها‪ ،‬التى قد تؤثر سلبيا على المشورة‬
‫مع االخرين‪ ،‬ومنها‪0‬‬

‫‪ -1‬قيادة عملية المشورة ‪:Leadership‬‬

‫وهذه أول إشارة فى عملية المشورة‪ ،‬يجب ان تراعى‪ ،‬وهى انك كمشير قائد لعملية المشورة‪ ،‬والبد ان تقود العملية‬
‫من البداية وحتى النهاية‪ ،‬وال يجب ان تخرج االمور من تحت السيطرة‪ ،‬فيقوم المستشير بعملية القيادة‪ ،‬و يحرك‬
‫االموركما يشاء‪ ،‬وهنا تكون اشارة خطر‪.‬‬

‫ان دور المشير كقائد يجب ان يثبت من البداية فى تحديد الجلسة‪ ،‬وفى ضبط المسار‪ ،‬وفى تحديد الوقت‪ ،‬فى‬
‫توزيع االدوار‪ ،‬ومن الذى يتحدث اآلن‪ ،‬من يستمع‪ ،‬ومتى ينتقل الحديث من نقطة الى اخرى‪ ،‬وانهاء الجلسة‪،‬‬
‫وتحديد الواجبات‪ ،‬ومتابعة ما يتفق عليه‪ ..‬الى آخر هذه التفاصيل‪.‬‬

‫تأكد ان ذلك يشعر المستشير باالطمئنان ( فدافعك التخاذ القرار من اجل صالحه هو) ‪ ،‬النه يعرف ذلك جيدا‪،‬‬
‫وينتظره منك‪.‬‬

‫‪ -2‬االتفاق ‪:Contract‬‬

‫وذلك بين المشيرو المستشير‪ ،‬حيث يحدد الجلسات‪ ،‬وطول كل منها تقريبا‪ ،‬وماذا يحدث فى كل جلسة‪ ،‬وخطة‬
‫البحث عن المشكلة‪ ،‬و البحث عن الحلول معاً‪ ،‬الى جانب بعض التدريبات‪ ،‬او المعلومات‪ ،‬وبهذا تتضح الصورة‬
‫فى ذهنه‪ ،‬و يكون المستشير متقبال ما سيحدث‪ ،‬ومنسقا لظروفه‪ ،‬مما يدفع بالعملية المشورية الى االمام‪.‬‬

‫ان الفترة الزمنية للجلسة تتراوح بين ساعة و ساعة و نصف‪ ،‬وهى الفترة التى اتفق كثير من المشيرين عليها‪،‬‬
‫فيها ال يرهق المستشير ويكون فى درجة تركيز مقبولة‪ ،‬واستمرار هذه الجلسات مرة كل اسبوع يساعد المستشير‬
‫على هضم ما تم من حوار‪ ،‬مع دوران عجلة حياته بصورة طبيعية‪ ،‬وربما تتباعد الفترة فى نهاية الجلسات‪ ،‬او‬
‫مع عمل المتابعة‪ ،‬لكن ليكن ذلك واضحا امامه‪ ،‬ان الحركة تبدأ سريعة‪ ،‬والجلسات متتالية أسبوعيا‪ ،‬ثم تقل فى‬
‫النهاية‪ ،‬و تكون متباعدة‪ ،‬ذلك حتى ال يظن ان تغي ار قد ط أر فى العالقة المشورية‪ ،‬او انه اصبح غير مرغوب‬
‫فيه‪.‬‬

‫‪-071-‬‬
‫‪ -3‬االعتمادية فى المشورة ‪:Codependency‬‬

‫وفيها يستريح المستشير فى االعتماد على المشير بدرجة كبيرة‪ ،‬و يشعر باحتياجه الى الحوار معه يوميا‪ ،‬و يبدأ‬
‫باالتصال التليفونى‪ ،‬و يتحدث اليه‪ ،‬ثم يلتقى معه بصورة شبه منتظمة حتى تصبح نوعا من االدمان ‪counselor‬‬
‫‪ addiction‬بمعنى ادمان المستشير للتعامل المستمر مع المشير‪ ،‬وهذا وضع غير مرغوب فيه‪.‬‬

‫ان هذه الدرجة من االعتمادية‪ ،‬التى يصل فيها المستشير الى االعتماد على المشير فى تفاصيل و ق اررات ليست‬
‫لديه القدرة على اتخاذها‪ ،‬يجعل منه شخصا غير ناضج‪ ،‬وعندما تنتهى عملية المشورة ‪ ،‬ويغلق الباب معه‪،‬‬
‫سيتجه الى مشير اخر‪ ،‬او ينتمى لمجموعة مشورة‪ ،‬لمجرد البحث عن بديل يقوم عنه بالخطوات نفسها‪ ،‬وعملية‬
‫التنفيس عن مشاعره ‪ catharsis‬واالعتماد عليه هو اآلخر‪ .‬واحيانا نرى البعض وقد ادمن عملية‬
‫المشورة ‪.counseling addiction‬‬

‫فى عمليات المشورة ينقسم الناس الى‪:‬‬

‫‪ -‬القسم االول‪ :‬ال يرغب فى المشورة‪ ،‬او استشارة‪ ،‬او سؤال اآلخرين‪ ،‬او لعلها سمه من سمات الشباب فى فترة‬
‫المراهقة‪.‬‬

‫‪ -‬القسم الثانى‪ :‬وهو الذى يميل فى العملية المشوريةالى االعتمادية‪ .‬وكما يقول د‪/‬بول تورنيه‪ "،‬انها تكاد تكون‬
‫ظاهرة او صدمة عامة‪ ،‬ان يعتمد االنسان كلية على األخرين‪ ،‬مما يؤدى الى فقدان الثقة فى نفسه"‪ ،‬وهذه القضية‬
‫تحتاج الى تدريب و تكنيك معين خاصة مع الطفل‪ ،‬لكى ما يسترد الثقة فى نفسه‪ ،‬ويصير انسانا ناضجا‪ ،‬ولكنها‬
‫تختلف تماما عند التعامل مع الكبار‪.‬‬

‫ويحدث احيانا ان يحتاج المستشير الى اكثر من مجرد مشير‪ 0‬حيث يبحث عن صديق‪ ،‬خاصة بعد أزمة معينة‪،‬‬
‫او موقف معين‪ ،‬ويجد فى المشير ضالته المنشودة‪ ،‬و هكذا يدمن عملية المشورة مع ذلك المشير‪ ،‬بحثا وراء هذه‬
‫الصداقة التى يفتقدها‪ ،‬وهذه العملية و النوعية من الصداقة مطلوبة‪ ،‬ولكنها يجب ان تكون فى حدود‪ ،‬وعلى‬
‫المستوى نفسه‪ ،‬و بشروط معينة‪ ،‬حتى يكون لها رد فعل ايجابى بدال من السلبى‪.‬‬

‫من المهم فى مواجهة االعتمادية ان يرى المستشير فى نفسه القدرة على مواجهة مشكالته‪ ،‬وكيف يتصرف امام‬
‫زوجته كمثال‪ ،‬او مع مديره فى العمل‪ ( ،‬وهذا هو الهدف من عملية المشورة‪ ،‬او من اهداف المشورة‪ ،‬وهو كسب‬
‫االنسان الثقة فى قبول نفسه‪ ،‬الن عدم قبول النفس يؤدى الى عدم الثقة بالنفس‪ ،‬وبالتالى الى االعتماد على‬
‫المشير) ‪ ،Dependent‬حتى يصبح كل اعتماده عليه‪.‬‬

‫ان المواجهة المتعددة للفرد أو المستشير ‪ ،‬والتفكير بنفسه فى وضع الحلول هى اختبار رائع للنمو والبعد عن‬
‫االعتماد على المشير وقد يساعده فى ذلك تسجيل األفكار والتبصر بها أمام عينه ووضع االيجابيات والسلبيات‬
‫والتى يخرج فيها ‪ %14‬من المطلوب ‪،‬وهو يقترح الحلول وأنت كمشير تؤكد وتبنى مفهوماً أكثر وأعمق‪ .‬إن‬
‫الفكرة النابعة من المستشير هى أروع وأنسب الحلول لالقتراب من المشكلة ألنه يعيش فيها ويعايشها‪.‬‬

‫‪-071-‬‬
‫‪ -4‬ظاهرة بيجماليون ‪Pygmalion Effect‬‬

‫وه ى أسطورة يونانية قديمة كتب عنها الكاتب المعروف (برناردشو) عن ذلك المثال القديم ويدعى بيجماليون‬
‫الذى صنع تمثاالً رائعاً ألمراة ثم سقط فى حب هذا التمثال حتى جاءت آلهة الجمال وأشفقت عليه فأعطته من‬
‫روحها وهى اإللهة فينوس فتحول هذا التمثال إلى إمراة رائعة فعالً عاش معها المثال وأحبها جداً‪.‬‬

‫ولكن برناردشو فى مسرحيته استبدل التمثال ببائعة الورد التى أحبها الكاتب العظيم واستطاع أن يحولها من فتاة‬
‫بسيطة الى سيدة مجتمع لكنه ظل ينظر إليها فى داخلها كبائعة ورد وكانت تلك النظرة هى سبب حزنها الذى‬
‫عبرت عنه لصديقها‪.‬‬

‫وهكذا يسقط المشير أحياناً فى الشعور نفسه وقد كشف المستشير أمامه كثي اًر من األخطاء والنقائص وما ارتكبه‬
‫من ذنوب فأصبح يراه كما هو فى صورة الخطية وفى صورة االنحراف ويقف عند هذا الحد فال يتصور إنه قد‬
‫شفى تماماً وانه قد عبر به شط األمان‪.‬‬

‫عندما يرى المشير ذلك االخر الذى أمامه فى روعته وفى جماله فإن ذلك يدفع بالمستشير أكثر فأكثر نحو‬
‫الشفاء يقول (جوته) الشاعر األلمانى المعروف إن "توقعاته من األخر بإنه سينجز الكثير من األمور الرائعة‬
‫تجعله ينجز هذه التوقعات ‪ ،‬والعكس صحيح عندما ال يرى تشجيعاً وتدعيماً سوف ال يستطيع أن ينجز أى‬
‫إيجابيات وهذا ما يطلق عليه بالنبوة ذاتية التحقيق ‪ Self fulfilling Prophecy‬وتأثيرها القوى جداً خاصة مع‬
‫األطفال وتربيتهم‪.‬‬

‫فالرسالة التى تصله هى النبوة التى يستمع إليها من والديه ‪ ،‬وهذا هو معنى القبول غير المشروط للمستشير فى‬
‫العملية المشورة‪.‬‬

‫‪ -5‬السرية فى العملية المشورية ‪Confidentiality‬‬

‫وهى األمر الذى إن لم يراع فإنه يكون سبباً فى تدمير كثير من إيجابيات عملية المشورة والسرية بين المشير‬
‫والمستشير أمر اختصه به هو وحده ‪ ،‬لذلك ال يوجد من يرقى الى مشاركته فى السرية بعيداً عن رغبة المستشير‬
‫حتى ولو كانت شريكة حياة المشير نفسه فهى ال تملك حق االطالع على أسرار المستشير‪.‬‬

‫وقد ترغب األسرة فى االطالع على بعض األمور التى تخص االبن أو االبنة حرصاً على المتابعة مع المشير‬
‫والوقوف معه على خبايا حياة االبن أو االبنه لكن ذلك خطأ أيضاً ‪ ،‬وال ينبغى أن يسمح المشير بذلك وربما‬
‫يفضل أن يقدم لألسرة بعض النصائح أو التوجيهات للتعامل مع الشاب أو الفتاة لكن األمور الشخصية يجب أن‬
‫تبقى فى سرية واال سيفقد المستشير الثقة فى المشير وتهتز العملية المشورية‪.‬‬

‫فى بعض الجهات الرسمية مثل القضاء أو المحكمة يجب على المشير أن يلتزم السرية نحو المستشير واال ستتم‬
‫مقاضته رسمياً ألنه أذاع أس ارره الشخصية‪.‬‬

‫‪-076-‬‬
‫‪ -6‬اتخاذ الذات كمقياس ‪Extrapolation‬‬

‫وذلك بافتراض أن ردود أفعال المستشير تجاه المواقف المختلفة ستكون متشابهه مع ما يتخيله المشير كردود‬
‫أفعال شخصية له أمام هذه المواقف‪ .‬فأمام موقف الخيانة أفترض أن مشاعره فى هذا الموقف مثل مشاعرى مع‬
‫أن ذلك ليس صحيحاً ألنه يرتبط بمفاهيم الشخص والبيئة المحيطة به وتكوينه الداخلى والصورة الذاتية له والقيم‬
‫العليا المترسخة فى داخله‪.‬‬

‫عندما تضع مقياساً أو مسطرة تقيم بها األخرين من وجهة النظر الشخصية للمشير ‪ ،‬فهذا خطأ بكل تأكيد ألن‬
‫إصدار األحكام بالمقارنة مع مقياس شخصى يصعب أن يكون صحيحاً دائماً‪ .‬أحياناً يطرح المستشير لنفسه‬
‫أثناء الحوار عدة اختبارات عندها يتطوع المشير ويختار له أنسبها معتقداً أن اختياره هو األنسب ‪ 0‬قائالً "لو كنت‬
‫مكانك الخترت كذا وكذا" وهذا ليس صحيحاً فكما أن االختيار البد أن يكون نابعاً من المستشير كذلك أيضا‬
‫قرار السلوك بمقتضى االختيار البد أن يكون نابعاً من المستشير‪.‬‬

‫إن تفرد المستشير كإنسان له كيان منفصل عنى وله تفرد بكل المقاييس يختلف كل االختالف عن المشير مما‬
‫يجعلنا ندرك دائماً إنه ال يوجد مقياس يستخدم مع المستشير لتقييم معين أو تصرف محدد ومن األخطاء الشائعة‬
‫أيضاً فى المشورة األسرية أو فى نطاق الكنيسة أن تقدم المشورة بهدف توجيه الفكر الى خط فكرى معين أو‬
‫تكرار لصورة القائد وكأننا نضع الكلمات على لسان المستشير كنوع من اإلسقاط على األخرين وذلك بسبب‬
‫المقياس المطلوب تطبيقه على األخر‪.‬‬

‫‪ -3‬التصنيف ‪Categorization‬‬

‫عند بداية العملية المشورية يبحث المشير احياناً عن شخصية مشابهة للحالة التى أمامه – وذلك فى ذهنه وهذا‬
‫النموذج القريب جداً من المستشير يضعه كنوع من أنواع التصنيف أمامه وفى مخزن العقل الالواعى بكل ما‬
‫فى هذا النموذج من محبة أو كراهية له‪.‬‬

‫ويبدأ المشير فى التعامل مع ذلك المستشير على أساس موقفه من النموذج ‪ ،‬وهذا هو الذى نسميه بـ‪Hiking‬‬
‫الشخصية أو نموذج يستخدم للتصنيف مع المستشير لذلك ال يصح أن نصدر حكماً ابتدائياً والذى يسمى ‪Initial‬‬
‫‪ Diagnosis‬لمشكلة ما أو لموقف معين عند المستشير قبل أن يفصح هو عن كل ما بداخله كلما أمكنه ذلك‪.‬‬

‫إن التعجل فى إصدار األحكام حتى بدون ذلك النموذج فى العقل الالواعى وبدون تصنيف للمستشير يعد أيضا‬
‫ليس باألمر الصواب ألن مجرد الكلمات أو التصرفات التى يصدرها المستشير فى بداية اللقاءات ال تصلح‬
‫لتكوين صورة كاملة عن المشكلة وال تتطلب إصدار األحكام السريعة‪.‬‬

‫إن مرض الوسواس القهرى مثالً ال تستطيع أن تحكم به على شخص أو مستشير لمجرد تصرفات سريعة فى‬
‫بداية اللقاءات لكننا يمكن أن نسجل مالحظات أو نتوسع فى التنقيب فى اتجاه معين حتى نصل الى الوقت الذى‬
‫فيه تأخذ الصورة المناسبة لعمل التشخيص المبدئى المناسب أو إصدار الحكم‪.‬‬

‫‪-031-‬‬
‫‪ -3‬االستنتاج األولى وانعكاسه على المستشير ‪Implantation‬‬

‫قد تنتقل صورة االستنتاج السريع عن مواقف معينة أو تصرفات فى اللقاءات األولى من المشير الى المستشير‬
‫وذلك يسئ الى المستشير ألن ما يحكى به قد يكون ليس هو الحقيقة الواضحة ‪ ،‬خاصة وان ما يحدث من تنقيب‬
‫حول مشكلة بذاتها أو حادثة بعينها قد يولد فيه اإلحساس بأن هذه المشكلة أو الحادثة هى لب المشكلة بينما هو‬
‫بعيد عن حقيقة المشكلة‪.‬‬

‫يوجد إنطباع معين عند بعض المشيرين وهو ان مصدر مشكالت المراهقين هو األسرة أو البيت وهذا ليس‬
‫صحيحاً أو مطلقاً وربما نرى أن كثي اًر من المشكالت تقف األسرة خلفها بينما الحقيقة أن المجتمع أو طبيعة‬
‫المراهق أو عوامل الوراثة تلعب دو اًر كبي اًر وتدفع به أى المستشير الى ق اررات خاطئة هذا الفرض لو انتقل الى‬
‫المستشير فإنه يسئ إليه والى عملية المشورة نفسها حيث يبدأ هو نفسه فى المبالغة والتركيز على هذا الفرض‬
‫وكأنه قد تذكرها فى التو واللحظة ويلقى باللوم على الجانب األخر أيا كان األهل أو البيت أو مع أن المسبب‬
‫الرئيسى وراء هذه الق اررات الخاطئة يكون داخلياً وغالباً ما يكون خطية محددة داخلية كامنة داخل المراهق‪.‬‬

‫لذلك يقول ماسلو "إن الطفل يولد وكأنه صفحة بيضاء وكل ما يحدث له من تشوهات سببها له المجتمع وهذا‬
‫فى رأيى خطأ وليس بالواقع ألن الخطية الساكنة فى كما يقول القديس بولس هى التى قد تدفع باإلنسان الى‬
‫ارتكاب الخطأ أو اتخاذ مثل هذه الق اررات الخاطئة‪.‬‬

‫‪ -1‬العالقة المشورية وخلق المشاعر (العواطف) بين طرفيها المشير والمستشير‬

‫فال شك أن معاملة المشير للمستشير من جانب معين يرى فيه المستشير مرات تلك الصورة من العالقة األبوية‬
‫وما فيها من عطف وحنو وحب وأبوة يفتقدها األبن مرات من نحو أبيه أو الزوجة من نحو زوجها لذلك يرى‬
‫المستشير فى شخص المشير ذلك الحب والتقدير والتشجيع وكل ما يحتاج إليه ومن هنا تولد المشاعر لذلك‬
‫يفضل إنهاء هذه العالقة عندما تتحول الى هذا وتحويله الى مشير أخر والعكس يحدث أحياناً حيث يرى المشير‬
‫ضالته المنشودة فى المستشير وال يملك إال أن يتعاطف معه ويظهر له التقدير والحب والتشجيع هنا أيضاً نرى‬
‫بضرورة إنهاء العالقة وتحويلها الى أخر‪.‬‬

‫‪ -11‬األستقطاب ‪Polarization‬‬

‫بمعنى لو كان المستشير صارماً جداً جداً مع نفسه ويقسو فى تقييمه لنفسه فالميل الطبيعى كمشير أن أتحنن‬
‫عليه ‪ ،‬هذا التوازن يجب أن يحدث بينه وبين نفسه أى إن هذه الصرامة وهذا الحنو يجب أن ينبع من داخله‬
‫ممكن تقول له "أنت قاسى جداً مع نفسك ويجب أن تخفف من هذه القسوة"‪.‬‬

‫‪-030-‬‬
‫‪ -11‬المتابعة مع المستشير ‪Implementation‬‬

‫من األمور التكميلية المهمة والتى البد أن تحدث مع المستشير وربما بعد نهاية عملية المشورة وخالل هذه الفترة‬
‫أن نتأكد إنه يقوم بدوره‪ .‬أحياناً يحتاج األمر الى ضبط خفيف لألمور ما يستدعى أحياناً الى مزيد من تكرار‬
‫الجلسات لكن الحظ األتى‪0‬‬
‫ال تسمح أن يستمر المستشير فى االتكال عليك لئال يتحول األمر الى اإلدمان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬أال تقوم بعمل ما يمكنه هو القيام به بنفسه مثالً (البحث عن العمل ‪ ،‬نقود كقرض ‪ ،‬الحديث‬
‫الى الفتاة التى يحبها ‪.)... ،‬‬
‫المتابعة ليس معناها أن أقوم بدور الوسيط بين الزوج والزوجة ‪ ..‬هذا خطأ بالغ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المتابعة ليس معناها أن أقتحم حياته أو أسرته أو بسؤاله ماذا فعلت أو ماذا حدث إنها حرية االختيار واختيار‬
‫التوقيت لالنفتاح المهم أن يعرف أنك متاح ومستعد لإلنصات‪.‬‬

‫الصالة والبعد الروحى‬ ‫‪-12‬‬

‫ال يصح أن تكون جلسات المشورة جلسات رعاية روحية وصالة فقط ألن كل مشكلة لها شق نفسى وشق روحى‬
‫ونحتاج أن نتعامل معها بالتقنيات النفسية فى قالب روحى حسب فكر اهلل‪.‬‬

‫‪-037-‬‬
‫مادة‬
‫علم النفس العصبى‬

‫‪-033-‬‬
‫‪Neuropsychology‬‬
‫علم النفس العصبي‬
‫فكرة مبسطة عن المخ والجهاز العصبي في ضوء الدراسات النفسية‬

‫منذ ‪ ، 7114 – 0661‬حدثت قفزة رهيبة في الدراسات العلمية في كل العلوم وخاصة دراسات الطب‬
‫ومنها دراسة المخ واالعصاب وفسيولوجية وبيولوجية أعصاب المخ مع توضيح تركيبة أجهزة المخ من خالل‬
‫التقدم التكنولوجي لألجهزة الطبية وتم إعادة النظر لكل ما هو قديم من النظريات النفسية القديمة وأصبحت‬
‫لها اثباتات علمية مؤكدة ‪ ،‬مثال فرويد والوعى والالوعى وأيضا نظرية التعلق وغيرها من النظريات ‪.‬‬

‫يتكون الجهاز العصبي من جزئين رئيسيين ‪- :‬‬

‫‪ -0‬الجهاز العصبي المركزي الذى يتكون من الدماغ والنخاع الشوكي ‪.‬‬


‫الدماغ موجود في تجويف الجمجمة والنخاع الشوكي في القناة الشوكية محمى بالعمود الفقري‬

‫‪ -7‬الجهاز العصبي المحيطي ‪ ،‬يتفرع من الحبل الشوكي وتمتد إلى جميع أجزاء الجسم‪ .‬ينقسم‬
‫الجهاز العصبي المحيطي إلى الجهاز العصبي الجسدي والجهاز العصبي الالإرادي (التلقائي)‬

‫ويختص الجهاز العصبي التلقائي بالتحكم بالوظائف الحيوية الذاتية الالإرادية ‪.‬‬

‫)‪CENTRAL NERVOUS SYSTEM ( CNS‬‬


‫الجهاز العصبي المركزى‬
‫يتكون من الدماغ والنخاع الشوكي‪ .‬ويتمثل في ثالث وظائف ‪ ،‬جمع المعلومات الحسية الواردة وتنسيق‬
‫وربط هذه المعلومات ‪ ،‬واتخاذ افضل الق اررات المناسبة من خالل التحكم بجميع األجهزة التى في الجسم‪.‬‬

‫يتكون الدماغ من االتى ‪- :‬‬


‫‪ 0‬هو أكبر جزء من الدماغ ويتكون من نصفي الكرة المخية األيمن واأليسر‬ ‫المخ‬
‫‪ 0‬يقع في المنطقة المؤخرة للمخ ‪.‬‬ ‫المخيخ‬
‫وهو يربط المخ والمخيخ بالحبل الشوكى حيث باقى الجهاز العصبي المتجه نحو جميع‬ ‫جذع المخ ‪0‬‬
‫أعضاء الجسم االرادية والغير ارادية‪.‬‬

‫‪-031-‬‬
‫المخ‪:‬‬
‫يشكل جزء مركزيا داخل الجهاز العصبي لإلنسان ‪ ،‬فهو عبارة عن شبكات ومسارات غاية في التعقيد من‬
‫الخاليا العصبية‪ ،‬التي تعمل بالنبضة الكهروكيميائية لنقل المعلومات من خلية عصبية الى األخرى ‪ ،‬تتكون‬
‫الشبكات من خالل تفاعالت كثيرة مع االفراد والبيئة والمجتمع والثقافة والتي منها تتكون شخصية االنسان‪.‬‬

‫القشرة المخية ‪CORTEX CEREBRAL -‬‬


‫القشرة المخية هي الجزء الخارجي التي تغطى نصفي الكرة المخية ( الفص األيمن والفص االيسر )‬
‫القشرة المخية ( تميز االنسان )‪0‬عبارة عن ثنيات وتالفيف تساعد على زيادة المساحة وتتكون من ‪ 4‬طبقات‬
‫من الخاليا العصبية ومسارات عصبية‪.‬‬
‫القشرة المخية ‪0‬هى مقر الوظائف الحركية والقدرات االجتماعية واللغة‬
‫وحل المشكالت وتنظيم عمليات التفكير واالدراك والذاكرة واتخاذ‬
‫الق اررات والتحكم في االنفعاالت ‪.‬‬
‫ينقسم المخ الى قسمين االيسر وااليمن وكل نصف يتخصص في‬
‫وظائف تختلف عن النصف االخر‪ .‬ففي حين ان االيسر يعمل اكثر مع المنطق والتحليل ‪ ،‬فان األيمن‬
‫يتعامل اكثر مع المشاعر والخيال ‪ -‬ولكن كليهما يساهما معا فى كل االنشطة بطرق مختلفة بتناغم ‪.‬‬

‫‪Corpus callozum‬‬
‫هو الجزء الذى يصل بين القسمين حيث يتكون من حزمة سميكة من األلياف العصبية والتي تضمن أن‬
‫كال الجانبين يمكن أن يتواصال ويرسال إشارات لبعضهما البعض فيتم نقل مجموعة من المعلومات الحسية‬
‫والحركية والمعرفية باستمرار بين النصفين عبر هذا الطريق السريع العصبي‪.‬‬

‫‪Left brain = LB‬‬


‫المخ االيسر يتعامل مع األشياء الواعية المعروفة والمفهومة المدروسة ‪ ،‬يحلل ويمنطق ‪ -‬فهو يمثل‬
‫التواصل اللفظى لذا يسمى بالمخ العقالنى ( الوعى )‪.‬‬

‫‪Right brain = RB‬‬


‫المخ االيمن مكان االستثارة الوجدانية ‪ ،‬حيث يخزن المشاعر والذكريات ( كما سيوضح الحقا) – لذا يسمى‬
‫بالمخ الوجدانى ويمثل التواصل الغير لفظى اى يحصل على المعرفة من خالل اإلحساس من خالل‬
‫تعبيرات الوجه ‪ -‬نغمة الصوت وحركات الجسم وغيره وتعتبر العين هي اكثر الحواس تأثي ار ‪ -‬الفص‬
‫األيمن يبدا فى الثلث االخير من الحمل ويستمر حتى السنتين – فالمخ المبكر هو نتاج تفاعالت المخ‬
‫األيمن بين الرضيع واالم المخ األيمن له دور في تكوين المرض النفسى حيث هو مكان االستثارة الوجدانية‪.‬‬
‫‪-034-‬‬
‫العالقة المشورية والكيان المشترك ‪Intersubjectivity -‬‬
‫ان بناء عالقة مشورية قوية بين المشير والمستشير تعتمد على التواصالت الوجدانية الغير لفظية التي‬
‫تحدث بين المخ األيمن لكل منهما ليكونا مجال اخر بينهما يسمي بالكيان المشترك‪.‬‬
‫) ‪RB (counselor ) – RB(client‬‬
‫يحدث تبادالت تفاعلية وجدانية غير لفظية عن طريق تعبيرات الوجة \حركة الجسم \ االيماءات\ التواصل‬
‫البصرى \ نغمة الصوت‪.‬‬

‫المواجدة والكيان المشترك ‪0‬‬


‫حترمه لها ‪ ،‬وأيضا تحمله للتغيرات النفسية التي تحدث له‬
‫عندما يجد المستشير تفهم المشير لمشاعره وا ا‬
‫‪ -‬اى يكون المشير لحظة بلحظة مع المستشير بمشاعره ( العالية والمنخفضة) فان هذا الكيان المشترك‬
‫الناتج عن التناغم النفسى يسبب ارتياح للمستشير ‪-‬يساعد المستشير ان يستند على المشير ‪ .‬وهنا ينجح‬
‫المشير في عمل المواجدة‪.‬‬
‫المواجدة ‪ 0‬هى القدرة على التوحد مع موقف العميل والتفهم للموقف والمشاعر والدوافع وهذا الذى يهئ‬
‫او يؤسس العالقة العالجية اى التحالف العالجى من خالل االتصال الشخصى الذى يحدث بينهما‪.‬‬
‫في هذه العالقة المشورية يستطيع المستشير ان يخرج المشاعر الالواعية المخزنة في المخ االيمن الى‬
‫االيسر والذى يقوم بدوره بالفهم‪.‬‬
‫ويحدث التواصل بين الفصيين خصوصا اذا كان قد تم انفصالهما بسبب احداث صدامية حيث ‪ ،‬الكوربس‬
‫كوالزم اليعمل فنجد عمل المشير طول الوقت ‪ ،‬يعمل بين الفصيين الفص األيمن وااليسر في تواصل‬
‫غير لفظى لعمل الرابطة بينهما عند المستشير‪ .‬وان كان من الضرورى أيضا التواصل اللفظى‪.‬‬
‫دور الكيان المشترك في العالج النفسي – ال يعتمد على ما يقوله المشير ولكن الكيفية التي يتواجد بها‬
‫المشير مع المستشير خصوصا وقت اللحظات ذو المشاعر الشديدة او العالية‪.‬‬
‫ان هذا التواصل والكيان المشترك والمواجدة لقادرين ان يغيروا في ميكانزمات المخ وبناء التركيبة النفسية‬
‫للمستشير كما تساعده على التقليل من الحيل الدفاعية الالواعية‪.‬‬

‫المرونة العصبية ‪Neuroplasticity‬‬


‫لدي المخ خاصية تسمى المرونة العصبية وتعنى ان اى احداث يمكن ان تغيير من تركيبة المخ ‪...‬اى‬
‫البيئة وديناميكية العالقات تؤثر على المخ ‪ -‬التفاعل بين البشر يغير في تركيبة المخ ‪.‬‬

‫‪-034-‬‬
‫‪Subcortical areas = subcortex‬‬
‫يوجد تحت القشرة المخية للمخ األيمن مجموعة هامة جدا تقع تحت‬
‫اسم الجهاز الحوفى ( جهاز الليمبك) ‪ ،‬فهو مجموعة من التركيبات‬
‫مسؤولة عن وظائف مختلفة منها الحفاظ على الحياة حيث يتصل‬
‫بالنخاع الشوكى‪.‬‬
‫ويتكون الـ ‪Limbic system‬‬

‫‪Amygdala‬‬
‫مركز المشاعر‬
‫يستقبل المعلومات من األجزاء العلوية والسفلية ويقيم المدخالت للخبرات الوجدانية ويجهز للعمل الشارات‬
‫الخطر وينشط للهروب اوالعراك ( الكر او الفر) ‪ -‬به وظائف الذاكرة الالواعية اى الضمنية والخبرات ذو‬
‫القلق والخوف – مخزن المشاعر السلبية‪.‬‬

‫‪Hippocampus‬‬
‫مخزن الذكريات القديمة وتكوين الذكريات الجديدة‬
‫يربط الذكريات بالوقت والمكان ومخزن للذاكرة واستدعائها‬
‫نقل الرسائل الحسية (االحساس)‬

‫‪Thalamus‬‬
‫مستقبالت عصبية توصل من الحواس الى المخ ليفسرها ويفهمها ويتعامل معها وينتج عنها احاسيس اى‬
‫مشاعر ‪.‬‬

‫‪Hypothalamus‬‬
‫مسئول عن تنظيم العمليات التمثيلية وانشطة الجهاز العصبي التلقائي كما انه يتحكم في الغدة النخامية‬
‫التى تنبه إفراز او منع الهرمونات ‪ -‬كما أيضا ينظم درجة ح اررة الجسم والجوع والعطش ‪.‬‬
‫‪Hypothalamus ------pitutary gland‬‬

‫‪Right brain / limbic system‬‬


‫المخ االيمن ‪/‬الجهاز الليمبك (المخ الوجدانى)‬
‫‪ -‬يتعامل مع الذكريات والمشاعر والمعتقدات فهو‬
‫‪ -‬الذات الضمنية الالوعى‬

‫‪-031-‬‬
‫‪ -‬حيث المشاعر السلبية والمعتقدات واالفكار التلقائية والصورة الذاتية‬
‫‪ -‬يتحكم فى الوظائف الحيوية‬
‫‪ -‬يعمل على الحفاظ على الحياة‬
‫‪ -‬يتعامل مع الضغوط‬
‫‪ -‬يعمل تواصل وجدانى مع االخرين‬

‫نموذج يبسط تركيبة المخ‬


‫د‪.‬دانيال سيجال‬
‫المخ األعلى‬
‫األعلى‬ ‫المخ العقالنى‪ -‬المخ االيسر مع القشرة المخية االمامية‬
‫الناضج‬
‫األفكار‬
‫المخ األوسط‬
‫الحاضر والماضى والمستقبل‬
‫المخ الوجدانى ‪ -‬الفص األيمن مع جهاز الليمبك‬

‫األوسط‬ ‫المخ السفلى‬


‫‪ -‬المشاعر‬ ‫مسؤل عن البقاء على الحياة ( جذع المخ المرتبط بالحبل الشوكى حيث الجهاز‬
‫الطفل الداخلى‬
‫العصبي التلقائي ) المخ السفلى يتحكم في ردود أفعال – هذا الجزء يتحكم عندما‬
‫يكون االنسان في خطر او يتعرض لصدمة عنيفة – هذا الجزء المسؤول عن غريزة‬
‫السفلى‬
‫ردود أفعال تلقائية‬
‫الحياة والموت‪.‬‬
‫‪F/F/F‬‬ ‫– الجسم يزود الهرمونات بكميات هائلة فهو اكثر جزء يعمل عند التعرض للصدمات‬
‫ويجهز االنسان اما الى الهروب او العراك او التجمد ‪ -‬هنا الجهاز العصبي هو الذى‬
‫يقرر ‪-‬‬
‫‪FLIGHT / FEEZE/ FIGHT‬‬

‫النموذج الثالثي للمخ‬


‫لدكتور دانيال سيجال‬
‫‪Orbitofrontal cortex‬‬
‫‪OFC‬‬

‫‪-031-‬‬
‫القشرة المخية االمامية الجبهية‪:‬‬

‫هى المنطقة الجبهية االمامية من القشرة المخية والتي‬


‫مسؤولة عن الوظائف اإلدراكية ذات المستوى العالي‬
‫وتشارك المنطقة االمامية من القشرة المخية في الت ْفكير‬
‫والتحكم الحركي والع ِ‬
‫اطفة واللغة ؛ ومع األبحاث الحديثة لنظرية التعلق وجد انها تعتبر جهاز تنظيمى يتحكم‬
‫في الترابط الثنائي والتواصالت الغير لفظية اى ينظم تبادالت بين وجه الى وجه وقد يؤدى الى تناغم نفسى‬
‫بيولوجى ‪ -‬منطقة حساسة تنقل المدخالات الى جهاز الليمبك في الفص االيمن‪.‬‬
‫يبدأ هذا الجهاز يعمل لمجرد وصول الطفل الى عالمنا فالرضيع يبحث عن هذا الترابط مع مقدم الرعاية‬
‫الذى يتجاوب معه ليحدث تبادالت وجدانية يلقطها هذا الجهاز لتصل الى المخ األيمن ‪ -‬كما تقول األبحاث‬
‫ان هذه المنطقة تبدأ تتكون نتيجة تفاعل االم مع رضيعها‪.‬‬
‫فهو يسمح للمعلومات االتية من البيئة الخارجية (تعبيرات الوجة‬
‫الغير لفظية) لتتكامل مع عمليات التحت قشرية االتية من‬
‫المعلومات التي تجمعت في الجهاز الليمبك من خالل الحواس‬
‫وقد تم تشفيرها في الجهاز الليمبك‬

‫المخ األيمن مرتبط بالجهاز الليمبك وبالجسم ‪:‬‬


‫اى يتلقى معلومات اتية من البيئة خالل الحواس الجسدية ويضبطها مع الحاالت الوجدانية في االمجدال‬
‫كما أيضا يتصل جهاز الليمبك بـجذع المخ الذى يتصل بالحبل الشوكى الذى يمر فيه الجهاز العصبي‬
‫الالرادى (التلقائي) يتحكم هذا الجهاز في الوظائف الحيوية الالرادية ‪Autonomic Nervous System -‬‬
‫مثل ( ضربات القلب ‪ -‬التنفس – الهضم ‪ -‬ضغط الدم ‪ -‬النوم )‬

‫الجهاز العصبي الال رادي ‪ /‬التلقائي ‪ /‬الذاتي‬


‫‪Autonomic Nervous System‬‬
‫الجهاز الالإرادي هو جزء من الجهاز العصبي المحيطي مسؤول عن تنظيم وظائف الجسم الالإرادية ‪ ،‬مثل‬
‫ضربات القلب وتدفق الدم والتنفس والهضم ويتكون من فرعين أساسيين السمباثاوي والباراسمباثاوي‬
‫ويعمال معا فى توازن‪.‬‬

‫‪Sympathetic Nervous System & Parasympathetic Nervous System‬‬


‫هو أيضا جهاز المراقبة ‪ -‬دائما من اجل حمايتنا ‪ -‬يستمع لحظة بلحظة لما يحدث داخل اجسادنا وخارجها‬
‫يقوم بعمل مسح ألشارات األمان والخطر وتهديد الحياة‪.‬مع االحداث الضاغطة نجد الجهاز السمباثاوى‬

‫‪-036-‬‬
‫يحضر الجسم لحاالت التوتر او الطوارئ بالعراك او الفرار اما الباراسمبثاوى يقوم بالصيانة والحفظ فيبطئ‬
‫ضربات القلب ويخفض ضغط الدم وينظم وظائف "الراحة والهضم"‪.‬‬
‫من ناحية أخرى الباراسمبثاوى يمنع الجسم من االنفعال الزائد ويحافظ على حالة الهدوء للجسم‪.‬‬
‫الجهازين يعمال معا بتوازن حيث تتوازن الوظائف الحيوية حيث المرونة والتكيف ‪.‬‬

‫فرعى الجهاز العصبي الال رادى ‪Autonomic nervous system divided into‬‬

‫‪-0‬الجهاز العصبي السمبثاوى‬


‫‪sympathetic nervous system‬‬
‫‪ -7‬الجهاز العصبي الباراسمبثاوى‬
‫‪Parasympathetic nervous‬‬
‫‪system‬‬
‫) ‪(vagus nerve‬‬
‫كال يعمل عكس االخر من اجل التوازن‬

‫‪Parasympathetic N S‬‬ ‫‪Sympathetic N S‬‬


‫تضيق حدقة العين‬ ‫اتساع حدقة العين‬
‫يزيد اللعاب‬ ‫زيادة العرق‬
‫يقلل سرعة التنفس ‪-‬استرخاء‬ ‫يقل اللعاب – جفاف الفم‬
‫تقل ضربات القلب‬ ‫سرعة التنفس‬
‫انخفاض ضغط الدم‬ ‫ضربات قلب سريعة‬
‫تزيد حركة األمعاء‬ ‫ارتفاع ضغط الدم‬
‫تقل حركة األمعاء‬
‫تحويل الجليكوجن الى جلوكوز ( الكبد )‬
‫طاقة منخفضة‬ ‫زيادة في الجلوكوز ‪ ---‬زيادة في الطاقة‬

‫‪-011-‬‬
‫كيف يعمل الجهاز العصبي مع الخطر والغضب‬
‫‪Neuropsychology of emotion‬‬
‫الليمبك حيث المشاعر وتنشط استثارة الخوف او الغضب او في االمجدال‬ ‫الحدث يؤثر على جهاز‬
‫وحيث انها مرتبطة بجذع المخ والذى له دور في حماية االنسان او في البقاء على الحياة التصاله بالجهاز‬
‫العصبي الالرادى‪ /‬التلقائي ‪ ،‬المرتبط بالوظائف الحيوية‬
‫فيحدث تغيرات فسيولوجية من خالل هذا المحور ‪0‬‬
‫‪ANS & Hypothalamus –pitutary gland‬‬
‫الفراز هرمون االدرينالين‬
‫‪adrenaline‬‬
‫الغدة النخامية التى تقع بجوار الهيبوسالمس هى ماستر كل‬
‫الغدد التي تعطى أوامر الفراز الهرمونات‪.‬‬
‫حيث يعمل االدرينالين والكورتيزول على سرعة التنفس ونبضات القلب‬
‫وزياده فى ضغط الدم والعرق وتزيد نسبة السكر فى الدم والعضالت اى طاقة تجعل االنسان يجرى او‬
‫يضرب اى يهيئ الجسم لمواجهة الخطر ‪.Fight‬‬

‫مع الغضب المستمر نجد الكورتيزول يزيد من السكر في الدم ويكون عبء على البنكرياس فيسبب مشاكل‬
‫في الجسم ويصاب باالمراض مما تضعف جهاز المناعة وهكذا االدرينالين الذى يفرز بكثرة داخل الجسم‬
‫يؤدى الى ارتفاع ضغط الدم او احيانا مع الصدمة العنيفة ان الباراسمبثاوى يهدى الجسم ويتوقف عمل‬
‫الجهاز العصبي السمبثاوى فيحدث حالة التجمد ‪ Freeze‬من الطبيعى االثنين يعملوا معا ولكن ال يعمال‬
‫معا فى الصدمة‪.‬‬
‫ان التطور الهائل في علم االعصاب والمخ والبيولوجى نتيجة التقدم التكنولوجى ‪ ،‬اعطى توسع كبير‬
‫لنظريات التحليل النفسي ( ادراك مفاهيم اكثر لوظائف الالوعى ‪/‬للذات الضمنية ) ‪ -‬فهم اعمق للديناميكيات‬
‫التي تجرى داخل المخ ‪ -‬فهم للتحليل النفسي العصبي ‪ -‬اكتشاف المرونة العصبية التي لها دور في‬
‫العالقة العالجية فتصلح ما فسد فى التركيبة النفسية وخلق تركيبة نفسية جديدة‪.‬‬
‫باكتشاف المخ ومعرفة أماكن المشاعر وتكوينها وميكانزيمات النفس تم االستفادة بهذا في العالج النفسي‬
‫لتبدأ العالجات النفسية في التحول من التركيز على الوظائف المعرفية اى المخ االيسر الى المشاعر‬
‫والتركيز الى المخ األيمن لتنظيم وتعديل المشاعر لتدخل ضمن اساسيات في العالج النفسي‪.‬‬
‫كما تتجه األبحاث من القشرة المخية الى ما تحت القشرة المخية ومن الجهاز العصبي المركزى الى الجهاز‬
‫العصبي التلقائي‪.‬‬

‫‪-010-‬‬

You might also like