Professional Documents
Culture Documents
،أوشو الحبيب
سبعة أجساد :المادي ،األثيري ،النجمي ،الذهني ،الروحي ،الكوني، َ يمتل ُك اإلنسانُ
صهُ .ي َع ِّرف ِع ْلم
وجسد اإلستنارة .لكل ّ جس ٍد من هذه األجساد نوع الحلم الذي يخ ّ
ال ّن ْف س الغربي الجسد المادي على أنه الوعي ،واألثيري على أنه الال-وعي،
.والجسد النجمي على أنه الال-وعي الجماعي
الخاصة به .فإذا كانت معدتك في حال اضطراب ُيخ َل ُق ّ يخلق الجسد المادي أحالمه ُ
مرض مع ّين أو إذا أصا َبتك ُح ّمى ،فإنّ
ٍ نو ٌع مع ّين من األحالم .وإذا كنت تعاني من
صه .األمر األكيد هو أنّ المرض كان يخلق حلما ً مع ّينا ً يخ ُّ
ُ الجسد المادي سوف
ِث منه الحلم .المصدر الذي ُخل َِق أو ُبع َ
تخلق األمراض الجسدية بل والمعاناة الجسدية عا َلما ً خا ّ
صا ً من األحالم يع ِّب ُر عنها.
كنت نائما ً وت َّم
لذا باإلمكان تحفيز الحلم المادي من الخارج .على سبيل المثال :إذا َ
ضع قطعة قماش َم ْبلولة حول قدم ْيك ،فسوف يبدأ حلم مع ّين بالتش ّكل .قد تحلم َو ْ
بأ ّنك تع ُبر نهراً .أو إذا ُوضِ َعت مخ ّدة فوق صدرك ،فقد تحلم بأنّ أحدهم يجلس
سقط عليك .هذه األحالم يكون مصدرها الجسد المادي َ .فوقك ،أو أنّ حجراً قد
الجسد األثيري :الجسد الثاني ،يحلم بطريقته الخاصة .وقد خلقت هذه األحالم
األثيرية إضطرابا ً كبيراً في عِ ْلم ال ّن ْفس الغربي .أساء سيغموند فرويد َفهم األحالم
ألحالم ُت َ
س ِّب ُبها الرغبات المكبوتة .نعم توجد أحالم تتس َّبب بها ٍ ونس َبها
َ األثيرية
الرغبات المكبوتة ،لكن هذه األحالم تنتمي للجسد األول ،للجسد المادي .إ ّنك وإنْ
فرض َت على ن ْفسك صياما ً مع ّينا ً – فهناك
ْ قُ ْم َت ب َك ْبت وقمع رغبات جسدية – إنْ
قم َت ب َك ْبت الجنس ،عندها قد إمكانية كبيرة بأ ّنك سوف تحلم ّ
بالطعام .أو إذا ْ
.تراودك خياالت وفانتازيا جنسية في أحالمك .لكن هذه األحالم تنتمي للجسد األول
والغوص في أسراره
ْ لم تتم ّكن األبحاث ال ّنفسية من س ْبر أغوار الجسد األثيري
بشكل عميق ،لذا ت ّم تفسير أحالمه وكأنها تنتمي للجسد المادي ،للجسد األول .هكذا
ٍ
ُ .خل َِق الكثير من اإلضطراب
الس فر في األحالم .هناك إمكانية كبيرة ألن يترك الجسد
الجسد األثيري قادر على ّ
األثيري جسدك المادي .عندما تستذكر ما حدث فسوف تتذ ّكره على أنه حلم ،ولك ّنه
ليس حلما ً إذا ك ّنا نتحدّ ث عن نوع ّية األحالم التي يخلقها الجسد المادي .ال ينتمي
لهذا النوع من األحالم .الجسد األثيري قادر على الخروج منك بينما أنت نائم.
جسدك المادي سيكون موجوداً ،لكنّ جسدك األثيري قادر على الخروج منه
سفر في المكان .ال وجود لمكان يحدّ الجسد األثيري .الجسد األثيري ال يعرف وال ّ
شيئا ً عن المسافات .أولئك الذين ال يفهمون هذا األمر ،الذين لم يكتشفوا وجود
الجسد األثيري ،قد يميلون إلى تفسير ما يتذ ّكرونه على أنه عا َلم الاّل -وعي حيث
يقومون بتقسيم عقل اإلنسان إلى وعي و الوعي .عندها يصبح الحلم ال ّتابع للجسد
المادي نابعا ً من الجزء الواعي ،والحلم التابع للجسد األثيري نابعا ً من الجزء
الالواعي .أحالم الجسد األثيري ال عالقة لها بعا َلم الاّل وعي .إنها أحالم واعية ِب َقدْ ر
يختلف عن مستوى ُ وعي أحالم الجسد المادي ،إاّل أنها واعية على مستوى آخر
يحول ُ األحالم التي تجول الوعي األول .وع ُي َك لوجود جسدك األثيري واختبارك له ّ
أحالم واعية
ٍ .في عا َلمه إلى
ومثلما تغدو القدرة على تحفيز أحالم الجسد المادي ُممكنة من الخارج ،فإنّ أحالم
ِّ
المانترا/الذكر/ترديد الجسد األثيري ُممكن َخلقها وتحفيزها من الخارج أيضاً.
الطرق التي تؤدي إلى َخلق رؤى أثيرية ،وأحالم صوت مع ّين ،هي واحدة من ّ
أثيرية .إنّ ترديد مانترا مع ّينة /كلمة مع ّينة :ترديدها ،ترتيلها /تجويدها بشكل
متكرر داخل المركز األثيري ،قادر على أن يخلق أحالما ً أثيرية .توجد العديد من
صوت هو واحد منها .الطرق ،وال ّ
الرسول مح ّمد ّ
ِطر/البخور/الطيب ألجل َخلق رؤى أثيريةّ . قد استخدم الصوف ّيون الع
كان يولي إهتماما ً وإعجابا ً كبير ْين بالعطور .عط ٌر مع ّين يمتل ُك قدر ًة على َخلق حلم
.مع ّين
كما وأنّ األلوان قادرة على تقديم المساعدة في هذا المضمار .قد اختبر
أي Leadbeater رقة صافية… ُزرقة ال يخالطها ّ ذات مرة ُحلما ً أثيريا ً يحوي ُز ً
ظلّ .ث ّم بدأ بالبحث عن هذا اللون األزرق بالتحديد في جميع محاّل ت العالم .وجده
إيطالي .لقد وجدَ قماشا ً مخمل ّيا ً ناعما ً
ّ أخيراً بعد سنوات عديدة من البحث في محل ّ
.يحوي ذات اللون .بعدها ات ّم استخدام القماش ألجل َخلق أحالم أثيرية في اآلخرين
ويرون ألواناً ،ويختبرون عطوراًْ لذا وعندما يغوص األفراد عميقا ً داخل التأمل
وبخوراً وأصواتا ً وموسيقى… وجميعها لم ْ
يروا مثلها ولم يشت ّموا ما ُيشبه
عطرها ولم يسمعوا ما يناغِ ُم روعتها من قبل… فجميع هذه األشياء هي أحالم.
إنها أحالم الجسد األثيري .تنتمي الرؤى الروحية (أو التي يظ ّنها البشر بالروحية)
للجسد األثيري .إنها أحالم أثيرية .المع ّلمون والمرشدون الذين ُيظهرون أنفسهم
أثيري… ليسوا سوى أحالم أثيرية .ولك ّننا وبسبب ّ أمام طاّل بهم ليسوا سوى ٍ
سفر
وجودي واحد وهو المستوىٍّ ص ْرنا البحث في عا َلم العقل على مستوى
أننا ح َ
الفسيولوجي ،فقد ت ّم شرح وتفسير األحالم بلغة الفسيولوجي المادي ،أو ت ّم
التطرق لها
ّ .نكرانها وعدم
حق اإلدراك،أي شيء ال نعيه وال ندركه ّ أو ت َم إلصاقها بالالوعي .أن نقول َ بأنّ ّ
إ ّنما هو جزء من الالوعي هو إعتراف بأننا ال نعرف شيئا ً عنه .هذه مجرد خدعة
لشيء الواعي ،وإ ّنما كل ّ ما
ٍ لإلبتعاد عن الغوص في أعماق هذا الشيء .ال وجود
هو موجود على مستوى وعيٍ أعمق من الذي نعرفه هو الوعي بالنسبة للمستوى
الذي يسبقه .لذا ُيع َت َبر األثيري الوعي بالنسبة للمادي ،و ُيع َتبر ال ّنجمي الوعي
بالنسبة لألثيري ،والذهني الوعي بالنسبة للنجمي .المستوى الواعي يعني ما ت ّم
التعرف عليه
ّ درك ولم يت ّم
والتعرف عليه .المستوى الالواعي يعني ما لم ُي َ ّ إدراكه
َ .بعد ..هو المجهول
وهناك أحال ٌم نجم ّية .أنت تزور حيواتك السابقة وتتن ّقل بينها في أحالمك النجمية.
األثيري
ّ عادي جز ٌء من
ّ ج داخل ُح ٍلم هذا هو ال ُبعد الثالث ألحالمك .أحيانا ً ُي َ
مز ُ
مجرد فوضى عارمة فيختلط الحابل بال ّنابل ّ النجمي .عندها يصبح الحلم
ّ وجز ٌء من
والسبب في حدوث هذا األمر هو أنّ أجسادك ّ وال تتم ّكن من َفهم ّ
أي شيء فيه.
السبعة تتواجد معا ً وجود ّيا ً بال ّتوازي أي في الوقت نفسه ،ما يمن ُح أحد األجساد من ّ
ُ
تخترق عا َل ٍم آخر قدرة على العبور لعا َل ٍم غيره ويخترقه .لذا وفي بعض األحيان،
العادي
ّ .أجزا ٌء من األثيري والنجمي ،الحلم
لقد أ ُ ْطل َِق على العقل النجمي في عِ ْلم ن ْفس كارل يونغ اس َم الالوعي kالجماعي .إ ّنه
سابقة .أحيانا ً تخترق أحالمك العادية ،لكنها في تاريخ والداتك أو حيواتك الفردية ال ّ
أغلب األوقات تقوم بهذا اإلختراق وأنت في حال متدهور نفس ّيا ً أو صح ّياً ،إذ ال
يحدث هذا اإلختراق وأنت تتمتع بصحة نفس ّية جيدة إال في القليل من األوقات .تفق ُد
األجساد الثالثة األولى أي حدو ٍد تفصل ُ بينها في حالة اإلنسان المريض ذهن ّياً .قد
يحلم المريض ذهنيا ً بحيواته السابقة ،لكنّ أحداً لن يص ّدقه .هو بن ْفسِ ه لن يصدّق
يستمر بالقول بأنه يحلم وبأنها جميعها أحالم
ّ .ن ْفسه .سوف
معان
ٍ بأحالم على المستوى المادي .إنها أحالم نجم ّية .ولألحالم النجمية
ٍ هذه ليست
عميقة وكثير من األهم ّية .ولكنّ الجسد الثالث ال يقدر على أن يحلم إاّل في
.الماضي ،في ما كان وليس في ما سيكون
الذهني .بإمكان هذا الجسد أن يسافر في الماضي وفي ّ الجسد الرابع هو الجسد
لمحة من المستقبل في لحظات ً العادي قادر على أن يرى
ّ المستقبل .ح ّتى اإلنسان
قريب منك وعزي ٌز عليك يح َتضر ،فقد تصِ لُ َك
ٌ شخص
ٌ الطوارىء الحرجة .إذا كانّ
الرسالة ُحلمك ُ
تخترق ّ العادي .سوف
ّ رسالة بأ ّنه سوف يموت من خالل ُحلمكً
أي قدرة أخرى لها أي ُبعد آخر لألحالم وال تدرك ّ
.العادي ألنك ال تعرف ّ
ّ
لكنّ الحلم لن يكون واضحا ً بسبب العوائق التي على الرسالة عبورها قبل أن
تصبح جز ًء من حالة حلمك العادية .كل ّ عائق يختصر من الرسالة شيئاً .كل ّ عائق
الرسالة شيئاً .وكل ّ جسد يمتلك رموزه الخاصة به ،لذا ففي كل ّ مرة يع ُب ُر يحول في ّ ّ
فيها حل ٌم من جس ٍد إلى آخر فإنه ُي َت َ
رج ُم برموز الجسد الذي يع ُب ُر من خالله .عندها
شيء ُم َ
ش َّوشا ً ٍ .يصب ُح كل ُّ
ولك ّنك إذا حلمت من خالل جسدك الرابع وجها ً لوجه ودون وسيط – أي ليس من
أي جسد وإنما من خالل الجسد الرابع نفسه – عندها سوف تخترقخالل ّ
المستقبل ،لكنه سيكون مستقبلك أنت فقط .ال يزال الحلم فرد ّيا ً إذ ال يمكنك الدخول
شخص آخر
ٍ .في حلم
لحظة حاضرة كما المستقبل هو لحظة حاضِ رة. ٌ الماضي بالنسبة للجسد الرابع هو
الماضي والحاضر والمستقبل :جميعهم واحد بالنسبة للجسد الذهني .كل ّ شيء
يصبح اآلن :لحظة آنية تخترق الماضي .لحظة آنية تخترق المستقبل .ال وجود
باق .يبقى الوقت كلحظ ٍة حاضرة… يبقى الوقت لماض وال لمستقبل ،لكن الوقت ٍ ٍ
متد ّفقا ً في هذه اللحظة .سيكون عليك تركيز عقلك وتوجيهه باتجاه الماضي حتى
ترى الماضي .عندها ُي َع َّلق الحاضر والمستقبل .وعندما تر ّكز عقلك kباتجاه
المستقبل ،يغيب الماضي والحاضر .هكذا سترى الماضي والحاضر والمستقبل
صككوحد ٍة واحدة .وستكون قادراً على رؤية أحالمك الفردية التي تخ ّ ولكن ليس ِ
.أنت فقط .أحالمك التي تنتمي لك كفرد
الجسد الخامس ،الجسد الروحي ،يتجاوز عا َلم الفرد وعا َلم الزمان .أنت اآلن في
يخص َوعي ال ُكلّ .اآلن أنت تعرف
ُّ صك ك َفرد ،بل
قلب األبدية .الحلم اآلن ال ي ُخ ًّ
.ماضي الوجود بأكمله ،لكنك ال تعرف المستقبل
الخ ْلق أج َمع ُولِدَ ت و ُط ِّو َرت من خالل الجسد الخامس .جميع
أساطير وميثولوجيا َ
الميثولوجيا واألساطير في األديان هي نفسها .تختلف الرموز ،وتختلف القصص
في بضعة تفاصيل ،لكن سواء أكانت مسيحية أو هندوسية أو يهودية أو مصرية،
تكونَ العا َلم و ُخلِق ،كيف تبقى جميع أساطير وميثولوجيا َ
الخلق والتكوين :كيف َّ
ُو ِج َد الكون… تبقى واحدة في الصميم توازي بعضها البعض ،وتلتقي في كثير من
األحداث المتشابهة .على سبيل المثال :تحتوي جميع األساطير والميثولوجيا على
قصص الفيضان/الطوفان kالعظيم ،وحول العالم أجمع .ال وجود لسِ ِجل ّ تاريخي أو
س ِجل ّ موجوداً .ينتمي لوقائع تاريخية تؤكد حدوث هذه القصص ،ومع هذا ،يبقى ال ِّ
الس ِجل ّ إلى العقل الخامس ،الجسد الروحي .بإمكان العقل الخامس أن يحلم بهذه ِّ
.القصص
لذا يصبح النوع الخامس من األحالم أقرب إلى الحقيقة .األحالم األربعة التي تسبق
تخص الفرد ،كانت فرديةُ .محال أن
ُّ الخامس ليست حقيقية بمعنى أنها كانت
يشترك شخص مع آخر في ذات التجربة ،وال أن يحكم عليها ما إذا كانت خياالً أم
عرفته.ال .الخيال هو ما تقوم بإسقاطه ،والحلم هو ما ال أصل وجودي له إاّل أنك َ
غصت في أعماقك ك ّلما ابتعدت أحالم الخيال والمخ ّيلة عنك ،وكلما أصبحت
ك ّلما ْ
.صادقة وحقيقية وملموسة
جميع المفاهيم العقائدية ُخلِ َقت بواسطة الجسد الخامس .تختلف لغات ومصطلحات
.هذه المفاهيم ،لكنها جميعها واحدة .إنها أحالم الجسد الخامس
لغة تع ّبر عن الوجود وليستكون األحالم من خالل النوع السادس من العقلً ،
سكسلبي .التم ّ
الالوجود ،أي أنها تع ّبر عن الوجود اإليجابي وليس الوجود ال ّ
بالوجود موجود والخوف kمن الفناء واإلختفاء والالوجود ،أيضا ً موجود .المادة
والعقل أصبحا واحداً ،لكن ليس الوجود والالوجود k،ليس الكيان والال كيان ،ليس
.البقاء والفناء .ال يزال بينها انفصال ومسافة .هذا هو العائق األخير
الجسد السابع ،جسد النيرفانا/اإلستنارة يتجاوز ويتخطى حدود اإليجابي ويقفز في
الال-شيء ،في الفناء المجهول .هذا الجسد لديه أحالمه الخاصة به :أحالم الفناء،
الالوجود ..أحالم الالشيء ،أحالم الفناء المجهول .اآلن ال توجد نعم ،وال توجد ال.
بشكل ال يمكن
ٍ سرمدي المتناهي
ّ أبدي
ّ الالشيء اآلن ليس بال شيء .هذا الالشيء
اإليجابي حدوداً إذ ال يمكنه أن يكون أبديا ً ال متناهياً.
ّ إدراكه .ال بدّ وأن يمتلك
السلبي ال يمتلك حدود
.وحده ّ
للجسد السابع أحالمه الخاصة به إذاً .اآلن ال وجود للرموز وال لألشكال .وحده ما
ال شكل له موجود .اآلن ما عاد للصوت وجود .وحده ما ال صوت له ..وحده
صمت ال ُم ْط َلق .أحالم ّ
الصمت هذه كل ّية تشمل كل ّ الصمت المهيب موجود :ال ّ
الصمت هذه ال تنتهي أبداً .الوجود .أحالم ّ
أوشو :عبور األجساد السّبعة ح ّتى تختفي الحقيقة
واألوهام (أسرار إيزوتيريكية)
سبعة” ّأوالً
: قبل قراءة هذا المقال ُيرجى قراءة مقال “أحالم األجساد ال ّ
هنا
الحجم على مستوى الجسد األثيري .سوف يصبح الحلم هذه المسافة ليست بذات َ
الفرق بين
والحقيقة أقرب من بعضهما .ومع هذا اإلقتراب يغدو تمييز ومعرفة ْ
الحقيقي والحلم أكثر صعوبة .ومع هذا ،يبقى التمييز بينهما أمراً في متناول اليد.
إذا كان سفرك األثيري س َفراً حقيقياً ،فسوف يحدث عندما تكون مستيقظاً .يكون
حدث وأنت نائم .ألجل أن تعرف الفرق ،عليك أن تكون َ األثيري ُحلما ً إذا
ّ سفرك
.يقِظا ً شاهداً في الجسد األثيري
وهناك طرق حتى تكون مستيقظا ً واعيا ً داخل ،وعلى مستوى وتردُّد جسدك
األثيري .جميغ طرق وتقنيات العالم الداخلي مثل ترديد مانترا مع ّينة أو صوت ّ
الخارجي .فإذا خلدْ َت لل ّنوم ،يكون باستطاعة ال ّترديد
ّ مع ّين ،تقوم ب َف ْ
صلِ َك عن العا َلم
المغناطيسي .عندها
ّ يخلق نوما ً أشبه بالتنويم
َ المستمر للصوت أو المانترا أن ّ
وكر ْر َت
للصوت أو المانترا التي ردَّ دْ تها َّبقيت واعيا ً َّ سوف تحلم .لك ّنك وإنْ
التعرف على ّ المغناطيسي فيك ،فتتمكن من
ّ ترديدها فإنها لن تخلق تأثيراً كالتنويم
.الحقيقي على مستوى الجسد األثيري ّ
وتصبح معرفة الفرق بين الحلم والحقيقة أكثر صعوبة على مستوى الجسد الثالث،
تعر ْف َت على جسدك
الجسد النجمي ،إذ يقترب كالهما من بعضهما أكثر .إنك وإذا ّ
ال ّنجمي الحقيقي وليس مجرد الحلم ال ّنجمي ،فسوف تتجاوز خوفك من الموت .عند
يتذو ق الفرد حقيقة خلوده .لكن إذا كانت التجربة النجمية
الجسد النجمي الحقيقي ّ
مجرد حلم وليست باختبار حقيقي ،عندها سوف ُيهلِكك الخوف من الموت .هذا
.هو المعيار ألجل التمييز :الخوف من الموت
والفرد الذي يؤمن بأنّ الروح خالدة وال يتو ّقف عن تكرار هذه العبارة ألجل أن
يقنع نفسه ،لن يكون قادراً على التمييز بين ما هو حقيقي داخل الجسد النجمي
وبين ما هو عبارة عن حلم نجمي .ال يجب على المرء أن يؤمن بالخلود ،بل عليه
تساوره الشكوك
َ أن يختبره .لكن وقبل معرفة الخلود واختباره ،على المرء أن
بشأنه .بعد أن تساورك الشكوك وتتخذ موقف الباحث الذي ال يعرف… بعدها فقط
عرفت الخلود حقا ً أو أنك ق ْم َت بمجرد إسقاط .األمر هو
َ سوف تعي ما إذا َ
كنت قد
يخترق إيما ُنك واعتقادُك عق َل َك ال ّن ّ
جمي .عندها ُ أنك إذا آم ْن َت بأنّ الروح خالدة ،فقد
كنت خاليا ً من
سوف تبدأ بالحلم واإلسقاط ،ولن يكون سوى حلم .لكنك وإذا َ
المعتقدات التي تؤمن بها ،إذا لم تحمل بداخلك سوى عطش ألن تعرف وتبحث
فعله ،عن ما يجب عليك َز ْرعه وما وتختبر بدون معرفة ُمس َبقة عن ما يجب عليك ْ
أي تو ّقعات أو مفاهيم واستنتاجات ُمس َبقة… الذي سوف تجده وتحصده… بدون ّ
كنت ك َمن يبحث في الع َدم ،في الفراغ… عندها سوف تعي الفرق .لذا قد يكون إذا َ
الناس الذين يؤمنون بخلود الروح وبالحيوات الماضية ويحملون جميع هذه
مجرد أناس تحلُم وتقوم بإسقاط ّ األشياء بداخلهم كمعتقد ومبدأ… قد يكونون
الحقيقي
ّ .أحالمها في العا َلم ال ّن ّ
جمي دون أن يعرفوا ما هو
يصبح الحلم والحقيقة جار ْين على مستوى الجسد الرابع :الجسد الذهني .وجهاهما
ُمتشابهان لدرجة ُيح َك ُم من خاللها على أحدهم بأ ّنه اآلخر .باستطاعة الجسد
بأحالم حقيقية كما الحقيقة تماماً .وهناك طرق وتقنيات من أجل
ٍ الذهني أن يحظى
َخ لق هكذا أحالم :طرق في اليوغا والتانترا وغيرها .المرء الذي يدخل في حال
َ
يخلق النوع الرابع من مكان ُمظلم ،قادر على أن
ٍ ووحدة مع ن ْفسه ،في صيام ِ
األحالم :األحالم الذهنية .سوف تكون هذه األحالم حقيق ّية للغاية ،بل أكثر واقعية
الحقيقي الذي ُيحيط بنا
ّ .من
بشكل تام على مستوى الجسد الرابعُ ،ح ّراً من قيود ٍ يصب ُح العقل ُ مبدعا ً َخاّل قا ً
الرسامون
ّ الحدود الخارجية والمادية .اآلن يصبح العقل ُ ُح ّراً ألجل أن يخلق.
والشعراء ،جميعهم يحيون داخل النوع الرابع من الحلم .الفنّ بجميع أنواعه
وأطيافه هو نتاج النوع الرابع من الحلم .بإمكان الشخص القادر على أن يحلم في
يصبح ف ّنانا ً عظيماً ،لكن ليس عارفا ً للحقيقة ال ُم ْط َلقة
َ .العا َلم الرابع أن
الذهني.
ّ نوع من َ
الخلق على المرء أن يكون واعيا ً على مستوى الجسد الرابع ّ
ألي ٍ
فأي شيء يقوم بإسقاطه سوف أي شيء ،وإال ّ ويتوجب عليه أن ال يقوم بإسقاط ّ
ّ
أي شيء ،وإاّل فهناك إمكانية ويتوجب عليه أن ال يتم ّنى ّّ ُيس َقط ويظهر له .كما
كبيرة ألن تتح ّقق األمنية .ليس فقط داخلياً ،بل بإمكان األمنية أن تتحقق حتى في
العا َلم الخارجي .العقل يغدو قو ّيا ً للغاية عند الجسد الرابع .يصبح نق ّيا ً واضحا ً
كالب ّلور ألنّ الجسد الرابع هو المنزل األخير الذي يسكنه العقل .بعد الجسد الرابع
.وأبعد منه ،تبدأ رحلة الال-عقل ،أي يت ّم تجاوز العقل
كنت شاهداً تتم ّكن من َمنع النوع الرابع من األحالم .أن تكون شاهداً مراقِبا ً
فقط إذا َ
هو األمر الذي سوف يص َنع الفرق ،إذ أنك وبدون مراقبة واعية فسوف ُت َح ِّدد
هو ّيتك بالحلم وتصبح واحداً معه .ما إن تحدّد ن ْفسك بما تراه عند الجسد الرابع
حتى يبدأ الحلم .الوعي والعقل الشاهد كالهما في الجسد الرابع الطريق باتجاه
.الحقيقي
عند الجسد الخامس يغدو الحلم والحقيقة كيانا ً واحداً .ال وجود ّ
ألي نوع من
الثنائية .وال سؤال عن الوعي اآلن ألنك وإنْ لم ت ُكن واعيا ً فسوف تعي عدم وعيك
هذا .اآلن يصب ُح الحلم مجرد إنعكاس للحقيقي .يوجد إختالف ولكن ال يوجد َفرق.
رأيت نفسي في المرآة فال فرق بيني وبين اإلنعكاس ،لكن هناك اختالف .أنا ُ إذا
بحقيقي
ّ س ليس.الحقيقي وما انع َك َ
ّ
إذا قام العقل الخامس بتطوير مفاهيم مختلفة ،فقد ُيخ َلق بداخله َوه ُم معرفته لذاته
ألنه رأى ن ْفسه معكوسا ً في المرآة .ستكون معرفة للذات لكن ليست الذات كما هي،
بل كما انعكست .هذا هو اإلختالف الوحيد .لكنه خطير بطريق ٍة أو بأخرى .يتم ّثل
س ِّلم بأنّ صورة المرآة هي الحقيقة .الخطر في أنك قد ترضى باإلنعكاس و ُت َ
على مستوى الجسد الخامس ،ال خطر حقيقي في حدوث مثل هذا األمر .لكن الخطر
َ
كنت قد سيكون موجوداً إذا حدث هكذا أمر على مستوى الجسد السادس .إنْ
مت بأنك َم ن رأيته في المرآة ،عندها سوف تعجز عن عبور حدود الجسد س ّل َ
الخامس وصوالً إلى السادس .ال عبور للحدود عبر مرآة .لذا هناك أفراد بقوا على
مستوى الجسد الخامس .أولئك الذين يقولون بوجود أرواح ال متناهية وأنّ لكل ِّ
روح فرد ّي تها :هؤالء بقوا على مستوى الجسد الخامس .قد عرفوا أنفسهم لكن
ٍ
.ليس مباشر ًة ،ليس وجها ً لوجه ،وإنما من خالل وسيط وهو المرآة
من أين تأتي المرآة؟ إنها تتش ّكل نتيجة تطوير المفاهيم وتشكيلها كثقافة“ :أنا
س ِّلم المرء بأنه
أبدي .روحي خالدة تتجاوز الموت والوالدة” .أن ُي َ
ّ الروح .أنا
الروح دون أن يختبرها ويتعرف عليها وجها ً لوجه يعني أنه خلق مرآة .عندها
سوف تعرف نفسك كما أنت ،لكن أنت الذي انعكس أو الذي ت ّم إسقاطه من خالل
مفاهيمك وثقافتك .اإلختالف الوحيد هو التالي :إذا كانت المعرفة وليدة المرآة فهي
أي مرآة ،فهي حقيقية .هذا إختالف وحيد وعظيم. حلم ،وإذا كانت مباشِ رة بدون ّ
تجاوزتها وع َب ْر َتها ،لكنه على عالقة باألجساد
ْ إختالف ال عالقة له باألجساد التي
.التي ال يزال عليك إختراقها
كيف للمرء أن يكون واعيا ً ما إذا كان يحلم في الجسد الخامس أو أنه يحيا
أي نوع من أنواع النصوصالحقيقي؟ طريقة وحيدة ممكنة :أن تتخ ّلى عن ّ
أي مع ّلم أو
يوجد ّ
الدينية ،وأن تهجر كل ّ نوع من أنواع الفلسفة .اآلن ال يجب أن َ
مرشد روحي ،وإاّل سيكون هو المرآة .عند هذه النقطة فصاعداً ،أنت وحدك .ال
بأي أحد ك ُمرشِ د أو دليل وإال سيكون مرآة
.يجب أن تهتدي ّ
.من اآلن فصاعداً أنت وحدك تماماً .وحدك لكنك لست وحيداً
اآلن عليك أن تكون وحدك داخل كل ّ ُب ْع ٍد من هذه األبعاد :كلمات ،مفاهيم ،نظريات،
عقائد ،فلسفات ،معل ّمون ،مستنيرون ،نصوص دينية ،مسيحية ،إسالم ،هندوسية،
أي
فأي شيءّ :
بوذا ،يسوع ،كريشنا ،ماهافيرا… وغيرهم .اآلن أنت وحدك وإال ّ
صورة أو رمز يحضر بداخلك سوف يصبح مرآة .قد يصبح بوذا مرآتك… جميل
.جداً ولكنه أمر خطير جداً
أي شيء يرافقك فلن يبقى ما ُيمكن أن كنت وحدك تماما ً وال يوجد بداخلك ّ
إذا َ
يكون انعكاسا ً .لذا التأمل هو الكلمة المناسبة للجسد الخامس .كلمة تعني أن تكون
وحدك تماماًُ ،ح ّراً من أي نوع من أنواع النشاط العقلي .كلمة تعني أن تكون خارج
أي نوع من أنواع العقل فيك سيكون مرآة وسوف تكون ضر ّالعقل :ال عقل .فإن ح َ
.أنت اإلنعكاس .عليك اآلن أن تكون ال-عقل k،ال-فكر وال تحليل
للكوني .أنت اآلن تتالشى
ّ ال وجود لمرآة في الجسد السادس .اآلن ال وجود سوى
وتفنى .ما عاد لك وجود :الحالِم ما عاد له وجود .لكن الحلم قادر على أن يبقى
بدون الحالِم .وعندما يتواجد الحلم بدون الحالِم فإنه يبدو وكأنه حقيقة صادقة
عرف.
عرف سوف ُي َواقعية .ال وجود للعقل ،ال وجود ألح ٍد يف ّكر ،لذا فكل ّ ما س ُي َ
وتمر وتطفو بجانبك .أنت غير موجود، ّ الخلقسيصبح معرفتك .قد تزورك أساطير َ
وتمر بجانبك .ال أحد موجود لكي يح ُكم .ال أحد موجود لكي يحلُم ّ .واألشياء تطفو
والعقل الذي ما عاد عقالً ،ال يزال موجوداً .العقل الذي دخل حال الفناء ال يزال له
الروحبقاء .لكنه لن يبقى كعقل فردي بل ك ُكل ّ كوني .أنت غير موجود ،ولكن ّ
الكل ّية موجودة (البراهما) .لذا ُيقال أنّ العا َلم بأكمله هو ُحلم ال ُكل ّ ال ُم ْط َلق
أي فرد ولكنه ُحلم الكل ّ (البراهما) .هذا العالم بأكمله هو ُحلم ،هو وهم .ليس ُحلم ّ
.ال ُم ْط َلق .أنت ال وجود لك وال تحلُم اآلن k،ولكنّ ال ُكل ّ ال ُم ْط َلق يحلُم
الفارق الوحيد اآلن هو ما إذا كان الحلم إيجابياً .فإنْ كان إيجابيا ً كان وهمياً ،كان
السلبي وحده هو ما ُيعادل ال ُم ْط َلق فقط .عندما يغدو كل ّ شيء جز ًء من
ُحلماً ،ألنّ ّ
األصلي… عندها يكون كل ّ
ّ ما ال شكل له ،وعندما يعود كل ّ شيء إلى مصدره
شيء موجوداً وفي الوقت نفسه غير موجود .اإليجابي هو العنصر الوحيد
.المتب ّقي .يجب القفز عنه وتجاوزه
إذاً ،وإذا تالشى اإليجابي عند الجسد السادس ،فسوف تخترق الجسد السابع.
الحقيقي عند مستوى الجسد السادس هو الباب للعبور إلى السابع .إذا تالشى
وجود كل ّ إيجابي :صورة أو أسطورة ،عندها فقد تالشى الحلم واختفى .عندها ما
بقي إال ما هو موجود حقاً :حقيقة وأصل الوجود :ما هو كائن يكون .اآلن ال وجود
َ
لشيء سوى للوجود .األشياء غير موجودة ولكن المصدر موجود .األشجار غير
.موجودة ولكنّ البذور موجودة
أطلق العارفون بهذه األسرار على هذا النوع من العقل اسم إستنارة تحمل ُ بذر ًة.
األصلي للوجود ،إلى البذرة الكون ّية .الشجرة ال
ّ كل ّ شيء اختفى وعاد إلى المصدر
وجود لها ولكنّ البذرة موجودة .إاّل أنّ انبعاث الحلم من البذرة ال يزال ممكناً .لذا،
.فالبذرة أيضا ً يجب أن تتالشى وتفنى
في الجسد السابع ،ال وجود ال ل ُحلم وال لحقيقة .ليس بإمكانك أن ترى شيئا ً حقيقيا ً
إاّل إذا كان الحلم ممكنا ً .لذا فأنت ترى الحقيقي طالما حدوث الحلم ال يزال ممكناً.
عندما تختفي األحالم ،يفنى كِال الواهِم والحقيقي وال يعود لهما وجود .الجسد
السابع هو المركز .الحلم والحقيقة اآلن أصبحا واحداً .ال إختالف .إ ّما أن تحلم
.بالال-شيء أو أن تعرف الال-شيء ،ولكن الال-شيء يبقى كما هو
إذا ح َل ْم ُ
ت بك ف ُحلمي هو َوهم .وإذا رأ ْي ُتك أمامي فرؤيتي لك حقيقية .لكني إذا
رأيت غيابك ،فال إختالفُ .حلمك بغياب شيء من األشياء يساوي ُ ت بغيابك أو ح َل ْم ُ
إيجابي .لذا
ّ شيء
ٍ الغياب نفسه ويماثله .الحقيقي ال يكون مختلفا ً إال في سياق
يتواجد اإلختالف حتى الجسد السادس .وال يبقى إال الال-شيء عند الجسد السابع.
حتى البذرة تغدو في غياب .هذه هي اإلستنارة التي ال بذور لها .اآلن يفنى الحلم
أي إمكانية ألن يحلم المرء
.وتختفي معه ّ
إذاً… توجد سبعة أنواع لألحالم وسبعة أنواع للحقائق kالوجودية .جميعهم
يتداخلون ويخترقون بعضهم البعض .وبسبب هذا التداخل واإلختراق يول ُد الكثير
من اإلضطراب .لكن التفرقة الواضحة بين السبعة سوف تساعدك كثيراً .علم
النفس ال يزال بعيد جداً عن َفهم حقيقة األحالم .علم ال ّنفس ال يعلم إال بخصوص
سراألحالم المادية الفسيولوجية ،وأحيانا ً يعلم بشأن األحالم األثيرية .لكنه يف ّ
.األثيري على أنه فسيولوجي
قد غاص كارل يونغ أعمق من سيغموند فرويد بقليل .إاّل أنّ تحليله للعقل البشري
قد ت ّم التعامل معه على أنه شيء ميثولوجي ديني .ومع هذا فكارل يملك البذرة.
وإذا أراد علم الن ْف س الغربي أن يتطور فالباب هو يونغ وليس فرويد .فرويد كان
يتحول ع َق َبة في وجه مزيد من التطور إن ّ الرائد في هذا المجال ،لكن كل ّ رائد
هوساً .وال يزال طب ال ّن ْفس الغربي مهووسا ً ببدايته مع انقلب تع ّلقه بإنجازاته َ
َ
كو ن فرويد قد أصبح اليوم منتهي الصالحية .يجب أن يصبح فرويد على الرغم من ْ
.فرويد جز ًء من التاريخ اليوم .وعلى علم ال ّن ْفس أن يتقدّ م أكثر وأكثر
يحاولون في أمريكا معرفة المزيد عن األحالم من خالل طرق مخ َبر ّية .توجد الكثير
المختصة باألحالم ،ولكن الطرق التي ي ّتبعونها متخصصة
ّ من المختبرات
بالمستوى الفسيولوجي فقط .يجب إدخال تقنيات اليوغا والتانترا إذا أرادوا التعرف
على عالم األحالم بكامله .كل ّ نوع من األحالم لديه حقيقة وجودية موازية له ،وإذا
الحقيقي ال ُم ْط َلق
ّ التعرف على عالم األوهام بكامله فسوف تغدو معرفة
ّ لم يت ّم
ُ .مستحيلة .الوهم هو الباب الوحيد لمعرفة الحقيقي
لكن ال تأخذ كالمي على أنه نظرية أو نظام .فلي ُكن كالمي نقطة إنطالق .إبدأ واحلم
واع .فقط عندما تصبح واعيا ً داخل أحالمك يغدو بإمكانك معرفة الحقيقي
.بعقل ٍ
ٍ
نحن لسنا ح ّت ى بواعين ألجسادنا المادية .ال نعي الجسد المادي وال ننتبه له إال إذا
أصاب المرض أحد أعضائه .على المرء أن يصبح واعيا ً تماما ً لجسده وهو في
حال الصحة :كيف يعمل ،ما هي مشاعره الشفافة ،إيقاعه وصمته .أحيانا ً يكون
الجسد صامتا ً وأحيانا ً يكون صاخبا ً وأحيانا ً مسترخياً .أحاسيسه مختلفة في كثير
من الحاالت والسياقات وأمر مؤسف أننا لسنا بواعين له .تغ ّيرات ش ّفافة تحدث
لجسدك عندما تذهب للنوم .تغ ّيرات جديدة تزور جسدك عندما تستيقظ من النوم.
على المرء أن يكون واعيا ً لهذه التغيرات .ال تفتح عين ْيك مباشر ًة لدى استيقاظك
في الصباح .دَ ع وع َيك يتمدّ د ليشمل انتهاء نومك وإحساسك بجسدك .ال تفتح
عين ْيك َبعد .راقب التغ ّي ر العظيم الذي يحدث بداخلك .النوم يغادرك والصحوة
شمس ُتشرق لكنك ما شاهدْ َت جسدك ُيشرق ويصحو .شروق تزورك .قد شاهدْ َت ال ّ
الجسد له جماله الخاص .الصباح موجود داخل جسدك وكذلك المساء .إنها لحظة
.التحول ،لحظة التغ ُّير
ُّ
شاهِد بصمت ما الذي يحدث عندما تذهب للنوم .سوف يأتي النوم ويزوركُ :كن
واعياً! عندها فقط ستمتلك قدرة أن تعي جسدك المادي حقاً .وفي اللحظة التي تعي
فيها جسدك المادي سوف تعرف ما هو الحلم الفسيولوجي المادي .ولسوف تتذكر
عند الصباح ما كان حلما ً فسيولوجيا ً وما لم ي ُكن .إذا َ
كنت عارفا ً بالمشاعر
الداخلية ،باإلحتياجات الداخلية ،بإيقاع الجسد الداخلي ،فسوف تعرف لغتهم عندما
.تنعكس جميع هذه األشياء في أحالمك
نحن لم نفهم لغة أجسادنا .للجسد حكمته الخاصة به .للجسد خبرة عمرها آالف
وآالف من السنين .جسدي يمتلك خبرة وتجربة والدي ووالدتي وآبائهم وأجدادهم
تطورت عبرها بذرة جسدي حتى وصلت لما هي عليه. وهكذا… قرون وقرون ّ
للجسد لغته الخاصة به .على المرء أن يفهم لغة جسده أوالً .فهمك لغة جسدك هو
بوابتك لمعرفة ماهية الحلم الفسيولوجي .عند الصباح سوف تكون قادراً على
.تمييز األحالم الفسيولوجية من غيرها
هكذا تفتح لك احتمالية جديدة بابا ً لها :أن تكون واعيا ً لجسدك األثيري ،وليس
تصبح شفافا ً حساسا ً حتى تستشعر جسدك األثيري .ستكون قادراً َ قبالً .يجب أن
على اختبار مستويات أكثر شفافية لألصوات والعطور واألنوار .بعدها… وعندما
تمشي سوف تعلم أن جسدك المادي هو الذي يمشي :الجسد األثيري ال يمشي.
الفرق واضح وضوح الشمس .أنت تأكل :جسدك المادي هو الذي يأكل وليس
أثيري ،لكن هذه األشياء ال ُت َ
درك ّ ٌ
وتوق أثيري
ّ أثيري وجوعّ عطش
ٌ األثيري .يوجد
حق المعرفة .بعدها يبدأ التعرف على وال ُترى إال بعد التعرف على الجسد المادي ّ
.باقي األجساد ،الجسد تلو اآلخر
كان من الضروري أن تبقى بعض العلوم سرية في الماضي ،ألن المعرفة بين أيدي
الجهالء تكون خطيرة .هذا ما يحدث مع المعرفة العلمية في الغرب .العلماء اليوم
بخلق علوم سرية .ما كان يجب أن يعلم يعرفون حجم المشكلة ويرغبون َ
السياسيون بأمر األسلحة النووية .على اإلكتشافات الحديثة أن تبقى سرية .يجب
اإلنتظار حتى يصبح اإلنسان ناضجا ً فتكون المعرفة ُمشاعة إلى الع َلن وال تتحول
.لخطر
وهذا ما حدث في عالم الروحانيات .الشرق القديم عرف الكثير والكثير من األسرار
الروحية .لكنها كانت لتصبح خطيرة إنْ و َق َعت بين أيدي الجهالء k،لذا َ
بقي المفتاح
مخف ّيا ً .وأصبحت المعرفة الروحية سرية ،إيزوتيريكية .وت ّم تمريرها من شخص
بالتدر ج الدقيق .لكن اليوم وبسبب التطور العلمي ،فقد آن األوان
ّ إلى شخص
لتصبح المعرفة الروحية علنية .سوف يكون العلم خطيراً إذا بق َيت الحقائق
اإليزوتيريكية الروحية مجهولة وغير معروفة .يجب أن تصبح علنية حتى تتمكن
.المعرفة الروحية من مجاراة المعرفة العلمية
األحالم هي واحدة من أعظم عوالِم اإليزوتيريك .لقد أخبرتكم بضعة أشياء عن
األحالم ألجل أن تبدأوا رحلة الوعي ،ولكني لم أخبركم بالعلم كامالً .لن يساعدكم
وليس ضروريا ً .لقد تركت مساحات ما أخبرتكم عنها .فإن بدأتم رحلتكم الداخلية
فسوف تمتلىء هذه المساحات من تلقاء نفسها .ما أخبرتكم به هو بكل بساطة
الطبقة الخارجية أو المستوى الخارجي .هذا المستوى ليس كافيا ً حتى يكون أساسا ً
َ . تبنون عليه نظرية ،لكنه يكفي ألجل أن تبدأوا رحلتكم
،أوشو
نkوع
ٍ األصkلي لكkل ّ
ّ أن تكون في المستقبل َف ْر ًدا ال تعرفُ ُه في حاضkرك ،هkو المصkدر
إنسان يجري ويسعى ح ّتى يكون أحدًا آخر غkkير ن ْفسkkه ..ح ّتى ٍ من أنواع التو ّتر .كل ّ
بالراحkkة مkkع مهنة أو مكانً k
kة أو صkkي ًتا ذائ ًعkkا مرمو ًقkkا ،وال أحkkد يشkkع ُر ّ ً يكون ل َق ًبا أو
ن ْفسه كما هي اآلن في حاضره .كيا ُنك كما أنت ُمدان وغير مقبول ،وعليك أن تتق ّيد
وتحتذي بالمثال وتسعى جاهدًا ح ّتى تكkkون مثلkkه .هkkذا هkkو جkْ kذر التkkو ّتر األساسّ k
kي:
.تمزقك بين ما أنت عليه وبين ما تتوق ألن تكونه ّ
وال فkkرق لمkkا تريkkد أن تكو َنkkه ،سkkواء أردْ َت أن تكkkون ثر ًّيkkا أم صkkاحب سkkلطة أم
kدي…kي األبّ k kهورا ،أو ح ّتى إنْ أردْ َت أن تكkkون حًّ k
kرا تح ّلkkق في سkkماوات القدسّ k مشً k
.ح ّتى وإن ابتغ ْي َت الخالص من قيد األوهام ،فالتو ّتر سوف يكون زائرك على ال ّدوام
كل ّ ما ترغب أن تكو َنه في المستقبل و ُيعادي كينونتك كمkkا هي اآلن في حاضkkرك أو
يناقضها ،سوف يخلق التkkو ّتر .وك ّلمkkا كkkان مثالُkkك الkkذي تحتkkذي بkkه وتبتغي بلوغkkه
.مثال ًّيا ُمستحياًل الوصول إليه ،ك ّلما ازداد التو ّتر فيك
التو ّتر هو ال ُه ّو ة ،هو المسافة بين ما أنت عليه اليوم وما تريد أن تكو َنه غدًا .ك ّلمkkا
ع ُظ َمت المسkkافة َع ُظ َم التkkو ّتر ،وك ّلمkkا صُ kkغ َرت المسkkافة َقkkل َّ التkkو ّتر .وإذا اختفت
المسافة اختفى التو ّتر ألنّ اختفkاء المسkافة يعkني رضkا َك عن حالَِ kك كمkا أنت اآلن.
ت عديkدة .فkإنْ كkان ال ّتkوق ُم ّتج ًهkا لمkا هkوت ومسkتويا ٍ وقد تحوي هذه ال ُه ّوة طبقkا ٍ
المkkادي
ّ صيب التو ّتر جسدك ُ المادي الذي فيك .سوف ُي
َّ صيب التو ّت ُر
ُ ي ،فسوف ُي
ما ّد ّ
تطلب جسدًا أو شكاًل غير جسدك وشكلك الحال ّيين .يبتغي اإلنسانُ أن يكون ُ إن َ
كنت
kادي .يبkkدأ التkkو ّتر من جسkkدك
kيب التkkو ّتر جسkkدك المّ k جسده أكثر جمkااًل .سkkوف يصُ k
kر على االسkkتمرار ولم يفkkارق األول ،الجسkkد الفسkkيولوجي ،ولك ّنkkه إذا اسّ k
kتمر وأصَّ k ّ
ت أخرى داخل كيانك ت وطبقا ٍ المادي فقد ينتشر أعمق منه ويتمدَّ د لمستويا ٍ ّ .الجسد
kوق لقkkوى روح ّيkkة فسkkوف يبkدأ التkkو ّتر عنkد مسkتوى روحي نفسkي ث ّم كنت تتُ k
َ وإنْ
تموجات ُ
ويخلق ّ بحجر ترميه في بحيرة .يسقط الحجر ٍ ينتشر .وانتشار التو ّتر شبي ٌه
أي جسkkد من وتستمر بالتمkدُّد واالنتشkkار .لkkذا فقkkد يبkkدأ التkkو ّتر عنkkد ّ
ّ تتمدّ د وتنتشر
األصلي لهkkذا التkkو ّتر يبقى ن ْفسkkه :ال ُهkّ kوة بين حالٍ kة
ّ السبعة ،ولكنّ المصدر أجسادك ّ
.تحياها وحالة تتوق بلوغها
وإنّ قبول الحال كما هو لهو معجزة المعجزات .تق ُّبل الحال والkّ kذات تما ًمkkا كمkkا همkkا
في رضkى تkام هkkو المعجkkزة الوحيkkدة في الحيkkاة .أمٌ kر مفkkاجى ٌء بkkل مkذهل أن تجkدَ
صا تق َّبل َ نفسه تما ًما كما هي .شخ ً
الوجود نفسه ال تو ّتر فيه .ال ُيخ َلق التو ّتر إاّل بسبب االحتماالت النظر ّية االفتراض ّية
الاّل وجود ّية .الحاض ُر ال يحمل ُ تو ُّت ًرا .المستقبل هو المكان الذي يهرول التو ّتر منkkه
شخصkا
ً نحوك ُمبتغ ًيا زيارتك .التو ّتر يkkأتي من المخ ّيلkkة .بإمكانkkك أن تتخ ّي kل َ ن ْفسَ kك
آخر يحيا حاالً ُيناقض حا َلك اآلن .هذه االفتراض الذي تخ َّيل َته سkkوف يخلkkق تkkو ُّت ًرا.
kادرا على خلkkق مزيkkد من التkkو ّتر لذا ،فك ّلما امتل َك اإلنسان مخ ّيلة أقوى ك ّلمkkا كkkان قً k
.لن ْفسه .عندها تصب ُح المخ ّيلة ُم َد ِّمرة
قم َت بتركkيز قkدرتك على والمخ ّيلة قkادرة على أن تكkون ب ّنkاءة ُمبدعkة ً
أيضkا .فkإن ْ
التخ ُّيل بكاملها في الحاضkkر ،في اللحظkkة وليس في المسkkتقبل ،فسkkوف تبkkدأ برؤيkkة
kق َتو ًقkkا ورغبً k
kة ،ولك ّنهkkا وجkkودك وكأنkkه قصkkيدة شkkاعر ّية بديعkkةُ .مخ ّيلتkkك ال تخلُ k
ُ .تس َتخدَ ُم ألجل ع ْيش الحياة .وع ْيش ال ّلحظة يتجاوز التو ّتر ويتخ ّطاه
ال تو ّتر في حياة الحيوانات أو األشkkجار ألنهم ال يمتلكkkون مقkkدر ًة على التخ ُّيل .إ ّنهم
يحيون أدنى من التخ ُّيل وليس أعلى أو أبعد منه .تو ُّترهم هو بذرتهم التي لم ُتزهِkkر
بعد .تو ّترهم هو قkkدرتهم الkkتي لم تتحkّ kول واق ًعkkا بعkkد .إنهم يتطkّ kورون .سkkوف تkkأتي
لحظة ينفجر فيها التو ّتر داخل كيانهم فيبkkدأون عنkkدها بkkال ّتوق إلى المسkkتقبل .ال بّ kد
.وأن يحدث هذا ،وتصبح المخ ّيلة ف ّعالة
صkورا ،وبسkبب عkدم وجkود ً تتفعل المخ ّيلة حياله هو المسkتقبل .أنت تخلkق
ّأول ما ّ
الصkور .لك ّنkkك ال تسkkتطيع حقائق موازية ،فإ ّنك تمضkkي َ
بخلkkق المزيkkد والمزيkkد من ّ
تصور وجود عالقة بين المخ ّيلة والحاضر .كيف لك أن تتخ ّيkkل في الحاضkkر؟ عليَ kك
ُّ
.أن تفهم هذا األمر
إذا تم َّك ْن َت من أن تكون واع ًيا يقِ ًظا في الحاضkر فإ ّنkك لن تحيkا في مخ ّيلتkك .عنkدها
حرة ح ّتى تخلق ما تشاء في قلب الحاضkkر ن ْفسkkه .لن تحتkkاج سkkوى تصبح المخ ّيلة ّ
الحقيقي ،فسkkوف تبkkدأ
ّ الص kحيح .فkkإنْ ت ّم توجيkkه المخ ّيلkkة كي تر ّكkkز على
لل ّتركkkيز ّ
kارا في
شkاعرا فسkkوف يكkkون انفجً k
ً أي شkكل .إذا َ
كنت الخلkق ّبالخلق .وقد يأخذ هذا َ َ
تعبيرا عن الحاضرً عري .شِ ع ُرك لن يكون تو ًقا للمستقبل بل سيكون ش ّ .إبداعك ال ّ
أمٌ kر آخkر عليَ kك َفهمkه .إنّ هkذا ال ّتعبkير عن الحاضkر من خالل المخ ّيلkة ليس تخ ُّياًل
أي تجربkkة عرفتهkkا .إ ّنkkه للمستقبل وال ردّ ة فعل تجاه الماضي .إ ّنه ليس تعبً k
kيرا عن ّ
عشkتها ،ولك ّنkkه
تجربة االختبار ،كما تعيشها ،وكما تحkkدث في داخلkkك .ليس تجربkkة ْ
.عمل ّية ح ّية من االختبار
لسkت هكkkذا لن تكkkون تجربتkkك ومkkا اختبرتkkه شkkيئ ْين مختلف ْين .كالهمkkا واحkkد .أنت ْ
الشkعر .التجربkkةلسkت شkkاعِ ًرا .أنت ّ بخالِق .أنت َ
الخلق واإلبkkداع .أنت طاقkkة ح ّيkkةْ .
ليست ألجل الماضي وال ألجل المستقبل .هي ليست من الماضي وال من المسkkتقبل.
شkيء يو َلkد من هkذه األبد ّيkة اللحظ ّيkة
ٍ اللحظة الحاضرة ن ْفسها أصبحت األبد ّية وكل ّ
حي
.الحاضرة .إنه إزها ٌر ّ
لهذا اإلزهار سبع طبقات مثلما للتو ّتر سkبع طبقkات .هkو موجkود في كkل ّ جسkد .إن
kادي
األول ،المسkkتوى المّ k حدث هذا اإلزهار على سبيل المثال على مسkkتوى الجسkkد ّ
شكل، منظار جديد ومختلف .هو ليس جمال ال ّ ٍ الفسيولوجي ،فسوف تغدو جمياًل من
بل جمال ما ال شكل له .ليس جمااًل مرئ ًّيا بkkل جمkkال مkkا ال تkkراه العين .فkkإنْ شْ k
kعر َت
kحة لم تعرفهkkا من بلحظة االسترخاء والال تkkو ّتر هkkذه في جسkkدك ،فسkkوف تنعم بصّ k
kحة اإليجاب ّيkkة ال تعkkني غيkkاب المkkرض فقkkط. بصحة إيجاب ّية .والصّ k
ّ قبل .سوف تنعم
الصحة ح ًّقا
ّ .إ ّنها تعني حضور
ً
لحظkة الحقيقي إاّل عنkدما تحيkا وجkودكّ لن ينعم جسدك بحال االسترخاء والال تو ّتر
كنت تتناول طعامك وأصبحت اللحظة أبد ّي ًة ال نهايkkة لهkkا ،عنkkدها يغيب َ بلحظة .فإنْ
ش َّوش صورته .ال وجود للماضي وال مسkkتقبل ،بkkل المستقبل ويبتعد الحاضر حتى ُت َ
الط عام فقط ال غير .أنت ال تفعل شيء ألنك أصبحت فعل األكkkل نفسkkه. لعملية تناول ّ
مجkرد وسkيلة لتفريkغ الطاقkة .لم ّ جنسي ولم يكن الجنس ّ ص ٍل
حال َو ْ
كنت في ِ أو إذا َ
ُ
اللحظة بكل ّيتها وأبد ّيتها ،عنkkدها واحتو ْت َك
َ الحب…
ّ تعبيرا عن
ً يكن تو ّت ًرا جنس ًّيا بل
إيجابي ينعم به جسدك
ّ صحة
.سوف تعي حال ّ
…يتبع