You are on page 1of 29

‫أوشو‪ :‬أحال ُم األجساد السّبعة‬

‫‪،‬أوشو الحبيب‬

‫هل بإمكانك تفسير ما َتعنيه باألحالم؟‬


‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫سبعة أجساد‪ :‬المادي‪ ،‬األثيري‪ ،‬النجمي‪ ،‬الذهني‪ ،‬الروحي‪ ،‬الكوني‪،‬‬ ‫َ‬ ‫يمتل ُك اإلنسانُ‬
‫صه‪ُ .‬ي َع ِّرف ِع ْلم‬
‫وجسد اإلستنارة‪ .‬لكل ّ جس ٍد من هذه األجساد نوع الحلم الذي يخ ّ‬
‫ال ّن ْف س الغربي الجسد المادي على أنه الوعي‪ ،‬واألثيري على أنه الال‪-‬وعي‪،‬‬
‫‪.‬والجسد النجمي على أنه الال‪-‬وعي الجماعي‬

‫الخاصة به‪ .‬فإذا كانت معدتك في حال اضطراب ُيخ َل ُق‬ ‫ّ‬ ‫يخلق الجسد المادي أحالمه‬ ‫ُ‬
‫مرض مع ّين أو إذا أصا َبتك ُح ّمى‪ ،‬فإنّ‬
‫ٍ‬ ‫نو ٌع مع ّين من األحالم‪ .‬وإذا كنت تعاني من‬
‫صه‪ .‬األمر األكيد هو أنّ المرض كان‬ ‫يخلق حلما ً مع ّينا ً يخ ُّ‬
‫ُ‬ ‫الجسد المادي سوف‬
‫ِث منه الحلم‬ ‫‪.‬المصدر الذي ُخل َِق أو ُبع َ‬
‫تخلق األمراض الجسدية بل والمعاناة الجسدية عا َلما ً خا ّ‬
‫صا ً من األحالم يع ِّب ُر عنها‪.‬‬
‫كنت نائما ً وت َّم‬
‫لذا باإلمكان تحفيز الحلم المادي من الخارج‪ .‬على سبيل المثال‪ :‬إذا َ‬
‫ضع قطعة قماش َم ْبلولة حول قدم ْيك‪ ،‬فسوف يبدأ حلم مع ّين بالتش ّكل‪ .‬قد تحلم‬ ‫َو ْ‬
‫بأ ّنك تع ُبر نهراً‪ .‬أو إذا ُوضِ َعت مخ ّدة فوق صدرك‪ ،‬فقد تحلم بأنّ أحدهم يجلس‬
‫سقط عليك‪ .‬هذه األحالم يكون مصدرها الجسد المادي‬ ‫َ‬ ‫‪.‬فوقك‪ ،‬أو أنّ حجراً قد‬

‫الجسد األثيري‪ :‬الجسد الثاني‪ ،‬يحلم بطريقته الخاصة‪ .‬وقد خلقت هذه األحالم‬
‫األثيرية إضطرابا ً كبيراً في عِ ْلم ال ّن ْفس الغربي‪ .‬أساء سيغموند فرويد َفهم األحالم‬
‫ألحالم ُت َ‬
‫س ِّب ُبها الرغبات المكبوتة‪ .‬نعم توجد أحالم تتس َّبب بها‬ ‫ٍ‬ ‫ونس َبها‬
‫َ‬ ‫األثيرية‬
‫الرغبات المكبوتة‪ ،‬لكن هذه األحالم تنتمي للجسد األول‪ ،‬للجسد المادي‪ .‬إ ّنك وإنْ‬
‫فرض َت على ن ْفسك صياما ً مع ّينا ً – فهناك‬
‫ْ‬ ‫قُ ْم َت ب َك ْبت وقمع رغبات جسدية – إنْ‬
‫قم َت ب َك ْبت الجنس‪ ،‬عندها قد‬ ‫إمكانية كبيرة بأ ّنك سوف تحلم ّ‬
‫بالطعام‪ .‬أو إذا ْ‬
‫‪.‬تراودك خياالت وفانتازيا جنسية في أحالمك‪ .‬لكن هذه األحالم تنتمي للجسد األول‬

‫والغوص في أسراره‬
‫ْ‬ ‫لم تتم ّكن األبحاث ال ّنفسية من س ْبر أغوار الجسد األثيري‬
‫بشكل عميق‪ ،‬لذا ت ّم تفسير أحالمه وكأنها تنتمي للجسد المادي‪ ،‬للجسد األول‪ .‬هكذا‬
‫ٍ‬
‫‪ُ .‬خل َِق الكثير من اإلضطراب‬
‫‪ ‬‬
‫الس فر في األحالم‪ .‬هناك إمكانية كبيرة ألن يترك الجسد‬
‫الجسد األثيري قادر على ّ‬
‫األثيري جسدك المادي‪ .‬عندما تستذكر ما حدث فسوف تتذ ّكره على أنه حلم‪ ،‬ولك ّنه‬
‫ليس حلما ً إذا ك ّنا نتحدّ ث عن نوع ّية األحالم التي يخلقها الجسد المادي‪ .‬ال ينتمي‬
‫لهذا النوع من األحالم‪ .‬الجسد األثيري قادر على الخروج منك بينما أنت نائم‪.‬‬
‫جسدك المادي سيكون موجوداً‪ ،‬لكنّ جسدك األثيري قادر على الخروج منه‬
‫سفر في المكان‪ .‬ال وجود لمكان يحدّ الجسد األثيري‪ .‬الجسد األثيري ال يعرف‬ ‫وال ّ‬
‫شيئا ً عن المسافات‪ .‬أولئك الذين ال يفهمون هذا األمر‪ ،‬الذين لم يكتشفوا وجود‬
‫الجسد األثيري‪ ،‬قد يميلون إلى تفسير ما يتذ ّكرونه على أنه عا َلم الاّل ‪-‬وعي حيث‬
‫يقومون بتقسيم عقل اإلنسان إلى وعي و الوعي‪ .‬عندها يصبح الحلم ال ّتابع للجسد‬
‫المادي نابعا ً من الجزء الواعي‪ ،‬والحلم التابع للجسد األثيري نابعا ً من الجزء‬
‫الالواعي‪ .‬أحالم الجسد األثيري ال عالقة لها بعا َلم الاّل وعي‪ .‬إنها أحالم واعية ِب َقدْ ر‬
‫يختلف عن مستوى‬ ‫ُ‬ ‫وعي أحالم الجسد المادي‪ ،‬إاّل أنها واعية على مستوى آخر‬
‫يحول ُ األحالم التي تجول‬ ‫الوعي األول‪ .‬وع ُي َك لوجود جسدك األثيري واختبارك له ّ‬
‫أحالم واعية‬
‫ٍ‬ ‫‪.‬في عا َلمه إلى‬

‫ومثلما تغدو القدرة على تحفيز أحالم الجسد المادي ُممكنة من الخارج‪ ،‬فإنّ أحالم‬
‫ِّ‬
‫المانترا‪/‬الذكر‪/‬ترديد‬ ‫الجسد األثيري ُممكن َخلقها وتحفيزها من الخارج أيضاً‪.‬‬
‫الطرق التي تؤدي إلى َخلق رؤى أثيرية‪ ،‬وأحالم‬ ‫صوت مع ّين‪ ،‬هي واحدة من ّ‬
‫أثيرية‪ .‬إنّ ترديد مانترا مع ّينة‪ /‬كلمة مع ّينة‪ :‬ترديدها‪ ،‬ترتيلها‪ /‬تجويدها بشكل‬
‫متكرر داخل المركز األثيري‪ ،‬قادر على أن يخلق أحالما ً أثيرية‪ .‬توجد العديد من‬
‫صوت هو واحد منها‬ ‫‪.‬الطرق‪ ،‬وال ّ‬
‫الرسول مح ّمد‬ ‫ّ‬
‫ِطر‪/‬البخور‪/‬الطيب ألجل َخلق رؤى أثيرية‪ّ .‬‬ ‫قد استخدم الصوف ّيون الع‬
‫كان يولي إهتماما ً وإعجابا ً كبير ْين بالعطور‪ .‬عط ٌر مع ّين يمتل ُك قدر ًة على َخلق حلم‬
‫‪.‬مع ّين‬

‫كما وأنّ األلوان قادرة على تقديم المساعدة في هذا المضمار‪ .‬قد اختبر‬
‫أي ‪Leadbeater‬‬ ‫رقة صافية… ُزرقة ال يخالطها ّ‬ ‫ذات مرة ُحلما ً أثيريا ً يحوي ُز ً‬
‫ظلّ‪ .‬ث ّم بدأ بالبحث عن هذا اللون األزرق بالتحديد في جميع محاّل ت العالم‪ .‬وجده‬
‫إيطالي‪ .‬لقد وجدَ قماشا ً مخمل ّيا ً ناعما ً‬
‫ّ‬ ‫أخيراً بعد سنوات عديدة من البحث في محل ّ‬
‫‪.‬يحوي ذات اللون‪ .‬بعدها ات ّم استخدام القماش ألجل َخلق أحالم أثيرية في اآلخرين‬
‫ويرون ألواناً‪ ،‬ويختبرون عطوراً‬‫ْ‬ ‫لذا وعندما يغوص األفراد عميقا ً داخل التأمل‬
‫وبخوراً وأصواتا ً وموسيقى… وجميعها لم ْ‬
‫يروا مثلها ولم يشت ّموا ما ُيشبه‬
‫عطرها ولم يسمعوا ما يناغِ ُم روعتها من قبل… فجميع هذه األشياء هي أحالم‪.‬‬
‫إنها أحالم الجسد األثيري‪ .‬تنتمي الرؤى الروحية (أو التي يظ ّنها البشر بالروحية)‬
‫للجسد األثيري‪ .‬إنها أحالم أثيرية‪ .‬المع ّلمون والمرشدون الذين ُيظهرون أنفسهم‬
‫أثيري… ليسوا سوى أحالم أثيرية‪ .‬ولك ّننا وبسبب‬ ‫ّ‬ ‫أمام طاّل بهم ليسوا سوى ٍ‬
‫سفر‬
‫وجودي واحد وهو المستوى‬‫ٍّ‬ ‫ص ْرنا البحث في عا َلم العقل على مستوى‬
‫أننا ح َ‬
‫الفسيولوجي‪ ،‬فقد ت ّم شرح وتفسير األحالم بلغة الفسيولوجي المادي‪ ،‬أو ت ّم‬
‫التطرق لها‬
‫ّ‬ ‫‪.‬نكرانها وعدم‬

‫حق اإلدراك‪،‬‬‫أي شيء ال نعيه وال ندركه ّ‬ ‫أو ت َم إلصاقها بالالوعي‪ .‬أن نقول َ بأنّ ّ‬
‫إ ّنما هو جزء من الالوعي هو إعتراف بأننا ال نعرف شيئا ً عنه‪ .‬هذه مجرد خدعة‬
‫لشيء الواعي‪ ،‬وإ ّنما كل ّ ما‬
‫ٍ‬ ‫لإلبتعاد عن الغوص في أعماق هذا الشيء‪ .‬ال وجود‬
‫هو موجود على مستوى وعيٍ أعمق من الذي نعرفه هو الوعي بالنسبة للمستوى‬
‫الذي يسبقه‪ .‬لذا ُيع َت َبر األثيري الوعي بالنسبة للمادي‪ ،‬و ُيع َتبر ال ّنجمي الوعي‬
‫بالنسبة لألثيري‪ ،‬والذهني الوعي بالنسبة للنجمي‪ .‬المستوى الواعي يعني ما ت ّم‬
‫التعرف عليه‬
‫ّ‬ ‫درك ولم يت ّم‬
‫والتعرف عليه‪ .‬المستوى الالواعي يعني ما لم ُي َ‬ ‫ّ‬ ‫إدراكه‬
‫‪َ .‬بعد‪ ..‬هو المجهول‬

‫وهناك أحال ٌم نجم ّية‪ .‬أنت تزور حيواتك السابقة وتتن ّقل بينها في أحالمك النجمية‪.‬‬
‫األثيري‬
‫ّ‬ ‫عادي جز ٌء من‬
‫ّ‬ ‫ج داخل ُح ٍلم‬ ‫هذا هو ال ُبعد الثالث ألحالمك‪ .‬أحيانا ً ُي َ‬
‫مز ُ‬
‫مجرد فوضى عارمة فيختلط الحابل بال ّنابل‬ ‫ّ‬ ‫النجمي‪ .‬عندها يصبح الحلم‬
‫ّ‬ ‫وجز ٌء من‬
‫والسبب في حدوث هذا األمر هو أنّ أجسادك‬ ‫ّ‬ ‫وال تتم ّكن من َفهم ّ‬
‫أي شيء فيه‪.‬‬
‫السبعة تتواجد معا ً وجود ّيا ً بال ّتوازي أي في الوقت نفسه‪ ،‬ما يمن ُح أحد األجساد من‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫تخترق‬ ‫عا َل ٍم آخر قدرة على العبور لعا َل ٍم غيره ويخترقه‪ .‬لذا وفي بعض األحيان‪،‬‬
‫العادي‬
‫ّ‬ ‫‪.‬أجزا ٌء من األثيري والنجمي‪ ،‬الحلم‬

‫السفر ال في الزمان وال في المكان في الجسد األول‪ ،‬الجسد المادي‪.‬‬‫ال تستطيع ّ‬


‫أنت محدو ٌد بحالتك المادية وبالوقت المحدّ د الذي يتواجد فيه‪ ،‬العاشرة مسا ًء على‬
‫سبيل المثال‪ .‬بإمكان جسدك المادي أن يحلم في هذا الوقت بع ْينه وفي المكان الذي‬
‫يتواجد فيه‪ ،‬لكنه ال يستطيع تجاوز الوقت والمكان‪ .‬أما في الجسد األثيري‬
‫أي مكان‪،‬‬ ‫الزمان‪ .‬بإمكانك أن تذهب إلى ِّ‬‫السفر في المكان لكن ليس في ّ‬ ‫فبإمكانك ّ‬
‫لكن الوقت يبقى الساعة العاشرة مسا ًء‪ .‬في العا َلم ال ّنجمي‪ ،‬في الجسد الثالث‪ ،‬أنت‬
‫النجمي قادر‬
‫ّ‬ ‫السفر ليس في المكان فقط بل في ّ‬
‫الزمان أيضاً‪ .‬الجسد‬ ‫قادر على ّ‬
‫التوجه‬
‫ّ‬ ‫الزمان‪ :‬لكن با ّتجاه الماضي فقط إذ ال يستطيع‬ ‫ّ‬
‫وتخطي حدود ّ‬ ‫على تجاوز‬
‫ً‬
‫بداية من‬ ‫النجمي قادر على دخول عوالِم الماضي الالمتناهية‬
‫ّ‬ ‫نحو المستقبل‪ .‬العقل‬
‫‪.‬األميبا وح ّتى اإلنسان‬

‫لقد أ ُ ْطل َِق على العقل النجمي في عِ ْلم ن ْفس كارل يونغ اس َم الالوعي‪ k‬الجماعي‪ .‬إ ّنه‬
‫سابقة‪ .‬أحيانا ً تخترق أحالمك العادية‪ ،‬لكنها في‬ ‫تاريخ والداتك أو حيواتك الفردية ال ّ‬
‫أغلب األوقات تقوم بهذا اإلختراق وأنت في حال متدهور نفس ّيا ً أو صح ّياً‪ ،‬إذ ال‬
‫يحدث هذا اإلختراق وأنت تتمتع بصحة نفس ّية جيدة إال في القليل من األوقات‪ .‬تفق ُد‬
‫األجساد الثالثة األولى أي حدو ٍد تفصل ُ بينها في حالة اإلنسان المريض ذهن ّياً‪ .‬قد‬
‫يحلم المريض ذهنيا ً بحيواته السابقة‪ ،‬لكنّ أحداً لن يص ّدقه‪ .‬هو بن ْفسِ ه لن يصدّق‬
‫يستمر بالقول بأنه يحلم وبأنها جميعها أحالم‬
‫ّ‬ ‫‪.‬ن ْفسه‪ .‬سوف‬

‫معان‬
‫ٍ‬ ‫بأحالم على المستوى المادي‪ .‬إنها أحالم نجم ّية‪ .‬ولألحالم النجمية‬
‫ٍ‬ ‫هذه ليست‬
‫عميقة وكثير من األهم ّية‪ .‬ولكنّ الجسد الثالث ال يقدر على أن يحلم إاّل في‬
‫‪.‬الماضي‪ ،‬في ما كان وليس في ما سيكون‬

‫الذهني‪ .‬بإمكان هذا الجسد أن يسافر في الماضي وفي‬ ‫ّ‬ ‫الجسد الرابع هو الجسد‬
‫لمحة من المستقبل في لحظات‬ ‫ً‬ ‫العادي قادر على أن يرى‬
‫ّ‬ ‫المستقبل‪ .‬ح ّتى اإلنسان‬
‫قريب منك وعزي ٌز عليك يح َتضر‪ ،‬فقد تصِ لُ َك‬
‫ٌ‬ ‫شخص‬
‫ٌ‬ ‫الطوارىء الحرجة‪ .‬إذا كان‬‫ّ‬
‫الرسالة ُحلمك‬ ‫ُ‬
‫تخترق ّ‬ ‫العادي‪ .‬سوف‬
‫ّ‬ ‫رسالة بأ ّنه سوف يموت من خالل ُحلمك‬‫ً‬
‫أي قدرة أخرى لها‬ ‫أي ُبعد آخر لألحالم وال تدرك ّ‬
‫‪.‬العادي ألنك ال تعرف ّ‬
‫ّ‬
‫لكنّ الحلم لن يكون واضحا ً بسبب العوائق التي على الرسالة عبورها قبل أن‬
‫تصبح جز ًء من حالة حلمك العادية‪ .‬كل ّ عائق يختصر من الرسالة شيئاً‪ .‬كل ّ عائق‬
‫الرسالة شيئاً‪ .‬وكل ّ جسد يمتلك رموزه الخاصة به‪ ،‬لذا ففي كل ّ مرة يع ُب ُر‬ ‫يحول في ّ‬ ‫ّ‬
‫فيها حل ٌم من جس ٍد إلى آخر فإنه ُي َت َ‬
‫رج ُم برموز الجسد الذي يع ُب ُر من خالله‪ .‬عندها‬
‫شيء ُم َ‬
‫ش َّوشا ً‬ ‫ٍ‬ ‫‪.‬يصب ُح كل ُّ‬
‫ولك ّنك إذا حلمت من خالل جسدك الرابع وجها ً لوجه ودون وسيط – أي ليس من‬
‫أي جسد وإنما من خالل الجسد الرابع نفسه – عندها سوف تخترق‬‫خالل ّ‬
‫المستقبل‪ ،‬لكنه سيكون مستقبلك أنت فقط‪ .‬ال يزال الحلم فرد ّيا ً إذ ال يمكنك الدخول‬
‫شخص آخر‬
‫ٍ‬ ‫‪.‬في حلم‬

‫لحظة حاضرة كما المستقبل هو لحظة حاضِ رة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫الماضي بالنسبة للجسد الرابع هو‬
‫الماضي والحاضر والمستقبل‪ :‬جميعهم واحد بالنسبة للجسد الذهني‪ .‬كل ّ شيء‬
‫يصبح اآلن‪ :‬لحظة آنية تخترق الماضي‪ .‬لحظة آنية تخترق المستقبل‪ .‬ال وجود‬
‫باق‪ .‬يبقى الوقت كلحظ ٍة حاضرة… يبقى الوقت‬ ‫لماض وال لمستقبل‪ ،‬لكن الوقت ٍ‬ ‫ٍ‬
‫متد ّفقا ً في هذه اللحظة‪ .‬سيكون عليك تركيز عقلك وتوجيهه باتجاه الماضي حتى‬
‫ترى الماضي‪ .‬عندها ُي َع َّلق الحاضر والمستقبل‪ .‬وعندما تر ّكز عقلك‪ k‬باتجاه‬
‫المستقبل‪ ،‬يغيب الماضي والحاضر‪ .‬هكذا سترى الماضي والحاضر والمستقبل‬
‫صك‬‫كوحد ٍة واحدة‪ .‬وستكون قادراً على رؤية أحالمك الفردية التي تخ ّ‬ ‫ولكن ليس ِ‬
‫‪.‬أنت فقط‪ .‬أحالمك التي تنتمي لك كفرد‬

‫الجسد الخامس‪ ،‬الجسد الروحي‪ ،‬يتجاوز عا َلم الفرد وعا َلم الزمان‪ .‬أنت اآلن في‬
‫يخص َوعي ال ُكلّ‪ .‬اآلن أنت تعرف‬
‫ُّ‬ ‫صك ك َفرد‪ ،‬بل‬
‫قلب األبدية‪ .‬الحلم اآلن ال ي ُخ ًّ‬
‫‪.‬ماضي الوجود بأكمله‪ ،‬لكنك ال تعرف المستقبل‬

‫الخ ْلق أج َمع ُولِدَ ت و ُط ِّو َرت من خالل الجسد الخامس‪ .‬جميع‬
‫أساطير وميثولوجيا َ‬
‫الميثولوجيا واألساطير في األديان هي نفسها‪ .‬تختلف الرموز‪ ،‬وتختلف القصص‬
‫في بضعة تفاصيل‪ ،‬لكن سواء أكانت مسيحية أو هندوسية أو يهودية أو مصرية‪،‬‬
‫تكونَ العا َلم و ُخلِق‪ ،‬كيف‬ ‫تبقى جميع أساطير وميثولوجيا َ‬
‫الخلق والتكوين‪ :‬كيف َّ‬
‫ُو ِج َد الكون… تبقى واحدة في الصميم توازي بعضها البعض‪ ،‬وتلتقي في كثير من‬
‫األحداث المتشابهة‪ .‬على سبيل المثال‪ :‬تحتوي جميع األساطير والميثولوجيا على‬
‫قصص الفيضان‪/‬الطوفان‪ k‬العظيم‪ ،‬وحول العالم أجمع‪ .‬ال وجود لسِ ِجل ّ تاريخي أو‬
‫س ِجل ّ موجوداً‪ .‬ينتمي‬ ‫لوقائع تاريخية تؤكد حدوث هذه القصص‪ ،‬ومع هذا‪ ،‬يبقى ال ِّ‬
‫الس ِجل ّ إلى العقل الخامس‪ ،‬الجسد الروحي‪ .‬بإمكان العقل الخامس أن يحلم بهذه‬ ‫ِّ‬
‫‪.‬القصص‬

‫غص َت داخل أعماقك‪ ،‬ك ّلما َ‬


‫اقتر َبت األحالم من الحقيقة أكثر فأكثر‪ .‬الحلم‬ ‫كلما ْ‬
‫الفسيولوجي على مستوى الجسد المادي ال عالقة بينه وبين الحقيقة تقريباً‪ .‬يمتل ُك‬
‫بشكل‬
‫ٍ‬ ‫حقيقي‬
‫ّ‬ ‫هذا الحلم حقيقته الخاصة به‪ ،‬لكنها تبقى شبه حقيقة‪ .‬الحلم األثيري‬
‫حقيقي أكثر من األثيري‪ ،‬والذهني يقترب‬
‫ّ‬ ‫يفوق الحلم الفسيولوجي‪ .‬والحلم النجمي‬
‫جداً من الحقيقي‪ ،‬وأخيراً… الجسد الخامس‪ :‬تصبح في الجسد الخامس صادقا ً‬
‫حقيقيا ً واقعيا ً وجوديا ً في أحالمك‪ .‬هذا طريق معرفة الحقيقة‪ .‬وأن تدعو هذا‬
‫الطريق بالحلم هو أمر غير مناسب‪ .‬لكنه حلم بطريقة أو بأخرى‪ ،‬ألنّ الحقيقي‬
‫الوجودي يمتلك حضرته‬
‫ّ‬ ‫الوجودي ليس حاضراً كمادّ ة ملموسة‪ .‬الحقيقي‬
‫مجردة‬
‫ّ‬ ‫يقر ُب َك كتجربة داخلية‬
‫‪.‬الملموسة‪ ،‬ولكنه َ‬
‫بشكل‬
‫ٍ‬ ‫إذا اكتشف شخصان الجسد الخامس سوف يغدو باستطاعتهما أن يحلما‬
‫متواز ‪ ،‬وهذا أمر غير ممكن قبل بلوغ الجسد الخامس‪ .‬في العادة يستحيل ُ أن يحلم‬‫ٍ‬
‫ً‬
‫أكثر من شخص حلما ً مشتركاً‪ .‬لكن بداية من الجسد الخامس وما بعده‪ ،‬يصبح‬
‫متواز‪ .‬لهذا السبب‬‫ٍ‬ ‫بشكل‬
‫ٍ‬ ‫مشتركا ً‬
‫َ‬ ‫بإمكان مجموعة أشخاص أن يحلموا حلما ً واحداً‬
‫يدرك األشخاص الذين يحلمون على مستوى الجسد الخامس ذات األساطير‬
‫والميثولوجيا ويتعرفون عليها‪ .‬هذه األساطير والميثولوجيا لم ُتخ َلق بواسطة‬
‫‪.‬أفراد‪ ،‬بل ُخلِ َقت بواسطة مدارس وعادات روحية معينة تعاونت سو ّيا ً‬

‫لذا يصبح النوع الخامس من األحالم أقرب إلى الحقيقة‪ .‬األحالم األربعة التي تسبق‬
‫تخص الفرد‪ ،‬كانت فردية‪ُ .‬محال أن‬
‫ُّ‬ ‫الخامس ليست حقيقية بمعنى أنها كانت‬
‫يشترك شخص مع آخر في ذات التجربة‪ ،‬وال أن يحكم عليها ما إذا كانت خياالً أم‬
‫عرفته‪.‬‬‫ال‪ .‬الخيال هو ما تقوم بإسقاطه‪ ،‬والحلم هو ما ال أصل وجودي له إاّل أنك َ‬
‫غصت في أعماقك ك ّلما ابتعدت أحالم الخيال والمخ ّيلة عنك‪ ،‬وكلما أصبحت‬
‫ك ّلما ْ‬
‫‪.‬صادقة وحقيقية وملموسة‬

‫جميع المفاهيم العقائدية ُخلِ َقت بواسطة الجسد الخامس‪ .‬تختلف لغات ومصطلحات‬
‫‪.‬هذه المفاهيم‪ ،‬لكنها جميعها واحدة‪ .‬إنها أحالم الجسد الخامس‬

‫في الجسد السادس‪ ،‬الجسد الكوني‪ ،‬أنت تتجاوز عتبة الوعي‪/‬الالوعي‪k،‬‬


‫المادة‪/‬العقل‪ .‬أنت تفقد كل ّ الفواصل والحدود‪ .‬الجسد السادس يحلم بالكون‪ .‬سوف‬
‫تتجاوز وتتخطى عتبة الوعي وسوف يصبح عالم الالوعي واعياً‪ .‬اآلن كل ّ شيء‬
‫‪.‬أصبح ح ّيا ً وواعياً‪ .‬حتى ما ُنطلق عليه اسم مادة هو اآلن جزء من الوعي‬
‫في الجسد السادس يتم اكتشاف أحالم األساطير والميثولوجيا الكونية‪ .‬أنت تتجاوز‬
‫الفردي‪ ،‬أنت تتجاوز الوعي‪ ،‬أنت تتجاوز الزمان والمكان‪ ،‬لكن ال تزال اللغة قادرة‬
‫والتوحد‬
‫ّ‬ ‫شيء ما‪ .‬نظريات البراهما‬ ‫ٍ‬ ‫على التعبير‪ .‬ال تزال قادرة على اإلشارة إلى‬
‫والوحدانية واألبدي السرمدي ال ُم ْط َلق‪ ،‬جميعها اك ُتشِ َفت وأُدْ ِر َكت عند المستوى‬
‫بخلق أنظمة عظيمة‪،‬‬ ‫السادس من الحلم‪ .‬أولئك الذين حلموا في ال ُبعد الكوني قاموا َ‬
‫‪.‬أديان عظيمة‬

‫لغة تع ّبر عن الوجود وليس‬‫تكون األحالم من خالل النوع السادس من العقل‪ً ،‬‬
‫سك‬‫سلبي‪ .‬التم ّ‬
‫الالوجود‪ ،‬أي أنها تع ّبر عن الوجود اإليجابي وليس الوجود ال ّ‬
‫بالوجود موجود والخوف‪ k‬من الفناء واإلختفاء والالوجود‪ ،‬أيضا ً موجود‪ .‬المادة‬
‫والعقل أصبحا واحداً‪ ،‬لكن ليس الوجود والالوجود‪ k،‬ليس الكيان والال كيان‪ ،‬ليس‬
‫‪.‬البقاء والفناء‪ .‬ال يزال بينها انفصال ومسافة‪ .‬هذا هو العائق األخير‬

‫الجسد السابع‪ ،‬جسد النيرفانا‪/‬اإلستنارة يتجاوز ويتخطى حدود اإليجابي ويقفز في‬
‫الال‪-‬شيء‪ ،‬في الفناء المجهول‪ .‬هذا الجسد لديه أحالمه الخاصة به‪ :‬أحالم الفناء‪،‬‬
‫الالوجود‪ ..‬أحالم الالشيء‪ ،‬أحالم الفناء المجهول‪ .‬اآلن ال توجد نعم‪ ،‬وال توجد ال‪.‬‬
‫بشكل ال يمكن‬
‫ٍ‬ ‫سرمدي المتناهي‬
‫ّ‬ ‫أبدي‬
‫ّ‬ ‫الالشيء اآلن ليس بال شيء‪ .‬هذا الالشيء‬
‫اإليجابي حدوداً إذ ال يمكنه أن يكون أبديا ً ال متناهياً‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إدراكه‪ .‬ال بدّ وأن يمتلك‬
‫السلبي ال يمتلك حدود‬
‫‪.‬وحده ّ‬
‫للجسد السابع أحالمه الخاصة به إذاً‪ .‬اآلن ال وجود للرموز وال لألشكال‪ .‬وحده ما‬
‫ال شكل له موجود‪ .‬اآلن ما عاد للصوت وجود‪ .‬وحده ما ال صوت له‪ ..‬وحده‬
‫صمت ال ُم ْط َلق‪ .‬أحالم ّ‬
‫الصمت هذه كل ّية تشمل كل ّ‬ ‫الصمت المهيب موجود‪ :‬ال ّ‬
‫الصمت هذه ال تنتهي أبداً‬ ‫‪.‬الوجود‪ .‬أحالم ّ‬
‫أوشو‪ :‬عبور األجساد السّبعة ح ّتى تختفي الحقيقة‬
‫واألوهام (أسرار إيزوتيريكية)‬

‫سبعة” ّأوالً‬
‫‪: ‬قبل قراءة هذا المقال ُيرجى قراءة مقال “أحالم األجساد ال ّ‬
‫هنا‬

‫‪ ‬‬

‫سبعة هذه‬ ‫السبعة إذاً‪ ،‬أحالمه الخا ّ‬


‫صة‪ .‬ولكنّ أبعاد األحالم ال ّ‬ ‫لكل ِّ جسد من األجساد ّ‬
‫السبعة‬
‫التعرف على أنواع الحقائق الوجود ّية ّ‬ ‫ُّ‬ ‫التحول ع َقبة في َو ْجه‬
‫ُّ‬ ‫‪.‬بإمكانها‬
‫‪ ‬‬

‫المادي أسلوبه في معرفة الحقيقي وطريقته في أن يحلُ َم به‪ُ .‬‬


‫تناولك طعامك‬ ‫ّ‬ ‫لجسدك‬
‫تعويض عن ال ّطعام‬
‫ٌ‬ ‫هو حقيقة‪ ،‬لكنّ ُحلمك بأنك تتناول ّ‬
‫الطعام ليس بحقيقة‪ .‬ال ُحلم‬
‫الخاصة به وطريقته الخاصة في ال ُحلم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المادي يمتل ُك حقيقته‬
‫ّ‬ ‫الحقيقي‪ .‬لذا فالجسد‬
‫هاتان طريقتان مختلفتان من حيث أسلوب ع َمل الجسد المادي‪ ،‬وتفصل ُ بين هاتين‬
‫ّ‬
‫‪.‬الطريقت ْين مسافة شاسعة‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫الحقيقي الذي تدور‬


‫ّ‬ ‫الساكنة بداخلك… مركز وجودك‬ ‫تو َّج ْه َت داخل حقيقتك ّ‬‫ك ّلما َ‬
‫توج ْه َت في حال صعو ٍد‬‫والتجسدات واألحالم… أي ك ّلما َّ‬ ‫ّ‬ ‫حوله جميع األوهام‬
‫السبعة‪ ،‬ك ّلما اقتر َبت المسافة بين‬ ‫كوني با ّتجاه جس ٍد أعلى من أجسادك ّ‬ ‫ّ‬ ‫دي‬‫تر ّد ٍّ‬
‫تقترب الخطوط المرسومة‬ ‫ُ‬ ‫ال ُحلم والحقيقة وأصبحا إلى بعضهما أقرب‪ .‬تماما ً مثلما‬
‫اقتر َبت من المركز… بينما‬ ‫الخارجي من بعضها البعض‪ ،‬ك ّلما َ‬ ‫ّ‬ ‫سطح الدائرة‬
‫ِ‬ ‫عند‬
‫الخارجي‪ .‬هكذا األحالم‬
‫ّ‬ ‫السطح‬ ‫توجهت با ّتجاه ّ‬‫تبتعد عن بعضها البعض ك ّلما ّ‬
‫أنت من مركز حقيقتك‬ ‫والحقيقة يقتربان من بعضهما أكثر فأكثر ك ّلما َ‬
‫اقتر ْب َت َ‬
‫تمركزت حياتك عند‬‫َ‬ ‫الكوني بداخلك‪ k،‬بينما يبتعدان عن بعضهما أكثر وأكثر ك ّلما‬ ‫ّ‬
‫الخارجي)‪ .‬لذا‪ ،‬فالمسافة جداً شاسعة وكبيرة بين الحلم‬ ‫ّ‬ ‫الخارجي (عا َلمك‬
‫ّ‬ ‫سطحك‬
‫والحقيقة على مستوى الجسد المادي‪ .‬المسافة بينهما عظيمة َمهولة‪ .‬األحالم على‬
‫‪.‬مستوى الجسد المادي هي مجرد خيال‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫الحجم على مستوى الجسد األثيري‪ .‬سوف يصبح الحلم‬ ‫هذه المسافة ليست بذات َ‬
‫الفرق بين‬
‫والحقيقة أقرب من بعضهما‪ .‬ومع هذا اإلقتراب يغدو تمييز ومعرفة ْ‬
‫الحقيقي والحلم أكثر صعوبة‪ .‬ومع هذا‪ ،‬يبقى التمييز بينهما أمراً في متناول اليد‪.‬‬
‫إذا كان سفرك األثيري س َفراً حقيقياً‪ ،‬فسوف يحدث عندما تكون مستيقظاً‪ .‬يكون‬
‫حدث وأنت نائم‪ .‬ألجل أن تعرف الفرق‪ ،‬عليك أن تكون‬ ‫َ‬ ‫األثيري ُحلما ً إذا‬
‫ّ‬ ‫سفرك‬
‫‪.‬يقِظا ً شاهداً في الجسد األثيري‬

‫‪ ‬‬

‫وهناك طرق حتى تكون مستيقظا ً واعيا ً داخل‪ ،‬وعلى مستوى وتردُّد جسدك‬
‫األثيري ‪ .‬جميغ طرق وتقنيات العالم الداخلي مثل ترديد مانترا مع ّينة أو صوت‬ ‫ّ‬
‫الخارجي‪ .‬فإذا خلدْ َت لل ّنوم‪ ،‬يكون باستطاعة ال ّترديد‬
‫ّ‬ ‫مع ّين‪ ،‬تقوم ب َف ْ‬
‫صلِ َك عن العا َلم‬
‫المغناطيسي‪ .‬عندها‬
‫ّ‬ ‫يخلق نوما ً أشبه بالتنويم‬
‫َ‬ ‫المستمر للصوت أو المانترا أن‬ ‫ّ‬
‫وكر ْر َت‬
‫للصوت أو المانترا التي ردَّ دْ تها َّ‬‫بقيت واعيا ً ّ‬‫َ‬ ‫سوف تحلم‪ .‬لك ّنك وإنْ‬
‫التعرف على‬ ‫ّ‬ ‫المغناطيسي فيك‪ ،‬فتتمكن من‬
‫ّ‬ ‫ترديدها فإنها لن تخلق تأثيراً كالتنويم‬
‫‪.‬الحقيقي على مستوى الجسد األثيري‬ ‫ّ‬
‫‪ ‬‬

‫وتصبح معرفة الفرق بين الحلم والحقيقة أكثر صعوبة على مستوى الجسد الثالث‪،‬‬
‫تعر ْف َت على جسدك‬
‫الجسد النجمي‪ ،‬إذ يقترب كالهما من بعضهما أكثر‪ .‬إنك وإذا ّ‬
‫ال ّنجمي الحقيقي وليس مجرد الحلم ال ّنجمي‪ ،‬فسوف تتجاوز خوفك من الموت‪ .‬عند‬
‫يتذو ق الفرد حقيقة خلوده‪ .‬لكن إذا كانت التجربة النجمية‬
‫الجسد النجمي الحقيقي ّ‬
‫مجرد حلم وليست باختبار حقيقي‪ ،‬عندها سوف ُيهلِكك‪  ‬الخوف من الموت‪ .‬هذا‬
‫‪.‬هو المعيار ألجل التمييز‪ :‬الخوف من الموت‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫والفرد الذي يؤمن بأنّ الروح خالدة وال يتو ّقف عن تكرار هذه العبارة ألجل أن‬
‫يقنع نفسه‪ ،‬لن يكون قادراً على التمييز بين ما هو حقيقي داخل الجسد النجمي‬
‫وبين ما هو عبارة عن حلم نجمي‪ .‬ال يجب على المرء أن يؤمن بالخلود‪ ،‬بل عليه‬
‫تساوره الشكوك‬
‫َ‬ ‫أن يختبره‪ .‬لكن وقبل معرفة الخلود واختباره‪ ،‬على المرء أن‬
‫بشأنه‪ .‬بعد أن تساورك الشكوك وتتخذ موقف الباحث الذي ال يعرف… بعدها فقط‬
‫عرفت الخلود حقا ً أو أنك ق ْم َت بمجرد إسقاط‪ .‬األمر هو‬
‫َ‬ ‫سوف تعي ما إذا َ‬
‫كنت قد‬
‫يخترق إيما ُنك واعتقادُك عق َل َك ال ّن ّ‬
‫جمي‪ .‬عندها‬ ‫ُ‬ ‫أنك إذا آم ْن َت بأنّ الروح خالدة‪ ،‬فقد‬
‫كنت خاليا ً من‬
‫سوف تبدأ بالحلم واإلسقاط‪ ،‬ولن يكون سوى حلم‪ .‬لكنك وإذا َ‬
‫المعتقدات التي تؤمن بها‪ ،‬إذا لم تحمل بداخلك سوى عطش ألن تعرف وتبحث‬
‫فعله‪ ،‬عن ما يجب عليك َز ْرعه وما‬ ‫وتختبر بدون معرفة ُمس َبقة عن ما يجب عليك ْ‬
‫أي تو ّقعات أو مفاهيم واستنتاجات ُمس َبقة…‬ ‫الذي سوف تجده وتحصده… بدون ّ‬
‫كنت ك َمن يبحث في الع َدم‪ ،‬في الفراغ… عندها سوف تعي الفرق‪ .‬لذا قد يكون‬ ‫إذا َ‬
‫الناس الذين يؤمنون بخلود الروح وبالحيوات الماضية ويحملون جميع هذه‬
‫مجرد أناس تحلُم وتقوم بإسقاط‬ ‫ّ‬ ‫األشياء بداخلهم كمعتقد ومبدأ… قد يكونون‬
‫الحقيقي‬
‫ّ‬ ‫‪.‬أحالمها في العا َلم ال ّن ّ‬
‫جمي دون أن يعرفوا ما هو‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫يصبح الحلم والحقيقة جار ْين على مستوى الجسد الرابع‪ :‬الجسد الذهني‪ .‬وجهاهما‬
‫ُمتشابهان لدرجة ُيح َك ُم من خاللها على أحدهم بأ ّنه اآلخر‪ .‬باستطاعة الجسد‬
‫بأحالم حقيقية كما الحقيقة تماماً‪ .‬وهناك طرق وتقنيات من أجل‬
‫ٍ‬ ‫الذهني أن يحظى‬
‫َخ لق هكذا أحالم‪ :‬طرق في اليوغا والتانترا وغيرها‪ .‬المرء الذي يدخل في حال‬
‫َ‬
‫يخلق النوع الرابع من‬ ‫مكان ُمظلم‪ ،‬قادر على أن‬
‫ٍ‬ ‫ووحدة مع ن ْفسه‪ ،‬في‬ ‫صيام ِ‬
‫األحالم‪ :‬األحالم الذهنية‪ .‬سوف تكون هذه األحالم حقيق ّية للغاية‪ ،‬بل أكثر واقعية‬
‫الحقيقي الذي ُيحيط بنا‬
‫ّ‬ ‫‪.‬من‬

‫‪ ‬‬

‫بشكل تام على مستوى الجسد الرابع‪ُ ،‬ح ّراً من قيود‬ ‫ٍ‬ ‫يصب ُح العقل ُ مبدعا ً َخاّل قا ً‬
‫الرسامون‬
‫ّ‬ ‫الحدود الخارجية والمادية‪ .‬اآلن يصبح العقل ُ ُح ّراً ألجل أن يخلق‪.‬‬
‫والشعراء‪ ،‬جميعهم يحيون داخل النوع الرابع من الحلم‪ .‬الفنّ بجميع أنواعه‬
‫وأطيافه هو نتاج النوع الرابع من الحلم‪ .‬بإمكان الشخص القادر على أن يحلم في‬
‫يصبح ف ّنانا ً عظيماً‪ ،‬لكن ليس عارفا ً للحقيقة ال ُم ْط َلقة‬
‫َ‬ ‫‪.‬العا َلم الرابع أن‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫الذهني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫نوع من َ‬
‫الخلق‬ ‫على المرء أن يكون واعيا ً على مستوى الجسد الرابع ّ‬
‫ألي ٍ‬
‫فأي شيء يقوم بإسقاطه سوف‬ ‫أي شيء‪ ،‬وإال ّ‬ ‫ويتوجب عليه أن ال يقوم بإسقاط ّ‬
‫ّ‬
‫أي شيء‪ ،‬وإاّل فهناك إمكانية‬ ‫ويتوجب عليه أن ال يتم ّنى ّ‬‫ّ‬ ‫ُيس َقط ويظهر له‪ .‬كما‬
‫كبيرة ألن تتح ّقق األمنية‪ .‬ليس فقط داخلياً‪ ،‬بل بإمكان األمنية أن تتحقق حتى في‬
‫العا َلم الخارجي‪ .‬العقل يغدو قو ّيا ً للغاية عند الجسد الرابع‪ .‬يصبح نق ّيا ً واضحا ً‬
‫كالب ّلور ألنّ الجسد الرابع هو المنزل األخير الذي يسكنه العقل‪ .‬بعد الجسد الرابع‬
‫‪.‬وأبعد منه‪ ،‬تبدأ رحلة الال‪-‬عقل‪ ،‬أي يت ّم تجاوز العقل‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫أي شيء‪ .‬على‬ ‫َ‬


‫تخلق ّ‬ ‫األصلي للعقل‪ ،‬لذا بإمكانك أن‬
‫ّ‬ ‫الجسد الرابع هو المصدر‬
‫أي أمنية أو مخ ّيلة أو صورة أو إله‬‫المرء أن يكون واعيا ً باستمرار أنه ال يمتلك ّ‬
‫ٌ‬
‫نعمة‬ ‫أو ُمرشد ومع ّلم‪ .‬وإاّل فسوف ُيخلقون جميعا ً بواسطتك‪ .‬ستكون أنت خالقهم!‬
‫لخ ْلقِ ِهم‪ .‬هذا هو العائق األخير في‬
‫عظيمة ُتسدَ ل عليك عندما تراهم لذا يتوق المرء َ‬
‫أي عائق أعظم‬ ‫الحقيقي‪ .‬فإذا ع َبر المرء هذا العائق فإنه لن يواجه ّ‬
‫ّ‬ ‫وجه الباحث‬
‫مجرد شاهد في الجسد الرابع‪ ،‬عندها سوف‬ ‫ّ‬ ‫كنت واعيا ً فقط… إذا َ‬
‫كنت‬ ‫منه‪ .‬إذا َ‬
‫الحقيقي‪ .‬وإال فسوف تستمر باألحالم‪ .‬وال وجود لحقيقة‬
‫ّ‬ ‫تعي وتختبر وتكتشف‬
‫ُت ضاهي هذه األحالم‪ .‬سوف تكون أحالم نشوة ينتشي المرء بين أحضانها نشو ًة ال‬
‫بأي نشوة أخرى‪ .‬لذا على المرء أن يحذر عند هذا الجسد من النشوة‬ ‫قارن ّ‬ ‫ُت َ‬
‫الصور‪ .‬في اللحظة‬
‫أي نوع من أنواع ّ‬ ‫سعادة والنعمة… عليه أن يحذر من ّ‬ ‫وال ّ‬
‫التي ترى فيها أ ّي ة صورة يبدأ العقل الرابع باإلنسياب داخل حلم‪ .‬وصورةٌ تقودك‬
‫وتستمر أنت بالحلم‬
‫ّ‬ ‫‪.‬إلى صور ٍة أخرى‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫كنت شاهداً تتم ّكن من َمنع النوع الرابع من األحالم‪ .‬أن تكون شاهداً مراقِبا ً‬
‫فقط إذا َ‬
‫هو األمر الذي سوف يص َنع الفرق‪ ،‬إذ أنك وبدون مراقبة واعية فسوف ُت َح ِّدد‬
‫هو ّيتك بالحلم وتصبح واحداً معه‪ .‬ما إن تحدّد ن ْفسك بما تراه عند الجسد الرابع‬
‫حتى يبدأ الحلم‪ .‬الوعي والعقل الشاهد كالهما في الجسد الرابع الطريق باتجاه‬
‫‪.‬الحقيقي‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫عند الجسد الخامس يغدو الحلم والحقيقة كيانا ً واحداً‪ .‬ال وجود ّ‬
‫ألي نوع من‬
‫الثنائية‪ .‬وال سؤال عن الوعي اآلن ألنك وإنْ لم ت ُكن واعيا ً فسوف تعي عدم وعيك‬
‫هذا‪ .‬اآلن يصب ُح الحلم مجرد إنعكاس للحقيقي‪ .‬يوجد إختالف ولكن ال يوجد َفرق‪.‬‬
‫رأيت نفسي في المرآة فال فرق بيني وبين اإلنعكاس‪ ،‬لكن هناك اختالف‪ .‬أنا‬ ‫ُ‬ ‫إذا‬
‫بحقيقي‬
‫ّ‬ ‫س ليس‬‫‪.‬الحقيقي وما انع َك َ‬
‫ّ‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫إذا قام العقل الخامس بتطوير مفاهيم مختلفة‪ ،‬فقد ُيخ َلق بداخله َوه ُم معرفته لذاته‬
‫ألنه رأى ن ْفسه معكوسا ً في المرآة‪ .‬ستكون معرفة للذات لكن ليست الذات كما هي‪،‬‬
‫بل كما انعكست‪ .‬هذا هو اإلختالف الوحيد‪ .‬لكنه خطير بطريق ٍة أو بأخرى‪ .‬يتم ّثل‬
‫س ِّلم بأنّ صورة المرآة هي الحقيقة‬ ‫‪.‬الخطر في أنك قد ترضى باإلنعكاس و ُت َ‬
‫‪ ‬‬

‫على مستوى الجسد الخامس‪ ،‬ال خطر حقيقي في حدوث مثل هذا األمر‪ .‬لكن الخطر‬
‫َ‬
‫كنت قد‬ ‫سيكون موجوداً إذا حدث هكذا أمر على مستوى الجسد السادس‪ .‬إنْ‬
‫مت بأنك َم ن رأيته في المرآة‪ ،‬عندها سوف تعجز عن عبور حدود الجسد‬ ‫س ّل َ‬
‫الخامس وصوالً إلى السادس‪ .‬ال عبور للحدود عبر مرآة‪ .‬لذا هناك أفراد بقوا على‬
‫مستوى الجسد الخامس‪ .‬أولئك الذين يقولون بوجود أرواح ال متناهية وأنّ لكل ِّ‬
‫روح فرد ّي تها‪ :‬هؤالء بقوا على مستوى الجسد الخامس‪ .‬قد عرفوا أنفسهم لكن‬
‫ٍ‬
‫‪.‬ليس مباشر ًة‪ ،‬ليس وجها ً لوجه‪ ،‬وإنما من خالل وسيط وهو المرآة‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫من أين تأتي المرآة؟ إنها تتش ّكل نتيجة تطوير المفاهيم وتشكيلها كثقافة‪“ :‬أنا‬
‫س ِّلم المرء بأنه‬
‫أبدي‪ .‬روحي خالدة تتجاوز الموت والوالدة”‪ .‬أن ُي َ‬
‫ّ‬ ‫الروح‪ .‬أنا‬
‫الروح دون أن يختبرها ويتعرف عليها وجها ً لوجه يعني أنه خلق مرآة‪ .‬عندها‬
‫سوف تعرف نفسك كما أنت‪ ،‬لكن أنت الذي انعكس أو الذي ت ّم إسقاطه من خالل‬
‫مفاهيمك وثقافتك‪ .‬اإلختالف الوحيد هو التالي‪ :‬إذا كانت المعرفة وليدة المرآة فهي‬
‫أي مرآة‪ ،‬فهي حقيقية‪ .‬هذا إختالف وحيد وعظيم‪.‬‬ ‫حلم‪ ،‬وإذا كانت مباشِ رة بدون ّ‬
‫تجاوزتها وع َب ْر َتها‪ ،‬لكنه على عالقة باألجساد‬
‫ْ‬ ‫إختالف ال عالقة له باألجساد التي‬
‫‪.‬التي ال يزال عليك إختراقها‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫كيف للمرء أن يكون واعيا ً ما إذا كان يحلم في الجسد الخامس أو أنه يحيا‬
‫أي نوع من أنواع النصوص‬‫الحقيقي؟ طريقة وحيدة ممكنة‪ :‬أن تتخ ّلى عن ّ‬
‫أي مع ّلم أو‬
‫يوجد ّ‬
‫الدينية‪ ،‬وأن تهجر كل ّ نوع من أنواع الفلسفة‪ .‬اآلن ال يجب أن َ‬
‫مرشد روحي‪ ،‬وإاّل سيكون هو المرآة‪ .‬عند هذه النقطة فصاعداً‪ ،‬أنت وحدك‪ .‬ال‬
‫بأي أحد ك ُمرشِ د أو دليل وإال سيكون مرآة‬
‫‪.‬يجب أن تهتدي ّ‬
‫‪ ‬‬
‫‪.‬من اآلن فصاعداً أنت وحدك تماماً‪ .‬وحدك لكنك لست وحيداً‬

‫اآلن عليك أن تكون وحدك داخل كل ّ ُب ْع ٍد من هذه األبعاد‪ :‬كلمات‪ ،‬مفاهيم‪ ،‬نظريات‪،‬‬
‫عقائد‪ ،‬فلسفات‪ ،‬معل ّمون‪ ،‬مستنيرون‪ ،‬نصوص دينية‪ ،‬مسيحية‪ ،‬إسالم‪ ،‬هندوسية‪،‬‬
‫أي‬
‫فأي شيء‪ّ :‬‬
‫بوذا‪ ،‬يسوع‪ ،‬كريشنا‪ ،‬ماهافيرا… وغيرهم‪ .‬اآلن أنت وحدك وإال ّ‬
‫صورة أو رمز يحضر بداخلك سوف يصبح مرآة‪ .‬قد يصبح بوذا مرآتك… جميل‬
‫‪.‬جداً ولكنه أمر خطير جداً‬

‫‪ ‬‬

‫أي شيء يرافقك فلن يبقى ما ُيمكن أن‬ ‫كنت وحدك تماما ً وال يوجد بداخلك ّ‬
‫إذا َ‬
‫يكون انعكاسا ً‪ .‬لذا التأمل هو الكلمة المناسبة للجسد الخامس‪ .‬كلمة تعني أن تكون‬
‫وحدك تماماً‪ُ ،‬ح ّراً من أي نوع من أنواع النشاط العقلي‪ .‬كلمة تعني أن تكون خارج‬
‫أي نوع من أنواع العقل فيك سيكون مرآة وسوف تكون‬ ‫ضر ّ‬‫العقل‪ :‬ال عقل‪ .‬فإن ح َ‬
‫‪.‬أنت اإلنعكاس‪ .‬عليك اآلن أن تكون ال‪-‬عقل‪ k،‬ال‪-‬فكر وال تحليل‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫للكوني‪ .‬أنت اآلن تتالشى‬
‫ّ‬ ‫ال وجود لمرآة في الجسد السادس‪ .‬اآلن ال وجود سوى‬
‫وتفنى‪ .‬ما عاد لك وجود‪ :‬الحالِم ما عاد له وجود‪ .‬لكن الحلم قادر على أن يبقى‬
‫بدون الحالِم‪ .‬وعندما يتواجد الحلم بدون الحالِم فإنه يبدو وكأنه حقيقة صادقة‬
‫عرف‪.‬‬
‫عرف سوف ُي َ‬‫واقعية‪ .‬ال وجود للعقل‪ ،‬ال وجود ألح ٍد يف ّكر‪ ،‬لذا فكل ّ ما س ُي َ‬
‫وتمر وتطفو بجانبك‪ .‬أنت غير موجود‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الخلق‬‫سيصبح معرفتك‪ .‬قد تزورك أساطير َ‬
‫وتمر بجانبك‪ .‬ال أحد موجود لكي يح ُكم‪ .‬ال أحد موجود لكي يحلُم‬ ‫ّ‬ ‫‪.‬واألشياء تطفو‬

‫‪ ‬‬

‫والعقل الذي ما عاد عقالً‪ ،‬ال يزال موجوداً‪ .‬العقل الذي دخل حال الفناء ال يزال له‬
‫الروح‬‫بقاء‪ .‬لكنه لن يبقى كعقل فردي بل ك ُكل ّ كوني‪ .‬أنت غير موجود‪ ،‬ولكن ّ‬
‫الكل ّية موجودة (البراهما)‪ .‬لذا ُيقال أنّ العا َلم بأكمله هو ُحلم ال ُكل ّ ال ُم ْط َلق‬
‫أي فرد ولكنه ُحلم الكل ّ‬ ‫(البراهما)‪ .‬هذا العالم بأكمله هو ُحلم‪ ،‬هو وهم‪ .‬ليس ُحلم ّ‬
‫‪.‬ال ُم ْط َلق‪ .‬أنت ال وجود لك وال تحلُم اآلن‪ k،‬ولكنّ ال ُكل ّ ال ُم ْط َلق يحلُم‬

‫‪ ‬‬

‫الفارق الوحيد اآلن هو ما إذا كان الحلم إيجابياً‪ .‬فإنْ كان إيجابيا ً كان وهمياً‪ ،‬كان‬
‫السلبي وحده هو ما ُيعادل ال ُم ْط َلق فقط‪ .‬عندما يغدو كل ّ شيء جز ًء من‬
‫ُحلماً‪ ،‬ألنّ ّ‬
‫األصلي… عندها يكون كل ّ‬
‫ّ‬ ‫ما ال شكل له‪ ،‬وعندما يعود كل ّ شيء إلى مصدره‬
‫شيء موجوداً وفي الوقت نفسه غير موجود‪ .‬اإليجابي هو العنصر الوحيد‬
‫‪.‬المتب ّقي‪ .‬يجب القفز عنه وتجاوزه‬

‫‪ ‬‬

‫إذاً‪ ،‬وإذا تالشى اإليجابي عند الجسد السادس‪ ،‬فسوف تخترق الجسد السابع‪.‬‬
‫الحقيقي عند مستوى الجسد السادس هو الباب للعبور إلى السابع‪ .‬إذا تالشى‬
‫وجود كل ّ إيجابي‪ :‬صورة أو أسطورة‪ ،‬عندها فقد تالشى الحلم واختفى‪ .‬عندها ما‬
‫بقي إال ما هو موجود حقاً‪ :‬حقيقة وأصل الوجود‪ :‬ما هو كائن يكون‪ .‬اآلن ال وجود‬
‫َ‬
‫لشيء سوى للوجود‪ .‬األشياء غير موجودة ولكن المصدر موجود‪ .‬األشجار غير‬
‫‪.‬موجودة ولكنّ البذور موجودة‬
‫‪ ‬‬

‫أطلق العارفون بهذه األسرار على هذا النوع من العقل اسم إستنارة تحمل ُ بذر ًة‪.‬‬
‫األصلي للوجود‪ ،‬إلى البذرة الكون ّية‪ .‬الشجرة ال‬
‫ّ‬ ‫كل ّ شيء اختفى وعاد إلى المصدر‬
‫وجود لها ولكنّ البذرة موجودة‪ .‬إاّل أنّ انبعاث الحلم من البذرة ال يزال ممكناً‪ .‬لذا‪،‬‬
‫‪.‬فالبذرة أيضا ً يجب أن تتالشى وتفنى‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫في الجسد السابع‪ ،‬ال وجود ال ل ُحلم وال لحقيقة‪ .‬ليس بإمكانك أن ترى شيئا ً حقيقيا ً‬
‫إاّل إذا كان الحلم ممكنا ً‪ .‬لذا فأنت ترى الحقيقي طالما حدوث الحلم ال يزال ممكناً‪.‬‬
‫عندما تختفي األحالم‪ ،‬يفنى كِال الواهِم والحقيقي وال يعود لهما وجود‪ .‬الجسد‬
‫السابع هو المركز‪ .‬الحلم والحقيقة اآلن أصبحا واحداً‪ .‬ال إختالف‪ .‬إ ّما أن تحلم‬
‫‪.‬بالال‪-‬شيء أو أن تعرف الال‪-‬شيء‪ ،‬ولكن الال‪-‬شيء يبقى كما هو‬

‫‪ ‬‬
‫إذا ح َل ْم ُ‬
‫ت بك ف ُحلمي هو َوهم‪ .‬وإذا رأ ْي ُتك أمامي فرؤيتي لك حقيقية‪ .‬لكني إذا‬
‫رأيت غيابك‪ ،‬فال إختالف‪ُ .‬حلمك بغياب شيء من األشياء يساوي‬ ‫ُ‬ ‫ت بغيابك أو‬ ‫ح َل ْم ُ‬
‫إيجابي‪ .‬لذا‬
‫ّ‬ ‫شيء‬
‫ٍ‬ ‫الغياب نفسه ويماثله‪ .‬الحقيقي ال يكون مختلفا ً إال في سياق‬
‫يتواجد اإلختالف حتى الجسد السادس‪ .‬وال يبقى إال الال‪-‬شيء عند الجسد السابع‪.‬‬
‫حتى البذرة تغدو في غياب‪ .‬هذه هي اإلستنارة التي ال بذور لها‪ .‬اآلن يفنى الحلم‬
‫أي إمكانية ألن يحلم المرء‬
‫‪.‬وتختفي معه ّ‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫إذاً… توجد سبعة أنواع لألحالم وسبعة أنواع للحقائق‪ k‬الوجودية‪ .‬جميعهم‬
‫يتداخلون ويخترقون بعضهم البعض‪ .‬وبسبب هذا التداخل واإلختراق يول ُد الكثير‬
‫من اإلضطراب‪ .‬لكن التفرقة الواضحة بين السبعة سوف تساعدك كثيراً‪ .‬علم‬
‫النفس ال يزال بعيد جداً عن َفهم حقيقة األحالم‪ .‬علم ال ّنفس ال يعلم إال بخصوص‬
‫سر‬‫األحالم المادية الفسيولوجية‪ ،‬وأحيانا ً يعلم بشأن األحالم األثيرية‪ .‬لكنه يف ّ‬
‫‪.‬األثيري على أنه فسيولوجي‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫قد غاص كارل يونغ أعمق من سيغموند فرويد بقليل‪ .‬إاّل أنّ تحليله للعقل البشري‬
‫قد ت ّم التعامل معه على أنه شيء ميثولوجي ديني‪ .‬ومع هذا فكارل يملك البذرة‪.‬‬
‫وإذا أراد علم الن ْف س الغربي أن يتطور فالباب هو يونغ وليس فرويد‪ .‬فرويد كان‬
‫يتحول ع َق َبة في وجه مزيد من التطور إن‬ ‫ّ‬ ‫الرائد في هذا المجال‪ ،‬لكن كل ّ رائد‬
‫هوساً‪ .‬وال يزال طب ال ّن ْفس الغربي مهووسا ً ببدايته مع‬ ‫انقلب تع ّلقه بإنجازاته َ‬
‫َ‬
‫كو ن فرويد قد أصبح اليوم منتهي الصالحية‪ .‬يجب أن يصبح‬ ‫فرويد على الرغم من ْ‬
‫‪.‬فرويد جز ًء من التاريخ اليوم‪ .‬وعلى علم ال ّن ْفس أن يتقدّ م أكثر وأكثر‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫يحاولون في أمريكا معرفة المزيد عن األحالم من خالل طرق مخ َبر ّية‪ .‬توجد الكثير‬
‫المختصة باألحالم‪ ،‬ولكن الطرق التي ي ّتبعونها متخصصة‬
‫ّ‬ ‫من المختبرات‬
‫بالمستوى الفسيولوجي فقط‪ .‬يجب إدخال تقنيات اليوغا والتانترا إذا أرادوا التعرف‬
‫على عالم األحالم بكامله‪ .‬كل ّ نوع من األحالم لديه حقيقة وجودية موازية له‪ ،‬وإذا‬
‫الحقيقي ال ُم ْط َلق‬
‫ّ‬ ‫التعرف على عالم األوهام بكامله فسوف تغدو معرفة‬
‫ّ‬ ‫لم يت ّم‬
‫‪ُ .‬مستحيلة‪ .‬الوهم هو الباب الوحيد لمعرفة الحقيقي‬

‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫لكن ال تأخذ كالمي على أنه نظرية أو نظام‪ .‬فلي ُكن كالمي نقطة إنطالق‪ .‬إبدأ واحلم‬
‫واع‪ .‬فقط عندما تصبح واعيا ً داخل أحالمك يغدو بإمكانك معرفة الحقيقي‬
‫‪.‬بعقل ٍ‬
‫ٍ‬
‫‪ ‬‬

‫نحن لسنا ح ّت ى بواعين ألجسادنا المادية‪ .‬ال نعي الجسد المادي وال ننتبه له إال إذا‬
‫أصاب المرض أحد أعضائه‪ .‬على المرء أن يصبح واعيا ً تماما ً لجسده وهو في‬
‫حال الصحة‪ :‬كيف يعمل‪ ،‬ما هي مشاعره الشفافة‪ ،‬إيقاعه وصمته‪ .‬أحيانا ً يكون‬
‫الجسد صامتا ً وأحيانا ً يكون صاخبا ً وأحيانا ً مسترخياً‪ .‬أحاسيسه مختلفة في كثير‬
‫من الحاالت والسياقات وأمر مؤسف أننا لسنا بواعين له‪ .‬تغ ّيرات ش ّفافة تحدث‬
‫لجسدك عندما تذهب للنوم‪ .‬تغ ّيرات جديدة تزور جسدك عندما تستيقظ من النوم‪.‬‬
‫على المرء أن يكون واعيا ً لهذه التغيرات‪ .‬ال تفتح عين ْيك مباشر ًة لدى استيقاظك‬
‫في الصباح‪ .‬دَ ع وع َيك يتمدّ د ليشمل انتهاء نومك وإحساسك بجسدك‪ .‬ال تفتح‬
‫عين ْيك َبعد‪ .‬راقب التغ ّي ر العظيم الذي يحدث بداخلك‪ .‬النوم يغادرك والصحوة‬
‫شمس ُتشرق لكنك ما شاهدْ َت جسدك ُيشرق ويصحو‪ .‬شروق‬ ‫تزورك‪ .‬قد شاهدْ َت ال ّ‬
‫الجسد له جماله الخاص‪ .‬الصباح موجود داخل جسدك وكذلك المساء‪ .‬إنها لحظة‬
‫‪.‬التحول‪ ،‬لحظة التغ ُّير‬
‫ُّ‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫شاهِد بصمت ما الذي يحدث عندما تذهب للنوم‪ .‬سوف يأتي النوم ويزورك‪ُ :‬كن‬
‫واعياً! عندها فقط ستمتلك قدرة أن تعي جسدك المادي حقاً‪ .‬وفي اللحظة التي تعي‬
‫فيها جسدك المادي سوف تعرف ما هو الحلم الفسيولوجي المادي‪ .‬ولسوف تتذكر‬
‫عند الصباح ما كان حلما ً فسيولوجيا ً وما لم ي ُكن‪ .‬إذا َ‬
‫كنت عارفا ً بالمشاعر‬
‫الداخلية‪ ،‬باإلحتياجات الداخلية‪ ،‬بإيقاع الجسد الداخلي‪ ،‬فسوف تعرف لغتهم عندما‬
‫‪.‬تنعكس جميع هذه األشياء في أحالمك‬
‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫نحن لم نفهم لغة أجسادنا‪ .‬للجسد حكمته الخاصة به‪ .‬للجسد خبرة عمرها آالف‬
‫وآالف من السنين‪ .‬جسدي يمتلك خبرة وتجربة والدي ووالدتي وآبائهم وأجدادهم‬
‫تطورت عبرها بذرة جسدي حتى وصلت لما هي عليه‪.‬‬ ‫وهكذا… قرون وقرون ّ‬
‫للجسد لغته الخاصة به‪ .‬على المرء أن يفهم لغة جسده أوالً‪ .‬فهمك لغة جسدك هو‬
‫بوابتك لمعرفة ماهية الحلم الفسيولوجي‪ .‬عند الصباح سوف تكون قادراً على‬
‫‪.‬تمييز األحالم الفسيولوجية من غيرها‬

‫‪ ‬‬

‫هكذا تفتح لك احتمالية جديدة بابا ً لها‪ :‬أن تكون واعيا ً لجسدك األثيري‪ ،‬وليس‬
‫تصبح شفافا ً حساسا ً حتى تستشعر جسدك األثيري‪ .‬ستكون قادراً‬ ‫َ‬ ‫قبالً‪ .‬يجب أن‬
‫على اختبار مستويات أكثر شفافية لألصوات والعطور واألنوار‪ .‬بعدها… وعندما‬
‫تمشي سوف تعلم أن جسدك المادي هو الذي يمشي‪ :‬الجسد األثيري ال يمشي‪.‬‬
‫الفرق واضح وضوح الشمس‪ .‬أنت تأكل‪ :‬جسدك المادي هو الذي يأكل وليس‬
‫أثيري‪ ،‬لكن هذه األشياء ال ُت َ‬
‫درك‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫وتوق‬ ‫أثيري‬
‫ّ‬ ‫أثيري وجوع‬‫ّ‬ ‫عطش‬
‫ٌ‬ ‫األثيري‪ .‬يوجد‬
‫حق المعرفة‪ .‬بعدها يبدأ التعرف على‬ ‫وال ُترى إال بعد التعرف على الجسد المادي ّ‬
‫‪.‬باقي األجساد‪ ،‬الجسد تلو اآلخر‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫شف َبعد‪ .‬موضو ٌع ال يزال‬‫األحالم موضوع من أعظم المواضيع‪ .‬موضو ٌع لم ُيك َت َ‬


‫َمخف ّيا ً مجهوالً‪ .‬إنه جزء من المعرفة السرية‪ .‬لكن الوقت قد حان لكي ُيصبح كل ّ‬
‫‪.‬سر موضوعا ً ع َلن ّياً‪ .‬كل ّ ما تم إخفاؤه يجب َكشفه للعامة وإال سيكون خطيراً‬
‫ّ‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫كان من الضروري أن تبقى بعض العلوم سرية في الماضي‪ ،‬ألن المعرفة بين أيدي‬
‫الجهالء تكون خطيرة‪ .‬هذا ما يحدث مع المعرفة العلمية في الغرب‪ .‬العلماء اليوم‬
‫بخلق علوم سرية‪ .‬ما كان يجب أن يعلم‬ ‫يعرفون حجم المشكلة ويرغبون َ‬
‫السياسيون بأمر األسلحة النووية‪ .‬على اإلكتشافات الحديثة أن تبقى سرية‪ .‬يجب‬
‫اإلنتظار حتى يصبح اإلنسان ناضجا ً فتكون المعرفة ُمشاعة إلى الع َلن وال تتحول‬
‫‪.‬لخطر‬

‫‪ ‬‬

‫وهذا ما حدث في عالم الروحانيات‪ .‬الشرق القديم عرف الكثير والكثير من األسرار‬
‫الروحية‪ .‬لكنها كانت لتصبح خطيرة إنْ و َق َعت بين أيدي الجهالء‪ k،‬لذا َ‬
‫بقي المفتاح‬
‫مخف ّيا ً‪ .‬وأصبحت المعرفة الروحية سرية‪ ،‬إيزوتيريكية‪ .‬وت ّم تمريرها من شخص‬
‫بالتدر ج الدقيق‪ .‬لكن اليوم وبسبب التطور العلمي‪ ،‬فقد آن األوان‬
‫ّ‬ ‫إلى شخص‬
‫لتصبح المعرفة الروحية علنية‪ .‬سوف يكون العلم خطيراً إذا بق َيت الحقائق‬
‫اإليزوتيريكية الروحية مجهولة وغير معروفة‪ .‬يجب أن تصبح علنية حتى تتمكن‬
‫‪.‬المعرفة الروحية من مجاراة المعرفة العلمية‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

‫األحالم هي واحدة من أعظم عوالِم اإليزوتيريك‪ .‬لقد أخبرتكم بضعة أشياء عن‬
‫األحالم ألجل أن تبدأوا رحلة الوعي‪ ،‬ولكني لم أخبركم بالعلم كامالً‪ .‬لن يساعدكم‬
‫وليس ضروريا ً‪ .‬لقد تركت مساحات ما أخبرتكم عنها‪ .‬فإن بدأتم رحلتكم الداخلية‬
‫فسوف تمتلىء هذه المساحات من تلقاء نفسها‪ .‬ما أخبرتكم به هو بكل بساطة‬
‫الطبقة الخارجية أو المستوى الخارجي‪ .‬هذا المستوى ليس كافيا ً حتى يكون أساسا ً‬
‫‪َ . ‬تبنون عليه نظرية‪ ،‬لكنه يكفي ألجل أن تبدأوا رحلتكم‬

‫أوشو المستنير الحبيب عن ِعلم ن ْفس الحقائق اإليزوتيريكية الروحية‬


‫أوشو‪ :‬تو ُّتر األجساد السّبعة واسترخاؤها‬

‫‪،‬أوشو‬

‫أخبر َتنا شي ًئا عن تو ُّتر األجساد ال ّ‬


‫سبعة واسترخائها؟‬ ‫ْ‬ ‫َهاّل‬

‫ن‪k‬وع‬
‫ٍ‬ ‫األص‪k‬لي لك‪k‬ل ّ‬
‫ّ‬ ‫أن تكون في المستقبل َف ْر ًدا ال تعرفُ ُه في حاض‪k‬رك‪ ،‬ه‪k‬و المص‪k‬در‬
‫إنسان يجري ويسعى ح ّتى يكون أحدًا آخر غ‪kk‬ير ن ْفس‪kk‬ه‪ ..‬ح ّتى‬ ‫ٍ‬ ‫من أنواع التو ّتر‪ .‬كل ّ‬
‫بالراح‪kk‬ة م‪kk‬ع‬ ‫مهنة أو مكان‪ً k‬‬
‫‪k‬ة أو ص‪kk‬ي ًتا ذائ ًع‪kk‬ا مرمو ًق‪kk‬ا‪ ،‬وال أح‪kk‬د يش‪kk‬ع ُر ّ‬ ‫ً‬ ‫يكون ل َق ًبا أو‬
‫ن ْفسه كما هي اآلن في حاضره‪ .‬كيا ُنك كما أنت ُمدان وغير مقبول‪ ،‬وعليك أن تتق ّيد‬
‫وتحتذي بالمثال وتسعى جاهدًا ح ّتى تك‪kk‬ون مثل‪kk‬ه‪ .‬ه‪kk‬ذا ه‪kk‬و ج‪kْ k‬ذر الت‪kk‬و ّتر األساس‪ّ k‬‬
‫‪k‬ي‪:‬‬
‫‪.‬تمزقك بين ما أنت عليه وبين ما تتوق ألن تكونه‬ ‫ّ‬

‫وال ف‪kk‬رق لم‪kk‬ا تري‪kk‬د أن تكو َن‪kk‬ه‪ ،‬س‪kk‬واء أردْ َت أن تك‪kk‬ون ثر ًّي‪kk‬ا أم ص‪kk‬احب س‪kk‬لطة أم‬
‫‪k‬دي…‬‫‪k‬ي األب‪ّ k‬‬ ‫‪k‬هورا‪ ،‬أو ح ّتى إنْ أردْ َت أن تك‪kk‬ون ح‪ًّ k‬‬
‫‪k‬را تح ّل‪kk‬ق في س‪kk‬ماوات القدس‪ّ k‬‬ ‫مش‪ً k‬‬
‫‪.‬ح ّتى وإن ابتغ ْي َت الخالص من قيد األوهام‪ ،‬فالتو ّتر سوف يكون زائرك على ال ّدوام‬

‫كل ّ ما ترغب أن تكو َنه في المستقبل و ُيعادي كينونتك كم‪kk‬ا هي اآلن في حاض‪kk‬رك أو‬
‫يناقضها‪ ،‬سوف يخلق الت‪kk‬و ّتر‪ .‬وك ّلم‪kk‬ا ك‪kk‬ان مثالُ‪kk‬ك ال‪kk‬ذي تحت‪kk‬ذي ب‪kk‬ه وتبتغي بلوغ‪kk‬ه‬
‫‪.‬مثال ًّيا ُمستحياًل الوصول إليه‪ ،‬ك ّلما ازداد التو ّتر فيك‬

‫التو ّتر هو ال ُه ّو ة‪ ،‬هو المسافة بين ما أنت عليه اليوم وما تريد أن تكو َنه غدًا‪ .‬ك ّلم‪kk‬ا‬
‫ع ُظ َمت المس‪kk‬افة َع ُظ َم الت‪kk‬و ّتر‪ ،‬وك ّلم‪kk‬ا ص‪ُ kk‬غ َرت المس‪kk‬افة َق‪kk‬ل َّ الت‪kk‬و ّتر‪ .‬وإذا اختفت‬
‫المسافة اختفى التو ّتر ألنّ اختف‪k‬اء المس‪k‬افة يع‪k‬ني رض‪k‬ا َك عن حالِ‪َ k‬ك كم‪k‬ا أنت اآلن‪.‬‬

‫‪ ‬‬ ‫أنت ال تتوق ألن تكون أحدًا غ‪kk‬يرك‪.‬‬


‫‪k‬تقبل أو كينون‪kk‬ة‪ .‬وفي رأيي‪،‬‬ ‫هكذا يحيا عقل‪k‬ك‪ k‬في قلب لحظت‪kk‬ه فال تت‪kk‬و ّتر بش‪ِ k‬‬
‫‪k‬أن مس‪ٍ k‬‬
‫الهوة والمسافة يعني أنك متد ّين ح ًّق‪kk‬ا‪ .‬أنت في قلب القناع‪kk‬ة… أنت في‬
‫فإنّ اختفاء ّ‬
‫‪.‬سالم… أنت في قلب هللا‬

‫ت عدي‪k‬دة‪ .‬ف‪k‬إنْ ك‪k‬ان ال ّت‪k‬وق ُم ّتج ًه‪k‬ا لم‪k‬ا ه‪k‬و‬‫ت ومس‪k‬تويا ٍ‬ ‫وقد تحوي هذه ال ُه ّوة طبق‪k‬ا ٍ‬
‫الم‪kk‬ادي‬
‫ّ‬ ‫صيب التو ّتر جسدك‬ ‫ُ‬ ‫المادي الذي فيك‪ .‬سوف ُي‬
‫َّ‬ ‫صيب التو ّت ُر‬
‫ُ‬ ‫ي‪ ،‬فسوف ُي‬
‫ما ّد ّ‬
‫تطلب جسدًا أو شكاًل غير جسدك وشكلك الحال ّيين‪ .‬يبتغي اإلنسانُ أن يكون‬ ‫ُ‬ ‫إن َ‬
‫كنت‬
‫‪k‬ادي‪ .‬يب‪kk‬دأ الت‪kk‬و ّتر من جس‪kk‬دك‬
‫‪k‬يب الت‪kk‬و ّتر جس‪kk‬دك الم‪ّ k‬‬ ‫جسده أكثر جم‪k‬ااًل ‪ .‬س‪kk‬وف يص‪ُ k‬‬
‫‪k‬ر على االس‪kk‬تمرار ولم يف‪kk‬ارق‬ ‫األول‪ ،‬الجس‪kk‬د الفس‪kk‬يولوجي‪ ،‬ولك ّن‪kk‬ه إذا اس‪ّ k‬‬
‫‪k‬تمر وأص‪َّ k‬‬ ‫ّ‬
‫ت أخرى داخل كيانك‬ ‫ت وطبقا ٍ‬ ‫المادي فقد ينتشر أعمق منه ويتمدَّ د لمستويا ٍ‬ ‫ّ‬ ‫‪.‬الجسد‬

‫‪k‬وق لق‪kk‬وى روح ّي‪kk‬ة فس‪kk‬وف يب‪k‬دأ الت‪kk‬و ّتر عن‪k‬د مس‪k‬توى روحي نفس‪k‬ي ث ّم‬ ‫كنت تت‪ُ k‬‬
‫َ‬ ‫وإنْ‬
‫تموجات‬ ‫ُ‬
‫ويخلق ّ‬ ‫بحجر ترميه في بحيرة‪ .‬يسقط الحجر‬ ‫ٍ‬ ‫ينتشر‪ .‬وانتشار التو ّتر شبي ٌه‬
‫أي جس‪kk‬د من‬ ‫وتستمر بالتم‪k‬دُّد واالنتش‪kk‬ار‪ .‬ل‪kk‬ذا فق‪kk‬د يب‪kk‬دأ الت‪kk‬و ّتر عن‪kk‬د ّ‬
‫ّ‬ ‫تتمدّ د وتنتشر‬
‫األصلي له‪kk‬ذا الت‪kk‬و ّتر يبقى ن ْفس‪kk‬ه‪ :‬ال ُه‪kّ k‬وة بين حال‪ٍ k‬ة‬
‫ّ‬ ‫السبعة‪ ،‬ولكنّ المصدر‬ ‫أجسادك ّ‬
‫‪.‬تحياها وحالة تتوق بلوغها‬

‫وإنّ قبول الحال كما هو لهو معجزة المعجزات‪ .‬تق ُّبل الحال وال‪kّ k‬ذات تما ًم‪kk‬ا كم‪kk‬ا هم‪kk‬ا‬
‫في رض‪k‬ى ت‪k‬ام ه‪kk‬و المعج‪kk‬زة الوحي‪kk‬دة في الحي‪kk‬اة‪ .‬أم‪ٌ k‬ر مف‪kk‬اجى ٌء ب‪kk‬ل م‪k‬ذهل أن تج‪k‬دَ‬
‫صا تق َّبل َ نفسه تما ًما كما هي‬ ‫‪.‬شخ ً‬
‫الوجود نفسه ال تو ّتر فيه‪ .‬ال ُيخ َلق التو ّتر إاّل بسبب االحتماالت النظر ّية االفتراض ّية‬
‫الاّل وجود ّية‪ .‬الحاض ُر ال يحمل ُ تو ُّت ًرا‪ .‬المستقبل هو المكان الذي يهرول التو ّتر من‪kk‬ه‬
‫شخص‪k‬ا‬
‫ً‬ ‫نحوك ُمبتغ ًيا زيارتك‪ .‬التو ّتر ي‪kk‬أتي من المخ ّيل‪kk‬ة‪ .‬بإمكان‪kk‬ك أن تتخ ّي‪ k‬ل َ ن ْفس‪َ k‬ك‬
‫آخر يحيا حاالً ُيناقض حا َلك اآلن‪ .‬هذه االفتراض الذي تخ َّيل َته س‪kk‬وف يخل‪kk‬ق ت‪kk‬و ُّت ًرا‪.‬‬
‫‪k‬ادرا على خل‪kk‬ق مزي‪kk‬د من الت‪kk‬و ّتر‬ ‫لذا‪ ،‬فك ّلما امتل َك اإلنسان مخ ّيلة أقوى ك ّلم‪kk‬ا ك‪kk‬ان ق‪ً k‬‬
‫‪.‬لن ْفسه‪ .‬عندها تصب ُح المخ ّيلة ُم َد ِّمرة‬

‫قم َت بترك‪k‬يز ق‪k‬درتك على‬ ‫والمخ ّيلة ق‪k‬ادرة على أن تك‪k‬ون ب ّن‪k‬اءة ُمبدع‪k‬ة ً‬
‫أيض‪k‬ا‪ .‬ف‪k‬إن ْ‬
‫التخ ُّيل بكاملها في الحاض‪kk‬ر‪ ،‬في اللحظ‪kk‬ة وليس في المس‪kk‬تقبل‪ ،‬فس‪kk‬وف تب‪kk‬دأ برؤي‪kk‬ة‬
‫‪k‬ق َتو ًق‪kk‬ا ورغب‪ً k‬‬
‫‪k‬ة‪ ،‬ولك ّنه‪kk‬ا‬ ‫وج‪kk‬ودك وكأن‪kk‬ه قص‪kk‬يدة ش‪kk‬اعر ّية بديع‪kk‬ة‪ُ .‬مخ ّيلت‪kk‬ك ال تخل‪ُ k‬‬
‫‪ُ .‬تس َتخدَ ُم ألجل ع ْيش الحياة‪ .‬وع ْيش ال ّلحظة يتجاوز التو ّتر ويتخ ّطاه‬

‫ال تو ّتر في حياة الحيوانات أو األش‪kk‬جار ألنهم ال يمتلك‪kk‬ون مق‪kk‬در ًة على التخ ُّيل‪ .‬إ ّنهم‬
‫يحيون أدنى من التخ ُّيل وليس أعلى أو أبعد منه‪ .‬تو ُّترهم هو بذرتهم التي لم ُتزهِ‪kk‬ر‬
‫بعد‪ .‬تو ّترهم هو ق‪kk‬درتهم ال‪kk‬تي لم تتح‪kّ k‬ول واق ًع‪kk‬ا بع‪kk‬د‪ .‬إنهم يتط‪kّ k‬ورون‪ .‬س‪kk‬وف ت‪kk‬أتي‬
‫لحظة ينفجر فيها التو ّتر داخل كيانهم فيب‪kk‬دأون عن‪kk‬دها ب‪kk‬ال ّتوق إلى المس‪kk‬تقبل‪ .‬ال ب‪ّ k‬د‬
‫‪.‬وأن يحدث هذا‪ ،‬وتصبح المخ ّيلة ف ّعالة‬

‫ص‪k‬ورا‪ ،‬وبس‪k‬بب ع‪k‬دم وج‪k‬ود‬ ‫ً‬ ‫تتفعل المخ ّيلة حياله هو المس‪k‬تقبل‪ .‬أنت تخل‪k‬ق‬
‫ّأول ما ّ‬
‫الص‪k‬ور‪ .‬لك ّن‪kk‬ك ال تس‪kk‬تطيع‬ ‫حقائق موازية‪ ،‬فإ ّنك تمض‪kk‬ي َ‬
‫بخل‪kk‬ق المزي‪kk‬د والمزي‪kk‬د من ّ‬
‫تصور وجود عالقة بين المخ ّيلة والحاضر‪ .‬كيف لك أن تتخ ّي‪kk‬ل في الحاض‪kk‬ر؟ علي‪َ k‬ك‬
‫ُّ‬
‫‪.‬أن تفهم هذا األمر‬

‫إذا تم َّك ْن َت من أن تكون واع ًيا يقِ ًظا في الحاض‪k‬ر فإ ّن‪k‬ك لن تحي‪k‬ا في مخ ّيلت‪k‬ك‪ .‬عن‪k‬دها‬
‫حرة ح ّتى تخلق ما تشاء في قلب الحاض‪kk‬ر ن ْفس‪kk‬ه‪ .‬لن تحت‪kk‬اج س‪kk‬وى‬ ‫تصبح المخ ّيلة ّ‬
‫الحقيقي‪ ،‬فس‪kk‬وف تب‪kk‬دأ‬
‫ّ‬ ‫الص ‪k‬حيح‪ .‬ف‪kk‬إنْ ت ّم توجي‪kk‬ه المخ ّيل‪kk‬ة كي تر ّك‪kk‬ز على‬
‫لل ّترك‪kk‬يز ّ‬
‫‪k‬ارا في‬
‫ش‪k‬اعرا فس‪kk‬وف يك‪kk‬ون انفج‪ً k‬‬
‫ً‬ ‫أي ش‪k‬كل‪ .‬إذا َ‬
‫كنت‬ ‫الخل‪k‬ق ّ‬‫بالخلق‪ .‬وقد يأخذ هذا َ‬ ‫َ‬
‫تعبيرا عن الحاضر‬‫ً‬ ‫عري‪ .‬شِ ع ُرك لن يكون تو ًقا للمستقبل بل سيكون‬ ‫ش ّ‬ ‫‪.‬إبداعك ال ّ‬
‫أم‪ٌ k‬ر آخ‪k‬ر علي‪َ k‬ك َفهم‪k‬ه‪ .‬إنّ ه‪k‬ذا ال ّتعب‪k‬ير عن الحاض‪k‬ر من خالل المخ ّيل‪k‬ة ليس تخ ُّياًل‬
‫أي تجرب‪kk‬ة عرفته‪kk‬ا‪ .‬إ ّن‪kk‬ه‬ ‫للمستقبل وال ردّ ة فعل تجاه الماضي‪ .‬إ ّنه ليس تعب‪ً k‬‬
‫‪k‬يرا عن ّ‬
‫عش‪k‬تها‪ ،‬ولك ّن‪kk‬ه‬
‫تجربة االختبار‪ ،‬كما تعيشها‪ ،‬وكما تح‪kk‬دث في داخل‪kk‬ك‪ .‬ليس تجرب‪kk‬ة ْ‬
‫‪.‬عمل ّية ح ّية من االختبار‬

‫لس‪k‬ت‬ ‫هك‪kk‬ذا لن تك‪kk‬ون تجربت‪kk‬ك وم‪kk‬ا اختبرت‪kk‬ه ش‪kk‬يئ ْين مختلف ْين‪ .‬كالهم‪kk‬ا واح‪kk‬د‪ .‬أنت ْ‬
‫الش‪k‬عر‪ .‬التجرب‪kk‬ة‬‫لس‪k‬ت ش‪kk‬اعِ ًرا‪ .‬أنت ّ‬ ‫بخالِق‪ .‬أنت َ‬
‫الخلق واإلب‪kk‬داع‪ .‬أنت طاق‪kk‬ة ح ّي‪kk‬ة‪ْ .‬‬
‫ليست ألجل الماضي وال ألجل المستقبل‪ .‬هي ليست من الماضي وال من المس‪kk‬تقبل‪.‬‬
‫ش‪k‬يء يو َل‪k‬د من ه‪k‬ذه األبد ّي‪k‬ة اللحظ ّي‪k‬ة‬
‫ٍ‬ ‫اللحظة الحاضرة ن ْفسها أصبحت األبد ّية وكل ّ‬
‫حي‬
‫‪.‬الحاضرة‪ .‬إنه إزها ٌر ّ‬
‫لهذا اإلزهار سبع طبقات مثلما للتو ّتر س‪k‬بع طبق‪k‬ات‪ .‬ه‪k‬و موج‪k‬ود في ك‪k‬ل ّ جس‪k‬د‪ .‬إن‬
‫‪k‬ادي‬
‫األول‪ ،‬المس‪kk‬توى الم‪ّ k‬‬ ‫حدث هذا اإلزهار على سبيل المثال على مس‪kk‬توى الجس‪kk‬د ّ‬
‫شكل‪،‬‬ ‫منظار جديد ومختلف‪ .‬هو ليس جمال ال ّ‬ ‫ٍ‬ ‫الفسيولوجي‪ ،‬فسوف تغدو جمياًل من‬
‫بل جمال ما ال شكل له‪ .‬ليس جمااًل مرئ ًّيا ب‪kk‬ل جم‪kk‬ال م‪kk‬ا ال ت‪kk‬راه العين‪ .‬ف‪kk‬إنْ ش‪ْ k‬‬
‫‪k‬عر َت‬
‫‪k‬حة لم تعرفه‪kk‬ا من‬ ‫بلحظة االسترخاء والال ت‪kk‬و ّتر ه‪kk‬ذه في جس‪kk‬دك‪ ،‬فس‪kk‬وف تنعم بص‪ّ k‬‬
‫‪k‬حة اإليجاب ّي‪kk‬ة ال تع‪kk‬ني غي‪kk‬اب الم‪kk‬رض فق‪kk‬ط‪.‬‬ ‫بصحة إيجاب ّية‪ .‬والص‪ّ k‬‬
‫ّ‬ ‫قبل‪ .‬سوف تنعم‬
‫الصحة ح ًّقا‬
‫ّ‬ ‫‪.‬إ ّنها تعني حضور‬
‫ً‬
‫لحظ‪k‬ة‬ ‫الحقيقي إاّل عن‪k‬دما تحي‪k‬ا وج‪k‬ودك‬‫ّ‬ ‫لن ينعم جسدك بحال االسترخاء والال تو ّتر‬
‫كنت تتناول طعامك وأصبحت اللحظة أبد ّي ًة ال نهاي‪kk‬ة له‪kk‬ا‪ ،‬عن‪kk‬دها يغيب‬ ‫َ‬ ‫بلحظة‪ .‬فإنْ‬
‫ش َّوش صورته‪ .‬ال وجود للماضي وال مس‪kk‬تقبل‪ ،‬ب‪kk‬ل‬ ‫المستقبل ويبتعد الحاضر حتى ُت َ‬
‫الط عام فقط ال غير‪ .‬أنت ال تفعل شيء ألنك أصبحت فعل األك‪kk‬ل نفس‪kk‬ه‪.‬‬ ‫لعملية تناول ّ‬
‫مج‪k‬رد وس‪k‬يلة لتفري‪k‬غ الطاق‪k‬ة‪ .‬لم‬ ‫ّ‬ ‫جنسي ولم يكن الجنس‬ ‫ّ‬ ‫ص ٍل‬
‫حال َو ْ‬
‫كنت في ِ‬ ‫أو إذا َ‬
‫ُ‬
‫اللحظة بكل ّيتها وأبد ّيتها‪ ،‬عن‪kk‬دها‬ ‫واحتو ْت َك‬
‫َ‬ ‫الحب…‬
‫ّ‬ ‫تعبيرا عن‬
‫ً‬ ‫يكن تو ّت ًرا جنس ًّيا بل‬
‫إيجابي ينعم به جسدك‬
‫ّ‬ ‫صحة‬
‫‪.‬سوف تعي حال ّ‬
‫…يتبع‬

‫أوشو المستنير الحبيب عن عِ لم ن ْفس الحقائق اإليزوتيريكية الروحية‬

You might also like