You are on page 1of 3

‫عبدهللا خلدون‬

‫د‪.‬نوال الشوابكة‬

‫واجب األفعال الكالمية في قصيدة ابن األبار‬


‫إن األسس المنهجية لألفعال الكالمية حسب قول"جون سيرل"هي‪-:‬‬
‫‪_١‬الغرض اإلنجازي‬
‫‪_٢‬اتجاه المطابقة‬
‫‪_٣‬شرط اإلخالص‬
‫وأصناف األفعال الكالمية عنده هي‪-:‬‬
‫‪_١‬التقريريات‬
‫‪_٢‬الوعديات‬
‫‪_٣‬األمريات‬
‫‪_٤‬اإليقاعيات‬
‫‪_٥‬البوحيات‬
‫وقد حوت قصيدة ابن األبار على ثالثة أصناف من األفعال الكالمية وهي‪-:‬‬
‫‪_١‬التقريريات‪-:‬‬
‫الغرض االنجازي فيها‪ :‬نقل المتكلم واقعة ما من خالل قضية يعبر بها عن هذه الواقعة واالفعال هنا تحتمل الصدق او الكذب‬
‫اتجاه المطابقة‪:‬من الكلمات الى العالم‬
‫شرط االخالص‪ :‬النقل االمين للواقعة‪،‬والتعبير الصادق عنها‬
‫وفي القصيدة يقول ابن األبار‪-:‬‬
‫َوِفي َبَلْنِس يٍة ِم ْنها َو ُقْر ُطَبٍة‬
‫ما َيْنِس ُف الَّنفَس َأو ما َينِز ُف الَّنَفسا‬
‫َم داِئٌن َح َّلها اإلْش َر اُك ُم ْبَتِس مًا‬
‫َج ْذ الَن وارَتَحَل اِإل يماُن ُم ْبَتِئسا‬

‫َو َص َّيَر ْتها الَع واِد ي الَع اِبثاُت ِبها‬


‫َيْسَتوِح ُش الَّطْر ُف ِم ْنها ِض ْع َف ما َأِنسا‬

‫‪.‬فالغرض اإلنجازي لألفعال في هذه األبيات‪-:‬‬


‫وصف واقع الحرب ألمير تونس وأن الغزاة أرادوا االستيالء على( بلنسية )كما فعلوا بالمدن اآلخرى‬
‫فاستخدم األفعال مثل(ينسف‪،‬ينزف‪،‬ارتحل‪،‬صيرتها‪،‬يستوحش)لينقل ألمير تونس ليدرك ما حصل في الجزيرة وكأنه يراها‬
‫بعينه‬
‫‪.‬واتجاه المطابقة فيها من الكلمات الى العالم‬
‫‪1‬‬
‫ويقول ايضًا‪:‬‬
‫َم َح ا َم َح اِس َنها طاٍغ ُأِتيَح َلها‬
‫َم ا ناَم َعن َهْض ِمَها ِح ينًا َو ال َنَع سا‬
‫َو َر َّج َأْر َج اَء َها لَّم ا أحاَط ِبها‬
‫َفغاَدر الُش َّم ِم ْن َأْع الِم ها ُخُنسا‬
‫خالَلُه الجُّو َفاْم َتَّد ْت َيداُه إَلى‬
‫ِإْد راك ما َلْم َتَطْأ ِر ْج الُه ُم ْخ َتِلسا‬

‫فنحن نرى األفعال هنا في صيغة الماضي(محا‪،‬أتيح‪،‬نام‪،‬رّج …الخ) الذي يفيد التقرير وثبوت ما حل فيها من خراب‬
‫…‬
‫‪.‬وشرط اإلخالص فيها أنها تضمنت حقائق صادقة‪،‬قد قام بنقلها نقًال أمينًا‪،‬‬

‫‪_٢‬األمريات‪:‬‬
‫الغرض اإلنجازي فيها‪:‬توجيه المتكلم رسالة الى المخاطب لفعل شيٍء ما‬
‫واتجاه المطابقة فيها من العالم الى الكلمات‬
‫وشرط اإلخالص في الرغبة الصادقة للعمل‬
‫وفي القصيدة يقول ابن األبار‪-:‬‬

‫َأْد ِرْك ِبَخْيِلَك َخْيِل ِهَّللا أندُلَس ًا‬


‫إَّن الَّس ِبيَل إَلى َم ْنجاِتها َد َر َس ا‬
‫َو َهْب لَها ِم ْن َعزيِز الَّنْص ِر َم ا اْلَتَم َس ْت‬
‫َفَلْم َيَزْل ِم ْنَك عُّز الَّنْص ر ُم ْلَتَم سا‬
‫َو حاش ِمَّم ا ُتعاِنيِه ُح َش اَش تَها‬
‫َفَطاَلما َذ اَقِت الَبلَو ى َصَباَح َم َس ا‬

‫‪.‬فالغرض اإلنجازي لألفعال في هذه األبيات‪-:‬‬


‫هو االستنجاد واالستصراخ باألمير الحفصي لنجدة أهل (بلنسية)‬
‫فاألفعال(أدرك‪،‬هب‪،‬حاش)يستنجد بها الشاعر االمير ليتنبه لما يحدث في بلنسية‬
‫واتجاه المطابقة فيها من العالم الى الكلمات‬
‫ويقول ابن االبار‪:‬‬
‫واْنُصر َع ِبيدًا بَأْقَص ى َشْر ِقها َش ِرَقْت‬
‫ُعُيوُنهم أْد ُم عًا تْهِم ي َزكًا وَخ سا‬
‫فشرط اإلخالص يتضح معنا في االستعطاف ويتمثل في رغبته الصادقة للعمل‬

‫‪2‬‬
‫‪_٣‬البوحيات‪:‬‬
‫الغرض اإلنجازي‪-:‬التعبير عن حالة نفسية المتكلم‪،‬وهي التعبير عن المشاعر ازاء الواقع‪،‬لتقديم الشكر أو االعتذار‬
‫أو الترحيب أو التهنئة‬
‫اتجاه المطابقة‪:‬؟؟؟‬
‫شرط األخالص‪-:‬يتحقق حين يكون المتكلم مخلصًا في اداء الفعل فال يقول غير ما يعتقد‪،‬وال يزعم أنه قادر على‬
‫فعل ما ال يستطيع‬
‫يقول ابن األبار‪:‬‬
‫َم ْلٌك َتَقَّلدِت اَألْم الُك َطاَعَته‬
‫ِد ينًا وُد ْنيا َفَغ َّش اها الِّر َض ى ِلَبسا‬
‫ِم ْن ُك ِّل َغاٍد َع َلى ُيمَناه ُم سَتِلمًا‬
‫َو ُك ّل َص اٍد إَلى ُنْع َم اُه ُم ْلَتمسا‬
‫ُم َؤ َّيٌد َلو َر َم ى َنْج مًا َألْثَبَتُه‬
‫َو َلْو َدَعا أُفقًا َلَّبى َو ما احَتَبسا‬
‫تاِهَّلل ِإَّن الِذ ي ُترَج ى السعوُد َلُه‬
‫َم ا َج اَل ِفي خَلٍد َيومًا َو ال َهَج سا‬
‫ِإماَر ٌة َيْح ِم ُل الِم ْقَداُر راَيَتها‬
‫وَدْو َلٌة ِع ُّز ها َيْسَتْص ِح ُب الَقَع سا‬

‫فنحن نرى أن الشاعر في توجهه الى األمير لطلب النجدة‪،‬كان صادق النية‪،‬وكذلك أقواله الموجهة الى المخاطب‬
‫كانت مركزة على إبراز مفاخره التي يعتز بها‬
‫ونرى الغرض اإلنجازي هنا أنه يبيح عما في داخله تجاه األمير‬
‫تقلدت األمالك طاعته‬
‫فغشاها الرضى لبسا‬
‫لو رمى نجمًا ألثبته‬

‫وهذه األفعال تحمل قوة إنجازية متمثلة في حركيتها النابضة باألعمال‪،‬التي تدعوا الى تنفيذ ما فيها‪،‬وهذا ما حصل‬
‫فعًال فاألمير الحفصي قد استجاب لها وارسل الجيوش ولكنها لم تصل‬

‫‪3‬‬

You might also like