You are on page 1of 221

‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬

‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫‪3‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫‪4‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫‪5‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫جامعة ابن زهر‬


‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكادير‬

‫رسالة لنيل دبلوم نهاية التكوين يف سلك املاسرت‬


‫ماسرت املنظومة اجلنائية واحلكامة األمنية‬
‫تحت عنوان‬

‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن‬


‫القانونية و القضائية‬

‫تحت إشراف‬ ‫إعداد الطالب الباحث‬


‫الدكتور احمد قيلش‬ ‫أسامة أوزيل‬
‫الدكتور إدريس الشبلي‬

‫أعضاء جلنة املناقشة‬


‫الدكتور احمد قيلش ‪ :‬أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ابن زهر اكادير‪.….…….……..‬رئيسا‬

‫الدكتو ر إدريس الشبلي ‪ :‬مستشار بمحكمة االستئناف بالعيون و أستاذ زائر بكلية العلوم القانونية ابن زهر أكادير…‪………..‬مشرفا‬

‫الدكتور إدريس الحياني ‪ :‬أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ابن زهر أكادير………‪…….‬عضوا‬

‫الدكتور إسماعيل أبو ياسين ‪:‬أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ابن زهر أكادير…‪.…..‬عضوا‬

‫السـنة الجـامعيـة‬
‫‪2018-2019‬‬
‫‪6‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫‪7‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫يقول اهلل تعالى ‪﴿ :‬و ق ل اعملوا فسيرى اهلل عملكم و رسوله و المؤمنون﴾‬

‫سورة التوب ة اآلية ‪601 :‬‬

‫َر ِ‬
‫ض﴾‬ ‫ِ‬
‫اس فَيَ ْمكث في ْاْل ْ‬
‫و في قوله عز و جل ﴿فَأَمَّا الزَّبَد فَيَذْ َهب جفَاء ۖ َوأَمَّا َما يَنفَع النَّ َ‬
‫سورة الرع د اآلية ‪71 :‬‬

‫إه داء‪:‬‬
‫الحمد اهلل على إحسانه والشكر له على توفيقه ومنه ونشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‬
‫تعظيما لشأنه ونشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى اهلل عليه‬
‫وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم‪.‬‬

‫إلى التي وهبت ف لذة كبدها كل العطاء والحنان ‪ ..‬إلى التي صبرت على كل شيء التي‬
‫الرعاية وكانت سندي في الشدائد ‪ ..‬إلى أم ي جزاها اهلل عني خير الجزاء في‬
‫رعتني حق ّ‬
‫الدارين‪.‬‬

‫إلى رمز الرجولة والتضحية ‪ ..‬إلى من دفعني إلى العلم و به ازداد اإلفتخار‬

‫‪ ..‬إلى أب ي أطال اهلل في عمره‪.‬‬

‫ألي من روحي ‪ ..‬إلى من آنسني في دراستي وشاركني همومي‬


‫إلى من هم أقرب ّ‬
‫تذكارا وتقديرا ‪ ..‬إلى أخواني ‪ :‬حسن و محمد و خالد‪ ،‬و أخواتي ‪ :‬ف اطمة و محجوبة ونادية‪.‬‬

‫إلى الذين نقول لهم‪ ،‬بشراكم قول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫" إن الحوت في البحر‪ ،‬والطير في السماء‪ ،‬ليصلون على معلم الناس الخير"‬

‫إلى أس اتذت ي اْلجالء طوال مشواري الدراس ي‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫ش كر وع رف ان‬
‫يقول الحق في محكم كتابه ﴿ رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي‬

‫﴾ سورة النمل اآلية ‪.71‬‬ ‫وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين‬

‫رواه البخاري في اْلدب‬ ‫ق ال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ ﴿ :‬ال يشكر اهلل من لم يشكر النلس ﴾‬
‫المنفرد‪ ،،‬حديث صحيح صححه اْللباني‪.‬‬

‫بع د شكر اهلل سبح انه و تعالى على منه و توفي قه لنا إلتمام هذا العمل‪ ،‬أتقدم بجزي ل الشكر إلى‬

‫ال والدين الغ اليين الذين أع انوني و شجعوني على االستمرار في مسيرة العلم والنجاح و التمييز‪.‬‬

‫كما أزجي الشكر ف ائقه والثناء أجلّه إلى من شرفني بإشرافه و تأطيره على رسالتي فضيلة الدكتور " أحمد قيلش " بصبره‬

‫الكبير علي ولتوجيهاته العلمية النيرة التي ال تقدر بثمن أثناء مشواري العلمي بالماستر و اإلجازة ‪ ،‬و اْلستاذ الجليل "محمد زنون "‬

‫الذي لن تكفي كلمات هذه الرسالة إليف ائه حقه من الثناء و التقدير؛ كما أتقدم بخالص الشكر إلى الدكتور " إدريس الشبلي "‬

‫الذي كان له الدور الكبير في إتمام هذا العمل‪ ،‬و التي ساهمت توجيهاته بشكل كبير في إتمامه و استكماله؛ و أيضا ال يفوتني‬

‫أن أتوجه بخالص شكري وتقديري إلى كل من الدكتورين الجليلين " إدريس الحياني " و " إسماعيل أبو ياسين " على قبولهم‬

‫مناقشة هذه الرسالة و إبداء مالحظاتهم القيمة إلخراجه في حلته الجديدة ‪،‬‬

‫و أيضا أتقدم بجزيل الشكر ‪ :‬إل ى كل من س اعدني من قريب أو من بعي د على إنج از وإتمام ه ذا العمل‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫مقتطف من الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى‬

‫المشاركين في المؤتمر الدولي األول للعدالة بمراكش‬

‫– ‪ 2‬أبريل ‪– 2281‬‬

‫" ‪ ..‬و يظل بلوغ اْلهداف المرجوة في كل المستويات رهينا‬


‫بتحسين تأهيل نساء و رجال القضاء‪ ،‬و الرفع من القدرات‬
‫المؤسسية للعدالة‪ ،‬و دعم تخليق جميع مكوناتها و مؤازرة كل‬
‫مجهود يبدل لهذا الغرض‪ ،‬بتنمية للتعاون الدولي وتطوير‬
‫مجاالته‪ ،‬كرافد لإلرتق اء بأداء أنظمة العدالة‪ ،‬و الذي يتيح تبادال‬
‫للتجارب و الخبرات واكتشاف الممارسات الفضلى التي يمكن‬
‫اإلستف ادة منها واإلستئناس بها ‪" ..‬‬
‫جاللة الملك محمد السادس نصره اهلل و أيده‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫الئحة المختصرات ‪:‬‬

‫‪ :‬ق انون المسطرة الجنائية‬ ‫ق‪.‬م‪.‬ج‬

‫‪ :‬الق انون الجنائي‬ ‫ق‪.‬ج‬

‫‪ :‬ق انون المسطرة المدنية‬ ‫ق‪.‬م‪.‬م‬

‫‪ :‬مدونة الحقوق العينية‬ ‫م‪.‬ح‪.‬ع‬

‫‪ :‬الق انون رقم ‪ 21.21‬المنظم لمهنة المحاماة‬ ‫ق‪.‬م‬

‫‪ :‬الق انون رقم ‪ 92.23‬المنظم لمهنة التوثيق‬ ‫ق‪.‬ت‬

‫‪ :‬الق انون رقم ‪ 80.29‬المتعلق بخطة العدالة‬ ‫ق‪.‬خ‪.‬ع‬

‫‪ :‬الق انون رقم ‪ 18.29‬المنظم لمهنة للمفوضين القضائيين‬ ‫ق‪.‬م‪.‬ق‬

‫‪ :‬سنة‬ ‫س‬

‫‪ :‬جزء‬ ‫ج‬

‫‪ :‬طبعة‬ ‫ط‬

‫‪ :‬فقرة‬ ‫ف‬

‫‪ :‬صفحة‬ ‫ص‬

‫‪ :‬مرجع سابق‬ ‫م‪.‬س‪،‬‬

‫‪11‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫م قدم ة‬

‫اعتمدت الدول إلرساء أنظمتها و استتباب األمن بشتى مظاهره داخل مجتمعاتها إلى‬
‫وضع قوانين تحكم سلوك األفراد و الجماعات‪ ،‬عالوة على إحداث مؤسسات تعمل على‬
‫تأطير المواطنين و معه ضمان احترام القانون الموضوع من قبل المؤسسات الحاكمة‪ ،‬وذلك‬
‫كله يبرز االستراتيجية الوطنية للدولة المتجهة إلى وضع تصور للعالقة التعاقدية بين الحاكم‬
‫و المحكوم‪ ،‬و في هذا الصدد فإن تعدد المؤسسات القانونية المساهمة بدورها تروم ضمان‬
‫حقوق األفراد و حرياتهم و تحصين تعامالتهم‪ ،‬و من بين هذه المؤسسات التي أرست‬
‫دعائمها المملكة المغربية نجد السلطة القضائية‪ ،1‬فإذا كان قضاة األحكام هم المسئولون عن‬

‫‪ _1‬أكد دستور المملكة المغربية السادس‪ ،‬بمثابة الظهير الشريف رقم ‪ 11111.1‬الصادر في ‪ 72‬من شعبان ‪ 1347‬الموافق‬
‫ل ‪ 7.‬يوليو ‪ 7111‬بتنفيذ نص الدستور‪ ،‬و المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4.93‬مكرر بتاريخ ‪ 7.‬شعبان ‪ 1347‬الموافق‬
‫ل ‪ 41‬يوليو ‪ ،7111‬على استقالل السلطة القضائية في الباب السابع منه‪ ،‬و أيضا على تمام االستقاللية عن السلطتين‬
‫التشريعية و التنفيذية‪ ،‬و أن الملك هو الضامن الستقاللها حسب الفصل ‪ 112‬منه‪ ،‬و ذلك في نطاق النظام الدستوري‬
‫للمملكة القائم على أساس فصل السلط و تعاونها و توازنها حسب الفقرة الثانية من الفصل األول منه‪.‬‬
‫للتوسع راجع بهذا الخصوص كل من ‪:‬‬
‫‪ -‬محمد الداودي‪ ،‬استقالل السلطة القضائية (بين التنصيص القانوني و متطلبات التطبيق)‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة‬
‫القانون المدني‪ ،‬العدد الثالث لسنة ‪ ،7119‬ص ‪.731‬‬
‫‪ -‬محمد بوكرمان‪ ،‬استقالل السلطة القضائية بين المعايير الدولية و القوانين الوطنية و الممارسة العملية‪ ،‬مقالة‬
‫منشورة بمجلة المعيار‪ ،‬تصدرها هيئة المحامين بفاس‪ ،‬العدد الثامن و األربعون‪ ،‬دجنبر ‪ ،7117‬ص ‪.194‬‬
‫أحمد حرمة‪ ،‬بعض المحطات اإلصالحية الكبرى في مسار العدالة المغربية‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة المعيار‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تصدرها هيئة المحامين بفاس‪ ،‬العدد الثاني و الخمسون‪ ،‬لسنة ‪ ،7119‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -‬رشيد عدنان و منير الحجاجي‪ ،‬أي إصالح لمنظومة العدالة بالمغرب؟ قراءة في ميثاق إصالح القطاع ومخرجاته‬
‫التشريعية‪ ،‬مقالة منشورة بالمجلة المغربية للدراسات القانونية االقتصادية‪ ،‬العدد االفتتاحي‪ ،‬يناير ‪ ،7119‬ص‬
‫‪ 174‬و ما يليها‪.‬‬
‫‪ -‬حكيم التوزاني‪ ،‬الوثيقة الدستورية المغربية لسنة ‪ :7111‬البحث في إمكانية القطع مع الممارسات التقليدية تأسيسا‬
‫لدستور االنتقال الديمقراطي‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة األبحاث و الدراسات القانونية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬يناير‪-‬مايو ‪،7114‬‬
‫ص ‪ 71.‬و ما يليها‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫التطبيق العادل للقانون في مختلف القضايا المعروضة أمامهم‪ ،‬فإن األمر ال يختلف مطلقا‬
‫بالنسبة للنيابة العامة‪ 2‬الحريصة على تطبيق القانون و إتباع التعليمات القانونية الصادرة عن‬
‫السلطة التي يتبعون لها كمبدأ دستوري‪ ،3‬و هذه األخيرة التي تستمد صالحياتها بموجب‬
‫قانوني المسطرة المدنية‪ 4‬و المسطرة الجنائية‪ 5‬و أيضا نصوص خاصة كما هو الحال‬
‫بالنسبة قوانين المهن القانونية و القضائية‪.6‬‬

‫‪ -‬فوزي بنعزي‪ ،‬حقوق اإلنسان في الخطاب السياسي المغربي و سمو المؤسسات الوطنية لمواجهة المتغيرات‬
‫الداخلية و الخارجية‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة العلوم القانونية‪ ،‬العدد التاسع لسنة ‪ ،7112‬ص‪ 9.‬و ما يليها‪.‬‬
‫‪ -‬يوسف الزوجال‪ ،‬المداخل الدستورية من أجل تأهيل منظومة العدالة بالمغرب‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة المنارة‪ ،‬العدد‬
‫السادس‪ ،‬أبريل ‪ ،7113‬ص ‪ 142‬و ما يليها‪.‬‬
‫‪ -‬البشير زريقي‪ ،‬القضاء و حماية الحريات العامة‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة البحوث‪ :‬فقهية – قانونية – قضائية‪ ،‬العدد‬
‫الرابع‪ ،‬يونيو ‪ ،7114‬ص ‪.144‬‬
‫‪ _2‬يدخل قضاة النيابة العامة في ضمن تكوين المحاكم ببلدنا‪ ،‬في كل من المحاكم االبتدائية و محاكم االستئناف و محكمة‬
‫النقض‪ ،‬إضافة إلى المحاكم المتخصصة باستثناء المحاكم اإلدارية بدرجتيها األولى و الثانية‪ ،‬وفقا لقوانين التنظيم القضائي‬
‫للمملكة‪.‬‬
‫‪ _3‬ينص الفصل ‪ 111‬من دستور ‪ 7111‬على أنه ‪ " :‬ال يلزم قضاة األحكام إال بتطبيق القانون‪ ،‬و ال تصدر أحكام‬
‫القضاء إال على أساس التطبيق العادل للقانون‪.‬‬
‫يجب على قضاة النيابة العامة تطبيق القانون‪ ،‬كما يتعين عليهم االلتزام بالتعليمات الكتابية القانونية الصادرة عن السلطة‬
‫التي يتبعون لها"‪.‬‬
‫‪ _4‬الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 11231332‬المؤرخ في ‪ 11‬رمضان ‪ 14.3‬الموافق ل ‪ 72‬شتنبر ‪ 1.23‬بالمصادقة‬
‫على نص قانون المسطرة المدنية‪ ،‬و المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4741‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 41‬شتنبر ‪ ،1.23‬ص ‪.7231‬‬
‫‪ _5‬الظهير الشريف رقم ‪ 11171744‬صادر في ‪ 74‬رجب ‪ 1374‬الموافق ل ‪ 4‬أكتوبر ‪ 7117‬بتنفيذ القانون رقم ‪77111‬‬
‫المتعلق بالمسطرة الجنائية‪ ،‬و المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4122‬بتاريخ ‪ ،7114/11/41‬ص ‪.414‬‬
‫‪ _6‬من خالل دراستنا الرصينة تبين لنا أن تحديد مفهوم المهن القانونية و القضائية‪ ،‬يجد ارتباكا و تجاذبا في اآلراء الفقهية‬
‫و كذلك بعض التعريفات الموضوعة من القضاء المغربي‪ ،‬و على اعتبار أن كافة القوانين المهن التي سنها المشرع‬
‫المغربي‪ ،‬اتفقت على اعتبارها مهنا حرة مستقلة‪ ،‬و هي بعيدة عن التنظيم الوظيفي و التبعية اإلدارية للسلطة التنفيذية‪ ،‬لكن‬
‫هذا الجدل راجع باألساس إلى طبيعة المهام الموكولة ألشخاص المهن القانونية و القضائية‪ ،‬بين اعتبارها مهنا مساعدة‬
‫للقضاء في صناعة العدل من جهة‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لكل من المحاماة و للعدول و المفوضين القضائيين والخبراء‬
‫القضائيين والتراجمة و النساخة و التي هي كلها أحد أضالع أسرة القضاء إضافة إلى كتابة الضبط التابعة لو ازرة العدل‪ ،‬و‬
‫بين اعتبارها مهنا حرة قانونية من جهة أخرى ذات طبيعة التوثيقية كمهنة التوثيق إضافة إلى خطة العدالة بالرغم من‬
‫صراحة المادة األولى المنظمة لهذه المهنة‪ ،‬فهذا الجدل المحسوم قانونا في غالية طبيعة هذه المهن المكونة لمنظومة‬

‫‪13‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫والتشريع المغربي لم يعرف نظام النيابة العامة‪ 7‬كمؤسسة قائمة الذات إال عندما احتك‬
‫بأوروبا عن طريق فرض الحماية على المغرب‪ ،‬فهذا النظام يعد من ضمن التراث القانوني‬
‫الذي حملته فرنسا باعتبارها دولة حامية للمغرب ابتداء من معاهدة فاس المبرمة في ‪03‬‬
‫مارس ‪ ،9191‬ذلك أن القضاء اإلسالمي لم يعرف هذه المؤسسة إلى أن دخلت أول مرة إلى‬
‫المغرب بمقتضى ظهير ‪ 91‬غشت ‪ 9190‬المتعلق بالتنظيم القضائي للحماية الفرنسية‬
‫بالمغرب‪ ،‬و قد اختلف المفكرون القانونيون حول تاريخ ظهور هذه المؤسسة‪ ،‬لكن بعضهم‬
‫اتفق على أن ظهورها يرجع إلى القرن الرابع عشر مستندين في ذلك على الرسالة الملكية‬
‫للملك فيل يب الخامس الموجهة إل وكالء المحاكم الفرنسية‪ ،‬و التي تضمنت أم ار ملكيا من‬
‫هذا األخير بالمنع من االنتصاب كطرف في الدعاوى التي ال تمس بمصالحه وحقوقه‪.8‬‬

‫أما في وقتنا الحاضر ف قد شهد المغرب إصالحات تهم السلطة القضائية و باألساس‬
‫جهاز النيابة العامة‪ ،‬حيث عمل على فك ارتباطها بالسلطة التنفيذية بشكل مطلق أي عن‬

‫العدالة ببالدنا‪ ،‬كرس تفاوتات تشريعية في تبعيتها الرقابية أو التأديبية لو ازرة العدل‪ ،‬أو للهيئات و المجالس المهنية‪ ،‬و وحدة‬
‫المراقبة التي يفرضها القضاء سواء من جهة النيابة العامة و كذلك قضاء الموضوع والقانون‪.‬‬
‫لنجد أيضا أن ممارسي هذه المهن و في ظل وحدة المهام و تقديم الخدمة القانونية و القضائية للمواطن‪ ،‬أصبح االختالف‬
‫يبرز هو اآلخر على الصفة المخولة قانونا‪ ،‬حيث سبق لو ازرة العدل إصدار منشور عدد ‪ .9‬س ‪ 7‬المؤرخ في ‪ 7‬نونبر‬
‫‪ 7114‬باعتبارها المشرفة حاليا على كافة المهن كما يوضح ذلك منشور رئيس النيابة العامة الصادر سنة ‪ ،7112‬وذلك‬
‫في موضوع احترام الموثقين و العدول للصفة القانونية المخولة لهم‪ ،‬حيث لوحظ استعمال صفتهم زيادة على اعتبارها توثيقا‬
‫عدليا أو عصريا و هو ما يخالف القوانين المنظمة لهاتين المهنتين‪.‬‬
‫لنخرج بتعريف محدد لهذه المهن مفاده ‪ " :‬تعتبر المهن القانونية و القضائية مهنا حرة مستقلة منظمة بمقتضى القوانين‬
‫الخاصة بها‪ ،‬و التي تكتسي في جوهر مهامها طبيعة مساعدة للقضاء بالرغم من اختالف المهام المسندة لكل مهنة على‬
‫حدى‪ ،‬و المحددة في سبع مهن‪ :‬المحاماة؛ التوثيق؛ خطة العدالة؛ المفوضين القضائيين؛ الخبراء القضائيين؛ التراجمة‬
‫المحلفين؛ مهنة النساخة"‪.‬‬
‫‪ _7‬النيابة العامة مصطلح يطلق في النظام القضائي المغربي على فئة من رجال القضاء‪ ،‬يوحدهم جميعا السلك القضائي‬
‫ويشملهم النظام األساسي القضاء الظهير الشريف بمثابة قانون الصادر في‪ 41‬جمادى الثانية ‪ 4141‬والموفق ‪41‬‬
‫‪24/03/20‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪.411644‬‬
‫‪ _8‬حليمة المغاري‪ ،‬التنظيم القضائي المغربي وفق آخر المستجدات القانونية‪ ،‬الطبعة الثانية لسنة ‪ ،7112‬مطبعة قرطبة‪-‬‬
‫أكادير‪ ،‬ص ‪ 144‬و ما يليها‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫وزير العدل‪ ،9‬و ذلك بعد إصدار القانون ‪ 11.33‬و المتعلق بنقل اختصاصات السلطة‬
‫الحكومية المكلفة بالعدل إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بصفته رئيسا للنيابة‬
‫العامة‪ ،10‬و بسن قواعد تنظيم رئاسة النيابة العامة‪ ،11‬و ذلك إيمانا من المشرع المغربي من‬
‫إزالة أي مداخل لشبهة تقاطع السياسي مع القضائي‪ ،12‬إضافة إلى مرجعيات أخرى متعددة‬
‫فرضتها الظرفية الحالية ببالدنا‪ ،13‬و التي ارتقت بالمغرب إلى مصاف الدول الرائدة والداعمة‬
‫لالستقالل التام للسلطة القضائية عن السلطتين التشريعية و القضائية وذلك بإرادة ملكية‬
‫حكيمة لجاللة الملك محمد السادس‪.14‬‬

‫و لعل إصالح نظام القضاء بالمغرب و تطوير أساليب سيره ال يهتم فقط بالمحاكم‬
‫والقضاة والموظفين اإلداريين و التقنيين‪ ،‬و إنما أولى المشرع المغربي عناية مهمة لباقي‬
‫مكونات أسرة العدالة من المهن القانونية والقضائية‪ ،‬و التي تساهم بدورها على كافة‬
‫‪15‬‬
‫المستويات في تصريف العدالة و مساعدة القضاء في تحقيق األمن القانوني و القضائي‬

‫‪ _9‬راجع بهذا الخصوص‪ :‬عبد الكبير طبيح‪ ،‬ما هي السلطة التي تتبع لها النيابة العامة؟‪ ،‬مقالة منشورة بالمجلة المغربية‬
‫لنادي قضاة‪ ،‬العدد األول‪ ،‬دجنبر ‪ ،7117‬ص ‪.132‬‬
‫‪ _10‬للتوسع بخصوص تنظيم رئاسة النيابة العامة راجع‪ :‬لطيفة الداودي‪ ،‬دراسة في قانون المسطرة الجنائية المغربية وفق‬
‫آخر التعديالت إلى غاية سنة ‪ ،7112‬الطبعة السابعة لسنة ‪ ،7112‬المطبعة و الوراقة الوطنية‪-‬مراكش‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫‪ _11‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،9914‬بتاريخ ‪ 72‬ذو الحجة ‪ 1342‬و الموافق ل ‪ 12‬سبمتمبر ‪.7112‬‬
‫‪ _12‬مح مد الهيني‪ ،‬مداخل إزالة شبهة تقاطع السياسي مع القضائي‪ :‬استقالل النيابة العامة عن وزير العدل نمودجا؟‪ ،‬مقالة‬
‫منشورة بمجلة اإلشعاع‪ ،‬مجلة قانونية تصدر هن هيئة المحامين بقنيطرة‪ ،‬العدد ‪ ،34‬يونيو ‪ ،7114‬ص ‪ 143‬و ما يليها‪.‬‬
‫‪ _13‬عبد العالي العضراوي‪ ،‬مأسسة رئاسة النيابة العامة‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة المعيار‪ ،‬تصدرها هيئة المحامين بفاس‪ ،‬العدد‬
‫الرابع و الخمسون‪ ،‬أبريل ‪ ،711.‬ص‪ 111‬و ما يليها‪.‬‬
‫‪ _14‬للتوسع راجع ‪ :‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬جهود المغفور له الملك الحسن الثاني في التكريس الدستوري و المؤسساتي‬
‫الستقالل القضاء‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة محاكمة‪ ،‬العدد ‪ ،19‬أبريل‪-‬يونيو ‪ ،711.‬ص ‪ 11‬و ما يليها‪.‬‬
‫‪ _15‬عبد المجيد غميجة‪ ،‬مبدأ األمن القانوني و ضرورة األمن القضائي‪ ،‬عرض مقدم في إطار الندوة المنظمة من طرف‬
‫الودادية الحسنية للقضاة بمنسبة المؤتمر الثالث عشر للمجموعات اإلفريقية لإلتحاد العالمي للقضاة‪ ،‬بالدار البيضاء بتاريخ‬
‫‪ 72‬مارس ‪ ،7112‬عن مديرية الدراسات و التعاون و التحديث بو ازرة العدل‪ ،‬ص ‪ 4‬و ما يليها‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫وتكريس الحكامة القضائية‪ ،16‬األمر الذي يفسر اهتمامه الكبير بهذه المهن الحرة‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل مراجعة القوانين المنظمة لمهنهم في مسلسل تحديث المنظومة القانونية‪ ،‬ووعيا منه أن‬
‫صناعة العدالة وجعل القضاء في خدمة المواطن و أداء الخدمة القضائية على الوجه‬
‫الحسن‪ ،‬ال يتحمل مسؤوليتها القاضي لوحده‪ ،‬و إنما تساهم فيه مجموعة من المتدخلين‬
‫المساعدين له‪ ،‬والذين يتفاوت دورهم في ذلك بحسب موقع كل واحد منهم‪.17‬‬

‫و من بين هذه نجد ممارسي المهن القانونية و القضائية التي عمل المشرع المغربي‬
‫‪19‬‬
‫ومهنة المفوضين القضائيين‬ ‫‪18‬‬
‫على تنظيمها تنظيما قانونيا‪ ،‬نجذ كل من المحاماة‬

‫‪ _16‬تعتبر الحكامة القضائية ضرورة ملحقة لبناء دولة الحق و القانون و تحقيق التنمية و تعزيز النجاعة القضائية‪ ،‬والتي‬
‫تروم التفعيل األمثل للترسانة القانونية التي يتوفر عليها المغرب في ضل دستور ‪ ،7111‬و ذلك بجعل السلطة القضائية‬
‫مستقلة و نزيهة و فعالة لضمان الحقوق المكرسة‪ ،‬و ترتبط الحكامة القضائية بمجموعة من القواعد و اإلجراءات باإلضافة‬
‫إلى التدبير السليم لطرق التنظيم المعتمدة في الشأن القضائي‪ ،‬و التي تكتسي أهمية إستراتجية في منظومة إصالح العدالة‪،‬‬
‫بالنظر إلى دورها الفريد في تقديم الخدمة العمومية للمتقاضين وفق المعايير المعمول بها وطنيا و دوليا‪.‬‬
‫راجع كل من ‪:‬‬
‫‪ -‬عبد الحق دهبي‪ ،‬الحكامة القضائية‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة محاكمة‪ ،‬العدد المزدوج ‪ 11-.‬لمارس‪/‬مايو ‪،7119‬‬
‫ص‪.9.‬‬
‫‪ -‬يوسف الزوجال‪ ،‬موقع الحكامة القضائية في الدستور المغربي‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة الرقيب‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬نونبر‬
‫‪ ،7113‬ص ‪ 112‬و ما يليها‪.‬‬
‫‪ _17‬راجع كل من ‪:‬‬
‫نورة غزالن الشنيوي‪ ،‬التوجهات الكبرى لإلصالح الشامل و العميق لمنظومة العدالة‪ ،‬التنظيم القضائي في ضوء‬ ‫‪-‬‬
‫مستجدات سنة ‪ ،7119‬الطبعة األولى لسنة ‪ ،7119‬مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪ -‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬التنظيم القضائي المغربي‪ ،‬الطبعة الخامسة لسنة ‪ ،7112‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬ص ‪129‬‬

‫‪ _18‬ظهير شريف رقم ‪ 3....3.3‬صادر في ‪ 0.‬من شوال ‪ 0.( 3201‬أكتوبر ‪ )0...‬بتنفيذ القانون رقم‪ 0....‬المتعلق‬
‫بتعديل القانون المنظم لمهنة المحاماة‪ .‬المنشور بالجريدة الرسمية الجريدة الرسمية رقم ‪ 4921‬الصادرة في ‪ 9‬نوفمبر‬
‫‪.7112‬‬

‫‪ _19‬ظهير شريف رقم ‪ 1119174‬صادر في ‪ 14‬من محرم ‪ 13( 1372‬فبراير ‪ )7119‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 21114‬بتنظيم‬
‫مهنة المفوضين القضائيين‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4311‬بتاريخ فاتح صفر ‪ 7( 1372‬مارس ‪ ،)7119‬ص‬
‫‪.44.‬‬

‫‪16‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫و التي اقتصرت دراستنا على اإلحاطة بهم في عالقة بتدخل النيابة‬ ‫‪21‬‬
‫و العدول‬ ‫‪20‬‬
‫والموثقين‬
‫و مهنة النساخة‪.24‬‬ ‫‪23‬‬
‫و الخبراء القضائيين‬ ‫‪22‬‬
‫العامة‪ ،‬إلى جانب كل التراجمة المحلفين‬

‫و قد أكد التشريع المهني المغربي المنظم للمهن موضوع دراستنا‪ ،‬على تحديده لجملة‬
‫من الضوابط و األحكام الواجب إتباعها و استحضارها من قبل المهني‪ ،‬أثناء أدائه لمهمته‬
‫و المفوض القضائي‪،‬‬ ‫‪25‬‬
‫المنوط القيام بها من قبل كل من المحامي و الموثق و العدل‬
‫بمسؤولية و أمانة وكذلك في احترام ألصول و أعراف و تقاليد هذه المهن الموضوعة من‬
‫قبل األجهزة المهنية المسيرة لها و الساهرة على حفظها‪ ،‬و تجنب كل ما من شأنه اإلطاحة‬
‫بعراقة و نبل رسالة هذه المهن المفوضة إليها من قبل الدولة‪ ،‬خدمة للمتقاضين بشكل خاص‬
‫و لكافة المواطنين بشكل أعم‪ ،‬و كذلك إتقاءا لكل محاسبة أو إثارة للمسؤولية المهنية‬

‫‪ _20‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.1.1‬صادر في ‪ 52‬من ذي الحجة ‪ 55( 1345‬نوفمبر ‪ )5111‬بتنفيذ القانون رقم‬
‫‪ 45.11‬المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق‪ ،‬و المنشور بالجريدة الرسميةعدد ‪ 2115‬بتاريخ ‪ 5.‬ذو الحجة ‪53( 1345‬‬
‫نوفمبر‪ ،)5111‬ص ‪.2111‬‬
‫‪ _21‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.21‬صادر في ‪ 12‬من محرم ‪ 13( 135.‬فبراير ‪ )5111‬بتنفيذ القانون رقم ‪11.14‬‬
‫المتعلق بخطة العدالةالجريدة الرسمية عدد ‪ 2311‬بتاريخ فاتح صفر ‪ 5( 135.‬مارس ‪ ،)5111‬ص ‪.221‬‬

‫‪ _22‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.15.‬صادر في ‪ 51‬من ربيع األول ‪ 55(1355‬يونيو ‪ )5111‬بتنفيذ القانون رقم ‪21.11‬‬
‫المتعلق بالتراجمةالمقبولين لدى المحاكم الجريدةالرسميةعدد‪3115‬بتاريخ‪ 5.‬ربيع اآلخر ‪ 11( 1355‬يوليو ‪،)5111‬‬
‫ص‪.15.4‬‬
‫‪ _23‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.151‬صادر في ‪ 51‬من ربيع األول ‪ 55(1355‬يونيو ‪ )5111‬بتنفيذ القانون رقم ‪45.00‬‬
‫المتعلق بالخبراء القضائيين والمنشور الجريدة الرسمية عدد ‪ 3115‬بتاريخ ‪ 5.‬ربيع اآلخر ‪ 11( 1355‬يوليو ‪،)5111‬‬
‫ص‪.1515‬‬
‫‪ _24‬ظهير شريف رقم ‪ 3..3.302‬صادر في ‪ 01‬من ربيع األول ‪ 00(3200‬يونيو ‪ )0..3‬بتنفيذ القانون رقم ‪21...‬‬
‫المتعلق بتنظيم مهنة النساخة الجريدة الرسمية عدد ‪213.‬بتاريخ ‪ 03‬ربيع اآلخر ‪ 31( 3200‬يوليو ‪ ،)0..3‬ص ‪.3.82‬‬

‫‪ _ 25‬شهد المغرب تحوال عميقا في سبيل إصالح خطة العدالة‪ ،‬كمهنة عريقة متجدرة في التاريخ المغربي‪ ،‬و ذلك بعد أن‬
‫أصدر جاللة الملك محمد السادس أوامره‪ ،‬يومه ‪ 77‬يناير ‪ ،7112‬بناء على فتوى المجلس العلمي األعلى الذي أجاز للمرأة‬
‫و مكنها من ممارسة مهنة العدول بعد أن كانت حك ار على الرجال‪ ،‬ليتم وضع حد للخالف الفقهي و القانوني الذي استمر‬
‫لسنوات طويلة في هذا الشأن‪.‬‬
‫للتوسع راجع ‪ :‬أسيا أيت علي‪ ،‬المرأة و مهنة التوثيق العدلي بين الفقه اإلسالمي و التشريع المغربي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى لسنة ‪ ،711.‬مكتبة دار السالم‪-‬الرباط‪ ،‬ص ‪.74‬‬

‫‪17‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫القانونية في أبعادها المدنية و التأديبية و الجنائية حسب خطورة الفعل الخارق للقانون‬
‫المهني المغربي‪ ،‬و لعل مطلب التخليق يبقى أيضا مطلبا مهما يستدعي القطع مع كافة‬
‫الممارسات الالمهنية التي قد يأتيها استثناء بعض الممارسين الذين ال يستحضرون الضمير‬
‫المسئول و المهني‪ ،‬و أيضا الوازع الديني و القيم األخالقية‪ ،‬األمر الذي لم يفت على‬
‫المغرب أن قطع فيه أشواطا كبيرة لمحاربة الفساد و تخليق منظومة العدالة ببالدنا‪ ،‬مما قد‬
‫يشكل معه مستقبال إلى زعزعة الثقة المشروعة في هذه الفئة القريبة إلى القضاء كمرفق‬
‫عمومي له وظيفته العظيمة في صيانة الحقوق والحريات‪.26‬‬

‫وتبعا لذلك فإن العنصر الذي يتحكم في الثقة التي يوليها المواطنون والشركاء األجانب‬
‫لنظام حكم معين‪ ،‬ويساهم بشكل فعلي في التنمية االقتصادية والعدالة االجتماعية من خالل‬
‫اإلحساس باألمن واالعتقاد الراسخ بأن القانون يطبق على الجميع وبشكل عادل ال يعرف‬
‫اإلسثناء‪ ،‬و عليه فقد عمل المشرع المغربي على إنفاذ هذا الدور بواسطة تفعيل الرقابة‬
‫القانونية اإلدارية أو القضائية أو المهنية المفروضة على المهن و هيئاتها الخاصة بها‪ ،‬حيث‬
‫جعلها متعددة‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للمؤسسات الرقابية اإلدارية كو ازرة العدل و و ازرة المالية‬
‫و غيرها‪ ،‬إضافة إلى مؤسسات قضائية كالنيابة العامة التي مكنها المشرع المغربي من عديد‬
‫الصالحيات و المهام إلى جانب غرفة المشورة ذات االختصاص التأديبي و أيضا القضاء‬
‫الزجري و المدني وفقا لما سنأتي على دراسة غاياته و حدوده‪ ،‬كما ال يفوت التأكيد على‬
‫دور الرقابة المهنية التي تفرضها الهيئات و المجالس المهنية‪ ،‬من خالل إحياء الضمير‬

‫‪ _26‬للتوسع راجع‪ :‬عبد العزيز بنزاكور‪ ،‬قيم و أخالقيات المهن القضائية‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة المحاكم المغربية‪ ،‬تصدرها‬
‫هيئة المحامين بالدار البيضاء‪ ،‬العدد ‪ ،141‬يناير‪/‬فبراير ‪ ،7119‬ص ‪.71‬‬

‫‪18‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫باعتبارها المحرك الرئيسي في المجتمع والوطن‪ ،‬لما فيه من ضمان‬ ‫‪27‬‬


‫المهني لممارسيها‬
‫لألمن المهني للمهن و حفظ للنظام العام القانوني و القضائي بالمغرب‪.28‬‬

‫و في ضل تنامي أدوار النيابة العامة في شتى المجاالت القضائية‪ ،‬و تعدد مهامها‬
‫بين القضائية أو الشبه القضائية أو اإلدارية‪ ،‬فإن المشرع المغربي استحضر من خالل فرض‬
‫رقابة من نوع خاص على المهن القانونية و القضائية عن طريق القضاء الواقف‪ ،‬تراعي في‬
‫ذلك المصلحة العليا للدولة التي فوضت اختصاصاتها و نقلته إلى هذا القطاع المهني‬
‫الخاص‪ ،‬فهذه المراقبة في أبعادها تفرض نفسها أيضا صونا لحقوق المتقاضين والحد من‬
‫تشكيل هذه المهن ألي ضغط على لسلطة القضائية نفسها‪.29‬‬

‫أوال ‪ :‬أهمية موضوع البحث‬

‫إن أهمية موضوع بحثنا المتعلق بحدود رقابة النيابة العامة على المهن القانونية‬
‫والقضائية من المنطلق المدني ذو الطبيعة الرقابية و كذلك من الجانب التكاملي بين‬
‫النطاقين التأديبي والزجري‪ ،‬تكمن في اعتباره من أهم موضوعات القانون الخاص ‪ ،‬وذلك‬
‫راجع لكون الدراسة فيه تمزج بين عديد القوانين المؤطرة له في شقها الموضوعي وأيضا‬
‫المسطري‪ ،‬إضافة إلى ما يكتسيه األمر من تالقح مع جدل المنظور الفقهي و تطبيقات‬
‫العمل القضائي‪.‬‬

‫‪ _27‬للتوسع في دور الهيئات و المجالس المهنية راجع ‪ :‬محمد النجاري‪ ،‬أية مقاربة لألنظمة الداخلية للمجالس المهنية بما‬
‫فيها مهنة التوثيق؟‪ ،‬مجلة المعيار تصدرها هيئة المحامين بفاس‪ ،‬العدد التاسع و األربعون‪ ،‬يونيو ‪ ،7114‬ص ‪.11‬‬
‫‪ _28‬للتوسع راجع أيضا‪ :‬عبد اهلل الزيدي‪ ،‬هيئات المحامين بين الواقع و آفاق المستقبل‪ ،‬أحد المواضيع المعروضة على‬
‫المؤتمر السابع و العشرون لجمعية هيئات المحامين بالمغرب‪ ،‬المنظم من قبل هيئة المحامين لدى محكمتي االستئناف‬
‫بأكادير و العيون‪ ،‬بأكادير أيام ‪ 72/72/79‬مايو ‪ ،7111‬ص‪.41‬‬
‫‪ _29‬محمد اإلدريسي العلمي المشيشي‪ ،‬المسطرة الجنائية‪ :‬المؤسسات القضائية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ط ‪ ،1..1‬مطبعة المعارف‬
‫الجديدة‪ ،‬ص ‪.124‬‬

‫‪19‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫و من جهة أخرى فإن محاولة تسليط الضوء على األدوار الموكولة لجهاز النيابة‬
‫العامة بمقتضى قوانين هذه المهن ذات الطبيعة الحرة و مدى تمازجه مع اإلطار العام‬
‫للقواعد العامة من جهة االختصاص لهذا الجهاز‪ ،‬األمر الذي يضفي أهمية خاصة من‬
‫حيث التشريع المهني و ذلك فيما أحسن المشرع المغربي منحه لهذه األخيرة من أدوار بارزة‬
‫وعيا منه‪ ،‬لضمان تطبيق و احترام القواعد القانونية وتوفير األمن المهني لممارسيها و أيضا‬
‫األمن القانوني و االجتماعي للمتعاملين معها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬دوافع و أسباب اختيار الموضوع‬

‫ال ريب أن رغبتنا الملحة في االطالع على أدوار النيابة العامة في القضايا المرتبطة‬
‫بالمهن القانونية و القضائية‪ ،‬دفعتنا لمحاولة الوقوف على المكانة الهامة التي أوالها المشرع‬
‫المغربي للنيابة العامة في جانب تدخلها و معه فرض رقابة وازنة لحسن إنفاذ القانون المهني‬
‫كما أوجبه القانون‪ ،‬و أيضا فإن تعدد مجاالت تدخل النيابات العامة بمحاكم مملكتنا تبقى‬
‫متعددة و متشابكة المساطر و األدوار‪ ،‬األمر الذي طرح بذهننا و بقوة عن جدوى هذا‬
‫التدخل لبيان نطاقه و حدوده القانونية و القضائية‪.‬‬

‫فموضوع مراقبة النيابة العامة على المهن الحرة ذات الطبيعة القانونية و القضائية‪ ،‬لم‬
‫ينل مكانته في الدراسات القانونية الحديثة رغم أهميته الكبرى‪ ،‬فالميدان اإلجرائي المهني‬
‫يخلو من الكتابة في هذا الموضوع الشائك‪ ،‬عدا بعض الكتابات العامة بطبيعتها والشارحة‬
‫لقانون المسطرة المدنية و الجنائية‪ ،‬فهذا النقص في الخزانة القانونية المغربية دفعنا إلى‬
‫الخوض فيه لعلنا نهتدي فيه إلى إنارة البحوث و أيضا القراء لفتح مجاالت البحث لباحثين‬
‫آخرين‪.‬‬

‫و نظ ار لصعوبة البحث في موضوع حدود تدخل النيابة العامة في قوانين المهن‬


‫ا لقانونية و القضائية و حصرها في أربع مهن مجتمعة و محاولة المقارنة التشريعية بين‬

‫‪20‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫أنظمتها القانونية‪ ،‬و كذلك محاولة لربط جميع مناحي هذا التدخل المؤسساتي في أبعاده‬
‫الرقابية و التأديبية و الزجرية‪ ،‬فكلها أمور دفعتنا إلى محاولة بسط توازن تدخل القضاء‬
‫الواقف لحفظ النظام العام المهني‪ ،‬و حتى ال يبقى االقتصار على النظريات الفقهية ومواقف‬
‫كل جهة على حدى ذات نظرة خاصة‪ ،‬فإن أساس الدراسة القانونية تقتضي إيجاد العالقة‬
‫الترابطية بين كافة المتدخلين في منظومة العدالة‪ ،‬فيبقى تناول أحكامه التطبيقية أم ار‬
‫ضروريا لقياس مدى تطبيق القواعد القانونية على أرض الواقع و مدى جودتها في ظل‬
‫التطور السريع للمجتمع المغربي‪.‬‬

‫و ال يخفى علينا أيضا أنه نظ ار لألدوار الكثيرة الملقاة على كاهل النيابة العامة التي‬
‫تعنى بتطبيق القانون و الحفاظ على ضمان احترام إرادة التشريع‪ ،‬فإن األمر قد يشهد بعض‬
‫االختالالت و اإلشكاالت العملية أثناء التنزيل قد ترجع إلى عدة مسببات حاولنا تسليط‬
‫الضوء عليها من خالل هذا العمل العلمي الجاد‪.‬‬

‫و أخي ار يبقى أهم دافع الختيار موضوعنا هو شغفنا و حبنا الكبير للمادة العلمية في‬
‫شقها القانوني‪ ،‬و أيضا في االطالع على أكبر عدد ممكن من الكتابات القانونية في جميع‬
‫مناحيها التنظيمية و من خاللها الشق المتعلق بالمهن القانونية و القضائية‪ ،‬فلم نتردد مطلقا‬
‫في اختياره كمجال مستقبلي بإذن اهلل أوال و كذلك كموضوع للبحث‪ ،‬بالرغم من مزجنا بين‬
‫تخصصنا في المادة الجنائية و كافة الجوانب األخرى ذات الطبيعة المدنية التي ال يمكن‬
‫الفصل بينهما‪ ،‬فالنظرة السليمة للقانون تقتضي اإللمام بجميع جوانبه و مناحيه حسب رأينا‪،‬‬
‫و معه ففعال نجذ أن موضوعنا يستحق أن يكون موضوعا للرسالة الجامعية المحترمة‬
‫لضوابطها األكاديمية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫رابعا ‪ :‬اإلشكال الذي يثره الموضوع‬

‫تكمن إشكالية البحث في الوقوف على حدود التدخل الرقابي و التأديبي و الزجري‬
‫للنيابة العامة في ضوء التشريع المهني المغربي‪ ،‬لكل من مهن المحاماة؛ والتوثيق؛‬
‫وخطة العدالة؛ والمفوضين القضائيين‪ ،‬في ظل المتغيرات الراهنية التي تشهدها بالدنا‬
‫وآفاقها‪.‬‬

‫و هذا اإلشكال الرئيس الذي يتفرع عنه جملة من التساؤالت التالية نجملها في التالي‪:‬‬

‫ما الغاية التي دفعت المشرع المغربي وراء عمله على فرض الرقابة‬ ‫‪-‬‬
‫المؤسساتية في شخص القضاء الواقف على المهن القانونية والقضائية ؟‬
‫إلى أي حد مكن تدخل النيابة العامة من ضمان األمن المهني و زرع‬ ‫‪-‬‬
‫الطمأنينة و األمن المرفقي للمتعاملين معها ؟‬
‫أي أثر للتحوالت التشريعية المتمثلة في استقالل السلطة القضائية بموجب‬ ‫‪-‬‬
‫دستور ‪ 0.33‬و الذي تمخض عنه فك ارتباط النيابة العامة عن السلطة الحكومية المكلفة‬
‫بالعدل بمقتضى القانون ‪ 11.33‬الذي نقلت بموجبه سلطات اإلشراف على النيابة العامة من‬
‫وزير العدل إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بصفته رئيسا للنيابة العامة‪ ،‬ومعه‬
‫ضمان التدخل المؤسساتي الرقابي على كل من مهنة المحاماة والتوثيق وخطة العدالة و‬
‫المفوضين القضائيين موضوع دراستنا ؟‬
‫مدى نجاعة تدخل النيابة العامة في مسطرة تأديب أشخاص المهن القانونية‬ ‫‪-‬‬
‫و القضائية‪ ،‬و دورها في ضمان استقرار ثقة المتعاملين معها ؟‬
‫هل يشكل تمركز صالحيات المراقبة و التأديب بيد النيابة العامة إخالال‬ ‫‪-‬‬
‫للتوازن في تحقيق الغاية المرجوة لحفظ األمن المهني للهيئات و المجالس المهنية‪ ،‬و ما‬
‫موقف هذه األخيرة من ذلك ؟‬

‫‪22‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫أي دور للقضاء التأديبي باعتباره سلطة للتأديب و الزجر في حماية المهن‬ ‫‪-‬‬
‫وضمان نجاعة أدائها ؟‬
‫هل لخصوصية تعدد المقتضيات الزجرية القانونية المتصلة بصفة المهن‬ ‫‪-‬‬
‫القانونية و القضائية‪ ،‬أثر إيجابي أم سلبي على مزجها بين صفة الموظف العمومي في‬
‫تطبيقات العمل القضائي ؟‬
‫ما الداعي الذي جعل المشرع المغربي يوفر حماية قانونية في شقها اإلجرائي‬ ‫‪-‬‬
‫أثناء إثارة المسؤولية الجنائية المهنية في مهنة دون األخرى‪ ،‬أثناء تحريك الدعوى العمومية‬
‫ضد كل من المحامي و المفوض القضائي و الموثق و العدل و ما يتبعه خالل مرحلة‬
‫البحث التمهيدي أو التحقيق اإلعدادي أو أثناء المحاكمة؟‬
‫هل تؤدي المتابعة الجنائية إلى تحريك المتابعة و العكس صحيح‪ ،‬و مدى‬ ‫‪-‬‬
‫ارتباط االثنين على إثارة المسؤولية القانونية ألشخاص المهن القانونية و القضائية موضوع‬
‫دراستنا ؟‬

‫فكل هذه التساؤالت الفرعية تخدم اإلشكالية الرئيسية لبحثنا و المتمثلة في قياس وظيفة تدخل‬
‫النيابة العامة في قوانين المهن موضوع دراستنا‪ ،‬و التي تظهر أيضا خالل عنوان بحثنا‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬المنهج المعتمد في البحث‬

‫ارتأينا في هذه الدراسة‪ ،‬اعتماد المنهج التحليلي و الوصفي من أجل الوقوف على كافة‬
‫المقتضيات القانونية المنظمة لكل من مهن المحاماة و التوثيق و المفوضين القضائيين‬
‫والمتعلق بخطة العدالة و استقرائها‪ ،‬ببعد نظر مستفيض مرتبط بالكتابات الفقهية الحديثة في‬
‫هذا الجانب‪ ،‬و كذلك األمر فيما اتصل بأحدث ما صدر عن محاكم الموضوع المغربية و‬
‫من خاللها توجهات محكمة النقض‪ ،‬قصد توضيح الغموض سواء على مستوى قانون‬
‫الموضوع أو القانون اإلجرائي‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫و كذلك فقد انصب عملنا هذا على اعتماد منهج استقرائي استنباطي قصد الوقوف‬
‫على جزئيات القراءة المتأنية و ربط امتداد الدور الهام للنيابة العامة بكافة مراقبة من مرحلة‬
‫المراقبة مرو ار بمرحلة التأديب و وصوال إلى الزجر و إيقاع الجزاء الجنائي ضد كل الخارجين‬
‫عن قواعد الضبط المهني‪ ،‬و ما تثيره من إشكاالت أو عملية‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬خطة البحث‬

‫و في ضوء كل هذه االعتبارات فإن هذه الدراسة تقتضي أن نقسمها إلى فصلين كما‬
‫اآلتي‪:‬‬

‫الفصل اْلول‪ :‬حدود التدخل الرق ابي و التأديبي للنيابة العامة على المهن‬
‫الق انونية والقضائية‬

‫الفصل الثاني‪ :‬حدود التدخل الزجري للنيابة العامة ضد أشخاص المهن‬


‫الق انونية و القضائية‬

‫‪24‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫الفصل اْلول‪:‬‬

‫حدود التدخل الرق ابي والتأديبي للنيابة‬


‫العامة على المهن الق انونية والقضائية‬

‫‪25‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫عمد المشرع المغربي من خالل سنه للضوابط الخاصة بالمهن القانونية و القضائية‬
‫لكل من مهنة المحاماة و التوثيق و العدول و المفوضين القضائيين‪ ،‬إلى وضع جملة من‬
‫األحكام الخاصة بتنظيم المجال المهني الخاص المرتبط بالعدالة ببلدنا المغرب‪ ،‬و ما‬
‫صاحب ذلك من تطورات جاءت على مستوى مواكبة اإلصالح الشامل و العميق لمنظومة‬
‫العدالة‪ ،‬و هو ما دفع به إلى منح النيابة العامة باعتبارها الشخص المعنوي العام الواجب‬
‫عليه الحرص على تطبيق القانون في مختلف المجاالت و الحفاظ على النظام العام والحفاظ‬
‫على مصالح المجتمع‪ ،30‬وعلى الخصوص النظام العام المهني المرتبط أساسا بما تقدمه هذه‬
‫المهن من خدمات للمجتمع‪ ،‬والمرتبطة أساسا بإنتاج العدالة و توفير مناخ االستقرار‬
‫المعامالتي لألفراد‪ ،‬لغاية مثلى تتجلى في توفير األمن القانوني و المساهمة في األمن‬
‫القضائي و كذلك األمن التعاقدي‪.‬‬

‫و في ذلك يظهر الدور البارز للنيابة العامة في مراقبة المهن القانونية و القضائية‪،‬‬
‫بدءا بعمل الرقابة القبيلة و البعدية على كل من المحامي و المفوض القضائي كمهن‬
‫مساعدة للسلطة القضائية حسب المفهوم الجديد‪ ،‬المكرس للمبدأ الدستوري للقضاء كسلطة‬
‫قضائية مستقلة تمام االستقالل عن السلطة التنفيذية و التشريعية بموجب الفصل ‪ 112‬منه‬
‫دستور ‪ 7.‬يوليو ‪ ،7111‬و أيضا كل من مهنتي التوثيق و خطة العدالة التي هي بطبيعتها‬
‫مهن حرة توثيقية‪.‬‬

‫و هذا كله ما استحضار كون هذا األخير لم يعمد إلى تصنيف أي مرحلة من مراحل‬
‫التدخل الرقابي القبلي أو البعدي في ضوء قوانين المهن القانونية و القضائية موضوع‬
‫دراستنا‪ ،‬و إنما يبقى األمر بار از أثناء محاولة استقراء مراحل التدخل الرقابي لجهاز النيابة‬

‫‪ _30‬عبد اهلل أحمد أحمد عبد القادر الملحاني‪ ،‬اإلصالح القضائي للسلطة القضائية –المغرب و اليمن نموذجا‪ ،-‬أطروحة‬
‫لنيل الدكتوراه في القانون الخاص وحدة التكوين و البحث في القانون المدني‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية‬
‫واالجتماعية مراكش‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،7117/7111‬ص ‪.729‬‬

‫‪26‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫العامة على هذه المهن إضافة إلى جهات أخرى‪ ،‬و ما منحه المشرع المغربي من صالحيات‬
‫و مهام ذات طبيعة خاصة تسترعي البحث في خصوصياته التي تميز كل قانون مهني عن‬
‫اآلخر ‪ ،‬مع المرور بما أكد عليه العمل القضائي و أيضا اجتهادات محكمة النقض المغربية‬
‫في هذا الصدد (المبحث األول)‪.‬‬

‫و من جهة ثانية يأتي االمتداد بين الدور الرقابي للنيابة العامة متصال بمرحلة تفعيل‬
‫مسطرة التأديب أثناء إثارة المسؤولية التأديبية المهنية ألصحابها‪ ،‬و ما يصاحبه من‬
‫خصوصيات قانونية ذات البعد الموضوعي و المسطري‪ ،‬و أيضا ما قد يعتريه من إشكاالت‬
‫قانونية و عملية أثناء تفعيل المقتضيات القانونية المتصلة بعمل النيابة العامة في كل من‬
‫قوانين المحاماة والمفوضين القضائيين و الموثقين و العدول موضوع دراستنا‪ ،‬سواء باعتبار‬
‫النيابة العامة جهة للمتابعة أو جهة لإلحالة على سلطات التأديب‪ ،‬و أيضا ما خوله المشرع‬
‫المغربي لها من مساطر متصلة بالطعون و أيضا بتبليغ أو تنفيذ المقرر التأديبي ضمانا‬
‫لألمن المهني لهذه المهن و للمتعاملين معها (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫المبحث األول‪ :‬دور النيابة العامة في مراقبة المهن القانونية و القضائية‬

‫يأتي التأكيد على أن المشرع المغربي أثناء تنظيمه للمهن القانونية و القضائية التي‬
‫نحن بصدد دراستها‪ ،‬لم يميز بين المراحل القبلية أو البعدية لحضور النيابة العامة كدور في‬
‫مراقبة كل من المحامي و المفوض القضائي الموثق و العدل‪ ،‬بل فقط أولى لها صالحية‬
‫المراقبة إلى جانب الجهات المهنية و التنفيذية المتمثلة في و ازرة العدل والعاملة على بسط‬
‫أوجه هذه المراقبة في شتى تجلياتها سواء بشكل قبلي أو بعدي‪ ،‬لكن يأتي أخدنا بهذا التقسيم‬
‫لمحاولة دراسة طبيعة حضور النيابة العامة في مراقبة الخطوات األولى لتنفيذ هذه القوانين‬
‫المنظمة للمهن القانونية القضائية و تنزيل مؤسساتها من جهة‪ ،‬أو أيضا من خالل ما‬
‫تضطلع به في جميع المراحل الالحقة للولوج الفعلي للمهني الجديد إلى ما يصاحبه أثناء‬
‫الممارسة الفعلية كنوع من التدخل ذو الطابع القبلي كذلك (الفقرة األولى)‪.‬‬

‫أما من جهة التدخل البعدي للنيابة العامة في ظل قوانين المهن القانونية و القضائية‪،‬‬
‫فيأتي بار از في أغلب قوانين هذه المهن التي نحن بصدد دراستها‪ ،‬و هذا ما فيه إال تأكيد‬
‫على رغبة المشرع المغربي على ضمان األمن المهني لممارسيها و تسييج زمن مزاولة المهنة‬
‫وتحمل أعبائها‪ ،‬و الذين يشكلون جزءا ال يتج أز من منظومة العدالة و أسرتها في النظام‬
‫القضائي المغربي ببالدنا‪ ،‬و هو ما سنأتي على تفصيله في (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مظاهر الرقابة القبلية للنيابة العامة على المهن القانونية‬
‫والقضائية‬

‫إن الحديث عن تدخل النيابة العامة من خالل ما منحه لها المشرع المغربي من سلطة‬
‫رقابية على المهن القانونية و القضائية‪ ،‬في سبيل الحرص التشريعي على ضمان األمن‬

‫‪28‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫من جهة‪ ،‬و أيضا نحو تكريس التعاون بين الدولة والهيئات المهنية من خالل ما‬ ‫‪31‬‬
‫المهني‬
‫تتمتع به من صالحيات‪ ،‬لكن ويالحظ من جهة التدخل القبلي فإن المشرع المغربي حافظ‬
‫على طابع التدخل القبلي مع مراعاة خصوصية كل مهنة و مرحلة إخراج قانونها المنظم‪،‬‬
‫إلبراز التدخل القبلي لهذه األخيرة سواء بالحرص على تنزيل القانون وتنفيذه و ما منحه‬
‫المشرع المغربي من دور للنيابة العامة بموجبه‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لقانون التوثيق أثناء‬
‫مرحلة تنزيله ة تنفيذه‪ ،‬أو من خالل الولوجية األولى للمترشحين المقبولين في هذه المهن إلى‬
‫قضاء فترة التمرين‪،‬كما هو الحال بالنسبة لمهنة المحاماة وما يصاحبها من أدوار ذات‬
‫الطبيعة اإلنضمامية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬صالحيات النيابة العامة في المراقبة القبلية على المحامي و المفوض‬
‫القضائي‬
‫إن أهمية الدور الذي تضطلع به النيابة العامة في القانون المنظم لمهنة المحاماة –‬
‫رقم ‪ -0....‬وفقا للتحديد التشريعي المؤسس لصالحيات تدخلها بموجبه‪ ،‬و يظهر ذلك جليا‬
‫أثناء مراقبتها لمرحلة الولوجية إلى هذه المهنة‪ ،‬بدءا بمرحلة ما بعد النجاح في مباراة المهنة‪،‬‬
‫أو أثناء تقديم طلب التقييد بجدول إحدى الهيئات المحامين بالمغرب (أوال)‪ ،‬األمر الذي ال‬
‫يقل أهمية عن ما سنه المشرع المغربي في التقنين الخاص المنظم لمهنة المفوضين‬
‫القضائيين بمثابة القانون رقم ‪ .3..1‬و المرسوم التطبيقي المصاحب لتفعيل أحكامه‪ ،‬الذي‬
‫يتضح من خاللهما معا الدور الرقابي القبلي لجهاز النيابة العامة خالل مرحلة الولوج للمهنة‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫‪ _ 31‬يأتي تكريس هذا المفهوم من منطلق زاوية نضرنا‪ ،‬بالرجوع لما قمنا به من دراسة في هذا البحث و أيضا لما يشكله‬
‫األمن كضلع من أضالع ضمان السلم و األمن االجتماعي و أيضا كجزء ال يتجزء من مقومات النظام العام إلى جانب‬
‫السكينة العامة و األمن العام‪ ،‬لكن و من خالل ما جاء به المشرع من نصوص خاصة منظمة لهذه المهن يتضح من‬
‫خالله األهمية الكبرى التي أولتها الدولة و مؤسساتها – (البرلمان‪ :‬التشريع‪ +‬و ازرة العدل و النيابة العامة‪ :‬التنفيذ و المراقبة)‬
‫و حرصها على التدخل كلما اقتضى األمر ذلك للحفاظ على األمن المهني لهذه الشريحة التي لها من األهمية الكبرى في‬
‫منظومة العدالة و في مساعدة السلطة القضائية وفق ما أكد عليه دستور المملكة المغربية لسنة ‪.7111‬‬

‫‪29‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬
‫أوال‪ :‬مراقبة النيابة العامة لمرحلة الولوج إلى مهنة المحاماة‬

‫يأتي الدور الرئيسي الذي تضطلع به النيابة العامة في المراقبة القبلية خالل مرحة‬
‫الولوج إلى مهنة المحاماة‪ ،‬و ذلك من خالل إجراء بحث أولي حول المرشح الناجح في‬
‫امتحان مزاولة المهنة‪ ،‬قصد تقييده في الئحة التمرين‪ ،32‬حيث يتقدم المترشح بطلب التسجيل‬
‫بإحدى هيئات المحامين بالمغرب إلى نقيب الهيئة التي ينوي قضاء مدة التمرين بها‪ ،‬فيلتمس‬
‫هذا األخير‪-‬أي النقيب‪ -‬بإحالة ملف الطلب المقدم له إلى الوكيل العام للملك بمحكمة‬
‫االستئناف التابعة لها الهيئة‪ ،‬الذي له من الوسائل و اإلمكانيات ما ال يوجد لدى الهيئة‪ ،‬و‬
‫ذلك قصد البحث في أخالق المترشح الناجح‪ ،‬عن طريق بمختلف الوسائل الممكنة‪ ،33‬حيث‬
‫يقوم الوكيل العام بإحالة الملف على الشرطة القضائية و على السلطة المحلية لمحل سكناه‪،‬‬

‫‪ _32‬حيث نصت المادة ‪ 11‬من القانون ‪ 72112‬المنظم لمهنة المحاماة ‪ " :‬يقد طلب الترشيح للتقييد في الئحة المحامين‬
‫المتمرنين إلى نقيب الهيئة التي ينوي المترشح قضاء مدة التمرين بها‪ ،‬و ذلك خالل شهري مارس و أكتوبر من كل سنة‪.‬‬
‫يرفق الطلب وجوبا بما يلي ‪:‬‬
‫‪.1‬الوثائق المثبة لتوفر المترشح على الشروط المنصوص عليها في المادة الخامسة أعاله؛‬
‫‪. 7‬سند التزام صادر عن محام مقيد بالجدول منذ خمس سنوات على األقل‪ ،‬و حاصل على إذن كتابي مسبق من النقيب‬
‫يتعهد بمقتضاه‪ ،‬أن يشرف على تمرين المترشح بمكتبه وفق القواعد المهنية‪.‬‬
‫يمكن للنقيب‪ ،‬تعيين هذا المحامي‪ ،‬عند االقتضاء‪.‬‬
‫يجري مجلس الهيئة بحث حول أخالق المترشح بجميع الوسائل التي يراها مناسبة‪.‬‬
‫يبت المجلس في الطلبات المستوفية لكافة الوثائق و عناصر البحث خالل أجل ال يتعدى أربعة أشهر من تاريخ تقديم‬
‫الطلب؛‬
‫ال يتخذ مقرر بالرفض إال بعد االستماع للمترشح من طرف مجلس الهيئة‪ ،‬أو بعد انصرام أجل خمسة عشرة يوما على‬
‫التوصل باالستدعاء في عنوانه المدلى به من طرفه‪ ،‬أو تعذر ذلك؛‬
‫يبلغ مقرر القبول أو الرفض إلى المترشح‪ ،‬و إلى الوكيل العام للملك‪ ،‬داخل أجل خمسة عشر يوما من صدوره‪.‬‬
‫يعتبر الطلب مرفوضا في حالة عدم تبليغ مقرر المجلس خالل الخمسة عشر يوما التالية النتهاء األجل المحدد للبت في‬
‫الطلب"‪.‬‬
‫‪ _ 33‬عادل عقا و الجاللي‪ " ،‬دور النيابة العامة في مراقبة المهن القضائية‪ ،‬بحث نهاية التمرين للملحقين القضائيين بالمعهد‬
‫العالي للقضاء‪ ،‬الفوج ‪ ،49‬لسنة ‪ ،711.17111‬ص ‪.9‬‬

‫‪30‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫و حين توصله بالنتيجة يحيلها على مجلس الهيئة‪ ،34‬على أن ال تتعدى المدة القانونية‬
‫إجماال للبت في الطلب من قبل الهيئة أجل أربعة أشهر إلصدار قرار القبول أو الرفض‪،‬‬
‫على أن يتم إبالغ كل من المترشح و الوكيل العام للملك بالقرار المذكور داخل أجل خمسة‬
‫عشر يوما‪ ،35‬حتى يتسنى تبليغ الوكيل العام بيوم انعقاد جلسة القسم‪.36‬‬

‫و استكماال لما تقدم‪ ،‬فإن حضور النيابة العامة أيضا أثناء ولوجية المحامي المتمرن‬
‫يكون بحقها في الطعن في المقرر الصادر عن الهيئة في حال تبين لها وجود شائبة حول‬
‫المترشح‪ ،‬و في ذلك صدر قرار لمحكمة النقض المؤرخ في ‪ 1‬غشت ‪ ،370.33‬حيث تقدم‬
‫طالب النقض –المترشح‪ -‬بمقاله الرامي إلى عدم احترام مقتضيات الفصل ‪ 42‬من القانون‬
‫الجنائي و المادة ‪ 84.‬من قانون المسطرة الجنائية بشأن تقادم الحكم النهائي الصادر بحقه‬
‫من أجل متابعة جنحية‪ ،‬و جاء في حيثيات القرار تقدم الوكيل العام للملك لدى محكمة‬
‫االستئناف بطنجة لدى غرفة المشورة‪ ،‬بمقال يرمي إلى الطعن في القرار الصادر عن هيئة‬
‫المحامين بنفس الدائرة القضائية بشأن تقييد المعني بالئحة التمرين‪ ،‬بانيا طعنه على سلبية‬

‫‪ _34‬و يبقى أجل البحث غير محدد كإجراء وقتي من قبل الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف‪ ،‬فبمجرد ما يتوصل‬
‫بطلب إجراء البحث حول المترشح يحيله فو ار على جهات البحث و التحري المختصة في أجل قد يحدد من قبل الوكيل‬
‫العام أو يأمر بإعداد هذه البحث في أقرب اآلجال الممكنة وفقا للسلطة التقديرية الممنوحة له في تدبير الزمن القضائي‬
‫للملفات المحالة عليه‪ ،‬خاصة أن المشرع المغربي قيد أجل البت في الطلب في أمد أربعة أشهر‪ ،‬خصوصا أن هذه الجهة‬
‫و‬ ‫لها صالحيات متعددة‪ ،‬و خاصة الدور الرئيسي و اإلنضمامي وفقا للمواد من ‪ 9‬إلى ‪ 11‬من قانون المسطرة المدنية‪،‬‬
‫أيظا بموجب نصوص خاصة كما هو الحال بالنسبة للقانون المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬التي لها بطبيعة هذا القانون دور‬
‫رئيسي في أغلب المقتضيات المعلقة به‪،‬‬
‫‪ _ 35‬بحيث يعتبر جزاء عدم تبليغ مقرر المجلس بشأن قبول أو رفض تسجيل طلب الترشيح داخل أجل ‪ 14‬يوم من يوم‬
‫البت في الطلب بمثابة رفض‪.‬‬
‫‪ _36‬حيث أكدت المادة ‪ 17‬من ق‪.‬م في فقرتها الثالثة على حضور الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف لجلسة‬
‫القسم التي يرأسها الرئيس األول‪ ،‬و كذا نقيب الهيئة الذي يتولى تقديم المترشحين المقبولين رسميا في الئحة التمرين لدى‬
‫هيئته‪.‬‬
‫‪ _37‬قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ .‬غشت ‪ ،7111‬في الملف المدني رقم ‪ ،7111/9/1/1144‬و المنشور‬
‫سلسلة إصدارات المكتب الفني لمحكمة النقض – مهنة المحاماة في ضوء ق اررات محكمة النقض‪ ،-‬العدد الرابع‪ ،‬لسنة‬
‫‪ ،7112‬ص ‪.31‬‬

‫‪31‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫نتائج البحث المجرى حول المترشح‪ ،‬بحيث سبق أن صدر في حقه حكم قضائي نهائي‬
‫بإدانته من أجل الغش في االمتحانات و انتحال هوية الغير من خالل استعمال وثيقة تخص‬
‫الغير و التسبب في ضرر للشواهد المعتمدة التي تسلمها الدولة‪ ،‬و قضى الحكم السابق‬
‫بمعاقبته بغرامة قدرها ‪ 3...‬درهم‪ ،‬و أن العقوبة و بالرغم من تقادمها فهي منافية للشروط‬
‫العامة المنصوص عليها بموجب المادة الخامسة من القانون ‪ 0....‬المنظم لمهنة‬
‫المحاماة‪ ،38‬و به بقائها حائلة دون االستجابة لطلب التقييد بالئحة التمرين‪.‬‬

‫األمر الذي سايرته غرفة المشورة لمحكمة االستئناف السابق ذكرها‪ ،‬باستبعادها لتقادم‬
‫الحكم النهائي‪ ،‬مؤسسة ذلك على المادة الخامسة من القانون ‪ ،0....‬و معه الركون لكون‬
‫األفعال منافية و مخالفة لمبادئ الشرف و المروءة و األخالق و حسن السلوك وفقا لشروط‬
‫المادة الخامسة المذكورة‪ ،‬و معه أيدت محكمة النقض القرار المذكور في كون المحكمة لم‬
‫تخرق القواعد القانونية المحتج بخرقها‪ ،‬وقضت برفض طلب الطاعن ‪ -‬المترشح‪ -‬و تحميله‬
‫الصائر‪.‬‬

‫و من جهة أخرى يأتي حضور النيابة العامة أيضا أثناء مرحلة التسجيل بالجدول‪،‬‬
‫وذلك بعد أن يتم تقديم الطلب من المحامي المتمرن الذي استكمل مدة التمرين المحددة في‬
‫ثالث سنوات‪ ،39‬و للمعفى من شهادة األهلية قانونا‪ ،40‬بحيث يتم تبليغ مقرر قبول التسجيل‬

‫‪ _38‬نصت المادة ‪ 4‬من القانون ‪ 72112‬المنظم لمهنة المحاماة على أنه ‪ " :‬يشترط في المترشح لمهنة المحاماة‪:‬‬
‫‪..‬‬
‫‪ _ 4‬أن ال يكون مدانا قضائيا أو تأديبيا بسبب ارتكابه أفعاال منافية للشرف و المروءة أو حسن السلوك و لو رد اعتباره‪.‬‬
‫‪."..‬‬
‫‪ _39‬حيث نصت المادة ‪ 13‬من ق‪.‬م ‪ " :‬تستغرق مدة التمرين ثالث سنوات يقوم المحامي المتمرن خاللها بااللتزامات‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪. 1‬الممارسة بصفة فعلية في مكتب محام يتوفر على الشروط و األقدمية المحددة في المادة ‪ 11‬أعاله؛ (‪ 4‬سنوات على‬
‫األقل)؛‬
‫‪ .7‬الحضور في الجلسات بالمحاكم؛‬
‫‪ .4‬المواظبة على الحضور في ندوات التمرين و المشاركة في أشغالها"‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫في الجدول المذكور إلى المعني باألمر و إلى الوكيل العام للملك داخل أجل أقصاه ‪ 34‬يوما‬
‫من صدوره‪.41‬‬

‫بغرفتيها األولى‪-‬‬ ‫‪42‬‬


‫صادر عن محكمة النقض‬
‫ا‬ ‫ار فريدا‬
‫و ضمن نفس السياق نورد قر ا‬
‫المدنية و اإلدارية‪ ،‬بتاريخ ‪ ،0.33/30/08‬و الذي جاء في حيثياته أن الطاعن تقدم أمام‬
‫نقيب هيئة المحامين بتطوان بطلب التسجيل بجدول الهيئة‪ ،‬و أنه كان قاضيا يزاول وظيفته‬
‫بصفته نائبا للوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف بالقنيطرة‪ ،‬إلى أن تم عزله بتاريخ‬
‫‪ 0.38/.0/3.‬بسبب موقف يكتسي صبغة سياسية و اإلخالل بواجب التحفظ‪ ،‬ملتمسا‬
‫تسجيله بجدول الهيئة المذكورة‪ ،‬فأصدر النقيب قرار بقبول طلبه و إدراج اسمه بجدول‬
‫الهيئة‪ ،‬و األمر بتبليغ القرار إلى الوكيل العام للملك لدى نفس الدائرة القضائية‪ ،‬قصد تحديد‬
‫جلسة أداء اليمين‪ ،‬فتقدم هذا األخير بطعن مؤسس على المادة ‪ 4‬من القانون المنظم لمهنة‬
‫المحاماة‪ ،‬بكون المترشح قد سبق الحكم عليه بعقوبة تأديبية المتمثلة في عزله الرتكابه‬
‫ألفعال منافية للشرف و المروءة‪ ،‬و كون المادة ‪ 3.‬من نفس القانون ال تجيز اإلعفاء في‬
‫حق القضاة الذين صدر ضدهم عقوبة العزل‪ ،‬و بالتالي يتحتم على الطاعن وجوب اجتياز‬
‫مباراة االلتحاق بالرغم من قضائه مدة ‪ 33‬سنة كقاض‪ ،‬و به قضت محكمة االستئناف‬
‫باالستجابة للطعن المقدم من الوكيل العام للملك‪ ،‬بإلغاء القرار عدد ‪ 0.38/11.‬المؤرخ في‬
‫‪ 0.38/3./30‬عن مجلس هيئة تطوان بقبول طلب تسجيل المترشح بالجدول و الحكم‬
‫برفض الطلب‪ ،‬و هو القرار المطعون بشأنه بالنقض‪.‬‬

‫فأجابت محكمة النقض على أن الوسيلة األولى و الوحيدة‪ ،‬بصحة ما عابه الطاعن‬
‫على القرار‪ ،‬حيث أن العبرة في النصوص بغاياتها و مقاصدها‪ ،‬و عليه فإن المادة ‪ 3.‬من‬

‫‪ _40‬و ذلك بموجب المادة ‪ 12‬من ق‪.‬م‪.‬‬


‫‪ _41‬وفقا للمادة ‪ 71‬من ق‪.‬م فقرتها الرابعة‪.‬‬
‫‪ _42‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ 7/.21‬بتاريخ ‪ 7119/17/79‬في الملف اإلداري عدد ‪ ،7112/7/3/774‬غير‬
‫منشور‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫القانون ‪ 0....‬نصت على إعفاء القضاة الذين قضوا ثماني سنوات على األقل في ممارسة‬
‫القضاء و قدماء القضاة من الدرجة الثانية أو من درجة تفوقها بعد قبول استقالتهم أو إحالتهم‬
‫على التقاعد ما لم يكن ذلك لسبب تأديبي‪ ،‬و كون الحالتين أعاله جاءت لتحدد الحد األدنى‬
‫و األعلى‪ ،‬و بالتالي يدخل في نطاق هذه المادة العزل و كافة الحاالت األخرى التي يغادر‬
‫فيها القاضي من الدرجة الثانية سلك القضاء دون إدانة قضائية أو تأديبية محصورة في‬
‫الشروط العامة للولوج لمهنة المحاماة‪ ،‬كما هو مؤكد بمقتضى المادة ‪ 4‬من نفس القانون‪ ،‬و‬
‫عليه فكون الفعل المتخذ بسببه العزل و إن كان يدخل في دائرة األفعال التي تخل بواجب‬
‫التحفظ للقاضي‪ ،‬من خالل اتخاذ موقف ذو صبغة سياسية منافي مع مهنة القضاء‪ ،‬فهو ال‬
‫يتنافى مع مهنة المحاماة‪ ،‬و بالتالي ال يدخل ضمن نطاق األفعال المخلة بانخراط الطاعن‬
‫بالنقض‪ ،‬و به تكون المحكمة المصدرة للقرار المطعون فيه خارقة للقانون و عرضت قرارها‬
‫للنقض‪.43‬‬

‫و من خالل ما تقدم يتضح لنا جليا طبيعة الدور األساسي للوكيل العام الذي يكتسي‬
‫طابعا رقابيا إجرائيا‪ ،‬و ذلك بموجب ما أقره المشرع المغربي أثناء تنظيمه لمهنة المحاماة‪،‬‬
‫إلى جانب الهيئة الخاصة بالمحامين‪ ،‬بضرورة تبليغها بالطلبات المقدمة لها من المترشحين‬
‫الناجحين ل لولوج لهذه المهنة الشريفة‪ ،‬وأفرد لها حق الطعن في مقررات الهيئة بهذا‬
‫الخصوص‪ ،‬خصوصا في هذه المرحلة القبيلة و المهمة بالنسبة للحياة المهنية للمحامي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬رقابة النيابة العامة لولوجية المفوض القضائي‬


‫لم يخصص القانون ‪ .3..1‬المنظم لمهنة المفوضين القضائيين الصادر بسنة ‪،0..8‬‬
‫حي از للحديث عن مراقبة النيابة العامة للولوجية إلى هذه المهنة أو أثناء مراحل التمرين إلى‬

‫‪ _ 43‬فقضت محكمة النقض بنقض القرار المطعون فيه و بإحالة القضية على نفس المحكمة لتبث فيه وفقا للقانون‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫حين الترسيم الفعلي ألداء المهام كنوع من الرقابة القبلية‪ ،‬إلى أن تم تدارك ذلك من خالل‬
‫المرسوم التطبيقي لتفعيل أحكام القانون السالف الذكر الصادر سنة ‪.440...‬‬

‫و يأتي دور النيابة العامة في هذه المرحلة القبلية على وجه الخصوص في ما أكدت‬
‫عليه المادة ‪ 4‬من المرسوم السالف الذكر‪ ،‬إذ يتضح ذلك من خالل فترة التكوين التي‬
‫يقضيها المتدرب بالمعهد العالي للقضاء‪ ،‬و التي يخضع فيها لمراقبة الوكيل العام للملك لدى‬
‫محكمة االستئناف خالل المدة الزمنية المحددة في ستة أشهر في محكمة أو لدى مفوض‬
‫قضائي‪ ،45‬بجميع الطرق التي يراها مفيدة للبحث حول سيرة المتدرب و مدى حسن أهليته‬
‫األخالقية لتحمل األعباء المهنية‪.‬‬

‫و إلى جانب ذلك فإن حضور النيابة العامة أيضا يبقى أساسيا و فعليا‪ ،‬و ذلك من‬
‫خالل تركيب اللجنة المشرفة على المباراة و كذا اختبار نهاية التكوين‪ ،46‬بعضوية أربعة‬

‫‪ _44‬يتعلق األمر بالمرسوم رقم ‪ 71121427‬الصادر في ‪ 72‬من شوال ‪ 72( 137.‬أكتوبر ‪ )7112‬بتطبيق أحكام القانون‬
‫رقم ‪ 21114‬بتنظيم مهنة المفوضين القضائيين‪ ،‬و المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4922‬بتاريخ فاتح ديسمبر ‪ ،7112‬ص‬
‫‪.34.2‬‬
‫‪ _45‬جاء نص المادة ‪ 4‬من المرسوم التطبيقي ألحكام القانون ‪ 21114‬بمثابة القانون المنظم لمهنة المفوضين القضائيين‬
‫لتؤكد على أنه ‪ " :‬يقضي المتدرب فترة التكوين التي تحدد في ستة أشهر بالمعهد العالي للقضاء‪ ،‬و بتنسيق مع مديرية‬
‫الشؤون المدنية‪.‬‬
‫تشتمل هذه الفترة على ‪:‬‬
‫أ)طور للدراسات و األشغال التطبيقية بالمعهد العالي للقضاء مدته ثالثة أشهر‪ ،‬يرمي إلى تأهيله لمزاولة مهنة مفوض‬
‫قضائي بواسطة تعليم خاص‪ ،‬يشمل على الخصوص المقتضيات القانونية المتعلقة بتنظيم مهنة المفوضين القضائيين‬
‫والقواعد المسطرية المتعلقة بالتبليغ و بإجراءات تنفيذ األوامر و األحكام و الق اررات و العقود و السندات التي لها قوة‬
‫تنفيذية‪ ،‬و كذا مختلف اإلجراءات القضائية األخرى؛‬
‫ب) تدريب مدته ثالثة أشهر بكتابة ضبط محاكم االستئناف‪ ،‬و بمكاتب مفوضين قضائيين تحدد باقتراح من رئيس الهيئة‬
‫الوطنية للمفوضين القضائيين أو من ينوب عنه‪.‬‬
‫ال تصرف للمتدرب أي أجرة خالل قترة التكوين‪.‬‬
‫يجري التكوين تحت إشراف المعهد العالي للقضاء طيلة فترة التكوين و كذا تحت مراقبة الوكيل العام للملك خالل مدة مقام‬
‫المتدرب في محكمة أو لدى مفوض قضائي"‪.‬‬
‫‪ _46‬نصت المادة ‪ 11‬من نفس المرسوم التطبيقي على ما يلي ‪ " :‬تتركب اللجنة المشرفة على المباراة و اختبار نهاية‬
‫التكوين من ‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫وكالء عامين للملك لدى محاكم االستئناف بتعيين من وزير العدل‪ ،47‬و أيضا فقد حددت‬
‫ضمن اللجنة المنصوص عليها في المادة ‪ 1‬من القانون‬ ‫‪48‬‬
‫المادة ‪ 30‬من نفس المرسوم‬
‫‪ 13...‬على عضوية الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف‪ ،‬التي يستشيرها وزير العدل‬
‫عند منحه للترخيص بمزاولة المهنة فعليا‪.49‬‬

‫و هنا يطرح إشكال تنازع االختصاص في اإلشراف على المهن القانونية والقضائية‪،‬‬
‫خصوصا ما جاء كمستجد متعلق بنقل اختصاصات السلطة الحكومية المكلفة بالعدل من‬
‫وزير العدل إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بصفته رئيسا للنيابة العامة‪ ،‬و ذلك‬
‫بموجب القانون ‪ 11.33‬الصادر سنة ‪.500.33‬‬

‫‪-‬مدير الشؤون المدنية بصفته رئيسا؛‬


‫‪-‬المدير العام للمعهد العالي للقضاء؛‬
‫‪-‬أربعة رؤساء أولين لدى محام االستئناف؛‬
‫‪-‬أربعة والء عامين للملك لدى محاكم استئناف؛‬
‫‪-‬رئيس الهيئة الوطنية للمفوضين القضائيين أو من ينتدبه لهذه الغاية"‪.‬‬
‫‪ _47‬أيضا نصت المادة ‪ 11‬من نفس المرسوم ‪ " :‬يعين أعضاء اللجنة المشرفة على مباراة و اختبار نهاية التكوين‬
‫و كذا نواب لهم بقرار لوزير العدل‪.‬‬
‫‪ _48‬نصت المادة المذكورة على أنه ‪ " :‬تتألف اللجنة من ‪:‬‬
‫‪-‬مدير الشؤون المدنية بصفته رئيسا؛‬
‫‪-‬رئيس أول لمحكمة استئناف؛‬
‫‪-‬وكيل عام للملك لدى محكمة استئناف؛‬
‫‪-‬ممثلين اثنين للمفوضين القضائيين تنتدبهما الهيئة الوطنية للمفوضين القضائيين"‪.‬‬
‫‪ _ 49‬و بالتالي يتضح جليا أن حضور النيابة العامة كنوع من الرقابة القبلية على ولوجية المفوض القضائي‪ ،‬يكتسي طبيعة‬
‫تداخلية بين الوكيل العام للملك و ذلك تحت إشراف وزير العدل‪ ،‬الذي يمنح الترخيص للمفوض القضائي المتدرب الناجح‬
‫فعليا للولوج للمهنة‪.‬‬
‫‪ _50‬ظهير شريف رقم ‪ 1112124‬صادر في ‪ 2‬ذي الحجة ‪ 1342‬الموافق ل ‪ 41‬أغسطس بتنفيذ القانون رقم ‪44112‬‬
‫المتعلق بنقل اختصاصات السلطة الحكومية المكلفة بالعدل إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بصفته رئيسا للنيابة‬
‫العامة و بسن قواعد لتنظيم رئاسة النيابة العامة‪ ،‬الصادر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 9914‬بتاريخ ‪ 72‬ذو الحجة ‪1342‬‬
‫الموافق ل ‪ 12‬ديسمبر ‪ ،7112‬ص ‪.4144‬‬

‫‪36‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫الصادر عن رئيس النيابة العامة المؤرخ في ‪ 0‬يناير ‪،0.3.‬‬ ‫‪51‬‬


‫و من خالل المنشور‬
‫الموجه إلى أعضاء النيابة بجميع محاكم المملكة‪ ،‬في موضوع اإلشعار بقضايا المهن‬
‫القضائية‪ ،‬فقد أكد على أنه و في ظل التحوالت التشريعية و المتغيرات المواكبة لتنزيل‬
‫مضامين الدستور السادس للمملكة المغربية لسنة ‪ ،0.33‬و المؤكد على االرتقاء بالقضاء‬
‫كسلطة قضائية مستقلة عن السلطتين التشريعية و التنفيذية‪ ،52‬و تالفيا ألي لبس بهذا‬
‫الخصوص فقد تم التأكيد على عدم وجود أي تأثير بهذا الخصوص على الصالحيات‬
‫المخولة قانونا لو ازرة العدل لإلشراف على مهنة المفوضين القضائيين و أيضا باقي المهن‬
‫األخرى وفقا لألحكام القانونية المنظمة لعملها و الواردة في المنشور ‪-‬دون المحاماة‪ ، -‬ومنه‬
‫فال صلة بممارسة السلطة المكلفة بالعدل لصالحياتها على المهن القانونية و القضائية من‬
‫مساس الستقالل أعضاء النيابة العامة‪ ،‬و بالتالي استمرار األخيرة في االضطالع بدورها في‬
‫إشعار وزير العدل بكل اإلجراءات القضائية المتخذة‪ ،‬التي قد تصاحب عمل المفوض‬
‫القضائي و على خصوص مرحلة الولوج للمهنة‪.53‬‬

‫‪ _51‬يقصد بالمنشور‪ :‬كتاب ينشر على جميع الجهات‪ ،‬و على نطاق واسع‪ ،‬تفسي ار لق اررات أو تنبيها لتعليمات سابقة‪ ،‬فهو‬
‫وث يقة إدارية تحتوي على ق اررات أو أوامر أو تعليمات تنشر كاملة أو ملخصة و تداع على جميع الموظفين و المستخدمين‬
‫للعلم بها و اتباعها‪ ،‬و يطلق عليها كذلك باسم الدوريات‪.‬‬
‫للتوسع راجع ‪ :‬يوسف أدريرو‪ ،‬المنشور‪ :‬مفهومه و طبيعته القانونية‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة القضاء اإلداري‪ ،‬العدد ‪،4‬‬
‫صيف‪/‬خريف ‪ ،7114‬ص ‪.49‬‬
‫‪ _52‬وفقا ألحكام الباب السابع منه‪ ،‬و على الخصوص الفصل ‪ 112‬منه الذي جاء فيه‪ " :‬السلطة القضائية مستقلة عن‬
‫السلطتين التشريعية و عن السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫الملك هو الضامن الستقالل السلطة القضائية"‪.‬‬
‫‪ _53‬و من منظورنا الشخصي فإن ما جاء به المنشور الصادر عن رئييس النيابة العامة بخصوص توضيح سلطة اإلشراف‬
‫على مهنة المفوض القضائي‪ ،‬تستدعي وفقا ألحكام القانون المنظم للمهنة‪ ،‬لما فيه من تداخل بين سلطة وزير العدل و‬
‫صالحيات النيابة العامة‪ ،‬و تبعية ل منهما لسلطة مستقلة‪ ،‬تقتضي على الدوام استحضار المبدأ الدستوري المكرس بموجب‬
‫الفصل األول من دستور ‪ 7.‬يوليو ‪ ، 7111‬المؤكد في فقرته الثانية على فصل السلط لكن في نطاق التعاون و التشارك و‬
‫التوازن بينها‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫و يمكن القول على أن طبيعة الدور الذي تلعبه النيابة العامة أثناء مراقبتها للولوجية‬
‫لمهنة المفوض القضائي كدور ثانوي‪ ،‬ال يقل أهمية عن ما جاء خالل مراحل المواكبة‬
‫التشريعية الخاصة بتقنين المهن القضائية‪ ،‬كما هو الحال عند إخراج القانون ‪ 0....‬المنظم‬
‫لمهنة المحاماة‪ ،‬و كذلك األمر بالنسبة للقانون ‪ 10..1‬المنظم لمهنة التوثيق‪ ،‬اللذين تبرز‬
‫من خاللهما قوة حضور النيابة العامة في المراقبة القبلية على المهنيين‪.54‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الدور القبلي للنيابة العامة في مراقبة المهن التوثيقية‬

‫يأتي الحديث عن مدى حضور النيابة العامة أساسيا من قبلنا‪ ،‬لمحاولة البحث في‬
‫القوانين المنظمة لكل من التوثيق العصري بموجب القانون رقم ‪( 10..1‬أوال)‪ ،‬و ذلك من‬
‫خالل حرص المشرع المغربي على تفعيل الدور الرقابي القبلي أثناء إخراج هذا القانون وما‬
‫يأتي بعده من مراقبة سابقة لمرحلة مراقبة أدائه لعمله على أكمل وجه وفقا للضوابط‬
‫القانونية‪ ،‬و هو األمر نفسه بالنسبة للتوثيق العدلي (ثانيا) الذي يلعب دو ار فاعال في تفعيل‬
‫القواعد المتصلة بالمعامالت الختالفها و توثيق الحقوق الشخصية كذلك من خالل القانون‬
‫‪ ،5538..1‬كمهن ذات طبيعة حرة و المهام التوثيقية‪ ،‬مع مراعاة خصوصية التدخل و‬
‫التنظيم المراد إب ارزه‪.‬‬

‫‪ _ 54‬يبقى مآل المقارنة بينا أثناء الحديث عن المراقبة القبلية للنيابة العامة على مهنة المفوض القضائي‪ ،‬خصوصا أن هذا‬
‫ا لقانون جاء بعد مخاض تشريعي و في مرحلة أساسية للرقي باألعوان القضائيين و منحهم الدور األساسي لتفعيل المهام‬
‫الرئيسية لتب ليغ و تنفيذ مختلف المساطر القانونية التي يرجع لهم االختصاص فيها‪ ،‬إال أنه و من جاب المقارنة يبقى الدور‬
‫التي تقوم به النيابة العامة في مراقبتها لهذه المهنة في مراحلها األولى القبلية ضيقا‪ ،‬كدور ابتغى م ورائه المشرع المغربي‬
‫بقاء هذه المهنة تحت مراقبة و إشراف و ازرة العدل بشكل رئيسي‪ ،‬في انتظار ما ستأتي به المتغيرات التشريعية من جديد‪.‬‬
‫‪ _55‬للتوسع راجع‪ :‬سليمان أدخول‪ ،‬المدخل لدراسة الطبيعة القانونية لعمل العدول في مجال الحقوق العينية‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫لسنة ‪ ،7112‬دار السالم‪-‬الرباط‪.11 ،‬‬

‫‪38‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬
‫أوال‪ :‬غاية الدور القبلي للنيابة العامة في تفعيل مقتضيات القانون ‪90.23‬‬
‫عمل المشرع المغربي و منذ سنه للقانون ‪ 10..1‬المنظم لمهنة التوثيق‪ ،‬إلى محاولة‬
‫إبالء النيابة العامة هامشا أكبر من خالل األدوار الهامة التي تختص بها إلى جاب العديد‬
‫من الجهات األخرى الغير القضائية‪ ،‬محاولة منه إلى فرض نوع من الرقابة على سير عمل‬
‫الموثق‪.‬‬

‫و حديثا عن ما يهمنا في محاولة الستقراء أهم ما جاء به التشريع المهني الخاص‬


‫بالموثقين من رقابة قبلية‪ ،‬فقد برز الدور األساسي الذي تضطلع به النيابة العامة في شخص‬
‫الوكيل العام للملك‪ ،‬إبان إخراج القانون ‪ 10..1‬والعمل على تنزيله و تفعيل أحكامه‪ ،‬و الذي‬
‫نسخ ما كان سابقا في ظهير ‪ 2‬مايو ‪ ،563104‬فعند دخول القانون الجديد حيز التنفيذ جاء‬
‫حضورها بطبيعة رقابية أساسية خالل فترة انتقالية لتفعيل مقتضيات هذه القانون‪ ،‬حيث‬
‫أكدت المادة ‪ 30.‬في فقرتها السادسة على إدالء الموثقين بتصريح أمام الوكيل العام للملك‬
‫التابع له مقر عمله‪ ،‬يوضح و داخل أجل ‪ 1.‬يوم من تاريخ نشر القانون بالجريدة الرسمية‪،‬‬
‫بيانا ألسماء المسجلين لديه للتمرين بمكتبه‪ ،‬تحت طائلة إثارة مسؤوليته المهنية‪ ،57‬و هذا‬
‫األمر ما فيه إال تأكيد على أن خلفية المشرع وراء ابتغاء هذا الدور بطبيعته نوعا من الرقابة‬
‫القبلية أثناء مرحلة العمل على تنفيذ أحكام القانون الجديد‪ .‬و نفس الطبيعة تتجلى أيضا‬
‫خالل مرحلة الولوج إلى المهنة‪ ،‬و ذلك بالحرص على أنه من أجل القبول األولي الجتياز‬
‫االمتحان المهني خالل هذه المرحلة االنتقالية لتفعيل القانون المنظم للمهنة بشروط واجب‬

‫‪ _56‬جاءت المادة ‪ 147‬من القانون ‪ 4711.‬لتؤكد على أنه ‪ " :‬تنسخ مقتضيات الظهير الشريف الصادر في ‪ 11‬شوال‬
‫‪ 3 ( 1434‬مايو ‪ )1.74‬المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق باستثناء الفصل ‪ 4.‬فيما يتعلق منه بتنظيم صدوق التأمين‬
‫للموثقين و تمويله"‪.‬‬
‫‪ _57‬حيث أكدت الفقرة األخيرة من نفس المادة على الجزاء التشريعي الصريح و ذلك من خالل ‪ .. " :‬يدلي كل موثق‪،‬‬
‫تحت مسؤوليته‪ ،‬داخل أجل ثالثين يوما من تاريخ نشر هذا القانون بالجريدة الرسمية‪ ،‬يتصريح أمام الوكيل العام للملك لدى‬
‫محكمة االستئناف التي يوجد بدائرتها مقر مكتب الموثق‪" ... ،‬‬

‫‪39‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫توفرها‪ ،58‬كان لزاما أن يأتي الدور األولي للنيابة العامة إلخضاع نوع من الرقابة األولية‬
‫على من سيلج لهذه المهنة‪ ،‬و ذلك حرصا على تمام العملية المسطرية التي ستقوم النيابة‬
‫العامة من خاللها بالبحث حول سيرة المترشح ومدى توافر أهليته األخالقية و حسن سلوكه‬
‫داخل وسطه االجتماعي‪ ،‬لغاية مثلى تتجلى في الحرص على حسن سير الوسط المهني‬
‫للموثقين‪.‬‬

‫و جهة أخرى فقد لعبت النيابة العامة دو ار هاما في تشكيل المجلس الوطني و أيضا‬
‫المجالس الجهوية للموثقين إلى جانب جهات قضائية أخرى‪ ،‬حيث جعلها المشرع المغربي‬
‫ضمن اللجنة الخاصة الساهرة على اإلشراف في تأسيس هذه األخيرة وفقا لما أتى في‬
‫المادتين ‪ 301‬و ‪ 31.‬من نفس القانون المنظم لمهنة التوثيق‪ ،59‬و التي بعد قيامها بالمتعين‬
‫ستنحل بقوة القانون‪.60‬‬

‫‪ _58‬هذه الشروط الخاصة بالقبول الجتياز االمتحان المهني التي هي ‪:‬‬


‫أ‪ .‬المرشحون الحاصلون على إحدى الشهادات المسلمة من مدارس التوثيق المعترف بمعادلتها من طرف الدولة‪ ،‬الذين‬
‫قضوا فترة تمرين لمدة ‪ 3‬سنوات بمكتب أحد الموثقين بالمغرب‪.‬‬
‫ب‪ .‬المقيدون في التمرين بصفة كتاب أولين بمكتب توثيقي منذ سنتين على األقل‪.‬‬
‫ج‪ .‬المقيدون في التمرين بصفة كتاب م الدرجة الثانية بمكتب توثيقي منذ أربع سنوات على األقل‪ ،‬و ال تسري أحكام هذا‬
‫البند على المقيدين في التمرين بعد نشر هذا القانون بالجريدة الرسمية‪.‬‬
‫‪ _59‬حيث جاء نص المادة ‪ 17.‬من القانون ‪ 4711.‬مؤكدا على أنه ‪ ":‬تحدث و ازرة العدل لجانا على صعيد دوائر محاكم‬
‫االستئناف تتألف كل واحدة منها من مستشارين اثنين على األقل بمحكمة االستئناف‪ ،‬و نائبين للوكيل العام للملك لديها‪ ،‬و‬
‫ستة موثقين ي تم اختيارهم من بين موثقي دائرة نفس المحكمة‪ ،‬على أن ال يكونوا من بين المترشحين لمنصب رئيس‬
‫المجلس الجهوي أو لعضوية المجلس‪ ،‬يعهد إليها في أجل أقصاه تسعة أشهر من تاريخ سريان العمل بهذا القانون‬
‫باإلشراف على تأسيس المجالس الجهوية و انتخاب رؤسائها و أعضاء مكاتبها بقصد إحداث المجلس الوطني للموثقين‪،‬‬
‫وفق الشروط و اإلجراءات المنصوص عليها في هذا القانون"‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 141‬الموالية لها فقد جاء فيها ‪ ":‬يعهد إلى الرئيس األول لمحكمة االستئناف لمحكمة الرباط و الوكيل العام‬
‫للملك لديها‪ ،‬باإلشراف على تكوين لجنة تتألف من أربعة قضاة من الدرجة الثانية على األقل‪ ،‬اثنان منهم من قضاة الحكم‬
‫و اثنان م قضاة النيابة العامة‪ ،‬و أربعة موثقين من دائرة نفس المحكمة شريطة أن ال يكونوا م بينهم رئيس المجلس الجهوي‬
‫و ال عضو من أعضائه‪ ،‬و أن ال يكون أي عضو من هؤالء الموثقين مترشحا لمنصب رئيس المجلس الوطني للموثقين أو‬
‫لعضوية هذا المجلس‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫بطبيعته‬ ‫‪61‬‬
‫و من زاوية أخرى و بحثا منا حضور النيابة العامة في التشريع التوثيقي‬
‫ليؤكد على‬ ‫‪62‬‬
‫الرقابية القبلية‪ ،‬فقد جاء المرسوم التطبيقي ألحكام القانون المنظم لمهنة التوثيق‬
‫عضوية النيابة العامة في اللجنة المشرفة على المباراة و كيفية عملها‪.63‬‬

‫وأيضا فإن الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف هو من يحدد مكتب التمرين‬
‫وذلك باقتراح من رئيس المجلس الجهوي للموثقين‪ ،‬و كذلك األمر عند طلب تغيير المكتب‬
‫خالل فترة التمرين من طرف المتمرن أو الموثق المشرف على المتمرن‪ ،64‬الذي يبقى تحت‬

‫تسهر هذه اللجنة تحت إشراف الرئيس األول لنفس المحكمة و الوكيل العام للملك لديها‪ ،‬أو من ينوب عنهما عند‬
‫االقتضاء‪ ،‬على اتخاذ جميع اإلجراءات الرامية إلى انتخاب رئيس و أعضاء المجلس الوطني للموثقين باستثناء رؤساء‬
‫المجالس الجهوية‪ ،‬وفقا للمقتضيات المنصوص عليها في هذا القانون"‪.‬‬
‫‪ _60‬وفق نص المادة ‪ 141‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ _61‬قصدنا بالتشريع التوثيقي مجمل ما جاء به المشرع بدءا من القانون ‪ 4711.‬و كافة المراسيم الالحقة إلصداره‪.‬‬
‫‪ _62‬المرسوم رقم ‪ 71171274‬صادر في ‪ 74‬من ربيع اآلخر ‪ 2 ( 1343‬مارس ‪ )7114‬بتطبيق القانون رقم ‪4711.‬‬
‫المتعلق بتنظيم التوثيق‪ ،‬الصادر في الجريدة الرسمية عدد ‪ 9134‬بتاريخ ‪ 14‬أبريل ‪ .7114‬ص ‪.4123‬‬
‫‪ _63‬حيث صت المادة ‪ 4‬من المرسوم التطبيقي على أنه ‪ " :‬تشرف على مباراة االنخراط في مهنة التوثيق لجنة تتكون من‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬مدير الشؤون المدنية ممثال عن وزير العدل و –الحريات‪ -‬بصفته رئيسا؛‬
‫‪ -‬مدير الشؤون الجنائية و العفو؛‬
‫‪ -‬اثنين من الرؤساء األولين لمحاكم االستئناف؛‬
‫‪ -‬اثنين من الوكالء العامين للملك لدى محاكم االستئناف؛‬
‫‪ -‬قاضييين من الدرجة األولى على األقل؛‬
‫‪ -‬رئيس المجلس الوطني للموثقين؛‬
‫‪ -‬ستة موثقين يقترحهم رئيس المجلس الوطني للموثقين؛‬
‫‪ -‬يعين رئيس و أعضاء اللجنة و نوابهم بقرار لوزير العدل و –الحريات‪.-‬‬
‫يمكن لرئيس اللجنة أن يستعين بالعدد الكافي من القضاة و الموثقين إضافة إلى أعضاء اللجنة‪ ،‬للقيام بتصحيح االختبار‬
‫الكتابي و اإلشراف على ا الختبار الشفوي‪ ،‬كما يمكن له أن يستعين بالعدد الكافي من الموظفين و الموثقين للقيام بالحراسة‪.‬‬
‫يقوم رئيس الغرفة الوطنية للموثقين بالمهام المسندة إلى رئيس المجلس الوطني للموثقين بمقتضى هذه المادة حتى انتخابه"‪.‬‬
‫‪ _64‬وفقا لنص المادة ‪ 11‬من المرسوم التطبيقي لسنة ‪.7114‬‬

‫‪41‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬
‫‪65‬‬
‫مراقبة الوكيل العام للملك و أيضا بإشراف من الموثق و رئيس المجلس الجهوي للموثقين‬
‫خالل فترة التمرين الممتدة ألربع سنوات بمراحلها‪.66‬‬

‫أما بالنسبة لمرحلة التعيين الرسمي الذي ترجع صالحية تعيينه و تحديد مقر عمله‬
‫و باقتراح من وزير العدل‪ ،‬بعد إبداء اللجنة المكلفة – اللجنة ‪-33‬‬ ‫‪67‬‬
‫بقرار لرئيس الحكومة‬
‫بإبداء رأيها في تعيين الموثق أو نقله أو إعفائه أو إعادة تعيينه و أيضا اختصاص البت في‬
‫المتابعات التأديبية للموثقين و المتمرنين‪ ،‬و التي تضم من بين أعضائها الوكيل العام للملك‬
‫لدى محكمة االستئناف أو نائبه‪.68‬‬

‫لتأتي بعدها مرحلة أداء اليمين وفق نص المادة ‪ 31‬من القانون ‪ ،10..1‬الذي يكون‬
‫الوكيل العام للملك لمقر التعيين حاض ار بجلسة القسم التي يترأسها الرئيس األول لمحكمة‬
‫االستئناف‪ ،‬و كذا رئيس المجلس الجهوي للموثقين الذي يتولى تقديم المترشح الناجح‪،69‬‬
‫الذي يكون على الموثق إيداع توقيعه الكامل لدى محكمتي االستئناف و االبتدائية التابع‬
‫لهما مقر عمله ترابيا‪ ،‬في محضر خاص يضاف إلى الوثائق المكونة لملف المعني الخاص‬
‫به و بمساره المهني لدى النيابة العامة‪ ،‬لتتولى هذه األخيرة إحالة نسخة منه بإرسالية إلى‬
‫وزارة العدل‪ ،‬ب مصلحة مهنة التوثيق لقسم مساعدي القضاء و المهن القانونية و القضائية‬
‫بمديرية الشؤون المدنية‪.70‬‬

‫‪ _65‬المادة ‪ 17‬من المرسوم التطبيقي السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ _66‬المادة ‪ 9‬من القانون ‪ 4711.‬المنظم لمهنة التوثيق‪.‬‬
‫‪ _67‬بعد أن كانت التعيين سابقا للجناب الشريف لملك المغرب حسب الظهير السابق المنسوخ‪.‬‬
‫للتوسع راجع ‪ :‬سنوسي هارون آدم‪ " ،‬تدخل النيابة العامة في القضايا المدنية – بين النصوص القانونية و توجه العمل‬
‫القضائي‪ -‬بحث نهاية التكوين بالمعهد العالي للقضاء‪ ،‬الفوج ‪ ،7114/7111‬ص ‪.42‬‬
‫‪ _68‬وفقا للمادة ‪ 11‬من القانون ‪4711.‬‬
‫‪ _ 69‬بعدها تحيل كتابة الضبط لمحكمة االستئناف نسخة من محضر أداء اليمين إلى رئيس المحكمة االبتدائية للمحكمة‬
‫االبتدائ ية التابع مقرها لمكتب الموثق‪ ،‬مرفقة بإشهاد لمطابقته لألصل من قبل رئيس مصلحة كتابة الضبط‪.‬‬
‫‪ _ 70‬محمد بنعليلو‪ " ،‬واقع النيابة في المغرب بين الممارسة القضائية و ضمان الحقوق و الحريات"‪ ،‬بحث نهاية التدريب‬
‫بالمعهد الوطني للدراسات القضائية‪ ،‬الفوج ‪ ،7.‬ص ‪.47‬‬

‫‪42‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬
‫ثانيا‪ :‬ثانوية الدور القبلي للنيابة العامة في مراقبة العدل‬

‫يأتي حديثنا عن القانون المنظم لمهنة العدول التي كان إصداره سنة ‪ ،0..8‬الذي ال‬
‫نجد ضمن ثنايا مواده ما يشير إلى أي دور قبلي للنيابة العامة في مراقبة العدل أثناء ولوجه‬
‫إلى مهنة التوثيق العدلي حسب إرادة المشرع المغربي‪ ،‬حيث بقي هذا االختصاص لكل من‬
‫و قاضي التوثيق و الهيئات المهنية التي تضطلع بذلك‪ ،‬لكن و مع ذلك فإن‬ ‫‪71‬‬
‫و ازرة العدل‬
‫المعمول به سابقا قبل إصدار القانون النافد إلى حد اآلن‪ ،‬و الذي كانت المسطرة المتبعة‬
‫في الولوج إلى المهنة موضحة بموجب المنشور الوزاري عدد ‪ 4.3‬المؤرخ في ‪ 31‬مايو‬
‫‪ ،3131‬و الذي كان بموجبه توجه طلبات الترشيح إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة‬
‫االستئناف لمكان إقامة المترشح قصد د ارستها‪ ،‬مرفقة بالوثائق المنصوص عليها بهذا‬
‫المنشور‪ ،‬الذي يتولى من خالله إعداد تقرير يوضح فيه رأيه بشأن ما تم إفادته به من‬
‫أبحاث حول سيرة المترشح و حسن سيرته و سلوكه و مدى استقامته‪ ،‬على أن يوجه الملف‬
‫إلى و ازرة العدل بمديرية الشؤون المدنية‪.72‬‬

‫لكن هذه المسطرة لم يعد العمل بها نافذا و ذلك بعد إصدار الظهير الشريف رقم‬
‫‪ 3..3.110‬الصادر بتاريخ ‪ 33‬رجب ‪ 32.0‬الموافق ل ‪ 8‬مايو ‪ 31.0‬بتنفيذ القانون رقم‬
‫‪ 33..3‬المنظم خطة العدالة و تلقي الشهادات و تحريرها‪ ،73‬الذي تاله مؤخ ار القانون‬

‫‪ _71‬حيث أكد مرسوم المتعلق بتحديد اختصاصات و تنظيم و ازرة العدل‪ ،‬الصادر ‪ 11‬أبريل ‪ ،7111‬و المنشور بالجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 4.31‬بتاريخ ‪ 4‬ماي ‪ ،7111‬ص ‪ ،7323‬في المادة األولى منه على السهر على تنفيذ االختصاصات‬
‫المخولة بمقتضى القانون‪ ،‬و منها قوانين مساعدي القضاء‪.‬‬
‫‪ _72‬رشيد بوهدي‪ " ،‬دور النيابة العامة في القضايا المدنية –دراسة تأصيلية و تحليلية في ضوء قانون المسطرة المدنية و‬
‫القوانين الخاصة‪ ،"-‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص تخصص القانون المدني المعمق‪ ،‬كلية العلوم القانونية و‬
‫االجتماعية و االقتصادية ابن زهر‪ ،‬جامعة ابن زهر أكادير‪ ،‬الموسم الجامعي ‪ ،7112/7119‬ص ‪.24‬‬
‫‪ _73‬هذا الظهير الذي تم تغييره بالقانون ‪ 131.4‬الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم ‪ 11.41111‬المؤرخ في ‪ 79‬يونيو‬
‫‪ ،1..4‬و الذي تم نسخه بالظهير الشريف رقم ‪ 1119149‬الصادر بتاريخ ‪ 13‬فبراير ‪ 7119‬بتنفيذ القانون ‪ ،19114‬وفق ما‬
‫جاء في المادة ‪ 24‬من القانون الحالي‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫‪ 38..1‬المتعلق بخطة العدالة‪ ،‬و الذي عمد المشرع المغربي به إلى تقليص دور النيابة‬
‫العامة في مجال المراقبة القبلية على العدول‪ ،‬مانحا بذلك مهمة الرقابة الفعلية القبلية إلى‬
‫و ازرة العدل وفقا للمادة ‪ 2.‬من نفس القانون التي تبقى إجراءاتها مبهمة إلى حين إصدار‬
‫نص تنظيمي في هذا الصدد‪.74‬‬

‫لكن و كنوع من المراقبة االحتياطية للنيابة العامة على العدل‪ ،‬فقد أشار المرسوم‬
‫أي بعد سنتين على إصدار القانون ‪ ،38..1‬على أن‬ ‫‪75‬‬
‫التطبيقي الصادر في سنة ‪0...‬‬
‫تحديد عدد العدول و المكاتب العدلية هو من اختصاص وزير العدل بقرار‪ ،‬لكن بعد استشارة‬
‫من اللجنة التي تنعقد بمقر و ازرة العدل في تاريخ يحدده كذلك هذا األخير‪ ،‬والمكونة من‬
‫ممثل للنيابة العامة بالدائرة اإلستئنافية يعينهم كذلك‪ ،‬إضافة إلى أعضاء آخرين وفق نص‬
‫المادة ‪ 0‬من المرسوم السابق الذكر‪.76‬‬

‫إضافة لذلك فإن النيابة العامة تبقى حاضرة بموجب قانون المهنة‪ ،‬من خالل تكوين‬
‫اللجنة الخاصة باإلشراف على تنظيم المباراة التي حددتها المادة ‪ 4‬من قانون خطة العدالة‬
‫والمحال عليها بموجب هذا المرسوم في مادته ‪ ،4‬و يبقى كذلك حضور الوكيل العام للملك‬
‫المعين من وزير العدل في اللجنة الخاصة بتقديم مقترحاتها بشأن كل إخالل منسوب للعدل‬
‫خالل فترة التمرين المحددة في السنة الكاملة‪ ،77‬و يقتصر دوره النيابة العامة على عملها بعد‬

‫‪ _74‬أكد المادة ‪ 31‬من القانون ‪ 19114‬على أنه‪ " :‬يخضع العدل في مزاولة عمله لمراقبة وزير العدل و القاضي المكلف‬
‫بالتوثيق‪.‬‬
‫تحدد اإلجراءات الخاصة بالمراقبة بنص تنظيمي"‪.‬‬
‫‪ _75‬مرسوم رقم ‪ 71121422‬صادر في ‪ 72‬من شوال ‪ 137.‬الموافق ل ‪ 72‬أكتوبر ‪ ،7112‬بتطبيق أحكام القانون رقم‬
‫‪ 19114‬المتعلق بخطة العدالة‪ ،‬الصادر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4922‬بتاريخ فاتح ديسمبر ‪ ،7112‬ص ‪.3314‬‬
‫‪ _ 76‬على أن تعقد اجتماعها بحضور أربعة من أعضائها على األقل بمن فيهم مدير الشؤون المدنية رئيسا ممثال لوزير‬
‫العدل‪ ،‬وفق المادة ‪ 4‬من نفس المرسوم التطبيقي‪.‬‬
‫‪ _77‬حسب الفقرة األولى من المادة ‪ 2‬من القانون ‪.19114‬‬

‫‪44‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫توصها بطلب إجراء بحث خاص كما هو الحال بالنسبة لباقي المهن القانونية والقضائية‪ ،‬و‬
‫تقديمها لملتمس أداء اليمين‪.‬‬

‫و بالرغم من أن المادة ‪ 3.‬لم تنص على مكنة حضور الوكيل العام للجلسة الخاصة‬
‫بأدا ء القسم بمحكمة االستئناف كحضور ذو طبيعة شكلية‪ ،‬و اقتصرت على حضور رئيس‬
‫المجلس الجهوي للعدول لتلك الدائرة اإلستئنافية التي يتبع لها المجلس كما هو الحال بالنسبة‬
‫لمهنة المفوض القضائي‪ ،78‬و هذا األمر الذي نجد أن المشرع المغربي قد نص عليه في‬
‫كنوع من المقارنة للتشريع المهني‬ ‫‪79‬‬
‫القانون المنظم لمهنة المحاماة و القانون المنظم للتوثيق‬
‫الخاص‪.‬‬

‫و عليه فحتى ما قد يتواجد لدى النيابة العامة من معطيات حول العدل في الملف‬
‫الممسوك لديها الخاص بكل عدل لن يتضمن بوثائقه سوى قرار التعيين و ملتمس أداء‬
‫اليمين ونسخة من محضره‪ ،80‬باإلضافة إلى ما قد يضاف إليه خالل المسيرة المهنية للعدل‬
‫من متابعات تأديبية أو متابعات زجرية تحضر خاللهما النيابة العامة بدورها الرقابي المهم‬
‫وفق ما سنأتي على دراسته الحقا‪.‬‬

‫إال أنه و من جهة أخرى ال تقل أهمية على ما سبق دراسته‪ ،‬فقد تم التأكيد على عدم‬
‫تأثر المهام التي تضطلع بها النيابة العامة على استقالليتها عن السلطة التنفيذية‬
‫باألساس‪ ،81‬حسب المتغيرات الهيكلية التي عرفها المغرب من فصل بين السلط كما جاء‬

‫‪ _78‬المادة ‪ 11‬من القانون المنظم لمهنة المفوضين القضائيين‪.‬‬


‫‪ _79‬المادة ‪ 17‬من قانون المحاماة‪ ،‬و المادة ‪ 14‬من قانون التوثيق‪.‬‬
‫‪ _80‬رشيد بوهدي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ _81‬لقد سبق أن أثار ارتباط النيابة العامة بالسلطة التنفيذية‪ ،‬نقاشا حادا و جدال كبي ار بين الفقهاء و المهتمين بهذا الطرح‪،‬‬
‫و انقسموا إلى ثالث اتجاهات‪:‬‬
‫االتجاه األول‪ :‬يرى أن النيابة العامة هي جزء من السلطة القضئية‪ ،‬و بالتالي فإن خضوعهم للنظام األساسي‬ ‫‪-‬‬
‫للقضاة من حيث ا لتعيين و الترقية و التأديب‪ ،‬يفرض في واقع األمر أن تستقل في تأدية مهامها كما هو الحال‬
‫بالنسبة لقضة األحكام؛‬

‫‪45‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫بذلك دستور ‪ 0.33‬للمملكة‪ ،‬حيث أكد المنشور الصادر عن رئيس النيابة العامة في‬
‫موضوع اإلشعار بقضايا المهن‪ ،‬في شقه المتعلق بتوضيح انتقال اإلشراف على هذه األخيرة‬
‫إلى النيابة العامة أم بقائها وفق ما هو معمول به سابقا في تبعيتها لو ازرة العدل‪ ،‬حيث أكد‬
‫البند الثالث من هذا المنشور‪ ،82‬على بقاء التبعية في المراقبة و اإلشراف على العدول‬
‫كاختصاص للو ازرة المكلفة بقطاع العدل إضافة للقاضي المكلف بالتوثيق‪ ،‬و السيما بأحقيتها‬
‫وفقا للقانون بمنح الترخيص لمزاولة المهنة أثناء مرحلة الولوج أو إعفائه من ممارستها‪ ،‬وهذا‬
‫ما فيه إلى استحضار لروح التعاون بين السلطتين في إطار قانون منظم لهذا المجال‪ ،‬و وفقا‬
‫للمادة ‪ 4.‬من قانون خطة العدالة‪ ،83‬كما هو الحال أثناء مراقبة العدل المتمرن خالل فترة‬
‫السنة التي يقضيها أثناء التكوين‪.84‬‬

‫االتجاه الثاني‪ :‬هذا التوجه الذي غلب الصفة اإلدارية للنيابة العامة على صفتها القضائية‪ ،‬و دليله على ذلك أن‬ ‫‪-‬‬
‫هذه األخيرة تخضع للتسلسل الرئاسي للسلطة الحكومية المكلفة بالعدل‪ ،‬خالفا لقضاء الحكم‪.‬‬
‫االتجاه الثالث‪ :‬يتوسط في أمره بين االتجاهين السالفين‪ ،‬حيث يرى أن هناك إمكانية إلعتماد حل وسط بين‬ ‫‪-‬‬
‫الرأيين‪ ،‬و الذي يقوم على كون النيابة العامة و إن كانت في جوهرها تابعة للسلطة القضائية من حيث التنظيم و‬
‫المهام‪ ،‬إال أنه ال يمكن غض النظر عن عالقتها الوطيدة بو ازرة العدل الممثلة للسلطة التنفيذية‪ ،‬و هي بذلك‬
‫قضاء من نوع خاص يربط المهام القضائية بنظيرتها اإلدارية‪.‬‬
‫جمال األشهب‪ ،‬استقالل القضاء‪ :‬تحوالت جديدة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص وحدة الطفولة وقضاء‬
‫األحداث‪ ،‬كل ية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية طنجة‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،7117/7111‬ص ‪.24‬‬

‫‪ _ 82‬و الذي قد سبقت اإلشارة إليه في الشق المتعلق بالمراقبة القبلية للنيابة العامة على المفوض القضائي‪ ،‬لكن هذا األمر‬
‫ال يعفينا من إعادة التطرق إليه وفق منظور مقارباتي آخر متصل بمهنة خطة العدالة‪.‬‬
‫‪ _83‬نصت المادة ‪ 41‬من خطة العدالة على ‪ " :‬يشعر الوكيل العام للملك وزير العدل و القاضي المكلف بالتوثيق‪ ،‬و كذا‬
‫المجلس الجهوي للعدول‪ ،‬بكل مقرر صادر في حق العدل"‪.‬‬
‫‪ _84‬القانون ‪ 44112‬الذي جاءت مواده مالئمة وفقا للباب السابع من دستور ‪ ،7111‬و أيضا لما تاله من إصدار للقانون‬
‫التنظيمي المتعلق بالمجلس األعلى للسلطة القضائية‪ ،‬رقم ‪ 111114‬في مواده ‪ 99‬و ‪ ،111‬وأيضا القانون التنظيمي رقم‬
‫‪ 119114‬الخاص بالنظام األساسي للقضاة‪ ،‬الصادرين سنة ‪ ،7119‬بعد حلول الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض‬
‫بصفته رئيسا للنيابة العامة مكان وزير العدل في اإلشراف على هذه النيابة العامة و على قضاتها‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫مما يعطينا معه هذا األمر انطباعا أوليا على أن النيابة العامة قد منحها المشرع دو ار‬
‫ثانويا في المراقبة القبلية‪ ،‬بطبيعة تدخلية بعدية فقط في كل ما يتعلق بمسطرة التأديب أو ما‬
‫ينسب للعدل من إخالالت ذات طبيعة جنائية‪ ،‬و هذا على خالف ما جاء بعد إصدار هذا‬
‫القانون‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المراقبة البعدية للنيابة العامة في ضوء قوانين المهن‬


‫القانونية والقضائية‬

‫يكمن فحوى عملنا على تقسيم المراقبة كعمل تضطلع به النيابة العامة‪ ،‬بدأ من‬
‫المنطلق القبلي منذ ولوج المهني أو منذ العمل على تنزيل القوانين الخاصة بالمهني من‬
‫جهة‪ ،‬لنمر إلى المراقبة ذات الطبيعة البعدية التي ابتغى من ورائها المشرع الحرص على‬
‫ضمان صيرورة المرفق المهني لمساعدي القضائي و للمهن الحرة‪ ،‬ليضح وفقا ما سبق لنا‬
‫دراسته اختالف هذه الصالحية بين البروز و الخفوت‪.‬‬

‫لنصل إلى ما بعد التفعيل التشريعي و ما بعد الولوج الفعلي للمهنيين‪ ،‬و بالضبط‬
‫مرحلة أداء المهام و ما يصاحبه من رقابة من قبل النيابة العامة أساسا و أجهزة أخرى قد‬
‫تختلف طبيعتها مهنية كانت أو إدارية للكل من مهنتي المحاماة و المفوضين القضائيين في‬
‫تقسيم أول‪ ،‬ثم الموثقين و العدول في إطار ثان‪ ،‬و هو ما سنأتي على بسطه في هذا‬
‫المطلب‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تجليات الرقابة البعدية للنيابة العامة على كل من المحامي و المفوض‬
‫القضائي‬

‫إن في الحديث عن دور النيابة العامة في حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية‬
‫والقضائية كما هو الشأن بالنسبة للمحامي و المفوض القضائي‪ ،‬يقتضي الوقوف على طبيعة‬
‫هذا الدور حسب قانون كل من المهنتين‪ ،‬و كذا موقف العمل القضائي في معالجة بعض‬

‫‪47‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫الجزئيات المهمة المعروضة عليه و المتصلة بممارسة المهنة و ما يليها من خصوصيات‬


‫تميز كل مهنة على حدى أثناء الدراسة و التحليل‪.‬‬

‫و عليه فإن تقسيمنا جاء وفقا للتطرق (أوال) للمراقبة البعدية للنيابة العامة للمحامي‬
‫أثناء أدائه لمهامه‪ ،‬ثم المرور (ثانيا) لمهنة المفوض القضائي كذلك‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مراقبة النيابة العامة ألعمال المحامي‬

‫يأتي الحديث عن المرحلة البعدية لتدخل النيابة العامة من خالل القانون المنظم لمهنة‬
‫المحاماة‪ ،‬بعد استكمال سائر المراحل األولية لقبول ترشيحه إلى حين انتهاء مرحلة التمرين‪،‬‬
‫ليأتي بعدها الحديث عن أهم ما منحه المشرع المغربي من صالحيات للنيابة العامة ذات‬
‫طبيعة رقاب ية على المحامي الرسمي أثناء ممارسته للمهنة‪ ،‬حيث نجد أن ما هو متعلق‬
‫قصد‬ ‫‪85‬‬
‫بحسابات المحامين‪ ،‬التي يمكن للوكيل العام للملك أن يتقدم بطلب إلى نقيب الهيئة‬
‫إجراء تحقيق لحساب محام و أيضا ليقوم هو أو من ينيبه لهذا الغرض بالتحقق من وضعية‬
‫الودائع التي لديه‪ ،‬على أن يشعره بنتيجته‪.86‬‬

‫فقد أوجب القانون على المحامي أن يقوم بتقييد و ضبط كل الحسابات النقدية‬
‫والسندات والقيم التي تسلمها جراء العمليات المنجزة من قبله‪ ،‬و ذلك في دفتر خاص‬
‫بالحسابات اليومية المعد لهذا الغرض الممنوح له من قبل الهيئة‪ ،‬و الذي وافق على نموذج‬
‫له أو المؤشر من النقيب‪.87‬‬

‫‪ _85‬يبقى االختصاص األول فيما يتعلق بإجراء األبحاث حول حسابات المحامي واإلطالع على دفاتر حسابات المحامي‬
‫مرة كل سنة على األقل‪ ،‬لكن المشرع أضاف نوعا من الرقابة الخارجية عن اإلطار المهني من خالل مؤسسة النيابة العامة‬
‫في شخص الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف التابع مقرها ترابيا للهيئة‪ ،‬وفق ما أكدته المادة ‪ 49‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ _86‬حسب ما جاء في المادة ‪ 49‬من القانون ‪72112‬‬
‫‪ _87‬عادل عقا و الجاللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1.‬‬

‫‪48‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫و من الواجبات الملقاة على المحامي ما نصت عليه المادة ‪ 42‬من قانون المهنة‪،‬‬
‫كون أنها تمنع على هذا األخير عدم تسلم أي نقود أو سندات أو ودائع أو قيم دون وصل‬
‫مرقم له نظير‪ ،‬يتضمن البيانات المتعلقة باسمه و اسم الطرف الذي قام بالدفع أو التسليم‬
‫في قرار لها‬ ‫‪89‬‬
‫وموجبه و تاريخه و كيفية أدائه‪ ،88‬و هو األمر الذي أكدته محكمة النقض‬
‫صادر بتاريخ ‪ 03‬فبراير ‪ 0.32‬في الملف اإلداري رقم ‪ ،0.31/3/2/0088‬حيث تقدم‬
‫الوكيل العام للملك بآسفي بتاريخ ‪ 1‬شتنبر ‪ ،0.30‬بطعن ضد قرار مجلس هيئة المحامين‬
‫بآسفي‪ ،‬الذي تقرر بعد بت غرفة المشورة بنفس المحكمة بإصدار عقوبة تأديبية في حق‬
‫محام لنفس الهيئة و توقيفه لمدة سنة‪ ،‬و ذلك من أجل التصرف في وديعة و االحتفاظ بها‬
‫أكثر من المدة المحددة قانونا‪ ،‬فقضت بموجبه بتأييد العقوبة التأديبية مع تعديله بخفض مدة‬
‫التوقيف إلى عشرة أشهر‪ ،‬و أكدت محكمة التفسير‪-‬محكمة النقض‪ -‬على أن ما دأب عليه‬
‫اجتهادها فيما يتعلق بمخالفة االحتفاظ بالوديعة‪ ،‬اعتبارها من المخالفات المستمرة التي ال‬
‫تتقادم إال من تاريخ اكتشافها ال من تاريخ ارتكابها‪ ،90‬وفق ما عابه الطاعن بشأن خرق هذا‬
‫المقتضى الوارد في المادة ‪ 82‬من قانون المهنة‪ ،‬و قضت محكمة النقض برفض الطلب‪.‬‬

‫متعلق‬ ‫‪91‬‬
‫و تتمة لما سبق ذكره‪ ،‬فإن ما جاء به المشرع المغربي عند إفراده لباب خاص‬
‫بالتوقف أو االنقطاع عن مزاولة المهنة من القانون ‪ ،0....‬أكد على حضور النيابة العامة‬
‫أثناء وجود مانع معترض من المحامي في ممارسته لمهامه سواء كان مانعا خاصا و معه‬
‫يتوجب عليه إخبار النقيب بذلك‪ ،‬أو مانعا ذات صلة مخالفة مهنية صدرت فيه حقه‪ ،‬لما في‬

‫‪ _88‬المادة ‪ 43‬من القانون ‪72112‬‬


‫‪ *89‬قرار لمحكمة النقض رقم ‪ 797‬المؤرخ في ‪ 72‬فبراير ‪ 7113‬في الملف اإلداري رقم ‪ ،7114/1/3/7799‬المنشور‬
‫سلسلة إصدارات محكمة النقض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪731‬‬
‫‪ _90‬حيث نجد أن ما نصت عليه المادة ‪ 93‬المحددة لتقادم العقوبات التأديبية بمرور ثالث سنوات من تاريخ ارتكاب‬
‫المخالفة‬
‫‪ _91‬و ذلك من المواد ‪ 24‬إلى ‪ ، 21‬المحددة للمانع المؤقت في حال وجوده‪ ،‬و كذلك األمر بالنسبة للتغاضي في الجدول‪،‬‬
‫و التشطيب و اإلسقاط من الجدول‪ ،‬ثم الصفة الشرفية‪ ،‬و هي جميعها من أهم المحطات التي قد تصادف المحامي خالل‬
‫مشواره المهني‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫هذه اآللية المسطرية من ضمان لحقوق و مصالح موكلي المحامي المنقطع عن العمل‪،92‬‬
‫ليأتي بعده تدخل الوكيل العام للملك الذي له أن يتقدم بطلب إلى النقيب قصد وضع حد‬
‫لنيابة المحامي بعد رفع المانع في ملف ممسوك لديه‪ ،93‬لكي يقوم النقيب بتعيين المحامي‬
‫النائب للمعني‪ ،‬إن لم يكن للمحامي تعيينه بدل عنه لتسير وتصريف أشغال المكتب إلى‬
‫حين زوال المانع إن كان مؤقتا‪.94‬‬

‫أما فيما يتعلق كذلك بالتغاضي عن التقييد في الجدول‪ ،‬فللوكيل العام للملك أن يتقدم‬
‫‪95‬‬
‫بطلبه إلى مجلس الهيئة التي يزاول بها المحامي الذي أسقطت عليه إحدى الحاالت‬
‫المسموح بها باتخاذ هذا اإلجراء الذي يضطلع بها مجلس الهيئة كاختصاص أصيل‪ ،‬الذي‬
‫يقوم بتبليغ المحامي المعني و الوكيل العام للملك بق ارره بهذا الخصوص داخل أجل ‪ 34‬يوم‬
‫من صدوره‪ ،96‬لكن يبقى الحديث عن جدوى الطلب المقدم من قبل ممثل النيابة العامة لكون‬
‫أن الحاالت الواردة ال تظهر أي إخالل خطير قد يوجب تدخل النيابة العامة في هذا الصدد‪،‬‬
‫إال في الحالة الثالثة المتعلقة بحالة تعذر ممارسة المهنة لعارض مؤثر صحي قد يؤثر على‬
‫أهليته‪.‬‬

‫‪ _92‬المادة ‪ 24‬من القانون ‪.72112‬‬


‫‪ _ 93‬هذا الطلب يمكن أن يتقدم به أيضا من المنوب عنه‪ ،‬و من النقيب بشكل تلقائي وفق نص الفقرة األخيرة من المادة‬
‫‪.23‬‬
‫‪ _94‬يطرح التساؤل عن مدى إلزامية االستجابة ل طلب الوكيل العام بشأن وضع حد لنيابة المحامي‪ ،‬ما العلم أن النص‬
‫القانوني لم يضع أي إلزام أو أقر بضرورة تبليغه بق ارره‪ ،‬فالمحدد هو ما أفاده ملف المعني من أسباب معقولة و ما توفر‬
‫لديه من قرائن حول جدية االستجابة لطلب الوكيل العام‪ ،‬لكن الغاية المثلى تبقى في صون حقوق الموكلين و حفاظا على‬
‫مصالحهم‪.‬‬
‫للمزيد من التوسع بخصوص هذا األمر‪ ،‬راجع عادل عقا و الجاللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪ _95‬أكدت المادة ‪ 24‬من ق‪.‬م على حاالت التغاضي عن التقييد في الجدول و هي‪ :‬إذا كان المعني ال يمارس مهنته فعليا‬
‫دون عذر مشروع‪ ،‬أو عدم أدائه داخل األجل المحدد واجبات مساهمته في تكاليف الهيئة‪ ،‬أو تعذر عليه ممارستها بسبب‬
‫مرض أو عاهة خطيرة مستدامة‪.‬‬
‫‪ _96‬المادة ‪ 29‬من القانون ‪.72112‬‬

‫‪50‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬
‫ثانيا‪ :‬المراقبة البعدية للنيابة العامة على أعمال المفوضين القضائيين‬

‫يأتي الدور الهام الذي يقوم به المفوض القضائي من خالل المساهمة في إنتاج العدالة‬
‫من خالل أدائه لمهمتين لهما من الدرجة الكبرى من األهمية‪ ،‬تتجلى في التبليغ والتنفيذ‬
‫لألوامر و األحكام القضائية‪ ،97‬مما استرعى المشرع المغربي من ضرورة ربطها بالمراقبة‬
‫والتفتيش لمواكبة مدى سالمة قيامه باختصاصه على أكمل وجه‪ ،98‬فنجد على أن هذه‬
‫المراقبة ترجع أساسا لرئيس المحكمة االبتدائية التي يزاول المفوض القضائي مهامه بمقرها‪،‬‬
‫على أن له مكنة انتداب أحد القضاة للقيام بهذه العملية‪ ،‬و التي يبقى الهدف منها التحقق‬
‫من شكليات اإلجراءات المنجزة و مدى احترامها آلجالها المحددة‪ ،‬و أيضا سالمة تداول‬
‫األموال و القيم الممسوكة لديه جراء مباشرته لعمله‪ ،99‬كما مكن المشرع المغربي أعوان إدارة‬
‫الضرائب من القيام بمراقبة المفوض القضائي‪ ،‬بعد التقدم بطلب موجه إلى رئيس المحكمة‬
‫االبتدائية حسب تفسير المادة ‪ 11‬من القانون ‪ ،.3..1‬و يأتي حضور النيابة العامة كنوع‬
‫من الرقابة االحتياطية األولية عند وجود أي إخالل مهني منسوب له‪ ،‬والتي يحرر بموجبها‬
‫الرئيس محض ار و يحيله على وكيل الملك الذي يقوم بإجراء بحث في األمر‪.‬‬

‫ليتضح بعد ذلك الدور الجلي لوكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية أثناء مراقبة للمفوض‬
‫القضائي التابع مقر عمله لها‪ ،‬و ذلك من خالل القيام بتفتيش مكتبه مرة كل سنة على األقل‬
‫و كلما اقتضت الضرورة ذلك‪ ،100‬كأن يصل إلى علمه بشكاية ضده تخبره بوجود إخالالت‬

‫‪ _97‬المادة ‪ 14‬من القانون ‪ 21114‬المنظم لمهنة المفوضين القضائيين‪.‬‬


‫‪ _98‬رضوان بنهمو‪ ،‬مداخلة في إطار أشغال الندوة الوطنية العلمية بعنوان ‪ " :‬إصالح القضاء بين تطلعات المهنيين‬
‫وانتظارات المواطنين"‪ ،‬المنظمة من طرف فيدرالية التضامن الجمعوي لجهة سوس ماسة درعة‪ ،‬بشراكة مع المكتب الجهوي‬
‫للودادية الحسنية للقضاة بأكادبر‪ ،‬يومه السبت ‪ 2‬يناير ‪ ،7117‬بقاعة العروض و الندوات بغرفة التجارة والصناعة و‬
‫الخدمات بأكادير‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ _99‬وفقا للفقرة األولى و الثانية من المادة ‪ 44‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ _100‬المادة ‪ 43‬من القانون السالف الذكر‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫خطيرة‪ ،‬و التي تمكنه بعد ذلك من اإلطالع على كل ما قد يراه من ملفات و استجواب‬
‫المعني بشأنها‪ ،‬و هو ما قد يفرض نوعا من الحضور المفاجئ عليه‪.101‬‬

‫و إن تبين له من خالل تحرياته وجود إخالالت مهنية خطيرة‪ ،‬تعين عليه إيقاف‬
‫المفوض القضائي عن العمل لمدة ال تتجاوز أمد الشهرين‪ ،‬ثم تحريك المتابعة التأديبية في‬
‫حقه وفق المؤكد بالمادة ‪ 12‬من القانون ‪ ،.3..1‬على أن يشعر بذلك وزير العدل بما اتخذه‬
‫من إجراءات‪ ،102‬و التي يتضح من خالله طبيعة سلطة الرقابة الممنوحة للنيابة العامة خالل‬
‫مرحلتي المراقبة و التفتيش‪ ،‬و معه أيضا الحرص على تخليق جو العمل من خالل ما سبق‬
‫بيانه‪ ،‬لما يكرس معه الخضوع للضوابط القانونية و األخالقية‪.103‬‬

‫و كذلك فإن النيابة العامة تبقى حاضرة بدورها الرقابي و ذلك عند إجراء عملية‬
‫التصفية للمشاركة المنتهية العقد بين المفوضين القضائيين المتشاركين‪ ،‬و ذلك بحضور‬
‫وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية التي يمارس فيها المتشاركون مهامهم كمقر عمل‪ ،‬إلى‬
‫جانب عضوين من الجهة التمثيلية للهيئة الجهوية لهيئة إضافة إلى المعنيين باألمر‪.104‬‬

‫‪ _101‬عادل عقا و الجاللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪ _102‬يبقى كذلك اإلشارة إلى منشور رئيس النيابة العامة السالف الذكر و التحليل فيما سبق‪ ،‬حيث أن هذا اإلجراء‬
‫المسطري ال يشكل أي تأثير على تنزيل مقتضيات القانون ‪ 44112‬الذي نقلت بموجبه صالحيات وزير العدل إلى الوكيل‬
‫العام للملك لدى محكمة النقض بصفته رئيسا للنيابة العامة‪ ،‬و معه بقاء صالحية اإلشراف على مهنة المفوضين القضائيين‬
‫لتبعية للو ازرة المكلفة بالعدل‪ ،‬بالرغم من إنشاء وحدة مراقبة خاصة بالمهن القانونية و القضائية برئاسة النيابة العامة حسب‬
‫ما هو وارد في التقرير الصادر عن رئيس النيابة العامة لسنة ‪ ،7112‬و والوارد في الصفحة ‪.73‬‬
‫‪ _103‬سعيد فراع‪ " ،‬تجربة المفوضين القضائيين في التنفيذ – دراسة تحليلية تقييمية‪ ،" -‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في‬
‫القانون المدني المعمق‪-‬الفوج األول‪ ،-‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية أكادير‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬الموسم‬
‫الجامعي ‪ ،7112/7119‬ص ‪.44‬‬
‫‪ _104‬المادة ‪ 47‬من القانون ‪.41112‬‬

‫‪52‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫و من جانب آخر يطرح التساؤل حول إمكانية طعن النيابة العامة في النظام الداخلي‬
‫الجهوية للمفوضين القضائيين‪ ،‬لكون التشريع الخاص بالمهنة لم يتطرق لهذه‬ ‫‪105‬‬
‫للهيئات‬
‫و ال تبليغها بهذا الخصوص‪ ،‬كما هو األمر بالنسبة القانونين المتعلقين بكل من‬ ‫‪106‬‬
‫النقطة‬
‫الموثقين و العدول‪ ،‬و هو عكس ما جاء به القانون ‪ 0....‬المنظم لمهنة المحاماة وبالضبط‬
‫في الفصل ‪ 13‬منه الخاص بتنظيم هيئات المحامين بالمغرب‪ ،‬سواء عند وضعه أو تعديله؟‬

‫فجوابنا مستند في هذه النقطة على قرار قضائي صادر عن غرفة المشورة بمحكمة‬
‫االستئناف بمراكش في قرار لها عدد ‪ 1.‬الصادر بتاريخ ‪ 0.33/.4/.2‬في الملف رقم‬
‫‪ ،121./3308/3.‬و الذي جاء في حيثياته أن الطعن المقدم من الوكيل العام للملك في‬
‫النظام الداخلي المطعون فيه جزئيا في بنوده الصادر عن الهيئة الوطنية للمفوضين‬
‫القضائيين باعتبارها مكلفة بتسيير مرفق عام‪ ،‬يوافق ما ينطبق معه على عملها هذا صفة‬
‫القرار اإلداري المراد تطبيقه على الصعيد الوطني‪ ،‬و أن المشرع قد أسند النظر في الطعون‬
‫المتعلقة بالق اررات اإلدارية إلى جهة القضاء اإلداري ‪ ،‬لتصرح بذلك بعدم اختصاصها للنظر‬
‫في الطعن المقدم من طرف الوكيل العام للملك لديها‪.107‬‬

‫و من خالله أمكننا القول على أن المادة ‪ 34‬من المرسوم التطبيقي‪ ،‬قيدت على النيابة‬
‫العامة إمكانية التدخل الرقابي بنص القانون‪ ،‬بعد تنصيصها على تبليغ النظام الداخلي‬
‫بصراحة نص القانون‪ ،‬كما هو األمر بالنسبة للمادة ‪ 0.‬من نفس المرسوم التي تحث الهيئة‬

‫‪ _105‬للتوسع بخصوص تحديد مفهوم النظام الداخلي و نشأته و طبيعته القانونية‪ ،‬راجع‪ :‬الطيب بن المقدم‪ ،‬النظام الداخلي‬
‫لهيئات الحامين بالمغرب‪-‬نظام هيئة المحامين بالرباط نموذجا‪ ،-‬مقالة منشورة بمجلة رسالة المحاماة‪ ،‬العدد ‪ 13‬دجنبر‬
‫‪.71 ،1...‬‬
‫‪ _106‬أيظا خلو المرسوم التطبيقي ألحكام القانون ‪ 21114‬المنظم لمهنة المفوضين القضائيين الصادر في ‪ 72‬أكتوبر‬
‫‪ ،7112‬إلى جانب القانون نفسه‪.‬‬
‫‪ _ 107‬محمد النجاري‪ " ،‬أية مقاربة تشريعية لألنظمة الداخلية للمجالس المهنية بما فيها مهنة التوثيق؟ "‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة‬
‫المعيار –مجلة تصدر عن هيئة المحامين بفاس‪ ،-‬العدد ‪ ،3.‬لسنة يونيو ‪.12 ،7114‬‬

‫‪53‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫الوطنية للمفوضين القضائيين على ضرورة تبليغ محاضر انتخاب رئيسها إلى الوكيل العام‬
‫للملك لمحكمة االستئناف بالرباط داخل أجل ‪ 34‬يوم الموالية لهذه االنتخابات‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مراقبة النيابة العامة لسير عمل مكاتب الموثقين و العدول‬

‫يأتي الحديث عن المراقبة التي تضطلع بها النيابة العامة أثناء مراقبتها على مهنة‬
‫التوثيق حاضرة بقوة و بشكل مشدد وفق ما جاء به القانون ‪ 10..1‬إلى جانب جهات أخرى‬
‫ذات طبيعة إدارية أو مهنية كنظام مختلط (أوال)‪ ،‬في حين يبقى الدور على مراقبة العدل‬
‫الرسمي قاص ار على تبليغها بعملية انتخاب رئيس المجلس الوطني للعدول‪ ،‬في ظل هيمنة‬
‫و ازرة العدل و قضاء التوثيق (ثانيا)‪.‬‬

‫فعملية المراقبة ال يمكن االستغناء عنها في ميدان التوثيق العدلي أو العصري‪ ،‬لكون‬
‫هذا المبدأ هو معيار الستمرار توفير األمن التعاقدي و ضابط للتشبث بتقاليد وأعراف هاتين‬
‫المهنتين العريقتين‪.108‬‬

‫أوال‪ :‬مراقبة سير عمل الموثق العصري‬

‫يسبقنا القول إلى أن مهنة التوثيق ونظ ار لحداثة القانون الصادر المنظم لها‪ ،‬و أيضا‬
‫لخلفية إدخالها كمهنة لصون األمن التعاقدي منذ االستعمار إلى حدود الساعة‪ ،109‬مستمدا‬
‫بكونها ذات بعد عصري‪،‬‬ ‫‪110‬‬
‫إياه من التشريع الفرنسي‪ ،‬تم بموجب ذلك التأكيد فقهيا‬
‫وبخصوصيات تفردها تميي از عن العدل الموثق‪ ،‬فغني عن البيان أن ما كان معموال به سابقا‬
‫إبان نفاذ ظهير ‪ 2‬مايو ‪ ،3104‬أن الموثق يخضع بمناسبة مزاولته لمهامه إلى رقابة النيابة‬

‫‪ _ 108‬عبد اهلل روحمات‪ ،‬مهام القاضي المكلف بالتوثيق بين النظر و التطبيق‪ ،‬دار السالم للطباعة و النشر و التوزيع‪-‬‬
‫الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية لسنة ‪ ،7112‬ص‪.111‬‬
‫‪ _109‬عبد المجيد بوكير‪ ،‬التوثيق العصري المغربي‪ ،‬دار السالم‪ -‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية لسنة ‪ ،7111‬ص ‪.1.3‬‬
‫‪_110‬محمد الربيعي‪ ،‬األحكام الخاصة بالموثقين و المحررات الصادرة عنهم‪-‬دراسة في ضوء مستجدات قانون ‪19114‬‬
‫المتعلق بخطة العدالة و قانون ‪ 4711.‬المتعلق بالتوثيق‪ ،‬مكتبة المعرفة‪ -‬مراكش‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،7112‬ص ‪.74‬‬

‫‪54‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫العامة في شخص وكيل الملك‪ ،‬كمراقبة دورية في السنة على األقل بتفقد صناديق الموثقين‬
‫و حاالت األمانات المودعة لديه‪.111‬‬

‫و بعد مرور قرابة ‪ .8‬سنة‪ ،‬أي بعد نفاذ القانون ‪ 10..1‬المنظم لمهنة التوثيق‪ ،‬أفرد‬
‫المشرع المغربي بابا خاصا متعلق بالمراقبة ضمن القسم الرابع المعنون بالمراقبة‬
‫والتأديب‪ ،112‬عن طريق النيابة العامة في شخص الوكيل العام للملك كنوع من المراقبة‬
‫القضائية البعدية خالل المسار المهني للموثق الرسمي‪ ،‬ليتم التأكيد على مقابل القانون أعاله‬
‫في المادة ‪ 48‬منه‪ ،‬التي نصت على خضوع الموثقين فكل ما يتعلق بعملهم و رقابة مدى‬
‫إلى مراقبة مزدوجة لكل من الوكيل العام للملك لدى محكمة‬ ‫‪113‬‬
‫احترامهم لقانون المهنة‬
‫االستئناف ‪-‬أو من ينيبه‪ ،-‬المتواجد مقر عمل الموثق الخاضع للرقابة‪ ،‬و أيضا إلى الو ازرة‬
‫المكلفة بالمالية‪ ،‬كرقابة إدارية بطبيعتها‪ ،‬على أن تجرى هذه العملية بحضور رئيس المجلس‬
‫الجهوي للموثقين أو من ينيب عنه لهذه الغاية‪ ،‬إضافة للرقابة التي يقوم بها المجلس‬
‫الجهوي‪.114‬‬

‫وقد جاء التدقيق في تحديد مهام الوكيل العام للملك أثناء قيامه بعملية المراقبة هاته‪،‬‬
‫وذلك ما أكدته المواد ‪ 83‬و ‪ 8.‬و ‪ 81‬من قانون التوثيق‪ ،‬حيث يضطلع بمهام مراقبة‬
‫المحفوظات و السجالت النظامية و سجالت المحاسبة‪ ،‬و أيضا عمله على مراجعة صناديق‬
‫الموثقين مرة كل سنة على األقل مع التأشير عليها جميعها و تأريخها بيوم إجراء العملية‪،‬‬
‫وذلك في أي وقت يحدده و لو بصفة مفاجئة مع االستعانة بمن يساعده في ذلك‪ ،‬ثم ليحضر‬

‫‪ _111‬حسب الفقرة السادسة من الفصل ‪ 41‬من ظهير ‪ 3‬مايو ‪ ،1.74‬المنسوخ بالقانون ‪ 4711.‬النافذ حاليا‪.‬‬
‫‪ _112‬و ذلك من المادة ‪ 94‬إلى ‪ 21‬من القانون اآلنف ذكره في المتن‪.‬‬
‫‪ _ 113‬و ذلك في كل ما يخص عملياتهم الحسابية أو األموال و القيم المودعة لديهم‪ ،‬أو التي لهم عليها والية حسابية‪ ،‬وكافة‬
‫العقود المنجزة من قبلهم‪ ،‬وكذلك مدى احترامهم للقانون المهني الخص بهم‪ .‬وفق المؤكد بموجب المادة ‪ 94‬من القانون‬
‫‪.4711.‬‬
‫‪ _ 114‬و ذلك من خالل قيام المجلس الجهوي بعمليات المراقبة عن طريق لجنة مهنية خاصة تضم رئيس المجلس الجهوي و‬
‫موثقين لهم من األقدمية ما يعادل خمس سنوات على األقل‪ ،‬منتخبين لهذه الغاية‪ ،‬حسب نص الفقرة األخيرة من المادة ‪.94‬‬

‫‪55‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫بعد ذلك الدور اإلزدواجي بين الوكيل العام إلى جانب ممثلي و ازرة المالية‪ ،‬من خالل القيام‬
‫بعمليات البحث و التفتيش و حق االطالع على كافة منجزات العمليات الممارسة من قبل‬
‫الموثق‪ ،‬و المفيدة لهم في عملهم‪ ،‬و بالمقابل يلزم هذا األخير بالرد على كافة التساؤالت‬
‫المطروحة عليه من قبل هذه الجهات‪ ،‬و االستجابة لما تقتضيه ضرورة اإلجراء المنجز‪.115‬‬

‫و في حالة كان منجز عملية المراقبة كل من و ازرة المالية أو لجنة المجلس الجهوي‪،‬‬
‫فإنه يتوجب عليهما رفع تقرير بما تم انجازه إلى الوكيل العام للملك‪ ،‬مع اإلشارة لما قد يتخلل‬
‫هذا اإلجراء من مخالفات مضبوطة‪ ،‬على أنه إن تبينت جديتها أو خطورتها‪ ،‬وجب اإلشعار‬
‫استعجاال بإخطار كل من الوكيل العام للملك و رئيس المجلس الجهوي‪ ،‬وان اقتضى األمر‬
‫رئيس المجلس الوطني كذلك‪.116‬‬

‫و قد تشدد المشرع المغربي أثناء إضفاءه نوعا من الحماية القصوى على الحقوق‬
‫تالفيا لوقوعها في أيد‬ ‫‪117‬‬
‫المالية الممسوكة لدى الموثق‪ ،‬كما فعلت جل التشريعات المقارنة‬
‫غير آمنة‪ ،‬و هو األمر الذي قد يخل بالمهنة و مهنييها في حالة سقوطهم في المحظور‪.‬‬

‫‪ _115‬فؤاد السابقي‪ " ،‬المسؤولية التأديبية للموثق على ضوء القانون ‪ 4711.‬و العمل القضائي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر‬
‫في قانون العقود و العقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية وجدة‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،7114/7113‬ص ‪.14‬‬
‫‪ _116‬المادتين ‪ 21‬و ‪ 21‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ _ 117‬حيث نجد كل التشريعات الخاصة بتنظيم مهنة التوثيق في كل من النمسا و بلجيكا و كرواتيا و اسبانيا و هنغاريا‪،‬‬
‫تسند هذه صالحية مراقبة الودائع الممسوكة من لدن الموثقين إلى الجهات المهنية لوحدها‪ ،‬في حين أن المشرع الفرنسي‬
‫أسند هذا االختصاص للجنة مزدوجة كاألجهزة المهنية و القضائية‪ ،‬أما بالنسبة للمشرع اليوناني فقد منح هذا الختصاص‬
‫لإلدارة الضريبية و السلطة اإلدارية المختصة و القضاء‪ ،‬أما من جانب المشرع اإليطالي فقد حدد إسنادها إلى و ازرة العدل‬
‫و األجهزة المهنية‪ ،‬ف حين ذهبت تشريعات كل من ألمانيا و هوالندا و سويس ار إلى منحه إلى سلطة الوصاية أو السلطة‬
‫العامة‪.‬‬
‫للمزيد من التوسع راجع‪ :‬عبد اهلل درميش‪" ،‬أخالقيات مهنة التوثيق و سلطة التنظيم"‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة رحاب المحاكم‪،‬‬
‫العدد الثالث‪ ،‬لسنة ديسمبر ‪ ،711.‬ص ‪.49‬‬

‫‪56‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬
‫ثانيا‪ :‬مراقبة سير عمل الموثق العدلي‬

‫إن حديثنا عن الدور الرقابي على مهنة العدل الموثق‪ ،‬يقتضي منا دراسة من خالل‬
‫منظور تحليلي بنوع من المقارنة كما رأينا سابقا‪ ،‬حيث أن التعديل الذي طال نظيره في‬
‫الممارسة ‪-‬الموثق العصري‪ -‬صدر مؤخ ار بعد دستور‪ ،0.33‬و معه فاستقراءا لمضامين‬
‫القانون ‪ 38..1‬المنظم خطة العدالة‪ ،‬نجذ خلو هذا األخير من حضور جهاز النيابة العامة‬
‫أثناء الممارسة الفعلية للعدول‪ ،‬و هذا ما اتجهت إليه إرادة المشرع حيث أبقت دور المراقبة‬
‫منحص ار للقاضي المكلف بالتوثيق كنوع من المراقبة القضائية‪ ،118‬إضافة إلى إسناد اإلشراف‬
‫من القانون‬ ‫‪119‬‬
‫لكل من و ازرة العدل ومجالس الهيئات الجهوية وفقا للمادتين ‪ 2.‬و‪41‬‬
‫‪ ،38..1‬فانتظار ما ستسفر عنه المتغيرات التشريعية من جديد في المستقبل القريب‪.120‬‬

‫و كذلك فقد أكد المرسوم التطبيقي ألحكام القانون المتعلق بخطة العدالة‪ ،121‬بدءا من‬
‫المادة ‪ 13‬المحددة الختصاص وزير العدل في تكليف قاضي للتوثيق أو أكثر بقرار في دائرة‬
‫لكل محكمة ابتدائية‪ ،‬و لكن اإلشكال المطروح هو بشأن االختصاص في التعيين؟ المتأرجح‬
‫بين وزير العدل و المجلس األعلى للسلطة القضائية؟‬

‫‪ _118‬حيث أكدت المادة ‪ 42‬من المرسوم التطبيقي‪ ،‬على صالحية قاضي التوثيق اإلطالع على كنانيش الجيب والمذكرات‬
‫الخاصة بالحفظ و الوثائق التي تحت عهدة العدل‪ ،‬إضافة مراقبة هذا األخير لتصرفات العدول التابعين لدائرته باستمرار‪ ،‬و‬
‫أيضا تفتيش مكاتبهم مرة كل سنة على األقل ‪..‬‬
‫‪ _119‬لتؤكد المادة ‪ 44‬على أن الهيئة الوطنية للعدول‪ -‬مع مراعاة المهام المحتفظ بها لرئيسها‪ ،-‬تتولى إبداء رأيها في‬
‫بشان الشكايات الموجهة ضد العدول‪ ،‬و كذا فيما تعرضه النيابة العامة عليها من إخالالت منسوبة للعدل‪ ،‬و هذا األمر‬
‫الذي سنلحق على دراسته الرتباطه بسلطة التأديب التي تمارسها النيابة العامة على العدول‪.‬‬
‫‪ _ 120‬و هذا ما فيه إال مواكبة لتوحيد الرؤية لدى المشرع المغربي أثناء تنظيمه للمهن القضائية‪ ،‬خدمة للقضاء و العدالة‬
‫ببالدنا‪ ،‬حيث يبقى عليه احترام الفصل بين السلط وفقا للفصل ‪ 112‬من الدستور و بسط رقابة النيابة العامة على المهن‬
‫القضائية ككل في مراحلها األولى‪ ،‬كما هو األمر بالنسبة للقانونين المنظمين لمهنة المحاماة و الموثقين وفق ما سبق لنا‬
‫دراسته‪.‬‬
‫‪ _121‬في الباب الرابع منه المعنون بمراقبة خطة العدالة‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫و ذلك بعد نفاذ القانون التنظيمي للمجلس األعلى للسلطة القضائية رقم ‪ 3...31‬في‬
‫‪ 02‬مارس ‪ ،1220.38‬حيث جاءت المادة ‪ 83‬منه لتقر على أن تعيين المسؤولين القضائيين‬
‫بمختلف محاكم المملكة هو اختصاص للمجلس‪ ،‬و هو ما قد يتعارض مع نص المادة ‪13‬‬
‫من المرسوم التطبيقي ألحكام خطة العدالة المشار إليه أعاله‪.123‬‬

‫مما يستدعي معه األمر تعديال على أحكام هذه المادة لتتالءم مع المتغيرات الحالية‬
‫التي تلت إخراج القانون ‪ ،1243...31‬بعد تنصيب أعضائه من طرف جاللة الملك بتاريخ‬
‫‪ 8‬أبريل ‪ ،0.33‬و هو ما يقتضي حسب رأينا أن يتم الحرص على إخراج مشروع قانون‬
‫جديد منظم لخطة العدالة‪ ،‬يمنح فيه التوازن بين السلطة القضائية و السلطة التنفيذية في‬
‫إعمالها لسلطة الرقابة القبلية‪ ،‬كما هو الحال إلى كل من القانونين ‪ 0....‬و القانون ‪10..1‬‬
‫ا لمنظمين على التوالي لمهنتي المحاماة و التوثيق‪ ،‬مع استحضار رقابة النيابة العامة ضمانا‬
‫لما يبتغيه المشرع المغربي وراء سنه للقوانين المهنية من رقابة قبلية وبعدية سابقة لمسطرة‬
‫التأديب أو الزجر‪.‬‬

‫و معه يبقى فقط للنيابة العامة بموجب القانون المتعلق بخطة العدالة‪ ،‬حق الطعن في‬
‫انتخاب رئيس الهيئة الوطنية للعدول في شخص الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف‬
‫بالرباط ‪ ،‬بعد أن يتم تبليغها بمحاضر انتخاب هذا األخير داخل أجل ‪ 34‬يوم الموالية لهذه‬
‫االنتخابات كآلية من آليات المراقبة البعدية‪.‬‬

‫‪ _122‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 9349‬بتاريخ ‪ 9‬رجب ‪ 1342‬الموافق ل ‪ 13‬أبريل ‪ ،7119‬ص ‪.4134‬‬
‫‪ _ 123‬و هذا ما فيه إال ضرب في التنصيص الدستوري المؤكد على استقاللية السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية وفق‬
‫ما أكده الفصل ‪ 112‬من الدستور‪.‬‬
‫‪ _124‬فقد تقدمت و ازرة العدل بمشروع قانون رقم ‪ 42112‬يقضي بموجبه بتغيير مقتضيات المادتين ‪ 12.‬و ‪ 127‬من قانون‬
‫الم سطرة المدنية النافذ حاليا‪ ،‬بشأن منح اختصاص تعيين القضاة المكلفين بالزواج و القضاة المكلفين بشؤون القاصرين‬
‫بقرار للرئيس المنتدب للمجلس األعلى للسلطة القضائية لمدة ثالث سنوات بدل وزير العدل‪ ،‬دون القاضي المكلف بالتوثيق‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬بروز دور النيابة العامة أثناء إثارة المسؤولية‬


‫التأديبية للمهن القانونية و القضائية‬

‫إن غاية المشرع من القانون الذي يقره هو وضع إطار تنظيمي ينسج و يؤطر‬
‫العالقات بين األطراف داخل المجتمع‪ ،‬على نحو يحقق األمن و االستقرار في المعامالت‬
‫باعتبارهما أساسا للعدل‪ ،‬و هو األمر الذي يجد ارتباطه الوثيق بقوانين المهن القانونية‬
‫والقضائية موضوع دراستنا‪ ،‬خصوصا لما في التأديب من دور أساسي للحفاظ على التماسك‬
‫المهني ألفراده بشكل خاص و للمتعاملين معهم على الوجه العام ‪.125‬‬

‫و عليه فإنه لم يفت للمشرع المغربي على ضرورة حرصه على إبقاء الطرف العام‬
‫الممثل للدولة –أي النيابة العامة‪ -‬في مجال التأديب ضد كل إخالل مهني يكتسي طبيعة‬
‫تأديبية‪ ،‬و الذي يأتي في ميزان يتوسط في درجته بين المسؤولية المدنية و المسؤولية الجنائية‬
‫بشتى مظاهرها‪.‬‬

‫و قد جاءت مهام النيابة العامة في مرحلة إثارة المسؤولية التأديبية ألشخاص المهن‬
‫القانونية و القضائية موزعة من خالل أدوراها التي تلي سلطة المراقبة‪ ،‬لتمتد إلى سلطة‬
‫البحث و تحريك المسطرة التأديبية ضدهم تارة‪ ،‬و بين باعتبارها‪-‬أي النيابة العامة‪ -‬جهة‬
‫لإلحالة على سلطات التأديب في كل هذه االختالالت المنسوبة ألشخاص هذه المهن‪،‬‬
‫والممتدة كذلك إلى صالحيات أخرى تتجلى في ممارستها للطعون في المقررات التأديبية‬
‫الصادرة‪ ،‬مرو ار إلى ما يلحق ذلك من عمليات متعلقة بالتنفيذ و التبليغ‪ ،‬و ما يصاحبها من‬
‫خصوصيات مميزة لكل مهنة على حدى بموجب القوانين المنظمة لها‪.‬‬

‫‪ _125‬مجلة منبر النيابة العامة‪ ،‬العدد الخامس لسنة ‪ ،7114‬تصدرها النيابة العامة لدى محكمة النقض‪ ،‬دراسة بعنوان "‬
‫قراءة في المادة ‪ 27‬من القانون المنظم لمهنة المحاماة و المادة ‪ 47‬من القانون المنظم لمهنة الخبراء القضائيين" ‪ ،‬ص‬
‫‪.44‬‬

‫‪59‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬
‫المطلب األول‪ :‬صالحيات النيابة العامة أثناء جريان المسطرة التأديبية‬

‫خول المشرع المغربي للنيابة العامة صالحيات عديدة أثناء تفعيل المسطرة التأديبية‬
‫ضد كل من المحامي و المفوض القضائي و الموثق و العدل محل دراستا‪ ،‬كما هو الشأن‬
‫لباقي المهن األخرى –الناسخ‪ ،‬الترجمان‪ ،‬الخبير‪ -‬األمر الذي يضفي طبيعة خاصة‪ ،‬سواء‬
‫باعتبارها جهة للمتابعة وأيضا جهة لإلحالة على السلطة التأديبية‪ ،‬و كذلك لما منحه التشريع‬
‫المهني في حقها بالمقرر التأديبي مرو ار بالسهر على تنفيذه‪ ،‬مع مراعاة ما جاء به كل قانون‬
‫مهني على حدى‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إجراءات بحث النيابة العامة في المخالفات التأديبية‬

‫عمل المشرع المغربي على منح النيابة العامة صالحية إجراءات األبحاث في كل‬
‫إخالل منسوب ألشخاص المهن القانونية و القضائية‪ ،‬أثناء تحريك المسطرة التأديبية ضدهم‪،‬‬
‫وهو ما سنعمل على التطرق له أثناء محاولة استقراء قوانين كل من مهنتي المحاماة‬
‫والمفوضين القضائيين (أوال)‪ ،‬ثم المرور بالمهن التوثيقية أي الموثقين و العدول (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬متابعة النيابة العامة للمحامي و للمفوض القضائي في الدعوى التأديبية‬


‫لم يفت المشرع المغربي التأكيد على منح صالحيات عديدة للنيابة العامة باعتبارها‬
‫الجهاز الموكول له الحرص على استتباب األمن المهني و حفظ النظام العام المهني للمهن‬
‫القانونية و القضائية خصوصا أثناء جريان المسطرة التأديبية‪ ،‬و هو ما سنأتي تفصيله من‬
‫خالل ما جاءت يه مقتضيات القانونين المنظمين لكل من مهنتي المحاماة و المفوضين‬
‫وبحث سبل التالقي والخصوصية (‪ ،)1‬لنأتي بعد ذلك إلى ما أضفاه المشرع المغربي من‬
‫خصوصيات متشايهة بين المهن التوثيقية أي كل من الموثق و العدل (‪.)7‬‬

‫‪60‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬
‫‪ .1‬تحريك النيابة العامة للدعوى التأديبية ضد المحامي‬

‫استقرت بعض التشريعات المقارنة و من بينها المشرع المغربي على أن الحضور‬


‫األساسي للنيابة العامة في مجال تأديب المهن القانونية و القضائية و من ضمنها مهنة‬
‫المحاماة‪ ،‬فقد أكد المشرع المصري على أن تحريك الدعوى التأديبية ضد المحامي المخل‬
‫بواجبات وأعراف المهنة هو اختصاص أصيل لهذه األخيرة‪ ،‬إما بشكل تلقائيا أو بطلب من‬
‫جهات أخرى‪ ،126‬و هو نفس األمر الذي استقر عليه قانون المحاماة لكل من التشريع‬
‫واإلماراتي‪.129‬‬ ‫‪128‬‬
‫و العراقي‬ ‫‪127‬‬
‫األردني‬

‫األمر الذي ال نجد فيه اختالفا لدى المشرع المغربي بالنسبة لجهة التحريك المتمثلة في‬
‫الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف كجهة إحالة إلى نقيب الهيئة‪ ،‬إلى جانب مجلس‬
‫الهيئة نفسها ضد المحامي المتابع تأديبيا‪ ،‬وذلك كلما تعلق األمر بمخالفة القانون أو لقانون‬
‫تنظيمي متصل باألول‪ ،‬أو ألعراف و قواعد المهنة أو ألي إخالل بالمروءة والشرف على‬
‫وجه اإلطالق ال الحصر‪.130‬‬

‫‪ _126‬كمجلس نقابة المحامين‪ ،‬أو بطلب من رئيس محكمة النقض أو رئيس المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬أو رئيس محكمة‬
‫القضاء اإلداري‪ .‬وفق المادة ‪ 3.0‬من قانون المحاماة المصري‪.‬‬
‫محمد عبد اهلل حمود‪ " ،‬المسؤولية التأديبية للمحامي في القانون اإلماراتي و المقارن"‪ ،‬مجلة الشريعة و القانون‪ ،‬العدد‬
‫الحادي و العشرون ربيع الثاني ‪ ،3204‬الموافق ل يونيو ‪( ،0..2‬جهة اإلصدار غير معروفة بعد البحث)‪ ،‬ص ‪.028‬‬
‫‪ _127‬وفق المادة ‪ 92‬منه‪ ،‬حيث تحرك الدعوى التأديبية بناءا على طلب رئيس النيابة العامة أو وزير العدل أو النائب‬
‫العام‪ ،‬أو بناءا على شكوى خطية من المدعي أو من قبل محام‪.‬‬
‫‪ _128‬أكدت المادة ‪ 111‬من قانون المحاماة العراقي‪ ،‬على تحريك الدعوى التأديبية يأتي إما بقرار من رئيس اإلدعاء العام‬
‫أو من مجلس النقابة‪.‬‬
‫‪ _ 129‬نفس األمر بالنسبة كذلك لقانون المحاماة اإلماراتي المؤكد على أن تحريك الدعوى التأديبية ضد المحامي عند وقوع‬
‫اخالل بالواجب المهني‪ ،‬أو بشكوى مقدمة إلى لجنة قبول المحامين بو ازرة العدل‪ ،‬وفقا للمادتين ‪ 39‬و ‪ 32‬من القانون‬
‫المذكور‪.‬‬
‫‪ _130‬وفق ما جاء في المادة ‪ 92‬من قانون المحاماة المغربي‪ ،‬و ما هو مستشف أن تأكيد المشرع المغربي على عدم‬
‫حصر األفعال المخالفة و الموجبة للمساءلة التأديبية سواء الواردة في قانون المهنة أو في نصوص قانونية متفرقة‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫على عكس سلطة المتابعة الموكولة للنقيب و التي تم تقيدها بتوصله بشكاية من‬
‫إحدى الجهتين المحيلتين سواء الوكيل العام للملك أو المتضرر‪ ،131‬و الذي يكون له اتخاذ‬
‫مقرر معلل بالمتابعة أو الحفظ داخل أجل وقتي محدد في ثالثة أشهر و إال اعتبر بمثابة‬
‫قرار للحفظ عند فوات األمد الزمني المحدد للبث‪ ،‬بالرغم من أن له الحق في التماس أجل‬
‫سواء كانت سلطة اإلحالة هي الوكيل العام أو مجلس الهيئة‪.133‬‬ ‫‪132‬‬
‫إضافي عند االقتضاء‬

‫على أن يكون للوكيل العام للملك حق الطعن في قرار الحفظ المتخذ من النقيب‬
‫اإليجابي أو السلبي بعد تبليغه‪ ،134‬لكن في حالة لم يلتمس النقيب أجال إضافيا للبت في‬
‫الشكاية‪ ،‬فيحق للوكيل العام أنذاك الطعن في المقرر الضمني بالحفظ وفقا للقانون‪ ،‬و قد أكد‬
‫قرار لمحكمة النقض أنه ال يجوز االكتفاء بتوجيه إرسالية إلى النيابة العامة من طرف النقيب‬

‫‪ _131‬يبقى اإلطار القانوني المنظم للشكاية المقدمة في مواجهة المحامين‪ ،‬و التي تأتي من قبل المشتكي هي المادة ‪.4‬‬
‫من قانون المحاماة‪ ،‬التي يتكون ملفها لدى النيابة العامة من ‪ :‬من أصل نسخة من الشكاية‪ ،‬الوثائق المبررة لها‪ ،‬ملتمس‬
‫النيابة العامة‪ ،‬كتاب إخباري لمديرية الشؤون المدنية التابع مقرها لمركزية و ازرة العدل بالرباط‪ ،‬كتاب إخباري للنقيب بمآال‬
‫الشكاية‪ ،‬ملتم س نقيب هيئة المحامين التابع لها مقر مكتب المحامي المشتكى به‪ ،‬على أن تحال الشكاية للبحث بمجرد‬
‫إطالع الوكيل العام للملك عليها و اتخاذ قرار المتابعة أو الحفظ‪ ،‬و في حالة المتابعة يفتح لها ملف و يحال على غرفة‬
‫المشورة بمحكمة االستئناف بعد اإلدالء بالتقرير المنجز من قبل النقيب‪.‬‬
‫الشرقي حراث‪ ،‬الدليل العملي إلجراءات التقاضي أمام المحاكم‪ ،‬طبعة ‪ ،7119‬مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ _132‬تفسير المقتضى القانوني للمادة ‪ 92‬فقرته الثانية‪ ،‬أكدته المادة ‪ 114‬من النظام الداخلي لهيئة المحامين بأكادير‬
‫المصادق عليه بتاريخ ‪ 7111/19/11‬و النافذ حاليا‪ ،‬على إمكانية التماس أجل إضافي من النقيب لإلجابة على الشكاية‬
‫الموجهة ضد المحامي المتابع تأديبيا‪.‬‬
‫‪ _ 133‬و بمفهوم المخالفة فإن عدم توصل النقيب بالشكاية فال يحق له المتابعة‪ ،‬و يبقى اختصاصا لمجلس الهيئة‪ ،‬وفقا‬
‫للمادة ‪ 9.‬من قانون المهنة و المادة ‪ .2‬من النظام الداخلي لهيئة المحامين بمراكش‪.‬‬
‫محمد بلهاشمي التسولي‪ " ،‬رسالة المحامي عبر التاريخ" الجزء الثاني مسؤولية المحامي‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،7111‬المطبعة و‬
‫الوراقة الوطنية‪-‬مراكش‪،‬ص ‪.711‬‬
‫و هو أيضا ما أكدته غرفة المشورة لمحكمة االستئناف بمراكش بشأن تقييد سلطة تحريك الدعوى التأديبية من قبل النيابة‬
‫بإحالة النيابة العامة أو بتقديم شكاية له‪ ،‬وذلك في القرار رقم ‪ ،241‬في الملف عدد ‪ ،424./1173/7111‬المؤرخ في‬
‫‪ ، 7117/13/74‬المنشورة بمجلة المحاكم المغربية الصادرة عن هيئة الدار البيضاء‪ ، ،‬العدد ‪ ،132‬يوليو‪/‬غشت ‪،7114‬‬
‫ص ‪.122‬‬
‫‪ _134‬قصدنا بالمقرر اإليجابي‪ :‬الصادر من النقيب بالحفظ المحترم ألجله المحدد في ثالث أشهر‪ ،‬أما المقرر السلبي فهو‬
‫الفائت أجله المحدد للبث فيه من النقيب‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫المتضمنة فقط لجواب المحامي المشتكى به دون بته في الشكاية‪ ،135‬سواء في أجلها أو بعد‬
‫مروره‪.‬‬

‫و من جهة أخرى نجذ إلى جانب النقيب باعتباره جهة للمتابعة‪ ،‬نجد مجلس الهيئة‬
‫الذي له أن يضع تلقائيا يده على أي إخالل مهني مرتكب من طرف المحامي المعني‬
‫بعد الطعن المقدم لها من‬ ‫‪137‬‬
‫باألمر‪ ،136‬و أيضا غرفة المشورة لدى محكمة االستئناف‬
‫الوكيل العام بشأن إلغاء مقرر الحفظ الصادر عن النقيب و إحالة الملف على المجلس‬
‫على أن يتم تبليغ الوكيل العام للملك‬ ‫‪138‬‬
‫لمواصلة المتابعة المتخدة ضد المحامي المخالف‬
‫بالمقرر التأديبي في أجل ‪ 34‬يوم من صدوره‪.‬‬

‫لتأتي بعد ذلك المسطرة الخاصة بمتابعة النقيب التي خص بها المشرع المغربي الوكيل‬
‫العام للملك لدى محكمة النقض لوحده‪ ،‬كنوع من االمتياز في المتابعة ضد شخص موكول‬
‫له تمثيل الهيئة في كل ما يتعلق بالمهنة‪ ،‬إما بشكل تلقائي أو بناءا على شكاية متوصل‬
‫بها‪ ،139‬على أن تحال المتابعة إلى محكمة االستئناف غير تلك التي توجد بها الهيئة التي‬
‫يتمي إليها النقيب المتابع تأديبيا‪.140‬‬

‫‪ _135‬قرار لمحكمة النقض رقم ‪ 0.1/0‬المؤرخ في ‪ 31‬مايو ‪ 0.38‬في الملف اإلداري رقم ‪ ،0.32/3/2/0241‬المنشور‬
‫بسلسلة إصدارات المكتب الفني لمحكمة النقض " مهنة المحاماة في ضوء ق اررات محكمة النقض" م‪.‬س ‪ ،‬ص ‪.003‬‬
‫‪ _136‬المادة ‪ 9.‬من القانون ‪.72112‬‬
‫‪ _137‬التي سنأتي على دراستها بشكل مفصل الحقا‪.‬‬
‫‪ _138‬وفقا للمادتين ‪ 92‬و ‪ 21‬من القانون ‪.72112‬‬
‫‪ _139‬المادة ‪ 27‬من القانون ‪ 72112‬الواقع استدراك الخطأ الواقع بنص المادة في الجريدة الرسمية عدد ‪ 4922‬المؤرخة في‬
‫فاتح ديسمبر ‪ ،7112‬ص ‪.331.‬‬
‫‪ _ 140‬و تبقى فلسفة المشرع وراء مسطرة اإلحالة على محكمة استئناف أخرى غير التي يزاول النقيب بدائرة نفوذها مهامه و‬
‫سلطته و اختصاصاته على الهيئة‪ ،‬لما في ذلك من ضمان لللحياد و رفع للحرج عن المجلس التأديبي‪ ،‬لكن كان كذلك‬
‫على المشرع أن يمدد المسطرة لتسري على أعضاء المجلس كذلك‪ ،‬لما في ذلك من توفير لضمانات للمحاكمة العادلة وفق‬
‫ما أقره دستور ‪.7111‬‬
‫للمزيد راجع ‪ :‬محمد شهبون‪ " ،‬التأديب " ‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة المحاماة التي تصدرها جمعية هيئات المحامين بالمغرب‪،‬‬
‫عدد مزدوج ‪ ،43-44‬أبريل ‪ 7111‬ص ‪.27‬‬

‫‪63‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫يرى في ذلك وجود ابهام في تفسير المادة ‪ 30‬موضوع‬ ‫‪141‬‬


‫غير أن بعض الفقه‬
‫الدراسة وكذلك خلو األنظمة الداخلية لهيئات المحامين من المسطرة المتبعة ضد النقيب‪،‬‬
‫حيث قد نجد تنازعا لالختصاص بين الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض و الوكيل العام‬
‫للملك لدى محكمة االستئناف المحالة عليه المسطرة‪ ،‬و ذلك في أحقية كالهما في ممارسة‬
‫الطعون ضد القرار المتخذ‪ ،‬و أيضا اتخاذ مقرر بالحفظ في ما تم إجراؤه من أبحاث؟‬

‫وجوابا عليه فال شك أن التفسير السليم و األقرب للصواب هو اختصاص الوكيل العام‬
‫للملك لدى محكمة االستئناف كما ذهبت عليه سائر مساطر التأديب ضد المحامين في‬
‫األحوال العادية‪.‬‬

‫‪ .0‬تحريك النيابة العامة للدعوى التأديبية ضد المفوض القضائي‬

‫يأتي الحديث مسطرة المتابعة التأديبية ضد المفوض القضائي من منطلق تحريك‬


‫الدعوى التأديبية من قبل وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية الواقع مقر عمل المفوض‬
‫القضائي المتابع‪ ،‬كنوع من الخصوصية عن باقي المهن القضائية كالمحاماة و التوثيق‬
‫والعدول التي يرجع فيها االختصاص للوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف كما سبق و‬
‫سيأتي التطرق له‪.‬‬

‫و قد أكد القانون المنظم لمهنة المفوضين القضائيين في المادة ‪ 18‬منه‪ ،‬على أن وكيل‬
‫الملك له سلطة واسعة في تحريك الدعوى التأديبية ضد المفوض القضائي تلقائيا‪ ،‬وذلك بناءا‬
‫على ما يكتشفه من إخالالت مهنية خطيرة أثناء القيام بعملية تفتيش مكاتبهم‪ ،142‬و كذلك ما‬
‫قد يتوصل به من جهات أخرى‪ ،‬يأتي في مقدمتها التقرير المقدم من طرف رئيس المحكمة‬

‫‪ _141‬محمد بلهاشمي التسولي‪ ،‬ج ‪ ،7‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.711‬‬


‫‪ _142‬وفقا المادة ‪ 43‬من القانون ‪ ، 21114‬و التي سبق اإلشارة له أثناء الحديث عن المراقبة البعدية التي تمارسها النيابة‬
‫العامة في شخص وكيل الملك على المفوض القضائي‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫االبتدائية وفقا للفقرة الثالثة من المادة ‪ 11‬من نفس القانون المذكور‪ ،‬و أيضا التقارير التي‬
‫تنجزها كل من الهيئة الوطنية للمفوضين القضائيين و من المجلس الجهوي للمفوضين‬
‫القضائيين بشأن اإلخالالت المنسوبة للمفوضين القضائيين و تقديم أرائهما حول ما تم‬
‫عرضه عليهما من قبل رئيس المحكمة أو من وكيل الملك‪ ،143‬و كذلك مدخل الشكاية ضد‬
‫المفوض القضائي المخالف المقدمة من أحد المتعاملين مع األخير‪.144‬‬

‫و من خالله يتضح على أن السلطة التقديرية التي يتمتع بها وكيل الملك كجهة‬
‫رئيسية أثناء تقديره للفعل الخطير المخل بالمهنة و الذي يشكل مخالفة تأديبية تستدعي‬
‫المتابعة‪ ،‬و معه تكوين قناعته بشأن اتخاذ قرار المتابعة يتبعها مباشرة اإلحالة على غرفة‬
‫‪145‬‬
‫المشورة بالمحكمة االبتدائية التي يقع بدائرتها مقر مكتب المفوض القضائي المتابع تأديبيا‬
‫و كذلك سلطة اإليقاف المؤقت عن العمل كما سنرى ذلك الحقا‪ ،‬أو اتخاذ مقرره بحفظ‬
‫الشكاية‪.‬‬

‫و بين المخالفات المهنية المخلة بالواجب المهني التي لم يعمد المشرع المغربي على‬
‫حصرها و إنما تركها على وجه اإلطالق‪ ،‬نجذ مخالفة عدم سحب المفوض القضائي‬
‫لطيات التبليغ من مكتب التنسيق التابع للمحكمة االبتدائية مقر مكتبه‪ ،‬كتكليف أوجبه القانون‬
‫بموجب الفقرة الثانية من المادة ‪ 34‬من القانون ‪ ،.3..1‬و ذلك راجع لالختصاص المنوط‬
‫لهذه المهنة قصد تسليم استدعاءات التقاضي لألطراف‪ ،‬و المقررة بموجب قانون المسطرة‬
‫‪146‬‬
‫المدنية و بنصوص قانونية خاصة‪ ،‬و قد جاء في وقائع حكم للمحكمة االبتدائية لمراكش‬

‫‪ _143‬المادتين ‪ 14‬و ‪ 49‬م المرسوم التطبيقي ألحكام القانون ‪ 21114‬المنظم لمهنة المفوضيين القضائيين‪.‬‬
‫‪ _ 144‬يوسف أقصبي‪ " ،‬المسؤولية التأديبية و المدنية للمفوض القضائي‪ ،‬طبعة ‪ ،7113‬دار السالم للطباعة و النشر‬
‫والتوزيع‪ -‬الرباط‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ _145‬المادة ‪ 42‬من القانون ‪.21114‬‬
‫‪ _146‬حكم رقم ‪ 12‬صادر عن غرفة المشورة للمحكمة اإلبتدائية بمراكش‪ ،‬بتاريخ ‪ ،711./11/14‬في الملف رقم‬
‫‪ ، 1922/1/711.‬و المنشور بالمجلة المغربية للدراسات القانونية و القضائية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬المطبعة و الوراقة الوطنية‬
‫الداوديات‪-‬مراكش‪ ،‬الطبعة األولى لسنة ‪ ،7111‬ص ‪.444‬‬

‫‪65‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫في الملف عدد ‪ 0..1/3/383.‬الصادر بتاريخ ‪ ،0.34/3./34‬أنه بناءا على ملتمس‬


‫كتابي صادر من وكيل الملك و المؤسس على كتاب للرئيس األول لمحكمة االستئناف الذي‬
‫يفيد تخلف المفوض القضائي عن الحضور إلى مكتب التنسيق بمحكمة االستئناف بمراكش‬
‫لسحب ا لطيات القضائية و تبليغها داخل اآلجال المحددة قانونا‪ ،‬الشيء الذي أثر على‬
‫السير العادي للجلسات و تسبب في عرقلة سير العمل القضائي‪ ،‬و هو ما يشكل مخالفة‬
‫المتصلة باإلحجام عن تقديم‬ ‫‪147‬‬
‫لمقتضيات المادة ‪ 1.‬فقرتها الثانية من نفس القانون‬
‫المساعدة الواجبة للقضاء دون مبرر مشروع‪ ،‬فقضت غرفة المشورة ‪-‬الثالثية األعضاء‪ -‬في‬
‫حكمها بمؤاخدة المفوض القضائي من أجل ما نسب إليه من إخالل من قبل النيابة العامة‬
‫كجهة للمتابعة التأديبية و معاقبته بعقوبة اإلنذار مع تحميله الصائر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬سلطات النيابة العامة أثناء تفعيل مسطرة التأديب ضد المهن التوثيقية‬

‫ال جدال أن النيابة العامة تلعب دو ار حاسما أثناء تفعيل المسطرة التأديبية ضد المهن‬
‫التوثيقية و ذلك بموجب القوانين المنظمة لكل من مهنتي التوثيق و خطة العدالة‪ ،‬إال أن‬
‫المشرع المغربي أفرد جملة من الخصوصيات التي تميز كل مهنة على حدى و أوجه تدخلها‬
‫في هذا الشأن عند كل مخالفة مهنية قد يأتيها الموثق أو العدل‪ ،148‬و هو ما سنأتي على‬
‫ذكره بالنسبة للموثق (‪ )3‬و العدل (‪ )0‬لبحث مدى احتواء التشريع التوثيقي و كفايته بهذا‬
‫الخصوص و أيضا طرح جملة اإلشكاالت القانونية و العملية التي قد تصادف ذلك‪.‬‬

‫‪ _147‬حيث نصت المادة ‪ 41‬في فقرتها الثانية على أنه ‪ " :‬يمنع على المفوض القضائي أن يحجم عن تقديم المساعدة‬
‫الواجبة للقضاء و المتقاضين بدون عذر مقبول‪ ،‬كما يمنع على المفوضين القضائيين التواطؤ لنفس الغاية"‪.‬‬
‫‪ _148‬للتوسع راجع‪ :‬نور الدين بزدي‪ ،‬المسؤولية المدنية و التأديبية للعدول و الموثقين على ضوء التشريع المغربي‪ ،‬رسالة‬
‫لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية مكناس‪ ،‬جامعة‬
‫موالي إسماعيل‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،7111/711.‬ص ‪.23‬‬

‫‪66‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬
‫‪ .1‬إجراءات تحريك المتابعة التأديبية ضد الموثق‬

‫يأتي الحديث األهم في ظل حداثة القانون المنظم للتوثيق بالمغرب النافذ سنة ‪،0.33‬‬
‫عن ما أقرته التشريعات التأديبية المقارنة بخصوص الجهات الموكول لها تحريك الدعوى‬
‫التأديبية‪ ،‬فاألصل يبقى هو الشكاية من المتضرر المتعامل مع المهني الممارس للعمل‬
‫التوثيقي‪ ،149‬أما االستثناء فهو متمثل في اإلحالة الذاتية الممنوحة للقضاء التأديبي كما هو‬
‫الحال بالنسبة لرفع الدعوى ضد الموثقين من طرف النيابة العامة كما سار على ذلك التشريع‬
‫التوثيقي الجزائري‪.150‬‬

‫و قد أكد القانون ‪ 10..1‬أن المسطرة عادة ما تأتي عن طريق شكاية ضد موثق توجه‬
‫إلى الوكيل العام للملك بمحكمة االستئناف المتواجد بمقرها مكتب المتابع بشأن المخالفة‬
‫التأديبية‪ ،‬و أيضا بموجب التقرير المنجز من طرف الوكيل العام للملك أو من ينوب عنه‬
‫كجهة للمراقبة‪ ،151‬أو بملتمس رئيس المجلس الجهوي المقدم إلى الوكيل العام‪ ،152‬غير أن‬
‫ا إلشكال الذي قد يطرح حسب رأينا حول قوة حضور النيابة العامة في مسطرة التأديب ضد‬
‫الموثق المتابع مقارنة بالمجالس الجهوية للموثقين‪ ،‬و التي يكون لها الدور الهام في تمحيص‬
‫الشكايات قبل أن يتم توجيهها مباشرة إلى الوكيل العام للملك المختص مكانيا‪ ،‬حيث يبقى‬
‫لهذه المجالس دور تقريري فقط‪ ،153‬حيث تم التأكيد على مكنة إبداء رأي المجلس الجهوي‬

‫‪ _149‬لبنى الوزاني‪ ،‬المسؤولية التأديبية للموثق على ضوء العمل القضائي‪ ،‬الطبعة األولى لسنة ‪ ،7111‬دار السالم‪-‬الرباط‪،‬‬
‫ص ‪.21‬‬
‫‪ __150‬بلحو نسيم‪ " ،‬المسؤولية القانونية للموثق" ‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتورة‪ ،‬في الحقوق‪ ،‬تخصص القانون‬
‫الجنائي‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪-‬قسم الحقوق‪ ،-‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،7114/7113‬ص‬
‫‪.171‬‬
‫‪ _151‬الفقرة الثانية من المادة ‪ 21‬من القانون ‪.4711.‬‬
‫‪ _152‬المادة ‪ 23‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ _153‬وفقا للمادتين ‪ ..‬و المادة ‪ 173‬الموضحة لالختصاصات المنوطة بالهيئة الوطنية للموثقين و المجلس الجهوي‬
‫للموثقين على التوالي‪ ،‬بشأن إبداء النظر في الشكايات الموجهة إليهما من الوكيل العام للملك ضد الموثقين المتابعين‪ ،‬مع‬
‫تحديد ألجل الرد في ‪ 41‬يوم للمجلس الجهوي‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫في الشكايات المحالة من الوكيل العام و داخل أجل محدد في ثالثة أشهر من تاريخ‬
‫التوصل‪ ،‬وان لم يتم احترام األجل القانوني يعتبر عدم الرد بمثابة منح الضوء األخضر‬
‫لسلطة المالئمة باتخاذها ما تراه مالئما‪.154‬‬

‫لتأتي بعد ذلك بعد في حالة تأكيد متابعة الموثق المخالف من قبل الوكيل العام للملك‪،‬‬
‫بعد إنجاز األبحاث المتطلبة وفقا للقانون‪ ،155‬العمل على توجيه تقرير معزز بالوثائق‬
‫الالزمة إلى وزير العدل قصد عرض األمر على اللجنة المحددة بموجب المادة ‪ 33‬من نفس‬
‫القانون كجهة تبت في تأديب الموثقين‪ ،‬وأيضا إخبار المجلس الجهوي بقرار المتابعة‪،156‬‬
‫على أنه في حالة تعلق األمر بموثق متابع عضو بهذه اللجنة‪ ،‬فقد أكدت المادة ‪ .3‬من‬
‫القانون ‪ 10..1‬على وجوب انسحابه من عضويتها و حلول موثق آخر محله‪.‬‬

‫و حسما في الجدال الذي قد يثار بخصوص عالقة النيابة العامة بو ازرة العدل في ظل‬
‫المتغيرات الحالية التي عرفها المغرب‪ ،‬بنقل صالحية إشراف وزير العدل على قضاة النيابة‬
‫العامة إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بصفته رئيسا للنيابة العامة بموجب‬
‫القانون ‪ ،11.33‬فقد سبقت لنا اإلشارة إلى دورية رئيس النيابة العامة بشأن إشعار بقضايا‬
‫المهن الصادرة بتاريخ ‪ 0‬يناير ‪0.3.‬و الموجهة ألعضاء النيابات العامة بالمملكة‪ ،‬فقد تم‬
‫التأكيد على بقاء سلطة الرقابة على المهن القانونية و القضائية للسلطة الحكومية المكلفة‬

‫‪ _154‬المادة ‪ 2.‬من نفس القانون‪.‬‬


‫‪ _155‬أكدت دورية وزير العدل رقم ‪/4‬س‪ 121‬وزير العدل –والحريات‪ -‬الصادرة بتاريخ ‪ 41‬مارس ‪ ،7117‬حول البت في‬
‫الشكايات الموجهة ضد ا لموثقين ذات الصبغة الجنائية في المتابعة‪ ،‬لكن جاء في مضامينها ربط مع مقتضيات الدورية‬
‫الصادرة في ‪ 1.‬فبراير ‪ ،7114‬عدد ‪ 4‬س ‪ 4‬التي تهمنا أثناء الحديث عن المتابعات التأديبية‪ ،‬و المتمحور موضوعها‬
‫حول مسطرة االستماع للموثق العصريين‪ ،‬حيث لوحظ أن بعض النيابات العامة تقوم باستدعاء الموثقين عن طريق‬
‫الضابطة القضائية بناءا على أوامر قاضي النيابة العام لالستماع إليه و البحث معهم بشأن الشكايات المقامة ضدهم‪،‬‬
‫األمر الذي قد يشكل عرقلة لممارسة المهنية للموثقين و يمس بالوفاء بإلتزاماتهم الملقاة على عاتقهم‪ ،‬و عليه تم طلب القيام‬
‫ا لفعلي بهذه العملية من قبل قضاة النيابة العامة شخصيا أو من أحد نوابهم‪ ،‬و التأكد من مدى جدية الشكوى المقدمة‬
‫ضدهم‪ ،‬و هو األمر الذي قمنا بتفسيره وفق الوارد في المادة ‪ 2.‬بشأن البحث المنجز من قبل الوكيل العام‪.‬‬
‫‪ _156‬المادة ‪ 21‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫بالعدل‪ ،‬مما يتحتم معه العمل على إشعار و ازرة العدل بكل إخالل منسوب للموثق و‬
‫بالمتابعات المقامة ضدهم فضال لإلشعارات الموجهة للمجالس الجهوية‪ ،‬و بالتالي فال تأثير‬
‫و ال تأثر في هذا الجانب على كال السلطتين و إنما هو بحث في سبل التعاون وفقا للقانون‬
‫و وفقا للمبدأ الدستوري الراسخ‪.157‬‬

‫و هو األمر نفسه المعمول به سابقا قبل إخراج القانون ‪ 10..1‬حيث أصدر وزير‬
‫العدل منشور موجها إلى الوكالء العامين للملك يحثهم على إفادته بكل متابعة صادرة منهم‬
‫ضد الموثقين تأديبية كانت أو زجرية‪ ،‬حتى تتمكن و ازرة العدل من مواكبة عملهم و مدى‬
‫التزامهم بأخالقيات المهنة و المقتضيات المنظمة لها‪.158‬‬

‫‪ .0‬خلفية منح النيابة العامة لسلطة تأديب العدل‬

‫إن القول بمصداقية المهنة و شعور الممارسين و المتعاملين معها بالطمأنينة‪ ،‬ال‬
‫يتحقق إال بوجود نظام تأديبي يضمن أيضا للعدل توفير إجراءات تأديبية عادلة‪ ،‬محترمة‬
‫لحقوقه كممارس اعتراه النقص أثناء مزاولته لعمله‪ ،‬و تمكينه من حقوق الدفاع عن نفسه من‬
‫جهة‪ ،‬و ما يضمن للدولة أيضا ممارسة حقها في مراقبة نشاطات هذه المهنة‪ ،‬واحالة العدول‬
‫المتابعين على الجهات التأديبية عن طريق ممثلة المجتمع‪-‬أي النيابة العامة‪.159-‬‬

‫و يأتي حضور النيابة العامة في شخص الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف‬
‫كجهة للمتابعة و للبحث في المسطرة التأديبية‪ ،‬و عليه فقد جاء التأكيد على ضمانة مهمة‬

‫‪ _157‬وفقا لدستور‪ 7.‬يوليو‪ 7111‬في المادة األولى منه فقرتها الثانية‪ ،‬و أيضا الباب السابع منه‪.‬‬
‫‪ _158‬دورية عدد ‪ 74‬س ‪ 4‬الصادرة عن و ازرة العدل مديرية الشؤون الجنائية و العفو بتاريخ ‪ 9‬مايو ‪.711.‬‬
‫‪ _159‬كلمة المجلس الجهوي لعدول دائرة محكمة االستئناف بمراكش حول " مهنة التوثيق العدلي بين مشاكل الحاضر وآفاق‬
‫المستقبل" ‪ ،‬اليوم الدراسي المنظم من طرف محكمة االستئناف بمراكش و المجالس و الهيئات المهنية الجهوية بمراكش لكل‬
‫من المحامين و الموثقين و العدول و المفوضين القضائيين و الخبراء‪ ،‬المؤرخ في ‪ 74‬فبراير ‪ 7114‬في موضوع " تأهيل‬
‫المهن القضائية و القانونية" مواكبة للحوار المحلي حول اإلصالح الشامل و العميق لمنظومة العدالة‪ ،‬ص ‪.177‬‬

‫‪69‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫تتمثل في إجراء البحث األولي بخصوص أي شكاية موجهة ضد عدل لوجود إخالالت مهنية‬
‫تحت اإلشراف المباشر للوكيل العام أو من ينوب عنه‪ ،160‬على أنه و في إطار قاعدة‬
‫التسلسل الرئاسي يمكن للوكيل العام أن يحيل ملف البحث في المخالفة التأديبية على وكيل‬
‫الملك األقرب ترابيا و المتواجد بدائرته مكتب العدل المتابع‪ ،161‬على أن يستأنس ممثل‬
‫النيابة العامة برأي القاضي المكلف بالتوثيق التابع لدائرة نفوذ العدل المتابع ما لم يكن جهة‬
‫تحريك المتابعة‪ ،162‬و أيضا برأي المجلس الجهوي للعدول بدائرة محكمة االستئناف الكائن‬
‫بمقر العدل المتابع ترابيا كجهة لتحريك الدعوى التأديبية تعمل على إشعار قاضي التوثيق و‬
‫الوكيل العام للملك بكل اإلخالالت المهنية‪ ،‬وأيضا إبداء رأيها فيما يعرض على النيابة العامة‬
‫من إخالالت‪ ،163‬و الذي يحيل وجوبا على لجنة الشؤون العلمية و القانونية للدراسة و إبداء‬
‫التي‬ ‫‪164‬‬
‫الرأي التي تنعقد بدعوة من رئيسها في أجل ‪ 1‬أيام التابعة للهيئة الوطنية للعدول‬
‫بدورها ترفع تقريرها إلى الوكيل العام إلى إلبداء رأيها بشأن كل إخالل مهني لعدل متابع‪.165‬‬

‫وعليه فقد تم التأكيد بموجب النظام الداخلي للهيئة الوطنية للعدول ارتباط رأي المجلس‬
‫الجهوي برأي المجلس الوطني إلبداء رأيهما بشأن المتابعة الجارية ضد العدل‪ ،‬مع التأكيد‬
‫على وجوب اإلحالة فور توصل المجلس الجهوي للعدول بطلب أخذ رأيه من قبل الوكيل‬
‫العام للملك‪ ،‬ليكون معه الربط سليما و موافقا بين مجموعة من المقتضيات القانونية الواردة‬

‫‪ _160‬المادة ‪ 31‬من القانون ‪.19114‬‬


‫‪ _ 161‬العلمي الحراق‪ " ،‬الوجيز في شرح القانون المتعلق بخطة العدالة"‪ ،‬الطبعة الثانية لسنة ‪ ،7111‬دار السالم للطباعة و‬
‫النشر و التوزيع‪-‬الرباط‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪ _162‬كثر ال حديث و الجدل بخصوص االستغناء عن خطاب قاضي التوثيق على الوثيقة العدلية و على جميع مراحل‬
‫الحياة المهنية للعدل و منه كذلك مرحلة المسطرة التأديبية موضوع دراستنا‪ ،‬حيث تم طرح توصيات الملتقى الوطني المنعقد‬
‫بالرباط في ‪ ،711./13/74‬من قبل المجلس الوطني للعدول و المجلس الجهوي لعدول استئنافية الرباط‪ ،‬و تم إدراج هذا‬
‫األمر في التوصية رقم ‪ 1‬من مجمل ‪ 44‬توصية‪.‬‬
‫‪ _163‬وفقا للمادة ‪ 23‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ _164‬وفق المادة ‪ 44‬من النظام الداخلي للهيئة الوطنية للعدول المصادق عليه بتاريخ ‪.7112/1./77‬‬
‫‪ _165‬المادة ‪ 44‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫في القانون ‪ 38..1‬و بين األنظمة الداخلية للمجالس الجهوية و أيضا المجلس الوطني‪،‬‬
‫على أن يكون في األخير للنيابة اتخاذ مقررها إما بالحفظ أو المتابعة واحالة المتابع إلى‬
‫جهة التأديب القضائية‪-‬غرفة المشورة لدى محكمة االستئناف المكونة من خمس أعضاء‪-‬‬
‫المعين العدل بدائرتها الترابية‪.166‬‬

‫كما إن المادة ‪ 23‬قد جاءت صريحة بخصوص اعتبار النيابة العامة كجهة إحالة‬
‫والتي هي بمثابة فاتحة للمتابعة في مواجهة العدل‪ ،‬دون اعتبارها كذلك في طور البحث‬
‫األولي بشأن الشكاية‪.167‬‬

‫كما نود التذكير باإلحصائيات المتعلقة بالمتابعات ضد العدول و المنجزة من طرف‬


‫و ازرة العدل بين السنوات القضائية ‪ 0..1‬إلى ‪ 0.33‬و أيضا لسنة ‪ ،0.32‬حيث بلغ عدد‬
‫المتابعات التأديبية من قبل الوكيل العام في سنة ‪ 0..1‬تسع متابعات‪ ،‬ثم ‪ 13‬متابعة لسنة‬
‫‪ 0.3.‬ثم ‪ 08‬متابعة لسنة ‪ 0.33‬على أن تشهد هاته النسبة انخفاضا بلغ ‪ 38‬متابعة‪،168‬‬
‫ليتشهد ارتفاع بلغ ‪ 02‬متابعة لسنة ‪ ،0.38‬ثم ليتضاعف العدد ليبلغ ‪ 4.‬متابعة لسنة‬
‫‪.1690.33‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلثار الالحقة لممارسة النيابة العامة لمسطرة التأديب‬

‫كان لزاما بعد حديثنا عن كافة المراحل التي تمر بها المسطرة التأديبية و ما يصاحبه‬
‫من تدخل للنيابة العامة بهذه الخصوص‪ ،‬التطرق آلثار هذه الممارسة‪ ،‬سواء من منطلق ما‬

‫‪ _166‬المادة ‪ 32‬فقرتها األولى‪.‬‬


‫‪ _167‬العلمي الحراق‪ ،‬م‪.‬س‪.17. ،‬‬
‫‪ _ 168‬إحصائيات صادرة عن مديرية الشؤون المدنية‪ ،‬أورده طارق قاسمي‪ " ،‬المسؤولية التأديبية للعدول‪ :‬دراسة في ضوء‬
‫قانون التوثيق العدلي" ‪ ،‬مقالة منشورة بالمجلة المغربية للدراسات القانونية و القضائية‪ ،‬العدد االفتتاحي ليناير ‪ ،7119‬ص‬
‫‪.121‬‬
‫‪ _ 169‬وفق إحصائيات واردة في التقرير الصادر عن رئيس النيابة حول تنفيذ السياسة الجنائية و سير النيابة العامة للسنة‬
‫القضائية ‪ 2017‬عن الفترة الممتدة بين ‪ 2‬أكتوبر ‪ 7112‬و ‪ 41‬ديسمبر‪ ،7112‬ص ‪.32‬‬

‫‪71‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫يصاحب مرحلة البحث التأديبية من قبل النيابة العامة‪ ،‬كاإليقاف المؤقت للمهني المتابع‬
‫تأديبيا (أوال)‪ ،‬ثم ما يعقبه من إحالة من هذه األخيرة على سلطات التأديب من أجل إيقاع‬
‫الجزاء التأديبي (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تدرج سلطة اإليقاف المؤقت للنيابة العامة في قوانين المهن القانونية‬
‫والقضائية‬

‫أكد المشرع المغربي على وحدة النظام التأديبي و قواعده في ظل قوانين المهن القانونية‬
‫والقضائية‪ ،‬مع إفراد بعض الخصوصيات التي تتميز بها هذه المهن عن بعضها البعض‪،‬‬
‫خصوصا ما تعلق بسلطة النيابة العامة في ممارسة اإليقاف المؤقت للمهني المتابع كأثر‬
‫ناتج عن بدأ الخصومة التأديبية‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لكل من المحامي والمفوض‬
‫القضائي و الموثق والعدل‪ ،‬و التي ال عالقة لها بالتوقيف كعقوبة تأديبية جاءت في سائر‬
‫قوانين المهن القانونية و القضائية وال عن المانع المؤقت أو الدائم للممارسة المهنية‪.‬‬

‫فبالنسبة للقانون ‪ 0....‬المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬فقد جاء التأكيد على أن صالحية‬
‫إيقاف المحامي عن ممارسة المهنة هو لمجلس الهيئة لوحده الذي يتخده بموجب مقرر معلل‬
‫بأغلبية أعضائه‪ ،‬إما تلقائيا أو بطلب من النقيب أو الوكيل العام للملك‪ ،170‬على أن ال‬
‫تتجاوز مدة المنع المؤقت سنة كاملة ما لم يكن المعني معتقال على ذمة متابعة جنائية ومنه‬
‫يتضح قوة مجالس هيئات بمنحها لصالحية إيقاع اإليقاف المؤقت و أيضا رفعه بنفس‬
‫الشروط‪ ،‬إما تلقائيا أو بطلب من المعني‪ ،‬و هذا راجع كذلك لما يلعبه من أدوار أساسية في‬
‫تخليق المهنة و الحفاظ على األجواء الصحية للممارسة المهنية للمحامين‪ ،‬و حتى إن جاءت‬

‫‪ _170‬المادة ‪ 99‬من القانون ‪ 72112‬المنظم لمهنة المحاماة‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫ا لمتابعة من قبل النقيب أو المحالة بطلب من الوكيل العام للملك‪ ،171‬و في حالة زاول‬
‫المحامي الموقف مؤقتا خالل فترة التوقيف التأديبي نشاط مهني‪ ،‬فإنه معرض للمتابعة‬
‫الجنائية بانتحال صفة طبقا للفصل ‪ 1.3‬من مجموعة القانون الجنائي‪.172‬‬

‫و هذا على عكس ما جاء في القانون ‪ .3..1‬المنظم لمهنة المفوضين القضائيين‪،‬‬


‫الذي منح صالحية اإليقاف المؤقت لوكيل الملك كجهة أصلية للمتابعة‪ ،‬و ذلك كلما تبين له‬
‫خالل القيام بعملية التفتيش مكاتبهم وجود اخالالت مهنية خطيرة‪ ،‬فله سلطة إيقاف المفوض‬
‫‪173‬‬
‫القضائي المخل بواجباته لمدة ال تتجاوز شهرين مع تحريك المتابعة التأديبية ضده‬
‫واحالته على غرفة المشورة الثالثية‪ -‬بالمحكمة االبتدائية‪ ،-‬على أن تحضر رقابة و ازرة‬
‫العدل على الصالحية المقررة لوكيل الملك بضرورة إشعاره بكل اإلجراءات المتخذة‪ ،174‬و إن‬
‫كانت السلطة المخولة لوكيل الملك في في اتخاذ قرار اإليقاف المؤقت عن العمل هي‬
‫و هو األمر الظاهر من صياغة المادة ‪ 12‬التي استعمل فيها‬ ‫‪175‬‬
‫جوازية و ليست وجوبية‬
‫المشرع المغربي مصطلح " أمكنه إيقاف المفوض القضائي" مما يتضح من خالله منح‬
‫سلطة تقديرية لوكيل الملك في سبيل اتخاذ قرار اإليقاف المؤقت بتروي و دون استعجال‪،‬‬
‫لكن ازدواجية سلطة تحريك المتابعة التأديبية و اإليقاف المؤقت بيد وكيل الملك وجد صداه‬

‫‪ _171‬على أنه ينتهي مفعول المنع المؤقت بقوة القانون عند التصريح ببراءة المحامي تأديبيا‪ ،‬ليكون على المجلس المجلس‬
‫البت داخل أجل ‪ 3‬أشهر من تاريخ تبليغها بمقتضيات المقرر القضائي التأديبي نهائيا الذي استنفذ طرق الطعن و التقاضي‬
‫القانوني‪ ،‬و إال يرفع المنع المؤقت بقوة القانون عند فوات األجل المحدد‪.‬‬
‫‪ _172‬و هو ما أكده القرار رقم ‪ 727/11‬الصادر عن المجلس األعلى ‪-‬محكمة النقض‪ -‬المؤرخ في ‪ 11‬فبراير ‪،711.‬‬
‫في الملف الجنائي رقم ‪ ،12424/9/11/7112‬المنشور بسلسلة إصدارات محكمة النقض لمهنة المحاماة في ضوء محكمة‬
‫النقض‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.797‬‬
‫‪ _173‬ليكون لألخير المطالبة برفع اإليقاف المؤقت عن العمل داخل أجل الشهر من تبليغه بقرار التوقيف لدى غرفة‬
‫المشورة بالمحكمة االبتدائية لتبت هذه األخيرة كاختصاص إلى جانب اعتبارها جهة للبت في الدعاوى التأديبية ضد‬
‫المفوض القضائي لها داخل أجل الشهر من تاريخ وضع الطلب‪.‬‬
‫‪ _174‬المادة ‪ 43‬من القانون ‪ 21114‬المنظم لمهنة المفوضين القضائيين‪.‬‬
‫‪ _175‬عادل عقا و الجياللي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.49‬‬

‫‪73‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫فاالنتقاد‪ ،‬حيث تمت المناداة بإسناد سلطة اإليقاف المؤقت لرئيس المحكمة لما له‬ ‫‪176‬‬
‫الفقهي‬
‫من دور في أعمال الرقابة على أعمال المفوض القضائي‪.177‬‬

‫و من جانب القانون ‪ 10..1‬المنظم لمهنة التوثيق‪ ،‬فقد أكد على أن صالحية التوقيف‬
‫المؤقت بيد الوكيل العام للملك حص ار و ذلك ما تم فتح أي متابعة جدية ضد موثق بشأن‬
‫و أيضا إذا تبين‬ ‫‪178‬‬
‫مخالفة مهنية تأديبية ألسباب مهنية أو لسبب اعتقاله لجنحة أو جناية‬
‫له كسلطة للرقابة و التفتيش بعد إجراء عملياتها وجود اخالالت خطيرة مهنية موجبة لإلحالة‬
‫على السلطة التأديبية‪ ،‬لكن المشرع المغربي قيد من هذه الصالحية بضرورة الحصول على‬
‫إذن من وزير العدل بصفته رئيسا للجنة المحددة بموجب المادة ‪ ،17933‬تجدر اإلشارة إلى‬
‫أنه تم تسجيل ‪ 11‬متابعة تأديبية ضد الموثقين من قبل النيابة العامة سنة ‪ 0.33‬وفق ما‬
‫جاء به تقرير رئيس النيابة العامة‪.180‬‬

‫أما موقف القانون ‪ 38..1‬المنظم لخطة العدالة‪ ،‬فقد جاء مشابها لنظيره المتعلق‬
‫بتنظيم مهنة التوثيق‪ ،‬الذي منح سلطة اإليقاف المؤقت لنفس الجهة‪-‬الوكيل العام للملك‪-‬‬

‫‪ _176‬عادل عقا و الجياللي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪ – 44‬اإلحالة ‪.-21‬‬


‫‪ _177‬وفقا للمادة ‪ 44‬من القانون ‪ ، 21114‬كما نشير أنه قد سبقت لنا دراسة هذا المعطى في المبحث األول من هذا‬
‫الفصل‪.‬‬
‫‪ _178‬المادة ‪ 22‬من القانون ‪ 4711.‬المنظم لمهنة التوثيق‪.‬‬
‫‪ _179‬على أن يقوم الوكيل العام للملك بتبليغ األمر باإليقاف المؤقت إلى المعني و إلى المجلس الجهوي للموثقين و أيضا‬
‫إشعار وزير العدل‪ -‬كوع من التناقض مع ما سبق ذكره سالفا في المتن‪ ،-‬و الوزير المكلف بالمالية و المحافظ العام على‬
‫الملكية العقارية و رئيس المجلس الوطني‪ ،‬على أن يكون للموثق الموقوف مؤقتا الطعن في اإلجراء الصادر عن الوكيل‬
‫العام أمام اللجنة ‪ 33‬التي تبت في أقل أجل دون تحديده بالرغم أن التحديد يأتي حاض ار في استئناف الموثق لعمله بقوة‬
‫القانون بمرور ثالثة أشهر عن عدم بت اللجنة ‪ 33‬في المتابعة التأديبية‪ ،‬و ما يميز كذلك إيقاف الموثق مؤقتا هو أنه‬
‫التشابه مع خصائص عقوبتي العزل و اإليقاف فيما يتعلق بالتخلي عن الممارسة بشكل نهائي و تسليم كافة الوثائق‬
‫بأصولها و العقود و السجالت إلى الموثق المعين ليحل محله‪.‬‬
‫للمزيد من الشرح و التحليل للمادة ‪ 3.‬باعتبارها أطول مادة في القانون ‪ 10..1‬راجع‪ :‬العلمي الحراق‪ " ،‬الوثيق في شرح‬
‫قانون التوثيق"‪ ،‬الطبعة األولى لسنة ‪ ،0.32‬دار السالم للطباعة و النشر و التوزيع‪-‬بالرباط‪ ،‬الصفحات من ‪ 381‬إلى‬
‫‪.334‬‬
‫‪ _180‬تقرير رئيس النيابة العامة بشأن تنفيذ السياسة الجنائية لسنة ‪ ،7112‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.32‬‬

‫‪74‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫و بتشابه القيد المتعلق بإذن وزير العدل الذي ال يشكل حسب رأينا أي إشكال بالنسبة التخاذ‬
‫هذا القرار ضد العدل كلما فتحت متابعة ضده‪ ،‬لكن األمر المستشف أن سلطة الرقابة‬
‫الفعلية لو ازرة العدل تظهر جليا على المهن التوثيقية بشكل رئيسي‪.‬‬

‫و من جهته على يكون للعدل الموقوف حق طلب تسوية وضعية اإليقاف المؤقت‪،181‬‬
‫قبل مرور أجل ‪ 1‬أشهر من تاريخ اإليقاف الفعلي من الوكيل العام للملك‪ ،‬وفي بمفهوم‬
‫المخالفة استئنافه لمهامه بقوة القانون‪ ،‬كما أن استقالته ال تحول دون متابعته عن األفعال‬
‫الغير المتقادمة المرتكبة قبل استقالته‪.182‬‬

‫ثانيا‪ :‬مركز النيابة العامة أثناء ممارسة صالحية اإلحالة على الجهات التأديبية‬

‫يتميز التشريع المغربي المنظم للمهن القانونية و القضائية بتنوع الجهات التي يرجع لها‬
‫تأديب المخالفين للنظم و للقوانين الخاصة بالمهن‪ ،‬و المخلين بواجباتهم و التزاماتهم الملقاة‬
‫عليهم أثناء قيامهم بعملهم‪ ،‬و تختلف السلطة التأديبية بموجب القوانين المهنية المغربية بين‬
‫جهة قضائية‪-‬غرفة المشورة‪ ،-‬و جهات مهنية للمهن‪ -‬نقيب المحامين ومجلس الهيئة‬
‫المحامين‪ ،-‬و جهات إدارية‪ -‬اللجنة ‪ 33‬التي يرأسها و ازرة العدل‪ ،-‬والتي يرجع لها‬
‫اختصاص البت و تطبيق الجزاء التأديبي المنصوص عليه بموجب القانون المهني‪ ،‬و من‬
‫جانبه فإن المشرع المغربي أوكل للنيابة العامة صالحيات عديدة لكن بدرجة متفاوتة بين‬
‫قوانين المهن موضوع دراستنا‪ ،‬و هو الذي سنعمل على بسطه في هذا المحور‪.183‬‬

‫‪ _181‬األمر الذي توضح ال من منطلق المقارنة مع القانون ‪ 21114‬المنظم لمهنة المفوضيين الذي نص علي ذلك صراحة‬
‫على عكس القانون ‪ 19114‬قيد الدراسة‪ ،‬و وفقا للمادة ‪ 32‬فقرتها الثانية‪.‬‬
‫‪ _182‬المادتين ‪ 33‬و ‪ 34‬من خ‪.‬ع‪.‬‬
‫‪ _183‬أحيل القارئ الكريم على مرجع مهم بالرغم من عدم اعتماده في هذا المحور‪ :‬إدريس بلمحجوب‪ ،‬ندوة وطنية لمواكبة‬
‫أشغال الحوار الوطني حول إصالح منظومة العدالة‪ ،‬المحور الرابع ‪ :‬تخليق المنظومة القضائية‪ ،‬الجزء الخاص بتخليق‬
‫المهن المساعدة للقضاء‪ :‬الموثقون – العدول – المفوضون القضائيون – الخبراء – التراجمة‪ ،‬المنعقدة بمحكمة اإلستئناف‬
‫بالرباط‪( ،‬دون ذكر تاريخ إنعقاد الندوة)‪ ،‬مرجع متوفر إلكترونيا‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬
‫‪ .1‬موقع النيابة العامة كجهة إحالة في ضوء القانون ‪02.22‬‬
‫إن الحديث عن قانون المحاماة المغربي الذي أحدث نوعا من االزدواجية في البت‬
‫لسلطة التأديب و ذلك من خالل مزج النظام القضائي والنظام المهني‪-‬الشبه القضائي‪،184‬‬
‫الذي هو في نفس الوقت المجلس التأديبي‬ ‫‪185‬‬
‫فبالنسبة إلى الدرجة األولى‪ :‬مجلس الهيئة‬
‫الذي يتكون من النقيب الممارس و النقيب السابق و نقيب سابق واحد بالنسبة إلى النقابات‬
‫التي يقل عدد المحامين بها ‪ 2..‬عضو‪ ،‬و من نقيبين سابقين بالنسبة لباقي الهيئات على‬
‫أساس العدد المشكل للهيئة‪،186‬على أن ينعقد بأغلبية ثلثي أعضائه إذا ما اجتمع لديه من‬
‫العناصر ما يكفي لتحريك المتابعة إما لوشاية أو إشاعة أو بعد حفظ النقيب للشكاية‪.187‬‬

‫و الذي يجري تحقيقا حضوريا بعد استدعاء المحامي المتابع ليوم انعقاد المجلس‬
‫التأديبي لكي يبت في أجل أقصاه ستة أشهر بدءا من تاريخ اإلحالة عليه أو من تاريخ‬
‫وضع اليد تلقائيا مع تمتيعه بجميع الضمانات القانونية الممنوحة له في مسطرة التأديب‪،‬وكما‬
‫نجد أيضا النقيب كسلطة للبحث و كجهة للمتابعة الذي يجري بحثا في الشكايات المحالة‬
‫ليحيل بدوره على المجلس‬ ‫‪188‬‬
‫عليه و يستفسر في شأنها المحامي المرتكب للخطأ المهني‬
‫التأديبي للهيئة في حالة المتابعة‪ ،‬هذان األخيران اللذان يمثالن مجلس الهيئة لمدة ثالث‬

‫‪ _184‬وفق ما تبناه المجلس األعلى ‪-‬محكمة النقض حاليا‪ ،-‬في القرار عدد ‪ ،992‬في الملف اإلداري عدد‬
‫‪ 7113/1/3/944‬المؤرخ في ‪ ،711./2/1‬و المنشور بمجلة الرقيب العدد الرابع‪ ،‬ليونيو ‪ ،7119‬ص ‪ .191‬و الذي أكد‬
‫في منطوقه على أن هيئة المحامين و هي تنظر في قضية تأديبية ضد محام تكون هيئة شبه قضائية و تكون بعيدة عن‬
‫الجهاز اإلداري‪،‬‬
‫‪ _ 185‬والتي تأتي إلى جانب مؤسسات الهيئة الثالث وهي كل من الجمعية العامة و النقيب‪ ،‬المادة ‪ 29‬من النظام الداخلي‬
‫لهيئة المحامين اكادير و العيون و كلميم‪.‬‬
‫‪ _186‬وفقا للمادة ‪ .1‬من القانون ‪.72112‬‬
‫‪ _187‬المادة ‪ 119‬من النظام الداخلي لهيئة المحامين بأكادير‪.‬‬
‫‪ _188‬يقصد بالخطأ المهني حسب المادة ‪ 114‬من النظام الداخلي لهيئة المحامي بأكادير ‪ :‬كل مخالفة للمبادئ األساسية‬
‫التي تقوم عليها المحاماة‪ ،‬أو لمقتضيات القانون المنظم لها‪ ،‬أو لظاهما الداخلي‪ ،‬أو لألعراف و التقاليد المهنية‪ ،‬يرتكبها‬
‫محام و لو كان في حالة تغاض أو استقالة و تعلق األمر بأفعال سابقة لقبولها‪ ،‬تكون خطأ مهنيا و تعرض مرتكبها‬
‫للمتابعة أمام المجلس بصفته مجلسا تأديبيا"‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫يبدأ تولي المهام الفعلي لهما من فاتح يناير الموالي لعملية االنتخاب‪ ،190‬و يتحدد‬ ‫‪189‬‬
‫سنوات‬
‫فيما يحيله الوكيل العام للملك من‬ ‫مدخل حضور النيابة العامة تجاه السلطة التأديبية‬
‫شكايات على النقيب في مواجهة محام كمرحلة قبلية للبت في المخالفة سواء بالحفظ أو‬
‫المتابعة‪ ،191‬ثم كذلك األمر بالنسبة لمجلس الهيئة الذي يصدر مقرره بالحفظ أو بالمتابعة‬
‫ضد المحامي المنسوب إليه اإلخالل المهني بعد التحقق من‬ ‫‪192‬‬
‫بإصدار العقوبة التأديبية‬
‫عدم تقادمها‪،193‬على أن يتم تبليغ الوكيل العام للملك بالمقرر المتخذ الذي ال يشارك النقيب‬
‫في إصداره إال إذا تساوت األصوات‪.194‬‬

‫أما بالنسبة للدرجة الثانية للبت كجهة قضائية في قانون المحاماة‪ ،‬تتجلى في غرفة‬
‫بمحكمة االستئناف العادية التي تمارس أيضا دور السلطة التأديبية عن طريق‬ ‫‪195‬‬
‫المشورة‬

‫‪ _189‬المادة ‪ 23‬من القانون ‪.72112‬‬


‫‪ _190‬المادة ‪ 11‬من النظام الداخلي لهيئة المحامين ألكادير‪.‬‬
‫‪ _191‬صدر عن نقيب هيئة المحامين بالدار البيضاء منشور رقم ‪ 4‬بتاريخ ‪ 7112/14/71‬في موضوع وضعية المحامي‬
‫أمام غرفة المشورة موجه إلى المحامين بالهيئة‪ ،‬حيث جاء التأكيد على الوضعية المرفوضة بشأن عدم الجواب على‬
‫المراسالت المتعلقة بواجبات المحامين الموجهة لهم من النقيب‪ ،‬و هذا األمر الذي يؤخر إصدار ق ارره بالحفظ أو المتابعة‬
‫في غياب المعلومات في الشكاية أو الوشايات الموجهة ضدهم‪ ،‬و أيضا عدم الجواب على الملتمسات المقدمة من غرفة‬
‫المشورة من طرف المحامين‪ ،‬حيث تصدر غرفة المشورة قرارها في غياب المحامي‪ ،‬ليتخذ مقرر اإلحالة على المجلس‬
‫التأديبي‪ ،‬و هذا ما فيه إال إهدار للضمانات الممنوحة للمحامي المتابع من طرفه هو نفسه‪ ،‬و عليه تم الحث من النقيب‬
‫على المبادرة المستعجلة للرد الدائم على كل مراسالت النقيب وفق ما منحته المادة ‪ 34‬من القانون ‪ 72112‬كنقيب‪.‬‬
‫منشور ب "‪ " :‬المستحدث في قضاء الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض في منازعات المهن القانونية و القضائية‪ ،‬منشورات‬
‫المجلة المغربية لألنظمة القانونية و السياسية‪ ،‬العدد‪ ، 4‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪ -‬دجنبر ‪ ،7112‬ص ‪.119‬‬
‫‪ _192‬حددت المادة ‪ 97‬من قانون المحاماة العقوبات التأديبية في كل من ‪ :‬اإلنذار و التوبيخ و اإليقاف لمدة ال تتجاوز‬
‫عن ‪ 4‬سوات‪ ،‬ثم التشطيب من الجدول أو الئحة التمرين‪ ،‬أو سحب الصفة الشرفية‪.‬‬
‫‪ _193‬حددت المادة ‪ 93‬من القانون ‪ 72112‬مدة تقادم المتابعة التأديبية في ‪ 4‬سوات‪.‬‬
‫‪ _194‬المواد ‪ 92‬و ‪ 9.‬و ‪ 21‬من القانون ‪.72112‬‬
‫‪ _ 195‬التي تتسم بالسرية في الجلسات و أن من يدعي عكس ذلك عليه إثباته‪ ،‬و هو ما أكده القرار عدد ‪ 1194‬الصادر‬
‫عن المجلس األعلى‪-‬محكمة النقض حاليا‪ -‬في الملف اإلداري عدد ‪ ،7114/1/3/4711‬و المؤرخ بتاريخ‬
‫‪ ،7113/11/73‬و المنشور بمجلة المقال العدد الثاني‪ ،‬لسنة ‪ ،7111‬ص ‪..1‬‬

‫‪77‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫البت في الطعون باالستئناف في المقررات التأديبية المقدمة من طرف الوكيل العام‬


‫للملك‪196‬أو المحامي المحكوم عليه ابتدائيا في المقررات الصادرة عن مجلس الهيئة‪ ،‬فهذه‬
‫األخيرة لها من الرقابة ما يضمن التحقق م صحة أو بطالن المقررات التأديبية الصادرة عن‬
‫المجالس التأديبية لهيئات المحامين بالمغرب‪ ،197‬على أنه أيضا يكون لغرفة المشورة سلطة‬
‫إحالة الملف على المجلس وجوبا لمواصلة البحث و التحقيق شأنه‪ ،‬عند إلغاء قرار الحفظ‬
‫المتخذ من النقيب أو من قبل المجلس نفسه و الذي ال يكتسب أي حجية بخصوص ثبوت‬
‫المتابعة من عدمها‪ ،‬ما دام أن الحجية ال تكون إال لألحكام الصادرة في الموضوع‪.198‬‬

‫ليطرح التساؤل حول ما أفضت إليه الهيئة العليا للحوار الوطني حول إصالح منظومة‬
‫العدالة‪ ،‬في الميثاق الصادر سنة ‪ ،0.31‬الذي يعد بمثابة خارطة الطريق خصوصا لتحديث‬
‫الترسانة التشريعية للمهن القانونية و القضائية و تعزيز تخليق منظومة العدالة كهدف‬
‫رئيسي‪ ،‬تفرع عنه في التوصية رقم ‪ ،21‬حضور الوكيل العام للملك أو نائبه في المجلس‬
‫‪199‬‬
‫التأديبي للمحامين دون إشراكه في المداوالت أو اتخاذ القرار؟‬

‫أغلى جانب ذلك نجد أن غرفة المشورة في النظام القضائي المغربي تتميز أيضا بالسرعة في البت في القضايا المعروضة‬
‫عليها في كل القضايا التي تدخل في اختصاصها كما هو الحال بالنسبة لقضايا التأديب بشكل عام وفق االختصاص‬
‫المسند لها ‪ ،‬و أيضا خاصية جوازية المسطرة الشفوية أو الكتابية أمامها‪.‬‬
‫للتوسع أكثر راجع ‪ :‬إدريس الشبلي‪ " ،‬غرفة المشورة في النظام القضائي المغربي‪ ،‬بحث نهاية التدريب بالمعهد العالي‬
‫للقضاء‪ ،‬لسنة ‪ ،7113/7117‬ص ‪.14‬‬
‫‪ _ 196‬سنأتي على تفصيل طرق الطعن المقدمة من قبل الوكيل العام للملك في القانون المنظم لمهنة المحاماة الحقا‪.‬‬
‫‪ _ 197‬محمد شهبون‪ " ،‬تخليق مهنة المحاماة من خالل نظام التأديب" مقالة منشورة بمجلة الملف العدد ‪ 12،‬ألكتوبر‬
‫‪ ،7111‬ص ‪.112‬‬
‫و المنشور أيضا في مجلة المحاكم المغربية التي تصدرها هيئة المحامين بالدار البيضاء‪ ،‬عدد مزدوج ‪ 179‬و ‪ 172‬لسنة‬
‫‪ ،7111‬تحت عنوان" الضمانات األساسية في مجال تأديب المحامي"‪ ،‬لنفس صاحب المقالة‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫‪ _198‬وفق ما أكدته محكمة النقض في قرارها عدد ‪ ،24‬في الملف المدني عدد ‪ ،7114/1/3/1.‬الصادر بتاريخ ‪ 72‬يناير‬
‫‪ ،7119‬المنشور في نشرة ق اررات محكمة النقض الغرفة اإلدارية‪ ،‬السلسلة ‪ ،9‬العدد ‪ ،41‬ص‪.21‬‬
‫‪ _199‬حسب الهدف الفرعي الثاني المتعلق بتعزيز مبادئ الشفافية و المراقبة و المسؤولية في المهن القضائية من ميثاق‬
‫إصالح منظومة العدالة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫األمر الذي توجس منه خيفة بعض المحامون‪ ،200‬خصوصا في فائدة حضور النيابة‬
‫العامة أثناء انعقاد المجالس التأديبية‪ ،‬و حسب رأيينا فهذا راجع إلى محاولة تحديث الترسانة‬
‫المنظمة لمهنة المحاماة و بسط أوجه التدخل الرقابي فقط في مراحل التأديب حتى يكرس‬
‫معه األمر نوعا من الشفافية في المصداقية في إنزال الجزاء التأديبي من زمالئه في المجلس‬
‫ضد الزميل المخالف‪.‬‬

‫‪ .0‬اعتبار النيابة العامة جهة إحالة في ضوء القوانين ‪ 21.29‬و ‪ 10.29‬و ‪90.23‬‬
‫و بخصوص كل من مهنتي المفوضين القضائيين و العدول‪ ،‬فقد وحد كل من القانونين‬
‫‪ .3..1‬و ‪ 38..1‬جهة البت القضائية المتمثلة في غرفة المشورة إليقاع العقوبة التأديبية‬
‫لكن مع اختالف االختصاص االبتدائي و اإلستئنافي‪ ،‬حيث يرجع النظر في البت في‬
‫تأديبات العدول لمحكمة االستئناف‪-‬غرفة المشورة الخماسية األعضاء‪ -201‬بعد إحالة‬
‫المتابعة من قبل الوكيل العام لدى نفس المحكمة التابع لها مقر تعيين نفوذ مكتبه ترابيا‪،202‬‬
‫و ذلك باستدعاء األطراف المعنية لسماع مالحظاتهم و تلقي الملتمسات للنيابة العامة بشأن‬
‫اإلخالالت المرتكبة من طرف العدل المتابع‪ ،203‬التي تطبق قواعد المسطرة العادية للمتابعة‬
‫و عند تحققها من وجود اإلخالل تطبيق الجزاء التأديبي‪ ،204‬في حين يرجع البت في تأديبات‬
‫المفوضين القضائيين لغرفة المشورة ‪-‬الثالثية األعضاء‪ -‬لدى المحكمة االبتدائية التي يقع‬

‫‪ _ 200‬خالد خالص‪ ،‬حضور النيابة العامة في المجال التأديبي للمحامين‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة المحاكم المغربية تصدرها‬
‫هيئة المحامين بالدار البيضاء‪ ،‬عدد ‪ 144‬يوليوز‪/‬غشت ‪ ،7119‬ص ‪.74.‬‬
‫‪ _ 201‬يمكن القول فعال على أن التشكيلة الخماسية توفر ضمانة أكثر بدل التشكيلة الثالثية التي نجدها بغرفة المشورة‬
‫للمحكمة االبتدائية فيما يتعلق بالبت في تأديب المفوض القضائي على سبيل المثال‪ ،‬ال سيما إن كان أحد المستشارين سبق‬
‫له أن تكلف بشؤون التوثيق أو القاصرين بصفة خاصة أو قضاء األسرة بصفة عامة‪.‬‬
‫العلمي الحراق‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.17.‬‬
‫‪ _202‬المادة ‪ 39‬من القانون ‪.19114‬‬
‫‪ _203‬المادة ‪ 32‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ _204‬المادة ‪ 34‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫في أجل ستين يوما من تاريخ إحالة‬ ‫‪205‬‬


‫مكتب المفوض القضائي المتابع في دائرة نفوذها‬
‫الملف عليها‪ ،‬و ذلك في كل إخالل بالواجبات المنصوص عليها في هذا القانون و المحالة‬
‫عليها من وكيل الملك كجهة للمتابعة‪ ،206‬على أن حضور النيابة العامة للجلسة وجوبي‬
‫تحت طائلة ترتيب جزاء‪ ،207‬مع استدعاء المفوض القضائي بعشرة أيام من التاريخ المحدد‬
‫لها‪ ،‬قصد االستماع إليه و تقديمه ألوجه دفاعه حول المتابعة التي قد تتحول إلى جزاء‬
‫تأديبي‪ ،208‬لكن حضور التشكيلة الخماسية لغرفة المشورة لدى محكمة االستئناف للبت في‬
‫الطعون المرفوعة إليها بعد انصرام ‪ 34‬يوما للمعني من تاريخ التبليغ‪ ،‬و من تاريخ النطق‬
‫بالنسبة للنيابة العامة في الحكم التأديبي اإلبتدائي‪ ،209‬كدرجة من درجات التقاضي المكرسة‬
‫لضمانات المحاكمة العادلة في مجال التأديب وفق ما أكد عليه دستور المملكة لسنة‬
‫‪ ،2100.33‬لتبت داخل أجل ثالثة أشهر من تاريخ إحالة الملف المستأنف عليها‪.‬‬

‫و من جهة أخرى فإن القانون ‪ 10..1‬المنظم لمهنة التوثيق‪ ،‬نص على أن سلطة‬
‫أو من ينوب عنه إلى جانب أعضاء اللجنة‬ ‫‪211‬‬
‫التأديب إدارية بامتياز برئاسة وزير العدل‬
‫اآلتية تحديد أعضائها بموجب المادة ‪ ،33‬حيث يرجع لها النظر في المتابعات التأديبية‬
‫المثارة من الوكيل العام للملك إم ا تلقائيا أو المحالة عليه بملتمس من رئيس المجلس‬
‫الجهوي‪ ،212‬و التي يتعين على اللجنة اإلدارية المذكورة أن تبت في أقرب أجل متاح لها‬

‫‪ _205‬المادة ‪ 42‬من القانون ‪.21114‬‬


‫‪ _206‬الفقرة الثانية من المادة ‪ 43‬و المادة ‪ 49‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ _ 207‬و هو أمر ألفناه في المشرع المغربي الذي ما فتئ يرتب اآلثار عن كل ما يتعلق بالنظام العام و ما يوجبه القانون‪ ،‬و‬
‫أن مصطلح الوجوب" يفيد اإللزام بشكل دائم‪.‬‬
‫‪ _208‬وفقا للعقوبات التأديبية المحددة بموجب المادة ‪ 42‬من القانون ‪.21114‬‬
‫‪ _209‬المادة ‪ 31‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ _210‬الفصل ‪ 171‬من الدستور السادس للمملكة لسنة ‪.7111‬‬
‫‪ _ 211‬و الذي يقوم بتعيين الرئيس األول و الوكيل العام للملك و نائبيهما و القاضي باإلدارة المركزية‪ ،‬مما قد يثار معه من‬
‫تساؤل حول المتغيرات الحالية التي جاء بها القانون ‪ ،44112‬و التي سبق لنا اإلشارة إليها في المبحث األول و إلى الدورية‬
‫الصادرة عن رئيس النيابة العامة بشأن اإلشعار بقضايا المهن القانونية و القضائية‪.‬‬
‫‪ _212‬المادة ‪ 23‬من القانون ‪.4711.‬‬

‫‪80‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫بمقر و ازرة العدل وفق المسطرة الواردة في المادتين ‪.0‬و‪ .1‬من نفس القانون‪ ،213‬و يتم‬
‫النطق بالمقرر التأديبي بأغلبية أصوات الحاضرين الستة على األقل بمن فيهم الرئيس‪.214‬‬

‫و معه يمكن القول على أن دور هذه اللجنة يبقى دو ار تقريريا‪ ،215‬و هو لتوجه محمود‬
‫ألغى به صالحية غرفة المشورة وفق ظهير‪ 2‬مايو ‪ 3104‬بدرجتيها االبتدائية‬
‫واإلستئنافية‪ ،216‬تفاديا للتضارب القضائي الذي قد يحصل بين قضاة التأديب بمحاكم‬
‫بالمملكة و معه تركيز سلطة التأديب في جهة واحدة مركزية‪.217‬‬

‫‪ _213‬و من أمثلة ذلك المقرر عدد ‪ ،7112/7.‬في الملف عدد ‪12/7.1‬م –غير منشور‪ -‬الصادر عن و ازرة العدل بتاريخ‬
‫‪ 7112/14/77‬بمقرها في الرباط‪ ،‬حيث جاءت متابعة الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف بأكادير للموثق المتواجد‬
‫مقره بإنزكان‪ ،‬و ذلك من أجل عدم إسداء النصح و إبرام عقود شقق غير قابلة للتفويت يتوقف بيعها على القيام بإجراءات‬
‫رفع اليد و أيضا عدم إنجاز اإلجراءات الضرورية ل لتقييد في السجالت العقارية لضمان فعالية العقد و حجيته طبقا للمواد‬
‫‪ 43‬و ‪ 42‬و ‪ 32‬من القانون ‪ ، 4711.‬و بعد استدعاء المعني أمام اللجنة و منح دفاعه المحامي كل الضمانات الكافية‬
‫للدفاع عن موكله‪ ،‬وبعد اعتراف المعني بما نسب إليه‪ ،‬و اطالع اللجنة على وثائق الملف‪ ،‬قررت مؤاخدة الموثق بمدينة‬
‫إنزكان من أجل ما نسب إليه من مخالفات و معاقبته بعقوبة العزل‪.‬‬
‫‪ _214‬المادتين ‪ 37‬و ‪ 34‬من المرسوم التطبيقي ألحكام القانون رقم ‪ 4711.‬المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق الصادر يوم ‪2‬‬
‫مارس ‪ ،7114‬و المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 9134‬بتاريخ ‪ 14‬أبريل ‪ ،7114‬ص ‪.4123‬‬
‫‪ _215‬فؤاد السابقي‪ " ،‬المسؤولية التأديبية للموثق في ضوء القانون ‪ 4711.‬و العمل القضائي"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر‬
‫في قانون العقود و العقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية بوجدة‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،7114/7113‬ص ‪.43‬‬
‫‪ _216‬إدريس الشبلي‪ ،‬م‪.‬س‪.44 ،‬‬
‫‪ _217‬بالرغم من ما جاء في ميثاق إصالح منظومة العدالة لسنة ‪ 7114‬في التوصية رقم ‪ 41‬بشأن إحداث هيئة قضائية و‬
‫مهنية مختلطة لكل من مهنة المفوضين القضائيين و العدول و الموثقين و الخبراء القضائيين و التراجمة المحلفين‪ ،‬والتي‬
‫ستعنى بالبت في الملفا ت التأديبية لهؤالء المهنيين‪ ،‬على درجتين بالمحاكم االبتدائية و االستئناف‪ ،‬و المكونة أعضائها من‬
‫‪ 4‬قضاة من بينهم الرئيس و ممثلي عن المهنة المعنية و هو األمر الذي قد يشكل معه عودة إلى نظام التأديب القضائي‬
‫بالنسبة للموثقين‪ ،‬على اعتبار هذا الميثاق ما هو إلى خارطة الطريق ببالدنا إلصالح منظومة العدالة‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬ممارسة النيابة العامة للطعون في المقرر التأديبي و آثار‬


‫تنفيذه‬

‫يأتي الحديث عن مرحلة إصدار المقرر التأديبي و ما خوله المشرع المغربي للنيابة‬
‫العامة في ممارسة الطعون باعتبارها طرفا رئيسيا في الدعوى التأديبية وما أقره المشرع‬
‫المغربي في هذا الصدد من خصوصيات تميزه عن األحوال العادية (الفقرة األولى)‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بتنفيذ العقوبات التأديبية فعنوان العدالة هو نفاذ ما قضى به قضاتها‬
‫و نفذ العدل على صاحبه و من ضمنه المخالف لقواعد‬ ‫‪218‬‬
‫وتوصل صاحب الحق بحقه‬
‫وأعراف المهن القانونية و القضائية موضوع دراستنا‪ ،‬مع اختالف درجات الجزاء التأديبي‬
‫الوارد في القوانين المهنية و ما صاحبها من آثار حين التنفيذ على أشخاصها وأيضا على‬
‫المهن(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مجاالت الطعن في المقررات التأديبية الصادرة عن سلطات التأديب‬

‫مكن المشرع المغربي مقتضى القانون النيابة العامة من ممارسة الطعون كما سبق لنا‬
‫القررات القضائية المعزز بها بحثنا‪ ،‬أن الوكيل العام‬
‫التطرق في مجمل دراستنا لمجموعة من ا‬
‫كنوع من الرقابة على أعمال مجالس‬ ‫‪219‬‬
‫للملك يملك حق الطعن في المجاالت التنظيمية‬
‫هيئات المحامين‪ ،‬و هو نفس األمر بالنسبة للمجالس الجهوية و الوطنية للمفوضين‬
‫القضائيين وفق ما سبقت اإلشارة إليه في أعمال الرقابة البعدية التي تمارسها النيابة العامة‪،‬‬
‫و خصوصا من خالل مسطرة الطعون‪ .‬لذا فإننا سنعمل على ربط دراستنا بمسطرة التأديب‬
‫مباشرة و دور النيابة العامة في تفعيل الطعن باالستئناف أو النقض لكل من مهنة المحاماة‬

‫‪ _218‬محمد بلهاشمي التسولي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.799‬‬


‫‪ _219‬المادة ‪ .4‬من قانون المحاماة‪،‬‬
‫للتوسع أكثر راجع‪ :‬عادل عقا و الجياللي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪82‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫و المفوض القضائي و أيضا مختلف أنواع الطعون األخرى التي أقرها القانون (أوال)‪ ،‬ثم‬
‫بالنسبة للموثقين و العدول كمهن توثيقية كمهن قانونية حرة (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مركز النيابة العامة كجهة للطعن في قانوني المحاماة و المفوضين القضائيين‬

‫أجازت بعض القوانين العربية المنظمة لمهنة المحاماة‪ ،‬حق النيابة العامة في الطعن‬
‫باالستئناف في الق اررات التأديبية الصادرة عن المجالس التأديبية إلى جانب المحامي المحكوم‬
‫‪222‬‬
‫والكويتي‬ ‫‪221‬‬
‫عليه تأديبيا‪ ،220‬كما هو الحال بالنسبة لكل من المشرع المصري‬
‫واإلماراتي‪ ،223‬و التي اتفقت جميعها على منح النيابة العامة حق الطعن باالستئناف ضد‬
‫المقررات الصادرة عن المجالس التأديبية ذلك في أجل ‪ 34‬يوم من يوم إصداره بالنسبة‬
‫للنيابة العامة‪ ،‬و من تاريخ تبليغه للمحامي المؤدب‪.224‬‬

‫‪ .8‬ممارسة النيابة العامة للطعون بموجب قانون المحاماة‬

‫أكد المشرع المغربي في قانون المحاماة على أن ممارسة الطعون هي في صميم تدخل‬
‫النيابة العامة‪ ،‬حيث تم منح الوكيل العام للملك حق الطعن باالستئناف أمام الجهة القضائية‬
‫المختصة غرفة المشورة‪ -‬مع اإلعفاء من أداء الرسوم القضائية وفقا للفقرة الثانية من المادة‬
‫‪ 13‬و المأخوذة على إطالقها في جميع الطعون‪ ،225‬حيث نجد أنه ال يمكن الطعن باألساس‬

‫‪ _ 220‬كمال عبد الواحد الجوهري‪ ،‬قواعد المسؤولية التأديبية و الجنائية والمدنية في مجال تأدية أعمال المحاماة بسبب‬
‫مخالفة قانون المهنة و اإلخالل بواجباتها و تقاليدها و الحط من قدرها‪-‬دراسة تطبيقية في التشريع و القضاء في كل من‬
‫مصر ودولة الكويت‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،7114‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪-‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.474‬‬
‫‪ _221‬المادة ‪ 114‬من قانون المحاماة المصري‪.‬‬
‫‪ _222‬المادة ‪ 33‬من قانون المحاماة الكويتي‪.‬‬
‫‪ _223‬المادة ‪ 49‬من قانون المحاماة اإلماراتي‪.‬‬
‫‪ _224‬محمد عبد اهلل حمود‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.74.‬‬
‫‪ _225‬و هو ما أكدته محكمة النقض في قرار لها رقم ‪ 124‬الصادر في الملف اإلداري رقم ‪ ،7111/1/3/422‬المؤرخ في‬
‫‪ 71‬فبراير‪ ،7114‬و المنشور بسلسلة إصدارات المكتب الفني لمحكمة النقض لمهنة المحاماة‪ ،‬م‪،.‬س‪ ،‬ص ‪.732‬‬

‫‪83‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫في القرار التأديبي الصادر عن النقيب القاضي بالمتابعة‪ ،‬وانما يكون للوكيل العام للملك لدى‬
‫محكمة االستئناف الطعن في مقرر النقيب بالحفظ الصريح أو الضمني و المجلس التأديبي‬
‫في كل أحواله‪ ،‬بعد مرور أجل ‪ 34‬يوم من تبليغه له أو من يوم اتخاذه‪ ،226‬بواسطة مقال‬
‫يودع لدى كتابة ضبط محكمة االستئناف‪.227‬‬

‫أنه قد ال يتم إبالغ الوكيل العام للملك بتاريخ القرار الضمني‬ ‫‪228‬‬
‫لكن يرى بعض الفقه‬
‫و يومه المحدد قصد بدأ سريان أجل ‪ 34‬سواء من النقيب أو المجلس التأديبي ليقوم األخير‬
‫بتقديم طعنه بعد فوات أجل البت‪ ،‬فصحيح إذا أن األمر قد يشكل ضربا في روح المسؤولية‬
‫و المصداقية و إحقاق التعاون بين هاتين الجهتين– القضائية و المهنية‪ -‬الساهرتين على‬
‫تخليق المهنة إن تحقق ذلك على أرض الواقع‪ ،‬لكن العمل القضائي كرس توجها رائدا لسد‬
‫فراغ النص القانوني للمادتين ‪ 83‬و‪ 3.‬و معه تحديد يوم بدأ األجل بالنسبة للوكيل العام‬
‫للملك لكي يتقدم باالستئناف‪ ،‬و ذلك حيث اعتبرت محكمة النقض في نفس القرار الوارد‬
‫أعاله‪ ،‬أن العبرة في احتساب بدء أجل القرار الضمني بعدم المؤاخذة هو بتاريخ إحالة قرار‬
‫المتابعة من الن قيب على مجلس الهيئة‪ ،‬و كذلك األمر بالنسبة لقرار مجلس الهيئة بعد‬
‫بمرور ستة أشهر على قرار اإلحالة عليه من غرفة المشورة دون بته وفقا للمادة ‪ 8.‬من‬
‫القانون ‪ 0....‬المنظم لمهنة المحاماة‪.‬‬

‫‪ _226‬المواد ‪ 92‬و ‪ 21‬و ‪ .3‬من القانون ‪.72112‬‬


‫‪ _227‬جاء في قرار لمحكمة النقض رقم ‪ ،1/1112‬المؤرخ في ‪ ،7114/19/13‬في الملف اإلداري رقم ‪،7114/1/3/412‬‬
‫أن االستئناف المقدم من الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف المؤسس على نفس مزاعم المشتكي التي صدر بشأنها‬
‫قرار عن غرفة المشورة يجعله غير مقبول‪ ،‬و قضت بتأييد قرار غرفة المشورة للمحكمة االبتدائية و رفض الطعن بالنقض‬
‫المقدم من الوكيل العام للملك‪ ،‬منشور بالمستحدث في قضاء الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض في منازعات المهن القانونية و‬
‫القضائية‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ _228‬محمد بلهاشمي التسولي‪ ،‬ج‪ ،7‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.731‬‬

‫‪84‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫في‬ ‫‪229‬‬
‫أيضا للوكيل العام للملك إلى جانب المحامي المخالف حق الطعن بالنقض‬
‫المقرر الصادر عن غرفة المشورة الخماسية األعضاء لدى محكمة االستئناف داخل أجل‬
‫شهر من تبليغه‪ ،‬سواء قضى بتأييده أو إلغائه أو تعديله كنوع من التصدي الممنوح لمحاكم‬
‫االستئناف كقاعدة عامة‪ ،230‬أما من جانب المحامي المعني فال يمكن له الطعن بالنقض في‬
‫قرار اإلحالة على مجلس الهيئة من قبل غرفة المشورة لمواصلة المتابعة التأديبية بناءا على‬
‫استئناف النيابة العامة للحفظ الضمني‪ ،‬و ذلك راجع لكونه ق ار ار غير نهائي لم يحسم في أمر‬
‫المتابعة الجارية ضده‪.231‬‬

‫في حين ال يكون للوكيل العام للملك الحق في الطعن في المقرر الصادر عن النقيب‬
‫أمام المتعلق بتحديد األتعاب و أدائها و في قرار اإلذن للمحامي باالحتفاظ بملف القضية‪،‬‬
‫لما له حساسية بين المحامي و موكله‪-‬النائب و المنوب عنه‪ -‬و الذي يصدره الرئيس األول‬
‫عنه لوحده كقضاء فردي استثناء على القضاء الجماعي‬ ‫‪232‬‬
‫لمحكمة االستئناف أو من ينوب‬

‫‪ _ 229‬حيث يخضع الطعن بالنقض ضد الق اررات الصادرة عن غرفة المشورة بمحكمة االستئناف للشروط و القواعد اآلجال‬
‫الواردة في قانون المسطرة المدنية‪-‬المادة ‪2‬منه‪ -‬وفقا للمادة ‪ .2‬من قانون المحاماة‪.‬‬
‫‪ _230‬المادة ‪ 139‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫‪ _231‬وفق ما أكده المجلس األعلى‪-‬محكمة النقض‪ -‬في ق ارره عدد ‪ 21‬في الملف اإلداري رقم ‪،711./1/3/1717‬‬
‫والمنشور بمجلة القبس المغربية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬يوليو ‪ ،7117‬ص ‪.491‬‬
‫‪ _ 232‬بالرغم من عدم إشارة نص المادة لهذا األمر فهو ال يطرح أي إلشكال و ال يشكل أي تجاوز من القضاة لسلطتهم‬
‫بمفهوم المادة ‪ 427‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬و معه فإن عدم إشارة نص المادة لذلك يجعل سلطة التفويض القضائية متاحة للرئيس‬
‫األول لكي ينيب عه نائبه‪ .‬وفق ما أكده المجلس األعلى‪-‬محكمة النقض حاليا‪ -‬في قرار له عدد ‪ .21‬المؤرخ في‬
‫‪ 7114/1./72‬في الملف التجاري عدد ‪ ،7114/1/4/724‬و المنشور بمحلة قضاء المجلس األعلى عدد مزدوج ‪94/93‬‬
‫ص ‪.7.7‬‬
‫و أيضا لدى‪ :‬نورالدين التائبو‪ " ،‬قانون مهنة المحاماة و العمل القضائي على ضوء آخر التعديالت الجديدة"‪ ،‬طبعة أولى‬
‫‪ ،7112‬مطبعة دار النشر المغربية الدار البيضاء‪ ،‬ص ‪.142‬‬

‫‪85‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫لمحكمة االستئناف‪ ،233‬بمقتضى أمر معلل وفق مسطرة حضورية و تواجهية بينهما و ما قد‬
‫يتطلبه األمر من أبحاث‪.234‬‬

‫‪ .2‬ممارسة النيابة العامة للطعون بموجب قانون المفوضين القضائيين‬

‫أما من جانب مركز النيابة العامة في ممارسة الطعون وفق القانون ‪ .3..1‬المنظم‬
‫لمهنة المفوضين القضائيين‪ ،‬فال نجد لألمر اختالف بالنسبة للطعن باالستئناف في المقررات‬
‫التأديبية الصادر عن غرفة المشورة الثالثية األعضاء لدى المحكمة االبتدائية والتي تضم‬
‫أيضا حضور وكيل الملك أو من ينوب عنه لجلسة البت وجوبا‪ ،235‬والذي تستأنفه النيابة‬
‫العامة أما غرفة المشورة لدى محكمة الدرجة الثانية في أجل محدد في ‪ 34‬يوم من تاريخ‬
‫النطق و بنفس األجل من تاريخ تبليغ المفوض القضائي‪ ،‬و ذلك وفق إجراءات الطعن‬
‫باالستئناف الواردة في القانون ‪ .3..1‬و في قانون المسطرة المدنية‪.236‬‬

‫و معه يتضح لنا الدور الهام الذي تضطلع به النيابة العامة بمركز قانوني جد قوي‪،‬‬
‫فهي من لها سلطة المراقبة و أيضا المتابعة‪ ،‬كما أن المشرع المغربي ألزمها بالحضور‬
‫بجلسات التأديب‪ ،‬أضف إلى ذلك ما نحن بصدد دراسته المتعلق حضورها بعد إصدار الحكم‬
‫التأديبي من أجل استئنافه‪ ،‬لكن األمر الذي لم يتم اإلشارة إليه هو إمكانية ممارسة الطعن‬
‫بالنقض في المقرر التأديبي الصادر عن غرفة المشورة لدى محكمة االستئناف لكل من‬
‫النيابة العامة و المفوض القضائي المخالف بالرغم من عدم اإلشارة إلى ذلك في قانون‬
‫المهنة؟‬

‫‪ _233‬الفقرة األولى من الفصل ‪ 2‬من ظهير ‪ 14‬يوليو ‪ 1.23‬المتعلق بالتنظيم القضائي للمملكة‪.‬‬
‫‪ _234‬المادة ‪ .9‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ _235‬المادة ‪ 4.‬من القانون ‪.21114‬‬
‫‪ _236‬المادة ‪ 31‬من القانون ‪.21114‬‬

‫‪86‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫و حسب رأينا فجوابا على هذه النقطة‪ ،‬يتضح أن المشرع أحال على قانون المسطرة‬
‫المدنية بخصوص إجراءات الطعن باالستئناف و هو األمر نفسه الذي نقول بشأنه أن‬
‫اإلحالة جاءت شاملة على مقتضيات قانون المسطرة المدنية بخصوص الطعن بالنقض‪ ،‬لما‬
‫توفره محكمة النقض من ضمانة قانونية للجهات الطاعنة ذات المصلحة في طعنها‪ ،‬وهو‬
‫األمر الذي أكدته هذه المحكمة في قرارها عدد ‪ 38.‬في الملف اإلداري عدد‬
‫‪ ،0.38/0/2/3.2.‬و المؤرخ في ‪ 1‬مارس ‪ ،0.33‬حيث قضت بنقض القرار المطعون فيه‬
‫الصادر عن محكمة االستئناف للدار البيضاء التي قضت بتأييد عقوبة التوبيخ التي‬
‫أصدرتها غرفة المشورة االبتدائية‪ ،‬و ذلك بشأن عدم امتثاله الستدعاء النيابة العامة واإلخالل‬
‫بمقتضيات المادة ‪ 08‬من القانون ‪ .3..1‬المتمثلة في التأخر في إرجاع طيات التبليغ إلى‬
‫كتابة الضبط‪ ،‬و " لئن كان على المحكمة مصدرة القرار المطعون فيه لم تتحقق من كون‬
‫الملف ال يتوفر على أي دليل يثبت علم المتابع بتوفر مكتب التبليغ على طيات في اسمه و‬
‫إحجامه على سحبها و ال ما يفيد تبليغه من طرف مكتب التبليغ له بواسطة سجل التداول‬
‫مرقم الصفحات و موقع م رئيس المحكمة االبتدائية‪ ،‬يكون قرارها غير مرتكز على أساس‬
‫ناقص التعليل المنزل منزلة انعدامه"‪.237‬‬

‫ثانيا‪ :‬ممارسة النيابة العامة للطعون في ضوء قوانين المهن التوثيقية‬

‫يأتي كهدف أسمى تصبو إليه جل التشريعات و القوانين‪ ،‬تحقيق العدالة و اإلنصاف و‬
‫الحرص على ضمان احترام المتقاضي لمؤسسة القضاء‪ ،‬و عليه فقد عمل المشرع المغربي‬

‫‪ _237‬قرار عدد ‪ 191‬صادر عن محكمة النقض في الدعاوى التأديبية بتاريخ ‪ .‬مارس ‪ ،7112‬في الملف اإلداري عدد‬
‫‪ ،7119/7/3/1131‬المنشور بنشرة ق اررات محكمة النقض – الغرفة اإلدارية ‪ ،-‬العدد ‪ ،49‬ص ‪..4‬‬

‫‪87‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫كغيره من التشريعات الحديثة على وضع عدة وسائل كفيلة لتحقيق هذا الهدف‪ ،‬ومن بينها‬
‫طرق الطعن في األحكام‪.238‬‬

‫‪ .8‬مجاالت تفعيل النيابة العامة للطعون في ظل القانون ‪92.23‬‬

‫فبالنسبة للقانون ‪ 10..1‬المتعلق بالتوثيق‪ ،‬فقد نسخ ما كان سابقه المنظم لهذه المهنة‬
‫قد منحه للنيابات العامة بصراحة النص بشأن الطعن في المقررات التأديبية الصادرة عن‬
‫كقضاء عادي‪ ،‬حيث حلت‬ ‫‪239‬‬
‫غرفتي المشورة االبتدائية و اإلستئنافية كنظام قضائي للتأديب‬
‫محلها اللجنة اإلدارية التابعة لو ازرة العدل في البت في المتابعات ضد الموثقين وفقا للمادة‬
‫أما بالنسبة للطعون فقد حددت المادة ‪ .2‬إمكانية الطعن في‬ ‫‪ 33‬من نفس القانون‪،‬‬
‫المقررات التأديبية و التي ال يكون له أثر واقف لنفاذ المقرر التأديبي‪ ،‬و إنما يمكن المطالبة‬
‫الذي‬ ‫بإيقاف تنفيذه وفقا لقواعد القانون ‪ 23.1.‬المحدث للقضاء اإلداري المتخصص‪،‬‬
‫أصبح جهة للبت في الطعون بدرجات المحاكم اإلدارية األولى و الثانية و الغرفة اإلدارية‬
‫لمحكمة النقض مع العلم أن الطعن بالنقض ال يوقف التنفيذ وفق أصل القاعدة العامة لقانون‬
‫المسطرة المدنية‪ ،‬إال ما استثني بنص المادة ‪ 183‬من هذا القانون‪.240‬‬

‫و قد أحسن المشرع ما فعل بخصوص منح ضمانة اإللغاء للقضاء اإلداري نظ ار‬
‫لمرونة التعامل المعروف في إصدار مقرراته من حفاظه على الحقوق و الحريات من جهة‪،‬‬
‫و أيضا لطبيعة الجهة مصدرة القرار التأديبي‪ ،‬فكل قرار قد يصدر عنها لعيب شكلي أو‬
‫انحراف في السلطة أو النعدام التعليل أو مخالفة للقانون كان معه للموثق المتضرر التقدم‬

‫‪ _ 238‬عبد الكريم الطالب‪ " ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية دراسة في ضوء مستجدات مسودة مشروع ‪،"7114‬‬
‫الطبعة الثامنة_ يوليو ‪ ،7119‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬ص ‪.734‬‬
‫‪ _239‬إدريس الشبلي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ _240‬للمزيد من التفصيل راجع ‪ :‬العلمي الحراق‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.127‬‬

‫‪88‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫بالطعن فيه أمام هذه المحكمة داخل أجل ‪ 8.‬يوما‪ ،241‬و أكثر من ذلك استفادته من اإلعفاء‬
‫من أداء الرسم القضائي لطلب اإللغاء‪.242‬‬

‫و لكون طرفي الخصومة في دعوى التأديب هما الموثق المعني باألمر والوكيل العام‬
‫للملك و أن ممارسة الطعن من أحدهما تستوجب رفعه ضد الطرف الثاني صراحة‪ ،‬و ذلك‬
‫لها صادر في ‪ 0.34/.3/34‬في الملف اإلداري عدد‬ ‫‪243‬‬
‫ما أكدته محكمة النقض في قرار‬
‫‪ ،0.32/3/2/0131‬و أكدت أيضا على أن مقال النقض الذي لم يرفع في مواجهة الوكيل‬
‫العام للملك لدى محكمة االستئناف الذي كان طرفا أصيال في الدعوى التأديب ضد الموثق‬
‫وفقا للمادتين ‪ 11‬و ‪ 14‬من ظهير ‪ 2‬مايو ‪ ،3104‬مما يكون معه التصريح بعدم القبول‬
‫للطعن المقدم‪ ،‬و لما كانت المادة ‪ 312‬من نص القانون ‪ 10..1‬تؤكد على نفاذ هذا القانون‬
‫بعد نشره بسنة حيز التنفيذ‪ ،‬فقد اعتمدت محكمة النقض على مقتضيات الظهير المنسوخ‬
‫لتؤكد حضور النيابة العامة طرف أصلي في الدعاوى التأديبية للموثقين مما يعني حقهم في‬
‫ممارسة الطعون‪.‬‬

‫و لتوضيح ما سبق اإلشارة إليه في اعتمادنا على قرار محكمة النقض بشأن تاريخ‬
‫العمل بالقانون الجديد المنظم لمهنة التوثيق‪ ،‬و كذا احتساب تاريخ المتابعة كفيصل في‬
‫لمحكمة النقض مساي ار و متمما‬ ‫‪244‬‬
‫تطبيق النص السابق على الالحق‪ ،‬نورد ق ار ار آخر‬
‫للتوجه السابق‪ ،‬حيث صدر عن الغرفة اإلدارية في الملف عدد ‪3.3/3‬بتاريخ‬

‫‪ _241‬المادة ‪ 74‬من القانون ‪.311.1‬‬


‫‪ _242‬وفقا للمواد من ‪ 71‬إلى ‪ 74‬من القانون ‪ 311.1‬و المتعلقة بطلبات اإللغاء بسبب تجاوز السلطة المرفوعة إلى‬
‫المحاكم اإلدارية‪.‬‬
‫‪ _243‬قرار الغرفة اإلدارية (القسم األول) بمحكمة النقض رقم ‪ ،119/1‬المؤرخ في ‪ ،7114/11/14‬في الملف اإلداري عدد‬
‫‪ ، 7113/1/3/7.2.‬و المنشور ب المستحدث في قضاء الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض في منازعات المهن القانونية و‬
‫القضائية‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪_244‬قرار محكمة النقض رقم ‪ 121/1‬الصادر في ‪ ،7114/11/7.‬في الملف اإلداري رقم ‪ ،7113/1/3/1431‬المنشور‬
‫ب" المستحدث في قضاء الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض في منازعات المهن القانونية و القضائية‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.117‬‬

‫‪89‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫‪ 0.34/.3/01‬قرار أكد على أن ضرورة احترام أجل السنة بدءا من تاريخ ‪0.33/33/02‬‬
‫الذي هو تاريخ النشر بالجريدة الرسمية إلى حين ‪ 0.30/33/02‬الذي هو تاريخ النفاذ‬
‫الفعلي للقانون ‪ ،10..1‬مما يكون معه القرار التأديبي الصادر عن الجهة القضائية‬
‫التأديبية‪-‬غرفة المشورة‪ -‬سليما و مطابقا للقانون لعدم نفاذ القانون الجديد‪ ،‬و لما كانت‬
‫المتابعة و الحكم االبتدائي قد وقعت في ظل القانون الملغى فيظالن محتفظان باآلثار‬
‫القانوني‪ ،‬و معه تكو الوسيلة المقدمة من الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف بالرباط‬
‫بصفته طاعنا على غير أساس‪ ،‬فقت محكمة النقض برفض الطلب‪.‬‬

‫و بالرغم من عدم التنصيص الصريح في القانون ‪ 10..1‬على أنواع الطعون وتحديدها‬


‫و أيضا على جهات الطعن و من بينها النيابة العامة‪ ،‬فإن ذلك ال يعني مطلقا حسب رأينا‬
‫عدم إمكانية النيابة العامة من ممارسة الطعون في المقرر التأديبي الصادر عن اللجنة ‪،33‬‬
‫لعدم وجود ما يمنع ذلك بالرغم من تواجدها ضمن تشكيلة اللجنة المذكورة‪ ،245‬و أيضا لكون‬
‫المقرر التأديبي قابال للطعن بصريح نص المادة ‪ ،.2‬و ذلك في انتظار ما ستقضي به‬
‫محاكم اإلدارية أو محكمة النقض في هذا الصدد‪.‬‬

‫‪ .2‬تأكيد ممارسة النيابة العامة للطعون بموجب القانون ‪80.29‬‬

‫و من جهة أخرى ذات الصلة بالقانون ‪ 38..1‬المتعلق بخطة العدالة‪ ،‬و مدى بروز‬
‫دور النيابة العامة كجهة للطعن ‪ ،‬حيث تم إعفاء الطعن المقدم من طرف الوكيل العام للملك‬
‫لدى محكمة االستئناف من أداء الرسوم القضائية و من المحامي‪ ،‬سواء تعلق األمر بالطعن‬
‫باالستئناف أو النقض‪ ،246‬مما قد يدل أن األمر عكس الطعن الذي قد يأتي عليه العدل‬
‫المحكوم عليه بشأن أداء الرسوم القضائية و إمكانية تنصيب محام في إطار حقوق الدفاع‪.‬‬

‫‪ _245‬المادة ‪ 11‬من القانون ‪.4711.‬‬


‫‪ _246‬المادة ‪ 3.‬من القانون ‪.19114‬‬

‫‪90‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫كما أن الطعن بالنقض المقدم من الوكيل العام للملك و من العدل المحكوم عليه‬
‫تمارس وفقا للشروط و القواعد و اآلجال العادية الواردة في قانون المسطرة المدنية‪،‬ليطرح‬
‫التساؤل بشأن فلسفة المشرع المغربي وراء حرمان العدول من درجة ثانية للتقاضي بالطعن‬
‫باالستئناف‪ ،‬لما فيه من هدر لضمانات التقاضي على درجتين وضرب في ضمانات‬
‫المحاكمة التأديبية العادلة كغيرها من المهن المساعدة للقضاء‪،‬أو كما فعل مع الموثقين‬
‫بالتنصيص على إمكانية رفع دعوى إلغاء القرار التأديبي الصادر عن الجهة اإلدارية أمام‬
‫المحكمة اإلدارية‪ ،‬األمر الذي يستدعي العمل على إخراج قانون بحلة جديدة تراعي األمن‬
‫الوظيفي للتوثيق العدلي وفق المعايير المعتمدة دوليا‪.‬‬

‫إلى درجة أصبحت فيه النيابة العامة نفسها في شخص الوكيل العام للملك هي التي‬
‫تقدم الطعن بالنقض إلى جانب العدل المعني‪ ،‬بعد أن أصدرت محكمة االستئناف بخريبكة‬
‫ق ار ار تأديبيا يقضي على األخير بعقوبة اإلقصاء المؤقت عن العمل لمدة سنة و نصف‬
‫فوق المدة القانونية الواردة بالمادة ‪ 21‬و المحددة في السنة فقط‪ ،‬مما يجعل القرار المطعون‬
‫فيه خارقا للنص القانوني المحتج به و بتجاوز السلطة المحددة في المادة ‪ 1.0‬من قانون‬
‫المسطرة المدنية‪ ،247‬فقض ت محكمة النقض بإبطال القرار المطعون فيه و إحالة الملف من‬
‫جديد على محكمة االستئناف بالرباط للبت فيه طبقا للقانون‪.248‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تنفيذ العقوبة التأديبية و آثارها‬

‫اختلفت القوانين المنظمة للمهن سواء المهن المساعدة للقضاء‪ ،‬كالمحاماة أو المفوض‬
‫القضائي أو المهن التوثيقية المتمثلة في العدول أو التوثيق‪ ،‬بخصوص الجهة التأديبية بين‬

‫‪ _247‬هذا المقتضى الذي أصبح معطال حاليا بعد أن أصبحت النيابة العامة مستقلة عن و ازرة العدل‪ ،‬بموجب القانون‬
‫‪.44112‬‬
‫‪ _248‬قرار الغرفة اإلدارية (القسم األول) بمحكمة النقض رقم ‪ ،231/1‬المؤرخ في ‪ ،7114/14/12‬في الملف اإلداري رقم‬
‫‪ ،714/1/3/4‬و المنشور ب" المستحدث في قضاء الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض في منازعات المهن القانونية والقضائية‪،‬‬
‫م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.174‬‬

‫‪91‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫من أقر قضائيتها أو إداريتها أو منحها للهيئات المهنية وفق ما سبق لنا دراسته‪ ،‬لكن‬
‫الحديث عن التنفيذ المتعلق بالمقررات الصادرة عن تلك الجهات و دور النيابة العامة في‬
‫إيقاع العقوبة التأديبية‪ ،‬يبقى موحدا بنص القاعدة العامة المتعلقة بتنفيذ األحكام احتياطا‪ ،‬أو‬
‫أساسا ما أكدته عليه القوانين المهنية بنص خاص بشأن تنفيذ الجزاء التأديب و ما للنيابة‬
‫العامة من دور في ذلك (أوال)‪ ،‬و هو ما يرتب آثا ار سواء على المهني المعاقب تأديبيا بشكل‬
‫خاص أو على المهنة بشكل عام أو حتى على الغير(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اختالف قوانين المهن حول اعتبار النيابة العامة جهة لتنفيذ للمقررات التأديبية‬

‫بحثا عن دور النيابة العامة في تنفيذ المقررات التأديبية في قوانين المهن القانونية‬
‫القضائية بشأن ما قضت به من عقوبات ضد المخالفين للنظم و القوانين و األعراف‬
‫المهنية‪ ،‬فقد أكد قانون المحاماة المغربي على أن عملية التنفيذ يتوالها النقيب عند إصدار‬
‫عقوبتي اإليقاف و التشطيب الجدول أو التمرين و ذلك بعد استدعائه‪ ،‬لكي يتخلى المعني‬
‫ليتحدد أجل التنفيذ‬ ‫‪249‬‬
‫عن ممارسة أي عمل له اتصال بالمهنة أو استغالل لتلك الصفة‬
‫االختياري في شهر‪ ،250‬و بعد ذلك تأتي مسطرة تبليغ الوكيل العام للملك لدى محكمة‬
‫االستئناف التابعة لها الهيئة المسجل بها المعني في حالة تنفيذه طوعا‪ ،251‬أما في حالة‬
‫العكس فينتقل النقيب إلى مكتبه مستعينا بالنيابة العامة للقيام بعملية التنفيذ‪ ،‬ليتضح أن‬

‫‪ _249‬انتحال صفة كجريمة نصت عليها القانون الجنائي في الفصل ‪ ،421‬تتحقق بالنسبة للمحامي عند ممارسة المحامي‬
‫لنشاط مهني أثناء التوقيف التأديبي‪ ،‬األمر الذي يجعل هذه الجريمة ثابتة في حقه‪.‬‬
‫قرار صادر عن المجلس األعلى‪-‬محكمة النقض حاليا‪ -‬عدد ‪ 11/727‬المؤرخ في ‪ 11‬فبراير ‪ ،711.‬في الملف الجنائي‬
‫عدد ‪ 7112/11/9/12424‬منشور بمجلة قضاء محكمة النقض عدد ‪ ،21‬ص ‪.377‬‬
‫‪ _250‬المادة ‪ 21‬من القانون ‪.72112‬‬
‫‪ _ 251‬تساءل بعض الفقه حول الفراغ التشريعي المتعلق معاينة انتهاء فترة العقوبة المؤقتة كما هو األمر بالنسبة لعقوبة‬
‫اإليقاف لمدة ال تزيد عن ‪ 4‬سنوات وفق المادة ‪ 97‬من قانون المهنة‪ ،‬واعطاء أمر بالترخيص باستئناف العمل وأيضا عن‬
‫الجهة التي ستمنحه‪ ،‬حيث يبقى األمر أقرب إلى النقيب نفسه الذي له من الصالحيات ما تمكنه من اإلشراف على حسن‬
‫سير العمل داخل هيئته‪.‬‬
‫للتوسع أكثر راجع ‪ :‬محمد بلهاشمي التسولي‪ ،‬م‪.‬س‪ 722 ،‬و ما يليها‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫تدخل النيابة العامة في عملية تنفيذ المقرر التأديبي تختلف بين التنفيذ االختياري أو‬
‫الجبري‪.252‬‬

‫على أن يكون لمجلس الهيئة الحق في أن يأمر بالتنفيذ المعجل بقوة القانون للمقرر‬
‫التأديبي و ذلك في حالة إصداره هو كجهة للتأديب‪ ،‬لعقوبتي اإليقاف عن الممارسة أو‬
‫التشطيب و ذلك متى ارتكب إخالل خطير يمس بقدسية المهنة و حرمتها‪ ،‬ليحق للمعني‬
‫طلب إيقاف التنفيذ أمام غرفة المشورة عند تقدمه بطعن في المقرر التأديبي‪.253‬‬

‫أما من جهة القانون ‪ .3..1‬المنظم لمهنة المفوضين القضائيين‪ ،‬فقد جاءت عبارة‬
‫نص المادة ‪ 2.‬في فقرتها الرابعة‪ ،‬لتؤكد فعليا على أن وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية‬
‫هو الجهة الوحيدة المختصة بتنفيذ المقرر التأديبي النهائي الصادر عن غرفة المشورة كجهة‬
‫للتأديب بدرجتيها االبتدائية أو اإلستئنافية‪ ،‬أو الذي تم نقضه و إبرامه بالرغم من أن النقض‬
‫ال يوقف التنفيذ وفق القواعد العامة لفراغ هذا القانون من تنظيم الطعن بالنقض‪.‬‬

‫أما بالنسبة للقانون ‪ 10..1‬المنظم لمهنة التوثيق حيث يستفاد من مقتضيات المسطرة‬
‫التأديبية التي تتبعها اللجنة المنصوص عليها في المادة ‪ ،33‬و لكون المسطرة حضورية‬
‫إلى‬ ‫‪255‬‬
‫باألصل‪ ،254‬و أيضا اضطالع الوكيل العام للملك بمهمة تبليغ المقرر التأديبي‬
‫الموثق المحكوم عليه بالعقوبة التأديبية‪ ،256‬فإن عملية التنفيذ جاءت لتؤكد بوجوب التخلي‬
‫عن ممارسة أي عمل من أعمال المهنة و ذلك تحت طائلة الجزاء الجنائي الوارد في الفصل‬
‫‪ 1.3‬المتعلق بانتحال صفة كجنحة ضبطية‪ ،‬والذي يعاقب عن ذلك من ثالثة أشهر إلى‬

‫‪ _252‬حرص دستور ‪ 7111‬على منح موقع التنفيذ كقاعدة دستورية بموجب المادة ‪ 179‬الفقرة الثانية منه‪ ،‬و كمبدأ ال بد‬
‫من استحضاره على الدوام‪.‬‬
‫‪ _253‬المادة ‪ 94‬من القانون ‪.72112‬‬
‫‪ _254‬المادة ‪ 27‬من القانون ‪.4711.‬‬
‫‪ _255‬المادة ‪ 24‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ _256‬المادة ‪ 24‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫سنتين وغرامة من ‪ 0..‬إلى ‪ 4...‬درهم أو إحداهما‪ ،257‬و نظ ار لمركزية الجهة المصدرة‬


‫للعقوبة التأديبية فإن الجهة الموكول لها السهر على تمام تنفيذ المقرر التأديبي لعدم وجود‬
‫نص صريح‪ ،‬هي الوكيل العام للملك لما أوكل له المشرع بموجب هذا القانون من صالحيات‬
‫و على األخص في المسطرة التأديبية كما سبق لنا دراسته‪.‬‬

‫لنختم بالقانون ‪ 38..1‬المنظم لخطة العدالة‪ ،‬الذي جاء بتنظيم مسطرة التنفيذ المتعلقة‬
‫بالمقررات التأديبية محتشما حيث نجد لألمر فراغا بمقتضى هذا القانون‪ ،‬و معه يمكن‬
‫التساؤل حول جهة التنفيذ‪ ،‬هل هي النيابة العامة على اعتبار أنها سلطة اإلحالة على جهة‬
‫التأديب‪-‬قضاء الموضوع‪-‬أي غرفة المشورة بمحكمة االستئناف و أيضا سي ار على ما ذهبت‬
‫إليه قوانين المهن القانونية و القضائية‪ ،‬أم هي جهة البت محكمة االستئناف قسم التنفيذ‬
‫المدني أم المجلس الجهوي للعدول؟‬

‫و حسب رأينا و نظ ار لهذا الفراغ التشريع‪ ،‬أمكننا القول أن الوكيل العام للملك هو‬
‫الجهة المؤهل ة لتنفيذ المقرر التأديبي لكونه هو من يعمل على تبليغ هذا المقرر نفسه إلى‬
‫وزير العدل و القاضي المكلف بالتوثيق و كذا المجلس الجهوي للعدول وفقا للمادة ‪ 4.‬من‬
‫نفس القانون‪ ،‬و هو األمر الذي سار عليه القانون المنظم لمهنة المفوضين القضائيين رقم‬
‫‪ .3..1‬الصادر في نفس سنة إخراج هذا القانون ‪ ،38..1‬الذي مكن هذه الصالحية لوكيل‬
‫الملك وفق ما سبق اإلشارة إليه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثار تنفيذ العقوبات التأديبية على أشخاص المهن القانونية و القضائية‬

‫إن الحديث عن األثر القانوني الذي يخلفه إصدار العقوبة التأديبية على المسار المهني‬
‫ألشخاص المهن القانونية و القضائية‪ ،‬خصوصا العقوبات المشددة كالعزل النهائي أو‬
‫اإليقاف المؤقت‪ ،‬فقد عمد المشرع المغربي على توحيد العقوبة التأديبية مع اختالف بسيط‬

‫‪ _257‬وفق إحالة المادة ‪ 2.‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫في تسميتها و هذا راجع لخصوصية كل مهنة على حدى‪ ،‬لكن بالنسبة للعقوبات المشددة‬
‫فكل من القوانين ‪ 4711.‬و ‪ 72112‬و ‪ 19114‬و ‪ 21114‬اتفقت على عقوبتي إنهاء مسار‬
‫المهني بشكل ال رجعة فيه‪ ،‬و ذلك في حالة اإلخالل الخطير بواجبات المهنة‪ ،‬فسماه كل‬
‫و قانون المحاماة بالتشطيب من الجدول أو‬ ‫‪258‬‬
‫من قانون التوثيق و خطة العدالة بالعزل‬
‫الئحة التمرين‪ ،259‬و قانون مهنة المفوضين القضائيين بالسحب النهائي لرخصة مزاولة‬
‫المهنة‪.260‬‬

‫أما بالنسبة للحديث عن تبعات سلوك المسطرة التأديبية ضد المحامي بعد مؤاخذته‬
‫كآثار عليه خصوصا بالنسبة لعقوبتي اإليقاف المؤقت أو التشطيب‪ ،‬فقد حددها القانون‬
‫و ال‬ ‫‪261‬‬
‫المنظم للمهنة في حالة المؤاخذة‪ :‬في عدم إمكانية التسجيل بجدول أي هيئة أخرى‬
‫حتى الئحة التمرين لكون الشروط العامة أوجبت عدم صدور متابعة تأديبية ضد المترشح‬
‫للولوج للمهنة‪ ،262‬و معه الحد من ممارسة المهنة و الصفة المهنية‪ ،‬و عدم الترشح لمجلس‬
‫الهيئة أو لمنصب النقيب‪ ،263‬إلى جانب جميع اآلثار األخرى التي تنتج عن تنفيذ العقوبة‬
‫التأديبية‪ ،264‬مع منحه حق رد االعتبار لمحو العقوبة التأديبية لكل من اإلنذار أو التوبيخ‬
‫بعد مرور ثالث سنوات أو اإليقاف ألقل من سنة بعد خمس سنوات من تاريخ التنفيذ و‬
‫عشرة سنوات إن تجاوز اإليقاف سنة‪.265‬‬

‫‪ _258‬المادة ‪ 24‬من القانون ‪ 4711.‬والمادة ‪ 34‬من القانون ‪.19114‬‬


‫‪ _259‬المادة ‪ 97‬من القانون ‪.72112‬‬
‫‪ _260‬المادة ‪ 42‬من القانون ‪.21114‬‬
‫‪ _261‬الفقرة األخيرة من المادة ‪ 21‬من القانون ‪.72.12‬‬
‫‪ _262‬البند الخامس من المادة ‪ 4‬من القانون ‪.72112‬‬
‫‪ _263‬المادتين ‪ 29‬و ‪ 22‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ _264‬للتوسع أكثر راجع ‪ :‬محمد بلهاشمي التسولي‪ ،‬ج ‪ ،7‬م‪.‬س‪ ،.‬ص ‪.799‬‬
‫‪ _265‬المادة ‪ 97‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫و من جانب الحديث عن قانون التوثيق فإن آثار العقوبة التأديبية على الموثق‪ ،‬تتجلى‬
‫في تخليه عن الممارسة الفعلية‪ ،‬و عند عزله فيتوجب عليه عن التوقف بشكل نهائي و عن‬
‫منح نفسه صفة موثق تحت طائلة المسائلة الجنائية‪ ،266‬على أن يتقدم الوكيل العام للملك أو‬
‫رئيس المجلس الجهوي للموثقين بملتمس إلى الرئيس األول لمحكمة االستئناف المعين‬
‫بدائرتها الموثق الموقف أو المعزول‪ ،‬تعيين من يحل محله لتسيير المكتب مؤقتا من بين‬
‫كنوع من األثر الممتد إلى الغير بالنسبة للعقوبة‬ ‫‪267‬‬
‫الموثقين التابعين لنفس الدائرة القضائية‬
‫التأديبية‪ ،‬ليقوم المعني بتسليم جميع أصول العقود و سجالت المحاسبة و كافة‬
‫تحت طائلة الجزاء الزجري المحدد في الحبس من ‪ 1‬أشهر إلى سنة و غرامة‬ ‫‪268‬‬
‫المحفوظات‬
‫من ‪ 0.....‬إلى ‪ 2.....‬درهم أو إحدى العقوبتين‪ .‬على أن ترجع إليه بعد انتهاء مدة‬
‫اإليقاف التأديبي و ذلك بحضور الوكيل العام للملك أو من ينوب عنه لهذه العملية إلى‬
‫جانب جهات أخرى‪.269‬‬

‫أما بالنسبة للمفوض القضائي فإن لإليقاف المؤقت السابق اتخاذه من قبل وكيل الملك‬
‫و المحدد أجله األقصى في الشهرين‪ ،‬أثر على تنفيذ عقوبة السحب المؤقت لرخصة مزاولة‬
‫المهنة عند النطق بها من طرف قضاء التأديب‪ ،‬و معه على المخالف المستفيد من هذا‬
‫االمتياز القانوني‪ ،270‬كما أن انتهاء أمد العقوبة الوقتية ضد المفوض القضائي يمنح له حق‬
‫استئناف عمله تلقائيا مع إشعار رئيس المحكمة االبتدائية التابع مقر مكتبه‪.‬‬

‫و هو نفس المقتضى الذي أكده القانون ‪ 38..1‬المتعلق بخطة العدالة‪ ،‬بالنسبة ألثر‬
‫نطق غرفة المشورة بعقوبتي العزل أو اإلقصاء المؤقت عن العمل لمدة ال تتجاوز السنة‪ ،‬قبل‬

‫‪ _266‬المادة ‪ 24‬من القانون ‪.4711.‬‬


‫‪ _267‬المادتين ‪ 71‬و ‪ 29‬من القانون ‪.4711.‬‬
‫‪ _268‬المادتين ‪ 22‬و ‪ 74‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ _269‬الفقرة األخيرة من المادة ‪ 22‬و المادة ‪ 74‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ _270‬الفقرة الخامسة من المادة ‪ 31‬من القانون ‪.21114‬‬

‫‪96‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫انصرام مدة ثالثة أشهر على قرار اإليقاف المؤقت المتخذ من طرف الوكيل العام للملك‬
‫تحريك المتابعة‪ ،‬و عليه فيتم احتساب المدة المتبقية لإليقاف المؤقت ضمن مدة عقوبة‬
‫اإلقصاء المؤقت مع احتساب المدة السابقة‪ ،‬أما بالنسبة لعقوبة العزل فإن أثرها يمتد إلى‬
‫حين تنفيذ العقوبة‪.271‬‬

‫‪ _271‬الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 2.‬من القانون ‪.38..1‬‬

‫‪97‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫حدود التدخل الزجري للنيابة‬
‫العامة ضد أشخاص المهن الق انونية‬
‫والقضائية‬

‫‪98‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫مما ال شك فيه أن خلفية المشرع المغربي كانت واضحة وراء منح النيابة العامة الدور‬
‫األصيل في تحريك الدعوى العمومية و كل ما يتبع ذلك من صالحيات أساسية في أطوار‬
‫البحث التمهيدي أو التحقيق اإلعدادي أو أثناء المحاكمة و بعدها‪ ،‬و هذا راجع باألساس‪،‬‬
‫لكون التشريع الجنائي اإلجرائي المغربي ينهج النظام المختلط الذي يزاوج بين النظام‬
‫اإلتهامي الصرف و النظام التفتيشي‪ ،‬إال أن الوجه العام المتبع لهذا الجهاز تتخلله‬
‫خصوصيات مسطرية تفرض معها احترام موضوعية القواعد الجنائية المتصلة بإثارة‬
‫المسؤولية الجنائية ألشخاص المهن القانونية و القضائية‪.‬‬

‫فعندما نتحدث عن التدخل الزجري للنيابة العامة في ظل قوانين المهن القانونية‬


‫والقضائية عند إقامة الدعوى العمومية أو تحريكها و حتى ما يأتي بعده من إجراءات ذات‬
‫الصلة بالبحث و التحقيق وحتى أثناء المحاكمة وما يكفل ألشخاص هذه المهن المحاكمة‬
‫العادلة‪ ،‬ابتغى من خالله المشرع المغربي أن يضفي طبيعة قانونية مسطرية محددة تطبق‬
‫على مخالفي قواعد الضبط االجتماعي بشكل عام‪ ،‬لكن ما أفرد خصوصية خاصة كلما‬
‫اتصل األمر بتحريك الدعوى العمومية ضد أحد أشخاص المهن القانونية والقضائية (المبحث‬
‫الثاني)‪ ،‬و التي أقر بواسطتها أبعاد تخالف الوجه العام المألوف وتضع لهيبة هذه المهن‬
‫مكانتها داخل مكونات منظومة العدالة ببالدنا بالرغم من دونية الفعل الجرمي المرتكب من‬
‫طرفهم‪ ،272‬و ذلك إلى حين البت النهائي بمقرر يدين السلوك الخارج عن قواعد الضبط‬
‫االجتماعي المجرم بنص مجموعة القانون الجنائي أو المقتضى الزجري الخاص الوارد‬
‫بالقانون المنظم لهذه المهن بشرعية النص الموضوعي المؤكد على المسؤولية الجنائية لهذا‬
‫المحامي أو المفوض القضائي أو العدل أو الموثق‪ ،‬لما يثيره من خصوصية تتجلى في تعدد‬
‫مصادر التجريم و العقاب الردعية وما لها من دور في تخليق و تحصين هذه المهن و‬
‫ضمان األمن المهني لها (المبحث األول)‪.‬‬

‫‪ _ 272‬و كذلك أخذا بعين االعتبار للحماية الجنائية لهذه المهن لكل ما يشكل مساسا أو انتحاال من قبل األغيار‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫المبحث األول‪ :‬خصوصية األساس القانوني إلثارة المسؤولية‬


‫الجنائية للمهن القانونية و القضائية‬
‫إن محاولة استقراء مضامين النصوص الخاصة المنظمة للمهن القانونية و القضائية‬
‫موضوع دراستنا‪ ،‬يأتي من خالل منطلق الحديث عن األساس القانوني الذي من خالله يمكن‬
‫للنيابة العامة كجهاز قضائي له صالحية المتابعة‪ ،‬قصد تحريك الدعوى العمومية من زاوية‬
‫هذه القوانين ضد المهنيين المرتكبين ألفعال تشكل جرائم بموجب القانون‪ ،‬وسواء منها التي‬
‫وضعت اإلطار الموضوعي الخاص بتجريم سلوك مخالف ألعراف المهن و أخالقيات‬
‫المجتمع بمقتضيات زجرية‪ ،‬أو منها ما كان التجريم و العقاب بشأنه موحدا بموجب‬
‫ظهير‪ 3180‬المتعلق بمجموعة القانون الجنائي‪ ،‬ووفقا لمبادئ القانون الجنائي الراسخة و‬
‫الجامدة معه التي تسري على كافة المقتضيات الزجرية األخرى‪ ،‬وكذلك ما أورده المشرع‬
‫المغربي لكل خرق قد يأتيه أحد أشخاص المهن المساعدة للقضاء‪-‬المحامي و المفوض‬
‫القضائي‪-‬بموجب مساطر و إجراءات واجب احترامها واتباعها‪ ،‬و التي قد تشكل عند‬
‫مخالفة أحكامها أفعال مجرمة بنص تلك األخيرة (المطلب األول)‪.‬‬

‫و إلى جانب ذلك يأتي دورنا أيضا في محاولة البحث عن بعض الجرائم ذات الطبيعة‬
‫الخاصة التي تميز هذه المهن عن بعضها البعض من منطلق خصوصية المهام‪ ،‬دون‬
‫إغفال لمحاولة مزج بعض الجوانب اإلجرائية أثناء الحديث عن الجرائم و العقوبات المقررة‬
‫ألشخاص المهن القانونية و القضائية‪ ،‬و كذلك ما قد يأتي بنوع من التقاطع مع المسطرة‬
‫التأديبية لما قد يكون لها من أثر‪ ،‬و من جهة أخرى محاولة بسط الحديث عن المسؤولية‬
‫الجنائية المقررة ألشخاص المهن القانونية و القضائية و أيضا ما ابتغى المشرع المغربي من‬
‫وراء سنه لمقتضيات حمائية لهذه المهن (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫المطلب األول‪ :‬األساس القانوني لتحريك النيابة العامة للدعوى العمومية‬

‫استقراءا للمقتضيات الزجرية الواردة في القوانين المنظمة لكل من المحاماة والتوثيق‬


‫وخطة العدالة و المفوضين‪ ،‬نجد أن المشرع المغربي أضفى عليها طابع التجنيح في‬
‫التجريم‪ ،‬كجرائم جاءت محددة لتجريم السلوك و تحديد عقوبته الموافقة له‪ ،‬و هو ما سنأتي‬
‫على ذكر تفصيل لبعض صوره (الفقرة األولى)‪ ،‬أما بالنسبة للجنايات فتأتي اإلحالة الصريحة‬
‫على مقتضيات مجموعة القانون الجنائي بخصوص تحديد العقوبة‪ ،‬إضافة لجرائم قد يأتي‬
‫على ارتكابها المحامي أثناء أدائه لواجبه المهني جاء جزائها الجنائي محاال بموجب بالقانون‬
‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬ ‫‪274‬‬
‫إلى على نظيره الموضوعي‬ ‫‪273‬‬
‫المسطري‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المقتضيات الزجرية الواردة في قوانين المهن القانونية و القضائية‬

‫أكدت قوانين المهن القانونية و القضائية موضوع دراستنا على وضع إطار زجري‬
‫خاص بها‪ ،‬لردع أشخاصها عند مخالفة لكل سلوك يشكل فعل مجرما بموجب هذا اإلطار‬
‫الخاص‪ ،‬و بحثا عن خصوصية التجريم و العقاب التي قد يأتيها أحد أشخاص المهن‬
‫موضوع دراستنا نظ ار للصفة المهنية التي يتمتعون بها‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لجريمة‬
‫السمسرة وجريمة انتحال صفة (أوال) دون الغير وفق مواضع خاصة سنأتي على ذكرها‪،‬‬
‫ومنها ما يرجع كمقتضى زجري خاص بكل مهنيي على حدى ترجع نظ ار لطبيعة المهام التي‬
‫يزاوله كل منهم (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ _273‬قصدنا جرائم الجلسات‪ ،‬وفق ما سيأتي تفصيله في مطلب معرض حديثنا‪.‬‬


‫‪ _274‬قصدنا جريمة إفشاء السر المهني‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬
‫أوال‪ :‬جريمتي السمسرة و انتحال الصفة المرتكبة من أشخاص المهن القانونية‬
‫والقضائية‬

‫اتفقت قوانين المهن القانونية و القضائية موضوع دراستنا على التنصيص الصريح‬
‫التي قد‬ ‫‪275‬‬
‫بالنسبة لجريمة سمسرة الزبناء و انتحال صفة من قبل المهني نفسه دون الغير‬
‫يأتيها أثناء قيامهم بعمله‪ ،276‬وذلك بوضع إطار تجريمي خاص بهذا المهني لما فيه من‬
‫حماية قصوى للمهنة أساسا‪ ،‬و كذلك لكل من سولت له نفسه كمهني اإلساءة إليها أو‬
‫المساس بهيبتها و دورها الفاعل و الحيوي في صناعة العدالة و الحفاظ على األمن القانوني‬
‫و القضائي و أيضا التعاقدي‪.‬‬

‫و هذا ما فيه إال إبراز لمدى عمل المشرع المغربي على قيامه بدوره الردعي عن‬
‫طريق سن مقتضيات زجرية ضمن هذه القوانين الخاصة تؤكد على الحماية التشريعية للمهن‬
‫من خالل شرعية التجريم والعقاب كمبدأ أساسي يقوم عليه القانون الجنائي‪.‬‬

‫‪ _275‬و هو األمر المؤكد وفقا لتأصيل الفصول من ‪ 1‬إلى ‪ 17‬من مجموعة القانون الجنائي المغربي‪ ،‬كمبادئ عامة راسخة‬
‫منذ ستينيات القرن الماضي و على رأسها مبدأ شرعية التجريم و العقاب‪.‬‬
‫و من جهة أخرى يرى الفقه الجنائي المغربي على أن القصد بهذا المبدأ هو وجوب الخضوع الصريح للفعل أو االمتناع‬
‫لنص من نصوص التجريم حتى يمكن اعتباره فعال مجرما سواء عن طريق مجموعة القانون الجنائي أو القوانين الجنائية‬
‫التكميلية حتى يتسنى إضفاء صبغة المشروعية‪ ،‬أي مبدأ النصية‪.‬‬
‫عبد الواحد العلمي‪ ،‬شرح القانون الجنائي المغربي‪-‬القسم العام‪ ،‬الطبعة السابعة‪ ،‬لسنة ‪ ،7119‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ _276‬بالرغم من أن هذا األمر المتعلق بالمقتضيات الزجرية الخاصة بتلكم الجريمتين يشمل أيضا الغير أساسا و ليس فقط‬
‫المهنيين نفسهم‪ ،‬إال أن تطرقنا لهذا الشق سيأتي من خالل الحديث بإسهاب عن الحماية الجنائية المقررة قانونا للمهن‬
‫القانونية و القضائية بشكل عام من منطلق اإلطار الموضوعي الجنائي الذي قد يأتي على ارتكابه الغير‪ ،‬وهذا من شأنه أن‬
‫يشكل مساسا بهذه المهن و حسن سير قيامها في صناعة العدالة و توفير مناخ األمن القضائي أو القانوني‪ ،‬و إبراز مدى‬
‫توفق المشرع المغربي في هذه المسألة الحقا‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬
‫‪ .1‬ارتكاب الممارس لجريمة السمسرة‪:‬‬

‫و جلب الزبناء‪ ،‬المتنافي‬ ‫‪277‬‬


‫حيث جاء التنصيص الصريح على تجريم فعل السمسرة‬
‫وخصوصية هذه المهن التي تقتضي تجنبه وفق ما أكد عليه المشرع المغربي بتجريمه لهذا‬
‫الفعل العمدي‪ ،‬و هو ما أرجعه إلى تحديد ضوابط و طرق قانونية لتقديم الخدمة القانونية أو‬
‫إشهارها و فق نص تلكم القوانين المهنية الخاصة‪ ،‬و ليتأكد من خالل استقرائنا لمضامين‬
‫المقتضيات الزجرية الواردة في قوانين المهن القانونية و القضائية موضوع دراستنا مدى‬
‫والمادة‬ ‫‪278‬‬
‫التماثل في التجريم و العقاب لهذه الفعل بين كل من المادة ‪ 1.‬من قانون التوثيق‬
‫‪ 3..‬من قانون المحاماة‪ ،279‬حيث جاء المنع صريحا على تجريم إتيان سلوك مباشرة‬

‫‪ _ 277‬إن الحديث عن جريمة سمسرة الزبناء و جلبهم من قبل أشخاص المهن القانونية و القضائية ال يعفينا من محاولة‬
‫الحديث عن الجانب المدني لهذا العقد‪-‬أي عقد السمسرة‪ -‬من منطلق التأصيل القانوني و الذي يعد من بين العقود الشائعة‬
‫االنتشار على جميع األصعدة و المنشطة للمعامالت المدنية أو التجارية‪ ،‬و قد جاء تنظيمه عن طريق أقدم تشريع للمملكة‬
‫المغربية أال و هو القانون التجاري الصادر بتاريخ ‪ 17‬غشت ‪ ،1.14‬ليليه انتشاره في باقي القوانين ذات الصلة‪ .‬أخذا‬
‫بعين االعتبار نسخ الظهير السالف الذكر وفق نص المادة ‪ 244‬من القانون ‪ 141.4‬المتعلق بمدونة التجارة الصادرة في‬
‫فاتح غشت ‪.1..9‬‬
‫== للمزيد راجع‪ :‬نورة غزالن الشنيوي‪ ،‬الوسيط في العقود الخاصة –العقود المدنية والتجارية و البنكية على ضوء‬
‫المستجدات التشريعية و االجتهادات القضائية في القانون المدني و قانون األعمال‪ -‬ج‪ ،1‬الطبعة األولى لسنة ‪،7112‬‬
‫مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪ ،‬ص ‪ 319‬و ما يليها‪.‬‬
‫ليأتي حديثنا عن الجانب الزجري الذي يمنع و يجرم ممارسة هذا النشاط المهني لتعارضه مع طبيعة الخدمات المقدمة و‬
‫أيضا لخصوصية المجال المهني المنضوي ضمن لواء منظومة العدالة كما هو الحال بالنسبة لكافة المهن القانونية و‬
‫القضائية (المحاماة؛ المفوض القضائي؛ العدل؛ الموثق) ذات االحتكاك المباشر بالسلطة القضائية و لما في هذا التجريم‬
‫من ضمانات حمائية أيضا للمتعاملين معهم من متقاضين أو متعاقدين‪.‬‬
‫‪ _278‬حيث نصت المادة ‪ .1‬من القانون ‪ 4711.‬لتؤكد على أنه ‪ " :‬يمنع على الموثق القيام مباشرة أو بواسطة الغير بأي‬
‫عمل يدخل في نطاق سمسرة الزبناء أو جلبهم‪.‬‬
‫يعاقب على مخالفة مقتضيات الفقرة السابقة بالحبس من سنتين إلى أربع سنوات و بالغرامة من ‪ 711111‬إلى ‪311111‬‬
‫درهم مع مراعاة العقوبات التأديبية التي قد تطبق على الموثق سواء كان الفاعل أصليا أو مساهما أو مشاركا"‪.‬‬
‫‪ _279‬تنص من المادة ‪ 111‬من القانون ‪ 72112‬على أنه يعاقب المحامي الذي ثبت عليه القيام بنفس الفعل بصفته فاعال‬
‫أصليا أو مشاركا بالعقوبة نفسها بالحبس من سنتين إلى أربع سنوات و بغرامة من ‪ 711111‬إلى ‪ 311111‬درهم‪ ،‬ما لم تك‬
‫األفعال معاقبا عليها بعقوبة أشد‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫سمسرة جلب الزبناء من قبل المحامي أو الموثق‪ ،280‬وأيضا األمر بالنسبة للعقوبة لهذه‬
‫الجنحة التأديبية التي جاءت موحدة من سنتين إلى أربع سنوات و بغرامة من ‪ 711111‬إلى‬
‫‪ 311111‬درهم‪ ،‬و هذا ما األمر جاء أشد من المقتضى الزجري المجرم لنفس الفعل بموجب‬
‫القانون المنظم لمهنة المفوضين القضائيين في مادته ‪ 42‬منه‪ ،281‬والتي عاقب فيها المشرع‬
‫المغربي بثالثة أشهر إلى سنة حبسا و بغرامة من ‪ 4..‬إلى ‪ 3....‬درهم كجنحة‬
‫ضبطية‪ ،282‬و بشكل أقل وضوحا في النص القانوني الذي لم يفرق بين المهني و الغير‪،‬إذ‬
‫جاء التجريم على سبيل اإلطالق دون تحديد أو تمييز بين صاحب الصفة‪-‬المفوض‬
‫القضائي أو الغير‪ ،‬عكس ما تناوله كل من القانون ‪ 0....‬و ‪ 10..1‬بشكل دقيق لهذه‬
‫الجريمة ضد المحامي و الموثق‪.283‬‬

‫ثم ليأتي بعد ذلك التدرج العقابي مخففا أكثر مما سبق ذكره بالنسبة لكل من مهن‬
‫المحاماة و التوثيق و المفوض القضائي عند تجريمه لفعل السمسرة‪ ،‬وفق ما جاء في‬
‫المقتضى الزجري الوارد في القانون ‪ 38..1‬المنظم لمهنة خطة العدالة‪ ،‬أوالهما في المادة‬
‫‪ 02‬منظمة لتجريم فعل جلب الزبناء و سمسرتهم‪ ،‬كفعل منفصل عن أوله من خالل القيام‬
‫بإشهار يستهدف جلبهم دون ما جاء محددا بموجب المادة ‪ 38‬من نفس القانون من وسائل‬
‫لإلشهار المسموح بها قانونا‪ ،284‬لتؤكد المادة ‪ 04‬من نفس القانون على استم اررية تحصين‬

‫‪ _280‬إضافة للمنع الصريح للموثق وفقا للمادة ‪ 43‬من القانون المنظم للتوثيق التي تمنع عليه اللجوء إلى سمسرة الزبناء‪ ،‬و‬
‫معه لم تدع له أي مجال للجهل بالمنع و أيضا بالزجر‪.‬‬
‫‪ _281‬تنص المادة ‪ 43‬من القانون ‪ " 21114‬يعاقب كل شخص يقوم بسمسرة الزبناء أو جلبهم لفائدة المفوض القضائي‬
‫بثالثة أشهر إلى سنة حبسا و بغرامة من ‪ 411‬إلى ‪ 11111‬درهم"‪.‬‬
‫‪ _282‬يأتي التصنيف التشريعي كما هو مؤكد بموجب الفصل ‪ 111‬من القانون الجنائي‪.‬‬
‫‪ _283‬للتوسع راجع ‪ :‬المهدي بوي‪ ،‬اإلطار القانوني لمسؤولية الموثق العصري على ضوء القانون ‪ ،4711.‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم الماستر في القانون الخاص لماستر العقار و التنمية‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية طنجة‪ ،‬جامعة‬
‫عبد المالك السعدي‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،7114/7113‬ص ‪.22‬‬
‫‪ _284‬المادة ‪ 19‬من القانون ‪ 19114‬المنظم لخطة العدالة ‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫المهنة و حمايتها من أعمال السمسرة و جلب الزبناء‪ ،285‬و ذلك ضد كل عدل أدين و ثبت‬
‫مكتسب لقوة الشيء المقضي به‪ ،287‬ارتكاب هذه‬ ‫‪286‬‬
‫في حقه بمقتضى مقرر قضائي‬
‫بعقوبة حبسية ذات الحدين تتراوح بين ستة‬ ‫‪288‬‬
‫الجريمة كفاعل أصلي أو مشارك أو مساهم‬

‫‪ _285‬العلمي الحراق‪ ،‬الوجيز في شرح القانون المتعلق بخطة العدالة م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ _286‬حدد المشرع المغربي مفهوم المقرر القضائي وفقا للفقرة الثالثة من المادة ‪ 493‬من ق‪.‬م‪.‬ج التي عرفت لنا المقرر‬
‫القضائي بأنه ‪ .. " :‬كل حكم أو قرار أو أمر صادر عن هيئة قضائية"‪.‬‬
‫‪ _ 287‬حفظا لمبدأ قرينة البراءة بعد توجيه االتهام بمقتضى فعل يشكل جريمة بمقتضى القانون المهني أو القانون الجنائي‬
‫سواء من سلطة االتهام‪-‬النيابة العامة‪ ،‬أو من المحكمة ضد هذا العدل المنتمي لهذه المهنة القانونية و التوثيقية و كذلك‬
‫مختلف المهن القانونية و القضائية األ خرى‪ ،‬الذي حرص المشرع الدستوري على دسترة هذا المبدأ بمقتضى الفصل ‪11.‬‬
‫من دستور ‪ 7.‬يوليو ‪ ،7111‬بالرغم من سبقية التنصيص التشريعي الداخلي بموجب المادة األولى من القانون ‪77111‬‬
‫ألكتوبر سنة ‪ 7117‬و جعله على إطالقه بتجريد و عمومية دون تخصيص لفئة على أخرى‪.‬‬
‫و هذا ما فيه إال حرص المغرب على التعهد بما تقتضيه المواثيق الدولية من مبادئ و حقوق و واجبات و العزم والتأكيد‬
‫على التشبت بحقوق اإلنسان كما هو متعارف عليه دوليا‪ ،‬خصوصا لتوفير ضمانات المحاكمة العادلة‪ ،‬كما هو الشأن‬
‫بالنسبة لما نص عليه اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان في لمادته ‪ 11‬و أيضا المادة ‪ 13‬من العهد الدولي الخاص‬
‫بالحقوق المدنية و السياسية لسنة ‪.1.99‬‬
‫للمزيد راجع‪ :‬أحمد قيلش و آخرون‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة الجنائية‪ ،‬ط الثالثة لسنة ‪ ،7112‬مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪،‬‬
‫ص ‪.43‬‬
‫‪ _288‬حرص المشرع الجنائي المغربي من خالل مجوعة القانون الجنائي على وضع مبادئ راسخة طبعها نوع من الجمود‬
‫منذ ستينات القرن الماضي (سنة ‪ 1.97‬ميالدية) إلى حدود يومنا هذا (سنة ‪ ،)711.‬بالتنصيص على تحديد الفعل‬
‫اإلجرامي الذي يأتي المجرم سواء كان فاعال أصليا أو مساهما أو مشاركا سواء للجرائم الواردة في الكتاب الثالث منه‪ ،‬أو‬
‫التي سبقته(مثال ظهير ‪ 1111111.12‬المتعلق بالمياه و الغابات الساري النفاذ) أو ما تلى إصداره كما هو الحال بالنسبة‬
‫لقوانين المهن القانونية و القضائية‪ ،‬و ذلك في كل فعل مرتكب من أشخاص هؤالء المهن يشكل جريمة وفقا للمقتضى‬
‫الزجري الوارد بقوانينهم الخاصة‪ ،‬و التي تسري عليه مبادئ القانون الجنائي من الفصل ‪ 1‬إلى ‪ 197‬منه‪ ،‬و من بينها ما‬
‫جاء محددا في الفصول ‪ 172‬و ‪ 17.‬للتمييز بين المساهمة و المشاركة‪ ،‬خصوصا فعل المشاركة في جريمة معاقب عليها‬
‫لممتهن أحد المهن التي قمنا بدراسة مدى خضوعها لرقابة النيابة العامة‪ ،‬المتمثلة في المحاماة والمفوض القضائي و‬
‫الموثق و العدل‪ ،‬سواء كجنحة أو جناية دون المخالفات‪ ،‬حيث تتجلى خصوصية صفة هذا المهني كظرف للتشديد من‬
‫العقوبة و خصوصا في الجرائم التي جاءت تجريمها بمقتضى القانون الجنائي‪ ،‬و هذا راجع لما أكدته المادة ‪ 141‬فقرتها‬
‫الثانية‪ .‬و هي عملية باألساس تلعب فيها النيابة العامة دو ار توجيهيا لهيئة الحكم قبل اإلحالة عند تكييفها للفعل الجرمي‬
‫بناءا على األساس المتابعة و توجيه اإلتهام كما هو الحال بالنسبة لجنحة السمسرة‪ ،‬و أيضا تحديدها للمركز القانوني لهذا‬
‫المهني المتابع‪ ،‬هل هو فاعل أصلي أم مشارك أم مساهم في هذه الجريمة وفقا لتوافر صورهما المحددة‪ ،‬ليتأتى بعد ذلك‬
‫لقضاء التحقيق عند إلتماس التحقيق أو لهيئة الحكم عند اإلحالة سواء كانت المتابعة في حالة سراح أو في حالة اعتقال‪،‬‬

‫‪105‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫أشهر إلى سنتين و غرامة مالية من ‪ 4..‬إلى ‪ 04..‬درهم‪ ،‬كأقل تخفيف بالنسبة للعقوبة‬
‫مقارنة مع ما سبق بيانه بالنسبة للمهن األخرى موضع دراستنا‪.‬‬

‫‪ .0‬مواضع ارتكاب صاحب الصفة –المهني‪ -‬لجريمة انتحال صفة‪:‬‬


‫عطفا على ما سبق يأتي كذلك التنصيص على جريمة انتحال الصفة كأحد الجرائم‬
‫التي قد يرتكبها الممارس نفسه إلى جانب الغير‪ ،‬و ذلك في حالة توافرت فيه شروط‬
‫ومحددات قيامها‪ ،‬ليتم تفعيل نص المقتضى الجنائي الوارد في الفصل ‪ 1.3‬من مجموعة‬
‫أو اإلدانة من قضاء‬ ‫‪290‬‬
‫كأساس للمتابعة من قبل النيابة العامة‬ ‫‪289‬‬
‫القانون الجنائي‬
‫الموضوع‪ ،291‬ومن هذا المنطلق يثار التساؤل حول غاية المشرع المغربي وراء تفعيل هذا‬
‫المقتضى الزجري ضد أشخاص المهن القانونية و القضائية الذين لهم الصفة القانونية في‬
‫الممارسة الفعلية لتحمل أعباء هذه المهن‪ ،‬و لم يأتي االقتصار في التجريم و العقاب على‬
‫الغير فقط‪ ،‬الذي هو األقرب لذلك و هو ما يضفي نوعا من الخصوصية القانونية ذات‬
‫الطبيعة الخاصة عند سن هذا المقتضى الزجري المتعلق بانتحال الصفة ضد صاحب الصفة‬
‫نفسه؟‬

‫ليأتي الرد حسب رأينا على أن األمر يتعدى ذلك بشأن تفعيل هذا المقتضى الزجري‬
‫ضدهم‪ ،‬حيث أحالت كافة قوانين المهن القانونية والقضائية إحالة صريحة ال ضمنية بشأن‬
‫هذا الجرم مع توحيد العقوبة‪ ،‬و ذلك بموجب نص المادة ‪ 11‬من قانون المحاماة في حالة‬

‫الحق في إعادة البحث لتحديد المركز القانوني لألطراف كمساهمين أو مشاركين بالرغم من أن المشرع المغربي قد وحد‬
‫جانب العقوبة و ساواها بصراحة الفصول الواردة في قوانين المهن القانونية والقضائية‪.‬‬
‫‪ _289‬الفصل ‪ 421‬من ق‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ _ 290‬منح المشرع المغربي النيابة العامة سلطة االتهام باعتبارها الجهة األصلية لتحريك الدعوى العمومية و أيضا تمثيل‬
‫المجتمع و تطبيق القانون‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫االستم اررية في أداء العمل من قبل المحامي‪ ،292‬والمادة ‪ 44‬من القانون المنظم لمهنة‬
‫المفوضين القضائيين ذات الشمولية والعمومية في التجريم دون تحديد بين الغير أو المفوض‬
‫القضائي نفسه عكس نص المادة سالفة الذكر‪ ،293‬أما بالنسبة للمهن التوثيقية فإن المادة ‪.1‬‬
‫من قانون التوثيق جاءت كنص خاص و صريح متعلق بانتحال الصفة عند مخالفة الموثق‬
‫لقرار العزل أو اإليقاف بعد مرحلة صدور المقرر التأديبي في حقه‪ ،294‬وليس في مرحلة‬
‫القرار القبلي المتخذ في حقه من قبل الوكيل العام للملك بشأن اإليقاف المؤقت سواء أثناء‬
‫والذي لم يرتب عليه المشرع أي جزاء صريح‪ ،‬عكس فرضية‬ ‫‪295‬‬
‫المتابعة التأديبية أو الجنائية‬
‫االستم اررية في ممارسة المهنة الواردة في قوانين كل من المحاماة و المفوضين القضائيين و‬
‫خطة العدالة‪ ،‬حيث جاء المقتضى الزجري مقتص ار على األغيار دون الموثقين‪.296‬‬

‫و لكن مكنة العودة لألساس العام للتجريم قصد متابعة صاحب الصفة بانتحال الصفة‬
‫تبقى واردة حسب رأينا قبل النطق بالقرار التأديبي أيضا‪ ،‬لما فيه من تأكيد على حرص‬
‫النيابة العامة على التطبيق السليم ل لقانون و تفعيل المتابعة الجنحية ضد الموثق وهذا كله‬
‫في حالة عدم االستجابة لقرار اإليقاف المؤقت كما هو الحال بالنسبة لمرحلة ما بعد النطق‬
‫واحالته على جهة االختصاص الجنحي‪ ،‬أي وكيل الملك لدى المحكمة‬ ‫‪297‬‬
‫بالعقوبة التأديبية‬
‫االبتدائية المتواجد فيه مقر عمله الذي هو نفسه مكان ارتكاب الجريمة‪.298‬‬

‫‪ _292‬المادة ‪ ..‬من القانون ‪.72112‬‬


‫‪ _293‬المادة ‪ 44‬من القانون ‪.21114‬‬
‫‪ _294‬المادة ‪ 2.‬من القانون ‪.4711.‬‬
‫‪ _295‬الفقرة األولى من المادة ‪ 22‬من القانون ‪.4711.‬‬
‫‪ _296‬المادة ‪ 11‬من القانون ‪.10..1‬‬
‫‪ _297‬حيث أن المادة ‪ ،2.‬اقتصرت فقط على مرحلة ما بعد النطق بالقرار التأديبي من اللجنة ‪ ،11‬إال أن المرحلة القبلية‬
‫للنطق الذي تملك فيه النيابة العامة سلطة واسعة في المسطرة التأديبية التي لها صالحية اإليقاف المؤقت‪ ،‬و عليه ففي‬
‫حالة عدم االلتزام بهذا المركز القانوني الذي تم فرضه على الموثق و مخالفه بالعودة للممارسة الفعلية للمهام‪ ،‬فيبقى الزما‬
‫لألمر عند تحققه مباشرة مسطرة المتابعة من قبل النيابة العامة كجهة أصيلة لتحريك الدعوى العمومية في حق الموثق‬
‫تأكيدا على أساس الفصل ‪ 421‬كنص عام وارد بمجموعة القانون الجنائي‪ ،‬دون انتظار النص الخاص الغير المتحقق في‬

‫‪107‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫و من جهة أخرى فالقانون المتعلق بخطة العدالة في الفقرة األخيرة من المادة ‪01‬‬
‫جاءت لتؤكد على أن تطبيق الفصل ‪ 1.3‬من القانون الجنائي ضد العدل يكون في حالة‬
‫االستم اررية في مزاولة المهنة التي جاءت شاملة ألي صورة قد تتحقق معها هذه الجريمة‬
‫سواء كان العدل متابعا تأديبيا و اتخذ في حقه وكيل الملك‪ ،299‬أو بعد النطق بالمقرر‬
‫التأديبي خصوصا في عقوبتي العزل و اإلقصاء المؤقت و معه قيام العدل باالستمرار في‬
‫عمله‪ ،‬أو مشاركته للغير في فعل االنتحال وفق ما هو مؤكد بنص المادة ‪ 01‬فقرتها الثالثة‪.‬‬

‫و منه يأتي القول على أن ارتكاب جريمة انتحال صفة بعناصرها التكوينية و الثابتة‬
‫في حق كل من المحامي أو المفوض القضائي أو الموثق أو العدل‪ ،‬هي متحققة وفقا‬
‫لحاالت ومواضع محددة حص ار‪ ،‬و التي تختلف تمام االختالف عن الغير الذي يكفي في‬

‫الفصل ‪ 2.‬الذي هو مقتضى زجري ال يقبل التوسع و ال التفسير كمبدأين راسخين تقوم عليهما القاعدة الجنائية بخصوص‬
‫شرعية الجريمة و العقوبة و التدبير الوقائي‪ ،‬حيث أن القاضي ملزم بالتفسير الضيق ال أن يخلق نصا جديدا و إنما يوضح‬
‫النص الساري النفاذ‪.‬‬
‫للمزيد و التوسع بشأن التفسير الضيق للنص الجنائي راجع ‪ :‬أحمد قيلش و آخرون‪ ،‬الوجيز في شرح القانون الجنائي‪،‬‬
‫طبعة ‪ ،7119‬مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ _298‬التي تؤكد أيضا على ما جاء في المادة ‪ 33‬من قانون المسطرة الجنائية بشأن االختصاص المحلي لوكيل الملك‬
‫لمكان ارتكاب الجريمة أو لمكان محل اإلقامة أو مكان إلقاء القبض‪ ،‬لكن و الرتباط المتابعة بجريمة انتحال الصفة من قبل‬
‫الموثق بمرحلة سريان المسطرة التأديبية و ذلك باتخاذ الوكيل العام لقرار اإليقاف المؤقت فهو الجهة التي له سلطة المتابعة‬
‫التأديبية لكنه ال يرجع له االختصاص في الجنح و إنما فقط في الجنح المرتطبة بالجنايات‪ ،‬و عليه فإن سلطته باإلشراف‬
‫على قضاة النيابة العامة داخل الدائرة اإلستئنافية ككل‪ ،‬تمنح له سلطة توجيه تعليماته لوكيل الملك المختص وفقا للفقرة‬
‫الرابعة من المادة ‪ 3.‬من نفس القانون وفقا لسلطة المالئمة و أيضا طبيعة التسلسل الرئاسي الذي يميز هذا الجهاز‬
‫القضائي‪ ،‬و في نضرنا هذه خ صوصية تميز ذوي المتابعات الجارية ضد المهن القانونية و القضائية‪ ،‬لكن ال يثار أي‬
‫اختالف بشأن االختصاص في تحريك الدعوى العمومية الذي هو أساس المادة ‪ 33‬نفسها‪.‬‬
‫‪ _ 299‬نص الفصل يعاقب على هذه الجريمة بالنسبة لألغيار و أيضا العدول الذين لهم الصفة للمزاولة لكن مع وجود المانع‬
‫وفقا للحالة الثانية الواردة في المادة ‪ 74‬من القانون ‪ ،19114‬و التي جاء فيها ‪ .." :‬أو مستمر في مزاولتها ‪."..‬‬

‫‪108‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫حقه ثبوت الفعل الجرمي لعمومية تطبيق القاعدة الجنائية كمبدأ‪،300‬و التي قد تأتي في حالة‬
‫وجود مانع قانوني يحول دون مزاولة المهني لعمله و تتخذ ثالث صور‪:‬‬

‫‪ ‬حالة المنع المؤقت المتخذ من قبل النيابة العامة لجريان المسطرة التأديبية‪:‬‬

‫أي في حالة سريانها و الزم ذلك ممارسة المهني لعمله و عدم استجابته لمآل مركزه‬
‫القانوني‪-‬أي حالة اإليقاف المؤقت‪ -‬الذي حددته له النيابة العامة ‪-‬الوكيل العام للملك لكل‬
‫و وكيل الملك بالنسبة للمفوض القضائي‪ ،302-‬و معه‬ ‫‪301‬‬
‫من الموثق أو العدل أو للمحامي‬
‫يكون بموجبه مآل تفعيل المتابعة الزجرية ممكنا لتوافر األركان التامة لهذه الجريمة في حقه‪،‬‬
‫و تحريك النيابة العامة للدعوى العمومية وبسط مراقبتها لما بعد المتابعة التأديبية من خالل‬

‫‪ _ 300‬أخذنا بهذا الطرح بخصوص عمومية تطبيق القاعدة الجنائية الموضوعية‪ ،‬هو طرح نقطة أساسية مفادها كون المشرع‬
‫المغربي وضع إطا ار تجريميا عاما هو مجموعة القانون الجنائي يطبق على كافة من هم في إقليم المملكة حسب الفصل‬
‫‪ 17‬منه مع وجود استثناءات‪ ،‬لكن األمر قد يكون عكس ما قد يأتي على به المقتضى الزجري الخاص الذي يطبق فقط‬
‫على الفئة المقصودة وراء هذا التشريع الخاص كما هو الحال بالنسبة لقوانين المهن القانونية والقضائية‪.‬‬
‫و هذا ما فيه في نظرنا إال تحديد و تدقيق لمبدأ التجريم و العقاب الذي يقرره التشريع الجنائي المغربي سواء الوارد في‬
‫مجموعة القانون الجنائي أو النصوص الخاصة األخرى على السواء‪ ،‬و هذا األمر الذي ال يمكن إنزاله منزلة االستثناءات‬
‫في التطبيق وفقا للفصل ‪ 11‬من مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬كما هو األمر بالنسبة لحصانة الملك الدائمة وفقا للفصل ‪39‬‬
‫من الدستور و الفصل ‪ 93‬الخاص بالحصانة المؤقتة المقرونة باستثناء إبداء رأي يجادل فيه يجادل في النظام الملكي أو‬
‫اإلخالل الواجب للملك أو الدين اإلسالمي‪ ،‬لكون هذا المقتضى الزجري يطبق فقط على فئة خاصة يعنيها هذا القانون‬
‫بأحكامه كما هو الحال لقوانين المهن القانونية و القضائية‪.‬‬
‫و هذا ما فيه إال تأكيد على وجود استثناء عن مبدأ اإلقليمية في التطبيق‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لمتابعة المحامي مثال‬
‫وغيره من أشخاص المهن القانونية و القضائية بجريمة انتحال الصفة لوجود مانع قانوني أو بجريمة سمسرة الزبناء وجلبهم‬
‫أو غيرها من األفعال التي سن لها المشرع المغربي نصا موضوعيا للتجريم و العقاب بنص خاص أو يحيل بموجبه على‬
‫نص القانون الجنائي‪.‬‬
‫‪ _ 301‬بالنسبة للمحامي فالتوقيف المؤقت في المسطرة التأديبية تأتي فقط بطلب من الوكيل العام يوجه لمجلس الهيئة بصفته‬
‫سلطة للمتابعة وللتأديب ذات سيادة و قوة ابتغاها المشرع أساسا وفقا للمادة ‪ 99‬من القانون ‪ 72112‬و ذلك عند كل متابعة‬
‫زجرية مقامة ضد محام‪ ،‬عكس ما جاء في المادة ‪ 22‬من القانون ‪ 4711.‬و المادة ‪ 43‬من القانون ‪ 21114‬والمادة ‪32‬‬
‫من القانون ‪ 19114‬كصالحية أصيلة للنيابة العامة‪.‬‬
‫‪ _ 302‬للوقوف على اتخاذ قرار اإليقاف المؤقت راجع ما تم تناوله أثناء الحديث في المسطرة التأديبية في المبحث الثاني من‬
‫الفصل األول‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫تحريك الدوى العمومية بخصوص المتابعة الجنحية‪ ،303‬و في ذلك قد سبق للمجلس‬
‫األعلى‪-‬محكمة النقض حاليا‪ -‬أن أصدر ق ار ار بتاريخ ‪ 33‬فبراير لسنة ‪ ،0..1‬عدده ‪3/030‬‬
‫في الملف الجنائي عدد ‪ ،3.4.1/8/3./0..1‬و أكد على كون أي ممارسة قد يأتيها‬
‫المحامي تدخل ضمن المهام المنوطة بمهنته و المحددة بالقانون‪ ،‬ضدا على قرار قضائي‬
‫صادر في حقه قضى بالتوقيف‪ ،‬فهو يشكل جريمة انتحال صفة‪ ،‬و معه فهو موجب‬
‫لمتابعته‪.304‬‬

‫‪ ‬حالة قيام جريمة انتحال الصفة في حق الصادر في حقه عقوبة تأديبية نهائية‪:‬‬

‫كما أكد المشرع المغربي بإدراجه بنص صريح هو الفصل ‪ .1‬من قانون التوثيق‪،‬‬
‫وأيضا ما يستشف من باقي النصوص الزجرية المؤطرة لجريمة انتحال الصفة ذات الصلة‬
‫بصاحب الصفة نفسه في باقي قوانين المهن موضوع دراستنا‪ ،305‬و ذلك عند النطق بعقوبتي‬
‫العزل الذي هو نفسه التشطيب أو اإليقاف و كذلك اإلقصاء‪ ،‬كما جاء في تحديد العقوبات‬
‫ذات الطابع المشدد و المطبقة على أشخاص المهن القانونية و القضائية موضوع دراستنا‪،‬‬
‫ليكون االختالف في المصطلح راجعا لخصوصية كل مهنة على حدى و تبقى الغاية موحدة‬
‫و الكامنة في أثرها الذي هو التوقيف النهائي عن مزاولة المهنة نظ ار الرتكاب المخل خطأ‬
‫جسيما يستدعي حرمانه بشكل نهائي من ممارستها‪ ،‬و عليه فإن تحقق هذه الحالة يقتضي‬
‫توافر ه ذا الشرط الجوهري لتحقق قيام جريمة انتحال صفة المكتملة العناصر المكونة لها‪ ،‬و‬

‫‪ _ 303‬سيأتي الحقا محاولة تفصيلنا لهذا الطرح حول مدى توقف المتابعة التأديبية لنظيرتها الزجرية ضد أشخاص المهن‬
‫القانونية و القضائية موضوع دراستنا‪.‬‬
‫‪ _304‬قرار صادر عن المجلس األعلى عدد ‪ ،11/727‬المؤرخ في ‪ ،711./17/11‬في الملف الجنائي عدد‬
‫‪ ،711./11/9/12424‬و المنشور بمجلة المقال‪ ،‬العدد ‪ ،7‬لسنة ‪.7111‬‬
‫‪ _305‬قصدنا في ذلك أشخاص المهن القانونية و القضائية ‪ :‬المحامي و المفوض القضائي و الموثق و العدل و الناسخ‬
‫(المادة ‪ 31‬تعاقب الناسخ نفسه في حالة استم ارره بالممارسة بالرغم من وجود أحد أسباب المنع)‪ ،‬و هذا عكس‬
‫الترجمان(المادة ‪ 33‬اقتصرت على الغير) وأيضا الخبير المدرج في الجدول (المادة ‪ 91‬اقتصرت على الخبراء الغير‬
‫ال مدرجين و الغير) ‪ ،‬التي جاء كافة قوانينهم على إدراج نص تجريم فعل انتحال الصفة ضدهم‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫ذلك في حالة بعدية لقرار التوقيف النهائي لكل نشاط قد يأتي عليه هذا الشخص المجرد من‬
‫الصفة المهنية و المعتبر في حكم الغير‪.‬‬

‫‪ ‬حالة المشاركة في جريمة انتحال صفة‪:‬‬


‫و ذلك بتطبيق الفصل ‪ 1.3‬المتعلق بانتحال الصفة ضد المحامي أو المفوض‬
‫القضائي أو الموثق أو العدل‪ ،‬عند ثبوت مشاركته لكل شخص ينتحل صفة أحد المهن‬
‫القانونية و القضائية‪ ،‬أو الذي يستعمل وسائل قصد إيهام الغير أن له يزاول فعليا تلك المهنة‬
‫دون أن يكون مؤهال لذلك‪ ،‬حسب ما أكده المشرع المغربي كمبدأ راسخ في مجموعة القانون‬
‫الجنائي بموجب الفصل ‪ 301‬و ‪ 31.‬منه‪ ،‬و أيضا وفقا لما اتفقت عليه كافة قوانين المهن‬
‫القانونية و القضائية موضوع دراستنا‪ ،‬بصرف النظر عن العقوبات التأديبية التي يمكن أن‬
‫يتعرض لها‪.306‬‬

‫ثانيا‪ :‬جرائم ذات طبيعة خاصة بالمهن القانونية و القضائية‬

‫إن الحديث عن األساس القانوني المعتمد من قبل النيابة العامة لتحريك الدعوى‬
‫العمومية قصد متبعة أحد أشخاص المهن القانونية و القضائية موضوع دراستنا‪ ،‬يأتي وفقا‬
‫لما أقره المشرع المغربي من مهام يختص بها كل مهني على حدى‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة‬
‫لكل المحامي ا لذي يأتي أساسا مهمة الترافع أمام القضاء سواء بالنيابة أو المؤازة‪ ،‬و كذلك‬
‫المفوض القضائي الذي له مهمة تنفيذ و تبليغ المقررات القضائية كمساعد للقضاء‪ ،‬وأيضا‬
‫المهن التوثيقية الحرة كالموثق و العدل اللذين يحرصان على ضمان األمن التعاقدي‬
‫لألطراف من خالل كل ما يضطلعان عليه من مهام‪.‬‬

‫‪ _ 306‬تعتبر هذه الحالة من الموجبات القانونية التي تقترن المتابعة الجنحية بنظيرتها التأديبية‪ ،‬و التي سنأتي على تفصيلها‬
‫الحقا‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫األمر الذي فرض معه على المشرع إدراج نطاق تجريمي خاص وارد في النص‬
‫المنظم لهذه المهن يراعي فيه خصوصية هذه المهن‪ ،‬حيث ال يمكن تطبيق نص زجري إال‬
‫على هذا المهني دون غيره من المهن األخرى‪ ،‬و التي سنأتي للحديث عن كل جريمة متعلقة‬
‫بأحد هذه المهن موضوع الدراسة وفقا لهذه الخصوصية التي ارتأينا أن لها طبيعة خاصة في‬
‫التطبيق ترجع لطبيعة المهام المسندة لهم‪ ،307‬أو لطبيعة الحرص على عملية اإلشهار‬
‫وتعميم التعاقد القانوني بالنسبة لكل من المفوض القضائي و العدل و الموثق دون المحامي‪.‬‬

‫‪ )1‬خصوصية التجريم الخاص بالمفوض القضائي‬


‫ليأتي الحديث مقدما عن موانع مباشرة المفوض القضائي لمهامه و اختصاصاته‬
‫المنوطة به وفقا لهذا القانون كواجبات‪ ،‬حيث أقر له المشرع المغربي جزاءا صريحا ذو‬
‫طبيعة زجرية بموجب نص القانون المنظم للمهنة‪ ،‬حسب المادة ‪ 41‬من القانون ‪.3..1‬‬
‫بكل ما حبلت به من موانع و أيضا‬ ‫‪308‬‬
‫لتؤكد على أن مخالفة مقتضيات المادتين ‪ 13‬و‪10‬‬

‫‪ _307‬على أن أقتصر في حديثي على كل من المفوض القضائي و الموثق و العدل‪ ،‬دون المحامي‪ ،‬الذي ارتأيت الحديث‬
‫عن جرائم الجلسات التي قد يأتي على ارتكابها بمناسبة قيامه بمهامه‪ ،‬و هذا راجع لكون أساس التجريم وارد في قانون‬
‫المسطرة الجنائية باألساس دون قانون المهنة‪ ،‬وفقا لما سآتي على بيانه الحقا‪.‬‬
‫‪ _308‬حيث نصت المادة ‪ 41‬من القانون ‪ 21114‬على أنه ‪ " :‬يمنع على المفوض القضائي بصفة شخصية أو بواسطة‬
‫الغير‪:‬‬
‫‪-‬أن تكون له أي مصلحة في قضية يباشر فيها مهامه؛‬
‫‪-‬أن يرصد لحسابه أمواال يكون قد اؤتمن عليها؛‬
‫‪-‬أن يشارك في المزايدات المتعلقة باألشياء المكلف ببيعها أو يقبل مشاركة أو عرض زوجه أو أصوله أو فروعه؛‬
‫‪ -‬أن يقتني حقوقا منازعا فيها باشر إحدى إجراءاتها و ذلك لنفسه أو لحساب زوجه أو أصوله أو فروعه أو أقاربه إلى‬
‫الدرجة الرابعة‪.‬‬
‫و يجب عليه أن يودع بصندوق المحكمة المبالغ التالية في أجل ثمانية أيام من تاريخ تسلمها‪:‬‬
‫‪-1‬األموال الناضة المستخلصة من طرفه لدى مدين أو المسلمة منه طوعا للتحرر من ديته؛‬
‫‪-7‬المبالغ المستخلصة من الحجوز لدى الغير؛‬
‫‪-4‬المبالغ الناتجة عن بيع المنقوالت المادية"‪.‬‬
‫أما نص المادة ‪ 47‬فقد أكد على أنه ‪ " :‬يمنع على المفوض القضائي تحت طائلة بطالن اإلجراء و تعرضه للمتابعة‪ ،‬أن‬
‫يباشر أي إجراء لنفسه أو لحساب زوجه أو أصوله أو فروعه أو أقاربه إلى الدرجة الثالثة"‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫من وجوب إيداع المبالغ المالية لكل العمليات التنفيذية بموجب السندات التنفيذية ذات‬
‫الصبغة القضائية بصندوق المحكمة في أجل ‪ .‬أيام‪ ،‬تحت طائلة المتابعة الجنائية من قبل‬
‫النيابة العامة و المعاقبة قضائيا بالحبس من شهر إلى سنتين و غرامة من ‪ 3....‬درهم إلى‬
‫‪ 3.....‬درهم أو إحدى العقوبتين فقط‪ ،‬ما لم يكن فعله ذاك يشكل جرما له عقوبة أشد‬
‫بموجب القانون الجنائي‪ ،‬و أيضا ما قد يرتبط معه من تفعيل المسطرة التأديبية في حقه و‬
‫النطق بعقوبات تأديبية‪.309‬‬

‫و ارتباطا بخصوصية الجريمة التي قد يأتيها المفوض القضائي أثناء أدائه لمهامه‪ ،‬فقد‬
‫أتى وضع جزاء لكل الموانع التي حددها المشرع المغربي بموجب القانون ‪ .3..1‬والتي يأتي‬
‫األصل في نص التجريم بما تم زجره من أفعال و تروك قد يأتيها المفوض القضائي‪ ،310‬لكن‬
‫األمر ال يتوقف عن د هذا األمر بل تم التأكيد على أن إتيان هذا األخير ألحد األفعال إن‬
‫شكل أحد العناصر التكوينية من أركان مادية و معنوية منصوص عليها في القانون الجنائي‬
‫مع احترام غاية تطبيق هذا النص في حالة تشديد العقوبة فقط‪ ،‬ليرجع األصل في التجريم و‬
‫العقاب الرتكاب هذه الموانع للقانون المنظم للمهنة كتأكيد على خصوصية هذه الجريمة التي‬
‫ال يمكن بأي حال من األحوال تطبيقها على أحد أشخاص المهن القانونية و القضائية‬
‫األخرى‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫و من جهة أخرى فقد أكد المشرع المغربي بموجب المادة ‪ 0.‬من القانون ‪.3..1‬‬
‫على أن كل ما قد يتجاوز أجرة المبلغ الثابت المستحق لإلنجاز المفوض القضائي للعمليات‬
‫المنوطة به يعرضه للمتابعة الجنائية بموجب الفصل ‪ 021‬من مجموعة القانون الجنائي‪،‬‬

‫‪ _309‬المادة ‪ 44‬من القانون ‪.21114‬‬


‫‪ _ 310‬ال بد من التذكير كنوع من التأصيل القانوني أن المشرع المغربي حدد مفهوما عاما لتعريف الجريمة‪ ،‬بموجب الفصل‬
‫‪ 111‬من مجموعة القانون الجنائي و التي هي ‪ " :‬الجريمة هي كل عمل أو امتناع مخالف للقانون الجنائي ومعاقب عليه‬
‫بمقتضاه"‪ .‬و هذا ما فيه إال وضع لالختالف الذي قد يحصل أو يأتي عند تفسير قضاء الموضوع أو لمحكمة القانون‪ ،‬و‬
‫معه أيضا الفقه الجنائي‪.‬‬
‫‪ _311‬راجع نص المادة ‪ 72‬من القانون ‪.21114‬‬

‫‪113‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫المحدد لجريمة الغدر‪ ،312‬كنوع من الزجر الوارد في قانون المهنة والمحال على التجريم و‬
‫العقاب الوارد في القانون الجنائي‪.‬‬

‫‪ )0‬التجريم الخاص الراجع لطبيعة مهام الموثق و العدل‬


‫أما من جانب مهنتي التوثيق و خطة العدالة‪ ،‬فإن بروز خصوصية التجريم و العقاب‬
‫بالنسبة للموثق و العدل‪ ،‬كمقتضيات زجرية ذا طبيعة خاصة بالمهام التي ي ازوالنها معها‬
‫والتي تهدف أساسا لتوثيق المعامالت باختالفها و إضفاء الصبغة الرسمية على التصرفات‬
‫التي يأتيها األفراد ضمن نطاق ما أورده التشريع التوثيقي وابتغاه األمر لما فيه من تحقيق‬
‫لألمن التعاقدي‪ ،313‬فنجذ على أن خصوصية التجريم و العقاب ذات الطبيعة الخاصة‬
‫المرتبطة بعملهما أتت في نطاق زجر مخالفة عملية اإلشهار خارج األصل المحدد لهذا‬
‫‪314‬‬
‫األمر بموجب نص القانون المنظم للمهنتين‪ ،‬حيث أكدت المادتين ‪ 13‬من قانون التوثيق‬
‫و المادة ‪ 02‬من القانون المتعلق بخطة العدالة‪ ،315‬على تجريم القيام بعملية اإلشهار‬
‫الشخصي دون ما تم استثناؤه‪ ،316‬أو تضمين مخالف لما تم التأكيد عليه بقرار وزاري متعلق‬

‫‪ _312‬راجع نص الفصل ‪ 734‬من ق‪.‬ج‪.‬‬

‫‪ _313‬حسب المادة ‪ 2‬الظهير الشريف رقم ‪ 3.33.33.‬من القانون ‪ 11...‬المتعلق بمدونة الحقوق العينية التي جاء فيها‬
‫على أنه ‪:‬‬

‫" يجب أن تحرر‪ -‬تحت طائلة البطالن ‪ -‬جميع التصرفات المتعلقة بنقل الملكية أو بإنشاء الحقوق العينية األخرى أو نقلها‬
‫أو تعديلها أو إسقاطها وكذا الوكاالت الخاصة بها بموجب محرر رسمي‪ ،‬أو بمحرر ثابت التاريخ يتم تحريره من طرف‬
‫محام مقبول للترافع أمام محكمة النقض ما لن ينص قانون خاص على خالف ذلك‪.‬‬

‫يجب أن يتم توقيع العقد المحرر من طرف المحامي والتأشير على جميع صفحاته من األطراف ومن الجهة التي حررته‪.‬‬

‫تصحح إمضا ءات األطراف من لدن السلطات المحلية المختصة ويتم التعريف بإمضاء المحامي المحرر للعقد من لدن‬
‫رئيس كتابة الضبط بالمحكمة االبتدائية التي يمارس بدائرتها"‪.‬‬

‫‪ _314‬المادة ‪ .1‬من القانون ‪.4711.‬‬


‫‪ _315‬المادة ‪ 73‬من القانون ‪.19114‬‬
‫‪ _316‬حيث أن كل ما يخالف اإلشهار بواسطة الوسائل المحددة قانونا فهو مجرم بالنسبة للعدل و الموثق معا‪ ،‬كإطار‬
‫زجري ال نجد بخصوصه أي اختالف من ناحية التجريم‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫باللوحة البيانية الموضوعة خارج البناية‪ ،317‬كركن مادي لهذه الجريمة مع ركن معنوي متمثل‬
‫في القصد الجنائي و النية اإلجرامية بالعزم على ارتكاب هذا الفعل من قبل العدل و الموثق‬
‫المعنيين وفقا لقانونيهما المنظمين لمهنتيهما‪.‬‬

‫حيث جاء الزجر بالعقوبة المالية فقط بالنسبة للموثق عند مخالفة األحكام الخاصة‬
‫باللوحة بالعقاب بغ ارمة من ‪ 3.0..‬درهم إلى ‪ 4....‬درهم كصورة أولى‪ ،‬و كذلك على فعل‬
‫مخالفة أحكام ذات الصلة بإحداث الموقع اإللكتروني بغرامة من ‪ 0....‬درهم إلى ‪3.....‬‬
‫درهم كصورة ثانية لهذه الجريمة‪ ،‬أما بالنسبة للعدل فإن المشرع لم يكن واضحا في زجره‬
‫لجريمة اإلشهار التي يأتيها العدل لكون التداخل بين نص المادة ‪ 02‬وافقه أيضا تجريم‬
‫السمسرة المرتكبة من هذا األخير‪ ،‬و بالتالي جاء نطاق العقاب في المادة ‪ 04‬موحدا في‬
‫العقوبة مع السمسرة أيضا‪ ،‬و هذا ما نتج عنه تشديد في العقوبة عكس الموثق‪ ،‬وجاءت‬
‫سالبة للحرية بالحبس من شهر إلى ستة أشهر أو بغرامة من ‪ 3....‬درهم إلى ‪0.4..‬‬
‫درهم‪ ،‬لكن حسن ما فعل المشرع المغربي بإضفاء الخيار بين العقوبة الحبسية والمالية‬
‫للقاضي الجنائي الذي عليه أيضا مراعاة نوع الجريمة و خطورتها لما في من تفريد‬
‫للعقاب‪ ،318‬لكون االزدواجية التي نهجها المشرع في العقوبة و توحيدها بالنسبة للجريمتين‬
‫معا‪ ،‬ال يالءم جريمة اإلشهار كجريمة بسيطة ال تستدعي النطق بالعقوبة السالبة للحرية‪،319‬‬

‫‪ _317‬حيث جاء التأكيد في كل من قرار وزير العدل رقم ‪ .2211.‬الصادر بتاريخ ‪ 2‬أبريل ‪ 711.‬للعدل و القرار الوزيري‬
‫رقم ‪ 17131.9‬الصادر بتاريخ ‪ 9‬ديسمبر ‪ 7117‬بالنسبة للموثق‪ ،‬بخصوص تحديد اللوحة البيانية بشكل يراعي الضوابط‬
‫القانونية ذات الصلة بهاتين المهنيتين و ما ابتغاه المشرع المغربي من حرص على إبعاد و د أر كل الشبهات ذات الصلة‬
‫بعملية اإلشهار و معه زجر كل مهني توثيقي قد يقع في المحظور‪.‬‬
‫‪ _318‬ينص الفصل ‪ 131‬من مجموعة القانون الجنائي على أنه ‪ " :‬للقاضي السلطة التقديرية في تحديد العقوبة وتفريدها‬
‫في نطاق الحدين األدنى و األقصى المقررين في القانون المعاقب على الجريمة‪ ،‬مراعيا في ذلك خطورة الجريمة المرتكبة‬
‫من جهة‪ ،‬و شخصية الجريمة من جهة أخرى"‪.‬‬
‫‪ _319‬للتوسع راجع‪:‬‬
‫‪ -‬العلمي الحراق‪ ،‬الوجيز في شرح القانون المتعلق بخطة العدالة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪21‬‬
‫‪ -‬العلمي الحراق‪ ،‬الوثيق في شرح قانون التوثيق‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.12.‬‬

‫‪115‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫و بالتالي فإن العناصر التكوينية لهده الجريمة بالنسبة للعدل اقتصرت على صورة ركن‬
‫مادي يتجلى في القيام عمدا بأي نوع من اإلشهار كيفما كان نوعه مع مراعاة المادة ‪ 38‬من‬
‫نص القانون المنظم للمهنة‪.‬‬

‫ليطرح التساؤل حول مدى إمكانية تطبيق العقوبة األشد الواردة بموجب نص المادة‬
‫‪ 332‬من القانون ‪ 13...‬المتعلق بتحديد تدابير لحماية المستهلك‪ ،320‬التي تعاقب بغرامة‬
‫من ‪ 4.....‬درهم إلى ‪ 04.....‬درهم‪ ،‬عند اإلشهار الكاذب و اإلشهار المقارن وفقا لما‬
‫أوردته أحكام المادتين ‪ 03‬و ‪ 00‬من نص هذا القانون‪ ،321‬و هذا راجع لمبدأ الوصف األشد‬
‫المؤكد على التعدد‬ ‫‪322‬‬
‫للفعل القابل ألوصاف متعددة حسب الفصل ‪ 33.‬من القانون الجنائي‬
‫‪323‬‬
‫المعنوي‪ ،‬و معه طرح مكنة المقتضى الزجري األشد؟‬

‫ليأتي جوابنا على اإلشكال مخالفا للتوجه الباحث بشأن اعتماد معيار الوصف األشد‪،‬‬
‫حيث اتجهنا إلى اعتماد معيار الوصف الواحد القانوني الوارد فقط القانون المهني الخاص‬
‫بالتوثيق و خطة العدالة‪ ،‬لكون المقتضى الزجري المتعلق بجريمة اإلشهار لكل من القانونين‬
‫موضوع الدراسة و التحليل‪ ،‬لم يورد األخذ بالوصف األشد من طرف القاضي الزجري و هي‬
‫أيضا إرادة المشرع‪ ،‬و لو أراد ألتجه لذلك صراحة كما فعل بموجب الفقرة الثانية من المادة‬
‫‪ 111‬من قانون المحاماة‪ ،324‬و معه ال يمكن تحميل هذه النصوص الزجرية أكثر من ما ال‬

‫‪ _320‬ظهير شريف رقم ‪ 1111114‬صادر في ‪ 13‬من ربيع األول ‪ 1347‬الموافق ل‪ 12‬فبراير ‪ 7111‬بتنفيذ القانون رقم‬
‫‪ 41112‬القاضي بتحديد تدابير لحماية المستهلك‪ ،‬و المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4.47‬بتاريخ ‪ 4‬جمادى األولى ‪1347‬‬
‫الموافق ل‪ 2‬أبريل ‪ ،7111‬ص ‪.1127‬‬
‫‪ _321‬المادة ‪ 71‬و المادة ‪ 77‬من القانون ‪.41112‬‬
‫‪ _322‬ينص الفصل ‪ 112‬من القانون الجنائي‪ " :‬الفعل الواحد الذي يقبل أوصافا متعددة يجب أن يوصف بأشدها "‪.‬‬
‫‪ _ 323‬عبد الحق مغار‪ ،‬المسؤولية الجنائية لموثقي المحررات الرسمية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في العلوم الجنائية‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية مراكش‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬الموسم الجامعي‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ _324‬جاء التأكيد في الفقرة الثانية من المادة ‪ 111‬من القانون ‪ 72112‬على التعدد المعنوي لوصف فعل السمسرة‪ ،‬وذلك‬
‫عن إن وجود مقتضى زجري أشد من جهة العقوبة من ما هو منصوص عليه في هذه الفقرة و التي تقول‪ ،‬على أنه ‪" :‬‬

‫‪116‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫تتحمله نظ ار لضيق التفسير كقاعدة أساسية جنائية‪ ،‬وكذلك لكون طبيعة الجرم المرتكب من‬
‫العدل أو الموثق ليس فيه جوهره مساس بالغير أكثر من مساسه بالمهن و حرمتها و ما‬
‫افرده المشرع المغربي من حماية زجرية لكل من يخالف أحكام وطرق اإلشهار المحددة‪،‬‬
‫والتي ال تشكل إشها ار كاذبا أو إشها ار مقارنا وفق أحكام المادتين ‪ 71‬و ‪ 77‬من القانون‬
‫‪ ،41112‬لنجد باألساس تناقضا في نطاق تطبيق هذا القانون وفقا لمادته األولى التي تتحدد‬
‫في إعالم المستهلك المستفيد من الخدمات ذات الطبيعة االستهالكية و شروط إشهارها‪ ،‬التي‬
‫ال نجد لها توافقا و العمل التوثيقي الممارس من الموثق و العدل عند إشهاره لهذه الخدمة‬
‫بشكل غير قانوني يستدعي الزجر و تطبيق نصوص قانون المهن التوثيقية من القاضي‬
‫الجنائي على المخالفين ذوي الصفة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬خصوصية الجزاء المطبق على أشخاص المهن القانونية و القضائية‬

‫يأتي تطرقنا لصنف اإلجرام المتصل بالمحررات الرسمية الصادرة عن أشخاص المهن‬
‫القانونية والقضائية موضوع دراستنا دون غيره من الجرائم األخرى‪ ،‬كصنف جرائم األموال‬
‫المعروضة أكثر على القضاء الزجري‪ ،‬نظ ار لخصوصية هذا النوع ومدى خطورته على‬
‫األمن التعاقدي لألطراف من جهة المهن التوثيقية و أيضا المحرر ثابت التاريخ المحرر من‬
‫طرف المحامي المقبول للترافع أمام محكمة النقض‪ ،‬وكذلك ما يصدر عن المفوض القضائي‬
‫من محررات ذات االتصال بعمليات التبليغ والتنفيذ و ما منحه قانونه المهني من صالحيات‬
‫المتأرجحة بين الرسمية و العرفية‪.‬‬

‫و تجدر اإلشارة إلى أن كل ما سيأتي بيانه جاء بالدراسة والتحليل لكل من الركن‬
‫القانوني و الركن المادي لجريمة التزوير الواقعة على المحررات التي يأتيها كل من أشخاص‬

‫يعاقب المحامي الذي ثبت عليه القيام بنفس الفعل‪ ،‬بصفته فاعال أصليا أو مشاركا‪ ،‬بالعقوبة نفسها ما لم تكن األفعال‬
‫معاقبا عليها بعقوبة أشد"‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫المهن القانونية والقضائية موضوع دراستنا‪ ،‬إال أن التأكيد على الركن المعنوي لهذه الجريمة‬
‫المعتبرة في حكم الجرائم العمدية‪ ،‬والتي تستوجب على مرتكبها توافر القصد الجنائي والنية‬
‫اإلجرامية‪ ،‬األمر الذي يترتب عنه تغير الحقيقة الذي يختلف في كونه ضرر مادي أو‬
‫معنوي (أوال)‪.‬‬

‫أما من جهة الجزاء الجنائي المتصل اإلجراءات الجنائية ذات الصلة بمبادئ و أسس‬
‫و الذي قد يطبق على المحامي كجزء من أسرة القضاء و المنخرط‬ ‫‪325‬‬
‫المحاكمة العادلة‬
‫ضمن منظومة المهن القانونية والقضائية و ما اتصل به كأثر متمثل في الجزاء اإلجرائي‪،‬‬
‫دون باقي المهن األخرى نظ ار لطبيعة المهام التي يأتيها‪ ،‬فالمالحظ أن المشرع المغربي‬
‫استعمل أسلوب اإلحالة على الجزاء الجنائي الوارد في القانون الجنائي أساسا‪ ،‬كما هو الحال‬
‫بالنسبة لجرائم اإلخالل بسير الجلسات أو إفشاء السر المهني جرائم الجلسات أو كان مرجعا‬
‫لإلحالة على نص القانون الجنائي كما هو الحال بالنسبة إلفشاء للسر المهني (ثانيا)‬

‫أوال‪ :‬متابعة أشخاص المهن القانونية و القضائية بجرائم تزوير المحررات‬

‫لم يدع المشرع المغربي أي مجال للشك بخصوص التشديد من معاقبة كل من سولت‬
‫له نفسه من أشخاص المهن القانونية والقضائية في حالة إتيانهم لفعل مجرم أال وهو‬
‫المتصل بمحرر رسمي أو عرفي لما فيه من مساس بالثقة العامة‪ ،‬وأيضا لما فيه‬ ‫‪326‬‬
‫التزوير‬
‫من مساس بهذه المحررات الصادرة عنهم و إخفاء للحقيقة عمدا لغرض الخداع بوقائع كاذبة‬

‫‪ _325‬أكد دستور ‪ 7.‬يوليو ‪ 7111‬على الرقي بضمانات المحاكمة العادلة لما في ذلك من توفير ألهم الضمانات‬
‫األساسية لجميع أطرافها بحفظ سرية المتابعة و إجراءاتها الجنائية في كل مراحلها مع إلزام أطرافها بذلك‪ ،‬و أيضا بحفظ‬
‫هيبة القضاء و مراعاة النظم حسن سير الجلسات الجنائية‪ ،‬من قبل المحامي موضوع دراستنا كسائر أطراف الخصومة‬
‫الجنائية‪ ،‬و احتراما لمبدأ قرينة البراءة‪.‬‬
‫‪ _326‬عرف المشرع المغربي جريمة التزوير في الفصل ‪ 441‬من القانون الجنائي بأنه ‪ " :‬تزوير األوراق هو تغيير الحقيقة‬
‫فيها بسوء نية‪ ،‬تغيي ار من شأنه أن يسبب ضر ار متى وقع في محرر بإحدى الوسائل المنصوص عليها في القانون"‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫وفقا لما نص عليه ظهير القانون الجنائي‪ ،‬هذا األمر الذي‬ ‫‪327‬‬
‫و غير صحيحة تجاه الغير‬
‫يشكل ميزة أساسية لنا على الخصوص أثناء التطرق لسياسة التجريم والعقاب التي نهجها‬
‫المشرع المغربي تجاه المهن القانونية و القضائية األربعة موضوع دراستنا وما أفرده من‬
‫خصوصية موحدة أثناء التجريم و العقاب في هذه الجريمة على الخصوص‪ ،‬وهذا راجع‬
‫لكونه منح صالحية التحرير لهم جميعا مع اختالف الغاية والمهمة المنوطة بكل مهنة على‬
‫حدى‪ ،‬و هذا مراعاة لخصوصية التنظيم من جهة و لتوحيد القاعدة الجنائية الموضوعية‬
‫المتعلقة بالتزوير‪.328‬‬

‫و لم ينتظر المشرع المغربي كثي ار لتوحيد التجريم و العقاب بين كل من الموثق والعدل‬
‫والمحامي و المفوض القضائي عند ارتكابهم لجريمة تزوير المحررات الرسمية الصادرة عنهم‬
‫إلى حدود سنة ‪ ،0.31‬و الذي جاء بالقانون رقم ‪ 11.3.‬القاضي بتغيير وتتميم مجموعة‬
‫ليؤكد على أن المحامي المقبول للترافع أما محكمة النقض والمؤهل‬ ‫‪329‬‬
‫القانون الجنائي‬
‫لتحرير العقود الثابتة التاريخ طبقا للمادة ‪ 2‬من مدونة الحقوق العينية‪ ،330‬هو اآلخر داخل‬
‫في إطار التجريم والعقاب إلى جانب العدل والموثق و ذلك حسب الفصل ‪ 3-141‬من نفس‬

‫‪ _327‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬شرح القانون الجنائي المغربي‪-‬القسم الخاص‪ ،‬الطبعة الثامنة لسنة ‪ ،7119‬مطبعة النجاح‬
‫الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪ ،‬ص ‪.193‬‬
‫‪ _328‬واآلتي التنصيص على هذه الجرائم ضمن الفرع الثالث المتعلق بتزوير األوراق الرسمية و العرفية من الباب السادس‬
‫المتعلق بالتزوير والتزييف واالنتحال من الكتاب الثالث المحدد للجرائم و عقوبتها من مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬المتعلقة‬
‫بتزوير المحررات الرسمية أو العرفية موضوع دراستنا‪.‬‬
‫‪ _329‬ظهير شريف رقم ‪ 111.133‬صادر في ‪ 3‬رجب ‪ 1331‬الموافق ل ‪ 11‬مارس ‪ 711.‬بتنفيذ القانون رقم ‪44112‬‬
‫القاضي بتتميم مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬و المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 9294‬المؤرخة في ‪ 12‬رجب ‪ 1331‬الموافق ل‬
‫‪ 74‬مارس ‪ ،711.‬ص ‪.1917‬‬
‫‪ _ 330‬تنص المادة السالفة الذكر على أن للمحامي المقبول للترافع أمام محكمة النقض صالحية تحرير العقود الثابتة التاريخ‬
‫بشأن جميع التصرفات ذات الصلة بنقل الملكية أو إنشاء الحقوق العينية األخرى أو نقلها أو تعديلها أو إسقاطها وفقا‬
‫للقانون إلى جانب الموثق و العدل –المحرر الرسمي‪ ،-‬مع ضرورة إتباع مسطرة التوقيع و التأشير و التصحيح والتعريف‬
‫باإلمضاء وفقا لنص الفقرتين الثانية و الثالثة لنفس المادة ‪ 3‬من القانون ‪.4.112‬‬

‫‪119‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫وفقا للفصلين ‪ 141‬و ‪142‬‬ ‫‪332‬‬


‫القانون‪ ،331‬وذلك كلما تعلق األمر بتزوير مادي أو معنوي‬
‫من القانون الجنائي مع استحضار الضرر وفقا للفصل ‪ 143‬من نفس القانون‪ ،333‬المتصل‬
‫بالعدول و الموثقين و المحامين وفقا للمستجد‪ ،‬حيث أن المحامي كان في السابق خارجا عن‬
‫زاوية العقوبة الجنائية المتعلقة ب ذوي الصفة المحددين في الفصلين السالف ذكرهما المتعلق‬
‫بالمحرر الرسمي‪ ،334‬و كانت زاوية التجريم حين إتيان المحامي لتزوير على المحرر الثابت‬

‫‪ _331‬جاء الفصل ‪ 1-44.‬من ق‪.‬ج كمستجد حالي بموجب المادة الثانية من القانون المغير و المتمم لمجموعة القانون‬
‫الجنائي رقم ‪ 44112‬ليؤكد على أنه ‪ " :‬استثناءا من أحكام الفصل ‪ 442‬أعاله‪ ،‬يعاقب بالعقوبات المقررة في الفصلين ‪447‬‬
‫و ‪ 444‬من هذا القانون‪ ،‬كل محام مؤهل قانونا لتحرير العقود الثابتة التاريخ طبقا للمادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 4.112‬المتعلق‬
‫بمدونة الحقوق العينية‪ ،‬ارتكب أحد األفعال المنصوص عليها في الفصلين المذكورين"‪.‬‬
‫‪ _ 332‬يأتي التمييز بين التزوير المادي و المعنوي‪ ،‬على أن األول يقصد به تغيير الحقيقة في محرر قائم فعال عن طريق‬
‫الحذف لبنوده أو بالمحو أو الكشط أو تعديل بعض البنود باإلضافة أو بزيادة الكتابة لم يتضمنها المحرر عند تحريره سابقا‪،‬‬
‫و أيضا عن طريق خلق محرر لم يكن موجودا من قبل بالمرة و نسبة ما جاء به إلى الغير‪.‬‬
‫أما الثاني فهو تغيير الحقيقة بسوء نية و اآلتية في جوهر المحرر أو المتصلة بظروف تحريره‪ ،‬عن طريق تضمين الموثق‬
‫أو العدل أو المحامي أو الموظف العمومي أو القاضي التفاقات تخالف ما اتفق عليه‪ ،‬أو أماله األطراف عليه‪ ،‬أو بتأكيد‬
‫وقائع يعلم على أنها غير صحيحة أو بإدالئه لما يخالف الواقع عن كذب لما حصل أمامه في حين أنه لم يقع‪ ،‬أو بغيير‬
‫عمدي في التصريحات التي يتلقاها‪.‬‬
‫عبد الواحد العلمي‪ ،‬القسم الخاص‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.127‬‬
‫‪ _333‬تم التأكيد بموجب الفصل ‪ 441‬من ق‪.‬ج أن الضرر هو من العناصر األساسية لقيام جريمة التزوير في المحررات‬
‫الرسمية إلى جانب الوسائل المادية التي هي نفسها المؤكدة على الركنين المادي و المعنوي لهذه الجريمة‪ ،‬و هو ما أكده‬
‫قضاء المجلس األعلى ‪-‬محكمة النقض حاليا‪ -‬في أحد ق ارراته المؤكدة على أن كل جرائم التزوير و النصب و خيانة‬
‫األمانة ال تتم عناصرها إال بحدوث الضرر‪.‬‬
‫قرار صادر هن المجلس األعلى بتاريخ ‪ 1.22/4/1‬تحت عدد ‪ 234‬في الملف عدد ‪ ،31.11‬منشور‪ :‬محمد بلفقير‪،‬‬
‫مجموعة القانون الجنائي و العمل القضائي المغربي‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬لسنة ‪ ،7112‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫ص‪.719‬‬
‫ليتأكد سير محكمة النقض على نفس التوجه و بشكل أوضح‪ ،‬حيث جاء في قرار لها أنه‪ " :‬ليس من الضروري في جريمة‬
‫التزوير أن يحصل الضرر فعال بل يكفي أن يكون من شأن التزوير أن يسبب ضر ار ‪"..‬‬
‫قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 7114/1./1.‬عدد ‪ 9.1‬في الملف الجنحي عدد ‪ 14/3/9/9314‬منشور بنفس‬
‫مؤلف المرجع السابق المشار له في هذه اإلحالة‪ ،‬ص ‪.712‬‬
‫‪ _334‬أي كل القاضي أو الموظف العمومي أو الموثق أو العدل دون المحامي المترافع أمام محكمة النقض‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫التاريخ داخلة في نطاق الفصل ‪ 14.‬من مجموعة القانون الجنائي المتعلق بتزوير المحرر‬
‫العرفي‪.335‬‬

‫و من جانب العقوبة فقد عمد المشرع المغربي على التخفيض من العقوبة السجنية ذات‬
‫الحد الواحد‪ -‬المؤبد‪ -‬اآلتي التنصيص عليها في كل من الفصلين ‪ 140‬و ‪ 141‬من‬
‫مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬لكنه احتفظ بالتوحيد بالنسبة للعقوبة لكال الفصلين‪ ،‬بعقوبة سجنية‬
‫ذات حدين بين عشر إلى عشرين سنة و غرامة مالية بين ‪ 3......‬إلى ‪ 0......‬درهم‪،‬‬
‫و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن كل مساس بالمحرر الرسمي أو الثابت التاريخ‬
‫من جهة محرره وفقا للعناصر التكوينية المحددة لهذه الجريمة و بالطرق المحددة في‬
‫الفصلين السالفي الذكر‪ ،336‬ال يجب التساهل معه في العقاب علبه بالرغم من النزول عن‬
‫الحد األقصى السابق‪.‬‬

‫‪ _335‬أكد الفصل ‪ 442‬من ق‪.‬ج على أنه ‪ " :‬من ارتكب بإحدى الوسائل المشار إليها في الفصل ‪ 443‬تزوي ار في محرر‬
‫عرفي‪ ،‬أو حاول ذلك‪ ،‬يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات و غرامة من مائتين و خمسين إلى ألفي درهم‪.‬‬
‫و يجوز عالوة على ذلك‪ ،‬أن يحكم عليه بالحرمان من واحد أو أكثر من الحقوق المشار إليها في الفصل ‪ 31‬و بالمنع من‬
‫اإلقامة مدة ال تزيد على خمس سنوات"‪.‬‬
‫‪ _336‬حيث تتحدد طرق التزوير المادي الواردة في الفصل ‪ 447‬من ق‪.‬ج في ‪:‬‬
‫‪-1‬وضع توقيعات مزورة‪.‬‬
‫‪-7‬تغيير المحرر أو الكتابة أو التوقيع‪.‬‬
‫‪-4‬وضع أشخاص‪-‬وهميين‪ -‬وفقا للتعديل الجديد بدل مصطلح –موهومين‪ ،-‬أو استبدال أشخاص بآخرين‪.‬‬
‫‪-3‬كتابة إضافية أو مقحمة في السجالت أو المحررات العمومية بعد تمام تحريرها أو اختتامها‪.‬‬
‫أما بالنسبة لطرق التزوير المعنوي الواردة في الفصل ‪ 444‬من نفس القانون فهي محددة في‪:‬‬
‫‪-1‬كتابة المحامي أو الموثق أو العدل و الفاعلين اآلخرين المحددين حصرا‪ ،‬التفاقات تخالف ما رسمه أو أماله األطراف‬
‫المعينون‪.‬‬
‫‪-7‬بإثبات صحة وقائع يعلم الفاعل أنها غير صحيحة‪.‬‬
‫‪-4‬بإثبات الفاعل لوقائع على أنها اعترف بها لديه أو حدثت أمامه بالرغم من عدم حصول ذلك‪.‬‬
‫‪-3‬بحذف أو تغيير عمدي في التصريحات المتلقاة‪.‬‬
‫للمزيد من التوضيح بخصوص صور كل من التزوير المادي و المعنوي راجع‪ :‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬القسم الخاص‪ ،‬م‪.‬س‪،‬‬
‫الصفحات من ‪ 127‬إلى ‪.121‬‬

‫‪121‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫هذا دون ما نص عليه الفصل ‪ 142‬من نفس القانون الخاص أيضا بتزوير المحررات‬
‫الرسمية أو العمومية و المرتكب من قبل الغير‪ ،337‬و دون من أشير لهم حصر في السابق‪،‬‬
‫حيث جاء بتحديد العقوبة بين عشر إلى عشرين سنة سجنا أيضا و هو نفس التحديد الذي‬
‫جاء به مستجد القانون ‪ 11.3.‬بالنسبة للعقوبة السجنية دون المالية‪ ،‬و هذه الجريمة التي قد‬
‫يأتي على ارتكابها المفوض القضائي كذلك‪ ،‬لما له من صالحية محددة بموجب قانون‬
‫المهنة و ذلك من تحرير لمحاضر ذات صلة بكافة العمليات المنجزة من قبله‪.‬‬

‫لكن اإلشكال الرئيس هو إضفاء الرسمية أو العرفية على كل ما يحرره المفوض‬


‫القضائي أو ينجزه‪ ،‬حيث قد ال نجذ لألمر إشكاال من منطلق الجانب الزجري وتطبيقاته‪،‬‬
‫وفق ما سايرته محكمة النقض في ق ارراتها و من بينها القرار رقم ‪ 3/2.3‬المؤرخ في‬
‫‪ ،3380.32/.4/03‬المؤكد على انتفاء صفة الموظف العمومي عن المفوض القضائي من‬
‫جهة‪ ،‬و أيضا التأكيد على رسمية المحررات المنجزة من قبله‪ ،‬و إدانته وفقا للفصل ‪ 142‬من‬

‫‪ _337‬و المحددة طرق التزوير الواردة في نص الفصل ‪ 443‬من القانون الجنائي‪ ،‬التي نجذ أن منها ما هو مادي و منها ما‬
‫هو معنوي‪ ،‬في كل محرر رسمي أو عمومي‪ ،‬أو عرفي أو تجاري أو بنكي‪-‬إحالة الفصول ‪ 442‬و ‪ 442‬من ق‪.‬ج على‬
‫هذه الصور أيضا‪ ،-‬و هي‪:‬‬
‫‪-1‬فعل التزييف أو التحريف في الكتابة أو التوقيع‪(.‬التزوير المادي)‬
‫‪-7‬اصطناع اتفاقات أو تضمينات أو التزامات أو إبراء أو إضافتها في تلك المحررات بعد تحريرها‪( .‬التزوير المادي)‬
‫‪-4‬إضافة أو حذف أو تحريف الشروط أو التصريحات أو الوقائع التي خصصت تلك المحررات إلثباتها أو اإلدالء بها‪.‬‬
‫(تزوير مادي و معنوي)‬
‫‪-3‬خلق أشخاص وهميين أو استبدال أشخاص بآخرين‪( .‬تزوير مادي و معنوي)‪.‬‬
‫للتوسع راجع ‪ :‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬القسم الخاص‪ ،‬ص من ‪ 127‬إلى ‪.122‬‬
‫‪ _338‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ 322/1‬في الملف جنائي رقم ‪ 7114/3.92‬المؤرخ في ‪ 71‬مايو ‪،7113‬‬
‫والمنشور بسلسلة إصدارات المكتب الفني لمحكمة النقض‪" ،‬مهنة المفوض القضائي في ضوء ق اررات محكمة النقض"‪ ،‬العدد‬
‫الخامس‪ ،‬لسنة ‪ ،7112‬مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪ ،‬ص ‪.747‬‬
‫و أيضا تم نشره‪ :‬بسلسلة فقه القضاء الجنائي‪ ،‬منشورات مجلة العلوم القانونية‪ ،‬بعنوان‪ ":‬المنازعات الجنائية على ضوء‬
‫المستجدات التشريعية و االجتهادات القضائية"‪ ،‬العدد األول‪ ،‬لسنة ‪ ،7114‬مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪ ،‬توزيع مكتبة الرشاد‪-‬‬
‫سطات‪ ،‬ص ‪.31.‬‬
‫لكن مع تناقض سنة القرار لألمانة وفق اآلتي‪ :‬القرار عدد ‪ 322/1‬المؤرخ في ‪ ،7113/14/71‬في الملف الجنحي عدد‬
‫‪.7113/3.92‬‬

‫‪122‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫القانون الجنائي و ليس الفصل ‪ 140‬من نفس القانون حسب حيثيات القرار بعد قيام محكمة‬
‫بإعادة التكييف وفقا للقانون‪ ،340‬و الذي أدى‬ ‫‪339‬‬
‫الموضوع التي هي المحكمة العسكرية‬
‫بموجبه إلى تغييب الرسمية عن المحرر المنجز من قبل هذا األخير و معه فساد أساسه‬
‫القانوني المعتمد الختالف الطرق المحددة في الفصلين ‪ 140‬و ‪ 142‬من نفس القانون لعدم‬
‫بحث األخيرة عن العناصر التكوينية المشكلة لزورية المحرر وفق الفصل ‪.142‬‬

‫هذا الخلط الواقع لهذه األخيرة وفقا لحيثيات القرار أجابت عنه محكمة النقض بقاعدة‬
‫فريدة مفادها "‪ ..‬أن ه ال يجب الخلط بين حجية المحرر الذي ينجزه المفوض القضائي التي‬
‫يمكن أن تضفيها عليه محكمة الموضوع التي تنظر في النزاع المعني به‪ ،‬وبين دراسة مدى‬
‫توفر عناصر التزوير المتابع به الذي يعرض على المحكمة الزجرية‪ ،‬وما ذكر أدى إلى‬
‫اضطراب و غموض في تعليل المحكمة مما جعله ناقص التعليل الموازي النعدامه‪ ،‬فضال‬
‫عن أنه ال ينتج منه أن المحكمة أبرزت كل العناصر القانونية للجناية موضوع اإلدانة"‪.‬‬

‫مما يؤكد على أن المتابعة بموجب الفصل ‪ 142‬من القانون الجنائي هي األنسب‬
‫لصفة المفوض القضائي‪ ،‬كمهنة حرة ال تناسب صفة الموظف العمومي من جهة‪ ،‬وبالتالي‬
‫لم يكن ألساس الفصل ‪ 140‬من نفس القانون أي ارتكاز قانوني و الذي يوازي انعدام التعليل‬
‫القانوني‪ ،‬لكون جناية التزوير في المحرر الرسمي غير مناسبة لفعل المفوض القضائي‪ ،‬لكن‬
‫يبقى توجه محكمة الموضوع في هذا الجانب في محله بالرغم من نقض القرار النعدام‬

‫‪ _339‬نظ ار لكون أحد المتهمين دركي‪ ،‬و بالتالي تم نقل اختصاص النظر في جناية التزوير إلى المحكمة العسكرية‪ ،‬وهذا‬
‫قبل إصدار القانون ‪ 3...31‬المتعلق بالقضاء العسكري‪ ،‬بمثابة الظهير الشريف رقم ‪ 3.32.3.3‬الصادر في ‪ 33‬صفر‬
‫‪ 3218‬الموافق ل ‪ 3.‬ديسمبر ‪ ،0.32‬و المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 8100‬المؤرخ في ‪ 1‬ربيع األول ‪ 3218‬الموافق‬
‫لفاتح يناير ‪ ، 0.34‬كون المادة الرابعة منه تؤكد على عدم اختصاص المحكمة العسكرية للنظر في جرائم الحق العام‬
‫المرتكبة من قبل العسكريين أو شبه العسكريين سواء كانوا فاعلين أصليين أو مساهمين أو مشاركين‪.‬‬
‫‪ _340‬تم التأكيد على هذه المكنة بموجب المادة ‪ 347‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬حيث تم منح غرف الجنايات صالحية‬
‫تكييف األفعال المحالة عليها و أن تطبق عليها النصوص الجنائية المتالئمة مع نتيجة بحث القضية بالجلسة‪ ،‬و هذا ما‬
‫فيه إال تأكي د على أنها هذه األخيرة ال ترتبط بتكييف الجرائم المحالة عليها من قضاة التحقيق أو من النيابة العامة‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫التعليل بعدم البحث في العناصر التكوينية للفصل ‪ ،142‬و هذا راجع ليس فقط لعدمية صفة‬
‫وفقا لنص القرار المطعون فيه بالنقض‪ ،‬و إنما‬ ‫‪341‬‬
‫الموظف العمومي عن المفوض القضائي‬
‫إلضفاء الصبغة الرسمية على المحرر المنجز من قبل األخير‪.342‬‬

‫لكن تجدر اإلشارة على أن مسودة مشروع القانون الجنائي‪ ،‬تداركت نقص إيراد‬
‫المفوضين القضائيين ضمن التحديد الوارد حص ار بموجب الفصلين ‪ 140‬و ‪ 141‬من القانون‬
‫الجنائي الحالي‪ ،343‬و معه التأكيد بشكل قطعي بموجب القانون على رسمية المحررات‬
‫الصادرة عن المفوض القضائي‪.‬‬

‫و في األخير ال سعنا القول إال أن التأكيد على أن عناصر الركن المادي لجريمة‬
‫تزوير المحرر الرسمي‪ ،344‬الذي يأتيها أحد أشخاص المهن القانونية و القضائية موضوع‬
‫دراستنا‪ ،‬أي كل من المحامي و الموثق و العدل و المفوض القضائي‪ ،‬تتحدد في عناصر‬
‫أساسية تتمثل‪:‬‬

‫شرط الصفة المتحقق لدى هذه المهن القانونية و القضائية‪ ،‬مع األخد بعين‬ ‫‪-3‬‬
‫االعتبار الحصر الوارد في الفصلين ‪ 140‬و ‪ 141‬دون ‪ 142‬من القانون الجنائي؛‬
‫غاية تغيير الحقيقة الواردة في المحرر الرسمي؛‬ ‫‪-0‬‬

‫‪ _ 341‬بالرغم من أن األمر له ما يبرره و ما قد يخالفه في كون المهن القانونية و القضائية تكتسب صفة الموظف العمومي‬
‫بمفهوم القانون الجنائي‪ ،‬األمر الذي سنأتي على تفصي له أثناء الحديث عن المسؤولية الجنائية ألشخاص المهن القانونية و‬
‫القضائية موضوع دراستنا في المطلب الثاني من هذا المبحث‪.‬‬
‫‪ _ 342‬مما عرض القرار الصادر عن المحكمة العسكرية الدائمة للقوات المسلحة الملكية بالرباط للنقض و اإلبطال‪ ،‬و إحالة‬
‫القضية و طالب النقض فيها على نفس المحكمة لتبت فيها من جديد طبقا للقانون في هذه النقطة األساسية و التي ستؤكد‬
‫على رسمية المفوض القضائي و بهيئة أخرى و تحميل الخزينة العامة المصاريف القضائية‪ ،‬وفقا لمنطوق القرار‪.‬‬
‫‪ _343‬مسودة القانون الجنائي رقم ‪ 11114‬المؤرخة بتاريخ ‪ 41‬مارس ‪ ،7114‬لالطالع عليها راجع موقع و ازرة العدل‪:‬‬
‫‪ /https://www.justice.gov.ma‬إطلع عليه بتاريخ‪ 14 :‬يوليو ‪.711.‬‬
‫‪ _ 344‬إدريس الحياني و محمد هنوش‪" ،‬دروس مختصرة في القانون الجنائي الخاص المغربي"‪ ،‬طبعة ‪ ،711.‬مكتبة‬
‫قرطبة‪-‬أكادير‪ ،‬توزيع دار العرفان‪-‬أكادير‪ ،‬ص ‪ 22‬و ما يليها‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫استعمال وسائل معينة تم تحديدها بموجب الفصول ‪ 140‬المحدد للتزوير‬ ‫‪-1‬‬


‫المادي‪ ،‬و‪ 141‬المحدد للتزوير المعنوي‪ ،‬ثم الفصل ‪ 142‬المزاوج بين النوعين معا؛‬
‫تحقق الضرر جراء تغيير حقيقة المحرر الرسمي‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعلق الجزاء المسطري بنظيره الجنائي عند خرق المحامي لمبدأ سرية البحث و التحقيق‬

‫يأتي حديثنا عن خصوصية تطبيق الجزاء الجنائي ضد المحامي في حالة مخالفته‬


‫للقواعد المسطرية‪ ،‬لكون احتمال مواجهة الملزم بكتمان السر المهني ‪-‬أي المحامي‪ -‬عند‬
‫خرقه لمبدأ سرية البحث و التحقيق‪ ،‬متابع بجريمة إفشاء السر المهني‪.345‬‬

‫و سعيا من المشرع المغربي على للتأكيد على أن الحقوق و الحريات تصان بالمساطر‬
‫أكثر من قانون الموضوع‪ ،‬فنجد أن ما له صلة بالجزاء الجنائي اآلتي التنصيص عليه في‬
‫قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬والذي قد يكون موضوع متابعة جنائية ضد المحامي باعتباره أحد‬
‫المهن القانونية و القضائية التي له مهمة المؤازرة و النيابة وتمثيل األطرف في القضايا‬
‫الزجرية في سائر مراحل الخصومة الجنائية سواء في مراحل ما قبل و أثناء وبعد المحاكمة‪،‬‬
‫باعتبارها مهنة حرة ومستقلة وأيضا بكونها جزء من أسرة القضاء‪ ،‬فقد جاء التأكيد على أن‬
‫مرحلة الولوجية إلى المحاماة تتأتى بأداء القسم قبل التقييد في الئحة التمرين و الذي أكدته‬
‫المادة ‪ 30‬من قانون المهنة على الحفاظ على السر المهني‪ ،346‬وأيضا فهذا ما أكده المادة‬

‫‪ _ 345‬إن كتمان السر المهني واجب أخالقي قبل أن يكون واجبا قانونيا‪ ،‬و لذلك تدخل المشرع المغربي لسن قوانين زجرية‬
‫تكفل الضمانات القانونية لحماية األسرار‪ ،‬األمر الذي ينعكس إيجابا في حماية المجتمع برمته أشخاصا ومؤسسات‪.‬‬
‫للتوسع أكثر راجع ‪ :‬المكادي بنعيسى‪ ،‬السر المهني لدى المحامي بين اإلفشاء الممنوع و اإلفشاء المباح‪ ،‬مقالة منشورة‬
‫بمجلة المناظرة تصدر عن هيئة المحامين بوجدة‪ ،‬عدد مزدوج ‪ ،71/1.‬شتنير ‪ ،7112‬ص ‪ 11‬و ما يليها‪.‬‬
‫‪ _346‬حسب المادة ‪ 17‬من القانون ‪ 72112‬المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬و من باب التذكير أن كافة المهن القانونية و القضائية‬
‫المنظمة بموجب القانون‪ ،‬تطلب المشرع المغربي أداء القسم الخاص بكل مهنة على حدى‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للموثقين‬
‫(المادة ‪ 14‬من القانون ‪ ،)4711.‬العدول (المادة ‪ 11‬من القانون ‪ ،)19114‬المفوضين القضائيين(المادة ‪ 11‬من القانون‬

‫‪125‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫‪ 18‬كواجبات ملقاة عليه أساسا‪ ،‬وعليه فال بد منه أن يحترم سرية جميع المساطر المتصلة‬
‫بالقضايا الزجرية‪ ،347‬وأيضا المنع الصريح من نشر أي مستندات أو وثائق أو م ارسالت‪ ،‬و‬
‫في كافة مراحل الخصومة‬ ‫‪348‬‬
‫كذلك الحفاظ على كل المستخرجات المتصلة بموكليه‬
‫الجنائية‪.349‬‬

‫‪ ،)21114‬الخبراء القضائيون (المادة ‪ 12‬من القانون ‪ ،)34111‬التراجمة المقبولين لدى المحاكم(المادة ‪ 73‬من القانون‬
‫‪ ،)41111‬مهنة النساخة (المادة ‪ .‬من القانون ‪( ،)3.111‬المادة ‪ 3‬من المرسوم ‪ 71111324‬الصادر في ‪ 13‬سبتمبر‬
‫‪ 7111‬المتعلق بالنظام األساسي الخاص بكتابة الضبط‪.‬‬
‫‪ _ 347‬تعد السرية إلى جانب التدوينية و الغيابية و الحرية في اإلثبات من الركائز التي يتأسس عليها النظام التنقيبي أو‬
‫التحقيقي باعتباره أحد األنظمة الجنائية‪ ،‬و الذي تحتكر فيه الدولة مهمة القضاء الجنائي باألساس و احتكار الخصومة‬
‫الجنائية‪ ،‬و هو عكس ما تبناه النظام اإلتهامي الذي يقوم على العلنية في جميع إجراءات الخصومة بين أطرافها‪ ،‬أي‬
‫المتضرر من المجني عليه و الجاني‪ ،‬المنحصرة عليهم زاوية الخصومة دون القضاء الذي له سلطة الفصل و تمحيص‬
‫اإلدعاءات ثم اعمال القانون الجنائي في حق من نقصت حججه‪ ،‬وفقا لمسطرة شفاهية و حضورية‪ ،‬و من المآخذ التي‬
‫توجهت لهذا النظام المتعلق بالسرية هو إمكانية إتالف األدلة و إخفاءها نظ ار لعلنية كافة اإلجراءات تجاه الخصوم‪ ،‬ليأتي‬
‫بعد ذلك نظام يزاوج بين النظامين سمي بالمختلط و هو ما تبناه المشرع المغربي بموجب قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬و التي‬
‫يظهر من خالل مرحلتي البحث التمهيدي و التحقيق اإلعدادي (المادة ‪ 14‬من ق‪.‬م‪.‬ج) أن السرية هي المسيطرة على هذه‬
‫المرحلة‪ ،‬مما أكد على سيطرة النظام التنقيبي عليه‪.‬‬
‫للتوسع أكثر راجع‪ :‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 94‬إلى ‪.21‬‬
‫‪ _348‬نص المادة ‪ 49‬من القانون ‪.72112‬‬
‫‪ _349‬و يرى بعض الفقه على أن من شروط التزام المحامي بمبدأ السرية‪ ،‬كونها مشروعة و كذلك تجلب المصلحة للعميل‬
‫أثناء كتمان الواقعة أيضا‪ ،‬إلى جانب أن القانون قد يضفى نطاقا يحصر بموجبه عدد األشخاص المخول لهم اإلطالع على‬
‫ما خفي على العموم‪.‬‬
‫للتوسع راجع‪ :‬مصطفى أحمد عبد الجواد حجازي‪ ،‬التزام المحامي بالحفاظ على أسرار العميل‪-‬دراسة فقهية قضائية مقارنة‬
‫في القانون المصري و الفرنسي‪ ،-‬طبعة ‪ ،7114‬دار النهضة العربية‪-‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫و أيضا ‪ :‬عمر لحجوبي‪ ،‬المسؤولية المدنية للمحامي في التشريع المغربي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪-‬شعبة‬
‫القانون الخاص وحدة التكوين و البحث في القانون المدني‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية مراكش‪،‬‬
‫جامعة القاضي عياض‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،7114/7117‬ص ‪.111‬‬
‫و كذلك ‪ :‬حفيظ الصافي‪ ،‬مسؤولية المحامي الجزء األول المسؤولية المدنية‪ ،‬مطبعة الهداية‪-‬تطوان‪ ،‬طبعة ‪ ،7117‬ص‬
‫‪.99‬‬

‫‪126‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫وقد رتب المشرع المغربي جزاءا جنائيا محاال عليه بموجب قانون المسطرة الجنائية إلى‬
‫مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬و ذلك في حالة مخالفة مبدأ السرية لكل شخص مساهم في‬
‫التحري عن الجريمة و معاينتها‪ ،350‬كما هو الحال الشأن بالنسبة للمحامي باعتباره متدخال‬
‫أساسيا لضمان حق الدفاع‪ ،‬لكن األمر قد يطرح جملة من اإلشكاالت إبان تفعيل هذا الجزاء‬
‫و الذي قد ال ينسجم و منطق تحريك الدعوى العمومية ضد المدافع نفسه (أي المحامي)‪،351‬‬
‫عن من هو في حكم المتابعة الجنائية من قبل النيابة العامة(المتهم) بمنطق المؤازرة‪ ،‬أو‬
‫كذلك النيابة عن الطرف المدني‪.‬‬

‫ل يأتي سبق الحديث عن ما أكده المشرع المغربي بموجب القانون ‪ ،00..3‬بكون‬


‫المساطر الجارية أثناء مرحلتي البحث و التحقيق هي سرية كمبدأ مؤكد بموجب المادة‬
‫‪ ،35234‬وعليه فيتوجب على كل من يساهم في إجراءاتها أن يلتزم بالسر المهني‪ ،353‬ومن‬
‫ضمن هؤالء المحامي و غيرهم من ضباط الشرطة القضائية بأصنافهم‪ ،354‬و كل من كتاب‬
‫الضبط و الخبراء القضائيين و الصحافيون و كل شخص قد يقدم مساهمة في هاتين‬
‫المرحلتين الحساستين‪.‬‬

‫‪ _350‬وفقا لعنونة الكتاب األول من قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬


‫‪ _ 351‬إن ما دفعنا إلى إدراج ما أكده المشرع المغربي بموجب قانون المسطرة الجنائية كجزاء جنائي عند اإلخالل بقواعد‬
‫المسطرة الجن ائية و مبادئها‪ ،‬يرجع أوال إلى خصوصية المقتضيات الزجرية الواردة في هذا القانون المنحصرة على مهنة‬
‫المحاماة لوحدها التي لها صالحية الترافع عن طريق النيابة و المؤازرة و تمثيل األطراف أمام القضاء الجنائي‪ ،‬و أيضا‬
‫لالرتباط بمضمون الدراسة المتعلق بالجانب الزجري المنظم ألسس المتابعة ضد هذه المهن‪ ،‬بالرغم من أن األمر يبقى‬
‫منحص ار على مهنة الدفاع لوحدها دون المهن األخرى موضوع دراستنا‪.‬‬
‫‪ _ 352‬أكد قضاء محكمة النقض أن كل نشر لمعطيات شخصية من قبل من هو ملزم بكتمان السر المهني في وسائل‬
‫اإلعالم أثناء مرحلة البحث أو التحقيق يعد إدانة سابقة ألوانها و خرقا للمادة ‪ 14‬من قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬
‫قرار لمحكمة النقض المؤرخ في ‪ 17/11/1.‬تحت عدد ‪ 79/1‬في الملف الجنائي عدد ‪ ،1397./17‬منشور لدى‪ :‬محمد‬
‫بلفقير‪ ،‬قانون المسطرة الجنائية و العمل القضائي‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬لسنة ‪ ،7112‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪،‬‬
‫ص ‪.21‬‬
‫‪ _353‬وفقا للمؤكد بموجب المادة ‪ 14‬منق‪.‬م‪.‬ج فقرتها األولى التي جاء فيها ‪ " :‬تكون المسطرة التي تجري أثناء البحث و‬
‫التحقيق سرية ‪" ..‬‬
‫‪ _354‬المادة ‪ 12‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫و من المعلوم أن المشرع المغربي رتب جزاءات صريح ذات طبيعة مسطرية في هذا‬
‫القانون‪ ،‬والتي تختلف حسب نوع هذه اإلجراءات وطبيعتها وأيضا آثارها القانونية‪ ،‬حيث‬
‫وجزاء عدم‬ ‫‪356‬‬
‫عمل الفقه الجنائي‪355‬إلى تقسيمها ألربع جزاءا تتمثل في ‪ :‬جزاء البطالن‬
‫القبول‪357‬و جزاء السقوط‪358‬و جزاء االنعدام‪ ،359‬و أما جهة أخرى تتصل بدراستنا فقد أوجد‬
‫المشرع المغربي كذلك جزاءات ذات طبيعة موضوعية يمكن ترتيبها عند خرق القواعد‬
‫المسطرية‪ ،‬و التي قد تتخذ شكل الجزاء الجنائي أو المدني أو اإلداري‪،360‬كما هو الحال‬
‫بالنسبة لخرق مبدأ السرية من كل المتدخلين في مرحلتي البحث و التحقيق‪ ،‬وعاقب على كل‬
‫من يخالفه بعقوبة حبسية من شهر إلى ستة أشهر وغرامة من ألف ومائتين إلى عشرين ألف‬

‫‪ _ 355‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬شروح في القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية‪-‬الجزء األول‪ ،-‬الطبعة السابعة‪ ،‬لسنة‬
‫‪ ،7112‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪ ،‬ص ‪.3.‬‬
‫‪ _ 356‬يعتبر البطالن أهم إجراء إجرائي رتبه المشرع المغربي في حاالت خرق القواعد المسطرية الجنائية‪ ،‬و ذلك تخلف‬
‫شروط قانونية أوجبها القانون لصحته‪ ،‬و قد خص ‪ 43‬مادة به في هذا القانون‪.‬‬
‫للتوسع راجع‪ :‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪ 3.‬و ‪.44‬‬
‫‪ _ 357‬بالنسبة لجزاء عدم القبول فهو نتاج غياب الشروط المستقلة عن الشروط التي أوجب القانون تحققها قبل اإلجراء نفسه‬
‫بالرغم من صحته‪ ،‬و هو ما يترتب توقف األثر إلى حين استيفاء شروط صحة اإلجراء و المفروضة إلتخاذه‪ .‬كما هو‬
‫الحال بالنسبة لقيود تحريك الدعوى العمومية‪ ،‬مثاله قيد الشكاية في جرائم الشكايات ‪ :‬الفصول (‪3.1‬‬
‫‪ 432/477/444/321/32./‬ق‪.‬ج و الفصلين ‪ 412/419‬من مدونة التجارة)‪.‬‬
‫عبد الواحد العلمي‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ 91 ،‬و ما يليها‬
‫أحمد قيلش و آخرون‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة الجنائية م‪،‬س‪ ،‬ص ‪ 14.‬و ‪.191‬‬
‫‪ _ 358‬يتأسس السقوط كجزاء مسطري على الحرمان من مباشرة حق إجرائي معين‪ ،‬نظ ار لغياب الشروط و الضوابط المتطلبة‬
‫قانونا لمباشرته بالرغم من خلوه من أي عيب مسطري‪ ،‬و من األمثلة المقربة سقوط الحق في ممارسة الطعون لفوات األجل‬
‫الكامل المحدد لتقديمه‪.‬‬
‫للتوسع راجع‪ :‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬نفس لمرجعه الوارد سابقا‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ _ 359‬يقصد باالنعدام هو كل إجراء تأسس على عيب جسيم لحقه‪ ،‬و الذي يترتب عليه عدم الوجود الفتقاده ألحد عناصره‬
‫األساسية و المنزل منزلة عدم األخذ به و الغير المعترف به و لن يكون من المجدي عرضه على القضاء لتأكيد هذا‬
‫االنعدام‪ ،‬و مثاله إصدار قضاء الحكم لمقرر باإلدانة أو البراءة بالرغم من وفاة المتهم‪.‬‬
‫عبد الواحد العلمي‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ _360‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬نفس المرجع أعاله‪ ،‬ص ‪ 93‬و ما يليها‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫لكل مؤتمن على األسرار كالمحامي‪ ،‬و هذا‬ ‫‪361‬‬


‫وفقا لنص الفصل ‪ 228‬من القانون الجنائي‬
‫راجع لكون هذا الجزاء لم يستثن فئات معينة من حيث التطبيق‪ ،‬و أن المهن اآلتي ذكرها في‬
‫هذا الفصل جاءت على سبيل المثال ال الحصر من حيث التطبيق‪ ،‬وفقا لما أكدته محكمة‬
‫النقض في إحدى ق ارراتها الموضحة لهذا األمر‪ ،362‬و هو ما ال يدع أي مجال للشك أن‬
‫فرضية خرق مبدأ السرية من قبل المحامي الملزم بكتمان السر المهني أساسا تبقى واردة‪.‬‬

‫بالرغم من أن المشرع المغربي لم يوجب حق االستعانة بالمحامي أثناء مراحل البحث‬


‫والتحري كنطاق أول لحضوره‪ ،363‬سواء أثناء وضع المشتبه فيه في الحراسة النظرية أو أثناء‬
‫استنطاق المتهم أمام النيابة العامة كذلك‪ ،‬ومكنه فقط من تقديم مالحظات كتابية أو وثائق‬
‫سواء للشرطة القضائية أو للنيابة العامة قصد إضافتها للمحضر مقابل إشهاد في حالة‬
‫االستعانة به‪ ،364‬و بالتالي فالقول أن إمكانية إفشاء هذا األخير للسرية األبحاث في جميع‬
‫محصور في‬
‫ا‬ ‫القضايا غير واردة لعدم إلزامية االستعانة به في هذه المرحلة‪ ،‬ويبقى األمر‬
‫حالة االستعانة به من طرف المتابع كنطاق أول لحضور الدفاع‪ ،‬لكن متابعة المحامي‬
‫الخارق لمبدأ السرية قد تتحقق في حالة بوحه للغير بكل ما له صله بمرحلة البحث و التحري‬
‫للصحافة مثال أو لكل شخص من األغيار‪.‬‬

‫‪ _361‬نصت الفقرة األولى من الفصل ‪ 339‬من ق‪.‬ج‪ .. " : .‬و كل شخص يعتبر من األمناء على األسرار‪ ،‬بحكم مهنته‬
‫أو وظيفته‪ ،‬الدائمة أو المؤقتة‪ ،‬إذا أفشى س ار أودع لديه‪ ،‬و ذلك في غير األحوال التي يجيز فيها القانون أو يوجب عليه‬
‫التبليغ عنه‪ ،‬يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر و غرامة من ألف و مائتين إلى عشرين ألف‪".. .‬‬
‫‪ _362‬قرار صادر عن المجلس األعلى ‪-‬محكمة النقض حاليا‪ -‬المؤرخ في ‪ 7112/12/7.‬تحت عدد ‪ 214/1‬في الملف‬
‫رقم ‪ ،13442/12‬المنشور ‪ :‬محمد بلفقير‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.729‬‬
‫‪ _ 363‬و في ذلك أيضا ذهبت أغلب التشريعات العربية و من بينها المشرع السعودي فيما اتصل بدور المحامي في الدعاوى‬
‫الجنائية‪ ،‬في نظام اإلجراءات الجنائية‪.‬‬
‫للتوسع راجع‪ :‬سليمان بن عبد العزيز الغزي‪ ،‬المركز القانوني للمحامي في النظام السعودي‪-‬دراسة تأصيلية مقارنة‬
‫تطبيقية‪ ،-‬أطروحة مقدمة استكماال لمتطلبات الحصول على درجة دكتوراه الفلسفة في العلوم األمنية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪-‬‬
‫قسم العدالة الجنائية‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪-‬الرياض‪ ،‬لسنة ‪ ،7112‬ص ‪.773‬‬
‫‪ _364‬المادتين ‪ 99‬و ‪ 21‬منق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬المؤكدة على مكنة تمتيع المشتبه من ضمانة االتصال بمحاميه أثناء الوضع في‬
‫الحراسة النظرية من طرف ضابط الشرطة القضائية العادي‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫لكن األمر يختلف بالنسبة لمرحلة التحقيق اإلعدادي‪ ،365‬حيث أن المركز القانوني‬
‫للمحامي تقوى شيئا ما‪ ،‬و ذلك لما أكده المشرع المغربي على وجوب استحضار عديد‬
‫الضمانات القانونية المتصلة بحق الدفاع في حالة استعانة المتهم أو الطرف المدني‬
‫بمحاميهما‪ ،366‬بالرغم من عدم إلزامية حضور هذا األخير قانونا‪ ،367‬و الذي نجد فيه تشابها‬
‫مع النطاق السابق الذكر المتعلق بالبحث التمهيدي في هذه النقطة‪.‬‬

‫‪ _365‬أقر المشرع المغربي عند افتتاحه للقسم الثالث من الكتاب األول من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬في الباب األول منه‬
‫المعنون باألحكام العامة‪ ،‬على أن التحقيق يتأرجح بين اإللزامية و االختيارية‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 24‬منه أن اإللزامية‬
‫محددة في الجنايات المعاقبة عليها باإلعدام و السجن المؤبد و أيضا المحددة أمد الجناية في ‪ 41‬سنة كحد أقصى لحدي‬
‫العقوبة‪ ،‬و في جنايات األحداث‪ ،‬و في الجنح بنص خاص بالرغم من عدم وجودها‪ ،‬لكون آخر مقتضى خاص ينص على‬
‫إلزامية التحقيق في الجنح هو نص المادة ‪ 142‬من القانون ‪ 47114‬المتعلق بمدونة السير المنشور بالجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 4273‬بتاريخ ‪ 74‬مارس ‪ ،7111‬ص ‪ ،7192‬و ذلك في حوادث السير المميتة‪ ،‬والذي عدل بموجب القانون ‪119113‬‬
‫المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،93.1‬بتاريخ ‪ 11‬غشت ‪ ،7119‬ص ‪ ،4294‬و معه لم تعد اإللزامية في التحقيق في‬
‫الجنح بأي نص خاص‪.‬‬
‫أما في نطاق االختيارية في التحقيق فإن نص المادة ‪ 24‬دائما من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬يكون فيما عدا ذلك من الجنايات و في جنح‬
‫األحداث و في الجنح التي يصل الحد األقصى للعقوبة المقررة ‪ 4‬سنوات أو أكثر‪.‬‬
‫و في كال الحالتين فالتحقيق يتوقف على ملتمس النيابة العامة وفقا للمادة ‪ 23‬من نفس القانون‪ ،‬حتى في الشكاية المباشرة‬
‫وفقا للمادة ‪..4‬‬
‫‪ _ 366‬إن تقوية المركز القانوني لحضور المحامي في مرحلة التحقيق اإلعدادي بدرجة أكثر من مرحلة البحث والتحري أما‬
‫الضابطة القضائية و النيابة العامة‪ ،‬راجع أيضا لكون غاية المشرع حين تتابع مراحل الدعوى العمومية‪ ،‬قد ألزم حضور‬
‫المحامي في حاالت محددة عند اإلحالة على قضاء الحكم الذي يتصف بعلنية الجلسات كمبدأ معاكس لمراحل ما قبل‬
‫المحاكمة‪ ،‬و قد أكدت المادة ‪ 419‬من ق‪.‬م‪.‬ج أن مؤازرة المحامي تكون إلزامية في الجنايات أمام غرفة الجنايات‪ ،‬وأيضا‬
‫في جنح محددة هي ‪ :‬جنح األحداث و جنح المتهمين المصابون بعاهات قد تخل بحقوق الدفاع و كذلك في حاالت الصم‬
‫أو البكم أو العمى‪ ،‬و في األحوال التي يكون فيها المتهم معرضا لإلبعاد‪ ،‬و أيضا حالة الفقرة ‪ 3‬من المادة ‪ 417‬من نفس‬
‫القانون المتعلقة بحالة تدهور الحالة الصحية للمتهم لدرجة ل تسمح له بالحضور ليوم الجلسة‪ ،‬و تاله وجود أسباب خطيرة‬
‫ال تسمح بتأجيل القضي ة فإن المؤازرة تكون إلزامية عند ارتكاب هذا المتهم لجنحة‪ ،‬و عليه فإن حضور المحامي يكون‬
‫إلزاميا للجلسة التنقلية التي يستنطق فيه األخير من قبل قاض تعينه المحكمة يساعده كاتب الضبط بمقتضى مقرر معلل‪.‬‬
‫إلى درجة أن حاالت اإللزامية تؤكد أنه يتعين على رئيس الجلسة في حالة تخلف محامي المتهم عن حضور المناقشات أو‬
‫رفض القيام بمهمته أو وضع حدا لها‪ ،‬و كذلك في حالة عدم تعيينه‪ ،‬أن يعينه له‪.‬‬
‫أما حاالت االختيارية في تنصيب الدفاع فتكون فيما دون ذلك في سائر مراحل المسطرة‪ ،‬حيث يحق للمتهم أن يتصل‬
‫بمحاميه‪ ،‬و أيضا لدفاعه حق االطالع عل ى الملف و الحصول على نسخ من وثائق الملف على نفقته‪ ،‬و هذا راجع لعلنية‬
‫الجلسات‪ ،‬عكس السرية المتصلة بالتحقيق‪ ،‬حيث لم توضح المادة ‪ 14.‬في الفقرتين ‪ 4‬و ‪ 3‬إمكانية تصوير وثائق ملف‬

‫‪130‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫التحقيق‪ ،‬مما طرح إشكاال عمليا بشأن سرية ملف التحقيق ضد المحامي‪ ،‬الذي سبق لنا معالجته و تناوله في إحدى‬
‫الهوامش السابقة ضمن نفس هذه الفقرة‪.‬‬

‫‪ _367‬حيث أكدت المادة ‪ 143‬من ق‪.‬م‪.‬ج على حضور المحامي عند استنطاق قاضي التحقيق للمتهم و في عند مواجهته‬
‫مع الغير‪ ،‬و هذا عند قيام األخير بإشعار المتهم بحقه في اختيار محامي محدد‪ ،‬أو يعينه هو بناءا على طلبه‪ ،‬مما يتأكد‬
‫أن إلزامية تنصيب المحامي غير واردة‪ ،‬و في حالة تعيينه أو حضوره فيحق له حضور االستنطاق األولي و التفصيلي‪ ،‬و‬
‫هو ما أكده قضاء محكمة النقض في أحد ق ارراته الرائدة‪ ،‬بخصوص ضرورة إشعار قاضي التحقيق المتهم بالضمانات‬
‫القانونية المؤكدة وفقا لنص المادة‪ ،‬و من بينها إشعاره بحقه في اختيار محام أو يعينه هو بناءا على طلب المتهم‪ ،‬و ذلك‬
‫تحت طائلة بطالن أإلجراء و اإلجراءات الموالية‪.‬‬
‫قرار صادر عن المجلس األعلى‪-‬محكمة النقض حاليا‪ -‬بتاريخ ‪ 24/4/19‬عدد ‪ 3344‬في الملف عدد ‪ ،29219‬منشور‪:‬‬
‫محمد بلفقير‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫مع ما تم تأكيده أيضا من وجوبية نصية لنفس المادة على قاضي التحقيق باالستجابة لطلب المحامي الرامي إلى إخضاع‬
‫المتهم السابق وضعه رهن تدابير الحراسة النظرية لفحص طبي‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمنع قاضي التحقيق اتصال المتهم مع الغير الوارد في المادة ‪ 149‬لمدة ‪ 11‬أيام‪ ،‬فهو ال يسري على المحامي‬
‫كقيد خاص‪ ،‬و إنما تبقى حرية االتصال هي األصل و في جميع الجرائم بدون استثناء‪.‬‬
‫ليتأكد كذلك لنا بموجب المادة ‪ 14.‬من نفيس القانون أنه عند تعيين تمتيع المتهم بضمانة حضور المحامي معه‪ ،‬فال‬
‫يجوز استنطاقه إال بحضوره و استدعائه بيومين على األقل لتاريخ جلسة التحقيق‪ ،‬ما لم يتم إشعار المحامي بتاريخها في‬
‫الجلسة السابقة و بعد إثبات األمر في محضر الجلسة‪ ،‬و قد أكد قرار آخر لمحكمة النقض على ضرورة احترام آجل‬
‫االستدعاء تحت طائلة بطالن هذا اإلجراء و ما يليه من إجراءات‪.‬‬
‫قرار صادر عن المجلس األعلى‪-‬محكمة النقض حاليا‪ -‬المؤرخ في ‪ 21/17/73‬تحت عدد ‪ ،124‬المنشور ‪ :‬محمد بلفقير‪،‬‬
‫م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫كما ال يجوز مواجهة المتهم و الطرف المدني إال عند حضور دفاعهما ما لم يتنازال عنه‪ ،‬و كذلك أوجبت نفس المادة على‬
‫وضع ملف القضية رهن إشارة محامي المتهم و محامي الطرف المدني‪ ،‬قبل كل استنطاق أو استماع بيوم واحد على‬
‫األقل‪ ،‬لكن اإلشكال المثار هو أحقية المحامي من تصوير وثائق ملف التحقيق‪ ،‬حيث أكد قضاء المجلس األعلى‪-‬محكمة‬
‫النقض حاليا‪ -‬على أن القانون سمح لألطراف أو دفاعهم حق اإلطالع على ملف القضية و ليس تصوير وثائقه‪ ،‬قرار‬
‫صادر بتاريخ ‪ 11/12/12‬تحت عدد ‪ 41212‬في الملف الجنحي عدد ‪ ،129942‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى‬
‫عدد ‪ 92‬ص ‪ 444‬و ما يليها‪ ،‬و أيضا لدى ‪ :‬محمد بلفقير‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫لكن ما جرى به عمليا أن ما يسمح بتصويره من طرف قضاة التحقيق بالمملكة لفائدة المحامين هو محاضر الضابطة‬
‫القضائية‪ ،‬دون ما يصاحب عمليات التحقيق اإلعدادي إلى حين إصدار األمر بانتهاء التحقيق‪ ،‬و هنا يطرح إشكال كون‬
‫الدفاع طرفا في كافة إجراءات البحث و التحقيق‪ ،‬حين االستعانة به‪ ،‬و بالتالي ال يمكن مواجهته بسرية وثائق التحقيق‬
‫واجراءاته‪ ،‬مما يقتضي معه األمر منح هامش أكبر للتعاون بين مكونات العدالة‪ ،‬حيث أن المادة ‪ 1‬من قانون المهنة تؤكد‬
‫على اعتبار المحامي جزءا من أسرة القضاء‪.‬‬
‫لكن األمر كل ما منحه المشرع المغري من ضمانات متصلة بحق الدفاع للمتهم أو الطرف المدني يتوقف على نص المادة‬
‫‪ 131‬التي أكدت بأداة النفي‪ ،‬أنه ال يمكن للمحامي أن يتناول الكلمة إال بإذن من قاضي التحقيق و فقط لتوجيه األسئلة في‬

‫‪131‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫ليطرح التساؤل حول مواجهة قاضي التحقيق لمحامي المتهم أو الطرف المدني بمبدأ‬
‫سرية التحقيق و حرمانه من الحضور لجلسات التحقيق‪ ،‬و هل منح المشرع المغربي لقاضي‬
‫التحقيق هذه الصالحية أم قيدها‪ ،‬و ما هو الجزاء الذي قد يترتب عن ذلك ؟‬

‫ليأتي الجواب على أن المحامي ملزم بكتمان السر المهني وفقا لقانون المهنة‪ ،368‬وقد‬
‫رتب المشرع جزاءا جنائيا عند مخالفة األخير له كما سبقت اإلشارة‪ ،‬و أيضا لكونه ضمانة‬
‫و أيضا بموجب قانون المسطرة‬ ‫‪369‬‬
‫قانونية من ضمانات المحاكمة العادلة المؤكدة دستوريا‬
‫الجنائية خصوصا مرحلة التحقيق اإلعدادي‪ ،‬وخير ما نستند عليه ما أكده قضاء الموضوع‬
‫حيث نص القرار الصادر عن الغرفة اإلستعجالية بمحكمة االستئناف بالرباط في الملف عدد‬
‫‪ 1/0../83‬بتاريخ ‪ ،0.../.3/02‬أن المشرع المغربي جعل سرية التحقيق جزءا من السر‬
‫المهني‪ ،‬و هو األمر الذي يمتد إلى كل ما سمعه المحامي أو أقره أو شاهده أو عاينه خالل‬
‫مزاولته لمهنته‪.370‬‬

‫سائر مراحل اإلستنطاق أو االستماع أو المواجهة‪ ،‬و إن رفض األخير ذلك فما للدفاع فيسجل بحضر التحقيق أو يرفق‬
‫نص تساؤالته لهذا المحضر‪ ،‬لتضح مدى محدودية دور الدفاع في مرحلة التحقيق بشكل ال يدع أي مجال للشك في تبني‬
‫هذا التوجه من طرفنا‪.‬‬
‫‪ _368‬إن اإللتزام بالسرية واجب تفرضه اإللتزامات األخالقية و أعرافها الملقاة على الكل المنتسبين للمهنة المحاماة‪ ،‬وذلك‬
‫ألن أصول المهنة و تقاليدها تحتم على المحامي عدم خيانة ثقة موكليه من خالل الحفاظ على كافة المعامالت والوثائق‬
‫التي يتوصل بها لغاية توضيح مالبسات القضايا التي ينوب فيها أو يؤازر‪.‬‬
‫للتوسع راجع‪ :‬نور الدين الناصري‪ ،‬اإللتزام بالسر المهني ( األطباء‪ ،‬المحامون‪ ،‬الموظفون‪ ،‬العموميون) مقالة منشورة بمجلة‬
‫الملف‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪ ،7114‬ص ‪.117‬‬
‫و أيضا‪ :‬الحسين صبير‪ ،‬المسؤولية المدنية للمحامي‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية أكادير‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم الماستر في القانون المدني المعمق‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،7112/7119‬ص ‪.97‬‬
‫‪ _369‬وفقا للفصل ‪ 171‬الذي أكد في فقرته الثانية أن ‪ .. " :‬حقوق الدفاع مضمونة أمام جميع المحاكم"‪.‬‬
‫‪ _370‬قرار عدد ‪ 44‬صادر عن الغرفة اإلستعجالية بمحكمة االستئناف بالرباط‪ ،‬بتاريخ ‪ 7112/12/73‬في الملف عدد‬
‫‪ ،4/711/92‬المنشور‪ :‬نور الدين التائبو‪ ،‬قانون مهنة المحاماة و العمل القضائي على ضوء التعديالت الجديدة‪ ،‬م‪.‬س‪،‬‬
‫ص‪.99‬‬

‫‪132‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫فقد أكد أن األمر الصادر عن قاضي التحقيق‬ ‫‪371‬‬


‫أما من جانب قضاء محكمة النقض‬
‫بحرمان محامي الطرف المدني من حضور استنطاق المتهم بناء على المواد ‪ 34‬و ‪ 311‬و‬
‫‪ ،32.‬يكون قد أساء تطبيق قاعدة سرية التحقيق و معه خرق إجراء جوهري في المسطرة‬
‫وأخل بحقوق الدفاع و لم يبن على أساس صحيح في القانون‪.‬‬

‫أما من جهة الجزاء المترتب في حالة استبعاد دفاع المتهم أو الطرف المدني من‬
‫جلسات التحقيق‪ ،‬يبقى منافيا لما أكدته المادة ‪ 32.‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬بالرغم من‬
‫عدم وضوحية هذه المادة‪ ،‬حيث تصدت محكمة النقض لقرار صادر عن الغرفة الجنحية‬
‫القاضي بتأييد قرار قاضي التحقيق بعدم جواز حضور محامي المطالبة بالحق المدني‬
‫لجلسات استنطاق المتهمين تفصيليا‪ ،‬و أن األمر يخالف نص المادة السالفة الذكر‪ ،‬مما‬
‫يستتبع معه بطالن محاضر تلك اإلستنطاقات المنجزة في غياب دفاعها‪.372‬‬

‫و هذا ما فيه إال تأكيد على أن ما سبق لنا تناوله بخصوص الجزاء الجنائي المحتمل‬
‫تطبيقه على المحامي عند مخالفة لمبدأ السرية‪ ،‬قد راعى بخصوصه المشرع المغربي‬
‫من جهة‪ ،‬و كذلك باعتبار المحامي ضمانة قانونية للدفاع وما‬ ‫‪373‬‬
‫استحضار حصانة الدفاع‬
‫له من دور في هذا الجانب من جهة أخرى‪ ،‬و معه قد ال يحتمل تطبيق الجزاء الجنائي عليه‬
‫لوجود جزاء مسطري سابق باألساس‪ ،‬إال في حالة اإلخالل الخطير الذي قد يشكله إفشاء‬
‫المحامي لسرية مرحلتي البحث و التحقيق معا‪ ،‬و أن حصر حالة إفشاء سر اإلجراءات‬

‫‪ _371‬قرار صادر عن المجلس األعلى‪-‬محكمة النقض حاليا‪ -‬بتاريخ ‪ 74/4/14‬تحت عدد ‪ 4443‬في الملف عدد‬
‫‪ ،11412/13‬المنشور ‪ :‬محمد بلفقير‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪ _372‬قرار صادر عن المجلس األعلى‪-‬محكمة النقض حاليا‪ -‬بتاريخ ‪ 1./7/74‬تحت عدد ‪ 17/717‬في الملف عدد‬
‫‪ ،2.17/19‬و المنشور عند ‪ :‬محمد بلفقير‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪ _373‬المادة ‪ 42‬من القانون المنظم للمحاماة‪ ،‬التي سنأتي على دراستها عند الحديث عن جرائم الجلسات في الحقا‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫المسطرية تكون عند إفشاء األسرار لكل شخص ال صلة له بعمل البحث والتحقيق على وجه‬
‫التحديد‪.374‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طبيعة المسؤولية الجنائية المهنية لممارسي المهن‬


‫القانونية والقضائية‬

‫إن فكرة المسؤولية الجنائية من المنطلق العام‪ ،‬تجد ارتباطها الوثيق بالعقوبة أو الجزاء‬
‫الجنائي حسب رأي بعض الفقه‪ ،375‬حيث أن هذا األخير هو بمثابة األثر القانوني المترتب‬
‫عن ارتكاب الجريمة‪ ،‬و معه يتأتى تحمل الفاعل للجزاء المفروض بنصية القاعدة القانونية‬
‫آخر أكد على أنه ال مجال لربط فكرتي‬ ‫‪376‬‬
‫الجنائية بشكل متالزم و مؤكد‪ ،‬إال توجها فقهيا‬
‫المسؤولية الجنائية و العقاب‪ ، ،‬وهذا راجع لالختالف الجوهري الظاهر بشكل جلي بين‬
‫النظامين‪ ،377‬حيث يأتي االختالف بين المسؤولية الجنائية و الجزاء الجنائي حسب هذا‬
‫التوجه الفقهي‪ ،‬أن جوهر األولى تقوم على تأثيم إرادة الفاعل الذي اختار عن حرية إتيان‬

‫‪ _ 374‬كما تجدر اإلشارة إلى أن األنظمة الداخلية لهيئات المحامين بالمغرب قد أكدت كذلك على التزام المحامي بسرية‬
‫التحقيق الجنائي و أن ال يفشي أي معلومة ذات اتصال باألمر‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 33‬من النظام الداخلي لهيئة المحامين لدى‬
‫محكمتي االستئناف بأكادير و العيون‪ ،‬و المادة ‪ 4.‬من النظام الداخلي لهيئة المحامين بمراكش‪.‬‬
‫محمد بلهاشمي التسولي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪ _375‬كل من الفقهاء ‪" :‬استيفاني" و "شاركورودسكي" و "يافيج"‪.‬‬
‫للتوسع أكثر راجع‪ :‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬القسم العام‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.474‬‬
‫‪ _ 376‬لم يأتي التذكير برواد االتجاه الفقهي الثاني‪ ،‬راجع‪ :‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬القسم العام‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.473‬‬
‫‪_377‬بالرغم من إق ارره‪-‬التوجه الفقهي الثاني‪ -‬لما جاء به االتجاه الفقهي األول‪ ،‬كون أن ارتكاب الجريمة هو شرط لقيام‬
‫مساءلة الفاعل جنائيا و توقيع العقاب‪ ،‬و أن المسؤولية و الجزاء لهما نفس الغاية لمنع الجريمة و فرض احترام القانون‬
‫واالنضباط داخل المجتمع‪.‬‬
‫عبد الواحد العلمي‪ ،‬القسم العام‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.473‬‬

‫‪134‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫سلوك منع المشرع إتيانه‪ ،‬عكس جوهر الجزاء الجنائي‪-‬العقوبة‪ -‬الذي هو ليس إال مجرد‬
‫إجراء أو تدبير قهري مفروض تقوم المحكمة بتوقيعه في حق الفاعل‪،‬‬

‫لكن هذا االختالف بين التوجهين قد ال يجد صداه لكون المحكمة قد تقضي بالمساءلة‬
‫الجنائية لكن دون تطبيق للجزاء تطبق الجزاء‪.‬‬

‫أما من جهة المشرع المغربي فنجد أن له رؤية مؤيدة للتوجه الفقهي الثاني دون‬
‫ا ألول‪ ،‬حيث أكد على التمييز بين المسؤولية الجنائية و العقوبة‪ ،‬و قد جاء التأكيد الصريح‬
‫عند إق ارره لألعذار القانونية المعفية كليا أو جزئيا‪ ،378‬و كذلك بتأكيد ضمني من حيث‬
‫التنظيم القانوني عن طريق الفصل بين نظام المسؤولية الجنائية من الفصول ‪ 310‬إلى‬
‫‪ ،32.‬وبين نظام العقوبة من الفصول ‪ 32‬إلى ‪ 8.‬من القانون الجنائي‪.‬‬

‫لكن األمر قد ال يجد اختالفا أثناء الحديث عن المسؤولية الجنائية المهنية‪ ،‬التي يمكن‬
‫تعريفها أنها‪ " :‬االلتزام القانوني الذي يحتوي على تحمل الممارس المهني للعقاب نتيجة إتيانه‬
‫لعمل أو امتناع يشكل جريمة وقت ممارسته الفعلية بموجب النصوص الجنائية المجرمة لهذا‬
‫الفعل و المتعددة المصادر"‪ ،379‬و عليه فإن محاولة البحث عن خصوصية‪ ،‬و طبيعة‬
‫وهل عمل المشرع الجنائي المغربي أثناء وضعه لإلطار‬ ‫المسؤولية الجنائية للمهنيين‪،‬‬
‫الجنائي الذي بموجبه تثار المسؤولية الجنائية لكل من المحامي و المفوض القضائي والعدل‬
‫و الموثق‪ ،‬على إفراد خصوصية ذات طبيعة موضوعية‪ ،‬أمام تنوع مصادر القاعدة الجنائية‬
‫المجرمة للسلوكيات الخارجة عن قواعد الضبط االجتماعي من قبل أشخاص المهن القانونية‬

‫‪ _378‬حسب الفصول من ‪ 134‬إلى ‪ 134‬من ق‪.‬ج‪ ،‬و عرف الفصل ‪ 134‬األعذار القانونية بقوله ‪ " :‬األعذار هي حاالت‬
‫محددة في القانون على سبيل الحصر‪ ،‬يترتب عليها‪ ،‬مع ثبوت الجريمة و قيام المسؤولية‪ ،‬أن يتمتع المجرم إما بعدم‬
‫العقاب‪ ،‬إذا كانت أعذا ار معفية‪ ،‬و إما بتخفيض العقوبة‪‘ ،‬ذا كانت أعذا ار مخفضة"‪.‬‬
‫‪ _ 379‬نبيل فرحان حسين الشنطاوي‪ ،‬المسؤولية القانونية الناتجة عن ممارسة المهن الحرة –دراسة مقارنة‪ ،-‬أطروحة لنيل‬
‫درجة الدكتوراه في الحقوق وحدة قانون األعمال شعبة القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‬
‫الدار البيضاء‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪-‬عين الشق‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،7113/7114‬ص ‪.497‬‬

‫‪135‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫التي تشهد بطئا‬ ‫‪380‬‬


‫و القضائية‪ ،‬أم أن األمر خاضع لجمود القاعدة القانونية الجنائية العامة‬
‫في التحيين و التغيير و التتميم؟‬

‫إن محاولة البحث عن مكامن خصوصية التنظيم القانوني المتصل بإثارة المسؤولية‬
‫الجنائية ألشخاص المهن القانونية و القضائية موضع دراستنا‪ ،‬يقتضي العمل على تسليط‬
‫الضوء على بعض النقط األساسية التي تهم غاية بحثنا‪ ،‬دون ما قد يتصل بالمبادئ العامة‬
‫األخرى المتصلة بالمسؤولية الجنائية كما هو الحال بالنسبة لعوارض األهلية كأحكام تنصرف‬
‫للمجرم‪ ،‬و ما اتصل بتفريد العقوبة و ما يؤثر فيها‪ ،‬حيث سنقف في (الفقرة األولى)‪ ،‬على‬
‫الحديث عن‬

‫الفقرة األولى‪ :‬شروط تحقق المسؤولية الجنائية المهنية‬

‫حدد المشرع المغربي شروطا عامة متعلقة بإثارة المسؤولية الجنائية‪ ،‬و كذلك أكد على‬
‫ضرورة انتفاء موانع المسؤولية الجنائية‪ ،‬و التي تتجلى في توافر اإلدراك و التمييز حسب‬
‫الفصل ‪ 310‬من القانون الجنائي من جهة‪ ،‬و يقصد باإلدراك توافر الشخص على ملكة‬
‫العقل التي تؤهله و تجعله قاد ار على العلم بأفعاله و معه يستطيع اإلحاطة باألمور وأحداثها‬
‫ليستطيع التمييز بينها و العلم بعواقبها و تقدير نتائجها‪ ،381‬أما المقصود بالتمييز فهو القدرة‬
‫فهم ماهية الفعل و طبيعته و معه توقع آثاره‪ ،‬ليصبح الشخص البالغ بذلك آهال للمساءلة‬
‫الجنائية حسب الفصل ‪ 32.‬من نفس القانون‪.382‬‬

‫‪ _380‬قصدنا ظهير مجموعة القانون الجنائي ل ‪ 79‬نونبر ‪.1.97‬‬


‫‪ _ 381‬محمد بويلحن‪ ،‬المسؤولية التأديبية و الجنائية للموثق في التشريع المغربي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬ماستر قوانين التجارة و األعمال‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية وجدة‪ ،‬جامعة محمد األول‪،‬‬
‫الموسم الجامعي ‪ ،7114/7117‬ص ‪.23‬‬
‫‪ _382‬نص الفصل ‪ 131‬من ق‪.‬ج على أنه ‪ " :‬يعتبر كامل المسؤولية الجنائية كل شخص بلغ سن الرشد بإتمام ثمان عشرة‬
‫ميالدية كاملة"‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫بضرورة تحيين نصوص المسؤولية الجنائية‪ ،‬لنص‬ ‫‪383‬‬


‫و قد نادى جانب من الفقه‬
‫الفصل ‪ 310‬من القانون الجنائي فقرته األولى‪ ،‬بصياغة تبدو أكثر مالئمة مع متطلبات‬
‫تطوير القواعد القانونية في شقها الموضوعي‪ ،‬و ذلك بإعطائها بعدا شامال وعميقا تدخل‬
‫فيه العلل النفسية و األمراض اإلرادية‪ ،‬وفقا النص التالي ‪ " :‬كل شخص سليم العقل والنفس‬
‫و اإلرادة‪ ،‬قادر على التمييز ‪ ،" ...‬وهذا ما يفسر لنا بيان أوجه القوة أو القصور في‬
‫التشريع‪ ،‬فما بالك بامتدادات أخرى كموضوع المهن الحرة و تداخلها في موضوع المسؤولية‬
‫الجنائية في ظل قصور التشريع المهني و كذلك الجنائي الموضوعي الجامد منذ ‪.3180‬‬

‫أما من جهة أخرى فإن تحقق الشرط الثاني المتمثل في حرية اإلرادة يبقى أساسيا‪،‬‬
‫والتي يقصد بها قدرة الشخص على المفاضلة بين األمور و اتخاذ ق ارراته‪ ،‬و تشكل بالنسبة‬
‫للجاني أحد البواعث الدافعة الرتكاب الجريمة أو المانعة الرتكابها‪ ،‬و بالتالي فهي قدرة‬
‫الشخص على مقاومة الدوافع المؤدية إلى ارتكاب الفعل المجرم و جعل تصرفه منسجما مع‬
‫القانون‪ ،384‬أضف إلى ذلك كله ضرورة تحقق شرط انتفاء موانع المسؤولية الجنائية‬
‫كالعاهات العقلية‪.385‬‬

‫هذا األمر الذي يبقى مفترضا باألساس بالنسبة ألشخاص المهن القانونية و القضائية‬
‫لينحصر معرض القول على إبراز خصوصية هذه الشروط على الوجه الخاص المتعلقة‬
‫بإثارة المسؤولية الجنائية ألشخاص المهن القانونية و القضائية موضوع دراستنا (أوال)‪ ،‬وأيضا‬

‫‪ _ 383‬محمد اإلدريسي العلمي المشيششي‪ ،‬دراسة حول مالئمة مشروع القانون الجنائي مع المبادئ و القواعد المعتمدة في‬
‫منظومة حقوق اإلنسان‪ ،‬سلسلة إصدارات المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪ ،‬طبعة ‪ ،7117‬مطبعة المعارف الجديدة‪-‬الرباط‪،‬‬
‫ص ‪..4‬‬
‫‪ _ 384‬عبد الحق مغار‪ ،‬المسؤولية الجنائية لموثقي المحررات الرسمية العقارية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬تخصص العلو الجنائية‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية مراكش‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية‪ ،7114/7113 ،‬ص ‪.1.‬‬
‫‪ _385‬عمل المشرع المغربي على إيضاحها و تحديدها بموجب الفصول من ‪ 143‬إلى ‪ 142‬من ق‪.‬ج‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫محاولة بحث مدى صلة صفة الموظف العمومي بهؤالء المهنيين من زاوية القانون الجنائي‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الشروط الخاصة لقيام المسؤولية الجنائية المهنية‬

‫إن إثارة المسؤولية الجنائية ضد الشخص الطبيعي بشكل عام دون الشخص‬
‫المعنوي‪ ،386‬تتوقف أساسا على توافر شروط ثالث لقيامها وهي ‪ :‬أن يكون الفعل مجرما‪،‬‬
‫و أن ينسب ماديا لفاعله‪ ،‬ثم ارتكاب هذا األخير لفعلته عن إرادة و وعي‪ ،387‬وهو األمر‬
‫الذي ال نجد له اختالفا شاسعا بالنسبة إلثارة المسؤولية الجنائية لكل من المحامي و‬
‫و العدل و باقي المهن األخرى‪ ،‬إال أن األمر ما فيه إال‬ ‫‪388‬‬
‫المفوض القضائي و الموثق‬
‫إضفاء لخصوصية ذات طبيعة قانونية أكدها المشرع المغربي بموجب النصوص الخاصة‬
‫لهذه المهن‪ ،‬لتتمثل لنا شروط قيام المسؤولية الجنائية المهنية كاآلتي‪:‬‬

‫‪ _ 386‬إن من أهم ما يشترط لقيام المسؤولية الجنائية للشخص الطبيعي هو توافر اإلدراك و التمييز لديه‪ ،‬حتى يتسنى‬
‫مساءلة هذا األخير عن األفعال أو النواهي التي يأتيها ليشكل بذلك جريمة قائمة األركان وفقا للقانون الجنائي‪ ،‬لكن األمر‬
‫هنا ال ينطبق على األشخاص المعنوية كالشركات و الجمعيات التي ال تتوفر على إرادة الفعل بإدراك و تمييز‪ ،‬بالرغم من‬
‫الجدل الفقهي حول مدى ربط المساءلة الجنائية مع الشخص المعنوي‪ ،‬و الذي حسمه المشرع المغربي بموجب الفصل ‪172‬‬
‫من مجموعة القانون الجنائي المتصل بجانب الجزاء العقابي‪.‬‬
‫للتوسع أكثر راجع‪ :‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬القسم العام‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.449‬‬
‫كما ال يفوتنا التذكير على أن الشركات المدنية المهنية للمحاماة‪ ،‬تكتسب الشخصية المعنوية‪ ،‬و معه يمكن القول بمكنة‬
‫إثارة المسؤولية الجنائية لها ضمنيا وفقا للفصل ‪ ،172‬بالرغم من عدم تنصيص هذا القانون على ذلك‪ ،‬حسب المادة ‪ 4‬من‬
‫القانون رقم ‪ 7.112‬الصادر بتاريخ ‪ 71‬أكتوبر ‪ ،7112‬و المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4921‬بتاريخ ‪ 9‬نوفمبر ‪،7112‬‬
‫ص ‪.3142‬‬
‫للتوسع و المقارنة راجع‪ :‬سمية أبو فاطمة‪ ،‬شركة المحاماة المدنية‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬رسالة لنيل درجة الدكتورة في الحقوق‪،‬‬
‫جامعة طانطا‪-‬مصر‪ ،‬السنة الجامعية (غير مذكورة)‪ ،‬ص ‪.414‬‬
‫‪ _387‬محمد بلهاشمي التسولي‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.444‬‬
‫‪ _388‬للتوسع بشأن المسؤولية الجنائية للموثق راجع ‪ :‬عمر أوتيل‪ ،‬التوثيق و دوره في استقرار المعامالت العقارية على‬
‫ضوء مدونة الحقوق العينية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون العقود و العقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية‬
‫واالجتماعية وجدة‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬الموسم الجامعي ‪ ،7114/7117‬ص ‪.121‬‬

‫‪138‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬
‫‪ .1‬كون الفعل المرتكب من المهني مجرما في أحد مصادر التجريم و العقاب المتعددة؛‬

‫يعتبر تعدد مصادر التجريم أهم خصوصية تميز إثارة المسؤولية الجنائية ألشخاص‬
‫المهن القانونية و القضائية و الذي يتأرجح في غالبية األمر بين نص القانون الجنائي‪،‬‬
‫و النص الخاص المنظم للمهنة الذي يأتي بمقتضيات زجرية حمائية للمهنة جنائيا‪ ،‬إضافة‬
‫لنصوص زجرية أخرى‪ ،‬لتبقى الغاية من هذه التعددية في التجريم الحرص على تقويم‬
‫اإلخالالت التي من شأنها المساس بحرمة المهن و مصداقيتها من طرف مهنييها أنفسهم‪،‬‬
‫و لما فيه أيضا من تطبيق للمبدأ العام لشرعية التجريم و العقاب‪ ،‬حيث ال يسوغ مؤاخدة أي‬
‫مهني من أشخاص المهن القانونية والقضائية بفعل ال يعد جريمة بصريح القانون‪ ،‬وال كذلك‬
‫معاقبته بعقوبات لم يقررها القانون‪ ،389‬سواء كان ذلك بالقانون الجنائي أو قانون المهنة أو‬
‫كذلك النصوص الخاصة األخرى‪.‬‬

‫لكن األمر الذي يجب التأكيد عليه أن الخصوصية القانونية للنص الزجري الخاص‬
‫بالمهن ال يأتي في غالبية األحوال على تحديد الجريمة و عقوبتها‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة‬
‫لجريمة انتحال صفة عندما يرتكبها المهني نفسه وفق شرط سبق لنا بيانها‪ ،390‬و الواردة‬
‫فيها‪ .391‬حيث أحال بموجبه المشرع على نص المادة ‪ 1.3‬من القانون الجنائي‪ ،‬عكس ما‬
‫‪393‬‬
‫والمفوض القضائي‬ ‫‪392‬‬
‫هو عليه األمر لجريمة سمسرة الزبناء أو جلبهم لكل من المحامي‬

‫‪ _389‬استقينا مضمون الفصل ‪ 4‬من ق‪.‬ج الذي ينص على أنه ‪ " :‬ال يسوغ مؤاخدة أحد على فعل ال يعد جريمة بمقتضى‬
‫القانون و ال معاقبته بعقوبات لم يقررها القانون"‪.‬‬
‫‪ _390‬راجع الفقرة األولى من المطلب األول من المبحث األول لهذا الفصل‪.‬‬
‫‪ _391‬و ذلك في كل من ‪:‬‬
‫‪ -1‬نص المادة ‪ 2.‬من القانون ‪ 4711.‬بالنسبة للموثق و التي أتى التجريم صريحا‪.‬‬
‫‪ -7‬نص المادة ‪ 74‬من القانون ‪ 19114‬بالنسبة للعدل المشارك في هذه الجريمة‪.‬‬
‫‪ -4‬نص المادة ‪ 44‬من القانون ‪ 21114‬بالنسبة للمفوض القضائي الذي زاول مهامه دون ترخيص‪.‬‬
‫‪ -3‬نص المادة ‪ ..‬من القانون ‪ 72112‬بالنسبة للمحامي المستمر في مزاولة مهامه‪.‬‬
‫‪ _392‬المادة ‪ 111‬فقرتها ‪.7‬‬
‫‪ _393‬ضمنيا حسب المادة ‪ 43‬من القانون ‪.21114‬‬

‫‪139‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫و الموثق‪ ،395‬الذي حدد أركان الجريمة و وضع عقوبتها بموجب النص المهني‬ ‫‪394‬‬
‫و العدل‬
‫الخاص نفسه ‪ ،‬و هذا راجع الرتباط الجريمة بالظرف الشخصي لمرتكبها والمتمثل في صفته‬
‫كمهني‪.‬‬

‫‪397‬‬
‫متصل بمقتضى زجري خاص وارد مدونة تحصيل الديون العمومية‬ ‫‪396‬‬
‫ليثار تساؤل‬
‫بخصوص إمكانية تحريك المتابعة الجنائية ضد كل من الموثق و العدل والمحامي‪،‬‬
‫ذات العقوبة السالبة الحرية الموقوفة‪ ،‬المنصوص عليها‬ ‫‪398‬‬
‫بخصوص جنحة افتعال العسر‬
‫والذي قد يقع عليهم‬ ‫‪400‬‬
‫في المادة ‪ .4‬منه‪ ،399‬باعتبارهم محررين للعقود الناقلة للملكية‬

‫‪ _394‬المادة ‪ 74‬من القانون ‪.19114‬‬


‫‪ _395‬المادة ‪ .1‬من القانون ‪.4711.‬‬
‫‪ _396‬سبق طرحه من قبل بعض الباحثين‪ ،‬و عللوا طرحهم بموجب نص المادة ‪ 141‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‬
‫التي ال تعتبر مقتضى زجري في أصله ال صلة لها بالموثق أو العدل أو المحامي‪ ،‬بل تعاقب المحاسب المكلف بالتحصيل‬
‫بغرامة تهديدية و ليس جنائية حسب الفقرة ‪ 4‬من نص المادة‪ ،‬و ذلك عند عدم احترامه ألجل ‪ 14‬يوما لتقديم المعلومات‬
‫المطلوبة كيفما كان سندها إلى من لهم الحق في اإلطالع الواردين في المادة ‪ 17.‬من نفس القانون‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة‬
‫للمهن الحرة‪ ،‬و بالتالي فالجزاء ال يتصل بالمهن الحرة‪.‬‬
‫راجع‪ :‬عاطف ايت تكنوين‪ ،‬المسؤولية الجنائية للموثق‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص تخصص العلوم‬
‫الجنائية‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية مراكش‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬السنة الجامعية ‪،7117/7111‬‬
‫ص ‪ 47‬و ‪.44‬‬
‫و أيضا ‪ :‬محمد الناصري‪ ،‬المسؤولية الجنائية للموثق في ضوء القانون ‪ 4711.‬و القوانين ذات الصلة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر في قانون ا لعقود و العقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية وجدة‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬الموسم‬
‫الجامعي ‪ ،7119/7114‬ص ‪.42‬‬
‫‪ _397‬ظهير شريف رقم ‪ 11111124‬صادر في ‪ 72‬من محرم ‪ 1371‬الموفق ‪ 4‬مايو ‪ ،7111‬بتنفيذ القانون رقم ‪141.2‬‬
‫بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬و المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 3211‬بتاريخ ‪ 72‬صفر ‪ 1371‬الموافق لفاتح‬
‫يونيو ‪ ،7111‬ص ‪.1749‬‬
‫‪ _398‬و التي حددت أركانها المادية و المعنوية المادة ‪ 23‬بقولها‪ " :‬يعتبر مفتعلين لعسرهم أو معرقلين لتحصيل الديون‬
‫العمومية‪ ،‬المدينون الذين بعد توصلهم بإعالم ضريبي قاموا بأعمال ترتب عنها تبديد األموال التي تكون ضمان الخزينة‬
‫بهدف عدم إخضاعها إلجراءات التحصيل أو الحيلولة دون القيام بهذه اإلجراءات"‪.‬‬
‫‪ _399‬تنص المادة ‪ 24‬من القانون ‪ 141.2‬على أنه ‪ " :‬يعاقب مرتكب األفعال المنصوص عليها في المادة ‪ 23‬أعاله‪،‬‬
‫بغرامة من خمسة آالف درهم ‪ 41111‬إلى مائة ألف درهم ‪ 1111111‬و بعقوبة حبسية موقوفة التنفيذ من سنة إلى سنتين‬
‫أو إحدى هاتين العقوبتين"‪.‬‬
‫لتؤكد المادة ‪ 29‬على أنه في حالة العود داخل ‪ 4‬سنوات تضاعف الغرامة و مدة الحبس لتصبح نافذة‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫بموجبه إبراء ذمتهم المالية‪ ،‬كمساعدين إلدارة الضرائب في استخالص الرسوم الجبائية‬
‫المفروضة قانونا‪ ،401‬كمشاركين متواطئين في الجريمة عن سوء النية‪402‬؟‬

‫ليأتي التذكير على أن كل من الموثق و العدل و المحامي هم مسئولين متضامنين مع‬


‫الملزمين باألداء الضريبي عن اإلخالل‪ ،403‬و هنا يرجع قصد التجريم بالنسبة لجريمة‬
‫المشاركة في افتعال العسر‪ ،‬و أيضا كونهم حارسين على الودائع ومؤتمنين عليها‪ ،‬وبالتالي‬
‫يمنع عليهم تسليم تلك األموال إال بعد إثبات داء الضرائب والرسوم الواجبة على األشخاص‬
‫الذين يملكون تلك األموال‪ ،‬في حالة تواطؤهم بعدم الخضوع للمنع الوارد بموجب المادة ‪3..‬‬
‫من القانون ‪ 34.13‬كمشاركين للفاعل األصلي المتهرب ضريبيا‪ ،‬لكون المشرع المغربي خول‬
‫لهم صالحية حق اإلطالع تجاه زبنائهم المدينين بالضرائب والرسوم و الديون العمومية‪،404‬‬
‫في حالة اتصالها و عدم قابلية‬ ‫‪405‬‬
‫ناهيك على تشديد العقوبة عند التعدد المادي للجريمتين‬
‫األولى و الثانية للتجزئة‪ ،406‬بموجب نص الفصل ‪ 421‬من القانون الجنائي المتعلق بجريمة‬

‫ليأتي التساؤل حول العقوبة األولى الموقوفة التنفيذ إن قضت بها المحكمة التي وضع لها المشرع جزاء االنعدام حسب نص‬
‫الفصل ‪ 49‬من ق‪.‬ج‪ ،‬و ذلك في حالة ارتكاب الموثق أو العدل على سبيل المثال لجنحة افتعال العسر داخل أجل ‪4‬‬
‫سنوات حسب النص الخاص من القانون ‪ 141.2‬المادة ‪ 29‬منه‪ ،‬هل تنفذ العقوبة األولى قبل الثانية دون إدماج وفقا للفقرة‬
‫‪ 4‬من نص الفصل ‪ 49‬من ق‪.‬ج‪ ،‬أم أن القصد هنا هو نفاذ العقوبة الحبسية للجريمة الثانية لوحدها ؟‬
‫‪ _400‬المادة ‪ 3‬من القانون ‪ 4.112‬بمثابة مدونة الحقوق العينية‪.‬‬
‫‪ _401‬رشيد الناصري‪ ،‬مسؤولية الموثقين و من في حكمهم في إطار مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة‬
‫المرافعة تصدرها هيئة المحامين بأكادير العدد ‪ ،77‬غشت ‪ ،7113‬ص ‪.41‬‬
‫‪ _402‬وفقا للفصل ‪ 17.‬من القانون الجنائي المحددة للحاالت الثالث األولى المحددة ألفعال المشاركة في الجريمة‪،‬‬
‫‪ _403‬حسب المادة ‪ .4‬من القانون ‪ 141.2‬التي نصت فقرتها األولى ‪ " :‬في حالة انتقال ملكية عقار أو تفويته‪ ،‬يتعين على‬
‫العدول والموثقين أو كل شخص يمارس مهام توثيقية‪ ،‬أن يطالبوا باإلدالء لهم بشهادة مسلمة من مصالح التحصيل تثبت‬
‫أداء حصص الضرائب و الرسوم المثقل بها العقار برسم السنة التي تم فيها انتقال ملكيته أو تفويته‪ ،‬و كذا السنوات‬
‫السابقة‪ ،‬و ذلك تحت طائلة إلزامهم بأدائها على وجه التضامن مع الملزم ‪." ..‬‬
‫‪ _404‬حسب المادة ‪ 17.‬و ‪ 141‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪.‬‬
‫‪ _405‬وفقا للفصلين ‪ 11.‬و ‪ 171‬من ق‪.‬ج‪ ،‬و هو عكس التعدد المعنوي الوارد في الفصل ‪ 112‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ _406‬راجع نص المادة ‪ 749‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫خيانة األمانة‪ ،407‬ضد العدل و الموثق والمحامي باعتبارهم حارسين قضائيين عند كل‬
‫اختالس أو تبديد بسوء نية لهذه األموال العمومية‪.‬‬

‫‪ .0‬أن ينسب للمهني الفعل المجرم أثناء قيامه بعمله و ليس خارجه ‪:‬‬

‫بادئ حديثنا بخصوص نسبة الفعل الجرمي لمهنيي المهن القانونية والقضائية ليس‬
‫انصرافه اإلثبات الفعل المرتكب بوسائل اإلثبات ضد فاعله وفقا لقانون المسطرة الجنائية‪،408‬‬
‫و إنما يتصل بإبراز خصوصية زمن ارتكاب الجريمة من صاحب الصفة كشرط لتحقق‬
‫المسؤولية الجنائية المهنية‪ ،‬أي بإتيان المحامي والعدل و المفوض القضائي و الموثق‬
‫الرتكاب جريمة أثناء مزاولته لمهامه و بموجبها‪ ،409‬و ذلك لغاية رئيسية تتمثل في ضرورة‬
‫تحقق شرط ارتكاب الفعل أثناء القيام بالمهام إلثارة المسؤولية الجنائية المهنية‪.410‬‬

‫و هذا االختالف بين الحالة العادية لنسبة الجرم لمرتكبه في غير أوقات العمل وبين‬
‫‪411‬‬
‫نسبة الجرم للمهني أثناء قيامه بعمله‪ ،‬راجع باألساس حسب رأي الفقه الجنائي المقارن‬

‫‪ _407‬أكدت المادة ‪ 43.‬منق‪.‬ج ‪ " :‬ترفع عقوبة خيانة األمانة إلى الحبس من سنة إلى خمس سنوات و الغرامة من مائتين‬
‫إلى خمسة آالف درهم‪ ،‬في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا ارتكبها عدل أو حارس قضائي أو قيم أو مشرف قضائي‪ ،‬و ذلك أثناء قيامه بوظيفته أو بسببها ‪."..‬‬
‫‪ _ 408‬لم نشأ التطرق لإلثبات الجنائي إلى حين المبحث الثاني من هذا الفصل المتعلق بالخصوصية المسطرية‪ ،‬التي أفرد‬
‫فيها المشرع المغربي الجنائي ألشخاص المهن القانونية و القضائية‪ ،‬بضمانات مسطرية خاصة سنأتي للحديث عليها في‬
‫المبحث الثاني الموالي‪.‬‬
‫‪ _409‬عبد المجيد بوكير‪ ،‬المسؤولية القانونية للموثقين العصريين بين ظهير رابع مايو ‪1.74‬و مشروع القانون ‪4711.‬‬
‫المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق و بإحداث هيئة وطنية للموثقين‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة القانون المغربي‪ ،‬العدد ‪ 1.‬يونيو‬
‫‪ ،7117‬مطبعة دار السالم‪-‬الرباط‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ _410‬بالرغم من أن بحثنا في هذه الجزئية لم نستطع الوصول لموقف الفقه الجنائي المغربي أو المقارن‪ ،‬و اقتصرنا على‬
‫توضيح األمر بجزئياته التي تظهر لنا خصوصية زمن ارتكاب الجريمة بالنسبة ألشخاص المهن القانونية والقضائية و‬
‫المتصل بساعة أداء المهام أو بمناسبتها‪.‬‬
‫‪ _411‬قمنا باستنباط التوجه الفقهي لكل من كأحد رواد الفقه الجنائي ‪ "Carnelutti" :‬و" ‪،" bindingu Von LizsT‬‬
‫للتوسع أكثر راجع ‪ :‬محمد العروصي‪ ،‬المختصر في شرح القانون الجنائي المغربي‪-‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى لسنة‬
‫‪ ،7114‬مطبعة مرجان‪-‬مكناس‪ ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪142‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫لسعي القانون الجنائي لالستقالل و لفك االرتباط عن القانون المدني و على الخصوص‬
‫القوانين المهنية على سبيل المثال‪ ،‬حيث أصبح األول هو من يتدخل لفرض الحماية لقواعد‬
‫القانون المدني‪ ،‬لغاية توفير استقرار المعامالت و التصرفات القائمة‪ ،‬إال أن للقانون الجنائي‬
‫ذاتيته الخاصة‪.‬‬

‫و عليه فال يكفي فقط تحقق أركان الجريمة المتصلة بصفة المهني لكي يعاقب عليها‬
‫بموجب قانونه الخاص‪ ،‬أو الرتباط الجرائم الواردة في القانون الجنائي بمجال عمله كما سبق‬
‫لنا التطرق لبعض صورها‪ ،‬و إنما يجب التأكد من صلة الفعل الجرمي بمجال اشتغال‬
‫المهني من قبل القضاء الزجري‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للمحامي و الموثق والمفوض‬
‫القضائي و العدل موضوع دراستنا‪ ،‬و ما في األمر إال ربط بين صلة الجريمة و الجزاء‬
‫المناسب‪.412‬‬

‫لكن اإلجابة على هذا اإلشكال‪ ،‬ال يمكن النظر له من زاوية ضرورة تحقق حاالت‬
‫على سبيل المثال لقيام كافة الجرائم التي قد يأتيها المهنيون من أجل تحديد زمن‬ ‫‪413‬‬
‫التلبس‬
‫ارتكاب الجريمة بشكل دقيق‪ ،‬و إنما يكفي فقط التمييز بين كل من الجرائم التي يرتكبها‬
‫هؤالء المهنيين بموجب أدائه لواجباتهم و صالحية قيامهم بعملهم سواء كان السلوك مجرما‬
‫في النص المهني الخاص أوفي القانون الجنائي‪ ،‬وبين نظيرتها من الجرائم األخرى التي قد‬
‫يأتيها أي شخص ال صفة له‪ ،‬حيث يبقى مناط الجدل منحص ار على الج ارئم الواردة فقط في‬
‫القانون الجنائي و أيضا صفة مرتكب الفعل‪.‬‬

‫لنصل إلى ضرورة التمييز بين صورة ارتكاب الجريمة بمناسبة أداء المهام و صورة‬
‫ارتكاب الجرم خارجه‪ ،‬فعلى سبيل المثال جنحة خيانة األمانة التي يرتكبها المحامي بدون أن‬
‫يكون لألمر صلة بعمله‪ ،‬و بين الحالة التي يكون فيها هذا المحامي مرتكبا لنفس الجريمة‬

‫‪ _412‬للتوسع أكثر فيما يتعلق بتحديد المسؤولية الجنائية في مظهرها العام‪ ،‬راجع‪ :‬محمد العروصي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.17.‬‬
‫‪ _413‬التي حددها المشرع المغربي بموجب المادة ‪ 49‬من قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫بمناسبة قيامه لعمله‪ ،‬لكن األمر الواضح هو من جهة الجرائم األخرى التي ال يمكن بأي‬
‫حال من األحوال أن تكون لها صلة بصفة المهني و بمهامه‪ ،‬ومثاله ما اتصل على سبيل‬
‫‪416‬‬
‫أو االتجار في المخدرات‬ ‫‪415‬‬
‫أو جرائم قانون السير‬ ‫‪414‬‬
‫المثال بجرائم السكر العلني‬
‫كنصوص خاصة زجرية‪ ،‬إلى جانب الجرائم الواردة في مجموعة القانون الجنائي األخرى‬
‫التي ال تتطلب صفة المهني كركن لقيامها‪.‬‬

‫لنختم أن األمر كله ذو اتصال وثيق بالسلطة التقديرية للقاضي الجنائي فيما يتعلق‬
‫ولخطورة جرمه المرتكب‪ ،419‬من منطلق‬ ‫‪418‬‬
‫بنظام تفريد عقوبة المهني‪ ،417‬مراعاة لشخصيته‬
‫الفصل ‪ 310‬من القانون الجنائي الذي لم يميز بموجبه المشرع الجنائي المغربي بين صاحب‬
‫الصفة و غيره بل تحدث بأسلوب الجمع "كل شخص"‪.‬‬

‫‪ _414‬المرسوم الملكي رقم ‪ 273199‬الصادر ‪ 11‬شعبان ‪ 1422‬الموافق ‪ 13‬نونبر ‪ 1.92‬بمثابة قانون متعلق بالمعاقبة‬
‫على السكر العلني‪ ،‬و المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 7224‬الصادر بتاريخ ‪ 1.‬شعبان ‪ 1.22‬الموافق ‪ 77‬نونبر‬
‫‪ ،1.92‬ص ‪.7434‬‬
‫‪ _415‬القانون ‪ ،47114‬السابق التطرق له‪.‬‬
‫‪ _416‬ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 11241727‬بتاريخ ربيع الثاني ‪ 14.3‬الموافق ‪ 71‬مايو ‪ 1.23‬المتعلق بزجر اإلدمان‬
‫على المخدرات السامة و وقاية المدمنين على هذه المخدرات‪ ،‬و المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4713‬بتاريخ ‪ 13‬جمادى‬
‫األولى ‪ 14.3‬الموافق ‪ 4‬يونيو ‪ ،1.23‬ص ‪.1474‬‬
‫‪ _ 417‬و هذا مفاده في األصل أن العقوبة ال توقع إال على الشخص المحكوم عليه بها بمقتضى حكم قضائي دون سواه‪،‬‬
‫نور الدين العمراني‪ ،‬شرح القسم العام من القانون الجنائي المغربي‪ ،‬طبعة ‪ ،7117‬مطبعة وراقة سلجلماسة ‪-‬مكناس‪ ،‬ص‬
‫‪.714‬‬
‫‪ _ 418‬و قد أكد الفقه الجنائي المغربي‪ ،‬على حدود تطبيق النص الجنائي من حيث المكان دون الزمان الذي نحن بصدد‬
‫الحديث عنه و الذي ال نقصد به مبدأ عدم رجعية النص الجنائي حسب الفصل ‪ 3‬من ق‪.‬ج‪ ،‬فمبدأ التطبيق من حيث‬
‫المكان يتأثر من حيث تطبيقه بأربعة مبادئ هي‪ :‬مبدأ إقليمية النص الجنائي‪ ،‬مبدأ عينية النص الجنائي‪ ،‬مبدأ عالمية‬
‫النص الجنائي‪ ،‬ثم مبدأ شخصية النص الجنائي‪.‬‬
‫للمزيد راجع ‪ :‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬القسم العام‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪..4‬‬
‫أما من حيث الزمان‪ ،‬فقد يرجع األمر بصفة الشخص المخل بواجبه المهني و الذي ستثار مسؤوليته الجنائية أثناء قيامه‬
‫بعمله و حصول الفعل المجرم قانونا‪.‬‬
‫‪ _419‬حسب الفصل ‪ 131‬من ق‪.‬ج‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬
‫‪ .9‬اعتبار عمدية الجرائم التي يرتكبها المحامي أو المفوض القضائي و العدل و الموثق ‪:‬‬

‫على تقسيم المسؤولية الجنائية بوجه عام إلى قسمين من‬ ‫‪420‬‬
‫عمل بعض الفقه‬
‫المسؤولية‪ ،‬أوله قائم على المسؤولية العمدية و ثانيها مسؤولية غير عمدية‪ ،‬إال أن هذه‬
‫األخيرة تبقى مستبعدة بشكل مطلق بالنسبة ألشخاص المهن القانونية و القضائية عكس‬
‫بعض المهن األخرى كاألطباء‪ ،‬ليتأكد على أن المسؤولية الجنائية المهنية لها طابع عمدي‬
‫باألساس حيث تتنوع كل هذه الجرائم المرتكبة في النطاق المهني بين ما يكون تصنيفه راجعا‬
‫في أوله للطابع المشترك في التجريم لكل من المحامي والمفوض القضائي والموثق و العدل‬
‫كما هو الحال بالنسبة لجرائم تزوير المحررات أو جريمة إفشاء السر المهني كما سبق لنا‬
‫التطرق لهما‪،‬أما النطاق الثاني فهو ما اتصل بالتجريم الخاص لكل مهنة على حدى دون‬
‫األخرى‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لجرائم الجلسات بالنسبة للمحامي‪ ،421‬و هذا راجع‬
‫لخصوصية المهام و الصالحيات‪ ،‬و كلها جرائم اعتبرها المشرع المغربي عمدية بصفة عامة‬
‫يأتيها المهني أثناء مزاولته لعمله‪.‬‬

‫‪422‬‬
‫لكن اإلشكال المثار هو القول بأن جوهر الركن المعنوي المتمثل في القصد الجنائي‬
‫بالنسبة للمهن موضوع دراستنا هو بمثابة ركن مفترض فهو أمر‬ ‫‪424‬‬
‫والعام‬ ‫‪423‬‬
‫بنوعية الخاص‬

‫‪ _420‬نبيل فرحان حسين الشنطاوي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.494‬‬


‫‪ _ 421‬أورد المشرع المغربي هذه الجريمة بموجب قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬و ذلك بموجب المواد ‪ 44.‬إلى ‪ ،491‬و لم‬
‫تحصرها على المحامي بل كل شخص مرتكب لفعل يشكل جريمة بموجب القانون‪ ،‬لكن لما في األمر من خصوصية أثناء‬
‫المحاكمة ارتأينا إرجاء الحديث بخصوص هذا الصنف إلى المبحث الثاني‪.‬‬
‫‪ _ 422‬لم يعمل المشرع المغربي على تعريف القصد الجنائي بالرغم من إيراده كمضمون في بعض فصول القانون الجنائي‬
‫كما الحال بالنسبة للفصلين ‪ 4.7‬و ‪.314‬‬
‫وقد تصدى الفقه لألمر و عرفه على‪ :‬هو بمثابة الثوب القانوني الذي ترتديه إرادة الجاني الرتكاب الجرائم العمدية‪ ،‬أي‬
‫إرادة الجاني تنصرف إلى ارتكاب الفعل الذي يأتيه و إلى النتيجة المقصودة من العقاب‪.‬‬
‫أحمد قيلش و آخرون‪ ،‬القسم العام‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ _ 423‬يقصد بالقصد الجنائي العام حسب رأينا‪ :‬توجيه إرادة الجاني الرتكاب الجريمة و هو عالم و مدرك لعناصرها و بأن‬
‫فعله مخالف للقانون‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫في نوع من الخطورة والزجم بنسبة الجرم لصاحب الصفة‪ ،‬إن اتبعنا مضمون الفصل ‪311‬‬
‫من القانون الجنائي فقرته األولى‪425‬؟‬

‫و حسما لكل جدل فأكد قضاء محكمة النقض على عند تفسير العام للنص أعاله‪ ،‬أن‬
‫عنصر العمد هو عنصر معنوي تستخلصه المحكمة من وقائع القضية ووثائق ملفها و من‬
‫تصريحات األطراف‪ ،426‬كما أن إثباته سوء النية من النية اإلجرامية يقع أيضا على قضاء‬
‫الموضوع استخالصه من الوقائع المعروضة عليه و أن ال رقابة لمحكمة النقض عليه‪.427‬‬

‫فالمشرع الجنائي و خالل سنه للمقتضى الزجري الخص أو العام الذي يمكن بموجبه‬
‫إثارة المسؤولية الجنائية المهنية‪ ،‬لم يشر و بصريح النص القانوني إلى أن الركن المعنوي‬
‫مفترض‪ ،‬مما يؤكد على أن نسبة احتمال وقوع الخطأ المهني هي واردة كذلك‪ ،‬بالرغم من أن‬
‫أشخاص المهن القانونية و القضائية‪ ،‬لهم من الكفاءة و الدراية بالقانون أكثر من غيرهم‪،‬‬
‫لنختم و نخلص أن اإلجابة على هذا اإلشكال ستكون بطرح تساؤل بخصوص الحماية‬
‫القانونية بموجب النص المهني الخاص ضد كل خطأ مفترض قد يقع أثناء قيام المحامي أو‬
‫المفوض القضائي أو الموثق أو العدل أثناء بعمله‪ ،‬و الذي لن ينزل منزلة الجريمة الغير‬
‫العمدية‪428‬؟ و ما مدى تضييق مجال السلطة التقديرية للقاضي الجنائي بوضع معايير‬
‫محددة في هذا الخصوص‪ ،‬حيث يبقى على القاضي الجنائي عبئ إثبات تحقق الخطأ‬

‫‪ _ 424‬أما القصد الجنائي الخاص فهو حسب رأينا‪ :‬توجه إرادة الجاني إلى تحقيق غاية خاصة بنية إشباع رغبته الخاصة‬
‫جراء فعلته المجرمة قانونا‪.‬‬
‫‪ _425‬نص الفصل ‪ 144‬من ق‪.‬ج فقرته األولى ‪ " :‬الجنايات و الجنح ال يعاقب عليها إال إذا ارتكبت عمدا"‪.‬‬
‫‪ _426‬قرار صادر عن المجلس األعلى –محكمة النقض حاليا‪ -‬بتاريخ ‪ 14/1/12‬تحت عدد ‪ .93‬في الملف الجنحي عدد‬
‫‪ ،11/1.147‬منشور‪ :‬محمد بلفقير‪ ،‬مجموعة القانون الجنائي و العمل القضائي المغربي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ _427‬قرار صادر عن المجلس األعلى _ محكمة النقض حاليا‪ -‬بتاريخ ‪ 13/7/12‬تحت عدد ‪ ./7..‬في الملف عدد‬
‫‪ ،14/1139.‬منشور ‪ :‬محمد بلفقير‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ _ 428‬و من الجرائم التي غيب فيها المشرع المغربي الركن المعنوي نجذ‪ :‬القتل الخطأ (الفصل ‪ 347‬ق‪.‬ج) و اإليذاء الخطأ‬
‫( الفصل ‪ 344‬ق‪.‬ج) و جرائم إضراب النار عن غير عمد (الفصل ‪ 344‬ق‪.‬ج) و في المخالفات دون بعض الحاالت وفقا‬
‫للفقرة األخيرة من الفصل ‪ 144‬من ق‪.‬ج‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫الجنائي العمدي من عدمه‪ ،429‬بالرغم من الصعوبة الواقعية التي يتميز بها اإلنسان الذي ال‬
‫يطلع على سريرته إال خالقه سبحانه و تعالى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬جدلية نسبة صفة الموظف العمومي ألشخاص المهن القانونية و القضائية‬

‫و أيضا قضاء الموضوع‪ ،‬حول زاوية اعتبار‬ ‫‪430‬‬


‫اختلف العديد من الباحثين القانونين‬
‫المفوض القضائي والموثق والعدل‪ ،‬و حتى المحامي متصفا بصفة الموظف العمومي‪ ،‬لكن‬
‫هذا االختالف كان يجد صداه القانوني من خالل القوانين السابقة للمهن القانونية والقضائية‬
‫التي أقرت بنسبة صفة الموظف العمومي لهم‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لظهير ‪ 2‬مايو ‪3104‬‬
‫والمنسوخ بالقانون ‪ 10..1‬المنظم لمهنة التوثيق الذي حسم بموجبه‬ ‫‪431‬‬
‫في الفصل األول منه‬
‫المشرع المغربي الجدال من الناحية القانونية لإلرث الفرنسي المتصل بنطاق خضوع ارتباط‬
‫صفة الموظف العمومي بالموثق‪.‬‬

‫و عليه فالقول حسب رأينا هو استقالليتها التامة والحرة في ممارسة المهام المنوطة بها‪،‬‬
‫بالرغم من االختالف الطفيف بين هذه المهن القانونية و القضائية المتعلق باعتبارات راجعة‬
‫لطبيعة المهام‪ ،‬كالقول أن المحاماة مهنة حرة قانونية وقضائية و جزء من أسرة القضاء‪،432‬‬
‫و أن العدول والموثقين هما مهنتان حرتان ذات الطبيعة التوثيقية في المهام‪ ،433‬وأن‬

‫‪ _429‬محمد العروصي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.172‬‬


‫‪ _430‬نذكر على سبيل المثال ال الحصر ‪ :‬محمد هومير‪ ،‬الموثق العصري ‪ :‬موظف عمومي؟‪ ،‬مقالة منشورة بالمجلة‬
‫المغربية لالقتصاد و القانون المقارن‪ ،‬العدد ‪ ،37‬لسنة ‪ ،7113‬ص ‪.12‬‬
‫‪ _431‬من ظهير المتعلق بتنظيم شؤون محرري الوثائق الفرنسيين المنسوخ بالقانون ‪ ،4711.‬والمنشور بالجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ ،991‬بتاريخ ‪ 74‬يونيو ‪ ،1.74‬ص ‪ 1141‬من الطبعة الفرنسية‪ ،‬و كان نص الفصل األول منه يقول ‪ " " :‬يعين‬
‫كموظفين عموميين فرنسيين بصفتهم موثقين ‪"..‬‬
‫‪ _432‬المادة ‪ 1‬من ‪72112‬‬
‫‪ _433‬وفقا للقانون ‪ 4711.‬مادته األولى‪.‬‬
‫و أيضا المادة ‪ 1‬من القانون ‪ 19114‬بالرغم من مؤاخذتنا العتبار هذه مهنة مساعدة للقضاء‪ ،‬لكون الرقابة من قبل قاض‬
‫التوثيق و النيابة العامة‪ ،‬و التأديب هو قضائي أساسا لغرفة المشورة‪ .‬للتوسع في هذا األمر راجع سابق ما تطرقنا له في‬
‫الفصل األول‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫المفوضين القضائيين مهنة حرة و مستقلة مساعدة للقضاء‪ ،434‬إلى جانب التأكيد أن كل‬
‫نشاط أو ممارسة من شأنه المساس باستقاللية و حرية هذه المهن كما هو الحال بالنسبة‬
‫للوظيفة العمومية‪ ،‬تعتبر حالة تنافي صريحة توجب إيقاع العقوبة التأديبية على مرتكبها‪.435‬‬

‫لكن اإلشكال المراد الوصول إليه هو زاوية تحديد مفهوم الموظف العمومي في القانون‬
‫الجنائي الجامد المبادئ و الغير المواكب لتطور القوانين المهنية الحرة‪ ،‬و الذي يختلف عن‬
‫المؤكد‬ ‫‪437‬‬
‫من القانون األساسي العام للوظيفة العمومية‬ ‫‪436‬‬
‫ما جاء بموجب الفصل الثاني‬
‫على الوضعية القارة والخضوع لرتب السلم اإلداري‪ ،‬و لم يفت هذا الظهير تحديد نطاق‬
‫تطبيق هذا القانون من حيث األشخاص‪ ،‬و الذي ال أساس لربطه أيضا بقوانين المهن‬
‫من ظهير‪ ،314.‬حيث جاء الفصل‬ ‫‪438‬‬
‫القانونية والقضائية كما تأكد بموجب الفصل الرابع‬
‫‪ 002‬من القانون الجنائي غامضا و غير دقيقا لتحديد نطاق التجريم والعقاب من حيث‬
‫نسبة صفة الموظف العمومي ألشخاص المهن القانونية و القضائية‪ ،‬وذلك من بقوله أن كل‬
‫من يساهم في خدمة الدولة معهود له في حدود مهام و صالحيات مؤطرة قانونا لمباشرة‬
‫وظيفته فهو داخل في نطاق الجزاء المشدد للموظف العمومي بما في ذلك المهن القانونية و‬
‫القضائية‪.‬‬

‫‪ _434‬المادة ‪ 1‬من القانون ‪.21114‬‬


‫‪ _ 435‬راجع ما تم تأكيده في التشريع المهني لهذه المهن بخصوص حاالت التنافي مع الوظيفة العمومية والحاالت األخرى‪:‬‬
‫‪ -‬المواد ‪ 2‬و ‪ .‬و ‪ 11‬من قانون مهنة المحاماة؛‬
‫‪ -‬المادة ‪ 77‬من القانون المنظم لخطة العدالة؛‬
‫‪ -‬المادتين ‪ 3‬و ‪ 4‬من قانون مهنة التوثيق؛‬
‫‪ -‬المادة ‪ 4‬من قانون مهنة المفوضين القضائيين‪.‬‬
‫‪ _436‬نص الفصل الثاني من ظهير ‪ 1.42‬المتعلق بالقانون األساسي للوظيفة العمومية ‪ " :‬يعد موظفا كل شخص يعين‬
‫في وظيفة قارة و يرسم في إحدى رتب السلم الخاص بأسالك اإلدارة التابعة للدولة"‪.‬‬
‫‪ _437‬بمثابة الظهير الشريف رقم ‪ 11421112‬الصادر بتاريخ ‪ 3‬شعبان ‪ 1422‬الموافق ‪ 73‬فبراير ‪،1.42‬‬
‫‪ _ 438‬راجع نص الفصل الرابع من هذا القانون‪ ،‬لتوضيح نطاق التطبيق الذي يخلو من المهن القانونية و القضائية‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫و ال بد لنا من التأكيد أساسا على رفع الجدل هو قانوني بامتياز حسب رأينا‪ ،‬والذي‬
‫ينتظر المزيد من التدقيق للحسم في المفهوم الجنائي للموظف العمومي‪ ،‬و ذلك أن نطاق‬
‫التشابه والترابط راجع باألساس لمعيار الصفة المهنية‪ ،‬فهذا األمر هو األمر الحاسم كشرط‬
‫باألساس وفقا‬ ‫‪439‬‬
‫خاص إلثارة المسؤولية الجنائية المهنية والتي تراعي وقت ارتكاب الجريمة‬
‫للفقرة الثانية من الفصل ‪ 002‬من القانون الجنائي‪ ،440‬سواء كان الفاعل موظفا عموميا أو‬
‫مهنيا من أشخاص المهن القانونية والقضائية‪ ،‬و أيضا فنجذ على أن الجرائم التي يأتيها‬
‫أشخاص المهن القانونية و القضائية هي نفسها جرائم الموظف العمومي‪.‬‬

‫لكن و بالرغم من ذلك فالمشرع الجنائي المغربي‪ ،‬لم يحسم شرعية التجريم والعقاب‬
‫شيئا ما بشكل يفصل فيه بين صفة الموظف العمومي و صفة أشخاص المهن القانونية‬
‫والقضائية سواء بموجب القانون الجنائي أو النص المنظم لهذه المهن‪ ،‬فمن حيث األول أكد‬
‫مثال على صراحة الفصل بين الصفتين وعلى الحصر من حيث تطبيق كما هو الحال‬
‫بالنسبة للفصلين ‪ 140‬و ‪ 140‬من القانون الجنائي المتعلقتين بجريمة تزوير المحررات‬
‫الرسمية‪ ،441‬حيث نجد أن كل من القاضي والموظف العمومي و الموثق والعدل والمحامي –‬
‫الذي يدخل في نطاق الغير حسب‬ ‫‪442‬‬
‫كمستجد‪ -‬هم المنعيون‪ ،‬دون المفوض القضائي‬
‫الفصل ‪ 142‬من نفس القانون‪ ،‬و قد أكد آخر توجه لقضاء محكمة النقض لسنة ‪ 0.32‬نفي‬
‫صفة الموظف العمومي عنه‪-‬المفوض القضائي‪ -‬بخصوص جرائم التزوير‪ ،443‬و يبقى آخر‬

‫‪ _ 439‬راجع ما سبق لنا تناول بخصوص الشروط الخاصة بإثارة المسؤولية الجنائية المهنية للفئات موضوع دراستنا في هذا‬
‫المطلب‪.‬‬
‫‪ _440‬تنص الفقرة الثانية من الفصل ‪ 002‬منق‪.‬ج ‪ " :‬و تراعى صفة الموظف العمومي في وقت ارتكاب الجريمة‪ ،‬ومع‬
‫ذلك فإن هذه الصفة تعتبر باقية له بعد انتهاء خدمته‪ ،‬إذا كانت هي التي سهلت له ارتكاب الجريمة أو مكنته من تنفيذها"‪.‬‬
‫‪ _441‬سبق لنا التطرق ل جرائم المحررات الرسمية في المطلب األول من هذا المبحث و الفصل نفسه‪.‬‬
‫‪ _ 442‬بالرغم من أن مسودة مشروع القانون الجنائي‪ ،‬قد حسمت في األمر‪ ،‬راجع ما سبق لنا التطرق في المطلب األول من‬
‫هذا المبحث‪.‬‬
‫‪ _443‬و ذلك بعد تأكيد محكمة النقض أن األساس القانوني المعتمد لمتابعة المفوض القضائي هو الفصل ‪ 443‬من ق‪.‬ج و‬
‫ليس الفصلين ‪ 447‬و ‪ 444‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫توجه لمحكمة النقض بهذا الشأن لسنة ‪ 0.3.‬نافيا صفة الموظف العام عن مهنة المحاماة‬
‫بشكل قطعي و صريح‪.444‬‬

‫أما من جانب القوانين المهنية فهي مكمن الجدل في حد ذاته‪ ،‬حيث أن المشرع‬
‫المغربي يتبع أحيانا لزجره لكل ما يخالف الضوابط القانونية عندما يأتيه أحد أشخاص المهن‬
‫القانونية و القضائية باإلحالة على التجريم المتصل بصفة الموظف العمومي كجزاء جنائي‬
‫مكتمل األركان‪ ،‬والوارد في القانون الجنائي‪ ،‬وعلى سبيل المثال جريمة الغدر التي قد يرتكبها‬
‫المفوض القضائي و اآلتي التأكيد صراحة عليها في الفقرة األخيرة من المادة ‪ 0.‬من قانون‬
‫المهنة‪.445‬‬

‫لكن الض بابية المثيرة للجدل لدى الفقه و العمل القضائي من حيث نسبة صفة الموظف‬
‫العمومي من عدمه‪ ،‬ربما قد ترجع إلى نهج المشرع المغربي لمنهج الجزاء الجنائي الضمني‬
‫و المحال على التجريم العام المتصل بالموظف العمومي‪ ،‬و الذي ال يحيل بشكل رئيس على‬
‫المقتضى التجريمي عند مخالفة ما يقع على أشخاص المهن القانونية والقضائية من‬
‫أعباء‪ ،446‬كما هو الحال بالنسبة للموثق المرتكب لنفس الجريمة –جريمة الغدر الفصل‬
‫‪ ،-021‬حيث لم يضع المشرع المغربي الجزاء بصراحة النص القانوني حسب المادة ‪ 38‬من‬

‫قرار صادر عن محكمة النقض رقم ‪ ،322/1‬بتاريخ ‪ 71‬مايو ‪ ،7113‬في الملف الجنائي رقم ‪ ،3.92/7114‬منشور‬
‫بسلسة إلصدارات المكتب الفني لمحكمة النقض‪ ،‬مهنة المفوض القضائي في ضوء ق اررات محكمة النقض‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‬
‫‪.747‬‬
‫‪ _444‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ ،1441/2‬الغرفة الجنائية القسم الثامن‪ ،‬المؤرخ في ‪ ،7112/2/19‬في الملف‬
‫الجنحي عدد ‪ ،7112/2/9/143.1‬غير منشور‬
‫‪ _ 445‬التي أكدت على الحقوق المالية للمفوضين القضائيين‪ ،‬و أن كل خرق للطريقة القانونية الستخالص األجرة القانونية‬
‫يشكل جريمة غدر حسب الفصل ‪ 734‬من القانون الجنائي‪.‬‬
‫‪ _446‬عمل المشرع المغربي على تشديد عقوبة جرائم األموال –العامة‪ -‬التي يرتكبها الموظف العمومي (الفصول ‪ 731‬إلى‬
‫‪ ،) 732‬و لكن األمر يبقى محتمل التطبيق هذا الجزاء الجنائي المشدد إن جاء التنصيص صريحا بموجب النص المهني‬
‫الخاص ضد الموثق أو العدل أو المفوض القضائي أو المحامي‪ ،‬لكون النص الجنائي العام حدد على سبيل التحديد جهة‬
‫تطبيق جزاء جرائم االختالس‪-‬مال عام أو خاص‪ -‬و الغدر على الموظفين العموميين و القضاة لوحدهم‪.‬‬
‫للتوسع أكثر راجع ‪ :‬محمد األمين‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪ 49‬و ما يليها‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫قانون المهنة‪ ،447‬و ترك مهمة تقدير الفعل الجرمي و جزائه الجنائي من خالل نص القانون‬
‫الجنائي بأركانه القانونية بيد سلطة قاضي التكييف الجنائي‪.‬‬

‫أما من جانب امتياز الحماية الجنائية ألشخاص المهن القانونية و القضائية‪ ،‬كمعيار‬
‫لنفي أو نسبة صفة الموظف العمومي‪ ،‬فقد تم التأكيد على حماية مرحلة أداء الواجب المهني‬
‫وتحصينه جنائيا‪ ،‬و ذلك في كل من قانون المحاماة في المادة‪ ،4488.‬إلى جانب المادة ‪03‬‬
‫من القانون الخاص بمهنة المفوض القضائي‪ ،449‬و نفس األمر بالنسبة للمهن التوثيقية بدءا‬
‫بالعدل في المادة ‪ 08‬من القانون المنظم لخطة العدالة‪ ،450‬و الموثق في المادة ‪ 10‬من‬
‫القانون المتعلق بالتوثيق‪ ،451‬وعليه فإن حرص المشرع كان في محله لوعيه بمدى أهمية‬
‫وجسامة المهام المقدمة من هذه المهن الحرة أو المساعدة للقضاء‪.‬‬

‫و لئن كانت هذه الحماية الجنائية للمهن القانونية و القضائية لم ترد بصراحة نص‬
‫الفصلين المتعلقين بحماية الموظف العمومي جنائيا‪ ،‬فبقراءة متأنية و تحليلية نجذ أن الفصل‬
‫‪ 081‬من مجموعة القانون الجنائي‪ ،452‬قد حدد العنف اللفظي بإحدى وسائله المحددة‪ ،‬تجاه‬
‫كل رجال القضاء أو الموظفين العموميين أو أفراد القوة العمومية رؤساء ومرؤوسين‪،‬‬
‫المرتكب من الغير بغرض إهانة هذا الموظف العمومي و المس بشرفه أو شعوره أو االحترام‬
‫الواجب لشخصه‪،‬و هو األمر نفسه إن وجهت اإلهانة ضد هيئات المهن القانونية‬

‫‪ _447‬تنص المادة ‪ 19‬من القانون ‪ 4711.‬على أنه ‪ " :‬ال يحق للموثق –تحت طائلة المتابعة التأديبية و الزجرية‪ -‬أن‬
‫يتقاضى أكثر من أتعابه‪ ،‬و مما أداه عن األطراف من صوائر مثبتة"‪.‬‬
‫‪ _448‬راجع المادة ‪ 91‬من القانون ‪.72112‬‬
‫‪ _449‬راجع المادة ‪ 72‬من القانون ‪.21114‬‬
‫‪ _450‬أنظر المادة ‪ 79‬من القانون ‪.19114‬‬
‫‪ _451‬أنظر المادة ‪ .7‬من القانون ‪.4711.‬‬
‫‪ _452‬حددت العقوبة في الفصل ‪ 794‬من ق‪.‬ج بالنسبة لإلهانة اللفظية في الحبس من شهر إلى سنة و غرامة من مائتين‬
‫و خمسين إلى خمسة آالف درهم‪ ،‬إلى جانب مكنة إتباعها بعقوبة إضافية من المحكمة تتمثل في نشر الحكم و إعالنه‬
‫على نفقة الجانح في حدود الحد األقصى للغرامة‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫والقضائية‪ ،453‬أما عندما تصل درجة اإلهانة لالعتداء و اإليذاء المادي الملموس جسديا‬
‫تجاه أشخاص المهن القانونية والقضائية موضوع دراستنا فإن المشرع شدد من العقوبة بدءا‬
‫من ثالثة أشهر إلى أقصى حد هو اإلعدام إن ترتب على العنف موت الضحية إن توفرت‬
‫نية إحداثه ‪.454‬‬

‫لنخلص على أن المهن القانونية و القضائية لم يتم إيرادها ضمن نطاق األشخاص‬
‫المتمتعين بالحماية الجنائية ليتأكد على أن التحديد الوارد لألشخاص المحددة في هذا الفصل‬
‫لم تأتي على سبيل الحصر‪ ،‬حيث جاءت الحماية الجنائية بموجب النص الخاص المهني‪،‬‬
‫ومنه فال مجال بالقول أن للمهن القانونية و القضائية صفة موظفين عموميين‪ ،‬وانما لهم فقط‬
‫امتياز الحماية الجنائية بالنص الخاص المهني الذي بدوره لم يؤكد هذا األمر المحيل على‬
‫المقتضى الزجري الحمائي ذوي الصفة المهنية الحرة‪ ،455‬لما لهذه المهن من دور تشاركي‬
‫في خدمة المواطن و خدمة الدولة في نفس الوقت‪.456‬‬

‫‪ _453‬راجع الفصل ‪ 494‬من ق‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ _454‬راجع ما جاء في الفصل ‪ 792‬منق‪.‬ج لبيان مسألة التدرج في العقوبة حسب اختالف العنف المرتكب و درجة‬
‫خطورته‪.‬‬
‫‪ _455‬صدر منشور عن و ازرة العدل‪-‬والحريات‪ -‬رقم ‪/11‬س‪ 7‬بتاريخ ‪ 74‬مارس ‪ ،7117‬موجهة إلى النيابات العامة‬
‫بالمحاكم الزجرية‪ ،‬في موضوع حماية المفوض القضائي أثناء مزاولته لمهامه‪ ،‬يؤكد على تفعيل هذه الحماية الجنائية بما‬
‫ورد في المادة ‪ 72‬من القانون ‪ ، 21114‬للتوضيح أن الغاية من هذه الحماية‪ ،‬هي الحرص على حسن أداء المنسبين لهذه‬
‫المهنة لمهامهم على الوجه األمثل و تالفي االعتداءات و اإلهانات التي قد تؤثر معه على حسن سير العدالة بوجه عام‪ ،‬و‬
‫به تم حث أعضاء النيا بة العامة على السهر على التفعيل السليم لهذا األمر تفاديا لجميع اآلثار السلبية‪.‬‬
‫‪ _456‬بالرغم من وجود مبررات جلية‪ ،‬تبرر االختالف بين مهام الموظف العمومي و مهام المهن القانونية و القضائية‪،‬‬
‫كمحدد جهة األجر المالي الذي يتقاضونه فاألول مقيد و الثاني حر بالرغم من تحديد األجر لبعض المهن‪ ،‬و طبيعة‬
‫الخدمة المقدمة بين الخدمة اإلدارية و الخدمة القضائية و مجال ارتباطها‪.‬‬
‫ليبقى القاسم المشترك هو الصفة كمحدد زمني الرتكاب الجريمة وفقا للفقرة ‪ 0‬من الفصل ‪ 002‬من ق‪.‬ج‪ ،‬و ارتباط الجريمة‬
‫لتشابه الخدمة المقدمة كما هو الحال بالنسبة لتحرير العقود و المحررات الرسمية و العرفية‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الصفة المهنية الحرة بين قيام الجريمة و تشديد العقوبة‬

‫يتأكد جليا أثناء البحث و محاولة بسط األسباب المؤثرة في العقوبة‪ ،‬من منطلق‬
‫خصوصيات المسؤولية الجنائية التي أقرت بخضوعها لتأثيرات و أسباب قد تنصرف لشخص‬
‫المجرم‪ ،‬و بعضها قد يرجع إلى الظروف المحيطة بالجريمة‪ ،‬و هو ما يصطلح عليه‬
‫بالجانب الشخصي والموضوعي للمسؤولية الجنائية‪.457‬‬

‫فشخصية المسؤولية الجنائية الذي أخد به المشرع المغربي إلى جانب شخصية العقوبة‪،‬‬
‫والتي يقصد به أن المسؤولية الجنائية ال تنصرف إال لمن يأتي شخصيا إحدى الوقائع‬
‫مع افتراض أهليته‪.459‬‬ ‫‪458‬‬
‫المحددة بموجب الفصل ‪ 310‬من مجموعة القانون الجنائي‬

‫فاألمر كله منحصر على الصفة الخاصة بالمهن القانونية و القضائية‪ ،‬فقد المشرع‬
‫المغربي عمل على حصر تطبيق األعذار القانونية المعفية من العقاب جزئيا أو كليا بموجب‬
‫النص المجرم و المعاقب على الفعل‪ ،‬و الذي ال يجد صداه في المقتضيات الزجرية الواردة‬
‫في قوانين هذه المهن‪ ،‬و معه يتضح أن المشرع الجنائي المغربي عمل على إبقائها في‬
‫النطاق العام للتجريم و العقاب من جهة‪ ،‬إال أنه من جهة أخرى فإن الصفة المهنية التي‬
‫يتمتع بها كل من المحامي و المفوض القضائي و العدل و الموثق و سائر باقي المهن‬
‫‪460‬‬
‫القانونية و القضائية إلى جانب المهن األخرى الحرة‪ ،‬تضفي نوعا من التفريد في العقوبة‬

‫‪ _457‬أحمد قيلش و آخرون‪ ،‬الوجيز في شرح القانون الجنائي العام‪ ،‬طبعة ‪ ،7119‬مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪ ،‬ص ‪.2.‬‬
‫‪ _458‬ينص الفصل ‪ 147‬من ق‪.‬ج ‪ " :‬كل شخص سليم العقل قادر على التمييز يكون مسؤوال شخصيا عن ‪:‬‬
‫الجرائم التي يرتكبها‪.‬‬
‫الجنايات أو الجنح التي يكون مشاركا في ارتكابها‪.‬‬
‫محاوالت الجنايات‬
‫محاوالت بعض الجنح ضمن الشروط المقررة في القانون للعقاب عليها‪.‬‬
‫وال يستثنى من هذا المبدأ إال الحاالت التي ينص فيها القانون صراحة على خالف ذلك"‪.‬‬
‫‪ _459‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬القسم العام‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪ 441‬و ‪.447‬‬
‫‪ _ 460‬يأتي الحديث على أن مفهوم تفريد العقوبة‪ ،‬هو كون العقوبة غير قارة و إنما هي في ميزان الحد األدنى واألقصى‬
‫حسب ظروف مرتكب الجريمة و شخصيته (كما هو األمر بالنسبة للصفة المهنية)‪ ،‬و كذلك تأثر هذه األخيرة بمالبسات‬

‫‪153‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫المقررة لهؤالء (أوال)‪ ،‬و على الخصوص فهي تأتي لتشديد العقوبة لكون من أؤتمن على‬
‫القيام بواجبه من هذه المهن متطلب فيه البقاء بعيدا عن الشبهة لكل سلوك خارج عن قواعد‬
‫الضبط االجتماعي سواء تم إيراده بمجموعة القانون الجنائي أو في النص المهني الخاص‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الصفة المهنية أساس تحقق المسؤولية الجنائية‬

‫سبق لنا تمييز صفة الموظف العمومي عن الصفة المهنية الحرة‪ ،‬و أيضا القول على‬
‫أن المهن القانونية و القضائية (موضوع دراستنا) مكنها المشرع المغربي من ميزة االستقاللية‬
‫و من االعتبار الحر بأداء المهام‪ ،‬بالرغم من االختالف الجوهري الطفيف بينها‪ ،‬بكونها إما‬
‫مهن قانونية و قضائية حرة (المحامي)‪ ،‬أو مهن قانونية حرة ذات طبيعة توثيقية (العدل و‬
‫الموثق) أو كمهن حرة مساعدة للقضاء (المفوض القضائي)‪ ،‬لكن الطرح موضوع دراستنا‬
‫يأتي للحديث عن مدى تطلب هذه الصفة المهنية لقيام أساس المتابعة الجنائية لكل فعل‬
‫زجره المشرع الجنائي المغربي‪.‬‬

‫و بما أن المقتضيات الزجرية الواردة في القوانين المنظمة لهذه المهن ال تثير أي‬
‫إشكال‪ ،‬سواء جاء نطاقه صريحا كما هو الحال بالنسبة لكافة األفعال المجرمة بموجبها‪،461‬‬

‫ارتكاب الفعل و مدى الخطر الذي قد يهدد المجتمع‪ ،‬و التي تبقى بيد القاضي في إطار سلطته التقديرية و اقتناعه‬
‫الوجداني‪.‬‬
‫للمزيد بشأن خصائص العقوبات راجع‪:‬‬
‫أحمد قيلش و آخرون‪ ،‬القانون الجنائي العام‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.112‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬أحمد قيلش و آخرون‪ ،‬علم اإلجرام و العقاب‪ ،‬طبعة ‪ ،7113‬مكتبة فضاء آدم للنشر و التوزيع‪-‬مراكش‪ ،‬ص‬
‫‪.142‬‬
‫‪ -‬نور الدين العمراني‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.714‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬القسم العام‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪ 314‬و ما يليها‪.‬‬

‫‪ _461‬و التي سبق لنا التطرق لبعض منها في هذا المبحث‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫أو التي يكون جزاؤها الجنائي محيال على القانون الجنائي بموجبها‪ ،462‬إال أن األمر قد‬
‫يختلف بالنسبة لنطاق الجرائم الواردة في مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬و التي تارة ما تؤكد على‬
‫شرط الصفة باألساس لقيام الجريمة و عناصرها التكوينية‪ ،463‬و تارة تترك نطاق الزجر عاما‬
‫دون قيد الصفة لقيام الفعل الجرمي المرتكب من المهني أثناء قيامه بمهامه أو بمناسبته‪.‬‬

‫و قد أحسن المشرع المغربي عندما أكد على أن قيام الجريمة من قبل الموظف‬
‫العمومي‪ ،‬له عنصر زمني محدد‪ ،‬لكن الخصوصية الزمنية المهمة هو امتدادها كجرائم‬
‫مستمرة إن كانت هذه الصفة هي التي سهلت له ارتكاب أو مكنته من تنفيذ الفعل المجرم‪ ،‬و‬
‫لو بعد انتهاء خدمته لسبب من األسباب‪.464‬‬

‫كما أن طبيعة المهام التي يزاولها أشخاص المهن القانونية و القضائية تبقى هي‬
‫المعيار األساسي في تحديد مسؤوليته الجنائية‪ ،‬فكافة االلتزامات الملقاة عليهم تشكل ركيزة‬
‫قيام المتابعة الجنائية بتحريك النيابة العامي للدعوى العمومية إلى جانب المتضرر‪ ،‬فهي‬
‫بمثابة أساس لقيام المسؤولية الجنائية ضد كل من العدل و الموثق و المفوض القضائي‪،‬‬
‫التي تعتبر ظرفا للتشديد من العقوبة ضدهم وفقا ما سنأتي على ذكره‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الصفة المهنية كظرف مشدد لعقوبة الجنائية‬


‫‪465‬‬
‫يأتي الحديث عن اعتبار الصفة من الظروف المشددة الشخصية في الجريمة‬
‫و التي تعود أساسا لمرتكب الفعل الذي يتمحور مركزه القانوني حسب دراستنا لكل من‬
‫المحامي والموثق و العدل و المفوض القضائي‪ ،‬كما أن المشرع المغربي و نظ ار لخطورة‬

‫‪ _462‬كما هو الحال بالنسبة لجريمة انتحال الصفة من قبل صاحب الصفة‪ ،‬و التي سبق لنا تناولها‪.‬‬
‫‪ _463‬مثاله جريمة تزوير المحرر الرسمي لكل من المحامي و العدل و الموثق‪.‬‬
‫‪ _464‬الفقرة الثانية من الفصل ‪ 773‬من ق‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ _465‬و هي من األسباب التي ترفع العقوبة‪ ،‬و نجذ إلى جانبها لحالة العود المحددة كنظام قانوني متصل بتفريد العقوبة‬
‫أيضا‪ ،‬بموجب مجموعة القانون الجنائي من الفصول ‪ 143‬إلى ‪ ، ،191‬أو أيضا عند تحقق تعدد الجناة أيضا‪.‬‬
‫للتوسع راجع ‪ :‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬القسم العام‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.134‬‬

‫‪155‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫اآلثار المرتبطة بها فقد أوالها اهتماما كبي ار سواء على المستوى الموضوعي أو اإلجرائي‪،466‬‬
‫حيث يبرز تحديدها الموضوعي للقانون وحده لكل ظرف مشدد مرتبط بالجنح أو‬
‫الجنايات‪.467‬‬

‫ضد أشخاص المهن القانونية‬ ‫‪468‬‬


‫حيث تبقى الغاية الكبرى من تشديد الجزاء الجنائي‬
‫والقضائية لما تنبني عليه هذه المهن من استحضار لقيم النزاهة و الثقة و األمانة‬
‫واالستقامة‪ ،‬فكل فعل جرمي يضرب عمق ما كرسه المشرع المغربي من دور فعال لها داخل‬
‫المجتمع لتحقيق األمن و السلم داخل المجتمع بشكل عام‪ ،‬مما يستدعي الضرب بتشدد على‬
‫كل من سولت له نفسه التعدي على حرمة و كرامة هذه المهن‪ ،‬و التصدي الحزم والصرامة‬
‫القانونية الجنائية عند إيقاع العقاب على صاحب الصفة‪.469‬‬

‫و ارتباطا بكون الصفة هي من أحد المظاهر التي تمثل لنا ظرفا للتشديد‪ ،‬فإن جانب‬
‫الخصوصية المتعلقة أساسا بالمسؤولية الجنائية أكد على مبدأ تعلق التشديد بشخص مرتكب‬
‫حسب الفصل ‪ 31.‬من مجموعة القانون‬ ‫‪470‬‬
‫الجرم دون من شاركه أو ساهم معه في ارتكابه‬
‫الجنائي‪ ،‬و التي تتصل بكل المالبسات المرافقة الرتكاب الجريمة وزمنها و ظروفها غير‬
‫العادية‪ ،‬لما فيه إال خروج عن خاصية المساواة في العقوبة الذي يستوجب التجريد و‬
‫العمومية بالرغم من اختالف المراكز القانونية لمرتكبي األفعال المجرمة داخل المجتمع‪.471‬‬

‫‪ _466‬وفقا لما سنأتي على تناوله بخصوص خصوصية المتابعة الجنائية ضد أشخاص المهن القانونية و القضائية‪.‬‬
‫‪ _467‬الفصل ‪ 144‬من ق‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ _ 468‬يرى الققه الجنائي المغربي أن المقصود بالجزاء الجنائي هو كل أقره المشرع المغربي من عقوبات و تدابير وقائية‬
‫كأثر مباشر للتصدي للجريمة‪ ،‬كرد فعل من الدولة التي تحتكر كليا مهمة تشريعه و كذلك تنفيذه‪.‬‬
‫للمزيد راجع‪ :‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬شروح في القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية‪-‬الجزء األول‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ _469‬للتوسع حول مبررات تشديد الجزاء بالنسبة لموثقي المحررات الرسمية‪ ،‬راجع ‪ :‬عبد الحق مغار‪ ،‬م‪.‬س‪ 41 ،‬وما‬
‫يليها‪.‬‬
‫‪ _470‬أحمد قيلش و آخرون‪ ،‬القسم العام‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪11.‬‬
‫‪ _471‬أحمد قيلش و آخرون‪ ،‬القسم العام‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪156‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫و المالحظ من خالل استقراء مضامين المقتضيات الزجرية التي سبق لنا تناولها‪،‬‬
‫والمشكلة للجزاء الجنائي ضد أشخاص المهن القانونية و القضائية‪ ،‬أن كل من القوانين‬
‫المنظمة لتلك المهن ليعمل المشرع الجنائي المغربي على تشديد العقوبة لصفة المهني‬
‫بموجب قانونه الخاص‪ ،‬و ال حتى ما له عالقة ببعض الجنح بنص اإلحالة بموجب النص‬
‫المنظم للمهنة كإفشاء السر المهني أو انتحال الصفة‪ ،‬و إنما ترك ذلك لنص القانون الجنائي‬
‫باألساس كما هو الحال بالنسبة لجرائم التزوير المتصلة بالمحررات الرسمية أو جريمة الغدر‬
‫كجنايات بصفته تلك أثناء مزاولته لمهامه و ليس كموظف عمومي‪ ،472‬وانما فقط من جانب‬
‫المماثلة في العقوبة كظرف مشدد راجع لصفتهم تلك‪.‬‬

‫ولنجد بالخصوص أن ما أكده المشرع المغربي من ظروف تشديد ترجع لصفة مرتكبها‬

‫في جرائم األموال الواردة في الباب التاسع من نفس القانون يتمثل أساسا في جريمة خيانة‬

‫أساسا المؤكدة على التشديد لصفة المهني ألشخاص المهن لكل من المحامي أو‬ ‫‪473‬‬
‫األمانة‬

‫العدل أو الموثق بحكم وظيفتهم باعتبارهم حارسين للودائع‪ ،‬دون الجرائم األخرى كالنصب أو‬

‫‪ _ 472‬بالرغم من أن المشرع المغربي توسع في تفسير مفهوم الموظف العمومي‪ ،‬إال أننا ال نوافق على منح صفة الموظف‬
‫العمومي من الجانب الزجري للمهن القانونية و القضائية‪ ،‬و ذلك وفقا لما سبق لنا دراسته و تحليله أثناء الحديث عن تلك‬
‫الجدل ية‪ ،‬لما فيه من مصلحة عامة و خاصة بهذه المهن ذات الطبيعة الحرة‪ .‬اللهم فقط إن كان التشديد آتيا بإحالة النص‬
‫المهني و ليس األخد بتفسير القاعدة الموضوعية الجامد تفسي ار مخالفا لمبدأها‪ ،‬و لما قد يترتب عليه من مزاجية أثناء‬
‫التطبيق و التأويل القضائي‪.‬‬
‫‪ _473‬تعد جريمة خيانة األمانة انتهاكا لحق ملكية الغير عن طريق خيانة عنصر الثقة‪ ،‬لغاية دفعت المشرع المغربي على‬
‫غرار باقي التشريعات الوطنية من أجل التصدي لهذه الجريمة‪.‬‬
‫للتوسع راجع‪ :‬سناء الشايب‪ ،‬الحماية الجنائية للعقود المدنية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في المنازعات و المهن القانونية‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية أكادير‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،7112/7112‬ص ‪..7‬‬

‫‪157‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫و ال‬ ‫‪476‬‬
‫وفقا للفصل ‪ 2-432‬من القانون الجنائي‬ ‫‪475‬‬
‫أو غسل األموال‬ ‫‪474‬‬
‫عدم تنفيذ عقد‬

‫حتى جرائم الشيك‪.477‬‬

‫فتشديد العقوبة فعال‪ ،‬هو راجع لطبيعة المهام المسند القيام بها من طرف أشخاص‬
‫المهن القانونية و القضائية و هو ما يرجح كفة الصفة المهنية على صفة الموظف العمومي‬
‫لما فيه من خصوصية الحقة بالقانون المتعلق بهذه المهن القانونية و القضائية‪ ،‬والتي يقصد‬
‫بها‪-‬أي الصفة المهنية‪ -‬حسب رأينا‪" :478‬يعد مهنيا من المهن القانونية والقضائية عند‬
‫تطبيق أحكام التشريع الجنائي‪ ،‬كل ذا صفة مهنية من هذه المهن الحرة والمستقلة التي‬
‫نظمها القانون وحدد اختصاصاتها‪ ،‬و عهد ألشخاصها القيام بمهام مساعدة للقضاء أو بمهام‬
‫توثيقية مقابل أجر محدد أو غير محدد‪ ،‬إسهاما منها في تحقيق األمن القانوني والقضائي و‬

‫‪_474‬حسب نص الفصل ‪ 441‬من ق‪.‬ج و الذي جاء فيه ‪ " :‬من تسلم مقدما مبلغا من أجل تنفيذ عقد‪ ،‬ثم رفض تنفيذ هذا‬
‫العقد أو رد تلك المبالغ المسبقة‪ ،‬دون عذر مشروع‪ ،‬يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر و غرامة من مائتين إلى‬
‫مائتين و خمسين درهما"‪.‬‬
‫‪ _ 475‬كما هو الحال بالنسبة للموثق في التشريع الجنائي الفرنسي‪ ،‬الذي عاقب هذا األخير عند ارتكابه لجريمة غسيل‬
‫األموال و التي يخلو منها تشريعنا المغربي‪ ،‬حيث تشدد المشرع الجنائي الفرنسي بموجب قانون المسطرة الجنائية بموجب‬
‫الفصل ‪ 7-473‬البند األول منه‪ ،‬عن عقوبة الجريمة األصلية‪ ،‬بالسجن ل ‪ 11‬سنوات و غرامة مالية تصل ‪ 241‬ألف‬
‫أورو‪.‬‬
‫راجع ‪ :‬خليل الخيامي‪ ،‬طبيعة القواعد الزجرية في قوانين المهن القضائية – التوثيق العصري و المحاماة نمودجا ‪ ،-‬رسالة‬
‫لنيل دبلوم الماستر‪ -‬لماستر المنظومة الجنائية و الحكامة األمنية‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‬
‫أكادير‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬الموسم الجامعي ‪ ،7112/7112‬ص ‪.49‬‬
‫‪ _ 476‬و الذي يبقى أقرب للتطبيق على المهن التوثيقية كالمحامي و الموثق و العدل‪ ،‬و الذي ينص الفصل ‪ 3_423‬من‬
‫ق‪.‬ج على أنه ‪ " :‬ترفع عقوبات الحبس و الغرامة إلى الضعف‪:‬‬
‫‪ -‬عندما ترتكب الجرائم باستعمال التسهيالت التي توفرها مزاولة نشاط مهني؛‪."..‬‬
‫‪ _477‬وفقا للفصلين ‪ 419‬و ‪ 412‬من مدونة التجارة‪ .‬الظهير الشريف رقم ‪ 11.9124‬الصادر في ‪ 14‬من ربيع األول‬
‫‪ 1312‬الموافق بفاتح أغسطس ‪ 1..9‬بتنفيذ القانون رقم ‪ ،141.4‬و المنشور بالجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 1.‬جمادى األولى‬
‫‪ 1312‬الموافق ل ‪ 4‬أكتوبر ‪ ،1..9‬عدد ‪ ،3312‬ص ‪.7122‬‬
‫‪ _ 478‬محاولة منا لوضع تعريف جامع و مانع مشابهه لما أورده المشرع المغربي بموجب الفصل ‪ 773‬من ق‪.‬ج‪ ،‬يميز‬
‫صفة أشخاص المهن القانونية و القضائية عند صفة الموظف العمومي‪ ،‬حسب التشريع الجنائي المغربي‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫التعاقدي لألفراد داخل المجتمع‪ ،‬و تراعى هذه الصفة المهنية مبدأ زمن ارتكاب الجريمة ولو‬
‫بعد انتهاء الخدمة إن كانت هي التي سهلت له ارتكاب الفعل"‪.‬‬

‫و من جانب تطبيقات العمل القضائي المغربي فقد تم التأكيد على أنه و بالرغم هذا‬
‫االعتبار الراجع للصفة المهنية‪ ،‬فهذا ال يعني على أنهم لن يتم تمتيعهم بظروف للتخفيف‬
‫المتصلة بتفريد العقوبة و الراجع في أمر تقديرها لقضاء الموضوع نظ ار لظروفهم الشخصية‬
‫أو لعدمية السوابق‪ ،479‬و معه القول بتمتيعهم بالظروف القضائية المخففة‪ ،‬بالرغم من أن‬
‫المشرع شدد العقوبة المقررة لتلك الجرائم التي يأتيها أشخاص المهن القانونية و القضائية و‬
‫ذلك لصفتهم تلك وفقا لتحديد القانون‪ ،480‬و هو ما أكدته محكمة النقض‪-481‬المجلس األعلى‬
‫سابقا‪ -‬في الملف جنحي رقم ‪ 3131/8/1/0...‬الصادر بتاريخ ‪ 1.‬سبتمبر ‪ .."،0..1‬أن‬
‫المحكمة المصدرة للقرار ضد المفوض القضائي والتي قضت بتأييد الحكم االبتدائي القاضي‬
‫باإلدانة من أجل جنحة خيانة األمانة و عدلت العقوبة المحكوم بها تكون قد استعملت‬
‫سلطتها التقديرية المخولة لها قانونا و عللت ظروف التخفيف عندما متعت بها المطلوب‬
‫بالقول بانعدام سوابقه ولظروفه االجتماعية‪ ،"..‬و معه األخد بآخر ما أدرج كتدرج حسب‬
‫بالرغم من صفة المفوض القضائي كمهني‪.‬‬ ‫‪482‬‬
‫الفصل ‪ 383‬من القانون الجنائي‬

‫لكن األمر يختلف بالنسبة لجريمة النصب حيث لم يتطلب فيها األخد بالصفة المتصلة‬
‫بأحد أشخاص المهن القانونية و القضائية و إنما صفة التجارية للقول بتشديد العقوبة‪،483‬‬

‫‪ _479‬كحاالت للعود وفقا للفصول ‪ 143‬إلى ‪ 191‬من ق‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ _480‬الفصلين ‪ 147‬و ‪ 144‬من ق‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ _481‬قرار صادر عن المجلس األعلى‪-‬محكمة النقض‪ -‬رقم ‪ 1334/4‬المؤرخ في ‪ 41‬سبتمبر ‪ ،711.‬في الملف الجنحي‬
‫رقم ‪ ، 1414/9/4/7112‬المنشور بسلسلة إلصدارات المكتب الفني لمحكمة النقض‪ ،‬مهنة المفوض القضائي في ضوء‬
‫ق اررات محكمة النقض‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.799‬‬
‫‪ _482‬راجع الفصل ‪ 191‬من ق‪.‬ج‪ ،‬المتعلق بتحديد التدرج عند اجتماع ظروف التخفيف و التشديد‪.‬‬
‫‪ _483‬حيث نص الفصل ‪ 432‬من ق‪.‬ج ‪ " :‬يعد مرتكبا لجريمة النصب و يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات‬
‫وغرامة من خمسمائة إلى خمسة آالف درهم‪ ،‬من استعمل االحتيال ليوقع شخصا في الغلط بتأكيدات خادعة أو إخفاء وقائع‬

‫‪159‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫وهو ما أكده قرار لقضاء محكمة النقض متصل بارتكاب محام لها‪ ،‬بتاريخ ‪ 3./.3/30‬تحت‬
‫عدد ‪ 28‬في الملف الجنحي عدد ‪ ،3032./8/3./33‬ليؤكد على أن " ‪ ..‬تهمة النصب‬
‫تكون ثابتة في حق المحامي الذي ثبت تسلمه مبلغا ماليا قصد التدخل لتخفيض العقوبة‬
‫الحبسية المحكوم بها مستغال مهنته كمحام إليقاع المشتكي في الغلط بتأكيدات خادعة دفعت‬
‫به إلى تسليمه المبلغ المالي المذكور‪ ،484"..‬دون اعتبار للصفة المهنية عكس ما أقره‬
‫المشرع المغربي بالنسبة لجريمة خيانة األمانة المشددة بصريح الفصل ‪ 423‬من نفس‬
‫القانون‪.485‬‬

‫صحيحة أو استغالل ماكر لخطأ وقع فيه غيره‪ ،‬و يدفعه بذلك إلى أعمال تمس مصالحه أو مصالح الغير المالية بقصد‬
‫الحصول على منفعة مالية له أو لشخص آخر‪.‬‬
‫و ترفع عقوبة الحبس إلى الضعف و الحد األقصى للغرامة إلى مائة ألف درهم‪ ،‬إذا كان مرتكب الجريمة أحد األشخاص‬
‫الذين استعانوا بالجمهور في إصدار أسهم أو سندات أو أذونات أو حصص أو أي أوراق مالية متعلقة بشركة أو مؤسسة‬
‫تجارية أو صناعية"‪.‬‬
‫‪ _484‬قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 7./7/17‬تحت عدد ‪ 73./11‬في الملف الجنائي عدد ‪ ،14327/11‬منشور‬
‫بمجلة الملف عدد ‪ ،71‬ص ‪ 194‬و ما بليها‪ ،‬و لدى‪ :‬محمد بلفقير‪ ،‬مجموعة القانون الجنائي و العمل القضائي المغربي‪،‬‬
‫م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.449‬‬
‫‪ _485‬إدريس الحياني‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.124‬‬

‫‪160‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬خصوصيات حضور النيابة العامة أثناء تفعيل القواعد‬


‫المسطرية الجنائية‬
‫يأتي التأكيد على أهم ما يمكن التطرق له بخصوص ما أفرده المشرع المغربي من‬
‫خصوصيات مسطرية ذات الصلة بمرحلة ما قبل المحاكمة‪ ،‬و معه بزور الدور األصيل‬
‫للنيابة العامة في إقامة و تحريك الدعوى العمومية ضد كل من المحامي و الموثق والعدل‬
‫و المفوض القضائي‪ ،‬و أيضا ما أقره المشرع المغربي من خصوصيات تختلف عن األحوال‬
‫العادية باعتبارها ضمانات مسطرية أثناء مرحلة البحث التمهيدي‪ ،‬بالرغم من اختالف إحاطة‬
‫قوانين هذه المهن موضوع دراستنا بها (المطلب األول)‪ ،‬و كذلك ما يلحق ذلك أثناء التحقيق‬
‫اإلعدادي أو أمام القضاء الجنائي من خصوصيات تجد صلتها بهذه المهن‪ ،‬مرو ار آلثار‬
‫المتابعة الجنائية على المتابعة التأديبية و مدى اتصال األولى بالثانية (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الخصوصيات اإلج ارئية للمتابعة الجنائية تجاه المهنيين أثناء‬
‫البحث التمهيدي‬
‫أكد المشرع المغربي على الدور البارز للنيابة العامة أثناء مرحلة البحث التمهيدي‬
‫بموجب قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬فهي الجهة الرئيسية التي تعمل على تسيير الدعوى‬
‫العمومية وتتبع كافة المراحل التي قد تصل إليها‪ ،‬لكن الحديث عن المهن يقتضي استحضار‬
‫نوع من الخصوصية قد تجد أساسها بموجب القوانين المنظمة لها أو بموجب المرجع‬
‫األساسي المتمثل في قانون المسطرة الجنائية المغربي‪.‬‬

‫و قد عملنا على محاولة اإلحاطة بهذا الجانب من خالل التطرق إلى خصوصية‬
‫اإلقامة والتحريك تجاه المهن القانونية و القضائية من قبل النيابة العامة أساسا‪ ،‬و أيضا‬
‫طرح إشكال ارتباطه أثرهما على مسطرة اإليقاف المؤقت‪ ،‬و أيضا ما منحه المشرع المغربي‬
‫من صالحيات للهيئات و المجالس المهنية أثناء هذه المرحلة و طبيعة تدخلها (الفقرة‬

‫‪161‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫األولى)‪ ،‬على أن يكون االتصال مباش ار بمرحلة التحريك و ما يصاحبه من ضمانات‬


‫مسطرية أثناء مرحلة االشتباه أو االتهام و ذلك في (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬خصوصية إقامة و تحريك الدعوى العمومية تجاه أشخاص المهن‬
‫القانونية والقضائية‬

‫تتجلى الخصوصية الرئيسية في مرحلة اإلقامة و تحريك الدعوى العمومية من قبل‬


‫النيابة العامة كأثر على المهني المتابع لما أكد عليه المشرع المغربي بسلوك مسطرة اإليقاف‬
‫المؤقت من طرف النيابة العامة و فعاليتها إلى حين البت في الدعوى الجنائية الجارية ضد‬
‫أشخاص المهن القانونية و القضائية (أوال)‪ ،‬ثم التطرق لطبيعة تدخل الهيئات و المجالس‬
‫المهنية أثناء تحريك النيابة العامة للمتابعة ضد أحد أف اردها (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أثر ممارسة النيابة العامة لمسطرة إليقاف المؤقت على سير الدعوى العمومية‬

‫أكد قانون المسطرة الجنائية على أن اإلطار العام المسطري المرتبط بتوقيع العقوبة‬
‫على مرتكب الجريمة يترتب عنه آثار متعددة‪ ،‬فاألثر األول يتمثل في إقامة الدعوى العمومية‬
‫لتطبيق الجزاء الجنائي وأيضا إقامة الدعوى المدنية التابعة قصد المطالبة بالتعويض عن‬
‫الضرر الذي له عالقة سببية مباشرة بالفعل الجرمي‪ ،486‬أما من جانب الجهاز المحرك لها‪-‬‬
‫أي النيابة العامة‪ -‬و الممثل للمجتمع في إيقاعه‪ ،‬فقد منحها المشرع المغربي سلطة أصيلة‬
‫إلقامة هذه األخيرة و السهر على تطبيق القانون‪ ،487‬و معه منحها حق تحريكها بممارسة‬
‫كافة األبحاث المرتبطة به ا و ما يلحق ذلك من مراحل قبل و أثناء و بعد المحاكمة كآثار‬
‫الحقة إلثارة المسؤولية الجنائية المهنية‪ ،‬و ذلك في كل ما يصل إلى علمها من مخالفات‬

‫‪ _486‬المادة ‪ 7‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ _487‬حسب المادة ‪ 4‬من ق‪.‬م‪.‬ج فقرتها الثانية و كذلك المادة ‪ ،49‬و الذي يجد مبدأه الدستوري بموجب الفقرة ‪ 7‬من‬
‫الفصل ‪ 111‬من دستور المملكة ‪ 7.‬يوليو ‪ 7111‬الذي جاء فيه‪ " :‬يجب على قضاة النيابة العامة تطبيق القانون‪."..‬‬

‫‪162‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫مجرمة مع مراعاة األسلوب التقديري‪-488‬أي أسلوب مالئمة المتابعة‪ -‬المعتمد من قبل‬


‫المشرع المغربي بموجب هذا القانون‪.489‬‬

‫و لئن كانت عملية التثبت أساسية في فحص مشروعية المتابعة الجنائية من خالل‬
‫كافة مهام البحث و التحري التي يشرف عليه القضاء الواقف‪-‬النيابة العامة‪ ،-‬فال شك أن‬
‫عملية فحص مالئمة المتابعة يقتضي منها العمل على تكييف الفعل المرتكب و ربطه‬
‫بأساسه القانوني المجرم له حتى يتسنى له إحالة النظر على القضاء الجالس‪ ،490‬لكن‬
‫الخصوصية الجلية و المتصلة بفحص مشروعية اإلقامة قبل التحريك في مواجهة أشخاص‬
‫المهن القانونية و القضائية‪ ،‬تتمثل في ما أقره المشرع المغربي من أدوار أخرى لها من األثر‬
‫على المسار المهني ككل لهذه المهن‪ ،‬كأعمال للرقابة‪ ،‬و كذلك إبان تحريك المتابعة التأديبية‬
‫وفقا للقوانين المنظمة لكل من مهن المحاماة و المفوض القضائي والموثق و العدل‪.‬‬

‫و عليه فإن هذا األمر جاء ليؤكد على أن أثر ارتكاب الفعل الجرمي الذي يأتي عليه‬
‫أحد هؤالء المهنيين‪ ،‬يعطي للنيابة العامة إضافة إلى حقها في إقامة و تحريك الدعوى‬
‫العمومية‪ ،‬استتباعه بمكنة إيقاف المهني مؤقتا عن مزاولة مهامه كأثر الحق بالمتابعة‬
‫الزجرية‪ ،‬و التي أقرها المشرع المغربي كصالحية للوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف‬

‫‪ _488‬يقصد باألسلوب التقديري‪ :‬األسلوب الذي ال يفرض على النيابة العامة تحريك الدعوى العمومية في كل ما تتلقاه‬
‫كمداخل لتحريكها كالشكايات أو الوشايات أو المحاضر تفيد اقتراف جريمة من طرف شخص ما‪ ،‬و لكن لها سلطة تقديرية‬
‫في التحريك من عدمه‪.‬‬
‫و الذي يقابله األسلوب القانوني و الذي يقصد به ‪ :‬النهج الذي يوجب على النيابة العامة تحريك الدعوى العمومية بمجرد‬
‫علمها بارتكاب الجريمة ضد مرتكبها و المنسوبة إليه بمحاضر أو تقارير أو بوشاية أو شكاية‪ ،‬و بالرغم من عدم كفاية أدلة‬
‫اإلدانة‪ ،‬حيث يبقى مجرد الشك موجب للمتابعة‪.‬‬
‫للتوسع راجع‪ :‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬شرح في القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية‪-‬الجزء األول‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ _489‬حسب الفقرة األولى من المادة ‪ 31‬من ق‪.‬م‪.‬ج و الفقرة الرابعة من المادة ‪ 3.‬منه‪ ،‬لكل من وكيل الملك و الوكيل‬
‫العام للملك‪.‬‬
‫‪ _490‬أحمد الخمليشي‪ ،‬شرح قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬الطبعة األولى لسنة ‪ ،1.24‬مكتبة المعارف‪-‬الرباط‪ ،‬ص ‪.72‬‬

‫‪163‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫بالنسبة لما تم تأكيده بموجب المادة ‪ 2.‬من قانون خطة العدالة‪491‬وأيضا المادة ‪ 3.‬من‬
‫قانون التوثيق‪ ،492‬والمادة ‪ 88‬من قانون المحاماة الذي يقدم بموجبه هذا األخير طلبا لمجلس‬
‫الهيئة‪ ،493‬إضافة للمادة ‪ 12‬من القانون المنظم لمهنة المفوضين القضائيين الذي أفردها‬
‫كصالحية متصلة بالمركز القانوني للمهني المتابع‬ ‫‪494‬‬
‫لوكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية‬
‫جنائيا‪.‬‬

‫لكن اإلشكال المثار بهذا الخصوص‪ ،‬هو مدى إمكانية أو وجوبية تفعيل إجراء اإليقاف‬
‫المؤقت من قبل النيابة العامة عند كل إخالل ذو طبيعة جرمية يأتي على ارتكابه أحد‬
‫أشخاص المهن القانونية والقضائية؟ و هل يتطلب األمر تحقق درجة معينة من الخطورة‬
‫الجرمية حتى يتسنى ترتيب هذا األثر؟‬

‫ليأتي القول على أن المشرع المغربي و بموجب القوانين المنظمة لمهنة المحاماة‬
‫والمفوضين القضائيين وخطة العدالة ثم التوثيق‪ ،‬أكد على أن األمر يرجع للسلطة التقديرية‬
‫قصد تقدير خطورة الفعل الجرمي المرتكب كمعيار غير مقيد للنيابة العامة‪،‬‬ ‫‪495‬‬
‫لهذه األخيرة‬
‫وهذا راجع لكون هاته القوانين أتت بهذه المكنة على سبيل الجواز و ليس اإللزام‪ ،‬وبالتالي‬
‫فإن األمر مرتبط تحققه بما قد يأتيه المهني من أفعال منافية للضوابط المهنية نظ ار لموقعه‬

‫‪ _491‬حسب الفقرة األولى من المادة ‪ 32‬من القانون ‪ 19114‬التي جاء فيها ‪ " :‬يمكن للوكيل العام للملك‪ -‬كلما فتحت‬
‫متابعة تأديبية‪ ،‬أو جنحية أو جنائية‪ ،‬ضد عدل‪ -‬أن يوقفه مؤقتا عن عمله بإذن من وزير العدل"‪.‬‬
‫‪ _492‬المادة ‪ 22‬من القانون ‪.4711.‬‬
‫‪ _493‬المادة ‪ 99‬من القانون ‪.72112‬‬
‫‪ _494‬بالرغم من عدد صراحة المادة ‪ 43‬من القانون ‪ ،21114‬التي جاءت بمصطلح اإلخالل الخطير دون بيان لطبيعته‬
‫التأديبية أو الجنحية أو الجنائية‪ ،‬و التي ربطته بتحريك المتابعة التأديبية دون الزجرية‪.‬‬
‫‪ _495‬باختالف مركزها في تفعيل هذا األثر‪ ،‬أي الوكيل العام للملك بالنسبة لكل من العدول و الموثقين‪ ،‬و وكيل الملك‬
‫بالنسبة للمفوضين القضائيين‪ ،‬و مجلس الهيئة بالنسبة للمحامين‪ ،‬الذي يتقدم بموجبه الوكيل العام للملك بطلب فقط يوجه‬
‫لهذا األخير‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫الذي يفترض فيه التحلي بالنزاهة واالستقامة و التقييد بأعراف و ضوابط المهنة و االبتعاد‬
‫عن المحظور‪ ،‬هذا مع التأكيد على قرينة البراءة األصلية‪.496‬‬

‫و معه تبرز أهمية وقوف ممثل النيابة العامة على دراسة الوقائع واألفعال المنسوبة‬
‫لهذا المهني أساسا كمرحلة سابقة تربط بين اإلقامة و التحريك للمتابعة الزجرية‪ ،‬نظ ار للصفة‬
‫المهنية التي تميزه عن سائر األفراد ليتخد ما يراه مالئما سواء بالمتابعة و اإلحالة على‬
‫قاضي التحقيق أو قاضي الحكم أو اتخاذ قرار الحفظ النعدام العنصر الجرمي‪ ،‬فهذا األمر‬
‫ل ه القانون المهني تنظيما قانونيا و هذا راجع لكون المشرع المغربي قد أخد‬ ‫ال يجد‬
‫باألسلوب التقديري في المتابعة بخصوص إلزامية اإليقاف تزامنا مع المتابعة الزجرية‪ ،‬وهو‬
‫ما سبب نوعا من التباين أثناء الممارسة العملية بين اتسام هذه العملية بالبطء أو السرعة في‬
‫اتخاذ قرار تحريك الدعوى العمومية من عدمه‪ ،‬دون الوقوف على التثبت من وجود قرائن‬
‫كافية للمتابعة الجنائية‪.‬‬

‫و هو ما تم تداركه من خالل إصدار مجموعة من المناشير و الدوريات الو ازرية ذات‬


‫الصلة بهذا الخصوص‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لمنشور و ازرة العدل عن مديرية الشؤون‬
‫المدنية الصادر بتاريخ ‪01‬مارس ‪ ،4970.30‬و الموجه إلى الوكالء العامين ووكالء الملك‬
‫في موضوع متابعة المفوضين القضائيين أمام القضاء الجنائي‪ ،‬الذي جاء في ثناياه الحرص‬
‫على إجراء تحر شامل من قبل النائب الملم بقضايا المهنة‪ ،‬للتأكد من توفر قرائن و أدلة‬
‫توجب فتح المتابعة الزجرية‪ ،‬قبل كل إحالة للمفوض القضائي المشتكى به على الشرطة‬
‫القضائية أو مصلحة الدرك لتعميق البحث‪ ،‬و كان هدف هذا المنشور هو الحد من السرعة‬
‫في اتخاذ قرار النيابة ا لعامة بالمتابعة‪ ،‬بعد أن سبق لو ازرة العدل إصدار منشور لنفس الغاية‬
‫تحت عدد ‪ 1.‬س ‪ 0‬المؤرخ ‪.0..8/.1/.3‬‬

‫‪ _496‬وفقا للمادة ‪ 1‬من ق‪.‬م‪.‬ج التي تجد مبدأها الدستوري في الفصل ‪ 11.‬من دستور ‪.7111‬‬
‫‪ _497‬منشور عدد ‪ 14‬س ‪ 7‬الصادر عن و ازرة العدل قسم مساعدي القضاء بمديرية الشؤون المدنية‪ ،‬بتاريخ ‪ 74‬مارس‬
‫‪ 7117‬بالرباط‪ ،‬في موضوع متابعة المفوضين القضائيين أمام القضاء الجنائي‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫و هو نفس األمر الذي جاء تأكيده بالنسبة لمهنة خطة العدالة‪ ،‬بعد أن أصبحت‬
‫الشهادات اللفيفية تؤرق عمل أشخاص هذه المهنة‪ ،‬حيث تعتمد النيابات العامة عليها كسند‬
‫موجب لتحريك الدعوى العمومية‪ ،‬مما دفع بالهيئة الوطنية إلى إصدار بيان استنكاري في‬
‫المتابعات القضائية ضد العدول‪ ،‬و الموجه إلى و ازرة العدل باعتبارها جهة إشراف على‬
‫النيابة العامة فيما اتصل بتنفيذ السياسة الجنائية قبل متم السابع من أكتوبر لسنة ‪،4980.33‬‬
‫وفقا للدورية الصادرة عن مديرية الشؤون الجنائية و العفو التابعة لو ازرة العدل‪.499‬‬

‫إلى درجة أن أثر المتابعات على المهن القانونية و القضائية‪ ،‬دفع بو ازرة العدل إلى‬
‫توجيه منشور آخر ذا صلة مهنة المحاماة‪ ،500‬يؤكد على عمل النيابات العامة بالمحاكم‬
‫العادية الزجرية القيام بإشعار و ازرة العدل بوقائع قضايا هذه المتابعة الزجرية معززة بوجهة‬
‫نظرها قبل اتخاذ أي قرار يقضي بمتابعة المحامين‪.‬‬

‫مما خلق معه األمر نوعا من الخضوع للتسلسل الرئاسي‪ ،‬أثناء العمل القضائي للنيابة‬
‫العامة بخصوص تحريك الدعوى العمومية ضد أشخاص المهن القانونية و القضائية وعلى‬
‫آخر لوزير العدل سنة ‪0.3.‬‬ ‫‪501‬‬
‫الخصوص مهنة المحاماة‪ ،‬و هو ما أكده منشور‬

‫‪ _ 498‬و هذا قبل نقل صالحية وزير العدل في اإلشراف على النيابة العامة إلى الويل العام للملك بصفته رئيسا لهذه األخيرة‬
‫بموجب القانون ‪ ، 44112‬بالرغم من حسمنا في مسألة عدم تأثر إشراف و ازرة العدل حاليا فيما يتعلق بمراقبة المهن القانونية‬
‫و القضائية وفقا لمنشور رئيس النيابة العامة المؤرخ في ‪ 0‬يناير ‪ ،0.3.‬و كون هذا التوجه هو األنسب و األسلم تأكيدا لما‬
‫نصت عليه مختلف المقتضيات المنظمة لهذه المهن و مراسيمها التطبيقية‪ ،‬وفقا لما سبق لنا تحليله في الفصل األول من‬
‫هذا البحث‪.‬‬
‫‪ _499‬دورية عدد ‪ 74‬س ‪ 4‬بتاريخ ‪ 14‬سبتمبر ‪ ،7112‬الصادرة عن مديرية الشؤون الجنائية و العفو التابعة لو ازرة العدل‪،‬‬
‫الموجهة إلى النيابة العامة للمحاكم االبتدائية و االستئناف‪ ،‬حول المتابعات المثارة في حق العدول‪ ،‬و الذي أكد على موافاة‬
‫الو ازرة المكلفة بقطاع العدل بآراء النيابات العامة بهذا الخصوص على وجه االستعجال‪ ،‬قصد العمل على عقد يوم دراسي‬
‫في الموضوع‪.‬‬
‫‪ _500‬دورية عدد ‪ 14‬س ‪ 4‬بتاريخ فاتح يونيو ‪ ،7111‬من مديرية الشؤون الجنائية و العفو التابعة لو ازرة العدل‪ ،‬والموجهة‬
‫إلى الوكالء العامين للملك و وكالء الملك بالمحاكم العادية الزجرية‪ ،‬المتعلق بمتابعة السادة المحامين‪.‬‬
‫‪ _501‬منشور صادر عن وزير العدل و الحريات‪ ،‬عدد ‪ 9‬س ‪ 4‬المؤرخ في ‪ 74‬فبراير ‪ 7117‬بالرباط‪ ،‬الموجه إلى النيابات‬
‫العامة بالمحاكم الزجرية‪ ،‬حول الشكايات المقدمة في مواجهة السادة المحامين‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫بخصوص بطء معالجة الشكايات الموجهة ضد المحامين بخصوص الشيكات بدون مؤونة‪،‬‬
‫و معه المطالبة بتسريع وثيرة البت داخل أجل معقول مع احترام المسطرة القانونية‪ ،‬و هو‬
‫آخر متصل بالموثقين‬ ‫‪502‬‬
‫نفس األمر نفسه المتخذ بعد إصدار منشور وزاري سنة ‪0.30‬‬
‫بخصوص التسريع من عملية المعالجة للشكايات المتخذة ضدهم‪ ،‬و على الخصوص ما‬
‫اتصل بالتزوير‪ ،‬ومعه العمل على اتخاذ القرار المناسب و المالئم داخل أجل معقول‪.‬‬

‫أما بالنسبة آلجال اإليقاف المؤقت ألشخاص المهن موضوع دراستنا‪ ،‬حيث عمل‬
‫المشرع المغربي على تحديدها بموجب قوانين هذه المهن‪ ،‬وذلك في حالة تحريك النيابة‬
‫العامة للمتابعة الجنائية ضدهم‪ ،‬لكنه أبرز نوعا من التباين الراجع لخطورة الجريمة‪ ،‬حيث‬
‫أكد في القانون المنظم لمهنة المحاماة على أنه ال يمكن أن تتجاوز مدة اإليقاف سنة‬
‫إن توبع المحامي في حالة سراح‪ ،504‬لكن تجاوز هذه المدة قد يتحقق في حالة‬ ‫‪503‬‬
‫كاملة‬
‫متابعة النيابة العامة له في حالة اعتقال دون األخذ بعين االعتبار لنوع الجريمة‪ ،‬كما أن‬
‫انتهاء مفعول اإليقاف يكون بقوة القانون بمجرد التصريح ببراءته بالرغم من عدم نهائية‬
‫المقرر لعدم التوضيح التشريعي بهذا الخصوص‪ ،505‬و يبقى لمجلس الهيئة وحده حق رفع‬
‫المنع المؤقت إما تلقائيا أو بطلب من المحامي المتابع جنائيا‪.506‬‬

‫ليأتي التوضيح بار از من المشرع المغربي بموجب القانون ‪ 10..1‬و ‪ 38..1‬المنظمين‬


‫للتوثيق و لخطة العدالة على التوالي‪ ،‬بنوع من التحديد الراجع لخطورة الجريمة كمعيار‬

‫‪ _502‬رسالة دورية صادرة عن وزير العدل و الحريات‪ ،‬عدد ‪ 121‬س ‪ 4‬بتاريخ ‪ 41‬مارس ‪ ،7117‬الموجهة إلى النيابات‬
‫العامة بالمحاكم الزجرية‪ ،‬بخصوص البث في الشكايات المقدمة في مواجهة السادة الموثقين‪.‬‬
‫‪ _503‬أكدت المادة ‪ 111‬من قانون المحاماة على أنه ‪ " :‬تكون جميع اآلجال المنصوص عليها في هذا القانون كاملة‪ ،‬فال‬
‫يحتسب اليوم األول الذي أنجز فيه اإلجراء‪ ،‬و ال اليوم األخير الذي ينتهي فيه األجل‪.‬‬
‫إذا صادف اليوم األخير يوم عطلة‪ ،‬امتد األجل إلى أول يوم عمل بعده"‪.‬‬
‫‪ _504‬الفقرة الرابعة من المادة ‪ 99‬من القانون ‪.72112‬‬
‫‪ _505‬الفقرة السادسة من المادة ‪ 99‬من القانون ‪.72112‬‬
‫‪ _506‬الفقرة الخامسة من المادة ‪ 99‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫لتحديد أجل اإليقاف المؤقت عند تحريك النيابة العامة للدعوى العمومية ضد الموثق والعدل‬
‫إلى حين الفصل في المتابعة بالبراءة أو اإلدانة من طرف القضاء الجنائي‪ ،‬فإن تعلق األمر‬
‫بجنحة ماسة بشرف المهنة لكالهما فأجل اإليقاف المؤقت محدد في أربعة أشهر‪ ،‬ما لم‬
‫تقضي المحكمة ببرائتهما قبل هذا التاريخ‪ ،507‬أما في حالة كان للفعل المرتكب من العدل أو‬
‫الموثق صبغة الجناية فإن اإليقاف المؤقت يستمر على أن ال تتعادى مدته سنة أو قبلها‬
‫أو الحكم ببرائته في الموضوع‪.509‬‬ ‫‪508‬‬
‫حين إصدار األمر بعدم المتابعة أو اتخاذ قرار بالحفظ‬

‫األمر الذي تعاكسه المادة ‪ 12‬من القانون المنظم لمهنة المفوضين القضائيين‪ ،510‬التي‬
‫لم يميز فيها المشرع المغربي تعلق اإليقاف المؤقت بين حاالت تحريك النيابة العامة للدعوى‬
‫العمومية في الجنح أو الجنايات و كذلك تحريكها للمتابعة التأديبية‪ ،‬و حدد مدة اإليقاف‬
‫المؤقت عن العمل في أجل الشهرين في جميع األحوال‪ ،‬مع أن هذه الصالحية ممنوحة‬
‫حص ار لوكيل الملك لكن األمر ال يطرح أي إشكال إن تعلق األمر بجناية نظ ار للتسلسل‬
‫الرئاسي الذي يميز النيابة العامة‪.511‬‬

‫‪ _507‬المادة ‪ 32‬فقرتها الخامسة من القانون ‪ ،19114‬و المادة ‪ 22‬فقرتها التاسعة من القانون ‪.4711.‬‬
‫‪ _508‬لم نجد في نص المادتين المتعلقتين بارتكاب العدل أو الموثق لجناية‪ ،‬إشارة من قبل المشرع المغربي لحالة اتخاذ‬
‫النيابة العامة لقرار الحفظ‪ ،‬و إنما اقتصر على حالة عدم المتابعة من قبل قضاء التحقيق أو البراءة أو اإلدانة لقضاء‬
‫الموضوع‪ ،‬مما يحيلنا بالرجوع لصالحيات النيابة العامة بموجب قانون المسطرة الجنائية في مادته ‪ ،3.‬قصد إضفاء نوع‬
‫من التكامل اإلجرائي المتصل بتحريك الدعوى العمومية من قبل الوكيل العام للملك المختص نوعيا في الجنايات والجنح‬
‫المرتبطة بها‪ ،‬بالرغم من خلة نص المادتين أعاله من ذلك‪.‬‬
‫‪ _509‬المادة ‪ 32‬فقرتها السادسة من القانون ‪ ،19114‬و الفقرة العاشرة من المادة ‪ 22‬من القانون ‪ .4711.‬هذا دون تطرقنا‬
‫لحالة اإلدانة التي سنعمل على دراستها الحقا أثناء الحديث عن اإلشكاالت المرتبطة بالمتابعة الجنائية و اتصالها‬
‫بالتأديبية‪.‬‬
‫‪ _510‬نصت الفقرة الثانية من المادة ‪ 43‬من القانون ‪ 21114‬على أنه ‪ " :‬إذا تبين لوكيل الملك من خالل تحرياته وقوع‬
‫إخالالت مهنية خطيرة‪ ،‬أمكنه إيقاف المفوض القضائي مؤقتا عن العمل لمدة ال تتجاوز شهرين‪. ".. ،‬‬
‫‪ _ 511‬تفيد هذه الخاصية أن كل عضو من أعضاء النيابة العامة مرؤوس و خاضع لرئيسه في حدود الدائرة القضائية التي‬
‫تدخل ضمن النطاق الترابي لها‪.‬‬
‫عبد الواحد العلمي‪ ،‬شروح في القانون الجديد المتعلق بقانون المسطرة الجنائية‪ -‬الجزء األول‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪..2‬‬

‫‪168‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬
‫ثانيا‪ :‬طبيعة تدخل الهيئات و المجالس المهنية أثناء تحريك المتابعة الزجرية‬

‫تلعب الهيئات و المجالس المهنية دو ار في غاية األهمية‪ ،‬من خالل الحرص على‬
‫توفير األمن المهني بكافة تجلياته و المهام المسندة إليها‪ ،‬و فيما يتعلق بمرحلة إقامة أو‬
‫تحريك الدعوى العمومية من النيابة العامة لما في األمر من خصوصية تجاه أصحاب‬
‫الصفة المهنية‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للمحامي أو المفوض القضائي أو الموثق أو العدل‬
‫أثناء إثارة مسؤوليتهم الجنائية‪.‬‬

‫و قد أكدت قوانين المهن القانونية و القضائية على أنه ال توجد أي مصلحة بخصوص‬
‫إقامة الدعوى العمومية‪ ،‬و هو نفس األمر المؤكد بموجب قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬فقد‬
‫حددت المادة ‪ 4‬أن النيابة العامة هي التي تستفرد بمهمة اإلقامة و التحريك‪ ،‬لكن فيما يتعلق‬
‫باإلقامة فقد أتاح المشرع المغربي حق إقامتها من قبل المتضرر و أيضا من الموظفون‬
‫المكلفون بذلك ‪ ،‬فالتفسير األقرب هو إسناد المشرع المغربي لهم القيام ببعض مهام الشرطة‬
‫القضائية و ليس جلها كما هو الحال بالنسبة لمهمة اإلقامة بموجب نصوص خاصة‪ ،‬وفقا‬
‫لمضمون الفرع الرابع من الباب الثاني من القسم األول من الكتاب األول لهذا القانون‪.512‬‬

‫لكن أن األمر يختلف عندما نتحدث عن هذه الهيئات و المجالس المهنية باختالف‬
‫مثال لها دور أساسي و قوي كسلطة للتأديب في شخص‬ ‫‪513‬‬
‫فاعلية أدوارها‪ ،‬فهيئات المحامين‬
‫مجلس الهيئة‪ ،‬وبالتالي فالمشرع المغربي لم يسند لها سلطة إقامة الدعوى العمومية وال حتى‬
‫ممارسة مجاالت إبداء الرأي بخصوص كل إخالل مهني ذو طبيعة زجرية منسوب للمحامي‬
‫وترك ذلك بيد النيابة العامة أساسا و كذلك للمتضرر‪ ،514‬و ترك بيدها فقط سلطة اتخاذ‬

‫‪ _512‬حسب المادتين ‪ 72‬و ‪ 72‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ _ 513‬حدد المشرع المغربي بموجب القانون المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬التنظيم الخاص لهيئات المحامين لدى محاكم االستئناف‬
‫و أجهزتها و اختصاصاتها و ذلك بموجب المواد من ‪ 27‬إلى ‪..7‬‬
‫‪ _514‬وفقا لما نستشفه من مضمون المادتين ‪ 94‬و ‪ 9.‬من القانون ‪.72112‬‬

‫‪169‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫مقرر معلل بمنع المحامي من ممارسة عمله مؤقتا عندما يتقدم الوكيل العام للملك بطلب‬
‫إليها‪.515‬‬

‫أما من جانب المجالس الجهوية أو الوطنية لكل مهن العدول و المفوضين القضائيين‬
‫حسب قانونيهما المنظمين لهاتين المهنيتين‪ ،516‬فقد جاء التأكيد على أن وحدة قرب‬
‫إصدارهما مكنتهما من تولي صالحية إبداء الرأي في كل إخالل ذو طبيعة زجرية أثناء‬
‫تحريك النيابة العامة أو المتضرر كجهات إلقامة و تحريك الدعوى العمومية قصد إثارة‬
‫المسؤولية الجنائية للعدل و المفوض القضائي‪ ،‬و هذا راجع لكون الدور الذي تقوم به هذه‬
‫المجالس يكتسي طابعا رقابيا محضا‪ ،‬و كذلك فأمر تحريك المتابعة التأديبية أو إيقاعها‪،‬‬
‫خصه المشرع المغربي للنيابة العامة و لغرفة المشورة حسب االختصاص‪ ،517‬و بالتالي ال‬
‫نجد لألمر امتدادا عند الحديث عن إقامة الدعوى العمومية‪ ،‬و لكن كل ما في األمر من‬
‫خصوصية هو منح المشرع المغربي لكل من المجلس الوطني و الجهوي للعدول‪ ،‬صالحية‬
‫إبداء الرأي في كل ما من شأنه أن يشكل متابعة زجرية تحركها النيابة العامة ضد العدل‬
‫المتابع جنائيا و رفع تقرير بذلك إلى الوكيل العام للملك‪ ،518‬و الذي لن يثير أي إشكال‬
‫كما أفرده المشرع المغربي في نص المادتين ‪ 31‬و ‪3.‬‬ ‫‪519‬‬
‫بخصوص االختصاص النوعي‬
‫و الراجع لنوع الجريمة المرتكبة‪ ،‬و هو األمر نفسه الذي ال نجد فيه اختالفا بخصوص مكنة‬

‫‪ _515‬وفقا لما سبق لنا دراسته و تحليله في بادئ هذه الفقرة‪.‬‬


‫‪ _516‬للتوسع و اإلطالع بخصوص الدور المركزي للهيئة الوطنية للمفوضين القضائيين راجع بهذا الخصوص‪ :‬التقرير‬
‫السنوي الصادر عن الهيئة الوطنية للمفوضين القضائيين لسنة ‪ ،711.‬حول آليات تحديث مهنة المفوضين القضائيين‪.‬‬
‫‪ _ 517‬راجع ما سبق تناوله بخصوص اعتبار النيابة العامة بموجب قانوني خطة العدالة و المفوضين القضائيين‪ ،‬سلطة‬
‫متابعة تأديبية‪ ،‬و كذلك كون غرف المشورة بالمحاكم االبتدائية كدرجة أولى بالنسبة لمتابعة المفوضين القضائيين وغرفة‬
‫المشورة بمحاكم االستئناف كدرجة أولى بالنسبة للعدول‪ ،‬لهما مركز سلطة التأديب‪.‬‬
‫‪ _518‬حسب المادتين ‪ 44‬و ‪ 23‬من القانون ‪ ،19114‬و التي أوردتا مكنة إبداء الرأي و رفع التقرير كضمانات مسطرية‬
‫راجعة للصالحيات المسندة لها لحماية المهنة‪.‬‬
‫‪ _519‬للتوسع فقهيا بخصوص االختصاص الزجري النوعي للنيابة العامة‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫أحمد قيلش‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة الجنائية‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪ 119‬و ما يليها بالنسبة لوكيل الملك‪ ،‬و ص ‪ 144‬و ما‬
‫يليها بالنسبة للوكيل العام للملك‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫إبداء الرأي و رفع تقرير إلى النيابة العامة من قبل الهيئة الوطنية أو الجهوية للمفوضين‬
‫القضائين أثناء المتابعة الزجرية ضد المنتسب لهذه المهنة‪ ،520‬لكن هذا الدور الرقابي‬
‫المعزز إلقامة الدعوى العمومية ضده يرجع كذلك لرئيس المحكمة االبتدائية فيه‪ ،‬سلطة‬
‫تحرير تقرير لكل إخالل مهني قد يشكل فعال جرميا و المنسوب له و إحالته للنيابة العامة‬
‫كجهة للمتابعة الجنائية‪ ،521‬و أيضا ال نجذ في األمر من اختالف بخصوص ما جاء به‬
‫القانون ‪ 4711.‬المنظم المهنة التوثيق‪ ،‬و أوضح تمسك المشرع المغربي بالدور االستشاري‬
‫في إبداء الرأي بالنسبة للهيئة الوطنية للموثقين و مجالسها الجهوية كذلك في كل إخالل‬
‫كيفما كانت طبيعته و رفع تقرير للوكيل العام للملك بهذا الخصوص‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الضمانات اإلجرائية لمتابعة المهن القانونية و القضائية أثناء البحث‬
‫التمهيدي‬

‫يبقى الفرق جليا بين قوانين المهن القانونية و القضائية موضوع دراستنا كخصوصية‬
‫أولى بين هذه القوانين‪ ،‬إضافة لما أقره المشرع المغربي من خصوصيات إجرائية أثناء مرحلة‬
‫البحث التمهيدي و التي تضطلع به النيابة العامة‪ ،‬و عليه سنعمل على التطرق إلى‬
‫خصوصية هذه المساطر في بعدها القانوني (أوال)‪ ،‬ثم المرور إلى الحديث عن مكنة تعلق‬
‫بعضها بالجزاء اإلجرائي كما هو الحال بالنسبة للتفتيش (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ _520‬المادتين ‪ 14‬و ‪ 49‬من المرسوم التطبيقي ألحكام القانون ‪ 21114‬المنظم لمهنة المفوضين القضائيين‪ ،‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 72‬أكتوبر ‪.7112‬‬
‫‪ _521‬وفقا للمادة ‪ 44‬من القانون ‪ ، 21114‬الذي يمنح لرئيس المحكمة االبتدائية سلطة الرقابة‪ ،‬و بشكل مزدوج مع وكيل‬
‫الملك لدى نفس المحكمة‪ ،‬و هو األمر الذي سبق لنا الحديث عن إبان التطرق للمراقبة البعدية على أعمال المفوض‬
‫القضائي في الفصل األول‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬
‫أوال‪ :‬خصوصية مساطر متابعة المهنيين بين التنصيص التشريعي الصريح‬
‫والضمني‪.‬‬
‫خصص المشرع المغربي بموجب قانوني مهنتي التوثيق و المحاماة‪ ،‬مقتضيات إجرائية‬
‫تؤكد و بشكل صريح النص القانوني على خصوصية متابعة المحامي و الموثق عند كل‬
‫بحث أو استماع أو اعتقال بشأن أي فعل جرمي ذو صلة بمزاولة المهنة‪ ،‬حيث جاءت‬
‫المادة ‪ 4.‬من القانون ‪ 72112‬صريحة بقطعية إشعار النقيب أو من ينوب عنه أثناء‬
‫‪523‬‬
‫من قبل الضابطة القضائية‬ ‫‪522‬‬
‫االستماع إليه قبل كل وضع رهن تدابير الحراسة النظرية‬
‫أثناء مرحلة االشتباه أو بعده باالعتقال من النيابة العامة‪ ،524‬كما أن هذا البحث ال يكون إال‬
‫سواء في األحوال العادية أو التلبسية‪ ،526‬و‬ ‫‪525‬‬
‫من طرف النيابة العامة في شخص ممثلها‬
‫الوارد في نص المادة ‪ 42‬من نفس‬ ‫‪527‬‬
‫بالرغم من تعارض األمر مع حصانة الدفاع‬
‫القانون‪ ،528‬األمر الذي سبق أن طرح إشكاالت عملية عديدة أثناء تطبيق نص هذه المادة‬

‫‪ _522‬حسب المادتين ‪ 99‬و‪ 21‬من ق‪.‬م‪.‬ج التي أكدت على المدد القانونية الحراسة النظرية و يتجلى الفرق بين البحث‬
‫التمهيدي العادي والتبلسي بضرورة تقديم أمام النيابة العامة سواء في الجنحة أو الجناية‪ ،‬ففي األحوال العادية تتحدد المدة‬
‫في في ‪ 32‬ساعة قابلة للتمديد ل ‪ 73‬ساعة‪ ،‬أما إذا تعلق األمر بالمس بأمن الدولة الداخلي أو الخارجي فإن المدة تصبح‬
‫‪ .9‬ساعة قابلة للتمديد مرة واحدة‪ ،‬أما إن تعلق األمر بجريمة إرهابية فتصير المدة ‪ .9‬ساعة قابلة للتمديد مرتين‪ ،‬و كل‬
‫األحوال فهي تقتضي حصول ضابط الشرطة القضائية على اإلذن الكتابي من وكيل الملك أو الوكيل العام حسب‬
‫اختصاصهما النوعي‪-‬أي الجنايات و الجنح المرتبطة بها بالنسبة للوكيل العام‪ ،‬أو وكيل الملك بالنسبة للجنح‪.‬‬
‫‪ _ 523‬ال نجذ في قانون المسطرة الجنائية أي إشارة لمفهوم الضابطة القضائية و إنما يبقى حصر هذا المفهوم بالنسبة‬
‫لضباط الشرطة العاديون أي المنتمين لألمن الوطني أو الدرك الملكي و لإلدارة العامة لمراقبة التراب الوطني المختصين‬
‫في الجرائم الواردة في المادة ‪ 112‬وفقا لما جاء في المادة ‪ 71‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ _524‬حسب الفقرة األولى من نص المادة ‪ 4.‬من القانون ‪ 72112‬التي جاء فيها‪ " :‬ال يمكن اعتقال المحامي أو وضعه‬
‫تحت الحراسة النظرية‪ ،‬إال بعد إشعار النقيب‪ ،‬و يستمع إليه بحضور النقيب أو من ينتدبه لذلك"‪.‬‬
‫‪ _525‬حسب الفقرة الثانية من المادة ‪ 4.‬من قانون المحاماة‪.‬‬
‫‪ _ 526‬عمل المشرع المغربي على تحديد حاالت التلبس بموجب قانون المسطرة الجنائية من خالل المادة ‪ 49‬منه‪.‬‬
‫‪ _ 527‬للتوسع في منظور حصانة الدفاع راجع ‪ :‬حميد الوالي‪ ،‬حصانة الدفاع في القانون المغربي‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة‬
‫المعيار‪ ،‬تصدر عن هيئة المحامين بفاس‪ ،‬العدد ‪ 34‬يونيو ‪ ،7111‬ص ‪ 72‬و ما يليها‪.‬‬
‫‪ _528‬وفق تأكيد المادة المادة ‪ 42‬من القانون ‪ ،72112‬التي حصنت كل ما يصدر عن المحامي من أقوال أو كتابات أثناء‬
‫ممارسته لمعمله‪ ،‬من تجريم إهانة المحكمة حسب نص الفصل ‪ 794‬من القانون الجنائي فقرته الثانية‪ ،‬و أيضا مقتضيات‬

‫‪172‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫بعد نفاذ هذا القانون‪ ،529‬األمر الذي استرعى اهتمام الو ازرة المكلفة بالعدل و التي بدورها‬
‫دعت إلى عقد ندوة ثقافية لتدارس اإلشكاليات المتصلة بتطبيق المادة موضوع دراستنا‪ ،‬و‬
‫ذلك من خالل توجيهها لرسالة دورية صادرة عن مديرية الشؤون الجنائية والعفو بتاريخ ‪72‬‬
‫مايو ‪ ،530711.‬والموجهة إلى الرؤساء األولين لمحاكم االستئناف والوكالء العامين بها‬
‫و منه محاولة تسليط الضوء على الحلول‬ ‫‪531‬‬
‫لغاية توحيد العمل القضائي بين محاكم المملكة‬
‫الناجعة أثناء تطبيق هذه المادة‪.‬‬

‫السب و القذف الواردة في الفصل ‪ 33‬من نفس القانون المحيل على المادة ‪ 29‬من القانون ‪ 14122‬المتعلق بقانون‬
‫الصحافة و النشر‪ ،‬و فتحت فقط مكنة إثارة المتابعة التأديبية‪.‬‬
‫و هو األمر الذي سنعمل على التوسع فيه أثناء التطرق لصالحيات رئيس الجلسة في حفظ النظام و المشكل لجرائم‬
‫الجلسات‪.‬‬
‫‪ _529‬و من جانب التشريع المقارن‪ ،‬نجد أن المشرع المصري هو اآلخر أكد على ضمانات متابعة المحامي بموجب المادة‬
‫‪ 41‬من قانون المحاماة‪ ،‬و التي جاء فيها على أن كل اعتقال أو تفتيش ال يكون إال بإخبار للنيابة العامة و ليس الحضور‬
‫كما أكد على ذلك المشرع المغربي‪ ،‬أضف إلى ذلك فقد جاء التأكيد على أن على النيابة إشعار نقابة المحامين الفرعية قبل‬
‫الشروع في أي شكوى بوقت مناسب‪.‬‬
‫للتوسع راجع‪ ،‬كمال عبد الواحد الجوهري‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ _530‬رسالة دورية عدد ‪ 41‬س ‪ 4‬الصادرة عن و ازرة العدل‪ -‬مديرية الشؤون الجنائية و العفو‪ ،‬المؤرخة بتاريخ ‪ 72‬مايو‬
‫‪ ،711.‬في موضوع عقد ندوة ثقافية لتدارس اإلشكاليات التي تطرحها تطبيق المادة ‪ 4.‬من قانون المحاماة‪.‬‬
‫‪ _ 531‬و قد أورت هذه الرسالة الدورية الصادرة عن مدير الشؤون الجنائية و العفو التابعة لو ازرة العدل‪ -‬محمد عبد النباوي‬
‫الذي هو رئيس النيابة العامة حاليا و الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض و عضو من أعضاء المجلس األعلى للسلطة‬
‫القضائية حسب الفصل ‪ 114‬من الدستور‪ ،-‬جملة من اإلشكاليات المحورية و هي‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد المقصود باالستماع‪ ،‬و م دى ارتباط تطبيق هذه المادة من طرق الشرطة القضائية و النيابة العامة‪ ،‬أم أن‬
‫األمر يتعدى ذلك لتطبيقها أمام قاضي التحقيق و أما هيئة الحكم‪.‬‬
‫ارتباط إشعار النقيب قبل كل وضع رهن تدابير الحراسة النظرية أو االعتقال في حالة التلبس أو في الحالة‬ ‫‪-‬‬
‫العادية‪.‬‬
‫‪ -‬كيفية إشعار النقيب‪ ،‬كتابة أم بالهاتف أم بالفاكس‪ ،‬نظ ار لحالة االستعجال و الفورية في مسايرة اإلجراءات‪.‬‬
‫حالة تعذر إشعار النقيب و عدم تعيينه لمن يقوم مقامه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجهة المتعين إشعارها بالنسبة لحالة تغيب النقيب أو غيابه عن الدائرة القضائية‪ ،‬و كذلك الحالة التي يكون فيها‬ ‫‪-‬‬
‫مقر النقي ب بعيدا هن مكان إيداع المحامي رعن الحراسة النظرية أو االعتقال أو الذي ستتم بها عملية االستماع‪.‬‬
‫حالة وقوع الفعل الجرمي خارج الهيئة التي يزاول بها المحامي مهامه‪ ،‬هل يشعر نقيبه أم نقيب الهيئة التي حل‬ ‫‪-‬‬
‫بها‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫و هو أيضا ما أكده العمل القضائي في العديد من ق ارراته‪ ،‬و التي نورد منها قرار‬
‫محكمة االستئناف بالدار البيضاء عدد ‪ 7114/27‬الصادر بتاريخ ‪ ،7114/19/13‬و الذي‬
‫جاء في تعليله‪ .. " :‬ال يمكن اعتقال المحامي أو وضعه تحت الحراسة النظرية إال بعد‬
‫إشعار النقيب و يستمع إليه بحضور النقيب أو من ينتدبه‪ ،‬و أن هذه المقتضيات تهم‬
‫المحامي الرسمي و حتى المحامي المتمرن"‪.532‬‬

‫أما من جهة الموثق فقد أكدت صراحة المادة ‪ .7‬من قانون التوثيق هي األخرى على‬
‫أن اعتقال هذا األخير أو وضعه تحت الحراسة النظرية يتأتى بإشعار رئيس المجلس الجهوي‬
‫بذلك‪ ،‬دون حصر هذه المهمة فيبد ممثل النيابة العامة كما فعل المشرع المغربي مع‬
‫المحامي‪ ،‬و إن تعلق األمر برئيس هذا المجلس نفسه فان األمر يتطلب إشعار المجلس‬
‫الوطني للموثقين‪ ،‬دون تأكيد على حضوره الشخصي لهذين األخيرين من عدمه حسب نص‬
‫المادة‪ ،533‬لما في من مهمة التوثيق من دور مهم و كذلك من خطورة‪ ،‬نظ ار لجسامة‬
‫المسؤولية الملقاة عليه‪ ،‬فهي تبقى حسب بعض الفقه مهنة الظنون و التهم واالنزالقات‪ ،‬مما‬
‫يستدعي منحها حرمة مهنية خاصة و إحاطتها بالحماية الالزمة‪ ،‬فتمكين الموثق من ضمانة‬

‫‪ -‬هل يتم اإلكتفاء بحضور المحامي دون النقيب؟‬


‫‪ -‬هل سقتصر إش عار النقيب في حالة التلبس أم يسري ذلك على البحث التمهيدي عند متابعة المحامي في حالة‬
‫سراح؟‬
‫‪ _532‬قرار محكمة االستئناف بالدار البيضاء غرفة المشورة قرار ‪ 7114/27‬الصادر بتاريخ ‪ 7114/19/13‬في الملف عدد‬
‫‪ ،7114/1‬المنشور بمجلة المحاكم الغربية التي تصدرها هيئة المحامين بالدار البيضاء العدد ‪ 132‬لشتنبر‪-‬أكتوبر ‪،7114‬‬
‫ص ‪ 144‬و ما بعدها‪.‬‬
‫و المنشور أيضا لدى ‪ :‬نور الدين التائبو‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ _533‬وفقا للفقرة الثانية من المادة ‪ .7‬من القانون ‪ 4711.‬التي جاء فيها‪ " :‬في حالة اعتقال الموثق أو وضعه تحت‬
‫الحراسة النظرية يشعر رئيس المجلس الجهوي بذلك‪ ،‬و إذا تعلق األمر برئيس المجلس الجهوي يشعر رئيس المجلس‬
‫الوطني بذلك"‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫إشعار المجلس التابع له في نوع من التحصين له و كذلك تحصين لحقوق المتعاقدين و‬


‫مصالحهم‪.534‬‬

‫و هو عكس ضمنية القانونين المنظمين لمهنة المفوضين القضائيين و لخطة العدالة‪،‬‬


‫اللذين لم يرد في مقتضياتهما أي إشارة صريحة بخصوص التأكيد على ضمانات االستماع‬
‫أو االعتقال لكل من العدل و المفوض القضائي في كل فعل مرتبط بعملهما‪ ،‬سيما و أن أي‬
‫مهني قد يكون عرضة للخطأ و معه إثارة مساءلته جنائيا‪ ،‬و بالتالي فإن األمر يرجع فيه إلى‬
‫القواعد العامة المتصلة بمراحل االشتباه أو االستنطاق من قبل النيابة العامة‪ ،‬ليكون لهذه‬
‫و المفوضين القضائيين‪.536‬‬ ‫‪535‬‬
‫األخيرة إشعار رئيس المجلس الجهوي لمهنتي العدول‬

‫إال أن هذه الضمانات المسطرية و المخولة ألشخاص المهن القانونية و القضائية‬


‫وعلى الخصوص ما اتصل بمهنة المحاماة و المعتبرة أكثر وضوحا عن غيرها لهذه المهن‪،‬‬
‫سواء أثناء وضعه رهن تدابير الحراسة النظرية بحضور النقيب أو من ينتدبه لهذه الغاية‪،‬‬
‫تبقى قاصرة من حيث المسطرة المتبعة‪ ،‬و التي لم يمنح بموجبها المشرع المغربي فاعلية لهذا‬
‫الحضور و فحواه‪ ،‬و بالتالي فإن الرجوع في ذلك سيكون لما جاء في القواعد المسطرية‬
‫اآلتية في قانون المسطرة الجنائية وبالتحديد المادتين ‪ 88‬و ‪ ..‬من قانون المسطرة الجنائية‪،‬‬
‫قاصر فقط على اإلدالء‬
‫ا‬ ‫وعليه يتأكد أن دور النقيب أثناء مرحلتي االشتباه أو االتهام يبقى‬
‫ب وثائق أو مالحظات كتابية للشرطة القضائية أو النيابة العامة قصد إضافتها للمحضر مقابل‬
‫إشهاد كما لو أن رغبة المشرع فقط كانت الغاية منها التنصيص على إلزامية حضور‬
‫المحامي‪-‬النقيب أو من ينوب عنه‪ -‬بطريقة غير مباشرة و التي تبقى شكلية فقط حسب‬

‫‪ _534‬العلمي الحراق‪ ،‬الوثيق في شرح مهنة التوثيق‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪ 1.1‬و ‪.1.7‬‬
‫‪ _535‬المادة ‪ 44‬من القانون ‪ ،19114‬و كذلك المادة ‪ 44‬من النظام الداخلي للهيئة الوطنية للعدول‪ ،‬الذي أشار هو اآلخر‬
‫و بشكل ضمني إلشعار النيابة العامة لرئيس المجلس الجهوي في كل إخالل منسوب للعدل‪.‬‬
‫‪ _536‬المادة ‪ 49‬من المرسوم التطبيقي ألحكام القانون ‪.21114‬‬

‫‪175‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫رأينا‪ ،537‬لكنها تبقى ضمانة أساسية لحفظ كرامة المهنيين وحفظا للسير العادي لعملهم و‬
‫لحرمة مهنهم‪.538‬‬

‫ليتقرر للنيابة العامة وفقا لسلطتها التقديرية صالحية متابعة المهني في حالة اعتقال أو‬
‫أو جناية‪ ،540‬وإلتحاد‬ ‫‪539‬‬
‫في حالة سراح‪ ،‬وفقا الختالف نوع الجريمة و خطورتها من جنحة‬
‫مبررات المتابعة في حالة اعتقال إذا لم تتوافر في هذا المهني ضمانات كافية للحضور أو‬
‫لخطورة الجرم المرتكب من طرفه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعلق جزاء البطالن بخصوصية تفتيش مكاتب أشخاص المهن القانونية‬
‫و القضائية‬

‫لم يعمل المشرع المغربي على التأكيد على جهة القيام بتفتيش مكاتب المهن القانونية و‬
‫القضائية‪ ،‬و من ضمنها مهنة المحاماة‪ ،‬بإسنادها للنيابة العامة أثناء مرحلة البحث التمهيدي‬
‫فقط‪ ،‬بل أكد على الجزاء الصريح عن اإلخالل بشكليات القيام بذلك تحت طائلة بطالن‬
‫إضافة للجزاء الجنائي لكل من خرق‬ ‫‪541‬‬
‫اإلجراء المعيب و ما قد يترتب عنه من إجراءات‬
‫هذه المسطرة‪،542‬لكن األمر ورد بنوع من االزدواجية المؤكدة على احترام هذا اإلجراء في‬
‫القانون المنظم لمهنة المحاماة دون باقية المهن األخرى‪ ،543‬حيث أكدت المادة ‪ 4.‬فقرتها‬

‫‪ _537‬و هو األمر المستشف من الفقرة ‪ 13‬من المادة ‪ 99‬المتعلقة بالبحث التلبسي‪ ،‬و الفقرة األخيرة من المادة ‪ 21‬من‬
‫نفس القانون المتعلقة بالحث التمهيدي في أحواله العادية‪.‬‬
‫‪ _538‬محمد بلهاشمي التسولي‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪.119‬‬
‫‪ _539‬المادتين ‪ 23‬و ‪ 424‬منق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ _540‬المادة ‪ 24‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ _541‬المادة ‪ 94‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ _542‬حسب نص الفصل ‪ 741‬من ق‪.‬ج‪.‬‬
‫للتوسع راجع‪ :‬أحمد قيلش و آخرون‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة الجنائية‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ _543‬حيث جاءت المادة ‪ .7‬من القانون ‪ 4711.‬من قانون التوثيق مثال لتؤكد على أحكام اإلفراغات المتصلة بمكاتب‬
‫الموثقين‪ ،‬بإشعار المجلس الجهوي‪ ،‬دون إجراء التفتيش بمناسبة إجراءات البحث التمهيدي في مواجهة الموثق المتابع من‬
‫أجل جنحة أو جناية‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫الثانية من قانون المهنة على اإلسناد الصريح للقيام بعملية تفتيش مكتب المحامي أثناء‬
‫مرحلة البحث التمهيدي من قبل النيابة العامة لوحدها‪ ،‬و الواردة أيضا في الفقرة الخامسة من‬
‫نص المادة ‪ 4.‬من قانون المسطرة الجنائية بشكل توضح حضوره الشخصي‪ ،‬بالرغم من‬
‫لكون التحديد ورد بشكل خاص دون غيره‬ ‫‪544‬‬
‫الحاالت التي تستلزم إجراء تحقيق إعدادي‬
‫وبحضور نقيب هيئة المحامين‪.545‬‬

‫عكس ما جاء بموجب نص قانون المسطرة الجنائية في مادته ‪ ،4.‬حيث جاء فيها أن‬
‫كل تفتيش في أماكن معدة لالستعمال المهني الذي تلزمه طبيعة عمله بكتمان السر المهني‬
‫كما هو الحال بالنسبة للموثق أو المفوض القضائي أو العدل كنوع من التدارك لما لم يرد في‬
‫النصوص المنظمة لهذه المهن‪ ،‬و التي يرجع القيام به لضابط الشرطة القضائية بعد إشعاره‬
‫للنيابة العامة فقط دون الحصول على اإلذن المكتوب منه و دون حضور هذا األخير‪ ،‬والذي‬
‫عليه أن يتخذ كل اإلجراءات الضرورية والتدابير الضامنة الحترام السر المهني بحيث يعمل‬
‫ما أمكن على أن يطلع لوحده على المحجوزات دون مساعديه باستثناء صاحب المكان‪،546‬‬
‫عكس جهة اإلسناد المنوطة لممثل النيابة العامة بالنسبة لتفتيش مكتب المحامي و التي‬
‫تستوجب حضوره‪ ،‬وذلك في كل ما اتصل بحجز من شأنه أن يشكل وسائل لإلثبات الفعل‬
‫الجرمي المرتكب من جنايات و جنح يأتيها أشخاص هذه المهن موضوع دراستنا كأوراق‬
‫ووثائق أو المستندات أشياء أخرى في حوزتهم أو تثبت مشاركتهم في ذلك‪ ،547‬على أن يتم‬
‫تحرير محضر بالعملية مع احترام مدد التفتيش المحددة بعد السادسة صباحا إلى التاسعة‬

‫‪ _544‬حسب نص المادة ‪ 24‬من قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬


‫‪ _545‬إدريس الحياني‪ ،‬نظرية البطالن في القانون المسطري المغربي‪-‬دراسة تحليلية في قانوني المسطرتين المدنية‬
‫والجنائية‪ ،-‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص وحدة التكوين و البحث‪ :‬القانون المدني‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية و االجتماعية الدار البيضاء‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ -‬عين الشق‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،7114/7117‬ص ‪.777‬‬
‫‪ _546‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬شروح في القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية‪-‬ج‪ ،1‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.347‬‬
‫‪ _547‬حسب الفقرة األولى من نص المادة ‪ 4.‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫مساءا إال في حالة بدء التفتيش في ساعته القانونية و تجاوزته‪ ،‬والتي ال تدخل ضمن‬
‫االستثناءات المحددة لتجاوز المدد المحددة‪.548‬‬

‫كما أن امتداد عملية التفتيش قد تصل إلى منازل أشخاص المهن القانونية والقضائية‪،‬‬
‫وهذا ما لم تورد بشأنه القوانين المنظمة لهذه المهن أية خصوصية تذكر‪ ،‬و بالتالي يبقى‬
‫الرجوع في ذلك أن تنزل منزلة المقتضيات العامة الواردة في قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬والتي‬
‫حددت ضوابط مهمة عند كل اشتباه بوجوب حضور الشخص المعني أو من يقطنون معه‬
‫أو من تربطه به قرابة‪ ،‬و إن تعذر ذلك فعلى ضابط الشرطة القضائية العادي‪ ،‬أن يستدعي‬
‫شاهدين لحضور التفتيش من غير الموظفين الخاضعين لسلطته‪ ،‬أما إن كان هذا المهني‬
‫من الغير الغير المشتبه فيهم و المحتمل حيازته لمستندات أو أشياء ذا صلة باألفعال‬
‫الجرمية‪ ،‬فقد أوجب المشرع ضرورة حضوره‪ ،‬إال في حالة تعذر هذا الحضور لضرورة‬
‫قصوى ليتسنى لضابط الشرطة أن يستعين بالشاهدين األجنبيين‪ ،549‬مع وجوب التزامه بسرية‬
‫األبحاث تحت طائلة الجزاء الجنائي الخاص بهذا الخرق و ليس عقوبة إفشاء السر المهني‬
‫الواردة في الفصل ‪ 339‬من القانون الجنائي العتباره غيرا‪ ،‬والمحددة بعقوبة الحبس من شهر‬
‫واحد إلى ستة أشهر و غرامة مالية من ‪ 11711‬إلى ‪ 71111‬درهم‪.550‬‬

‫أما من جهة القانون المقارن‪ ،‬فنجذ أن المشرع الفرنسي المسطرة الجنائية الفرنسي قد‬
‫أضاف إلى عملية تفتيش مكتب المحامي‪ ،‬حالة معارضة النقيب أو من يمثله لعملية حجز‬
‫إحدى الوثائق أو األشياء الذي له حق اإلطالع عليها‪ ،‬بدعوى عدم قانونية اإلطالع عليها‬
‫أثناء تفتيش مكتب المحامي المتهم‪ ،‬على أن ينجز ممثل النيابة العامة محض ار خاصا‬

‫‪ _548‬كما هو األمر بالنسبة ألماكن و محالت العمل التي لم يحدد طبيعته هل يدخل ضمن أعمال المهن الحرة أو األعمال‬
‫تجارية‪ ،‬أو محالت النشاطات الليلية المعتادة‪ ،‬و أيضا في الجرائم اإلرهابية حسب المادتين ‪ 91‬و ‪ 97‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬أو‬
‫جرائم المخدرات التي تستوجب اإلذن الكتابي للقيام بتفتيش المساكن خارج مدة التفتيش األصلية‪.‬‬
‫‪ _549‬المادة ‪ 91‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ _550‬المادة ‪ 91‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫ومستقال بذلك و يحيله على قاضي الحريات وفقا للمادة ‪ 4911‬من نفس القانون‪ ،551‬و هو‬
‫ما تداركه مستجد مشروع قانون المسطرة الجنائية المغربي بنصه ضمن نص المادة ‪4.‬‬
‫فقرتها السادسة على صالحية االعتراض على عملية الحجز الغير القانونية التي يبت فيها‬
‫رئيس المحكمة المختصة و يتحقق من صحة االعتراض من عدمه‪.552‬‬

‫حيث يرى جانب من الفقه الجنائي المغربي‪ ،553‬أن ضمانات التفتيش الممنوحة لمكاتب‬
‫هذه المهن الحرة و التي تقيد ممارسيها بحفظ السر المهني بموجب القانون‪ ،‬ال بد من‬
‫تعميمها على كافة المهن‪ ،‬مع تفعيل دور المجالس و الهيئات المهنية إلى جانب النيابة‬
‫العامة‪ ،‬و منح النقباء و رؤساء المجالس صالحية إبداء المالحظات و طرح األسئلة‪ ،‬إضافة‬
‫إلى عرض ما قد يفيد تقييد السر المهني‪ ،‬لما فيه من فائدة أساسية تحفظ حقوق المتعاملين‬
‫مع هذه المهن‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اآلثار الالحقة لتحريك النيابة العامة للمتابعة الزجرية ضد‬
‫المهن القانونية و القضائية‬

‫يقتضي كل ما سبق لنا تناوله بخصوص عمل النيابة العامة و امتداد دورها الزجري‬
‫على ما تم تأكيده أيضا من خصوصيات مسطرية متصلة بمتابعة أشخاص المهن القانونية‬
‫والقضائية‪ ،‬التطرق المتداد تحريك النيابة العامة للدعوى العمومية بملتمس فتحها للتحقيق‬
‫اإلعدادي و صلته كذلك بأصحاب الصفة المهنية و كذلك ما يضطلع به قاضي التحقيق من‬
‫صالحيات و أيضا ما بعد ذلك أثناء مرحلة المحاكمة أمام قضاء الموضوع (الفقرة األولى)‪،‬‬

‫‪ _551‬راجع بهذا الخصوص ما أورده‪ :‬خليل الخيامي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.112‬‬


‫‪ _552‬حسب السادسة من نص المادة ‪ 4.‬من مشروع قانون المسطرة الجنائية المغربي‪ " :‬غير أنه يحق لنقيب المحامين أو‬
‫من ينوب عنه خالل حضوره التفتيش االعتراض على عملية الحجز إذا ظهر له أنها تمت بشكل غير قانوني‪ ،‬و في هذه‬
‫الحالة يكون االعتراض في محضر و توضع الوثائق أو األشياء في ظرف مختوم يحال على رئيس المحكمة المختصة‬
‫للبث فو ار في صحة االعتراض من عدمه"‪.‬‬
‫‪ _553‬محمد اإلدريسي العلمي المشيشي‪ ،‬دراسة حول مالئمة قانون المسطرة الجنائية مع مبادئ حقوق اإلنسان‪ ،‬منشورات‬
‫المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪-‬سلسلة الدراسات‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ -‬الرباط‪ ،‬ص ‪..2‬‬

‫‪179‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫ثم بحث مدى تعلق المتابعة التأديبية و المتابعة الجنائية بجهة النيابة العامة كجهة للتحريك‪،‬‬
‫و كذلك آثر تحريك الدعوى العمومية على تحريك الدعوى التأديبية ضد أصحاب الصفة‬
‫المهنية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬خصوصيات المتابعة بين منطلق إجراءات التحقيق و صالحيات‬


‫القضاء الجنائي‬

‫إن غاية المشرع المغربي من منطلق القواعد اإلجرائية المنظمة لمراحل سير الدعوى‬
‫العمومية الواردة بموجب قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬تروم إلى كون مرحلة ما قبل المحاكمة‬
‫تشهد هيمنة النيابة العامة على تسيير أعمال البحث التمهيدي‪ ،‬لكن األمر بالنسبة للتحقيق‬
‫اإلعدادي كمرحلة تتوسط البحث التمهيدي والمحاكمة لفصل سلطة المتابعة عن سلطة‬
‫‪-‬قضاة التحقيق‪ -555‬المستقل عن‬ ‫‪554‬‬
‫التحقيق‪ ،‬تشهد حضور سلطة الضابط السامي الثالث‬
‫جهاز النيابة العامة و عن المحكمة و عن أطراف الخصومة الجنائية‪ ،‬و قد عمل المشرع‬
‫المغربي على منحه صالحيات كبرى ذات طبيعة قضائية لتمحيص األدلة وتحديد معالم‬
‫وفق ما جاء به القسم الثالث من‬ ‫‪556‬‬
‫الجريمة ومعه تقدير مدى نسبة الجرم إلى مرتكبه‬

‫‪ _554‬الفقرة األولى من المادة ‪ 1.‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ _ 555‬شهدت المرحلة الحالية‪ ،‬عمل المشرع المغربي على تنزيل مبدأ الفصل بين السلط وفقا لما جاء به دستور ‪ 7.‬يوليو‬
‫‪ ، 7111‬و ذلك بدءا بإخراج القانونين التنظيميين لكل من المجلس األعلى للسلطة القضائية رقم ‪ ،111114‬و النظام‬
‫األساسي للقضاة ‪ ،119114‬الصادرين معا في ‪ 73‬مارس ‪ ،7119‬و المنشورين بالجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 13‬أبريل ‪،7119‬‬
‫ليأتي التأكيد بموجب المادة ‪ 92‬من القانون ‪ 111114‬سحب صالحية تعيين القضاة من ووزير العدل‪ ،‬و منحها‬
‫كاختصاص أصيل للمجلس األعلى للسلطة القضائية‪ ،‬و بالتالي فإن ما ال يزال واردا في المادة ‪ 47‬من ق‪.‬م‪.‬ج بشأن قرار‬
‫تعيين قضاة التحقيق بالمحاكم االبتدائية أو االستئناف كصالحية لوزير العدل‪ ،‬إلى جانب تعيين قضاة و المستشار المكلفين‬
‫باألحداث(المادة ‪ 392‬و‪ )324‬و قضاة تطبيق العقوبات (المادة ‪ ،)4.9‬و أصبح بيد الرئيس المنتدب للمجلس األعلى‬
‫للسلطة القضائية‪ ،‬مع االحتفاظ ب صالحية االقتراح لرؤساء المحاكم و لمدة ثالث سنوات قابلة للتجديد‪ ،‬وفقا لمشروع القانون‬
‫‪ 42112‬القاضي بتغيير القانون ‪ 77111‬المتعلق بقانون المسطرة الجنائية كمرحلة انتقالية‪ ،‬فانتظار إخراج مشروع قانون‬
‫المسطرة الجنائية الذي أكد أن اختصاص التعيين هو بيد الجمعية العامة للمحكمة‪.‬‬
‫‪ _556‬أحمد قيلش و آخرون‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة الجنائية‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.124‬‬

‫‪180‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬
‫‪557‬‬
‫الكتاب األول لنفس القانون‪ ،‬و بحضور ثنائي بالمحاكم االبتدائية و محاكم االستئناف‬
‫(أوال)‪.‬‬

‫يأتي تناول الدور األساس الذي يضطلع به قضاء الموضوع الجنائي‪ ،‬سواء أثناء تقديره‬
‫للمسؤولية الجنائية ألشخاص المهن القانونية و القضائية‪ ،‬من خالل ما أسنده المشرع‬
‫الجنائي المغربي لهذا األخير من سلطات و صالحيات‪ ،558‬إلى دراسة مدى بسط رقابته‬
‫على التكييف القانوني للفعل الجرمي الذي أعطته النيابة العامة كسلطة اتهام وأيضا تقدير‬
‫وسائل اإلثبات في مواجهتهم‪ ،559‬إضافة إلى ما أوكله المشرع المغربي لرئيس الجلسة لحفظ‬
‫نظامها و حسن سيرها و مدى فاعلية تطبيقه كجزاء ضد المحامي كأحد المهن القانونية‬
‫والقضائية موضوع دراستنا دون غيره من هذه المهن‪ ،560‬نظ ار لخصوصية األدوار التي تقوم‬
‫بها و عدم صلتها بمهمة الترافع (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ _ 557‬تبنى المشرع المغربي الجنائي المسطري‪ ،‬ثنائية التحقيق منذ إخراجه للقانون ‪ 77111‬بتاريخ ‪ 4‬أكتوبر ‪ ،7114‬وذلك‬
‫لغاية أساسية لتوفير ظروف مثلى للمحاكمة العادلة و تدعيم مبادئ حقوق اإلنسان في المحاكمة الجنائية و حماية الحقوق‬
‫و الحريات وفق ديباجة القانون‪ ،‬و ذلك راجعا الكتساء بعض الجنح خطورة كبيرة التي قد تتجاوز الخمس السنوات كحد‬
‫أقصى‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للجرائم االقتصادية و جرائم التزوير‪ ،‬و أيضا لعدم كفاية مدد الحراسة النظرية في إلظهار‬
‫الحقيقة و معه التأثير في نتائج األبحاث‪ ،‬و بالتالي ارتأى المشرع المغربي إدخال مؤسسة قضاء التحقيق للمحاكم الوالية‬
‫العامة لتفعيل مبدأ التحقيق الجنحي اختيا ار أو إلزاما حسب نص المادة ‪ 24‬من نفس القانون‪ ،‬بالرغم من كون اإللزام في‬
‫التحقيق لم يعد بموجب أي نص خاص‪ ،‬و ترك بذلك للنيابة العامة التماس إجرائه‪.‬‬
‫‪ _ 558‬محمد علي المطيري‪ ،‬سلطة القاضي الجنائي في تقدير المسؤولية الجنائية للموثق و العدل‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة‬
‫المنبر القانوني‪ ،‬العدد ‪ ،14‬أكتوبر ‪ ،7112‬ص ‪.172‬‬
‫‪ _559‬عاطف ايت تكنوين‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ _560‬عائشة شالل و سلمى عمور‪ ،‬القيود الواردة على سلطة النيابة العامة في تحريك الدعوى العمومية و العمل القضائي‪،‬‬
‫بحث نهاية التكوين بالمعهد العالي للقضاء‪ ،‬سنة التكوين ‪ /7114/7114‬ص ‪ 22‬و ما يليها‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬
‫أوال‪ :‬افتتاح التحقيق اإلعدادي بملتمس النيابة العامة ضد المهنيين‬

‫يأتي حضور قاضي التحقيق متأرجحا بين اإللزامية و االختيارية حسب ما أكدته المادة‬
‫لفتح‬ ‫‪561‬‬
‫‪ 24‬من قانون المسطرة الجنائية حتى يتسنى للنيابة العامة تقديم ملتمسها الكتابي‬
‫التحقيق وجوبا‪ ،562‬و المعتبر كطريق من طرق اتصال قاضي التحقيق بالقضايا إلى جانب‬
‫الشكاية المباشرة المصحوبة باالدعاء المدني حسب المادة ‪ .7‬من نفس القانون والمتوقفة‬
‫هي األخرى على ملتمس األخيرة‪.563‬‬

‫فعال قة بالمؤكد في دراستنا من صالحيات لممارسة قاضي التحقيق لمهامه وفقا‬


‫و المنصبة على شخص المتهم‪ ،565‬والتي تثير خصوصية أثناء متابعة هذا‬ ‫‪564‬‬
‫للقانون‬
‫األخير لكل من المحامي والمفوض القضائي والموثق والعدل‪ ،‬تحضر من منطلق القوانين‬
‫المنظمة لهذه المهن‪ ،‬و مثاله البين ما أكدته المادة ‪ 4.‬من قانون المحاماة التي لم تميز بين‬
‫حالة التلبس و الحالة العادية الرتكاب الجرم المتصل بالمهنة من قبل المحامي‪ ،‬و على‬
‫اعتبار أن االعتقال قد يأتي صاد ار عن قاضي التحقيق باألمر باإليداع في السجن طبقا‬

‫‪ _561‬حسب المادة ‪ 23‬من ق‪.‬م‪.‬ج المؤكدة على أن إجراء التحقيق متوقف على تقديم النيابة العامة لملتمسها‪ ،‬و لو كان‬
‫قاضي التحقيق يقوم بمهامه في حالة التلبس‬
‫‪ _562‬فحتى ما جاء به المشرع المغربي بموجب المادة ‪ 24‬من ق‪.‬م‪.‬ج المتصلة بإجراءات البحث و التحري في حالة التلبس‬
‫بالجنح أو الجنايات‪ ،‬أكدت على الملتمس المباشر اإلستعجالي عند حضور قاضي التحقيق و وكيل الملك و الوكيل العام‬
‫للملك لمسرح الجريمة و على تخلي أعضاء النيابة العامة بقوة القانون عن القضية و عن جميع األعمال المتصلة بالبحث‬
‫التمهيدي‪ ،‬على أن يرسل كافة وثائق التحقيق وما أنجز من عمليات‪ ،‬و أن األمر ال يخضع لسلطة النيابة العامة في تعيين‬
‫هذا األخير في هذه الحالة كما جاء وفقا للمادة ‪ .1‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ _563‬حسب ما جاء به مقتضيات المادتين ‪ .7‬و ‪ .4‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ _564‬المادة ‪ 24‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ _ 565‬حيث نجذ أن إجراءات التحقيق إما أن تنصب على األشياء أو األماكن أو على شخص المتهم أو غيره كما هو الحال‬
‫بالنسبة ألشخاص المهن القانونية و القضائية موضوع المتابعة الجنائية من قبل النيابة العامة‪.‬‬
‫للتوسع راجع‪ :‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬شروح في القانون الجديد بالمسطرة الجنائية‪-‬الجزء الثاني‪ ،‬مكتبة النجاح الجديدة‪-‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬الطبعة السادسة ‪ ،7112‬ص ‪.31‬‬

‫‪182‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫يقوم به هذا‬ ‫‪567‬‬


‫للمادتين ‪ 147‬و ‪ 124‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،566‬فإن فكل استنطاق‬
‫األخير يؤكد على ضرورة حضور نقيب هيئة المحامين أو من ينتدبه لهذه الغاية‪ ،‬و به إقرار‬
‫إلزامية المؤازرة أثناء مرحلة التحقيق التي لم يستلزمها للكافة‪ ،568‬كما هو الحال للمرحلة‬
‫السابقة المتصلة بالبحث التمهيدي‪.569‬‬

‫و قد أكد العمل القضائي أن خرق هذا اإلجراء يترتب عليه إبطال اإلجراء المعيب وفقا‬
‫بالرغم من عدم كفايتها كجزاء صريح‪ ،‬حيث‬ ‫‪570‬‬
‫للمادة ‪ 241‬من قانون المسطرة الجنائية‬
‫صدر قرار عن الغرفة الجنحية للمحكمة االستئناف بأكادير رقم ‪ 1271‬الصادر بتاريخ ‪4‬‬
‫مارس ‪ ،711.‬و التي جاء في حيثياته‪ .. " :‬أن عدم حضور النقيب أثناء استنطاق إلى‬
‫المحامي المتابع‪ ،‬يجعل االعتقال تعسفيا‪ ،‬ويوجب معه رفعه و إلغاء أمر قاضي التحقيق‬
‫المستأنف ‪ ،"..‬فقضت بإبطال أمر االعتقال االحتياطي و برفع حالة االعتقال و وضعته‬
‫تحت تدابير المراقبة القضائية نظ ار لخطورة األفعال المنسوبة له المتمثلة في جنحتي النصب‬
‫و خيانة األمانة و قصد لضمان حضوره‪.571‬‬

‫‪ _566‬تنص الفقرة األولى المادة ‪ 147‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ " :‬األمر باإليداع في السجن هو أمر يصدره قاضي التحقيق إلى رئيس‬
‫المؤسسة السجنية كي يتسلم المتهم و يعتقله اعتقاال احتياطيا"‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 124‬من نفس القانون فقد أكدت ‪ " :‬يمكن إصدار أمر باالعتقال االحتياطي في أي مرحلة من مراحل التحقيق‪،‬‬
‫و لو ضد متهم خاضع للوضع تحت المراقبة القضائية"‪.‬‬
‫‪ _ 567‬نص المادة جاء بمصطلح البحث بالنسبة للمحامي المعتقل‪ ،‬لتؤكد على الضمانة أساسا دون المرحلة المسطرية‪ ،‬لدقة‬
‫االرتباط االصطالحي‪ ،‬و استبعادا لحالة المادة ‪ 24‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ _568‬كنوع من المقارنة ذات البعد المستحضر لحقوق الدفاع‪ ،‬راجع بهذا الخصوص الباب السابع المتعلق باستنطاق المتهم‬
‫و مواجهته مع الغير من القسم الثالث المتعلق بالتحقيق اإلعدادي من الكتاب األول من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ _ 569‬عبد العالي المومني‪ ،‬دور و صالحية النقيب من خالل تطبيق مقتضيات الفقرة األولى من المادة ‪ 4.‬من قانون‬
‫المحاماة(الجزء األول)‪ ،‬مقالة منشورة بالمجلة القانونية للمحكمة االبتدائية بمكناس‪ ،‬العدد المزدوج الثاني و الثالث لسنة‬
‫‪ ،711.‬الطباعة دار أبي رقراق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ _570‬المادة ‪ 241‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ _571‬قرار لمحكمة االستئناف بأكادير في الملف الجنحي عدد ‪ ،1271‬الصادر بتاريخ ‪ 14‬مارس ‪ ،711.‬و المنشور‬
‫بمجلة المحاكم المغربية العدد ‪ ،112‬يناير‪ -‬فبراير ‪،711.‬التي تصدرها هيئة المحامين بالدار البيضاء‪ ،‬ص ‪.197‬‬
‫و كذلك المنشور لدى‪ :‬نور الدين التائبو‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.114‬‬

‫‪183‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫ليتأكد بموجب ما سبق ارتباط خصوصية حضور النقيب أثناء مرحلة التحقيق‬
‫اإلعدادي ضد المحامي دون باقي المهن األخرى موضوع دراستنا و التي ال تثير أي‬
‫خصوصية توجب استلزام مكنة الدفاع قبل كل استنطاق أو بعده‪ ،‬و هذا راجع لطبيعة هذه‬
‫المهن واختالف مهامها و بالتالي تبقى مكنة إشعار قاضي التحقيق لرؤساء المجالس‬
‫والهيئات المهنية‪ ،572‬إال أن األمر يجد خصوصيته بالنسبة لهذه المهن من خالل الوضع‬
‫تحت المراقبة القضائية كتدبير استثنائي معمول به في الجنايات أو في الجنح المعاقب عليها‬
‫بعقوبة سالبة للحرية‪ ،573‬هو ما اتصل بالتدابير الثمان عشر الواردة في المادة ‪ 191‬من‬
‫الذي بموجبه يتخذ قاضي‬ ‫‪574‬‬
‫قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬و بالخصوص التدبير رقم ‪13‬‬
‫التحقيق تدبير المنع من مزاولة المهنة‪575‬شريطة أال يتجاوز الشهرين تجدد خمس مرات يبلغ‬
‫شفهيا للمتهم‪ ،‬ويسجل هذا التبليغ بمحضر ليبلغ للنيابة العامة في أجل ‪ 73‬ساعة‪ ،‬وذلك في‬
‫حالة ارتكبت الجريمة أثناء ممارسة المهنة أو بمناسبتها أو تالفيا الرتكاب جريمة أخرى كنوع‬
‫من التحوط القبلي و الوقائي‪ ،‬لكل المهن الحرة و التي تدخل ضمنها المهن القانونية‬

‫‪ _572‬وفقا لضمنية المادة ‪ .7‬من القانون ‪ ،4711.‬و المادتين ‪ 23‬و ‪ 44‬من القانون ‪ ،19114‬و المادتين ‪ 14‬و ‪ 49‬من‬
‫المرسوم التطبيقي للقانون ‪.21114‬‬
‫‪ _573‬إلى جانب االعتقال االحتياطي‪ ،‬حسب نص المادة ‪ 14.‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬و المنظمة ألحكام الوضع تحت المراقبة‬
‫القضائية من الفصول ‪ 191‬إلى ‪ 123‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ _574‬أورد البند ‪ 13‬من المادة ‪ 191‬منق‪.‬م‪.‬ج تدبي ار يتخذ قا ضي التحقيق و الذي يتصل اتصاال وثيقا بالمهن القانونية و‬
‫القضائية و الذي جاء فيه‪ )13 " :‬عدم مزاولة بعض األنشطة ذات طبيعة مهنية أو اجتماعية أو تجارية ماعدا المهام‬
‫االنتخابية أو النقابية‪ ،‬و ذلك في الحلة التي ترتكب فيها الجريمة أثناء ممارسة هذه األنشطة أو بمناسبتها‪ ،‬أو إذا كان‬
‫يخشى ارتكاب جريمة جديدة لها عالقة بممارسة النشاط المعني‪ ،‬غير أنه إذا تعلق األمر بعدم مزاولة مهنة المحاماة‪ ،‬فإن‬
‫الوكيل العام للملك يحيل األمر بطلب من قاضي التحقيق على مجلس هيئة المحامين‪ ،‬الذي يبث طبقا لمقتضيات المواد=‬
‫== من ‪ 91‬إلى ‪ 21‬من الق انون المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬و في حالة عدم البت داخل أجل شهرين من تاريخ اإلحالة يعود‬
‫لقاضي التحقيق اتخاذ القرار بنفسه‪.‬‬
‫يمكن الطعن في قرار مجلس الهيئة طبقا ألحكام المادة ‪ .3‬و ما يليها إلى المادة ‪ .2‬من القانون المذكور"‪.‬‬
‫و المالحظ أن مشروع قانون المسطرة الجنائية لذي أضاف التدبير رقم ‪ 1.‬المتعلق بالوضع تحت المراقبة القضائية‪ ،‬ال‬
‫يزال يحتفظ بنفس مواد القانون المنظم لمهنة المحاماة الملغى‪ ،‬و بالتالي وجب االنتباه و اإلشارة لذلك‪.‬‬
‫‪ _ 575‬و المشابه لصالحية اإليقاف المؤقت التي هي بيد النيابة العامة منصوص عليها بموجب قوانين المهن موضوع‬
‫دراستنا‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫والقضائية كالمفوض القضائي و الموثق و العدل والخبير و الترجمان والناسخ‪ ،‬إلى جانب‬
‫‪576‬‬
‫المهن الحرة األخرى كالطب و الصيدلة ‪...‬‬

‫إال أن األمر بالنسبة لمحامي يثير خصوصية بروز سلطة مجالس هيئات المحامين‬
‫بقوة كسلطة للتأديب‪ ،‬حيث ال يمكن لقاضي التحقيق أن يوقف المحامي المتابع إال باحترام‬
‫مقتضيات نص قانون المهنة ب ضرورة إحالة أمر منع المحامي من مزاولة المهنة إلى الوكيل‬
‫العام للملك لدى محكمة االستئناف‪ ،‬ليحيله هذا األخير على مجلس الهيئة قصد إصدار‬
‫مقرر معلل باإليقاف بناء على طلب قاضي التحقيق بوضعه تحت المراقبة القضائية داخل‬
‫على أن يكون لقاضي التحقيق حق الطعن في‬ ‫‪577‬‬
‫أجل شهرين من تاريخ توصله بالطلب‬
‫قرار مجلس الهيئة حين رفضه االستجابة لطلب اإليقاف المؤقت للمحامي إلى حين انتهاء‬
‫مسار تحريك الدعوى العمومية‪ ،578‬و في حالة عدم احترام األجل يكون بعد ذلك لقاضي‬
‫التحقيق صالحية اتخاذ هذا التدبير ضد المحامي ثم يشعر الهيئة بذلك‪ ،579‬و الذي يمكن له‬
‫إلغاء الوضع تحت المراقبة في أي وقت بشكل تلقائي أو بناءا على طلب من النيابة العامة‬
‫مرحل التحقيق‪.581‬‬
‫أو المتهم أو محاميه‪ ،580‬و في أي مرحلة من ا‬

‫‪ _576‬راجع كل من‪:‬‬
‫‪ -‬عبد الواحد العلمي ج ‪ ،7‬ص ‪ 2.‬و ما يليها‪.‬‬
‫‪ -‬أحمد قيلش و آخرون‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.774‬‬
‫‪ _577‬المادة ‪ 99‬من القانون ‪.72112‬‬
‫‪ _ 578‬فتح المشرع المغربي إمكانية فريدة بتقديم قاضي التحقيق كجهة مصدرة للوضع رهن تدابير المراقبة القضائية‪ ،‬إلى‬
‫جانب المحامي المتهم كجهة مستفيدة من التدبير االستثنائي‪ ،‬و كذلك الوكيل العام للملك بصفته الرقابية و التأديبية‬
‫والزجرية‪ ،‬وفق المستفاد من منطوق المادة ‪ .3‬من القانون ‪ 72112‬المنظم للمحاماة‪ ،‬قصد الطعن في حالة رفض مجلس‬
‫الهيئة االستجابة لطلبه أمام غرفة المشورة بمحكمة االستئناف‪ ،‬بالرغم من األمر ال يستقيم من الناحية العملية‪ ،‬لكون المشرع‬
‫المغربي أكد على أن البت محدد داخل أجل شهرين‪ ،‬و نظ ار للمهام التي تثقل قضاة التحقيق بكثرة الملفات فإنه قد يكون‬
‫غنيا عن ممارسة الطعن في هذا القرار‪ ،‬الذي ال مصلحة لمجلس الهيئة في حلة رفضه‪ ،‬و إنما هو أكثر حفظا للمهني و‬
‫للمهنة من االعتقال االحتياطي السالب لحريته‪.‬‬
‫‪ _579‬المادة ‪ 121‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ _580‬الفقرات ‪ 4‬و ‪ 3‬و ‪ 4‬من المادة ‪ 191‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫أما بالنسبة لما اتصل بتعلق إجراءات التحقيق باألماكن فقد جاء التأكيد على أن‬
‫التفتيش التي يقوم بها قاضي التحقيق‪ ،‬فإن األمر برز جليا بالنسبة للمحامي المتابع دون‬
‫غيره من المهن األخرى موضوع دراستنا و بصريح النص القانوني‪ ،582‬حيث استلزم المشرع‬
‫المغربي على قاضي التحقيق حضور نقيب المحامين أو من ينوب عنه أو بعد إشعاره بكافة‬
‫الوسائل الممكنة لحضور عملية تفتيش مكتب المحامي المتابع‪ ،583‬و ذلك بموجب النص‬
‫الخاص المنظم للمهنة في مادته ‪ ،4.‬و أيضا في الفقرة األخيرة من المادة ‪ 114‬من قانون‬
‫المسطرة الجنائية‪ ،‬مع اتخاذ كافة التدابير الالزمة لحفظ سرية عملية التحقيق لباقي األماكن‬
‫عمل األشخاص الملزمين بكتمان السر المهني كمكاتب الموثقين والعدول والمفوضين‬
‫القضائيين‪.584‬‬

‫ثانيا‪ :‬أثر حصانة المحامي عند اإلخالل بحسن سير الجلسات‬

‫أكد المشرع المغربي على أن المحاكم لها صالحية النظر في الجرائم التي قد ترتكب‬
‫خالل الجلسات‪ ،‬و ذلك إما بموجب ملتمسات من النيابة العامة أو تلقائيا من طرف رئيس‬

‫‪ _ 581‬للتوسع و المقارنة راجع‪ :‬الهادي أبو بكر أبو القاسم‪ ،‬سلطة قاضي التحقيق لألمر بمنع المحامي من مزاولة المهنة‬
‫في مشروع قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة المحاكم المغربية‪ ،‬تصدر عن هيئة المحامين بالدار البيضاء‪ ،‬عدد‬
‫‪ .4‬يوليو‪-‬غشت ‪ ،7117‬ص ‪ 27‬و ما يليها‪.‬‬
‫‪ _582‬وفقا للتكامل النصي بين المادتين ‪ 4.‬و ‪ 114‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬للتوسع راجع‪ :‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬ج‪ ،7‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ _583‬ليتسنى لنا ال قول أن عدم تحديد وسيلة تحقق تبليغ النقيب بعملية تفتيش مكتب المحامي قصد حضوره أو من يمثله‪،‬‬
‫قد تثير إشكاال عمليا كما هو الحال بالنسبة للهاتف‪ ،‬و لما ال أن يقع التبليغ وفق الطرق القانونية المنصوص عليه في‬
‫الفصول ‪ 42‬و ‪ 42‬و ‪ 4.‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬تالفيا لصراحة الجزاء اإلجرائي بشأن التفتيش‪.‬‬
‫للتوسع راجع‪ :‬عبد اللطيف الناصري‪ ،‬حصانة المحامي و تعزيز حقه في الدفاع و دورها في إحقاق المحاكمة العادلة‪ ،‬مقالة‬
‫منشورة بمجلة المحاكم المغربية‪ ،‬تصدر عن هيئة المحامين بالدار البيضاء‪ ،‬عدد ‪ 112‬يناير‪-‬فبراير ‪ ،711.‬مطبعة سناد‬
‫ميلتي سرفس بريس‪-‬الدار البيضاء‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ _584‬تحت طائلة الجزاء الجنائي الوارد في المادة ‪ 114‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬إضافة لترتيب الجزاء اإلجرائي ببطالن اإلجراء‬
‫المعيب‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫الجلسة الذي له كذ لك صالحية إصدار أمر باإليداع في السجن أو إلقاء القبض عندما يكون‬
‫الفعل المرتكب من أي شخص يكتسي صبغة جنحية أو جنائية وفقا للقانون‪.585‬‬

‫لكن هنا يحضر الدور البارز الذي يضطلع به المحامي أمام القضاء من مرافعات أكد‬
‫القانون على كونها شفوية في القضايا الزجرية‪ ،‬و استحضا ار لما قد يصدر عن هذا األخير‬
‫من أقوال أثناء أدائه لمهمة الترافع‪ ،‬يطرح اإلشكال القانوني و العملي حول فرضية نسبة‬
‫جرائم الجلسات للمحامي؟‬

‫ليأتي التأكيد مسبقا بموجب قانون المحاماة‪ ،‬على تحصين المحامي المترافع و عدم‬
‫مساءلته مساءلة جنائية‪ ،‬ضد جرائم السب أو القذف أو اإلهانة‪ ،‬بكل صوره من أقوال أو‬
‫كتابات أثناء مرافعاته أو مذكراته بما يضمن حق الدفاع‪ ،586‬و الذي له أن يسلك كافة‬
‫الطرق المتاحة و الضامنة لهيبة المهنة و القضاء و وقارهما‪ ،‬فهذا المنع جاء صريحا‬
‫و المحال عليها بموجب الفصل ‪333‬‬ ‫‪587‬‬
‫بموجب القانون ‪ 29‬من قانون الصحافة و النشر‬

‫‪ _585‬المادة ‪ 79.‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ _586‬و في ذلك اتجهت أيضا أغلب التشريعات العربية ‪ ،‬و من بينها التشريع السعودي و ذلك من خالل المادتين ‪ 17‬و‬
‫‪ 14‬من قانون المحاماة السعودي‪.‬‬
‫للتوسع راجع ‪ :‬سليمان بن عبد العزيز الغزي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.412‬‬
‫‪ _587‬تنص المادة ‪ 29‬من القانون ‪ 14122‬المتعلق بالصحافة و النشر على أنه ‪ " :‬ال تقبل أي دعوى بالقذف أو السب‬
‫الناتج عن نشر بيان صريح عن حسن نية حول المرافعات القضائية بالجلسات العلنية للمحاكم و ال عن المذكرات أو‬
‫المحررات المدلى بها لدى المحاكم و المناقشة عالنية بجلساتها العمومية‪ ،‬غير أن القضاة المحالة عليهم القضية والمخول‬
‫إليهم البت في جوهرها‪ ،‬يمكنهم أن يأمروا بحذف البيانات المتناولة للقذف أو السب‪.‬‬
‫غير أن ما تضمنه القذف و كان خ ارجا عن صميم القضية يمكن أن يفتح مجاال إما إلقامة دعوى عمومية و إما إلقامة‬
‫دعوى مدنية من لدن الطرف المعني‪.‬‬
‫و إذا تعلق األمر بمحامي يجب على المحكمة المعنية‪ ،‬مهما كانت درجتها‪ ،‬أن تحرر محض ار و تحيله على نقيب هيئة‬
‫المحامين التي ينتمي إليها المحامي المعني و على الوكيل العام التخاذ المتعين"‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫من مجموعة القانون الجنائي في كل ما اتصل بسب أو قذف تكامال مع قانون المهنة‪ ،‬لكن‬
‫هذا ال يعفي من إمكانية متابعة هذا األخير تأديبيا‪.588‬‬

‫و قد أكد قانون المسطرة الجنائية المغربي‪ ،‬على صيانة مرحلة المحاكمة و ضمان‬
‫هيبة القضاء و حسن سير الجلسات المنعقدة داخل المحاكم‪ ،‬و عمل على منح رئيس‬
‫الجلسة سلطة حفظ نظامها بنوع من التدرج في الجزاء اإلج ارئي في مواجهة كل شخص‬
‫وليس المحامي فقط‪ ،‬و ذلك لكل فعل مخل بحسن سير الجلسات‪ ،‬و ذلك بطرد كل شخص‬
‫أو عدة أشخاص من الحاضرين‪ ،‬الذين قد يعبرون عن مشاعرهم أو المحدثين إلضراب أو‬
‫ضوضاء بأي وسيلة كانت داخل القاعة‪ ،589‬لكن إذا اكتسى الفعل وصف المخالفة فإن‬
‫لرئيس الجلية سلطة تحرير محضر في شأنها و القيام باستجواب المخالف مع االستماع‬
‫للشهود الحاضرين بها‪ ،‬مع التطبيق الفوري للعقوبة بناءا على ملتمس النيابة العامة‪ ،‬وتبقى‬
‫كذلك الخصوصية في عدم قابلية الحكم الصادر ألي طعن سواء عادي أو غير عادي‪.590‬‬

‫لكن تدخل النيابة العامة و تقييد سلطة رئيس المحكمة في التطبيق الفوري للجزاء‬
‫الجنائي‪ ،‬أتى مقيدا عندما يشكل الفعل وصف جنحة أو جنائية‪ ،‬حيث يبقى للهيئة القضائية‪،‬‬
‫صالحية تحرير محضر بالوقائع‪ ،‬ثم إحالة الجاني أو الجانح فو ار بواسطة القوة العمومية‬
‫ومستندات القضية إلى النيابة العامة حسب اختصاصها‪.591‬‬

‫و عليه فإن هذه الفرضية تبقى مستبعدة جدا لكون المحامي يعتبر جزءا من أسرة‬
‫القضاء‪ ،‬و يضطلع بمهمة الدفاع عن األطراف‪ ،‬و يعتبر ضمانة قوية ألطراف الخصومة‬
‫الجنائية المتهمين‪ ،‬و هذا ما فيه إال إضفاء لنوع من التوازن بين سلطة الدولة في إيقاع‬

‫‪ _588‬حسب الفقرة األخيرة من المادة ‪42‬من القانون ‪ 72112‬المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬و كذلك الفقرة األخيرة من المادة ‪29‬‬
‫من قانون الصحافة و النشر‪.‬‬
‫‪ _589‬وفقا للمادة ‪ 442‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ _590‬المادة ‪ 44.‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ _591‬المادتين ‪ 491‬و ‪ 491‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫العقاب وضمانات المحاكمة العادلة‪ ،‬إال أن واجب المحامي كذلك يبقى حاض ار في ضرورة‬
‫إيصال رسالته النبيلة في حفظ الحقوق و الحريات و افتراض حسن نية المحامي دائما‪ ،‬وهو‬
‫األمر الواجب على السلطات العمومية العمل على منح كافة الضمانات األساسية لحماية‬
‫حق الدفاع للمواطنين و المواطنين المغاربة و األجانب كما هو مكرس بموجب دستور ‪7.‬‬
‫يوليو ‪ ،7111‬و معه القول ضمان حصانة المحامي تجاه تطبيق الجزاء الجنائي المتعلق‬
‫بإهانة الهيئة القضائية أثناء الترافع حسب الفقرة الثانية من الفصل ‪ 794‬من مجموعة القانون‬
‫الجنائي‪.592‬‬

‫و قد أكد الميثاق العالمي لحقوق الدفاع في الفصل ‪ 14‬منه‪ ،‬على أن المحامي يتمتع‬
‫بحصانة مدنية و جنائية و إدارية في خصوص مرافعاته الشفاهية أو الكتابية التي يلقيها عن‬
‫حسن نية بمناسبة مباشرته لعمله أمام هيئات المحكمة و أمام السلط العدلية واإلدارية‪.593‬‬

‫كما تجدر اإلشارة على أن قانون المسطرة المدنية‪ ،‬أكد على أن إخالل المحامي‬
‫بحسن سير الجلسات‪ ،‬جاء هو اآلخر محصنا لمركزه القانوني كدفاع‪ ،‬و أبقى اختصاص‬
‫النظر فيما ينسب له من سب أو قذف أو إهانة لهيئة الحكم لمجلس الهيئة كأصل‪ ،‬وفقا‬
‫مسطرة اإلحالة المعمول بها على النقيب و على الوكيل العام للملك التخاذ ما قد يكون الزما‬
‫نظ ار الكتساء فعله طبيعة تأديبية‪ ،‬وفقا للفصلين ‪ 431‬من نفس القانون إن صدر اإلخالل‬
‫أمام محاكم االستئناف‪ ،‬و كذلك أمام محكمة النقض بموجب الفصل ‪ 423‬منه‪ ،‬كنوع من‬
‫التكامل القانوني الذي تداركه المشرع المغربي بموجب القانون ‪ 44111‬المعدل للنصين من‬
‫هذا القانون بعد أن كانت صالحية البت في اإلخالل قضائية‪ .594‬و لما في تطبيق الجزاء‬

‫‪ _592‬جاء في الفقرة الثانية من الفصل ‪ 794‬من ق‪.‬ج‪ " :‬و إذا وقعت اإلهانة على واحد أو أكثر من رجال القضاء أو‬
‫األعضاء الحلفين في محكمة‪| ،‬أثناء الجلسة‪ ،‬فإن الحبس يكون من سنة إلى سنتين"‪.‬‬
‫‪ _593‬للتوسع بخصوص حرية المرافعة بين اإلطالق و واجب االحترام راجع ‪ :‬خليل الخيامي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ _594‬راجع بهذا الخصوص‪ :‬محمد بلهاشمي التسولي‪ ،‬ج ‪ ، 7‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.7.4‬‬

‫‪189‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫الجنائي من أثر على المهنة و على المحامي و على مساره المهني سواء بإثارة مسؤوليته‬
‫الجنائية أو كذلك مكنة متابعته تأديبيا أو جمعهما معا وفق ما سنأتي على تفصيله الحقا‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلشكاالت القانونية لربط المتابعة الجنائية بالمتابعة التأديبية‬

‫يأتي طرح ما ارتبط بتحريك الدعوى العمومية ضد أشخاص المهن القانونية والقضائية‬
‫موضوع دراستنا و ما خصه المشرع المغربي من خصوصيات لما فيه من ارتباط بالمتابعة‬
‫على أن ارتباط النظام الجنائي بالنظام التأديبي‬ ‫‪595‬‬
‫التأديبية‪ ،‬و قد جزم جانب من الفقه‬
‫مشابه لما هو عليه األمر بالنسبة للثاني مع النظام المدني‪ ،‬خصوصا فيما اتصل في أثر‬
‫الحكم الجنائي و المقيد لهيئة التأديب فيما قضى به بالنسبة للوجود المادي للوقائع التي تكون‬
‫محال للمؤاخدة التأديبية و الجنائية‪ ،‬و لمحاولة بسط موقف كل من قوانين كل من مهنة‬
‫المحاماة والمفوضين القضائيين و العدول و الموثقين و مدى ارتباطهما معا (أوال)‪ ،‬و كذلك‬
‫موقف قضاء محكمة النقض في هذا الطرح (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬موقف قوانين المهن من ربط المتابعة الزجرية بالتأديبية‬

‫أكد المشرع المغربي بموجب قوانين المهن القانونية و القضائية موضوع دراستنا على‬
‫توحيد موقفها‪ ،‬بخصوص ربط المتابعة الجنائية إبان تحريك الدعوى العمومية من طرف‬
‫النيابة العامة ضد كل المحامي و العدل و الموثق‪ ،‬إلى ربطها بتحريك المتابعة التأديبية‬
‫ضدهم‪ ،‬و هو األمر نفسه أثناء سبقية تحريك المتابعة التأديبية على تحريك الدعوى العمومية‬
‫ضدهم‪.‬‬

‫و بالرغم من استقالل المتابعة التأديبية عن الجنائية بوضوح خصوصية كل منهما‪ ،‬إال‬


‫أن األمر قد يثير جدال قانونيا بهذا الشأن‪ ،‬حيث أن األمر يختلف بموجب قوانين هذه المهن‬

‫‪ _595‬كمال عبد الواحد الجوهري‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.412‬‬

‫‪190‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫حول جهة التحريك التأديبي كاختصاص مسند بموجب القانون‪ ،‬حيث أن اإلشكال المطروح‬
‫متصل بكون هذه األخيرة قد يأتي تحريكها من قبل النيابة العامة كما هو األمر بالنسبة‬
‫لمهن التوثيق و خطة العدالة و المفوض القضائي أو من قبل مجلس الهيئة‪ ،‬حيث أن‬
‫الخصوصية الجلية تتمثل في ما أكده المشرع المغربي بإسناده فقط صالحية اإلحالة لجهاز‬
‫النيابة العامة‪-‬الوكيل العام للملك لدى محاكم االستئناف‪ -‬إلى جانب النقيب حسب القانون‬
‫وليس التحريك كما هو األمر بالنسبة لباقي المهن األخرى موضوع‬ ‫‪596‬‬
‫المنظم لمهنة المحاماة‬
‫دراستنا المسند إلى الوكيل العام أو لوكيل الملك حسب الحاالت‪.597‬‬

‫و قد عزى بعض الفقه‪598‬هذا االختالف من حيث الجهة و صلته بأثر التحريك‬


‫التأديبي على تحريك الدعوى العمومية‪ ،‬أن تحريك الدعوى التأديبية ال يتأثر بتحريك الدعوى‬
‫العمومية و العكس صحيح‪ ،‬حيث يمكن تحريك الدعوى التأديبية سواء حركت الدعوى‬
‫العمومية أو لم تحرك أو لم توجد أصال‪ ،599‬و رجوعا لخصوصية الفعل المرتكب من قبل‬
‫المهني‪ ،‬رجوعا للمخالفة التأديبية ال الجنائية‪ ،‬لكن األمر ال يثير أي إشكال بشكل مطلق‬
‫لكون النيابة العامة تضطلع بمهمة تحريك الدعوى العمومية كأصل وفقا لقانون المسطرة‬
‫الجنائية‪ ،600‬إلى جانب جهات اإلقامة المتمثلة أساسا في المتضرر من الفعل المجرم قانونا‪،‬‬
‫الذي له فقط تقديم شكايته إلى هذه األخيرة‪.‬‬

‫‪ _596‬المادة ‪ 92‬من القانون ‪.72112‬‬


‫‪ _597‬المادتين ‪ 31‬و ‪ 32‬من القانون المنظم لخطة العدالة‪ ،‬و المواد ‪ 21‬و ‪ 23‬و ‪ 22‬من قانون التوثيق‪ ،‬و المادة ‪ 49‬من‬
‫القانون المنظم لمهنة المفوضين القضائيين‪.‬‬
‫‪ _598‬نبيل فرحان حسين الشنطاوي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪ 341‬و ما يليها‪.‬‬
‫‪ _599‬و من زاوية نظر فقهية أخرى‪ ،‬إن الفعل الواحد قد يعرض مرتكبه ألنواع عديدة من المسؤولية‪ ،‬لكن وفق احتماالت‬
‫محددة تزاوج بين صفة المهني و عالقته بكون الفعل مجرما في شقه التأديبي و أيضا الجنائي‪.‬‬
‫سليمان محمد الطماوي‪ ،‬القضاء اإلداري‪ -‬قضاء التأديب دراسة مقارنة‪ ،-‬الكتاب األول‪ ،‬القسم األول‪ ،‬طبعة ‪ ،1.22‬دار‬
‫الفكر العربي‪-‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.733‬‬
‫‪ _600‬المادة ‪ 4‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫إال أن كافة قوانين المهن القانونية و القضائية موضوع دراستنا أكدت على أن المتابعة‬
‫التأديبية ال تحول دون تحريك الدعوى العمومية من قبل النيابة العامة‪ ،601‬دون القانون‬
‫المنظم لمهنة المفوضين الذي يخلو من هذا المقتضى التبعي و الرابط بين التأديب والزجر‪.‬‬

‫أما على مستوى األثر‪ ،‬فقد جاء التأكيد التشريعي على كون التقادم المتعلق بالمتابعة‬
‫التأديبية يخضع لنظيره المتعلق بتقادم الدعوى العمومية‪ ،602‬وفقا ما اتفقت عليه كافة قوانين‬
‫المهن موضوع دراستنا دون القانون المنظم لمهنة المفوضين القضائيين‪ ،603‬إضافة إلى‬
‫خضوع الدعوى التأديبية لكل امتداد متصل بتقادم الدعوى العمومية من إجراءات كاالنقطاع‬
‫أو التوقف‪.604‬‬

‫أما فيما يتصل بممكنة الجمع بين إيقاع العقاب الزجري و التأديبي بشكل مزدوج‪ ،‬فإن‬
‫هذه الحالة تتحقق عندما تجتم ع في الفعل صفة الجريمة و الصفة العقوبة التأديبية التي‬
‫يأتيها المحامي أو الموثق أو العدل أو المفوض القضائي إلى جانب المهن األخرى حيث يتم‬
‫تطبيقه على المهني لذات الفعل‪ ،‬إال أن هذا األمر يصطدم بقاعدة جوهرية تتمثل في عقل‬
‫الجنائي للتأديبي‪ ،605‬احتراما لما أكده المشرع المغربي من فصل لجهات إيقاع الجزاء بين‬

‫‪ _601‬راجع بهذا الخصوص ما جاء في كل المادة ‪ 94‬من القانون ‪ 72112‬المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬و المادة ‪ 39‬من القانون‬
‫‪ 19114‬من القانون المتعلق بخطة العدالة‪ ،‬و المادة ‪ 24‬فقرتها الثانية من القانون ‪ 4711.‬المنظم لمهنة التوثيق‪.‬‬
‫‪ _602‬وفقا للفقرة األولى للمادة ‪ 4‬من ق‪.‬م‪.‬ج التي جاء فيها ‪ :‬تتقادم الدعوى العمومية‪ ،‬ما لم تنص قوانين خاصة على‬
‫خالف ذلك بمرور‪:‬‬
‫‪ -‬خمس عشرة سنة ميالدية كاملة تبتدئ من يوم ارتكاب الجناية؛‬
‫‪ -‬أربع سنوات ميالدية كاملة تبتدئ من يوم ارتكاب الجنحة؛‬
‫‪ -‬سنة ميالدية كاملة تبتدئ من يوم ارتكاب المخالفة"‪.‬‬
‫‪ _603‬حسب المادة ‪ 93‬من قانون المحاماة و المادة ‪ 33‬من القانون المتعلق بخطة العدالة‪ ،‬و المادة ‪ 29‬من قانون التوثيق‪،‬‬
‫مع ما يالحظ على القانون ‪ 21114‬المنظم لمهنة المفوضين القضائيين الذي يخلو من هذا المقتضى‪.‬‬
‫‪ _604‬المادة ‪ 9‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬و وفقا إلحالة القوانين المنظمة للمهن القانونية و القضائية موضوع دراستنا‪.‬‬
‫‪ _ 605‬مفاد هذه القاعدة هو توقف سير الدعوى التأديبية إلى أن يتم الفصل في الدعوى العمومية المقامة أمام القضاء‬
‫الجنائي‪ ،‬و هذه القاعدة التي يرجع جذورها التاريخية التي أقرتها جميع التشريعات الجنائية باعتبارها الزمة لحجية الحكم‬
‫الجنائي‪ ،‬فمضمون هذه الحجية هو أن تتقيد جهة التأديب بالحكم الجنائي‪ ،‬و هذا ما يوجب عليها انتظار صدور الحكم‬

‫‪192‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫سلطة التأديب و القضاء الجنائي‪ ،‬و هو ما أكدته محكمة االستئناف بالرباط في أحد‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 12‬أبريل ‪ 1.2.‬بكون " قرار مجلس هيئة المحامين يمنع‬ ‫‪606‬‬
‫ق ارراتها‬
‫المحامي مؤقتا من ممارسة المهنة اعتمادا على متابعة جنائية فال يمكن رفع هذا المنع‬
‫المتصل بالتأديب إال بعد البت في الدعوى العمومية"‪.‬‬

‫ليأتي بعد ذلك الحديث عن مدى وجوب استتباع المتابعة التأديبية بعد نهائية المقرر‬
‫الجنائي‪ ،‬هذا األمر الذي أكده المشرع المغربي بموجب قوانين المهن موضوع دراستنا‪ ،‬حيث‬
‫يأتي يبق الحديث على ما أقرته المادة ‪ 99‬من قانون المحاماة‪ ،‬على أنه يجب على مجلس‬
‫الهيئة أن يبت في موضوع الدعوى التأديبية بعد صدور الحكم الجنائي ياإلدانة داخل أجل‬
‫أقصاه أربعة أشهر من تبليغه‪ ،‬و إال رفع المنع المؤقت على المحامي بقوة القانون‪ ،‬إال أن‬
‫األمر يالنسبة ألثر اإليقاف المؤقت للمحامي يزول بقوة القانون عند نهائية الحكم القاضي‬
‫ببرائته‪.607‬‬

‫أما بالنسبة لكل من العدل و الموثق‪ ،‬فقد أكد القانونين المنظمين للمهنتين‪ ،‬على أنه‬
‫يتعين على الوكيل العام للملك بعد صدور حكم نهائي باإلدانة بخصوص كل فعل يشكل‬
‫جريمة احتراما لمبدأ شرعية التجريم و العقاب‪ ،‬أن يحيل الدعوى التأديبية على سلطة‬
‫التأديب‪-‬أي اللجنة ‪ 11‬بالنسبة للموثقين و غرفة المشورة الخماسية األعضاء بمحكمة‬
‫االستئناف‪ -‬للبت في المتابعة التأديبية ضدهما داخل أجل ثالثة أشهر‪ ،608‬إال أن غموض‬

‫الجنائي النهائي و الغير القابل ألي طعن و الذي ال رجوع فيه‪ ،‬و يشترط لتطبيق هذه القاعدة أن يكون الفعل الذي تتناوله‬
‫الدعوى التأديبية هو نفسه الذي تنصب عليه الدعوى الجنائية‪ ،‬نظ ار لتعلقها بالنظام العام‪.‬‬
‫محمد الهيني‪ ،‬قاعدة الجنائي يعقل التأديبي بين اإلدارة القاضية و القاضي اإلداري‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة العلوم القانونية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،7‬لسنة ‪ ،7113‬ص ‪.14‬‬
‫‪ _606‬قرار صادر عن محكمة االستئناف بالرباط بتاريخ ‪ 12‬أبريل ‪ 1.2.‬المنشور بمجلة اإلشعاع‪ ،‬العدد ‪ 771‬ص ‪،11.‬‬
‫أودره‪ :‬نبيل فرحان حسين الشنطاوي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.343‬‬
‫‪ _607‬راجع المادة ‪ 99‬من القانون ‪ 72112‬من القانون المنظم لمهنة المحاماة‪.‬‬
‫‪ _608‬راجع المادة ‪ 32‬من القانون ‪ 19114‬و المادة ‪ 22‬من القانون ‪.4711.‬‬

‫‪193‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫القانون المنظم لمهنة المفوضين القضائيين بخصوص ارتباط المتابعة الجنائية بالمتابعة‬
‫التأديبية جاء مقتص ار فقط على استم اررية اإليقاف المؤقت في حالة توقف المتابعة التأديبية‬
‫على المتابعة الجنائية حسب المادة ‪ 44‬من هذا القانون‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬موقف قضاء محكمة النقض من ربط المتابعة الزجرية بالمتابعة التأديبية‬

‫اختلف القضاء المغربي على مستوى محاكم الموضوع بخصوص ربط المسؤولية‬
‫التأديبية للجنائية ضد أشخاص المهن القانونية و القضائية‪ ،‬و هو ما قابله قضاء محكمة‬
‫النقض بعملها على توحيد هذا االختالف‪ ،‬بخصوص آثار المتابعة الجنائية الجنائية على‬
‫المتابعة التأديبية ضد أشخاص المهن الحرة موضوع دراستنا‪ ،‬خصوصا فيما اتصل‬
‫بالمقررات الزجرية القاضية بالبراءة‪ ،‬و كذلك األمر المتعلق كذلك بحجية الحكم الجنائي على‬
‫المتابعة التأديبية ومدى ارتباطهما‪.‬‬

‫فعلى مستوى محكمة النقض‪ ،‬و ما تواتر عملها بخصوص حجية الحكم الجنائي أمام‬
‫قضاء التأديب و المتصل بالمهن القانونية والقضائية موضوع دراستنا‪ ،‬فقد أكدت في أحد‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 7119/19/41‬المتعلقة بمفوض قضائي " على أن المتابعة‬ ‫‪609‬‬
‫ق ارراتها‬
‫التأديبية إذا ما ارتكزت على مجموعة من الوقائع المادية الثابتة كافية إلدانة المتابع أمام‬
‫مجلس التأديبي حتى لو صدر حكم جنحي قاضي ببراءته بما نسب إليه بهذا الخصوص‬
‫الختالف وسائل اإلثبات في المخالفات المهنية عنه في الجرائم"‪.‬‬

‫و معه يتأكد على أن نطاق تقيد سلطة التأديب بالحكم الجنائي‪ ،‬قد ال يتأتى في حالة‬
‫الحكم ببراءة المعني‪ ،‬و إنما ينبغي وضع الحدود المنطقية و العملية لهذا التقييد حيث ال‬
‫يكون ذلك إال إذا كانت البيانات التي يستند إليها الحكم الجنائي هي نفسها المطروحة على‬

‫‪ _609‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ ،1311/1‬بتاريخ ‪ ،7119/19/41‬في الملف اإلداري عدد ‪ ،149./3/1/19‬و‬
‫المنشور لدى‪ :‬محمد بلفقير‪ ،‬قضايا اإللغاء في قضايا الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض من بداية سنة ‪ 7114‬إلى النصف‬
‫من سنة ‪ ،7112‬الطبعة األولى لسنة ‪ ،711.‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪ ،‬ص ‪.1.4‬‬

‫‪194‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫بساط سلطة التأديب كانت إدارية أو مهنية أو قضائية و ذلك قصد إعطاء الحكم‬
‫الواجب‪ ،610‬لكون الخصوصية التي أكدتها محكمة النقض تتجلى في وسائل اإلثبات بالنسبة‬
‫للمخالفات التأديبية التي تختلف عن اإلثبات الجنائي و وسائله‪.‬‬

‫أما من جانب ربط المتابعة الجنائية بنظيرتها التأديبية و آثرها‪ ،‬فقد أكدت محكمة‬
‫النقض في قرار آخر لها الصادرة تاريخ ‪ .‬مارس ‪ ،6117112‬على أن " المقرر أن‬
‫المخالفات المهنية المنسوية للمفوض القضائي مرتبطة بإخالله بواجبه المهني و ليس بمآل‬
‫المتابعة الجنائية الجارية في حقه‪ ،‬و المحكمة لما قضت بمؤاخدة الطاعن و معاقبته تأديبيا‬
‫من أجل ما نسب إليه بعدما ثبت لها عدم إنجازه لإلجراءات المكلف بها وفقا للشكليات‬
‫المنظمة قانونا‪ ،‬و تهاونه في ضبطها و توثيقها بالكيفية الواجبة التي تفرض الثقة بالنظر‬
‫لآلثار القانونية التي تترتب عن ذلك‪ ،‬بصرف النظر عن مآل المتابعة الجنائية الجارية في‬
‫حقه‪ ،‬يكون قرارها معلال بما فيه الكفاية"‪.‬‬

‫و األمر الذي يؤكد على ربط المتابعة الجنائية بعد صدور المقرر الجنائي النهائي في‬
‫حق ال معني و الذي قضى بإدانته من أجل ما نسب بخصوص جناية التزوير في محرر‬
‫رسمي حسب الفصل ‪ 443‬من القانون الجنائي‪ ،‬و الذي استتبعه قرار السحب النهائي‬
‫لرخصة مزاولة المهنة حسب المادة ‪ 42‬من قانون المهنة‪ ،‬و نظ ار لخطورة الجرم الذي أدين‬
‫بموجبه‪ ،‬كان لزاما استتباعه بعقوبة تأديبية مناسبة لخطورة الفعل الجرمي المرتكب من قبله‬
‫والذي يشكل إخالال بالثقة المهنية الواجب التقييد بها من قبل المعني‪.‬‬

‫‪ _610‬عبد الواحد العلمي‪ ،‬ج ‪ ،1‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.727‬‬


‫‪ _611‬القرار عدد ‪ 194‬الصادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ .‬مارس ‪ 7112‬في الملف اإلداري عدد ‪ ،7119/7/3/7737‬و‬
‫المنشور في نشرة ق اررات محكمة النقض الغرفة اإلدارية‪ ،‬السلسلة ‪ 2‬العدد ‪ ،49‬ص ‪...‬‬

‫‪195‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫خ اتم ة‬

‫و في الختام ال بد من القول على أن موضوع بحثنا بخصوص تحديد اإلمتداد الرقابي‬


‫للنيابة العامة بموجب تدخل النيابة العامة في قوانين المهن القانونية و القضائية بين الدور‬
‫الرقابي و التأديبي و الزجري‪ ،‬يعتبر من أهم المواضيع الراهنية و التي أسالت حبر عديد‬
‫أقالم الباحثين و المهتمين بالشأن القانوني و القضائي و المهني و حتى األكاديمي‪ ،‬و هو‬
‫ما أفردت له التشريعات الوطنية و كذا االتفاقيات الدولية نتاجا زاخ ار وصلبا كترسانة منظمة‬
‫للوظيفة القائمة على خدمة مرفق العدالة و مرتفقيها على النحو المرغوب‪ ،‬و هو األمر الذي‬
‫لم يفت مشرعنا المغربي من خالل عمله الدؤوب على تطوير التشريع المهني و إضفاء جملة‬
‫من الخصوصيات الموضوعية و المسطرية المرتبطة بهذه المهن بشكل عام و أيضا بتدخل‬
‫النيابة العامة بشكل خاص‪ ،‬لما فيه من حرص و سهر على تحقيق األمن المهني و أيضا‬
‫القانوني و القضائي‪ ،‬و معه فاألمر الذي جعل من هذا التدخل المؤسساتي للنيابة العامة‬
‫يكتسي طابعا رئيسيا خاص بدءا من تجليات الرقابة و غاياتها و مرو ار بما يعقبه من آثار‬
‫ذات الصلة بالتأديب و الزجر تمارسه النيابة العامة عند كل خروج عن قواعد الضبط المهني‬
‫و نظامه‪.‬‬

‫فالدولة و من خاللها مؤسساتها العمومية تبقى ملزمة بضمان توفير الخدمات ذات‬
‫الصلة بالقضاء والعدالة لمواطنيها في إطار العقد االجتماعي الرابط بينهما‪ ،‬و هو األمر‬
‫الذي قد يصطدم مع سندان الواقع المعاش الذي قد يخالف التوجه القانوني أحيانا إن كان‬
‫العيب في التشريع لعدم نجاعته أو فعاليته من جهة‪ ،‬أو في غياب إرادة مواطنة وحقيقية‬
‫ترغب في الرفع من جودة الخدمة القضائية و القضاء على كافة الممارسات الالمهنية‪ ،‬وهو‬
‫ما استدعى من واضعي التشريع و منفذيه و مفكريه العمل على فرض رقابة عامة من خالل‬
‫جهاز القضاء‪ -‬أي القضاء الواقف‪ -‬في شخص النيابة العامة على الوسط المهني داخل‬

‫‪196‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫منظومة القضاء ببالدنا‪ ،‬قصد التدخل لبسط الرقابة على كل أنشطة ممارسي المهن القانونية‬
‫و القضائية‪ ،‬و التي تدخل في زمرة المهن الحرة و المستقلة تمام االستقالل عن الوظائف‬
‫العمومية‪ ،‬و هذا إضافة إلى كون عملية الرقابة تبقى مزدوجة بين هذه األخيرة و أجهزة‬
‫أخرى ذات طبيعة إدارية كما هو الحال بالنسبة للو ازرة الوصية على قطاع العدل‪ ،‬و أيضا‬
‫المجالس و الهيئات المهنية المعنية بدورها في الحفاظ على هيبة هذه المهن و كذلك قيامها‬
‫بما يمكن أن يمكن من توفير األمن المهني لممارسيها‪.‬‬

‫و عليه فوعيا من المشرع المغربي و منه من السلطة العامة‪ ،‬بعظمة المسؤولية الملقاة‬
‫على عاتقها بالحرص على تجويد التشريع المهني و ضمان مواكبته لمتطلبات المجتمع ونمو‬
‫وعيه القانوني‪ ،‬و أيضا لما فيه من مسايرة لخطى المنتظم الدولي‪ ،‬فقد أكد الدستور السادس‬
‫للمملكة المغربية على أن صيانة الحقوق و الحريات و إشاعة ثقافة حقوق اإلنسان و معه‬
‫الرفع من جودة الخدمات المقدمة من قبل من فوضت لهم الدولة القيام بمهام جسيمة ذات‬
‫الطبيعة القانونية و القضائية و التعاقدية في خدمة مواطنيها‪ ،‬يبقى أهم نتاج يمكن الوصول‬
‫إليه كغاية يفرضها الواقع‪ ،‬وذلك من خالل الحرص الدائم على مواكبة خصوصية المجتمع‬
‫المغربي و احترام ثوابته الدستورية‪ ،‬عن طريق التحيين والتعديل المستمر للنصوص والقوانين‬
‫الضابطة لتغير عقلية المواطنين وتطورها في اتجاه يالءم متطلبات الخدمة القضائية‬
‫والقانونية المتعارف عليها‪ ،‬و ذلك بجعل القضاء وأيضا جل المتدخلين في منظومة العدالة‬
‫يستدعي التشديد من الرقابة المؤسساتية في شخص ممثلة‬ ‫في خدمة المواطن‪ ،‬مما‬
‫المجتمع‪-‬النيابة العامة‪ ،-‬و بسط خطواتها و العمل على إنجاح كل مجهود في هذا الشأن‬
‫ودعمه‪ ،‬و هو ما راعاه المغرب باالرتقاء بمرفق القضاء إلى سلطة مستقلة كمبدأ دستوري‬
‫رأى النور بموجب الفصل ‪ 112‬من نص الوثيقة الدستورية النافذة حاليا‪ ،‬و أيضا ما سبقه أو‬
‫تزامن مع ذلك أو أعقبه من خطب و توصيات بذلك لجاللة الملك محمد السادس نصره اهلل‬
‫و أيده‪ ،‬بدءا من الخطاب الملكي لذكرى ثورة الملك و الشعب ليوم ‪ 71‬غشت ‪ ،711.‬والذي‬

‫‪197‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫تجسد من خالله الورش الكبير إلصالح منظومة العدالة ببالدنا و ما وااله من إنجازات‬
‫وأيضا ما ينتظره من تحديات في هذا الجانب الهام‪.‬‬

‫و من خالل كل ما سبق بيانه في معرض قولنا‪ ،‬فإننا دراستنا العميقة لهذا الموضوع‬

‫ولد بفكرنا جملة من المالحظات و االستنتاجات و المقترحات ذات االتصال الوثيق بأدوار‬

‫النيابة العامة الرقابية و التأديبية و الزجرية و معها كافة أبعادها و تصوراتها الدالة على‬

‫مكانة المهن القانونية و القضائية داخل المجتمع و تأثيره على النظام السيادي للدولة من‬

‫خالل الدور البارز المفوض لها لخدمة المواطن‪ ،‬والتي يمكن إجمالها في اآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المالحظات ‪:‬‬

‫الحظنا أنه على مستوى المراقبة التي تضطلع به النيابة العامة على سواء في‬ ‫‪)1‬‬
‫مرحلته القبلية أو البعدية‪ ،‬أن المشرع غالبا ما يتأثر بخصوصية كل مهنة على حدى وذلك‬
‫راجع أيضا للتدرج الزمني إلنفاذ قوانين المهن األربع (المحاماة؛ التوثيق؛ خطة العدالة؛‬
‫المفوضين القضائيين)‪ ،‬بحيث نجذ أن هذا الجهاز القضائي له دور بارز في كل من مهنتي‬
‫المحاماة و التوثيق عكس ما هو عليه األمر بالنسبة لمهنتي المفوضين القضائيين و العدول‪،‬‬
‫حيث تأكد أن عملية المراقبة ليست بيد النيابة العامة لوحدها و إنما تشاركها جهات أخرى‬
‫كما هو األمر بالنسبة لو ازرة العدل و أيضا الهيئات المهنية وفقا لكل قانون مهني على‬
‫حدى‪.‬‬
‫الحظنا كذلك على أن المستجد األخير المتعلق باستقالل النيابة العامة‪ ،‬كان‬ ‫‪)7‬‬
‫له األثر الحسن على مستوى تكريس استقالل السلطة القضائية وفق ما أكد عليه دستور ‪7.‬‬
‫يوليو ‪ ،7111‬وذلك بنقل صالحيات رئاسة النيابة العامة إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة‬
‫النقض بصفته رئيسا للنيابة العامة‪ ،‬و الذي لم يرخي بظالله على نقل سلطة اإلشراف على‬

‫‪198‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫هذه المهن من السلطة الحكومية المكلفة بالعدل إلى رئاسة النيابة العامة‪ ،‬وذلك وفق ما‬
‫أوضحه منشور رئيس النيابة العامة الصادر بهذا الخصوص لسنة ‪ ،7112‬في ظل جمود‬
‫التشريع المهني‪.‬‬
‫نجد أيضا على أنه على مستوى مرحلة التأديب يتأكد البروز الجلي للدور‬ ‫‪)4‬‬
‫الذي تقوم به النيابة العامة أثناء جريان المسطرة التأديبية‪ ،‬سواء كانت جهة إحالة على‬
‫سلطات التأديب و باعتبارها أحيانا أخرى جهة للمتابعة و كذلك جهة للطعن في المقررات‬
‫التأديبية و أيضا جهة لتنفيذ هذه المقررات‪ ،‬لكن مع اختالف جلي في رؤية المشرع المغربي‬
‫أثناء تنظيمه لكل من مهنة المحاماة و التوثيق وخطة العدالة و المفوضين القضائيين‪.‬‬
‫الحظنا أيضا أنه على مستوى تحديد األساس القانوني إلثارة المسؤولية‬ ‫‪)3‬‬
‫الجنائية ألشخاص المهن القانونية و القضائية موضوع دراستنا‪ ،‬نجذ على أن المشرع اعتمد‬
‫تعددا في مصادر التجريم و العقاب و الذي يمكن بموجبه للنيابة العامة البحث عن األساس‬
‫القانوني لتكييف الفعل الجرمي مع النص القانوني الواجب التطبيق‪ ،‬و التي تبقى من مهمة‬
‫النيابة العامة و أيضا قضاء التحقيق و قضاء الحكم‪.‬‬
‫الحظنا أيضا أن المشرع المغربي خلق جداال قانونيا و قضائيا حول نسبة‬ ‫‪)4‬‬
‫صفة الموظف العمومي ألشخاص المهن القانونية‪ ،‬و هو األمر الذي ال يستقيم و طبيعة‬
‫هذه المهن الحرة و المستقلة‪ ،‬التي تجد تنظيمها في قوانينها الخاصة بها‪ ،‬مما طرح جدلية‬
‫الصفة بالنسبة للفقه و القضاء على حد السواء‪ ،‬وذلك في تفسير المفهوم الواسع للموظف‬
‫العمومي الوارد في الفصل ‪ 773‬من القانون الجنائي‪.‬‬
‫الحظنا أيضا على أن المشرع المغربي تعامل بنوع من الالتوازن بين المهن‬ ‫‪)9‬‬
‫القانونية و القضائية موضوع دراستنا‪ ،‬بحيث لم يوفر لها الضمانات اإلجرائية الكفيلة‬
‫بتحصينها و ضمان األمن المهني و القانوني و القضائي و االجتماعي للمتعاملين معها‪.‬‬
‫الحظنا أن المشرع المغربي لم يوسع من مداخل عمل هذه المهن على كافة‬ ‫‪)2‬‬
‫األصعدة‪ ،‬بل و قلص من أدائه لمهامها على الوجه األكمل و مثاله مهنة المحاماة‪ ،‬و مثاله‬

‫‪199‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫البارز ما جاء في القانون ‪ 77111‬المتعلق بقانون المسطرة الجنائية الذي بقي قاص ار وال‬
‫يعطي أدنى ضمانة حقيقية قد تترجم على أرض الواقع أثناء البحث التمهيدي أو التحقيق‬
‫اإلعدادي للمهتم الذي يكون في موازنة صعبة بين حق الدولة في إيقاع العقاب‪ ،‬و بين‬
‫ضماناته الممنوحة خصوصا خالل أطوار الحراسة النظرية أو التحقيق اإلعدادي‪ ،‬و معه‬
‫فهذا التقييد معيب و ال يحقق غايته المرجوة‪ ،‬أضف إلى ذلك مرحلة المحاكمة التي قد ال‬
‫تستلزم اإلجبارية إال في ظل نطاق خاص محدد بموجب المادة ‪ 419‬نفس القانون‪ ،‬و من‬
‫جهة أخرى فالتأكيد على هذا المعطى مؤكد في الجوانب األخرى التي وجب أن تمكن‬
‫المترافع من أداء مهمته في صيانة موكليه أمام المؤسسات و الجهات الرسمية كمرحلة أولية‬
‫سابقة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االستنتاجات ‪:‬‬

‫تبين لنا أثناء الدراسة و البحث في موضوعنا‪ ،‬أن هناك قصو ار تشريعيا وفقهيا‬ ‫‪)1‬‬
‫في تحديد مفهوم المهن القانونية و القضائية‪ ،‬و الذي قمنا بتحديده و استنتاجه بوضع معايير‬
‫أساسية ساعدتنا على تحديده‪ ،‬و التي تختلف بحسب طبيعة المهام القضائية أو الشبه‬
‫القضائية التي أوكل بموجبها المشرع المغربي بأدائها‪ ،‬ف مهنة المحاماة والمفوض القضائي‬
‫تعتبر مهنة مساعدة للقضاء و هي جزء ال يتج أز من أسرة القضاء‪ ،‬أما بالنسبة للتوثيق‬
‫وخطة العدالة فطبيعة مهامها تؤكد على اعتبارهما مهنتان قانونيتان‪ ،‬و هذا كله ال يخرج عن‬
‫جوهر اعتبارهم مهنا حرة و مستقلة تتنافى مع الوظيفة العمومية‪.‬‬
‫من بين االستنتاجات التي خرجنا بها في بحثنا هذا‪ ،‬كون المشرع المغربي‬ ‫‪)7‬‬
‫أضفى نوعا من الخصوصية القانونية أثناء عمل النيابة العامة على مراقبة النيابة العامة‬
‫للمهن القانونية و القضائية موضوع دراستنا‪ ،‬إذ نجذ على أنه لم يعمل على إيالء مهمة‬
‫الرقابة حي از تطبيقيا كبي ار كنوع من الوقاية‪ ،‬وخصوصا أن تفعيلها على أرض الواقع بنوع من‬

‫‪200‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫التحوط القبلي لجهاز النيابة العامة سيكون له األثر اإليجابي لتخليق هذه المهن‪ ،‬تكريسا‬
‫لغايتها الهامة‪ ،‬على خالف األمر بالنسبة لمرحلة التأديب و الزجر التي تعامل معها بنوع‬
‫من الحزم‪ ،‬و هذا ما يالحظ في كثرة المتابعات في هذا الجانب بموجب آخر اإلحصائيات‬
‫الصادرة بهذا الشأن و الواردة بتقرير رئاسة النيابة العامة لسنة ‪.7112‬‬
‫أيضا استنتجنا على أنه أثناء البحث في إشكالية محددات أدوار النيابة العامة‪،‬‬ ‫‪)4‬‬
‫فيما اتصل بالشق الرقابي البعدي‪ ،‬أن تعيين قاضي التوثيق لم يط أر على نصه أي تعديل‬
‫مواكب للمرحلة التشريعية الحالية‪ ،‬و معه بقاء الجمود التشريعي في هذا الشق الوارد نصه‬
‫في المرسوم التطبيقي المفعل للقانون ‪ 19114‬المتعلق بخطة العدالة في مادته ‪ 42‬المتصلة‬
‫بمراقبة مهنة خطة العدالة‪ ،‬و الذي ال يالءم متطلبات استقاللية السلطة القضائية بموجب‬
‫دستور ‪ 7111‬و أيضا ما أعقبه من إصدار للقانونين التنظيميين لكل من المجلس األعلى‬
‫للسلطة القضائية رقم ‪ 111114‬والنظام األساسي للقضاة ‪ ،119114‬عكس ما أحسن المشرع‬
‫فعله بطرح مسودة قانون المسطرتين المدنية و الجنائية بخصوص تعيين القضاة المكلفين‪،‬‬
‫مما يستدعي معه األمر تعديال على أحكام هذه المادة لتتالءم مع المتغيرات الحالية التي‬
‫تلت إخراج القانون ‪ 3...31‬السالف الذكر‪ ،‬بعد تنصيب أعضائه من طرف جاللة الملك‬
‫بتاريخ ‪ 8‬أبريل ‪ ،0.33‬و هو ما يقتضي حسب رأينا أن يتم الحرص على إخراج مشروع‬
‫قانون جديد منظم لخطة ا لعدالة‪ ،‬يمنح فيه التوازن بين السلطة القضائية و السلطة التنفيذية‬
‫في إعمالها لسلطة الرقابة القبلية‪ ،‬كما هو الحال إلى كل من القانونين ‪ 0....‬و القانون‬
‫‪ 10..1‬المنظمين على التوالي لمهنتي المحاماة و التوثيق‪ ،‬مع استحضار رقابة النيابة‬
‫العامة ضمانا لما يبتغيه المشرع المغربي وراء سنه للقوانين المهنية من رقابة قبلية وبعدية‬
‫سابقة لمسطرة التأديب أو الزجر‪.‬‬
‫خلصنا أيضا على مستوى تفعيل دور المجالس و الهيئات المهنية‪ ،‬أنه ال‬ ‫‪)3‬‬
‫يجب أن يبقى دورها مقتص ار على التنظيم و صيانة المهنة و الحفاظ على أعرافها وتقاليدها‪،‬‬
‫وانما وجب إسناد سلطة المراقبة والتأديب و كذا القيام بعملية البحث في المخالفات المهنية‬

‫‪201‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫المنسوبة إلى ممارسيها‪ ،‬إلى جانب النيابة العامة بازدواجية شاملة لهذا البعد و التي سترخي‬
‫بظاللها إيجابا على صيانة المهنة و حفظ كرامتها و أيضا ضمان العالقة بينها و بين‬
‫مرتفقيها ‪-‬أي المواطنين‪ -‬عن طريق توفير الثقة المشروعة كمبدأ أساسي يقوم عليه األمن‬
‫القانوني والقضائي في ضوء الحكامة الجيدة‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لمهنة المحاماة الذي‬
‫منح لها المشرع سلطة التأديب‪ ،‬دون غيرها من المهن األخرى التي قد تكون بموجبها سلطة‬
‫التأديب إما إدارية أو قضائية و ذلك قبل تفعيل رقابة قضاء المشورة‪ ،‬و بالتالي وجب توحيد‬
‫هذا األمر مستقبال بإسناد سلطة التأديب إلى الهيئات و المجالس التأديبية كدرجة أولى‬
‫للتأديب‪.‬‬
‫و من جملة االستنتاجات المهمة التي توصلنا إليها أثناء البحث و التحليل‬ ‫‪)4‬‬
‫لمقتضيات المهن األربعة موضوع دراستنا في صلتها بدور جهاز النيابة العامة‪ ،‬أن المشرع‬
‫المغربي تعامل بنوع من التباين التشريعي في ضوء قوانين المهن القانونية والقضائية موضوع‬
‫دراستنا‪ ،‬إذ نجذ على أنه تارة ما يوفر الحماية القانونية الالزمة في بعدها الموضوعي‬
‫والمسطري أثناء إثارة المسؤولية القانونية المهنية لممارسيها‪ ،‬و تارة أخرى ما يرخي بظالل‬
‫البعد التشريعي و التأخر في تجويد هذه القوانين‪ ،‬و هذا األمر حسب رأينا قد يرجع ألسباب‬
‫متصلة بسنة إصدار القانون المهني و حداثته مقارنة بقوانين مهنية أخرى‪ ،‬كما هو الحال‬
‫على سبيل المثال لقانوني مهنتي خطة العدالة و المفوضين القضائيين الواجب العمل على‬
‫إخراج إطار حديث يواكب متطلبات هاتين المهنتين‪ ،‬كما فعل مع كل من مهنتي المحاماة‬
‫والتوثيق‪ ،‬حتى ال يخلق نوعا من الميز و الالتوازن في المساواة في الضمانات المسطرية‬
‫والموضوعية في كافة أبعادها الرقابية و التأديبية والزجرية‪.‬‬
‫استنتجنا أيضا أنه ال بد من البحث و التنقيب على أسس و مقومات‬ ‫‪)9‬‬
‫المسؤولية الجنائية المهنية و تحديد ضوابطها القانونية‪ ،‬حتى يتسنى فرز هذا المفهوم عن‬
‫المسؤولية الجنائية الواردة في القانون الجنائي‪ ،‬تبعا لوجود خصوصية أساسية تتمثل في‬
‫الصفة المهنية الحرة للمهن القانونية و القضائية‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫ثالثا‪ :‬المقترحات ‪:‬‬

‫في مقدمة اقتراحاتنا الذي خرجنا بها أثناء دراسة موضوعنا حدود مراقبة النيابة‬ ‫‪)1‬‬
‫العامة للمهن القانونية و القضائية‪ ،‬أنه ال بد من التدخل التشريعي إلدخال تعديالت‬
‫جوهرية على قوانين المهن القانونية و القضائية ككل‪ ،‬حتى تناسب تطلعات المهنيين‬
‫و أيضا لما فيه من فائدة على المتعاملين معها‪ ،‬حيث ال بد من أخد االعتبار لمرحلة‬
‫المراقبة و تفعيل أدو ار النيابة العامة للقيام بمهمة التفتيش الدوري بتنسيق مع رؤساء‬
‫المجالس و الهيئات المهنية الجهوية و الوطنية‪ ،‬قصد إبالغها بكل العمليات‬
‫والم ساطر المجراة مع حقها في الطعن داخل أجل محدد‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة‬
‫لقانون المحاماة‪.‬‬
‫العمل على تعديل المرسوم التطبيقي ألحكام خطة العدالة في مادته ‪ 42‬فيما‬ ‫‪)7‬‬
‫يتعلق بتعيين قضاة التوثيق من قبل وزير العدل كمرحلة آنية‪ ،‬و التي عرفت‬
‫وستعرف الجمود من إخراج القانون ‪ 111114‬المتعلق بالمجلس األعلى للسلطة‬
‫القضائية الذي له سلطة تعيين القضاة المكلفين‪ ،‬إلى حين إخراج قانون لخطة العدالة‬
‫يواكب متطلبات العصر و معه إقبار دور قاضي التوثيق لما يشكله من عرقلة لسير‬
‫عمل الموثق العدلي كما نادت بذلك توصيات الندوة الوطنية لسنة ‪.711.‬‬
‫حتى ال نصطدم بمزاجية التفسير القانوني أو التكييف القضائي من قبل النيابة‬ ‫‪)4‬‬
‫العامة في القضايا الزجرية المتصلة بالمهن القانونية و القضائية‪ ،‬ال بد من مراجعة‬
‫المقتضيات المتصلة بجرائم الموظف العمومي الواردة في القانون الجنائي‪ ،‬فطرحنا‬
‫يقتضي فصل جرائم الموظف العمومي على ذوي الصفة المهنية فصال تاما‪ ،‬و معه‬
‫أيضا عمل المشرع المغربي على توضيح الغموض الجلي في هذا الجانب‪ ،‬بحصر‬
‫نطاق مفهوم الموظف العمومي الوارد في الفصل ‪ 773‬و حصره على المنتسبين‬
‫للوظيفة العمومية‪ ،‬لكون القاعدة الجنائية ال تقبل التوسع و ال التفسير الواسع‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫نقترح وضع تحديد قانوني للمقصود بمفهوم المهن القانونية و القضائية‪ ،‬وذلك‬ ‫‪)3‬‬
‫بسط التوضيح بين المهن المساعدة للقضاء و أيضا المهن الحرة التوثيقية وكذلك‬
‫المهن التي هي في مكانة أسرة القضاء كما هو الحال بالنسبة لمحاماة‪ ،‬فمهمة‬
‫التعريف أصبحت حسب مهمة تشريعية أكثر منها فقهية أو قضائية‪.‬‬
‫نقترح وضع مدونة قانونية مهنية موحدة للمهن القانونية و القضائية‪ ،‬توحد كافة‬ ‫‪)4‬‬
‫مظاهر الرقابة من قبل جهاز واحد و هو الهيئات و المجالس المهنية باألساس ثم‬
‫النيابة العامة بالدرجة نفسها‪ ،‬دون إغفال و ازرة العدل كجهة ثانوية للمراقبة مع مراعاة‬
‫خصوصية المهام المسندة لكل مهنة على حدى‪.‬‬
‫إحداث لجنة وطنية تشاورية مكونة من كل من الوكيل العام للملك لدى محكمة‬ ‫‪)9‬‬
‫النقض بصفته رئيسا للنيابة العامة و الرئيس المنتدب للمجلس األعلى للسلطة‬
‫القضائية و وزير العدل‪ ،‬إضافة إلى رئيس الجمعية الوطنية للمحامين بالمغرب وباقي‬
‫رؤساء المجالس الوطنية للمهن القانونية و القضائية‪ ،‬قصد تدارس مخططات‬
‫تشاركية للرقي بالمهن و تجويدها و تخليقها‪ ،‬لغاية إصالح منظومة العدالة ببالدنا‪.‬‬
‫إن مواكبة المحاور الكبرى لإلصالح الشامل و العميق لمنظومة العدالة ببالدنا‬ ‫‪)2‬‬
‫تقتضي التعجيل من إنفاذ أسسه الكبرى بإرادة وطنية موحدة لكافة المتدخلين لهذه‬
‫المهن القانونية و القضائية أساسا‪ ،‬و كذلك األمر بالنسبة للمؤسسات والسلطات‬
‫العمومية‪ ،‬و ذلك قصد تحسين الولوج و الرفع من جودة تكوين المترشحين الجدد لهذه‬
‫المهن ضمانا لتوفير الخدمة الواجبة للمواطن و أيضا تخليقها‪.‬‬

‫تم بعون اهلل وتوفيقه‬

‫﴿ ربنا ال تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ﴾‬

‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪382‬‬

‫‪204‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫الئحة المراجع‬

‫أوال‪ :‬الئحة الكتب‬

‫‪ .I‬الكتب العامة‬

‫أحمد الخمليشي‪ ،‬شرح قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬الطبعة األولى لسنة ‪ ،6881‬مكتبة‬ ‫‪)6‬‬
‫المعارف‪-‬الرباط‪.‬‬
‫أحمد قيلش و آخرون‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة الجنائية‪ ،‬الطبعة الثالثة لسنة‬ ‫‪)3‬‬
‫‪ ،3062‬مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪.‬‬
‫أحمد قيلش و آخرون‪ ،‬الوجيز في شرح القانون الجنائي الخاص‪ ،‬طبعة ‪،3062‬‬ ‫‪)2‬‬
‫مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪.‬‬
‫أحمد قيلش و آخرون‪ ،‬الوجيز في شرح القانون الجنائي العام‪ ،‬طبعة ‪ ،3061‬مطبعة‬ ‫‪)4‬‬
‫األمنية‪-‬الرباط‪.‬‬
‫أحمد قيلش و آخرون‪ ،‬علم اإلجرام و العقاب‪ ،‬طبعة ‪ ،3064‬مكتبة فضاء آدم للنشر‬ ‫‪)1‬‬
‫والتوزيع‪-‬مراكش‪.‬‬
‫إدريس الحياني و محمد هنوش‪ ،‬دروس مختصرة في القانون الجنائي الخاص‬ ‫‪)1‬‬
‫المغربي‪ ،‬طبعة ‪ ،3068‬مكتبة قرطبة‪-‬أكادير‪ ،‬توزيع دار العرفان‪-‬أكادير‪.‬‬
‫الشرقي حراث‪ ،‬الدليل العملي إلجراءات التقاضي أمام المحاكم‪ ،‬طبعة ‪ ،3061‬مطبعة‬ ‫‪)2‬‬
‫األمنية‪-‬الرباط‪.‬‬
‫حليمة المغاري‪ ،‬التنظيم القضائي المغربي وفق آخر المستجدات القانونية‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪)8‬‬
‫الثانية لسنة ‪ ،3068‬مطبعة قرطبة‪-‬أكادير‪.‬‬
‫لطيفة الداودي‪ ،‬دراسة في قانون المسطرة الجنائية المغربية وفق آخر التعديالت إلى‬ ‫‪)8‬‬
‫غاية سنة ‪ ،3062‬الطبعة السابعة لسنة ‪ ،3068‬المطبعة و الوراقة الوطنية‪-‬مراكش‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫محمد اإلدريسي العلمي المشيشي‪ ،‬دراسة حول مالئمة قانون المسطرة الجنائية مع‬ ‫‪)60‬‬
‫مبادئ حقوق اإلنسان‪ ،‬منشورات المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪-‬سلسلة الدراسات‪ ،‬طبعة ‪،3063‬‬
‫مطبعة المعارف الجديدة‪ -‬الرباط‪.‬‬
‫محمد اإلدريسي العلمي المشيششي‪ ،‬دراسة حول مالئمة مشروع القانون الجنائي مع‬ ‫‪)66‬‬
‫المبادئ و القواعد المعتمدة في منظومة حقوق اإلنسان‪ ،‬سلسلة إصدارات المجلس الوطني لحقوق‬
‫اإلنسان‪ ،‬طبعة ‪ ،3063‬مطبعة المعارف الجديدة‪-‬الرباط‪.‬‬
‫محمد اإلدريسي العلمي المشيشي‪ ،‬المسطرة الجنائية‪ :‬المؤسسات القضائية‪ ،‬الجزء‬ ‫‪)63‬‬
‫األول‪ ،‬ط ‪ ،6886‬مطبعة المعارف الجديدة‪-‬الرباط‪.‬‬
‫محمد العروصي‪ ،‬المختصر في شرح القانون الجنائي المغربي‪-‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪)62‬‬
‫األولى لسنة ‪ ،3061‬مطبعة مرجان‪-‬مكناس‪.‬‬
‫محمد بلفقير‪ ،‬قانون المسطرة الجنائية و العمل القضائي‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬لسنة‬ ‫‪)64‬‬
‫‪ ،3062‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫محمد بلفقير‪ ،‬مجموعة القانون الجنائي و العمل القضائي المغربي‪ ،‬الطبعة الرابعة‪،‬‬ ‫‪)61‬‬
‫لسنة ‪ ،3062‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫محمد بلفقير‪ ،‬قضايا اإللغاء في قضايا الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض من بداية سنة‬ ‫‪)61‬‬
‫‪ 3061‬إلى النصف من سنة ‪ ،3062‬الطبعة األولى لسنة ‪ ،3068‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار‬
‫البيضاء‪.‬‬

‫نور الدين العمراني‪ ،‬شرح القسم العام من القانون الجنائي المغربي‪ ،‬طبعة ‪،3063‬‬ ‫‪)62‬‬
‫مطبعة وراقة سلجلماسة‪-‬مكناس‪.‬‬
‫نورة غزالن الشنيوي‪ ،‬الوسيط في العقود الخاصة –العقود المدنية والتجارية و البنكية‬ ‫‪)68‬‬
‫على ضوء المستجدات التشريعية و االجتهادات القضائية في القانون المدني و قانون األعمال‪ -‬الجزء‬
‫األول‪ ،‬الطبعة األولى لسنة ‪ ،3062‬مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪.‬‬
‫نورة غزالن الشنيوي‪ ،‬التوجهات الكبرى لإلصالح الشامل و العميق لمنظومة العدالة‪،‬‬ ‫‪)68‬‬
‫التنظيم القضائي في ضوء مستجدات سنة ‪ ،3061‬الطبعة األولى لسنة ‪ ،3061‬مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫عبد الكريم الطالب‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية‪ ،‬دراسة في ضوء مستجدات‬ ‫‪)30‬‬
‫مسودة مشروع ‪ ،3061‬الطبعة الثامنة يوليو ‪ ،3061‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫عبد الكريم الطالب‪ ،‬التنظيم القضائي المغربي‪ ،‬الطبعة الخامسة لسنة ‪ ،3068‬مطبعة‬ ‫‪)36‬‬
‫النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫عبد الواحد العلمي‪ ،‬شرح القانون الجنائي المغربي‪-‬القسم الخاص‪ ،‬الطبعة الثامنة‬ ‫‪)33‬‬
‫لسنة ‪ ،3061‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪.‬‬

‫عبد الواحد العلمي‪ ،‬شرح القانون الجنائي المغربي‪-‬القسم العام‪ ،‬الطبعة السابعة‪ ،‬لسنة‬ ‫‪)32‬‬
‫‪ ،3061‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫عبد الواحد العلمي‪ ،‬شروح في القانون الجديد المتعلق بالمسطرة الجنائية‪-‬الجزء‬ ‫‪)34‬‬
‫األول‪ ،-‬الطبعة السابعة لسنة ‪ ،3068‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪.‬‬

‫عبد الواحد العلمي‪ ،‬شروح في القانون الجديد بالمسطرة الجنائية‪-‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪)31‬‬
‫السادسة ‪ ،3068‬مكتبة النجاح الجديدة‪-‬الدار البيضاء‪.‬‬

‫‪ .II‬الكتب المتخصصة‬

‫أسيا أيت علي‪ ،‬المرأة و مهنة التوثيق العدلي بين الفقه اإلسالمي و التشريع المغربي‪،‬‬ ‫‪)6‬‬
‫الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى لسنة ‪ ،3068‬مكتبة دار السالم‪-‬الرباط‪.‬‬
‫العلمي الحراق‪ ،‬الوثيق في شرح قانون التوثيق‪ ،‬الطبعة األولى لسنة ‪ ،2282‬دار‬ ‫‪)2‬‬
‫السالم للطباعة و النشر و التوزيع‪-‬بالرباط‪.‬‬
‫العلمي الحراق‪ ،‬الوجيز في شرح القانون المتعلق بخطة العدالة‪ ،‬الطبعة الثانية لسنة‬ ‫‪)2‬‬
‫‪ ،3066‬دار السالم للطباعة و النشر و التوزيع‪-‬الرباط‪.‬‬
‫حفيظ الصافي‪ ،‬مسؤولية المحامي الجزء األول المسؤولية المدنية‪ ،‬طبعة ‪،3063‬‬ ‫‪)4‬‬
‫مطبعة الهداية‪-‬تطوان‪.‬‬
‫نورالدين التائبو‪ ،‬قانون مهنة المحاماة و العمل القضائي على ضوء آخر التعديالت‬ ‫‪)1‬‬
‫الجديدة‪ ،‬طبعة أولى ‪ ،3068‬مطبعة دار النشر المغربية الدار البيضاء‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫يوسف أقصبي‪ ،‬المسؤولية التأديبية و المدنية للمفوض القضائي‪ ،‬طبعة ‪ ،3064‬دار‬ ‫‪)1‬‬
‫السالم للطباعة و النشر و التوزيع‪ -‬الرباط‪.‬‬
‫كمال عبد الواحد الجوهري‪ ،‬قواعد المسؤولية التأديبية و الجنائية والمدنية في مجال‬ ‫‪)2‬‬
‫تأدية أعمال المحاماة بسبب مخالفة قانون المهنة و اإلخالل بواجباتها و تقاليدها و الحط من قدرها‪-‬‬
‫دراسة تطبيقية في التشريع و القضاء في كل من مصر ودولة الكويت‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،3061‬المركز‬
‫القومي لإلصدارات القانونية‪-‬القاهرة‪.‬‬
‫لبنى الوزاني‪ ،‬المسؤولية التأديبية للموثق على ضوء العمل القضائي‪ ،‬الطبعة األولى‬ ‫‪)8‬‬
‫لسنة ‪ ،3066‬دار السالم‪-‬الرباط‪.‬‬
‫‪-‬دراسة في‬ ‫محمد الربيعي‪ ،‬األحكام الخاصة بالموثقين و المحررات الصادرة عنهم‬ ‫‪)8‬‬
‫ضوء مستجدات قانون ‪ 61.02‬المتعلق بخطة العدالة و قانون ‪ 23.08‬المتعلق بالتوثيق‪ ،-‬الطبعة‬
‫الثالثة ‪ ،3062‬مكتبة المعرفة‪-‬مراكش‪.‬‬
‫محمد بلهاشمي التسولي‪ ،‬مسؤولية المحامي ‪ -‬رسالة المحامي عبر التاريخ‪ ، -‬الجزء‬ ‫‪)60‬‬
‫الثاني الطبعة األولى ‪ ،3066‬المطبعة و الوراقة الوطنية‪-‬مراكش‪.‬‬
‫مصطفى أحمد عبد الجواد حجازي‪ ،‬التزام المحامي بالحفاظ على أسرار العميل‪-‬دراسة‬ ‫‪)66‬‬
‫فقهية قضائية مقارنة في القانون المصري و الفرنسي‪ ،-‬طبعة ‪ ،3061‬دار النهضة العربية‪-‬القاهرة‪.‬‬
‫عبد اهلل روحمات‪ ،‬مهام القاضي المكلف بالتوثيق بين النظر و التطبيق‪ ،‬الطبعة الثانية‬ ‫‪)63‬‬
‫لسنة ‪ ،3062‬دار السالم للطباعة و النشر و التوزيع‪ -‬الرباط‪.‬‬
‫عبد المجيد بوكير‪ ،‬التوثيق العصري المغربي‪ ،‬دار السالم‪ -‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية لسنة‬ ‫‪)62‬‬
‫‪.3060‬‬
‫سليمان محمد الطماوي‪ ،‬القضاء اإلداري‪ -‬قضاء التأديب دراسة مقارنة‪ ،-‬الكتاب‬ ‫‪)64‬‬
‫األول‪ ،‬القسم األول‪ ،‬طبعة ‪ ،6882‬دار الفكر العربي‪-‬القاهرة‪.‬‬
‫سليمان أدخول‪ ،‬المدخل لدراسة الطبيعة القانونية لعمل العدول في مجال الحقوق‬ ‫‪)61‬‬
‫العينية‪ ،‬الطبعة األولى لسنة ‪ ،3068‬دار السالم‪-‬الرباط‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫ثانيا‪ :‬الئحة اْلطاريح و الرسائل الجامعية و بحوث نهاية التكوين‬

‫‪ .I‬الئحة اْلطاريح‬

‫إدريس الحياني‪ ،‬نظرية البطالن في القانون المسطري المغربي‪-‬دراسة تحليلية في‬ ‫‪)6‬‬
‫قانوني المسطرتين المدنية والجنائية‪ ،-‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص وحدة التكوين‬
‫والبحث‪ :‬القانون المدني‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية الدار البيضاء‪ ،‬جامعة الحسن‬
‫الثاني‪ -‬عين الشق‪ ،‬السنة الجامعية ‪.3002/3003‬‬
‫بلحو نسيم‪ ،‬المسؤولية القانونية للموثق‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتورة‪ ،‬في‬ ‫‪)3‬‬
‫الحقوق‪ ،‬تخصص القانون الجنائي‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪-‬قسم الحقوق‪ ،-‬جامعة محمد‬
‫خيضر بسكرة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.3061/3064‬‬

‫نبيل فرحان حسين الشنطاوي‪ ،‬المسؤولية القانونية الناتجة عن ممارسة المهن الحرة –‬ ‫‪)2‬‬
‫دراسة مقارنة‪ ،-‬أطروحة لنيل درجة الدكتوراه في الحقوق وحدة قانون األعمال شعبة القانون الخاص‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية الدار البيضاء‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪-‬عين الشق‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪.3004/3002‬‬
‫سليمان بن عبد العزيز الغزي‪ ،‬المركز القانوني للمحامي في النظام السعودي‪-‬دراسة‬ ‫‪)4‬‬
‫تأصيلية مقارنة تطبيقية‪ ،-‬أطروحة مقدمة استكماال لمتطلبات الحصول على درجة دكتوراه الفلسفة في‬
‫العلوم األمنية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪-‬قسم العدالة الجنائية‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪-‬‬
‫الرياض‪ ،‬لسنة ‪.3008‬‬
‫سمية أبو فاطمة‪ ،‬شركة المحاماة المدنية‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬رسالة لنيل درجة الدكتورة‬ ‫‪)1‬‬
‫في الحقوق‪ ،‬جامعة طانطا‪-‬مصر‪ ،‬السنة الجامعية (غير مذكورة)‪.‬‬
‫عبد اهلل أحمد أحمد عبد القادر الملحاني‪ ،‬اإلصالح القضائي للسلطة القضائية –‬ ‫‪)1‬‬
‫المغرب و اليمن نموذجا‪ ،-‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص وحدة التكوين و البحث في‬
‫القانون المدني‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية مراكش‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪.3063/3066‬‬

‫‪209‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫‪ .II‬الئحة الرسائل‬

‫الحسين صبير‪ ،‬المسؤولية المدنية للمحامي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون المدني‬ ‫‪)6‬‬
‫المعمق‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية أكادير‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.3062/3061‬‬
‫المهدي بوي‪ ،‬اإلطار القانوني لمسؤولية الموثق العصري على ضوء القانون ‪،23.08‬‬ ‫‪)3‬‬
‫رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص لماستر العقار و التنمية‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫و االقتصادية و االجتماعية طنجة‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.3061/3064‬‬
‫جمال األشهب‪ ،‬استقالل القضاء‪ :‬تحوالت جديدة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون‬ ‫‪)2‬‬
‫الخاص وحدة الطفولة وقضاء األحداث‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية و االجتماعية‬
‫بطنجة‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‪ ،‬السنة الجامعية ‪.3063/3066‬‬
‫نور الدين بزدي‪ ،‬المسؤولية المدنية و التأديبية للعدول و الموثقين على ضوء التشريع‬ ‫‪)4‬‬
‫المغربي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫و االقتصادية و االجتماعية مكناس‪ ،‬جامعة موالي إسماعيل‪ ،‬السنة الجامعية ‪.3060/3008‬‬
‫عبد الحق مغار‪ ،‬المسؤولية الجنائية لموثقي المحررات الرسمية العقارية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬ ‫‪)1‬‬
‫الماستر في العلوم الجنائية‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية مراكش‪ ،‬جامعة‬
‫القاضي عياض‪ ،‬الموسم الجامعي ‪.3061/3064‬‬
‫عاطف ايت تكنوين‪ ،‬المسؤولية الجنائية للموثق‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون‬ ‫‪)1‬‬
‫الخاص تخصص العلوم الجنائية‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية مراكش‪،‬‬
‫جامعة القاضي عياض‪ ،‬السنة الجامعية ‪.3063/3066‬‬
‫عمر أوتيل‪ ،‬التوثيق و دوره في استقرار المعامالت العقارية على ضوء مدونة الحقوق‬ ‫‪)2‬‬
‫العينية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر تخصص قانون العقود والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية وجدة‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬الموسم الجامعي ‪.3062/3063‬‬
‫عمر لحجوبي‪ ،‬المسؤولية المدنية للمحامي في التشريع المغربي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬ ‫‪)8‬‬
‫الدراسات العليا المعمقة‪-‬شعبة القانون الخاص وحدة التكوين و البحث في القانون المدني‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية مراكش‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.3002/3003‬‬

‫‪210‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫سعيد فراع‪ ،‬تجربة المفوضين القضائيين في التنفيذ – دراسة تحليلية تقييمية‪ ، -‬رسالة‬ ‫‪)8‬‬
‫لنيل دبلوم الماستر في القانون المدني المعمق‪-‬الفوج األول‪ ،-‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية و االجتماعية أكادير‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬الموسم الجامعي ‪.3062/3061‬‬
‫سناء الشايب‪ ،‬الحماية الجنائية للعقود المدنية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في‬ ‫‪)60‬‬
‫المنازعات و المهن القانونية‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية أكادير‪ ،‬جامعة‬
‫ابن زهر‪ ،‬الموسم الجامعي ‪.3068/3062‬‬

‫محمد بويلحن‪ ،‬المسؤولية التأديبية و الجنائية للموثق في التشريع المغربي‪ ،‬رسالة‬ ‫‪)66‬‬
‫لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬ماستر قوانين التجارة واألعمال‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫و االقتصادية و االجتماعية وجدة‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬الموسم الجامعي ‪.3062/3063‬‬
‫محمد الناصري‪ ،‬المسؤولية الجنائية للموثق في ضوء القانون ‪ 23.08‬والقوانين‬ ‫‪)63‬‬
‫ذات الصلة‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون العقود والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية و االجتماعية وجدة‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬الموسم الجامعي ‪.3061/3061‬‬
‫فؤاد السابقي‪ ،‬المسؤولية التأديبية للموثق على ضوء القانون ‪ 23.08‬والعمل‬ ‫‪)62‬‬
‫القضائي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر تخصص قانون العقود و العقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية و االجتماعية وجدة‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬السنة الجامعية ‪.3061/3064‬‬
‫رشيد بوهدي‪ ،‬دور النيابة العامة في القضايا المدنية –دراسة تأصيلية وتحليلية في‬ ‫‪)64‬‬
‫ضوء قانون المسطرة المدنية و القوانين الخاصة‪ ،-‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون‬
‫الخاص تخصص القانون المدني المعمق‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالجتماعية و االقتصادية ابن‬
‫زهر‪ ،‬جامعة ابن زهر أكادير‪ ،‬الموسم الجامعي ‪.3062/3061‬‬

‫خليل الخيامي‪ ،‬طبيعة القواعد الزجرية في قوانين المهن القضائية ‪-‬التوثيق العصري‬ ‫‪)61‬‬
‫والمحاماة نمودجا ‪ ،-‬رسالة لنيل دبلوم الماستر تخصص المنظومة الجنائية و الحكامة‬
‫األمنية‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية أكادير‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬الموسم‬
‫الجامعي ‪.3068/3062‬‬

‫‪ .III‬بحوث نهاية التكوين‬

‫‪211‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫إدريس الشبلي‪ ،‬غرفة المشورة في النظام القضائي المغربي‪ ،‬بحث نهاية التدريب‬ ‫‪)6‬‬
‫بالمعهد العالي للقضاء‪ ،‬سنة التكوين ‪.3004/3003‬‬
‫محمد بنعليلو‪ ،‬واقع النيابة في المغرب بين الممارسة القضائية و ضمان الحقوق‬ ‫‪)3‬‬
‫والحريات‪ ،‬بحث نهاية التدريب بالمعهد الوطني للدراسات القضائية‪ ،‬الفوج ‪(،38‬سنة التكوين غير‬
‫مذكورة)‪.‬‬

‫تدخل النيابة العامة في القضايا المدنية – بين النصوص‬ ‫سنوسي هارون آدم‪،‬‬ ‫‪)2‬‬
‫القانونية وتوجه العمل القضائي‪ -‬بحث نهاية التكوين بالمعهد العالي للقضاء‪ ،‬سنة التكوين‬
‫‪.3062/3066‬‬
‫عادل عقا و الجاللي‪ ،‬دور النيابة العامة في مراقبة المهن القضائية‪ ،‬بحث نهاية‬ ‫‪)4‬‬
‫التكوين للملحقين القضائيين بالمعهد العالي للقضاء‪ ،‬الفوج ‪ ،21‬سنة التكوين ‪.3066/3008‬‬

‫عائشة شالل و سلمى عمور‪ ،‬القيود الواردة على سلطة النيابة العامة في تحريك‬ ‫‪)1‬‬
‫الدعوى العمومية و العمل القضائي‪ ،‬بحث نهاية التكوين بالمعهد العالي للقضاء‪ ،‬سنة التكوين‬
‫‪.3061/3062‬‬

‫ثالثا‪ :‬المق االت و اْلبحاث‪:‬‬


‫أحمد حرمة‪ ،‬بعض المحطات اإلصالحية الكبرى في مسار العدالة المغربية‪ ،‬مقالة‬ ‫‪)6‬‬
‫منشورة بمجلة المعيار‪ ،‬تصدرها هيئة المحامين بفاس‪ ،‬العدد الثاني والخمسون‪ ،‬لسنة‬
‫‪.3061‬‬
‫المكادي بنعيسى‪ ،‬السر المهني لدى المحامي بين اإلفشاء الممنوع واإلفشاء المباح‪،‬‬ ‫‪)3‬‬
‫مقالة منشورة بمجلة المناظرة‪ ،‬تصدر عن هيئة المحامين بوجدة‪ ،‬عدد مزدوج ‪ ،30/68‬شتنير ‪.3062‬‬
‫الهادي أبو بكر أبو القاسم‪ ،‬سلطة قاضي التحقيق لألمر بمنع المحامي من مزاولة‬ ‫‪)2‬‬
‫المهنة في مشروع قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة المحاكم المغربية‪ ،‬تصدر عن هيئة‬
‫المحامين بالدار البيضاء‪ ،‬عدد ‪ 81‬يوليو‪،‬غشت ‪.3003‬‬
‫البشير زريقي‪ ،‬القضاء و حماية الحريات العامة‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة البحوث‪ :‬فقهية‬ ‫‪)4‬‬
‫– قانونية – قضائية‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬يونيو ‪.3001‬‬
‫الطيب بن المقدم‪ ،‬النظام الداخلي لهيئات الحامين بالمغرب‪-‬نظام هيئة المحامين‬ ‫‪)1‬‬
‫بالرباط نموذجا‪ ،-‬مقالة منشورة بمجلة رسالة المحاماة‪ ،‬العدد ‪ 64‬دجنبر ‪.6888‬‬

‫‪212‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫حميد الوالي‪ ،‬حصانة الدفاع في القانون المغربي‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة المعيار‪ ،‬تصدر‬ ‫‪)1‬‬
‫عن هيئة المحامين بفاس‪ ،‬العدد ‪ ،42‬يونيو ‪،3060‬‬
‫حكيم التوزاني‪ ،‬الوثيقة الدستورية المغربية لسنة ‪ :3066‬البحث في إمكانية القطع مع‬ ‫‪)2‬‬
‫الممارسات التقليدية تأسيسا لدستور االنتقال الديمقراطي‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة األبحاث‬
‫والدراسات القانونية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬يناير‪-‬مايو ‪.3062‬‬
‫طارق قاسمي‪ ،‬المسؤولية التأديبية للعدول‪ :‬دراسة في ضوء قانون التوثيق العدلي‪،‬‬ ‫‪)8‬‬
‫مقالة منشورة بالمجلة المغربية للدراسات القانونية والقضائية‪ ،‬العدد االفتتاحي‪ ،‬ليناير‬
‫‪.3061‬‬
‫يوسف الزوجال‪ ،‬المداخل الدستورية من أجل تأهيل منظومة العدالة بالمغرب‪ ،‬مقالة‬ ‫‪)8‬‬
‫منشورة بمجلة المنارة‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬أبريل ‪.3064‬‬
‫يوسف الزوجال‪ ،‬موقع الحكامة القضائية في الدستور المغربي‪ ،‬مقالة منشورة‬ ‫‪)60‬‬
‫بمجلة الرقيب‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬نونبر ‪.3064‬‬
‫يوسف أدريرو‪ ،‬المنشور‪ :‬مفهومه و طبيعته القانونية‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة القضاء‬ ‫‪)66‬‬
‫اإلداري‪ ،‬العدد ‪ ،2‬صيف‪/‬خريف ‪.3062‬‬
‫محمد علي المطيري‪ ،‬سلطة القاضي الجنائي في تقدير المسؤولية الجنائية للموثق‬ ‫‪)63‬‬
‫والعدل‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة المنبر القانوني‪ ،‬العدد ‪ ،61‬أكتوبر ‪.3068‬‬
‫محمد الهيني‪ ،‬مداخل إزالة شبهة تقاطع السياسي مع القضائي‪ :‬استقالل النيابة العامة‬ ‫‪)62‬‬
‫عن وزير العدل نمودجا؟‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة اإلشعاع‪ ،‬مجلة قانونية تصدر هن هيئة المحامين‬
‫بقنيطرة‪ ،‬العدد ‪ ،42‬يونيو ‪.3061‬‬

‫محمد الهيني‪ ،‬قاعدة الجنائي يعقل التأديبي بين اإلدارة القاضية و القاضي اإلداري‪،‬‬ ‫‪)64‬‬
‫مقالة منشورة بمجلة العلوم القانونية‪ ،‬العدد ‪ ،3‬لسنة ‪.3064‬‬
‫محمد النجاري‪ ،‬أية مقاربة لألنظمة الداخلية للمجالس المهنية بما فيها مهنة التوثيق؟‪،‬‬ ‫‪)61‬‬
‫مجلة المعيار تصدرها هيئة المحامين بفاس‪ ،‬العدد التاسع و األربعون‪ ،‬يونيو ‪.3062‬‬
‫محمد شهبون‪ ،‬تخليق مهنة المحاماة من خالل نظام التأديب‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة‬ ‫‪)61‬‬
‫الملف‪ ،‬العدد ‪ ،62‬أكتوبر ‪.3060‬‬
‫محمد شهبون‪ ،‬التأديب‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة المحاماة التي تصدرها جمعية هيئات‬ ‫‪)62‬‬
‫المحامين بالمغرب‪ ،‬عدد مزدوج ‪ ،14-12‬أبريل ‪.3066‬‬

‫‪213‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫محمد عبد اهلل حمود‪ ،‬المسؤولية التأديبية للمحامي في القانون اإلماراتي والمقارن‪،‬‬ ‫‪)81‬‬
‫مجلة الشريعة و القانون‪ ،‬العدد الحادي و العشرون ربيع الثاني ‪ ،8221‬الموافق ل يونيو ‪،2222‬‬
‫(جهة اإلصدار غير معروفة بعد البحث)‪.‬‬
‫محمد النجاري‪ ،‬أية مقاربة تشريعية لألنظمة الداخلية للمجالس المهنية بما فيها مهنة‬ ‫‪)68‬‬
‫التوثيق؟‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة المعيار‪ ،‬مجلة تصدر عن هيئة المحامين بفاس‪ ،‬العدد ‪ ،48‬يونيو‬
‫‪.3062‬‬
‫محمد هومير‪ ،‬الموثق العصري ‪ :‬موظف عمومي؟‪ ،‬مقالة منشورة بالمجلة المغربية‬ ‫‪)30‬‬
‫لالقتصاد و القانون المقارن‪ ،‬العدد ‪ ،43‬لسنة ‪.3004‬‬

‫محمد الداودي‪ ،‬استقالل السلطة القضائية (بين التنصيص القانوني ومتطلبات‬ ‫‪)36‬‬
‫التطبيق)‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة القانون المدني‪ ،‬العدد الثالث لسنة ‪.3061‬‬
‫محمد بوكرمان‪ ،‬استقالل السلطة القضائية بين المعايير الدولية و القوانين الوطنية‬ ‫‪)33‬‬
‫والممارسة العملية‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة المعيار‪ ،‬تصدرها هيئة المحامين بفاس‪ ،‬العدد‬
‫الثامن و األربعون‪ ،‬دجنبر ‪.3063‬‬
‫مجلة منبر النيابة العامة‪ ،‬العدد الخامس لسنة ‪ ،3061‬تصدرها النيابة العامة لدى‬ ‫‪)32‬‬
‫محكمة النقض‪ ،‬دراسة بعنوان " قراءة في المادة ‪ 23‬من القانون المنظم لمهنة المحاماة‬
‫والمادة ‪ 23‬من القانون المنظم لمهنة الخبراء القضائيين"‪.‬‬
‫نور الدين الناصري‪ ،‬اإللتزام بالسر المهني ( األطباء‪ ،‬المحامون‪ ،‬الموظفون‪،‬‬ ‫‪)34‬‬
‫العموميون) مقالة منشورة بمجلة الملف‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬يناير ‪.3001‬‬
‫عبد الكريم الطالب‪ ،‬جهود المغفور له الملك الحسن الثاني في التكريس الدستوري‬ ‫‪)31‬‬
‫والمؤسساتي الستقالل القضاء‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة محاكمة‪ ،‬العدد ‪ ،61‬أبريل‪-‬يونيو‬
‫‪.3068‬‬
‫عبد العالي العضراوي‪ ،‬مأسسة رئاسة النيابة العامة‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة المعيار‪،‬‬ ‫‪)31‬‬
‫تصدرها هيئة المحامين بفاس‪ ،‬العدد الرابع و الخمسون‪ ،‬أبريل ‪.3068‬‬
‫عبد العالي المومني‪ ،‬دور و صالحية النقيب من خالل تطبيق مقتضيات الفقرة األولى‬ ‫‪)32‬‬
‫من المادة ‪ 18‬من قانون المحاماة (الجزء األول)‪ ،‬مقالة منشورة بالمجلة القانونية للمحكمة االبتدائية‬
‫بمكناس‪ ،‬العدد المزدوج الثاني و الثالث لسنة ‪.3008‬‬

‫‪214‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫عبد اللطيف الناصري‪ ،‬حصانة المحامي و تعزيز حقه في الدفاع و دورها في إحقاق‬ ‫‪)38‬‬
‫المحاكمة العادلة‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة المحاكم المغربية‪ ،‬تصدر عن هيئة المحامين بالدار البيضاء‪،‬‬
‫عدد ‪ 668‬يناير‪-‬فبراير ‪ ،3008‬مطبعة سناد ميلتي سرفس بريس‪-‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫عبد اهلل درميش‪ ،‬أخالقيات مهنة التوثيق و سلطة التنظيم‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة رحاب‬ ‫‪)38‬‬
‫المحاكم‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬لسنة ديسمبر ‪.3008‬‬
‫عبد المجيد بوكير‪ ،‬المسؤولية القانونية للموثقين العصريين بين ظهير رابع مايو‬ ‫‪)20‬‬
‫‪ 6831‬و مشروع القانون ‪ 23.08‬المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق و بإحداث هيئة وطنية للموثقين‪ ،‬مقالة‬
‫منشورة بمجلة القانون المغربي‪ ،‬العدد ‪ 68‬يونيو ‪ ،3063‬مطبعة دار السالم‪-‬الرباط‪.‬‬
‫عبد الحق دهبي‪ ،‬الحكامة القضائية‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة محاكمة‪ ،‬العدد المزدوج ‪-8‬‬ ‫‪)26‬‬
‫‪ 60‬لمارس‪/‬مايو ‪.3061‬‬
‫عبد الكبير طبيح‪ ،‬ما هي السلطة التي تتبع لها النيابة العامة؟‪ ،‬مقالة منشورة بالمجلة‬ ‫‪)23‬‬
‫المغربية لنادي قضاة‪ ،‬العدد األول‪ ،‬دجنبر ‪.3063‬‬
‫عبد المجيد غميجة‪ ،‬مبدأ األمن القانوني و ضرورة األمن القضائي‪ ،‬عرض مقدم في‬ ‫‪)22‬‬
‫إطار الندوة المنظمة من طرف الودادية الحسنية للقضاة بمنسبة المؤتمر الثالث عشر للمجموعات‬
‫اإلفريقية لإلتحاد العالمي للقضاة‪ ،‬بالدار البيضاء بتاريخ ‪ 38‬مارس ‪ ،3008‬عن مديرية الدراسات‬
‫والتعاون و التحديث بوزارة العدل‪.‬‬
‫عبد العزيز بنزاكور‪ ،‬قيم و أخالقيات المهن القضائية‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة المحاكم‬ ‫‪)24‬‬
‫المغربية‪ ،‬تصدرها هيئة المحامين بالدار البيضاء‪ ،‬العدد ‪ ،610‬يناير‪/‬فبراير ‪.3061‬‬
‫فوزي بنعزي‪ ،‬حقوق اإلنسان في الخطاب السياسي المغربي و سمو المؤسسات‬ ‫‪)21‬‬
‫الوطنية لمواجهة المتغيرات الداخلية و الخارجية‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة العلوم القانونية‪،‬‬
‫العدد التاسع لسنة ‪.3062‬‬
‫رشيد الناصري‪ ،‬مسؤولية الموثقين و من في حكمهم في إطار مدونة تحصيل الديون‬ ‫‪)21‬‬
‫العمومية‪ ،‬مقالة منشورة بمجلة المرافعة‪ ،‬تصدرها هيئة المحامين بأكادير العدد ‪ ،33‬غشت ‪.3064‬‬
‫رشيد عدنان و منير الحجاجي‪ ،‬أي إصالح لمنظومة العدالة بالمغرب؟ قراءة في ميثاق‬ ‫‪)22‬‬
‫إصالح القطاع و مخرجاته التشريعية‪ ،‬مقالة منشورة بالمجلة المغربية للدراسات القانونية‬
‫االقتصادية‪ ،‬العدد اإلفتتاحي‪ ،‬يناير ‪.3061‬‬
‫خالد خالص‪ ،‬حضور النيابة العامة في المجال التأديبي للمحامين‪ ،‬مقالة منشورة‬ ‫‪)28‬‬
‫بمجلة المحاكم المغربية تصدرها هيئة المحامين بالدار البيضاء‪ ،‬عدد ‪ 612‬يوليوز‪/‬غشت ‪.3061‬‬

‫‪215‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫رابعا‪ :‬اْليام الدراسية و الندوات الوطنية و التق ارير السنوية‬


‫اليوم الدراسي المنظم من طرف محكمة االستئناف بمراكش و المجالس والهيئات‬ ‫‪)6‬‬
‫المهنية الجهوية بمراكش لكل من المحامين و الموثقين و العدول و المفوضين القضائيين و الخبراء‪،‬‬
‫المؤرخ في ‪ 32‬فبراير ‪ 3062‬في موضوع " تأهيل المهن القضائية و القانونية" مواكبة للحوار المحلي‬
‫حول اإلصالح الشامل و العميق لمنظومة العدالة‪.‬‬
‫الندوة الوطنية لمواكبة أشغال الحوار الوطني حول إصالح منظومة العدالة‪ ،‬المحور‬ ‫‪)3‬‬
‫الرابع ‪ :‬تخليق المنظومة القضائية‪ ،‬الجزء الخاص بتخليق المهن المساعدة للقضاء‪ :‬الموثقون –‬
‫العدول – المفوضون القضائيون – الخبراء – التراجمة‪ ،‬المنعقدة بمحكمة اإلستئناف بالرباط‪( ،‬دون‬
‫ذكر تاريخ إنعقاد الندوة)‪ ،‬مرجع متوفر إلكترونيا في محركات البحث‪.‬‬
‫المؤتمر السابع و العشرون لجمعية هيئات المحامين بالمغرب‪ ،‬عبد اهلل الزيدي‪ ،‬هيئات‬ ‫‪)2‬‬
‫المحامين بين الواقع و آفاق المستقبل‪ ،‬المنظم من قبل هيئة المحامين لدى محكمتي‬
‫االستئناف بأكادير و العيون‪ ،‬بأكادير أيام ‪ 38/32/31‬مايو ‪.3066‬‬
‫أشغال الندوة الوطنية العلمية بعنوان ‪ " :‬إصالح القضاء بين تطلعات المهنيين‬ ‫‪)4‬‬
‫وانتظارات المواطنين"‪ ،‬المنظمة من طرف فيدرالية التضامن الجمعوي لجهة سوس ماسة درعة‪ ،‬بشراكة‬
‫مع المكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة بأكادبر‪ ،‬يومه السبت ‪ 2‬يناير ‪ ،3063‬بقاعة العروض‬
‫والندوات بغرفة التجارة والصناعة و الخدمات بأكادير‪.‬‬
‫التقرير السنوي الصادر عن رئيس النيابة حول تنفيذ السياسة الجنائية وسير النيابة‬ ‫‪)1‬‬
‫العامة للسنة القضائية ‪ ،2017‬عن الفترة الممتدة بين ‪ 2‬أكتوبر ‪ 3062‬و ‪ 26‬ديسمبر‪.3062‬‬
‫التقرير السنوي الصادر عن الهيئة الوطنية للمفوضين القضائيين لسنة ‪ ،3068‬حول‬ ‫‪)1‬‬
‫آليات تحديث مهنة المفوضين القضائيين‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬المجالت و نشرات محكمة النقض‬

‫المجالت‪:‬‬ ‫‪-I‬‬

‫المجلة المغربية للدراسات القانونية و القضائية‪ ،‬العدد االفتتاحي يناير لسنة ‪.3061‬‬ ‫‪)6‬‬
‫المجلة المغربية للدراسات القانونية و القضائية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‬ ‫‪)3‬‬
‫الداوديات‪-‬مراكش‪ ،‬الطبعة األولى لسنة ‪.3060‬‬

‫‪216‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫المستحدث في قضاء الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض في منازعات المهن القانونية‬ ‫‪)2‬‬
‫والقضائية‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لألنظمة القانونية و السياسية‪ ،‬العدد‪، 2‬دجنبر ‪.3068‬‬
‫مجلة القبس المغربية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬يوليو ‪.3063‬‬ ‫‪)4‬‬
‫مجلة الرقيب العدد الرابع‪ ،‬ليونيو ‪.3061‬‬ ‫‪)1‬‬
‫مجلة المحاكم المغربية العدد ‪ ،668‬يناير‪ -‬فبراير ‪ ،3008‬التي تصدرها هيئة المحامين‬ ‫‪)1‬‬
‫بالدار البيضاء‪.‬‬
‫مجلة المحاكم المغربية التي تصدرها هيئة المحامين بالدار البيضاء‪ ،‬عدد مزدوج ‪631‬‬ ‫‪)2‬‬
‫و ‪ 632‬لسنة ‪3060‬‬
‫مجلة المحاكم المغربية الصادرة عن هيئة الدار البيضاء‪ ، ،‬العدد ‪ ،642‬يوليو‪/‬غشت‬ ‫‪)8‬‬
‫‪.3061‬‬
‫مجلة المحاكم الغربية التي تصدرها هيئة المحامين بالدار البيضاء العدد ‪ 648‬لشتنبر‪،‬‬ ‫‪)8‬‬
‫أكتوبر ‪.3061‬‬
‫مجلة المحاماة التي تصدرها جمعية هيئات المحامين بالمغرب‪ ،‬عدد مزدوج ‪،14-12‬‬ ‫‪)60‬‬
‫أبريل ‪.3066‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ ،‬سلسلة فقه القضاء الجنائي‪ ،‬العدد األول‪ ،‬لسنة ‪.3061‬‬ ‫‪)66‬‬
‫مجلة المقال العدد الثاني‪ ،‬لسنة ‪.3060‬‬ ‫‪)63‬‬
‫مجلة قضاء المجلس األعلى عدد مزدوج ‪.11/14‬‬ ‫‪)62‬‬
‫مجلة قضاء محكمة النقض عدد ‪.26‬‬ ‫‪)64‬‬

‫نشرات وسالسل محكمة النقض‪:‬‬ ‫‪-II‬‬

‫نشرة ق اررات محكمة النقض الغرفة اإلدارية‪ ،‬السلسلة ‪ ،1‬العدد ‪.20‬‬ ‫‪)6‬‬
‫نشرة ق اررات محكمة النقض الغرفة اإلدارية ‪ ،‬السلسلة ‪ ،2‬العدد ‪.21‬‬ ‫‪)3‬‬
‫سلسلة إصدارات المكتب الفني لمحكمة النقض‪" ،‬مهنة المفوض القضائي في ضوء‬ ‫‪)2‬‬
‫ق اررات محكمة النقض"‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬لسنة ‪.3068‬‬
‫سلسلة إصدارات المكتب الفني لمحكمة النقض – مهنة المحاماة في ضوء ق اررات‬ ‫‪)4‬‬
‫محكمة النقض‪ ،-‬العدد الرابع‪ ،‬لسنة ‪.3062‬‬

‫سادسا‪ :‬اْلنظمة الداخلية للمهن الق انونية و القضائية‬

‫‪217‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫النظام الداخلي لهيئة المحامين باكادير و العيون و كلميم‪.‬‬ ‫‪)6‬‬


‫النظام الداخلي لهيئة المحامين بمراكش‪.‬‬ ‫‪)3‬‬
‫النظام الداخلي للهيئة الوطنية للعدول‪.‬‬ ‫‪)2‬‬

‫سابعا‪ :‬المواقع اإللكترونية‬


‫‪https://www.justice.gov.ma‬‬ ‫‪)6‬‬

‫‪218‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫الفهرس‬

‫مـقدمـة ‪63.............................................................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬حدود التدخل الرقابي والتأديبي للنيابة العامة على المهن القانونية والقضائية ‪31.........‬‬

‫المبحث األول‪ :‬دور النيابة العامة في مراقبة المهن القانونية و القضائية ‪38................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مظاهر الرقابة القبلية للنيابة العامة على المهن القانونية والقضائية ‪38...................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬صالحيات النيابة العامة في المراقبة القبلية على المحامي و المفوض القضائي ‪38.......‬‬

‫أوال‪ :‬مراقبة النيابة العامة لمرحلة الولوج إلى مهنة المحاماة ‪20..............................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬رقابة النيابة العامة لولوجية المفوض القضائي ‪24......................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الدور القبلي للنيابة العامة في مراقبة المهن التوثيقية ‪28.....................................‬‬

‫أوال‪ :‬غاية الدور القبلي للنيابة العامة في تفعيل مقتضيات القانون ‪28............................ 23.08‬‬

‫ثانيا‪ :‬ثانوية الدور القبلي للنيابة العامة في مراقبة العدل ‪42...................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المراقبة البعدية للنيابة العامة في ضوء قوانين المهن القانونية والقضائية ‪42............‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تجليات الرقابة البعدية للنيابة العامة على كل من المحامي و المفوض القضائي ‪42......‬‬

‫أوال‪ :‬مراقبة النيابة العامة ألعمال المحامي ‪48....................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬المراقبة البعدية للنيابة العامة على أعمال المفوضين القضائيين ‪16...................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مراقبة النيابة العامة لسير عمل مكاتب الموثقين و العدول ‪14................................‬‬

‫أوال‪ :‬مراقبة سير عمل الموثق العصري ‪14........................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬مراقبة سير عمل الموثق العدلي ‪12.........................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬بروز دور النيابة العامة أثناء إثارة المسؤولية التأديبية للمهن القانونية و القضائية‬
‫‪18.....................................................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬صالحيات النيابة العامة أثناء جريان المسطرة التأديبية ‪10...................................‬‬

‫‪219‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إجراءات بحث النيابة العامة في المخالفات التأديبية ‪10.......................................‬‬

‫أوال‪ :‬متابعة النيابة العامة للمحامي و للمفوض القضائي في الدعوى التأديبية ‪10..........................‬‬

‫‪ .6‬تحريك النيابة العامة للدعوى التأديبية ضد المحامي ‪16....................................................‬‬

‫‪ .3‬تحريك النيابة العامة للدعوى التأديبية ضد المفوض القضائي ‪14.........................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬سلطات النيابة العامة أثناء تفعيل مسطرة التأديب ضد المهن التوثيقية ‪11..........................‬‬

‫‪ .6‬إجراءات تحريك المتابعة التأديبية ضد الموثق‪12............................................................‬‬

‫‪ .3‬خلفية منح النيابة العامة لسلطة تأديب العدل ‪18............................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلثار الالحقة لممارسة النيابة العامة لمسطرة التأديب ‪26.....................................‬‬

‫أوال‪ :‬تدرج سلطة اإليقاف المؤقت للنيابة العامة في قوانين المهن القانونية والقضائية ‪23.................‬‬

‫ثانيا‪ :‬مركز النيابة العامة أثناء ممارسة صالحية اإلحالة على الجهات التأديبية ‪21........................‬‬

‫‪ .6‬موقع النيابة العامة كجهة إحالة في ضوء القانون ‪21............................................ 38.08‬‬

‫‪ .3‬اعتبار النيابة العامة جهة إحالة في ضوء القوانين ‪ 86.02‬و ‪ 61.02‬و ‪28.................. 23.08‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬ممارسة النيابة العامة للطعون في المقرر التأديبي و آثار تنفيذه ‪83......................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مجاالت الطعن في المقررات التأديبية الصادرة عن سلطات التأديب ‪83.......................‬‬

‫أوال‪ :‬مركز النيابة العامة كجهة للطعن في قانوني المحاماة و المفوضين القضائيين‪82....................‬‬

‫ثانيا‪ :‬ممارسة النيابة العامة للطعون في ضوء قوانين المهن التوثيقية ‪82...................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تنفيذ العقوبة التأديبية و آثارها ‪86................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬اختالف قوانين المهن حول اعتبار النيابة العامة جهة لتنفيذ للمقررات التأديبية ‪83.................‬‬

‫ثانيا‪ :‬آثار تنفيذ العقوبات التأديبية على أشخاص المهن القانونية و القضائية ‪84..........................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬حدود التدخل الزجري للنيابة العامة ضد أشخاص المهن القانونية و القضائية ‪88........‬‬

‫المبحث األول‪ :‬خصوصية األساس القانوني إلثارة المسؤولية الجنائية للمهن القانونية و القضائية ‪600‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األساس القانوني لتحريك النيابة العامة للدعوى العمومية ‪606..............................‬‬

‫‪220‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المقتضيات الزجرية الواردة في قوانين المهن القانونية و القضائية ‪606.....................‬‬

‫أوال‪ :‬جريمتي السمسرة و انتحال الصفة المرتكبة من أشخاص المهن القانونية والقضائية ‪603...........‬‬

‫‪ .6‬ارتكاب الممارس لجريمة السمسرة‪602........................................................................‬‬

‫‪ .3‬مواضع ارتكاب صاحب الصفة –المهني‪ -‬لجريمة انتحال صفة ‪601......................................‬‬

‫‪‬حالة المنع المؤقت المتخذ من قبل النيابة العامة عن ممارسة المهنة لجريان مسطرة التأديب‪608..‬‬

‫‪‬حالة قيام جريمة انتحال الصفة في حق الصادر في حقه عقوبة تأديبية نهائية‪660.................‬‬

‫‪‬حالة المشاركة في جريمة انتحال صفة ‪666....................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬جرائم ذات طبيعة خاصة بالمهن القانونية و القضائية ‪666.............................................‬‬

‫‪ .6‬خصوصية التجريم الخاص بالمفوض القضائي ‪663.........................................................‬‬

‫‪ .3‬التجريم الخاص الراجع لطبيعة مهام الموثق و العدل ‪664..................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬خصوصية الجزاء المطبق على أشخاص المهن القانونية و القضائية ‪662..................‬‬

‫أوال‪ :‬متابعة أشخاص المهن القانونية و القضائية بجرائم تزوير المحررات ‪668.............................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعلق الجزاء المسطري بنظيره الجنائي عند خرق المحامي لمبدأ سرية البحث و التحقيق ‪631....‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طبيعة المسؤولية الجنائية المهنية لممارسي المهن القانونية والقضائية ‪624.............‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬شروط تحقق المسؤولية الجنائية المهنية ‪621..................................................‬‬

‫أوال‪ :‬الشروط الخاصة لقيام المسؤولية الجنائية المهنية ‪628..................................................‬‬

‫‪ .1‬كون الفعل المرتكب من المهني مجرما في أحد مصادر التجريم و العقاب المتعددة ‪628...............‬‬

‫‪ .2‬أن ينسب للمهني الفعل المجرم أثناء قيامه بعمله و ليس خارجه ‪643...................................‬‬

‫‪ .3‬اعتبار عمدية الجرائم التي يرتكبها المحامي أو المفوض القضائي و العدل و الموثق ‪641............‬‬

‫ثانيا‪ :‬جدلية نسبة صفة الموظف العمومي ألشخاص المهن القانونية و القضائية ‪642....................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الصفة المهنية الحرة بين قيام الجريمة و تشديد العقوبة ‪612.................................‬‬

‫أوال‪ :‬الصفة المهنية أساس تحقق المسؤولية الجنائية ‪614....................................................‬‬

‫‪221‬‬
‫العدد ‪ 30‬مارس ‪0202‬‬ ‫سلسلة األبحاث الجامعية واألكاديمية‬
‫حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية و القضائية‬

‫ثانيا‪ :‬الصفة المهنية كظرف مشدد لعقوبة الجنائية ‪611........................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬خصوصيات حضور النيابة العامة أثناء تفعيل القواعد المسطرية الجنائية ‪616.........‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الخصوصيات اإلجرائية للمتابعة الجنائية تجاه المهنيين أثناء البحث التمهيدي ‪616......‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬خصوصية إقامة و تحريك الدعوى العمومية تجاه أشخاص المهن القانونية والقضائية‬
‫‪613...................................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬أثر ممارسة النيابة العامة لمسطرة إليقاف المؤقت على سير الدعوى العمومية ‪613.................‬‬

‫ثانيا‪ :‬طبيعة تدخل الهيئات و المجالس المهنية أثناء تحريك المتابعة الزجرية‪618.........................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الضمانات اإلجرائية لمتابعة المهن القانونية و القضائية أثناء البحث التمهيدي ‪626......‬‬

‫أوال‪ :‬خصوصية مساطر متابعة المهنيين بين التنصيص التشريعي الصريح والضمني‪623............... .‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعلق جزاء البطالن بخصوصية تفتيش مكاتب أشخاص المهن القانونية و القضائية ‪621.........‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اآلثار الالحقة لتحريك النيابة العامة للمتابعة الزجرية ضد المهن القانونية و القضائية‬
‫‪628...................................................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬خصوصيات المتابعة بين منطلق إجراءات التحقيق و صالحيات القضاء الجنائي‪680.....‬‬

‫أوال‪ :‬افتتاح التحقيق اإلعدادي بملتمس النيابة العامة ضد المهنيين ‪683....................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬أثر حصانة المحامي عند اإلخالل بحسن سير الجلسات ‪681..........................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلشكاالت القانونية لربط المتابعة الجنائية بالمتابعة التأديبية ‪680...........................‬‬

‫أوال‪ :‬موقف قوانين المهن من ربط المتابعة الزجرية بالتأديبية ‪680............................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬موقف قضاء محكمة النقض من ربط المتابعة الزجرية بالمتابعة التأديبية ‪684.......................‬‬

‫خـاتمـة ‪681............................................................................................................‬‬

‫الئحة المراجع ‪301...................................................................................................‬‬

‫الفهرس ‪368..........................................................................................................‬‬

‫‪222‬‬

You might also like