You are on page 1of 18

‫التفسري واحلديث املوضوعي‬

(IIL2017)

‫ النصيحة يف احلديث النبوي‬:‫املوضوع‬-


‫دراسة موضوعية حتليلية يف ضوء الكتب التسعة‬

‫املشرف‬

:Dr. Abdollatif Ahmadi Ramchahi

‫شكرا جزيال دكتور‬

‫وجزاكم اهلل خريا جزاء وجنة الفردوس األعلى‬

‫رقم الطلبة‬ ‫اﻻسم‬ ‫رق‬

‫م‬
22005198 MUHAMMAD HASIF BIN MOHD SAUPI 1.

22005252 TAUFIQ MUSTAQIM BIN JEFFRI 2.

U2002363 MOHAMAD HAFIZUDDIN BIN SAHRIL 3.

22005169 MUHAMMAD LUKMAN BIN RAHIM 4.

U2100345 MUHAMMAD HAMZAH SYUBLY BIN ABD 5.


HADI KAMIL

1
‫تعريف النصيحة‪1-‬‬

‫النصيحة يف اللغة‪ :‬نَص ح أصٌل يُد ُّل على ُمالَءمٍة َبَني شيَئِني وإصالٍح هلما‬

‫النصيحة يف االصطالح‪ :‬إرادة اخلري للمنصوح‪ ،‬بفعل ما ينفعه أو ترك ما يضره أو تعليمه ما جيهله وحنوها من‬

‫وجوه اخلري قال ابُن الَّص الِح ‪ :‬الَّنصيحُة كلمٌة جاِم عٌة تتضَّم ُن قياَم الَّناِص ِح للمنصوِح له بُو جوِه اخلِري إرادًة وِفعاًل‬

‫عن متيم الداري رضي اهلل عنه أن النيب صلى اهلل عليه وسلم قال‪ " :‬الدين النصيحة الدين النصيحة‪ .‬قلنا ملن يا‬

‫رسول اهلل قال" هلل ولكتابه ولرسوله وألئمة املسلمني وعامتهم" (رواه البخاري و مسلم)‪.‬‬

‫أنواع النصيحة ‪2-‬‬

‫النصيحة حممودة ‪ :‬هي اليت يراد هبا اخلري لآلخرين‪ ،‬حبيث تكون سًر ا ال عالنية؛ ألن الغرض منها اإلصالح‬

‫وليس الفضيحة أو التوبيخ‪ ،‬وتكون بلني ورفق وإخالص نية من الناصح‪ ،‬والنصيحة احملمودة حتمل خًريا حبيث‬

‫حتمي اآلخرين من العقاب والوقوع يف الفساد وتسري هبم حنو اهلداية والصالح‬

‫عن صفوان بن عمرو‪ ،‬عن شريح بن عبيد احلضرمي‪ ،‬عن عياض بن غنم رمحه اهلل تعاىل عن النيب أنه قال‪« :‬‬

‫َمْن َأَر اَد َأْن َيْنَص َح ِل ْلَطاِن ِبَأْم ِر ‪َ ،‬فاَل ُيْبِد َلُه َعاَل ِنَيًة‪َ ،‬و َلِكْن ِلَيْأُخ ُذ ِبَيِدِه‪َ ،‬فَيْخ ُل ِبِه‪َ ،‬فِإْن َقِب ِم ْنُه َفَذ اَك ‪َ ،‬و ِإاَّل‬
‫َل‬ ‫َو‬ ‫ُس‬
‫َك اَن َقْد َأَّدى اَّلِذ ي َعَلْيِه َلُه»‪(.‬مسند أمحد‪:‬رقم ‪ )١٥٣٣٣‬فاحلديث يرتقي مبجموع طرقه وشاهده إىل‬

‫‪ .‬التحسني‪ ،‬فهو حسن لغريه‬

‫روى أمحد ‪ ،‬عن أيب املغرية‪ ،‬عن معان بن رفاعة‪ ،‬قال‪ :‬حدثين عبد الوهاب بن خبت املكي‪ ،‬عن أنس بن‬

‫مالك‪ ،‬عن رسول اهلل ﷺ قال‪ « :‬ثالث ال ُيِغُّل َعَلْيِه َّن َص ْد ُر ُمْس ِلم ِإْخ اَل ُص اْلَعَم ِل ِلَّلِه‪َ ،‬و ُمَناَصَح ُة ُأويِل‬

‫‪2‬‬
‫ِئِه‬ ‫ِحُت ِم‬ ‫ِة ِلِم ِإ‬
‫اَأْلْم ِر ‪َ ،‬و ْلُز وُم َمَجاَع اْلُمْس َني ‪َ ،‬ف َّن َدْع َو َتُه ْم يُط ْن َو َر ا ْم‬

‫النصيحة املذمومة‪ :‬هي تلك النصيحة اليت تكون يف قالب النصح ولكن ال يكون مقصودها إرادة اخلري‬

‫لآلخرين‪ ،‬وإمنا غشهم وخداعهم والوصول إىل أغراض شخصية بعيًد ا عن مصلحة املنصوح‪ ،‬وهذه النصيحة‬

‫ليست من الدين‪ ،‬ملا فيها من أذى لآلخرين‬

‫آيات النصيحة في القرءان الكريم ‪3-‬‬

‫َّلْيَس َعَلى ٱلُّض َعَف ٓاِء َو اَل َعَلى ٱْلَمْر َضٰى َو اَل َعَلى ٱَّلِذ يَن اَل ِجَي ُد وَن َم ا ُينِف ُقوَن َح َر ٌج ِإَذا َنَصُح و۟ا ِلَّلِه َو َرُس وِلِهۦۚ َم ا‬

‫َعَلى ٱْلُم ْح ِس ِنَني ِم ن َس ِبيٍۢل ۚ َو ٱلَّلُه َغُفوٌۭر َّر ِح يٌۭم (التوبة ‪)91‬‬

‫)ُأَبِّلُغُك ْم ِر َس ٰـَلٰـِت َر ىِّب َو َأنَص ُح َلُك ْم َو َأْع َلُم ِم َن ٱلَّلِه َم ا اَل َتْع َلُم وَن (األعرف ‪)62‬‬

‫ِإىِّن َلَك ِم ٱلَّنٰـِصِح‬ ‫ِمَت ِب ِل‬ ‫ِد ِة‬


‫َني‬ ‫َن‬ ‫َو َج ٓاَء َرُج ٌۭل ِّم ْن َأْقَص ا ٱْلَم يَن َيْس َعٰى َقاَل َيٰـُم وَس ٰٓى ِإَّن ٱْلَم َأَل َيْأ ُر وَن َك َيْق ُتُلوَك َفٱْخ ُر ْج‬
‫(القصص ‪)20‬‬

‫‪3‬‬
‫دراسة موضوعية في قضايا النصيحة في الحديث النبوي ‪4-‬‬

‫أوًال‪:‬أمهية النصيحة‬

‫داللة السنة على أهمية النصيحة في كونها عماد الدين وقوامه ‪1 -‬‬

‫روى مسلم‪ ،‬وأمحد‪ ،‬وأبو داود والنسائي من طرق عن سهيل بن أيب صاحل‪ ،‬عن عطاء بن يزيد عن متيم‬

‫الداري رضي اهلل حا قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬الدين النصيحة‪ ..‬قلنا ‪ :‬ملن؟ قال ‪« :‬اهلل‪ ،‬ولكتابه‪ ،‬ولرسوله‪،‬‬

‫‪».‬وألئمة املسلمني‪ ،‬وعامتهم‬

‫وعند أمحد‪ ،‬وأيب داود‪ :‬إن الدين النصيحة‪ ،‬إن الدين النصيحة‪ ،‬إن الدين النصيحة‬

‫الفائدة من حديث األول‬

‫فجعل الدين هو النصيحة ‪ ،‬كما جعل احلج هو عرفة ‪ ،‬إشارًة إىل عظم مكاهنا ‪ ،‬وعلو شأهنا يف ديننا احلنيف‬
‫‪-‬‬

‫‪-‬‬ ‫هي وظيفة الرسل عليهم الصالة والسالم ‪ ،‬فإهنم قد بعثوا لينذروا قومهم من عذاب اهلل ‪ ،‬وليدعوهم إىل‬
‫عبادة اهلل وحده وطاعته ‪ ،‬فهذا نوح عليه السالم خياطب قومه ‪ ،‬ويبني هلم أهداف دعوته فيقول ‪ { :‬أبلغكم‬
‫رساالت ريب وأنصح لكم } ( األعراف ‪ ، ) 62 :‬وعندما أخذت الرجفة قوم صاحل عليه السالم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫{ يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ريب ونصحت لكم ولكن ال حتبون الناصحني } ( األعراف)‪79 : .‬‬

‫فالعلماء هم أئمة الدين ‪ ،‬واألمراء هم أئمٌة الدنيا ‪ ،‬فأما النصح للعلماء ‪ :‬فيكون بتلّق ي العلم عنهم ‪-‬‬

‫‪4‬‬
‫‪2-‬‬

‫داللة السنة على أمهية النصيحة يف ترابط اجملتمع املسلم‬

‫روى البخاري ‪-‬واللفظ له ‪،-‬ومسلم ‪،‬وأمحد ‪،‬والرتميذي ‪،‬والدارمي ‪ ،‬كلهم ‪:‬من طريق قيس بن أيب‬
‫حازم ‪،‬عن جرير بن عبد اهلل البجلي رضي اهلل عنه قال ‪:‬بايعت رسول اهلل ﷺ على شهادة أن ال إله إال‬
‫اهلل ‪،‬وأن حممدا رسول اهلل ‪،‬وإقام الصالة ‪ ،‬وإيتاء الزكاة ‪،‬والسمع والطاعة ‪،‬والنصح لكل مسلم ‪ .‬ورواه‬
‫البخاري ومسلم ‪،‬وأمحد ‪،‬والنسائي ‪،‬من طريق زياد بن عالقة عن جرير به ‪ ،‬ورواه مسلم ‪،‬والنسائي ‪،‬من‬
‫" طريق زياد بن عالقة عن جرير ‪،‬به ‪ .‬وقال الرتميذي ‪":‬حسن صحيح‬

‫‪ :‬احلديث الثاين‬

‫وروى مسلم‪ ،‬وأبو داود وابن ماجه ‪ ،‬عن جابر بن عبد اهلل يف حديث حجة الوداع الطويل وفيه‪ :‬أن النيب‬
‫ﷺ قال‪َ« :‬و َأنُتْم ُتْس َأُلوَن َعيِّن ‪َ ،‬فَم ا أنُتْم َقاِئُلوَن ؟ َقاُلوا‪ :‬تشهد أنك قد بلغت وأديت ونضحت‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫‪ .‬بإصبعه السبابة‪ ،‬يرفعها إىل السماء وينكتها إىل الناس اللهم اشهد اللهم اشهد ثالث مرات‬

‫وهذا احلديث صحيح ثابت خمرج يف مجيع الكتب التسعة‪ ،‬إال أن لفظة ونصحت"‪ .‬مل أجدها سوى فيما‬
‫‪.‬ذكرت‬

‫فهذا هو الشاهد من احلديث للباب‪ ،‬أي‪ :‬أن ينصح لكل مسلٍم ‪ :‬قريٍب أو بعيٍد ‪ ،‬صغري أو كبري‪ ،‬ذكٍر أو أنَثى‪-‬‬
‫‪-‬وكيفية الُّنصِح لكِّل مسلم هي ما ذكره يف حديث أنٍس ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪« :-‬ال يؤمُن أحدكم حىَّت حيَّب‬
‫ألخيه ما حيُّب لنفِس ه» هذه هي النصيحة أن حتَّب إلخوانك ما حتُّب لنفسك‪ ،‬حبث يسُّر ك ما يسرهم‪،‬‬
‫ويسوءك ما يسوؤهم‪ ،‬وتعاملهم مبا حتب أن يعاملوك به‪- ،‬والنصيحة هو امر من اهلل كما قال اهلل يف كتابه‬
‫""العزيز "فذكر فإن الذكر تنفع املؤمنني‬

‫داللة السنة على أن النصيحة مرضاة اهلل تعاىل وطهرة للقلب ‪3-‬‬

‫‪5‬‬
‫ِهلل‬
‫رواه أبو ُه َر ْيَر َة َقاَل ‪َ :‬قاَل َرُس وُل ا ‪ِ :‬إَّن اَهلل َيْر َض ى َلُك ْم َثاَل ًثا َو َيْس َخ ُط َلُك ْم َثاَل ًثا ‪َ :‬يْر َض ى َلُك ْم َأْن َتْع ُبُد وُه‬
‫َو اَل ُتْش ِر ُك وا ِبِه َش ْيًئا ‪ ،‬وأْن َتْع َتِص ُم وا َحِبْبِل الَّلِه ِمَج يًعا وال َتَفَّرُقوا ‪َ ،‬و َأْن ُتَناِص ُح وا َمْن َو الُه الَّلُه َأْم َر ُك ْم ‪،‬‬
‫ُط َلُك ِقي َقاَل ‪ِ ،‬إَض اَعَة اْل اِل ‪َ ،‬ك َة الُّس َؤ اِل‬
‫َم َو ْثَر‬ ‫َو‬ ‫ْم َل َو‬ ‫‪َ .‬و َيْس َخ‬

‫داللة السنة على عظم ثواب الناصح إذا اهتدى املنصوح ‪4-‬‬
‫ِم‬ ‫ِإ‬ ‫ِه‬ ‫ِهلل‬
‫احلديث األول ‪ :‬عْن َأيِب ُه َر ْيَر َة َأَّن َرُس وَل ا َص َّلى الَّلُه َعَلْي َو َس َّلَم ‪َ ،‬قاَل ‪َ :‬مْن َدَعا ىَل ُه ًد ى َك اَن َلُه ْن‬
‫َدَعا ِإىَل َض اَل َلٍة َك اَن َعَلْيِه ِم اِإْلِمْث ِم ْث آَثاِم‬ ‫ِه‬ ‫ِل ِم‬ ‫ِم‬
‫ُل‬ ‫ْن‬ ‫اَأْلْج ِر ْثُل ُأُج وِر َمْن َتِبَعُه اَل َيْنُقُص َذ َك ْن ُأُج وِر ْم َش ْيًئا ‪َ ،‬و َمْن‬
‫‪َ .‬مْن َتِبَعُه اَل َيْنُق ُص َذِلَك ِم ْن آَثاِم ِه ْم َش ْيًئا‬

‫فهنا بني النيب عظم أجر الداعي إىل هدى ‪ ،‬وعظم وزر الدعوة إىل الضاللة ‪ ،‬وهذا مما يظهر أمهية النصيحة‪-‬‬
‫والدعوة إىل اهلل ‪ ،‬إذ رتب عليها هذا الفضل الكبري‬

‫احلديث الثاين ‪ :‬عن سهل بن سعد أن النيب ﷺ قال لعلي ‪َ :‬فَو الَّل َأَلْن َيْه َد ى َك َرُج ٌل َو ا ٌد َخ ْيٌر‬
‫ِح‬ ‫ِب‬ ‫ِه‬
‫َلَك ِم ْن ْمُحِر الَّنَعِم‬

‫‪-‬‬
‫فبني النيب عظم مثوبة الناصح الذي يهدي اهلل به أقواما على يديه ‪ ،‬وإن قل عددهم‬
‫ِإ‬ ‫ِه‬ ‫ِه‬ ‫ِض‬
‫احلديث الثالث ‪ :‬عن اْبِن ُعَمَر َر َي الَّلُه َعْنُه َم ا َأَّن َرُس وَل الَّل َص َّلى الَّلُه َعَلْي َو َس َّلَم َقاَل ‪ :‬اْلَعْبُد َذا َنَص َح‬
‫َس ِّيَد ُه َو َأْح َسَن ِعَباَدَة َر ِّبِه َك اَن َلُه َأْج ُر ُه مرتني‪ .‬ومما حيفز اهلمم إىل القيام بواجب النصيحة أن يكون لصاحبه من‬
‫األجر مثل أجر األوائل من هذه األمة رضوان اهلل عليهم ‪ -‬فقد صح عن النيب أنه قال ‪ ( :‬إن من أميت أقوامًا‬
‫يعطون مثل أجور أوهلم ينكرون املنكر )‬

‫وال ريب أن هذا من أعظم الشرف الذي يتشرفون به يف حياهتم وبعد مماهتم ‪ ،‬إضافة إىل تشرفهم بوظيفة ‪-‬‬
‫الرسل عليهم صلوات اهلل وسالمه وهي نصح الناس وأمرهم باملعروف وهنيهم عن املنكر‬

‫‪6‬‬
‫داللة السنة على أمهية النصيحة يف جناة الناصح واملنصوح ‪5-‬‬

‫‪ :‬احلديث األول‬

‫روى البخاري‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وأمحد‪ ،‬والدارمي ‪ ،‬من طريق‪ :‬احلسن البصري أن عبيد اهلل بن زياد‪ ،‬عاد معقل بن‬
‫يسار رضي اهلل عنا يف مرضه الذي مات فيه‪ ،‬فقال له معقل إين حمدثك حديثا مسعته من رسول اهلل ‪ ،‬مسعت‬
‫‪».‬رسول اهلل يقول‪« :‬ما من َعْبِد اْس َتَر َعاُه اهلل َر ِعَّيًة‪َ ،‬فَلْم ْحَيُطَه ا ِبَنِص يَح ٍة‪ِ ،‬إاَّل ْمَل ِجَي ْد رائحة اجلنة‬

‫ويف لفظ للبخاري ومسلم‪« :‬ما من أمري يلي َأْم اْلُمْس ِلِم َني ‪َّ ،‬مُث اَل ْجَيَه ُد ُهَلْم ‪َ ،‬و َيْنَصْح ِإاَّل‬
‫ْمَل َيْد ُخ ْل َمَعُه ُم‬ ‫َر‬
‫‪».‬اَجْلَّنَة‬
‫ِل ِع ِتِه‬ ‫ِع‬ ‫ِع ِه‬ ‫ِم ٍد‬
‫ويف لفظ ملسلم وأمحد والدارمي‪« :‬ما ْن َعْب َيْس َتْر ي الَّلُه َر َّيًة‪ُ ،‬مَيوُت َيْو َم ُمَيوُت َو ُه َو َغاَش َر َّي ‪ِ ،‬إاَّل َح َّر َم‬
‫‪».‬الَّلُه َعَلْيِه اَجْلَّنة‬

‫ولفظ أمحد‪َ :‬م ِن اْس َتْر ِعي َر ِعَّيًة‪َ ،‬فَلْم ِحُي ْطُه ْم ِبَنِص يَح ٍة‪ْ ،‬مَل ِجَيْد ِر يَح اَجْلَّنِة‪َ ،‬و رُحيها ُيوَج ُد ِم ن مسرية مائة عام»‪.‬‬
‫وإسناده صحيح‬

‫ا ‪ ،‬الَّن ﷺ َقاَل ‪َ :‬ث اْلَق اِئِم َلى ُد وِد اِهلل‬ ‫ِش ِض‬
‫َع ُح‬ ‫َم ُل‬ ‫احلديث الثاين ‪ :‬عن الُّنْع َم اَن ْبَن َب ٍري َر َي الَّلُه َعْنُه َم َعْن ِّيِب‬
‫َو اْل اِقع ِفيَه ا َك َم َثِل َقْو ِم اْس َتَه ُم وا َعَلى َس ِف يَنٍة ‪َ ،‬فَأَص اَب َبْعُضُه ْم َأْع اَل َه ا َو َبْع ُضُه ْم أسفلها ‪َ ،‬فَك اَن اَّلِذ ي يِف‬
‫َن‬ ‫َو‬
‫ِذ‬ ‫ِء‬ ‫ِم‬ ‫ِل‬
‫َأْس َف َه ا ِإَذا اْس َتَق ْو ا ْن اْلَم ا َم ُر وا َعَلى َمْن َفْو َقُه ْم فَق اُلوا َلْو َأَّنا َخ َر ْقَنا يِف َنِص يِبَنا َخ ْر ًقا َو ْمَل ُنْؤ‬
‫‪َ.‬مْن َفْو َقَنا ‪َ ،‬فِإْن َيْتُر ُك وُه ْم َو َم ا َأَر اُدوا َه َلُك وا ِمَج يًعا َو ِإْن َأَخ ُذ وا َعَلى َأْيِد يِه ْم َجَنْو ا َو َجَنْو ا ِمَج يًعا‬

‫ِف‬ ‫ِب‬ ‫ِذ ِس ِب ِدِه‬ ‫ِن‬


‫احلديث الثالث ‪َ :‬عْن ُح َذ ْيَفَة ْبِن اْلَيَم ا َعْن الَّنِّيِب ‪َ ،‬قاَل ‪َ :‬و اَّل ي َنْف ي َي َلَتْأُمُر َّن اْلَم ْع ُر و َو َلَتْنَهْو َن َعْن‬
‫‪.‬اْلُم ْنَك ِر ‪َ ،‬أْو َلُيوِش َك َّن الَّلُه َأْن َيْبَعَث َعَلْيُك ْم ِعَق اًبا ِم ْنُه ‪َّ ،‬مُث َتْد ُعوَنُه َفاَل ُيْس َتَج اُب َلُك ْم " (‪)3‬‬

‫قال عمر بن عبد العزيز ‪ " :‬كان يقال إن اهلل تعاىل ال يعذب العامة بذنب اخلاصة ‪ ،‬ولكن إذا عمل املنكر‬
‫جهازا استحقوا كلهم العقوبة‬

‫‪7‬‬
‫وقال ابن العريب ‪ " :‬وهذا الفقه عظيم ‪ ،‬وهو أن الذنوب منها ما يعجل اهلل عقوبته ‪ ،‬ومنها ما ميهل هبا إىل‬
‫اآلخرة ‪ ،‬والسكوت عن املنكر تتعجل عقوبته يف الدنيا بنقص األموال واألنفس والثمرات ‪ ،‬وركوب الذل من‬
‫‪ :‬الظلمة للخلق ‪ .‬ومصداق هذا احلديث قول اهلل تبارك وتعاىل‬
‫‪ ﴿﴾٢٥‬ٱَّتُقو۟ا ِفْتَنًة اَّل ُتِص يَّنَب ٱَّلِذ ي َظَل و۟ا ِم نُك َخ ٓاَّص ًةۖ ٱْع َل ٓو ۟ا َأَّن ٱلَّلَه َش ِد يُد ٱْلِعَق اِب‬
‫َو ُم‬ ‫ْم‬ ‫َن ُم‬ ‫َو‬

‫ثانيا ‪:‬طرق النصيحة‬

‫روى أمحد ‪ ،‬عن أيب املغرية‪ ،‬عن معان بن رفاعة‪ ،‬قال‪ :‬حدثين عبد الوهاب بن خبت املكي‪ ،‬عن أنس بن‬
‫مالك‪ ،‬عن رسول اهلل ﷺ قال‪ « :‬ثالث ال ُيِغُّل َعَلْيِه َّن َص ْد ُر ُمْس ِلم ِإْخ اَل ُص اْلَعَم ِل ِلَّلِه‪َ ،‬و ُمَناَصَح ُة ُأويِل‬
‫ِئِه‬ ‫ِحُت ِم‬ ‫ِة ِلِم ِإ‬
‫‪».‬اَأْلْم ِر ‪َ ،‬و ْلُز وُم َمَجاَع اْلُمْس َني ‪َ ،‬ف َّن َدْع َو َتُه ْم يُط ْن َو َر ا ْم‬
‫‪،‬ويف إسناده معان بن رفاعة‪ ،‬وهو خمتلف فيه وأكثر النقاد على تليينه‬

‫ولكن وثقه ابن املديين‪ ،‬وذخيم‪ ،‬وقال أمحد‪ :‬مل يكن به باس‬

‫ورواه أبو عمرو ابن حكيم املديين عن حممد بن مسلم بن وارة حدثين حممد بن موسى بن أعني حدثنا أيب عن‬
‫خالد بن أيب يزيد عن عبد‬

‫الوهاب بن خبت عن حممد بن عجالن عن أنس بن مالك رضي اهلل عنايه‪ .‬فجعل بني عبد الوهاب وأنس‪،‬‬
‫‪.‬حممد بن عجالن‬

‫وحممد بن موسى بن أعني صدوق‪ .‬وقد توسع‪ ،‬فرواه أبو عمرو املديين كذلك عن أيب بكر أمحد بن القاسم بن‬
‫‪.‬عطية بالري‪ ،‬عن املعاىف بن سليمان وسعيد بن حفص بن عمرو‪ ،‬كالمها عن موسى بن أعني به‬

‫‪.‬وهذا احلديث صحيح‪ ،‬وصححه الضياء املقدسي‬

‫‪8‬‬
‫‪2-‬‬

‫املبحث احلادى عشر ‪ :‬وأن تنصحوا ملن واله اهلل أمركم‬

‫رواه مالك‪ ،‬ومن طريقه البخاري يف األدب املفرد ؛ ورواه أمحد‪ :‬من طريق محاد بن سلمة‪ ،‬وخالد الواسطي‬
‫ورواه مسلم من طريق‪ :‬جرير كلهم‪( :‬مالك‪ ،‬ومحاد‪ ،‬وخالد‪ ،‬وجرير عن سهيل بن أيب صاحل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫ِإ‬
‫أيب هريرة رمحه اهلل تعاىل‪ ،‬أن رسول اهلل اهلل قال‪َّ « :‬ن اَهلل َيْر َض ى َلُك ْم َثاَل ًثا‪َ ،‬و َيْس َخ ُط َلُك ْم َثالًثا‪َ :‬يْر َض ى َلُك ْم‬
‫أن تعبدوه وال ُتْش ِر ُك وا ِبِه َش ْيًئا‪َ ،‬و َأْن َتْع َتِص ُم وا َحِبْبِل الَّلِه ِمَج يًعا َو اَل َتَفَّرُقوا‪َ ،‬و َأْن ُتَناِص ُح وا َمْن َو الُه اُهلل َأْم َر ُك ْم ‪،‬‬
‫َو َيْس َخ ُط َلُك ْم ‪ِ :‬قيَل َو َقاَل‬

‫‪َ».‬و ِإَض اَعَة اْلَم اِل ‪َ ،‬و َك ْثَر ة السؤال‬

‫وعند مسلم مل يذكر الثالثة‪ ،‬وهي موضع الشاهد‬

‫‪.‬وهذا احلديث صحيح‪ ،‬وقد تقدم الكالم عن سهيل بن أيب صاحل‪ ،‬يف املبحث األول‬

‫‪.‬وقد روي احلديث عن غري أيب هريرة‪ ،‬وليس فيه موضع الشاهد‬

‫‪3-‬‬
‫ِم‬ ‫ِد ِه ِب‬ ‫ِد‬ ‫ِم‬ ‫ِل‬
‫َح َّد َثَنا َحُمَّم ُد ْبُن ُعَمَر ْبِن َع ٍّي اْلُم َق َّد ُّي ‪َ ،‬ح َّد َثَنا اْبُن َأيِب َع ٍّي ‪َ ،‬عْن ُش ْع َبَة‪َ ،‬عْن َعْب الَّل ْبِن ْش ٍر اَخْلْثَع ِّي ‪َ ،‬عْن‬
‫َأيِب ُز ْر َعَة‪َ ،‬عْن َأيِب ُه َر ْيَر َة‪َ ،‬قاَل َك اَن َرُس وُل الَّلِه صلى اهلل عليه وسلم ِإَذا َس اَفَر َفَر ِكَب َر اِح َلَتُه َقاَل ِبُأْص ُبِعِه َو َم َّد‬
‫ُش ْع َبُة ِبُأْص ُبِعِه َقاَل " الَّلُه َّم َأْنَت الَّص اِح ُب يِف الَّسَف ِر َو اَخْلِليَفُة يِف اَألْه ِل الَّلُه َّم اْص َح ْبَنا ِبُنْص ِح َك َو اْقِلْبَنا ِبِذَّم ٍة ‪.‬‬
‫الَّلُه َّم اْز ِو َلَنا اَألْر َض َو َه ِّو ْن َعَلْيَنا الَّسَف َر الَّلُه َّم ِإيِّن َأُعوُذ ِبَك ِم ْن َو ْعَثاِء الَّسَف ِر َو َك آَبِة اْلُم ْنَق َلِب "‪َ.‬قاَل َه َذ ا‬
‫َح ِد يٌث َح َس ٌن (جامع الرتمذي)‬

‫‪4-‬‬

‫عن صفوان بن عمرو‪ ،‬عن شريح بن عبيد احلضرمي‪ ،‬عن عياض بن غنم رمحه اهلل تعاىل عن النيب أنه قال‪« :‬‬
‫َمْن َأَر اَد َأْن َيْنَص َح ِل ْلَطاِن ِبَأْم ِر ‪َ ،‬فاَل ُيْبِد َلُه َعاَل ِنَيًة‪َ ،‬و َلِكْن ِلَيْأُخ ُذ ِبَيِدِه‪َ ،‬فَيْخ ُل ِبِه‪َ ،‬فِإْن َقِب ِم ْنُه َفَذ اَك ‪َ ،‬و ِإاَّل‬
‫َل‬ ‫َو‬ ‫ُس‬
‫َك اَن َقْد َأَّدى اَّلِذ ي َعَلْي َلُه»‪(.‬مسند أمحد‪:‬رقم ‪ )١٥٣٣٣‬فاحلديث يرتقي مبجموع طرقه وشاهده إىل‬ ‫ِه‬
‫‪ .‬التحسني‪ ،‬فهو حسن لغريه‬

‫‪9‬‬
‫‪5-‬‬

‫َو َعن أيب هريرَة َقاَل ‪ُ :‬دَعاٌء َح ِف ْظُتُه ِم ْن َرُس وِل الَّلِه َص َّلى الَّلُه َعَلْيِه َو َس َّلَم اَل َأَدُعُه‪« :‬الَّلُه َّم اْجَعْليِن ُأْع ِظ ُم ُش ْك َر َك‬
‫ِمِذ‬ ‫ِب‬ ‫ِث ِذ‬
‫َو ُأْك ُر ْك َر َك َو َأَّت ُع ُنْص َح َك َو َأْح َف ُظ وصيتك» ‪َ .‬رَو اُه الِّتْر ّي‬

‫‪6-‬‬

‫َح َّد َثَنا َح َّد َثَنا َعِلُّي ْبُن ِإْسَح اَق ‪َ ,‬أْخ َبَر َنا َعْبُد الَّلِه ْبُن اْلُمَباَر ِك ‪َ ,‬أْخ َبَر َنا ْحَيىَي ْبُن َأُّيوَب ‪َ ,‬عْن ُعَبْيِد الَّلِه ْبِن َز ْح ٍر ‪,‬‬
‫َعْن َعِلِّي ْبِن َيِز يَد ‪َ ,‬عِن اْلَق اِس ِم ‪َ ,‬عْن َأيِب ُأَم اَم َة ‪َ ,‬عِن الَّنِّيِب َص َّلى الَّلُه َعَلْيِه َو َس َّلَم َقاَل ‪َ :‬قاَل الَّلُه َعَّز َو َج َّل‪" :‬‬
‫َأَح ُّب َم ا َتَعَّبَد يِن ِبِه َعْبِد ي ِإَّيَل ‪ ,‬الُّنْص ُح يِل " ‪(.‬مسند أمحد‪ :‬رقم ‪)٢٢١٩١‬‬

‫قال النيب ﷺ ‪:‬اململوك الذي حيسن عبادة ربه ‪،‬ويؤدي إىل سيده الذي له عليه من احلق ‪،‬والنصيحة‬
‫‪ .‬والطاعة له أجران‬

‫رواه البخاري ‪-‬واللفظ له ‪-‬ومسلم ‪،‬وأمحد ‪،‬والرتمذي ‪،‬وابن ماجه ‪،‬والدارمي ‪،‬كلهم من طريق أيب بردة بن‬
‫‪ .‬أيب موسى ‪،‬عن موسى األشعري رمحه اهلل تعاىل ‪،‬عن النيب ﷺ به‬

‫ويف لفظ للبخاري ‪:‬ثالثة يؤتون أجرهم مرتني ‪:‬الرجل تكون له األمة ‪،‬فيعلمها فيحسن تعليمها ‪،‬ويؤدهبا‬

‫فيحسن أدهبا ‪،‬مث يعتقها فيتزوجها فله أجران ‪،‬ومؤمن أهل الكتاب ‪،‬الذي كان مؤمنا ‪،‬مث آمن بالنّيب‬
‫‪ .‬ﷺ ‪،‬فله أجران ‪،‬والعبد الذي يؤدي حق اهلل ‪،‬وينصح لسيده‬

‫ورواه البخاري ‪،‬ومسلم ‪،‬وأبو داود ‪،‬من طريق ‪:‬مالك ‪-‬وهو يف املوطأ ‪-‬عن نافع ‪،‬عن ابن عمر عن النيب‬
‫‪ .‬ﷺ أنه قال ‪:‬العبد إذا نصح سيده ‪،‬وأحسن عبادة ربه ‪،‬كان له أجره مرتني‬

‫‪ .‬وراه أمحد من طريق ‪:‬عبيد اهلل ‪،‬عن نافع ‪،‬به‬

‫‪10‬‬
‫آثر النصيحة إىل الفرد‪ ،‬مسلم وجمتمع‬

‫الفرد‬

‫تشجيع الفرد ليعمل عمل صاحل ويكون أفضل من املاضي‬

‫كل انسان جيد الذنوب ويعمل اخلطأ ولكن هناك الطريقة إلزالة اخلطيئة بالتوبة‪ .‬لذلك‪ ،‬النصيحة يتعاون ليوقظ‬
‫اإلنسان وجيعله أن يتوب من ذنوبه املاضية‪ .‬كما قال النيب صلى اهلل عليه وسالم ‪:‬إن اهلل يقبل توبة العبد ما مل‬
‫‪.‬يغرغر‪ .‬رواه أمحد والرتمذي واحلاكم وصححه ووافقه الذهيب‬

‫‪11‬‬
‫املسلم‬

‫تقريب املسلمني إىل اهلل‬

‫ْبِن َم ا َر َي الَّلُه َعْنُه‪َ ،‬عْن َأيِب ُه َر ْيَر َة َر َي الَّلُه َعْنُه َقاَل ‪ُ :‬ر َمَّبا َذَك َر الَّنَّيِب ﷺ َقاَل ‪ِ :‬إَذا َتَقَّر َب‬
‫ِض‬ ‫َعْن َأَنِس‬ ‫ِلٍك ِض‬
‫ِش ْبًر ا َتَقَّر ْبُت ِم ْنُه ِذ َر اًعا‪َ ،‬و ِإَذا َتَقَّر َب ِم يِّن ِذ َر اًعا َتَقَّر ْبُت ِم ْنُه َباًعا‪َ ،‬أْو ُبوًعا‪ .‬مهم على كل مسلم‬
‫الَعْبُد ِم يِّن‬
‫ليجتهد أن تقرب إىل اهلل‪ .‬هو اخلالق الذي يعطي الرزق والفهم يف الدراسة ويعطي ما مطلوب من العبد‪ .‬هنا‬
‫‪.‬الطريق إلظهار الشكور إىل اهلل‪ .‬مث النصيحة بني املسلم تساعد لتقرب إىل اهلل معا‬

‫اجملتمع‬

‫تقوي األخوة بني اجملتمع بغض النظر عن الدين والشعوب‬


‫عن أنس بن مالك أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال ‪َ:‬مْن َأحَّب َأْن ُيْب َط َلُه يف ِر زِقِه وُيْنسَأ َلُه يف َأثِرِه‬
‫َس‬
‫َفْليِص ْل رمِح ُه (رواه البخاري (‪ )5986‬ومسلم (‪ .))2557‬النصيحة بني جمتمع تساعد لتقوي األخوة ولو‬
‫بعض النظر عن الدين والشعوب ألن النصيحة هي الطريق للدعوة إىل اخلري مًعا‪ .‬حنن جنتحد لتعيش يف املتغامن‬
‫‪.‬والسعادة احلياة‬

‫القضية الثانية‪ :‬النصيحة يف الفكر اإلسالمي‬

‫املراجعة إىل مقالة الدكتور مروان عطا جميد‬

‫‪12‬‬
‫اخلالصة‬

‫اخلامتة‬
‫ٱلُّظُلَٰم ِت‬ ‫ۖ ٱ ُد ِلَّلِه ٱَّلِذ ى َل ٱلَّس َٰم َٰو ِت‬
‫َو ٱلُّنوَر‬ ‫َو ٱَأْلْر َض َو َجَعَل‬ ‫َخ َق‬ ‫َحْلْم‬
‫‪ :‬وسأعرض أهم النتائج اليت خرجت هبا‬

‫‪.‬أن النصيحة ركن مهم جدا يف بناء جمتمع بعيد عن الشوائب‪ ،‬والنواقص )‪(1‬‬

‫أن النصيحة فرض على كل مسلم ومسلمة‪ ،‬فقد تكون فرض عني‪ ،‬وقد )‪(٢‬‬

‫تكون فرض كفاية‪ ،‬إذا قام به البعض سقط عن اآلخرين‪ )۳( .‬ان للنصيحة شروطا جيب أن تتوفر عند الناصح‬
‫‪.‬واملنصوح‬

‫‪.‬أن للنصيحة آدابا مهمة جدا جيب على الناصح القيام هبا عند إبداء النصيحة للغري )‪(٤‬‬

‫أن النصيحة من أساسيات الدين اإلسالمي‪ ،‬لذلك مساها رسول اهلل صلى )ه(‬

‫اهلل عليه وسلم بالدين‪ ) 1( .‬ال تتم عملية النصح اال إذا كان اإلنسان الناصح ناصحا لنفسه اوال حماسبا‬

‫هنا حىت يتسىن له نصح اآلخرين بصدق وإخالص‪ ،‬فال ميكن لإلنسان ان‬

‫‪.‬يأمر الناس بشيء ال يقوم به‪ ،‬ففي هذا تناقض‬

‫‪.‬ان الناصح إذا كان مطبقا لشروط‪ ،‬وآداب النصيحة خرج بثمارها اليت يتنعم هبا يف الدنيا واآلخرة )‪(۷‬‬

‫‪13‬‬
‫املصادر واملراجع‬

‫‪.‬السجستاين‪ ،‬أ‪ .‬د‪( .‬حتقيق الدين عبد احلميد)‪( .‬املكتبة العصرية‪ ،‬بريوت)‪ .‬سنن أيب داود‬

‫‪.‬احلليب‪ ،‬أ‪ .‬ت‪( .‬حتقيق أمحد شاكر وآخرون)‪١٣٩٥( .‬هـ ‪١٩٧٥‬م)‪ .‬سنن الرتمذي (الطبعة الثانية)‬

‫‪.‬الدارمي‪( ،‬حتقيق حسني الداراين)‪( .‬السعودية‪ ،‬ط‪ .)١‬سنن الدارمي‬

‫‪.‬النسائي‪( ،‬حتقيق شعيب األرناؤوط)‪١٤٢١( .‬هـ ‪۲۰۰۱‬م)‪ .‬السنن الكربى‬

‫‪.‬النسائي‪( ،‬حتقيق عبد الفتاح أبو غدة)‪١٩٨٦( .‬م‪ ،‬ط‪ .)٢‬سنن النسائي‬

‫‪.‬الذهيب‪( ،‬حتقيق جمموعة بإشراف شعيب األرناؤوط)‪١٤٠٥( .‬هـ ‪١٩٨٥ -‬م)‪ .‬سري أعالم النبالء‬

‫‪.‬البيهقي‪( ،‬حتقيق خمتار الندوي)‪١٤٢٣( .‬هـ ‪٢٠٠٣ -‬م)‪ .‬شعب اإلميان‬

‫‪.‬ابن حبان‪( ،‬حتقيق شعيب األرناؤوط)‪( .‬بريوت‪ ،‬ط‪١٤١٤ .‬هـ ‪۱۹۹۳ -‬م)‪ .‬صحيح ابن حبان‬

‫‪14‬‬
‫‪.‬ابن خزمية‪( ،‬حتقيق حممد األعظمي)‪( .‬بريوت)‪ .‬صحيح ابن خزمية‬

‫‪.‬البخاري‪ ،‬م‪( .‬اعتناء زهري الناصر)‪١٤٢٢( .‬هـ)‪ .‬صحيح البخاري‬

‫‪.‬مسلم‪ ،‬أ‪( .‬حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي)‪( .‬بريوت)‪ .‬صحيح مسلم‬

‫‪.‬ابن الصالح‪( ،‬حتقيق موفق عبد اهلل عبد القادر)‪١٤٠٨( .‬هـ)‪ .‬صيانة صحيح مسلم‬

‫‪.‬البخاري‪ ،‬م‪١٤٢٦( .‬هـ ‪٢٠٠٥ -‬م)‪ .‬الضعفاء الصغري‬

‫‪.‬النسائي‪( ،‬حتقيق حممود إبراهيم زايد)‪١٣٩٦( .‬هـ)‪ .‬الضعفاء واملرتوكون‬

‫‪.‬ابن أمحد‪ ،‬ع‪( .‬حتقيق وصي اهلل عباس)‪١٤٢٢( .‬هـ)‪ .‬العلل‬

‫‪.‬ابن حجر‪( ،‬إشراف حمب الدين اخلطيب وترقيم حممد فؤاد عبد الباقي)‪( .‬بريوت‪۱۳۷۹ ،‬هـ)‪ .‬فتح الباري‬

‫‪.‬ابن عدي‪( ،‬حتقيق عبد الفتاح أبو سنة)‪( .‬بريوت‪ ،‬ط‪١٤١٨ ،1‬هـ ‪١٩٩٧ -‬م)‪ .‬الكامل يف ضعفاء الرجال‬

‫‪.‬ابن حجر‪( ،‬حتقيق عبد الفتاح أبو غدة)‪٢۰۰۲( .‬م‪ ،‬ط ‪ .)۱‬لسان امليزان‬

‫‪15‬‬
‫‪.‬ابن حبان‪( ،‬حممود إبراهيم زيد)‪ .‬اجملروحني‬

‫‪.‬اهليثمي‪( ،‬حتقيق حسام الدين القدسي)‪١٤١٤( .‬هـ ‪١٩٩٤‬م)‪ .‬جممع الزوائد ومنبع الفوائد‬

‫]رواية أيب هريرة رضي اهلل عنه[‬

‫ورواه أمحد ‪،‬والرتميذي ‪،‬وابن أيب عاصم ‪،‬وحممد بن نصر املروزي ‪،‬والنسائي ‪،‬من طرق ‪:‬عن أيب صاحل ‪،‬عن‬
‫أيب هريرة رضي اهلل عنه قال ‪:‬قال رسول اهلل ﷺ ‪:‬الدين النصيحة ‪.‬ثالث مرات ‪،‬قال ‪:‬قيل ‪:‬ملن ؟‬
‫‪ .‬قال ‪:‬هلل ولكتابه ولرسوله وألمة املسلمني وعامتهم‬

‫‪ .‬وهذا احلديث خطأ ‪،‬والصحيح ما سبق عن متيم الداري رمحه اهلل تعاىل‬

‫فقد روى حممد بن نصر املروزي عن إسحاق‪ ،‬عن جرير‪ ،‬عن سهيل عن أبيه‪ ،‬عن أيب هريرة عن رسول اهلل‬
‫ﷺ قال‪ِ« :‬إَّن الَّلَه َيْر َض ى َلُك ْم َثاَل ًثا َيْر َض ى َلُك ْم َأْن َتْع ُبُد وُه َو اَل ُتْش ِر ُك وا ِبِه َش ْيًئا‪َ ،‬و َأْن َتْع َتِص ُم وا َحِبْبِل‬
‫الَّلِه ِمَج يًعا َو اَل َتَفَّرُقوا ‪َ ،‬و َأْن ُتَناِص ُح وا َمْن َو ىَّل اُهلل َأَم َر ُك ْم » قال سهيل ‪ :‬فحدثنا عند ذلك عطاء بن يزيد الليثي‬
‫قال‪ :‬مسعت متيما الداري يقول‪ :‬مسعت رسول اهلل يقول‪ِ« :‬إَمَّنا الِّديُن الَّنِص يَح َة ِإَمَّنا الِّديُن الَّنِص يَح َة ثالثا‪ ،‬فقيل‪:‬‬
‫ِتِه‬ ‫ِئ ِة ِلِم‬ ‫ِل ِه ِلِك ِبِه ِل ِلِه ِئ ِة ِلِم‬
‫يا رسول اهلل ملن؟ قال‪َّ « :‬ل ‪َ ،‬و َتا ‪َ ،‬و ُر ُس ‪َ ،‬و َأ َّم اْلُمْس َني » أو قال‪َ« :‬أ َّم اْلُمْس َني َو َعاَّم ْم‬
‫قال أبو عبد اهلل املروزي ‪ :‬وحديث ابن عجالن‪ ،‬عن القعقاع‪ ،‬عن أيب صاحل‪ ،‬عن أيب هريرة غلط‪ ،‬إمنا حدث‬
‫أبو صاحل‪ ،‬عن أيب هريرة‪ ،‬عن النيب هبذا احلديث‪ِ« :‬إَّن اَهلل َيْر َض ى َلُك ْم َثاَل ًثا وعطاء بن يزيد حاضر ذلك‪،‬‬
‫‪ .‬فحدثهم عطاء بن يزيد عن متيم الداري‪ ،‬عن النيب ﷺ‪ِ« :‬إَمَّنا الِّديُن النصيحة‬

‫وقد سأل سفيان سهيل بن أيب صاحل عنه ‪،‬فقال سهيل أنا مسعته ممن كان يرويه أيب عنه ‪،‬فرواه عن عطاء بن‬
‫يزيد عن متيم الداري ‪،‬فرجع احلديث إىل متيم الداري رمحه اهلل تعاىل ‪،‬وإمنا دخل أليب صاحل حديث يف احلديث‬
‫‪.‬‬

‫] رواية ابن عباس[‬


‫‪16‬‬
‫ورواه أمحد ‪ ،‬عن زيد بن احلباب‪ ،‬عن عبد الرمحن بن ثوبان‪ ،‬قال‪ :‬مسعت عمرو بن دينار‪ ،‬يقول‪ :‬أخربين من‬
‫مسع ابن عباس يقول ‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬الدين النصيحة» قالوا‪ :‬ملن؟ قال‪« :‬بله‪ ،‬ولرسوله‪ ،‬وألئمة‬

‫‪».‬املؤمنني‬

‫ورواه أبو يعلى املوصلي عن أيب بكر بن أيب شيبة‪ ،‬عن زيد بن احلباب‪ ،‬عن حممد بن مسلم‪ ،‬عن عمرو بن‬
‫‪ .‬دينار‪ ،‬عن ابن عباس عن النيب‬

‫قال ابن حجر بعد حديث ابن عباس عند أيب يعلى‪" :‬هذا اإلسناد حسن إال أنه معلول‪ ،‬واحملفوظ ما رواه ابن‬
‫عيينة‪ ،‬عن عمرو بن دينار عن القعقاع بن حكيم عن أيب صاحل عن عطاء بن يزيد‪ ،‬عن متيم الداري رمحه اهلل‬
‫ورواه حممد بن نضر عن احلسني بن عيسى البسطامي‪ ،‬وحممد بن حيىي كلهم الدارمي‪ ،‬والبسطامي وحممد بن‬
‫حيىي) عن جعفر بن عون‪ ،‬عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم‪ ،‬ونافع‪ ،‬عن ابن عمر قال‪ :‬قال لنا رسول‬
‫اهلل ‪ « :‬الذين النصيحة ‪ ..‬قلنا ملن يا رسول اهلل؟ قال‪« :‬الَّلِه ِل وِلِه‬
‫َو َر ُس‬
‫تعاىل‪ ،‬وحديث متيم رضي اهلل حا يف صحيح مسلم‬

‫‪ .‬فرجع حديث ابن عباس كذلك لتميم الداري‬

‫]]الرواية ابن عمر‬

‫ورواه الدارمي‬

‫ورواه حممد بن نصر عن احلسني بن عيسى البسطامي‪ ،‬وحممد بن حيىي؛ كلهم‪ :‬الدارمي‪ ،‬والبسطامي وحممد‬
‫بن حيىي عن جعفر بن عون عن هشام بن سعد ‪ ،‬عن زيد بن أسلم‪ ،‬ونافع عن ابن عمر قال‪ :‬قال لنا رسول‬
‫ِتِه‬ ‫ِئ ِة ِلِم‬ ‫ِل ِه ِل ِلِه‬ ‫ِص‬
‫اهلل ‪ « :‬الِّديُن الَّن يَح ة ‪ ...‬قلنا ملن يا رسول اهلل؟ قال‪َّ « :‬ل َو َر ُس و ولكتابه وأل َّم اْلُمْس َني َو َعاَّم ْم‬
‫] ]الرواية زيد بن أسلم مرسال‬

‫ورواه حممد بن نصر املروزي ‪ ،‬عن احلسني بن عيسى‪ ،‬عن ابن أيب لديك‪ ،‬عن هشام بن سعد عن زيد بن‬
‫أسلم‪ ،‬عن النيب مرسال‬

‫وزيد بن أسلم ثقة من فضالء التابعني‪ ،‬وكان يرسل كثريا‬

‫‪17‬‬
‫فاإلسناد األول املرفوع املسند حسن احلال هشام بن سعد‪ ،‬فهو صدوق‬

‫له أوهام‪ ،‬ويشهد له حديث متيم الداري‬

‫]رواية ثوبان[‬

‫وروي خارج الكتب التسعة‪ ،‬فقد رواه ابن أيب عاصم‪ ،‬وحممد بن نصر املروزي‪ ،‬من طريق أيوب بن سويد‬
‫عن أمية بن يزيد‪ ،‬عن أيب املصبح‪ ،‬عن ثوبان عن النيب ﷺ قال‪ :‬رأس الدين النصيحة»‪ .‬قالوا‪ :‬ملن يا‬
‫‪».‬رسول اهلل؟ قال‪« :‬بله‪ ،‬ولدينه‪ ،‬ولِكتابه‪ ،‬وألِئَّم ِة اْلُمْس ِلِم َني َو ِلْلُمْس ِلِم َني َعاَّم ًة‬
‫وهذا اإلسناد ضعيف جدا‪ ،‬ففيه أيوب بن سويد الرملي‪ ،‬وهو ضعيف يف حفظه‪ ،‬وقال حيىي بن معني ليس‬
‫بشيء‪ ،‬يسرق احلديث"‪ .‬وضعفه أمحد‬

‫والبخاري والنسائي وغريهم‬

‫وشيخه أمية بن يزيد هو القرشي‪ ،‬ذكره البخاري يف التاريخ ومل يذكر فيه جرًح ا وال تعديال‪ ،‬وذكره ابن‬
‫حبان يف الثقات جريا على عادة يف إيراد من مل جيرح‬

‫‪18‬‬

You might also like