You are on page 1of 11

‫َعلٌم‬

‫إعداد الطالبة‬
‫إسراء عبد العظيم أحمد إبراهيم‬

‫الصف الثالث ثانوي‬

‫مدرسة الثانوية الثانية بنات‬


‫المقدمة‬

‫ع ْل ُم الفَلَك هو علم طبيعي يدرس الظواهر الفلكية واألجرام السماوية ‪.‬يستخدم علم الفلك الرياضيات‬
‫والفيزياء والكيمياء لشرح أصل وتطور تلك الظواهر واألجرام‪ .‬تشمل األجرام المثيرة لالهتمام الكواكب‬
‫واألقمار والنجوم والسدم والمجرات والمذنبات ‪.‬وتشمل الظواهر ذات الصلة انفجارات المستعر األعظم‪،‬‬
‫انفجارات أشعة جاما‪ ،‬والنجوم الزائفة‪ ،‬والنجوم الزائفة المتوهجة‪ ،‬والنجوم النابضة‪ ،‬وإشعاع الخلفية‬
‫الكونية الميكروي ‪.‬بشكل عام‪ ،‬يدرس علم الفلك كل ما ينشأ خارج الغالف الجوي لألرض ‪.‬علم الكون هو‬
‫فرع من فروع علم الفلك‪ .‬يدرس الفضاء الكوني ككل‪.‬علم الفلك من أقدم العلوم الطبيعية‪ ،‬وقد قدمت‬
‫الحضارات المبكرة في التاريخ المسجل مالحظات منهجية لسماء الليل ‪.‬ومن هؤالء البابليون واليونانيون‬
‫والهنود والمصريون والصينيون والمايا والعديد من الشعوب األصلية في األمريكتين ‪.‬في الماضي‪ ،‬كان‬
‫علم الفلك يتضمن تخصصات متنوعة مثل علم القياسات الفلكية‪ ،‬والمالحة الفلكية‪ ،‬وعلم الفلك الرصدي‪،‬‬
‫وصنع التقويمات ‪.‬في الوقت الحاضر‪ ،‬غالبًا ما يُعد علم الفلك االحترافي مرادفًا لعلم الفيزياء الفلكية‪.‬ينقسم‬
‫علم الفلك الحالي إلى فرعين علم الفلك النظري وعلم الفلك الرصدي ‪.‬يركز علم الفلك الرصدي على‬
‫الحصول على البيانات من مالحظات األجرام الفلكية ‪.‬ثم يجري تحليل هذه البيانات باستخدام المبادئ‬
‫األساسية لعلم الفيزياء ‪.‬علم الفلك النظري موجه نحو تطوير نماذج حاسوبية أو تحليلية لوصف الظواهر‬
‫واألجرام الفلكية‪ .‬هذان المجاالن يكمالن بعضهما البعض‪ .‬يسعى علم الفلك النظري إلى شرح نتائج‬
‫الرصد وتستخدم المالحظات المرصودة لتأكيد النتائج النظرية‪.‬ساهم الفلكيون الهواة في العديد من‬
‫االكتشافات المهمة‪ ،‬حيث يع ّد علم الفلك من العلوم القليلة التي يمكن للهواة أن يلعبوا فيها دورًا ها ًما‪،‬‬
‫وخاصة في اكتشاف ورصد الظواهر العابرة‪.‬أعلنت األمم المتحدة عام ‪2009‬لتصبح السنة الدولية لعلم‬
‫الفلك)‪ ، (IYA2009‬وهي تهدف إلى التأكيد على الوعي الجماهيري والتعامل مع علم الفلك‪.‬‬

‫في العربية‪ ،‬ال ِع ْل ُم هو المعرفة وهو نقيض الجهل‪ ،‬والفَلَك هو مدار النجوم‪ ،‬وجمعها أَفالك‪ ،‬وجمعها‬
‫الفيروز أبادي في محيطه على فُلُك أيضا ً وجاء في المعجم الوسيط أن الفَلَك هو المدار الذي يسبح فيه‬
‫الجرم السماوي وبأن علم الفلك هو علم يُبحث فيه عن األجرام العلوية وأحوالها وبأن الفلكي هو ال ُمشت ِغل‬
‫بهذا العلم‪.‬ويُسمى علم الفلك( باإلنجليزية)‪ : Astronomy‬وهي مكونة من مقطعين‪ ،‬البادئة ‪Astro-‬‬
‫وتعني نجم أو سماء أو فلكي‬

‫والالحقة ‪ onomy-‬التي تعني مجموعة القواعد أو القوانين الناظمة للمعرفة في أحد حقول المعارف‬
‫البشرية ‪.‬‬

‫ويُسمى علم الفلك( باليونانية)‪ : ἀστρονομία‬وهي كلمة مكونة من مقطعين‪ἀστρο ،‬وتعني نجم‬
‫و ‪νόμος‬وتعني قانون‪ ،‬فيصبح معنى الكلمة الحرفي «قانون النجوم»‪ .‬ال ينبغي الخلط بين علم الفلك‬
‫وعلم التنجيم‪ ،‬والتنجيم هو االدعاء أن الشؤون البشرية مرتبطة بمواقع األجرام السماوية‪.‬‬

‫على الرغم من أن الحقلين يشتركان في أصل مشترك‪ ،‬إال أنهما اآلن مختلفان تما ًما‬

‫علم الفلك» و«الفيزياء الفلكية »كلمتان مترادفتان ‪.‬استنادًا إلى تعريفات القاموس الدقيقة‪ ،‬يشير مصطلح‬
‫«علم الفلك» إلى «دراسة األجرام والمواد خارج الغالف الجوي لألرض ودراسة خصائصها الفيزيائية‬
‫والكيميائية»‪ ،‬بينما تشير «الفيزياء الفلكية» إلى فرع علم الفلك الذي يتعامل مع «السلوك‪ ،‬والخصائص‬
‫الفيزيائية والعمليات الديناميكية لألجرام والظواهر السماوية»‪ .‬في بعض الحاالت‪ ،‬كما هو الحال في‬
‫مقدمة الكتاب المدرسي التمهيدي «الكون الفيزيائي» بقلم فرانك شو‪ ،‬يمكن استخدام «علم الفلك» لوصف‬
‫الدراسة النوعية للموضوع‪ ،‬بينما يمكن استخدام «الفيزياء الفلكية» لوصف النسخة الموجهة نحو الشرح‬
‫الفيزيائي للموضوع‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬نظرًا ألن معظم األبحاث الفلكية الحديثة تتعامل مع الموضوعات المتعلقة‬
‫بالفيزياء‪ ،‬يمكن أن يُطلق على علم الفلك الحديث في الواقع اسم الفيزياء الفلكية‪ .‬بعض المجاالت‪ ،‬مثل‬
‫علم القياسات الفلكية‪ ،‬هي مجرد علم فلك أكثر من فيزياء فلكية‪ .‬قد تستخدم األقسام المختلفة التي يجري‬
‫فيها العلماء أبحاثًا حول هذا الموضوع «علم الفلك» و«الفيزياء الفلكية»‪ ،‬اعتمادًا جزئيًا على ما إذا كان‬
‫القسم تابعًا تاريخيًا لقسم الفيزياء‪ ،‬والعديد من علماء الفلك المحترفين حاصلون على درجات في الفيزياء‬
‫بدالً من علم الفلك‪ .‬تشمل بعض عناوين المجالت العلمية الرائدة في هذا المجال المجلة الفلكية والمجلة‬
‫الفيزيائية الفلكية ومجلة علم الفلك والفيزياء الفلكية‪.‬‬

‫كعلم واحد‪ ،‬وأخذا باالنفصال تدريجيا عن بعضهما‬


‫علم الفلك والتنجيم كانا في العصور القديمة يُعامالن ٍ‬
‫البعض ليغدوا علمين منفصلين حتى القرن السابع عشر( في عصر التنوير تحديدا) عندما ُرفِض اعتبار‬
‫التنجيم كعلم‪ .‬وخالل الجزء األخير من فترة العصور الوسطى‪ ،‬أصبح علم الفلك هو األساس وأصبح علم‬
‫التنجيم يعمل من خالله‪.‬منذ القرن الثامن عشر‪ ،‬أصبحا يعامالن بصفتهما اختصاصين منفصلين‪ .‬علم‬
‫الفلك‪ ،‬أي دراسة األجرام والظواهر التي تنشأ خارج الغالف الجوي لألرض‪ ،‬وهو علم وأصبح على‬
‫نطاق واسع من ضمن االنضباط األكاديمي ‪.‬أما التنجيم‪ ،‬والذي يستخدم المواقع الظاهرة لألجرام السماوية‬
‫للتنبؤ باألحداث المستقبلية‪ ،‬هو شكل من أشكال العرافة وليس سوى أحد العلوم الزائفة‬

‫العصور القديمة‬

‫في العصور التاريخية المبكرة‪ ،‬كان علم الفلك يتألف فقط من المراقبة والتنبؤ بحركات األجرام المرئية‬
‫بالعين المجردة‪ .‬في بعض المواقع‪ ،‬جمعت الثقافات المبكرة قطعًا أثرية ضخمة ربما كان لها بعض‬
‫األغراض الفلكية‪ .‬باإلضافة إلى استخداماتها االحتفالية‪ ،‬يمكن استخدام هذه المراصد لتحديد فصول‬
‫السنة‪ ،‬وهو عامل مهم في معرفة وقت زراعة المحاصيل وفهم طول العام‪.‬قبل اختراع أدوات مثل‬
‫التلسكوب‪ ،‬أجريت دراسة مبكرة للنجوم باستخدام العين المجردة‪ .‬مع تطور الحضارات‪ ،‬وعلى األخص‬
‫في بالد ما بين النهرين واليونان وبالد فارس والهند والصين ومصر وأمريكا الوسطى‪ ،‬جمعت المراصد‬
‫الفلكية وبدأت األفكار حول طبيعة الكون في التطور‪ .‬تألف علم الفلك المبكر من رسم خرائط مواقع‬
‫النجوم والكواكب‪ ،‬وهو علم يشار إليه اآلن باسم علم القياسات الفلكية ‪.‬من هذه المالحظات‪ ،‬شكلت أفكار‬
‫مبكرة حول حركات الكواكب‪ ،‬واستكشفت طبيعة الشمس والقمر واألرض في الكون بطريقة فلسفية‪ .‬كان‬
‫يعتقد أن األرض هي مركز الكون حيث تدور حولها الشمس والقمر والنجوم‪ .‬يُعرف هذا بنموذج مركزية‬
‫األرض للكون‪ ،‬أو النموذج البطلمي‪ ،‬الذي سمي على اسم بطليموس‪.‬كان التطور المبكر المهم بشكل‬
‫خاص هو بداية علم الفلك الرياضي والعلمي‪ ،‬والذي بدأ بين البابليين‪ ،‬الذين وضعوا أسس التقاليد الفلكية‬
‫الالحقة التي تطورت في العديد من الحضارات األخرى‪ .‬اكتشف البابليون أن خسوف القمر يتكرر في‬
‫دورة متكررة تعرف باسم دورة ساروس‪.‬بعد البابليين‪ ،‬أحرز تقدم كبير في علم الفلك في اليونان القديمة‬
‫والعالم الهلنستي ‪.‬يتميز علم الفلك اليوناني منذ البداية بالسعي إلى تفسير منطقي وفيزيائي للظواهر‬
‫السماوية‪ .‬في القرن الثالث قبل الميالد‪ ،‬قدر أرسطرخس الساموسي حجم ومسافة القمر والشمس‪ ،‬واقترح‬
‫نموذجًا للنظام الشمسي حيث تدور األرض والكواكب حول الشمس‪ ،‬ويسمى اآلن نموذج مركزية‬
‫الشمس ‪.‬في القرن الثاني قبل الميالد‪ ،‬اكتشف أبرخش البدارية‪ ،‬وحساب حجم ومسافة القمر‪ ،‬واخترع أقدم‬
‫األجهزة الفلكية المعروفة مثل األسطرالب ‪.‬أنشأ أبرخش أيضًا فهرسًا شامالً لـ‪ 1020‬نجمة‪ ،‬ومعظم‬
‫األبراج في نصف الكرة الشمالي مستمدة من علم الفلك اليوناني‪ .‬كانت آلية أنتيكيثيرا( حوالي ‪80-150‬‬
‫قبل الميالد) جهاز حاسوب تماثلي مبكر مصمم لحساب موقع الشمس والقمر والكواكب في تاريخ معين‪.‬‬
‫لم تظهر المصنوعات التكنولوجية ذات التعقيد المماثل حتى القرن الرابع عشر‪ ،‬عندما ظهرت الساعات‬
‫الفلكية الميكانيكية في أوروبا‪.‬علم الفلك الصيني له تاريخ طويل‪ ،‬بد ًءا من عهد أسرة شانغ( العصر‬
‫البرونزي الصيني)‪ .‬عثر على أسماء النجوم الصينية التي صنفت الحقًا في القصور الثمانية والعشرين‬
‫على عظام أوراكل المكتشفة في أنيانغ‪ ،‬والتي يعود تاريخها إلى عهد أسرة شانغ الوسطى‪ .‬بدأت سجالت‬
‫مفصلة للمالحظات الفلكية خالل فترة الدول المتحاربة( القرن الرابع قبل الميالد )وازدهرت من عهد‬
‫أسرة هان فصاعدًا‪ .‬كان علم الفلك الصيني استوائيًا‪ ،‬حيث كان مرك ًزا على المالحظة الدقيقة للنجوم‬
‫المحيطة بالقطب‪ ،‬واستند إلى مبادئ مختلفة عن تلك السائدة في علم الفلك الغربي التقليدي‪ ،‬حيث شكل‬
‫الشروق النجمي وإعدادات دائرة البروج مسار الشمس األساسي‪ .‬وصف نيدهام الصينيين القدماء بأنهم‬
‫أكثر المراقبين ثباتًا ودقة في كشف الظواهر السماوية في أي مكان في العالم قبل علماء الفلك اإلسالمي‬

‫لعصور الوسطى‬

‫علم الفلك في عصر الحضارة اإلسالمية ‪:‬طالع أيضًا‬

‫وأجزاء أخرى من العالم‪ .‬أدى ذلك إلى ظهور المراصد ازدهر علم الفلك في عصر الحضارة اإلسالمية‬
‫‪.‬الفلكية األولى في العالم اإلسالمي في أوائل القرن التاسع‬

‫مجرة أندروميدا‪ ،‬أكبر مجرة في في عام ‪ ،964‬وصف عالم الفلك المسلم عبد الرحمن بن عمر الصوفي‬
‫الحظ عالم الفلك المصري العربي علي ‪.‬المجموعة المحلية‪ ،‬في كتابه صور الكواكب الثمانية واألربعين‬
‫‪ ،‬وهو ألمع حدث نجمي من حيث ‪ SN 1006‬المستعر األعظم وعلماء الفلك الصينيون بن رضوان‬
‫بعض علماء الفلك المسلمين البارزين (معظمهم من ‪.‬الحجم الظاهر في التاريخ المسجل‪ ،‬في عام ‪1006‬‬
‫الفارسيين والعرب) الذين قدموا مساهمات كبيرة في العلوم وتشمل البتاني‪ ،‬وثابت بن قرة‪ ،‬وعبد الرحمن‬
‫الصوفي‪ ،‬والبيروني‪ ،‬وإبراهيم بن يحيى الزرقالي‪ ،‬والبيرجندي‪ ،‬وعلماء الفلك في مرصد المراغة‬
‫ضمت ‪.‬قدم علماء الفلك في ذلك الوقت العديد من األسماء العربية المستخدمة اآلن للنجوم ‪.‬وسمرقند‬
‫‪ (1292-‬عددًا من علماء الفلك المهمين‪ .‬قدم ريتشارد من والينجفورد في العصور الوسطى أوروبا‬
‫مساهمات كبيرة في علم الفلك وعلم البنكامات‪ ،‬بما في ذلك اختراع أول ساعة فلكية‪ ،‬سمحت )‪1336‬‬
‫بقياس الزوايا بين الكواكب واألجسام الفلكية األخرى‪ ،‬باإلضافة إلى خط استوائي يسمى أداة المستطيل‬
‫«ألبيون» والذي يمكن استخدامه في الحسابات الفلكية مثل خطوط الطول القمرية والشمسية والكواكب‬
‫ألول )‪ (1300–1361‬وجان بوريدان )‪ (1320–1382‬ناقش نيكول أورسمه ‪.‬ويمكن أن يتنبأ بالكسوف‬
‫سلف النظرية ( مرة الدليل على دوران األرض‪ ،‬عالوة على ذلك‪ ،‬طور بوردان أيضًا نظرية الزخم‬
‫التي كانت قادرة على إظهار الكواكب كانت قادرة على الحركة دون )العلمية الحديثة للقصور الذاتي‬
‫‪).‬حسب الفكر الشائع وقتها( تدخل المالئكة‬

‫في جعل التقدم الفلكي )‪ (1436–1476‬وريغيومونتانوس )‪ (1423-1461‬ساعد جورج فون بيورباخ‬


‫‪.‬بعد عقود مفيدًا في تطوير كوبرنيكوس لنموذج مركزية الشمس‬

‫وتمبكتو ويعتقد أيضًا أن األطالل في زيمبابوي العظمى‬

‫ما بعد الكالسيكية‪ ،‬درس علماء الفلك حركة النجوم ربما احتوت على مراصد فلكية‪ .‬في غرب أفريقيا‬
‫وعالقتها بالفصول‪ ،‬وصاغوا مخططات للسماء باإلضافة إلى مخططات دقيقة لمدارات الكواكب األخرى‬
‫في زخة شهب محمود كعت بنا ًء على حسابات رياضية معقدة‪ .‬وثق مؤرخ إمبراطورية سونغاي‬
‫أغسطس ‪ .1583‬كان األوروبيون يعتقدون سابقًا أنه لم تكن هناك مراقبة فلكية في أفريقيا جنوب‬
‫خالل العصور الوسطى ما قبل االستعمار‪ ،‬لكن االكتشافات الحديثة تظهر خالف ذلك‪.‬ألكثر الصحراء‬
‫‪ ،‬قدمت )إلى عصر التنوير من ستة قرون (من انتعاش التعلم القديم خالل أواخر العصور الوسطى‬
‫المزيد من الدعم المالي واالجتماعي لدراسة علم الفلك أكثر من جميع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية‬
‫المؤسسات األخرى على األرجح‪ .‬من بين دوافع الكنيسة تحديد موعد عيد الفصح‬
‫علم الفلك الرصدي‬
‫المصدر الرئيسي للمعلومات حول األجرام السماوية واألجسام األخرى هو الضوء المرئي‪ ،‬أو بشكل عام‬
‫اإلشعاع الكهرومغناطيسي‪.‬‬

‫يمكن تصنيف علم الفلك الرصدي وفقًا للمنطقة المقابلة من الطيف الكهرومغناطيسي التي تُجرى‬
‫المالحظات عليها‪ .‬يمكن مالحظة بعض أجزاء الطيف من سطح األرض‪ ،‬بينما يمكن مالحظة أجزاء‬
‫أخرى فقط من ارتفاعات عالية أو خارج الغالف الجوي لألرض‪ .‬فيما يلي معلومات محددة عن هذه‬
‫الحقول الفرعية‪.‬‬

‫علم الفلك الراديوي‬

‫مصفوفة كارل جي بالغة الكبر الموجودة في نيومكسيكو‪،‬‬


‫وهي مثال للتلسكوب الراديوي‪.‬‬
‫المقالة الرئيسة ‪:‬علم الفلك الراديوي‬

‫يدرس علم الفلك الراديوي اإلشعاع ذات طول موجي أكبر من ملليمتر واحد تقريبا‪ ،‬خارج النطاق‬
‫المرئي‪.‬‬

‫ويختلف علم الفلك الراديوي عن معظم أنواع علم الفلك الرصدي األخرى‪ ،‬حيث أنه يمكن التعامل مع‬
‫الموجات الرادوية باعتبارها موجات بدالً من اعتبارها فوتونات منفصلة وبالتالي‪ ،‬يعد من السهل نسبيًا‬
‫قياس اتساع وطور الموجات الراديوية‪ ،‬بينما ال يمكن القيام بذلك مع الموجات ذات طول موجي‬
‫أقصر‪.‬وعلى الرغم من إنتاج بعض الموجات الراديوية في شكل إشعاع حراري من قبل األجسام الفلكية‪،‬‬
‫تأخذ معظم االنبعاثات الرادوية التي شوهدت من كوكب األرض على شكل إشعاع سنكروتروني‪ ،‬والذي‬
‫ينتج عندما يتأرجح اإللكترون حول المجاالت المغناطيسية ‪.‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تنتج غازات بين‬
‫النجوم عدد من الخطوط الطيفية‪ ،‬وال سيما الخط الطيفي لذرة الهيدروجين والذي يبلغ طوله ‪ 21‬سم‪،‬‬
‫ويمكن مشاهدة تلك الخطوط عند الموجات الراديوية‪.‬ويمكن مشاهدة مجموعة متنوعة من األجسام ذات‬
‫األطوال الموجية الرادوية‪ ،‬بما في ذلك المستعر األعظم‪ ،‬والغاز بين النجمي‪ ،‬والنجوم النابضة‪ ،‬والنوى‬
‫المجرية النشطة‪.‬‬
‫علم فلك األشعة تحت الحمراء‬

‫مصفوف مرصد أتاكاما المليمتري الكبير هو واحد من أعلى‬


‫مواقع المراصد على األرض‪ .‬في أتاكاما‪ ،‬تشيلي‪.‬‬
‫المقالة الرئيسة ‪:‬علم فلك األشعة تحت الحمراء‬

‫تأسس علم فلك األشعة تحت الحمراء الكتشاف وتحليل األشعة تحت الحمراء واألطوال الموجية األطول‬
‫من الضوء األحمر وخارج نطاق رؤيتنا‪ .‬يعتبر طيف األشعة تحت الحمراء مفيدًا لدراسة األجسام الباردة‬
‫جدًا بحيث ال تشع الضوء المرئي‪ ،‬مثل الكواكب أو األقراص النجمية أو السدم التي يحجب الغبار‬
‫ضوئها‪ .‬يمكن لألطوال الموجية الطويلة لألشعة تحت الحمراء أن تخترق السحابات الجزيئية التي تحجب‬
‫الضوء المرئي‪ ،‬مما يسمح بمالحظة النجوم الفتية المدمجة في السحب الجزيئية‪ .‬كانت المالحظات من‬
‫مستكشف األشعة تحت الحمراء عريض المجال )‪ (WISE‬فعالة بشكل خاص في الكشف عن العديد من‬
‫النجوم األولية في المجرة والعناقيد النجمية‪.‬‬

‫باستثناء األطوال الموجية لألشعة تحت الحمراء القريبة من الضوء المرئي‪ ،‬يمتص الغالف الجوي هذا‬
‫ً‬
‫انبعاثا كبيرً ا لألشعة تحت الحمراء‪.‬‬ ‫اإلشعاع بشدة‪ ،‬أو يتم إخفاؤه‪ ،‬حيث ينتج الغالف الجوي نفسه‬
‫وبالتالي‪ ،‬يجب أن توجد مراصد األشعة تحت الحمراء في أماكن مرتفعة وجافة على األرض أو في‬
‫الفضاء‪ .‬تشع بعض الجزيئات بقوة في األشعة تحت الحمراء‪ .‬هذا يسمح بدراسة كيمياء الفضاء‪ .‬بشكل‬
‫ً‬
‫تحديدا يمكنه من اكتشاف الماء في المذنبات‪.‬‬ ‫أكثر‬

‫علم الفلك البصري‬

‫يع ّد علم الفلك البصري من أقدم أنواع الفلك في التاريخ‪ ،‬وهو يسمى أيضا بفلك الضوء المرئي ‪.‬ورسمت‬
‫الصور البصرية باليد في األصل‪ .‬وفي أواخر القرن التاسع عشر ومعظم القرن العشرين‪ ،‬كانت الصور‬
‫تصنع باستخدام معدات التصوير‪ .‬وتصنع الصور الحديثة باستخدام كاشفات رقمية‪ ،‬وال سيما الكاشفات‬
‫التي تستخدم جهاز مزدوج الشحنة ‪.‬وعلى الرغم من أن الضوء المرئي يمتد من حوالي ‪ 400‬إلى ‪700‬‬
‫نانومتر‪،‬‬

‫تستخدم نفس المعدات التي توظف تلك األطوال الموجية لمراقبة بعض اإلشعاعات القريبة من األشعة‬
‫فوق البنفسجية واألشعة تحت الحمراء ‪.‬‬
‫علم فلك األشعة فوق البنفسجية‬

‫يستخدم علم فلك األشعة فوق البنفسجية أطوال موجات فوق بنفسجية تتراوح بين ‪ 100‬و‪3200‬‬
‫أنغستروم ‪ (10‬إلى ‪ 320‬نانومتر‪).‬‬

‫يمتص الغالف الجوي لألرض الضوء عند تلك األطوال الموجية‪ ،‬مما يتطلب إجراء عمليات رصد عند‬
‫هذه األطوال الموجية من الغالف الجوي العلوي أو من الفضاء ‪.‬علم فلك األشعة فوق البنفسجية هو‬
‫األنسب لدراسة اإلشعاع الحراري وخطوط االنبعاث الطيفي من النجوم الزرقاء الساخنة( نجوم )‪OB‬‬
‫جدا في نطاق الموجة هذا‪ .‬وهذا يشمل النجوم الزرقاء في المجرات األخرى‪ ،‬والتي‬‫التي تكون ساطعة ً‬
‫كانت أهدا ًفا للعديد من المسوحات فوق البنفسجية ‪.‬األجسام األخرى التي يجري مالحظتها بشكل شائع‬
‫في الضوء فوق البنفسجي تشمل السدم الكوكبية‪ ،‬وبقايا المستعر األعظم‪ ،‬ونوى المجرات النشطة ‪.‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬نظرً ا ألن الغبار البينجمي‬
‫يمتص الضوء فوق البنفسجي بسهولة‪ ،‬فمن الضروري تعديل قياسات األشعة فوق البنفسجية‪.‬‬

‫علم فلك األشعة السينية‬

‫نفاث لألشعة السينية مصنوع من ثقب أسود فائق الكتلة‬


‫وجده مرصد تشاندرا لألشعة السينية التابع لناسا‪ ،‬والذي أصبح مرئيًا بواسطة الضوء من الكون المبكر ‪.‬‬
‫المقالة الرئيسة ‪:‬علم فلك األشعة السينية‬

‫يدرس علم فلك األشعة السينية األجسام الفلكية ذات األطوال الموجية التي تساوي األشعة السينية ‪.‬تنبعث‬
‫األشعة السينية من األجسام مثل اإلشعاعات السنكروترونية( والتي تنتجها اإللكترونات المتأرجحة حول‬
‫خطوط المجال المغناطيسي)‪ ،‬واالنبعاثات الحرارية للغازات الرقيقة (وهي تسمى أشعة االنكباح )التي‬
‫تزيد عن ‪7 (10 10‬مليون )كلفن‪ ،‬واالنبعاثات الحرارية للغازات السميكة (وتسمى إشعاعات الجسم‬
‫األسود )التي تزيد عن ‪7 10‬كلفن‪.‬‬

‫وحيث أن الغالف الجوي لكوكب األرض يمتص األشعة السينية‪ ،‬يجب أن ُترصد األشعة السينية من‬
‫خالل منطاد مرتفع ً‬
‫جدا‪ ،‬أو صواريخ أو مركبات فضائية ‪.‬وتشمل مصادر األشعة السينية ثنائيات األشعة‬
‫السينية‪ ،‬والنجوم النابضة‪ ،‬وبقايا المستعر األعظم‪ ،‬والمجرات اإلهليجية‪ ،‬وعناقيد المجرات‪ ،‬والنوى‬
‫المجرية النشطة‪.‬‬
‫علم فلك أشعة غاما‬

‫يهتم علم فلك أشعة غاما بدراسة األجسام الفلكية ذات األطياف الكهرومغناطيسية التي لديها أقصر أطوال‬
‫موجية‪ .‬يمكن رصد أشعة غاما مباشرةً بواسطة األقمار الصناعية مثل مرصد كومبتون ألشعة غاما أو‬
‫بواسطة تلسكوب متخصص يسمى تلسكوب شيرينكوف للغالف الجوي‪.‬‬

‫ال ترصد تلسكوبات شيرينكوف أشعة غاما‪ ،‬ولكنها ترصد ومضات من الضوء المرئي ناتج عن‬
‫امتصاص الغالف الجوي لألرض أشعة غاما‪.‬وتعد معظم مصادر إصدار أشعة غاما انفجارات نجمية‬
‫ينتج منها انفجار أشعة غاما‪ ،‬وهي أجسام ال تصدر إال أشعة غاما لمدة تتراوح من ملي ثانية إلى آالف‬
‫الثواني قبل أن تختفي‪ .‬وتصدر ‪ %10‬فقط من مصادر أشعة غاما تلك اإلشعاعات لفترة طويلة‪ .‬تشمل‬
‫هذه الباعثات الثابتة ألشعة غاما النجوم النابضة‪ ،‬والنجوم النيوترونية‪ ،‬ومرشحي الثقوب السوداء مثل‬
‫النوى المجرية النشطة‪.‬‬

‫الميادين التي ال تعتمد على الطيف الكهرومغناطيسي‬

‫العنقود النجمي بسميس ‪ 24‬مع سديم ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى اإلشعاع الكهرومغناطيسي‪ ،‬يمكن مالحظة بعض األحداث األخرى التي تنشأ من مسافات‬
‫بعيدة من األرض ‪.‬‬
‫في علم فلك النيوترينو‪ ،‬يستخدم علماء الفلك منشآت تحت األرض محمية بشدة مثل ‪SAGE‬‬
‫و ‪GALLEX‬و ‪Kamioka II/III‬الكتشاف النيوترينوات ‪.‬تأتي الغالبية العظمى من النيوترينوات‬
‫المتدفقة عبر األرض من الشمس‪ ،‬ولكن اكتشف ‪ 24‬نيوترينو أيضًا من مستعر أعظم ‪A.1987‬‬

‫األشعة الكونية‪ ،‬والتي تتكون من جسيمات عالية الطاقة (نوى ذرية) يمكن أن تتحلل أو تمتص عندما‬
‫تدخل الغالف الجوي لألرض‪ ،‬ينتج عنها سلسلة من الجسيمات الثانوية التي يمكن أن تكتشفها المراصد‬
‫الحالية‪ .‬قد تكون بعض أجهزة الكشف عن النيوترينو المستقبلية أيضًا حساسة للجسيمات التي تنتج عندما‬
‫تضرب األشعة الكونية الغالف الجوي لألرض‪.‬علم فلك الموجات الثقالية هو مجال ناشئ في علم الفلك‬
‫يستخدم كاشفات الموجات الثقالية لجمع بيانات الرصد حول األجسام الضخمة البعيدة‪ .‬أُنشِ َئ عد ٌد قليل‬
‫من المراصد‪ ،‬مثل مرصد الجاذبية بالليزر ‪ LIGO.‬قام ليغو بأول اكتشاف له في ‪ 14‬سبتمبر ‪،2015‬‬
‫حيث رصد الموجات الثقالية من ثقب أسود ثنائي ‪.‬اكتشفت موجة ثقالية ثانية في ‪ 26‬ديسمبر ‪2015‬‬
‫ويجب أن تستمر المالحظات اإلضافية لكن الموجات الثقالية تتطلب أدوات حساسة للغاية‪ُ .‬تعرف‬
‫مجموعة المالحظات التي تجري باستخدام اإلشعاع الكهرومغناطيسي أو النيوترينوات أو موجات‬
‫الجاذبية والمعلومات التكميلية األخرى باسم علم الفلك متعدد الرسل‪.‬‬

‫علم القياسات الفلكية والميكانيكا السماوية‬

‫المقاالت الرئيسة ‪:‬علم القياسات الفلكية والميكانيكا السماوية‬

‫علم القياسات الفلكية يع ّد واحدًا من أقدم مجاالت علم الفلك وباقي العلوم‪ ،‬وهو يهتم بقياس المواقع‬
‫السماوية‪ .‬وكان من المهم معرفة موقع الشمس والقمر والكواكب والنجوم بدقة عبر التاريخ‪ ،‬وخاصة في‬
‫المالحة السماوية( استخدام األجرام السماوية لتوجيه المالحة) وفي صنع التقاويم ‪.‬‬

‫وأدى القياس الدقيق لمواقع الكواكب إلى فهم اضطرابات الجاذبية‪ ،‬باإلضافة إلى القدرة على تحديد‬
‫المواقع الحالية والماضية للكواكب بدقة أكثر‪ .‬ويعرف هذا المجال باسم الميكانيكة السماوية ‪.‬وسيساعد‬
‫تعقب األجرام المجاورة لكوكب األرض في التنبؤ باللقاءات واالصطدامات المحتملة مع كوكب األرض‪.‬‬

‫ويقدم قياس تزيح النجوم القريبة أساس سلم المسافات الكونية الذي يستخدم لقياس حجم الكون‪ .‬كما يقدم‬
‫قياس تزيح النجوم القريبة األساس المطلق لخصائص النجوم البعيدة‪ ،‬ألنه يمكن مقارنة تلك الخصائص‪.‬‬
‫يوضح قياس السرعة الشعاعية والحركة الخاصة المناسبة للنجوم لعلماء الفلك برسم حركة هذه األنظمة‬
‫عبر مجرة درب التبانة ‪.‬كما تستخدم نتائج القياسات الفلكية لقياس توزيع المادة المظلمة داخل‬
‫المجرة‪.‬وخالل التسعينيات‪ ،‬استخدمت تقنية القياس الفلكي لقياس تمايل النجوم لكشف الكواكب الكبيرة‬
‫خارج المجموعة الشمسية والتي تدور حول النجوم القريبة‪.‬‬
‫علم الفلك النظري‬
‫المقالة الرئيسة ‪:‬علم الفلك النظري‬
‫جزء من سلسلة مقاالت حول‬
‫التخليق النووي‬

‫يستخدم علماء الفلك النظري العديد من األدوات بما في ذلك النماذج التحليلية والتحليل العددي الحسابي ‪.‬‬
‫لكل منها مزاياها الخاصة‪ .‬تعتبر النماذج التحليلية ألي عملية مفيدا إلعطاء نظرة أوسع على جوهر ما‬
‫يحدث‪ .‬تكشف النماذج العددية عن وجود ظواهر وتأثيرات ال يمكن مالحظتها‪.‬‬

‫يسعى المنظرون في علم الفلك إلى إنشاء نماذج نظرية وبذلك يتنبأون بالنتائج الرصدية لتلك النماذج‪.‬‬
‫تسمح مراقبة الظاهرة التي تنبأ بها النموذج لعلماء الفلك باالختيار بين عدة نماذج بديلة أو متضاربة‬
‫باعتبارها أفضل نموذج قادر على وصف الظاهرة ‪.‬‬

‫يحاول المنظرون أيضًا إنشاء نماذج أو تعديلها لمراعاة البيانات الجديدة‪ .‬في حالة وجود تناقض بين‬
‫البيانات ونتائج النموذج‪ ،‬يكون االتجاه العام هو محاولة إجراء تعديالت قليلة على النموذج بحيث ينتج‬
‫عنه نتائج تتناسب مع البيانات‪ .‬في بعض الحاالت‪ ،‬قد تؤدي كمية كبيرة من البيانات غير المتسقة بمرور‬
‫الوقت إلى التخلي التام عن النموذج ‪.‬‬

‫تشمل الظواهر التي صاغها علماء الفلك النظريون ‪:‬الديناميكا النجمية وتطور النجوم؛ تشكيل المجرات‬
‫توزيع المادة على نطاق واسع في الكون؛ أصل األشعة الكونية؛ النسبية العامة وعلم الكون الفيزيائي‪ ،‬بما‬
‫في ذلك علم الكون الخيطي وفيزياء الجسيمات الفلكية ‪.‬تعمل الفيزياء الفلكية بجانب النسبية كأداة لقياس‬
‫خصائص الهياكل واسعة النطاق التي تلعب فيها الجاذبية دورًا مه ًما في الظواهر الفيزيائية التي أُج َ‬
‫ري‬
‫التحقيق فيها وكأساس لفيزياء الثقوب السوداء ودراسة الموجات الثقالية ‪.‬‬

‫بعض النظريات والنماذج المقبولة على نطاق واسع في علم الفلك والمضمنة اآلن في نموذج المبدا‪-‬سي‬
‫دي إم هي االنفجار العظيم‪ ،‬والمادة المظلمة والنظريات األساسية‬

‫إن األمم والشعوب على مر العصور التاريخية الموغلة في عمق الوعي الجمعي البشري‪ ،‬التزال في‬
‫قبضة االنسياق للماضي والثقافة المتوارثة التي تنساب إلى بنيتها الذهنية من أعماق التاريخ بشكل تلقائي‬
‫وحتمي‪ ،‬فسماع أصوات األفكار ليست تصورات مجردة‪ ،‬بل هي روح الفكر البشري وآليات أنماطه‬
‫الفكرية القائمة على تتبع أحداث التاريخ وتحوالت الحضارات‪.‬‬

‫يقول الفيلسوف «كارل بوب»‪ :‬إن أسوأ ما يفعله اإلنسان هو الخضوع لمجرى التاريخ‪ ،‬ولكن الفكر‬
‫البشري استطاع تغيير مسارات التاريخ‪ ،‬وتطوير الحضارات‪ ،‬وتحويل األفكار الفلسفية إلى واقع الحياة‪.‬‬

‫إن تاريخ األفكار أحد الفروع العلمية التي تبحث في تاريخ الفكر البشري والتغير أو الثبات الذي يطرأ‬
‫عليه‪ ،‬ويعرف بالتاريخ الثقافي للبناء الفكري البشري‪ ،‬وثمة صلة بين التاريخ الفكري وتاريخ الفلسفة‬
‫حيث يؤكد هذا العلم على أن األفكار ال تتطور بمعزل عن األفراد‪ ،‬فيمكن قراءة النص في إطار سياقه‬
‫الزمني واللحظة المعرفية المتمثلة في المكان‪ .‬ومن علم األفكار انبثق مفهوم المف ّكر‪ ،‬وهو شخص ما‬
‫معني من الناحية المهنية باألفكار ودراستها‪ .‬ونتساءل ‪:‬هل هناك فرق بين الماضي الغائب والخبر‬
‫الحاضر؟ وهل المعلوم من التاريخ هو غير الواقع في المنظور السرمدي؟‬

‫يؤكد المفكر عبدهللا العروي تناقض كل ذلك بقوله «إن األزلي هو التجربة الذهنية‪ ،‬تجربة اإلنسان‬
‫التاريخية بما هو تاريخي وهذه الصفة ملتصقة باإلنسان مادام هو فاعالً في األحداث‪ ،‬مادام يخطط بقصد‪،‬‬
‫ما لم يغادر التاريخ لوطن آخر»‪ ،‬ومما ال شك فيه أن علم األفكار يقدم لنا خالصة تفكير اآلخرين‬
‫وتجاربهم وسديم صدى األحداث الماضية‪ ،‬وجدلية العقول في النزوح نحو تناقضات الوضع التاريخي‬
‫واإلنساني‪ ،‬وبناء عوالم قد تكون منسجمة ومتناقضة في آن واحد‪.‬‬

‫الجدير بالذكر أن علم األفكار أُختلف في معرفة نشأته ولم يبرز على السطح بقوة إال في عام ‪ 1882‬حيث‬
‫اعتلى (فيلهم دلتاي) كرسي هيجل العلمي‪ ،‬وخاض معارك فكرية إليضاح أن اإلنسان كائن تاريخي يفهم‬
‫نفسه من خالل الماضي وتجارب اآلخرين‪ ،‬ويشدد على أن فشل العلوم االجتماعية يعود إلى أنها لم تقم‬
‫على تحليل الوعي اإلنساني‪ ،‬وهذا ما يؤكده علماء النفس منذ ربع قرن مضت بأن السلوك البشري يوجّه‬
‫أساسا ً عن طريق األفكار الواعية‪ ،‬بمعنى أن اإلنسان ال ي ّكون أفكاره‪ ،‬وآراه بشكل آني وإنما هي ذات‬
‫جاهزية في الالوعي‪ ،‬واستطاع علم األفكار أن يتجرد من اإليدولوجية الثائرة‪.‬‬

‫في الفكر نحو التحليل المذهبي لألفكار بصيغة فلسفية الستخراج مكامن اللغة والتاريخ كما فعل كانط‬
‫وديكارت‪ ،‬ومؤخراً اعتمد علم األفكار على قراءة النصوص قراءة علمية معرفية شاملة تجمع ما بين‬
‫التحليل والتساؤل التاريخي‪.‬‬

‫ومن بين جموح وتشتت العلوم في النصف األول من القرن العشرين‪ ،‬جاء اإلسالم داعيا ً الى إعمال الفكر‬
‫البشري بدالالته وصوره المتعددة‪( :‬التأمل‪ ،‬النظر‪ ،‬االستدالل‪ ،‬االجتهاد‪)...‬؛ ليؤكد أن دائرة التفكر واسعة‬
‫تشمل كل ما يدخل في قوتنا اإلدراكية قال تعالى (إن في ذلك آليات لقوم يتفكرون) وهدفه السامي في‬
‫دعوة أفراده إلى عدم التخلف عن الركب البشري والتقدم الحضاري‪ ،‬ويذكر التاريخ أن العلماء المسلمين‬
‫األوائل حولوا بوصلة البحث العلمي من الجانب التجريدي إلى التطبيقي من خالل المالحظة والرصد‬
‫واالستقصاء؛ لخلق مجال رحب للفكر البشري‪.‬‬

‫وفي واقعنا المعاصر الحديث تتجلى الرؤية العقلية للفكر البشري العربي في قول العالمة الراحل محمد‬
‫عابد الجابري في كتابه (تكوين العقل العربي)‪« :‬إن العقل العربي يفكر بطريقة معيارية‪ ،‬أي أنه يختزل‬
‫األشياء في قيمتها فتضيق وال يبقى لها مجاالً للتحليل أو بعد النظر» فغاية األمر وفحواه في إدراك العقل‬
‫البشري لمفهوم البحث والتحقق بعيداً عن وهم المعرفة‪ ،‬والتعرف على المتماثالت والعالقات المتبادلة في‬
‫المجتمعات البشرية وتحسين الرؤية العقلية في دواخلنا‪.‬‬

You might also like