Professional Documents
Culture Documents
إعداد الطالبة
إسراء عبد العظيم أحمد إبراهيم
ع ْل ُم الفَلَك هو علم طبيعي يدرس الظواهر الفلكية واألجرام السماوية .يستخدم علم الفلك الرياضيات
والفيزياء والكيمياء لشرح أصل وتطور تلك الظواهر واألجرام .تشمل األجرام المثيرة لالهتمام الكواكب
واألقمار والنجوم والسدم والمجرات والمذنبات .وتشمل الظواهر ذات الصلة انفجارات المستعر األعظم،
انفجارات أشعة جاما ،والنجوم الزائفة ،والنجوم الزائفة المتوهجة ،والنجوم النابضة ،وإشعاع الخلفية
الكونية الميكروي .بشكل عام ،يدرس علم الفلك كل ما ينشأ خارج الغالف الجوي لألرض .علم الكون هو
فرع من فروع علم الفلك .يدرس الفضاء الكوني ككل.علم الفلك من أقدم العلوم الطبيعية ،وقد قدمت
الحضارات المبكرة في التاريخ المسجل مالحظات منهجية لسماء الليل .ومن هؤالء البابليون واليونانيون
والهنود والمصريون والصينيون والمايا والعديد من الشعوب األصلية في األمريكتين .في الماضي ،كان
علم الفلك يتضمن تخصصات متنوعة مثل علم القياسات الفلكية ،والمالحة الفلكية ،وعلم الفلك الرصدي،
وصنع التقويمات .في الوقت الحاضر ،غالبًا ما يُعد علم الفلك االحترافي مرادفًا لعلم الفيزياء الفلكية.ينقسم
علم الفلك الحالي إلى فرعين علم الفلك النظري وعلم الفلك الرصدي .يركز علم الفلك الرصدي على
الحصول على البيانات من مالحظات األجرام الفلكية .ثم يجري تحليل هذه البيانات باستخدام المبادئ
األساسية لعلم الفيزياء .علم الفلك النظري موجه نحو تطوير نماذج حاسوبية أو تحليلية لوصف الظواهر
واألجرام الفلكية .هذان المجاالن يكمالن بعضهما البعض .يسعى علم الفلك النظري إلى شرح نتائج
الرصد وتستخدم المالحظات المرصودة لتأكيد النتائج النظرية.ساهم الفلكيون الهواة في العديد من
االكتشافات المهمة ،حيث يع ّد علم الفلك من العلوم القليلة التي يمكن للهواة أن يلعبوا فيها دورًا ها ًما،
وخاصة في اكتشاف ورصد الظواهر العابرة.أعلنت األمم المتحدة عام 2009لتصبح السنة الدولية لعلم
الفلك) ، (IYA2009وهي تهدف إلى التأكيد على الوعي الجماهيري والتعامل مع علم الفلك.
في العربية ،ال ِع ْل ُم هو المعرفة وهو نقيض الجهل ،والفَلَك هو مدار النجوم ،وجمعها أَفالك ،وجمعها
الفيروز أبادي في محيطه على فُلُك أيضا ً وجاء في المعجم الوسيط أن الفَلَك هو المدار الذي يسبح فيه
الجرم السماوي وبأن علم الفلك هو علم يُبحث فيه عن األجرام العلوية وأحوالها وبأن الفلكي هو ال ُمشت ِغل
بهذا العلم.ويُسمى علم الفلك( باإلنجليزية) : Astronomyوهي مكونة من مقطعين ،البادئة Astro-
وتعني نجم أو سماء أو فلكي
والالحقة onomy-التي تعني مجموعة القواعد أو القوانين الناظمة للمعرفة في أحد حقول المعارف
البشرية .
ويُسمى علم الفلك( باليونانية) : ἀστρονομίαوهي كلمة مكونة من مقطعينἀστρο ،وتعني نجم
و νόμοςوتعني قانون ،فيصبح معنى الكلمة الحرفي «قانون النجوم» .ال ينبغي الخلط بين علم الفلك
وعلم التنجيم ،والتنجيم هو االدعاء أن الشؤون البشرية مرتبطة بمواقع األجرام السماوية.
على الرغم من أن الحقلين يشتركان في أصل مشترك ،إال أنهما اآلن مختلفان تما ًما
علم الفلك» و«الفيزياء الفلكية »كلمتان مترادفتان .استنادًا إلى تعريفات القاموس الدقيقة ،يشير مصطلح
«علم الفلك» إلى «دراسة األجرام والمواد خارج الغالف الجوي لألرض ودراسة خصائصها الفيزيائية
والكيميائية» ،بينما تشير «الفيزياء الفلكية» إلى فرع علم الفلك الذي يتعامل مع «السلوك ،والخصائص
الفيزيائية والعمليات الديناميكية لألجرام والظواهر السماوية» .في بعض الحاالت ،كما هو الحال في
مقدمة الكتاب المدرسي التمهيدي «الكون الفيزيائي» بقلم فرانك شو ،يمكن استخدام «علم الفلك» لوصف
الدراسة النوعية للموضوع ،بينما يمكن استخدام «الفيزياء الفلكية» لوصف النسخة الموجهة نحو الشرح
الفيزيائي للموضوع .ومع ذلك ،نظرًا ألن معظم األبحاث الفلكية الحديثة تتعامل مع الموضوعات المتعلقة
بالفيزياء ،يمكن أن يُطلق على علم الفلك الحديث في الواقع اسم الفيزياء الفلكية .بعض المجاالت ،مثل
علم القياسات الفلكية ،هي مجرد علم فلك أكثر من فيزياء فلكية .قد تستخدم األقسام المختلفة التي يجري
فيها العلماء أبحاثًا حول هذا الموضوع «علم الفلك» و«الفيزياء الفلكية» ،اعتمادًا جزئيًا على ما إذا كان
القسم تابعًا تاريخيًا لقسم الفيزياء ،والعديد من علماء الفلك المحترفين حاصلون على درجات في الفيزياء
بدالً من علم الفلك .تشمل بعض عناوين المجالت العلمية الرائدة في هذا المجال المجلة الفلكية والمجلة
الفيزيائية الفلكية ومجلة علم الفلك والفيزياء الفلكية.
العصور القديمة
في العصور التاريخية المبكرة ،كان علم الفلك يتألف فقط من المراقبة والتنبؤ بحركات األجرام المرئية
بالعين المجردة .في بعض المواقع ،جمعت الثقافات المبكرة قطعًا أثرية ضخمة ربما كان لها بعض
األغراض الفلكية .باإلضافة إلى استخداماتها االحتفالية ،يمكن استخدام هذه المراصد لتحديد فصول
السنة ،وهو عامل مهم في معرفة وقت زراعة المحاصيل وفهم طول العام.قبل اختراع أدوات مثل
التلسكوب ،أجريت دراسة مبكرة للنجوم باستخدام العين المجردة .مع تطور الحضارات ،وعلى األخص
في بالد ما بين النهرين واليونان وبالد فارس والهند والصين ومصر وأمريكا الوسطى ،جمعت المراصد
الفلكية وبدأت األفكار حول طبيعة الكون في التطور .تألف علم الفلك المبكر من رسم خرائط مواقع
النجوم والكواكب ،وهو علم يشار إليه اآلن باسم علم القياسات الفلكية .من هذه المالحظات ،شكلت أفكار
مبكرة حول حركات الكواكب ،واستكشفت طبيعة الشمس والقمر واألرض في الكون بطريقة فلسفية .كان
يعتقد أن األرض هي مركز الكون حيث تدور حولها الشمس والقمر والنجوم .يُعرف هذا بنموذج مركزية
األرض للكون ،أو النموذج البطلمي ،الذي سمي على اسم بطليموس.كان التطور المبكر المهم بشكل
خاص هو بداية علم الفلك الرياضي والعلمي ،والذي بدأ بين البابليين ،الذين وضعوا أسس التقاليد الفلكية
الالحقة التي تطورت في العديد من الحضارات األخرى .اكتشف البابليون أن خسوف القمر يتكرر في
دورة متكررة تعرف باسم دورة ساروس.بعد البابليين ،أحرز تقدم كبير في علم الفلك في اليونان القديمة
والعالم الهلنستي .يتميز علم الفلك اليوناني منذ البداية بالسعي إلى تفسير منطقي وفيزيائي للظواهر
السماوية .في القرن الثالث قبل الميالد ،قدر أرسطرخس الساموسي حجم ومسافة القمر والشمس ،واقترح
نموذجًا للنظام الشمسي حيث تدور األرض والكواكب حول الشمس ،ويسمى اآلن نموذج مركزية
الشمس .في القرن الثاني قبل الميالد ،اكتشف أبرخش البدارية ،وحساب حجم ومسافة القمر ،واخترع أقدم
األجهزة الفلكية المعروفة مثل األسطرالب .أنشأ أبرخش أيضًا فهرسًا شامالً لـ 1020نجمة ،ومعظم
األبراج في نصف الكرة الشمالي مستمدة من علم الفلك اليوناني .كانت آلية أنتيكيثيرا( حوالي 80-150
قبل الميالد) جهاز حاسوب تماثلي مبكر مصمم لحساب موقع الشمس والقمر والكواكب في تاريخ معين.
لم تظهر المصنوعات التكنولوجية ذات التعقيد المماثل حتى القرن الرابع عشر ،عندما ظهرت الساعات
الفلكية الميكانيكية في أوروبا.علم الفلك الصيني له تاريخ طويل ،بد ًءا من عهد أسرة شانغ( العصر
البرونزي الصيني) .عثر على أسماء النجوم الصينية التي صنفت الحقًا في القصور الثمانية والعشرين
على عظام أوراكل المكتشفة في أنيانغ ،والتي يعود تاريخها إلى عهد أسرة شانغ الوسطى .بدأت سجالت
مفصلة للمالحظات الفلكية خالل فترة الدول المتحاربة( القرن الرابع قبل الميالد )وازدهرت من عهد
أسرة هان فصاعدًا .كان علم الفلك الصيني استوائيًا ،حيث كان مرك ًزا على المالحظة الدقيقة للنجوم
المحيطة بالقطب ،واستند إلى مبادئ مختلفة عن تلك السائدة في علم الفلك الغربي التقليدي ،حيث شكل
الشروق النجمي وإعدادات دائرة البروج مسار الشمس األساسي .وصف نيدهام الصينيين القدماء بأنهم
أكثر المراقبين ثباتًا ودقة في كشف الظواهر السماوية في أي مكان في العالم قبل علماء الفلك اإلسالمي
لعصور الوسطى
وأجزاء أخرى من العالم .أدى ذلك إلى ظهور المراصد ازدهر علم الفلك في عصر الحضارة اإلسالمية
.الفلكية األولى في العالم اإلسالمي في أوائل القرن التاسع
مجرة أندروميدا ،أكبر مجرة في في عام ،964وصف عالم الفلك المسلم عبد الرحمن بن عمر الصوفي
الحظ عالم الفلك المصري العربي علي .المجموعة المحلية ،في كتابه صور الكواكب الثمانية واألربعين
،وهو ألمع حدث نجمي من حيث SN 1006المستعر األعظم وعلماء الفلك الصينيون بن رضوان
بعض علماء الفلك المسلمين البارزين (معظمهم من .الحجم الظاهر في التاريخ المسجل ،في عام 1006
الفارسيين والعرب) الذين قدموا مساهمات كبيرة في العلوم وتشمل البتاني ،وثابت بن قرة ،وعبد الرحمن
الصوفي ،والبيروني ،وإبراهيم بن يحيى الزرقالي ،والبيرجندي ،وعلماء الفلك في مرصد المراغة
ضمت .قدم علماء الفلك في ذلك الوقت العديد من األسماء العربية المستخدمة اآلن للنجوم .وسمرقند
(1292-عددًا من علماء الفلك المهمين .قدم ريتشارد من والينجفورد في العصور الوسطى أوروبا
مساهمات كبيرة في علم الفلك وعلم البنكامات ،بما في ذلك اختراع أول ساعة فلكية ،سمحت )1336
بقياس الزوايا بين الكواكب واألجسام الفلكية األخرى ،باإلضافة إلى خط استوائي يسمى أداة المستطيل
«ألبيون» والذي يمكن استخدامه في الحسابات الفلكية مثل خطوط الطول القمرية والشمسية والكواكب
ألول ) (1300–1361وجان بوريدان ) (1320–1382ناقش نيكول أورسمه .ويمكن أن يتنبأ بالكسوف
سلف النظرية ( مرة الدليل على دوران األرض ،عالوة على ذلك ،طور بوردان أيضًا نظرية الزخم
التي كانت قادرة على إظهار الكواكب كانت قادرة على الحركة دون )العلمية الحديثة للقصور الذاتي
).حسب الفكر الشائع وقتها( تدخل المالئكة
ما بعد الكالسيكية ،درس علماء الفلك حركة النجوم ربما احتوت على مراصد فلكية .في غرب أفريقيا
وعالقتها بالفصول ،وصاغوا مخططات للسماء باإلضافة إلى مخططات دقيقة لمدارات الكواكب األخرى
في زخة شهب محمود كعت بنا ًء على حسابات رياضية معقدة .وثق مؤرخ إمبراطورية سونغاي
أغسطس .1583كان األوروبيون يعتقدون سابقًا أنه لم تكن هناك مراقبة فلكية في أفريقيا جنوب
خالل العصور الوسطى ما قبل االستعمار ،لكن االكتشافات الحديثة تظهر خالف ذلك.ألكثر الصحراء
،قدمت )إلى عصر التنوير من ستة قرون (من انتعاش التعلم القديم خالل أواخر العصور الوسطى
المزيد من الدعم المالي واالجتماعي لدراسة علم الفلك أكثر من جميع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية
المؤسسات األخرى على األرجح .من بين دوافع الكنيسة تحديد موعد عيد الفصح
علم الفلك الرصدي
المصدر الرئيسي للمعلومات حول األجرام السماوية واألجسام األخرى هو الضوء المرئي ،أو بشكل عام
اإلشعاع الكهرومغناطيسي.
يمكن تصنيف علم الفلك الرصدي وفقًا للمنطقة المقابلة من الطيف الكهرومغناطيسي التي تُجرى
المالحظات عليها .يمكن مالحظة بعض أجزاء الطيف من سطح األرض ،بينما يمكن مالحظة أجزاء
أخرى فقط من ارتفاعات عالية أو خارج الغالف الجوي لألرض .فيما يلي معلومات محددة عن هذه
الحقول الفرعية.
يدرس علم الفلك الراديوي اإلشعاع ذات طول موجي أكبر من ملليمتر واحد تقريبا ،خارج النطاق
المرئي.
ويختلف علم الفلك الراديوي عن معظم أنواع علم الفلك الرصدي األخرى ،حيث أنه يمكن التعامل مع
الموجات الرادوية باعتبارها موجات بدالً من اعتبارها فوتونات منفصلة وبالتالي ،يعد من السهل نسبيًا
قياس اتساع وطور الموجات الراديوية ،بينما ال يمكن القيام بذلك مع الموجات ذات طول موجي
أقصر.وعلى الرغم من إنتاج بعض الموجات الراديوية في شكل إشعاع حراري من قبل األجسام الفلكية،
تأخذ معظم االنبعاثات الرادوية التي شوهدت من كوكب األرض على شكل إشعاع سنكروتروني ،والذي
ينتج عندما يتأرجح اإللكترون حول المجاالت المغناطيسية .وباإلضافة إلى ذلك ،تنتج غازات بين
النجوم عدد من الخطوط الطيفية ،وال سيما الخط الطيفي لذرة الهيدروجين والذي يبلغ طوله 21سم،
ويمكن مشاهدة تلك الخطوط عند الموجات الراديوية.ويمكن مشاهدة مجموعة متنوعة من األجسام ذات
األطوال الموجية الرادوية ،بما في ذلك المستعر األعظم ،والغاز بين النجمي ،والنجوم النابضة ،والنوى
المجرية النشطة.
علم فلك األشعة تحت الحمراء
تأسس علم فلك األشعة تحت الحمراء الكتشاف وتحليل األشعة تحت الحمراء واألطوال الموجية األطول
من الضوء األحمر وخارج نطاق رؤيتنا .يعتبر طيف األشعة تحت الحمراء مفيدًا لدراسة األجسام الباردة
جدًا بحيث ال تشع الضوء المرئي ،مثل الكواكب أو األقراص النجمية أو السدم التي يحجب الغبار
ضوئها .يمكن لألطوال الموجية الطويلة لألشعة تحت الحمراء أن تخترق السحابات الجزيئية التي تحجب
الضوء المرئي ،مما يسمح بمالحظة النجوم الفتية المدمجة في السحب الجزيئية .كانت المالحظات من
مستكشف األشعة تحت الحمراء عريض المجال ) (WISEفعالة بشكل خاص في الكشف عن العديد من
النجوم األولية في المجرة والعناقيد النجمية.
باستثناء األطوال الموجية لألشعة تحت الحمراء القريبة من الضوء المرئي ،يمتص الغالف الجوي هذا
ً
انبعاثا كبيرً ا لألشعة تحت الحمراء. اإلشعاع بشدة ،أو يتم إخفاؤه ،حيث ينتج الغالف الجوي نفسه
وبالتالي ،يجب أن توجد مراصد األشعة تحت الحمراء في أماكن مرتفعة وجافة على األرض أو في
الفضاء .تشع بعض الجزيئات بقوة في األشعة تحت الحمراء .هذا يسمح بدراسة كيمياء الفضاء .بشكل
ً
تحديدا يمكنه من اكتشاف الماء في المذنبات. أكثر
يع ّد علم الفلك البصري من أقدم أنواع الفلك في التاريخ ،وهو يسمى أيضا بفلك الضوء المرئي .ورسمت
الصور البصرية باليد في األصل .وفي أواخر القرن التاسع عشر ومعظم القرن العشرين ،كانت الصور
تصنع باستخدام معدات التصوير .وتصنع الصور الحديثة باستخدام كاشفات رقمية ،وال سيما الكاشفات
التي تستخدم جهاز مزدوج الشحنة .وعلى الرغم من أن الضوء المرئي يمتد من حوالي 400إلى 700
نانومتر،
تستخدم نفس المعدات التي توظف تلك األطوال الموجية لمراقبة بعض اإلشعاعات القريبة من األشعة
فوق البنفسجية واألشعة تحت الحمراء .
علم فلك األشعة فوق البنفسجية
يستخدم علم فلك األشعة فوق البنفسجية أطوال موجات فوق بنفسجية تتراوح بين 100و3200
أنغستروم (10إلى 320نانومتر).
يمتص الغالف الجوي لألرض الضوء عند تلك األطوال الموجية ،مما يتطلب إجراء عمليات رصد عند
هذه األطوال الموجية من الغالف الجوي العلوي أو من الفضاء .علم فلك األشعة فوق البنفسجية هو
األنسب لدراسة اإلشعاع الحراري وخطوط االنبعاث الطيفي من النجوم الزرقاء الساخنة( نجوم )OB
جدا في نطاق الموجة هذا .وهذا يشمل النجوم الزرقاء في المجرات األخرى ،والتيالتي تكون ساطعة ً
كانت أهدا ًفا للعديد من المسوحات فوق البنفسجية .األجسام األخرى التي يجري مالحظتها بشكل شائع
في الضوء فوق البنفسجي تشمل السدم الكوكبية ،وبقايا المستعر األعظم ،ونوى المجرات النشطة .ومع
ذلك ،نظرً ا ألن الغبار البينجمي
يمتص الضوء فوق البنفسجي بسهولة ،فمن الضروري تعديل قياسات األشعة فوق البنفسجية.
يدرس علم فلك األشعة السينية األجسام الفلكية ذات األطوال الموجية التي تساوي األشعة السينية .تنبعث
األشعة السينية من األجسام مثل اإلشعاعات السنكروترونية( والتي تنتجها اإللكترونات المتأرجحة حول
خطوط المجال المغناطيسي) ،واالنبعاثات الحرارية للغازات الرقيقة (وهي تسمى أشعة االنكباح )التي
تزيد عن 7 (10 10مليون )كلفن ،واالنبعاثات الحرارية للغازات السميكة (وتسمى إشعاعات الجسم
األسود )التي تزيد عن 7 10كلفن.
وحيث أن الغالف الجوي لكوكب األرض يمتص األشعة السينية ،يجب أن ُترصد األشعة السينية من
خالل منطاد مرتفع ً
جدا ،أو صواريخ أو مركبات فضائية .وتشمل مصادر األشعة السينية ثنائيات األشعة
السينية ،والنجوم النابضة ،وبقايا المستعر األعظم ،والمجرات اإلهليجية ،وعناقيد المجرات ،والنوى
المجرية النشطة.
علم فلك أشعة غاما
يهتم علم فلك أشعة غاما بدراسة األجسام الفلكية ذات األطياف الكهرومغناطيسية التي لديها أقصر أطوال
موجية .يمكن رصد أشعة غاما مباشرةً بواسطة األقمار الصناعية مثل مرصد كومبتون ألشعة غاما أو
بواسطة تلسكوب متخصص يسمى تلسكوب شيرينكوف للغالف الجوي.
ال ترصد تلسكوبات شيرينكوف أشعة غاما ،ولكنها ترصد ومضات من الضوء المرئي ناتج عن
امتصاص الغالف الجوي لألرض أشعة غاما.وتعد معظم مصادر إصدار أشعة غاما انفجارات نجمية
ينتج منها انفجار أشعة غاما ،وهي أجسام ال تصدر إال أشعة غاما لمدة تتراوح من ملي ثانية إلى آالف
الثواني قبل أن تختفي .وتصدر %10فقط من مصادر أشعة غاما تلك اإلشعاعات لفترة طويلة .تشمل
هذه الباعثات الثابتة ألشعة غاما النجوم النابضة ،والنجوم النيوترونية ،ومرشحي الثقوب السوداء مثل
النوى المجرية النشطة.
باإلضافة إلى اإلشعاع الكهرومغناطيسي ،يمكن مالحظة بعض األحداث األخرى التي تنشأ من مسافات
بعيدة من األرض .
في علم فلك النيوترينو ،يستخدم علماء الفلك منشآت تحت األرض محمية بشدة مثل SAGE
و GALLEXو Kamioka II/IIIالكتشاف النيوترينوات .تأتي الغالبية العظمى من النيوترينوات
المتدفقة عبر األرض من الشمس ،ولكن اكتشف 24نيوترينو أيضًا من مستعر أعظم A.1987
األشعة الكونية ،والتي تتكون من جسيمات عالية الطاقة (نوى ذرية) يمكن أن تتحلل أو تمتص عندما
تدخل الغالف الجوي لألرض ،ينتج عنها سلسلة من الجسيمات الثانوية التي يمكن أن تكتشفها المراصد
الحالية .قد تكون بعض أجهزة الكشف عن النيوترينو المستقبلية أيضًا حساسة للجسيمات التي تنتج عندما
تضرب األشعة الكونية الغالف الجوي لألرض.علم فلك الموجات الثقالية هو مجال ناشئ في علم الفلك
يستخدم كاشفات الموجات الثقالية لجمع بيانات الرصد حول األجسام الضخمة البعيدة .أُنشِ َئ عد ٌد قليل
من المراصد ،مثل مرصد الجاذبية بالليزر LIGO.قام ليغو بأول اكتشاف له في 14سبتمبر ،2015
حيث رصد الموجات الثقالية من ثقب أسود ثنائي .اكتشفت موجة ثقالية ثانية في 26ديسمبر 2015
ويجب أن تستمر المالحظات اإلضافية لكن الموجات الثقالية تتطلب أدوات حساسة للغايةُ .تعرف
مجموعة المالحظات التي تجري باستخدام اإلشعاع الكهرومغناطيسي أو النيوترينوات أو موجات
الجاذبية والمعلومات التكميلية األخرى باسم علم الفلك متعدد الرسل.
علم القياسات الفلكية يع ّد واحدًا من أقدم مجاالت علم الفلك وباقي العلوم ،وهو يهتم بقياس المواقع
السماوية .وكان من المهم معرفة موقع الشمس والقمر والكواكب والنجوم بدقة عبر التاريخ ،وخاصة في
المالحة السماوية( استخدام األجرام السماوية لتوجيه المالحة) وفي صنع التقاويم .
وأدى القياس الدقيق لمواقع الكواكب إلى فهم اضطرابات الجاذبية ،باإلضافة إلى القدرة على تحديد
المواقع الحالية والماضية للكواكب بدقة أكثر .ويعرف هذا المجال باسم الميكانيكة السماوية .وسيساعد
تعقب األجرام المجاورة لكوكب األرض في التنبؤ باللقاءات واالصطدامات المحتملة مع كوكب األرض.
ويقدم قياس تزيح النجوم القريبة أساس سلم المسافات الكونية الذي يستخدم لقياس حجم الكون .كما يقدم
قياس تزيح النجوم القريبة األساس المطلق لخصائص النجوم البعيدة ،ألنه يمكن مقارنة تلك الخصائص.
يوضح قياس السرعة الشعاعية والحركة الخاصة المناسبة للنجوم لعلماء الفلك برسم حركة هذه األنظمة
عبر مجرة درب التبانة .كما تستخدم نتائج القياسات الفلكية لقياس توزيع المادة المظلمة داخل
المجرة.وخالل التسعينيات ،استخدمت تقنية القياس الفلكي لقياس تمايل النجوم لكشف الكواكب الكبيرة
خارج المجموعة الشمسية والتي تدور حول النجوم القريبة.
علم الفلك النظري
المقالة الرئيسة :علم الفلك النظري
جزء من سلسلة مقاالت حول
التخليق النووي
يستخدم علماء الفلك النظري العديد من األدوات بما في ذلك النماذج التحليلية والتحليل العددي الحسابي .
لكل منها مزاياها الخاصة .تعتبر النماذج التحليلية ألي عملية مفيدا إلعطاء نظرة أوسع على جوهر ما
يحدث .تكشف النماذج العددية عن وجود ظواهر وتأثيرات ال يمكن مالحظتها.
يسعى المنظرون في علم الفلك إلى إنشاء نماذج نظرية وبذلك يتنبأون بالنتائج الرصدية لتلك النماذج.
تسمح مراقبة الظاهرة التي تنبأ بها النموذج لعلماء الفلك باالختيار بين عدة نماذج بديلة أو متضاربة
باعتبارها أفضل نموذج قادر على وصف الظاهرة .
يحاول المنظرون أيضًا إنشاء نماذج أو تعديلها لمراعاة البيانات الجديدة .في حالة وجود تناقض بين
البيانات ونتائج النموذج ،يكون االتجاه العام هو محاولة إجراء تعديالت قليلة على النموذج بحيث ينتج
عنه نتائج تتناسب مع البيانات .في بعض الحاالت ،قد تؤدي كمية كبيرة من البيانات غير المتسقة بمرور
الوقت إلى التخلي التام عن النموذج .
تشمل الظواهر التي صاغها علماء الفلك النظريون :الديناميكا النجمية وتطور النجوم؛ تشكيل المجرات
توزيع المادة على نطاق واسع في الكون؛ أصل األشعة الكونية؛ النسبية العامة وعلم الكون الفيزيائي ،بما
في ذلك علم الكون الخيطي وفيزياء الجسيمات الفلكية .تعمل الفيزياء الفلكية بجانب النسبية كأداة لقياس
خصائص الهياكل واسعة النطاق التي تلعب فيها الجاذبية دورًا مه ًما في الظواهر الفيزيائية التي أُج َ
ري
التحقيق فيها وكأساس لفيزياء الثقوب السوداء ودراسة الموجات الثقالية .
بعض النظريات والنماذج المقبولة على نطاق واسع في علم الفلك والمضمنة اآلن في نموذج المبدا-سي
دي إم هي االنفجار العظيم ،والمادة المظلمة والنظريات األساسية
إن األمم والشعوب على مر العصور التاريخية الموغلة في عمق الوعي الجمعي البشري ،التزال في
قبضة االنسياق للماضي والثقافة المتوارثة التي تنساب إلى بنيتها الذهنية من أعماق التاريخ بشكل تلقائي
وحتمي ،فسماع أصوات األفكار ليست تصورات مجردة ،بل هي روح الفكر البشري وآليات أنماطه
الفكرية القائمة على تتبع أحداث التاريخ وتحوالت الحضارات.
يقول الفيلسوف «كارل بوب» :إن أسوأ ما يفعله اإلنسان هو الخضوع لمجرى التاريخ ،ولكن الفكر
البشري استطاع تغيير مسارات التاريخ ،وتطوير الحضارات ،وتحويل األفكار الفلسفية إلى واقع الحياة.
إن تاريخ األفكار أحد الفروع العلمية التي تبحث في تاريخ الفكر البشري والتغير أو الثبات الذي يطرأ
عليه ،ويعرف بالتاريخ الثقافي للبناء الفكري البشري ،وثمة صلة بين التاريخ الفكري وتاريخ الفلسفة
حيث يؤكد هذا العلم على أن األفكار ال تتطور بمعزل عن األفراد ،فيمكن قراءة النص في إطار سياقه
الزمني واللحظة المعرفية المتمثلة في المكان .ومن علم األفكار انبثق مفهوم المف ّكر ،وهو شخص ما
معني من الناحية المهنية باألفكار ودراستها .ونتساءل :هل هناك فرق بين الماضي الغائب والخبر
الحاضر؟ وهل المعلوم من التاريخ هو غير الواقع في المنظور السرمدي؟
يؤكد المفكر عبدهللا العروي تناقض كل ذلك بقوله «إن األزلي هو التجربة الذهنية ،تجربة اإلنسان
التاريخية بما هو تاريخي وهذه الصفة ملتصقة باإلنسان مادام هو فاعالً في األحداث ،مادام يخطط بقصد،
ما لم يغادر التاريخ لوطن آخر» ،ومما ال شك فيه أن علم األفكار يقدم لنا خالصة تفكير اآلخرين
وتجاربهم وسديم صدى األحداث الماضية ،وجدلية العقول في النزوح نحو تناقضات الوضع التاريخي
واإلنساني ،وبناء عوالم قد تكون منسجمة ومتناقضة في آن واحد.
الجدير بالذكر أن علم األفكار أُختلف في معرفة نشأته ولم يبرز على السطح بقوة إال في عام 1882حيث
اعتلى (فيلهم دلتاي) كرسي هيجل العلمي ،وخاض معارك فكرية إليضاح أن اإلنسان كائن تاريخي يفهم
نفسه من خالل الماضي وتجارب اآلخرين ،ويشدد على أن فشل العلوم االجتماعية يعود إلى أنها لم تقم
على تحليل الوعي اإلنساني ،وهذا ما يؤكده علماء النفس منذ ربع قرن مضت بأن السلوك البشري يوجّه
أساسا ً عن طريق األفكار الواعية ،بمعنى أن اإلنسان ال ي ّكون أفكاره ،وآراه بشكل آني وإنما هي ذات
جاهزية في الالوعي ،واستطاع علم األفكار أن يتجرد من اإليدولوجية الثائرة.
في الفكر نحو التحليل المذهبي لألفكار بصيغة فلسفية الستخراج مكامن اللغة والتاريخ كما فعل كانط
وديكارت ،ومؤخراً اعتمد علم األفكار على قراءة النصوص قراءة علمية معرفية شاملة تجمع ما بين
التحليل والتساؤل التاريخي.
ومن بين جموح وتشتت العلوم في النصف األول من القرن العشرين ،جاء اإلسالم داعيا ً الى إعمال الفكر
البشري بدالالته وصوره المتعددة( :التأمل ،النظر ،االستدالل ،االجتهاد)...؛ ليؤكد أن دائرة التفكر واسعة
تشمل كل ما يدخل في قوتنا اإلدراكية قال تعالى (إن في ذلك آليات لقوم يتفكرون) وهدفه السامي في
دعوة أفراده إلى عدم التخلف عن الركب البشري والتقدم الحضاري ،ويذكر التاريخ أن العلماء المسلمين
األوائل حولوا بوصلة البحث العلمي من الجانب التجريدي إلى التطبيقي من خالل المالحظة والرصد
واالستقصاء؛ لخلق مجال رحب للفكر البشري.
وفي واقعنا المعاصر الحديث تتجلى الرؤية العقلية للفكر البشري العربي في قول العالمة الراحل محمد
عابد الجابري في كتابه (تكوين العقل العربي)« :إن العقل العربي يفكر بطريقة معيارية ،أي أنه يختزل
األشياء في قيمتها فتضيق وال يبقى لها مجاالً للتحليل أو بعد النظر» فغاية األمر وفحواه في إدراك العقل
البشري لمفهوم البحث والتحقق بعيداً عن وهم المعرفة ،والتعرف على المتماثالت والعالقات المتبادلة في
المجتمعات البشرية وتحسين الرؤية العقلية في دواخلنا.