Professional Documents
Culture Documents
بحث مهم لمعرفة العلاقة بين الشركات القابضة والتابعة
بحث مهم لمعرفة العلاقة بين الشركات القابضة والتابعة
9
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة العـدد الثالثون | رجب 1444هـ | فبراير 2023م
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
المقدمة
احلمد هلل رب العاملني ،والصالة والسالم عىل أرشف األنبياء واملرسلني،
وبعد..
فإن األصل أن حيوز اإلنسان تام األهلية السيطرة الكاملة بشأن أمالكه،
من حيث حقوق االستعامل والترصف ،وعند االشرتاك مع الغري يف امللك
تتعارض هذه احلقوق ،وعليه فال تنفذ الترصفات إال عند توافق جمموع
إرادات الرشكاء ،فال يملك أي من الرشكاء أن ينفذ ترصف ًا إال باالتفاق أو
عرب القضاء يف أوضاع مقررة فقه ًا يف مسائل وأبواب الرشكة والقسمة.
ويف حال الرشكات النظامية -وهي النمط املركب من أشكال االشرتاك
يف امللك -نجد أن األمر جرى تنظيمه بحيث يكون القرار يف الترصف
واإلدارة تابع ًا -من حيث األصل -لنسبة امللك ،فاحلالة االفرتاضية هي
توزع القرار بني املالك بحسب نسبهم يف ملكية الرشكة ،فنكون أمام حالة
األصل فيها أن تتحرك الرشكة وفق املصالح املشرتكة للرشكاء ،ومع ذلك
ٍ
وحينئذ قد تتحرك فقد نكون أمام حاالت ال تتوافق فيها مصالح الرشكاء،
الرشكة -عرب إدارهتا -وفق مصالح بعض أفرادها أو بعض الرشكاء فيها.
لذا قرر املنظم حقوق ًا للرشكاء واملسامهني يتمكنون هبا من مواجهة
تلك االحتامالت ،وكل هذا منح الرشكة أحكام ًا خاصة تزيد عىل أحكام
االشرتاك البسيط يف امللك ،ومن أهم تلك األحكام ،فكرة «الذمة املالية
املستقلة» للرشكة ،والغرض الرئيس من توليد هذا احلكم للرشكات
10
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
ثم إن منح الرشكة ذلك االعتبار القانوين اخلاص الذي يميز بينها وبني
مالكها مع عودة مجيع منافعها إليهم ،و َّلد صور ًا خاصة قد يفيض احلال فيها
إىل تفويت املصالح املقصودة من ذلك االعتبار ،أو ترتيب آثار غري مقصودة،
ومن ذلك حاالت السيطرة (القبض) ولذا نجد أن القوانني املعارصة
وضعت تلك احلاالت يف أطر خاصة ،فتنص غالب القوانني عىل شكل من
أشكال الرشكات تسمى «الرشكة القابضة» ( ،)holding companyوتسميها
بعض القوانني «الرشكة األم» ،وتأخذ تلك القوانني حالة السيطرة باعتبار
خاص ،يف العالقة بينها وبني الرشكة «التابعة» أو «الوليدة».
ويف كل األحوال فإن العالقة بني تلك الرشكات إنام تتأثر بالدرجة
األوىل بفكريت (التأثري والسيطرة) و(استقالل الذمة املالية واندماجها)،
وكل هذا ينعكس عىل أحكام التعامالت بني هذه األنواع من الرشكات،
وبذلك فنناقش مسائل التعامالت بينها يف هذا البحث حتت املباحث التالية:
11
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
12
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
13
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
المبحث األول
السيطرة والتأثير في الشركات القابضة والتابعة
والشقيقة
القبض يف حقيقته تعبري عن «السيطرة» ،وهي عبارة عن القدرة التامة
عىل اختاذ القرارات يف كيان قانوين مستقل ،وقد تكون تلك السيطرة من فرد
كترصف املالك يف رشكة الشخص الواحد ،أو ترصف الرشيك يف الرشكة
التي يملك أكثر من نصف أسهمها ،وقد تكون السيطرة من شخصية
اعتبارية كالوقف الذي يملك رشكة أو هو رشيك فيها بنسبة سيطرة ،أو
الرشكة التي متلك رشكة أخرى وهلا السيطرة عليها بسبب امللك أو غريه،
وكل هذه الصور تظهر فيها فكرة سيطرة وقبض كيان عىل كيان آخر ،والذي
نعنيه بقولنا« :القدرة التامة» أي أن قراراهتا ال تتوقف عىل موافقة الغري -وال
يدخل يف ذلك املتطلبات النظامية إلنفاذ الترصفات.-
وهنا نطرح سؤاالً :هل كل حالة من حاالت السيطرة تعد «قبض ًا»
قانوني ًا تُراعى فيه أحكام القبض القانونية ،وهل تؤثر يف أحكام التعامالت
بني تلك الكيانات؟
باالطالع عىل نظام الرشكات السعودي نجد أنه َّ
عرف الرشكة القابضة (((
((( نظام الرشكات ،الصادر باملرسوم امللكي رقم (م )132/وتاريخ 1443/12/01هـ،
املبني عىل قرار جملس الوزراء رقم ( )678وتاريخ 1443/11/29هـ ،ويقابل هذه
املادة من النظام الذي قبله املادة رقم ( )182مع اختالف يف بعض األحكام.
14
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
15
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
من املادة ( )182عىل أنه« :جيب أن يقرتن اسم الرشكة الذي اختذته باإلضافة
إىل نوعها بكلمة (قابضة)» ،وعليه فالظاهر أن املنظم جعل معيار التمييز بني
الرشكة القابضة وغريها هو نية السيطرة عند القدرة عليها ،وجعل عالمة
ذلك النص يف اسم الرشكة عليه ،لكن هل يعني هذا أن الرشكة إذا كانت يف
وضع يسمح هلا بالسيطرة مع عدم استعامهلا أن ذلك ال جيعلها رشكة قابضة
ما دامت ال تنوي السيطرة؟ وأن ذلك يعفيها من النص عىل أهنا قابضة يف
اسمها؟ أما النظام اجلديد فقد نص يف املادة ( )217عىل أن الرشكة تعد
قابضة يف أي من احلاالت التالية:
.1إذا كانت الرشكة القابضة رشيك ًا أو مسامه ًا متتلك حصص ًا أو أسه ًام
يف رأس مال الرشكة التابعة متنحها أغلبية حقوق التصويت.
.2إذا كانت الرشكة القابضة رشيك ًا أو مسامه ًا تسيطر بمفردها عىل
تعيني املدير أو أغلبية أعضاء جملس اإلدارة ،ويكون هلا عزل املدير أو أغلبية
أعضاء املجلس.
.3إذا كانت الرشكة القابضة رشيك ًا أو مسامه ًا تسيطر بمفردها عىل
أغلبية حقوق التصويت ،وذلك بنا ًء عىل اتفاق مع باقي الرشكاء أو املسامهني.
.4إذا كانت الرشكة التابعة تتبع رشكة تابعة للرشكة القابضة.
وبذلك نالحظ الفرق يف معيار اعتبار الرشكة قابضة يف النظام السابق
عنه يف النظام اجلديد ،حيث جعل املعيار موضوعي ًا بقطع النظر عن نية املالك
ولو مل تنص الرشكة عىل أهنا رشكة قابضة ،ويف هذا موافقة ملا نصت عليه
16
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
17
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
ما يتيح هلا االنفراد بتشكيل جملس اإلدارة أو غالبه ،ومن ثم حيازة سلطة
إدارية تامة بالسيطرة عىل جملس اإلدارة.
الثاين :السيطرة بطريق تشكيل جملس اإلدارة ،وقد يتحقق ذلك من
خالل النص يف عقد التأسيس عىل حق القابضة يف تشكيل املجلس ،أو
اختاذ وضع مسيطر فيه ،ويف حال كانت السيطرة حاصلة باتفاق جمموعة
من املسامهني ،سوا ٌء كانوا طبيعيني أو اعتباريني ،فإن هذا ال يعد قبض ًا ذا أثر
من الناحية القانونية ،ومن ناحية أخرى إذا كان ذلك عن أكثر من شخص
اعتباري هم يف حقيقتهم تابعون لشخص اعتباري واحد فإن هذا جيعل من
الرشكة األخرية قابضة لألوىل بطريق غري مبارش ،ومن الصور ذات الصلة
حاالت السيطرة الناشئة عن توزع األصوات األخرى ،حيث قد حيصل
أحد الرشكاء عىل %20من أسهم الرشكة ،إال أنه ينفرد بالقدرة عىل تشكيل
جملس اإلدارة لتوزع األصوات األخرى عىل عدد كبري من املسامهني وعدم
ممارستهم حقهم أو عدم قدرهتم عىل االتفاق ،فإذا كان هذا الرشيك رشكة
مسامهة فإنه يعد قابض ًا للرشكة اململوك فيها.
وبذلك يكون لدينا طريقان لتحقيق السيطرة ،األول هو القدرة عىل
السيطرة بتملك نصف رأس مال الرشكة ،والثاين السيطرة عىل تشكيل
جملس إدارة الرشكة بأي طريق.
ويف حال تولدت السيطرة عن متلك كامل األسهم فلهذه الصورة
أحكام خاصة ،وسنعرب عنها يف هذا البحث بمصطلح «القبض التام» ،يف
حني سنعرب عن الصور األخرى بمصطلح «القبض اجلزئي».
18
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
أما بالنسبة للرشكة الشقيقة فهي الرشكة التي متتلك القدرة عىل التأثري
عىل رشكة أخرى ،من دون حصول سيطرة جتعلها قابضة هلا.
ومن القانونيني من يرى أن املقصود بالشقيقة هي الرشكة التي تكون
اجلمعية العمومية هلا مماثلة للجمعية العمومية لرشكة أخرى ،وليست
إحدامها تابعة لألخرى ،فكل منهام مستقلة عن األخرى وقد يتامثل جملس
اإلدارة فيهام وقد خيتلف((( ،وبذلك فالرشكة الشقيقة غري مسيطرة عىل
شقيقتها بأي وجه ،ومع ذلك فإهنام قد تكونان خاضعتني لسيطرة رشكة
أخرى هي القابضة ،وعليه فقد تتأثر الرشكة الشقيقة بالعالقة مع شقيقتها،
تبع ًا خلضوعهام لسيطرة واحدة ،وهذا مما له أثر عىل التعامالت املالية بينهام
خصوص ًا يف حاالت القبض اجلزئي.
ومع ذلك فاملعترب يف متييز الرشكة الشقيقة عن غريها هو املعنى األول،
تبع ًا ملا أخذت به املعايري الدولية املعتمدة ،وفق ًا ملا سيأيت بيانه يف املبحث
الرابع.
ملخص ما سبق أن الفكرة الرئيسة املميزة للرشكة القابضة تتحدد
بالسيطرة ،وهي غالب ًا تتبع امللك ،وقد تكون ناشئة عن السيطرة عىل جملس
اإلدارة تبع ًا ألسباب ال يستقل هبا امللك كالنص عىل أحكام تولد السيطرة
يف عقد التأسيس أو غريه من األسباب ،وأن الرشكة الشقيقة هي رشكة هلا
القدرة عىل التأثري عىل الرشكة املستثمر فيها من دون أن حتقق السيطرة.
((( ينظر :الرشكة القابضة وعالقتها برشكاهتا التابعة ،د .حممد حسني إسامعيل ،ص(.)40
19
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
المبحث الثاني
اتصال واندماج الذمم المالية بين الشركات القابضة
والتابعة والشقيقة
يمكن تعريف الذمة املالية بأهنا« :حمل اعتباري يف الشخص تشغله
احلقوق التي عليه»((( ،وعرفها بعض القانونيني بأهنا« :جمموع ما خيص
الشخص من أموال حارضة ومستقبلية»(((.
وللذمة خصائص عديدة ،أمهها فيام يعنينا يف هذا البحث ما ييل(((:
.1أهنا فكرة اعتبارية غري مادية تتصل بشخص صاحبها اتصاالً معنوي ًا.
.2أهنا مرتبطة بالشخصية ،فال شخصية بال ذمة ،وال ذمة بال شخصية،
سوا ٌء كان إنسان ًا أم شخص ًا اعتبار ًيا.
.3ال يكون للشخص إال ذمة واحدة ،وال تكون الذمة إال لشخص
واحد ،ومع ذلك فقد تشرتك الذمم يف حتمل حق واحد كالضامن.
.4أن الغرض الرئيس من الذمة هو يف أن تكون ضامن ًا عام ًا للدائنني،
وبذلك فحقوق الدائنني ال تتعلق بعني مال املدين إنام تتعلق بذمته.
((( املدخل إىل نظرية االلتزام العامة يف الفقه اإلسالمي ،مصطفى الزرقا ،ص(.)201
((( املرجع السابق (ص ،)209و أصول القانون ،د .عبد الرزاق السنهوري ،و د .أمحد أبو
ستيت ،ص(.)17
((( ينظر :املدخل إىل نظرية االلتزام العامة يف الفقه اإلسالمي ،مصطفى الزرقا( ،ص-198
،)213واحلق والذمة ،لعيل اخلفيف ،ص(.)119-108
20
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
.5أن حتميل الذمة ما جيب عىل ذمة أخرى هو يف حقيقته ضم للذمم يف
شأن احلق املعني ،مع بقاء كل ذمة مستقلة يف سائر أحواهلا.
الذمة املالية للرشكات املعارصة:
استقرت األنظمة والقوانني املعارصة عىل اعتبار ذمة مالية لرشكات
األموال ،وهذه الذمة مستقلة عن ذمم مالكها ،ومن ذلك ما نصت عليه
املادة ( )156من نظام الرشكات اجلديد عىل أن الرشكة ذات املسؤولية
املحدودة« :هي رشكة يؤسسها شخص واحد أو أكثر من ذوي الصفة
الطبيعية أو االعتبارية ،وتعد ذمتها مستقلة عن الذمة املالية لكل رشيك
فيها أو املالك هلا ،وتكون الرشكة وحدها مسؤولة عن الديون وااللتزامات
املرتتبة عليها أو الناشئة عن نشاطها ،وال يكون املالك هلا وال الرشيك فيها
مسؤوالً عن هذه الديون وااللتزامات إال بقدر حصته يف رأس املال»((( ،كام
نصت املادة ( )58من النظام عىل أن رشكة املسامهة هي« :رشكة يؤسسها
شخص واحد أو أكثر ،من ذوي الصفة الطبيعية أو االعتبارية ،ويكون رأس
ماهلا مقس ًام إىل أسهم قابلة للتداول ،وتكون الرشكة وحدها مسؤولة عن
الديون وااللتزامات املرتتبة عليها أو الناشئة عن نشاطها ،وتقترص مسؤولية
((( يقابل هذه املادة يف نظام الرشكات الصادر عام 1437هـ املادة ( ،)151وفيها أن
الرشكة ذات املسؤولية املحدودة« :رشكة ال يزيد عدد الرشكاء فيها عىل مخسني رشيكًا،
وتعد ذمتها مستقلة عن الذمة املالية لكل رشيك فيها .وتكون الرشكة وحدها مسؤولة
عن الديون وااللتزامات املرتتبة عليها ،وال يكون املالك هلا أو الرشيك فيها مسؤوالً
عن تلك الديون وااللتزامات».
21
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
املساهم عىل أداء قيمة األسهم التي اكتتب فيها»((( ،وهذا يعني أن احلقوق
الواجبة عىل الرشكة تتعلق بذمتها وال صلة هلا بذمم الرشكاء سوا ٌء كانوا
أشخاص ًا طبيعيني أو شخصيات اعتبارية ،وال يتعارض هذا مع ما سبق أن
قررناه من أنه ال يكون للشخص إال ذمة مالية واحدة وذلك أن املنظم منح
الرشكة ذات املسؤولية املحدودة ورشكة املسامهة شخصي ًة هلا ذمة مستقلة
عن ذمم املالك ،وبذلك فإن للمالك حقوق ًا عىل هذا الرشكة كسائر الدائنني
وفق ًا لألوضاع النظامية املقررة.
فبنا ًء عىل ما سبق يظهر أن مصدر الذمة املالية املستقلة للرشكة هو
القانون ،وعموم نصوص هذه املواد يدخل فيه الرشكة القابضة والرشكة
التابعة والرشكة الشقيقة.
ويرى بعض الباحثني أن للتبعية اإلدارية أثر ًا يف إلغاء استقالل الذمة
املالية للرشكات ،إذ يقرر أن التبعية اإلدارية التامة سبب إللغاء الفصل بني
الذمم املالية ،حيث قرر أن مناط استقالل الذمة املالية للرشكة التابعة عن
الرشكة القابضة هو وجود رشكاء آخرين مع الرشكة القابضة ،وال بد أن
تكون ملكية الرشكاء اآلخرين ملكية حقيقية(((.
((( يقابل هذه املادة يف نظام الرشكات الصادر عام 1437هـ املادة ( )52عىل أن رشكة
املسامهة« :رشكة رأس ماهلا مقسم إىل أسهم متساوية القيمة وقابلة للتداول ،وتكون
الرشكة وحدها مسؤولة عن الديون وااللتزامات املرتتبة عىل ممارسة نشاطها».
((( العالقة بني الرشكة القابضة والرشكة التابعة وأثرها يف الزكاة ،د .عبد اهلل العاييض،
ص(.)36-28
22
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
وقد يقال :إن مناط اعتبار الذمة املالية هو ما سبق أن ذكرناه ،فلو افرتضنا
أن النص القانوين جاء بعكس ذلك مل يكن للرشكة ذمة مالية مستقلة ،ولو
كانت مملوكة لعدد من الرشكاء ،ولو كان الترصف موكوالً لغري املالك ،ويدل
عىل ذلك أن من املقرر فقه ًا أن امللك املشرتك ال يولد ذمة للعني اململوكة،
وأن الويل املترصف برشكة ينحرص ملكها له وللقارص الذي هو ويل عليه ،أن
ذلك ال جيعل ذمة الرشكة يف ضمن ذمته ،كام أن املدير تام احلق يف الترصف
الذي نص عقد التأسيس عىل عدم جواز عزله ال جيعل ذمة الرشكة يف ضمن
ذمته ،وأبلغ من هذا كله رشكة الشخص الواحد رشكة معتربة نظام ًا وهي
رشكة هلا ذمة مستقلة عن ملك صاحبها ،ولو كان هو مديرها.
ومع ذلك فإنا نجد أن املنظم يف النظام السابق (1437هـ) ألزم الرشكة
القابضة بأن تعد يف هناية كل سنة مالية قوائم مالية موحدة ،تشملها وتشمل
الرشكات التابعة هلا وفق املعايري املحاسبية املتعارف عليها (املادة 185من
نظام الرشكات) ،والعمل وفق املعايري املحاسبية يلغي اعتبار انفصال الذمم
بني الرشكتني يف التعامالت بينهام بمقدار األسهم اململوكة للقابضة -كام
سيأيت يف املبحث الرابع من هذا البحث.-
وقد نصت املادة ( )186من نظام الرشكات السابق (1437هـ) عىل
أن «ختضع الرشكة القابضة لألحكام الواردة يف هذا الباب وما ال يتعارض
معها من األحكام املقررة يف النظام وفق ًا لنوع الرشكة الذي اختذته».
ونظام الرشكات اجلديد (1443هـ) مل يتضمن تلك النصوص ،وقد
استغنى عنها بالفقرة ( )2من املادة ( )17والتي نصت عىل أنه «جيب إعداد
23
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
قوائم مالية للرشكة يف هناية كل سنة مالية وفق املعايري املحاسبية املعتمدة يف
اململكة» ،وسيأيت يف املبحث األخري أن املعايري املعتمدة يف اململكة تنص عىل
إصدار قوائم مالية موحدة عىل ما سيأيت تفصيله.
فبنا ًء عىل ذلك فإن الرشكة التابعة تعد مستقلة يف ذمتها ِق َبل الغري ،إال أهنا
فيام يتعلق بالعالقة بينها وبني الرشكة القابضة خاضعة ألحكام خاصة تلغي
اعتبار انفصال الذمم ،وجتعل إدارة الرشكة القابضة يف وضع ال يسمح هلا
باستغالل الوضع املسيطر بام خيل بمصالح األقلية ،وبذلك فإن هذا االعتبار
ال يمنح الغري صالحية العتبار حقوقه يف مواجهة الرشكة التابعة ممتدة إىل
القابضة ،وهذا تابع للمقرر من أن لكل من الرشكتني ذمتها املستقلة فيام
يتعلق بالتعامالت األخرى ،وبذلك فإن الرشكة القابضة ال تُسأل عن ديون
الرشكة التابعة إال يف حدود ما يسأل عنه أي رشيك أو مدير -بحسب
األحوال ،-ومع ذلك فإنا نجد أن القضاء واالجتهاد يف القانون املقارن
قد حاول اخلروج عن هذا األصل يف بعض الصور حيث جعل الرشكة
القابضة مسؤولة عن ديون الرشكة التابعة يف أحوال عديدة ،وقد حاول
االجتهاد املقارن أن يوجد تفسري ًا لألحكام القضائية التي تم فيها حتميل
الرشكة القابضة ديون الرشكة التابعة وذلك وفق نظريات عديدة ويمكن
بالنظر يف تلك النظريات أن نلمح فكرة عدم التسليم باستقالل الرشكة
التابعة عن الرشكة القابضة ،وعليه سنستعرض هذه النظريات ،ونستعرض
24
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
بعض األحكام التي كان القضاء فيها يسعى إىل التعامل مع الرشكتني كام لو
كانا كيان ًا واحد ًا يف مواجهة دائني الرشكة التابعة(((.
النظرية األول :نظرية الظاهر:
تقوم فكرة هذه النظرية عىل أن ظهور الرشكتني التابعة والقابضة بمظهر
الرشكة الواحدة أمام الغري قد يرتب اعتبار الرشكة القابضة مسؤولة عن
ديون الرشكة التابعة يف مواجهة الدائنني الذين تومهوا أن الرشكة القابضة
هي التي أبرمت التعاقدات معهم ،أو أهنا مسؤولة بأي وجه عن االلتزامات
حمل التعاقد ،ومن أسباب نشوء االعتقاد باحتاد الرشكتني لدى املتعاملني
التشابه يف االسم واالتفاق يف املكان واألشخاص العاملني واملمثلني لكلتا
الرشكتني ،بحيث ال يمكن للمتعاملني متييز الفرق بينهام ،وقد صدرت عدة
أحكام قضائية من القضاء الفرنيس اعتامد ًا عىل هذه الفكرة ،وتضمنت إلزام
الرشكة األم بسداد ديون الرشكة الوليدة بنا ًء عىل أن ترصف الرشكة األم
خلق االعتقاد لدى الغري أهنم يقومون بمرشوع واحد ،وكان من األسباب
التي بنيت عليها جمموعة األحكام تلك أن الرشكتني هلام مقر رئييس واحد
((( وجدنا أن اإلشارة إىل أحكام القضاء الفرنيس وتسبيباته يف هذا الباب سيساعد عىل
تصور مربرات التعامل مع الرشكتني كام لو كانا كيان ًا ذا ذمة واحدة ،فنحن ننظر إىل
تلك األحكام بام هي جهد برشي يعالج قضية قانونية موضوعية ،حياول القضا ُء فيها
احلد من اآلثار الضارة -بحسب ما يراها -التي قد تنتج عن العالقة بني الرشكتني
القابضة والتابعة ،كام سنعرض يف هناية كل نظرية املقارنة بينها وبني الفقه اإلسالمي.
كام نشري هنا إىل أن مسمى الرشكة القابضة يف القانون الفرنيس (الرشكة األم) ومسمى
الرشكة التابعة (الرشكة الوليدة).
25
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
ورقم هاتف واحد ،وتوقيع واحد ،إحدامها تتوىل صناعة مادة وتقوم
األخرى بتوزيعها(((.
ونلحظ هنا أن هذا املعنى متحقق كذلك يف الرشكات الشقيقة متى كانتا
تابعتني لرشكة قابضة ،فتتحمل الرشكة القابضة -بنا ًء عىل هذا املعنى-
الديون التي نشأت عن اعتقاد الغري بأن الرشكة الشقيقة الظاهرة هي امللزمة
بالوفاء باحلقوق العقدية عوض ًا عن الرشكة الشقيقة املتعاقد معها.
وقد رأى بعض الرشاح أن هذه النظرية حمل انتقاد ،وذلك أهنا تعود
يف حقيقة احلال إىل وجود خطأ من الرشكة القابضة متثل يف اإلهيام اخلادع،
وحيث إن الرشكة القابضة ال تدخل يف عمليات جتارية مبارشة مع املتعاقدين
فإن ادعاء املتعاملني مع القابضة وجود إهيام بأن العالقة مع القابضة ال يعد
ادعا ًء وجيه ًا(((.
وبكل األحوال فإن وجود هذا اإلهيام بالنسبة للرشكات الشقيقة يعد
أمر ًا وارد ًا ،إال أنه ال ينسب يف كل األحوال للرشكة القابضة ،وعليه فإن
املتعني رد هذه املسألة لألحكام األصلية للضامن (للمسؤولية املدينة) املبنية
عىل وجود خطأ من قبل الرشكة القابضة أو الشقيقة ،ويف حال عدم وجود
اخلطأ فإن الرشكة القابضة تبقى غري مسؤولة عن ديون الرشكة التابعة.
((( ينظر :تبعية الرشكة التابعة للرشكة القابضة يف قانون الرشكات األردين ،ملحمد أمحد
القريش ،ص( .)74-73وينظر كذلك :الرشكة القابضة وعالقتها برشكاهتا التابعة،
ملحمد حسني إسامعيل ،ص( ،)89-88ورشكة اهلولدنغ ،ملاجد مزحيم ،ص(-285
.)286
((( ينظر :رشكة اهلولدنغ ،ملاجد مزحيم ،ص(.)286
26
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
27
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
وقد أصدرت حمكمة ابتدائية فرنسية حك ًام رتبت فيه املسؤولية عىل رشكة
قابضة إنجليزية لعيب خفي يف آلة تم صنعها وبيعها من قبل رشكتها الوليدة
(التابعة) ،بنا ًء عىل أن الرشكة الوليدة عىل الرغم من استقالهلا القانوين إال
أهنا يف حالة خضوع عميل للرشكة األم ،األمر الذي يسمح بوضع واجب
الضامن عليها(((.
ويظهر أن ما قامت به هذه املحكمة هو من باب فكرة (املسؤولية
املفرتضة) وهي املعتربة يف القانون املدين الفرنيس بالنسبة ملسؤولية متويل
الرقابة عن أخطاء من هم حتت رقابته ،كاألب بالنسبة ألخطاء أبنائه القرص.
وبالنظر يف هذا األساس يظهر أنه خمالف لقواعد الضامن يف الفقه
اإلسالمي ،بيان ذلك أن متويل الرقابة ال يعد مسؤوالً عن أخطاء من هم
حتت رقابته إال يف حال تعديه أو تفريطه ،وعليه فإن هذه النظرية ال تتفق
والقواعد الرشعية يف هذا الباب ،وكذلك فإن ديون الرشكة التابعة يف هذه
احلالة ليست -بالرضورة -قائمة عىل أساس التعويض ،بل قد تكون يف كثري
من احلاالت ناشئة عن التزامات عقدية ،وعليه فتعديتها إىل الرشكة القابضة
يف هذه احلالة ال تتفق كذلك وقواعد املسؤولية املدنية.
خالصة القول:
أن االعرتاف القانوين قائم بفكرة استقالل رشكة املسامهة والرشكة ذات
املسؤولية املحدودة ،وأن الرشكة القابضة ليست استثنا ًء من هذا األصل،
((( ينظر :تبعية الرشكة التابعة للرشكة القابضة يف قانون الرشكات األردين ،ملحمد أمحد
القريش ،ص( ،)80ورشكة اهلولدنغ ،ملاجد مزحيم ،ص(.)196-195
28
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
ومع ذلك فإن الواجب عىل الرشكة القابضة إعداد قوائم مالية موحدة مع
رشكاهتا التابعة يف هناية كل سنة مالية ،وهذا يفيض إىل إلغاء اعتبار انفصال
الذمم بني الرشكتني يف التعامالت بينتهام بمقدار األسهم اململوكة للقابضة.
ووفق ًا للقواعد العامة فإن الرشكة القابضة قد تتحمل بعض احلقوق
الواجبة عىل الرشكة التابعة إذا كانت تلك احلقوق ناشئة عن أخطاء القابضة
يف إدارة التابعة ،أما ما ذهب إليه بعض القضاء ورشاح القانون املقارن من
أن الرشكة القابضة مسؤولة عن ديون التابعة وأن إفالس التابعة يمتد إىل
القابضة ،فإن هذا ال يتفق والقواعد العامة للضامن واملسؤولية والتعويض
يف الفقه اإلسالمي.
29
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
المبحث الثالث
أثر السيطرة وأحكام الذمة المالية في أحكام
التعامالت المالية بين الشركات القابضة والتابعة
والشقيقة
كثري ًا ما جتري تعامالت بني الرشكات القابضة والتابعة والشقيقة،
وباالستناد إىل ما سبق قوله يف الصلة والتأثري بني تلك الرشكات وأثره
عىل الذمة املالية هلا ،فإن لكل ذلك آثار ًا عىل أحكام التعامالت املالية بينها،
وسنتناول تلك األحكام بحسب نوع الترصف وفق ًا للمطالب التالية:
تأيت عقود البيع بني الرشكة القابضة والتابعة والشقيقة عىل صور عديدة،
وختتلف األحكام باختالف تلك الصور ،فقد يكون املبيع أسهم إحدى
الرشكتني ،أو قد تكون أصوالً هلا ،وسنتناول تلك الصور يف الفروع التالية:
الفرع األول :بيع أسهم التابعة عىل الرشكة القابضة ،أو بيع أسهم الشقيقة
للشقيقة األخرى:
قد تشرتي الرشكة أسه ًام يف رشكة تصري بموجب هذا الرشاء قابضة
هلا ،وذلك حينام تكون هذه املعاملة هي التي ينتج عنها السيطرة ،وهنا يثور
تساؤل عن أثر هذا الرشاء يف تقييم األسهم حمل الرشاء ،إذ قد تؤدي سيطرة
الرشكة القابضة عىل التابعة إىل انخفاض أو زيادة األسعار بحسب األثر
االستثامري للسيطرة ،وذلك كأن تشرتي رشكة منافسة أو مكملة لنشاطها
30
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
فيرتتب عىل ذلك زيادة التنسيق ،أو اتساع السوق أو التأثري يف املنافسة ،وكل
هذا مما له أثر يف قيمة السهم ،وأثر يف مقدار الربح احلاصل من السيطرة،
ومع ذلك فإن ارتفاع قيمة السهم يف هذه احلالة مل ينتج عن ارتفاع قيمة
موجودات الرشكة (القيمة التارخيية) وال عن ارتفاع القيمة السوقية ،بل هو
متأثر بعنارص أخرى متعلقة باملشرتي ،وهذه املؤثرات اخلاصة ال جيب أن
تؤثر يف التقييم العادل ،كام أن األثر اإلجيايب لعملية البيع سيمتد لألقلية ،بل
إن األمر أبعد من ذلك فلو متت العملية بأقل من سعر السوق ،أو بدون أي
مقابل -يف حال كان ذلك جائز ًا -مل جيز لألقلية االعرتاض عىل ذلك ،ولو
ترتب عىل هذه العملية انخفاض أسهم الرشكة التابعة يف السوق ،وذلك أن
عملية البيع هذه متت بني أطراف أخرى ،وال صلة لألقلية هبذه العملية(((.
الفرع الثاين :بيع أسهم القابضة عىل التابعة:
متنع العديد من األنظمة أن تشرتي الرشكة التابعة بعض أسهم القابضة،
ومن ذلك ما صدر به نظام الرشكات (1443هـ) حيث نصت الفقرة ()1
من املادة ( )218عىل أنه« :ال جيوز للرشكة التابعة امتالك حصص أو أسهم
ال كل ترصف من شأنه نقل ملكية احلصص يف الرشكة القابضة ،ويعد باط ً
واألسهم من الرشكة القابضة إىل الرشكة التابعة» ،وسبب املنع أن ذلك يفيض
إىل الصورية يف رأس مال التابعة ،وذلك بحساب أصول التابعة مرتني ،مرة
بصفتها أصوالً مملوكة بصفة مبارشة ،ومرة أخرى بصفتها مؤثرة يف قيمة
((( ينظر :بدائل القياس املحاسبي لتقييم حصة الرشكة القابضة يف رأس مال الرشكة
التابعة ،ملحمد عبد الشكور حجازي ،ص(.)6
31
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
الرشكة القابضة -التي متلك فيها ،-وهذا يفيض إىل تضليل املسامهني أو
الدائنني بشأن القيمة احلقيقية للرشكة(((.
الفرع الثالث :بيع أو رشاء األصول بني القابضة والتابعة والشقيقة:
حيتف بمسألة رشاء الرشكة القابضة من األصول اململوكة للرشكة التابعة
بعض االعتبارات اخلاصة التي قد تؤثر يف أحكامها ،وكذلك احلال يف رشاء
الرشكتني الشقيقتني اململوكتني لرشكة قابضة من بعضهام ،وختتلف تلك
األحكام بحسب صورة القبض (السيطرة) ،وبكل األحوال فإن الواجب
عىل إدارة التابعة أو الشقيقة البيع بسعر املثل العادل ،وهلذه املسألة عدد من
الصور واألحوال:
أوالً :يف حالة القبض الكيل :متلك الرشكة القابضة %100من أسهم
التابعة ،أو كان الرشكاء يف الرشكة الشقيقة هم أنفسهم يف الرشكة األخرى
وبنفس النسب فاألصل صحة الترصف بأي قيمة كان ،مع مراعاة حقوق
الغري كالدائنني ،ووجه ذلك أن الدائن يستويف حقه من األصول اململوكة
للرشكة فإذا نقلت للرشكة القابضة أو الشقيقة بأقل من سعر املثل فقد
يترضر هبذا الترصف ،وقد ال يتمكن من استيفاء حقه أو بعضه ،وقد يكون
هذا من طرق االحتيال لتفويت حقوق الدائنني ،كأن تبيع الرشكة التابعة أو
الشقيقة أصوهلا عىل القابضة أو الشقيقة بأقل من ٪50من قيمتها ،فإذا أراد
الدائنون استيفاء حقوقهم مل جيدوا يف أصوهلا ما يكفي لتحصيل الدين.
32
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
ثاني ًا :يف حالة القبض اجلزئي :فيجب عند إبرام عقود بيع بني الرشكات
القابضة والتابعة مراعاة حقوق األقلية ،لكن حيث قرر الفقهاء صحة
ترصف الوكيل بام يتغابن به الناس عادة فهل يعترب بالسعر الكيل أم بنصيب
األقلية إىل القيمة الكلية عىل اعتبار إذن األكثرية يف نصيبهم فال يعترب يف
احلساب؟ الظاهر أن املعترب األول ،ألن الرضر واقع يف نصيب كل مساهم
بنصيبه ،وما ال يتغابن فيه الناس عادة يلحق الرضر يف نصيب كل مساهم،
وال يلغي ذلك إذن الغري؛ ألن إذهنم ناشئ عن عدم ترضرهم بالترصف
لعودة األصل هلم بطريق آخر.
ثالث ًا :يف حالة القبض اجلزئي :فاملقرر أن الواجب عىل ممثل التابعة رعاية
مصالح املسامهني سوا ٌء األكثرية أم األقلية ،والترصف وفق قواعد الترصف
بالنيابة ،ومع ذلك فقد حتدث جتاوزات يف هذا الباب بأن يتم البيع -حتت
تأثري سيطرة القابضة -بأقل من سعر السوق ،أو من السعر املمكن -وهو
السعر األفضل عند اتباع طرق بيع خاصة كبيع أسهم مملوكة للتابعة من
خالل الطرح للتداول يف سوق األسهم -وكذلك احلال بالنسبة للرشكات
الشقيقة فيحتمل أن تشرتي الرشكة الشقيقة (أ) من الرشكة الشقيقة (ب)
بأقل من سعر السوق بنا ًء عىل تأثري القابضة يف قرار البائعة (ب) لغرض
مصلحة الشقيقة (أ) ،وهو من صور رشاء القابضة غري املبارش من التابعة،
وجيري عليه نفس أحكامه.
33
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
ويف كل هذه الصور املذكورة هناك إرضار باألقلية يف التابعة ،من خالل
ختفيض العائد من بيع أصول التابعة ،ويف هذا تفويت للفارق بني القيمة
العادلة والقيمة املنفذة.
ويف حال تم بيع أصول الرشكة التابعة للقابضة ،بأقل من سعر املثل،
فإن هذا يرتب مسؤولية عىل املترصف بغض النظر عن عالقته بالرشكة
القابضة ،سوا ٌء كان مالك ًا فيها ،أو مدير ًا هلا ،أو استجاب ألوامر املالك أو
املديرين ،وذلك أن القاعدة أن املدير مسؤول عن ترصفاته التي جيرهيا نيابة
عن الرشكة ،ويف حال أخل بأي من واجباته وترتب عىل ذلك أي رضر فإنه
ضامن للرضر ،وفق ًا ألحكام املادة ( )28من نظام الرشكات والتي تنص عىل
أن« :يكون املدير وأعضاء جملس اإلدارة مسؤولني بالتضامن عن تعويض
الرشكة أو الرشكاء أو املسامهني أو الغري عن الرضر الذي ينشأ بسبب خمالفة
أحكام النظام أو عقد تأسيس الرشكة أو نظامها األساس ،أو بسبب ما
يصدر منهم من أخطاء أو إمهال أو تقصري يف أداء أعامهلم ،وكل رشط يقيض
بغري ذلك يعد كأن مل يكن»((( ،كام نصت الفقرة ( )1من املادة ( )29عىل أن:
«للرشكة أن ترفع دعوى املسؤولية عىل املدير أو أعضاء جملس اإلدارة بسبب
خمالفة أحكام النظام أو عقد تأسيس الرشكة أو نظامها األساس ،أو بسبب
ما يصدر منهم من أخطاء أو إمهال أو تقصري يف أداء عملهم ،وينشأ عنها
أرضار عىل الرشكة ،ويقرر الرشكاء أو اجلمعية العامة أو املسامهون رفع هذه
((( يقابل هذه املادة يف نظام الرشكات السابق (1437هـ) املادة رقم ( )78ونصها« :يكون
أعضاء جملس اإلدارة مسؤولني بالتضامن عن تعويض الرشكة أو املسامهني أو الغري
عن الرضر الذي ينشأ عن إساءهتم تدبري شؤون الرشكة».
34
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
((( يقابل هذه املادة يف نظام الرشكات السابق (1437هـ) املادة رقم ( )79ونصها:
«للرشكة أن ترفع دعوى املسؤولية عىل أعضاء جملس اإلدارة بسبب األخطاء التي
تنشأ منها أرضار ملجموع املسامهني ،وتقرر اجلمعية العامة العادية رفع هذه الدعوى».
((( يقابل هذه الفقرة من النظام السابق (1437هـ) املادة ( )80ونصها« :لكل مساهم
احلق يف رفع دعوى املسؤولية املقررة للرشكة عىل أعضاء جملس اإلدارة إذا كان من
شأن اخلطأ الذي صدر منهم إحلاق رضر خاص به ،وال جيوز للمساهم رفع الدعوى
املذكورة إال إذا كان حق الرشكة يف رفعها ال يزال قائ ًام ،وجيب عىل املساهم أن يبلغ
الرشكة بعزمه عىل رفع الدعوى ،مع قرص حقه عىل املطالبة بالتعويض عن الرضر
اخلاص الذي حلق به».
35
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
((( ينظر :موسوعة الرشكات التجارية ،د .إلياس ناصيف ،ص(.)319 -281/10
36
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
37
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
اخليار يف إمضاء املعاملة أو ردها ،وعىل مذهب الشافعية يكون األمر متوقف ًا
عىل تسليم تلك األصول ،فإن سلمتها كان للرشكة إلزام جملس اإلدارة
بالتعويض عن الفرق يف القيمة ،وإن مل تسلمها كان للرشكة إلغاء العقد،
وعىل مذهب احلنابلة البيع صحيح ،ويلزم جملس اإلدارة التعويض عن
النقص ،وعىل الرواية األخرى يف مذهب أمحد البيع باطل.
أما إن كان الترصف صادر ًا عن اجلمعية العمومية ،فال تنطبق املسألة،
ِ
ترصف إدارهتا أو مجعيتها ترضر من ويعد املساهم صاحب حق عىل الرشكة
َ
العمومية ،فيكون له حق بنا ًء عىل ذلك وفق ما سبق بيانه.
أما املسألة الثانية فهي حكم بيع الوكيل عىل من له مصلحة يف البيع له،
كالنفس أو االبن أو غريهم ،وقد اختلف الفقهاء يف حكم بيع الوكيل عىل
نفسه عىل أقوال ،واجلمهور عىل عدم الصحة إن مل يؤذن له ،وذلك ألنه
يلحقه يف ذلك هتمة((( ،وعن أمحد جيوز ذلك إذا توىل النداء غريه واشرتى
بأكثر من ثمنه يف النداء أو وكل غريه يف البيع وكان هو أحد املشرتين((( ،ويف
قول للاملكية أنه جيوز له ذلك إذا مل ُي ِ
اب(((.
((( هذا مذهب احلنفية والشافعية واحلنابلة واملعتمد عند املالكية ،ينظر :رد املحتار عىل
الدر املختار» ،البن عابدين ( ،)520/5ومغني املحتاج للرشبيني،)244/3( ،
وكشاف القناع للبهويت ،)473/3( ،وحاشية الدسوقي.)387/3( ،
((( ينظر :اإلنصاف للمرداوي.)375/5( ،
((( ينظر :القوانني الفقهية البن جزي ،ص(.)216
38
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
كام اختلفوا يف حكم البيع عىل من ت َُرد شهادته له كالزوجة واالبن ،فعند
احلنفية جيوز أن يبيع بأكثر من قيمة املثل ،وال جيوز بأقل منها((( ،وال جيوز
بمثل القيمة عند أيب حنيفة ،وعند املالكية والشافعية واحلنابلة ال جيوز ،عىل
تفصيل عندهم يف أحوال وصور ،وعللوا ذلك بأنه يميل إىل ترك االستقصاء
عليهم((( ،ويف قول عند املالكية ووجه عند احلنابلة جيوز البيع هلم(((.
ونلحظ هنا أن من منع من أهل العلم يف تلك الصور راعى منع تعارض
املصالح ،وذلك أن للوكيل مصلحة ختالف مصلحة املوكل يف هذه الصور،
وقد تكون هذه املصلحة حمتملة كام يف حالة البيع عىل ولده وزوجه ،وتطبيق ًا
هلذه املسألة فإن كان البائع هو اجلمعية العمومية للرشكة التابعة والذين
يشكل ممثلو القابضة األغلبية فيهم فتعد املسألة من صور بيع اإلنسان عىل
نفسه ملك غريه -وذلك يف حدود أسهم األقلية يف التابعة -وخترجي ًا عىل
املسألة التي عرضناها قبل قليل فعىل قول اجلمهور ال جيوز ،إال إن أذن
صاحب احلق ،وصاحب احلق يف حالتنا هو الرشكة وهي ال تعرب عن نفسها ُ
إال عرب مديرها ورضاه غري مؤثر إذا كان خاضع ًا لسيطرة القابضة ،ولكن
هل نقول يف هذه احلالة بأن الرىض املؤثر هنا هو رىض األقلية باعتبارها
هي املعنية بأثر هذا العقد؟ احلقيقة أن األقلية ال متثل الرشكة وال تنوب
عنها ،وشخصية الرشكة مستقلة عنها كام سبق ،وعليه فحقها واجب يف ذمة
39
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
الرشكة ،وبنا ًء عىل ذلك فتخرجي ًا عىل قول اجلمهور ال جيوز للرشكة القابضة
يف حاالت القبض اجلزئي أن تشرتي شيئ ًا من أصول الرشكة التابعة عرب
قرار يتخذه ممثلوها يف اجلمعية العمومية ،وإذا كان القرار صادر ًا من غريهم
فال مانع من ذلك ،كأن يصدر القرار بموافقة من ال يمثلون القابضة يف
اجلمعية العمومية.
وعىل الرواية األخرى عن أمحد والقول الثاين للاملكية يمكن أن نقول
بصحة البيع إذا كان بأكثر من التقييم الصادر من جهة تقييم معتربة ،أو إذا
كان البيع عن طريق طرف آخر غري اإلدارة اخلاضعة لسيطرة القابضة كأن
تُسنِد التابعة بيع أحد عقاراهتا إىل وكيل بيع ،أو أن يباع األصل يف مزاد
علني حتت إرشاف املحكمة ،أو إذا كان الرشاء من منصة تداول حمايدة حتدد
األسعار فيها من خالل تفاعل العرض والطلب.
أما إذا كان البيع بني رشكتني شقيقتني ،ومها خاضعتان لرشكة قابضة
واحدة ،والقبض فيهام جزئي ،فيمكن خترجيها عىل املسألة الثانية ،وهي
مسألة البيع عىل من ال تقبل شهادته له كاالبن والزوجة ،فعىل قول اجلمهور
قول عند املالكية ووجه عند احلنابلة يصح ،وهو أوىل من ال يصح ،وعىل ٍ
التي قبلها ،وذلك إذا كان قرار البيع من ممثيل الرشكة القابضة يف الرشكة
البائعة ،ونقول يف األحوال األخرى كام قلنا يف املسألة التي قبلها.
40
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
الفرع الرابع :تأثري الغرر يف املبايعات بني القابضة والتابعة أو بني الرشكات
الشقيقة:
الغرر هو صفة يف املعاملة جتعل بعض أركاهنا مستورة العاقبة ،واألصل
يف الغرر أنه حمرم مفسد للعقد ،وذلك إذا كان يف عقد معاوضة وكان كثري ًا،
وكان يف املعقود عليه أصالة وكان مما ال تدعو احلاجة إليه((( ،وقد تتأثر أحكام
الغرر يف حال كانت املعاملة بني رشكة قابضة وتابعة ،مثال ذلك أن تشرتي
الرشكة القابضة من الرشكة التابعة كل ما يأتيها من التعويضات يف واقعة
معينة ،أو أن تبيع التابعة عىل القابضة أرض ًا مقابل قيمة ما حتصله من أجرة
العقار املعني ،أو أن تتعاقد القابضة مع التابعة عىل أهنا تلتزم بتحمل كامل
األرضار التي تناهلا من الدخول يف مرشوع معني مقابل نسبة من العوائد
فيه ،ولذلك أحوال ،منها:
أوالً :يف حالة القبض الكيل((( :ال تتأثر التعامالت بني القابضة والتابعة
بالغرر من حيث فساد املعاملة بسببه ،وذلك أنه ليس إخراج ًا للملك عىل
احلقيقة ،بل هو نقل من وعاء إىل وعاء ،فلو جرى نقل أصول مملوكة للتابعة
إىل القابضة مع عدم تعيينها عند التعاقد فإن الترصف صحيح ،ألنه ليس
بيع ًا عىل احلقيقة ،وكذلك يظهر يف القوائم املالية للرشكات ،ومع ذلك
فإذا كان هلذه املعاملة أثر يف حقوق الدائنني ،فإهنا تتأثر يف حدود ذلك،
((( ينظر :املعيار الرشعي رقم ( ،)31املعايري الرشعية الصادرة عن هيئة املحاسبة واملراجعة
للمؤسسات املالية اإلسالمية.
((( املقصود بالقبض الكيل :هو متلك الرشكة القابضة كامل أسهم الرشكة التابعة (متلك
كيل).
41
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
فإذا تبني بعد إنفاذ املعاملة أن قيمة األصول املنقولة أقل من القيمة الفعلية
فنعود لألحكام التي سبق بياهنا يف الفرع السابق ،وهذا يف حال كان النقل
من الرشكة التابعة للقابضة ،أو من الشقيقة لشقيقتها -إذا كانتا مملوكتني
لقابضة ،-أما إذا كان النقل من القابضة للتابعة فال فرق؛ إذ يملك الدائنون
التنفيذ عىل مجيع أصول القابضة بام يف ذلك أسهمها يف التابعة ،فال أثر للغرر
وال ملا ينتج عنه من نقص قيمة العوض إن كان.
ثاني ًا :يف حال القبض اجلزئي((( :إذا كان البيع من القابضة عىل التابعة
والغرر كثري يف جمموع العقد وقليل بالنسبة لألقلية فهناك احتامالن:
.1العقد صحيح بالنظر إىل أن الغرر إنام هو يف نصيب األقلية يف الرشكة
التابعة ،وهذا قليل بالنسبة إىل جمموع العقد.
.2أن العقد باطل ألن العالقة بني كيانني مستقلني ،وأن ملكية القابضة
يف التابعة ال تلغي أحكام االستقالل مادام هناك مالك آخرون.
ثالث ًا :يف حالة القبض اجلزئي :وكان البيع من التابعة عىل القابضة ،والغرر
كثري يف جمموع العقد ،فيقال يف هذه احلالة كاحلالة األوىل ،إذ إن القابضة ال
غرر عليها يف انتقال امللك إليها إال إذا كان الغرر يف الثمن ،فيكون بحسب
مقدار ملكية األقلية يف التابعة ،فال يؤثر يف العقد إذا كان قليالً.
42
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
رابع ًا :حالة القبض اإلداري ،وذلك إذا كانت القابضة ال متلك نسبة
سيطرة يف التابعة ،وكانت مع ذلك هلا السيطرة ألسباب أخرى ،فال تؤثر
السيطرة يف أحكام الغرر.
يف العديد من احلاالت حتتاج الرشكة التابعة للحصول عىل متويل للقيام
بأنشطتها ،إال أهنا قد ال تتمكن من احلصول عىل التمويل الكايف من البنوك
تبع ًا حلالتها االئتامنية ومركزها املايل ،فتلجأ للحصول عىل التمويل عن
طريق الرشكة القابضة التي حتصل عىل مبالغ متويل أعىل ،وبتكلفة أقل ،ثم
تقوم الرشكة القابضة بتمويل الرشكة التابعة ،لذلك صور عديدة:
الفرع األول :القرض:
قد تقوم الرشكة القابضة بإقراض الرشكة التابعة مبلغ التمويل من دون
أي زيادة ،وقد تقوم يف بعض األحوال بإقراضها بفائدة ،فإن كانت الرشكة
القابضة متلك كامل أسهم الرشكة التابعة ،فال جيري الربا بينهام ،ألن مآل
املال واحد وذلك برشط استمرار التملك التام حتى متام املعاملة الربوية،
ويمكن خترجيه عىل مسألة الربا بني العبد وسيده((( ،بجامع أن مآل مال
الرشكة التابعة للقابضة كامل العبد مع سيده ،ومن منعه فقد بنى ذلك عىل
((( هذا مشهور مذهب مالك ،ورواية عند احلنابلة ،ينظر :بداية املجتهد،)157/4( ،
وقال يف اإلنصاف« :)465/7( ،قوله( :وال يبيعه درمه ًا بدرمهني) يعني :أنه جيري
الربا بينهام ،وهذا املذهب ،وعليه مجاهري األصحاب ،وقطع به كثري منهم ،وقال ابن أيب
موسى :ال ربا بينهام؛ ألنه عبد يف األظهر من قوله( :ال ربا بني العبد وسيده) واختاره
أبو بكر ،قاله الزركيش وغريه ،وهو رواية عن اإلمام أمحد هللا همحر ،فعىل املذهب:
43
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
اعتبار حقيقة املعاملة بينهام ،فمن قال أن املعاملة بينهام بيع منع الزيادة يف
القرض بينهام ،ومن قال هو استيفاء حق للسيد يف يد العبد مل يمنع منه ،ومل
جيعل لدائن العبد حق ًا يف الرجوع عليه ،ويمكن أن يقال أن هذا منطبق يف
مسألة الباب ،وحيث إن القائمة املالية تكون موحدة بني القابضة والتابعة
فتسوى املعامالت بني الطرفني كام لو كانت ضمن كيان واحد ،فال أثر ّ
للزيادة يف القرض بينهام.
أما إن كانت املعاملة بني رشكة قابضة وتابعة ،والقبض فيها قبض
جزئي ،فال جيوز اإلقراض بفائدة.
الفرع الثاين :التمويل عن طريق البيع اآلجل:
وصورته أن تشرتي الرشكة القابضة أص ً
ال ثم تبيعه عىل الرشكة التابعة،
إما بزيادة عىل سعر احلال أو بغري زيادة ،وهو هبذه الصورة ال إشكال فيه،
أما إن كانت املعاملة بالعكس ،بأن تشرتي التابعة ثم تبيع عىل القابضة ،فإن
كانت مملوكة للقابضة بنسبة %100فال إشكال يف املعاملة ،وإن كان القبض
جزئي ًا فيجب أن يتم البيع بسعر املثل ،وفق ًا ملا سبق تفصيله يف املطلب األول
من هذا املبحث.
الفرع الثالث :التمويل عن طريق الطرق التمويلية األخرى:
ومن ذلك التأجري املنتهي بالتمليك ،أو املشاركة املتناقصة ،وغريها،
واحلكم يف هذه كالتي قبلها إذا كانت املعاملة بني القابضة والتابعة فقط،
لو زاد األجل والدين :جاز ذلك ،عىل احتامل ذكره املصنف ،وغريه ،واملذهب :عدم
اجلواز ،وعليه األصحاب».
44
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
أما إذا كان هناك أطراف أخرى فقد خيتلف احلكم ،كأن تبيع الرشكة
القابضة عين ًا عىل طرف آخر بثمن حال ،ثم تشرتيه التابعة منه بثمن مؤجل
أو العكس ،فإذا كانت الرشكة التابعة مملوكة للرشكة القابضة بشكل كامل
فهي من صور العينة الثالثية ،أما إذا كان مع القابضة رشكاء يف التابعة ،أو
كان التعامل بني رشكتني شقيقتني فال مانع إال إن كان حيلة عىل الربا ،قال
يف الروض املربع« :ومن باع ربويا بنسيئة ،أي مؤجل ،وكذا حال مل يقبض،
واعتاض عن ثمنه ما ال يباع به نسيئة ،كثمن بر اعتاض عنه برا أو غريه من
املكيالت ،مل جيز؛ ألنه ذريعة لبيع الربوي بالربوي نسيئة ...،وإن اشرتاه،
أي اشرتى املبيع يف مسألة العينة أو عكسها ،بغري جنسه ..،أو اشرتاه أبوه،
أي أبو بائعه ،أو ابنه ،أو مكاتبه ،أو زوجته ،جاز الرشاء ما مل يكن حيلة عىل
التوصل إىل فعل مسألة العينة»(((.
((( ص(.)318
45
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
المبحث الرابع
طرق العرض المحاسبي للتعامالت المالية بين
الشركات القابضة والتابعة والشقيقة
تعد املعايري الدولية للتقرير املايل املوافق عليها واملعدلة من جملس
إدارة (اهليئة السعودية للمحاسبني القانونيني) هي املرجع يف قواعد
العرض واإلفصاح املحاسبي يف اململكة العربية السعودية ،وقد نص نظام
مهنة املحاسبة واملراجعة((( يف املادة السابعة عىل أن من واجب املحاسب
القانوين« :التقيد بقواعد مهنة املحاسبة وسلوكها وآداهبا ،وبمعايري املحاسبة
واملراجعة ،واملعايري الفنية التي يعتمدها املجلس».
وقد نصت املعايري الدولية عىل أحكام خاصة إلعداد القوائم املالية
املوحدة (املعيار الدويل للتقرير املايل ،)10وذلك لوضع مبادئ لعرض
وإعداد القوائم املالية املوحدة حلاالت السيطرة ،وتعد املنشأة (مسيطرة)
إذا كان هلا سلطة عىل األعامل املستثمر فيها (الرشكة التابعة) ،وهلا حقوق
وعوائد ناشئة عن ارتباطها باملنشأة املستثمر فيها (عوائدها من االستثامر يف
الرشكة التابعة) ،وإذا كانت قادرة عىل استعامل سلطتها للتأثري عىل العوائد
من االستثامر فيها ،وهذا منطبق عىل حاالت القبض الكيل واجلزئي والقبض
اإلداري(((.
((( نظام مهنة املحاسبة واملراجعة الصادر باملرسوم ملكي (م ،)59/بتاريخ
1442/07/27هـ ،وقرار جملس الوزراء رقم ( )416بتاريخ 1442/07/25هـ.
((( ينظر :الفقرات ( ،)18-1من املعيار الدويل للتقرير املايل (« )10القوائم املالية
املوحدة».
46
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
والقاعدة أنه جيب أن توحد املنشأة القابضة (األم) قوائمها املالية من
التاريخ الذي تكتسب فيه السيطرة ،ويتوقف ذلك عندما تفقد السيطرة،
ويف حال عرض القائمة املوحدة فإنه جيب أن تعرض حقوق األقلية يف
قائمة املركز املايل املوحدة ضمن حقوق امللكية بشكل منفصل عن حقوق
مالك القابضة (األم) ،كام تعد التغريات يف حصة القابضة يف املنشأة التابعة
معامالت حقوق ملكية (أي معامالت مع املالك بصفتهم تلك) ،وذلك
برشط ألَّ ينتج عن تلك التعامالت فقدان الرشكة القابضة السيطرة عىل
التابعة(((.
ويكون توحيد القوائم املالية من خالل ما ييل(((:
.1مجع البنود املتامثلة لألصول وااللتزامات وحقوق امللكية والدخل،
واملرصوفات والتدفقات النقدية للرشكة القابضة مع التابعة.
.2إجراء مقاصة بني املبلغ الدفرتي الستثامر املنشأة القابضة يف التابعة
مع حصة القابضة يف حقوق ملكية التابعة.
.3استبعاد األصول وااللتزامات ،وحقوق امللكية ،والدخل ،واملرصوف
والتدفقات النقدية املتعلقة بني الرشكة القابضة ورشكاهتا التابعة ،فتستبعد
األرباح واخلسائر الناجتة عن املعامالت البينية.
((( ينظر :الفقرات ( ،)23-19و(ب ،)88من املعيار الدويل للتقرير املايل (« )10القوائم
املالية املوحدة».
((( ينظر :الفقرة (ب ،)86من املعيار الدويل للتقرير املايل (« )10القوائم املالية املوحدة».
47
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
((( الفقرة ( ،)3التعريفات ،من املعيار الدويل للتقرير املايل (« )28االستثامر يف املنشآت
الزميلة واملرشوعات املشرتكة».
48
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
الشقيقة (الزميلة) باستخدام طريقة حقوق امللكية((( ،ويكون ذلك وفق ًا ملا
ييل(((:
.1يثبت االستثامر بالتكلفة ،ويتم زيادة أو ختفيض املبلغ الدفرتي
إلثبات نصيب املنشأة املستثمرة بعد تاريخ االستحواذ ،ويثبت نصيب
املنشأة املستثمرة من ربح أو خسارة املنشأة املستثمر فيها ضمن الربح
واخلسارة للمنشأة املستثمرة ،كام ختفض توزيعات األرباح املستلمة من
املنشأة املستثمر فيها املبلغ الدفرتي لالستثامر.
.2يتم توسيع نطاق القوائم املالية لتشمل نصيب املنشأة املستثمرة من
األرباح أو اخلسارة بالنسبة للمنشأة املستثمر فيها.
.3تستعمل املفاهيم التي حتكم اإلجراءات املستخدمة يف املحاسبة عن
االستحواذ عىل منشأة تابعة حلاالت اقتناء استثامر يف منشأة شقيقة.
.4يتم جتاهل حيازات املنشآت الزميلة عىل اعتبار إثباته يف قوائم املنشأة
األم ،وعندما يكون ملنشأة زميلة منشآت تابعة أو منشآت زميلة ،فإن الربح
أو اخلسارة والدخل الشامل وصايف األصول املأخوذة يف احلسبان عند تطبيق
طريقة حقوق امللكية هي تلك املثبتة يف القوائم املالية للمنشأة الزميلة.
((( الفقرة ( ،)16تطبيق طريقة حقوق امللكية ،من املعيار الدويل للتقرير املايل ()28
«االستثامر يف املنشآت الزميلة واملرشوعات املشرتكة».
((( ينظر :الفقرات ( ،)11-10طريقة حقوق امللكية ،والفقرات ( ،)32-26إجراءات
طريقة حقوق امللكية ،من املعيار الدويل للتقرير املايل (« )28االستثامر يف املنشآت
الزميلة واملرشوعات املشرتكة».
49
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
((( املعامالت الصاعدة هي :مبيعات أصول من منشأة زميلة إىل املنشأة املستثمرة،
واملعامالت النازلة هي عكس ذلك.
50
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
املنشأة من صايف القيمة العادلة ألصول املنشأة املستثمر فيها عىل أهنا دخل
عند حتديد نصيب املنشأة من ربح أو خسارة املنشأة الزميلة يف فرتة االستثامر.
وبذلك نلحظ أن قواعد العرض واإلفصاح للرشكات الشقيقة تراعي
التأثري الذي تتمتع به الرشكة الشقيقة ،وتسمح قواعد العرض باإلفصاح
عن ذلك بالقدر الذي يمنع من استعامل ذلك التأثري لتحقيق منافع غري
مرشوعة عىل حساب األطراف األخرى.
51
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
الخاتمة
تناولت فيه أحكام التعامالت املالية بني
ُ ويف ختام هذا البحث الذي
الرشكات القابضة والتابعة والشقيقة فإين أقدم ملخص ًا بام توصلت إليه من
نتائج ،وهي:
.1يعد العنرص األساس املميز للرشكة القابضة هو عنرص السيطرة
والتأثري ،وقد أخذ املنظم السعودي هبذا االعتبار يف النظام الصادر عام
1443هـ بصورة أكثر وضوح ًا منه يف النظام الذي قبله والذي كان صدوره
عام 1437هـ ،وذلك أنه نص عىل احلاالت التي تعد فيها الرشكة قابضة
وكل تلك احلاالت هي من حاالت السيطرة ،بقطع النظر عن االستعامل
الفعيل لتلك السيطرة ،وهذا ما يوافق املعايري الدولية للتقرير املايل ،وهذا
يف حقيقة احلال يبني معيار التمييز بني الرشكة القابضة مع غريها بنا ًء عىل
أساس موضوعي منضبط ال يتأثر باالجتاه الذايت للرشكة املسيطرة.
.2يعد العنرص املميز للرشكة الشقيقة (الزميلة) هو قدرهتا عىل التأثري
عىل الرشكة املستثمر فيها ،مع عدم حصول سيطرة كلية ،ومل يتناول املنظم
أ ّي ًا من أحكام الرشكة الشقيقة بصورة مبارشة ،إال أنه نص عىل أن يتم إعداد
القوائم املالية للرشكات وفق ًا للمعايري املحاسبية املعتمدة ،وقد نصت املعايري
عىل أحكام خاصة لإلعداد القوائم املالية للرشكات الشقيقة (الزميلة)،
وتتفق بعض تلك املعايري مع معايري إعداد القوائم املالية للرشكات القابضة
والتابعة.
52
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
.3للرشكة التابعة ذمة مالية تستقل هبا عن ذمم مالكها ،إال أنه بالنسبة
للمعامالت بني الرشكة القابضة والتابعة فإنه جيب عىل الرشكة القابضة
أن تعد قائمة مالية موحدة ما يعرب عن احتاد ذمتيهام يف التعامالت البينية
وذلك أن القائمة املوحدة تتضمن مجيع البنود املتامثلة لألصول وااللتزامات
وحقوق امللكية والدخل ،واملرصوفات والتدفقات النقدية للرشكة القابضة
مع التابعة ،كام تستبعد أي أرباح أو خسائر ناجتة عن املعامالت بينهام ،وذلك
يف حدود نسبة متلك أو أسهم الرشكة القابضة يف الرشكة التابعة ،وال يدخل
يف ذلك حقوق األقلية ،ومع ذلك فال يعني هذا حق أي من الدائنني بمطالبة
الرشكة القابضة بالديون أو احلقوق التي وجبت له ِق َب َل الرشكة التابعة إال
بنا ًء عىل القواعد العامة ،التي تتعلق بضامن املدير أو املالك وفق ًا لألحوال
املقررة.
.4بنا ًء عىل ما سبق فإن سيطرة الرشكة القابضة تؤثر يف التعامالت بينها
وبني التابعة ،فمن ذلك وجوب مراعاة عدالة التقييم عند رشاء الرشكة
القابضة من أسهم الرشكة التابعة ،كام ال جيوز أن تشرتي الرشكة التابعة
أسهم الرشكة القابضة ملا يفيض إليه ذلك من صورية رأس املال ،أما فيام
يتعلق ببيع األصول األخرى بني الرشكات القابضة والتابعة والشقيقة
فيجب عىل إدارات تلك الرشكات أن تراعي إنفاذ البيع وفق ًا للسعر املثل
العادل ،رعاية حلقوق األقلية ،والرشكاء اآلخرين غري املؤثرين ،والدائنني،
ويف حال اإلخالل بأي من تلك القواعد فإن هذا يلحق املسؤولية باملترصف
بحسب األحوال.
53
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
54
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
55
مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا
ةيلاملا تالماعتلا ماكحأ
ةقيقشلاو ةعباتلاو ةضباقلا تاكرشلا نيب
56
بجر | نوثالثلا ددـعلاـعلاالثلا ددـعلاـعلاا مجلة قضاء | مجلة علمية محكمة