You are on page 1of 191

‫‪#‬ديوان_شراب_الوصل‬

‫ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪P_1712i32nk1‬‬

‫ديوان شراب الوصل‬


‫لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى‬

‫القصيدة األولى ‪:‬‬


‫‪ 1‬انا فى أنا إنى وإنى أنا رحيقى مختوم بمسك الحقيقة‬
‫رحيقى ‪:‬الرحيق من أسماء الخمر‪،‬وهو من أعتقهاوأفضلها‪ .‬وقيل‪:‬هو صفوة الخمر‪.‬يريد خمر الجنة‪.‬والياء لإلضافة‪.‬ويقول الحق‬
‫‪ Sad‬يسقون من رحيق مختوم)قال الزجاج‪:‬شراب ال غش فيه‪.‬وهو صفوت الخمر وأجودها‪.‬قال مقاتل‪:‬هى الخمرة المعتقة البيضاء‬
‫الصافية المنيرة‪.‬‬
‫مختوم‪:‬المصون الذى لم يبتذلألجل ختامه‪.‬وختام كل مشروب آخره‪.‬أى‪:‬آخر ما يجدونه رائحةالمسك‪.‬والختام مصدرالختم ‪.‬وقيل‪:‬ختمت‬
‫ومنعت عن أن يمسها ماس ألى أن يفك ختامها األبرار‪.‬‬
‫بمسك ‪:‬المسك ضرب من الطيب ‪.‬وقال عبد هللا بن مسعود‪:‬شراب أبيض مثل الفضة يختمون به آخر أشربتهم‪..‬ولو أن رجال أدخل فيه‬
‫يده ثم أخرجها لم يبق ذو روح إال وجد ريح طيبها‪.‬‬
‫الحقيقة ‪ :‬ما أقر فى استعماله على حقيقة وضعه ‪ .‬والمجاز ما كان يفيد ذلك‪ .‬وإنما يقع المجاز ويعدل إليه عن الحقيقة لمعان ثالثةوهى‬
‫االتساع والتوكيد والتشبيه‪.‬‬
‫وبلغ حقيقة األمر‪:‬أى‪:‬يقين شأنه وما ال مراء فيه‪ .‬والحقيقة ما يحق على المرء أن يحميه‪.‬‬
‫وقيل ‪:‬الحق نقيض الباطل‪ ،‬ولكل حق حقيقة هى أصله ‪.‬‬

‫‪ 2‬صبرت لحكم هللا بل أنا شاكر فما الصبر إال عن عظيم المصيبة‬

‫صبرت ‪:‬الصبر نقيض الجزع‪ ،‬وهو صبر النفس عند الجزع وقيل‪:‬هو الثبات على ما أنتم عليه من اإليمان‪.‬‬
‫وشهر الصبر ‪ :‬شهر الصوم‪ ،‬وسمى الصوم صبرا لما فيه من حبس النفس عن الطعام والشراب ‪.‬‬
‫لحكم هللا ‪:‬الحكم ‪ :‬العلم والفقه والقضاء بالعدل ‪ ،‬ومنه الحديث ‪( :‬الحكم فى األنصار ) خصهم بالحكم ألن أكثرهم فقهاء الصحابة ‪.‬‬
‫والحكم ‪ :‬القضاء ‪ ،‬والجمع أحكام ‪.‬‬
‫بل ‪:‬حرف عطف يثبت الحكم لما بعدها ‪.‬‬
‫شاكر ‪ :‬اسم فاعل من الشكر‪ ،‬وهو عرفان اإلحسان ونشره والشكر من هللا ‪:‬المجازاة والثناء الجميل‪ .‬والشكر ال يكون أال عن يد ونعمة‬
‫‪ ،‬ورجل شكور‪ :‬دائم الشكر‪.‬‬
‫(‪)1/1‬‬
‫وفى التنزيل ‪( :‬شاكرا ألنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم )‬
‫عظيم ‪:‬العظيم الذى جاوز قدره حدود العقل حتىال تتصور اإلحاطة بكنهه ويقال ‪ :‬عظم األمر واستعظمه‪ :‬رآه عظيما‪.‬‬

‫المصيبة ‪ :‬ما أصاب الناس وما ينالون ما نالوا‪،‬وفى الحديث‪Sad‬يصيبون ما أصاب الناس) والمصاب‪:‬اإلصابة ‪ .‬وأصاب الشىء ‪ :‬وجده‬
‫وأراده لقول الحق ‪ ( :‬تجرى بأمره رخاء حيث أصاب ) من صاب السهم نحو الرمية ‪ ،‬ويقال ‪ :‬فالن مستقيم الصوب إذ لم يزغ عن‬
‫قصده ومسيره ويقول الحق ‪( :‬وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إناهلل وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم‬
‫ورحمة وأولئك هم المهتدون )‬
‫‪ 3‬سعيت إلى موالى مرفوع هامة وما زلت للدنيا شعاع الهداية‬
‫سعيت‪ :‬السعى ‪ :‬العدو دون الشد ‪ .‬وسعى ‪ ،‬إذا مشى ‪ ،‬وقيل ‪ :‬السعى القصد‪،‬‬
‫وقال الزجاج ‪ :‬السعى والذهاب واحد‪ ،‬والسعى يكون فى الصالح ‪.‬‬
‫موالى ‪:‬فى أسماء هللا تعالى الولى ‪ ،‬وهو الناصر والمتولى ألمور العالم والمولى ‪ :‬مولى‪ :‬النعمة والمعتق أنعم على عبده بعتقه ‪.‬‬
‫والمولى هو الناصر وقيل ‪ :‬هو الرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والناصر والجار ‪ ،‬قال سيدنا عمر بن الخطاب لإلمام على ‪:‬‬
‫أصبحت مولى كل مؤمن ‪.‬‬
‫مرفوع هامة ‪:‬الهامة ‪ :‬رأس كل شىء من الروحانيين ‪ ،‬والهامة الرأس ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ما بين حرفى الرأس ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هى وسط الرأس‬
‫ومعظمه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬أعلى الرأس وما أقبل على الجبهة من شعر الرأس‬
‫للدنيا ‪:‬الدنيا سميت بذلك لدنوها وتأخرها عن اآلخرة ‪.‬‬
‫شعاع ‪:‬الشعاع ضوء الشمس الذى تراه عند ذرورها كأنه الجبال أو القضبان مقبلة عليك إذا نظرت إليها ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو الذى تراه ممتدا‬
‫كالرماح بعد الطلوع ‪ ،‬وقيل انتشار نورها ‪،‬وجمعه أشعة ‪.‬‬
‫الهداية ‪:‬من أسماء هللا تعالى الهادى ‪ ،‬وهو الذى بصر عباده وعرفهم طريق معرفته حتى أقروا بربوبيته‪ .‬والهدى ضد الضالل وهو‬
‫الرشاد ‪ .‬والهداية ‪ :‬اإلرشادإلى الصراط المستقيم ‪.‬‬

‫(‪)1/2‬‬

‫‪ 4‬وآتيت إبراهيم من قبل رشده فما هو إال فلذتى وعطيتى‬


‫وآتيت ‪:‬اإلتيان هو المجىء ‪ ..‬والمواتاه ‪ :‬حسن الطاعةوالموافقة ‪.‬ويقال ‪ :‬آتى إليه الشىء ‪ :‬ساقه‪..‬‬
‫وآتاه ‪ :‬أتى به‪ .‬وآتاه على األمر ‪ :‬طاوعه‪ ،‬والمواتاه ‪ :‬حسن المطاوعة ‪ .‬واألتو ‪ :‬االستقامة فى السير والسرعة ‪.‬‬
‫إبراهيم ‪:‬هو اإلمام الشيخ إبراهيم محمد عثمان عبده البرهانى شيخ الطريقة ووارث أبيه القطب الفرد الجامع الكبيراإلمام فخر‬
‫الدين‪.‬المالكى المذهب البرهانى الطريقة ‪.‬‬
‫من قبل ‪:‬ال تجر إلطالقها ‪ .‬فإذا قيدت بزمن جرت بحرف الجر لقول الحق ‪( :‬هلل األمر من قبل ومن بعد ) وتجر إذا قيدت بزمن كقول‬
‫الحق ‪ ( :‬من قبل صالة العشاء )‬
‫رشده ‪:‬الرشد نقيض الغى والضالل‪.‬‬
‫ورشد إذاأصاب وجه األمر والطريق ‪.‬ويقال ‪ :‬أرشده أى هداه إلى سبيل القصد ‪.‬‬
‫فلذتى ‪:‬أى عطيتى ‪ ،‬وفلذ له ‪ :‬أعطاه بال تأخير ‪ ،‬وقيل ‪ :‬أن يكثر له العطاء ‪ .‬والفلذة ‪:‬القطعة من الكبد والمال والذهب ‪ ،‬وأفالذ‬
‫األرض ‪ :‬جوهرها ‪.‬‬
‫وعطيتى ‪ :‬العطية اسم لما يعطى ‪ ،‬فإما هوعطاء هللا لى أو عطائى لكم أو كالهما معا ‪.‬‬
‫‪ 5‬تواكبت األقطاب يوم إجابتى تزاحمت األمالك تخدم روضتى‬
‫تواكبت‪ :‬الموكب ‪ :‬الركب ‪ ،‬وقيل ‪ :‬القوم الركوب على اإلبل ‪ .‬وفى الحديث ) أنه كان يسيرفى اإلفاضةسير الركب) والموكب ‪ :‬جماعة‬
‫من الركبان يسيرون برفق‪ ،‬وأوكب‪ :‬لزم الركب لقصد واحد ‪.‬‬
‫األقطاب‪ :‬جمع قطب‪ ،‬وهو القائم الذى تدور عليه الرحى ‪ ،‬وقطب الفلك ‪ :‬مداره ‪ ،‬وقطب كل شىء ‪ :‬مالكه‪.‬‬
‫وقطب القوم ‪ :‬سيدهم ومن يدور عليه أمرهم ‪.‬‬

‫يوم إجابتى ‪ :‬يوم الرجوع إلى الداعى ملبيا ‪ ،‬وقيل ‪ :‬إجابة الدعاء ‪.‬لقول الحق ‪ Sad‬يا أيها الذين آمنوا استجيبوا هلل وللرسول إذا‬
‫دعاكم لما يحييكم )‬
‫واإلجابة ‪ :‬رجع الكالم ‪ ،‬وتجاوب القوم ‪ :‬جاوب بعضهم بعضا واإلجابة‪ :‬التلبية‪.‬‬
‫تزاحمت ‪ :‬الزحم ‪ :‬كثرة الزحام وتالطم األجسام ‪ ،‬وقيل ‪ :‬المتزاحمون ‪.‬‬
‫األمالك ‪ :‬جمع ملك ‪،‬ورجل ملك وثالثة أمالك إلى العشرة والكثير ملوك والملك هلل ‪ ،‬والملك لغير هللا ‪ .‬وجمع الملك ‪ :‬ملوك وأمالك ‪.‬‬

‫(‪)1/3‬‬

‫تخدم ‪ :‬من الخدم الذين يتخذون للخدمة فى حلقة القوم ‪.‬‬


‫روضتى ‪ :‬الروضة ‪ :‬الموضع يجتمع فيه الماءوالكأل ‪ ،‬وقيل ‪ :‬األرض ذات الخضرة ‪ ،‬والروضة ‪ :‬البستان الحسن‪ .‬وفى الحديث ‪ ( :‬ما‬
‫بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة ) وفى الحديث أيضا ‪ ( :‬إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا‪ ،‬قيل ‪ :‬وما رياض الجنة قال ‪:‬‬
‫مجلس العلم )‬
‫‪ 6‬وأعرف أقدار الرجال جميعهم ولكنهم ضلوا ابتداء مكانتى‬
‫أعرف ‪ :‬المعرفة ‪ :‬العلم بالشىء والفقه له‬
‫أقدار ‪ .:‬جمع قدر ‪ ،،‬وقدر كل شىء ومقداره ‪ :‬مقياسه ومبلغه ‪.‬‬
‫الرجال ‪ :‬جمع راجل وهو السائر على قدميه ‪،‬أى المترجل والماشى ‪.‬والراجل ‪ :‬السائر على رجليه‬
‫وفى الحديث ‪ ( :‬صلوا رجاال أو ركبانا ) وفى قول الحق ‪ ( :‬وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجاال‪)..‬‬
‫ضلوا ‪ :‬الضالل ‪ :‬ضد الهدى والرشاد ‪ ,‬وقال عز وجل ‪ ( :‬قل إن ضللت فإنما أضل على نفسى )‬
‫واألصل فى كالم العرب ‪:‬أضللت الشىء إذا غيبته ‪ .‬وكل شىءمقيم ثابت ال يهتدى إليه يقال‪ :‬ضللت عنه ‪.‬إذا لم أهتد إليه‪،‬ويقال‪:‬ضللت‬
‫الشىء وضللته‪:‬إذا جعلته فى مكان ولم تدر أين هو‪.‬‬
‫ابتداء ‪ :‬فى أسماء هللا تعالى المبدىء وهوالذى أنشأ األشياء ابتداء ‪.‬وبدأت‪ ،‬الشىء ‪ :‬فعلته ابتداء ويقول الحق ‪( :‬إنه هو يبدىء ويعيد‬
‫)والبدء األول ‪ ،‬وبادىء ذى بدء ‪ :‬أى أول شىء‪.‬‬
‫مكانتى ‪ :‬المكانة ‪ :‬المنزلة عند الملك ‪ ،‬وفالن مكين عند فلن ‪ :‬أى بين المكانة‪..‬‬
‫‪ 7‬شرابى عذب سلسبيل مذاقه وعلمى كنز فى قلوب أحبتى‬
‫شرابى ‪ :‬الشرب ‪:‬مصدر شربت أشرب شربا ‪ ،‬ويقال للماء واللبن والخمر والعسل‪ ،‬والشرب‪ :‬الحظ منه‪ ،‬والجمع أشراب‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫الشرب المورد‪ ،‬والشراب هو ما شرب من أى نوع كان وعلى أى حال ‪.‬‬
‫يقول الحق ‪ ( :‬يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه)ويقول عز وجل ‪ ( :‬هو الذى أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ) وكذلك منه‬
‫قول الحق ‪ ( :‬وسقاهم ربهم شرابا طهورا )‬
‫(‪)1/4‬‬

‫عذب ‪ :‬العذب من الشراب ما كان مستساغا‪ ،‬والعذب ‪ :‬الماء الطيب ‪ ،‬وفى التنزيل ‪ ( :‬هذا عذب فرات سائغ شرابه )وفى الحديث ‪:‬‬
‫(أنه كان يستعذب الماء) أى يحضر له الماء العذب‪ ،‬وهو الطيب الذى ال ملوحة فيه ‪،‬ال شائبة تشوبه ‪.‬‬
‫سلسبيل ‪ :‬السلسبيل‪ :‬الماء العذب السلس السهل فى الحلق ‪ ،‬وقيل هو البارد ‪ ،‬وماء سلسبيل‪:‬سهل الدخول فى الحلق لعذوبته‬
‫وصفائه ‪ .‬قال الليث ‪:‬هو الماء العذب الصافىإذا شرب فى الحلق ‪ ،‬وتسلسل الماء فى الحلق أى ‪:‬جرى‬
‫قال الزجاج ‪ :‬السلسبيل ‪ :‬عين فى الجنة يشرب بها المقربون ( عينا فيها تسمى سلسبيال)‬
‫مذاقه ‪ :‬المذاق ‪:‬طعم الشىء‪ .‬والذوق مصدر ذاق الشىءيذوقه مذاقا‪ ،‬والذوق والمذاق يكونان مصدرين ويكونان طعما‪ .‬كما نقول ‪:‬‬
‫ذواقه ومذاقه طيب ‪.‬وفى الحديث ‪ ( :‬كانوا إذا خرجوا من عنده ال يتفرقون إال عن ذواق)ضرب الذواق مثال لما ينالون عنده من الخير‬
‫أى ال يتفرقون إال عن علم وأدب يتعلمونه‪ ،‬يقوم ألرواحهم مقام الطعام والشراب ألجسامهم‪.‬‬
‫وعلمى‪ :‬العلم من صفات هللا عز وجل العليم ‪ .‬والعالم‪:‬ال يخفى عليه خافية فى األرض وال فى السماء‪ ،‬أحاط علمه جميع األشياء باطنها‬
‫وظاهرها ‪ ،‬دقيقها وجليلها ‪ .‬ويقول الحق ‪( :‬إنه لذو علم لما علمناه) فكان عليما لما علمه هللا‪.‬وعلمت الشىء‪ :‬عرفته وفقهت حقيقته‪.‬‬
‫والعلم نقيض الجهل ‪.‬‬
‫كنز ‪ :‬الكنز ‪ :‬اسم للشىء إذا أحرز فى وعاء‪ ،‬وقيل ‪ :‬الكنز ‪ :‬المال المدفون ‪ ،‬وتسمى العرب كل كثير مجموع يتنافس فيه‪ :‬كنزا ‪ ،‬وفى‬
‫سورة الكهف ‪ ( :‬وكان تحته كنز لهما )قال ابن عباس ‪ :‬ما كان ذهبا وال فضة ولكن كان علما ‪.‬والكنز فى األصل ‪ :‬المال المدفون ‪.‬‬

‫(‪)1/5‬‬

‫قلوب ‪ :‬القلوب ‪ :‬األفئدة‪،‬يقول ابن سيدة ‪:‬القلب‪ :‬الفؤاد‪ ،‬وقوله تعالى ‪ ( :‬نزل به الروح األمين على قلبك ) قال الزجاج‪ :‬وعاه قلبك‬
‫كالوعاء له ‪ ،‬وسمى القلب قلبا النقالبه إلى الحق‪ ( :‬لمن كان له قلب ) واالنقالب إلى هللا عز وجل‪:‬المصير إليه والتحول‪ ،‬وقد قلبه هللا‬
‫إليه‪.‬وقال أبو ثروان ‪ :‬أقلبكم هللا مقلب أوليائه( إنا إلى ربنا لمنقلبون )‬
‫أحبتى ‪:‬واحدتها حب‪ ،‬والحب المحب المحبوب‪ ،‬وكان زيد بن حارثة رضى هللا عنه يدعى حب رسول هللا‪،‬أى محبوبه والجمع أحبة ‪.‬‬
‫‪ 8‬سقيت مريدى من شراب معتق وكفى كأس والخفاء مزيتى‬
‫سقيت ‪ :‬يقال سقاه ‪ :‬ساق له الماء وأسقاه ‪ :‬دله على موضع الماء ‪.‬وسقاه وأسقاه‪:‬جعل له ماء وسقيا فسقاه‪ ،‬وفى التنزيل ( وسقاهم‬
‫ربهم شرابا طهورا )والسقيا ‪ :‬ما أسقاه إياه‪ ،‬والسقى‪:‬الحظ من الشرب ‪ ،‬والسقاية ‪ :‬اإلناء يسقى به وهو الصواع بعينه ‪ ،‬والسقاية فى‬
‫القرآن الصواع الذى كان يشرب فيه الملك‪ .‬وسقاية الحاج‪ :‬سقياهم الشراب ‪.‬وأسقاه وسقاه‪ :‬وهبه له فهو الساقى له ‪.‬‬
‫مريدى ‪ :‬الرود مصدر فعل الرائد‪,‬والجمع رواد ‪ ،‬وفى صفة الصحابة من حديث اإلمام على كرم هللا وجهه ( يدخلون روادا يخرجون‬
‫أدلة )أى يدخلون طالبين العلم ملتمسين للحكمة من عنده ويخرجون أدلة هداة للناس ‪ ،‬وأصل الرائد‪ :‬الذى يتقدم القوم يبصر لهم الكأل‬
‫ومصادر الغيث ‪ ،‬وأراد الشىء ‪ :‬شاءه وطلبه واإلرادة تكون من المحبة وقوله عز وجل ؛ ( فوجد جدارا يريد أن ينقض فأقامه)أى‬
‫أقامه الخضر‪،‬وقال‪:‬يريد إنما اإلرادة تكون من كائن حى ‪ ،‬والجدار ال يريد إرادة حقيقية ألن تهيؤه للسقوط قد ظهر كما تظهر أفعال‬
‫المريدين ‪ ،‬فوصف الجدار باإلرادة إذ كانت الصورتان واحدة ‪ ،‬ومثل هذا كثير فى اللغة‪.‬‬

‫(‪)1/6‬‬
‫معتق ‪ :‬العتيق ‪ :‬الكريم الرائع من كل شىء ‪ ،‬والخيار من كل شىء ‪ ،‬والعتق ‪ :‬الكرم والجمال وامرأة عتيقة‪:‬جميلة خدرت فى بيت‬
‫أهلها‪،‬والعتيق‪:‬القديم من كل شىء‪،‬وفى الحديث‪ Sad‬عليكم باألمر العتيق) أى القديم األول الذى يعتق من النار ‪.‬وخمر عتيقة ‪ :‬حبست‬
‫زمانا فى ظرفها‪.‬والمعتقة من أسماء الطالء‪ ،‬والعاتق كالعتيقة‪:‬وهى التىلم يفض ختامها كالجارية العاتق‪ ،‬والعتيق‪ :‬الماء وقيل الخمر‬
‫وقيل اللبن ‪.‬وفى معجم الفروق اللغوية‪( 0‬الفرق بين القديم والعتيق) أن العتيق هو الذى يدرك حديث جنسه فيكون بالنسبة لهاعتيقا أو‬
‫يكون شيئا يطول مكثه أكثر مما بيقى أمثاله مع تأثير الزمان فيه فيسمى عتيقا ولهذا ال يقال للسماء عتيقة وإن طال مكثها ألن الزمان‬
‫ال يؤثر فيها ‪ ،‬وال يوجد من جنسها ما تكون بالنسبة إليه عتيقة ‪.‬‬
‫وكفى ‪ :‬وأصل الكف ‪:‬المنع ‪ ،‬ومن هذا قيل لطرف اليد كف ألنها يكف بها الضر عن سائر البدن والمكفوف من كف بصره من أن ينظر‬
‫إلى غير‪.‬‬
‫كأس ‪ :‬إناء الخمر مادام فيه شراب‪ ،‬قال األصمعى ‪ :‬الكأس هو الشراب بعينه والجمع كئوس‪.‬ويستعار الكأس فى غيره كقولهم‪ :‬كأس‬
‫الحب ‪.‬‬
‫والخفاء ‪ :‬الستر والكتم ‪،‬وأخفيته‪:‬أظهرته وهو من األضداد‪،‬ويجمع على خفايا‪ ،‬والخفاء ما يخفى أمره على الغير ‪ ،‬وخفى الشىء فهو‬
‫خاف ‪ :‬لم يظهر ‪،‬وخفاه ‪ :‬ستره وكتمه ‪.‬وفى التنزيل فى أمر الساعة ( أكاد أخفيها ) أى استرها وأوريها ‪ .‬والخفاء ممدود ‪ :‬ما خفى‬
‫عليك فلم يظهر وإن من شدة الظهور الخفاء‪..‬‬
‫مزيتى ‪ :‬الزى ‪ :‬الهيئة من اللباس والجمع أزياء‪،.‬والمزيه ‪:‬ما يميزه عن غيره من نعوت وخصال‪.‬‬
‫‪ 9‬وبعض شرابى أغرق الكل فى الهوى ومنهجى القرآن وهللا وجهتى‬
‫وبعض ‪ :‬بعض الشىء‪ :‬طائفة منه‪،‬والجمع أبعاض‪ ،‬وأجمع النحويون على أن البعض شىء من أبعاض‪ .‬قال ابن المقفع فى كتابه ‪:‬‬
‫العلم كثير ولكن أخذ البعض خير من ترك الكل ‪.‬‬

‫(‪)1/7‬‬

‫أغرق ‪ :‬الغرق ‪ :‬الرسوب فى الماء ‪ ،‬ويقال أغرق النيل ‪ :‬أى بلغ به غاية المد ‪ ،‬وأغرق النازح فى القوس أى استوفى مدها‪ ،‬وأغرق‬
‫فى الشىء‪:‬جاوز الحد‪ ،‬واغتراق النفس ‪:‬استيعابه فى الزفير‪ ،‬ويقال للجارية الجمبلة ‪:‬تسغترق نظر الناس‪ :‬أى تشغلهم بها عن سواها‬
‫لرقة محاسنها ‪،‬واغرورقت عيناه‪:‬أى امتألتا فأفاضتا‬
‫الكل ‪ :‬اسم يجمع األجزاء‪ ،‬قال أبو بكر بن السيارفى ‪ :‬إنما الكل عبارة عن أجزاء الشىء‪ ،‬فكما جاز أن يضاف الجزء إلى الجملة جاز‬
‫أن تضاف األجزاء كلها إليها‪،‬ويقول الحق ‪ ( :‬وكل له قانتون )‪.‬‬
‫الهوى ‪ :‬الهوى مقصورهو الحب والعشق‪ ،‬وهوى النفس إرادتها‪ ،‬قال اللغويون‪:‬الهوى محبة اإلنسان الشىء وغلبته على قلبه‪ ،‬ويقال‪:‬‬
‫فالن يهوى نحوك ‪ :‬أى يريدك ويميل إليك‪.‬وفى الحديث(حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)‬
‫ومنهجى الطريق النهج‪:‬البين الواضح‪،‬وأنهج الطريق‪:‬وضح واستبان وصار نهجا واضحا بينا والمنهاج ‪:‬الطريق الواضح‪ ،‬وفى حديث‬
‫العباس) لم يمت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حتى ترككم على طريق ناهجة) أى واضحة بينة‪،.‬والنهج ‪ :‬الطريق المستقيم‪ ،‬ونهجت‬
‫الطريق‪ :‬سلكتنه‪،‬وفالن يستنهج نهج فالن‪ :‬أى يسلك مسلكه‪.‬‬
‫القرآن‪ :‬القرآن اسم للحمع ‪ ،‬وقال أبو إسحق الفراء‪ :‬الذى عندى فى حقيقة هذا أن القرء فى اللغة الجمع ‪،‬والقرآن‪ :‬األصل فى هذه‬
‫اللفظة ‪:‬الجمع‪ ،‬وكل شىء جمعته فقد قرأته‪،‬وسمى القرآن ألنه يجمع اآليات والسور‪,‬وقرأت الشىء قرآنا‪ :‬جمعته‪،‬ومعنى القرآن معنى‬
‫الجمع‪.‬‬
‫وهللا ‪ :‬االسم الجامع لجميع األسماء اإللهية‪،‬وهو علم على الذات وهو المعبود بحق‪،‬وأصل االسم‪( 0‬واله)ومعناه أن الخلق يولون إليه‬
‫فى حوائجهم ويفزعون إليه فى كل ما ينوبهم‪.‬‬
‫وجهتى‪ :‬الوجهة‪ :‬المقصد‪.‬ووجهة البيت ‪ :‬الحد الذى يكون فيه بابه ‪،‬والجهة ‪ :‬القبلة إذا استقبلتها واتجهت إليه‪،‬وتوجه‬
‫إليه‪:‬ذهب‪.‬والجهة‪:‬الوجه الذى تقصده‪،‬ويقول الحق ‪Sad‬لكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات)‬
‫(‪Cool/1‬‬

‫‪ 10‬فما فاز فى األكوان إال مسالمى وما خاب إال من أراد عداوتى‬
‫فاز ‪ :‬الفوز‪ :‬النجاء والظفر باألمنية والخير‪ ،‬ويقال ‪ :‬فاز إذا لقى ما يغتبط وتأويله‪ :‬التباعدمن المكروه‪.‬وفى التنزيل(ومن يطع هللا‬
‫ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)‬
‫األكوان‪ :‬جمع كون‪ ،‬والكون‪ :‬الحدث‪ ،‬وكون الشىء‪:‬أحدثه ‪،‬وهللا مكون األكوان ومخرجها من العدم إلى الوجود‪.‬وكان‪ :‬أى وجد‬
‫واستقر‪ ،‬وهو الوجود والثبات‪.‬‬
‫مسالمى المسالم ‪:‬أى باع بالسلم ‪ ،‬والسلم من البيوع يقول الحق(ضرب هللا مثال رجال فيه شركاء متشاكسون ورجال سلما لرجل هل‬
‫يستويان مثال )والسلم فى البيع‪ :‬هو بيع بضاعة حاضرة بثمن آجل‪ ،‬وشرطه الوفاء والسداد‪،‬والسلم من التسليم‪،‬وهو اإلسالم‬
‫واإلنقيادوإظهار الخضوع والقبول لماجاء به الحق‪.‬وفى حديث خزيمة(من تسلم فى شىء فال يصرفه إلى غيره) ويقال‪ :‬أسلم إذا أسلف‬
‫وهو أن تعطى ذهبا وفضة فى ساعة معلومة إلى أجل معلوم‪ ،‬فكأنك قد أسلمت الثمن إلىصاحب السلعة(إن هللا اشترى من المؤمنين‬
‫أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة)‬

‫وخاب‪ :‬حرم وخسر ولم ينل مأربه‪ ،‬والخيبة الحرمان ةوالخسران‪ ،‬وخيبه هللا ‪:‬حرمه الخيروقال الحق‪Sad‬وقد خاب من حمل ظلما)‬

‫عداوتى‪ ::‬العدو ضد الصديق‪ ،‬والعدو ضد الولى‪،‬والجمع أعداء‪ ،‬والعداوة اسم عام من العدو ‪،‬يقال ‪ :‬عدو بين العداوة ‪ ،‬قال الحق فى‬
‫وصف المنافقين‪ Sad‬هم العدو فاحذرهم)ألنهم العدو األشد‪ ،‬يظهرون أنهم معه وهم عليه‪ ،‬وقيل‪:‬كف عنا عداوتك أى ظلمك وشرك‪.‬‬

‫‪ 11‬فها أنا ذا أرعى الضعيف وأستقى من المصطفى جدى ينابيع حكمتى‬

‫أرعى ‪ :‬الراعى مصدر رعى الكأل ‪ ،‬ويرعاه يحوطه ويحفظه والماشية ترعى ‪:‬ترتع وتأكل ‪ ،‬وراعيها حافظها والجمع رعاة يرعون فى‬
‫خصب من الماء والكأل‪0‬‬
‫الضعيف ‪ :‬الضعف خالف القوة ‪ ،‬وفى حديث الجنة ( مالى اليدخلنى إال الضعفاء ) قيل ‪ :‬هم الذين يبرأون أنفسهم من الحول والقوة‪،‬‬
‫وفى الحديث (أهل الجنة كل ضعيف متضعف )‬

‫(‪)1/9‬‬

‫المصطفى ‪ :‬المختار من صفوةالخلق واستصفى الشىء واصطفاه ‪ :‬اختاره ‪ 0‬االصطفاء ‪:‬افتعال من الصفوة ومنه رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم وصفوة هللا من خلقه ومصطفاه ‪ ،‬واألنبياء واألولياء مصطفون‪ ،‬واصطفيته أخلصته لى‬
‫جدى ‪ :‬الجد ‪ :‬البخت والحظ والرزق ‪ ،‬يقال فالن ذو جد أى ذو حظ والجمع أجداد ( والينفع ذا الجد منك الجد ) أى الينفع ذا الغنى‬
‫والحظ والرزق فى المال غناه يوم القيامة وإنما ينفعه العمل والطاعة ‪ ،‬قال أبو عبيد‪ :‬الجد هو الغنى والحظ والرزق كقول الحق‪Sad‬‬
‫يوم الينفع مال والبنون ) ‪ ،‬والجد ‪ :‬الحظ ‪ ،‬وجدى ‪ :‬حظى وجددت األمر جدا ‪ :‬حظيت به ‪ ،‬عن ابن السكيت ‪،‬والجد ابو األب وأبو األم‬
‫والجمع أجدادوجدود‪.‬‬
‫ينابيع‪ :‬جمع ينبوع وهو مجرى الماء ‪ ،‬ونبع الماء تفجر وقيل ‪ :‬خرج من العين ‪ ،‬ولذلك سميت العين‬
‫ينبوعا والينبوع ‪ :‬الجدول الكثير الماء ‪ ،‬وفى التنزيل ( حتى تفجر لنا من األ ينبوعا ) والجمع الينابيع‬
‫حكمتى‪ :‬الحكمة عبارة عن ‪ :‬معرفة أفضل أألشياء بأفضل ألعلوم‪ .‬ويقال لمن عرف دقائق العلوم حكيم والحكم والحكمة من العلم‬
‫والحكيم العالم الفقيه يقول الحق ‪ ( :‬ويعلمهم الكتاب والحكمة ) وقول الحق ‪ Sad‬يؤتى الحكمة من يشاء ومن يوءت الحكمة فقد أوتى‬
‫خيرا كثيرا )‬
‫‪- 12‬وها أناذا أشفى السقيم من الضنى وأجبر مكسور القلوب بنظرتى‬

‫ها ‪ :‬حرف تنبيه ‪0‬‬


‫أشفى ‪:‬الشفاء دواء يبرى من السقم ‪ ,‬وشفيت فالن‪ :‬إذا وهبت له الشفاء من الدواء ‪ 0‬وأشفى ‪ :‬إذا أعطى شيئا ما ‪ ،‬وشفاه أبرأه ‪0‬‬
‫السقيم ‪ :‬المريض والجمع سقام وقول الخليل ( إنى سقيم ) أى بما أرى من عبادتكم لغير هللا ‪0‬‬
‫الضنى ‪ :‬السقيم الذى قد طال مرضه وثبت فيه ‪ ،‬وأضناه المرض أى أثقله ‪ ،‬والضنى ‪ :‬المرض وقيل ‪ :‬شدة المرض ‪0‬‬

‫(‪)1/10‬‬

‫وأجبر ‪ :‬من األسماء اإللهية ‪ :‬الجبار ‪ ،‬قال ابن جنى ‪ :‬هو الذى يجبر بجوده ‪ ،‬والجبر خالف الكسر ‪ 0‬وهلل جبر الكسير والفقير ‪ ،‬ويقال‬
‫‪:‬جبرت الكسير أى سددت مفاقره ومن جبره هللا ‪ :‬رد عليه ماذهب منه أو عوضه عنه ‪,‬وأصله من جبر الكسر‪ 0،‬وفى حديث اإلمام‬
‫على كرم هللا وجهه ( وجبار القلوب على فطراتها هو من جبر العظم كأنه أقام القلوب وأثبتها على ما فطرها عليه من معرفته واإلقرار‬
‫به ‪ ،‬والجبر ‪ :‬أن تغنى الرجل من الفقر ‪ ،‬وجبر الرجل ‪ :‬أحسن إليه ‪0‬‬
‫مكسور القلوب ‪ :‬المكسورة‪ :‬التى التقوى على السير ‪ 0‬وقيل المكسور ‪ :‬الضعيف ‪ 0‬وكل شىء فتر فقد انكسر‪ ،‬وكل من عجز عن‬
‫شىء فقد انكسر عنه ‪ ،‬والكسر فى الحساب مااليبلغ سهما تاما كامال ‪ 0‬والجمع كسور وجبر‪.‬الكسر ‪ :‬إكماله ‪ 0‬وفى الحديث القدسى ‪:‬‬
‫( أنا عند المنكسرة قلوبهم )‬
‫القلوب ‪ :‬األفئدة واحدتها ‪ :‬الفؤاد ‪ 0‬قال بعضهم ‪ :‬سمى القلب قلبا لتقلبه ‪،‬وقالوا ‪:‬النقالبه الى الحق إذا صلح‪ ،‬وقلب الشيء ‪:‬لبه ‪،‬‬
‫وقلب النخلة ‪ :‬خوص النخلة وأشده بياضا وفى الحديث ( كان على قرشيا قلبا ) أى خالصا وقيل أراد فهما فطنا ‪ ،‬ومنه القالب ‪ :‬وهو‬
‫الشىء الذى تفرغ فيه الجواهر وتحفظ ‪ ،‬ومنه القليب ‪ :‬البئر القديمة ذات ماء أو غير ذات ماء ‪ 0‬والقليب اسم من أسماء البئر ‪0‬‬
‫بنظرتى ‪ :‬فى الحديث ‪ ( :‬القلب محل نظر الحق ) أى رحمته ‪ 0‬قال الليث ‪ ،‬العرب تقول ‪ :‬نظر ينظر نظرا ‪ 0‬وتقول نظرت الى كذا من‬
‫نظر العين ونظر القلب ‪ ،‬والنظر ‪ :‬تأمل الشىء بالعين ‪ ،‬وقيل الناظر فى العين كالمرأه إذا استقبلتها أبصرت فيها شخصك‬
‫والنظرة‪:‬الرحمة‪ 0‬وقول الحق‪ Sad‬والينظر اليهم يوم القيامة ) أى اليرحمهم وفى الحديث ( إن هللا الينظر الى صوركم ولكن إلى‬
‫قلوبكم وأعمالكم ) قال ابن األثير‪:‬النظر هنا ‪ :‬اإلحسان والرحمة والعطف ألن النظر فى الشاهد دليل المحبة وترك النظر دليل البغض‬
‫والكراهة ‪ 0‬فجعل الحق نظره إلى ماهو للسر واللب وهو القلب ‪0‬‬

‫(‪)1/11‬‬

‫‪ - 13‬وأفطم منكم من أتم رضاعة وأورث سرى للذى فيه صبغتى‬

‫وأفطم ‪ :‬يقال ‪ :‬فطم الصبى يفطمه فطما ‪ :‬فصله من الرضاع ‪ 0‬والجمع فطم ‪ 0‬وسميت سيدة النساء بنت رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم ( فاطمة ) ألنها تفطم أحبابها من النار ‪0‬‬
‫أتم ‪ :‬أتم الشىء ‪ :‬جعله تاما من النقص ‪ 0‬حيث يستحق صفه الكمال والتمام ‪ 0‬وتتمة كل شىء ‪ :‬مايكون تمام غايته ‪ 0‬وفى التنزيل‬
‫( والوالدات يرضعن أوالدهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة )‬
‫رضاعة ‪ :‬يقال ‪ :‬يرضع رضعا ورضاعة فهو راضع والجمع رضع والرضيع‪:‬هو المتغذى بلبن أمه ‪ 0‬والرضاعة ‪ :‬االسم من اإلرضاع‬
‫عند جوع الطفل فيشبعه ويغذوه ويسكن جوعه ‪ 0‬ومن الرضاعة يرث الطفل صفات أمه حسنها أو لؤمها‬
‫وأورث ‪ :‬ويقال ‪ :‬ورثه ماله ومجده ‪ 0‬وأورث الرجل ولده ماالإيراثا حسنا وفى الحديث ‪ ( :‬إنا معشر األنبياء النورث ماال إنما نورث‬
‫العلم ) والورث والميراث فى المال واإلرث فى الحسب وأورثه الشىء ‪ :‬أعقبه إياه ‪0‬‬
‫سرى ‪ :‬السر من األسرار التى تكتم‪ ،‬والسر ماأخفيت والجمع أسرار وأسر الشىء ‪ :‬كتمه ‪ ،‬وأسر اليه حديثا ‪ :‬أفضىإليه به ‪ 0،‬والسر‬
‫من كل شىء ‪ :‬الخالص بين السرارة ‪ ،‬وفالن سر هذا األمر إذا كان عالما به ‪ ،‬وفى الحديث " الولد سر أبيه " وسر النسب ‪ :‬محضه‬
‫وخالصه‬
‫صبغتى ‪ :‬الصبغ ‪ :‬الزيت فى قول الحق ‪ ( :‬وصبغ لآلكلين ) وقال الزجاج ‪ :‬أراد بالصبغ زيت الزيتونة ‪ 0‬وصبغة هللا ‪ ،‬دين هللا وفطرته‬
‫‪ ،‬وقال أبو عمرو كل ماتقرب به الى هللا فهو الصبغة ‪ ،‬والصبغ ‪ :‬بياض الناحية ‪ 0‬وصبغة هللا فى قول الحق ( صبغة هللا ومن أحسن‬
‫من هللا صبغة ) هو اإليمان بما جاءت به الرسل ‪0‬‬

‫(‪)1/12‬‬

‫‪ -14‬لقيت من الولى رضاه وقربه نشرت عليكم بردتى وعباءتى‬


‫لقيت ‪ :‬اللقاء‪:‬نقيض الحجاب‪،‬وتلقاه‪:‬أى استقبله وكل شيء استقبل شيئا أو صادفه فقد لقيه ‪ ، ،‬ولقيت منه ‪ :‬نلت منه ونلت‬
‫عطاءه ‪،‬ولقاه الشيء ‪ :‬أى يلقى إليه ومنه قول الحق ؛(وإنك لتلقى القران ) أى يلقى إليك وحيا من عند هللا ‪،‬ويلقى الشىء ‪ :‬يوفق‬
‫له ‪،‬ولقيت منه ‪ :‬أخذت ما أعطانيه ‪ ،‬ويقال ‪:‬ألقيت إليه المودة ‪ ،‬ويقول الحق (ولقاهم نضرة وسرورا ) ‪ ،‬ولقى الشيء ‪ :‬وجده ‪ ،‬وقول‬
‫الحق (واليلقاها إالذو حظ عظيم ) ويقول الحق‪ Sad‬أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو القيه كمن منعناه) والقيه أى ما فاز به وأعطيه‪.‬‬

‫المولى ‪ :‬المولى ‪:‬هو الرب والمالك والسيد والمنعم والناصر ‪.‬ومن أسماء الحق ‪( :‬الولى ) وهو الناصر والمتولى ألمور الخالئق‬
‫والقائم بها ‪.‬‬
‫والولى ‪:‬هو مالك أالشياء جميعها المتصرف فيها ‪ ،‬والولى ‪ :‬ولى النعمة وفى الحديث ‪( :‬اللهم وال من وااله ) أى أحب من أحبه‬
‫وانصر من نصره ‪،‬وكل من ولى أمرا فهو وليه ‪..‬‬
‫رضاه ‪ :‬مقصورة ضد السخظ ‪ ،‬وفىالدعاء ‪ :‬اللهم إنى أعوذ برضاك من سخطك ‪ ،‬وقوله عز وجل (رضى هللا عنهم )أعطاهم ما‬
‫يرضيهم فهم فى عيشة راضية ‪ ،‬ورضوان هللا ‪:‬رحمته وقربه ‪ ،‬وقبول عمله ‪.‬‬
‫وقربه ‪ :‬القرب نقيض البعد ‪،‬فهو مقرب من المقربين وقيل ‪:‬قربه وأدناه منه ‪ ،‬وفى الحديث (من تقرب إلى شبرا تقربت إليه باعا)‬
‫والمراد العمل الصالح‪،‬والمراد بقرب هللا تعالى ‪:‬قرب رحمته ونعمه والطافه وإحسانه وترادف منته عنده و فيض مواهبه عليه)‬
‫نشرت ‪ :‬النشر نقيض الطى ومنه نشر رحمته ‪ ،‬ونشر الثوب‪ :‬بسطه من السخاء والكرم‪.‬‬
‫بردتى‪:‬البردة ‪ :‬كساء يلتحف به‪ ،‬وقيل‪ :‬إذا جعل الصوف شقة ‪ ،‬وله هدب هى بردة‪ ،‬وهى كساء الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬وفى‬
‫حديث ابن عمر‪:‬أنه كان عليه يوم الفتح بردة فلوت قصيرة وجمعها برد‪ ،‬وهى الشملة المخططة ‪ ،‬وقال الليثى ‪ :‬البردة كساء مربع‬
‫أسود فيه صفره تلبسه األعراب‪.‬‬
‫وعباءتى ‪ :‬العباءة والعباء ‪ :‬ضرب من األكسية ‪ ،‬وهو كساء الرسول صلى هللا عليه وسلم يوم المباهلة‪.‬‬

‫(‪)1/13‬‬
‫وعبا وجهه يعبو إذا أضاء وجهه وأشرق ‪ ،‬قال‪ :‬العبوة ضوء الشمس وجمعها عبا ‪ ،‬وعبء الشمس‪ :‬ضوؤها‪.‬‬
‫‪ 15‬وإنى وأيم هللا ما غبت عنكم وعاريتى ردت لرب البرية‬

‫وأيم هللا‪ :‬وأيم هللا ‪ :‬قسم ‪ ،‬ويقال ‪:‬وأيمن هللا اسم وضع للقسم وهو األصل‪ ،‬وربما حذفوا منه النون فقالوا‪:‬وأيم هللا ‪ ،‬وأيمن جمع ليمين‬
‫القسم‪.‬‬
‫ماغبت ‪:‬الغيب ‪ :‬هو كل ما غاب عنك‪ ،‬والغيب أيضا‪ :‬كل ما غاب عن العيون وإن كان محصال فى القلوب ‪ ،‬وتغيب ‪ :‬بطن‪.‬‬
‫وعاريتى ‪ :‬العارية ‪:‬المنيحة ‪،‬والعارية ‪ :‬االستعارة ‪ ،‬ويعيره الشىء ‪ :‬يعطيه إياه ثم يسترده‪.‬‬
‫ردت‪ :‬الرد ‪ :‬صرف الشىء ورجعه‪ ،‬والرد‪ :‬مصدر رددت الشىء ‪ ،‬وردت ‪ :‬رجعت ‪ ،‬واسترده ‪ :‬طلب رده عليه ويقول الحق ‪ ( :‬ثم‬
‫ردوا إلى هللا موالهم الحق )‪.‬‬
‫لرب ‪ :‬الرب هو هللا عز وجل‪ ،‬وهو رب كل شىء ومالكه وله الربوبية على جميع الخلق ‪.‬ورب كل شىء ‪:‬مالكه ومستحقه‪ ،‬وكل من‬
‫ملك شيئا فهو ربه‪.‬وال يطلق غير مضاف إال على هللا عز وجل ‪،‬ويكون الرب‪:‬هو المصلح وهوالمربى وهووالحافظ‪.‬‬
‫البرية ‪ :‬البارىء من أسماء هللا تعالى ‪،‬وفى التنزيل ( فتوبوا إلى بارئكم ) قيل ‪ :‬البارىء هوالذى خلق الخلق ال عن مثال‪ ،‬وبرأ هللا‬
‫الخلق يبرؤهم ‪ :‬خلقهم‪ ،‬وهم البرية‪.‬‬
‫‪ 16‬وإنى فيكم فاشهدونى وعاينوا جمالى موصول وسرى بصحبتى‬

‫فيكم ‪ :‬بينكم دائم يشهد أعمالكم لقول الحق (واعلموا أن فيكم رسول هللا )‬
‫فاشهدونى ‪:‬الشاهد ‪ :‬العالم الذى يبين ماعلمه ‪.‬ورجل شاهد ‪ ،‬وأصل الشهادة‬

‫‪ :‬أإلخبار بما شاهده ‪ ،‬والمشاهدة ‪ :‬المعاينة بالنظربعين الرأس وعين القلب ‪.‬‬
‫وعاينوا ‪ :‬عاين الشيء ‪ :‬رآه بعينه والعين والمعاينة ‪ :‬النظر‪،‬ورآه عيانا‪:‬لم يشك فى رؤيته إياه ‪ ،‬ولقيته عيانا أىمعاينة‪ ،‬وتعينت‬
‫الشىء ‪:‬أبصرته ‪. .‬‬

‫(‪)1/14‬‬

‫جمالى ‪:‬الجمال ‪:‬الشىء المجمل والجمع جماالت ‪،‬وروى عن ابن عباس أنه قال الجماالت ‪ :‬حبال السفن يجمع بعضها إلى بعض‪،‬قال‬
‫األزهرى ‪:‬كأن الحبل الغليظ سمى جمالة ألنها قوى كثيرة جمعت فأجملت جملة‪ ،‬ولعل الجملة اشتقت من جملة الحبل ‪،‬فهو الحبل‬
‫الموصول باألصل وجمالى‪:‬حبلى‪،‬ومن أمثال العرب‪:‬اتخذ الليل جمال‪:‬أىسرى الليل كله‪.‬‬
‫موصول ‪:‬الوصل ضد القطع ‪،‬ووصلت الشىء وصال ‪ ،‬والوصل ضد الهجران ‪ ،‬ووصل الشىء بالشىء يصله وصال ‪،‬ووصل الشىء إلى‬
‫الشىء ‪ :‬إ نتهى إليه وبلغه‪ ،‬واتصل الرجل ‪ :‬انتسب ‪ ،‬والوصل ‪:‬فى عفاف الحب ‪،‬كذلك وصل حبله وصال فهو حبل موصول‪،‬والوصل‬
‫والتواصل‪:‬ضد التصارم والهجران‪،‬والصلة‪ :‬الجائزة والعطية‬
‫بصحبتى ‪:‬الصحبة ‪:‬اسم للجمع ‪،‬والمصحب ‪ :‬المستقيم الذاهب ال يتلبث ‪ ،‬والمصاحب ‪:‬المنقاد من األصحاب وهم الصحابة جمع صاحب‬
‫وصحبه ساروا معه فىطريقه‬
‫‪-17‬رويت عن المحبوب ما قد رأيته وسر أبى العينين متن روايتى‬
‫رويت ‪:‬روى الحديث ‪:‬يرويه رواية ‪ ،‬ويقال ‪:‬روى فالن فالنا نظما إذا رواه حتى حفظه للرواية عنه فإنه راو فى الماء والشعر‬
‫والحديث‪،.‬ورويته الحديث ‪:‬حملته على روايته ‪.‬‬
‫عن المحبوب ‪:‬أخذنا عنه الروا ية ‪،‬والمحبوب ‪ :‬الحبيب ‪ ،‬والحب ‪:‬نقيض البغض‪ ،‬والحب‪:‬الوداد ‪،‬وأحبه فهو محب وكذلك الحب ‪،‬‬
‫وأحبه فهو محب ‪ ،‬وتحبب إليه ‪ :‬تودد ‪،‬والحب ‪:‬الحبيب المحبوب وكان سيد نا زيد بن حارثة حب رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪،‬وجمع الحب ‪ :‬أحباب وأحبة ‪ ،‬والحبيب هو رسول هللا سيدنا محمد صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬وفى الحديث (وأحبونى لحب هللا‬
‫وأحبوا آل بيتى لحبى )‬
‫قد ‪:‬للتحقيق ‪.‬‬
‫رأ يته‪:‬الرؤية بالعين نتعدى الى مفعول واحد‪،‬وبمعنى العلم تتعدى إلى مفعولين‪،‬قال ابن سيدة‪ :‬الرؤية النظر بالعين والقلب‪،‬ورأ يته‬
‫رؤية ‪:‬شاهدته ‪،‬ويقال ‪ :‬رأ يته بعينى رؤية‪،‬ورأ يته رأىالعين أى حيث وقع البصر عليه ‪،‬ويقال رأى القلب ‪:‬إرتأيت ‪،‬والمرأى ‪:‬‬
‫المنظر ‪.‬‬

‫(‪)1/15‬‬

‫أ بو العينين ‪:‬كنية السيد إبراهيم القرشى الدسوقى شيخ الطريقة وبرهان الملة والدين‪..‬‬
‫متن‪ :‬المتن من كل شىء‪ :‬ماظهر منه ومتن الحديث ‪:‬نصه ‪.‬‬
‫روايتى ‪ :‬ما أرويه روا ية‬
‫‪-18‬أالفخذوا عنى اآلحاد معنعنا أصح روا يات الحديث روا يتى‬

‫خذوا عنى ‪:‬تعلموا العلم لقانية عنى‪.‬‬


‫األحا د ‪:‬حديث األحاد ‪ :‬هو ماليس بمتواتر‪،‬وليس ا لمراد به ما رواه واحد فقط بل يطلق حديث اآلحادعلى مارواه واحد ولو فى طبقة‬
‫واحدة فى اإلسناد ويسمى غريبا‪ ،‬وعلى مارواه راويان ولو فى طبقة واحدة فى اإلسناد ويسمى عزيزا لعزته ‪.‬ويطلق على مارواه ثالثة‬
‫فأكثر بحيث ال يصل عددهم إلى حد التواتر ويسمى الحديث المشهور ‪.‬‬
‫والحديث الغريب ‪ :‬هو ما تفرد به راو واحد ولو فى طبقة من طبقات اإلسناد ‪،‬فإذا توافرت فيه شروط الصحة فهو صحيح وإذا اجتمعت‬
‫فيه هذه الشروط مع صحة الضبط كان مسندا ‪.‬‬
‫الحديث المعنعن ‪:‬أى الذىرواه فالن عن فالن وهو حديث متصل ويمكن لقاء من روى بمن روى عنه ‪ ،‬واشترط البخارى وحدة ثبوت‬
‫اللقاء ولو مرة ‪.‬‬
‫وأما المتأخرون بعد الخمسمائة (فعن ) عندهم أى ولو باإلجازة فقط وذلك اليخرجه عن االتصال ‪.‬‬
‫أصح ‪:‬فى أقسام الحديث ‪- 1:‬الحديث الصحيح ‪ :‬هو ما ا تصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله وسلم من شذوذ وعلة ‪.‬وأصح الصحيح‬
‫‪-:‬‬
‫‪-1‬ماإ تفق عليه الشيخان البخارى ومسلم ‪.‬‬
‫‪-2‬ما إ نفرد به البخارى ‪.‬‬
‫‪ -3‬ماإ نفرد به مسلم ‪.‬‬
‫‪-4‬الصحيح الذى جاء على شرطهما‪.‬‬
‫‪-5‬الصحيح الذى جاء على شرط البخارى ‪.‬‬
‫‪-6‬الصحيح الذى جاء على شرط مسلم ‪.‬‬
‫‪ -7‬الصحيح عن غيرهما من األئمة المعتبرين وليس على شرطهما وال على شرط أحدهما ‪.‬‬
‫وأصح إ سناد فى الصحيح هو ما رواه األمام أحمد عن األمام الشافعى عن األمام مالك عن نافع عن ا بن عمر عن رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم وتعرف بسلسلة االذهب ‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫(‪)1/16‬‬

‫‪-19‬حرام على قوم أكون إمامهم والية قوم جاحدين لنعمتى‬

‫حرام ‪:‬ما حرمه هللا واليحل لك انتهاكه ‪،‬وقيل‪ :‬مااليحل استحالله‬


‫قوم ‪:‬الجماعة من الرجال خاصة ‪ ،‬وقوم كل رجل ‪:‬شيعته وأتباعه‬
‫إمامهم ‪:‬اإلمام‪:‬كل من ا ئتم به قوم كانوا على الصراط المستقيم وإ مام كل شىء‪:‬قيمه والمصلح له واإلمام ‪:‬الذى يقتدى به والجمع‬
‫أئمة‬
‫وفالن إمام القوم ‪:‬أى هو المتقدم عليهم ‪ ،‬ومنه إمام المسلمين ‪ ،‬واإلمام ‪:‬الطريق األمم‪،‬و فى التنزيل‪( :‬إنى جاعلك للناس إماما)‬
‫والية ‪:‬الولى‪:‬المتولىألمور العالم والقائم عليهم ومن أسماء الحق (الولى ) ‪ ،‬والولى ‪:‬مولى النعم وهو المعتق ‪ :‬أنعم هللا على عبده‬
‫بعتقه‪ ،‬والمولى ‪ :‬هو الناصر والحليف (هو من ضمك إليه فعزك بعزه ومنعك بمنعته وحماك بحماه ) وفى التنزيل‪.Sad‬ال تتولوا قوما‬
‫غضب هللا عليهم)أى ال توالوهم والتناصحوهم وال تجالسوهم وال توادوهم‪،‬وقال الحق‪Sad‬ال تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم‬
‫بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق)‬
‫جاحدين ‪::‬الجحود نقيض اإلقرار ‪ ،‬والجحود ‪:‬اإلنكار مع العلم ‪،.‬والجحد ‪:‬قال الفراء ‪ :‬الضيق فى المعيشة ‪،‬وقيل‪ :‬القلة من كل شىء ‪.‬‬
‫لنعمتى ‪:‬النعمة ‪:‬ضد البؤس والشقاء ‪،‬والنعمة ‪:‬اليد البيضاء والصالح والصنيعة والمنة وما أ نعم به عليك ‪ ،‬وما أعطاه هللا لعبده بما‬
‫اليمكن غيره أن يعطيه إ ياه ‪ ،‬والنعمة ‪ :‬العلم الذى يحب هللا أن يرى أثره على عبده (ونعمة النعم)‪ :‬االهتداء الى الصراط المستقيم‬
‫صراط الذين أنعم هللا عليهم بقربه ومودته ‪.‬‬
‫‪ -20‬ويعرف عنى من هدى هللا قلبه ويعزف عن حبى طريد الهداية‬

‫يعرف عنى‪ :‬يتلقى المعرفة عنى‪،‬والعرفان والمعرفة‪:‬العلم وهو نقيض اإلنكارلقول الحق‪Sad‬أو لم يعرفوا رسولهم فهم له‬
‫منكرون)والتعريف‪ :‬اإلعالم‪ ،‬وقبل ‪:‬إنشاد الضالة‪.‬وفى الحديث‪Sad‬أهل القرآن عرفاء أهل الجنة‪).‬‬

‫ويعزف ‪ :‬عزف يعزف ‪:‬لها يلهو‪،‬والعزف‪ :‬اللعب‪،‬وعزفت عن الشىء ‪:‬تركته بعد 'إعجاب وزهدت فيه وانصرفت عنه‪،‬وعزفت نفسى‬
‫عن الدنيا ‪:‬أى عافيتها وكرهتها ‪.‬‬

‫(‪)1/17‬‬

‫طريد‪ :‬يقال أطرده السلطان‪:‬إذا أمر بإخراجه عن بلده‪.‬وصيرته طريدا‪.‬وقيل‪:‬نفيته‪ ،‬وطرد الرجل‪:‬إذا نحاه عن الطريق‪.‬وفى التنزيل‬
‫‪Sad‬وما أنا بطارد المؤمنين)‬
‫الهداية‪ :‬من أسماء هللا تعالى‪( :‬الهادى)وهو الذى بصر عباده وعرفهم طريق معرفته حتى أقروا بربوبيته‪.‬والهدى‪:‬ضد الضالل‪،‬وهو‬
‫الرشاد‪.‬وفى التنزيل‪ Sad‬قل إن هدى هللا هو الهدى)أى الصراط الذى دعا إليه هو طريق الحق‪.‬وقد هداه هداه هداية‪:‬أى هداه للدين‪.‬وفى‬
‫الحديث أنه قال لعلى كرم هللا وجهه‪ Sad‬قل اللهم اهدنى وسددنى‪،‬واذكر بالهدى هدايتك الطريق‪،‬وبالسداد تسديدك السهم)والمعنى ‪ :‬إ ذا‬
‫سألت هللا الهدى فأخطر بقلبك هداية الطريق‪،‬وسل هللا االستقامة فيه كما تتحراه فى سلوك الطريق‪،‬ألن سالك الفالة يلزم الجادة وال‬
‫يفارقها خوفا من الضالل‪.‬‬

‫وهداه إلى الطريق هداية‪:‬دله عليه وأرشده‪.‬وقال الحق‪Sad‬وهدوا إلى الطيب من القول)‬

‫‪ -21‬سالم على قوم بنا قد تواصلوا فحبلى موصول وجدى قدوتى‬

‫سالم‪ :‬السالم من أسماء هللا تعالى ‪:‬اى يخلص من المكروه‪،‬والسالم ‪:‬البراءة من النقص والعيب فى دينه ونفسه‪،‬ويقول الحق‪Sad‬سالم‬
‫عليكم طبتم فادخلوها خالدين)‬

‫قوم‪ :‬القوم‪:‬جماعة من الرجال خاصة‪،‬وقوم كل إمام ‪:‬شيعته وعشيرته وأتباعه‪.‬والجمع‪:‬أقوام‪،‬وقول الحق‪Sad‬فقد وكلنا بها قوما ليسوا‬
‫بها بكافرين)قال الزجاج‪:‬عنى بالقوم‪:‬الذين آمنوا بالنبى صلى هللا عليه وسلم وأحسنوا اتباعه‪.‬‬
‫قد‪ :‬لتحقق وقوع الفعل‪.‬‬
‫تواصلوا ‪ :‬الوصل ‪:‬ضد الهجران‪.‬ووصله وصال‪،‬ويكون الوصل فى عفاف الحب‪.‬والتواصل ‪ :‬ضد التصارم أى تحابوا‪،‬وقيل‪:‬وصله‪:‬إذا‬
‫أعطاه عطية‪.‬وقال الحق‪Sad‬والذين يصلون ما أمر هللا به أن يوصل ويخشون ربهم)‬

‫(‪)1/18‬‬

‫فحبلى‪ :‬الحبل‪:‬العهد والذمة‪،‬واألمان‪.‬والحبل‪:‬التواصل‪.‬وقال الحق‪Sad‬واعتصموا بحبل هللا جميعا وال تفرقوا) قال عبد هللا بن مسعود‬
‫‪ Sad‬عليكم بحبل هللا فإنه كتاب هللا )وأصل الحبل فى كالم العرب‪:‬العهد واألمان والميثاق‪.‬وفى الحديث‪Sad‬هو كتاب هللا ‪،‬حبل ممدود من‬
‫السماء إلى األرض)أ ى نور ممدود‪.‬ومعنى الحبل الممدود ‪ :‬نور هداه‪.‬‬
‫وجدى‪( :‬انظر البيت ‪)11/1‬‬
‫قدوتى‪ :‬القدو‪ :‬أصل البناء الذى يتشعب منه االقتداء‪.‬ويقال‪:‬قدوة‪:‬لمن يقتدى به‪.‬وتسننت به والجمع قدى‪.‬والقدوة ‪:‬األسوة وقيل‪:‬التقدم‬
‫على القوم لالقتداء به والتأسى بفعله‪.‬وفى التنزيل‪Sad‬لقد كان لكم فى رسول هللا أسوة حسنة )وقول الحق‪Sad‬قد كانت لكم أسوة حسنة‬
‫فى إبراهيم والذين معه)‬
‫‪ -22‬هنيئالمن أم الحمى وبى احتمى هنيئا لمن يسقى براح طريقتى‬

‫هنيئا‪ :‬الهنىء‪ :‬ما أتاك بال مشقة‪ .‬وهنأنى شراب فالن‪:‬كان هنيئا بغير تعب وال مشقة‪.‬وقوله عز وجل‪Sad‬فكلوه هنيئا)وكل ما يأتيك من‬
‫غير تعب فهو هنىء ال تتأذى به‪,‬ويقال فى الدعاء ‪:‬هنئت أى أصبت خيرا وظفرت بكل خير‪.‬وتهنأ فالن‪ :‬إذا كثر عطاؤه وكثر‬
‫خيره‪.‬والهناء‪ :‬السعادة وهو ضد الشقاء‪.‬‬
‫أم ‪ :‬األم ‪:‬القصد وأم الشىء‪ :‬قصده‪.‬ووجه وجهته إليه‪.‬وأم القوم‪:‬تقدمهم وكان إمامهم‪.‬وإ مام كل شىء من ائتم به قوم كابوا على‬
‫الصراط المستقيم‪.‬‬
‫الحمى‪ :‬المانع وماحمى من شىء ‪.‬واحتمى بالحمى‪:‬امتنع وتحصن ‪.‬والحمى ‪:‬ما لم تنله أخفاف اإلبل وال تصل إليه بمشيها على‬
‫أخفافها‪.‬فيحمى ما فوق ذلك‪.‬وفى الحديث‪Sad‬ال حمى إال هلل ورسوله)‬
‫وبى احتمى‪ :‬امتنع‪ .‬من الحماية والمنعة‪.‬‬
‫راح‪ :‬الراح ‪:‬من أسماء الخمر‬

‫طريقتى‪ :‬الطريقة ‪:‬المذهب وقول الحق‪ Sad‬وألو استقاموا على الطريقة‪ )..‬أراد استقاموا على طريقة الهدى‪،‬والطريقة‪:‬أشراف الرجال‬
‫معناه ‪:‬جماعة الرجال األشراف‪.‬وتقول للرجل الفاضل‪:‬هذا طريقة قومه أى قدوة لمن سلك طريقته وجمعها طرائق‪.‬وفى الحديث‪Sad‬من‬
‫سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل هللا له به طريقا إلى الجنة)‬

‫(‪)1/19‬‬

‫‪ -23‬هنيئا لمن أضحى صريعا بحينا فدائى طب بل وقتلى إغاثتى‬

‫أضحى‪ :‬فعل الشىء فى الضحى وهو وقت ارتفاع النهار‬

‫والضحى‪ :‬من طلوع الشمس إلى أن يرتفع النهار وتبيض الشمس‪.‬قال تعالى‪Sad‬والشمس وضحاها) وقيل‪:‬الضحى ‪:‬حين شروق‬
‫الشمس‪.‬‬
‫صريعا‪ :‬الصريع‪ :‬من صرعه فهو صريع ‪.‬والجمع‪:‬صرعى‪.‬ورجل صريع‪ :‬إذا كان ذلك حالته التى يعرف بها ‪ ،‬والصريع‪ :‬العليل‪.‬‬
‫ويستعمل كناية عن شدة المحبة‪.‬فيقال‪ :‬صريع هواه‪.‬‬
‫بحينا‪ :‬الحى‪ :‬الواحد من أحياء العرب‪،‬والحى ‪ :‬يقع على بنى أب كثروا أو قلوا‪.‬وأهل الح‪:‬أهل هللا‪..‬‬
‫فدائى‪ :‬الداء اسم جامع لكل علة‪.‬‬
‫طب‪ :‬الطب‪:‬عالج الجسم والنفس‪،‬ورجل طب وطبيب‪:‬عالم بالطب‪.‬والجمع‪:‬أطبة‪.‬والطب‪:‬البرء من السقم‪.‬‬

‫وقتلى‪ :‬القتل‪ :‬إهالك النفس‪.‬ويقال‪:‬قتل الرجل‪:‬أى قتله العشق‪ .‬ومنه الحديث القدسى‪"Sad‬من طلبنى وجدنى ومن وجدنى أحبنى‪ ،‬ومن‬
‫أحبنى قتلته‪ ،‬ومن قتلته كان علّى ديته ‪،‬ومن كان علّى ديته كنت أنا د يته )‬
‫إغاثتى‪:.:‬من أسماء الحق (المغيث)الذى منه اإلغاثة والعون‪0‬والغواث بالضم‪:‬اإلغاثة‪ .‬وفى الحديث‪:‬اللهم أغثنا‪ .‬وفىالدعاء(ياغياث‬
‫المستغيثين أغثنى) "‬
‫‪ -24‬فذاتى شمس لو تجلت ألحرقت ولكن بفضل هللا أضحت مضيئتى‬

‫فذاتى‪ :‬ذو ‪:‬اسم وتفسيره‪ :‬صاحب ‪ .‬وقال أبوإسحق‪Sad‬ذات بينكم)أى حقيقة و صلكم‪.،‬أى كونوا مجتمعين على أمر هللا ورسوله‬
‫‪0‬وذات الشئ‪ :‬حقيقه خاصته‪ .‬قال ابن األنبارى‪"Sad‬انه عليم بذات الصدور") معناه بحقيقة القلوب‪.‬‬

‫شمس‪ :‬أى كالشمس من حيث المثال‪.‬كالشمس فى نورها و أشعتها ويقول الحق ‪( :‬والشمس وضحاها)‪0‬‬
‫لو‪ :‬حرف امتناع المتناع لقول الحق ( لو كان فيهما آلهةإال هللا لفسدتا‪)..‬‬
‫وفى الحديث القدسى‪(" :‬إن هلل سبعين ألف حجاب من نور وظلمة لو كشفها ألحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصر الواصل إليه من‬
‫خلقه"‬
‫تجلت‪ :‬يقال ‪ :‬جال األمر‪ :‬كشفه وأظهره‪ ،‬وقد انجلى‪ :‬وضح ومنه قول الحق‪ (":‬فلما تجلى ربه للجبل") قال الزجاج‪ :‬ظهر وبان‪،‬‬
‫وجالها واجتالها‪ :‬نظر اليها‪0‬‬
‫ــــــ‬
‫أعجبنيلم يعجبني‬
‫الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى األسفل‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫® مدير المنتدى ®‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫رسالة ‪: sms‬‬

‫سيرى ببطئ ياحياة‬


‫لكى أراك بكامل النقصان حولى‬
‫كم نسيتك فى خضمك‬
‫باحثا عنى وعنك‬
‫وكلما أدركت سرا منك‬
‫قلت بقسوة‬
‫مأجهلك!!!!‬
‫ذكر‬
‫عدد المساهمات ‪11496 :‬‬
‫اٍالقامة ‪ :‬وراء األفق حيث الشئ سواى وحبيبتى‬
‫العمل ‪ :‬مهندس‬
‫نوسا البحر ‪ :‬ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪15781612‬‬

‫ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪Icon_minitime 2020-09-08, 3:36 pm‬‬

‫(‪)1/20‬‬

‫ألحرقت‪ :‬الحرق‪:‬تأثير النار واللهب ‪ .‬وفى الحديث‪ :‬الحرق شهادة "وفى حديث المظاهر‪ " :‬احترقت أى هلكت "والحرقة ‪ :‬حراة النار‪0‬‬

‫بفضل هللا‪ :‬الفضل والفضيلة ضد النقص وقول الحق‪ Sad‬ولوال فضل هللا ورحمته ما زكى منكم أحد أبدآ ) ففضل هللا ورحمته فى األية‬
‫هو رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪..‬وفضل هللا رحمته وعطاؤه‪0‬‬
‫مضيئتى ‪ :‬أى المضيئة لى‪ .‬كما قال ‪( :‬هو الذى جعل الشمس ضياءا والقمر نورا) والضياء نور الشمس‪ .‬التى تلقى نورها إلى القمر‬
‫فيضئ‪ .‬والضوء والضياء‪ :‬ما أضاء لك السبيل‪.‬وضاءت وأضاءت‪ :‬استنارت وصارت مضيئة‪0‬‬
‫‪-25‬وأرضعت أبنائى هوى آل أحمد فأورثهم طه الصفاء ورحمتى‬
‫وأرضعت‪ :‬الرضيع‪:‬المرضع‪،‬وامرأة مرضع‪:‬ذات رضيع‪ 0‬قال أبوزيد‪:‬المرضعة ‪:‬التى ترضع ولدها اللبن ‪ ،.‬وعليه قول الحق‪ "( :‬تذهل‬
‫كل مرضعة)" أى كل أم دنا لها أن ترضع‪ ،‬والمرضع‪ :‬التى لها الصبى ترضعه‪ .‬وقول الحق ‪ (" :‬والوالدات يرضعن أوالدهن حولين‬
‫كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة)"‬
‫أبنائى‪:‬االبن‪ :‬الولد‪ .‬والجمع أبناء وفى آية المباهلة ( قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناء كم )‬
‫هوى‪( :‬انظر البيت ‪)9/1‬‬
‫آل‪ :‬آل الرجل ‪:‬أ هله ‪،‬وآل هللا وآل رسوله‪:‬أولياؤه ومنه"اللهم صل على سيدنا محمد وعلىآل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا‬
‫إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم ‪"..‬‬
‫أحمد ‪ :‬من أسماء الرسول(ص) حين بشر به رسول هللا عيسى بن مريم‪.‬وهو اسم من أفعل أى احمد الحامدين ‪.‬للمبالغة فى الحمد ومنه‬
‫الحمد‪ :‬وهوشكرالنعمة التى شملت الكل‪0‬‬
‫أورثهم‪ :‬يقال‪:‬ورث مجده و علمه وخلقه وورثه عنه ورثا وإرثا(انظر البيت ‪)13/1 :‬‬
‫طه‪ :‬قال‪ :‬ابن عباس‪:‬هواسم للنبى صلى هللا عليه وسلم سماه به هللا تعالىكما سماه محمدا وفيما رواه السيوطى عن ابن مردويه" لى‬
‫عند ربى عشرة أسماء" فذكر فيها طه و يّس‬

‫(‪)1/21‬‬

‫الصفاء‪ :‬الصفاء‪ :‬نقيض الكدر‪ ،‬وصفوة كل شئ خالصه و نقيه والصفو‪ :‬صفاء الشئ وخالصته‪ .‬والصفاء‪ :‬مصدرالشئ الصافى‬
‫النقى ‪ ،‬والصفاء‪:‬مصافاة المودة و اإلخاء وصفاء القلب‪ :‬نقاؤه‪0‬‬

‫ورحمتى ‪ :‬الرحمة‪ :‬الرقة و التعطف ‪:‬و الرحمة من صفات القرآن لقول الحق ("هدى و رحمة لقوم يؤمنون") وقوله تعالى "‪Sad‬‬
‫ورحمة للذين آمنوا") أى سبب إيمانكم ‪ ،‬ورحمة هللا‪ :‬هو رسول هللا (ص) لقول الحق ( وما أرسلناك االرحمة للعالمين) وفى الحديث‪:‬‬
‫" انماأنا رحمة مهداة‪.‬‬
‫‪ -26‬حفظت علومى فيكم و مهابتى وجهرى فيكم بل و فيكم سريرتى‬

‫حفظت ‪ :‬حفظت الشئ حفظا‪ :‬أى حرسته‪ ،‬وحفظته أيضا‪:‬استظهرته وتحفظت العلم‪:‬استظهرته شيئا بعد شئ والمحافظة‪ :‬الوفاء‬
‫بالعهد ‪ .‬والتمسك بالود ‪ .‬وفى التنزيل ‪ ( :‬بما استحفظوا من كتاب هللا ) أىاستودعوه و ائتمنوا عليه‬
‫علومى ‪ ( :‬انظر البيت ‪)7/1‬‬
‫ومهابتى ‪ :‬المهابة ‪ :‬اإلجالل و المخافة ‪ ,‬قال ابن سيدة ‪ :‬المهابة ‪ :‬الهيبة والتقية من كل شئ ‪.‬‬

‫وجهرى ‪ :‬الجهر ‪ :‬اإلظهار ‪:‬ورآه جهرة ‪:‬أى لم يكن بينهما ستر و فى التنزيل‪Sad‬أرنا هللا جهرة ") أى غير مستترعنا بشئ ‪ .‬وقيل‪:‬‬
‫غير محتجب ‪ ،‬وجهرت الشئ ‪ :‬كشفته ‪ ،‬و أجهرته‪ :‬رأيته بال حجاب بينى و بينه‪.‬والجهر ‪ :‬العال نية‪0‬‬
‫سريرتى ‪ :‬السريرة ‪ :‬عمل السر من خير خاصة‪ ، .‬وسررت الشئ ‪:‬كتمته ‪ .‬وسررته ‪ :‬أعلنته وهو من األضداد ‪ .‬ويقال ‪ :‬سر بين‬
‫السرارة ‪:‬هو الخا لص من كل شئ ‪ ،‬وفالن سر هذ األمر ‪ :‬أى عالم به‪0‬‬
‫‪-27‬أجود على أم لترحم طفلها فرحمة من فى الكون من بعض رحمتى‬

‫أجود ‪ :‬رجل جواد ‪ :‬سخى والجمع أجواد ‪ ،‬وجاد الرجل بماله فهو جواد والجود من المطر ‪:‬الكثير‬
‫خيره ‪ .‬وهو الواسع الغزير‬
‫أم ‪ :‬األم ‪ :‬يقال ‪ :‬أم الشئ ‪ :‬أصله ‪ .‬واألم ‪ :‬الوالدة وأصل األم أمهة ولذلك تجمع على أمهات وفى التنزيل ‪"Sad .‬النبى أولى‬
‫بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم") وفى قول الحق ‪( :‬ان أمهاتهم إالالالئى ولدنهم)‬
‫لترحم (انظر البيت‪1)/25‬‬

‫(‪)1/22‬‬

‫طفلها ‪ :‬الطفل ‪ :‬الصغير من كل شئ وال فعل له ‪، .‬والصبى ‪ :‬يدعى طفال حين يولد الى أن يحتلم قال الحق ‪ (" :‬ثم يخرجكم طفال)‬
‫"والطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ‪0‬‬
‫من ‪ :‬الموصولة بمعنى الذى ‪0‬‬
‫فى الكون ‪ :‬الخالئق ‪0‬‬
‫من بعض ‪ :‬البعض الطائفة من الشئ ‪0‬‬
‫رحمتى ‪ :‬فى الحديث(" جعل هللا الرحمة مائة جزءا فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وأنزل فى األرض جزءا واحدآ فمن ذلك الجزء‬
‫تتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن يصيبه )" للبخارى ومسلم عن أبى هريرة ‪0‬‬

‫‪ -28‬عصارة ما فى الكون لكن لحكمة خفيت عن األبصار بل والبصيرة‬

‫العصارة‪ :‬عصارة الثمر‪ :‬أفضل ما فيه‪،‬وعصره‪:‬استخرج ما فيه ‪،‬وعصارة الشىء‪:‬ما تحلب منه إذا عصرته‪ ،‬وقيل‪ :‬العصارة ‪:‬ما سال‬
‫عن العصر‪،‬وكل شىء عصر ماؤه فهو عصير‪ .‬والمعصرات‪ :‬السحائب تعتصر بالمطر‪،‬وفى التنزيل‪ Sad‬وأنزلنا من المعصرات ماءا‬
‫ثجاجا)‪.‬وعصر العنب ومما له دهن كالزيتونة‪:‬استخلص شرابه وزيته‪.‬‬
‫ما فى الكون ‪ :‬ما الموصولة بمعنى الذى‪.‬‬
‫الكون‪ :‬الوجود والحدث‪.‬وكون الشىء‪:‬أحدثه‪،‬وهللا مكون األشياء ومخرجها من العدم‪..‬وكان يكون كونا‪:‬أى وجد واستقر وثبت‪( .‬انظر‬
‫البيت‪)10/1‬‬
‫لكن‪ :‬من حروف العطف‪..‬‬
‫لحكمة‪ :‬الحكمة‪:‬معرفة أفضل األشياء بأفضل العلوم ‪ .‬يقول الحق )ويعلمهم الكتاب والحكمة)والحكمة‪ :‬باطن العلم‪( .‬انظر البيت‪)11/1‬‬
‫خفيت ‪ :‬يقال‪ :‬خفيت الشىء‪:‬كتمته وسترته ‪،‬وشىء خفى‪:‬لم يظهر‪ ،‬قال الحق )ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار)قال‬
‫الفراء‪:‬المستخفى‪:‬المتوارى المستتر‪( .‬انظر البيت‪)8/1‬‬
‫األبصار ‪ :‬جمع بصر‪:‬وهىآلة اإلبصار‪،‬وحاسة الرؤية‪،‬وأبصرت الشىء‪:‬رأيته بالبصر‪.‬‬
‫البصيرة‪ :‬عقيدة القلب‪.‬قال الليث‪:‬البصيرة اسم لما اعتقد فى القلب من الدين وتحقيق األمر‪ .‬والبصيرة‪:‬النظر بعين القلب‪،‬ويقول الحق‬
‫‪Sad‬فإنها ال تعمى األبصار ولكن تعمى القلوب التىفىالصدور)‬

‫(‪)1/23‬‬
‫‪ -29‬نصحت لوجه هللا أبغى رضاءه وحب ذوى القربى وبرأت ذمتى‬

‫نصحت‪ :‬النصح‪:‬نقيض الغش‪،‬ومنه قول الحق‪Sad‬وأنصح لكم)أى أخلصت وصدقت‪،‬واالسم‪:‬النصيحة‪.‬‬

‫ونصح‪:‬خلص‪،‬والنصح والنصيح‪:‬الناصح‪.‬وانتصالقوم‪:‬قبلواالنصيحة‪،‬وفىالحديث‪Sad‬الدين‪.‬النصيحة)‪.‬‬

‫والنصيحة‪:‬كلمة يعبر بها عن إرادة الخير للمنصوح له‪،‬وأصل النصيحة‪:‬صحة االعتقاد وإخالص النية واإلرشاد إلى الطاعة واالنقياد‬
‫للحق‪.‬‬

‫لوجه هللا‪ :‬الوجه‪:‬من الوجهة والقصدالصحيح‪،‬ومنه قول الحق‪Sad‬وما تنفقون إالابتغاء وجه هللا)أى وجه التقرب إلى هللا‪.‬وفى الحديث‬
‫‪ Sad‬الدين النصيحة هلل ولرسوله‪)..‬ومعنى النصيحة هلل‪:‬صحة االعتقاد فى وحدانيته‪،‬وإخالص النية فى عبادته‪،‬والنصيحة لكتاب هللا‪:‬هو‬
‫التصديق به‪،‬والعمل بما فيه‪.‬‬
‫ووجه هللا‪:‬الوجهة الحقة والصراط المستقيم (إن ربى على صراط مستقيم)‪.‬‬

‫أبغى ‪ :‬فى قول الحق‪ Sad‬وما تنفقون إال ابتغاء وجه هللا)ويبغى الشىء‪:‬يطلبه ويسعى إليه‪.‬وفىحديث أبى بكرفى الهجرة‪:‬لقيهما رجل‬
‫بكراع الغميم فقال‪:‬من أنت؟‪.‬قال‪:‬باغ‪،‬قال‪:‬ومن معك؟قال‪:‬هاد)أىباغى الهدايةإلى صراط مستقيم‪،‬واالبتغاء‪:‬الحاجة والمطلب‬

‫رضاءه‪ :‬الرضا ضد السخط‪،‬ورضى رضوانا‪:‬نظره بشكران ورجحان فهو راض‪ .‬أرضاه‪:‬أعطاه ما يرضيه‪.‬ويقول الحق‪Sad‬ومثل الذين‬
‫ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة هللا كمثل جنة بربوة)ويقول الحق‪Sad‬أو إصالح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة هللا فسوف‬
‫نؤتيه أجرا عظيما)‪.‬‬

‫وحب‪ :‬الحب‪:‬نقيض البغض‪،‬وهو الوداد‪،‬ويستعمل فى عفاف الحب كحب الصالحين‪.‬وفى الحديث‪Sad‬أنت مع من أحببت)ومراتب الحب‬
‫تسع‪:‬أولها(الميل)وهو انجذاب القلب إلى مطلوبه‪،‬فإذا زادسمى(رغبة) فإذا زاد سمى(طلبا) فإذا زاد سمى(ولها) فإذا اشتد‬
‫سمى(صبابة)فإذا قوى فى القلب سمى(هوى)فإذا استولى حكمه سمى (شغفا) فإذا المحبفنى عن نفسه فى محبوبه‬
‫سمىذلك(عشقا)فيصير المحب فى هذا المقام حبيبا والحبيب محبا فبتلون كل منهتا بصورة اآلخر‪.‬‬

‫(‪)1/24‬‬

‫ذوى القربى‪ :‬ذوى القربى هم أصحاب القربى وذلك من القرب والتقريب وإيصال القرابة‪،‬ويقول الحق‪Sad‬وآتى المال على حبه ذوى‬
‫القربى)أى ىتى المال لحب ذوى القربى‪.‬وهو من البر الذى هو اسم جامع للخير‪ .‬ويقول الحق‪Sad‬عينا يشرب بها المقربون) قيل‪:‬هم‬
‫األفاضل من أهل الجنة العالية)‪..‬‬

‫وبرأت‪ :‬بقال برىء إذا خلص وتنزه عن النقائص واألذى‪،.‬وبرىء إذا أعذر وأنذر‪،‬ومنه قول الحق‪Sad‬براءة من هللا ورسوله)أى إعذار‬
‫وإنذارللذين عاهدت من المشركين‪.‬‬

‫قال تعالى فى بعض كتب األولين‪ Sad‬إن أحب عبادى إلى من يحبب عبادى إلى‪،‬ويحببنى لعبادى‪،‬أولئك هم األبطال حقا‪،‬إذا أردت أن أنزل‬
‫بخلقى بالء دفعت عنهم بهم)‬
‫ذمتى‪ :‬الذمة‪:‬العهد واألمان والضمان والحرمة والحق‪،‬وفى الحديث)‪:‬فقد برئت منه الذمة)أى أن لكل أحد من هللا عهدا بالحفظ والكالءة‬
‫فإذا ألقى بيده إلى التهلكة أو خالف ما أمر به خذلته ذمة هللا‪.‬تعالى‪.‬‬
‫‪ -30‬وإ ن علومى باسقات وطلعها نضيد ورزق للعباد ورحمتى‬

‫علومى‪ :‬جمع علم‪( .‬انظر البيت‪)7/1‬‬


‫باسقات‪ :‬الباسق‪:‬المستقيم المرتفع‪.‬قال قتادة‪ :‬بسق إذا عال على أقرانه‪،‬وبسقت الناقة‪:‬وقع اللبن فى ضرعها‪ .‬وفى قول الحق‬
‫‪..Sad‬والنخل باسقات لها طلع نضيد *رزقا للعباد)‬
‫وطلعها‪ :‬الطلع هو أول ما يخرج من ثمر النخل‪.‬وفى الحديث‪Sad‬ما نزل من القرآن آبة إال ولها ظهر وبطن ‪،‬ولكل حرف حد ولكل حد‬
‫مطلع) فالظهر هو التفسير‪،‬والبطن هو التأويل‪،‬والحد ما يتناهى إليه فهوم العارفين من معنى الكالم‪،‬والمطلع ما يصعد إليه منه فيطلع‬
‫على شهود الملك العالم‪،.‬قال اإلمام جعفر الصادق‪:‬لقد تجلى هللا لعباده فى كالمه ولكن ال تبصرون‪.‬‬
‫نضيد‪ :‬بعضه فوق بعض ‪،‬والنضد ‪:‬السرير ينضد عليه المتاع ‪،‬والنضد‪:‬السحاب المتراكم‪،‬ونضد الشىء‪:‬جعله متسقا بعضه فوق‬
‫بعض‪.‬قال الفراء‪ Sad‬وطلع نضيد)ما دام فى أكمامه فهو نضيد‪.‬فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد‪.‬واألكمام ‪:‬األستار‪.‬‬

‫(‪)1/25‬‬

‫رزق‪ :‬من أسماء هللا ‪:‬الرزاق الذى أعطى الخالئق رزقها وأوصلها إليهم‪.‬والرزق‪:‬ما ينتفع به والجمع أرزاق‪،‬وقيل‪:‬هو العطاء من‬
‫هللا‪.‬وقد يسمى المطر رزقا‪.‬لقول الحق‪Sad‬وما أنزل هللا من السماء من رزق فأحيا به األرض بعد موتها)‪..‬‬

‫للعباد‪ :‬أى رزقناهم رزقا ‪.‬‬


‫والعباد‪:‬جمع عابد وهو الموحد ومنه تعبد هللا العبد بالطاعة‪،‬والعبد‪:‬المربوب لباريه عز وجل وأصل العبدية‪:‬الخضوع والتذلل‪.‬والعابد هو‬
‫الخاضع المستسلم المنقاد ألمر هللا‪.‬والمعبد‪:‬المكرم المعظم كأنه يعبد‪.‬وقال الحق‪Sad‬والنخل باسقات لها طلع نضيد*رزقا للعباد)وقول‬
‫الحق‪Sad‬إال عباد هللا المخلصين*أولئك لهم رزق معلوم‪.‬‬

‫ورحمتى‪ :‬يقول الحق‪Sad‬ورحمتى وسعت كل شىء فسأكتبها للذين يتقون)‬

‫والرحمة‪ :‬الرزق‪.‬قالهاعكرمة فى قول الحق)‪:‬ابتغاء رحمة من ربك ترجوها) والرحمة‪ :‬الحياة والخصب لقول الحق‪Sad‬وإذا أذقنا‬
‫اإلنسان رحمة من بعد ضراء)وهللا يختص برحمته من يشاء‪.،‬ورحمة هللا‪:‬عطفه وإحسانه ورزقه‪.‬ومن الرزق المطرالذى هو الرحمة‬
‫لقول الحق ‪ Sad‬انظر إلىآثار رحمة هللا كيف يحيى األرض بعد موتها)والرحمة‪:‬ما أرسلت به الرسل من هدى لقول نوح عليه السالم‬
‫‪Sad‬إن كنت على بينة من ربى وآتانى رحمة من عنده انلزمكموها وأنتم لها كارهون) أنظر البيت ‪27/1‬‬

‫‪-31‬ولو شربو راحى أراحوا قلوبهم من العنت األدنى ومن كل شقوة‬


‫شربوا‪:‬سقوا ( انظر البيت‪)7/1‬‬
‫راحى ‪:‬خمرى وقال الحق ‪( :‬وأنهار من خمر لذة للشاربين ) ( انظر البيت ‪)22/1‬‬
‫أراحوا ‪ :‬يقال‪:‬راح ويراح‪:‬برد وطاب وطابت ريحه‪،‬وقول الجق (فروح وريحان) قال الزجاج‪:‬استراحة وبرد ورحمة ورزق‪،‬وارتحت‬
‫الى الشىء‪:‬ملت إليه وأحببته‪،‬وهو ضد العنت والمشقة‬

‫(‪)1/26‬‬

‫العنت ‪ :‬دخول المشقة على اإلنسان ولقاء الشدة والفساد والهالك واإلثم والغلط والخطأ ‪،‬وفى الحديث ( فيعنتوا عليكم دينكم ) أى‬
‫يدخلوا عليكم الضرر فى دينكم ‪،‬والعنت الهالك واعنته ‪:‬أ وقعه فى الهالك والمضرة ومنه قول الحق‪( :‬لو يطيعكم فى كثير من األمر‬
‫لعنتم ) أى لهلكتم ‪ ،‬وأصل التعنت التشديد والوقوع فى أمر شاق ‪.‬‬
‫األدنى‪ :‬األقريب‪،‬ومنه قول الحق )ولنذيقنهم من العذاب األدنى دون العذاب األكبر لعلهم يرجعون))قال الحسن وأبو العالية ‪:‬العذاب‬
‫األدنى ‪:‬مصائب الدنيا وأسقامها ومايبتلى به العبيد حتى يتوبوا‬
‫ومنك كل شقوة ‪:‬أى عذاب اآلخرة‪:‬لقول الحق )فأماالذين شقوا ففى النار لهم فيها زفير وشهيق ) والشقى ‪ :‬الذى كتبت عليه الشقاوة‬
‫وهو فى بطن أمه ‪.‬‬
‫‪-32‬وما زاغت األبصار يوم رأيته جميل المحيا فائقا كل طلعة‬

‫وما زاغت ‪ :‬ما لنفى حدوث الفعل زاغت‪:‬الزيغ‪:‬الميل عن الهدى والقصد‪،‬ومنه قول الحق‪Sad‬وإذا زاغت األبصار ) أى مالت عن‬
‫المشاهدة وزيغ البصر يؤدى إلى زيغ القلب لقول الحق (فلما زاغوا أزاغ هللا قلوبهم وهللا اليهدى القوم الكافربن )‬
‫يوم ‪ :‬بمعنى الحال والوقت ‪.‬‬
‫رأيته ‪ :‬ا لرؤية المشاهدة ‪،‬وقال بن سيدة ‪ :‬الرؤية ‪:‬النظر بالعين والقلب ‪.‬‬
‫جميل ‪ :‬نصبت على الحال وهو البهاء فى الطلعة ‪.‬‬

‫فائقا ‪ :‬يقال‪ :‬فاقة ‪:‬أى عاله وغلبه وفى الحديث‪Smile‬حبب إلى الجمال حتى ما أحب أن يفوقنى أحد بشراك نعل ) ‪،‬فقت فالنا ‪:‬أىصرت‬
‫خيرا منه وأعلى وأشرف والمرادالمرتبة والمنزلة ‪ ،‬ومنه الشىء الفائق ‪:‬أى الجيد الخالص فى نوعه‬
‫طلعة ‪ :‬الطلعة ‪ :‬الرؤية ‪.‬وطلعة الرجل ‪:‬شخصه وما ظهر منه‪.‬وتطلعه ‪:‬نظر إلى طلعته‪0‬نظر حب وكل باد من علو طالع ‪.‬وطلوع‬
‫الشمس‪ :‬ظهورها من مشرقها ‪.‬فهى طالعة ‪،‬ويقال‪.‬وأطلعت الشمس‪:‬نظرتها حال طلوعها ‪ ،‬والطلعة ‪:‬اسم مرة من الطلوع‬

‫(‪)1/27‬‬

‫‪-33‬وإنى إذ أروى رأيت وعاينت معى سائر األقطاب أصل الرواية‬


‫إذ ‪ :‬إذ وإذا حرفا توقيت‪،.‬فإلذا جاء(إذا)مع مضارع كان معناه ماضيا (وإذ تقول للذى أنعم هللا عليه)‬
‫معناه‪:‬وإذ قلت‪.‬‬
‫أروى ‪ :‬من الرى بالماء ‪.‬وقيل‪:‬من رواية العلم‪ .‬والروى‪:‬الساقى ‪،‬وروى الحديث‪:‬يرويه رواية‪.‬‬
‫رأيت ‪ ( :‬انظر البيت‪)17/1‬‬
‫وعاينت ‪ :‬العين والمعاينة‪:‬النظر‪.‬وقد عاينته عيانا‪:‬لم أشك فى رؤيته‪.‬ويقال‪:‬رأيته عيانا‪:‬أى مواجهة ومعاينة‪.،‬وتعينت الشىء‪:‬أبصرته‪.‬‬
‫(انظر البيت‪)16/1‬‬
‫سائر ‪ :‬سائر األقطاب‪:‬أى جميعهم‪.‬‬
‫األقطاب ‪( :‬أنظر البيت ‪)5/1‬‬
‫أصل ‪ :‬أصل الشىء‪:‬ماتفرع منه فروعه‪.‬وهو الثابت‪.‬وأصل الشىء‪:‬مبتدؤه وما كان عليه معتمده‪.‬‬
‫الرواية‪ :‬رواية الحديث والعلم‪.‬وأصل الرواية‪:‬من كانت هى منه وكان لها أصال ورويتها عنه‪.‬‬

‫(‪)1/28‬‬
‫ـــ‬

‫‪:‬القصيدة الثانية‬

‫بيت رقم ‪:1 -‬‬


‫َه َذ ا َع َط اُء ِهَّللا ِمْن َع ْلَي اَئ ِه *** َه َذ ا ِإْص ِط َفاُء الَّسِّي ِد اْلُبْر َهاِني‬

‫المعني‪:‬‬
‫مالحظة‪:‬‬
‫الحروف التي في أول األبيات من رقم ‪ 2‬حتى رقم ‪ 22‬على الترتيب هي حروف اسم موالنا الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني و‬
‫أضاف رضي هللا عنه البيت األول " هذا عطاء هللا " بعد إمالئه للقصيدة كلها‬
‫َه َذ ا‪ :‬إسم إشارة للقريب‪ ,‬موالنا اإلمام الشيخ إبراهيم خليفته‪ ,‬رضي هللا عنه‪ .‬قال تعالي‪َ( :‬فْلَيْع ُبُدوا َر َّب َٰه َذ ا اْلَبْي ِت) ‪ 3‬قريش‪ ,‬و قال‬
‫تعالي‪ِ( :‬إَّن َأَّو َل َبْي ٍت ُو ِض َع ِللَّن اِس َلَّلِذي ِبَب َّك َة ُمَب اَر ًك ا َو ُهًدى ِّلْلَع اَلِميَن ) ‪ 96‬آل عمران‪ ,‬و هو قلب النبي صّلي هللا عليه و سّلم‪ .‬فتكون‬
‫(هذا) إشارة للخليفة القائم باألمر‪.‬‬
‫َع َط اُء ِهَّللا‪َ :‬أْع طاُه ناوله و الَع طاء َن ْو ٌل للرُج ِل الَّس ْم ِح ‪ .‬اآلية‪َٰ( :‬ه َذ ا َع َط اُؤ َن ا َفاْم ُنْن َأْو َأْم ِس ْك ِبَغ ْي ِر ِحَس اٍب) ‪ 39‬ص‪َ ,‬ع َط اُء ِهَّللا‪ :‬هللا رئيس‬
‫األسماء اإللهية‪ ,‬أي المتحّم ل لكل األسماء اإللهية‬
‫ِمْن َع ْلَي اَئ ِه‪ :‬من موطن الهيمنة علي بقية األسماء‬
‫َه َذ ا‪ :‬كرر للتأكيد‬
‫ِإْص ِط َفاُء ‪َ :‬ص ْف َو ُة ُك ِّل شيٍء ‪ :‬خاِلُص ُه‬

‫الَّس ِّي ِد اْلُبْر َهاِني‪ :‬الَّس ِّي ِد‪ :‬سيدي إبراهيم الدسوقي رضي هللا عنه‪ ,‬اْلُبْر َهاِني‪ :‬نسبة للبرهان (سيدي إبراهيم)‪ ,‬خاصة بسيدي فخر الدين‪.‬‬
‫االصطفاء من سيدي إبراهيم عّب ر عنه سيدي فخر الدين‪.‬‬

‫بيت رقم ‪:2 -‬‬


‫َم ا ُك ُّل َمْن َكَت َم الَّش َهاَد ة آِثٌم *** َأْو ُك ُّل َمْن َو َأَد اْلَب ِر يَئ َة َج اِني‬
‫المعني‪:‬‬
‫َم ا ُك ُّل َمْن ‪ :‬ما النافية‪َ ,‬م ا ُك ُّل َمْن تنفي عموم الُح كم و تفيد البعضية‬
‫َكَت َم الَّش َه اَدة آِثٌم‪ :‬اآلية‪َ( :‬و اَل َتْكُتُم وا الَّش َهاَد َة َو َم ن َي ْكُتْمَه ا َفِإَّن ُه آِثٌم َقْلُبُه َو ُهَّللا ِبَم ا َت ْع َم ُلوَن َع ِليٌم) ‪ 283‬البقرة‪ ,‬قال في التائية (‪ 281‬ق‬
‫‪:)1‬‬
‫َو ُأْخ ِبُر َعَّم ا َلْم َيَر الَّن اُس ِم َّن ًة *** َو ِإّن َي ِفيِه َك اِتٌم لِلَّش َه اَدِة‬
‫الشهادة‪ :‬رأي العين‪ ,‬غيب الّذ ات‪ ,‬و هو العلم الخاص بحضرة النبي صّلي هللا عليه و سّلم‪ ,‬فقد ورد عنه صلى هللا عليه وسلم إنه قال‪:‬‬
‫( أوتيت ليلة أسرى بى ثالثة علوم ‪ ،‬فعلم أمرت بتبليغه ‪ ،‬وعلم ُخ يرت فيه وعلم أمرت بكتمانه ) ‪ -‬الحديث أورده سيدى عبد الكريم‬
‫الجيلى فى كتاب اإلنسان الكامل ‪.‬وسنده في التفسير الكبير للثعلبي‬
‫َأْو ُك ُّل َمْن ‪ :‬عطف‪ ,‬علي ما سبق‪ ,‬ينفي عموم الُح كم‬
‫َو َأَد اْلَب ِر يَئ َة َج اِني‪ :‬اآليات‪َ :‬و َأَد اْلَب ِر يَئ َة قتل النفوس‪ .‬اآلية‪َ( :‬و ِإَذ ا اْلَمْو ُءوَد ُة ُس ِئَلْت * ِبَأِّي َذ نٍب ُقِتَلْت ) ‪ 9-8‬التكوير‪ ,‬اْلَب ِر يَئ َة ‪ :‬يقصد النفس‬
‫الكاملة (السابعة) من األنفس السبع‪:‬‬
‫ُثَّم اَّلِتي ُقِبَلْت َع َلى ِع َّالِتَه ا *** ِفي َن ْح ِر َها َيْب ُدو َأَج ُّل ِفَد اِء (‪ 19‬ق ‪)6‬‬

‫الشهادة هي كشف الغيب و أنواع الغيوب كثيرة بعضها يمكن كشفها مثل غيب الشهادة في عالم الشريعة (شفت حاجة بتقول شفتها و‬
‫دي كتمها إثم) في الغيوب اإللهية ال يجوز الكشف إال بما يؤذن به أو بما يتحمله المتلقي‬

‫الوأد هو دفن الحى والوأد ليس هو القتل بل قد يؤدى إليه غالبا ‪ ...‬ونرى أن موالنا رضى هللا عنه قال‪...‬وأقتل باسم هللا فى الصب‬
‫نفسه‪ ...‬وقال ‪ ...‬ال يستطيع الشيخ يقتل جمعها أو بعضها لو كان ذا إغفاء‪.....‬وقال ‪.....‬فالنفس سبع قتلهن مباح ‪..............‬والقتل ال‬
‫يستوجب الوأد قبله‪....‬ومن ثم أرى أن البريئة هى حقيقته الخفية قال رضى هللا عنه"خفيت عن األبصار بل والبصيرة" وقال"خفى‬
‫مقام والخفاء وقايتى"وأيضا "لكنها مبطونة فى ذاتها"وكما جاء فى الحديث أمرت بكتمه فكان العلم مخفيا مع بقائه حيا‪....‬وهللا‬
‫ورسوله والمشايخ أعلم‬
‫أعجبنيلم يعجبني‬
‫الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى األسفل‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫® مدير المنتدى ®‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫رسالة ‪: sms‬‬

‫سيرى ببطئ ياحياة‬


‫لكى أراك بكامل النقصان حولى‬
‫كم نسيتك فى خضمك‬
‫باحثا عنى وعنك‬
‫وكلما أدركت سرا منك‬
‫قلت بقسوة‬
‫مأجهلك!!!!‬
‫ذكر‬
‫عدد المساهمات ‪11496 :‬‬
‫اٍالقامة ‪ :‬وراء األفق حيث الشئ سواى وحبيبتى‬
‫العمل ‪ :‬مهندس‬
‫نوسا البحر ‪ :‬ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪15781612‬‬

‫ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪Icon_minitime 2020-09-08, 3:40 pm‬‬

‫بيت رقم ‪:3 -‬‬

‫َح اَر ْت َج ِميُع اِإلْن ِس ِفي ُكْن ِه ي َك َذ ا *** ِفي َم ْش رِبي َح اَر ْت ُم ُلوُك اْل َج اِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َح اَر ْت ‪ :‬ضّلت و لم تهتدي‬
‫َج ِميُع اِإلْن ِس ‪ :‬أبناء سيدنا آدم من ابتداء الدنيا إلي انتهائها‬
‫ِفي ُكْن ِه ي‪ :‬الّذ ات الظاهر‬
‫َك َذ ا‪ :‬بنفس القدر‬

‫ِفي َم ْش رِبي‪ :‬باطني الخفّي‬


‫َح اَر ْت ُم ُلوُك اْلَج اِن ‪ :‬سبعة أشهرهم شمهورش‪ ,‬حار الملك ال يجد في علمه و ال علم من معه ما يعرفه بي ‪.‬‬

‫يقال رجل جميع أى رجل مجتمع الخلق قوى قد بلغ أشده ‪....‬ومن ثم أرى أن جميع االنس ليس المقصود كلهم وانما المقصود الرجال‬
‫"وأعرف أقدار الرجال جميعهم ‪...‬ولكنهم ضلوا ابتداء مكانتى " وكنه الشىء جوهره وحقيقته وغايته وِنهايته ولذا خاطبهم موالنا‬
‫"فان استطعتم فانفذوا لحقيقتى" ألن من الخالئق من لم يقدر له هللا معرفة ظاهر الشيخ فضال عن باطنه‪.......‬كما أرى أن المشرب هنا‬
‫هو مجموعة االوراد وفعلها فى المريد ألن موطن عالم الجن كما علمنا هو دون السماء األولى‪....‬فى حين أنه يحار في باطنه العلماء‬
‫فقد قال رضى هللا عنه "وكم من عالم قد حار فينا"‪....‬وهللا ورسوله والمشايخ أعلم‬

‫بيت رقم ‪:4 -‬‬

‫ِمْن آَهِة األَّو اِه آهًا ُقْلُتَه ا *** ِمْن أًو َب ِة األَّو اِب ِفي اْلِو ْج َداِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫ِمْن آَهِة األَّو اِه‪ :‬سيدنا إبراهيم الخليل عليه السالم‪ ,‬اآلية‪ِ( :‬إَّن ِإْبَر اِهيَم َلَح ِليٌم َأَّو اٌه ُّم ِنيٌب ) ‪ 75‬هود‬
‫آهًا ُقْلُتَه ا‪ :‬ذكر باإلسم الذي ذكر به سيدنا إبراهيم‪ ,‬الهاء المجّر د (أه)‪ ,‬الهاء هي سّر اإلسم هللا‪ .‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو َو َّفْي ُت َم ا ِم ْن ُه اْلَخ ليُل َق ْد اْب ُتِلي *** َفِص ْر ُت ِإَم امًا َذ ا مَقاٍم َع ِلَّي ِة (‪ 279‬ق ‪)1‬‬

‫ِمْن أًو َب ِة األَّو اِب‪ :‬اآلية‪( :‬اْص ِبْر َع َلٰى َم ا َي ُقوُلوَن َو اْذ ُك ْر َعْبَد َن ا َداُو وَد َذ ا اَأْلْي ِد ِإَّن ُه َأَّو اٌب ) ‪ 30‬ص‪َ( ,‬و َلَقْد آَت ْي َن ا َد اُو وَد ِم َّن ا َفْض اًل َي ا ِجَب اُل‬
‫َأِّو ِبي َمَع ُه َو الَّط ْيَر َو َأَلَّن ا َلُه اْل َح ِديَد ) ‪ 10‬سبأ‪ ,‬اَألْو ُب ‪ :‬الُّر ُج وُع ‪ .‬آَب ِإلى الشيِء ‪َ :‬ر َج َع ‪ ،‬في السير غدو و رواح أو تدّلي و ترقّي ‪ .‬في‬
‫القصيدة (‪ )80‬األبيات ‪:26-22‬‬
‫َو َك اَن ِذَهاِبي ِفي اْل َم َذ اِهِب آِمنًا *** َو َظ َّل ِكِتاِبي ِفي ِظ َالِل ِش َع اِبَه ا‬
‫َو َك اَن ِإَي اِبي ِفي َم َظ اِه ِر َها اَّلِتي *** َي ِض ُّل ِبَه ا ُرْه َباُن ُأِّم ِك َت اِبَه ا‬
‫َو َك اَن ُو ُلوِجي َع اَلَم اَألْم ِر َخ اِتمًا *** ِلَبْد ِء ُشُهوِدي ُم ْث ِبتًا ِع ْلَمَه ا َلَه ا‬
‫َو َغ ْي ِر ي َلْم ُيْع َط اْل ُو ُلوَج َك َر اَم ًة *** َو َأْم ِلُك َح اِلي ِمْن َم َفاِتيِح َغ ْي ِبَه ا‬
‫َو َغ ْي ِر ي ِإْن َح اَز اْلِع َن اَي َة ِإَّن َم ا *** َي ُز وُر َو َال ُتْع ِط يِه ُحْس َن َم آِبَه ا‬
‫ِفي اْلِو ْج َداِن ‪ :‬مصدر من َو َج َد‪َ ,‬و َج ْد ت الَّض اَّلة ِو ْج دانًا‪( .‬و ما ضّلت بذا سفينتي)‪.‬‬

‫ذكر عند سيدنا النبى رجل يكثر ذكر هللا ويسبح فقال‪( :‬إنه ألواه)‪.‬‬

‫وقال أبو ذر رضي هللا عنه‪ :‬كان رجل يكثر الطواف بالبيت ويقول فى دعائه‪ :‬أوه أوه؛ فشكاه أبو ذر إلى النبى صلی هللا عليه وسّلم‬
‫فقال‪( :‬دعه فإنه أواه) فخرجت ذات ليلة فإذا النبى يدفن ذلك الرجل ليال ومعه المصباح‬
‫وكذلك االواه بين جموعنا سر يناجى للسميع الواهب ‪ ---‬وكذلك االواب ممن خلفوا داود يرضى بالحكيم الصائب‬

‫بيت رقم ‪:5 -‬‬

‫َداَن ْت َمَر اِقي الَّص اِلِحيَن ِلَس ْر َو ِتي *** َو اْز َداَن ِت اْل َع ْلَي اُء ِباِإلْح َس اِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َداَن ْت ‪ :‬أطاعت و خضعت فكانت دون مكان صعودي‪.‬‬
‫َمَر اِقي الَّصاِلِحيَن ‪ :‬مراقي جمع مرقي و هو غاية الصعود‪ ,‬اآلية‪َ( :‬أْو َت ْر َقٰى ِفي الَّسَماِء َو َلن ُّن ْؤ ِمَن ِلُر ِقِّي َك) ‪ 93‬اإلسراء‬
‫ِلَسْر َو ِتي‪ :‬اإلسراء و المعراج خاصه رضي هللا عنه‪ ,‬ألهل مراتب اإلحسان من تحّقق بالعبودية‪ ,‬اآلية‪ُ( :‬سْبَح اَن اَّلِذي َأْس َر ٰى ِبَع ْب ِدِه َلْي اًل‬
‫ِّمَن اْل َمْس ِجِد اْل َح َر اِم ِإَلى اْل َمْس ِجِد اَأْلْق َص ى اَّلِذي َب اَر ْكَن ا َح ْو َلُه ِلُنِر َي ُه ِمْن آَي اِتَن ا ِإَّن ُه ُهَو الَّس ِميُع اْلَب ِص يُر ) ‪ 1‬اإلسراء‬
‫َو اْز َد اَن ِت اْل َع ْلَي اُء ‪ :‬اْز َداَن ِت ‪ :‬من زان علي وزن افتعلت فصارت ليلة إسرائه رضي هللا عنه قد أخذت زينتها الستقبال الزائر الكبير‪ ,‬من‬
‫اصطفاف المالئكة و ترحيبهم به و انتباه عوالم األكوان ساعة سروه‪.‬‬
‫ِباِإلْح َس اِن ‪ :‬كل ثمار الحقيقة‬

‫بيت رقم ‪:6 -‬‬


‫َعَص َفْت ِر َي اُح اْل ُقْر ِب َلَّم ا َقاَر َب *** اْل ِميَقاُت َع اَن َق ُلْؤ ُلؤى َمْر َج اِني‬

‫المعني‪:‬‬
‫َعَص َفْت ‪ :‬عصفت الرياح اشتّدت‬

‫ِر َي اُح اْلُقْر ِب‪ :‬الرياح التي تهّب فتنبئك عن قرب المكان‪ ,‬كما في قول سيدنا يعقوب‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و َلَّم ا َفَص َلِت اْلِعيُر َقاَل َأُبوُه ْم ِإِّن ي َأَلِجُد ِر يَح‬
‫ُيوُسَف َلْو اَل َأن ُتَفِّن ُدوِن ) ‪ 94‬يوسف‪ ,‬بشريات الوصول‪.‬‬
‫َلَّم ا َقاَر َب اْل ِميَقاُت ‪ :‬اْل ِميَقاُت وقت حمل األمانة‪.‬‬
‫َع اَن َق ُلْؤ ُلؤى َمْر َج اِني‪َ( :‬ي ْخ ُرُج ِم ْن ُهَم ا الُّلْؤ ُلُؤ َو اْلَمْر َج اُن ) ‪ ,22‬الُّلْؤ ُلُؤ َو اْلَمْر َج اُن كالهما من جوهر البحر‪ ,‬الّر حمن‪َ ,‬ع اَن َق ُلْؤ ُلؤى َمْر َج اِني‪:‬‬
‫صار بعضي كّلي‪ ,‬ظهرت هوّي ته في أنا الظاهر (أنا في أنا إّن ي)‪.‬‬

‫بيت رقم ‪:7 -‬‬


‫َث ْو بًا ِمَن الُّن وِر اْل َع ِلِّي َلِبْس ُتُه *** ِنْع َم الِّلَب اُس َو َج َّل َمْن أْع َط اِني‬

‫المعني‪:‬‬
‫َث ْو بًا‪ :‬الثوب اللباس‪ ,‬خلعة‬
‫ِمَن الُّن وِر اْلَع ِلِّي ‪ :‬نور حضرة النبي صّلي هللا عليه و سّلم المتنّز ل من قبضة النور في غيب األحدّي ة علي روح الخليفة‪ ,‬قال رضي هللا‬
‫عنه‪:‬‬
‫َفَأَّو ُل ِقْب َلِة الُّسَّج اِد ِط يٌن *** َع َلْي ِه َأِش ّع ُة الُّن وِر اْل َع ِلّي (‪ 3‬ق ‪)30‬‬
‫َلِبْس ُتُه‪ :‬حملُت األمانة‬
‫ِنْع َم الِّلَب اُس ‪ِ :‬نعم للمدح‪ ,‬ألنها رئاسة زمن سيدي إبراهيم الدسوقي‬
‫َو َج َّل َمْن أْع َط اِني‪َ :‬ج َّل عُظ م (العظم معناها الرئاسة)‪ ,‬صاحب الرئاسة علي جميع الخالئق‪ ,‬صّلي هللا عليه و سّلم‪.‬‬

‫بيت رقم ‪:8 -‬‬


‫َمْن َش اَهَد اْل َو ْج َه اْلَك ِر َي م َفَه ْل َلُه *** َأْن َيْس َت ِس يَغ الَّر اَح ِباْلِقيَع اِن ؟‬

‫المعني‪:‬‬
‫َمْن َش اَهَد‪َ :‬مْن إسم موصول‪َ ,‬ش اَهَد رأي بعينه‬
‫اْلَو ْج َه اْلَك ِر َي م‪ :‬التجّلي الذتي‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و َيْب َقٰى َو ْج ُه َر ِّب َك ُذ و اْلَج اَل ِل َو اِإْلْك َر اِم ) ‪ 27‬الّر حمن‬
‫َفَه ْل َلُه‪ :‬بعد أن ذاق أعلي الشراب‬
‫َأْن َيْس َت ِس يَغ ‪ :‬يستطيب طعمًا‬
‫الَّر اَح ِباْلِقيَع اِن ‪ :‬القيعان األرض التي ال تمسك الماء‪ ,‬في حديث عن أبي موسى األشعري رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫أنه قال‪( :‬مثل ما بعثني اله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا ‪ ،‬فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكأل والعشب‬
‫الكثير ‪ ،‬وكانت منها أجادب أمسكت الماء ‪ ،‬فنفع هللا بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ‪ ،‬وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان ال‬
‫تمسك ماًء وال تنبت الكأل فذلك مثل من فقه في دين هللا ونفعه ما بعثني هللا به فعلم وعلم ‪ ،‬ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا ‪ ،‬ولم يقبل‬
‫هدى هللا الذي أرسلت به) ‪ ( .‬رواه البخاري‪ .‬يعني من البيت‪ :‬أنه رضي هللا عنه في دوام الشهود الّذ اتي ال يلتفت عنه لغيره‪.‬‬

‫بيت رقم ‪:9 -‬‬


‫َأْو َه ْل ُتَر اُه َلْو ِإْس َت َقاَم ُم َش اِهدًا *** َأَّال َي ِه يَم ِبَنْش َو ِة الَّنْش َو اِن ؟‬

‫المعني‪:‬‬
‫َأْو ‪ :‬عطفًا علي البيت السابق‪:‬‬
‫َمْن َش اَهَد اْل َو ْج َه اْلَك ِر َي م َفَه ْل َلُه *** َأْن َيْس َت ِس يَغ الَّر اَح ِباْلِقيَع اِن ؟‬
‫َه ْل ُتَر اُه‪ :‬هل يمكن أن ُيري لك‬
‫َلْو ِإْس َت َقاَم ُم َش اِهدًا‪ :‬لو حرف امتناع لوجود‪ ,‬دام علي حال المشاهدة‬
‫َأَّال‪ :‬أصلها أن ال‬
‫َي ِه يَم ‪ :‬حالة من العشق كالجنون‪ ,‬هاَم ت الناقُة َت ِه يم‪ :‬ذَهَب ت على وِجهها لَر ْع ٍي‪.‬‬
‫ِبَنْش َو ِة الَّنْش َو اِن ‪ :‬الُس كر من الشراب‪ .‬قيل من سلطان العاشقين؟ فأجاب رضي هللا عنه‪ :‬سيدي إبراهيم الدسوقي‪ .‬و هو القائل‪" :‬أنا الذي‬
‫سكران صاحي من غير ُم دام"‪ .‬سكر و صحو‪.‬‬

‫بيت رقم ‪:10 -‬‬

‫َن ْف ٌس ِلَعْب ِد الَّر اِن َأْع َم ْت َقْلَب ُه *** َن ْف ُس اْلُعَبْي ِد َب ِص يَر ُة اِإلْن َس اِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َن ْف ٌس ِلَعْب ِد الَّر اِن ‪ :‬اآلية‪َ( :‬كاَّل َب ْل َر اَن َع َلٰى ُقُلوِبِه م َّم ا َك اُنوا َي ْك ِس ُبوَن ) ‪ 14‬المطّف فين‪ ,‬لم يتخلص من األنفس السبع‪.‬‬
‫َأْع َم ْت َقْلَب ُه ‪ :‬حجبت بصيرته ألن الران غشاء بين البصيرة و القلب طمس بالذنوب‪ ,‬فأضحي يجهل القدر‪ ,‬فأين هو ممن شري نفسه هلل‪.‬‬
‫و أين هو من حسن االعتقاد قي الشيخ؟؟‬
‫َن ْف ُس اْلُعَبْي ِد‪ :‬اآلية‪َ( :‬و ِمَن الَّن اِس َم ن َي ْش ِر ي َن ْف َس ُه اْب ِتَغ اَء َمْر َض اِت ِهَّللا َو ُهَّللا َر ُء وٌف ِباْلِع َب اِد) ‪ 207‬البقرة‪ ,‬اْلُعَبْي د يعني نفسه سيدي فخر‬
‫الدين رضي هللا عنه‪ ,‬تحقق بالعبودية هلل‪.‬‬
‫َب ِص يَر ُة اِإلْن َس اِن ‪ :‬اآلية‪َ( :‬و ِفي َأنُفِس ُك ْم َأَفاَل ُتْب ِص ُروَن ) ‪ 21‬الّذ اريات‪ ,‬تحقق بصفات اإلنسان الكامل‬

‫بيت رقم ‪:11 -‬‬

‫َع ِّن ي َع ِن اْلَمْع ُص وِم َج َّل َث َن اُؤ ُه *** َمْن َظ َّن ِبي َخ ْي رًا َلُه َخ ْيَر اِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َع ِّن ي َع ِن اْل َمْع ُص وِم ‪ :‬حديث يرويه (عنه رضي هللا عنه) عن (حضرة النبي صّلي هللا عليه و سّلم (مباشرة)‬
‫َج َّل َث َن اُؤ ُه‪ :‬عُظ م ثناؤه’ فال يقدر عليه (يأبي ثناًء و الثناء يأباه)‬
‫َمْن َظ َّن ِبي َخ ْي رًا َلُه َخ ْيَر اِن ‪ :‬الحديث‪َ" :‬مْن َظ َّن ِبي َخ ْي رًا َلُه َخ ْيَر اِن "‪ .‬األصل في المعتاد أن من نوي نية حسنة فله أجرها‪ ,‬أّم ا هذا‬
‫الحديث "َمْن َظ َّن ِبي َخ ْي رًا َلُه َخ ْيَر اِن "‪ ,‬فقد ضمن مضاعفة الثواب‪ ,‬كرمًا ألهل زمان سيدي فخر الدين ألهل العقيدة‪ .‬جاء في الحديث‪:‬‬
‫عن ابن عباس رضي هللا عنهما عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال‪( :‬إن هللا كتب الحسنات‬
‫والسيئات‪ ،‬ثم بين ذلك‪ ،‬فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها هللا عنده حسنة كاملة‪ ،‬وإن هم بها فعملها كتبها هللا عنده عشر حسنات إلى‬
‫سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة‪ ،‬وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها هللا عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها هللا سيئة واحدة)‬
‫رواه البخاري ومسلم‪.‬‬

‫بيت رقم ‪:12 -‬‬

‫َب اُب الُّد ُخ وِل ِإَلى اْل َح ِبيِب ُم َؤ َّك ٌد *** َب اُب اِإلَم اِم َو ِنْع َم َب اُب الَّد اِنِي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َب اُب الُّد ُخ وِل ‪ :‬اآلية‪َ( :‬يْس َأُلوَن َك َع ِن اَأْلِه َّلِة ُقْل ِه َي َمَو اِقيُت ِللَّن اِس َو اْلَح ِّج َو َلْيَس اْلِبُّر ِبَأن َت ْأُتوا اْلُبُيوَت ِمن ُظ ُهوِر َها َو َٰل ِكَّن اْلِبَّر َم ِن اَّت َقٰى‬
‫َو ْأُتوا اْلُبُيوَت ِمْن َأْبَو اِبَه ا َو اَّت ُقوا َهَّللا َلَع َّلُك ْم ُتْف ِلُحوَن ) ‪ 189‬البقرة‬
‫ِإَلى اْل َح ِبيِب‪ :‬سيدنا رسول هللا صّلي هللا عليه و سّلم‬
‫ُم َؤ َّك ٌد‪ :‬شريعًة و حقيقًة‬

‫َب اُب اِإلَم اِم ‪ :‬سيدنا اإلمام الحسين‪ ,‬ورد عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال‪( :‬حسين مني وأنا من حسين ‪ ،‬أحب هللا من أحب حسينًا‪،‬‬
‫الحسين سبط من األسباط)‪ .‬رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم‪ ،‬وصححه الحاكم‪ ،‬و معني شطر الحديث الشريف (و‬
‫أنا من حسين) أّن ه ال يمكن الدخول لمعّي ة سيدنا رسول هللا صّلي هللا عليه و سّلم إال عن طريق موالنا اإلمام الحسين رضي هللا عنه‬
‫َو ِنْع َم َب اُب الَّد اِنِي‪ :‬الَّد اِنِي سيدي إبراهيم الدسوقي رضي هللا عنه‪َ ,‬ب اُب الَّداِنِي سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‪ .‬البيت التالي يوضح‪:‬‬

‫َداٌر ِبَه ا اْلَم كْلوُم ُيْج َمُع َأْم ُرُه *** َد اُر الَّن ِس يِب َو َس اِط ُع اْلُبرَهاِن‬

‫بيت رقم ‪:13 -‬‬

‫َداٌر ِبَه ا اْلَم كْلوُم ُيْج َمُع َأْم ُرُه *** َد اُر الَّن ِس يِب َو َس اِط ُع اْلُبرَهاِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َداٌر ‪ :‬أي الّد اني المشار إليه في البيت السابق‪:‬‬

‫َب اُب الُّد ُخ وِل ِإَلى اْل َح ِبيِب ُم َؤ َّك ٌد *** َب اُب اِإلَم اِم َو ِنْع َم َب اُب الَّد اِنِي‬
‫و هو سيدي إبراهيم الدسوقي رضي هللا عنه‪ ,‬قال عنه‪:‬‬

‫ِإَّن ه َداٌر َو َدَّي اُر اِلّر َض ا *** ِإَّن ُه َو ِهَّللا َح َّالُل اْل ُع َقْد (‪ 10‬ق ‪Cool‬‬

‫ِبَه ا اْل َم كْل وُم‪ :‬اْلكْل ُم الُج رح‪َ ,‬م كْل وٌم َج ريٌح ‪ .‬أي من قتل األنفس و دخل في معّي ة سيدي إبراهيم ليبيعه لسيدنا الحسين رضي هللا عنه‪ ,‬قال‬
‫رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ِع ْن َد َز َو اِل اْلِحِّس َفاْل ُجْر ُح َفْر َح ٌة *** َفِذي ُر َت ٌب ِفيَه ا اِّت َس اُع اْل َمَد اِر ِك (‪ 7‬ق ‪)10‬‬
‫ُيْج َمُع َأْم ُرُه‪ :‬بعد التفّر ق‪ ,‬بدخول المعّي ة‬
‫َداُر الَّن ِس يِب َو َس اِط ُع اْلُبرَهاِن ‪ :‬سيدي إبراهيم الدسوقي رضي هللا عنه‬

‫بيت رقم ‪:14 -‬‬


‫ُه ْم ِم َّن ُة ِهَّللا اْل َع ِلِّي ِلَخ ْلِقه *** ُه ْم َع اِقِلي ُه ْم َن اِظ ِر ي َو ِلَس اِني‬

‫المعني‪:‬‬
‫ُه ْم ‪ :‬آل البيت‬
‫ِم َّن ُة ِهَّللا اْل َع ِلِّي ِلَخ ْلِقه‪َ :‬مّن يمّن مَّنًا‪ ،‬إذا صنع ُص نعًا جميًال‪ِ ,‬م َّن ُة ِهَّللا‪ :‬جميلٌة أسداها هللا لخلقه‪ ,‬اْل َع ِلِّي ‪ :‬أعطاهم شئون رئاسة الكون‪ ,‬اآلية‪:‬‬
‫(َو ُنِر يُد َأن َّن ُمَّن َع َلى اَّلِذيَن اْس ُتْض ِع ُفوا ِفي اَألْر ِض َو َن ْج َع َلُهْم َأِئَّم ًة َو َن ْج َع َلُهُم اْل َو اِر ِثيَن ) ‪ 5‬القصص‬
‫ُه ْم َع اِقِلي ُه ْم َن اِظ ِر ي َو ِلَس اِني‪ :‬كّل ما عندي منهم‬

‫بيت رقم ‪:15 -‬‬

‫َأْط ِفي ِبِهْم َح َّر الَّلَظ ى َو َس ِعيَر َها *** َلْو َال َمَح َّب ُتُهْم ُيَقاُل ِبَث اِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َأْط ِفي ِبِهْم َح َّر الَّلَظ ى َو َس ِعيَر َه ا‪ :‬جاء في آية المباهلة ‪ ،‬و هي ‪َ( :‬فَمْن َح آَّج َك ِفيِه ِمن َبْع ِد َم ا َج اءَك ِمَن اْلِع ْلِم َفُقْل َت َع اَلْو ْا َن ْد ُع َأْب َن اءَن ا‬
‫َو َأْب َن اءُك ْم َو ِنَس اءَن ا َو ِنَس اءُك ْم َو َأنُفَس َن ا وَأنُفَس ُك ْم ُثَّم َن ْب َت ِه ْل َفَن ْج َع ل َّلْع َن َة ِهّللا َع َلى اْلَك اِذ ِبيَن ) ‪ 61‬آل عمران‪ ,‬و في صحيح الترمذي ‪ :‬عن سعد‬
‫بن أبي وَّق اص قال ‪ :‬لما أنزل هللا هذه اآلية ‪َ ... ( :‬ن ْد ُع َأْب َن اءَن ا َو َأْب َن اءُك ْم ‪ ,) ...‬دعا رسول هللا ( صَّلى هللا عليه و آله ) عليا و فاطمة و‬
‫حسنا و حسينا ‪ ،‬فقال ‪ " :‬اللهم هؤالء أهلي " و مثله في مسند أحمد بن حنبل‪ ,‬و قد ورد في أفضل الدعاء إلذهاب الُحّم ي و األذي‪:‬‬
‫(لي خمسٌة ُأطفئ بهم حّر الوباء الحاِط مة ** الُم صطفي و الُم رتضي و ابنيهما و فاِط مة)‪.‬‬
‫َلْو َال َمَح َّب ُتُهْم ُيَقاُل ِبَث اِن ‪ُ :‬يَقال بقولِ َث اٍن غير إطفاء حّر الّلظى (أي ما نجي من الّن ار أحد) لوال محّب تهم‪ .‬في الحديث الشريف روى محب‬
‫الدين الطبري بإسناده عن اإلمام علي كّر م هللا وجهه قال‪ :‬قال رسول هللا صّلى هللا عليه وآله وسّلم‪( :‬مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح‬
‫من ركبها نجى ومن تعَّلق بها فاز‪ ،‬ومن تخّلف عنها زّج في النار)‬

‫بيت رقم ‪:16 -‬‬

‫َلْو َال َهَو اُه ْم ِفي اْلُقُلوِب َو ِفي اْلَح َش ا *** َم ا َذ اَق َقْلٌب لَّذ َة اِإليَم اِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َلْو َال َهَو اُه ْم ‪( :‬في البيت السابق‪َ :‬لْو َال َمَح َّب ُتُهْم ُيَقاُل ِبَث اِن – يخّص مرتبة اإلسالم)‪َ ,‬لْو َال َهَو اُه ْم ‪ :‬ألهل مرتبة اإليمان‪ ,‬الحديث‪َ :‬عْن َعْب ِد‬
‫ِهللا ِبِن عْم ِر و ْب ِن الَع اِص َر ِض َي ُهللا َع ْن ُهَم ا َقاَل‪َ :‬قاَل َر ُس وُل ِهللا صلى هللا عليه وسلم‪َ" :‬الُيْؤ ِمُن َأَح ُد ُك ْم َح َّت ى َي ُك وَن َهواُه َت َبَع ًا ِلَم ا ِجْئ ُت ِبِه"‬
‫ِفي اْلُقُلوِب‪ :‬مأل القلوب‬
‫َو ِفي اْل َح َش ا‪ :‬االصطالم بالمحّب ة‬
‫َم ا َذ اَق َقْلٌب لَّذ َة اِإليَم اِن ‪ :‬عن أنس رضي هللا عنه أن النبي قال‪( :‬ثالث من كن فيه وجد حالوة اإليمان‪ ،‬أن يكون هللا ورسوله أحب إليه‬
‫ممن سواهما‪،‬وأن يحب المرء ال يحبه إال هلل‪ ،‬وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)‪ ,‬و محّب ة آل البيت من محبة‬
‫النبي صلي هللا عليه سلم‪ ,‬في الحديث‪ :‬عن ابن عباس قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬أحّب وا هللا لما يغذوكم به من نعمه ‪،‬‬
‫وأحّب وني لحّب هللا ‪ ،‬وأحّب وا أهل بيتي لحّب ي)‪.‬‬
‫بيت رقم ‪:17 -‬‬
‫ِبِهُم اْس َت َباَن اْلَح ُّق َح ّقًا َو اْن َج َلْت *** َعْن ُك ِّل َم ْك ُر وٍب ُهُم وُم اْل َع اِني‬

‫المعني‪:‬‬
‫ِبِهُم‪ :‬بواسطتهم‬
‫اْس َت َباَن اْل َح ُّق َح ّقًا‪ :‬ورد أن النبي صَّلى هللا عليه و آله‪ ,‬قال يوم غدير خم ‪( :‬من كنت مواله فعلي مواله ‪ ،‬اللهم واِل من وااله و عاِد من‬
‫عاداه ‪ ،‬و احب من احبه ‪ ،‬و ابغض من ابغضه ‪ ،‬و انصر من نصره ‪ ،‬و اخذل من خذله ‪ ،‬و أدر الحق معه حيث دار)‪ .‬قال سيدي فخر‬
‫الدين من حيث الوراثة الكلّي ة‪:‬‬
‫َو اْع َلْم ُبَن َّي ِبَأَّن َقْو ِلَي َص اِدٌق *** َفَأَن ا َو آِلي ِباْلَح َقاِئِق َن اِط ِقيْن (‪ 17‬ق ‪)7‬‬
‫َو اْن َج َلْت َعْن ُك ِّل َم ْك ُر وٍب‪َ :‬و اْن َج َلْت ‪ :‬أي انكشفت بآل البيت‪ ,‬الَك ْر ُب ‪ :‬الـُح ْز ُن والَغ ُّم الذي يْأخُذ بالَّن ْف س‪ ،‬وَك َر به اَألْم ُر والَغ ُّم َي ْك ُر بُه َك ْر بًا‪:‬‬
‫اْشَت َّد عليه‪ ،‬فهو َم ْك ُر وٌب ‪ .‬و مثال ذلك في السيرة ما ورد في توّس ل سيدنا عمر بسيدنا العباس رضي هللا عنهم أجمعين‪ ,‬عن ابن عمر ‪،‬‬
‫أنه قال ‪ :‬استسقى عمر بن الخطاب عام الرمادة بالعباس بن عبد المطلب ‪ ،‬فقال ‪ " :‬اللهم هذا عم نبيك العباس نتوجه إليك به فاسقنا "‬
‫‪ .‬فما برحوا حتى سقاهم هللا‬
‫ُهُم وُم اْل َع اِني‪ :‬اْل َع اِني الخاضع و األسير و المقهور‪ ,‬عن أبي موسى ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪:-‬‬
‫(فكوا العاني‪ ،‬وأطعموا الجائع‪ ،‬وُع ودوا المريض)‪ ،‬العاني‪ :‬أي األسير؛ رواه البخاري‪.‬‬

‫بيت رقم ‪:18 -‬‬


‫َر َو ِت اْل َح َظ اِئُر ِفي اْلَبَص اِئِر ُنوَر َها *** َب َدِت اْلُغ ُيوُب ِبُحّب ِهْم ِتْبَي اِني‬

‫المعني‪:‬‬
‫َر َو ِت اْلَح َظ اِئُر ِفي اْلَبَص اِئِر ُنوَر َها‪َ :‬ر َو ِت أسقت‪ ,‬الحظائر‪ ,‬الحظائر حضرات األسماء اإللهية‪ ,‬تمّد البصائر بنورها‪ .‬البصائر‪ :‬عين القلوب‬
‫للمشاهدة‪.‬‬
‫َب َدِت اْلُغ ُيوُب ِبُحّب ِهْم ‪ :‬بدت تجّلت و انكشفت‪ ,‬الغيوب (غيب الشهادة‪-‬غيب اإلرادة‪-‬غيب المشئية‪-‬غيب الّذ ات)‪ ,‬قال رضي هللا عنه (في‬
‫غيب الّذ ات) عن السيدة زينب رضي هللا عنها‪-:‬‬
‫َو َن ْق رُأ ِفي ُط وِر اِلّسِنيَن َعَج اِئبًا *** َو ُنْر َز ُق ِمْن َر ْق ِم الُّس ُط وِر اْلَخ ِفَّي ِة (‪ 350‬ق ‪)1‬‬
‫ِتْبَي اِني‪ :‬التبيان اإليضاح أو التوضيح‪ ,‬أي كما بّي نُت‬

‫بيت رقم ‪:19 -‬‬


‫َه ْل ِمْن ُم ِحٍب لِلّدَي اِر َي ُؤ ُّمَه ا ؟ *** َأْو َمْن َي ِبُيع الُّر وَح ِبالَّر ْيَح ان ؟‬

‫المعني‪:‬‬
‫َه ْل ِمْن ‪َ :‬ه ْل ِمْن ‪ :‬نداء لمن يرغب‪ .‬في الحديث القدسي َر ُس وَل ِهَّللا َص َّلى ُهَّللا َع َلْي ِه َو َس َّلَم َقاَل ‪َ :‬ي ْن ِز ُل َر ُّب َن ا َت َب اَر َك َو َت َع اَلى ِفي ُك ِّل َلْي َلٍة ِإَلى‬
‫الَّس َماِء الُّد ْن َي ا‪َ ،‬فَي ُقوُل ‪َ( :‬ه ْل ِمْن َس اِئٍل َفُأْع ِط َي ُه ‪َ ،‬ه ْل ِمْن ُمْس َتْغ ِفٍر َفَأْغ ِفَر َلُه ‪َ ،‬ح َّت ى َي ْط ُلَع اْل َفْج ُر )‬
‫ُم ِحٍب لِلّدَي اِر َي ُؤ ُّمَه ا‪ :‬اِلّد َي اِر كناية عن الّذ ات‪ ,‬ديار ذوات أهل البيت‪ ,‬المدينة المنّو رة دار النبي صلي هللا عليه و سلم‪ ,‬عن أبي هريرة‬
‫رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪( :‬إن اإليمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها)‪ ,‬و الدّي ار دون القّص اد‬
‫آل بيت سيدي فخر الدين رضي هللا عنهم‪.‬‬
‫َأْو َمْن َي ِبُيع الُّر وَح ‪ :‬يتخّلي عن ذاته و يفني في ُحّب آل البيت‬
‫ِبالَّر ْيَح ان‪ :‬الَّر ْيَح ان نبت طيب الريح‪ ,‬وقوله تعالى‪َ( :‬فَر ْو ٌح وَر ْي حان) َأي رحمة ورزق‬

‫بيت رقم ‪:20 -‬‬


‫َأْس عَي ِإَلى ِهَّللا الَك ِر يِم ِبُنوِر ِه ْم *** َو َلَم ا َأَخ اَف اْلُك َّل َفْهَو َأَم اِني‬

‫المعني‪:‬‬
‫َأْس عَي ِإَلى ِهَّللا‪ :‬التّر قي في السير‬
‫الَك ِر يِم ‪ :‬ألنهم في موطن الكرم اإللهي‬
‫ِبُنوِر ِه ْم ‪ :‬اآلية‪َ( :‬أَو َم ن َك اَن َمْي ًت ا َفَأْح َيْي َن اُه َو َج َع ْلَن ا َلُه ُنوًر ا َيْم ِش ي ِبِه ِفي الَّن اِس َك َم ن َّم َث ُلُه ِفي الُّظ ُلَم اِت َلْيَس ِبَخ اِر ٍج ِّم ْن َه ا َك َٰذ ِلَك ُز ِّيَن‬
‫ِلْلَك اِفِر يَن َم ا َك اُنوا َيْع َم ُلوَن ) ‪ 122‬األنعام‬
‫َو َلَم ا َأَخ اَف اْلُك َّل َفْهَو َأَم اِني‪ :‬التجّلي الّذ اتي الصرف‬

‫بيت رقم ‪:21 -‬‬

‫َن ْع ُت اَألَم اِجِد َك الُّن ُج وِم َو ُنوِر َها *** ِبِهُم اْه َت َدى َم ن َض َّل ِفي الِو ْد َي اِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َن ْع ُت اَألَم اِجِد‪ :‬آل البيت‬
‫َك الُّن ُج وِم َو ُنوِر َه ا‪ :‬الكاف للتشبيه و تقريب المعني‪ ,‬هم النّج وم و هم الّن ور نفسه‬
‫ِبِهُم اْه َت َدى َم ن َض َّل‪ :‬في الحديث‪( :‬أهل بيتي أمان ألهل األرض كما أن النجوم أمان ألهل السماء‪ ،‬فويل لمن خذلهم وعاندهم)‬
‫ِفي الِو ْد َي اِن ‪ :‬الِو ْد َي اِن مواطن الحيرة‪.‬‬

‫بيت رقم ‪:22 -‬‬

‫َي ا َأُّيَه ا الَّن اُس الَّر ُس وُل َأَمَّد ُهم *** ُه ْم ُم ْن َي ِتي َو الّديُن لِلَّدَّي اِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َي ا َأُّيَه ا الَّن اُس الَّر ُس وُل َأَمَّد ُهم‪َ :‬ي ا َأُّيَه ا‪ :‬بيان‪ ,‬اآلية‪َ( :‬ي ا َأُّيَه ا الَّن اُس َقْد َج اَء ُك ُم الَّر ُس وُل ِباْلَح ِّق ِمن َّر ِّب ُك ْم َفآِم ُنوا َخ ْيًر ا َّلُك ْم ) ‪ 170‬النساء‪ ,‬أي‬
‫َي ا َأُّيَه ا الَّن اُس الذين أمّد هم الرسول (بحّب آل البيت)‪ .‬الناُس موصوف مرفوع و جملة (الَّر ُس وُل َأَمَّد ُهم) في محل رفٍع صفة‪ .‬و ليس‬
‫المعني أمّد آل البيت هنا و إال لكانت الرسوَل بالفتحة الستقامة اللفظ فقط بتقدير إّن الناصبة‪ .‬قيل‪:‬‬

‫ما الّن اُس ِس وي قوٌم َع رفوَك *** و غيُر هم َهَمٌج َهَمٌج‬


‫ُه ْم ُم ْن َي ِتي‪ُ :‬م ْن َي ة‪ :‬من اُألْم ِنّي ة علي وزن ُأْف عولٌة وجمعها اَألماني‪ ،‬و طرحت اَأللف فقيل ُم ْن َي ة على وزن فعلة‪ ,‬اعلموا‪ :‬أن آل البيت هم‬
‫أمنيتي و غايتي‪.‬‬
‫َو الّد يُن لِلَّدَّي اِن ‪ :‬و هم كذلك (الّديُن ) لِلَّد َّي اِن الذي يريد الدين‪ ,‬حديث َز يد بن أرقَم رضي هللا عنه‪ :‬الحديث‪( :‬إِّن ي تارٌك فيكم ما إن تمَّس كُتم‬
‫به لن تضُّلوا بعدي كتاب هللا‪ ،‬حْب ٌل ممدوٌد من الَّس ماء إلى األرض‪ ،‬وِع ترتي أهل بيتي‪ ،‬ولن يتفَّر َقا حتى يِر َد ا علَّي الحوَض ‪ ،‬فانظروا‬
‫كيف َت خُلفوني فيهما)‪.‬‬

‫بيت رقم ‪:23 -‬‬

‫َم َث ِلي َو َأْر َب اُب اْلُفُهوِم َمَع اْل َهَو ى *** َأَن ا َج ْو َهٌر َو ُه ُم َهَب اٌء َفاِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َم َث ِلي‪ :‬تشبيه لتقريب المعني‪ ,‬الياء ياء المتكلم (سيدي فخر الدين) و في الحقيقة تشير إلي تنّز ل األمر للخليفة الوارث‬
‫َو َأْر َب اُب اْل ُفُهوِم ‪ :‬قّي دوا الدين بالعقل‬
‫َمَع اْل َهَو ى‪ :‬بمقياس الهوي و المحّب ة‬
‫َأَن ا َج ْو َهٌر ‪ :‬الَج ْو َهر عزيٍز و يبقي علي الدوام (دوام العّز )‪.‬‬
‫َو ُه ُم َهَب اٌء َفاِن ‪ :‬ال يبقون (في مقابل مذهبي)‪ .‬جاء في حق أهل الضالل‪ ,‬قال تعالي‪َّ( :‬م َث ُل اَّلِذيَن َك َفُر وا ِبَر ِّب ِهْم َأْع َم اُلُهْم َك َر َم اٍد اْشَت َّدْت ِبِه‬
‫الِّر يُح ِفي َيْو ٍم َع اِص ٍف اَّل َي ْق ِدُروَن ِم َّم ا َك َسُبوا َع َلٰى َش ْي ٍء َٰذ ِلَك ُهَو الَّض اَل ُل اْلَب ِعيُد) ‪ 18‬إبراهيم‬

‫بيت رقم ‪:24 -‬‬


‫َقَّل اْل َع ِلُيم ِبَمْو ِر ِدي َو َم ِعيِنِه *** َض َّل اْلَخ ِبُير ِبَس اَح ِتي َو ِد َن اِني‬

‫المعني‪:‬‬
‫َقَّل اْل َع ِلُيم‪ُ( :‬قل َّر ِّب ي َأْع َلُم ِبِعَّدِتِه م َّم ا َيْع َلُمُهْم ِإاَّل َقِليٌل) ‪ 22‬الكهف‬
‫ِبَمْو ِر ِدي‪ :‬سيدي إبراهيم الدسوقي‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َأَب ا اْلَع ْي َن ْي ِن َي ا َن ْظ مًا َفِر يدًا *** َألْه ِل ِهَّللا َج ْم عًا َك اَن ِو ْر َد ا (‪ 12‬ق ‪)58‬‬
‫َو َم ِعيِنِه‪ :‬سيدنا اإلمام الحسين‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َأْنُتْم َمِعيُن الَّش اِر ِبيَن َج ِميِع ِهْم *** َو ُعُيوُن ِر ٍّي ِم ْس كُهَّن ِخَت اُم (‪ 11‬ق ‪)24‬‬

‫َض َّل اْلَخ ِبُير‪ :‬الولّي المكّم ل لمراتب السير‪ ,‬وصل لمرتبة اإلسم الّر حمن (اَّلِذي َخ َلَق الَّس َم اَو اِت َو اَأْلْر َض َو َم ا َبْي َن ُهَم ا ِفي ِس َّت ِة َأَّي اٍم ُثَّم‬
‫اْس َت َو ٰى َع َلى اْلَع ْر ِش الَّر ْح َٰم ُن َفاْس َأْل ِبِه َخ ِبيًر ا) ‪ 59‬الفرقان‬
‫ِبَس اَح ِتي َو ِد َن اِني‪ :‬ساحتي الطريقة‪ .‬دناني شراب الوصل‬

‫األبيات رقم ‪:31 - 25‬‬


‫(حديث الوثيقة)‬
‫‪-------------‬‬
‫اْلَقِص يَدة الّث اِنَي ة ‪ :‬الُّن وِنَّي ة‪ ,‬بيت رقم ‪:25 -‬‬

‫ُقْلُت اْش َر ُبوا ِص ْر فًا َح َال ِلَي َم ْش َر بًا *** َفَت َأَّهُبوا ِباْلَج ْه ِل َو اْل ِع ْص َي اِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫ُقْلُت ‪ :‬سألوا‪ ,‬فرّد عليهم‪ ,‬اآلية‪َ( :‬قاُلوا اْد ُع َلَن ا َر َّب َك ُيَبِّي ن َّلَن ا َم ا ِه َي َقاَل ِإَّن ُه َي ُقوُل ِإَّن َه ا َب َقَر ٌة اَّل َفاِر ٌض َو اَل ِبْك ٌر َعَو اٌن َبْيَن َٰذ ِلَك َفاْف َع ُلوا َم ا‬
‫ُتْؤ َمُروَن ) ‪ 68‬البقرة‬
‫اْش َر ُبوا ِص ْر فًا‪ :‬شراب الوصل‬
‫َح َال ِلَي َم ْش َر بًا‪ :‬حال مشربًا لي‬
‫َفَت َأَّهُب وا‪ :‬الفاء حرف عطف تفيد الترتيب مع التعقيب – بدون تراخي‪ ،‬اُألْه َب ُة ‪ :‬الُعَّد ُة‪َ .‬ت َأَّهَب ‪ :‬اْس َت َعَّد وَأَخ ذ لذلك اَألْم ِر ُأْه َب َت ه َأي ُهَب َت ه‬
‫وُعَّد َت ه‪ ،‬وقد َأَّهَب له وَت َأَّهَب ‪ ,‬يبين سوء القصد بدايًة منهم‪ ,‬تأهّب فعل و الفاعل ضمير مستتر تقديره (ُهم)‪ ,‬أهل الزيف‪.‬‬
‫ِباْل َج ْه ِل َو اْل ِع ْص َي اِن ‪ :‬جهل عظمة القصائد‪ ,‬عصيان الخليفة الوارث‬

‫=================================‬

‫اْلَقِص يَدة الّث اِنَي ة ‪ :‬الُّن وِنَّي ة‪ ,‬بيت رقم ‪:26 -‬‬
‫ُقْلُت اْش َر ُبوُه ِبَص ْح ِو ُك ْم َفَت ْهَّيُبوا *** َظ ُّن وا الُّظ ُنوَن َو َم ا َأَت ْو ا ِبَمَع اِني‬

‫المعني‪:‬‬
‫ُقْلُت ‪ :‬كرر القول‬
‫اْش َر ُبوُه ِبَص ْح ِو ُك ْم ‪ :‬اْش َر ُبوُه (للقصائد)‪ِ ,‬بَصْح ِو ُك ْم ‪ :‬الصحو ضد الغفلة‪ ,‬ال يريد منهم الغفلة‬

‫َفَت ْهَّيُبوا‪َ :‬ت َهَّيْب ُت الشيَء ‪ِ :‬خْف ُته‪َ ,‬ت ْهَّيُب وا‪ :‬لمعرفتهم بما تخفي صدورهم من اإلفك‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و ِإَذ ا َر َأْي َت ُهْم ُتْع ِجُبَك َأْج َس اُمُهْم َو ِإن َي ُقوُلوا َت ْس َمْع‬
‫ِلَقْو ِلِهْم َك َأَّن ُهْم ُخُشٌب ُّمَس َّن َد ٌة َيْح َس ُبوَن ُك َّل َص ْيَح ٍة َع َلْي ِهْم ُه ُم اْلَعُدُّو َفاْح َذ ْر ُه ْم َقاَتَلُهُم ُهَّللا َأَّنٰى ُيْؤ َفُك وَن ) ‪ 4‬المنافقون‬
‫َظ ُّن وا الُّظ ُنوَن ‪ :‬اآلية‪َ( :‬و َم ا َي َّت ِبُع َأْك َث ُرُه ْم ِإاَّل َظ ًّن ا ِإَّن الَّظ َّن اَل ُيْغ ِني ِمَن اْل َح ِّق َش ْي ًئ ا ِإَّن َهَّللا َع ِليٌم ِبَم ا َي ْف َع ُلوَن ) ‪ 36‬يونس‬
‫َو َم ا َأَت ْو ا ِبَمَع اِني‪ :‬لم يفهموا‬
‫أعجبنيلم يعجبني‬
‫الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى األسفل‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫® مدير المنتدى ®‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫رسالة ‪: sms‬‬

‫سيرى ببطئ ياحياة‬


‫لكى أراك بكامل النقصان حولى‬
‫كم نسيتك فى خضمك‬
‫باحثا عنى وعنك‬
‫وكلما أدركت سرا منك‬
‫قلت بقسوة‬
‫مأجهلك!!!!‬
‫ذكر‬
‫عدد المساهمات ‪11496 :‬‬
‫اٍالقامة ‪ :‬وراء األفق حيث الشئ سواى وحبيبتى‬
‫العمل ‪ :‬مهندس‬
‫نوسا البحر ‪ :‬ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪15781612‬‬

‫ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪Icon_minitime 2020-09-08, 3:41 pm‬‬

‫اْلَقِص يَدة الّث اِنَي ة ‪ :‬الُّن وِنَّي ة‪ ,‬بيت رقم ‪:27 -‬‬

‫ُقْلَن ا َلَق ْد َأَمَر الَك ِر يُم ِبَذ ْب ِحَه ا *** َفَت َه اَمُس واَ َو َو َش ْو ا ِبُك ِّل ِلَس اِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫ُقْلَن ا‪ :‬القول من الجمع‪ ,‬سيدي فخر الدين و وارثه‬
‫َلَقْد َأَمَر الَك ِر يُم ِبَذ ْب ِحَه ا‪ :‬الَك ِر يُم ‪ :‬اإلسم الكريم موطن عطاء القصائد و القرآن‪ .‬الهاء في آخر الكلمة ضمير راجع للوثيقة المزّي فة‪ ,‬اآلية‪:‬‬
‫(َو ِإْذ َقاَل ُم وَس ٰى ِلَقْو ِمِه ِإَّن َهَّللا َي ْأُمُر ُك ْم َأن َت ْذ َبُح وا َب َقَر ًة َقاُلوا َأَتَّت ِخُذ َن ا ُه ُز ًو ا َقاَل َأُع وُذ ِباِهَّلل َأْن َأُك وَن ِمَن اْل َج اِهِليَن ) ‪ 67‬البقرة‬
‫َفَت َه اَمُس وا‪ :‬تساُّر وا و جعلوا كالمًا بينهم يخفونه عن اآلخرين‬
‫َو َو َش ْو ا ِبُك ِّل ِلَس اِن ‪ :‬الَو ْش ُي في الثياب وهو يكون من كل لون‪ ,‬تلّو ن ألسنتهم الكالم‪ .‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َب َدْت ِش ْق َو ُة اْلَو اِش ي َو َج َّف َم ِعيُنُه *** َو َأْص َبَح َم اُء اْلِغ ِّر َغ ْو رًا ِبَغ اَر ِتي (‪ 147‬ق ‪)1‬‬

‫=================================‬

‫اْلَقِص يَدة الّث اِنَي ة ‪ :‬الُّن وِنَّي ة‪ ,‬بيت رقم ‪:28 -‬‬

‫َفاَّداَر ُؤ ا ِفيَه ا َفَخ اَب َر َج اُؤ ُه ْم *** َأَن ا ُم ْظ ِه ٌر َم ا َك اَن ِفي اْلِك ْت َم اِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َفاَّد اَر ُؤ ا ِفيَه ا‪َ :‬ت دارْأتم‪َ ،‬أي اْخ َتَلْف ُتم وَت َداَفْع ُتم‪ .‬وكذلك اّداَر ْأُتْم ‪ ،‬وَأصله َت داَر ْأُتْم ‪ ،‬فُأْد ِغمت التاُء في الدال واجُتِلبت اَأللف ليصح االبتداُء بها؛‬
‫وفي الحديث‪ِ( :‬إذا َت داَر ْأُتْم في الَّط ِر يق َأي َت داَف ْع تم واْخ َتَلْف ُتْم )‪ .‬والـُم داَر َأُة الـُم خالفُة والـُم داَف َع ُة اآلية‪َ( :‬و ِإْذ َقَتْلُتْم َن ْف ًس ا َفاَّداَر ْأُتْم ِفيَه ا َو ُهَّللا‬
‫ُم ْخ ِر ٌج َّم ا ُك نُتْم َتْكُتُموَن ) ‪ 72‬البقرة‪ ,‬اختلفوا في الوثيقة‬
‫َفَخ اَب َر َج اُؤ ُه ْم ‪ :‬فشل ما هدفوا إليه من التصديق بالوثيقة‬
‫َأَن ا ُم ْظ ِه ٌر َم ا َك اَن ِفي اْل ِك ْت َم اِن ‪ُ :‬م ْظ ِه ٌر ‪ :‬سوف ُأظهر‪ ,‬و قد فعل‪ .‬قال رضي هللا عنه (‪ 9-7‬ق ‪)77‬‬

‫َن َس ُبوا ِإَلَّي ( َو ِثيَقًة ) ِمْن َج ْم ِع ِهْم *** َفَر َفْض ُتَه ا َم ْذ ُم وَم ًة َال ُتْلَث ُم‬
‫اْلَبْع ُض ِم ْن ُهْم َقْد َت َو َّلي ِك ْبَر َها *** َو اْلَبْع ُض ِم ْن ُهْم َح اِس ٌد َي َت كَّت ُم‬
‫َو اْلَبْع ُض ِم ْن ُهْم َخ اِئٌف ِمْن َغ ْي ِر َن ا *** َو اْلَبْع ُض ِم ْن ُهْم ُمْج َبٌر َأْو ُمْر َغ ُم‬

‫=================================‬

‫اْلَقِص يَدة الّث اِنَي ة ‪ :‬الُّن وِنَّي ة‪ ,‬بيت رقم ‪:29 -‬‬
‫ُقْلُت اْض ِر ُبوُه ِبَبْع ِض َه ا َفَت َعَّج ُبوا *** َأَك َذ ا َي ُك وُن اْلَمْي ُت َك اْلَي ْقَظ اِن ؟ !‬

‫المعني‪:‬‬
‫َٰذ‬
‫ُقْلُت اْض ِر ُبوُه ِبَبْع ِض َه ا‪ُ :‬قْلُت ‪ :‬الفاعل ضمير مستتر تقديره (أنا)‪ ,‬اآلية‪َ( :‬فُقْلَن ا اْض ِر ُبوُه ِبَبْع ِض َه ا َك ِلَك ُيْح ِيي ُهَّللا اْل َمْو َتٰى َو ُيِر يُك ْم آَي اِتِه َلَع َّلُك ْم‬
‫َت ْع ِقُلوَن ) ‪ 73‬البقرة‪ ,‬اْض ِر ُبوُه‪ :‬القلب‪ِ ,‬بَبْع ِض َه ا‪ :‬بعض كالم الوثيقة المّي ته‪ ,‬اآلية‪ُ( :‬ثَّم َقَس ْت ُقُلوُبُك م ِّم ن َبْع ِد َٰذ ِلَك َفِه َي َك اْلِحَج اَر ِة َأْو َأَش ُّد‬
‫َقْس َو ًة َو ِإَّن ِمَن اْل ِحَج اَر ِة َلَم ا َي َت َفَّج ُر ِم ْن ُه اَأْلْن َه اُر َو ِإَّن ِم ْن َه ا َلَم ا َي َّش َّقُق َفَي ْخ ُرُج ِم ْن ُه اْلَم اُء َو ِإَّن ِم ْن َه ا َلَم ا َيْه ِبُط ِمْن َخ ْش َي ِة ِهَّللا َو َم ا ُهَّللا ِبَغ اِفٍل‬
‫َعَّم ا َت ْع َم ُلوَن ) ‪ 74‬البقرة‬
‫َفَت َعَّج ُبوا َأَك َذ ا َي ُك وُن اْل َمْي ُت َك اْلَي ْقَظ اِن ‪ :‬اْل َمْي ُت ‪ :‬كالمهم المنسوب زعمًا للشيخ‪َ ,‬ك اْلَي ْقَظ اِن ‪ :‬كالم الشيخ‪ ,‬قال رضي هللا عنه في (‪ 19-18‬ق‬
‫‪-:)7‬‬
‫َشَّت اَن َبْيَن َض َالَلٍة ِمْن ِش ْق َو ٍة *** َو َض َالِل َخ ْم ٍر َلَّذ ٍة ِللَّش اِر ِبيْن‬
‫ِص ْن َو اِن َو الِّش ْر ُب اْلُمَع َّت ُق َو اِحٌد *** َم ا َك اَن َأْه ُل اْل َفْض ِل َك اْل ُم َت َفّض ِليْن‬

‫=================================‬

‫اْلَقِص يَدة الّث اِنَي ة ‪ :‬الُّن وِنَّي ة‪ ,‬بيت رقم ‪:30 -‬‬
‫َقاُلوا َه َز ْو َت ِبَن ا َفُقْلُت ُم َش اِهدًا *** ُيْن ِبي َع ِن اْلَح ِّق اْلَي ِقيِن ِلَس اِني‬

‫المعني‪:‬‬
‫َقاُلوا َه َز ْو َت ِبَن ا‪ :‬اآلية‪َ( :‬و ِإْذ َقاَل ُم وَس ٰى ِلَق ْو ِمِه ِإَّن َهَّللا َي ْأُمُر ُك ْم َأن َت ْذ َبُح وا َب َق َر ًة َقاُلوا َأَتَّت ِخ ُذ َن ا ُه ُز ًو ا َقاَل َأُع وُذ ِباِهَّلل َأْن َأُك وَن ِمَن اْلَج اِهِليَن )‬
‫‪ 67‬البقرة‪ ,‬يكشف عنادهم‪.‬‬
‫َفُقْلُت ُم َش اِهدًا‪ُ :‬م َش اِهدًا إعرابها حال‪ ,‬أي ُقلُت حاَل كوني ُمشاهٌد ‪.‬‬
‫ُيْن ِبي َع ِن اْل َح ِّق اْلَي ِقيِن ِلَس اِني‪ِ :‬لَس اِني الّر اوي‪ ,‬ما ينقله الّر اوي عني من موطن الحّق اليقين‬

‫=================================‬

‫اْلَقِص يَدة الّث اِنَي ة ‪ :‬الُّن وِنَّي ة‪ ,‬بيت رقم ‪:31 -‬‬
‫َقاُلوا َس ِخْر َت َفُقْلُت َح اَش ا َفاْع َلُم وا *** َأِّن ي َأَت ْي ُت ِبَن اِص ِع اْلُبْر َهان‬

‫المعني‪:‬‬
‫َقاُلوا َس ِخْر َت ‪ :‬لما انكشف زيفهم‬
‫َفُقْلُت َح اَش ا‪َ :‬ح اَش ا أداة استثناء‪َ ,‬ح اَش ا أن أكون من الّس اخرين‪ ,‬اآلية‪َ( :‬أن َت ُقوَل َن ْف ٌس َي ا َح ْس َر َت ا َع َلٰى َم ا َفَّر طُت ِفي َج نِب ِهَّللا َو ِإن ُك نُت‬
‫َلِمَن الَّس اِخ ِر يَن ) ‪ 56‬الزمر‬
‫َفاْع َلُم وا‪ :‬فاء االستئناف‪ ,‬اْع َلُم وا‪ :‬ترد في القرآن حيث ُي راد محو الجهل‪ ,‬مثل قوله تعالي‪( :‬اْع َلُم وا َأَّن َهَّللا ُيْح ِيي اَأْلْر َض َبْع َد َمْو ِتَه ا َقْد‬
‫َبَّي َّن ا َلُك ُم اآْل َي اِت َلَع َّلُك ْم َت ْع ِقُلوَن ) ‪ 17‬الحديد‬
‫َأِّن ي َأَت ْي ُت ِبَن اِص ِع اْلُبْر َهان‪َ :‬ن اِص ِع اْلُبْر َهان (المحّج ة البيضاء)‪ ,‬شريعة بشهادة الّر اوي‪ .‬في الحديث‪( :‬قد تركتكم على البيضاء ليلها‬
‫كنهارها ال يزيغ عنها بعدي إال هالك)‬
‫بيت رقم ‪:32 -‬‬

‫َب ْق ُر اْلُغ ُيوِب َو َكْش ُف َم ْكُنوَن اِتَه ا *** َش ْأِني َو َح اَش ا الَو ْص ُف ِبالّن ْس َي اِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َب ْق ُر اْلُغ ُيوِب‪ :‬الَب ْق ُر أي الَفتق‪ ,‬اْلُغ ُيوِب ‪( :‬غيب الشهادة‪-‬غيب اإلرادة‪-‬غيب المشيئة‪-‬غيب الّذ ات)‬
‫َو َكْش ُف َم ْكُنوَن اِتَه ا‪ :‬الكْش ُف ‪ :‬رفُع ك الشيء عما ُيواريه ويغّط يه‪ ،‬قال تعالي‪َ( :‬فَكَش ْف َن ا َع نَك ِغ َط اَء َك َفَبَصُر َك اْلَيْو َم َح ِديٌد) ‪ 22‬ق‪َ ,‬م ْكُنوَن ات‬
‫الغيوب‪ :‬تفصيل كل مراتب الغيب‬
‫َش ْأِني‪ :‬الَش ْأن األمر‪ .‬التّص رف من موطن األمر‪ ,‬للقطب الفرد الجامع الكبير‪ ,‬صاحب التيجان األربعة‪ ,‬الياء المضافة إشارة لتنّز ل األمر‬
‫للخليفة الوارث‬
‫َو َح اَش ا‪ :‬أداة استثناء‬
‫الَو ْص ُف ِبالّن ْس َي اِن ‪ :‬الّن ْس َي ان ألهل المراتب دون الشهود الّذ اتي‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬و اْذ ُك ر َّر َّب َك ِإَذ ا َن ِس يَت ) ‪ 24‬الكهف‪ ,‬في موطن الشهود ليس‬
‫هناك نْس َي ان (َّم ا َف َّر ْط َن ا ِفي الِك َت اِب ِمن َش ْي ٍء ) ‪ 38‬األنعام‪.‬‬

‫بيت رقم ‪:33 -‬‬

‫َفالَّس اِئروَن اْل َهاِئموَن ِبَش ْر َب ِتي *** َيْس َت ِنفُروَن َع َز اِئَم الُّر ْك َب اِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َفالَّس اِئروَن ‪ :‬الفاء لالستئناف‪ ,‬الَّس اِئروَن ‪ :‬أهل السير‪ ,‬المرشدين في أهل الطريقة‪ ,‬في الحديث‪( :‬نّض ر هللا وجه الّر احل المترِّح ل)‬
‫اْلَهاِئموَن ِبَش ْر َب ِتي‪ :‬هاَم ت الناقُة َت ِه يم‪ :‬ذَهَب ت على وِج هها لَر ْع ٍي‪ ,‬و هام من الوجد حتي سكر‪ِ ,‬بَش ْر َب ِتي‪ :‬الشراب لألرواح‪ ,‬القصائد‪.‬‬

‫َيْس َت ِنفُروَن َع َز اِئَم الُّر ْك َب اِن ‪ :‬واْس َتْن َف َر القوَم َفَن َفُر وا معه وَأْن َفُر وه َأي نصروه وَم ُّدوه و أصلها نفور الّد ابة‪ ,‬و في القرآن‪َ( :‬ك َأَّن ُهْم ُحُمٌر‬
‫ُّمْس َت نِفَر ٌة) ‪ 50‬المّد ثر‪ ,‬وفي حديث حمزة اَألسلمي‪ُ :‬نِّفَر بنا في َس َف ٍر مع رسول هللا‪ ،‬صلى هللا عليه وسلم؛ يقال‪َ :‬أْن َفْر نا َأي َت َفَّر َقْت ِإبلنا‪،‬‬
‫وُأْن ِفَر بنا َأي ُج ِعلنا ُم ْن ِفِر ين َذ ِو ي ِإبٍل ناِفَر ٍة‪َ ,‬يْس َت ِنفُروَن َع َز اِئَم الُّر ْك َب اِن ‪ :‬أي يشحذون الهمم‬

‫‪-------------------------------‬‬
‫اْلَقِص يَدة الّث اِنَي ة ‪ :‬الُّن وِنَّي ة‪ ,‬بيت رقم ‪:34 -‬‬

‫َو اْل َح اِمدين الَّش اِكريَن َأَمْم ُتُهْم *** َو َأَغ ْث ُتُهْم َيْو َم اْلَت َقى اْل َج ْمَع اِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو اْل َح اِمدين الَّش اِكريَن ‪ :‬معطوف علي المفعول به في الجملة السابقة‪َ( :‬يْس َت ِنفُروَن َع َز اِئَم الُّر ْك َب اِن )‪ :‬الفاعل ضمير مستتر تقديرهم (هم)‬
‫راجعة ل(السائرون) – لو كان مبتدأ كان الزم يكون مرفوع ‪ -‬أي أن السائرون الهائمون يستنفرون عزائم الركبان و اْل َح اِمدين‬
‫الَّش اِكريَن أهل مرتبتي الحمد و الشكر‬
‫َأَمْم ُتُهْم ‪ :‬في مراتب السير‬
‫َو َأَغ ْث ُتُهْم َيْو َم اْلَت َقى اْلَج ْم َع اِن ‪ :‬اآلية‪َ( :‬فَلَّم ا َت َر اَء ى اْلَج ْمَع اِن َقاَل َأْص َح اُب ُم وَس ٰى ِإَّن ا َلُمْد َر ُك وَن ) ‪ 61‬الّش عراء‪ ,‬جمع العناد و العصيان مع‬
‫جمع أهل المحّب ة و الطاعة لسيدي فخر الدين‪.‬‬

‫‪--------------------------‬‬

‫اْلَقِص يَدة الّث اِنَي ة ‪ :‬الُّن وِنَّي ة‪ ,‬بيت رقم ‪:35 -‬‬

‫َنَك ُص وا َع َلى َأْع َقاِبِهْم ِمْن َهْيَب ِتي *** َو َت َو َّج ُس وا ِمْن ِخيَف ِة الَّر ْح َم ِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َنَك ُص وا َع َلى َأْع َقاِبِهْم ‪ :‬الفاعل ضمير مستتر تقديره هم أي أهل اإلّد عاء‪َ .‬نَك َص على عقبيه‪ :‬رجع عما كان عليه من الخير‪ ،‬وال يقال ذلك‬
‫إال في الرجوع عن الخير خاصة‪.‬‬
‫ِمْن َهْيَب ِتي‪ :‬تّج لي الجالل‬
‫َو َت َو َّج ُس وا‪ :‬الَو ْج س‪ :‬الَفَز ع يقع في القلب َأو في السمع من صوت َأو غير ذلك‪ ,‬اآلية‪َ( :‬فَأْو َج َس ِم ْن ُهْم ِخيَفًة ) ‪ 28‬الّذ اريات‬
‫ِمْن ِخيَف ِة الَّر ْح َم ِن ‪ :‬الِخيَف ِة من الخوف‪ .‬التجّلي باالسم الّر حمن‪ ,‬بدًال عن الرحمة الّر حيمية الصرفة‪ ,‬الَّر ْح َم ِن يجمع بين القسوة و الّلين‪:‬‬
‫(قسوُت لما تدعو إليه ضرورتي)‬

‫بيت رقم ‪:36 -‬‬


‫َلْو َأَّن َمْن َخ َط َب اْلِحقيَقَة َج اَء ِني *** َفِبَال َع َن اٍء ِع ْن َد َها يْلَقاِني‬
‫المعني‪:‬‬
‫َلْو َأَّن ‪َ :‬لْو ‪ :‬أداة شرط بمعني (إذا) َأَّن ‪ :‬للتحقيق‬
‫َمْن َخ َط َب اْلِحقيَقَة ‪َ :‬خ َط َب قصد و طلب‪ ,‬أصلها في ِخطبة الّر جل المرأة إذا طلبها‪ .‬اْلِحقيَقَة ‪ :‬علم مرتبة اإلحسان‬

‫َج اَء ِني‪ :‬لم يقل جاءها ألن ال فرق بينه و بينها‪ ,‬كما في قوله تعالي في طلب االستغفار من حضرة النبي صلي هللا عليه و سلم‪َ( :‬و َلْو‬
‫َأَّن ُهْم ِإذ َّظ َلُم وا َأنُفَس ُهْم َج اُء وَك َفاْس َتْغ َفُر وا َهَّللا َو اْس َتْغ َفَر َلُهُم الَّر ُس وُل َلَو َج ُدوا َهَّللا َت َّو اًب ا َّر ِحيًم ا) ‪ 64‬النساء‪ ,‬و هو رضي هللا عنه الطريق‬
‫األقرب للوصول‪.‬‬
‫َفِبَال َع َن اٍء ‪ :‬فاء االستئناف‪ ,‬الباء للوسيلة و ال النافية‪ ,‬أي‪ :‬من غير َع َن اٍء ‪َ :‬ع َن اٍء ‪ :‬طول الطريق‬
‫ِع ْن َد َها يْلَقاِني‪ :‬الوسطّي ة‪ ,‬بين الحّق و الخلق‬

‫بيت رقم ‪:37 -‬‬


‫َيْر َض ى اْلُم ِحُّب ِبَم ا َقَض ْي ُت َو َلْو َأَت ى *** َعْد ِلي ِبَم ا ِم ْن ُه اْشَتَك ى َو ُيَع اِني‬

‫المعني‪:‬‬
‫َيْر َض ى اْلُم ِحُّب ‪ :‬اْلُم ِحُّب يقابله المحبوب‪ ,‬ال حيلة له غير الرضاء‪ُ ,‬يّس لم‬
‫ِبَم ا َقَضْي ُت ‪ :‬حكمت‪ ,‬الخليفة المتصّر ف‬
‫َو َلْو َأَت ى َعْد ِلي ِبَم ا ِم ْن ُه اْشَتَك ى َو ُيَع اِني‪َ :‬و َلْو ‪ :‬للتقليل (اتقوا الّن ار و لو بِش ّق تمرة) الحديث‪ .‬اْشَتَك ى‪ :‬مما سبق (الماضي)‪َ ,‬و ُيَع اِني‪ :‬من‬
‫الحاضر‪ ,‬مما يعني أن اْلُم ِحُّب يالقي من العناء أكثر من ذلك‪ ,‬قيل‪:‬‬
‫و أيسر مافي الُحِّب للَمرِء َقتُله *** و أصَعُب من َقتِل الَفتي يوُم َهجِر نا‬
‫و قيل‪:‬‬
‫َر ضينا بما َي رضي األحّب ُة في الهوى *** فلو َح كموا بالقتِل يومًا َلَس ّلمنا‬
‫و قال سيدي فخر الدين‪:‬‬
‫اْلَخ ْو ُف ِمْن َع ْت ِب اْل َح ِبيِب *** َو َالَت َخ ْو فًا ِمْن َر َدى (‪ 4‬ق ‪)10‬‬
‫بيت رقم ‪:41-38‬‬
‫(َس عدًا لَع بٍد )‬
‫مالحظة‪ :‬ذكر الشيخ في هذه المجموعة من األبيات العبد في خمس مراحل‪ ,‬تبعًا للترقي في األكوان الخمس‪ :‬الملك (موطن أفعال) ‪-‬‬
‫الملكوت (موطن أفعال) – الجبروت (موطن أفعال) – الالهوت (موطن األسماء و الصفات)‪-‬الهاهوت(موطن شهود الّذ ات)‪ .‬و لذلك‬
‫جمعنا شرحها في مكاٍن واحد‪.‬‬
‫َس عدًا‪ :‬قال في القاموس الَّس عُد الُيْم ن‪ ،‬وهو نقيض الَّن ْح س‪ .‬و يتسق أن يقصد بها "هنيئًا"‪.‬‬
‫==============‬
‫اْلَقِص يَدة الّث اِنَي ة ‪ :‬الُّن وِنَّي ة‪ ,‬بيت رقم ‪:38 -‬‬

‫َس ْع دًا ِلَعْب ٍد ِبيَع َو اْل َح ُّق اْشَت رَي *** َو اْل ُمْص َطَفى َي ْش ِر يِه لِلَّدَّي اِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َس ْع دًا‪ :‬هنيئًا‬

‫ِلَعْب ٍد ِبيَع َو اْلَح ُّق اْشَت رَي ‪ :‬بعد التخّلص من األنفس‪ ,‬و هذا يمثل السير في عالم الُم لك‬
‫َو اْل ُمْص َطَفى َي ْش ِر يِه لِلَّدَّي اِن ‪ :‬الدّال ل حضرة المصطفي صلي هللا عليه و سلم‪ ,‬البائع الشيخ صاحب الطريقة و المشتري هللا سبحانه و‬
‫تعالي‪ ,‬اآلية‪ِ( :‬إَّن َهَّللا اْشَت َر ٰى ِمَن اْل ُم ْؤ ِمِنيَن َأنُفَس ُهْم َو َأْمَو اَلُهم ِبَأَّن َلُهُم اْل َج َّن َة ُيَقاِتُلوَن ِفي َس ِبيِل ِهَّللا َفَي ْق ُتُلوَن َو ُيْق َتُلوَن ) ‪ 111‬الّت وبة‬

‫‪-----------------------‬‬

‫اْلَقِص يَدة الّث اِنَي ة ‪ :‬الُّن وِنَّي ة‪ ,‬بيت رقم ‪:39 -‬‬
‫َس ْع دًا ِلَعْب ٍد َقْد َت َج َّمَع ِباْل َفَن ا *** َأْف َن ى َظ َو اِه َر ُه اَّلِذي َأْف َن اِني‬

‫المعني‪:‬‬
‫َس ْع دًا‪ :‬هنيئًا‬

‫ِلَعْب ٍد َقْد َت َج َّمَع ِباْل َفَن ا‪ :‬أكمَل السير في مراتب األسماء اإللهية (السير في هللا)‪ ,‬الحديث‪ :‬عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول هللا ‪ -‬صلى هللا‬
‫عليه وآله وسلم‪" :‬إن هلل تسعة وتسعين اسما مائة إال واحدة ‪ ،‬من أحصاها دخل الجنة"‪ .‬السير في عالم الملكوت‬
‫َأْف َن ى َظ َو اِه َر ُه اَّلِذي َأْف َن اِني‪ :‬انصبغ بنور األسماء بعد أن أفني عن ذاته (َظ َو اِه َر ُه)‪ ,‬اآليتين‪ُ( :‬ك ُّل َمْن َع َلْيَه ا َفاٍن * َو َيْب َقٰى َو ْج ُه َر ِّب َك ُذ و‬
‫اْلَج اَل ِل َو اِإْلْك َر اِم ) ‪ 26,27‬الّر حمن‬

‫‪-----------------------‬‬

‫اْلَقِص يَدة الّث اِنَي ة ‪ :‬الُّن وِنَّي ة‪ ,‬بيت رقم ‪:40 -‬‬
‫َس ْع دًا ِلَعْب ٍد ِبالَّت َذ لِل َقْد َسَم ا *** َأْض َح ى َغ ِنّي ًا ِباَّلِذي َأْغ َن اِني‬

‫المعني‪:‬‬
‫َس ْع دًا‪ :‬هنيئًا‬

‫ِلَعْب ٍد ِبالَّت َذ لِل َقْد َس َم ا‪ :‬التدلي في حجب الجالل العشر‪ ,‬حيث الحقيقة المحمدّي ة‬
‫َأْض َح ى َغ ِنّي ًا ِباَّلِذي َأْغ َن اِني‪ :‬بحضرة المصطفي صلي هللا عليه و سّلم‬

‫‪------------------‬‬
‫اْلَقِص يَدة الّث اِنَي ة ‪ :‬الُّن وِنَّي ة‪ ,‬بيت رقم ‪:41 -‬‬

‫َس ْع دًا ِلَعْب ِد الَّذ اِت َمَع َأْس َم اِئِه *** َس ْع دًا ِلَعْب ِد اْلَو ْص ِف ِبالِّر ْض َو اِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َس ْع دًا‪ :‬هنيئًا‬

‫ِلَعْب ِد الَّذ اِت َمَع َأْس َم اِئِه‪ :‬في عالم الهاهوت‪ ,‬مقام الشهود الّذ اتي‪ ,‬موطن القاب و القوس‬
‫َس ْع دًا ِلَعْب ِد اْل َو ْص ِف ‪ :‬في عالم الالهوت‪ ,‬عالم األرواح المجّر دة‬

‫ِبالِّر ْض َو اِن ‪ :‬الفوز بغاية السير‪ ,‬آلية‪َ( :‬قاَل ُهَّللا َٰه َذ ا َيْو ُم َي نَف ُع الَّص اِدِقيَن ِص ْد ُقُهْم َلُهْم َج َّن اٌت َت ْج ِر ي ِمن َت ْح ِتَه ا اَأْلْن َه اُر َخ اِلِديَن ِفيَه ا َأَب ًدا َّر ِض َي‬
‫ُهَّللا َع ْن ُهْم َو َر ُض وا َع ْن ُه َٰذ ِلَك اْل َفْو ُز اْل َع ِظ يُم) ‪ 119‬المائدة‬

‫بيت رقم ‪:44 - 42‬‬


‫(َت ْع سًا ِلعْب ِد) (ِبْئ َس )‬
‫الَّت ْع ُس ‪َ :‬أن ال َي ْنَت ِع ُش العاِثُر من َع ْث َر ِته و أن يهلك‪.‬‬
‫ِبْئ َس ‪ :‬ضد ِنعَم للَّذ م‬
‫================‬
‫اْلَقِص يَدة الّث اِنَي ة ‪ :‬الُّن وِنَّي ة‪ ,‬بيت رقم ‪:42 -‬‬

‫َت ْع سًا ِلعْب ِد اْلَفْه ِم ِبْئ َس ِإَن اُؤ ُه *** ِمْن َن اِض ٍح ِبالِّر ِّي للَّظ ْم آِن‬
‫المعني‪:‬‬

‫َت ْع سًا‪َ :‬ع ُثَر‬


‫ِلعْب ِد اْلَف ْه ِم ‪ :‬مقّي د علم الّد ين بالعقل‬
‫ِبْئ َس ‪ :‬ضد ِنعَم ‪ ,‬للَّذ م‬
‫ِإَن اُؤ ُه‪ :‬كالمه ألن الكالم إناء للمعاني‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو اْل َمَع اِني ِفي َأِك َّن ِتَه ا ُرُم وٌز *** َفاْلمَب اِني ِفيِه َص اَر ْت َك اَألَو اِني (‪ 2‬ق ‪)65‬‬
‫ِمْن َن اِض ٍح ِبالِّر ِّي للَّظ ْم آِن ‪ :‬علم ال يروي‪ ,‬اآلية‪َ( :‬ك َس َر اٍب ِبِقيَع ٍة َيْح َس ُبُه الَّظ ْمآُن َم اًء َح َّتٰى ِإَذ ا َج اَء ُه َلْم َي ِجْد ُه َش ْي ًئ ا) ‪ 39‬الّن ور‬

‫‪----------------------------------‬‬

‫اْلَقِص يَدة الّث اِنَي ة ‪ :‬الُّن وِنَّي ة‪ ,‬بيت رقم ‪:43 -‬‬

‫َت ْع سًا ِلعْب ِد اْل َو ْه ِم َض َّل َو َم ا اْه َت َد ى *** َض َّل الَّط ِر يَق َو َب اَء ِباْلُخ ْس َر اِن‬

‫المعني‪:‬‬

‫َت ْع سًا‪َ :‬ع ُثَر‬


‫ِلعْب ِد اْلَو ْه ِم ‪ :‬الفالسفة‬
‫َض َّل َو َم ا اْه َت َد ى‪( :‬لم يِلد و لم ُي ولد)‪ ,‬ال تتولد معرفته تعالي بالتفكير‪ ,‬فالتفكير يبعد الفالسفة عن الحقيقة‬
‫َض َّل الَّط ِر يَق َو َب اَء ِباْلُخ ْس َر اِن ‪ :‬الَّط ِر يَق مرتبة اإليمان‪ .‬اآلية‪َ( :‬أَفَم ِن اَّت َبَع ِر ْض َو اَن ِهَّللا َك َم ن َب اَء ِبَس َخ ٍط ِّمَن ِهَّللا) ‪ 162‬آل عمران‬

‫‪----------------------------------‬‬

‫اْلَقِص يَدة الّث اِنَي ة ‪ :‬الُّن وِنَّي ة‪ ,‬بيت رقم ‪:44 -‬‬
‫َي ا ِبْئ َس َعْبُد اْل َم اِل َم اَلْت َر ْح ُلُه *** َو َب َن ْت ِغ َش اَو ُتُه ِبَن اًء َفاِني‬

‫المعني‪:‬‬

‫َي ا ِبْئ َس ‪َ :‬ع ُثَر‬


‫َعْبُد اْلَم اِل ‪ :‬المال ما ملكته من شئ‪ .‬اآلية‪( :‬اَّلِذي َج َمَع َم ااًل َو َعَّدَدُه) ‪ 2‬الُهَم زة‪ ,‬في الحديث‪( :‬تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم ‪...‬‬
‫الخ)‪ .‬شغل موطن نظر هللا بحب المال‪.‬‬
‫َم اَلْت َر ْح ُلُه‪ :‬الَر حل ما يوضع علي ظهر البعير بكفتين ُي حمل فيهما المتاع‪ .‬مالت زاغت بما كسبه من ذنوب‬
‫َو َب َن ْت ِغ َش اَو ُتُه ِبَن اًء َفاِني‪ :‬الغشاوة ما يحجب البصيرة‪ ,‬عمي القلب‪ .‬اآلية‪َ( :‬أَت ْب ُنوَن ِبُك ِّل ِر يٍع آَي ًة َت ْع َب ُثوَن ) ‪ 128‬الّش عراء‪ .‬فاٍن ألنه بناء‬
‫لغير هللا‪ .‬يقول سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َلْو َنَز ْلُتم ِفي َخ َر اٍب *** ِم ْن ُه َأَّن اْلَقْلُب َفاْب ُنوا (‪ 10‬ق ‪)18‬‬
‫و يقول‪:‬‬
‫َي ا َم ِن اْس َتَغَن ى ِبُد ْن َي ا *** ِإَّن َمْي َت الَّش اِة َش ْح ُم (‪ 21‬ق ‪)18‬‬

‫وايضا في الحديث َع ْن َأِبي ُهَر ْيَر َة ‪َ ،‬ع ِن الَّن ِبِّي َص َّلى ُهَّللا َع َلْي ِه َو َس َّلَم َقاَل ‪َ " :‬ت ِع َس َعْبُد الِّديَن اِر ‪َ ،‬ت ِع َس َعْبُد الِّد ْر َه ِم ‪َ ،‬ت ِع َس َع ْبُد اْل َقِط يَف ِة ‪،‬‬
‫َت ِع َس َعْبُد اْلَخ ِميَص ِة ‪ِ ،‬إْن ُأْع ِط َي َر ِض َي ‪َ ،‬و ِإْن َلْم ُيْع َط َلْم َي ِف " و آخر قاله النبي صلى هللا عليه وعلى آله وسلم ‪ (( :‬تعس عبد الدينار‬
‫تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة ))‬
‫(( الدينار‪ :‬هو النقد من الذهب ‪ ،‬والدرهم ‪ :‬هو النقد من الفضة ‪ ،‬والخميصة ‪ :‬هي الثياب الجميلة ‪ ،‬والخميلة ‪ :‬هي الفرش الجميلة ‪.‬‬

‫بيت رقم ‪:45 -‬‬

‫َفْلَت سَمُع وا َقْو ِلي َص ِحيحًا ُمْس َن دًا *** ِإَّن اْلَبَياَن ِبُس وَر ِة الَّر حَم ِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َفْلَت سَمُع وا َقْو ِلي‪َ :‬فْلَت سَمُع وا‪ :‬فاء االستئناف‪ ,‬الم التوكيد‪َ ,‬فْلَت سَمُع وا َقْو ِلي‪ :‬تسمعوا حديث مباشر‪ .‬القول جزء من الحديث‬
‫َص ِحيحًا ُمْس َن دًا‪ :‬حديث صحيح‪ُ ,‬م سندًا ‪ :‬الحديث المسند هو الذي اتصل إسناده من راويه إلى رسول هللا صلي هللا عليه و سلم‪ .‬أروي‬
‫مباشرة عن الرسول هللا صلي هللا عليه و سلم‬
‫ِإَّن ‪ :‬للتوكيد‬
‫اْلَبَياَن ‪ :‬التوضيح‪ ,‬الحديث يبّي ن القرآن‪ ,‬اآليات‪َ( :‬فِإَذ ا َقَر ْأَن اُه َفاَّت ِبْع ُقْر آَن ُه * ُثَّم ِإَّن َع َلْي َن ا َبَي اَن ُه) ‪ 19-18‬القيامة‪ .‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو َأَّن ِك َت اَب ِهَّللا َلْف ظًا َو َغ اَي ًة *** ِبَصْد ِر َي َم ْك ُنوٌن َو ِتْبَياُن ُس َّن ِة (‪ 71‬ق ‪)1‬‬
‫ِبُس وَر ِة الَّر حَم ِن ‪ :‬اْلَبَياَن لمكانة النبي صلي هللا عليه و سلم و آل بيته‬

‫بيت رقم ‪:46 -‬‬

‫ُسْبَح اَن َمْن َخ َلَق اْل َح ِقيَقَة َأَّو ًال *** ُنوَر الَّن ِبِّي ُمَع ِّلِم اْل ُقْر آِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫ُسْبَح اَن ‪ :‬تنزيه عن المثال‬
‫َمْن َخ َلَق اْلَح ِقيَقَة َأَّو ًال‪ :‬هللا الكريم‪ ,‬الحقيقة المحّم دية المتنزلة من غيب األحدّي ة من قبضة الّن ور‪ ,‬أو ما يسمي الخلق األول‪ .‬قال تعالي‬
‫في الحديث القدسي‪( :‬كنت كنزًا مخفّي ًا فأردت أن ُأعرف فخلقُت الخلق و تعرفت إليه و بي عرفوني)‪.‬‬
‫ُنوَر الَّن ِبِّي ‪ :‬في الحديث‪( :‬أول ما خلق هللا نوُر نبّي ك يا جابر)‪ ,‬و قد ذكر ذلك القسطالني في المواهب اللدنية (‪ )1()74-1/73‬و ورد في‬
‫كتاب "تبرئة الذّم ة" (ص‪ ) 9/‬في باب أسبقية نور النبي صلي هللا عليه و سلم‪( :‬يا جابر إن هللا تعالى قد خلق قبل األشياء نور نبيك من‬
‫نوره‪ ،‬فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء هللا تعالى ‪ ،‬ولم يكن في ذلك الوقت لوح وال قلم وال جنة وال نار وال ملك وال سماء وال‬
‫أرض وال شمس وال قمر وال جني وال إنسي ‪ ،‬فلما أراد هللا تعالى أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء فخلق من الجزء األول‬
‫القلم ‪ ،‬ومن الثاني اللوح ‪ ،‬ومن الثالث العرش ‪ ،‬ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء فخلق من الجزء األول حملة العرش ومن الثاني‬
‫الكرسي ومن الثالث باقي المالئكة ‪ ،‬ثم قسم الجزء الرابع إلى أربعة أجزاء فخلق من األول نور أبصار المؤمنين ومن الثاني نور‬
‫قلوبهم وهي المعرفة باهلل ومن الثالث نور أنسهم وهو التوحيد ال إله إال هللا محمد رسول هللا ثم نظر إليه فترشح النور عرقًا!! فتقطرت‬
‫منه مائة ألف قطرة ‪ ....‬الخ الحديث)‬
‫ُمَع ِّلِم اْلُقْر آِن ‪ :‬اآلية‪َ( :‬ع َّلَم اْلُقْر آَن ) ‪ 2‬الّر حمن‪ .‬تنّز ل القرآن منه في األصل من غيب األحدّي ة‪.‬‬

‫بيت رقم ‪:47 -‬‬

‫َفالَّش ْمُس َذ اٌت َو اْل ُم ِنيُر ُمَح َّمٌد *** َو الَّن ْج ُم آُل اْلَبْي ِت ِفي اْل ُفْر َقاِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َفالَّش ْمُس َذ اٌت َو اْل ُم ِنيُر ُمَح َّم ٌد‪ :‬اآلية‪( :‬الَّش ْمُس َو اْل َقَمُر ِبُحْس َب اٍن ) ‪ 5‬الّر حمن‪ ,‬شرح باطن إشارات سورة الّر حمن‪ .‬الشمس الذات اإللهية‬
‫يقابلها في التجّلي حضرة النبي صلي هللا عليه و سلم‪ .‬و يقابل ذلك تجّليه صلي هللا عليه سلم علي الخلق‪( .‬مشرق من الذات و مغرب‬
‫في حضرة النبي) لذا قال سيدي فخر الدين‪:‬‬
‫َو َلْو َقاَل الَّس ِفيُه ِلَم الَّت َو ِّلي *** َف َم ْغ ِر ُب َط ْلَع ِة اِإلْش َر اِق َط َه (‪ 36‬ق ‪)29‬‬
‫َو الَّن ْج ُم آُل اْلَبْي ِت ِفي اْلُفْر َقاِن ‪ :‬اآلية‪َ( :‬و الَّن ْج ُم َو الَّش َج ُر َيْس ُج َداِن ) ‪ 6‬الّر حمن‪ ,‬في الحديث عن النبي صلى هللا عليه وسلم‪( :‬النجوم أمان‬
‫ألهل السماء فإن طمست النجوم أتى السماء ما يوعدون وأنا أمان ألصحابي فإذا قبضت أتى أصحابي ما يوعدون وأهل بيتي أمان‬
‫ألمتي فإذا ذهب أهل بيتي أتى أمتي ما يوعدون)‪ .‬المستدرك‪5/386‬‬

‫بيت رقم ‪:48 -‬‬


‫َو َس َم ْت َسَم اُء ُمَح َّم ٍد َفْو َق الَّس َم ا *** ُهَو ِفي اْلُع َلى َو اْل ُو ْض ُع لْلِميَز اِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َس َم ْت َسَم اُء ُمَح َّم ٍد‪ :‬اآلية‪َ( :‬و الَّس َم اَء َر َفَع َه ا َو َو َض َع اْل ِميَز اَن ) ‪ 7‬الّر حمن‪ ,‬اجتاز كل السموات‬
‫َفْو َق الَّسَم ا‪ :‬فوق (السماء السابعة) موطن سدرة المنتهى‬
‫ُهَو ِفي اْل ُع َلى‪ :‬في القاب و القوس من التداني‪ ,‬أعلي موطن‬
‫َو اْل ُو ْض ُع لْل ِميَز اِن ‪ :‬الميزان في موطن الجنان السبع‬

‫بيت رقم ‪:49 -‬‬


‫َر َفَع الَّس َم اَء َألْح َم ٍد ِلَيُج وَز َها *** َفاْج َت اَز َها َط ّي ًا ِبَغ ْي ِر َت َو اِني‬

‫المعني‪:‬‬
‫َر َفَع الَّس َم اَء َألْح َم ٍد ِلَيُج وَز َها‪ :‬اآلية‪َ( :‬و الَّس َم اَء َر َفَعَه ا َو َو َض َع اْل ِميَز اَن ) ‪ 7‬الّر حمن‪ ,‬سدرة المنتهي‬
‫َفاْج َت اَز َها َط ّي ًا ِبَغ ْي ِر َت َو اِني‪ :‬أنه لما وقف جبريل (أي عند سدرة المنتهي) ‪ ،‬قال له صلى هللا عليه وسلم‪ :‬في مثل هذا المقام يترك الخليل‬
‫خليله؟ قال‪ :‬إن تجاوزت احترقت بالنار‪ ،‬فقال النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬يا جبريل هل لك من حاجة إلى ربك؟ قال‪ :‬يا محمد سل هللا‬
‫عز وجل لي أن أبسط جناحي على الصراط ألمتك حتى يجوزوا عليه‪ ،‬قال‪ :‬ثم زج بي في النور فخرق بي إلى سبعين ألف حجاب ليس‬
‫فيها حجاب يشبه حجابا‪ ،‬غلظ كل حجاب خمسمائة عام‪ ،‬وانقطع عني حس كل ملك‪ ،‬فلحقني عند ذلك استيحاش‪ ،‬فعند ذلك نادى مناد‬
‫بلغة أبي بكر رضي هللا تعالى عنه‪ :‬قف إن ربك يصلي‪ ،‬فبينا أنا أتفكر في ذلك» أي في وجود أبي بكر في هذا المحل وفي صالة ربي‪،‬‬
‫فأقول‪ :‬هل سبقني أبو بكر وكيف يصلي ربي وهو غني عن أن يصلي كما يدل على ذلك ما يأتي «فإذا النداء من العلي األعلى‪ :‬ادن يا‬
‫خير البرية‪ ،‬ادن يا أحمد‪ ،‬ادن يا محمد‪ ،‬فأدناني ربي حتى كنت كما قال عز وجل ُثَّم َدنا َفَت َد َّلى (‪َ Cool‬فكاَن قاَب َقْو َس ْي ِن َأْو َأْد نى (‪)9‬‬
‫[النجم‪ :‬اآلية ‪ . ]8‬المرجع‪ :‬تاريخ الشيخ العيني شارح البخاري‬
‫بيت رقم ‪:50 -‬‬

‫َو اَألْر ُض ِفي ِض َع ِة اْلَخ َالِئِق ُدوَن ُه *** ِمْن َأْج ِلِه َج اَدْت ِبَال ُنْق َص اِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو اَألْر ُض ِفي ِض َع ِة اْلَخ َالِئِق ‪ :‬الَّض عُة والِّض عُة ‪ِ :‬خالف الِّر ْف عِة في الَق ْد ِر ‪ ،‬خضعت و تذللت له‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و اَأْلْر َض َو َضَع َه ا ِلَأْلَن اِم ) ‪ 10‬الّر حمن‬
‫ُدوَن ُه‪ :‬أمامه‬
‫ِمْن َأْج ِلِه‪ :‬ألنه موجود عليها‪ ,‬جاء في بردة البوصيري رضي هللا عنه‪:‬‬
‫جاءت لدعوته األشجار ساجدة *** تمشى إليه على ساٍق بال قدم‬
‫كأَّن ما سطرت سطرا لما كتبت *** فروعها من بديع الخِّط في اللقم‬
‫مثل الغمامة أَّن ى سار سائرة *** تقيه حر وطيٍس للهجير َح م‬
‫َج اَدْت ِبَال ُنْق َص اِن ‪ :‬جادت بكل خيراتها‪ ,‬اآليات‪ِ( :‬فيَه ا َفاِك َه ٌة َو الَّنْخ ُل َذ اُت اَأْلْك َم اِم * َو اْل َح ُّب ُذ و اْل َعْص ِف َو الَّر ْيَح اُن ) ‪ 12-11‬الّر حمن‬

‫بيت رقم ‪:51 -‬‬


‫َر ُّب اْلَم َش اِر ِق َش اَء ِفي ِإْش َر اِقِه *** َو َلُه َم َغ اِر ُبَه ا ِبَس ْب ِع َم َث اِني‬

‫المعني‪:‬‬
‫َر ُّب اْلَم َش اِر ِق ‪ :‬اآلية‪َ( :‬ر ُّب اْلَم ْش ِر َقْي ِن َو َر ُّب اْلَم ْغ ِر َبْي ِن ) ‪ 17‬الّر حمن‪ ,‬اآلية‪َ( :‬فاَل ُأْق ِس ُم ِبَر ِّب اْلَم َش اِر ِق َو اْلَم َغ اِر ِب) ‪ 40‬المعارج‬
‫َش اَء ِفي ِإْش َر اِقِه‪ :‬اآلية‪َّ( :‬ر ُّب اْلَم ْش ِر ِق َو اْل َم ْغ ِر ِب اَل ِإَٰل َه ِإاَّل ُهَو َفاَّت ِخْذ ُه َو ِك ياًل ) ‪ 9‬المزّم ل‪ِ ,‬إْش َر اِقِه علي حضرة النبي صلي هللا عليه و سلم‬
‫َو َلُه َم َغ اِر ُبَه ا ِبَس ْب ِع َم َث اِني‪ :‬تشرق من حضرة النبي صلي هللا عليه و سلم و تغرب في السبع المثاني‪ .‬التجّلي من ربنا لحضرة النبي‬
‫صلي هللا عليه و سلم و من حضرة النبي صلي هللا عليه و سلم للخلق عبر المثاني السبع‪.‬‬

‫بيت رقم ‪:52 -‬‬

‫َبْح َر اِن َقْد ُم ِز َج ا ِبَك ِّف اْل ُمْص َطَفى *** ِع ْن َد اْلَب ُتوِل َع ِقيَلِة اْلَع ْد َن اِن‬
‫المعني‪:‬‬
‫َبْح َر اِن ‪ :‬اآلية‪َ( :‬مَر َج اْلَبْح َر ْي ِن َي ْلَت ِقَي اِن ) ‪ 19‬الّر حمن‪ ,‬نور النبي صلي هللا عليه و سلم و نور سيدنا اإلمام علي رضي هللا عنه‪ ,‬قال صلي‬
‫هللا عليه و سلم‪( :‬أنا وعلي كَّن ا نورين بين يدي القديم األزلي ننتقل من صلب طاهٍر إلى رحم طِّي ب حتى ظهرُت فـي عبد هللا وظهر فـي‬
‫أبي طالب)‬
‫َقْد ُم ِز َج ا ِبَك ِّف اْل ُمْص َطَف ى‪ :‬نور سيدنا اإلمام علي و نور سيدنا رسول هللا المتمثل في سيدتنا السيدة فاطمة الزهراء رضي هللا عنها‪,‬‬
‫صلي هللا عليه و سلم‪( :‬كل االنبياء أوالدهم من أصالبهم إال أنا فأوالدى من صلب علّى )‪.‬‬
‫ِع ْن َد اْلَب ُتوِل ‪ :‬اْلَب ُتوِل أي المنقطعة النظير‪.‬‬
‫َع ِقيَلِة اْلَع ْد َن اِن ‪ :‬الَع قيلة الَك ريمة‪ ,‬عدنان أصًال هو جّد العرب و هو من ساللة سيدنا إسماعيل بن سيدنا إبراهيم الخليل عليهما السالم‪ ،‬و‬
‫كّن ي به عن سيدنا اإلمام علي ألنه سيد العرب‪ ,‬قال صلي هللا عليه و سلم‪( :‬أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب)‬

‫أعجبنيلم يعجبني‬
‫الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى األسفل‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫® مدير المنتدى ®‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫رسالة ‪: sms‬‬

‫سيرى ببطئ ياحياة‬


‫لكى أراك بكامل النقصان حولى‬
‫كم نسيتك فى خضمك‬
‫باحثا عنى وعنك‬
‫وكلما أدركت سرا منك‬
‫قلت بقسوة‬
‫مأجهلك!!!!‬
‫ذكر‬
‫عدد المساهمات ‪11496 :‬‬
‫اٍالقامة ‪ :‬وراء األفق حيث الشئ سواى وحبيبتى‬
‫العمل ‪ :‬مهندس‬
‫نوسا البحر ‪ :‬ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪15781612‬‬

‫ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪Icon_minitime 2020-09-08, 3:41 pm‬‬
‫بيت رقم ‪:53 -‬‬

‫َو الُّلْؤ ُلُؤ اْل َم ْكُنوُن َو اْل َمْر َج اُن ِمْن *** ِبْن ِت الُّر ُس وِل ِك َالُهَم ا اْل َح َس َن اِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو الُّلْؤ ُلُؤ اْل َم ْكُنوُن َو اْلَمْر َج اُن ‪ :‬اآلية‪َ( :‬ي ْخ ُرُج ِم ْن ُهَم ا الُّلْؤ ُلُؤ َو اْلَمْر َج اُن ) ‪ 22‬الّر حمن‬
‫ِمْن ِبْن ِت الُّر ُس وِل ‪ :‬قال رسول هللا صلي هللا عليه و سلم‪( :‬فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني)‪ ،‬وعن أم سلمة (رض) قالت‪:‬‬
‫(( كانت فاطمة بنت رسول هللا (صلي هللا عليه و سلم) أشبه الناس وجهًا وشبهًا برسول هللا (صلي هللا عليه و سلم) وعن عائشة انها‬
‫قالت ‪ :‬ما رأيت احدًا كان أصدق لهجة من فاطمة إّال أن يكون الذي أولدها‪ ،‬وكانت إذا دخلت على الرسول (صلي هللا عليه و سلم) قام‬
‫فقبلها ورّح بها بها وأخذ بيدها وأجلسها مجلسه وكان النبي (صلي هللا عليه و سلم) إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأخذت‬
‫بيده وأجلسته مجلسها وكان الرسول (صلي هللا عليه و سلم) دائمًا يختّص ها بسره ويرجع إليها في أمره))‪ .‬و قال رسول هّللا صلي هللا‬
‫عليه و سلم‪َ( :‬ح ْس ُبك ِمْن نساِء العاَلمَي ن َأْر َب ع‪َ :‬مْر يَم َو آسَي ة َو َخ ديَج ة َو فاِط َم ة)‪.‬‬
‫ِك َالُهَم ا اْل َح َس َن اِن ‪ :‬سيدنا الحسن و سيدنا الحسين رضي هللا عنهما‪ ,‬وفي حديث أبي هريرة قال‪( :‬كنا عنده صلى هّللا عليه وسلم في ليلة‬
‫َظ ْل َم اء ِحْن ِدس وعنده الحَس ن والحسين فَس ِمع َت َو ْل ُو َل فاطمة رضي هّللا عنها وهي تناِديهما ‪ :‬يا َح َس نان يا ُحَسْي َن ان فقال ‪ :‬اْلِحقا بأِّم كما)‪,‬‬
‫و قال سيدي فخر الدين رضي هللا عنه في القصيدة ‪ 16‬أبيات (‪:)61-58‬‬
‫ُأُّم َن ا الَّز ْه َر اُء َذ اُت اْل *** ِإْج ِتَب ا ُنورًا َث ِنَّي ا‬
‫ِبْن ُت َمْن ُخ َّص ْت ِبَخ ُيِر اْلـ *** ـَخ ْلِق َبْد ءًا َأَّو ِلَّي ا‬
‫َي ا َر ُس وَل ِهَّللا َي ا َمْن *** َخ َّص ِبالَّز ْه َر ا َع ِلَّي ا‬
‫َأْع َط ِت الَّز ْه َر ا َع ِظ يَمْي ن *** َو َم ا انَت َب ذْت َقِص َّي ا‬

‫بيت رقم ‪:54 -‬‬

‫َفُهَم ا َع َط اُء اْل ُمْص َطَفى َو ِغ َر اُس ُه *** َفْلَت ْع ِقُلوا َي ا َأُّيَه ا الَّثَقَالِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َفُهَم ا‪ :‬سيدنا الحسن و سيدنا الحسين رضي هللا عنهما‬
‫َع َط اُء اْل ُمْص َطَف ى‪ :‬لسيدي فخر الدين‬
‫َو ِغ َر اُس ُه‪ :‬وضع فيهما سّر ه‪ُ ,‬يري فيهما‬
‫َفْلَت ْع ِقُلوا َي ا َأُّيَه ا الَّثَقَالِن ‪ :‬الَّثَقَالن‪ :‬اإلنس و الِّج ن‪َ ,‬فْلَت ْع ِقُلوا من كانت العناية به من سبطي رسول هللا و غراسه رضي هللا عنهما‪ ,‬و ال‬
‫تجهلوا مكانته‪َ ,‬ي ا َأُّيَه ا‪ :‬الخطاب للحاضر و المستقبل ممن يتلقي الخطاب‪ .‬اآلية‪َ( :‬س َن ْف ُر ُغ َلُك ْم َأُّيَه ا الَّثَق الِن ) ‪ 31‬الّر حمن‬

‫بيت رقم ‪:55 -‬‬


‫َفِإِن اْس َت َط ْع ُتْم َفاْن ُفُذ وا ِلَح ِقيَقِتي *** َو ِإلْن َعَج ْز ُتم َس ِبّح ُو ا ُسْبَح اِني‬

‫المعني‪:‬‬
‫َفِإِن اْس َت َط ْع ُتْم َفاْن ُفُذ وا‪ :‬الفاء لالستئناف علي البيت السابق‪َ(( ,‬فْلَت ْع ِقُلوا َي ا َأُّيَه ا الَّثَقَالِن )) أي أّن ه تربي بين يدي سبطي رسول هللا سيدنا‬
‫الحسن و سيدنا الحسين مكمن سّر ه صلي هللا عليه و سلم‪ ,‬اآلية‪َ( :‬ي ا َمْع َش َر اْل ِجِّن َو اِإلنِس ِإِن اْس َت َط ْع ُتْم َأن َت نُفُذ وا ِمْن َأْقَط اِر الَّس َم اَو اِت‬
‫َو اَألْر ِض َفانُفُذ وا ال َت نُفُذ وَن ِإَّال ِبُس ْل َط اٍن ) ‪ 33‬الّر حمن‪ ,‬و االستطاعة هنا بقوة الّر وح‪.‬‬
‫ِلَح ِقيَقِتي‪ :‬في باطن النبي صّلي هللا عليه و سلم (أنا في أنا إّن ي)‬
‫َو ِإلْن َع َج ْز ُتم‪ :‬قال َو ِإلْن و لم يقل َو ِإْن ‪ ,‬أضاف الالم لتأكيد عجزنا‬
‫َس ِبّح ُو ا ُسْبَح اِني‪ :‬نزهوني عن كل ما يخطر ببالكم من وصف‪.‬‬

‫بيت رقم ‪:56 -‬‬

‫ِلي َج َّنَت اِن َفَقد َح ِفْظ ُت َم َقاَم ُه *** ِك ْلَت اُهَم ا ِبَن ِع َي ِمة اَألْف َن اِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫ِلي َج َّنَت اِن ‪ :‬جّن ة المعرفة و جّن ة الُقرب‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و ِلَمْن َخ اَف َم َقاَم َر ِّب ِه َج َّنَت اِن ) ‪ 46‬الّر حمن‬
‫َفَقد َح ِفْظ ُت َم َقاَم ُه‪َ :‬ح ِفْظ ُت ‪ :‬حرسُت أي صرت داًال عليه‪ ,‬من و أّذ ن في الّن اس‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو اَّتَخ ْذ َن ا اْل َم َقاَم ِفيِه ُمَص َّلى *** َك اّتَخ اِذ اْلُمِفيِض َج ِّدي َخ ِليَال (‪ 3‬ق ‪)20‬‬
‫ِك ْلَت اُهَم ا ِبَن ِع َي ِمة اَألْف َن اِن ‪َ :‬ن ِع َي ِمة‪ :‬من النعمة و التنعيم أي الرغد و الدعة‪ ,‬اَألْف َن اِن ‪ :‬جمع فنن و هو الغصن‪ ,‬غاية الترّقي‪ ,‬اآلية‪َ( :‬ذ َو اَت ا‬
‫َأْف َن اٍن ) ‪ 48‬الّر حمن‬
‫بيت رقم ‪:57 -‬‬

‫َعْي َن اِن َقْد َج َر تا َو َر اَقا َم ْش َر بًا *** ِمْن ُك ِّل َفْض ٍل ِفيِه َم ا َز ْو َج اِن‬

‫المعني‪:‬‬
‫َعْي َن اِن َقْد َج َر تا َو َر اَقا َم ْش َر بًا‪َ :‬عْي َن ان‪ :‬المعرفة و الُقرب‪ ,‬اآلية‪ِ( :‬فيِه َم ا َع ْي َن اِن َت ْج ِر َي اِن ) ‪ 50‬الّر حمن‬
‫ِمْن ُك ِّل َفْض ٍل ِفيِه َم ا َز ْو َج اِن ‪َ :‬فْض ل‪ :‬من علوم و تجليات مراتب اإلحسان‪َ ,‬ز ْو َج ان‪ :‬إشارة لتكاثرهما و عدم نفاد علوم المرتبتين‪ ,‬اآلية‪:‬‬
‫(ِفيِه َم ا ِمن ُك ِّل َفاِك َه ٍة َز ْو َج اِن ) ‪ 52‬الّر حمن‬

‫بيت رقم ‪:58 -‬‬

‫ِفي الَّر ْف َر ِف اَألْع َلى اَّتَك ْأُت ُم َؤ َّي دًا *** َو ِك َس اِئَي اْلَخ ْض َر اُء ِباِإلحَس اِن‬

‫المعني‪:‬‬

‫ِفي الَّر ْف َر ِف اَألْع َلى اَّتَك ْأُت ُم َؤ َّي دًا‪ :‬الَّر ْف َر ِف اَألْع َلى‪ :‬نهاية السير في هللا‪ ,‬و موطن الشهود الّذ اتي‪ .‬اآلية‪ُ( :‬م َّت ِكِئيَن َع َلى َر ْف َر ٍف ُخ ْض ٍر‬
‫َو َعْب َقِر ٍّي ِحَس اٍن ) ‪ ,76‬اَّتَك ْأُت ‪ :‬حيث نهاية السير‪ ,‬قيل‪:‬‬

‫من أتانا أقي عصا السير عنه ** ُقلُت من لي بها و كيف السبيُل‬
‫ُم َؤ َّي دًا‪ :‬رئيسًا لزمان طريقة سيدي إبراهيم الدسوقي رضي هللا عنه‬
‫َو ِك َس اِئَي اْلَخ ْض َر اُء ‪ :‬نلت شرف اإلضافة (إضافة الطريقة) لسيدنا الحسين رضي هللا عنه‬

‫ِباِإلحَس اِن ‪ :‬مّن ة و كرمّا و اصطفاًء‬

‫بيت رقم ‪:59 -‬‬

‫ُك ُّل الَّش َو اِهِد ِفي اْلَم َش اِهِد َأْخ َب رْت *** َأِّن ي ِبَح ٍّق َص اِحُب الِّديَو اِن‬
‫المعني‪:‬‬
‫ُك ُّل‪ :‬األجزاء مجتمعة‪ ,‬ال استثناء منها‬
‫الَّش َو اِهِد‪ :‬المرئية بالعين ظاهرًا‬

‫ِفي اْلَم َش اِهِد‪ :‬مواطن التجليات ألهل البصائر‬


‫َأْخ َب رْت ‪ :‬أعلمت بالخبر‬
‫َأِّن ي‪ :‬تأكيد‪ ,‬المتكلم (أنا) الظاهر‪ ,‬في باطن حضرة النبي صلي هللا عليه و سلم‬
‫ِبَح ٍّق ‪ :‬ليس ظنّا‪( ,‬و ال ُيغني عن التحقيق ظٌّن )‬
‫َص اِحُب الِّد يَو اِن ‪ :‬الرئيس‪( ,‬صاحب البلد رئيسها)‪ ,‬الِّد يَو اِن ‪ :‬الحضرة النبوّي ة (جمع الجمع)‪ ,‬يقضي فيه كل أمر‪ ,‬اآلية‪َ( :‬ت َب اَر َك اْس ُم َر ِّب َك‬
‫ِذي اْل َج الِل َو اِإلْك َر اِم ) ‪ ,78‬ختام سورة الّر حمن‪ ,‬و البيت ختام القصيدة النونية‪ ,‬أي‪ :‬أنه رئيس من موطن الربوبية المهيمن علي جميع‬
‫األسماء اإللهية‪ ,‬المتولي لشأن الزمان و أهله‪.‬‬

‫ــ‬

‫القصيدة الثالثة ‪:‬‬

‫اْلَقِص يَد ة الّث اِلَث ة‪ :‬اْلَمْه ِد َّي ة‪ ,‬األبيات رقم ‪:4-1‬‬


‫سبب النزول‪ :‬أصًال مناسبة هذه القصيدة‪ ,‬أّن أحد المريدين‪ ,‬جلس بعد أن صّلي العصر و قرأ األساس‪ ,‬ثم وقف هنيهة يسأل نفسه‪ :‬ماذا‬
‫أقول؟؟ فأجابه الشيخ بالقصيدة‪ُ( :‬قْل َت َح َّص ْن ُت ِباَّلِذي َأَّس َس ُهَّللا) إشارة للتحصين الشريف لسيدي إبراهيم الدسوقي رضي هللا عنه‪.‬‬
‫تكررت كلمتان (ُقْل) و (اُلمَهْيِمُن )‪-:‬‬
‫ُقْل‪ :‬إشارة ألن الكالم القادم أمٌر هام جدًا‪ ,‬و لذا وردت في المواطن العالية جدًا في القرآن الكريم‪ ,‬مثل‪( :‬قل هو هللا أحد) لتبين خطورة‬
‫األمر و هو الكالم في التوحيد‪( ,‬يسألونك عن ‪ ....‬قل)‪ .‬و األمر الخطير هنا‪ ,‬هو الكالم في باطن األوراد‪ .‬و هي ركن هام و األهم للمريد‬
‫بعد العقيدة و هي بمثابة الصالة من الدين (األوراد عماد الطريقة)‪.‬‬

‫األبيات‪ 4-1 :‬بدأت بكلمة (ُقْل)‪ ,‬و العبارة الجامعة هي أن تقول‪ :‬رضيُت ‪ ,‬كما ورد في الحديث‪َ :‬مْن َقاَل ‪َ( :‬ر ِض يُت ِباِهَّلل َر ًّب ا ‪َ ،‬و ِباِإلْس الِم‬
‫ِديًن ا ‪َ ،‬و ِبُمَح َّم ٍد َن ِبًّي ا ِحيَن ُيْص ِبُح َو ِحيَن ُيْم ِس ي َث الًث ا ‪َ ،‬ك اَن َح ًّقا َع َلى ِهَّللا َأْن ُيْر ِض َي ُه َيْو َم اْلِقَي اَم ِة)‪ ,‬و هو الوقت الذي ُج عل لك لألوراد‬
‫المربوطة بأدعيتها‪ ,‬و تفّص ل كاآلتي‪:‬‬
‫(‪ )1‬باهلل رّب ًا ‪ .....................................‬البيت األول‬
‫(‪ )2‬و باإلسالم دينًا ‪ .............................‬البيت الثاني‬
‫(‪ )3‬و بمحمٍد رسوًال ‪ .............................‬البيت الثالث‬
‫(‪ )4‬و بالقرآن هاديًا و دليًال ‪ .....................‬البيت الرابع‬
‫لّخ ص األربعة هذه في بيت واحد حيث قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َع َلى ِهَّللا اْلَك ِر يِم َي ُك وُن َقْص ِدي *** َر ِض يُت َهَّللا َو اِإلْس َالَم ِديَن ا (‪ 1‬ق ‪)57‬‬
‫اُلمَهْيِمُن ‪ :‬تعني هيمنة األلوهية‪ ,‬األسماء اإللهية مجتمعة (خزائن هللا‪ ,‬كما أشار إليها في البيت رقم‪)5-‬‬
‫=================‬
‫اْلَقِص يَدة الّث اِلَث ة‪ :‬اْلَمْه ِد َّي ة‪ ,‬بيت رقم ‪:1 -‬‬
‫ُقْل َت َح َّص ْن ُت ِباَّلِذي َأَّس َس ُهَّللا *** َفاَّلِذي َأَّس َس اُلمَهْيِمُن َمْه ِدي‬

‫المعني‪:‬‬
‫(رضيُت باهلل رّب ًا)‬
‫ُقْل َت َح َّص ْن ُت ِباَّلِذي َأَّس َس ُهَّللا‪ُ :‬قْل (يا مريدي) إنك إذا تحّص نت بي قل‪ :‬تحّص نت بالحصن الذي أسّس ه هللا سوره ال إله إال هللا بابه محمٌد‬
‫رسول هللا مفتاحه ال حول و ال قوة إال باهلل ‪ ....‬ثم قل من أراد بك سوءًا خذله هللا ‪( .....‬التحصين الشريف و دائرة اإلحاطة)‬
‫َفاَّلِذي َأَّس َس اُلمَهْيِمُن ‪ :‬الحفظ اإللهي (الحصن)‬
‫َمْه ِدي‪ :‬المهد الذي ُر بّي ت فيه منذ نشأتي محفوظًا‬

‫‪-------------‬‬

‫اْلَقِص يَدة الّث اِلَث ة‪ :‬اْلَمْه ِد َّي ة‪ ,‬بيت رقم ‪:2 -‬‬
‫ُقْل َت َو َّس ْلُت ِباُألَلى َك َّر َم ُهَّللا *** َفاُألَلى َك َّر َم اْل ُمَهْيِمُن ِو ْر ِدي‬

‫المعني‪:‬‬
‫(و باإلسالم دينًا)‬
‫ُقْل َت َو َّس ْلُت ِباُألَلى َك َّر َم ُهَّللا‪ُ :‬قْل (يا مريدي) إّن ك إذا توّس لت بي فإّن ك توّس لت بالذين ّك رم هللا‪ ,‬اُألَلى‪:‬‬
‫َفاُألَلى َك َّر َم اْلُمَهْيِمُن ِو ْر ِدي‪ :‬آل البيت ألن آل البيت هم الدين‪ِ ,‬و ْر ِدي‪ :‬الذي أورد عليه و أشرب منه‬

‫‪------------‬‬

‫اْلَقِص يَدة الّث اِلَث ة‪ :‬اْلَمْه ِد َّي ة‪ ,‬بيت رقم ‪:3 -‬‬
‫ُقْل َتَش َّفْع ُت ِباَّلِذي َأْف َر َد ُهَّللا *** َفاَّلِذي َأْف َر َد اْل ُمَهْيِمُن َج ِّدي‬

‫المعني‪:‬‬
‫(و بمحمٍد رسوًال)‬
‫ُقْل َتَش َّفْع ُت ِباَّلِذي َأْف َر َد ُهَّللا‪ُ :‬قْل (يا مريدي) إّن ك إذا تشّف عت بي فإّن ك تشّفعَت بالمصطفي الذي أفرده هللا بالشفاعة‬
‫َفاَّلِذي َأْف َر َد اْلُمَهْيِمُن َج ِّد ي‪ :‬المصطفي صلي هللا عليه و سلم‪َ ,‬ج ِّد ي أي ورثته الوراثة الكاملة‬

‫‪--------------‬‬
‫اْلَقِص يَدة الّث اِلَث ة‪ :‬اْلَمْه ِد َّي ة‪ ,‬بيت رقم ‪:4 -‬‬
‫ُقْل َت َمَّس ْك ُت ِباَّلِذي َأْنَز َل ُهَّللا *** َفاَّلِذي َأنَز َل اْلُمَهْيِمُن َقْص ِدي‬

‫المعني‪:‬‬
‫(و بالقرآن هاديًا و دليًال)‬
‫ُقْل َت َمَّس ْك ُت ِباَّلِذي َأْنَز َل ُهَّللا‪ُ :‬قْل (يا مريدي) إّن ك إذا تمّس كت بي فإّن ك تمّس كت بالذي أنزل هللا و هو القرآن‪.‬‬
‫َفاَّلِذي َأنَز َل اْل ُمَهْيِمُن َقْص ِد ي‪ :‬القرآن‪ ,‬غاية ما أبغي (القرآن في كل مراتبه)‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫فَال َج َد ٌل َبْيَن الَّص ِحيِح َو ِض ِّد ِه *** فِإِّن َي َصْر ٌح َو اْلُقْر آُن ُيشيُدِني (‪ 12‬ق ‪)36‬‬

‫بيت رقم ‪:5 -‬‬


‫َي ا ُم ِر يِدي ِر َض اَي ِفي ِذ ْك ِر َك َهَّللا *** َي ا ُم ِر يِدي َخ َز اِئُن ِهَّللا ِع ْن ِدي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َي ا ُم ِر يِدي ِر َض اَي ِفي ِذ ْك ِر َك َهَّللا‪ :‬بعد (ُقْل) في األبيات أعاله‪ُ ,‬قْل ُب غيتك عند الشيخ و الطريق إلي ذلك هو (يا مريدي) ِر َض اَي ِفي ِذ ْك ِر َك‬
‫َهَّللا‪ ,‬تعريف لمقتضيات التسّم ي بكلمة (ُم ِر يد)‪ :‬الذكر بما أعطاك من أوراد‬
‫َي ا ُم ِر يِدي َخ َز اِئُن ِهَّللا ِع ْن ِدي‪َ :‬خ َز اِئُن ِهَّللا‪ :‬األسماء الحسني‬
‫بيت رقم ‪:6 -‬‬
‫َأَّي َو ْص ٍف َلَه ا َو َأُّي ُنُع وٍت *** َال َو َر ِّب اْلِه َب اِت َم ا اْلَو ْص ُف ُيْج ِدي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َأَّي َو ْص ٍف َلَه ا‪ :‬الضمير (ها) راجع ل(َخ َز اِئُن ِهَّللا) أي األسماء الُح سني‬
‫َو َأُّي ُنُع وٍت‪ :‬تفصيل الوصف‬
‫َال َو َر ِّب اْل ِه َب اِت‪َ :‬ال‪ :‬النافية‪َ ,‬و َر ِّب ‪ :‬واو القسم‪َ ,‬ر ِّب اْل ِه َب اِت‪ :‬الـِه بُة ‪ :‬الَع ِط ـَّي ة الخاليُة عن اَألْع واِض واَألْغ راِض ‪ ،‬فِإذا َك ُثَر ْت ُسِّم ي‬
‫صاِحـُبها َو َّهابًا‪ ،‬و اسمه تعالي الَو َّهاُب ‪ .‬و كّل األمر هبات من هللا تعالي لعباده المصطفين‪ ,‬و من ذلك قوله تعالي في ذكر سيدنا إبراهيم‬
‫عليه الّس الم‪َ( :‬ر ِّب َهْب ِلي ُح ْك ًم ا َو َأْل ِحْق ِني ِبالَّص اِلِحيَن ) ‪ 83‬الشعراء‬
‫َم ا اْل َو ْص ُف ُيْج ِدي‪ :‬ال يبلغ المعني المراد‬

‫بيت رقم ‪:7 -‬‬


‫َأُّي َط ْع ٍم َلَه ا َو َأُّي َم َذ اٍق *** َال َو َر ِّب اْلُبُيوِت فالِّس ُّر ِع ْن ِدي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َأُّي َط ْع ٍم َلَه ا َو َأُّي َم َذ اٍق ‪ :‬الطعم و المذاق لمن ذاق‪ ,‬ألنه ال يستطيع أن يصل إلي الحقيقة بالوصف‪:‬‬
‫من ذاق طعم شراب القوم يدريه ** و من دراه غدا بالّر وح يشريه‬
‫َال َو َر ِّب اْلُبُيوِت‪ :‬البيوت اإللهية خمسة‪:‬‬
‫(‪ )1‬قلب حضرة النبي صلي هللا عليه و سلم (ما وسعتني أرضي و ال سمائي و لكن وسعني قلب عبدي المؤمن)‪ ,‬يطوف حوله ‪7000‬‬
‫علم إلهي كل لحظة‪ :‬و قل رّب ي زدني علمًا‬

‫(‪ )2‬قلب الخليفة الوارث فيه تجليات اإلسم هللا‪ ,‬االية‪( :‬و هللا من ورائهم محيط)‬
‫(‪ )3‬بيت العرش فيه تجليات ‪ 98‬إسم (تحت هيمنة اإلسم الرحمن) (الرحمن علي العرش استوي) يطوف به مالئكة عالين ‪70000‬‬
‫مرة كل يوم‬
‫(‪ )4‬البيت المعمور تحت العرش به تجليات ‪ 97‬إسم و يطوف به المالئكة الفلكيين ‪ 70000‬مرة كل يوم‬
‫(‪ )5‬بيت هللا الحرام فوقه روح قطب الزمان التي فيها تجليات األسماء كّلها و يطوف به ‪ 70000‬من المسلمين (إنس) كل يوم و إذا‬
‫نقصوا يكّم ل من الِج ّن المسلم‬
‫فالِّس ُّر ِع ْن ِدي‪ :‬سّر حقيقة األسماء‪ِ ,‬ع ْن ِدي لمن أرادها‬

‫بيت رقم ‪:8 -‬‬


‫َأُّي َع ْي ٍش ِبَه ا َو َأُّي َن ِعيٍم *** ِإْي َو َر ِّب اْل َج َم اِل َم ا اْلَف ْر ُد ِنِّدي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َأُّي َعْي ٍش ِبَه ا َو َأُّي َن ِعيٍم ‪ :‬العيش التحقق أن تكون من ساكني المكان و تنعم بالعيش فيه‪ ,‬أي حضرات األسماء اإللهية‬
‫ِإْي َو َر ِّب اْلَج َم اِل ‪ :‬واو القسم‪َ ,‬ر ِّب اْلَج َم اِل حضرة النبي صلي هللا عليه و سلم‪ ,‬من أبيات منقوشة في الحجرة الشريفة‪:‬‬
‫رُّب الجمال تعالي هللا خالُقه *** فمثله في جميع الخلق ال أجُد‬
‫َم ا اْلَف ْر ُد ِنِّد ي‪ :‬ما النافية‪ ,‬اْلَف ْر د صاحب مرتبة الفردية في أي زمن أدني منه رضي هللا عنه‪ ,‬فهو فرد جامع كبير أي صاحب التيجان‬
‫األربعة و الوراثة المحّم دية الكاملة‬

‫بيت رقم ‪:9 -‬‬


‫َأُّي َخ ْم ِر َو َأُّي ِش ْر ٍب ُمَص َّفى *** َد ُّن ِد َي واِنِه ُأِديُرُه َو ْح ِدي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َأُّي َخ ْم ِر َو َأُّي ِش ْر ٍب ُمَص َّف ى‪ :‬الخمر الشراب ِش ْر ٍب ُمَص َّف ى ألهل االصطفاء‪ ,‬علوم مراتب األسماء‬
‫َدُّن ِد َي واِنِه‪َ :‬دُّن ‪ :‬الجّر ة الكبيرة لصنع الخمر‪ ,‬كناية عن مشرب األرواح‪ِ ,‬د َي واِنِه حضرة (األلوهية) حضرة اإلسم الجامع هللا المهيمن‬
‫علي بقية األسماء‬
‫ُأِديُرُه َو ْح ِد ي‪ :‬من موطن واحديته‪ ,‬احتواء السائرين إلي هللا‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َي ُقوُل َأَن ا َو ْح ِدي َو ِإْن َش اَء بْع َد َها *** َي ُقوُل َأَن ا ِإِّن ي َأَن ا َج َّل َش اِنَي (‪ 13‬ق ‪)86‬‬

‫بيت رقم ‪:10 -‬‬


‫َأُّيَم ا َخ ْر َد ٍل َي ُك وُن ِبَغ ْي ٍب *** ِمْن َج ِميِع اْلُغ يوِب ِفي َط ِّي ِع ْق ِدي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َأُّيَم ا َخ ْر َد ٍل َي ُك وُن ِبَغ ْي ٍب‪َ :‬أُّيَم ا‪ :‬أصلها َأُّي أداة شرطية و َم ا للتأكيد‪َ ,‬خ ْر َد ٍل ‪ :‬ما ُص غر‪ ,‬اآلية‪َ( :‬ي ا ُبَن َّي ِإَّن َه ا ِإن َت ُك ِم ْثَقاَل َح َّب ٍة ِّمْن َخ ْر َد ٍل َفَتُك ن‬
‫ِفي َص ْخ َر ٍة َأْو ِفي الَّس َم اَو اِت َأْو ِفي اَأْلْر ِض َي ْأِت ِبَه ا ُهَّللا) ‪ 16‬لقمان‪ِ ,‬بَغ ْي ٍب‪ :‬غير موطن الشهادة‬
‫ِمْن َج ِميِع اْلُغ يوِب ‪ :‬غيب الشهادة‪-‬غيب اإلرادة‪-‬غيب المشيئة‪-‬غيب الّذ ات‬
‫ِفي َط ِّي ِع ْق ِدي‪ِ :‬في َط ِّي ‪ :‬في باطن‪ِ ,‬ع ْق ِدي‪ :‬الِع ْق ِد الِقالَد ُة ‪ ,‬كناية عن الشرف باإلضافة لسيدنا الحسين رضي هللا عنه قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َفُهَو اَّلِذي َأْع َط ى اْل ُعَبْيَد ِز َم اَمَه ا *** َك َر مًا َو َيْع َلُم َمْب َدِئي َو ِنَه اَي ِتي (‪ 334‬ق ‪)1‬‬

‫بيت رقم ‪:11 -‬‬


‫َأُّي َقْو ٍل َو َأُّي َفْص ٍل َو َه ْز ٍل *** ُك ُّل َي اُقوَت ِة َع َلى ِجيِد ِه ْن ِدي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َأُّي َقْو ٍل ‪َ :‬أُّي َقْو ٍل (ُيمكن أن ُيقال)؟‬
‫َو َأُّي َفْص ٍل َو َه ْز ٍل ‪ :‬الَفْص ل‪ :‬الفرق بين الحّق و الباطل‪,‬اَلَه ْز ل‪ :‬ضد الِجّد ‪ ,‬حديث روي عن اإلمام علي(رضي هللا عنه) أن رسول هللا(صلي‬
‫هللا عليه و سلم) قال‪( :‬ستكون ِفتن‪ .‬قلت‪ :‬وما الَم خرُج منها يا رسوَل هللا؟ قال‪ :‬كتاُب هللا‪ ،‬فيه خبُر ما قبِلكم وما بعِدكم‪ ،‬وُح كُم ما بيِنكم‪،‬‬
‫ُهو الَفْص ُل َليَس بالَه ْز ل‪ ،‬هو الذي ال َت ِز يُغ ِبِه األْه واء)‪ ,‬يعّز الوصف‪ .‬القصائد فيها الفصل كذلك‪ .‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َك ِلَم اُت َم ا ُيْتَلى َك َح ِّد اْل َفْيَص ِل *** ِه َي ِمْن َع َط اِء اْلُم ْن ِع ِم اْلُم َت َفّض ِل (‪ 1‬ق ‪)38‬‬
‫ُك ُّل َي اُقوَت ِة َع َلى ِجيِد ِه ْن ِدي‪ِ :‬ه ْن ِدي نوع من الياقوت أيضًا‪َ ,‬ي اُقوَت ة يقصد المعاني في عظيم المباني (الكلمات)‪.‬‬
‫بيت رقم ‪:12 -‬‬
‫َم ا َخ َال ِخَّلِتي َخ َلْت ُك ُّل َأْر ٍض *** ِمْن ِس َو ى َج اِه ٍل ُيِجيُد الَّت َع ِّدي‬

‫المعني‪:‬‬
‫(َم ا َخ َال ِخَّلِتي َخ َلْت ‪ :‬جناس لفظي ألهل اللغة)‬
‫َم ا َخ َال‪ :‬أداة استثناء‪ ,‬مثل ماعدا‬
‫ِخَّلِتي‪ُ :‬ص حبتي‪ ,‬المنقذ الوحيد من الجهل هو صحبتي‬
‫َخ َلْت ُك ُّل َأْر ٍض ‪ :‬موطن تصرف القدرة‬
‫ِمْن ِس َو ى َج اِه ٍل ‪ :‬ال يكون فيها إال جاهل‬
‫ُيِجيُد الَّت َعِّد ي‪ :‬يتعّد ي علي أعراض اآلخرين‬

‫أعجبنيلم يعجبني‬
‫الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى األسفل‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫® مدير المنتدى ®‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫رسالة ‪: sms‬‬

‫سيرى ببطئ ياحياة‬


‫لكى أراك بكامل النقصان حولى‬
‫كم نسيتك فى خضمك‬
‫باحثا عنى وعنك‬
‫وكلما أدركت سرا منك‬
‫قلت بقسوة‬
‫مأجهلك!!!!‬
‫ذكر‬
‫عدد المساهمات ‪11496 :‬‬
‫اٍالقامة ‪ :‬وراء األفق حيث الشئ سواى وحبيبتى‬
‫العمل ‪ :‬مهندس‬
‫نوسا البحر ‪ :‬ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪15781612‬‬

‫ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪Icon_minitime 2020-09-08, 3:43 pm‬‬

‫بيت رقم ‪:13 -‬‬


‫َأُّي َح اٍل َو َأُّي َح ْو ٍل َو َط ْو ٍل *** ُك ُّل َمْي ٍل َع ِن اْل َم ِليَح ِة ُيْر ِدي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َأُّي َح اٍل َو َأُّي َح ْو ٍل َو َط ْو ٍل ‪ :‬الَح ْو ل‪ :‬الِحيلة‪ ,‬الَط ْو ل‪ :‬القدرة و الَّس َع ة والُع ُلُّو ‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و َم ن َّلْم َيْس َت ِط ْع ِمنُك ْم َط ْو اًل َأن َي نِك َح اْل ُمْح َص َن اِت‬
‫اْلُم ْؤ ِم َن اِت) ‪ 25‬النساء‪ ,‬يقدر علي المهر‪ ,‬أي‪ :‬ال يستطاع الوصول لها بالحال و ال بالحيلة و ال بالقوة‬
‫ُك ُّل َمْي ٍل َع ِن اْلَم ِليَح ِة‪ :‬االلتفات عند شهود الجمال‬
‫ُيْر ِدي‪ :‬الَّر َد ى‪ :‬الموت‪ ,‬ورد عن سيدي أبي العباس المرسي رضي هللا عنه‪( :‬وهللا لو غاب عني رسول هللا صلى هللا عليه وسلم طرفة‬
‫عين ما عددت نفسي من المسلمين)‪.‬‬

‫بيت رقم ‪:14 -‬‬


‫َأُّي َك ْر ٍم َو َأُّي َخ ْم ٍر َو َأْم ٍر *** َأُّي َص اٍح ِمَن الَّت َه ُّت ِك ُيْب ِدي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َأُّي َك ْر ٍم َو َأُّي َخ ْم ٍر َو َأْم ٍر ‪ :‬الَك ْر م‪ :‬العنب‪َ (,‬أُّي َك ْر ٍم َو َأُّي َخ ْم ٍر ) حال الّس كر‪َ( ,‬و َأْم ٍر ) حال الصحو‪ ,‬جاء في قولة مشهورة المرئ القيس‬
‫يتوعد الثأر من قتلة أبيه و قد جاءه خبر قتلهم له حال سكره‪( :‬اليوم خمر وغدا أمر)‪ ,‬يقصد حين يصحو من سكره‬
‫َأُّي َص اٍح ِمَن الَّت َه ُّت ِك ُيْب ِدي‪ :‬بإعادة ترتيب الكلمات (َأُّي َص اٍح ُيْب ِدي ِمَن الَّت َه ُّت ِك )‪ ,‬أي ُيظهر من التهّت ك ما يظهر حتى في حال صحوه‪ .‬و‬
‫ما زال يتحدث رضي هللا عنه عن خصائص حضرات األسماء اإللهية (خزائن هللا)‪.‬‬

‫بيت رقم ‪:15 -‬‬


‫ِمْن َع ِجيِب اْل ُعَج اِب ِفي َأْه ِل َعْص ِر ي *** َأَّن َمْن َيْج َه ِل الَّن ِص يَح َة ُيْس ِدي‬

‫المعني‪:‬‬

‫ِمْن َع ِجيِب اْل ُعَج اِب‪ :‬الَعَج ُب الَّن َظ ُر ِإلى شيٍء غير مْألوف وال ُم عتاٍد‪ .‬اآلية‪َ( :‬ب ْل َع ِجْب َت َو َيْس َخ ُروَن ) ‪ 12‬الصاّف ات‪ ,‬و اآلية‪ِ( :‬إَّن َٰه َذ ا َلَش ْي ٌء‬
‫ُعَج اٌب ) ‪ 5‬ص‪ ,‬مبالغة في مخالفة المعتاد‪.‬‬
‫ِفي َأْه ِل َعْص ِر ي‪ :‬الزمان‪ ,‬كان رضي هللا عنه يقول ألبناء الطريقة (يا مسلمين آخر الزمن)‪ ,‬هزار و لكنه جد و مدح‪(( .‬ما الناس سوي‬
‫قوم عرفوك ** و غيرهم همٌج همج)‬
‫َأَّن َمْن َيْج َه ِل الَّن ِص يَح َة ُيْس ِدي‪ :‬الفتوى من أهل الجهل‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ِمْن َع ِجيٍب َي ُك وُن اْلَج َه ُل ُمْح َتَك مًا *** ِإَلْي ِه َو اْلَح ُّق َذ ا َيْح َظ ى ِبِإْنَك اِر (‪ 20‬ق ‪)33‬‬

‫بيت رقم ‪:16 -‬‬


‫ِإَّن َم ا َت ْع ُمُر اْل َع َن اِك ُب َدارًا *** َب اَت َأْص َح اُبَه ا َع َلى َغ ْي ِر َع ْه ِدي‬

‫المعني‪:‬‬
‫ِإَّن َم ا‪ :‬إّن للتوكيد‪ ,‬ما اسم موصول‪ ,‬تفيد الحصر‪,‬‬
‫َت ْع ُمُر اْل َع َن اِك ُب َد ارًا‪َ :‬ت ْع ُمُر اْل َع َن اِك ُب (رمز للخراب) أي خراب القلوب‬
‫َب اَت َأْص َح اُبَه ا‪َ :‬ب اَت للداللة علي بواطنهم‪ ,‬قلوبهم‬
‫َع َلى َغ ْي ِر َعْه ِد ي‪ :‬نقضوا عهدهم معي‪ ,‬الطريقة تقوم علي عهد بين المريد و الشيخ حال أخذه الطريقة‪ ,‬اآلية‪( :‬اَّلِذيَن َي نُقُضوَن َعْهَد ِهَّللا‬
‫ِمن َبْع ِد ِميَث اِقِه َو َي ْقَط ُعوَن َم ا َأَمَر ُهَّللا ِبِه َأن ُيوَص َل َو ُيْف ِس ُدوَن ِفي اَألْر ِض ُأوَلـِئَك ُه ُم اْلَخ اِس ُروَن ) ‪ 27‬البقرة‪ .‬يقول رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ِإَّن َط ِر يِقي ِفي ُهَد ى ِهَّللا ُعْر َو ٌة *** َو َم ا َبَد َأْت َيْو مًا ِبَفِّض الَّت َع اُقِد (‪ 23‬ق ‪)14‬‬

‫بيت رقم ‪:17 -‬‬


‫ِم ْث َلَم ا َح َّفِت اْلَم َالِئُك َقْو مًا *** ِم ْلُء َأْج َفاِنِهْم ِمَن الَّش ْو ِق ُسْه ِدي‬

‫المعني‪:‬‬
‫ِم ْث َلَم ا‪ :‬بنفس القدر في مقابل قوم خربت قلوبهم و نقضوا العهد‪ ,‬تجد هنالك شيئًا آخرا‬
‫َح َّفِت اْل َم َالِئُك َقْو مًا‪ :‬بالذكر‪ ,‬في الحديث َع ِن الَّن ِبِّي َص َّلى ُهَّللا َع َلْي ِه َو َس َّلَم ‪َ ،‬قاَل ‪َ " :‬م ا اْج َت َمَع َقْو ٌم َي ْذ ُك ُروَن َهَّللا ِإال َح َّفْت ُهُم اْل َم الِئَك ُة ‪,‬‬
‫َو َتَنَّز َلْت َع َلْي ِهُم الَّس ِكيَن ُة ‪َ ،‬و َتَغَّشْت ُهُم الَّر ْح َم ُة ‪َ ,‬و َذ َك َر ُه ُم ُهَّللا ِفيَمْن ِع ْن َد ُه‬
‫ِم ْلُء َأْج َفاِنِهْم ِمَن الَّش ْو ِق ُسْه ِدي‪ُ :‬سْه ِدي‪ :‬سهدوا من أجل محبتي‬

‫بيت رقم ‪:18 -‬‬


‫َقَّبَح ُهَّللا َمْن َر َم اِني ِبُسوٍء *** َذ ِلَك اَألْمُر َم ا َلُه ِمْن َمَر ّد‬

‫المعني‪:‬‬
‫َقَّبَح ُهَّللا‪ :‬قَب حه ُهللا ‪ :‬أبعده عن كّل خيٍر وجعله قبيًح ا (َو َأْت َبْع َن اُه ْم ِفي َٰه ِذِه الُّد ْن َي ا َلْع َن ًة َو َيْو َم اْلِقَي اَم ِة ُهم ِّمَن اْل َم ْق ُبوِحيَن ) ‪ 42‬القصص‪:‬‬
‫المبعدين عن الفوز بالجّن ة‪ُ ,‬هَّللا‪ :‬اإلسم المهيمن علي جميع األسماء‪َ ,‬قَّبَح ُهَّللا‪ُ :‬س لب نور اإليمان‬
‫َمْن َر َم اِني ِبُسوٍء ‪ :‬الرمي‪ :‬القذف و الغيبة‬
‫َذ ِلَك اَألْمُر َم ا َلُه ِمْن َمَر ّد ‪ :‬قضاء مبرم (من موطن األمر) في قوله تعالي‪ِ( :‬إَّن َم ا َأْم ُرُه ِإَذ ا َأَر اَد َش ْي ًئ ا َأن َي ُقوَل َلُه ُك ن َفَي ُك وُن )‬
‫بيت رقم ‪:19 -‬‬
‫َك ّفَي اْل ُجوُد َو الَّس َخ اُء َع َط اِئي *** َلْس ُت َمْن َخ اَف ُشَّح َن ْف ٍس َفُيْك ِدي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َك ّفَي اْل ُج وُد‪َ :‬ك ّفَي ‪ :‬الخليفة الوارث‪ ,‬اْل ُج وُد‪ :‬العطاء من غير طلب‪ ,‬و قيل في حّق ه تعالي‪( :‬أبرز الوجود من حضرة الجود)‬
‫َو الَّس َخ اُء َع َط اِئي‪ :‬الكرم قسمتي‪ ,‬وراثة نبوّي ة محّم دية‪ ,‬في الحديث‪( :‬وإنما أنا قاسم وهللا يعطي)‬
‫َلْس ُت َمْن َخ اَف ُشَّح َن ْف ٍس َفُيْك ِدي‪َ :‬ك َدت اَألرض إذا َأبطَأ نباتها وسَأله فَأْك َدى َأي وجده كالُك ْد يِة‪ ,‬في الحزب السيفي‪( :‬ال تخاف ضيم إمالق‬
‫َفُتْك ِدي وال يلحقك خوف ُعْد ٍم فُينِقُص من ُج ودك فيض فضلك)‬

‫بيت رقم ‪:20 -‬‬


‫َت ْض َبُح اْلَع اِد َي اُت ِبالَّر ْك ِب َج ّد ًا *** َت ْق َدُح اْلُم وِر َي اُت َت ْط ُلُب َم ِّدي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َت ْض َبُح اْل َع اِد َي اُت ‪ :‬العاديات األفراس‪ ,‬من العدو و هو الجري‪َ ,‬ت ْض َبُح ‪ :‬الصهيل صوت الفرس‪ ,‬تعني الهمم‬
‫ِبالَّر ْك ِب َج ّد ًا‪ :‬الَّر ْك ِب‪ :‬األولياء‬
‫َت ْق َدُح اْل ُم وِر َي اُت ‪ :‬الخيل حين تجري و تحتك حوافرها بالحجارة تقدحها (توقد شرر)‪ ,‬من السرعة‪ ,‬همم األولياء تجري سريعًا‬

‫َت ْط ُلُب َم ِّدي‪ :‬مددي‬

‫بيت رقم ‪:21 -‬‬


‫َو اْل ُم ِغ َي راُت ِفي اْلَغ َد اِة َب َدْت ِلي *** َق ْد َر َم ا َال ُيَع ُّد ِفي َغ ْي ٍر َعِّد ي‬
‫المعني‪:‬‬
‫َو اْل ُم ِغ َي راُت ‪ :‬الخيل تغير علي العدّو عند الصبح‪ ,‬أيضًا نوع من المالئكة‪ ,‬اآلية‪َ( :‬فاْلُم ِغيَر اِت ُصْبًح ا) ‪ 3‬اْلَع اِد َي اِت‬
‫ِفي اْلَغ َداِة َب َدْت ِلي‪ :‬اْلَغ َداِة النهار‪ ,‬وقت التجّلي‬

‫َقْد َر َم ا َال ُيَعُّد ِفي َغ ْي ٍر َعِّد ي‪ :‬أعلي مراتب الذكر‪ ,‬تعجز المالئكة عن عّد حسنات الذاكر‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و الَّذ اِك ِر يَن َهَّللا َك ِثيًر ا َو الَّذ اِك َر اِت َأَعَّد ُهَّللا‬
‫َلُهم َّم ْغ ِفَر ًة َو َأْج ًر ا َع ِظ يًم ا) ‪ 35‬األحزاب‬

‫بيت رقم ‪:22 -‬‬


‫َقْد َأَث اَر ْت َم َالِئُك ِهَّللا َن ْق عًا *** َح َّيَر الُّلَب َبْيَن َأْخ ًذ َو َر ّد‬

‫المعني‪:‬‬
‫َقْد َأَث اَر ْت َم َالِئُك ِهَّللا َن ْق عًا‪ :‬اآلية‪َ( :‬فَأَث ْر َن ِبِه َن ْق ًع ا) ‪ 4‬اْلَع اِد َي اِت‪ ,‬الستر الذي يجعله المالئكة خفاًء للمريدين‬
‫َح َّيَر الُّلَب َبْيَن َأْخ ًذ َو َر ّد‪َ :‬ح َّيَر الُّلَب ‪ :‬مواطن السير بين األسماء‪َ ,‬بْيَن َأْخ ًذ َو َر ّد‪َ :‬أْخ ًذ في بحر الهو موطن الحيرة‪َ ,‬ر ّد ‪ :‬في حضرة اإلسم‬
‫اإللهي المعّي ن‬

‫بيت رقم ‪:23 -‬‬


‫َذ ِلَك الَّس ْت ُر ِمْن َع َظ اِئِم َفْض ٍل *** ِفي َأِميِن اَألَم اِن ِباِط ُن َج ِّدي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َذ ِلَك الَّس ْت ُر ‪ :‬الذي تعمله المالئكة‪ ,‬البيت السابق‪َ( :‬ق ْد َأَث اَر ْت َم َالِئُك ِهَّللا َن ْق عًا)‪ ,‬لوقاية المريدين‬
‫ِمْن َع َظ اِئِم َفْض ٍل ‪ :‬من منن المصطفي صلي هللا عليه و سلم‪ ,‬اآلية‪ُ( :‬قْل ِبَفْض ِل ِهَّللا َو ِبَر ْح َم ِتِه َفِبَٰذ ِلَك َفْلَي ْف َر ُح وا ُهَو َخ ْيٌر ِّمَّم ا َيْج َمُعوَن ) ‪58‬‬
‫يونس‬
‫ِفي َأِميِن اَألَم اِن ‪ :‬حضرة المصطفي صلي هللا عليه‬
‫ِباِط ُن َج ِّدي‪ :‬الَّس ْت ُر هو باطن حضرة المصطفي صلي هللا عليه و سلم‪ ,‬الَّس ْت ُر ِباِط ُن َج ِّد ي (مبتدأ و خبر)‬

‫أعجبنيلم يعجبني‬
‫الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى األسفل‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫® مدير المنتدى ®‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫رسالة ‪: sms‬‬

‫سيرى ببطئ ياحياة‬


‫لكى أراك بكامل النقصان حولى‬
‫كم نسيتك فى خضمك‬
‫باحثا عنى وعنك‬
‫وكلما أدركت سرا منك‬
‫قلت بقسوة‬
‫مأجهلك!!!!‬
‫ذكر‬
‫عدد المساهمات ‪11496 :‬‬
‫اٍالقامة ‪ :‬وراء األفق حيث الشئ سواى وحبيبتى‬
‫العمل ‪ :‬مهندس‬
‫نوسا البحر ‪ :‬ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪15781612‬‬

‫ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪Icon_minitime 2020-09-08, 3:47 pm‬‬

‫تأويل التائية‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 1‬ق ‪:1‬‬
‫َأَن ا ِفي َأَن ا ِإِّن ــي َو ِإِّن ــَي ِفي َأَن ا *** َر ِحيِقَي َم ْخ تـُـوٌم ِبِم ْس ِك اْل َح ِقيَق ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫أنا‪ :‬ال "أنا"‪ :‬مظهر الُهوّي ة‪ ,‬حيث ظهرت األنا بوجود األنت و هو حضرة النبي صلي هللا عليه و سلم بعد تعيينه في حضرة التعيين‬
‫األول (غيب األحدّي ة) من حضرة العماء‪ ,‬المشار إليها بال(ُهو)‪ ,‬أو بالذات الساذج‪ ,‬قبل مرحلة األحدية التي هي مرحلة ال"أنا"‪ ,‬يقول‬
‫رب العزة في الحديث القدسي‪" :‬كنت كنزًا مخفّي ًا فأردت أن أعرف فخلقُت الخلق و تعرفت إليهم فبي عرفوني"‪ ,‬و بدؤه القصيدة األولي‬
‫من الديوان بحرف ال(أنا) إشارة إلي ذاته الظاهر‪ ,‬أي‪ :‬ذات الشيخ‪ ,‬ألن األنا هي مظهر الّذ ات‪ ,‬و يتدرج هذا من رّب العزة جّل و عال‪,‬‬
‫فحضرة النبي‪ ,‬فأكابر األولياء‪ ,‬يقول تعالي‪ ,‬مخاطبا سيدنا موسي عليه السالم‪ِ( :‬إِّن ي َأَن ا َر ُّب َك َفاْخ َلْع َن ْع َلْي َك ِإَّن َك ِباْل َو اِد اْلُم َقَّد ِس ُط ًو ى) ‪10‬‬
‫طه‪ ,‬و في الحديث َعْن َس ّي ِد َن ا َأَن ِس ْب ِن َم اِلٍك رضي هللا عنه‪َ ،‬أَّن الَّن ِبَّي َص َّلى ُهَّللا َع َلْي ِه َو َس َّلَم ‪َ ,‬قاَل‪َ" :‬أَن ا َس ِّيُد َو َلِد آَد َم َو ال َفْخ َر ‪َ ،‬و َأَن ا َأَّو ُل َمْن‬
‫َتْنَش ُّق َع ْن ُه اَألْر ُض َو ال َف ْخ َر ‪َ ،‬و َأَن ا َأَّو ُل َمْن َي ْأُخ ُذ ِبَح َلَقِة َب اِب اْل َج َّن ِة َو ال َفْخ َر ‪َ ،‬و ِلَو اُء اْل َح ْم ِد ِبَي ِدي َو ال َفْخ َر "‪ ,‬فالخطاب الّذ اتي ُهنا مهّم ته‬
‫التعريف بذات المتكلم‪ ,‬و قال سيدي إبراهيم الدسوقي رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ِإَذ ا ِش ئَت ِني َفاْط ُلْب ِني و اْس أْلِني ِفي َأَن ا *** َأَن ا َفي َأَن ا ِإِّن ي أَن ا ِفي أَن ا َن ْف ِس ي‬
‫ِفي أنا إّن ي‪ِ :‬في‪ :‬ظرفية لتعيين المكان‪ ,‬أنا‪ :‬األنا اإللهية الظاهرة في إّن ي‪ :‬األنا النبوية‪ ,‬هذه‪ ,‬هي الخاصة بحضرة النبي صلي هللا عليه‬
‫و سلم ‪ -‬مظهر الهوية و باطنها هللا‪ ,‬إّن ي‪ :‬إشارة لغيب األحدية‪ ,‬إذا إّن ي هي األنا مع ظهور الياء لالشباع إشارة لحضرة األحدّي ة‬
‫و إّن ي‪ :‬األنا الخاصة بحضرة النبي صلي هللا عليه و سلم‬
‫ِفي أَن ا‪ :‬ظاهرة في (أنا) اإللهية المعّب ر عنها بقوله تعالي‪ِ( :‬إَّن ِني َأَن ا ُهَّللا ال ِإَلَه ِإَّال َأَن ا َفاْع ُبْد ِني َو َأِقِم الَّص الَة ِلِذ ْك ِر ي) ‪ 14‬سورة طه‬
‫َر ِحيِقَي َم خُتوٌم ِبِمسِك الَح ِقيَقِة‪ :‬اآلية‪ُ( :‬يْس َقْو َن ِمن َّر ِحيٍق َّم ْخ ُتوٍم ) ‪ِ ( 25‬خَت اُم ُه ِم ْس ٌك َو ِفي َذ ِلَك َفْلَي َتَن اَفِس اْل ُم َتَن اِفُسوَن ) ‪ 26‬سورة‬
‫المطففين‪ .‬و المعنيون بالشراب في االية هم األبرار و المقربين‪.‬‬
‫الرحيق‪ :‬الخالص الصافى و ُي قصد به الخمر‪ ,‬الشراب‪ ,‬كناية عن العلوم و التجّليات اإللهية‪ ,‬فهم هناك يسقون من رحيق مختوم ختامه‬
‫مسك‪ ،‬ورحيق االزهار‪ :‬ما تفرزه الجتذاب الحشرات‪ ،‬ومسك رحيق‪ :‬ال غش فيه وحب رحيق‪ :‬خالص ال تشوبه شائبة‪ .‬و الّر حيق هو‬
‫العصارة‪ ,‬و كونه مختوٌم أي ظل مدّخ رًا ألبنائه لم يفّض لغيرهم‪ .‬و هذا هو شراب الوصل‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪::‬‬
‫َش َر اُب اْل َو ْص ِل َم ْخ ُتوٌم َو ِس ِّر ي *** ِش َفاٌء َال َش ِر ْب ُتْم َغ ْيَر ِم َّن ا (‪ 1‬ق ‪)56‬‬
‫الِم سك ما هو؟ يعتبر المسك ملك األطياب والمسك كلمة عربية هي اسم لطيب من األطياب القليلة التي مصادرها حيوانية‪ ,‬وقد ورد ذكر‬
‫المسك في القرآن الكريم (كما ورد في اآلية أعاله) ‪.‬و ثبت في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم انه قال‪" :‬أطيب الطيب المسك" وفي الصحيحين عن عائشة رضي هللا عنها ‪" :‬كنت أطيب النبي صلى هللا عليه وسلم قبل‬
‫ان يحرم ويوم النحر‪ ,‬وقبل ان يطوف بالبيت بطيب فيه مسك‪َ .‬قاَل َر ُس وُل ِهَّللا َص َّلى ُهَّللا َع َلْي ِه َو َس َّلَم ‪َSad‬م َث ُل اْلَج ِليِس الَّص اِلِح َو اْلَج ِليِس‬
‫الَّس ْو ِء َك َم َث ِل َص اِحِب اْلِم ْس ِك َو ِكيِر اْلَح َّد اِد ال َيْع َدُم َك ِمْن َص اِحِب اْل ِم ْس ِك ِإَّم ا َتْشَت ِر يِه َأْو َت ِجُد ِر يَح ُه َو ِكيُر اْلَح َّد اِد ُيْح ِر ُق َبَد َن َك َأْو َث ْو َب َك َأْو َت ِج ُد‬
‫ِم ْن ُه ِر يًح ا َخ ِبيَثًة )‪.‬‬
‫و كون ختامه مسك فإن ذلك في أرقي مراقي اإلحسان‪ ,‬من غيب األحدية‪ُ ,‬ص فت لها األمالك عند نزولها‪ ,‬تنشق من ذلك الرحيق‬
‫المختوم‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َش َر اِبَي َع ْذ ٌب َس ْلَس ِبيٌل َم َذ اُقُه *** َو ِع ْل ِم َي َكْنٌز ِفي ُقُلوِب َأحَّب ِتي (‪ 7‬ق ‪)1‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫كان ال بد من الوقوف عند البيت األول بتمّه ٍل ‪ ,‬فالتائية هي المحكم و "أم الكتاب" من ديوان شراب الوصل ‪ -‬كما الفاتحة و القرآن‬
‫الكريم (جّد ها من أٍب لها)‪ .‬البيت األول بمقام البسملة للقرآن و البسملة هي سر الفاتحة‪ ,‬إذن كل الديوان أجمل في هذا البيت‪ ,‬و عندما‬
‫تقرأ أي بيت تجده راجعًا لهذا البيت‬
‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬
‫=================‬
‫‪ 2‬ق ‪:1‬‬
‫َص َبْر ُت ِلُح ْك ِم هَّللا َب ْل َأَن ا َش اِك ٌر *** َفمَـا الَّصْبُر ِإَّال َعْن َع ِظ يِم اْلُم ِص يَب ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َص َبْر ُت ‪( :‬أي‪ :‬أنا َص َبْر ُت ) الَّص ْبُر نِقيض الَج َز ع‪ ،‬بالماضي أي‪ :‬حين حكم هللا‬

‫ِلُح ْك ِم هَّللا ‪ :‬الالم‪ :‬تفيد اإلذعان للُح كم‪ ,‬غير أن يقول (علي حكم)‪ُ ,‬ح ْك ِم هَّللا ‪ :‬الُح ْك ُم الَق ضاء‪ ،‬قال تعالي في اآلية‪َ( :‬ذ ِلُك ْم ُح ْك ُم ِهَّللا َيْح ُك ُم َبْي َنُك ْم‬
‫َو ُهَّللا َع ِليٌم َح ِكيٌم) الممتحنة ‪10‬‬
‫َب ْل ‪ :‬تسمي في النحو أداة إضراب‪ ,‬أي أنك أضربت عن ما سبق من كالم و تحولت إلي الكالم التالي ألنه أكثر دّقة أو أهمّي ة‪ ,‬مبّي نًا أن‪،‬‬
‫التالي أوفي و أجلي في المعني‬
‫َأَن ا َش اِك ٌر ‪ :‬أنا‪ :‬أي ذاتي الظاهر‪َ ,‬ش اِك ٌر ‪ :‬الُّشْك ُر ‪ :‬الُّشْك ُر ‪ :‬الثناُء على الُمْح ِس ِن بما َأْو الَك ُه من المعروف‪ ،‬يالحظ أن الحكم جاء في صيغة‬
‫الفعل في الماضي بينما الشكر في المضارع أي مستمر‪ ,‬أي‪ :‬البقاء في موطن الشكر‪ ,‬و هو الشكر في درجة اإلحسان‪ ,‬قال تعالي‪:‬‬
‫(اْع َم ُلوا آَل َداُو وَد ُشْك ًر ا َو َقِليٌل ِّمْن ِع َب اِد َي الَّشُك وُر ) ‪ 13‬سبأ‬
‫َفمَـا الَّص ْبُر ‪( :‬ف) ما‪ :‬الفاء هنا تسمي في اللغة الفاء الفصيحة و هي الفاء التي تبين وتفصح عن محذوف وتدل علي ما نشأ عنه‪ ,‬مثل‬
‫قوله تعالي (وإذ استسقي موسي لقومه ‪ ،‬فقلنا ‪ :‬اضرب بعصاك الحجر ‪ ،‬فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا)‬
‫ِإَّال‪ :‬استثنائية‪ ,‬تالية ألداة النفي (َم ا) تفيد الحصر‬
‫َعْن ‪ :‬تبين نوع الصبر‪ ,‬فالصبر علي شئ (معناه صبر حال وجود ما يكره) و (الصبر عن) معناه صبر حال عدم ما هو مرغوب و محبب‬
‫إلي النفس‪ ,‬كالصبر عن رؤية من تحب أو نيل ما تهوي‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪ ,‬لتوضيح المعني‪:‬‬
‫َفَأْص ِبُر َع ْن َه ا َال َع َلْيَه ا َو ِإَّن ِني *** ِبَصْب ِر َي َشَّك اٌر َو ِفي اُلَقاِب َص ْبَر ِتي (‪ 106‬ق ‪)1‬‬
‫َع ِظ يِم اْل ُم ِص يَب ِة‪َ :‬ع ِظ يِم ‪ :‬العظيم هو الكبير من كل شئ‪ ,‬اْل ُم ِص يَب ِة‪ :‬صفة لجمع و منه أن تقول سهٌم مصيب و أسهم ُم صيبة‪ ,‬أي‪ :‬عظيم‬
‫األسُه م التي أصابت‪ ,‬و الُم صيبة المفرد المؤنت هي كل ما ُي صيب من خير أو شر‪ ,‬قال تعالي‪ُ( :‬هَّللا اَّلِذي ُيْر ِس ُل الِّر َي اَح َفُتِثيُر َس َح اًب ا‬
‫َفَيْبُس ُط ُه ِفي الَّسَم اء َك ْيَف َي َش اء َو َيْج َع ُلُه ِك َس ًفا َفَت َر ى اْلَو ْد َق َي ْخ ُرُج ِمْن ِخالِلِه َفِإَذ ا َأَص اَب ِبِه َم ن َي َش اء ِمْن ِع َب اِدِه ِإَذ ا ُه ْم َيْس َت ْب ِش ُروَن ) ‪48‬‬
‫الروم‪ ,‬و هي هنا من استهام (رمي السهم للظفر بالحظ) الحضرتين عليه‪ ,‬الختياره‪ ,‬قال سيدي فخر الدين رضي هللا عنه في تبيين ذلك‪:‬‬
‫َو ِإَّن ِس َه اَم اْل َح ْض َر َت ْي ِن ِإْس َت َه اُمَه ا *** َع َلَّي َفِك ْلَت اَها ِس َه اٌم َأَص اَب ِت (‪ 240‬ق ‪)2‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 3‬ق ‪:1‬‬
‫َس َعْي ُت ِإَلى َمْو َالَي َمْر ُفــوَع َهاَم ٍة *** َو َم ا ِز ْلُت ِللُّد ْن َي ا ُشــَع اَع اْل ِه َداَي ة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َس َعْي ُت ِإَلى‪ :‬السعي االسراع في المشي دون العدو‪ ,‬و الّس عي إلي الشئ‪ :‬طلبه بهمة‬

‫َمْو َالَي ‪ :‬رّب ي‪ ,‬من يتولي أمري‪ ,‬الّذ ات في مجلي أسمائه‪ ,‬و السعي هنا طلب االنتقال‪ ,‬بقرينة عجز البيت‪َ( :‬و َم ا ِز ْلُت ِللُّد ْن َي ا ُشــَع اَع‬
‫اْلِه َداَي ة)‬
‫َمْر ُفــوَع َهاَم ٍة‪ :‬الهامة‪ :‬مقدمة الرأس‪َ ,‬مْر ُفــوَع َهاَم ٍة‪ :‬أي‪ :‬عزيزًا و في شأن عظيم‪ ,‬و في موطن الكرم اإللهي‪ ,‬و هو شأن الوراثة‬
‫المحمدّي ة الكاملة‪ ,‬كما جاء جاء في السيرة عنه صلي هللا عليه و سلم أنه حينما وصل إلى سدرة المنتهى وأوحى إليه ربه‪ :‬يامحمد‬
‫أرفع رأسك ‪ ،‬وسل ٌت عط قال‪ :‬يارب إنك عذبت قوما بالخسف وقوما بالمسخ‪ ..‬فماذا أنت فاعل بأمتي‪ .‬قال هللا‪ُ( :‬أنزل عليهم رحمتي ‪..‬‬
‫وُأبدل سيئاتهم حسنات ‪ ..‬ومن دعاني أجبته ‪ ..‬ومن سألني أعطيته ‪ ..‬ومن توّك ل علّي كفيته ‪ ..‬وأستر على العصاة منهم في الدنيا ‪..‬‬
‫وُأشفعك فيهم في اآلخرة‪ ..‬ولوال أّن الحبيب يحب معاتبة حبيبه لما حاسبتهم ‪ ..‬يا محمد‪ ،‬إذا كنُت أنا الرحيم وأنت الشفيع ‪ ..‬فكيف‬
‫تضيع أمتك بين الرحيم والشفيع)‪ ,‬قال سيدي فخر الدين في تبيين ذلك‪:‬‬
‫َفَأْر َك ُع َت ْع ِظ يمًا َو َأْر َفُع َش اِكرا *** ُأَش اِهُد َم ا َأْب ِغ ِيه ِفي َر ْف ِع َهاَم ِتي (‪ 251‬ق ‪)1‬‬
‫َو َم ا ِز ْلُت ‪ :‬الواو للعطف‪ِ ,‬ز ْلُت ‪ :‬من َز ال و هي تفيد النفي و تقترن بأدة النفي (َم ا) فينقلب معناها من النفي إلي اإليجاب‪ ,‬فتنقلب إلي فعل‬
‫مضارع يفيد االستمرارية و تفيد إثبات الوجود‬
‫ِللُّد ْن َي ا‪ :‬الالم الصقة كقولك أمسكُت بالحبل‪ ,‬الُّد ْن َي ا‪ :‬الحياة األولي تليها الحياة البرزخية ثم اآلخرة‪ ,‬و هي موطن األعمال و العبادات و‬
‫خدمة دين سيدنا رسول هللا صلي هللا عليه و سلم‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬أنَز َل ِمَن الَّس َم اء َم اء َفَس اَلْت َأْو ِد َي ٌة ِبَقَد ِر َها َفاْح َت َم َل الَّس ْي ُل َز َب ًدا َّر اِبًي ا َو ِم َّم ا‬
‫ُيوِقُدوَن َع َلْي ِه ِفي الَّن اِر اْب ِتَغ اء ِحْلَي ٍة َأْو َم َت اٍع َز َبٌد ِّم ْث ُلُه َك َذ ِلَك َيْض ِر ُب ُهَّللا اْل َح َّق َو اْلَب اِط َل َفَأَّم ا الَّز َبُد َفَي ْذ َهُب ُج َفاء َو َأَّم ا َم ا َي نَف ُع الَّن اَس َفَيْم ُكُث‬
‫ِفي اَألْر ِض َك َذ ِلَك َيْض ِر ُب ُهَّللا اَألْم َث اَل) ‪ 17‬الرعد‬
‫ُشــَع اَع اْلِه َداَي ة‪ :‬الُّش عاع هو ما يضئ و هو العضو الواحد من مائة أربعة و عشرين عضوًا من أعضاء الحضرة الصمدانية الوترية‪,‬‬
‫اْلِه َداَي ة‪ :‬بواسطة ضوء الّش عاع‪ ,‬إنارة الطريق للسير إلي هللا‪ ,‬و هذا البيت من أعظم البشارات ألبناء الطريقة‪ ,‬فهو يطمئن األخوان و‬
‫يدلهم علي مكانة شيخهم رضي هللا عنه‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 4‬ق ‪:1‬‬
‫َو آَت ْي ُت ِإْبَر اِهيَم ِمْن َقْب ُل ُر ْش َد ُه *** َفَم ا ُهَو ِإَّال َفْلَذ ِتي َو َع ِط َّي ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو آَت ْي ُت ِإْبَر اِهيَم ‪َ :‬و آَت ْي ُت ‪ :‬و أعطيُت ‪ِ ,‬إْبَر اِهيَم ‪ :‬الخليفة الوارث رضي هللا عنه‬
‫ِمْن َقْب ُل‪ :‬في القديم من الزمان‪ ,‬قبل اإليجاد‬
‫ُر ْش َدُه‪ :‬الُّر ْش د والَّر َش د والَّر شاد‪ :‬نقيض الغّي ‪ ,‬أي‪ :‬الِه داية‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬و َلَقْد آَت ْي َن ا ِإْبَر اِهيَم ُر ْش َد ُه ِمْن َقْب ُل َو ُكَّن ا ِبِه َع اِلِميَن ) ‪ 51‬األنبياء‪,‬‬
‫جاء في تفسير أبن كثير‪ :‬يخبر تعالى عن خليله إبراهيم‪ ،‬عليه السالم‪ ،‬أنه آتاه رشده من قبل‪ ،‬أي‪ :‬من صغره ألهمه الحق والحجة على‬
‫قومه‪ ,‬و في تفسير سيدي محي الدين بن عربي‪ :‬ولقد آتينا إبراهيم ( الروح ) رشده (المخصوص به الذي يليق بمثله وهو االهتداء‬
‫إلى التوحيد الذاتي ومقام المشاهدة والخلة)‪( .‬من قبل) أي‪ :‬قبل مرتبة القلب والعقل متقدما عليهما في الشرف والعز) وكنا به عالمين‬
‫(أي‪ :‬ال يعلم بكماله وفضيلته غيرنا لعلو شأنه‪ ,‬أّي أن سيدي فخر الدين رضي هللا عنه كّم ل خليفته و أعّد ه لإلمامية منذ نشأته‬
‫َفَم ا ُهَو ِإَّال‪ :‬نفي و استثناء يفيد حصر الوصف في المشار إليه ال غيره‬
‫فلذتي‪ :‬الِفّلَذ ُة القطعة من الكبد واللحم والمال والذهب والفضة‪ ،‬و يوصف اإلبن من الظهر بفلذة الكبد‪ ,‬و قد قيل‪ :‬أبناؤنا فلذات أكبادنا‬
‫تمشي علي األرض)‪ ,‬يعني ِإْبَر اِهيَم الذي هو (ولدي من صلبي)‪ ...‬أوضحها درءًا ألي تأويل في غير محله‪ ,‬حتي ال يّد عي الخالفة غيره‪,‬‬
‫و ِإْبَر اِهيم تنطبق علي كل الخلفاء ورثة سيدي فخر الدين من ُص لبه‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َفِإْبَر اِهيُم ِع ْن ِدي َمْن َي ِر ْث ِني *** َع َلى اَألَّي اِم ِمَّمْن َقْد َو َص ْلُت ‪ 13‬ق ‪)41‬‬
‫َو َع ِط َّي ِتي‪ :‬الواو للعطف‪َ ,‬ع ِط َّي ِتي‪ :‬الذي أعطاني هللا‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َه َذ ا َع َط اُء ِهَّللا ِمْن َع ْلَي اَئ ِه *** َه َذ ا ِإْص ِط َفاُء الَّس ِّي ِد اْلُبْر َهاِني (‪ 1‬ق ‪)2‬‬
‫و قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ِمْن َك َم اِل اْلَع َط اِء ِمْن َفْيِض َو ْه ٍب *** َأُّيَه ا الَّن اُس َج اَء ُك ْم ِإْبَر اِهيُم (‪ 1‬ق ‪)12‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 5‬ق ‪:1‬‬
‫َت َو اَك َب ِت اَألْقَط اُب َيْو َم ِإَج اَب ِتي *** َتَز اَح َم ِت اَألْم َالُك َتْخ ُد ُم َر ْو َض ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َت َو اَك َب ِت ‪ :‬الوكوب هو السير في درجان و يقال تواكبت الغزالن‪ ,‬و تواكبت من تفاعلت ما يفيد الكثرة و التتابع‪ ,‬و منها الـَمْو ِك ُب ‪ :‬و هو‬
‫الجماعُة من الناس ُر ْك بانًا وُم شاًة ‪ ,‬وفي الحديث‪َ :‬أنه كان يسير في اِإلفاضِة َسْيَر الـَمْو ِكب‪ ,‬الـَمْو ِك ُب ‪ :‬جماعٌة ُر ْك باٌن يسيرون ِبِر ْف ٍق ‪ ،‬مثل‬
‫ما يفعل في المارشات العسكرية‪ ,‬وهم َأيضًا القوُم الُّر ُك وُب للزينة والَّتَنُّز ِه‪َ ،‬أراد َأنه لم يكن ُيْس رُع الَّسْيَر فيها‬
‫اَألْقَط اُب ‪ :‬الرؤساء منذ سيدنا آدم عليه السالم إلي انتهاء الدنيا‬
‫َيْو َم ِإَج اَب ِتي‪َ :‬يْو َم ‪ :‬اليوم زمان‪ ,‬و تأتي كلمة َي وم للداللة علي الحدث الهام العظيم‪ ,‬فكانت العرب تمسي العيد َي وم كذا‪ ,‬و منه ُيقال‪َ :‬ي وم‬
‫الجمعة‪ ,‬و يوم البعث ‪ ..‬الخ‪ِ ,‬إَج اَب ِتي‪ :‬اإلجابة للطلب تلبيته‪ ,‬يعني بذلك إجابة هللا تعالي لطلبه هو ما تمني و هو اإلنتقال‪ ,‬قال رضي هللا‬
‫عنه‪:‬‬
‫َأُقوُل ُأِجْب ُت َو َم ا َأَج ْب ُت ِلَط اِلٍب *** َأُقوُل ُم َن اَي َو َال َأُقوُل ِم ِنَّي ِتي (‪ 112‬ق ‪)1‬‬
‫َتَز اَح َم ِت‪ :‬التزاحم هو التضايق بسبب الكثرة‬
‫اَألْم َالُك‪ :‬أو المالئكة أو المالئك جمع مَلك‬
‫َتْخ ُد ُم َر ْو َض ِتي‪َ :‬تْخ ُد ُم ‪ :‬تقوم بالخدمة و هي إكرام الزائرين‪َ ,‬ر ْو َض ِتي‪ :‬ساحة مقامي‪ ,‬و الّر وضة من الجّن ة‪ ,‬حيث العطاء و الِثمار‪ ,‬و في‬
‫الحديث‪ ,‬قال صلي هللا عليه و سلم‪َ" :‬م ا َبْيَن َقْب ِر ي َو ِم ْن َب ِر ي َر ْو َض ٌة ِمْن ِر َياِض الَج َّن ة"‪ ,‬و بّي ن المعني رضي هللا عنه بقول‪:‬‬
‫َو َم ا ِخْد َم ُة اَألْم َالِك ِلْل َّر ْو ِض ُدوَنُك ْم *** َف ُك ُّل َم َقاٍم ِفيِه ُأْذ َك ُر َر ْو َض ِتي (‪ 113‬ق ‪)1‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 6‬ق ‪:1‬‬
‫َو َأْع ِر ُف َأْق َداَر الِّر َج اِل َج ِميِع ِهْم *** َو َلِك َّن ُهْم َض ُّلوا اْب ِتَداَء َم َك اَن ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َأْع ِر ُف ‪ُ :‬أدرك الحقيقة‬
‫َأْق َداَر الِّر َج اِل ‪َ :‬أْق َداَر ‪ :‬جمع َق در‪ ,‬و في اللغة‪ :‬معني َقْد ُر قال‪َ :‬قْد ُر كل شيء وِم ْق داره‪َ :‬مْب َلُغ ه‪ .‬و قوله تعالى‪ :‬و ما َقَدُر وا َهللا َح َّق َقْد ِر ه‪َ ,‬أي‬
‫ما عظموا هللا حق تعظيمه‪ ،‬وقال الليث‪ :‬ما َو َص فوه حق ِص َفِته‪ ،‬والَقَد ُر والَقْد ُر ههنا بمعنى واحد‪ ،‬وَقَدُر هللا وَقْد ُر ه بمعًن ى‪ ،‬وهو في‬
‫اَألصل مصدر‪ .‬أي أن القدر هو المكانة و المنزلة‪ ,‬و َق در‪ ,‬تعني‪ :‬مكانة و منزلة و مرتبة‪ ,‬أقدار‪َ :‬م ناِز ل‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬و اْل َقَمَر َقَّدْر َن اُه‬
‫َم َن اِز َل َح َّت ى َعاَد َك اْل ُعْر ُج وِن اْل َقِديِم ) ‪ 39‬سورة يس‪ ,‬و قال رسول هللا صلي هللا عليه وسلم‪" :‬نحن معاشر األنبياء ُأمرنا أن نخاطب‬
‫الناس على قدر عقولهم و أن ننزلهم منازلهم"‪ ,‬إذن القدر و المنزلة هي غاية بلوغ الشئ من المكانة‬
‫الّر جال‪ :‬األولياء‪ ,‬و هم من بعد درجة اإليمان (أي‪ :‬أهل درجة اإلحسان و ما فوق)‪ ,‬قال تعالي‪ِ( :‬مَن اْل ُم ْؤ ِمِنيَن ِر َج اٌل َصَد ُقوا َم ا َع اَهُدوا‬
‫َهَّللا َع َلْي ِه َفِم ْن ُهم َّم ن َقَض ى َن ْح َب ُه َو ِم ْن ُهم َّم ن َي نَت ِظ ُر َو َم ا َبَّد ُلوا َت ْب ِديال) ‪ 23‬األحزاب‪ ,‬و قال سيدي فخر الدين رضي هللا عنه (‪ 11,12‬ق‬
‫‪:)35‬‬
‫َأَّم ا الِّر َج اُل الَّذ يَن َع َن ْي ُت َمْن َذ َك ُر وا *** َو ِذ ْك ُرُه ْم َغ اَي ٌة َفاُهَّلل َغ اَي ُتَن ا‬
‫َم َن اِز ٌل ُقِّد َر ْت ِللِّذ ْك ِر َأْج َم ِعِه *** َو َبْع َد َها ُنْص َطَفى َهِذي ِبَداَي ُتَن ا‬
‫َج ِميِع ِهْم ‪ :‬من لدن آدم إلي آخر الدنيا‪ ,‬أهل الجمع‬
‫َو َلِك َّن ُهْم ‪ :‬الواو للعطف‪َ ,‬لِكَّن ‪ :‬لالستدراك و التأكيد‪ ,‬الضمير (ُه ْم ) يعود علي الرجال‪ ,‬أي‪ :‬األولياء‬
‫ضّلوا ابتداء مكانتي‪ :‬ضّلو‪:‬ا الَّض الُل والَّض اللُة ضُّد الُهَدى والَّر شاد‪ ،‬أي‪ :‬تاهوا عنها و لم يعرفوها‪ ,‬ابتداء مكانتي‪ :‬ابتداء منِز َلتي‪:‬‬
‫االبتداء موطن بداية اصطفائه رضي هللا عنه‪ ,‬و هذه خصاصية‪ ,‬قال رضي هللا عنه في تبيين ذلك‪:‬‬
‫َأَال ِإَّن َأْق َد اَر اِلّر َج اِل َم َن اِز ٌل *** ِبَه ا َنْز ُلوا َخ ْت مًا َو ِتْلَك ِبَداَي ِتي (‪ 114‬ق ‪)1‬‬
‫أعجبنيلم يعجبني‬
‫الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى األسفل‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫® مدير المنتدى ®‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫رسالة ‪: sms‬‬

‫سيرى ببطئ ياحياة‬


‫لكى أراك بكامل النقصان حولى‬
‫كم نسيتك فى خضمك‬
‫باحثا عنى وعنك‬
‫وكلما أدركت سرا منك‬
‫قلت بقسوة‬
‫مأجهلك!!!!‬
‫ذكر‬
‫عدد المساهمات ‪11496 :‬‬
‫اٍالقامة ‪ :‬وراء األفق حيث الشئ سواى وحبيبتى‬
‫العمل ‪ :‬مهندس‬
‫نوسا البحر ‪ :‬ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪15781612‬‬

‫ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪Icon_minitime 2020-09-08, 3:48 pm‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 7‬ق ‪:1‬‬
‫َش َر اِبَي َع ْذ ٌب َس ْلَس ِبيٌل َم َذ اُقُه *** َو ِع ْل ِم َي َكْنٌز ِفي ُقُلوِب َأحَّب ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َش َر اِبَي ‪ :‬الَّش َر اب‪ :‬ما ُي شرب‪ ,‬و هو إشارة لعلوم الحقائق‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬و َس َقاُه ْم َر ُّبُهْم َش َر اًب ا َط ُهوًر ا) ‪ 21‬اإلنسان‪ ,‬و نسبة الشراب‬
‫للمتكلم‪ ,‬يعني بذلك‪ ,‬شرابه رضي هللا عنه‪ ,‬و هو َش َر اُب الَو صِل ‪ ,‬و هو مصطلح كثير االستخدام عند السادة الصوفية‪ ,‬يرمز به للحقائق‬
‫اإللهية‪ ,‬و قد جاء في األثر‪( :‬إّن هلِل َش َر ابًا اّد َخ َر ُه ِلِعبادِه الُم َق َّر ِبين‪َ ,‬ح َت ى إَذ ا َش ِر ُبوا َط اُر وا و إَذ ا َط اُر وا َو َص ُلوا‪ ,‬و إَذ ا َو َص ُلوا اّت َص ُلوا‪ ,‬و‬
‫إَذ ا اّت َص ُلوا َص اَر َال َفْر َق َبْي ني و َبْي َن هم"‪ ,‬و في قصيدة ابن الفارض الشهيرة بالخمرية‪:‬‬

‫َش ِر ْب َن ا َع َلى ِذ ْك ِر الَح ِبيِب َم َداَم ًة *** َس ِك ْر َن ا ِبَه ا ِمْن َقْب ِل َأْن ُيخَلِق الَك ْر ُم‬
‫َع ْذ ٌب ‪ :‬طيب ُم ستساغ الطعم‪ ,‬طيب ُم ستساغ في كلماته و معانيه‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬و َم ا َيْس َت ِو ي اْلَبْح َر اِن َٰه َذ ا َع ْذ ٌب ُفَر اٌت َس اِئٌغ َش َر اُبُه َو َٰه َذ ا‬
‫ِم ْلٌح ُأَج اٌج ) ‪ 12‬فاطر‬
‫َس ْلَس ِبيٌل َم َذ اُقُه‪ :‬الَّس ْلَس بيل الَّر ِحيق‪ :‬الَخ ْم ر‪ ،‬والَّس ْلَس بيل‪ :‬الَّس ْه ل الَمْد َخ ل في الَح ْلق‪ ,‬التذوق بالقلب و عبره ُتسقي الروح‬
‫َو ِع ْل ِم َي َكْنٌز ‪َ :‬و ِع ْل ِم َي ‪ :‬العلم الذي أعطيه في دروسي و قصائدي‪َ ,‬كْنٌز ‪ :‬الَكْنُز المال المدفون‪ ،‬أي‪ :‬مخبأ‪ ,‬و في الحديث َع ْن َس ّي ِد َن ا َأِبي‬
‫ُهَر ْيَر َة رضي هللا عنه‪َ ،‬أَّن َر ُس وَل ِهَّللا َص َّلى ُهَّللا َع َلْي ِه َو َس َّلَم ‪َ ،‬قاَل‪ِ( :‬إَّن ِمَن اْلِع ْل ِم َك َهْي َئ ِة اْلَم ْكُنوِن ‪ ،‬ال َيْع ِر ُفُه ِإال اْل ُع َلَم اُء ِباِهَّلل‪َ ،‬فِإَذ ا َن َطُقوا ِبِه‬
‫َلْم ُيْن ِك ْر ُه ِإال َأْه ُل اْل ِغ َّر ِة ِباِهَّلل)‪ ,‬و قال سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‪-:‬‬
‫َو َأْك ِش ُف ِلَألْح َب اِب َعْن ِع ْل ِم َي اَّلِذي *** َج َو اِه ُرُه ِفي ُك ِّل َصْد ٍر َك ِميَن ِة (‪ 146‬ق ‪)1‬‬
‫ِفي ُقُلوِب َأحَّب ِتي‪ :‬أي أن أسرار علمه محفوظة في ِفي ُقُلوِب َأحَّب ِته‪ ,‬و َأحَّب ة جمع ِحّب و الِحُّب هو الذي ُيِحب و ًيَح ب‪ ,‬محب و محبوب‪,‬‬
‫أي‪ :‬أبناء الطريقة‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬ب ْل ُهَو آَي اٌت َبِّي َن اٌت ِفي ُص ُدوِر اَّلِذيَن ُأوُتوا اْل ِع ْل َم َو َم ا َيْج َح ُد ِبآَي اِتَن ا ِإَّال الَّظ اِلُموَن ) ‪ 49‬العنكبوت‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 8‬ق ‪:1‬‬
‫َس َقْي ُت ُم ِر يِدي ِمْن َش َر اٍب ُمَع َّت ٍق *** َو َك ِّفَي َك ْأٌس َو اْلَخ َفاُء َم ِز َّي ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َس َقْي ُت ُم ِر يِدي‪َ :‬س َقْي ُت ‪َ :‬س َقْي ُت ه إذا ناولته الشراب فشِر ب‪ ,‬أنا الّس اقي‪ُ ,‬م ِر يِدي‪ :‬الُم ريد الطالب و القاصد و التابع‪ ,‬و منه مريد و مراد‪ ,‬و‬
‫مريد الشيخ تابعه و السائر علي إرادته‪ ,‬اآلية‪ُ( :‬قْل ِإن ُك نُتْم ُتِحُّبوَن َهَّللا َفاَّت ِبُع وِني ُيْح ِبْب ُك ُم ُهَّللا) ‪ 31‬آل عمران‬
‫ِمْن َش َر اٍب ُمَع َّت ٍق ‪ِ :‬مْن ‪ :‬حرف ابتداء لغاية مكانية‪َ ,‬ش َر اٍب ُمَع َّت ٍق ‪ُ :‬مَع َّت ٍق من َع ُتَق ِع ْت قًا وَع تاَقًة َأي َقُدم وصار َع تيقًا‪ ،‬و الَع تيُق ‪ :‬القديم من‬
‫كل شيء‪ ,‬وفي التنزيل‪( :‬وْلَي َّط َّو فوا بالبيت الَع تيِق )‪ ,‬و الشراب المعتق القديم أفضل الشراب‪ ,‬و هو يشير إلي ِقَد م القصائد‪ ,‬فهي موجودة‬
‫من قبل الزمن‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َه َذ ا َكَالِمي َقِد ٌيم َيْس ِبُق الَّز َمَن *** َفَال َتُخ وُض وا ِبَح ارًا َأْه َلَك ْت ُس ُفَن ا (‪ 1‬ق ‪)35‬‬

‫َو َك ِّفَي َك ْأٌس ‪َ :‬و َك ِّفَي ‪ :‬اليد‪ ,‬تستعمل للعطاء و الكَر م‪َ ,‬ك ْأٌس ‪ :‬الكأس‪ ,‬اإلناء الذي ُي شرب به‪ ,‬و أصلها في االصطالح الصوفي الّر وح‪َ ,‬و َك ِّفَي‬
‫َك ْأٌس ‪ :‬ما يضعه الشيخ من كرمه في روح المريد‪ ,‬وقاية له من شّد ة التجّلي‪ ,‬بّي ن ذلك بقوله رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو َك ِّفَي َك ُّف اْلَب ْأِس َعْن ُك ِّل َش اِر ٍب *** َألَّن ُم ِر يِدي َت ْح َت َس ْي ِف ِحَم اَي ِتي (‪ 116‬ق ‪)1‬‬
‫و قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ِم ْن َه ا َس َقْي ُتَك َو الّس َقاَي ُة َك ُّفَن ا *** ِع ْن َد اْل َم َقاِم َو ِس ُّر َها َيْس ِر ي ِبي (‪ 8‬ق ‪)38‬‬
‫َو اْلَخ َفاُء َم ِز َّي ِتي‪ :‬الَخ َفاُء ‪ :‬عدم الظهور‪ ,‬أي‪ :‬ال ُيدرك‪َ ,‬م ِز َّي ِتي‪ :‬خاصيٌة ُخ ّص بها رضي هللا عنه‪ ,‬قال رضي هللا عنه في (‪ 15-13‬ق‬
‫‪:)35‬‬
‫َش َر اُب َقْو ِمي َع ِظ يٌم َج َّل َص اِنُع ُه *** َو ِفي ُك ُؤ وِس اْلَخ َفا َن ْس ِقي َأِحَّب َتَن ا‬
‫ُمَع َّت ٌق ِمْن َقِديِم اْلَو ْص ِل ُم َّت ِص ٌل *** َأُك ُّفُه ِفي َس َخ اٍء ِمْن ِح َم اَي ِتَن ا‬
‫َفِلْلَت َج لى َش َر اٌب َغ ْيُر ُمْح َت َم ٍل *** َو َك ُّف َب ْأِس الَّت َج ِلي ِتْل َك َص ْن َع ُتَن ا‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 9‬ق ‪:1‬‬
‫َو َبْع ُض َش َر اِبي َأْغ َر َق الُك َّل ِفي اْل َهَو ى *** َو َم ْن َه ِجَي اْل ُقْر آُن َو ُهَّللا َو ْج َه ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َبْع ُض َش َر اِبي‪ :‬الواو استئنافية‪َ ,‬بْع ُض ‪ :‬جزء من الُك ّل‪َ ,‬ش َر اِبي‪ :‬الَّش َر اب‪ :‬ما ُي شرب‪ ,‬و هو إشارة لعلوم الحقائق‪ ,‬يعني شراب الوصل‬
‫َأْغ َر َق ‪ :‬غرق في األمر‪ :‬أحاط به األمر أو الشيء وغمره وغلبه‪ ,‬و عند السادة الصوفية‪ :‬الغرق‪ ،‬مقام استغراق من تحقق بالحب‪،‬‬
‫فغرق في لجة بحر القرب‪ ،‬فغاب عن إحساسه بالروح والنفس واللب‪ ,‬و َأْغ َر َق جعله يغرق‬
‫الُك َّل‪ُ :‬ك ّل حرف الستيعاب أفراد العدد‪ ,‬أي‪ :‬كّل أهل هللا السالكين و الواصلين‬
‫ِفي اْلَهَو ى‪ :‬الهوي‪ :‬هو الحّب مع فراغ القلب من الغير‪ ,‬ألن الهوي يشتق من مادة الهواء و هو الفراغ‪ ,‬شراب الوصل يمأل القلب‬
‫بالمحّب ة حتي تفيض‬
‫تالحظ‪ :‬قوة المعني و البالغة اللغوّي ة في عبارة‪( :‬بعض) شرابي أغرق (الٌك ّل)‪.‬‬
‫َو َم ْن َه ِجَي اْل ُقْر آُن ‪ :‬منهجي‪ :‬طريٌق َن ْهٌج ‪َ :‬بِّيٌن واِض ٌح ‪ ،‬وهو الَّن ْهُج ؛ وَم ْن َهُج الطريِق ‪ :‬وَض ُح ه‪ ,‬والِمنهاُج كالَم ْن َه ِج ‪ .‬وفي التنزيل‪ِ( :‬لُك ٍّل َج َع ْلَن ا‬
‫ِمنُك ْم ِش ْر َع ًة (‪ 48‬المائدة‪َ .‬و َم ْن َه ِجَي اْلُقْر آُن ‪ :‬أي‪ :‬القرآن طريقتي‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫فَال َج َد ٌل َبْيَن الَّص ِحيِح َو ِض ِّد ِه *** فِإِّن َي َصْر ٌح َو اْلُقْر آُن ُيشيُدِني (‪ 12‬ق ‪)36‬‬

‫وهللا وجهتي‪ :‬الِو جهة‪ :‬القصد و القبلة‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬و ِلُك ٍّل ِو ْج َه ٌة ُهَو ُمَو ِّليَه ا َفاْس َت ِبُقوا اْلَخ ْيَر اِت َأْيَن َم ا َتُك وُنوا َي ْأِت ِبُك ُم ُهَّللا َج ِميًع ا ِإَّن َهَّللا‬
‫َع َلٰى ُك ِّل َش ْي ٍء َق ِديٌر ) ‪ 148‬البقرة‪ ,‬كناية عن المشاهدة اإللهية‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 10‬ق ‪:1‬‬
‫َفَم ا َفاَز ِفي اَألكَو اِن ِإَّال ُمَس اِلِمي *** َو َم ا َخ اَب ِإَّال َمْن َأَر اَد َعَد اَو ِتي‬

‫المعني‪:‬‬

‫َفَم ا َفاَز ‪َ :‬فَم ا‪ :‬الفاء استئنافية‪َ ,‬م ا‪ :‬نافية‪َ ,‬فاَز ‪ :‬الفوز هو النجاة‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬و َمْن ُيِط ِع َهَّللا َو َر ُس وَلُه َو َي ْخ َش َهَّللا َو َي َّت ْق ِه َفُأوَلِئَك ُه ُم‬
‫اْلَفاِئُز وَن ) ‪ 52‬النور‬
‫ِفي اَألكَو اِن ‪ :‬األكوان الخمس (الملك‪-‬الملكوت‪-‬الجبروت‪-‬الالهوت‪-‬الهاهوت)‬
‫ِإَّال ُمَس اِلِمي‪ِ :‬إَّال لالستثناء‪ُ ,‬مَس اِلِمي‪ :‬الُمَس اِلُم من يُك ّف أذاه عن اآلخرين‪ ,‬و في الحديث‪" :‬المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده"‬
‫َو َم ا َخ اَب ‪ :‬خاَب َي ِخيُب َخ ْيَب ًة ‪ُ :‬ح ِر م‪ ،‬ولم َي َن ْل ما َط َلب‪ ,‬والَخ ْيَب ة الِح ْر ماُن والُخ ْس ران‬
‫ِإَّال َمْن َأَر اَد َعَد اَو ِتي‪ :‬إّال االستثناء لحصر الخيبة علي صنف معين‪َ ,‬مْن َأَر اَد‪َ :‬مْن اختار‪َ ,‬عَد اَو ِتي‪ :‬الَع داوة الُك ره و الخصام‪ ,‬اآلية‪َ( :‬م ن‬
‫َك اَن َعُد ًّو ا ِهَّلِّل َو َم الِئَك ِتِه َو ُرُس ِلِه َو ِجْب ِر يَل َو ِميَك اَل َفِإَّن َهَّللا َعُدٌّو ِّلْلَك اِفِر يَن ) ‪ 98‬البقرة‪ ,‬و قد قيل في األدب مع الشيخ المرّب ي‪:‬‬
‫وكن محب محبيه وناصره *** والزم عداوة من أضحى يعاديه‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 11‬ق ‪:1‬‬
‫َفَه ا َأَن ا َذ ا َأْر َع ى الَّض ِعيَف َو َأْس َت ِقي *** ِمَن اْل ُمْص َطَفى َج ِّدي َي َن اِبيَع ِح ْك َم ِتي‬
‫المعني‪:‬‬
‫َفَه ا‪ :‬الفاء لالستئناف‪ ,‬ها‪ :‬إسم إشارة للقريب و ألفها عند أهل الحقائق يعني السمو و العلو‪ ,‬و لذا قيل في انتقال العارف‪:‬‬
‫رجع الُترب إلي الُت رب فها *** و سري النوُر إلي الّن ور فهي‬
‫َأَن ا َذ ا‪َ :‬أَن ا الظاهر بذاتي‪ ,‬ذا إشارة إلي األقرب‬
‫َأْر َع ى الَّض ِعيَف ‪َ :‬أْر َع ى‪ :‬الراِعي َيْر عى الماشيَة َأي َي حوُط ها ويحفُظ ها‪ ,‬الَّض ِعيَف الذي في بداية السير‬
‫َو َأْس َت ِقي ِمَن اْل ُمْص َطَفى َج ِّدي‪َ :‬و َأْس َت ِقي و َأْس َت ْس قي‪ :‬أطلُب الِس قاية‪ ,‬أي‪ :‬الُشرب‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و ِإِذ اْس َت ْس َقى ُم وَس ى ِلَقْو ِمِه َفُقْلَن ا اْض ِر ْب ِبَعَص اَك‬
‫اْل َح َج َر َفاْن َفَج َر ْت ِم ْن ُه اْث َنَت ا َع ْش َر َة َعْي ًن ا َقْد َع ِلَم ُك ُّل ُأَن اٍس َم ْش َر َبُهْم ) ‪ 60‬البقرة‪ِ ,‬مَن ‪ :‬حرف ابتداء لغاية مكانية‪ ,‬اْلُمْص َط َف ى‪ :‬صلي هللا عليه‬
‫و سلم‪ ,‬اصطفاه علي جميع خلقه‪ ,‬أي‪ :‬أآلخذه صفّي ًا‪ ,‬أودعه سّر ه و اأتمنه‪َ ,‬ج ِّد ي‪ :‬إشارة إلي الوراثة المحمدية‪ ,‬إذا الَج ّد يورث‬
‫َي َن اِبيَع ِح ْك َم ِتي‪َ :‬ي َن اِبيَع ‪ :‬النبُع هو مصدر الماء أو العين التي ينبع منها الماء‪َ ,‬ي َن اِبيَع مصادر‪ِ ,‬حْك َم ِتي‪ :‬الَح كمة هي ما أوتي المرء من‬
‫زيادة العلم‪ ,‬و هي‪ :‬شراب الوصل‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 12‬ق ‪:1‬‬
‫َو َها َأَن ا َذ ا َأْش ِفي الَّس ِقيَم ِمَن الَّض َن ى *** َو َأْج ُبُر َم ْك ُس وَر اْل ُقُلوِب ِبَن ْظ َر ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َها َأَن ا َذ ا‪َ :‬و َه ا‪ :‬الواو واو العطف‪ ,‬ها‪ :‬إسم إشارة للقريب و ألفها عند أهل الحقائق يعني السمو و العلو‪َ ,‬أَن ا َذ ا‪َ :‬أَن ا الظاهر بذاتي‪َ ,‬و َها‬
‫َأَن ا َذ ا‪ :‬أي‪ :‬أنني موجود‬
‫َأْش ِفي الَّس ِقيَم ‪َ :‬أْش ِفي‪ :‬أزيل المرض‪ ,‬الَّس ِقيَم ‪ :‬المرض‪ ,‬أي‪ :‬مرض النفوس‬
‫ِمَن الَّض َن ى‪ :‬الَّض َن ى‪ :‬الّت عب‪ ,‬ما تلقيه األنفس علي صاحبها من فقد و عناء‪ ,‬قال سيدي إبراهيم الدسوقي رضي هللا عنه‪ ,‬في وصف أهل‬
‫الِج د في هللا‪:‬‬
‫أْبَد اُنُهم َأْت َع َب ْت ِفي ِهللا َأْن ُفَسُهْم *** َو َأْن ُفٌس َأْت َعَب ْت ِفي ِهللا َأْب َداَن ا‬
‫َو َأْج ُبُر ‪ :‬الجبر بمعني رّد ما فقد و تعويضه‪ ,‬و منه جبر الكسر‬
‫َم ْك ُس وَر اْلُقُلوِب‪ :‬اْلُقُلوِب الضعيفة التي ُك سرت عن بلوغ غايتها‪ ,‬من األنس بذكر هللا‬
‫ِبَن ْظ َر ِتي‪ :‬الباء للوسيلة أو الواسطة‪ ,‬أي‪ :‬بواسطة َن ْظ َر ِتي‪ :‬الّن ظرة هي عناية الشيخ بعين األّب الرحيم المربي‪ ,‬وكان سيدى أبو الحسن‬
‫الشاذلى رضي هللا عنه يقول‪" :‬إن السلحفاة تربى أوالدها بالنظر وكل من توارى عليها من أوالدها هلك‪ ،‬ونحن أولى بذلك من‬
‫السلحفاة"‪ ,‬و النظرة من الشيخ تكّم ل المريد‪ ,‬و تصل به إلي ما ال يصل إليه إال بالجهد الكبير‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 13‬ق ‪:1‬‬
‫َو َأْفُط ُم ِم ْنُك ْم َمْن َأَت َّم ِر َض اَع ًة *** َو ُأوِر ُث ِس ِّر َي ِلَّلِذي ِفيِه ِص ْب َغ ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َأْفُط ُم ِم ْنُك ْم ‪ :‬الفطم القطع و الفصل‪ ,‬وَفَط َم الصبِّي َي ْف ِط مه َفْط مًا‪ :‬فَص َله من الّر ضاع‪ ,‬و الّر ضاع هو ذكر اللسان‪ ,‬و الفطم‪ :‬االنتقال من‬
‫ذكر اللسان لذكر القلب‪ ,‬قال سيدي فخر الدين في وصف من خدع نفسه و هو يدعي المشيخة‪:‬‬
‫َو ِإلْن َر َأْي ُتْم ِفْتَن ًة َفْلُتْط ِفُئوا *** َفاْل ِغ ُّر َك ْه ٌل َم اَت ُدوَن ِفَط اِم (‪ 56‬ق ‪)15‬‬
‫َمْن َأَت َّم ِر َض اَع ًة ‪َ :‬مْن َأَت َّم ‪ :‬الذي أكمل‪,‬أي‪ :‬من أبناء الطريقة‪ ,‬الرضاعة‪ :‬ذكر اللسان‪ ,‬ألنه حينما يتوقف عن الذكر تأتي الغفلة‪ ,‬فال غذاء‬
‫للروح بالغفلة‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و اْلَو اِلَداُت ُيْر ِض ْع َن َأْو الَد ُهَّن َح ْو َلْي ِن َك اِم َلْي ِن ِلَمْن َأَر اَد َأن ُيِتَّم الَّر َض اَع َة ) ‪ 233‬البقرة‬

‫َو ُأوِر ُث ِس ِّر َي ‪:‬أي َو ُأوِر ُث باطني الخّفي‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬و َو ِر َث ُس َلْيَماُن َداُو وَد َو َقاَل َي ا َأُّيَه ا الَّن اُس ُع ِّلْم َن ا َم نِط َق الَّط ْي ِر َو ُأوِتيَن ا ِمن ُك ِّل َش ْي ٍء‬
‫ِإَّن َه َذ ا َلُهَو اْلَفْض ُل اْلُم ِبيُن ) ‪ 16‬النمل‬
‫ِلَّلِذي ِفيِه ِص ْب َغ ِتي‪ِ :‬لَّلِذي ِفيِه ِص ْب َغ ِتي‪ :‬الِّص ْب غُة ‪ :‬ما ُيْص َب ُغ به وُتَلَّو ُن به الثياب‪ ،‬و الِّص ْب غُة هي الّد ين شرعة و منهاجًا‪ ,‬و الُخُلق‪ ,‬قال‬
‫تعالي‪ِ( :‬ص ْب َغ َة ِهَّللا َو َمْن َأْح َس ُن ِمَن ِهَّللا ِص ْب َغ ًة َو َن ْح ُن َلُه َع اِبُدوَن ) ‪ 138‬البقرة‪ِ ,‬اَّلِذي‪ :‬من أبناء الطريقة‪ِ ,‬فيِه ِص ْب َغ ِتي‪ :‬المتلبس بالشيخ‪,‬‬
‫متخّلق بأخالقه‪ ,‬و فيه صفاته‪ ,‬قيل‪:‬‬

‫َلِبُس وَن ا َأو َلِبْس َن اُهم َف َمْن *** ُهَو ِم ّن ا الاَل ِبُس الُم ْشَت ِم ًل‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 14‬ق ‪:1‬‬
‫َلِقيُت ِمَن اْل َمْو َلى ِر َض اُه َو ُقْر َب ُه *** َنَش ْر ُت َع َلْي ُك ْم ُبْر َدِتي َو َعَب اَء ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َلِقيُت ِمَن اْلَمْو َلى‪َ :‬لِقيُت ِمَن ‪ :‬حصلت علي الشئ منه‪ ,‬اْلَمْو َلى‪ :‬الرّب جّل وعال ِر َض اُه‪ :‬حضرة الرضوان أعلي مراتب الوصول (الشهود)‬
‫َو ُقْر َب ُه‪ :‬حضرة التقريب (المشاهدة)‬
‫َنَش ْر ُت َع َلْي ُك ْم ‪ :‬بسطُت عليكم‪ ,‬أظللتكم‬
‫ُبْر َدِتي‪ :‬الُبْر َد ة كساء يلتحف به‪ ،‬الِخلعة‪ ,‬الوقاية‪ ,‬و من ذلك قصة الُب ردة التي أعطاها رسول هللا صلي هللا عليه و سلم للشاعر كعب بن‬
‫زهير إيذانا باألمان له‬
‫َو َعَب اَء ِتي‪ :‬الَع باُء أو الَع بايُة َض ْر ٌب من اَألْك ِس َي ة واِس ٌع فيه ُخ طوٌط ُسوٌد ِكباٌر ‪ ،‬كناية عن الشرف‪ ,‬النسبة له‪ ,‬كما جاء في قصة الكساء‪,‬‬
‫عن السيدة عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬خرج النبي صلى هللا عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي‬
‫فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال‪( :‬إنما يريد هللا ليذهب عنكم الرجس أهل البيت‬
‫ويطهركم تطهيرأ)‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ِلَي ْن ِس ْب ُك ُّل َمْن َيْب ُلْغ ُه َق ْو ِلي *** ِإَلى ِإْخ َو اِنِه َش َر َف اْن ِتَس اِبي ‪ 17‬ق ‪)74‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 15‬ق ‪:1‬‬
‫َو ِإِّن ي َو َأْي ُم ِهَّللا َم ا ِغ ْب ُت َع ْنُك ُم *** َو َع اِر َي ِتي ُر َّدْت ِلَر ِّب اْلَب ِر َّي ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو ِإِّن ي‪ :‬إّن ي الباطن الظاهر في األنا‬
‫َو َأْي ُم ِهَّللا‪َ :‬أْي ُم ِهللا ‪َ :‬هْم َز ُتُه َهْم َز ُة َو ْص ٍل ُيْس َت ْع َم ُل ِلْل َقَس ِم ‪َ ،‬و أْص ُلُه أْيُمُن ِهللا من اَأليمان و هو القسم‪ ,‬الفرق بينها و بين َت اِهّلل أن القسم‬
‫ب"تاهلل" يكون للعظيم (و تاهلل ما رمًت المديح‪ ,‬يخاطب حضرة النبي صلي هللا عليه و سلم)‪.‬‬
‫َم ا ِغ ْب ُت َع ْنُك ُم ‪ :‬كان من أسباب نزول القصائد تثبيت اإلخوان و تعرفيهم بمكانة الشيخ و خليفته‪ ,‬يؤكد بالقسم أنه ما غاب‪َ .‬م ا ِغ ْب ُت‬
‫َع ْنُك ُم‪ ,‬أي‪ :‬حاضٌر بينكم‬
‫َو َع اِر َي ِتي‪ :‬من أعار و استعار طلب الشئ يرده لصاحبه في أجل‪ُ ,‬يشار بها للّر وح‬
‫ُر َّدْت ِلَر ِّب اْلَب ِر َّي ِة‪ :‬اإلسم الّر ب القائم علي أحوال العباد في الحياة الدنيا (بالتربية)‪ ,‬اْلَب ِر َّي ِة‪ :‬الخلق‪ ,‬كما برأها (كّو ن صورتها) ُترد إليه‬
‫مع انقضاء األجل‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ِإَذ ا َن َح ُر وا اَألْن َع ام َأْد َفُع ِباَّلِتي *** ُتَر ُّد ِإَلى ِهَّللا اَّلِذي ِفيِه َك اَن ِت (‪ 370‬ق ‪)1‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 16‬ق ‪:1‬‬
‫َو ِإِّن ي ِفيُك ْم َفاْش َه ُدوِني َو َع ايُنوا *** َج َم اِلَي َمْو ُص وٌل َو ِس ِّر ي ِبُصْح َب ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو ِإِّن ي‪ :‬إّن ي الباطن الظاهر في األنا‬
‫ِفيُك ْم ‪ :‬اآلية‪َ( :‬و ِفي َأْن ُفِس ُك ْم َأَفاَل ُتْب ِص ُروَن ) ‪ 21‬الذاريات‪,‬‬
‫َفاْش َه ُدوِني‪ :‬الفاء استئنافّي ة‪ ,‬أشهدونى من الشهادة بالعين‬
‫َو َع ايُنوا‪ :‬شهادة‪ ,‬ابصروا‬
‫َج َم اِلَي َمْو ُص وٌل‪َ :‬ج َم اِلَي الطريقة جمال (و ما يوسفّي غيرها لجمالها) و الطريقة و سيدي فخر الدين شئ واحد (فصرنا مزاجًا واحدًا‬
‫في الحقيقة)‪ .‬موصول‪ :‬ال ينقطع (َع َط اًء َغ ْيَر َمْج ُذ وٍذ)‬
‫َو ِس ِّر ي ِبُصْح َب ِتي‪َ :‬و ِس ِّر ي‪ :‬باطن أمري‪ ,‬و نيُل سّر ي يكون بصبحتي برفقتي‪ ,‬و الياء تفيد تنّز ل األمر للخليفة الوارث‪ ,‬أي بصحبة‬
‫خليفتي‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 17‬ق ‪:1‬‬
‫َر َو ْي ُت َع ِن اْل َمْح ُبوِب َم ا َقْد َر َأْي ُته *** َو ِس ُّر َأِبي اْل َعْي َن ْي ِن َم ْت ُن ِر َو اَي ِتي‬
‫المعني‪:‬‬
‫َر َو ْي ُت ‪ :‬من الرّي و هو السقاية‪ .‬و منه رواية علم الحقائق الذي تسقي منه األرواح أي نقلته عن المحبوب‪ ,‬أي‪ :‬قصصت و حكيت‬
‫َع ِن اْلَمْح ُبوِب ‪ :‬المصطفي صلي هللا عليه و سلم المعرف باأللف و الالم أحبه هللا و أحبه المؤمنون و كل من في الكون‬
‫َم ا َقْد َر َأْي ُت ه‪ :‬ما) لشمول ما يعني‪( ,‬قد) للتأكيد لدخولها علي فعل ماض)‪َ ,‬ر َأْي ُت ه‪ :‬شاهدته‪ ,‬رأي عين و ليس سماعًا‪ ,‬فبذلك نال رضي هللا‬
‫عنه فضل صحبته صلي هللا عليه و سلم‪َ ,‬ر َو ْي ُت ‪ :‬شراب الوصل‪ ,‬منحة من المصطفي صلي هللا عليه و سلم‬
‫َو ِس ُّر َأِبي اْل َع ْي َن ْي ِن ‪ :‬الواو واو عطف‪ِ ,‬س ُّر ‪ :‬الِس ُّر ‪ :‬باطن األمر‪َ ,‬أِبي اْل َع ْي َن ْي ِن ‪ :‬سيدي ابراهيم الدسوقي‪ ,‬يكره بُك نيته‪ ,‬تعظيمًا‬

‫َم ْت ُن ِر َو اَي ِتي‪ :‬المتن الظهر و ما يقوم عليه الشئ فكان كل ما أرويه يقوم علي سر أبي العينين رضي هللا عنه‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 18‬ق ‪:1‬‬
‫َأَال َفُخ ُذ وا َع ِّن ي اآلَح اَد ُمَع ْن َع نًا *** َأَصُّح ِر َو اَي اِت اْلَح ِديِث ِر َو اَي ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َأَال‪ :‬حرف استفتاح وتنبيه! لشّد االنتباه لكالم مهم‬
‫َفُخ ُذ وا َع ِّن ي‪ :‬فاء االستئناف‪ُ ,‬خ ُذ وا َع ِّن ي‪ :‬تلقي مباشر‪ ,‬قال صلي هللا عليه و سلم لسيدنا عبد هللا بن عمر‪( :‬انظر ممن تأخذ)‪.‬‬
‫َع ِّن ي‪ :‬أروي عن النبي صلي هللا عليه و سلم‬
‫اآلَح اَد ‪ :‬األحاديث التي ال يوجد فيها شروط التواتر‪ ,‬جاءت عن طريق واحد من الصحابة‪ ,‬والتواتر عند الفقهاء والمحدثين واألصولين‬
‫هو ‪ :‬رواية جمع عن جمع يستحيل تواطؤهم‪ ,‬ويكون مستندهم الحس من مشاهدة أو سماع‪ ,‬والمقصود أن يكون رواة الحديث‪ ،‬فى كل‬
‫طبقة قد بلغوا عددًا ال يعقل معه إتفاقهم على الكذب‬
‫أحاديث اآلحــــــاد‪ :‬هى األحاديث التى رواها واحــد عن واحـــد‪ ,‬وهى – عندهم ‪ -‬تفيد الظن وال تفيد اليقين‬
‫ُمَع ْن َع نًا‪ :‬اعتماد رواية حديث اآلحاد عّن ي و قد نّب ه رضي هللا عنه في درسوه العتماد األحاديث التي يرويها األولياء‪ ,‬التصالهم المباشر‬
‫مع حضرة النبي صلي هللا عليه و سلم‬
‫َأَصُّح ِر َو اَي اِت اْلَح ِديِث ِر َو اَي ِتي‪َ :‬أَصُّح ِر َو اَي اِت‪ :‬مع اختالف الروايات و الرواة‪ ,‬تجد أصح‪ِ ,‬ر َو اَي اِت اْلَح ِديِث‪ ,‬المنقول عن النبي صلي هللا‬
‫عليه و سلم‪ِ ,‬ر َو اَي ِتي‪ :‬ما أرويه‪ ,‬و مثال ذلك‪ :‬اعتماده و عدد من األولياء‪ ,‬أحاديث سيدنا جابر بن عبد هللا رضي هللا عنه‪ ,‬في أسبقية‬
‫نور النبي صلي هللا عليه و سلم‪ ,‬و رؤية المولي عّز و جل‪ ,‬و مثال ذلك‪ :‬حديث‪ُ" :‬ك نت نبّي ًا و آدٌم بين الماء و الطين" و"ُك نت نبّي ًا و‬
‫آدٌم ال ماء و ال طين"‬
‫القصيدة األولي (التائية‪:‬‬
‫=================‬
‫‪ 19‬ق ‪:1‬‬
‫َح َر اٌم َع َلى َقْو ٍم َأُك وُن ِإَم اَمُهْم *** ِو َالَي ُة َقْو ٍم َج اِحديَن ِلِنْع َم ِتي‬

‫المعني‪:‬‬

‫َح َر اٌم َع َلى‪َ :‬ح َر اٌم َع َلى‪ :‬ضد حالل‪ ,‬و عمل فيه معصية‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و َح َر اٌم َع َلى َقْر َي ٍة َأْه َلْكَن اَها َأَّن ُهْم اَل َيْر ِج ُعوَن ) ‪ 95‬األنبياء‪ ,‬فالمعنى َح راٌم‬
‫على قرية َأهلكناها َأن ُيَت َقَّب ل منهم َعَم ٌل‪ ،‬أي أن القوم الذين أكون إمامهم حراٌم عليهم (عمل غير مقبول منهم)‪ ,‬و فيه تعدي علي‬
‫الُح رمات‪ .‬و من حديث مسلم‪ :‬إن الحالل بين وإن الحرام بين (أال وإن لكل ملك حمى ‪ ،‬أال وإن حمى هللا محارمه)‬
‫َقْو ٍم َأُك وُن ِإَم اَمُهْم ‪َ :‬قْو ٍم ‪ :‬القوم من يجمعهم شأن واحد كثروا أو قّلوا‪ ,‬أهل الطريقة قوم الشيخ‪َ ,‬أُك وُن ِإَم اَمُهْم ‪َ :‬أُك وُن قدوتهم و من يؤمهم‬
‫و يتبعون‬
‫ِو َالَي ُة َقْو ٍم َج اِحديَن ِلِنْع َم ِتي‪ِ :‬و َالَي ُة ‪ :‬الِو َاليُة ‪ :‬إتخاذهم َق رابة و مواالتهم‪َ ,‬قْو ٍم ‪ :‬الَقْو ُم (كما جاء)‪ ,‬الجماعُة من الَّن اس تجمعهم جامعة‬
‫يقومون لها (َك َّذ َب ْت َقْب َلُهْم َقْو ُم ُنوٍح َو َع اٌد) (َال َيْس َخ ْر َق وٌم ِمْن َقْو ٍم )‪َ ,‬ج اِحديَن ِلِنْع َم ِتي‪ :‬الُجحوُد اِإلنكار مع العلم‪ ,‬منكري نعمتي‪ :‬أعطيتهم‬
‫اإلرشاد و اإلرفاد‪ ,‬ثم أنكروا ذلك‪ ,‬أي‪ :‬يحرم علي أبناء الطريقة الموصولين بالشيخ أن يوالوا المنكرين نعمة هدايته و المنكرين‬
‫القصائد‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َفَك ْيَف ُيَو اِلي اْلِخ ُّل َخ اٍل ِمَن اْل َهَو ى *** َو َك ْيَف ُيَو اِس ي اآلِيِس يَن ِبغْض بِتي (‪ 131‬ق ‪)1‬‬

‫القصيدة األولي (التائية‪:‬‬


‫=================‬
‫‪ 20‬ق ‪:1‬‬
‫َو َيْع ِر ُف َع ِّن ي َمْن َهَدى ُهَّللا َقْلَب ُه *** َو َيْع ُز ُف َعْن ُحِّب ي َط ِر يُد اْل ِه َداَي ِة‬
‫المعني‪:‬‬
‫َو َيْع ِر ُف َع ِّن ي‪ :‬يتلقي المعرفة بسندي‪ ,‬يدخل جّن ة المعرفة‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬سَيْه ِديِهْم َو ُيْص ِلُح َب اَلُهْم * َو ُيْد ِخُلُهُم اْل َج َّن َة َعَّر َفَه ا َلُهْم ) ‪ 5,6‬محمد‬
‫َمْن َهَدى ُهَّللا َقْلَب ُه‪َ :‬مْن ‪ :‬الذي‪َ ,‬هَد ى ُهَّللا َقْلَب ُه‪ :‬مّك ن قلبه من الُهدى‪ :‬الرشاُد والداللُة إلي هللا‬
‫َو َيْع ُز ُف َعْن ُحِّب ي‪َ :‬و َيْع ُز ُف َعْن ‪ :‬عِز ف عن الشئ تركه و انصرف عنه‪ُ ,‬حِّب ي‪ :‬أن يحّب ني و يحب من أحّب ‪ ,‬في الحديث َقاَل َر ُس وُل ِهَّللا‬
‫َص َّلى ُهَّللا َع َلْي ِه َو َس َّلَم ‪َ " :‬أِحُّب وا َهَّللا ِلَم ا َي ْغ ُذ وُك ْم ِبِه ِمْن ِنَع ِمِه‪َ ،‬و َأِحُّب وِني ِلُحِّب ِهَّللا‪َ ،‬و َأِحُّب وا َأْه َل َبْي ِتي ِلُحِّب ي"‪َ ,‬ح ّب الشيخ هو ُحُّب آل بيته و‬
‫ُحُّب النبي صلي هللا عليه و سّلم و آل البيت أجمعين و هو ُحّب هللا‪ ,‬ال تفّر ق بينهم‬
‫َط ِر يُد اْلِه َداَي ِة‪ :‬الَّط ْر ُد‪ :‬اِإلْبَع اُد‪ ،‬أي‪ :‬المطرود من الهداية‪ ,‬الّض ال‪ ,‬اآلية‪َ( :‬مْن َيْه ِد ُهَّللا َفُهَو اْلُمْه َت ِد َو َمْن ُيْض ِلْل َفَلْن َت ِجَد َلُه َو ِلًّي ا ُمْر ِش ًد ا)‬
‫‪ 17‬الكهف‪ ,‬بُع د عن والية الشيخ و إرشاده‬
‫بالغة‪:‬‬
‫أوًال أريد أن ألفت إلي الجناس البديع في البيت بين كلمتي االستهالل في كل شطر‪َ( :‬يْع ِر ُف ) و (َيْع ُز ُف ) و يسمي هذا النوع من الجناس‬
‫بالجناس التصحيفي حيث تتشابه الكلمتان مع التغيير في أحد الحروف بنقطة (ر) و (ز)‪.‬‬

‫القصيدة األولي (التائية‪:‬‬


‫=================‬
‫‪ 21‬ق ‪:1‬‬
‫َس َالٌم َع َلى َقْو ٍم ِبَن ا َق ْد َت َو اَص لُو ا *** َف َح ْب ِلَي َمْو ُص وٌل َو َج ِّدَي ُقْد َو ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َس َالٌم‪ :‬الّس الم هو النجاة من الشر و األذي‪ ,‬اآلية‪َ( :‬س اَل ٌم َقْو اًل ِمْن َر ٍّب َر ِحيٍم ) ‪ 59‬يس‪َ( ,‬س اَل ٌم ِه َي َح َّت ى َم ْط َلِع اْل َفْج ِر ) ‪ 5‬القدر و آيات‬
‫السالم عديدة في القرآن الكريم‪ ,‬سالٌم من اسمه تعالي‪ :‬الّس الم‪ ,‬و قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ِإْن ِش ْئُتْم َفُح ْك ٌم َغ ْيُر ُح ْك ِمي *** َو ِإْن ِش ْئُتْم َد َخ ْلُتم ِفي َس َالِمي (‪ 9‬ق ‪)49‬‬
‫َع َلى َق ْو ٍم ِبَن ا َق ْد َت َو اَص لُو ا‪َ :‬ع َلى َقْو ٍم ‪ :‬القوم من جمعهم شأن واحٌد‪ِ ,‬بَن ا َقْد َت َو اَص لُو ا‪ :‬و هنا هو التواصل بمشائخ الطريقة مع الخليفة‬
‫الوارث رضي هللا عنه‪ ,‬و التواصل يفيد االستمرارية و المحّب ة و اإلفادة من بعضهم البعض في تربية الشيخ و علومه‪.‬‬
‫َفَح ْب ِلَي َمْو ُص وٌل‪ :‬الوراثة في خلفائه و أهل بيته‪ ,‬الحبل كناية عن الصلة لقول َر ُس وُل ِهَّللا َص َّلى ُهَّللا َع َلْي ِه َو َس َّلَم ‪ِ " :‬إِّن ي َت اِر ٌك ِفْي ُك ُم الَّثَقَلْي ِن ‪،‬‬
‫ِك َت اُب ِهَّللا َح ْب ٌل َمْمُدوٌد ِمَن الَّس َماِء ِإَلى اَألْر ِض ‪َ ,‬و ِع ْت َر ِتي َأْه ُل َبْي ِتي‪َ ،‬و ِإَّن ُهَم ا َلْن َي َت َفَّر َقا َح َّت ى َي ِر َدا َع َلَّي اْل َح ْو َض "‪َ ,‬مْو ُص وٌل‪ :‬به صلي هللا‬
‫عليه و سلم‬
‫َو َج ِّدَي ُقْد َو ِتي‪َ :‬و َج ِّد َي ‪ :‬يكني بها عن الوراثة المحمدية‪ ,‬ألن شأن الّج د أن يورث‪ُ ,‬قْد َو ِتي‪ :‬مثالي الذي أتبعه‪ ,‬اآلية‪َ( :‬لَقْد َك اَن َلُك ْم ِفي‬
‫َر ُس وِل ِهَّللا ُأْس َو ٌة َح َس َن ٌة ِلَمْن َك اَن َيْر ُج و َهَّللا َو اْلَيْو َم اَآْلِخَر َو َذ َك َر َهَّللا َك ِثيًر ا) ‪ 21‬األحزاب‪ .‬قال صلي هللا عليه و سلم‪( :‬صلوا كما رأيتموني‬
‫أصلي) إقتداء من رأي بعينه أفعال الحبيب صلي هللا عليه و سلم شريعًة و حقيقًة‬

‫القصيدة األولي (التائية‪:‬‬


‫=================‬
‫‪ 22‬ق ‪:1‬‬
‫َهِنيئًا ِلَمْن َأَّم اْلِحَم ى َو ِبَي اْح َت َم ى *** َهِنيئًا َلَمْن ُيْس َقى ِبَر اِح َط ِر يَقِتي‬

‫المعني‪:‬‬

‫َهِنيئًا‪ :‬الَه ِنيُء والـَمْه َن ُأ‪ :‬ما َأتاَك بال َم َش َّق ٍة‪ ،‬اسم كالـَم ْشَت ى‪.‬وقد َهِنَئ الَّط عاُم وَه ُنَؤ َيْه َن ُأ َه َن اءة‪ :‬صار َهِنيئًا‪ ،‬مثل َفِقَه وَفُقَه‪ .‬وَه ِنْئ ُت الَّط عاَم‬
‫َأي َت َه َّن ْأُت به‪ .‬وَط عاٌم َهِنيٌء ‪ :‬سائغ‪ ،‬وما كان َهِنيئًا‪ .‬قال تعالي‪ُ( :‬كُلوا َو اْش َر ُبوا َهِنيًئ ا ِبَم ا ُكْنُتْم َت ْع َم ُلوَن ) ‪ 19‬الّط ور‪ ,‬و منه التهنيئة و‬
‫هذي التهنئة األولي في هذا البيت‬
‫ِلَمْن َأَّم ‪ :‬قصَد‬
‫اْلِحَم ى‪َ :‬ح َم ى َأهَله في الِقتال ِحماية‪ ,‬حامي الِحمى َيْح ِمي أهله‪َ ,‬أْح َمْي ت المكان فهو ُمْح مًى إذا جعلته ِحمًى ‪ ،‬و الحمى للراعي حيث يرعي‬
‫غنمه طالما هي في الحمى و هو حيث يكون األخوان و لذا وّص ي علي عدم االبتعاد عن األخوان و رّد ذلك للكسل في األوراد فالنشاط‬
‫في األوراد يربط المريد بروحانية الشيخ و األخوان فال يطيق البعد عنهم‪ ,‬و في الحديث عن أبي الدرداء رضي هللا عنه قال‪ :‬سمعت‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪" :‬ما من ثالثة في قرية وال بدو ال تقام فيهم الصالة إال قد استحوذ عليهم الشيطان‪ ،‬فعليك‬
‫بالجماعة‪ ،‬فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية"‬
‫َو ِبَي ‪ :‬الواو حرف عطف (مكان العطف من الشيخ) الباء‪ :‬حرف جّر و تفيد االستعانة (أي استعان بي)‪ ,‬الياء تفيد تنّز ل األمر في‬
‫الخليفة الوارث‬
‫اْح َت َم ى‪ :‬طلب الحماية‬
‫َهِنيئًا‪ :‬المرة الثانية في البيت و السبب الهناء األول هناء شهادة و الثاني هناء مشاهدة (بصر‪ :‬بالجمع مع األخوان و بصيرة‪ :‬بالسير‬
‫بالروح)‬
‫َلَمْن ُيْس َقى ِبَر اِح َط ِر يَقِتي‪َ :‬لَمْن ‪ :‬للذي‪ُ ,‬يْس َق ى‪ :‬يعطي الشراب فيشرب‪ ,‬الشراب بالروح‪ِ ,‬بَر اِح َط ِر يَقِتي‪ :‬الّر اح الخمر‪ ,‬كناية عن شراب‬
‫المعاني‪ ,‬و يعني ِبَر اِح َط ِر يَقِتي‪ :‬شراب الوصل‬
‫القصيدة األولي (التائية‪:‬‬
‫=================‬
‫‪ 23‬ق ‪:1‬‬
‫َهِنيئًا ِلَمْن َأْض َح ى َص ِر يعًا ِبَح ِّي َن ا *** َفَداِئَي ِط ٌّب َب ْل َو َقْت ِلي ِإَغ اَث ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َهِنيئًا‪َ :‬هِنيئًا‪ :‬الَه ِنيُء والـَمْه َن أ‪ :‬ما َأتاَك بال َم َش َّق ٍة‪ ،‬اسم كالـَم ْشَت ى‪ ,‬وقد َهِنَئ الَّط عاُم وَه ُنَؤ َيْه َن ُأ َه َن اءة‪ :‬صار َهِنيئًا‪ ،‬مثل َفِقَه وَفُقَه‪ ,‬وَهِنْئ ُت‬
‫الَّط عاَم َأي َت َه َّن ْأُت به‪ ,‬وَط عاٌم َهِنيٌء ‪ :‬سائغ‪ ،‬وما كان َهِنيئًا‪ .‬قال تعالي‪ُ( :‬كُلوا َو اْش َر ُبوا َهِنيًئ ا ِبَم ا ُكْنُتْم َت ْع َم ُلوَن ) ‪ 19‬الّط ور‬
‫ِلَمْن َأْض َح ى‪ِ :‬لَمْن ‪ :‬للذي‪َ ,‬أْض َح ى‪( :‬جلوة) الُض حى حيَن َت ْط ُلُع الَّش ْمُس َفَيْص فو َض ْو ُء ها‬

‫َص ِر يعًا‪( :‬خلوة) الَص ْر ُع ‪ :‬الَّط ْر ُح باَألرض‪ ،‬قال تعالي‪َ( :‬س َّخ َر َها َع َلْي ِهْم َسْبَع َلَي اٍل َو َث َم اِنَي َة َأَّي اٍم ُحُس وًم ا َفَت َر ى اْل َقْو َم ِفيَه ا َصْر َع ى َك َأَّن ُهْم‬
‫َأْع َج اُز َنْخ ٍل َخ اِو َي ٍة) ‪ 7‬الحاّق ة‪ ,‬وفي الحديث‪" :‬مَث ُل المؤِمن كالخامِة من الَّز ْر ِع َت ْص َر ُع ها الريُح مرة وَت ْع ِد ُلها ُأْخ رى"‪َ ,‬أي ُتِميُلها وَت ْر ِميها‬
‫من جانب ِإلى جانب‪ ,‬و قال سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ِإْن َلِقَي ْت َظ ْم َأى َس َقْت ُهْم ِبِر َّي ها *** َع ِط َّي َت َه ا ِمْن َر ْش َفٍة َيْر ِش ُفوَن َه ا (‪ 26‬ق ‪)32‬‬
‫يعني من تخلي عن ذاته صار قابًال للتجلي ( الشيخ يجلو بخلوته)‪ ,‬يتخلي عن ذاته و ينصبغ بصبغة الشيخ‬
‫ِبَح ِّي َن ا‪ :‬الحّي هو مكان الوصل‪ ,‬سار حتي وصل‬
‫َفَداِئَي ِط ٌّب ‪َ :‬فَد اِئَي ‪ :‬الفاء سببية‪َ ,‬د اِئَي ‪ :‬الّد اء المرض‪ ,‬داء الّح ب‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َأَال ِإَّن َداَء اْلُحِّب لِلَصِّب ِع َّلٌة *** َو َلِك َّن َه ا َتْش ِفي ُعَض اَل اَألِع َّلِة (‪ 136‬ق ‪)1‬‬
‫َب ْل‪ :‬أداة إضراب‪ ,‬أي‪ :‬االنتقال لمعني أدّق و أخطر‬
‫َو َقْت ِلي ِإَغ اَث ِتي‪ :‬الواو للعطف‪َ ,‬قْت ِلي‪ :‬قتلي ألنفس المريد‪ِ ,‬إَغ اَث ِتي‪ِ :‬إَغ اَث ِتي له – عون له – ليترقي في مراتب السير‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو َأْق ُتُل ِباْس ِم ِهَّللا ِفي الَّصِّب َن ْف َس ُه *** َفَيْح َي ا َح َي اَة الَّص اِلحيَن ِبَقْتَلِتي (‪ 137‬ق ‪)1‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 24‬ق ‪:1‬‬
‫َفَذ اِتَي َش ْمٌس َلْو َت َج َّلْت َألْح َر َقْت *** َو لِكْن ِبَفْض ِل ِهَّللا أْض َح ْت ُم ِض يَئ ِتي‬
‫المعني‪:‬‬
‫َفَذ اِتَي ‪ :‬فاء االستئناف – َذ اِتَي الّذ ات هي صرافة الشئ و محضّي ته من غير إضافة متعلق به من صفاٍت و أسماء و يسمي الُك نه أو‬
‫الجوهر أو الحقيقة‪ .‬و لكل كائن ذات‪ .‬و الّذ ات العلّي ة للمولي سبحانه و تعالي ال ُت درك‪ .‬ذاتي ال (أنا) الخاصة بالشيخ‬
‫َش ْمٌس ‪ :‬الشمُس هي الحقيقة الكونية الساري نورها في سائر األكوان‪ .‬أي أن ذاتي ممدة للحقائق‬
‫َلْو َت َج َّلْت ‪ :‬لو حرف امتناع لوجوب (ُقل َّلْو َك اَن اْلَبْح ُر ِمَداًد ا ِّلَك ِلَم اِت َر ِّب ي َلَن ِفَد اْلَبْح ُر ‪ 109 ) ...‬الكهف‪َ ,‬ت َج َّلْت ‪ :‬ظهرت علي حقيقتها‬
‫َألْح َر َقْت ‪ :‬الالم للتأكيد‪َ ,‬أْح َر َقْت ‪ :‬الحرق شأنه أن يفني‪ ,‬أي ال يتحمل تجّليها أحد‪ ,‬يفني‬
‫َو لِكْن ‪ :‬لالستدراك‬
‫ِبَفْض ِل ِهَّللا‪ :‬بواسطة فضل هللا و فضل هللا هو سيدنا رسول هللا صلي هللا عليه و سّلم‪ ,‬قال تعالي‪ُ( :‬قْل ِبَفْض ِل ِهَّللا َو ِبَر ْح َم ِتِه َفِبَٰذ ِلَك‬
‫َفْلَي ْف َر ُح وا ُهَو َخ ْيٌر ِّمَّم ا َيْج َمُعوَن ) ‪ 58‬يونس‬
‫أْض َح ْت ‪ :‬الُض حى أول النهار و شروق الشمس من غير وهجها الحارق‪.‬‬
‫ُم ِض يَئ ِتي‪ :‬مضيئة تهب الضياء (الهداية) اإلضافة بالياء إشارة لتنّز ل األمر للخليفة الوارث‪ُ ,‬م ِض يَئ ِتي‪ :‬أي‪ :‬تهب ضوئي‪ُ ,‬هداي‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 25‬ق ‪:1‬‬
‫َو َأْر َض ْع ُت أْب َن اِئي َهَو ى آِل َأْح َم ٍد *** َفَأْو َر َث ُهْم َط َه الَّص َفاَء َو َر ْح َم ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َأْر َض ْع ُت أْب َن اِئي‪ِ :‬ر ضاعة األّم لطفلها أن تعطيه خالصة ما لديها من الغذاء النافع‪ ,‬و ما يصحب ذلك من الحنّو و الرحمة‪ ,‬أبنائي‪ :‬آل‬
‫عهدي‪ ,‬أبناء طريقتي‪ .‬و خالصة الغذاء النافع هنا هي هوي آل أحمٍد‪ ,‬أي‪ :‬محّب تهم‪ ,‬و يعني أن هوي آل أحمٍد هو خالصة الدين‬
‫َهَو ى آِل َأْح َم ٍد‪ :‬الهوى ميول القلب و وقوعه في الحب‪ ,‬اآلية‪َ( :‬فاْج َع ْل َأْف ِئَد ًة ِمَن الَّن اِس َت ْه ِو ي ِإَلْي ِهْم ‪ 37 )....‬إبراهيم‪ ,‬آِل َأْح َم ٍد‪ :‬اآلل هم‬
‫العصبة األقربون (أهل العباء و من تناسل منهم) و قال آل أحمد يشير إلي حال تنّز لهم معه في الحقائق من حضرة غيب األحدّي ة إلي‬
‫الحضرة األحمدية المشار إليها بالّد رة البيضاء‬
‫َفَأْو َر َث ُهْم َط َه‪َ :‬فَأْو َر َث ُهْم فاء االستئناف َأْو َر َث ُهْم ‪ :‬تقول‪ :‬أورثه الشيَء أبوه‪َ ،‬ط َه اسم النبي صلي هللا عليه و سّلم الجامع للحقائق‪ ,‬و يعني‪:‬‬
‫طلسم السّر الُم تدّلي‪ ,‬قال تعالي‪( :‬طه * َم ا َأنَز ْلَن ا َع َلْي َك اْل ُقْر آَن ِلَتْش َقى) ‪ 2-1‬طه‪ ,‬وحسابه (ط ‪ + 9‬ه ‪ )14 = 5‬و هو عدد الحروف‬
‫النوارانية األربعة عشر المكون منها طالسم (أوائل السور) من القرآن‪ ,‬جمعها سيدنا اإلمام علي رضي هللا عنه في عبارة (من قطعك‬
‫صله سحيرا)‪ .‬فيكون الميراث من جميع الحقائق المحمدّي ة‪.‬‬
‫الَّص َفاَء ‪ :‬صفاء الباطن فال يعتريه ما يشّو ش شهود الحّق ‪ ,‬والَّص فاُء َمْص َدُر الشيِء الصافي‪َ ,‬ص َفا الَج ُّو ‪ :‬لم تكن فيه ُلْط َخ ُة َغ ْي ٍم ‪ ,‬و‬
‫الَّص َفاُء ُم صافاة الَمَو َّد ِة واإلخاِء ‪ ,‬و الصفاء أصله المصطفي صلي هللا عليه و سّلم‪ .‬قال الشيخ‪-:‬‬
‫ُهَو ِمْن َص َفاِء اْلُكْن ِه َأْع َظ ُم آَي ٍة *** ُهَو َص ْف َو ٌة َو اْلَك ْو ُن َبْع ُض َص َفاُه (‪ 16‬ق ‪)19‬‬
‫َو َر ْح َم ِتي‪ :‬الواو واو العطف‪َ ,‬ر ْح َم ِتي‪ :‬أي رحمتي التي أورثنيها حضرة النبي صلي هللا عليه و سّلم‪ ,‬من الرحمة الرحيمية االمتنانية‬
‫الصرفة الواردة في قوله تعالي‪َ( :‬لَقْد َج اَء ُك ْم َر ُس وٌل ِّمْن َأنُفِس ُك ْم َع ِز يٌز َع َلْي ِه َم ا َع ِنُّت ْم َح ِر يٌص َع َلْي ُك م ِباْل ُم ْؤ ِمِنيَن َر ُؤ وٌف َّر ِحيٌم) ‪128‬‬
‫الّت وبة‪ ,‬و الياء إشارة لتنزل األمر للخليفة الوارث‪ ,‬تواتر عن سيدي فخر الدين و سيدي الشيخ إبراهيم و سيدي الشيخ محمد رضي هللا‬
‫عنهم قولهم علي قدم الحبيب صلي هللا عليه و سّلم (إّن ي ألتألُم ألحِدكُم الَش وكَة ُيشاُك ها)‪ .‬و اإلجمال في الرحمة هنا هو ما يتجلي من‬
‫تلك الوراثة المحمدية الصرفة من تراحٍم بين اإلخوان في الطريقة‪ .‬قال رضي هللا عنه‪-:‬‬
‫َفالَّر ْح َم ُة الَّر ْح َم اُء َي ا َمْن َيْع َلُم وا *** َأَّن اْلَخ َب اَي ا ُهَّن ِلي َأْو ِهَّن ِلي (‪ 13‬ق ‪)38‬‬
‫َأْيَن الَّت راُح ُم َي ا َب ِنَّي َفِإَّن ُه *** َع ْذ ٌب َص ِفٌّي ِمْن َش َر اِب اْلُك َّم ِل (‪ 14‬ق ‪)38‬‬
‫و قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َكْن ِز َّي ٌة َأْس َر اُرُه ِبُقُلوِبَن ا *** َفاْل ُحُّب َكْنٌز َو الَّص َفا ِم ْف َت اُح (‪ 10‬ق ‪)25‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 26‬ق ‪:1‬‬
‫َح فْظ ُت ُع ُلوِمي ِفيُك ُم َو َمَه اَب ِتي *** َو َج ْه ِر َي ِفيُك ْم َب ْل َو فيُك ْم َس ِر يَر ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َح فْظ ُت ‪ :‬حفظُت بصيغة الماضي بتاء المتكلم تعّب ر دائمًا عن أفعال أمضاها هو بنفسه رضي هللا عنه و نفَذ ت‪ ,‬مثل‪ :‬قضيُت ‪ ,‬تركُت ‪,‬‬
‫أجبُت ‪ ,‬رأيُت ‪ ,‬قتلُت ‪ ....‬الخ‪ .‬و منها أّن ه أوَدَع علومه في قلوب أحّب ته‪ ,‬و حفظ الشئ إذا حرسه‪َ ,‬ح فْظ ُت ِفيُك ُم‪ُ ,‬ع ُلوِمي‪ ,‬و من المعلوم عن‬
‫سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي هللا عنه‪ ,‬حين سئل ِلَم َلم يؤلف كتبًا‪ ,‬أنه قال‪" :‬بل قال كتبي أصحابي"‬

‫ُع ُلوِمي‪ُ :‬ع ُلوِم جمع ِع لم و هو إدراك حقائق وجه معّي ٍن من المعرفة‪ ,‬و مما ورد في القرآن الكريم‪َ( :‬ع اِلُم اْلَغ ْي ِب َو الَّش َه اَدِة) و (َو َع َّلْم َن اُه‬
‫ِمْن َلُد َّن ا ِع ْلًم ا) و (َع َّلَم اْل ُقْر َآَن ) ‪ ,,,,‬وصف سيدي فخر الدين علومه في كل درجات المعرفة اإللهية في مواطن شّت ي منها علي سبيل‬
‫المثال‪:‬‬
‫َو ِإَّن ُع ُلوَم ِهَّللا ِفي الَّلْو ِح ُكَّلَه ا *** ُأَط اِلُعَه ا ِمْن َقاِب َق ْو ِس اْل َح ِظ َي رِة (‪ 167‬ق ‪)1‬‬
‫َع ِلْم ُت َو ِلي ِع ْلٌم ِبِع ْلِم ُمَع َّلِمي *** ُأِمُّد َو َتْل ِقيِني ِبَغ ْي ِر ِإَم اَط ِة (‪ 379‬ق ‪)1‬‬
‫َو ِس يَق ِإَلْي ِه اْلِع ْلُم ِمْن ُك ِّل َط اِر ٍق *** َو ِجيَء ِبِه َش اِهِدي اَألَّو ِلَّي ِة (‪ 416‬ق ‪)1‬‬
‫ِإَن ي ِبُقْر آِن اْل ُع ُلوِم َلَع اِلٌم *** ُأْن ِبيُت َع ن َمْع َن اُه ِمْن َك ِلَم اِتِه (‪ 18‬ق ‪)9‬‬
‫َو ِم َز اُج اْل ُع ُلوِم ِمْن َفْض ِل َر ّب ى *** َك َر مًا َخ َّص ِنيِه َو ُهَو َع ِميُم (‪ 26‬ق ‪)12‬‬
‫َج َّل َمْن ُيْح ِيي ُع ُلومًا *** َبْع َدَم ا َب َلَغ ْت ِع ِتَّي ا (‪ 1‬ق ‪)17‬‬
‫ِع ْل ِم َي اْل َمْو ُهوُب َلِكْن *** َال ُأَلّقيِه َش ِقَّي ا (‪ 31‬ق ‪)17‬‬
‫َو َأَخ ْذ ُت ِمْن ُك ِّل الَّر َو اِفِد ِع ْلِم َه ا *** َو ِخَص اَل َأْب َن اَها َو َت َّم الَّص اُع (‪ 14‬ق ‪)23‬‬
‫َو َلِكْن ُهَّن َم ْخ ُص وَص اُت ِع ْل ِمي *** َو ُذ و اِإلْح َس اِن َيْر ُجوُهَّن َج اَها (‪ 6‬ق ‪)29‬‬
‫َفَج ِّد َي َمْن َو ِر َث اْل ُع ُلَو َم َج ِميَعَه ا *** َو َلْم َي ُك َم ْق طوُع اْل َو ِتيِن ُيِر يُبِني (‪ 13‬ق ‪)36‬‬
‫ِفيُك ُم‪ :‬بالتّلقي و اإللهام‪ ,‬يقول تعالي‪َ( :‬ب ْل ُهَو َآَي اٌت َبِّي َن اٌت ِفي ُص ُدوِر اَّلِذيَن ُأوُتوا اْلِع ْلَم ) ‪ 48‬العنكبوت‪ .‬و يقول سيدي فخر الدين رضي‬
‫هللا عنه‪:‬‬
‫ُحْس ُن الَّتَلِّقي ِمْن ِس َم اِت َأِحَّب ِتي *** َو اْل َج ْو َهُر اْلَم ْكُنوُن ِفي ِإْل َه اِمي (‪ 23‬ق ‪)15‬‬
‫و يقول رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ُأوِد َع ْت ِفي ُص ُدوٍر ِلى َخ َز اِئُنَه ا *** َم َك اِمُن َأْه ُلَه ا َس اُر وا َع لى َقَدِمي (‪ 8‬ق ‪)40‬‬
‫َو َمَه اَب ِتي‪ :‬جاللي و قوتي‬
‫َو َج ْه ِر َي ِفيُك ْم ‪ :‬الواو للعطف‪َ ,‬ج ْه ِر َي ‪ :‬تجّلي ظاهر (جلوة)‪َ ,‬ب ْل‪ :‬لإلضراب‪َ ,‬و فيُك ْم َس ِر يَر ِتي‪ :‬باطني (خلوة)‪ ,‬اآلية‪َ( :‬لَقْد َك اَن َلُك ْم ِفي‬
‫َر ُس وِل ِهَّللا ُأْس َو ٌة َح َس َن ٌة ِلَمْن َك اَن َيْر ُج و َهَّللا َو اْلَيْو َم اَآْلِخَر َو َذ َك َر َهَّللا َك ِثيًر ا) ‪ 21‬األحزاب‪ ,‬التلبس بحال الشيخ ظاهرًا و باطنًا‪ .‬و في ذلك‬
‫قيل‪:‬‬

‫َلِبُس ونا أو َلِبسَن اُهم َف من *** ُهَو مّن ا الالبُس الُم شتِم ُل‬
‫أعجبنيلم يعجبني‬
‫الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى األسفل‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫® مدير المنتدى ®‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫رسالة ‪: sms‬‬

‫سيرى ببطئ ياحياة‬


‫لكى أراك بكامل النقصان حولى‬
‫كم نسيتك فى خضمك‬
‫باحثا عنى وعنك‬
‫وكلما أدركت سرا منك‬
‫قلت بقسوة‬
‫مأجهلك!!!!‬
‫ذكر‬
‫عدد المساهمات ‪11496 :‬‬
‫اٍالقامة ‪ :‬وراء األفق حيث الشئ سواى وحبيبتى‬
‫العمل ‪ :‬مهندس‬
‫نوسا البحر ‪ :‬ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪15781612‬‬

‫ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪Icon_minitime 2020-09-08, 3:49 pm‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 14‬ق ‪:1‬‬
‫َلِقيُت ِمَن اْل َمْو َلى ِر َض اُه َو ُقْر َب ُه *** َنَش ْر ُت َع َلْي ُك ْم ُبْر َدِتي َو َعَب اَء ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َلِقيُت ِمَن اْلَمْو َلى‪َ :‬لِقيُت ِمَن ‪ :‬حصلت علي الشئ منه‪ ,‬اْلَمْو َلى‪ :‬الرّب جّل وعال ِر َض اُه‪ :‬حضرة الرضوان أعلي مراتب الوصول (الشهود)‬
‫َو ُقْر َب ُه‪ :‬حضرة التقريب (المشاهدة)‬
‫َنَش ْر ُت َع َلْي ُك ْم ‪ :‬بسطُت عليكم‪ ,‬أظللتكم‬
‫ُبْر َدِتي‪ :‬الُبْر َد ة كساء يلتحف به‪ ،‬الِخلعة‪ ,‬الوقاية‪ ,‬و من ذلك قصة الُب ردة التي أعطاها رسول هللا صلي هللا عليه و سلم للشاعر كعب بن‬
‫زهير إيذانا باألمان له‬
‫َو َعَب اَء ِتي‪ :‬الَع باُء أو الَع بايُة َض ْر ٌب من اَألْك ِس َي ة واِس ٌع فيه ُخ طوٌط ُسوٌد ِكباٌر ‪ ،‬كناية عن الشرف‪ ,‬النسبة له‪ ,‬كما جاء في قصة الكساء‪,‬‬
‫عن السيدة عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬خرج النبي صلى هللا عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي‬
‫فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال‪( :‬إنما يريد هللا ليذهب عنكم الرجس أهل البيت‬
‫ويطهركم تطهيرأ)‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ِلَي ْن ِس ْب ُك ُّل َمْن َيْب ُلْغ ُه َق ْو ِلي *** ِإَلى ِإْخ َو اِنِه َش َر َف اْن ِتَس اِبي ‪ 17‬ق ‪)74‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 15‬ق ‪:1‬‬
‫َو ِإِّن ي َو َأْي ُم ِهَّللا َم ا ِغ ْب ُت َع ْنُك ُم *** َو َع اِر َي ِتي ُر َّدْت ِلَر ِّب اْلَب ِر َّي ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو ِإِّن ي‪ :‬إّن ي الباطن الظاهر في األنا‬
‫َو َأْي ُم ِهَّللا‪َ :‬أْي ُم ِهللا ‪َ :‬هْم َز ُتُه َهْم َز ُة َو ْص ٍل ُيْس َت ْع َم ُل ِلْل َقَس ِم ‪َ ،‬و أْص ُلُه أْيُمُن ِهللا من اَأليمان و هو القسم‪ ,‬الفرق بينها و بين َت اِهّلل أن القسم‬
‫ب"تاهلل" يكون للعظيم (و تاهلل ما رمًت المديح‪ ,‬يخاطب حضرة النبي صلي هللا عليه و سلم)‪.‬‬
‫َم ا ِغ ْب ُت َع ْنُك ُم ‪ :‬كان من أسباب نزول القصائد تثبيت اإلخوان و تعرفيهم بمكانة الشيخ و خليفته‪ ,‬يؤكد بالقسم أنه ما غاب‪َ .‬م ا ِغ ْب ُت‬
‫َع ْنُك ُم‪ ,‬أي‪ :‬حاضٌر بينكم‬
‫َو َع اِر َي ِتي‪ :‬من أعار و استعار طلب الشئ يرده لصاحبه في أجل‪ُ ,‬يشار بها للّر وح‬
‫ُر َّدْت ِلَر ِّب اْلَب ِر َّي ِة‪ :‬اإلسم الّر ب القائم علي أحوال العباد في الحياة الدنيا (بالتربية)‪ ,‬اْلَب ِر َّي ِة‪ :‬الخلق‪ ,‬كما برأها (كّو ن صورتها) ُترد إليه‬
‫مع انقضاء األجل‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ِإَذ ا َن َح ُر وا اَألْن َع ام َأْد َفُع ِباَّلِتي *** ُتَر ُّد ِإَلى ِهَّللا اَّلِذي ِفيِه َك اَن ِت (‪ 370‬ق ‪)1‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 16‬ق ‪:1‬‬
‫َو ِإِّن ي ِفيُك ْم َفاْش َه ُدوِني َو َع ايُنوا *** َج َم اِلَي َمْو ُص وٌل َو ِس ِّر ي ِبُصْح َب ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو ِإِّن ي‪ :‬إّن ي الباطن الظاهر في األنا‬
‫ِفيُك ْم ‪ :‬اآلية‪َ( :‬و ِفي َأْن ُفِس ُك ْم َأَفاَل ُتْب ِص ُروَن ) ‪ 21‬الذاريات‪,‬‬
‫َفاْش َه ُدوِني‪ :‬الفاء استئنافّي ة‪ ,‬أشهدونى من الشهادة بالعين‬
‫َو َع ايُنوا‪ :‬شهادة‪ ,‬ابصروا‬
‫َج َم اِلَي َمْو ُص وٌل‪َ :‬ج َم اِلَي الطريقة جمال (و ما يوسفّي غيرها لجمالها) و الطريقة و سيدي فخر الدين شئ واحد (فصرنا مزاجًا واحدًا‬
‫في الحقيقة)‪ .‬موصول‪ :‬ال ينقطع (َع َط اًء َغ ْيَر َمْج ُذ وٍذ)‬
‫َو ِس ِّر ي ِبُصْح َب ِتي‪َ :‬و ِس ِّر ي‪ :‬باطن أمري‪ ,‬و نيُل سّر ي يكون بصبحتي برفقتي‪ ,‬و الياء تفيد تنّز ل األمر للخليفة الوارث‪ ,‬أي بصحبة‬
‫خليفتي‬
‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬
‫==================‬
‫‪ 17‬ق ‪:1‬‬
‫َر َو ْي ُت َع ِن اْل َمْح ُبوِب َم ا َقْد َر َأْي ُته *** َو ِس ُّر َأِبي اْل َعْي َن ْي ِن َم ْت ُن ِر َو اَي ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َر َو ْي ُت ‪ :‬من الرّي و هو السقاية‪ .‬و منه رواية علم الحقائق الذي تسقي منه األرواح أي نقلته عن المحبوب‪ ,‬أي‪ :‬قصصت و حكيت‬
‫َع ِن اْلَمْح ُبوِب ‪ :‬المصطفي صلي هللا عليه و سلم المعرف باأللف و الالم أحبه هللا و أحبه المؤمنون و كل من في الكون‬
‫َم ا َقْد َر َأْي ُت ه‪ :‬ما) لشمول ما يعني‪( ,‬قد) للتأكيد لدخولها علي فعل ماض)‪َ ,‬ر َأْي ُت ه‪ :‬شاهدته‪ ,‬رأي عين و ليس سماعًا‪ ,‬فبذلك نال رضي هللا‬
‫عنه فضل صحبته صلي هللا عليه و سلم‪َ ,‬ر َو ْي ُت ‪ :‬شراب الوصل‪ ,‬منحة من المصطفي صلي هللا عليه و سلم‬
‫َو ِس ُّر َأِبي اْل َع ْي َن ْي ِن ‪ :‬الواو واو عطف‪ِ ,‬س ُّر ‪ :‬الِس ُّر ‪ :‬باطن األمر‪َ ,‬أِبي اْل َع ْي َن ْي ِن ‪ :‬سيدي ابراهيم الدسوقي‪ ,‬يكره بُك نيته‪ ,‬تعظيمًا‬

‫َم ْت ُن ِر َو اَي ِتي‪ :‬المتن الظهر و ما يقوم عليه الشئ فكان كل ما أرويه يقوم علي سر أبي العينين رضي هللا عنه‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 18‬ق ‪:1‬‬
‫َأَال َفُخ ُذ وا َع ِّن ي اآلَح اَد ُمَع ْن َع نًا *** َأَصُّح ِر َو اَي اِت اْلَح ِديِث ِر َو اَي ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َأَال‪ :‬حرف استفتاح وتنبيه! لشّد االنتباه لكالم مهم‬
‫َفُخ ُذ وا َع ِّن ي‪ :‬فاء االستئناف‪ُ ,‬خ ُذ وا َع ِّن ي‪ :‬تلقي مباشر‪ ,‬قال صلي هللا عليه و سلم لسيدنا عبد هللا بن عمر‪( :‬انظر ممن تأخذ)‪.‬‬
‫َع ِّن ي‪ :‬أروي عن النبي صلي هللا عليه و سلم‬
‫اآلَح اَد ‪ :‬األحاديث التي ال يوجد فيها شروط التواتر‪ ,‬جاءت عن طريق واحد من الصحابة‪ ,‬والتواتر عند الفقهاء والمحدثين واألصولين‬
‫هو ‪ :‬رواية جمع عن جمع يستحيل تواطؤهم‪ ,‬ويكون مستندهم الحس من مشاهدة أو سماع‪ ,‬والمقصود أن يكون رواة الحديث‪ ،‬فى كل‬
‫طبقة قد بلغوا عددًا ال يعقل معه إتفاقهم على الكذب‬
‫أحاديث اآلحــــــاد‪ :‬هى األحاديث التى رواها واحــد عن واحـــد‪ ,‬وهى – عندهم ‪ -‬تفيد الظن وال تفيد اليقين‬
‫ُمَع ْن َع نًا‪ :‬اعتماد رواية حديث اآلحاد عّن ي و قد نّب ه رضي هللا عنه في درسوه العتماد األحاديث التي يرويها األولياء‪ ,‬التصالهم المباشر‬
‫مع حضرة النبي صلي هللا عليه و سلم‬
‫َأَصُّح ِر َو اَي اِت اْلَح ِديِث ِر َو اَي ِتي‪َ :‬أَصُّح ِر َو اَي اِت‪ :‬مع اختالف الروايات و الرواة‪ ,‬تجد أصح‪ِ ,‬ر َو اَي اِت اْلَح ِديِث‪ ,‬المنقول عن النبي صلي هللا‬
‫عليه و سلم‪ِ ,‬ر َو اَي ِتي‪ :‬ما أرويه‪ ,‬و مثال ذلك‪ :‬اعتماده و عدد من األولياء‪ ,‬أحاديث سيدنا جابر بن عبد هللا رضي هللا عنه‪ ,‬في أسبقية‬
‫نور النبي صلي هللا عليه و سلم‪ ,‬و رؤية المولي عّز و جل‪ ,‬و مثال ذلك‪ :‬حديث‪ُ" :‬ك نت نبّي ًا و آدٌم بين الماء و الطين" و"ُك نت نبّي ًا و‬
‫آدٌم ال ماء و ال طين"‬

‫القصيدة األولي (التائية‪:‬‬


‫=================‬
‫‪ 19‬ق ‪:1‬‬
‫َح َر اٌم َع َلى َقْو ٍم َأُك وُن ِإَم اَمُهْم *** ِو َالَي ُة َقْو ٍم َج اِحديَن ِلِنْع َم ِتي‬

‫المعني‪:‬‬

‫َح َر اٌم َع َلى‪َ :‬ح َر اٌم َع َلى‪ :‬ضد حالل‪ ,‬و عمل فيه معصية‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و َح َر اٌم َع َلى َقْر َي ٍة َأْه َلْكَن اَها َأَّن ُهْم اَل َيْر ِج ُعوَن ) ‪ 95‬األنبياء‪ ,‬فالمعنى َح راٌم‬
‫على قرية َأهلكناها َأن ُيَت َقَّب ل منهم َعَم ٌل‪ ،‬أي أن القوم الذين أكون إمامهم حراٌم عليهم (عمل غير مقبول منهم)‪ ,‬و فيه تعدي علي‬
‫الُح رمات‪ .‬و من حديث مسلم‪ :‬إن الحالل بين وإن الحرام بين (أال وإن لكل ملك حمى ‪ ،‬أال وإن حمى هللا محارمه)‬
‫َقْو ٍم َأُك وُن ِإَم اَمُهْم ‪َ :‬قْو ٍم ‪ :‬القوم من يجمعهم شأن واحد كثروا أو قّلوا‪ ,‬أهل الطريقة قوم الشيخ‪َ ,‬أُك وُن ِإَم اَمُهْم ‪َ :‬أُك وُن قدوتهم و من يؤمهم‬
‫و يتبعون‬
‫ِو َالَي ُة َقْو ٍم َج اِحديَن ِلِنْع َم ِتي‪ِ :‬و َالَي ُة ‪ :‬الِو َاليُة ‪ :‬إتخاذهم َق رابة و مواالتهم‪َ ,‬قْو ٍم ‪ :‬الَقْو ُم (كما جاء)‪ ,‬الجماعُة من الَّن اس تجمعهم جامعة‬
‫يقومون لها (َك َّذ َب ْت َقْب َلُهْم َقْو ُم ُنوٍح َو َع اٌد) (َال َيْس َخ ْر َق وٌم ِمْن َقْو ٍم )‪َ ,‬ج اِحديَن ِلِنْع َم ِتي‪ :‬الُجحوُد اِإلنكار مع العلم‪ ,‬منكري نعمتي‪ :‬أعطيتهم‬
‫اإلرشاد و اإلرفاد‪ ,‬ثم أنكروا ذلك‪ ,‬أي‪ :‬يحرم علي أبناء الطريقة الموصولين بالشيخ أن يوالوا المنكرين نعمة هدايته و المنكرين‬
‫القصائد‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َفَك ْيَف ُيَو اِلي اْلِخ ُّل َخ اٍل ِمَن اْل َهَو ى *** َو َك ْيَف ُيَو اِس ي اآلِيِس يَن ِبغْض بِتي (‪ 131‬ق ‪)1‬‬
‫القصيدة األولي (التائية‪:‬‬
‫=================‬
‫‪ 20‬ق ‪:1‬‬
‫َو َيْع ِر ُف َع ِّن ي َمْن َهَدى ُهَّللا َقْلَب ُه *** َو َيْع ُز ُف َعْن ُحِّب ي َط ِر يُد اْل ِه َداَي ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َيْع ِر ُف َع ِّن ي‪ :‬يتلقي المعرفة بسندي‪ ,‬يدخل جّن ة المعرفة‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬سَيْه ِديِهْم َو ُيْص ِلُح َب اَلُهْم * َو ُيْد ِخُلُهُم اْل َج َّن َة َعَّر َفَه ا َلُهْم ) ‪ 5,6‬محمد‬
‫َم ْن َهَدى ُهَّللا َقْلَب ُه‪َ :‬م ْن ‪ :‬الذي‪َ ,‬هَد ى ُهَّللا َقْلَب ُه‪ :‬مّك ن قلبه من الُهدى‪ :‬الرشاُد والداللُة إلي هللا‬
‫َو َيْع ُز ُف َعْن ُحِّب ي‪َ :‬و َيْع ُز ُف َعْن ‪ :‬عِز ف عن الشئ تركه و انصرف عنه‪ُ ,‬حِّب ي‪ :‬أن يحّب ني و يحب من أحّب ‪ ,‬في الحديث َقاَل َر ُس وُل ِهَّللا‬
‫َص َّلى ُهَّللا َع َلْي ِه َو َس َّلَم ‪َ " :‬أِحُّب وا َهَّللا ِلَم ا َي ْغ ُذ وُك ْم ِبِه ِمْن ِنَع ِمِه‪َ ،‬و َأِحُّب وِني ِلُحِّب ِهَّللا‪َ ،‬و َأِحُّب وا َأْه َل َبْي ِتي ِلُحِّب ي"‪َ ,‬ح ّب الشيخ هو ُحُّب آل بيته و‬
‫ُحُّب النبي صلي هللا عليه و سّلم و آل البيت أجمعين و هو ُحّب هللا‪ ,‬ال تفّر ق بينهم‬
‫َط ِر يُد اْلِه َداَي ِة‪ :‬الَّط ْر ُد‪ :‬اِإلْبَع اُد‪ ،‬أي‪ :‬المطرود من الهداية‪ ,‬الّض ال‪ ,‬اآلية‪َ( :‬مْن َيْه ِد ُهَّللا َفُهَو اْلُمْه َت ِد َو َمْن ُيْض ِلْل َفَلْن َت ِجَد َلُه َو ِلًّي ا ُمْر ِش ًد ا)‬
‫‪ 17‬الكهف‪ ,‬بُع د عن والية الشيخ و إرشاده‬
‫بالغة‪:‬‬
‫أوًال أريد أن ألفت إلي الجناس البديع في البيت بين كلمتي االستهالل في كل شطر‪َ( :‬يْع ِر ُف ) و (َيْع ُز ُف ) و يسمي هذا النوع من الجناس‬
‫بالجناس التصحيفي حيث تتشابه الكلمتان مع التغيير في أحد الحروف بنقطة (ر) و (ز)‪.‬‬

‫القصيدة األولي (التائية‪:‬‬


‫=================‬
‫‪ 21‬ق ‪:1‬‬
‫َس َالٌم َع َلى َقْو ٍم ِبَن ا َق ْد َت َو اَص لُو ا *** َف َح ْب ِلَي َمْو ُص وٌل َو َج ِّدَي ُقْد َو ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َس َالٌم‪ :‬الّس الم هو النجاة من الشر و األذي‪ ,‬اآلية‪َ( :‬س اَل ٌم َقْو اًل ِمْن َر ٍّب َر ِحيٍم ) ‪ 59‬يس‪َ( ,‬س اَل ٌم ِه َي َح َّت ى َم ْط َلِع اْل َفْج ِر ) ‪ 5‬القدر و آيات‬
‫السالم عديدة في القرآن الكريم‪ ,‬سالٌم من اسمه تعالي‪ :‬الّس الم‪ ,‬و قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ِإْن ِش ْئُتْم َفُح ْك ٌم َغ ْيُر ُح ْك ِمي *** َو ِإْن ِش ْئُتْم َد َخ ْلُتم ِفي َس َالِمي (‪ 9‬ق ‪)49‬‬
‫َع َلى َق ْو ٍم ِبَن ا َق ْد َت َو اَص لُو ا‪َ :‬ع َلى َقْو ٍم ‪ :‬القوم من جمعهم شأن واحٌد‪ِ ,‬بَن ا َقْد َت َو اَص لُو ا‪ :‬و هنا هو التواصل بمشائخ الطريقة مع الخليفة‬
‫الوارث رضي هللا عنه‪ ,‬و التواصل يفيد االستمرارية و المحّب ة و اإلفادة من بعضهم البعض في تربية الشيخ و علومه‪.‬‬
‫َفَح ْب ِلَي َمْو ُص وٌل‪ :‬الوراثة في خلفائه و أهل بيته‪ ,‬الحبل كناية عن الصلة لقول َر ُس وُل ِهَّللا َص َّلى ُهَّللا َع َلْي ِه َو َس َّلَم ‪ِ " :‬إِّن ي َت اِر ٌك ِفْي ُك ُم الَّثَقَلْي ِن ‪،‬‬
‫ِك َت اُب ِهَّللا َح ْب ٌل َمْمُدوٌد ِمَن الَّس َماِء ِإَلى اَألْر ِض ‪َ ,‬و ِع ْت َر ِتي َأْه ُل َبْي ِتي‪َ ،‬و ِإَّن ُهَم ا َلْن َي َت َفَّر َقا َح َّت ى َي ِر َدا َع َلَّي اْل َح ْو َض "‪َ ,‬مْو ُص وٌل‪ :‬به صلي هللا‬
‫عليه و سلم‬
‫َو َج ِّدَي ُقْد َو ِتي‪َ :‬و َج ِّد َي ‪ :‬يكني بها عن الوراثة المحمدية‪ ,‬ألن شأن الّج د أن يورث‪ُ ,‬قْد َو ِتي‪ :‬مثالي الذي أتبعه‪ ,‬اآلية‪َ( :‬لَقْد َك اَن َلُك ْم ِفي‬
‫َر ُس وِل ِهَّللا ُأْس َو ٌة َح َس َن ٌة ِلَمْن َك اَن َيْر ُج و َهَّللا َو اْلَيْو َم اَآْلِخَر َو َذ َك َر َهَّللا َك ِثيًر ا) ‪ 21‬األحزاب‪ .‬قال صلي هللا عليه و سلم‪( :‬صلوا كما رأيتموني‬
‫أصلي) إقتداء من رأي بعينه أفعال الحبيب صلي هللا عليه و سلم شريعًة و حقيقًة‬

‫القصيدة األولي (التائية‪:‬‬


‫=================‬
‫‪ 22‬ق ‪:1‬‬
‫َهِنيئًا ِلَمْن َأَّم اْلِحَم ى َو ِبَي اْح َت َم ى *** َهِنيئًا َلَمْن ُيْس َقى ِبَر اِح َط ِر يَقِتي‬

‫المعني‪:‬‬

‫َهِنيئًا‪ :‬الَه ِنيُء والـَمْه َن ُأ‪ :‬ما َأتاَك بال َم َش َّق ٍة‪ ،‬اسم كالـَم ْشَت ى‪.‬وقد َهِنَئ الَّط عاُم وَه ُنَؤ َيْه َن ُأ َه َن اءة‪ :‬صار َهِنيئًا‪ ،‬مثل َفِقَه وَفُقَه‪ .‬وَه ِنْئ ُت الَّط عاَم‬
‫َأي َت َه َّن ْأُت به‪ .‬وَط عاٌم َهِنيٌء ‪ :‬سائغ‪ ،‬وما كان َهِنيئًا‪ .‬قال تعالي‪ُ( :‬كُلوا َو اْش َر ُبوا َهِنيًئ ا ِبَم ا ُكْنُتْم َت ْع َم ُلوَن ) ‪ 19‬الّط ور‪ ,‬و منه التهنيئة و‬
‫هذي التهنئة األولي في هذا البيت‬
‫ِلَمْن َأَّم ‪ :‬قصَد‬
‫اْلِحَم ى‪َ :‬ح َم ى َأهَله في الِقتال ِحماية‪ ,‬حامي الِحمى َيْح ِمي أهله‪َ ,‬أْح َمْي ت المكان فهو ُمْح مًى إذا جعلته ِحمًى ‪ ،‬و الحمى للراعي حيث يرعي‬
‫غنمه طالما هي في الحمى و هو حيث يكون األخوان و لذا وّص ي علي عدم االبتعاد عن األخوان و رّد ذلك للكسل في األوراد فالنشاط‬
‫في األوراد يربط المريد بروحانية الشيخ و األخوان فال يطيق البعد عنهم‪ ,‬و في الحديث عن أبي الدرداء رضي هللا عنه قال‪ :‬سمعت‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪" :‬ما من ثالثة في قرية وال بدو ال تقام فيهم الصالة إال قد استحوذ عليهم الشيطان‪ ،‬فعليك‬
‫بالجماعة‪ ،‬فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية"‬
‫َو ِبَي ‪ :‬الواو حرف عطف (مكان العطف من الشيخ) الباء‪ :‬حرف جّر و تفيد االستعانة (أي استعان بي)‪ ,‬الياء تفيد تنّز ل األمر في‬
‫الخليفة الوارث‬
‫اْح َت َم ى‪ :‬طلب الحماية‬
‫َهِنيئًا‪ :‬المرة الثانية في البيت و السبب الهناء األول هناء شهادة و الثاني هناء مشاهدة (بصر‪ :‬بالجمع مع األخوان و بصيرة‪ :‬بالسير‬
‫بالروح)‬
‫َلَمْن ُيْس َقى ِبَر اِح َط ِر يَقِتي‪َ :‬لَمْن ‪ :‬للذي‪ُ ,‬يْس َق ى‪ :‬يعطي الشراب فيشرب‪ ,‬الشراب بالروح‪ِ ,‬بَر اِح َط ِر يَقِتي‪ :‬الّر اح الخمر‪ ,‬كناية عن شراب‬
‫المعاني‪ ,‬و يعني ِبَر اِح َط ِر يَقِتي‪ :‬شراب الوصل‬

‫القصيدة األولي (التائية‪:‬‬


‫=================‬
‫‪ 23‬ق ‪:1‬‬
‫َهِنيئًا ِلَمْن َأْض َح ى َص ِر يعًا ِبَح ِّي َن ا *** َفَداِئَي ِط ٌّب َب ْل َو َقْت ِلي ِإَغ اَث ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َهِنيئًا‪َ :‬هِنيئًا‪ :‬الَه ِنيُء والـَمْه َن أ‪ :‬ما َأتاَك بال َم َش َّق ٍة‪ ،‬اسم كالـَم ْشَت ى‪ ,‬وقد َهِنَئ الَّط عاُم وَه ُنَؤ َيْه َن ُأ َه َن اءة‪ :‬صار َهِنيئًا‪ ،‬مثل َفِقَه وَفُقَه‪ ,‬وَهِنْئ ُت‬
‫الَّط عاَم َأي َت َه َّن ْأُت به‪ ,‬وَط عاٌم َهِنيٌء ‪ :‬سائغ‪ ،‬وما كان َهِنيئًا‪ .‬قال تعالي‪ُ( :‬كُلوا َو اْش َر ُبوا َهِنيًئ ا ِبَم ا ُكْنُتْم َت ْع َم ُلوَن ) ‪ 19‬الّط ور‬
‫ِلَمْن َأْض َح ى‪ِ :‬لَمْن ‪ :‬للذي‪َ ,‬أْض َح ى‪( :‬جلوة) الُض حى حيَن َت ْط ُلُع الَّش ْمُس َفَيْص فو َض ْو ُء ها‬

‫َص ِر يعًا‪( :‬خلوة) الَص ْر ُع ‪ :‬الَّط ْر ُح باَألرض‪ ،‬قال تعالي‪َ( :‬س َّخ َر َها َع َلْي ِهْم َسْبَع َلَي اٍل َو َث َم اِنَي َة َأَّي اٍم ُحُس وًم ا َفَت َر ى اْل َقْو َم ِفيَه ا َصْر َع ى َك َأَّن ُهْم‬
‫َأْع َج اُز َنْخ ٍل َخ اِو َي ٍة) ‪ 7‬الحاّق ة‪ ,‬وفي الحديث‪" :‬مَث ُل المؤِمن كالخامِة من الَّز ْر ِع َت ْص َر ُع ها الريُح مرة وَت ْع ِد ُلها ُأْخ رى"‪َ ,‬أي ُتِميُلها وَت ْر ِميها‬
‫من جانب ِإلى جانب‪ ,‬و قال سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ِإْن َلِقَي ْت َظ ْم َأى َس َقْت ُهْم ِبِر َّي ها *** َع ِط َّي َت َه ا ِمْن َر ْش َفٍة َيْر ِش ُفوَن َه ا (‪ 26‬ق ‪)32‬‬
‫يعني من تخلي عن ذاته صار قابًال للتجلي ( الشيخ يجلو بخلوته)‪ ,‬يتخلي عن ذاته و ينصبغ بصبغة الشيخ‬
‫ِبَح ِّي َن ا‪ :‬الحّي هو مكان الوصل‪ ,‬سار حتي وصل‬
‫َفَداِئَي ِط ٌّب ‪َ :‬فَد اِئَي ‪ :‬الفاء سببية‪َ ,‬د اِئَي ‪ :‬الّد اء المرض‪ ,‬داء الّح ب‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َأَال ِإَّن َداَء اْلُحِّب لِلَصِّب ِع َّلٌة *** َو َلِك َّن َه ا َتْش ِفي ُعَض اَل اَألِع َّلِة (‪ 136‬ق ‪)1‬‬
‫َب ْل‪ :‬أداة إضراب‪ ,‬أي‪ :‬االنتقال لمعني أدّق و أخطر‬
‫َو َقْت ِلي ِإَغ اَث ِتي‪ :‬الواو للعطف‪َ ,‬قْت ِلي‪ :‬قتلي ألنفس المريد‪ِ ,‬إَغ اَث ِتي‪ِ :‬إَغ اَث ِتي له – عون له – ليترقي في مراتب السير‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو َأْق ُتُل ِباْس ِم ِهَّللا ِفي الَّصِّب َن ْف َس ُه *** َفَيْح َي ا َح َي اَة الَّص اِلحيَن ِبَقْتَلِتي (‪ 137‬ق ‪)1‬‬
‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬
‫==================‬
‫‪ 24‬ق ‪:1‬‬
‫َفَذ اِتَي َش ْمٌس َلْو َت َج َّلْت َألْح َر َقْت *** َو لِكْن ِبَفْض ِل ِهَّللا أْض َح ْت ُم ِض يَئ ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َفَذ اِتَي ‪ :‬فاء االستئناف – َذ اِتَي الّذ ات هي صرافة الشئ و محضّي ته من غير إضافة متعلق به من صفاٍت و أسماء و يسمي الُك نه أو‬
‫الجوهر أو الحقيقة‪ .‬و لكل كائن ذات‪ .‬و الّذ ات العلّي ة للمولي سبحانه و تعالي ال ُت درك‪ .‬ذاتي ال (أنا) الخاصة بالشيخ‬
‫َش ْمٌس ‪ :‬الشمُس هي الحقيقة الكونية الساري نورها في سائر األكوان‪ .‬أي أن ذاتي ممدة للحقائق‬
‫َلْو َت َج َّلْت ‪ :‬لو حرف امتناع لوجوب (ُقل َّلْو َك اَن اْلَبْح ُر ِمَداًد ا ِّلَك ِلَم اِت َر ِّب ي َلَن ِفَد اْلَبْح ُر ‪ 109 ) ...‬الكهف‪َ ,‬ت َج َّلْت ‪ :‬ظهرت علي حقيقتها‬
‫َألْح َر َقْت ‪ :‬الالم للتأكيد‪َ ,‬أْح َر َقْت ‪ :‬الحرق شأنه أن يفني‪ ,‬أي ال يتحمل تجّليها أحد‪ ,‬يفني‬
‫َو لِكْن ‪ :‬لالستدراك‬
‫ِبَفْض ِل ِهَّللا‪ :‬بواسطة فضل هللا و فضل هللا هو سيدنا رسول هللا صلي هللا عليه و سّلم‪ ,‬قال تعالي‪ُ( :‬قْل ِبَفْض ِل ِهَّللا َو ِبَر ْح َم ِتِه َفِبَٰذ ِلَك‬
‫َفْلَي ْف َر ُح وا ُهَو َخ ْيٌر ِّمَّم ا َيْج َمُعوَن ) ‪ 58‬يونس‬
‫أْض َح ْت ‪ :‬الُض حى أول النهار و شروق الشمس من غير وهجها الحارق‪.‬‬
‫ُم ِض يَئ ِتي‪ :‬مضيئة تهب الضياء (الهداية) اإلضافة بالياء إشارة لتنّز ل األمر للخليفة الوارث‪ُ ,‬م ِض يَئ ِتي‪ :‬أي‪ :‬تهب ضوئي‪ُ ,‬هداي‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 25‬ق ‪:1‬‬
‫َو َأْر َض ْع ُت أْب َن اِئي َهَو ى آِل َأْح َم ٍد *** َفَأْو َر َث ُهْم َط َه الَّص َفاَء َو َر ْح َم ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َأْر َض ْع ُت أْب َن اِئي‪ِ :‬ر ضاعة األّم لطفلها أن تعطيه خالصة ما لديها من الغذاء النافع‪ ,‬و ما يصحب ذلك من الحنّو و الرحمة‪ ,‬أبنائي‪ :‬آل‬
‫عهدي‪ ,‬أبناء طريقتي‪ .‬و خالصة الغذاء النافع هنا هي هوي آل أحمٍد‪ ,‬أي‪ :‬محّب تهم‪ ,‬و يعني أن هوي آل أحمٍد هو خالصة الدين‬
‫َهَو ى آِل َأْح َم ٍد‪ :‬الهوى ميول القلب و وقوعه في الحب‪ ,‬اآلية‪َ( :‬فاْج َع ْل َأْف ِئَد ًة ِمَن الَّن اِس َت ْه ِو ي ِإَلْي ِهْم ‪ 37 )....‬إبراهيم‪ ,‬آِل َأْح َم ٍد‪ :‬اآلل هم‬
‫العصبة األقربون (أهل العباء و من تناسل منهم) و قال آل أحمد يشير إلي حال تنّز لهم معه في الحقائق من حضرة غيب األحدّي ة إلي‬
‫الحضرة األحمدية المشار إليها بالّد رة البيضاء‬
‫َفَأْو َر َث ُهْم َط َه‪َ :‬فَأْو َر َث ُهْم فاء االستئناف َأْو َر َث ُهْم ‪ :‬تقول‪ :‬أورثه الشيَء أبوه‪َ ،‬ط َه اسم النبي صلي هللا عليه و سّلم الجامع للحقائق‪ ,‬و يعني‪:‬‬
‫طلسم السّر الُم تدّلي‪ ,‬قال تعالي‪( :‬طه * َم ا َأنَز ْلَن ا َع َلْي َك اْل ُقْر آَن ِلَتْش َقى) ‪ 2-1‬طه‪ ,‬وحسابه (ط ‪ + 9‬ه ‪ )14 = 5‬و هو عدد الحروف‬
‫النوارانية األربعة عشر المكون منها طالسم (أوائل السور) من القرآن‪ ,‬جمعها سيدنا اإلمام علي رضي هللا عنه في عبارة (من قطعك‬
‫صله سحيرا)‪ .‬فيكون الميراث من جميع الحقائق المحمدّي ة‪.‬‬
‫الَّص َفاَء ‪ :‬صفاء الباطن فال يعتريه ما يشّو ش شهود الحّق ‪ ,‬والَّص فاُء َمْص َدُر الشيِء الصافي‪َ ,‬ص َفا الَج ُّو ‪ :‬لم تكن فيه ُلْط َخ ُة َغ ْي ٍم ‪ ,‬و‬
‫الَّص َفاُء ُم صافاة الَمَو َّد ِة واإلخاِء ‪ ,‬و الصفاء أصله المصطفي صلي هللا عليه و سّلم‪ .‬قال الشيخ‪-:‬‬
‫ُهَو ِمْن َص َفاِء اْلُكْن ِه َأْع َظ ُم آَي ٍة *** ُهَو َص ْف َو ٌة َو اْلَك ْو ُن َبْع ُض َص َفاُه (‪ 16‬ق ‪)19‬‬
‫َو َر ْح َم ِتي‪ :‬الواو واو العطف‪َ ,‬ر ْح َم ِتي‪ :‬أي رحمتي التي أورثنيها حضرة النبي صلي هللا عليه و سّلم‪ ,‬من الرحمة الرحيمية االمتنانية‬
‫الصرفة الواردة في قوله تعالي‪َ( :‬لَقْد َج اَء ُك ْم َر ُس وٌل ِّمْن َأنُفِس ُك ْم َع ِز يٌز َع َلْي ِه َم ا َع ِنُّت ْم َح ِر يٌص َع َلْي ُك م ِباْل ُم ْؤ ِمِنيَن َر ُؤ وٌف َّر ِحيٌم) ‪128‬‬
‫الّت وبة‪ ,‬و الياء إشارة لتنزل األمر للخليفة الوارث‪ ,‬تواتر عن سيدي فخر الدين و سيدي الشيخ إبراهيم و سيدي الشيخ محمد رضي هللا‬
‫عنهم قولهم علي قدم الحبيب صلي هللا عليه و سّلم (إّن ي ألتألُم ألحِدكُم الَش وكَة ُيشاُك ها)‪ .‬و اإلجمال في الرحمة هنا هو ما يتجلي من‬
‫تلك الوراثة المحمدية الصرفة من تراحٍم بين اإلخوان في الطريقة‪ .‬قال رضي هللا عنه‪-:‬‬
‫َفالَّر ْح َم ُة الَّر ْح َم اُء َي ا َمْن َيْع َلُم وا *** َأَّن اْلَخ َب اَي ا ُهَّن ِلي َأْو ِهَّن ِلي (‪ 13‬ق ‪)38‬‬
‫َأْيَن الَّت راُح ُم َي ا َب ِنَّي َفِإَّن ُه *** َع ْذ ٌب َص ِفٌّي ِمْن َش َر اِب اْلُك َّم ِل (‪ 14‬ق ‪)38‬‬
‫و قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َكْن ِز َّي ٌة َأْس َر اُرُه ِبُقُلوِبَن ا *** َفاْل ُحُّب َكْنٌز َو الَّص َفا ِم ْف َت اُح (‪ 10‬ق ‪)25‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 26‬ق ‪:1‬‬
‫َح فْظ ُت ُع ُلوِمي ِفيُك ُم َو َمَه اَب ِتي *** َو َج ْه ِر َي ِفيُك ْم َب ْل َو فيُك ْم َس ِر يَر ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َح فْظ ُت ‪ :‬حفظُت بصيغة الماضي بتاء المتكلم تعّب ر دائمًا عن أفعال أمضاها هو بنفسه رضي هللا عنه و نفَذ ت‪ ,‬مثل‪ :‬قضيُت ‪ ,‬تركُت ‪,‬‬
‫أجبُت ‪ ,‬رأيُت ‪ ,‬قتلُت ‪ ....‬الخ‪ .‬و منها أّن ه أوَدَع علومه في قلوب أحّب ته‪ ,‬و حفظ الشئ إذا حرسه‪َ ,‬ح فْظ ُت ِفيُك ُم‪ُ ,‬ع ُلوِمي‪ ,‬و من المعلوم عن‬
‫سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي هللا عنه‪ ,‬حين سئل ِلَم َلم يؤلف كتبًا‪ ,‬أنه قال‪" :‬بل قال كتبي أصحابي"‬
‫ُع ُلوِمي‪ُ :‬ع ُلوِم جمع ِع لم و هو إدراك حقائق وجه معّي ٍن من المعرفة‪ ,‬و مما ورد في القرآن الكريم‪َ( :‬ع اِلُم اْلَغ ْي ِب َو الَّش َه اَدِة) و (َو َع َّلْم َن اُه‬
‫ِمْن َلُد َّن ا ِع ْلًم ا) و (َع َّلَم اْل ُقْر َآَن ) ‪ ,,,,‬وصف سيدي فخر الدين علومه في كل درجات المعرفة اإللهية في مواطن شّت ي منها علي سبيل‬
‫المثال‪:‬‬
‫َو ِإَّن ُع ُلوَم ِهَّللا ِفي الَّلْو ِح ُكَّلَه ا *** ُأَط اِلُعَه ا ِمْن َقاِب َق ْو ِس اْل َح ِظ َي رِة (‪ 167‬ق ‪)1‬‬
‫َع ِلْم ُت َو ِلي ِع ْلٌم ِبِع ْلِم ُمَع َّلِمي *** ُأِمُّد َو َتْل ِقيِني ِبَغ ْي ِر ِإَم اَط ِة (‪ 379‬ق ‪)1‬‬
‫َو ِس يَق ِإَلْي ِه اْلِع ْلُم ِمْن ُك ِّل َط اِر ٍق *** َو ِجيَء ِبِه َش اِهِدي اَألَّو ِلَّي ِة (‪ 416‬ق ‪)1‬‬
‫ِإَن ي ِبُقْر آِن اْل ُع ُلوِم َلَع اِلٌم *** ُأْن ِبيُت َع ن َمْع َن اُه ِمْن َك ِلَم اِتِه (‪ 18‬ق ‪)9‬‬
‫َو ِم َز اُج اْل ُع ُلوِم ِمْن َفْض ِل َر ّب ى *** َك َر مًا َخ َّص ِنيِه َو ُهَو َع ِميُم (‪ 26‬ق ‪)12‬‬
‫َج َّل َمْن ُيْح ِيي ُع ُلومًا *** َبْع َدَم ا َب َلَغ ْت ِع ِتَّي ا (‪ 1‬ق ‪)17‬‬
‫ِع ْل ِم َي اْل َمْو ُهوُب َلِكْن *** َال ُأَلّقيِه َش ِقَّي ا (‪ 31‬ق ‪)17‬‬
‫َو َأَخ ْذ ُت ِمْن ُك ِّل الَّر َو اِفِد ِع ْلِم َه ا *** َو ِخَص اَل َأْب َن اَها َو َت َّم الَّص اُع (‪ 14‬ق ‪)23‬‬
‫َو َلِكْن ُهَّن َم ْخ ُص وَص اُت ِع ْل ِمي *** َو ُذ و اِإلْح َس اِن َيْر ُجوُهَّن َج اَها (‪ 6‬ق ‪)29‬‬
‫َفَج ِّد َي َمْن َو ِر َث اْل ُع ُلَو َم َج ِميَعَه ا *** َو َلْم َي ُك َم ْق طوُع اْل َو ِتيِن ُيِر يُبِني (‪ 13‬ق ‪)36‬‬
‫ِفيُك ُم‪ :‬بالتّلقي و اإللهام‪ ,‬يقول تعالي‪َ( :‬ب ْل ُهَو َآَي اٌت َبِّي َن اٌت ِفي ُص ُدوِر اَّلِذيَن ُأوُتوا اْلِع ْلَم ) ‪ 48‬العنكبوت‪ .‬و يقول سيدي فخر الدين رضي‬
‫هللا عنه‪:‬‬
‫ُحْس ُن الَّتَلِّقي ِمْن ِس َم اِت َأِحَّب ِتي *** َو اْل َج ْو َهُر اْلَم ْكُنوُن ِفي ِإْل َه اِمي (‪ 23‬ق ‪)15‬‬
‫و يقول رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ُأوِد َع ْت ِفي ُص ُدوٍر ِلى َخ َز اِئُنَه ا *** َم َك اِمُن َأْه ُلَه ا َس اُر وا َع لى َقَدِمي (‪ 8‬ق ‪)40‬‬
‫َو َمَه اَب ِتي‪ :‬جاللي و قوتي‬
‫َو َج ْه ِر َي ِفيُك ْم ‪ :‬الواو للعطف‪َ ,‬ج ْه ِر َي ‪ :‬تجّلي ظاهر (جلوة)‪َ ,‬ب ْل‪ :‬لإلضراب‪َ ,‬و فيُك ْم َس ِر يَر ِتي‪ :‬باطني (خلوة)‪ ,‬اآلية‪َ( :‬لَقْد َك اَن َلُك ْم ِفي‬
‫َر ُس وِل ِهَّللا ُأْس َو ٌة َح َس َن ٌة ِلَمْن َك اَن َيْر ُج و َهَّللا َو اْلَيْو َم اَآْلِخَر َو َذ َك َر َهَّللا َك ِثيًر ا) ‪ 21‬األحزاب‪ ,‬التلبس بحال الشيخ ظاهرًا و باطنًا‪ .‬و في ذلك‬
‫قيل‪:‬‬

‫َلِبُس ونا أو َلِبسَن اُهم َف من *** ُهَو مّن ا الالبُس الُم شتِم ُل‬

‫أعجبنيلم يعجبني‬
‫الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى األسفل‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫® مدير المنتدى ®‬

‫‪hassanbalam‬‬
‫رسالة ‪: sms‬‬

‫سيرى ببطئ ياحياة‬


‫لكى أراك بكامل النقصان حولى‬
‫كم نسيتك فى خضمك‬
‫باحثا عنى وعنك‬
‫وكلما أدركت سرا منك‬
‫قلت بقسوة‬
‫مأجهلك!!!!‬
‫ذكر‬
‫عدد المساهمات ‪11496 :‬‬
‫اٍالقامة ‪ :‬وراء األفق حيث الشئ سواى وحبيبتى‬
‫العمل ‪ :‬مهندس‬
‫نوسا البحر ‪ :‬ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪15781612‬‬

‫ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪Icon_minitime 2020-09-08, 3:50 pm‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 27‬ق ‪:1‬‬
‫َأُجوُد َع َلى ُأٍّم ِلَت ْر َح َم ِط ْف َلَه ا *** َف َر ْح َم ُة َمْن ِفي اْلَك ْو ِن ِمْن َبْع ِض َر ْح َم ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َأُج وُد‪ :‬الُج ود التسُّم ح بالشيء‪ ،‬وكْث رُة الَع طاء‪ ,‬عن عبدهللا بن عباس رضي هللا عنهما قال ‪" :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أجود‬
‫الناس‪ ،‬وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل‪ ،‬وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن‪ ،‬فَلرسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة"‪ ,‬رواه البخاري‪ ,‬و الفعل في صيغة المضارع يفيد االستمرارية‬
‫َع َلى ُأٍّم ‪َ( :‬ع َلى) تفيد الفوقية‪َ ,‬ع َلى ُأٍّم ‪ :‬تنّز ل الرحمة (ُأٍّم ) نكرة إسم جنس فإّن ها تفيد العموم‪ ,‬إنسان و حيوان و غيره من األّم هات في‬
‫الكون‪ ,‬و يجود علي طرق القوم ألن الطريقة أم للمريد‬
‫ِلَت ْر َح َم ِط ْف َلَه ا‪ :‬الالم ال التعليل‪ ,‬تنصب المضارع (َت ْر َح َم )‪ ,‬قال سيدي فخر الدين في مدح سيد العالمين صلي هللا عليه و سّلم‪:‬‬
‫َو ِإَّن اْلُمْص َط َفى َج ِّد ي َو َح ِّدي *** َر ِحيٌم َفْو َق ُك ِّل اُألَّمَه اِت (‪ 39‬ق ‪)39‬‬
‫َفَر ْح َم ُة َمْن ِفي اْلَك ْو ِن ‪ :‬الكون إجماًال هو األكوان الخمسة‪ :‬الُم لك‪ ,‬الملكوُت ‪ ,‬الجبروُت ‪ ,‬الالهوُت ‪ ,‬الهاهوُت ‪ .‬و الَّر ْح مة‪ :‬الِّر َّقُة والَّت َع ُّط ُف ‪،‬‬
‫والمْر َح َم ُة مثله‪ ،‬وقد َر ِحْم ُتُه وَت َر َّح ْم ُت عليه‪ .‬وَت راَح َم القوُم‪َ :‬ر ِحَم بعضهم بعضًا‪ .‬وقال هللا عز وجل‪ :‬وَت واَص ْو ا بالَّصْب ر وتواَص ْو ا‬
‫بالَم رَح َم ِة؛ َأي َأوصى بعُض هم بعضًا ِبَر ْح َم ة الضعيف والَّت َع ُّط ف عليه‪.‬‬
‫ِمْن َبْع ِض َر ْح َم ِتي‪َ :‬عْن َأِبي ُهَر ْيَر َة َع ِن الَّن ِبِّي صلى هللا عليه وسلم َقاَل ‪ِ " :‬إَّن ِهَّلِل ِماَئ َة َر ْح َم ٍة َأْنَز َل ِم ْن َه ا َر ْح َم ًة َو اِحَد ًة َبْيَن اْلِجِّن َو اِإلْن ِس‬
‫َو اْلَبَه اِئِم َو اْل َهَو اِّم َفِبَه ا َي َت َع اَط ُفوَن َو ِبَه ا َي َت َر اَح ُموَن َو ِبَه ا َت ْع ِط ُف اْل َو ْح ُش َع َلى َو َلِدَها َو َأَّخ َر ُهَّللا ِتْس ًع ا َو ِتْس ِعيَن َر ْح َم ًة َيْر َح ُم ِبَه ا ِع َب اَدُه َيْو َم‬
‫اْلِقَي اَم ِة)"‪ ,‬و قال سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َن ُط وُف ِبالَّر ْح َم ِة اَألْك َو اَن َأْج َمَع َه ا *** ُنَلّقُن اْل َو اِلَداِت َبْع َض َر ْح َم ِتَن ا (‪ 41‬ق ‪.)35‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 28‬ق ‪:1‬‬
‫ُعَص اَر ُة َم ا ِفي الَك ْو ِن ِلَك ْن ِلِحْك َم ٍة *** َخ ِفيُت َع ِن اَألْبَص ار َب ْل َو اْلَب صَي رِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫ُعَص اَر ُة‪ُ :‬ع صارُة الشيء ما تحَّلب منه ِإذا َعَص ْر ته‪ ,‬أي ُخ الصته‪ ,‬خبر لمبتدأ محذوف تقديره (َأَن ا)‪ ,‬أي‪َ :‬أَن ا ُعَص اَر ُة (َم ا ِفي الَك ْو ِن )‬
‫َم ا ِفي الَك ْو ِن ‪" :‬ما" اسم موصول‪ُ ,‬عَص اَر ُة مضاف و جملة اسم الموصول مضاف إليه‪ ,‬في‪ :‬الظرفية تفيد وقوع الشيء في الداخل‪ ,‬و‬
‫ما تفيد العموم و من ثم فالعبارة معناها‪ :‬كّل الموجودات في الكون‪ ,‬و الكون يعبر عن األكوان الخمسة‪ :‬الملك‪-‬الملكوت‪-‬الجبروت‪-‬‬
‫الالهوت‪-‬الهاهوت‪ .‬و ُع صارُة َم ا ِفي الَك ْو ِن ‪ :‬أي أّن ه رضي هللا عنه ُخ الصة كّل ما في الكون‪ ,‬ال مثال له‪( ,‬عصير العنب أو البرتقال هو‬
‫خالصته و محتوي الفائدة منه)‪ ,‬و في بيت آخر يقول رضي هللا عنه (‪ 3,4‬ق ‪-:)69‬‬
‫َأَن ا اْلُعَص اَر ُة َلِكَّن اْل َو َفا ِس َم ِتي *** ِلَتْن َه ُلوا ِمْن َم ِعيِني َح ْي ُث َو َّفْي ُت‬
‫َو َم ا َتَخ َّلْي ُت ُمْع َت َص رًا َفَذ ا َعَب ٌث *** َو َم ا َع ِن اْلِحِّب َيْو مًا َقْد َتَخ َّلْي ُت‬

‫ِلَك ْن ‪ :‬حرف استدراك‬


‫ِلِحْك َم ٍة‪ :‬الالم سببية‪.‬الِح ْك َم ُة ‪ :‬معرفُة أفضل األشياء بَأفضل العلوم و جمع الفقه الكثير في محتوًي بسيط و سائغ‪ ,‬اآلية‪ُ( :‬يْؤ ِتي اْل ِحْك َم َة‬
‫َم ن َي َش اُء ‪َ ,‬و َم ن ُيْؤ َت اْل ِحْك َم َة َفَق ْد ُأوِتَي َخ ْيًر ا َك ِثيًر ا‪َ ,‬و َم ا َي َّذ َّك ُر ِإاَّل ُأوُلو اَأْلْلَب اِب) ‪ 269‬البقرة‪ ,‬و الِحكمة وضع الشئ في موطنه‪ ,‬فاإلخفاء‪,‬‬
‫جاء رحمًة بالناس‬
‫َخ ِفيُت ‪ُ :‬ح جبُت ‪ ,‬خفاء من األزل‪ ,‬في كالم سيدي إبراهيم رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َفَو ائُد ُك م َأْض َح ْت ُقُيوَد َر ِهيِنَن ا *** َو َع ْنُك ْم َلَق ْد ُأْخ ِفي َم َقاُم َأِميِنَن ا‬
‫َع ِن اَألْبَص ار‪ :‬عالم الشهادة (الظاهر)‬

‫َب ْل‪ :‬لإلضراب أي‪ :‬االنتقال إلي معني أدّق و أهّم‬


‫َو اْلَب صَي رِة‪ :‬عالم المشاهدة (الباطن)‪ ,‬أي لم ُأدرك ألهل الظاهر و ال ألهل الباطن‪.‬‬
‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬
‫==================‬
‫‪ 29‬ق ‪:1‬‬
‫نَص ْح ُت ِلَو ْج ِه ِهَّللا َأْب ِغي ِر َض اَء ُه *** َو ُحَّب َذ ِو ي اْل ُقْر َب ى َو َبَّر ْأُت ِذ َّم ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫نَصْح ُت ‪ :‬الُّن صح هو ِص دُق القول و ِإرادة الخير للمنصوح له‪ ،‬الُّن صح هو (الموعظة الحسنة) يقابلها (الحكمة) اإلرشاد‪( :‬يا سعُد لّقنهم‬
‫حالوة طاعة ** كم كّل فيها الُّن صح و اإلرشاُد)‪ .‬الحديث‪( :‬الّد يُن الّن صيحة ‪)...‬‬
‫ِلَو ْج ِه ِهَّللا‪ :‬الالم سببية‪َ ,‬و ْج ِه‪ :‬مستقبًال‪ .‬أي متجّر دًا عن الغرض‪ ,‬اآلية‪ِ( :‬إَّن َم ا ُنْط ِع ُم ُك ْم ِلَو ْج ِه ِهَّللا اَل ُنِر يُد ِم ْنُك ْم َج َز اًء َو اَل ُشُك وًر ا) ‪9‬‬
‫اإلنسان‬
‫َأْب ِغي ِر َض اَءُه‪ :‬أطلُب ِر َض اَءُه‪ ,‬اآلية‪َ( :‬يْب َتُغ وَن َفْض اًل ِمَن ِهَّللا َو ِر ْض َو اًن ا ‪ 29 ) ,,,‬الفتح‪ ,‬الّر ضا‪ :‬القبول‬
‫َو ُحَّب َذ ِو ي اْلُقْر َب ى‪ :‬الواو حرف عطف‪ُ َ,‬حَّب ‪ :‬ميل القلب لهم و التعّلق بهم‪َ ,‬ذ ِو ي اْلُقْر َب ى‪ :‬قرابة النبي صلي هللا عليه و سلم و أخّص هم‬
‫آل بيته الِك رام‪ ,‬و في الترتيب من األشمل فاألخص‪ :‬العترة‪ ,‬ذوو القربي‪ ,‬أهل البيت‪ ,‬آل البيت‬
‫َو َبَّر ْأُت ِذ َّم ِتي‪ :‬برأ بمعني سلم من العقاب و إلصاق الذنب به‪َ( .‬بَر اَء ٌة ِمَن ِهَّللا َو َر ُس وِلِه ِإَلى اَّلِذيَن َعاَهْد ُتْم ِمَن اْلُم ْش ِر ِكيَن ) ‪ 1‬التوبة‪,‬‬
‫الّذ مة‪ :‬العهد والَك فالُة ‪ ،‬وفي حديث اإلمام علّي ‪ ،‬كرم هللا وجهه‪ِ :‬ذ َّم تي َر ِهيُنه وَأنا به زعيم َأي ضماني وعهدي َر ْه ٌن في الوفاء به‪ .‬أي‬
‫أوفيُت بعهدي و نصحُت ‪ ,‬و هنا يشير رضي هللا عنه كتابه‪" :‬تبرئة الّذ مة في نصِح اُألّم ة" حيث بين خصائص النبي صلي هللا عليه و‬
‫سلم و مكانة أهل البيت الكرام‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ِإلْن ُس ِئْلُتم َم ا اْل ِك َت اُب َفِإَّن ُه *** ِم َّم ا َر َو اُه َأَم اِجُد اَألْع َالِم (‪ 47‬ق ‪)16‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 30‬ق ‪:1‬‬
‫َو ِإَّن ُع ُلوِمي َب اِس َقاٌت َو َط ْلُعَه ا *** َن ِض يٌد َو ِر ْز ٌق لِلِع َب اِد َو َر ْح َم ِتي‬
‫المعني‪:‬‬
‫َو ِإَّن ‪ :‬الواو حرف عطف (استرسال في السرد)‪ ,‬إّن حرف توكيد‬
‫ُع ُلوِمي‪ :‬جمع علم (كل أصناف العلوم التي حباها)‬
‫َب اِس َقاٌت ‪ :‬بَس َق الشيء َيْبُس ق ُبسوقًا‪ :‬تّم طوله‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و الَّنْخ َل َب اِس َقاٍت َلَه ا َط ْل ٌع َن ِض يٌد) ‪ 5‬ق‪ ,‬أي علومه رضي هللا عنه عالية‪ ,‬قال‬
‫رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ِع ْل ِم َي ِفي اْل َع ْلَياِء َص ْع ٌب َم َن اُلُه *** َو ِإَّن ِظ َالِلي َغ اِفًال َم ا َأَظ َّلِت (‪ 138‬ق ‪)1‬‬
‫َو َط ْلُعَه ا َن ِض يٌد‪ :‬والَّط ْلُع َن ْو ُر النخلة ما داِم في الكاُفور‪ ،‬الواحدة َط ْلعٌة ‪َ ,‬ن َض ْد ُت الَم تاَع َأْن ِض ُده‪ ،‬بالكسر‪َ ،‬ن ْض دًا وَن َّضْد ُته‪َ :‬ج َع ْلُت بعَض ه على‬
‫بعض‪ ,‬أي غزارة ثمرتها‪ .‬و عني غزارة علومه رضي هللا عنه و ما بها من ثمرات‬
‫َو ِر ْز ٌق لِلِع َب اِد‪ :‬اآلية‪ِ( :‬ر ْز ًقا ِلْلِع َب اِد‪َ ,‬و َأْح َيْي َن ا ِبِه َب ْل َد ًة َمْي ًت ا) ‪ 11‬ق‪ ,‬أي ينهل من علومه العباد بمراتبهم الثالث (عبادة‪ ,‬عبودية‪ ,‬عبودة)‪,‬‬
‫قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ُقْم ُت َع َلى َأْه ِل اْلَمَر اِتِب ُك لِهْم *** ُأَلّقُنُهْم ِفْق َه اْل ُع ُلوِم اِلَّث ميَن ِة (‪ 376‬ق ‪.)1‬‬
‫َو َر ْح َم ِتي‪ :‬واو العطف‪َ ,‬ر ْح َم ِتي معطوف علي (رزٌق )‪َ ,‬ر ْح َم ِتي‪ :‬الّر حمة العطف‪,‬و َر ْح َم ِتي‪ :‬ما خّص ه رضي هللا عنه من الّر حمة بالوراثة‬
‫النبوية الكاملة‪ ,‬رحمة رحيمية امتنانية ِص رفة‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َأُجوُد َع َلى ُأٍّم ِلَت ْر َح َم ِط ْف َلَه ا *** َفَر ْح َم ُة َمْن ِفي اْلَك ْو ِن ِمْن َبْع ِض َر ْح َم ِتي ‪ 27‬ق ‪)1‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 31‬ق ‪:1‬‬
‫َو َلْو َش ِر ُبوا َر اِحي َأَر اُح وا ُقُلوَبُهْم *** ِمَن اْلَع َن ِت اَألْد َن ى َو ِمْن ُك ِّل ِش ْق َو ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َلْو ‪ :‬شرطية بمعني إذا‬
‫َش ِر ُبوا َر اِحي‪َ :‬ش ِر ُب وا‪ :‬أي‪ :‬أهل الطريقة‪ ,‬الشراب باألرواح‪َ ,‬ر اِحي‪ :‬الّر اح الخمر‪ ,‬كناية عن علوم الحقائق العالية‪ ,‬و يعني بها‪ :‬قصائد‬
‫شراب الوصل‬
‫َأَر اُح وا ُقُلوَبُهْم ‪َ :‬أَر اُح وا‪ :‬من الّر احة‪ ,‬من العناء و التعب‪ُ ,‬قُلوَبُهْم ‪ :‬القلوب موطن األحاسيس‪ ,‬و من ذلك أنها تتعب و ترتاح بمقتضي ما‬
‫تالقيه‬
‫ِمَن الَع َن ُت اَألْد َن ى‪ِ :‬مَن ‪ :‬حرف جر‪ ,‬الَع َن ُت ‪ُ :‬د ُخ وُل الَم َش َّقِة على اِإلنسان‪ ،‬ولقاُء الشَّد ِة‪ ,‬و ذلك من اتباع التفس األّم ارة التي هي "العنت‬
‫األدني"‪ ,‬التي يقتلها الشيخ في المريد من بدايتة أخذه الطريقة‬
‫َو ِمْن ُك ِّل ِش ْق َو ِة‪ :‬من كل شقوة تعترضه في سيره إلي هللا‪ .‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َفِإِّن ي ِم ْع َو اٌن ِلُك ِّل َس ِديَد ٍة *** َو ُك ُّل َفتًى َي ْش َقى ِبَس ِّد اْل َمَس اِلِك (‪ 5‬ق ‪)10‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 32‬ق ‪:1‬‬
‫َو َم ا َز اَغ ِت اَألْبَص اُر َيْو َم َر َأْي ُتُه *** َج ِميَل اْل ُمَح َّي ا َفاِئقًا ُك َّل َط ْل َع ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َم ا َز اَغ ِت اَألْبَص اُر ‪َ :‬و َم ا‪ :‬الواو لالستئناف‪َ ,‬م ا‪ :‬النافية‪َ ,‬ز اَغ ِت‪ :‬زاَغ أي مال‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬م ا َز اَغ اْلَبَصُر َو َم ا َط َغ ى) ‪ 17‬النجم‪ ,‬اَألْبَص اُر ‪:‬‬
‫جمع َب صر‪ ,‬تتعدد بتعدد مرات التجّلي‬
‫َيْو َم ‪ :‬الَيْو ُم‪ :‬لغة معروٌف ِمقداُر ه من طلوع الشمس ِإلى غروبها‪ ،‬و الَي وم يسّم ي به الحدث الهام‪ ,‬مثل يوم العيد‪ ,‬يوم الجمعة‪ ,‬يوم‬
‫البعث ‪ ...‬الخ‬
‫َر َأْي ُتُه‪ :‬رأي العين كمال الشهود (الرأي أو الشهود بالعين – المشاهدة بالبصيرة)‪ ,‬و هو كناية عن سفور التجّلي و وضوحه‬
‫َج ِميَل اْل ُمَح َّي ا‪ :‬الُمَح ّي ا جماعة الَو ْج ِه أي ناحية وجهه‪ ،‬بمعني تجّلي جمال ‪ -‬و في الحديث عن ابن عباس عن النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫قال ( رأيت ربي في صورة شاب أمرد عليه حلة حمرا(‪ ,‬و في همزّي ة البوصيري‪:‬‬

‫و ُم حّي ا كالشمس منك ُم ضيء *** أسفرت عنه ليلٌة غراُء‬


‫َفاِئقًا ُك َّل َط ْل َع ِة‪َ :‬فاِئقًا‪ :‬فاق غيره عالهم‪ُ ,‬ك َّل‪ :‬حرف الستيعاب أفراد العدد‪َ ,‬ط ْلَع ِة‪ :‬الطلعة ما طلع و ما بدا من الشخص (المرئي)‪َ ,‬ط َلَع ِت‬
‫الشمس والقمر والفجر والنجوم َت ْط ُلُع ُط ُلوعًا‪ ،‬فهي طاِلعٌة ‪ ،‬بمعني‪ :‬تجّلي جمال الجمال‬
‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬
‫==================‬
‫‪ 33‬ق ‪:1‬‬
‫َو ِإِّن ي ِإْذ َأْر ِو ي َر َأْي ُت َو َع اَي َن ْت *** َم ِعي َس ائُر اَألْقَط اِب َأْص َل اِلّر َو اَي ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو ِإِّن ي‪ :‬الواو االستئنافية‪ ,‬إّن ي‪ :‬إّن للتأكيد‪ ,‬مع يا المتكلم‪ ,‬و تعرف بياء اإلشباع‪ ,‬إشارة لباطنه رضي هللا عنه هوّي ة المصطفي لي هللا‬
‫عليه و سّلم‬
‫ِإْذ ‪ :‬ظرف زمان‪ ,‬بمعني حين كمثال قوله تعالي‪ِ( :‬إْذ َت ُقوُل ِلْل ُم ْؤ ِمِنيَن َأَلْن َي ْك ِفَي ُك ْم َأْن ُيِمَّد ُك ْم َر ُّب ُك ْم ِبَث اَل َث ِة َآاَل ٍف ِمَن اْل َم اَل ِئَك ِة ُم ْنَز ِليَن )‬

‫َأْر ِو ي‪َ :‬أْر ِو ي القوَم َأْر ويهم ِإذا أسقيت لهم الماء حتي ذهب عشطهم‪ ,‬وهو راٍو من قوٍم ُر واٍة‪ ،‬وهم الذين يأتونهم بالماء‪.‬فاألصل هذا‪ ،‬ثّم‬
‫شِّب ه به الذي يأتي القوَم ِبْع لٍم أو َخ َب ٍر فيرويه‪ ،‬كأَّن ه أتاهم بِر ِّي هم من ذلك‪ ,‬و الفعل مضارع لتنزل القصائد تباعًا في ظرف زماٍن حاضٍر‬
‫حال نزولها‬
‫َر َأْي ُت ‪ :‬شهدت شهود عياٍن ‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ِإِّن ي َر َأْي ُت َو ُقْلُت َي ا َقْو ِمي َأَر ى *** َو ِلَي اْلَف َخ اُر َو َم َّك ِتي ُأُّم اْل ُقَر ى َو َع اَي َن ْت (‪ 1‬ق ‪)34‬‬
‫َو َع اَي َن ْت َم ِعي‪ :‬شاهدت معي – رأوا الذي رأيت‬
‫َس ائُر اَألْقَط اِب‪َ :‬س ائُر من الُّس ْؤ ُر و هو َب ِقَّي ة الشيء‪ ،‬و َس ائُر اَألْقَط اِب باقي اَألْقَط اِب ‪ ،‬هو و باقي األقطاب‪ ,‬األقطاب الرؤساء الكبار‬
‫َأْص َل اِلّر َو اَي ِة‪َ :‬أْص َل‪َ :‬أْص ُل الشئ أسفُله أي‪ :‬أساسه الذي يبدأ منه‪ ,‬اِلّر َو اَي ِة‪ :‬ما أرويه‪ ,‬تروي الكالم تحكيه‪ ,‬و الّر واية يعني بها تنزيله‬
‫للقصائد‪ ,‬من موطن المانحات حيث تنّز لها من حضرة غيب األحدّي ة‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 34‬ق ‪:1‬‬
‫َو َر ْث ُت َع ِن اْل مَح ُبوِب َبْع ضًا َو ُجْم َلًة *** َو َأْس َت ْع ِذ ُب اْلَب ْل َو ى َو َصْب ِر ي َم ِط َّي ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َر ْث ُت َع ِن ‪ :‬ملكُت وراثًة ‪ ,‬آلت لي منه‬
‫اْلمَح ُبوِب‪َ :‬ع ِن ‪ :‬حضرة النبي صلي هللا عليه و سّل م‪ ,‬فهو صاحب المحبوبية األول‪ ,‬الرابط بين الوجود الحّقي و الخلقي‬
‫َبْع ضًا‪ :‬بعض لغة ال تصير إال مع اإلضافة (بعض كذا و بعض كذا) و تعني جمع الجمع – الحضرة النبوّي ة‬
‫َو ُجْم َلًة ‪ :‬وَج َم ل الشيَء ‪َ :‬ج َمَع ه‪ ,‬و تعني الجمع ‪ -‬الحضرة اإللهية‬
‫َو َأْس َت ْع ِذ ُب اْلَب ْل َو ى‪ :‬الواو استئنافية‪َ ,‬أْس َت ْع ِذ ُب ‪ :‬الَع ْذ ُب من الَّش راِب والَّط َع اِم ‪ُ :‬ك ُّل ُمْس َت َس اٍغ ‪ ,‬واسَت ْع َذ َب اسَت َقي وَش ِر َب ماًء َع ْذ بًا‪ ,‬أي‪ :‬تذوق‬
‫حالوة اْلَب ْلَو ى‪ ,‬اْلَب ْلَو ى‪ :‬من االبتالء‪ ,‬االختبار‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و ِإِذ اْب َتَلى ِإْبَر اِهيَم َر ُّب ُه ِبَك ِلَم اٍت َفَأَت َّمُهَّن َقاَل ِإِّن ي َج اِع ُلَك ِللَّن اِس ِإَم اًم ا َقاَل َو ِمْن‬
‫ُذ ِّر َّي ِتي َقاَل اَل َي َن اُل َع ْه ِدي الَّظ اِلِميَن ) ‪ 124‬البقرة‪ ,‬االبتالء‪ ,‬باالنشغال بالمحبوب‪ ,‬و قد قيل‪:‬‬

‫َأْص ُل َب ْلَو اِئي *** ُنْقَطُة الَباِء‬


‫َو َص ْب ِر ي َم ِط َّي ِتي‪َ :‬و َصْب ِر ي‪ :‬الصبر في المصطلح الّص وفي هو هو سكون النفس وارتياحها‪ ،‬واطمئنان القلب وسروره باهلل ‪ ،‬الذى‬
‫اختبره وابتاله‪ ،‬لكمال يقينه أن هللا لم يرد به إال الخير العاجل واآلجل‪َ ،‬م ِط َّي ِتي‪ :‬المطّي ة ما ُيركب و ُي توصل به في السير‪َ ,‬صْب ِر ي‬
‫َم ِط َّي ِتي‪ :‬الّص بور آخر األسماء الحسني و ختام الصفات للوصول لمشاهدة حضرة الّذ ات‪ ,‬إذ الّص بر المطّي ة للخواتيم‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 35‬ق ‪:1‬‬
‫َو َأْع ِز ُف َأْلَح اِني َفَي ْط َر ُب َع اِش ِقي *** َو ُأوِقُد ِم ْشَك اَة اْل ُم ِر يِد ِبَلْمَع ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َأْع ِز ُف ‪ :‬العزف ما يكون علي اآللة الموسيقية‬
‫َأْلَح اِني‪ :‬الَّلْح ن‪ :‬وجمعه َأْلحاٌن ‪ ,‬و هو الِغناء وَت ْر جيُع الصوت والَّت ْط ريُب و في وصف يزيد ابن النعمان‪:‬‬
‫لقد َت َر َك ْت ُفؤاَد َك ُمْس َت َج َّن ا ** ُم َط َّو َقٌة على َفَن ٍن َتَغ َّن ى‬
‫َي ِميُل بها‪ ،‬وَت ْر َك ُبه بَلْح ٍن ** ِإذا ما َعَّن للَمْح ُز ون َأَّن ا‬
‫و اللحن كذلك الكالم‬
‫و ألحان سيدي فخر الدين ما أودعه من معاٍن في قالٍب طروٍب من النظم في شراب الوصل‪ ,‬ذلك أّن ه أتي بصيغة المضارع (و أعِز ُف )‪.‬‬
‫َفَي ْط َر ُب َع اِش ِقي‪ :‬الَّط َر ُب خفة َت ْع َت ري عند شَّد ة الَفَر ح و الشوق‪ ,‬الِع ْش ُق ‪ :‬فرط الحب‪ ،‬و عاشقي هو عاشق قصائدي‬
‫َو ُأوِقُد‪ :‬الواو للعطف‪ُ ,‬أوِقُد‪ :‬الَو ُقوُد ‪ :‬ما يبقي الجذوة من النار مشتعلة‪ ,‬و أوقد استمد الوقود‪ ,‬من زيت الحبيب‪ ,‬قال تعالي في اآلية‪:‬‬
‫(ُيوَقُد ِمن َش َج َر ٍة ُّمَب اَر َك ٍة) ‪ 35‬النور‬
‫ِم ْشَك اَة اْل ُم ِر يِد‪ :‬المشكاة‪َ :‬ك َّو ٍة ُت وقد فيها النار‪ ,‬و يعني بها‪ :‬القلب‪ ,‬اآلية‪ :‬قال تعالي‪ُ( :‬هَّللا ُنوُر الَّسَم اَو اِت َو اَأْلْر ِض َم َث ُل ُنوِر ِه َك ِم ْشَك اٍة ِفيَه ا‬
‫ِم ْص َب اٌح اْل ِم ْص َب اُح ِفي ُز َج اَج ٍة الُّز َج اَج ُة َك َأَّن َه ا َك ْو َك ٌب ُدِّر ٌّي ُيوَقُد ِمْن َش َج َر ٍة ُمَب اَر َك ٍة) ‪ 35‬الّن ور‬
‫ِبَلْم َع ِتي‪ :‬الباء للوسيلة و الواسطة‪ ,‬أي‪ :‬بواسطة ِبَلْم َع ِتي‪َ ,‬لْم َع ِتي‪ :‬الواحدة من ومضات الشعاع‪ ,‬من أشعة الحضرة الصمدانية الوترية‪,‬‬
‫الشعاع له ‪ 124‬ألف لمعة أو ومضة‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َمَع ارُج اْل ُقْر ِب ِفي اْل َع ْلَياِء َت ْع ِد ُلَه ا *** َلُمْيَع ٌة ِمْن َس َماِء الُّن وِر َلْمَع ُتَن ا (‪ 72‬ق ‪)35‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 36‬ق ‪:1‬‬
‫َو َأْن ُفُخ ِفي ُر وِع اْلُم ِر يِد َفَي ْنَت ِقي *** َج َو اِه َر ِع ْل ِم اَألَّو ِليَن ِبَن ْف َخ ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َأْن ُفُخ ‪َ :‬ن َفخ بفمه َي ْن ُفخ َن ْف خًا ِإذا َأخرج منه هواًء بقصد المعالجة ونحوها؛ في قصة سيدنا عيسي عليه السالم يقول تعالي‪َ( :‬أِّن ي َأْخ ُلُق‬
‫َلُك ْم ِمَن الِّط يِن َك َهْي َئ ِة الَّط ْي ِر َفَأْن ُفُخ ِفيِه َفَي ُك وُن َط ْيًر ا ِبِإْذ ِن ِهَّللا) ‪ 49‬آل عمران‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َلَن ْف َخ ٌة ِفي ُفَؤ اِد اْل ِحِّب َت ْج َع ُلُه *** َأِميَن ِع ْل ٍم َلُد ّن ِّى ِبَن ْف َخ ِتَن ا (‪ 68‬ق ‪)35‬‬
‫ِفي ُر وِع اْلُم ِر يِد‪ :‬الُّر وُع ‪ ،‬بالضم‪ :‬الَقلُب والَع ْق ل‪( ،‬أي موضع التّلقي من المريد) ووقع ذلك في ُر وِعي َأي َن ْف سي وَخ َلِدي وبالي‪ ،‬وفي‬
‫الحديث‪ِ( :‬إَّن ُر وح الُقُد ِس َن َفَث في ُر وعي)‪ ,‬و قال سيدي فخر الدين‪:‬‬
‫ِر يُح الَّص َب ا َن َفَث ْت ِبُرْو ِع ُم َت َّي ٍم *** َعَج بًا ِلَر اٍح ِر يُحَه ا َلَّفاُح (‪ 25‬ق ‪)25‬‬
‫َفَي ْنَت ِقي‪ :‬الفاء السببية‪َ ,‬ي ْنَت ِقي‪َ :‬ن َّقْي ُت الّش يَء ‪ :‬خّلصُته مّم ا يشوُبه تنقيًة ’ وكذلك يقال‪ :‬انتَقيت الّش يَء كأَّن ك أَخ ذَت أفضَله وأخَلَص ه‪.‬‬
‫والُّن َق اوة‪ :‬أفَض ُل ما انتَقْي ت من شيء‪ ,‬ينتقي‪ :‬يختار األفضل‬
‫َج َو اِه َر ِع ْلِم اَألَّو ِليَن ‪َ :‬ج َو اِه َر ‪ :‬الَج َو اِهر‪ :‬الُح لي النفيسة‪ ,‬يعني الثمين من علم أهل الحقيقة‪ِ ,‬ع ْلِم اَألَّو ِليَن ‪ :‬ما تركه األولون من العارفين‬
‫باهلل من المعرفة‪ ,‬يأخذها المريد انتقاًء ‪ ,‬و لذلك تجد ابن الطريقة يدرك علوم السابقين‪ ,‬و من بعد ما بينه سيدي فخر الدين من هذه‬
‫العلوم‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ُحْس ُن الَّتَلِّقي ِمْن ِس َم اِت َأِحَّب ِتي *** َو اْل َج ْو َهُر اْلَم ْكُنوُن ِفي ِإْل َه اِمي (‪ 23‬ق ‪)15‬‬
‫ِبَن ْف َخ ِتي‪ :‬الباء‪ :‬حرف جّر يفيد االستعانة‪ ,‬أي‪ :‬بواسطة ِبَن ْف َخ ِتي‪ ,‬نفخة من الشيخ‪ :‬العطاء دفعًة واحدة‪ ,‬تجمع في المريد جواهر علم‬
‫األولين‬
‫أعجبنيلم يعجبني‬
‫الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى األسفل‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫® مدير المنتدى ®‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫رسالة ‪: sms‬‬

‫سيرى ببطئ ياحياة‬


‫لكى أراك بكامل النقصان حولى‬
‫كم نسيتك فى خضمك‬
‫باحثا عنى وعنك‬
‫وكلما أدركت سرا منك‬
‫قلت بقسوة‬
‫مأجهلك!!!!‬
‫ذكر‬
‫عدد المساهمات ‪11496 :‬‬
‫اٍالقامة ‪ :‬وراء األفق حيث الشئ سواى وحبيبتى‬
‫العمل ‪ :‬مهندس‬
‫نوسا البحر ‪ :‬ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪15781612‬‬

‫ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪Icon_minitime 2020-09-08, 3:51 pm‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 37‬ق ‪:1‬‬
‫َو َأْش َفُع ِفي َأْه ِل الَّز َم اِن َو ِإْن َب َدْت *** َش َقاِو ُتُهْم ِإَّال ِبَح ِّق الَّط ِر يَقِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َأْش َفُع ‪ :‬الَّش فاعُة ‪ :‬كالم الَّش ِفيِع لألكبر في حاجة يسَأُلها لغيره‪َ ,‬و َأْش َفُع بضيغة المضارع تفيد استمرارية الفعل (في الدنيا و اآلخرة)‪ .‬و‬
‫جاء في قوله تعالى‪َ( :‬مْن ذا الذي َي ْش َفُع عنده ِإّال بِإذنه)‪ ،‬قال رضي هللا عنه في (‪ 15-13‬ق ‪:)57‬‬
‫َو ِفي ِظ ِّل الَّش َفاَع ِة ُك ُّل َعْب ٍد *** َو َبْيَن اْلَخ ْلِق َن ْح ُن الَّش اِفِعيَن‬
‫َو َأَّو ُل َر ْش َفٍة ِمنَه ا َهِنيئًا *** َلَد ى الَّض َع َفاِء َو اْلُمْس َت ضَعِفيَن‬
‫َو َيْو َم ِئٍذ َي ُقوُل الُّر ْس ُل َج ْه را *** َر ِض يَن ا َي ا َأَب ا الَّز ْه َر ا َر ِض يَن ا‬
‫ِفي َأْه ِل الَّز َم اِن ‪ :‬الَّز َم ان زمان الطريقة – آخر األزمان بالنسبة لترتيب األقطاب األربعة‪ .‬سيدي إبراهيم اختار آخر فترة زمنّي ة ألنها‬
‫األصعب‪ ,‬و طريقته هي التي ينصلح بها الزمان‬
‫َو ِإْن َب َدْت َش َقاِو ُتُهْم ‪َ :‬و ِإْن ‪ :‬الواو واو الحال‪ِ ,‬إْن ‪ :‬شرطية‪َ ,‬ب َدْت ‪ :‬ظهرت‪َ ,‬ش َقاِو ُتُهْم ‪ :‬الشقاوة هي العمل الذي يبعد عن رضا هللا و يدخل‬
‫النار‪ ,‬و يعني‪ :‬و إن ظهرت شقاوتهم‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬فَأنَذ ْر ُتُك ْم َن اًر ا َتَلَّظ ٰى * اَل َيْص اَل َها ِإاَّل اَأْلْش َقى) ‪ 15- 14‬الليل‬
‫ِإَّال ِبَح ِّق الَّط ِر يَقِة‪ِ :‬إَّال‪ :‬استثناء‪ِ ,‬بَح ِّق الَّط ِر يَق ِة‪ :‬إال أن تكون معصيتهم هي الوقوع في الطريقة بسوء فيحرموا من شفاعته رضي هللا‬
‫عنه‪ ,‬و قد قيل‪َ" :‬و ْي ٌل ِلَمْن ُشَفَع اُؤ ُه ُخ َصَم اُؤ ُه"‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 38‬ق ‪:1‬‬
‫َو ُأْس ِم ُع َص ْو ِتي ِلْلُم ِر يِد َفَيْه َت ِدي *** ِإَلى َب اِب ِع ِّز ِهَّللا ِمْن َبْع ِد ِش ْق َو ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو ُأْس ِم ُع َصْو ِتي ِلْلُم ِر يِد‪َ :‬و ُأْس ِم ُع َص ْو ِتي‪ :‬أبلغه مسامعه فيسمعه‪ِ ,‬لْلُم ِر يِد‪ :‬المريد الطالب و القاصد للمطلوب و الُم راد‪ ,‬و مريد الشيخ‬
‫قاصده للهداية‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و َأِّذ ْن ِفي الَّن اِس ِباْل َح ِّج َي ْأُتوَك ِر َج ااًل َو َع َلى ُك ِّل َض اِم ٍر َي ْأِتيَن ِمْن ُك ِّل َفٍّج َع ِميٍق ) ‪ 27‬الحج‪ ,‬و الشيخ أبلغ المريد‬
‫من األزل‪ ,‬فاستجاب للنداء‪ ,‬فصار مكتوبًا عند الشيخ أنه مريده‪ ,‬و لذلك قال سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي هللا عنه‪" :‬أعرف‬
‫تالميذي و هم في بطون أمهاتهم"‬
‫َفَيْه َت ِدي‪ :‬الفاء السببية‪ ,‬يهتدي علي وزن يفتعل‪ ,‬يسلك طريق الهدي‬
‫ِإَلى َب اِب ِع ِّز ِهَّللا‪ِ :‬إَلى َب اِب ِع ِّز ِهَّللا‪ :‬اإليمان‪ ,‬أي‪ :‬الطريقة‪ ,‬قال تعالي في اآلية‪َ( :‬و ِهَّلِل اْلِع َّز ُة َو ِلَر ُس وِلِه َو ِلْل ُم ْؤ ِمِنيَن ) ‪ 8‬المنافقون‪ ,‬قال رضي‬
‫هللا عنه‪:‬‬
‫َع َلى َب اِب ِع ِّز ِهَّللا ُكْن ُت ُم َن اِديًا *** َفَمْن َج اَء ِني َفْهَو اْلَع ِز يُز ِبعَّز ِتي (‪ 148‬ق ‪)1‬‬
‫ِمْن َبْع ِد ِش ْق َو ِة‪ِ :‬مْن َبْع ِد ‪ :‬الحرفان يفيدان الظرفية‪ ,‬بمعني‪ :‬بالرغم مما كان عليه الحال من قبل‪ ,‬و منها قوله تعالي‪ُ( :‬ثَّم َع َف ْو َن ا َع نُك م ِّم ن‬
‫َبْع ِد َٰذ ِلَك َلَع َّلُك ْم َتْشُك ُروَن ) ‪ 52‬البقرة‪ُ( ,‬ثَّم َي ْأِتي ِمن َبْع ِد َٰذ ِلَك َع اٌم ِفيِه ُيَغ اُث الَّن اُس ) ‪ 49‬يوسف‪ِ ,‬ش ْق َو ِة‪ :‬الِش ْق َو ِة‪ :‬الَّش قاء‪ ,‬يبّد ل شقاؤه‬
‫بسعادٍة‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َتُخ ُّط َي ِميِني َمْح َو ِش ْق َو ِة َت اِبِعي *** َو َمْر َت ِع َي اْلُك ْر ِس ُّي َو الَّلْو ُح َخ ْلَو ِتي (‪ 50‬ق ‪)1‬‬
‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬
‫==================‬
‫‪ 39‬ق ‪:1‬‬
‫َو َأْن ُظ ُر ِفي َقْلِب اْلُم ِر يِد َفَيْر َت ِقي *** َمَع اِر َج َأْه ِل ِهَّللا َو اِلّس ُّر َن ْظ َر ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َأْن ُظ ُر ِفي َقْلِب اْل ُم ِر يِد‪َ :‬و َأْن ُظ ُر ِفي َقْلِب اْل ُم ِر يِد‪ :‬النظر من الشيخ في قلب الُم ريد‪ ,‬أن يعطيه العطاء دفعًة واحدًة فيكمّله بمراتب الكمال‪ ,‬و‬
‫ذلك تأسيًا بقوله تعالي‪َ( :‬و ِلتُـْص َن َع َع َلى َعْي ِني) ‪ 39‬طه‪ ,‬و قد كان سيدى أبو الحسن الشاذلى رضي هللا عنه يقول‪( :‬نحن كالسلحفاة‬
‫تربي أطفالها بالنظر)‪ ,‬و هذا شأن الُك مل من األولياء‪( ,‬اإللهيين)‪ ,‬أصحاب حضرة الشهود الّذ اتي‪ ,‬و في ذلك يقول سيدي فخر الدين‬
‫رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ُك ُّل ِإَلِه ٍّي ِإَذ ا َش اَء َن ْظ َر ًة *** ُيَك ِّم ُل َذ ا َن ْق ٍص ِبَم ْكُنوِن َفْض ِلِه (‪ 12‬ق ‪)66‬‬
‫و قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ِلي َن ْظ َر ُة الَّر اِعي ِإَلى اْلَقْلِب َيْر َت ِقي *** َو َيْص َعُد َمْح ُم وًال ِبُنوِر َمَح َّفِتي (‪ 149‬ق ‪)1‬‬
‫َفَيْر َت ِقي‪ :‬فاء السببية‪َ ,‬يْر َت ِقي‪ :‬يصعد‪ ,‬أي‪ :‬يسير في مراتب السير إلي هللا و السير في هللا‬
‫َمَع اِر َج َأْه ِل ِهَّللا‪َ :‬مَع اِر َج ‪ :‬الَم صاِع د والَّد َر ج‪ ,‬تقول َعَر َج إذا ارتفع وَع ال‪ ,‬مراتب السير‪ ,‬اآلية‪ِّ( :‬مَن ِهَّللا ِذي اْلَمَع اِر ِج ) ‪ 3‬اْلَمَع اِر ج‪َ ,‬أْه ِل ِهَّللا‪:‬‬
‫األولياء‬
‫َو اِلّسُّر َن ْظ َر ِتي‪َ :‬و اِلّس ُّر ‪ُ :‬ك نه ما يقوم به األمُر ‪َ ,‬ن ْظ َر ِتي‪َ :‬ن ْظ َر ِتي في قلب الُم ريد‪ ,‬قال رضي هللا عنه في قوله في (‪ 72-70‬ق ‪:)35‬‬
‫ِبَن ْظ َر ٍة ِفي ُفَؤ اِد اْلِحِّب َت ْح ِم ُلُه *** َيُد اْلِع َن اَي ِة ِم ْع َر اجًا ِلَس اَح ِتَن ا‬
‫َفَيْر َت ِقي َب ْل ٌيْر َّقى َب ْل ُتحيُط ِبِه *** َم َالِئُك اْل ِحْف ِظ َم ْأُم ونًا ِلَو اَح ِتَن ا‬
‫َمَع ارُج اْل ُقْر ِب ِفي اْل َع ْلَياِء َت ْع ِد ُلَه ا *** َلُمْيَع ٌة ِمْن َس َماِء الُّن وِر َلْمَع ُتَن ا‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 40‬ق ‪:1‬‬
‫ُيَع اِهُدِني اْلَم ْث بُو ُت ِفي الَّلْو ِح ُمْس َع دًا *** ُيَع اِنُدِني اَألْش َقى َو َلْو ِباِإلَش اَر ِة‬
‫المعني‪:‬‬
‫ُيَع اِهُدِني‪ :‬العهد‪ ,‬عهد الطريقة‪ ,‬الموثق و البيعة (كنتراتو) بين الشيخ و المريد‪ ,‬الياء إشارة لتنزل األمر للخليفة الوارث‪ ,‬يعاهد الشيخ‬
‫أو ورثته‪ ,‬اآلية‪ِ( :‬إَّن اَّلِذيَن ُيَب اِيُع وَن َك ِإَّن َم ا ُيَب اِيُعوَن َهَّللا َيُد ِهَّللا َفْو َق َأْي ِديِهْم َفَم ن َّنَكَث َفِإَّن َم ا َي نُكُث َع َلى َن ْف ِس ِه َو َمْن َأْو َفى ِبَم ا َعاَهَد َع َلْي ُه َهَّللا‬
‫َفَس ُيْؤ ِتيِه َأْج ًر ا َع ِظ يًم ا) ‪ 10‬الفتح‬
‫اْل َم ْث بُو ُت ِفي الَّلْو ِح ‪ :‬اْل َم ْث بُو ُت ‪ :‬الُم برم‪ ,‬ما يكتب في الّلوح المحفوظ أمر ُم برم‪ ,‬و ُي كتب و المرء في بطن أّم ه‪ ,‬كما جاء حديث سيدنا عبد‬
‫هللا بن مسعود َر ِض َي ُهللا َع ْن ُه يروى عن النبي صَّلى ُهللا َع َلْي ِه َقاَل‪( :‬إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة‪ُ ،‬ثَّم يكون‬
‫علقة مثل ذلك‪ُ ،‬ثَّم يكون مضغة مثل ذلك‪ُ ،‬ثَّم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات‪ ،‬بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي‬
‫أو سعيد ‪ ....‬الخ)‪َ( ,‬يْمُح وا ُهَّللا َم ا َي َش اُء َو ُيْث ِبُت َو ِع ْن َدُه ُأُّم اْلِك َت اِب) ‪ 39‬الرعد‪َ ,‬يْمُح وا ُهَّللا َم ا َي َش اُء َو ُيْث ِبُت ‪ :‬ألواح الحو و اإلثبات‪ُ ,‬أُّم‬
‫اْلِك َت اِب‪ :‬الّلوح المحفوظ‬
‫ُمْس َع دًا‪ :‬أعطي السعادة‪ ,‬أن يكون في طاعة هللا‬
‫ُيَع اِنُدِني اَألْش َقى‪ :‬عاَن َد ُم عاَن َد ًة َأي خالف ورَّد الحَّق و مال عنه و أباه وهو يعرفه‪ ،‬اَألْش َقى‪ ,‬المّص ر علي المعصية‪( ,‬غير الشقّي )‪ ,‬الشقاء‬
‫معصية هللا‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و َي َت َج َّن ُبَه ا اَألْش َقى) ‪ 11‬األعلي‪ ,‬قال‪:‬‬
‫بأخذ عزيز قادر سوف أحمها *** إذا هّم أشقاهم ليعُقر ناقتي‬
‫َو َلْو ِباِإلَش اَر ِة‪َ :‬و َلْو ‪ :‬للتقليل‪ ,‬كما في حديث "اّت قوا النار ولو بشّق تمرة"‪ِ ,‬باِإلَش اَر ِة‪َ :‬أشار َأوَم َأ بيده أو حاجبيه أو هّز رأسه ‪ ,,,‬ناهيك‬
‫عن القول و الفعل‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 41‬ق ‪:1‬‬
‫ُيَب اِيُع ِإْبَر اِهيَم َمْن َك اَن َو اِثقًا *** ِبَأَّن َأَب ا اْلَع ْي َن ْي ِن َيْج ُلو ِبَخ ْل َو ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫ُيَب اِيُع ِإْبَر اِهيَم ‪ُ :‬يَب اِيُع ‪ :‬البيعة العهد‪ِ ,‬إْبَر اِهيَم ‪ :‬الخليفة الوارث شيخ الطريقة‪ ,‬في صيغة المضارع‪ ,‬لالستمرارية‬
‫َمْن َك اَن َو اِثقًا‪ :‬وثَق أحكم الرباط و يعني صاحب العقيدة التي ال تتزعزع‪ ,‬وِثق بالشئ صّد قه و اطمأن له‬
‫ِبَأَّن َأَب ا اْل َعْي َن ْي ِن َيْج ُلو ِبَخ ْلَو ِتي‪ِ :‬بَأَّن ‪ :‬الباء حرف إلصاق‪َ ,‬أَّن ‪ :‬للتأكيد‪َ ,‬أَب ا اْل َعْي َن ْي ِن ‪ُ :‬ي كني سيدي إبراهيم الدسوقي بكنيته تعظيمًا‪َ ,‬يْج ُلو‪:‬‬
‫ظاهر‪ِ ,‬بَخ ْل َو ِتي‪ :‬خلوة باطن‪ ,‬أي‪ :‬واثقًا بأّن ال فرق بيني و بينه‪ ,‬ذكر سيدي فخر الدين قصة حدثت في الحضرة اإللهية أن سئل سيدي‬
‫ابراهيم عن بعض المريدين المنتمين إليه و كان رده رضي هللا عنه في ذلك‪" :‬من ال يعرفه محمد عثمان فانا ال أعرفه"‪ ,‬و قال سيدي‬
‫فخر الدين رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ِإَلى َح ْي ُثَم ا َو َّلى الُّدُس وِقي ِو ْج َه ًة *** َأَر اِني ُأَو ِلي َفْهَو ِباِهَّلل ِقْب َلِتي (‪ 215‬ق ‪)1‬‬
‫يعني العقيدة في اإلمام الخليفه هي عقيدة في سيدي فخر الدين و هي العقيدة في سيدي إبراهيم الدسوقي رضي هللا عنهم‪ ,‬قال رضي‬
‫هللا عنه‪:‬‬
‫َو َمْن َش ِر َب الَّت ْف ِر يَق َبْي ِني َو َبْي َن ُه *** ُه َن اِلَك َال ُتْج ِدي الُّر َقى َو اْلَم ساِبُح (‪ 12‬ق ‪)82‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 42‬ق‪:1‬‬
‫َو َأْغ ِر ُس ِفي اْل َج َّن اِت َح ْم دًا ِلَر ِّب َن ا *** َو َفُّك ُرُم وِز اْلَك اِئَن اِت َخ َص اَص ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َأْغ ِر ُس ِفي اْل َج َّن اِت‪َ :‬أْغ ِر ُس ‪َ :‬غ َر س الشجر والشجرة يغِر سها َغ ْر سًا‪ ,‬أثبتها في األرض وزرعها‪ ,‬و في الحديث روى ابن ماجه عن أبي‬
‫هريرة ‪ ،‬أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مر عليه وهو يغرس غرسا‪ ،‬فقال‪ " :‬أال أدلك على غراس خير من هذا ؟ سبحان هللا‪،‬‬
‫والحمد هلل‪ ،‬وال إله إله هللا‪ ،‬وهللا أكبر‪ ،‬يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة"‪ِ ,‬في اْل َج َّن اِت ‪ :‬أي‪ :‬في العوالم العلوية‪ :‬ملكوت‪-‬جبروت‪-‬‬
‫الهوت‪-‬هاهوت‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َفِذي َسْبُع َج َّن اٍت َو ِثْنَت اِن َبْع َد َها *** َفَج َّن ُة َأْع َي اٍن َو َج َّن ُة ُقْر َب ِة (‪ 123‬ق ‪)1‬‬
‫َح ْم دًا ِلَر ِّب َن ا‪ :‬حمد الربوبية‪ ,‬القائمة بالتربية في الدنيا‪ ,‬المهيمنة علي األسماء‪ ,‬و التربية سير المريدين‬
‫َو َفُّك ُرُم وِز ‪َ :‬فُّك‪َ :‬ف ُّك الّر مز‪ ,‬معرفة تفاصيل التكوين‪ُ ,‬رُم وِز ‪ :‬جمع َر ْم ُز ‪ ,‬الَّر ْم ُز ‪ :‬اإليماُء واإلشارة‪ ,‬لغًة ‪,‬و الّر مز‪ :‬الّش فرة أيضًا‪ ,‬واإلشارة‬
‫تكتنف علي معني باطني و تشير إلي الشئ لكن ال تفسره‪ ,‬و لذا يحتاج الرمز لمن يفمه و يفك إشارته‪ .‬قال تعالي لسيدنا زكريا‪َ( :‬قاَل‬
‫َر ِّب اْج َع ل ِّلي آَي ًة ‪َ ,‬قاَل آَي ُتَك َأاَّل ُتَكِّلَم الَّن اَس َث اَل َثَة َأَّي اٍم ِإاَّل َر ْم ًز ا‪َ ,‬و اْذ ُك ر َّر َّب َك َك ِثيًر ا َو َس ِّبْح ِباْلَع ِش ِّي َو اِإْلْب َك اِر ) آل عمران‪ ,41‬و في قصة ما‬
‫حكم به النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬من أمر السوداء حين قال لها ‪ ( :‬أين هللا ؟ ) فأشارت برأسها إلى السماء فقال ‪( :‬أعتقها فإنها‬
‫مؤمنة)‪.‬‬
‫اْلَك اِئَن اِت‪ :‬من َك َّو َن الشيَء أي َأحدثه‪ ,‬اْلَك اِئَن اِت‪ :‬كل ما هو موجود في الكون‬
‫ُرُم وِز اْلَك اِئَن اِت‪ :‬أسراُر تكوينها و مفاتيحها‬
‫َخ َص اَص ِتي‪ :‬من َخ َّص ‪ ,‬خّص ه بالشيء يُخ ّص ه َخ ّص ًا واْخ تّص ه‪َ :‬أْف َر َد ه به دون غيره‪ ,‬أي‪ :‬ميزتي و اختصاصي‬
‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬
‫==================‬
‫‪ 43‬ق ‪:1‬‬
‫َو َأْش َهُد َأَّن َهَّللا َر ِّب ي َو ِإَّن ِني *** َألْح َت ِر ُف الَّت ْو ِحيَد ِفي َح اِل َنْش َو ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َأْش َهُد َأَّن َهَّللا َر ِّب ي‪َ :‬و َأْش َه ُد‪ :‬شهود عيان‪ ,‬تحقيقًا‪َ ,‬أَّن َهَّللا َر ِّب ي‪ :‬توحيد الربوبّي ة‪ ,‬اآلية‪ِ( :‬إَّن َهَّللا َر ِّب ي َو َر ُّب ُك ْم َفاْع ُبُدوُه َٰه َذ ا ِص َر اٌط ُّمْس َت ِقيٌم)‬
‫‪ 51‬آل عمران‬
‫َو ِإَّن ِني‪ :‬إن للتوكيد و أضيف إليها نون الوقاية‪ ,‬اشارة إلي الهوية المتدلية من غيب األحدّي ة‬
‫َألْح َت ِر ُف الَّت ْو ِحيَد‪َ :‬ألْح َت ِر ُف ‪ :‬حْر ُف كِّل شيء حُّده و االْح ِتراُف الصنعة و االْك ِتساُب ‪ ،‬الَّت ْو ِحيَد ‪ :‬التوحيد الّذ اتي الِص رف‪ ,‬فهو ختم المراتب‬
‫بعد مراتب الدين الثالث‪ :‬اإلسالم‪ ,‬اإليمان‪ ,‬اإلحسان‪ .‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َأَّم ا َع ِن الَّت ْو ِحيِد َفاْع َلْم َأَّن ُه *** َخ ْت ُم اْلَمَر اِتِب َخ َّص ُة اِإلْن َس اِن (‪ 15‬ق ‪)60‬‬
‫ِفي َح اِل َنْش َو ِتي‪ :‬نِش َي الرجل من الشراب َنْش وًا وُنْش وًة وَن شوًة وِنْش وًة فهو َنْش وان‪ ,‬أي‪ :‬في حال محوي‪ ,‬الفناء في موطن الُقرب‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 44‬ق ‪:1‬‬
‫َفَمْح ِو َي َص ْح ٌو َو اْل َم َالئُك َت ابِعي *** َو َفْر ِد َي ِجْم ٌع َو الَّن ِبُّيوَن ُصْح َب ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َفَمْح ِو َي َص ْح ٌو ‪ :‬الَم حو‪ :‬الفناء‪ ,‬الَص حو‪ :‬البقاء‪ ,‬بمعني‪ :‬إن غبت بدا و إن بدا غيبني‬
‫و المالئك تابعي‪ :‬واو العطف‪ ,‬المالئك‪ :‬جمع َم َل ك‪ ,‬تابعي‪ :‬يأتمرون بأمري‪ ,‬ألنه يتصرف من موطن األمر و المالئك تتصرف من موطن‬
‫القدرة‪ ,‬فهي تنفذ ما يريد فردي جمع‪ :‬فردي‪ :‬جمع الجمع و بالنسبة له هو موجود في االثنين الجمع (الحضرة اإللهية (و جمع الجمع‬
‫(الحضرة النبوية)‬
‫والنبّي يون صحبتي‪ :‬والنبّي يون‪ :‬جمع نبّي ‪ ,‬صحبتي‪ :‬معي‪ ,‬في حضرة جمع الجمع‪ ,‬قال رضي هللا عنه في (‪ 2-1‬ق ‪:)54‬‬
‫ِإَّن ا ِبَج ْم ِع اْل َج ْم ِع ُكَّن ا ُعْص َب ًة *** َو ِإَم اُم َه َذ ا اْلَج ْم ِع َأَّو ُل َك اِتِب‬
‫الَّس اَد ُة اَألْقَط اُب ِفيَن ا َأْن ُج ٌم *** َو ِبَن ا َأُبو الُّد ْن َي ا َو َأَّو ُل َت اِئِب‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 45‬ق ‪:1‬‬
‫َو َت ْح َت ِلَو اِء اْلَح ْم ِد ُيْج َمُع َش ْم ُلَن ا *** َو َيْو َم َي ُقوُم الَّن اُس َيْو ُم َك َر اَم ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َت ْح َت ِلَو اِء اْل َح ْم ِد ُيْج َمُع َش ْم ُلَن ا‪:‬الواو استئنافية‪َ ,‬ت ْح َت ‪ :‬ظرف مكان‪ِ ,‬لَو اِء اْل َح ْم ِد‪ :‬اللواء الَع لم و الّر اية وال يمسكها ِإال األمير‪ ,‬وفي‬
‫الحديث‪ ,‬قال صلي هللا عليه و سلم‪ِ" :‬لواُء الَح ْم ِد بيدي يوَم القيامِة"‪ ,‬و لواء الحمد كائن بالفغل يوم العرض‪ ,‬أمام المولي سبحانه و‬
‫تعالي‪ ,‬و هو خاص به صلي هللا عليه و سلم‪ ,‬و هو يرمز لحمد الحمد ‪ ،‬وهو أتم المحامد وأسناها و عالمة على مرتبة الملك ووجود‬
‫الملك ‪ ،‬كذلك حمد المحامد تجتمع إليه المحامد كلها ‪ ،‬وجميع الخالئق خلفه من أمته صلي هللا عليه و سلم وفيها األولياء بعدد األنبياء‪،‬‬
‫ولهم ألوية مثل ما لألنبياء‪ ،‬ولهم من االتباع مثل ما لألنبياء‪ ،‬ويستمدون من النبي صلي هللا عليه و سلم‪ ,‬و قد جعل سادتنا الصوفية‬
‫في احتفاالتهم بالمولد النبوي الشريف الساري الذي ُي نصب في وسط ميدان االحتفال بمثابة الرمز للواء الحمد‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ِلَو اُء َح ِبيِبي َو اِر ُف الّظ ِل َو الَّن َد ى *** َو ِإَّن ِلَو اِئي َت ْح َت ُه ِفيِه َد ْو َح ِتي (‪ 155‬ق ‪)1‬‬
‫ُيْج َمُع َش ْم ُلَن ا‪ُ :‬يْج َمُع ‪ :‬يؤتي بالجميع فيجتمعون في مكان واحد‪َ ,‬ش ْم ُلَن ا‪ :‬جمعنا‪ ,‬الَّش ْم ُل االجتماع‪ ،‬يقال‪َ :‬ج مَع ُهللا َش ْم َلك‪ ,‬أي‪ :‬نحن و أنتم‬
‫المريدون أهل تلقي الخطاب‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ُتَو َّفى ُك ُّل َن ْف ٍس َم ا َع َلْيَه ا *** ِلَو اُء اْلَح ْم ِد َمْو ِر ُد َن ا َي ِقيَن ا (‪ 12‬ق ‪)57‬‬
‫َو َيْو َم َي ُقوُم الَّن اُس ‪ :‬الواو للعطف‪َ ,‬يْو م‪ :‬اليوم وقت من الزمان‪ ,‬و يعّر ف به الحدث الهام من أحداثه‪ ,‬و من ذلك قول العرب للعيد يوُم كذا‪,‬‬
‫و قولك‪َ :‬يْو َم الُج معة‪َ ,‬يْو َم القيامة‪َ ,‬يْو َم العروبة ‪ ...‬الخ‪َ ,‬ي ُقوُم الَّن اُس ‪ :‬يقومون من األجداث‪َ ,‬يْو م البعث‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬يْو َم َي ُقوُم الَّن اُس‬
‫ِلَر ِّب اْلَع اَلِميَن ) ‪ 9‬المطففين‬
‫َيْو ُم َك َر اَم ِتي‪ :‬و َيْو ُم هنا كنا ذكرنا ترمز ألهمية الحدث‪ ,‬و هو كرامة سيدي فخر الدين‪ ,‬و في القول ضمنّي ًا‪ ,‬أن كّل ما شهدتموه ال يعدل‬
‫تلك الكرامة التي ُخ صصت بها يوم البعث‪ ,‬و الكرامة هي األمر الخارق للعادة و هو بمثابة التأييد للولّي كما المعجزة بالنسبة للنبي‪ ,‬و‬
‫أن الكرامة الحقيقة و األعظم له‪ ,‬رضي هللا عنه‪ ,‬ستكون يوم القيامة‪ ,‬كرامة انفرد بها هو رضي هللا عنه دون غيره و خّص ه بها جده‬
‫رسول هللا صلي هللا عليه و سلم‪ ,‬و هي اإلذن بالشفاعة‪ ,‬الشفاعة التي يطلبها و يرضي بها الُر سل عليهم صلوات هللا و سالمه‪ ,‬قال‬
‫رضي هللا عنه في (‪ 15-13‬ق ‪:)57‬‬
‫َو ِفي ِظ ِّل الَّش َفاَع ِة ُك ُّل َعْب ٍد *** َو َبْيَن اْلَخ ْلِق َن ْح ُن الَّش اِفِعيَن‬
‫َو َأَّو ُل َر ْش َفٍة ِمنَه ا َهِنيئًا *** َلَد ى الَّض َع َفاِء َو اْلُمْس َت ضَعِفيَن‬
‫َو َيْو َم ِئٍذ َي ُقوُل الُّر ْس ُل َج ْه را *** َر ِض يَن ا َي ا َأَب ا الَّز ْه َر ا َر ِض يَن ا‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 46‬ق ‪:1‬‬
‫ِلَو اِئَي َمْع ُقوٌد َو َعْه ِد َي َمْو ِثٌق *** َو َيْس َت ِلُم اَألْر َك اَن َمْن َز اَر َك ْع َب ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫ِلَو اِئَي َمْع ُقوٌد‪ِ :‬لَو اِئَي ‪ :‬اللواء الّر اية و العلم و تكون بيد األمير‪َ ,‬مْع ُقوٌد‪ :‬عقد اللواء‪ :‬إبرام أمر الرئاسة له‪ ,‬أي‪َ :‬مْع ُقوٌد في هذا الزمان‪,‬‬
‫زمن سيدي إبراهيم الدسوقي من أزمان الدنيا‪ ,‬تنتشر فيه طريقته و يصلح هللا به األرض‪ ,‬و يعود الخلق لطاعة هللا‪ ,‬و قد قيل في‬
‫الرئاسة العامة لسيد الخلق سيدنا محمد صلي هللا عليه و سلم‪:‬‬
‫ُعِقَد اِللواء ِلُم حّم ٍد َو َث ناِئِه *** َفالَّد ْه ُر َد ْه ُرُه و اَألَو اُن َأَو اُنُه‬

‫وعهدي َمْو ِثٌق ‪ :‬وعهدي‪ :‬العهد هو البيعة من المريد للشيخ‪ ,‬موثق‪ُ:‬م لزم عهد يجب أن يلتزم به‪ ,‬و العهد أن علي الشيخ التربية و‬
‫الحماية و علي المريد السمع و الطاعة‬
‫و يستلم األركان‪ :‬استالم األركان للكعبة المشرفة ولها أربعة أركان‪ :‬ركن الحجر األسود‪ ،‬والركن الشمالي‪ ،‬والركن الغربي‪ ،‬والركن‬
‫اليماني‪ ,‬و هو أمُر يقوم به الطواف بالَك عبة المشّر فة‪ ,‬و رمزية االستالم هي العهد بااللتزام باألركان في الدين‪ ,‬و إشارة الشيخ هنا‬
‫بالَك عبة للطريقة و من ثّم فلها‪ ,‬أي‪ :‬للطريقة‪ ,‬أربعة أركان‪ , :‬يلتزمها الُم ريد و هي‪ :‬العقيدة‪ ,‬األوراد‪ ,‬القصائد‪ ,‬الخدمة‬
‫َمْن َز اَر َك ْع َب ِتي‪َ :‬مْن ‪ :‬الذي‪َ ,‬ز اَر ‪ :‬أتي المكان‪َ ,‬ك ْع َب ِتي‪ :‬و الَك عبة موطن التجّليات األسمائية‪ ,‬إشارة للشيخ و إشارة للطريقة (ال فرق بين‬
‫الطريقة و الشيخ)‪ ,‬و في الـتأويل الطريقة من زارها أخذها فال يكتمل أمره إال بااللتزام باألركان األربعة‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 47‬ق ‪:1‬‬
‫َو ِلي ُكُتُب اَألْبَر اِر َأْش َهُد َم ا ِبَه ا *** َو ِإِّن ي َعْبٌد َو اْلعَباُد َر ِع َّي ِتي‬
‫المعني‪:‬‬

‫َو ِلي‪ :‬الواو استئنافية‪ ,‬الالم للتخصيص‬


‫ُكُتُب اَألْبَر اِر ‪ُ :‬كُتُب ‪ :‬جمع كتاب‪ ,‬الكتاب هو الجامع لحقائق لكل ذات من ذوات أهل المرتبة‪ ,‬بعدد أهل المرتية‪ ,‬اَألْبَر اِر ‪ :‬هم أهل حضرة‬
‫الجمع (الحضرة اإللهية)‪ ,‬و هي جنة األعيان و األعيان الرؤساء و العظماء الذين خافوا مقام ربهم (و لمن خاف مقام رّب ه جّن تان)‪,‬‬
‫اآليات‪َ( :‬كَّال ِإَّن ِك َت اَب اَألْبَر اِر َلِفي ِع ِّلِّييَن * َو َم ا َأْد َر اَك َم ا ِع ِّلُّيوَن ) * ِك َت اٌب َّمْر ُقوٌم) ‪ 20-18‬المطففين‬
‫َأْش َهُد َم ا ِبَه ا‪َ :‬أْش َه ُد‪ :‬رأي العين‪ ,‬شهادة‪َ ,‬م ا ِبَه ا‪ :‬ما هو مكتوبق فيها‪ ,‬و الشهود يكون من جّن ة القرب أي‪ :‬حضرة جمع الجمع‬
‫(الحضرة النبوية)‪ ,‬اآلية‪َ( :‬ي ْش َهُدُه اْل ُم َق َّر ُبوَن ) ‪ 21‬المطففين‪ ,‬كما قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َفِذي َسْبُع َج َّن اٍت َو ِثْنَت اِن َبْع َد َها *** َفَج َّن ُة َأْع َي اٍن َو َج َّن ُة ُقْر َب ِة (‪ 123‬ق ‪)1‬‬
‫َو ِإِّن ي َعْب ٌد‪ :‬الواو للعطف‪ ,‬إّن للتأكيد مع يا المتكلم‪ ,‬تعّب ر عن باطن األنا‪َ ,‬عْبٌد ‪ :‬متحقق بالعبادة‪ ,‬في مرتبة اإلحسان‪ ,‬و تسمي العبادة في‬
‫هذه المرتبة بالُع بودة‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ِمْن َع بٍث َب ْخ ُس اْل َح ِقيَقِة َأْه َلَه ا *** َألِّن َي َعْبٌد ِفي َم َقاِم اْلُعُبوَدِة (‪ 72‬ق ‪)1‬‬
‫َو اْل عَباُد َر ِع َّي ِتي‪َ :‬و اْلعَب اُد‪ :‬الخلق‪َ ,‬ر ِع َّي ِتي‪ :‬أرعاهم‪ ,‬و شأن الّر اعي التربية و الحفظ‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 48‬ق ‪:1‬‬
‫َأَن ا ِبَي ِم ِين ِهَّللا َأْط َو اُر ِخْل َقِتي *** ِمَن اْل َح ِم َأ اَلْم سُنوِن َح َّت ى الِّن َه اَي ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َأَن ا‪ :‬الّذ ات الظاهر‪ ,‬ذات المتكلم‬
‫ِبَي ِم ِين ِهَّللا‪ِ :‬بَي ِم ِين‪ :‬الباء للوسيلة أو الواسطة‪ ,‬أي‪ :‬بواسطة يمين هللا‪َ ,‬ي ِم ِين ِهَّللا‪ :‬يد الُقدرة اإللهية‬

‫َأْط َو اُر ِخْل َقِتي‪َ :‬أْط َو اُر ‪ :‬مراحل‪ِ ,‬خْل َقِتي‪ :‬الِخْل قُة ‪ :‬الِفْط رة‪ ,‬أي‪ :‬فطرٌة لم تتبّد ل‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬فَأِقْم َو ْج َه َك ِللِّديِن َح ِنيًفا ِفْط َر َة ِهَّللا اَّلِتي َفَط َر‬
‫الَّن اَس َع َلْيَه ا ال َت ْب ِديَل ِلَخ ْلِق ِهَّللا َذ ِلَك الِّديُن اْل َقِّي ُم َو َلِكَّن َأْك َث َر الَّن اِس ال َيْع َلُموَن ) ‪ 30‬الروم‪ ,‬و قال سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ِإَّن ا َقْد ُفِط ْر َن ا َم اَء َغ ْي ٍب *** َك َم ا َأَّن الَّس َم اَء َلَه ا اْن ِفَط اُر (‪ 30‬ق ‪)31‬‬
‫ِمَن اْل َح ِم َأ اَلْم سُنوِن ‪ِ :‬مَن ‪ :‬حرف ابتداء لغاية مكانية‪ ,‬اْل َح ِم َأ‪ :‬الطين اَألسود‪ ,‬اَلْم سُنوِن ‪ :‬الُم نتن‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬و َلَقْد َخ َلْق َن ا اِإلنَس اَن ِمن‬
‫َص ْلَص اٍل ِّمْن َح َم ٍإ َّمْس ُنوٍن ) ‪ 26‬الحجر‪ ,‬أي‪ :‬منذ أن كنت في ظهر سيدنا آدم عليه السالم‪ ,‬المخلوق من الحمأ المسنون متنزًال في النور‬
‫النبوي‪ ,‬ألن البشر الوحيد الذي خلق من حمأ مسنون هو سيدنا آدم عليه السالم‬
‫َح َّت ى الِّن َه اَي ِة‪ :‬حتى نهاية مراحل تكويني‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َأُلوُذ بالَّس ِّي ِد اْلَم ْأُم وِل َمْن ُبِس َط ْت *** ِبِه اْل ِع َن اَي ُة َبْد ءًا َقْب َل َتْك ِو يِني (‪ 5‬ق ‪)90‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 49‬ق ‪:1‬‬
‫َيَر اِني ِبَعْي ِني َمْن َر آِني ِفي الُّر َؤ ى *** َو َيْس َمُع ِني َس ْم ِعي َو ِتْلَك ِإَر اَدِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َيَر اِني ِبَعْي ِني‪َ :‬يَر اِني‪ :‬رأي العين شهادة‪ِ ,‬بَع ْي ِني‪ :‬أي‪ :‬الباء للوسيلة‪ ,‬أي‪ :‬بواسطة عيني‪ ,‬فيكون ذلك تحقيقًا و ليس خياًال‪ ,‬ألن الرؤيا‬
‫خيال‪ ,‬و لكن المعني هنا أنها تكون صادقة في حالة رؤيا المريد للشيخ في منامه‪ ,‬فهو صاحب الوراثة المحمدية‪ ,‬و ذلك لما ورد عن‬
‫سيدنا أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬سمعت النبي صلى هللا عليه وسلم يقول‪" :‬من رأني في المنام فسيراني في اليقظة‪ ،‬وال يتمثل‬
‫الشيطان بي"‪ ,‬و صدق الرؤيا أيضًا من مقام الُخّلة‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬فَلَّم ا َب َلَغ َمَع ُه الَّس ْع َي َقاَل َي ا ُبَن َّي ِإِّن ي َأَر ٰى ِفي اْل َم َن اِم َأِّن ي َأْذ َبُح َك َفانُظ ْر‬
‫َم اَذ ا َت َر ٰى ۚ َقاَل َي ا َأَب ِت اْف َع ْل َم ا ُتْؤ َمُر ۖ َس َت ِجُدِني ِإن َش اَء ُهَّللا ِمَن الَّص اِبِر يَن ) الصافات ‪ ,102‬و قد قيل في المعني‪:‬‬
‫َفَش ِه ْد ُتُهم ِبُعُيوِنِه م َو ِبَس ْم ِع ِه م *** َو َش َر اُبهم َلْم ُيْب ِق ِم ِّن ي َب اَقَي ا‬
‫َمْن َر آِني ِفي الُّر َؤ ى‪َ :‬مْن ‪ :‬الذي‪َ ,‬ر آِني ِفي الُّر َؤ ى‪ :‬الُّر َؤ ى جمع الُر ؤية و هي ما ُي ري في المنام‪ ,‬و لصيغة الماضي‪ ,‬أي‪ :‬من سبق أن‬
‫َر آِني ِفي الُّر َؤ ى‪ ,‬يتحقق بالمشاهدة‬
‫َو َيْس َمُع ِني َس ْم ِع ي‪ :‬استبدال الصفات‪ ,‬الوارد في الحديث القدسي‪( :‬وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه‪ ،‬فإذا أحبته كنت سمعه‬
‫الذي يسمع به‪ ،‬وبصره الذي يبصر به‪ ،‬ويده التي يبطش بها‪ ،‬ورجله التي يمشي بها‪ ،‬وإن سألني ألعطينه‪ ،‬ولئن استعاذني ألعيذنه)‬
‫رواه البخاري‪ ,‬فاالستنتاج أنك إذا سمعت بسمع أحد اإللهيين‪ ,‬فإنه قد صبغ بصبغة هللا و أنت نلت صبغته‪ ,‬فاألمر واحد (و أثنان بعد‬
‫االلتفات)‪.‬‬
‫َو ِتْل َك ِإَر اَد ِتي‪ :‬ألنها ال تأتي إال بكثرة الذكر و األوراد‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َي ا ُم ِر يِدي ِر َض اَي ِفي ِذ ْك ِر َك َهَّللا *** َي ا ُم ِر يِدي َخ َز اِئُن ِهَّللا ِع ْن ِدي (‪ 5‬ق ‪)3‬‬
‫و قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو َلْس ُت ِبَن اٍء َعْن ُم ِر يِد َي َلْح َظًة *** َو ِإَّن ُم ريِدي َمْن َأَر اَد ِإَر اَد ِتي (‪ 266‬ق ‪)1‬‬
‫القصيدة األولي (النائية‬
‫=================‬
‫‪ 50‬ق ‪:1‬‬
‫َتُخ ُّط َي ِميِني َمْح َو ِش ْق َو ِة َت اِبِعي *** َو َمْر َت ِع َي اْلُك ْر ِس ُّي َو الَّلْو ُح َخ ْلَو ِتي‬

‫المعني‪:‬‬

‫َتُخ ُّط َي ِميِني‪َ :‬تُخ ُّط ‪ :‬تكتب‪َ ,‬ي ِميِني‪ :‬يد القدرة‪ ,‬بالتفويض اإللهي‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و َم ا ُكْن َت َتْتُلو ِمْن َقْب ِلِه ِمْن ِك َت اٍب َو اَل َتُخ ُّط ُه ِبَي ِميِنَك ِإًذ ا اَل ْر َت اَب‬
‫اْلُمْب ِط ُلوَن ) ‪ 48‬العنكبوت‪,‬‬
‫َمْح َو ِش ْق َو ِة َت اِبِعي‪َ :‬مْح َو ‪ :‬إزالة‪ِ ,‬ش ْق َو ِة‪ :‬الشقاء‪ ,‬أي‪ :‬من ُك تب شقيًا في اللوح‪َ .‬ت اِبِع ي‪ :‬مريدي‪ ,‬التابع مقابل اإلمام‪ ,‬تابع و متبوع‪ ,‬مأموم‬
‫و إمام‪ ,‬ابن طريقتي‪ ,‬و هذا لصاحب التيجان األربعة (القطب الفرد الجامع الكبير) ألنه يتصرف من موطن األمر‬
‫َو َمْر َت ِع َي اْلُك ْر ِس ُّي ‪َ :‬و َمْر َت ِع َي ‪ :‬الَّر ْت ُع ‪ :‬لغًة ‪ :‬اَألكل والشرب َر َغ دًا في الِّر يف‪َ ،‬ر َت َع َيْر َت ُع َر ْت عًا وُر توعًا وِر تاعًا‪ ،‬واالسم الَّر ْت عُة والَّر َت عُة ‪ ,‬يقال‪:‬‬
‫خرجنا َن ْر َت ُع وَنْلعب َأي َنْن َع م وَنْل ُهو‪ ,‬وقال هللا تعالى مخبرًا عن ِإخوة يوسف‪َ( :‬أْر ِس ْلُه َمَع َن ا َغ ًدا َيْر َت ْع َو َي ْلَعْب َو ِإَّن ا َلُه َلَح اِفُظ وَن ) ‪12‬‬
‫يوسف‪ ,‬وفي الحديث‪ِ" :‬إذا َمَر ْر ُتم ِبرياِض الجنة فاْر َت ُع وا"‪ ,‬اْلُك ْر ِس ُّي ‪ :‬هو مجلي الصفات اإللهية‪ ,‬و مظهر الموجودات المتعينة‪ ,‬إبراز‬
‫القدرة اإللهية‪ ,‬و فوق العرش‪ ,‬و مرتعي الكرسي‪ :‬أتنعم بالتجّلي اإللهي‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َلَّم ا َد َن ا اْل َع ْر ُش َو اْلُك ْر ِس ُّي ِجَئ ِبِه *** ِفي َأَّو ِل الَّلْي ِل َو اْز َد اَن ْت َمَر اقِيَن ا (‪ 3‬ق ‪)28‬‬
‫َو الَّلْو ُح َخ ْلَو ِتي‪ :‬الواو للعطف‪ ,‬الَّلْو ُح ‪ :‬اللوح المحفوظ هو تعين روحاني في القلم األعلى ‪ ،‬فهو صورة أخرى للنور المحمدي‪ ,‬و له‬
‫تفصيل ما أجمل في القلم‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬ب ْل ُهَو ُقْر آٌن َّم ِجيٌد * ِفي َلْو ٍح َّمْح ُفوٍظ ) ‪ 22-21‬البروج‪َ ,‬خ ْل َو ِتي‪ :‬تجّر دي للشهود‬

‫القصيدة األولي (النائية)‬


‫=================‬
‫‪ 51‬ق ‪:1‬‬
‫َو َأْف َت ِر ُش الَّت ْأِييَد َح ّقًا َو ِإَّن ِني *** َألْلَت ِحُف الِّر ْض َو اَن َو الُّن وُر ُح َّلِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َأْف َت ِر ُش الَّت ْأِييَد َح ّقًا‪ :‬الواو للعطف‪َ ,‬أْف َت ِر ُش ‪َ :‬فَر َش الشيء واْف َت َر َش ه‪ :‬بَس َط ه‪ ,‬قال تعالي‪( :‬اَّلِذي َج َع َل َلُك ُم اَألْر َض ِفَر اشًا َو الَّسَم اء ِبَن اء)‬
‫البقرة ‪ , 22‬و في تفسير ذلك أنه تعالي جعل األرض فراشا أنها كالفراش في التمكن من االستقرار‪ ,‬أي‪ :‬أن أساسه الذي يقوم عليه‬
‫رضي هللا عنه هو الَّت ْأِييَد ‪ ,‬الَّت ْأِييَد ‪ :‬اإلذن و التمكين‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬و َداِع ًي ا ِإَلى ِهَّللا ِبِإْذ ِنِه َو ِس َر اًج ا ُم ِنيًر ا) األحزاب ‪َ ,46‬ح ّقًا‪ :‬ال ظنًا و ال‬
‫أمرًا يقبل الجدال‬
‫َو ِإَّن ِني‪ :‬الواو لالستئناف‪ ,‬إّن للتأكيد‪ ,‬مع نون الوقاية و يا المتكلم‪ ,‬إشارة إلي باطن الحقيقة المستمد من غيب األحدّي ة‪ ,‬الوراثة‬
‫َألْلَت ِحُف ‪ :‬الالم للتأكيد – ألتحف‪ :‬الِّلحاف كُّل ما تغَّط يت به‬

‫الِّر ْض َو اَن ‪ :‬أعلي مراتب العطاء اإللهي‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬و الَّس اِبُقوَن اَألَّو ُلوَن ِمَن اْلُمَه اِجِر يَن َو اَألنَص اِر َو اَّلِذيَن اَّت َبُع وُهم ِبِإْح َس اٍن َّر ِض َي ُهَّللا‬
‫َع ْن ُهْم َو َر ُض وْا َع ْن ُه) التوبة ‪ , 100‬قال سيدنا أبو بكر الصديق رضي هللا عنه‪ :‬الصالة في أول الوقت في رضوان هللا و في وسطه في‬
‫رحمة هللا و في آخره في مغفرة هللا‪ ,‬و ألن أكون في رضوانه خيٌر لي من أن أكون في رحمته و مغفرته‬
‫َو الُّن وُر ُح َّلِتي‪ :‬الًح لة ما ُيتحّلي به من الثياب‪ ,‬النور التّج لي النبوي‪ ,‬أي أني ألبس خلعة التجلي النبوي (رئاسة الزمان‪ ,‬المعني العام‪ :‬هذا‬
‫البيت جمع مراتب الدين‪-:‬‬
‫أفترش التاييد ‪ :‬التأييد الظاهري ‪ -‬مرتبة الشريعة‬
‫ألتحف الرضوان‪ :‬أعمال الطريقة ‪ -‬مرتبة اإليمان‬
‫النور حلتي‪ :‬تجليات الحقائق ‪ -‬مرتبة اإلحسان‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 52‬ق ‪:1‬‬
‫َه َذ ا َبَياٌن لْلَخ َالِئِق ُكِّلَه ا *** ِس َه اُم َأِبي اْل َعْي َن ْي ِن ِم ْلُء َك ِناَن ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َه َذ ا َبَياٌن ‪َ :‬ه َذ ا‪ :‬اسم اشارة للقريب‪ ,‬أي‪ :‬القول اآلتي‪َ ,‬بَياٌن ‪ :‬والَبياُن ما ُبِّيَن به الشيُء و اّت َض ح‪ ,‬واسَت باَن الشيُء ‪ :‬ظَه ر‪ ,‬و َه َذ ا َبَياٌن فيها‬
‫رفع لدرجة االنتباه لجالل األمر‪ ,‬قال تعالي‪َٰ( :‬ه َذ ا َبَياٌن ِّللَّن اِس َو ُهًد ى َو َمْو ِع َظٌة ِّلْلُم َّت ِقيَن ) ‪ 138‬آل عمران‬
‫لْلَخ َالِئِق ُكِّلَه ا‪ :‬لْلَخ َالِئِق ‪ :‬اْلَخ َالِئِق جمع َخ ِليقة‪ ,‬و َخ ِليقُة هللا و َخ ْل ق هللا‪ ،‬و تشمل اإلنس و غيرهم من ذوي الّر وح‪ ,‬و أكّد ها ب"ُكِّلَه ا"‪ ,‬و‬
‫ُك ّل‪ :‬حرف الستيعاب أفراد العدد‬
‫و ذلك من ضروب الوراثة النبوّي ة المحّم دية الكاملة‪ ,‬فقد ُتخوِط بت كل الخالئق له‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َح َّت ى َخ ِفَّي اِت اْلَج َم اِد ُتخُو ِط َب ْت *** َه َّال َو َعْي ُتْم َم ا َح َو ْت َك اِفَّي ِتي‬
‫ِس َه اُم َأِبي اْل َعْي َن ْي ِن ‪ِ :‬س َه اُم‪ :‬جمع َس هم‪ ,‬و هو الَّن ْب ِل ‪َ ،‬مْر َك ُب الَّن ْص ِل ‪ُ ،‬يرمي به الهدف‪َ ,‬أِبي اْلَع ْي َن ْي ِن ‪ :‬حيثما يذكر سيدي إبراهيم بكنيته "أبو‬
‫العينين" فذلك لإلجالل و التوقير‪ ,‬و مثال ذلك‪ ,‬يقول رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َح َّت ى َأُبو اْلَعْي َن ْي ِن َج َّل َم َقاُم ُه *** َح َّد ْث ُت َع ْن ُه ِفي َح َش ا َأَح ِد َّي ِتي (‪ 316‬ق ‪)1‬‬
‫وفي التحصين الشريف‪ ,‬يقول سيدي أبو العينين رضي هللا عنه‪( :‬أنا األَس ُد َس ْه ِمي ‪ )....‬أي أن سهمي سديد الرمية و ال يخطئ‪ ,‬و في‬
‫قصة القاضي الشهيرة من كرامات سيدي إبراهيم الدسوقي رضي هللا عنه‪ ,‬رسالته التي قال فيها‪:‬‬
‫ُة‬
‫ِس َه اُم الّلْي ل َص ائب الُم راِم *** ِإَذ ا ُو ِتَر ْت َب أْو َت اِر الُخُشوِع‬
‫ُيَصّو ُبها ِاَلى الَمْر َم ى ِر َج اٌل *** ُيِط يُلوَن الُّسُجوَد َمَع الُّر ُك وِع‬
‫ِبأْلِس َن ٍة ُتَهْم ِهُم ِفي ُدَعاٍء *** َو أْج َفاٍن َت ِفيُص ِمَن الُّدُم وِع‬
‫َأ‬
‫ِإَذ ا ْو َت رَن ُثّم َر َمْيَن َس ْهَم ًا *** َفَال ُيْغ ِني الَّت َح ُّصُن ِبالُّدُر وِع‬
‫ِم ْلُء َك ِناَن ِتي‪ :‬الكنانة هي الجراب الذي ُتحمل فيه الّس هام‪ِ ,‬م ْلُء َك ِناَن ِتي‪ :‬ما يكفيني ألسدد حيث شئت‪ ,‬أتصّر ف بقوة سيدي أبي العينين‬

‫قصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 53‬ق ‪:1‬‬
‫َو َج ِّدَي َمْح ُموُد اْل َم َقاِم َو َش اِفعي *** َو ِإَّن َب ِني الَّز ْه َر اِء َأْه ِلي َو ُعْص َب ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َج ِّدَي َمْح ُموُد اْل َم َقاِم ‪ :‬الواو للعطف‪َ ,‬ج ِّدَي ‪ :‬الَج ّد حضرة النبي صلي هللا عليه و سلم‪ ,‬يكنيه بالّج د إلظهار أمر الوراثة المحمدية‪ ,‬ألن‬
‫الّج د يورث‪َ ,‬مْح ُموُد اْل َم َقاِم ‪َ :‬مْح ُموُد المنزلة‪ ,‬منزلة خاصة به صّلي هللا عليه و سّلم‪ ,‬و هي منزلة الشفاعة الُك بري‪ ,‬اآلية‪ :‬قال تعالي‬
‫(َو ِمَن الَّلْي ِل َفَت َهَّج ْد ِبِه َن اِفَلًة َلَك َعَس ى َأْن َيْبَع َث َك َر ُّب َك َم َقاًم ا َمْح ُموًد ا) ‪ 70‬اإلسراء‪ ,‬و عن سيدنا عبد هللا اْبَن ُعَمَر َر ِض َي ُهَّللا َع ْن ُهَم ا‪ ،‬قاَل‪:‬‬
‫"ِإَّن الَّن اَس َي ِص يُروَن َيْو َم الِقَي اَم ِة ُج ًث ا‪ -‬جلوسا على الركب ‪ُ ،-‬ك ُّل ُأَّم ٍة َتْت َبُع َن ِبَّيَه ا َي ُقوُلوَن ‪َ :‬ي ا ُفَالُن اْش َفْع ‪َ ،‬ي ا ُفَالُن اْش َفْع ‪َ ،‬ح َّت ى َتْنَت ِه َي‬
‫الَّش َفاَع ُة ِإَلى الَّن ِبِّي َص َّلى ُهَّللا َع َلْي ِه َو َس َّلَم ‪َ ،‬فَذ ِلَك َيْو َم َيْبَع ُثُه ُهَّللا الَم َقاَم الَمْح ُموَد "‬
‫َو َش اِفعي‪ :‬الشافع من يؤدي الشفاعة و هي من التوسل لصاحب حاجة عند الَم ِلك‪ ,‬أي‪ :‬شافعي واسطتي لدي هللا تعالي‬
‫َو ِإَّن َب ِني الَّز ْه َر اِء ‪َ :‬و ِإَّن ‪ِ :‬إَّن ‪ :‬للتأكيد‪َ ,‬ب ِني الَّز ْه َر اِء ‪ :‬آل البيت‪ ,‬و الزهراء أصلها نجمة بارزة في السماء تهدي السائرين‪ ,‬و بنو الزهراء‬
‫نجوٌم – كني عنهم القرآن الكريم في قوله تعالي‪َ( :‬و الَّن ْج ُم َو الَّش َج ُر َيْس ُج َداِن ) ‪ 4‬الرحمن وفي حديث سيدنا اإلمام علي‪ ،‬عليه السالم‪ ،‬في‬
‫صفة سيدنا رسوُل هللا‪ ،‬صلى هللا عليه وسلم‪ :‬كان َأْز َهَر الَّلْو ِن ليس باَألبيِض اَألْمَه ِق ‪ ,‬والمرَأة َز ْه َر اُء ‪ ,‬وكل لون َأبيض كالُّدَّر ِة‪ ,‬و حين‬
‫سئل سيدنا اإلمام الحسين رضي هللا عنه‪,‬لم سميت فاطمة الزهراء زهراء؟ قال‪ " :‬ألنها كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها ألهل‬
‫السماء كما تزهر نور الكواكب ألهل األرض"‪ ,‬و أخرجه أحمد بإسناده عن زيد بن ثابت قال ‪ ( :‬قال رسول هللا صّلى هللا عليه (وآله)‬
‫وسّلم‪" :‬إني تارك فيكم خليفتين كتاب هللا حبل ممدود ما بين الّس ماء واألرض‪ ،‬أو ما بين السماء الى األرض‪ ،‬وعترتي أهل بيتي‪،‬‬
‫وإنهما لن يفترقا حتى يردا علَّي الحوض"‪ ,‬و قال سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َن ْع ُت اَألَم اِج ِد َك الُّن ُج وِم َو ُنوِر َها *** ِبِهُم اْه َت َدى َم ن َض َّل ِفي الِو ْد َي اِن (‪ 21‬ق ‪)2‬‬
‫َأْه ِلي‪ :‬أخّص األقربين‪ ,‬أنتمي إليهم‬
‫َو ُعْص َب ِتي‪ :‬جماعتي‪ ,‬و الُعْص بة من الِّر جال أقّلها َع شرة‪ ،‬وال يقال لما دوَن ذلك ُعْص بة‪ ,‬وإَّن ما سِّم يت ُعْص بًة ألَّن ها قد ُع ِص بت‪ ،‬أي كأَّن ها‬
‫ُر ِبط بعُض ها ببعض‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 54‬ق ‪:1‬‬
‫َو ِإَّن َم َقاِمي َال ُيَم اُط ِلَث اُم ُه *** َو َج َّل َكَالِمي َعْن ُع ُقوٍل َذ كَّي ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو ِإَّن َم َقاِمي‪ِ :‬إَّن للتوكيد‪ ,‬المقام الَّدَر جة والمنزلة‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و َم ا ِم َّن ا ِإاَّل َلُه َم َقاٌم َمْع ُلوٌم) ‪ 164‬الصاّف ات‪َ ,‬م َقاِمي‪ :‬منزلتي و قدري‪ ,‬ياء‬
‫المتكلم‪ ,‬سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‬
‫َال ُيَم اُط ِلَث اُم ُه‪َ :‬ال‪ :‬نافية‪ُ ,‬يَم اُط ‪ :‬أماَط أزال و أبعد‪ِ ,‬لَث اُم ُه‪ :‬الّلثام رّد الغطاء علي الفم فيصعب التعّر ف علي المرء‪ .‬و َال ُيَم اُط ِلَث اُم ُه يعني ال‬
‫ُي كشف‪ .‬و الفعل بعد ال النفي بصيغة المبني للمجهول لتبيين استحالة إتيانه من أي طرٍف كاَن ‪ ,‬أي‪ :‬ال ُيكشف عنه‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو َأْع ِر ُف َأْق َداَر الِّر َج اِل َج ِميِع ِهْم *** َو َلِك َّن ُهْم َض ُّلوا اْب ِتَداَء َم َك اَن ِتي (‪ 6‬ق ‪)1‬‬
‫َو َج َّل َكَالِمي‪َ :‬ج َّل َع ُظ َم ‪َ ,‬كَالِمي‪ :‬الَكَال م هو جملة ما يقوله فيه القائل ما يريد توصيله لآلخرين‪ ,‬و في المعني نقول "القرآن كالم هللا"‪,‬‬
‫أي‪ :‬الذي يحكي قصته‪ ,‬و كالم سيدي فخر الدين هو "شراب الوصل"‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َكَالِمي َم ْش رُب اَألْر واِح َو ُصٍال *** ِإَذ ا َلْم َتْش رُبوا ِم ْن ُه َفَأي (‪ 17‬ق ‪)30‬‬
‫َعْن ُع ُقوٍل َذ كَّي ِة‪َ :‬ع ْن ‪ :‬حرف جر‪ُ ,‬ع ُقوٍل ‪ :‬مدارك الفهم‪َ ,‬ذ كَّي ِة‪ :‬الَّذ كاُء ُسْر عة الِفْط َن ة‪ .‬الليث‪ :‬الَّذ كاُء من قولك قلٌب َذ ِك ٌّي وَص ِبٌّي ذِك ٌّي إذا‬
‫كان سريَع الِفْط َن ِة‪ ،‬كالم ال يتوصل لمعناه بالعقول حتي لو بلغت من الذكاء و الفطنة ما بلغت‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ِإْن َأَر ْد ُتْم َن َو اَل اْلَقْص ِد ِمْن ِم َن ِحي *** َفَأْع ِقُلوا اْلَع ْق َل ِإَّن الُّر وَح َت ْأِتيِني (‪ 22‬ق ‪)37‬‬
‫و في قصيدة سيدي الشيخ قريب هللا‪ ,‬سبشر سيدي فخر الدين و قد أتاه صبّي ا حينها‪ ,‬قال رضي هللا عنه عن الشيخ‪:‬‬

‫َو ُحْس ٌن َال ُتِحيُط ِبِه ُع ُقوٌل *** َو َذ ْو ٌق َلْيَس ُيْد َر ُك ِبالّذ َك اِء‬

‫أعجبنيلم يعجبني‬
‫الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى األسفل‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫® مدير المنتدى ®‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫رسالة ‪: sms‬‬

‫سيرى ببطئ ياحياة‬


‫لكى أراك بكامل النقصان حولى‬
‫كم نسيتك فى خضمك‬
‫باحثا عنى وعنك‬
‫وكلما أدركت سرا منك‬
‫قلت بقسوة‬
‫مأجهلك!!!!‬
‫ذكر‬
‫عدد المساهمات ‪11496 :‬‬
‫اٍالقامة ‪ :‬وراء األفق حيث الشئ سواى وحبيبتى‬
‫العمل ‪ :‬مهندس‬
‫نوسا البحر ‪ :‬ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪15781612‬‬

‫ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪Icon_minitime 2020-09-08, 3:52 pm‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 55‬ق ‪:1‬‬
‫َو َش اِر ُب َخ ْم ِر َي َي ْنَت ِش ي َلْو ِبَقْط َر ٍة *** َو َب اِط ُن َأْم ِر ي ِفي ُغ ُيوٍب َخ فَّي ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َش اِر ُب َخ ْم ِر َي ‪ :‬الواو استئنافية‪َ ,‬ش اِر ُب ‪ :‬الذي يمارس الُشرب‪ ,‬و الُش رب هو ما تناله األرواح من المعاني و التجّليات في الحضرات‪,‬‬
‫َخ ْم ِر َي ‪ِ :‬من خاَمَر الشيَء إذا قاربه وخالطه‪ ,‬والَخ ْمُر ما َأْس َك َر من عصير العنب َألنها خامرت العقل‪َ ,‬خ ْم ِر َي ‪ :‬شراب الوصل‪َ ,‬و َش اِر ُب‬
‫َخ ْم ِر َي من يتلقي بروحه معانيه‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬م َث ُل اْل َج َّن ِة اَّلِتي ُو ِعَد اْلُم َّت ُقوَن ِفيَه ا َأْن َه اٌر ِّم ن َّم اء َغ ْي ِر آِس ٍن َو َأْن َه اٌر ِمن َّلَب ٍن َّلْم َي َتَغ َّيْر َط ْع ُم ُه‬
‫َو َأْن َه اٌر ِّمْن َخ ْم ٍر َّلَّذ ٍة ِّللَّش اِر ِبيَن َو َأْن َه اٌر ِّمْن َعَس ٍل ُّمَص ًّفى َو َلُهْم ِفيَه ا ِمن ُك ِّل الَّث َمَر اِت َو َم ْغ ِفَر ٌة ِّم ن َّر ِّب ِهْم َك َمْن ُهَو َخ اِلٌد ِفي الَّن اِر َو ُس ُقوا َم اء‬
‫َح ِميًم ا َفَقَّط َع َأْمَع اَء ُه ْم ) ‪ 15‬محمد‪ ,‬قال سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َشَّت اَن َبْيَن َض َالَلٍة ِمْن ِش ْق َو ٍة *** َو َض َالِل َخ ْم ٍر َلَّذ ٍة ِللَّش اِر ِبيْن (‪ 18‬ق ‪)7‬‬
‫و قيل في المعني‪:‬‬
‫ِفإَّن ا إَذ ا ِط ْب َن ا و َط اَب ت ُنُفوُس َن ا *** و َخ َمَر َن ا َخ ْمُر الَغ َر اِم ِتَه َّتْك َن ا‬
‫َي ْنَت ِش ي‪ :‬الَّن شا‪ ،‬مقصور‪َ :‬ن ِس يم الِّر يح الطيبة‪ ،‬وقد َن ِش َي منه ريحًا طيبة ِنْش وًة وَنْش وة‪ ,‬واْنَتَش ى‪َ :‬س ِك َر ‪ ,‬من المعاني العالية‬
‫َلْو ِبَقْط َر ٍة‪َ :‬لْو ‪ :‬للتقليل‪ ,‬كما في قوله صلي هللا عليه و سلم‪" :‬اّت قوا الَّن اَر َو َلو ِبِش ِّق َت مرة"‪ِ ,‬بَقْط َر ٍة‪ :‬الباء للوسيلة أو الواسطة‪ ,‬أي‪ :‬و‬
‫لو بواسطة َقْط َر ة‪ ,‬الَقْط َر ة‪َ :‬قَط َر الماُء والَّد ْم ُع وغيرهما من الَّس َّي اِل ‪ ,‬وَت ْق ِط يُر الشيء‪ِ :‬إسالته َقْط َر ًة َقْط َر ًة‪ ,‬والَقْط ُر ما َقَط َر من الماء‬
‫وغيره‪ ،‬واحدته َقْط رة‪ ،‬وقد قيل‪:‬‬
‫لو قطرٌة مما َش ربُت َت دَفَقت *** َفوَق الّج باِل الُّش م َذ اَب ت خاِفَي ا‬
‫َو َب اِط ُن َأْم ِر ي‪ :‬حقيقة ذاتي‪ ,‬األمر هو ما يختص بالّذ ات‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َفَذ اِتَي َش ْمٌس َلْو َت َج َّلْت َألْح َر َقْت *** َو لِكْن ِبَفْض ِل ِهَّللا أْض َح ْت ُم ِض يَئ ِتي (‪ 24‬ق ‪)1‬‬
‫ِفي ُغ ُيوٍب َخ فَّي ِة‪ :‬غيوب الّذ ات‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َس َقْي ُت ُم ِر يِدي ِمْن َش َر اٍب ُمَع َّت ٍق *** َو َك ِّفَي َك ْأٌس َو اْلَخ َفاُء َم ِز َّي ِتي (‪ 8‬ق ‪)1‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 56‬ق ‪:1‬‬
‫َو ِإِّن ي َح ٌّق َو اْلَح ِقيَقُة ُأوِد َع ْت *** َغ َي اَب َة ُجٍّب ُيوُس ِفٍّي ِبِفْط َن ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو ِإِّن ي‪ :‬الواو استئنافية‪ ,‬إَّن للتأكيد مع يا المتكلم‪ ,‬إشارة لباطن األنا‪ ,‬الهوّي ة‬
‫َح ٌّق ‪ :‬الحّق ضّد الباطل‪ ,‬و الَح ّق من أسمائه تعالي يتخّلق به أولياؤه‪ ,‬و الَح ّق القائم بالحّق و مظهر تجّلي إسمه تعالي الحّق ‪ ,‬قال تعالي‪:‬‬
‫(َفَذ ِلُك ُم ُهَّللا َر ُّب ُك ُم اْلَح ُّق َفَم اَذ ا َبْع َد اْلَح ِّق ِإاَّل الَّض اَل ُل َفَأَّن ى ُتْص َر ُفوَن ) ‪ 32‬يونس‪ ,‬و قال سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ِإِّن ي َح ٌّق َش ْأُن ُم َؤ َّي ٍد *** َو ِإِّن ي َر ُّب اْلَبْي ِت َو ْه َي ِبِع ْص َم ِتي (‪ 158‬ق ‪)1‬‬
‫َو اْل َح ِقيَقُة ‪ :‬الطريقة أي‪ :‬يقول رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َك ْم ِلي َع َلى َأْه ِل اْل َح ِقيَقِة ِمْن َي ٍد *** َغ ِر ُقوا ِإَلى اَألْذ َقاِن ِفي آآلِئي (‪ 1‬ق ‪)6‬‬
‫ُأوِد َع ْت ‪ :‬أودع الشئ حفظه و صانه‬

‫َغ َي اَب َة ُجٍّب ُيوُس ِفٍّي ‪َ :‬غ ياَب ُة كِّل شيٍء ‪ :‬ما َس َت َر َك منُه‪ُ ,‬جٍّب ‪ :‬الُجُّب البئر‪ُ ,‬يوُس ِفٍّي ‪ :‬نسبة لسيدنا يوسف عليه السالم‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬قاَل َقاِئٌل‬
‫ِّم ْن ُهْم اَل َت ْق ُتُلوا ُيوُسَف َو َأْل ُقوُه ِفي َغ َي اَب ِت اْل ُجِّب َي ْلَت ِقْط ُه َبْع ُض الَّس َّي اَر ِة ِإن ُك نُتْم َفاِعِليَن ) ‪ 10‬يوسف‪ ,‬الُجّب إشرة للزمان‪ ,‬أخفيت الطريقة‬
‫في الزمان حتي يأتي وقت انتشارها علي يد سيدي فخر الدين‪ ,‬و سيدي إبراهيم الدسوقي لم يعط الطريقة في زمانه إال لسيدي موسي‬
‫و عدد من العلماء‪ ,‬و عمل ذلك ألنه لو جلس إلعطاء الطريقة لما انتشرت طرق (إخوته) من الطرق األخرى‪ ,‬كما ذكر عنه رضي هللا‬
‫عنه‪ ,‬و قال سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َغ َي اَب َة ُجٍّب َك ْي ُتَصاَن ِلَو ْق ِتَه ا *** َو َم ا ُقْلُت َأْل َقْو َها َو َلِكْن َو ِديَع تى (‪ 159‬ق ‪)1‬‬
‫و قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو َم ا اْل ُجُّب ِإَّال َج ُّب َم ا َك اَن َقْب َلَه ا *** َو َم ا اْل َم اُء ِإَّال َم ا ِبِه اَألْر ُض ُم َّدِت (‪ 185‬ق ‪)1‬‬
‫و في عبارة‪ُ" :‬يوُس ِفٍّي " تشبيه للطريقة بسيدنا يوسف عليه السالم‪ ,‬لما تميزت به من الجمال‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪-:‬‬
‫َو َم ا ُيوُس ِفٌي َغ ْيُر َها ِلَج َم اِلَه ا *** َو َم ا ِه َي ِفي الَّت ْح ِقيِق ِإَّال َط ِر يَقِتي (‪ 186‬ق ‪)1‬‬
‫ِبِفْط َن ِة‪ :‬الِفطنة‪ ,‬الذكاء‪ ,‬أي‪ :‬كان ُيدرك الِحكمة من إخفائها في الزمان‪ ,‬كما كان سيدنا يوسف يدرك ما وراء رميه في غيابت الُجّب ‪ ,‬قال‬
‫تعالي‪َ( :‬فَلَّم ا َذ َهُبوا ِبِه َو َأْج َمُع وا َأن َيْج َع ُلوُه ِفي َغ َي اَب ِت اْلُجِّب َو َأْو َح ْي َن ا ِإَلْي ِه َلُتَن ِّب َئَّن ُهم ِبَأْم ِر ِه ْم َٰه َذ ا َو ُه ْم اَل َي ْش ُعُروَن ) ‪ 15‬يوسف‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 57‬ق ‪:1‬‬
‫َو َك اَن َأُبو اْلَع ْي َن ْي ِن َو اِر َد َم اِئَه ا *** َفَأْد َلى ِبَد ْلٍو َقاَل ِتْل َك ِبَش اَر ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َك اَن َأُبو اْل َع ْي َن ْي ِن ‪َ :‬و َك اَن ‪ :‬و حصل في الزمان القديم‪َ ,‬أُبو اْل َع ْي َن ْي ِن ‪ :‬يذكر سيدي إبراهيم الدسوقي بكنيته تعظيمًا و توقيرًا‬

‫َو اِر َد َم اِئَه ا‪َ :‬و اِر َد َم اِئَه ا‪ :‬وارد الماء هو من يطلبه للسقيا‪َ ,‬م اِئَه ا‪ :‬ماء الُجّب ‪ ,‬كناية عن باطن الزمان‪َ ,‬و َك اَن َأُبو اْل َعْي َن ْي ِن َو اِر َد َم اِئَه ا‪ ,‬من‬
‫بين أخوانه األقطاب (الَس َّي اَر ة)‪ ,‬أي‪ :‬القافلة السائرة‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و َج اَء ْت َس َّي اَر ٌة َفَأْر َس ُلوْا َو اِر َد ُه ْم َفَأْد َلى َد ْل َو ُه َقاَل َي ا ُبْش َر ى َه َذ ا ُغ الٌم َو َأَس ُّر وُه‬
‫ِبَض اَع ًة َو ُهَّللا َع ِليٌم ِبَم ا َيْع َم ُلوَن ) ‪ 19‬يوسف‬
‫َفَأْد َلى ِبَد ْلٍو ‪َ :‬فَأْد َلى‪ :‬الفاء سببية‪َ ,‬أْد َلى ِبَد ْل ٍو ‪َ( :‬فَأْد َلى َد ْلَو ُه) اآلية‪َ ,‬أْد لى َد ْل َو ه في البئر َدالها فَأخرجها َم َألى‪ ,‬أخرج من البئر (الزمان)‬
‫سيدي فخر الدين‪ ,‬الطريقة‬
‫َقاَل ِتْلَك ِبَش اَر ِتي‪َ( :‬قاَل َي ا ُبْش َر ى) اآلية‪ ,‬أي‪ :‬البشارة من الِبشر الفرح و هي الخبر الذي ُيفرح‪ِ ,‬بَش اَر ِتي‪ :‬ما ُبّش رُت به‪ ,‬و ذلك هو‪:‬‬
‫سيدي فخر الدين‪ ,‬ألنه هو من سينشر طريقة سيدي أبي العينين‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 58‬ق ‪:1‬‬
‫َو ِجيَء ِبَه ا ِم ْص رًا َو ِبيَع ْت َر ِخيَص ًة *** َو َذ ا َعَج ٌب َأْن َي ْز َهُدوا ِفي اْلِبَش اَر ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو ِجيَء ِبَه ا ِم ْص رًا‪َ :‬و ِجيَء ِبَه ا‪ُ :‬أتي بها ِم ْص رًا‪ِ ,:‬م ْص رًا‪ :‬مصر يقصد سيدنا الحسين رضي هللا عنه‪ ,‬كان سيدي فخر الدين من ضمن‬
‫مداعباته مع األخوان يقول للواحد‪ :‬يا اللي مرحتش مصر يقصد ما دخلتش معية سيدنا الحسين – رضي هللا عنه‪ ,‬و قال رضي هللا‬
‫عنه‪:‬‬
‫ِبِم ْص َر ُيَب اُع اْل ُحُر َع ْب دًا ِلَس ّي ٍد *** ُليْص ِبَح ِر َّقا ِفي ِع َب اٍد َأِثَي رِة (‪ 187‬ق ‪)1‬‬
‫َو ِبيَع ْت َر ِخيَص ًة ‪ :‬أي‪ :‬أمانة الطريقة لسيدي فخر الدين‪ ,‬بيعت بثمن زهيد‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و َش َر ْو ُه ِبَث َم ٍن َب ْخ ٍس َدَر اِه َم َمْع ُدوَدٍة َو َك اُنوْا ِفيِه ِمَن‬
‫الَّز اِهِديَن )‪ ,‬و كان البائع سيدي إبراهيم الدسوقي رضي هللا عنه و المشتري سيدنا الحسين رضي هللا عنه‪ ,‬و لم ُتبع رخيصة إال ألن‬
‫المشتري عالي القدر‪ ,‬عزيز مصر‪ ,‬و هو سيدنا الحسين رضي هللا عنه‪ ,‬يقول المثل‪( :‬غالي و الطلب رخيص)‪ ,‬و معني اشتري أن‬
‫الطريقة أصبحت ُم ضافة إلي سيدنا الحسين‪ ,‬أي‪ :‬طريقة آل البيت‪ ,‬قال رضي هللا عنه في (‪ 179-187‬ق ‪:)1‬‬
‫ِبِم ْص َر ُيَب اُع اْلُحُر َعْب دًا ِلَس ّي ٍد *** ُليْص ِبَح ِر َّقا ِفي ِع َب اٍد َأِثَي رِة‬
‫َفَي ا ِنْع َم ُمْب َت اٍع َو َي ا ِنْع َم ُم ْشَت رًي *** َو َي ا ِع َّز َم ْأُثوٍر َلَد ْي ِه َو ِجَي رِة‬
‫َو َذ ا َع َج ٌب ‪ :‬ذا أي فعلهم هذا‪َ ,‬عَج ب‪ :‬مدهش و غير معتاد‬
‫َأْن َي ْز َهُدوا ِفي اْلِبَش اَر ِة‪َ :‬أْن ‪ :‬مصدرية‪َ ,‬ي ْز َهُدوا‪ :‬ال يطلبوا فيها عالي الثمن‪ِ ,‬في اْلِبَش اَر ِة‪ :‬بشارة نشر الطريقة صاحبة الزمن‪ ,‬البشار هي‬
‫اإلخبار بما ُيفرح‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 59‬ق ‪:1‬‬
‫َو ُأْك ِر َم َم ْث َو اَها ِبَداٍر َر ِحيَب ٍة *** َو َمْر َت ِع َخ ْي ٍر َج ِّد َأْه ِل اْلِع َن اَي ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو ُأْك ِر َم َم ْث َو اَها‪َ :‬م ْث َو اَها منزلها أو إقامتها‪َ ,‬و ُأْك ِر َم َم ْث َو اَها‪ :‬أُك رمت منزلتها و إقامتها‪ ,‬عطاء سيدنا الحسين للطريقة‪ ,‬الضمير (ها) تعود‬
‫علي الِبشارة‪ ,‬أي‪ :‬الطريقة أو سيدي فخر الدين‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و َقاَل اَّلِذي اْشَت َر اُه ِمن ِّمْص َر اِل ْم َر َأِتِه َأْك ِر ِمي َم ْث َو اُه َع َس ٰى َأن َي نَفَع َن ا َأْو َنَّت ِخَذ ُه‬
‫َو َلًدا َو َك َٰذ ِلَك َم َّكَّن ا ِلُيوُسَف ِفي اَأْلْر ِض َو ِلُنَع ِّلَم ُه ِمن َت ْأِو يِل اَأْلَح اِديِث َو ُهَّللا َغ اِلٌب َع َلٰى َأْم ِر ِه َو َٰل ِكَّن َأْك َث َر الَّن اِس اَل َيْع َلُموَن ) ‪ 21‬يوسف‪ ,‬يعني‬
‫الكرم جاءها من صاحب الدار (سيدنا الحسين) – اإلضافة الخاصة للطريقة لسيدنا الحسين – و في سيرته عندما زار سيدي فخر الدين‬
‫رضي هللا عنه مصر ألول مرة في حياته و هو عند سيدنا الحسين رضي هللا عنه و أراد السفر لدسوق أرسل له سيدي إبراهيم رضي‬
‫هللا عنه بأال يحضر بل ينتظر عند سيدنا الحسين و قدم له عند سيدنا الحسين‪ ,‬و هذا هو الوقت الذي تمت فيه اإلضافة‪ ,‬يقول سيدي‬
‫فخر الدين و بعد أن عدُت إلي السودان و وددت زيارة بعض أخواني من مشائخ الطرق األخري‪ ,‬قالوا لي‪ :‬بعد هذا نحن نجيئك و ال‬
‫تجئينا ألنك أعطيت اإلضافة لسيدنا الحسين‬
‫ِبَداٍر َر ِحيَب ٍة‪ :‬الّد ار الرحيبة‪ :‬الواسعة بالكرم‪ ,‬كرم أهل البيت‬
‫َو َمْر َت ِع َخ ْي ٍر ‪ :‬الَّر ْت ُع ‪ :‬اَألكل والشرب َر َغ دًا وقوم ُمْر ِتُع ون‪ :‬راِتُع ون ِإذا كانوا َم خاِص يَب ‪ ،‬والموضع َمْر َت ٌع ‪ ،‬وكُّل ُم ْخ ِص ب ُمْر ِتع وفي الحديث‪:‬‬
‫ِإذا َمَر ْر ُتم ِبرياِض الجنة فاْر َت ُع وا؛ َأراد ِبرياض الجنة ِذكر هللا‪ ،‬وشَّب ه الَخ ْو َض فيه بالَّر ْت ع في الِخْص ب‪ .‬كل مدد الطريقة و علومها من‬
‫سيدنا الحسين رضي هللا عنه‪ .‬قال تعالي‪َ( :‬أْر ِس ْلُه َمَع َن ا َغ ًد ا َيْر َت ْع َو َي ْلَعْب َو ِإَّن ا َلُه َلَح اِفُظ وَن ) ‪ 12‬يوسف‪ ,‬مرتع خيٍر ‪ :‬الخير هو حضرة‬
‫النبي صلي هللا عليه و سلم‪ ,‬كل عطاؤه عند سيدنا الحسين (حسين مّن ي و أنا من ُح سين)‪.‬‬
‫َج ِّد َأْه ِل اْلِع َن اَي ِة‪ :‬حضرة النبي صلي هللا عليه و سلم‪ .‬أهل العناية أكابر ساداتنا أهل البيت (السيدة فاطمة سيدنا الحسين سيدنا الحسين‬
‫السيدة زينب ‪ ,,,,‬رضي هللا عنهم)‪ ,‬اْل ِع َن اَي ِة‪ :‬الرعاية و االهتمام‪ ,‬رعاية السالكين‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َأْه ُل اْل ِع َن اَي ِة ِإْن َت َو َّلْو ا َس ِّي دًا *** َلَغ َد ا َم َت اعًا ُيْشَت رى َو ُيَب اُع (‪ 1‬ق ‪)23‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 60‬ق ‪:1‬‬
‫َو َلَّم ا َر آَها ُذ و اْلَج َه اَلِة َأْي َن َع ْت *** َر َم اَها ِبُبْه َت اٍن َو ِإْنَك اِر ِنْع َم ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َلَّم ا‪ :‬الواو للعطف‪َ ,‬لَّم ا‪ :‬ظرفية بمعنى ( الحين ) متضمنة للشرط‬
‫َر آَها ُذ و اْل َج َه اَلِة‪َ :‬ر آَها‪ :‬أحّس ها و عِلمها‪ُ ,‬ذ و اْل َج َه اَلِة‪َ :‬ص اِحُب اْل َج َه اَلِة‪ ,‬الَّج اهُل‪ ,‬الضمير (َه ا) يعود علي الطريقة‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو َه َّم َأُخ و َج ْه ٍل َي َن اُل ُمَر اَدُه *** َو َهَّم ْت ِبَع ْف ٍو َفْهَي َغ ْيُر َض ِعيَفِة (‪ 162‬ق ‪)1‬‬
‫و قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َت ُهُّب َع َلى َأْه ِل اْلَغ َر اِم َلَو اِقِحي *** َو َع اِتَي ِتي َت ْأِتي َع َلى ِذي اْل َج َه اِلة (‪ 78‬ق ‪)1‬‬
‫َأْي َن َع ْت ‪َ :‬ي َن َع الَّث َمُر وَأْي َن َع ‪َ :‬أْد َر َك وَن ِض َج ‪ ،‬قال تعالي‪( :‬انُظ ُر وْا ِإَلى َث َم ِر ِه ِإَذ ا َأْث َمَر َو َي ْن ِعِه ِإَّن ِفي َذ ِلُك ْم آَل َي اٍت ِّلَق ْو ٍم ُيْؤ ِم ُنوَن ) ‪ 99‬األنعام‪ ,‬أي‪:‬‬
‫الطريقة‪ ,‬ثبتت قواعدها و بلغت أشّد ها و انتشرت و ظهرت‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬و َلَّم ا َب َلَغ َأُشَّدُه آَت ْي َن اُه ُح ْك ًم ا َو ِع ْلًم ا َو َك َٰذ ِلَك َن ْج ِز ي اْل ُمْح ِس ِنيَن )‬
‫‪ 22‬يوسف‪ ,‬و قال سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو َم ا َأْي َن َع ْت ِإَّال َألَّن َي ُتْر َب ٌة *** َأَن ا الَّس اِقي َلَه ا َو ْه َي َز ْه َر ِتي ‪ 189‬ق ‪)1‬‬
‫َر َم اَها ِبُبْه َت اٍن ‪َ :‬ر َم اَها‪َ :‬ر مي الشخص اتهمه بالباطل‪ِ ,‬بُبْه َت اٍن ‪ :‬الُب هتان اإلفك و الّز ور‪ ,‬إشارة إلي الفتنة‪ ,‬و الُب هتان كان في قصة سيدنا‬
‫يوسف عليه السالم حين اتهمته امرأة العزيز بالباطل‪ ,‬جاء في اآلية‪َ( :‬و اْس َت َب َقا اْلَب اَب َو َقَّدْت َق ِميَص ُه ِمن ُدُبٍر َو َأْلَفَي ا َس ِّيَد َها َلَدى اْلَب اِب‬
‫َقاَلْت َم ا َج َز اُء َمْن َأَر اَد ِبَأْه ِلَك ُس وًء ا ِإاَّل َأن ُيْس َج َن َأْو َع َذ اٌب َأِليٌم) ‪ 25‬يوسف‬
‫َو ِإْنَك اِر ِنْع َم ِة‪ :‬إنكار الّن عمة جحودها و ُك فرانها‪ ,‬و النعمة هداية الطريقة و تربيتها له‪ ,‬أي‪ :‬تربية الشيخ له‪ ,‬و السبب أّن ه أراد أن ينال‬
‫من الطريقة ما يوافق هواه‬
‫القصيدة األولي (النائية)‪:‬‬
‫==================‬
‫‪ 61‬ق ‪:1‬‬
‫َو َم ا َع ِر َف اِإلْنَك اُر َغ ْيَر َمْن اَّدِعي *** ِبَأَّن َلَه ا ِفي اْل َج ْه ِل ِم ْثَقاَل َذ َّر ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َم ا َع ِر َف اِإلْنَك اُر ‪َ :‬و َم ا‪ :‬الواو اسنئنافية‪َ ,‬م ا النافية‪ ,‬تليها غير االستثنائية تفيد الحصر‪َ ,‬ع ِر َف اِإلْنَك اُر فاعل‪ ,‬أي‪ :‬المستثني الوحيد الذي‬
‫يشار إليه باإلنكار‪ ,‬و كاّن ما اإلنكار ُي سئل‪ :‬من تعرف؟ فيقول‪ :‬أعرف واحدًا فقط و هو (َمْن اَّدِعي ِبَأَّن َلَه ا ِفي اْل َج ْه ِل ِم ْثَقاَل َذ َّر ِة)‪ ,‬و هذا‬
‫البيت تعقيبَا علي البيت السابق‪:‬‬
‫َو َلَّم ا َر آَها ُذ و اْلَج َه اَلِة َأْي َن َع ْت *** َر َم اَها ِبُبْه َت اٍن َو ِإْنَك اِر ِنْع َم ِة‬
‫َغ ْيَر َمْن اَّد ِعي‪َ :‬غ ْيَر ‪ :‬استثنائية‪َ ,‬مْن ‪ :‬الذي‪ ,‬اَّدِعي‪ :‬اّالدعاء هو نسبة الشئ إلي غير أصله‪ ,‬و القول بالّز ور‬
‫ِبَأَّن ‪ :‬اّد عي بأّن ‪ ,‬أّن للتوكيد‬
‫َلَه ا‪ :‬الالم للتخصيص‪ ,‬الضمير (َه ا) يعود علي الطريقة‬
‫ِفي اْلَج ْه ِل ِم ْثَقاَل َذ َّر ِة‪ِ :‬في اْلَج ْه ِل ‪ :‬عدم الِعلم‪ِ ,‬م ْثَقاَل‪ :‬وزن‪َ ,‬ذ َّر ِة‪ :‬الشئ المتناهي الصغر‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬فَم ن َيْع َم ْل ِم ْثَقاَل َذ َّر ٍة َخ ْيًر ا َيَر ُه *‬
‫َو َم ن َيْع َم ْل ِم ْثَقاَل َذ َّر ٍة َش ًّر ا َيَر ُه) ‪ 8-7‬الزلزلة‪ ,‬و قد قيل‪" :‬إن ذرة من أعمال القلوب تعّد ل مثاقيل الجبال من أعمال األبدان"‪ ,‬و المعني‪:‬‬
‫أن نسبة الجهل للطريقة و لو بالقليل جدًا يعتبر إنكار‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 62‬ق ‪:1‬‬
‫ِجَن اَي ُتَه ا َت ْع ِظ ُيم آِل ُمَح َّم ٍد *** َو َأَّن َر ُس وَل ِهَّللا ُذ و َأَح ِد َّي ِة‬

‫المعني‪:‬‬

‫ِجَن اَي ُتَه ا‪ :‬الِجناية الَّذ نب‪ ,‬الضمير (َه ا) يعود علي الطريقة‪ ,‬أي‪ :‬نبها الذي بسببه يتهمهما الُم نكر زورًا و يّد عي (ِبَأَّن َلَه ا ِفي اْلَج ْه ِل ِم ْثَقاَل‬
‫َذ َّر ِة)‪ ,‬كما جاء في البيت السابق‬
‫َت ْع ِظ ُيم آِل ُمَح َّم ٍد‪َ :‬ت ْع ِظ ُي م‪ :‬التعظيم هو إقرارك بعظمة و ُك بر مكانة الُم عّظ م‪ ,‬آِل ُمَح َّم ٍد‪ :‬ذريته صلي هللا عليه و سلم بدءًا من السيدة فاطمة‬
‫و أبنائها و سيدنا اإلمام علي‪ ,‬الذين حواهم الكساء‪ ,‬و من تناسل منهم‬
‫َو َأَّن َر ُس وَل ِهَّللا ُذ و َأَح ِد َّي ِة‪َ :‬و َأَّن ‪ :‬أي ما أّك دته الطريقة‪ ,‬أي‪ :‬سيدي فخر الدين‪ ,‬رسول هللا صلي هللا عليه و سلم‪ُ ,‬ذ و َأَح ِد َّي ِة‪ :‬أحد في‬
‫مرتبته ال يشاركه فيها مخلوق‪ ,‬و ذلك من واقع أسبقية نوره صلي هللا عليه و سلم‪ ,‬في حضرة غيب األحدّي ة‪ ,‬و هي أول حضرة بعد‬
‫العماء‪ ,‬و يشير بذلك لكتابه رضي هللا عنه "تبرئة الذمة في نصح األّم ة و تذكرة أولي األلباب للسير إلي الصواب"‪ ,‬ما اعتبره‬
‫المنكرون جناية‪ ,‬ذنب‪ ,‬و أثاروا به الفتنة ضد الطريقة‪ ,‬و لذلك يقول سيدي فخر الدين رضي هللا عنه في (‪ 197-196‬ق ‪:)1‬‬
‫َج َن ْي ُت ِبَت ْع ِظ ِيم اْل َح ِبيِب َو آِلِه *** َج َن ْي ُت ِثَم اَر اْل َج َّنَت ْي ِن ِبُج َّن ِتي‬
‫َو َج َّن َع َلى َمْن ُيْنُك ِر اْلُحَّب َج ْه ُلُه *** َفَأْص َبَح َم ْقُط وَع اْلَو ِتيِن ِبِفْتَن ِة‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 63‬ق ‪:1‬‬
‫َو َه َّم َأُخ و َج ْه ٍل َو َهَّم ْت َع ِفيَفًة *** َو َيْح َفُظ َه ا اْلُبْر َهاُن مْن ُك ِّل َز َّلِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َه َّم َأُخ و َج ْه ٍل ‪ :‬الواو للعطف‪َ ,‬ه َّم ‪َ :‬ه َّم ‪ :‬حّد ث نفسه و مال إلي‪ ,‬أي‪ :‬حدث نفسه بأن ينال ما يهواه من الطريقة‪َ ,‬أُخ و َج ْه ٍل ‪َ :‬أُخ و (من‬
‫األسماء الخمسة)‪َ ,‬أُخ و َج ْه ٍل ‪ :‬أي‪ :‬هو و الجهل أخوان صنوان‪ ,‬قال سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو َه َّم َأُخ و َج ْه ٍل َي َن اُل ُمَر اَدُه *** َو َهَّم ْت ِبَع ْف ٍو َفْهَي َغ ْيُر َض ِعيَفِة (‪ 162‬ق ‪)1‬‬

‫َو َهَّم ْت َع ِفيَفًة ‪َ :‬و َهَّم ْت ‪ :‬مالت إليه‪ ,‬بحسن الظّن ‪َ ,‬ع ِفيَفًة ‪َ :‬عَّف فهو َعٌّف وَع فيٌف ‪َ :‬ك َّف َع َّم ا ال َي ِحُّل وال َيْج ُم ُل‬
‫َو َيْح َفُظ َه ا اْلُبْر َهاُن ‪َ :‬و َيْح َفُظ َه ا‪ :‬أي‪ :‬يحفظ الطريقة‪ ,‬اْلُبْر َهاُن ‪ :‬سيدي إبراهيم الدسوقي‪ ,‬للقبه ببرهان الِم ّلة و الدين‪ ,‬و في قصة سيدنا‬
‫يوسف كان من أنقذه من أن تنال منه امرأة العزيز ما هّم ت به‪ ,‬ظهور سيدنا يعقوب له‪ ,‬فجري منها إلي أن ألفيا العزيز لدي الباب ‪...‬‬
‫الخ القصة‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬و َلَقْد َهَّم ْت ِبِه َو َه َّم ِبَه ا َلْو ال َأن َّر َأى ُبْر َهاَن َر ِّب ِه َك َذ ِلَك ِلَن ْص ِر َف َع ْن ُه الُّس وَء َو اْل َفْح َش اء ِإَّن ُه ِمْن ِع َب اِد َن ا اْل ُم ْخ َلِص يَن )‬
‫‪ 24‬يوسف‬
‫مْن ُك ِّل َز َّلِة‪ُ :‬ك ِّل‪ :‬حرف الستيعاب أفراد العدد‪َ ,‬ز َّلِة‪ :‬المرة الواحدة من الزلل‪ ,‬االنزالق‪ ,‬من َز َّل الَّس ْه ُم عن الِّد ْر ع‪ ،‬واِإلنساُن عن الَّص ْخ رة‬
‫َي ِز ُّل وَي َز ُّل َز ًّال‪َ :‬ز ِلَق ‪ ,‬في ومنه قوله تعالي‪َ( :‬فَأَز َّلُهَم ا الَّش ْي َط اُن َع ْن َه ا َفَأْخ َر َج ُهَم ا ِم َّم ا َك اَن ا ِفيِه) ‪ 36‬البقرة‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 64‬ق ‪:1‬‬
‫َو َي ْش َهُد َر ُّب اْلَبْي ِت ُط ْه رًا َو ِع َّفًة *** َو َن اِط ُق َمْه ٍد َقاَل ُبْر ءًا ِلَس اَح ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َي ْش َه ُد‪ :‬شهود عيان ألن الشهادة رأي العين‬
‫َر ُّب اْلَبْي ِت‪ :‬سّي د اْلَبْي ِت ‪ ,‬عزيز مصر‪ ,‬و هو إشارة لسيدنا اإلمام الحسين‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬و َر اَو َد ْت ُه اَّلِتي ُهَو ِفي َبْي ِتَه ا َع ن َّن ْف ِس ِه َو َغَّلَقِت‬
‫اَأْلْبَو اَب َو َقاَلْت َهْي َت َلَك َقاَل َمَع اَذ ِهَّللا ِإَّن ُه َر ِّب ي َأْح َس َن َم ْث َو اَي ِإَّن ُه اَل ُيْف ِلُح الَّظ اِلُموَن ) ‪ 23‬يوسف‪ ,‬يشهد حيث أّم ن علي قول الصبي‪ ,‬و كان‬
‫الصبي ابن أخت زليخة معهما في الغرفة و عمره ‪ 7‬أو ‪ 8‬شهور‪ ,‬و لما فوجئ سيدنا يوسف بالعزيز و اتهام زليخة له‪ ,‬قال له أيأل هذا‬
‫الغالم‪ ,‬فنطق الغالم بالشهادة‪ ,‬قال العزيز‪َ :‬قاَل ِإَّن ُه ِمن َك ْي ِد ُك َّن ِإَّن َك ْيَد ُك َّن َع ِظ يٌم‪ ,‬و في اآليات‪َ( :‬قاَل ِه َي َر اَو َد ْت ِني َع ن َّن ْف ِس ي َو َش ِه َد َش اِهٌد‬
‫ِّمْن َأْه ِلَه ا ِإن َك اَن َق ِميُص ُه ُقَّد ِمن ُقُبٍل َفَص َد َقْت َو ُهَو ِمَن اْلَك اِذ ِبيَن * َو ِإن َك اَن َقِميُص ُه ُقَّد ِمن ُدُبٍر َفَك َذ َب ْت َو ُهَو ِمَن الَّص اِدِقيَن * َفَلَّم ا َر َأٰى‬
‫َقِميَص ُه ُقَّد ِمن ُدُبٍر َقاَل ِإَّن ُه ِمن َك ْي ِد ُك َّن ِإَّن َك ْيَد ُك َّن َع ِظ يٌم) ‪ 28- 26‬يوسف‪ ,‬سيدنا الحسين‬
‫ُط ْه رًا َو ِع َّفًة ‪ُ :‬ط ْه رًا‪ :‬خلّو ًا من الدَن س و األباطل‪َ ,‬و ِع َّفًة ‪ :‬الِع ّف ة‪ :‬الَك ُّف عما ال َي ِحّل وَيْج ُم ُل‪َ .‬عَّف عن الَم حاِر م واُألْط ماع الَّدِنية َي ِع ُّف ِع َّفًة‬
‫وَع ّفًا وَع فافًا وَع فافة‪ ،‬فهو َع ِفيٌف وَعٌّف ‪َ ،‬أي َك َّف وتعَّفَف واْس َت ْع َفَف وَأعَّف ه هّللا ‪ ,‬لما قال العزيز (َقاَل ِإَّن ُه ِمن َك ْي ِد ُك َّن ِإَّن َك ْيَد ُك َّن َع ِظ يٌم)‪,‬‬
‫شهد له بالُط هر و الِع ّف ة‪ ,‬أي‪ :‬أن سيدنا الحسين رضي هللا عنه يشهد بأن الطريقة ال يصلها الباطل و الدنس و ال تقرب الشهوات‬
‫الدنيوية من حّب الرئاسة و غيرها‬
‫َو َن اِط ُق َمْه ٍد‪ :‬الواو للعطف‪ ,‬أي‪ :‬الشهادة من رّب البيت و ناطق المهد‪َ ,‬ن اِط ُق ‪ :‬متكلم بالكالم‪ ,‬مجاب الصمت‪َ ,‬مْه ٍد‪َ :‬مْهُد الصبي‪ :‬موضعه‬
‫الذي ُيَهّي ُأ له وُيَو َّط ُأ لينام فيه‪ ,‬في القصة ابن ‪ 7‬أو ‪ 8‬شهور‪ ,‬و هي إشارة لسيدي إبراهيم الدسوقي‪ ,‬وكرامته يوم والدته بإثبات أول‬
‫أيام شهر رمضان‪ ,‬و لذا ُيقال‪" :‬الناطُق في مهده‪ ,‬الوفّي بعهده"‪ ,‬يبقي شهادة براءة الطريقة جاءت من سيدنا اإلمام الحسين رضي هللا‬
‫عنه و من سيدي إبراهيم الدسوقي رضي هللا عنه‪ ,‬و أرضينا به‬
‫َقاَل ُبْر ءًا ِلَس اَح ِتي‪َ :‬قاَل‪ :‬نطق‪ُ ,‬بْر ءًا‪ :‬البرءاة الخلو من الذنب و العيِب‪َ ,‬س اَح ِتي‪ :‬ناحيتي‪َ ,‬قاَل ُبْر ءًا ِلَس اَح ِتي‪ :‬سيدي إبراهيم نطق ببراءة‬
‫الطريقة‬
‫القصيدة األولي (النائية)‪:‬‬
‫==================‬
‫‪ 65‬ق ‪:1‬‬
‫َو َقَّط َع َم ْف ُتوُن اْل َج َم اِل َأَص اِبعًا *** َو َي ْش َهُد َح اَل الُّس ْك ِر ِباْل َم َلِك َّي ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َقَّط َع َم ْف ُتوُن اْلَج َم اِل َأَص اِبعًا‪ :‬في قصة سيدنا يوسف عليه السالم‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬فَلَّم ا َس ِم َع ْت ِبَم ْك ِر ِهَّن َأْر َس َلْت ِإَلْي ِه َّن َو َأْع َت َدْت َلُهَّن ُم َّتَك ًأ‬
‫َو آَت ْت ُك َّل َو اِحَدٍة ِّم ْن ُهَّن ِس ِّك يًن ا َو َقاَلِت اْخ ُرْج َع َلْي ِه َّن َفَلَّم ا َر َأْي َن ُه َأْك َبْر َن ُه َو َقَّط ْع َن َأْيِدَيُهَّن َو ُقْلَن َح اَش ِهَّلِل َم ا َه َذ ا َب َش ًر ا ِإْن َه َذ ا ِإَّال َم َلٌك َك ِر يٌم)‬
‫‪ 31‬يوسف‪ ,‬فكان تقطيع األصابع معّب رًا عن االفتتان بالجمال‪َ ,‬م ْف ُتوُن اْل َج َم اِل ‪ :‬اْل َج َم اِل ‪َ :‬ج َم اِل الطريقة‪ ,‬الطريقة مظهر جمال دين النبي‬
‫صلي هللا عليه و سلم في هذا الزمان‪َ ,‬م ْف ُتوُن اْل َج َم اِل ‪ :‬الذي وقع في الحسد للطريقة لما رآه من جمالها‬
‫َو َي ْش َه ُد‪ :‬الواو للعطف‪َ ,‬ي ْش َه ُد‪ :‬من َش ِه َد له بكذا َش هادًة َأي َأّد ى ما عنده من الَّش هادة‪ ،‬ما رأي بعينه‪ ,‬أقّر و أثبت‪ ,‬و الفاعل هو (مفتون‬
‫الجمال)‬
‫َح اَل الُّس ْك ِر ‪ :‬الُّس ْك ِر ‪ :‬خالف الصحو‬
‫ِباْل َم َلِك َّي ِة‪ :‬اْل َم َلِك َّي ِة‪ :‬نسبًة ِلَم َلك‪ ,‬و اْل َم َلُك جسم نوراني روحاني لطيف غاية في الجمال‪ ,‬يشهد بالجمال الفائق‪ ,‬غير المألوف‪ ,‬و اإلشارة‬
‫بسيدنا يوسف عليه السالم لما له من جمال‪ ,‬فتن صويحبات امرأة العزيز فشهدن بأنه َم َلٌك َك ريم‪ ,‬قال سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو َم ا ُيوُس ِفٌي َغ ْيُر َها ِلَج َم اِلَه ا *** َو َم ا ِه َي ِفي الَّت ْح ِقيِق ِإَّال َط ِر يَقِتي (‪ 186‬ق ‪)1‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 66‬ق ‪:1‬‬
‫َخ َز اِئُن َأْر ِض ِهَّللا ِم ْلُك َي ِميِنَه ا *** ُتَق ِّر ُب َمْن َش اَء ْت َو ُبْع دًا ِلَش اِمِت‬

‫المعني‪:‬‬
‫َخ َز اِئُن َأْر ِض ِهَّللا‪َ :‬أْر ِض ِهَّللا عالم الملك‪ ,‬موطن الِخالفة‪َ ,‬خ َز اِئُن َأْر ِض ِهَّللا‪ :‬مكامن األسرار و العلوم و األرزاق‪ ,‬اآليات‪َ( :‬و َقاَل اْلَم ِلُك‬
‫اْئُتوِني ِبِه َأْس َتْخ ِلْص ُه ِلَن ْف ِس ي َفَلَّم ا َكَّلَم ُه َقاَل ِإَّن َك اْلَيْو َم َلَدْي َن ا َمِكيٌن َأِميٌن * َقاَل اْج َع ْلِني َع َلى َخ َز اِئِن اَألْر ِض ِإِّن ي َح ِفيٌظ َع ِليٌم * َو َك َذ ِلَك َم َّكَّن ا‬
‫ِلُيوُسَف ِفي اَألْر ِض َي َت َبَّو ُأ ِم ْن َه ا َح ْي ُث َي َش اء ُنِص يُب ِبَر ْح َم ِتَن ا َم ن َّنَش اء َو َال ُنِض يُع َأْج َر اْل ُمْح ِس ِنيَن ) ‪ 55 ,54‬يوسف‪ ,‬قال رضي هللا عنه في‬
‫(‪ 6-5‬ق ‪:)49‬‬
‫َفَلْيَس اَألْر ُض ِفي ُيْم َن اَي َش ْى ٌء *** َو َال َمْر َم ى َي ِع ُّز ِمَن اْلَمَر اِمي‬
‫َو َال َخ ْو ٌف َع َلْي ُك ْم َح ْي ُث ُكْنُتْم *** َفَأْر ُض ِهَّللا َخ ْر َد َلٌة َأَم اِمي‬
‫ِم ْل ُك َي ِميِنَه ا‪ِ :‬م ْل ُك أعطيت التصريف الكامل‪َ ,‬ي ِميِنَه ا‪ :‬الضمير راجع للطريقة‪ ,‬يمينها سيدي فخر الدين‪ ,‬يعني التمكين للطريقة‪ ,‬اآلية‪:‬‬
‫(َو َك َذ ِلَك َم َّكَّن ا ِلُيوُسَف ِفي اَألْر ِض َي َت َبَّو ُأ ِم ْن َه ا َح ْي ُث َي َش اء ُنِص يُب ِبَر ْح َم ِتَن ا َم ن َّنَش اء َو َال ُنِض يُع َأْج َر اْل ُمْح ِس ِنيَن ) ‪ 56‬يوسف‬
‫ُتَقِّر ُب َمْن َش اَء ْت ‪ُ :‬تَق ِّر ُب َمْن اختارت‪ ,‬الُقرب من الشيخ‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و َقاَل اْل َم ِلُك اْئُتوِني ِبِه َأْس َتْخ ِلْص ُه ِلَن ْف ِس ي) ‪ 50‬يوسف‪ ,‬اصطفاء سيدي‬
‫فخر الدين‬
‫َو ُبْع دًا ِلَش اِمِت‪ :‬الواو للعطف‪ُ ,‬بْع دًا‪َ :‬أي َأبعده هللا‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬ك َأن َّلْم َي ْغ َن ْو ا ِفيَه ا َأاَل ُبْع ًد ا ِّلَمْد َيَن َك َم ا َب ِعَدْت َث ُم وُد) ‪ 95‬هود‪ِ ,‬لَش اِمِت‪ :‬من‬
‫الَّش ماتة‪َ :‬فَر ُح العدّو ؛ وقيل‪ :‬الَف َر ُح ِببِلَّي ة الَعُدِّو ‪ ,‬وقيل‪ :‬الَف َر ُح ببلَّي ة تنزل بمن تعاديه‪ ،‬و يقول سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ُيْح َر ُم ِمْن ِإيَث اِر َها َمْن َي ِش ي ِبَه ا *** ُخ ُر وجًا َع َلْيَه ا َذ اَك ُبْع دًا اِلَش اِمت (‪ 164‬ق ‪)1‬‬
‫و يقول رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ُيْح رُم ِم ْن َه ا َمْن َع َلى ِهَّللا َي ْف َت ِر ي *** َو َلْو ِبَح ِديِث الَّن ْف ِس َأْو ُك ُّل َش اِمِت (‪ 173‬ق ‪)1‬‬
‫و يبين أن من يشمت فيه فقد شمت في رسول هللا صلي هللا عليه و سلم‪ ,‬فيقول رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ُك ُّل ُشَع اٍع ِمْن َب ِني الُّن وِر َو اِص ٌل *** َو َش اِمُت َج ِّد ي ِفي اْلَح ِقيَقِة َش اِمِتي (‪ 174‬ق ‪)1‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 67‬ق ‪:1‬‬
‫َو َت ْق بُل ُم ْز َج اَة اْلَبَض اِئِع ِم َّن ًة *** َت ِكيُل ِبِإْم َداٍد ُتَك اُل ِبَج ْف َو ِة‬
‫المعني‪:‬‬
‫َو َت ْق بُل‪ :‬ترضي‪ ,‬الفاعل ضمير مستتر تقديره (ِهي)‪ ,‬أي‪ :‬مصر إشارة لسيدنا اإلمام الحسين رضي هللا عنه‬
‫ُم ْز َج اَة اْلَبَض اِئِع ‪ :‬والَّز جاُء ‪ :‬الَّن فاُذ في اَألمر‪ ,‬والُم ْز َج ى‪ :‬الَقِليل‪ ,‬وبضاعٌة ُم ْز جاٌة‪ :‬قليلة‪ ,‬ال قيمة لها‪ ,‬األرواح تطلب التزكية حتي ُتباع و‬
‫ُتشتري‪ ,‬اآلية‪َ( :‬فَلَّم ا َد َخ ُلوْا َع َلْي ِه َقاُلوْا َي ا َأُّيَه ا اْل َع ِز يُز َمَّس َن ا َو َأْه َلَن ا الُّضُّر َو ِجْئَن ا ِبِبَض اَع ٍة ُّم ْز َج اٍة َفَأْو ِف َلَن ا اْلَك ْي َل َو َت َص َّدْق َع َلْي َن ا ِإَّن َهَّللا‬
‫َيْج ِز ي اْل ُم َت َص ِّد ِقيَن ) ‪ 88‬يوسف‪ ,‬و قد قيل‪:‬‬

‫َأَت ْي َن ا ِتَج اَر الُّذ ِّل َن ْح َو َع ِز يِز ُك ْم *** َو َأْر َو اُح َن ا الُم ْز َج اُة ِتْلَك الَبَض اِئُع‬
‫ِم َّن ًة ‪ :‬كرمًا و ليس استحقاقًا‬

‫َت ِكيُل ِبِإْم َداٍد‪َ :‬ت ِكيُل‪ :‬تعطي القوت بمعاييره‪ِ ,‬بِإْم َداٍد‪ :‬جمع َمَد د‪ ,‬و الَمَد د الزيادة‪ ,‬زيادة العطاء من سيدنا الحسين‪ ,‬اآلية‪َ( :‬فَأْو ِف َلَن ا اْلَك ْي َل‬
‫َو َت َص َّدْق َع َلْي َن ا ِإَّن َهَّللا َيْج ِز ي اْل ُم َت َص ِّد ِقيَن ) ‪ 88‬يوسف‬
‫ُتَك اُل ِبَج ْف َو ِة‪ُ :‬تَك اُل‪ُ :‬ت عطي هي ‪ -‬من المتلقين لعطائها‪ ,‬في مقابل ذلك‪ِ ,‬بَج ْف َو ِة‪ :‬الجفوة االبتعاُد و قطُع الصلة‪ ,‬أي‪ :‬أن الُقرب من الشيخ‬
‫هو الُقرب من سيدنا اإلمام الحسين و مجافاُته مجافاُت ه‪ ,‬و في الحديث‪" :‬من أحّب لقاء هللا أحّب هللا لقاءه"‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 68‬ق ‪:1‬‬
‫َو َت ْر َفُع َمْن َج اَدْت َع َلْي ِه َب ِع ْط ِفَه ا *** َو َيْس ُجُد ُك ٌّل َس ْج َد َة اَألَب ِد َّي ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َت ْر َفُع ‪ :‬ترفع تعلي مكانة‪ ,‬و الفاعل ضمير مستتر تقديره (ِهي) يعود علي (ِمصر)‪ ,‬إشارة لسيدنا اإلمام الحسين رضي هللا عنه‪ ,‬اآلية‪:‬‬
‫(َو َر َفَع َأَبَو ْي ِه َع َلى اْل َعْر ِش َو َخ ُّر وا َلُه ُسَّج ًد ا َو َقاَل َي ا َأَب ِت َٰه َذ ا َت ْأِو يُل ُر ْؤ َي اَي ِمن َقْب ُل َق ْد َج َع َلَه ا َر ِّب ي َح ًّقا َو َقْد َأْح َس َن ِبي ِإْذ َأْخ َر َج ِني ِمَن‬
‫الِّس ْج ِن َو َج اَء ِبُك م ِّمَن اْلَبْد ِو ِمن َبْع ِد َأن َّنَز َغ الَّش ْي َط اُن َبْي ِني َو َبْيَن ِإْخ َو ِتي ِإَّن َر ِّب ي َلِط يٌف ِّلَم ا َي َش اُء ِإَّن ُه ُهَو اْل َع ِليُم اْل َح ِكيُم) ‪ 100‬يوسف‪,‬‬
‫أي‪ :‬أن سيدنا الحسين بعد أن أعطي التمكين لسيدي فخر الدين‪ ,‬يرفع مكانًة آخرين من أجله‬
‫َمْن َج اَدْت َع َلْي ِه َب ِع ْط ِفَه ا‪َ :‬مْن ‪ :‬الذي‪َ ,‬ج اَدْت َع َلْي ِه‪ :‬الُج ود هو العطاء مبادءة من غير سؤال‪َ ,‬ب ِع ْط ِفَه ا‪ :‬العطف الرحمة و الشفقة‪َ ,‬مْن َج اَدْت‬
‫َع َلْي ِه أي‪ :‬من أهل الطريقة‬
‫َو َيْس ُجُد ُك ٌّل‪َ :‬و َيْس ُج ُد‪ :‬السجود هو التسليم هلل‪َ( ,‬و َخ ُّر وا َلُه ُسَّج ًد ا)‪ ,‬السجود القلبي‪ُ ,‬ك ٌّل‪ :‬حرف الستيعاب األجزاء‪ ,‬أي‪ :‬كّل من يرفع‬
‫مكانته سيدنا اإلمام الحسين من صحبة سيدي فخر الدين‬
‫َس ْج َد َة اَألَب ِد َّي ِة‪ :‬السجود القلبي‪ ,‬اَألَب دّي ة َأي هي آلخر الدهر‪ ,‬آخر مواطن العبادة‪ ,‬و هي توحيد الّذ ات الِص رف‪ ,‬يقول سيدي فخر الدين‬
‫رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو َس َج ْد ُت َلّم ا َلْم َأِجْد َغ ْي رًا َلُه *** َي ا ِنْع َم َو ْج ٌه ِباْل َمَح اِس ِن َأْس َف َر (‪ 13‬ق ‪)34‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 69‬ق ‪:1‬‬
‫َو آَي ُة ُم ْل كى َأَّن ِني َم ا َخ َط ْب ُتَه ا *** َو َأَّن َر ُس وَل ِهَّللا َش اِهُد ُع ْق َد ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو آَي ُة ُم ْل كى‪ :‬اآلية المعجزة التي تثبت مكانة النبي أو الولي‪ ,‬آية ُم ْل كى أي الدالة علي رئاستي‪ :‬قال تعالي (َو َقاَل َلُهْم َن ِبُّيُهْم ِإَّن َآَي َة ُم ْل ِكِه‬
‫َأْن َي ْأِتَي ُك ُم الَّت اُبوُت ِفيِه َس ِكيَن ٌة ِمْن َر ِّب ُك ْم َو َب ِقَّي ٌة ِم َّم ا َت َر َك َآُل ُم وَس ى َو َآُل َهاُروَن َت ْح ِم ُلُه اْلَم اَل ِئَك ُة ِإَّن ِفي َذ ِلَك َآَلَي ًة َلُك ْم ِإْن ُكْنُتْم ُم ْؤ ِمِنيَن ) ‪248‬‬
‫البقرة‬
‫َأَّن ِني َم ا َخ َط ْب ُتَه ا‪َ :‬أَّن ِني‪َ :‬أَّن ‪ :‬للتوكيد‪ ,‬معها نون الوقاية‪ ,‬و يا المتكلم‪ ,‬خطاب ذاتي صرف‪َ ,‬م ا‪َ :‬خ َط ْب ُتَه ا‪ :‬ما طلبتها‪ ,‬أي‪ :‬ما طلبت‬
‫الرئاسة‪ ,‬أي‪ :‬هي التي اختارتني (اصطفاء)‬
‫َو َأَّن َر ُس وَل ِهَّللا َش اِهُد ُع ْق َدِتي‪َ :‬و َأَّن ‪ :‬واو العطف‪ ,‬أًّن للتأكيد‪َ ,‬ر ُس وَل ِهَّللا َش اِهُد ُع ْق َد ِتي‪ :‬من عقدت الحبل‪ ،‬فهو معقود‪ ،‬وكذلك العهد‪ ,‬فهي‬
‫ُع ْق َد ُة العفد‪ ,‬أي‪ :‬إبرامه‪ ,‬و هي ُع قدة البيع للطريقة و سيدي فخر الدين الذي تم بين سيدي إبراهيم (البائع) و سيدنا الحسين‬
‫(المشتري)‪ ,‬و كان الشاهد علي العقد رسول هللا صلي هللا عليه و سلم‪ ,‬قال سيدي فخر الدين مخاطبًا موالنا اإلمام الحسين رضي هللا‬
‫عنه‪:‬‬
‫َو َقِد اْص ُط ِفيُت َو َأْن َت َأْن َت ُم َؤ ِّي ِدي *** َو ِلَب اِس َي الَّت ْق ِر ُيب َو اِإلْح َر اُم (‪ 14‬ق ‪)24‬‬
‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬
‫==================‬
‫‪ 70‬ق ‪:1‬‬
‫ُمَر اِد َي ِع ْن َد ِهَّللا َي ْلَقى ِإَج اَب ًة *** َألَّن ُمَر اَد ِهَّللا ِع ْن ِد َي َس ْلَو ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫ُمَر اِد َي ‪َ :‬أراد الشيء‪َ :‬أحبه وُع ِنَي به‪ ،‬واالسم الِّر يُد‪ ,‬ما أطلب‬
‫ِع ْن َد ِهَّللا َي ْل َقى ِإَج اَب ًة ‪ :‬أي‪َ :‬ي ْلَق ى ِإَج اَب ًة ِع ْن َد ِهَّللا‪ِ ,‬ع ْن َد ِهَّللا‪ :‬االسم هللا‪ ,‬رئيس األسماء اإللهية كلها‪ ,‬وفي َأسماِء هّللا الـُم ِجيُب ‪ ،‬وهو الذي‬
‫ُيقاِبُل الُّدعاَء والُّس َؤ ال بالَعطاِء والَقُب ول‪ ،‬سبحانه وتعالى‪ ،‬وهو اسم فاعل ِمن َأجاب ُيِجيُب ‪ ,‬والَج واُب ‪ ،‬معروٌف ‪َ :‬ر ِديُد الكالم‪ ،‬والِفْع ل‪:‬‬
‫َأجاَب ُيِجيُب ‪ ,‬قال هّللا تعالى‪َ( :‬و ِإَذ ا َس َأَلَك ِع َب اِدي َع ِّن ي َفِإِّن ي َقِر يٌب ُأِجيُب َدْع َو َة الَّداِع ِإَذ ا َدَع اِن َفْلَيْس َت ِجيُبوا ِلي َو ْلُيْؤ ِم ُنوا ِبي َلَع َّلُهْم‬
‫َيْر ُشُدوَن ) ‪ 186‬البقرة‪ ,‬ألنه رضي هللا عنه يدخل تحت قوله تعالي (ِع َب اِدي)‪ ,‬و ُهم المتحققون بالعبادة في درجة اإلحسان‪ ,‬أي‪ :‬الُع بودة‪,‬‬
‫قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ِمْن َع بٍث َب ْخ ُس اْل َح ِقيَقِة َأْه َلَه ا *** َألِّن َي َعْبٌد ِفي َم َقاِم اْلُعُبوَدِة (‪ 72‬ق ‪)1‬‬
‫َألَّن ُمَر اَد ِهَّللا ِع ْن ِد َي َس ْل َو ِتي‪َ :‬ألَّن ‪ :‬الالم للتعليل‪ ,‬أَّن ‪ :‬للتوكيد‪ُ ,‬مَر اَد ِهَّللا‪ :‬مقصوده تعالي‪ ,‬قال تعالي‪ِ( :‬إَّن َم ا َأْم ُرُه ِإَذ ا َأَر اَد َش ْي ًئ ا َأن َي ُقوَل َلُه‬
‫ُك ن َفَي ُك وُن ) ‪ 82‬يس‪ِ ,‬ع ْن ِد َي ‪ :‬لدي‪َ ,‬س ْل َو ِتي‪ :‬سلوتي من سال الَّس لوى هي ما َس ّالَك‪ ،‬فأنساك الهّم ‪ ,‬متعتي هي ُمَر اَد ِهَّللا‪ ,‬و تعلم منذ لك أن‬
‫إرادة هللا هي إرادته و إرادته هي إرادة هللا‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 71‬ق ‪:1‬‬
‫َو َأَّن ِك َت اَب ِهَّللا َلْف ظًا َو َغ اَي ًة *** ِبَصْد ِر َي َم ْك ُنوٌن َو ِتْبَياُن ُس َّن ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َأَّن ‪َ :‬أَّن تنصب االسم وترفع الخبر‪ ،‬وتفيد التوكيد‪ِ ,‬ك َت اَب إسمها منصوب‬
‫ِك َت اَب ِهَّللا‪ :‬القرآن الكريم‬
‫َلْف ظًا‪ :‬ظاهر المعني‪ ,‬التفسير‬
‫َو َغ اَي ًة ‪ :‬الغاية أقصي الشئ‪ ,‬أي‪ :‬حّد المعني‪ ,‬و كما هو معلوم فإّن للقرآن ظاهر و باطن و مطلع و حّد ‪ ,‬كما ورد في الحديث عن عبد هللا‬
‫ابن مسعود قال قال رسول هللا‪" :‬أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن ولكل حد مطلع الغاية هي الحد و هي أعلي‬
‫فهم في القرآن‬
‫ِبَصْد ِر َي َم ْك ُنوٌن ‪ِ :‬بَصْد ِر َي ‪ :‬بقلبي‪َ ,‬م ْكُنوٌن ‪ :‬مخزون أو مخبأ‪ ,‬في اآلية‪َ( :‬ب ْل ُهَو َآَي اٌت َبِّي َن اٌت ِفي ُص ُدوِر اَّلِذيَن ُأوُتوا اْلِع ْل َم َو َم ا َيْج َح ُد ِبَآَي اِتَن ا‬
‫ِإاَّل الَّظ اِلُموَن ) ‪ 49‬العنكبوت‪ ,‬و في الحديث‪ :‬روي عن سعيد بن المسيب قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إن من العلم كهيئة‬
‫المكنون ال يعلمه إال أهل المعرفة باهلل‪ ،‬فإذا نطقوا به لم ينكره إال أهل الغر"‪ ,‬و قد قال سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‪ ,‬في ذلك‪ ,‬في (‬
‫‪ 20-16‬ق ‪:)10‬‬
‫ِإِّن ي ِلُقْر آِن اِللَس اِن ُمَر ّت ٌل *** ُم َت َر ِّن مًا َو ُم َفِّص ًال آَي اِتِه‬
‫َو َك َذ ا ِلُقْر آِن اْلَبَي اِن ُم ِبيُنُه *** َو ِبِه ُأِقيُل اْلِخَّل ِمْن َع َث َر اِتِه‬
‫اْل ُع ُلوِم َلَع اِلٌم *** ُأْن ِبيُت َع ن َمْع َن اُه ِمْن َك ِلَم اِتِه‬ ‫ِإَن ي ِبُقْر آِن‬
‫اْلَع َي اِن ُمَع اِيٌن *** ِفي ُك ِّل َمْر قًى َأْلَت ِقي ِبَذ َو اِتِه‬ ‫ِإِّن ي ِلُقْر آِن‬
‫ِإِّن ي ِلُقْر آِن اْلَم َش اِهِد َش اِهٌد *** َو ِبِه َر َعْي ُت اْلَح َّب ِفي ِإْن َب اِتِه‬
‫َو ِتْبَياُن ُس َّن ِة‪ِ :‬تْبَياُن مرفوعة بالعطف علي جملة (بصدري مكنون) الواقعة في محل رفٍع خبر أَّن ‪ ,‬يعني كما أن القرآن مكنون بصدري‬
‫فإن الُس َّن ة ‪ُ -‬س َّن ة النبي صلي هللا عليه و سلم ‪ -‬وهي التي تبّي ن القرآن مكنونة بصدري كذلك‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬و ِإْذ َأَخ َذ ُهَّللا ِميَث اَق اَّلِذيَن‬
‫ُأوُتوا اْلِك َت اَب َلُتَبِّي ُنَّن ُه ِللَّن اِس َو اَل َتْك ُتُم وَن ُه َفَن َب ُذ وُه َو َر اَء ُظ ُهوِر ِه ْم َو اْشَت َر ْو ا ِبِه َث َم ًن ا َقِلياًل َفِبْئ َس َم ا َي ْشَت ُروَن ) ‪ 187‬آل عمران‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 72‬ق ‪:1‬‬
‫َو ِمْن َع بٍث َب ْخ ُس اْل َح ِقيَقِة َأْه َلَه ا *** َألِّن َي َعْبٌد ِفي َم َقاِم اْل ُعُبوَد ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو ِمْن َع بٍث‪َ :‬و ِمْن ‪ :‬الواو استئنافية‪ِ ,‬مْن ‪ :‬حرف لتبيين النوع‪َ .‬ع بٍث‪ :‬الَعَب ُث الَّلِع ُب ‪ ,‬نوٌع من العبث‬
‫َب ْخ ُس اْلَح ِقيَق ِة َأْه َلَه ا‪َ :‬ب ْخ ُس ‪ :‬الَب ْخ ُس ‪ :‬الَّن ْق ُص ‪َ .‬ب َخ َس ه َح َّقه َيْب َخ ُس ه َب ْخ سًا ِإذا نقصه‪ ,‬والَب ْخ ُس من الظلم َأْن َت ْب َخ َس َأخاك َح َّق ه فتنقصه كا‬
‫َيْب َخ ُس الكياُل مكياله فينقصه‪ ,‬و في اآلية‪َ( :‬و اَل َت ْب َخ ُس وا الَّن اَس َأْش َي اَء ُه ْم َو اَل َت ْع َث ْو ا ِفي اَأْلْر ِض ُم ْف ِس ِديَن ) ‪ 103‬الشعراء‪ ,‬اْلَح ِقيَق ِة‪ :‬ما هو‬
‫متحقق بالفعل‪َ ,‬أْه َلَه ا‪ :‬أهل البيت هم ساكنوه و المقيمون فيه‪ ,‬أي‪ :‬المقيمون في اْل َح ِقيَقة‪ ,‬اْل َح ِقيَق ة هي مرتبة اإلحسان من الدين‪ ,‬أهل‬
‫مرتبة اإلحسان في أعلي مراتب الدين‬
‫َألِّن َي ‪ :‬الالم للتعليل‪ ,‬لماذا صار من عبث بخس الحقيقة أهلها‪ ,‬لآلتي‪َ ,‬أِّن َي ‪َ :‬أَّن ‪ :‬للتأكيد‪ ,‬مع ياء المتكلم‪ ,‬إشارة لحقيقة الّذ ات‪ ,‬أي‪ :‬ذات‬
‫المتكلم‪ ,‬الشيخ رضي هللا عنه‬
‫َعْبٌد ِفي َم َقاِم اْلُعُبوَدِة‪ :‬العبادة ُتسمي َع بادة في مرتبة اإلسالم‪ ,‬عبودية في مرتبة اإليمان‪ُ ,‬عُبوَد ة في مرتبة اإلحسان‪ِ ,‬في َم َقاِم اْلُعُبوَدِة‪:‬‬
‫أي‪ :‬أعبد في مرتبة اإلحسان‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 73‬ق ‪:1‬‬
‫ُيَش اُر ِإَلَّي ِباْلَب َن اِن ُم َت َّو جًا *** َو ِإِّن ي َفْخ ُر الِّد يِن ِفي ُك ِّل َح ْض َر ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫ُيَش اُر ِإَلَّي ‪ُ :‬يَش اُر ِإَلَّي ‪َ :‬أشار ِإليه وَش َّو ر‪َ :‬أوَم َأ‪ ،‬يكون ذلك بالكِّف والعين والحاجب‪ ,‬و قد قيل‪:‬‬

‫ُنِس ُّر الَهَو ى ِإَّال ِإشاَر ة حاِجٍب *** ُهناك وِإَّال َأن ُتِش ير اَألصاِبُع‬
‫ِباْلَب َن اِن ‪ :‬الباء للوسيلة أو الواسطة‪ ,‬أي‪ :‬بواسطة البنان‪ ,‬اْلَب َن اِن ‪ :‬األصبع‪ ,‬اإلشارة بالبنان تكون لذي المكانة الرفيعة‪ ,‬عبارة " ُيَش اُر ِإَلَّي ه‬
‫ِباْلَب َن اِن " ُت قال للمشهور بين الناس أو بين القوم‬
‫ُم َت َّو جًا‪ :‬الُم َت َّو ُج ‪ :‬الُمَس َّو ُد‪ ،‬ألن التاج وهو ما يصاغ للملوك من الذهب والجوهر‪ ,‬أي‪ :‬أعطيُت رئاساة الزمان‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َم ِلٌك ُتَت ّو ُج ُه اْل ِع َن اَي ُة ِباْلَبَه ا *** َو اْلُك ُّل َم ْأُم وٌر َو َث َّم ُم َط اُع (‪ 7‬ق ‪)23‬‬
‫َو ِإِّن ي‪َ :‬و ِإِّن ي‪ :‬الواو للتأكيد‪ِ ,‬إِّن ي‪ِ :‬إَّن ‪ :‬للتأكيد مع ياء المتكلم‪ ,‬أي‪ :‬سيدي َفْخ ُر الِّديِن ‪ ,‬تشير إلي حقيقة ذاته‬
‫َفْخ ُر الِّديِن ‪ :‬الَفْخ ُر ‪ :‬التمُّدح بالخصال واالفِتخاُر وَعُّد القديم و الجاه و المكانة‪َ ,‬فْخ ُر الِّديِن ‪ :‬أي‪ :‬الذي يفخُر بي الِّديُن ‪ ,‬الِّديُن الِّد يُن و أهلُه‪,‬‬
‫و هذه الُك نية جاءت من سيدتنا السيدة فاطمة الزهراء رضي هللا عنه‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َفْخ رًا ُتَن اِديِني َفَأْف َخ ُر َش اِكرًا *** ِفي اْلَح ْض َر َت ْي ِن َو َم ا اْلَفَخ اُر َم َش اُع (‪ 17‬ق ‪)27‬‬
‫و قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َأُخ وُض ِبَح ارًا َت ْح َذ ُر الُّس ْف ُن َم ا ِبَه ا *** َي ِجُّل َع ِن اْلُح َّذ اِق َم ْك ُنوُن ُكْن َي ِتي (‪ 83‬ق ‪)1‬‬
‫ِفي ُك ِّل َح ْض َر ِة‪ِ :‬في‪ :‬ظرفية‪ُ ,‬ك ِّل‪ :‬حرف الستعاب األجزاء‪َ ,‬ح ْض َر ِة‪ :‬حالة الحضور ألولياء هللا في موطن من مواطن التجّليات اإللهية‪,‬‬
‫أي‪ :‬فخر لكل الحضرات‪ ,‬عّب ر عنها بَس َم اَو اِت اْلُغ يُو ِب في قوله رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ُأَكَّن ى ِبَفْخ ِر الِّديِن َبْيَن َأِحَّب ِتي *** َو ِلي ِفي َس َم اَو اِت اْلُغ يُو ِب َم َن اِقُب (‪ 1‬ق ‪)27‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 74‬ق ‪:1‬‬
‫َفْح َو ِض َي َمْو ُروٌد َو َن ْح ِر َي ِفْد َي ٌة *** َو َش انِئَي اْلَمْب ُتُو ر َيْو َم اْلِقَي اَم ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َفْح َو ِض َي َمْو ُر وٌد‪َ :‬فْح َو ِض َي ‪ :‬الفاء استئنافية‪ْ ,‬ح َو ِض َي ‪ :‬حاَض الماَء وغيَر ه َح ْو ضًا وَح َّو َض ه‪ :‬حاَط ه وَج َمَع ه‪ ,‬وُحْض ُت َأُح وُض ‪ :‬اتخْذ ُت‬
‫َح ْو ضًا‪ ,‬واْس َت ْح َو ض الماُء ‪ :‬اجتمع‪ ,‬والَح ْو ُض ُمْج َت َمُع الماء معروف‪ ،‬وَح ْو ُض الرسول صّلى هّللا عليه وسّلم‪َ :‬ح ْو ُض اْلَك ْو َث ر الذي َيْس ِقي‬
‫منه ُأَّم ته يوم القيامة‪َ ,‬مْو ُر وٌد‪ :‬الِو ْر ُد‪ :‬الماء الذي ُيوَر ُد‪ ,‬فهو َمْو ُروٌد ‪ ,‬القصائد يتلقاها أبناء الطريقة (بأرض هللا) و تتلقاها عوالم‬
‫السماء‪ ,‬و الشراب فيها هو العلوم العالية‪ ,‬و البيت يستقي بنيانه و معناه من ســـورة اْلَك ْو َث َر ‪ ,‬و ْح َو ِض َي هنا إشارة إلي قصائد شراب‬
‫الوصل‪ ,‬قال قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ِإَّن ا َأْع َط ْي َن اَك اْل ِك ْو َث ْر *** َفاْع َلْم َأَّن الَو اِحَد أْك َبْر (‪ 1‬ق ‪)51‬‬
‫َو َن ْح ِر َي ِفْد َي ٌة ‪َ :‬و َن ْح ِر َي ‪ ,‬اآلية‪َ( :‬فَص ِّل ِلَر ِّب َك َو اْن َح ْر ) ‪ 2‬الكوثر‪َ ,‬و َن ْح ِر َي ‪ :‬الّن حر‪ :‬قتل النفوس‪ِ ,‬فْد َي ٌة ‪ :‬إشارة إلي اِلعتق‪َ ,‬فداه َي ْف ِديه ِفداًء ِإذا‬
‫َأعطى ِفداءه وَأنقذه والِفْد يُة الِفداء‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬و َأِتُّم وا اْل َح َّج َو اْل ُعْمَر َة ِهَّلِل َفِإْن ُأْح ِص ْر ُتْم َفَم ا اْس َت ْيَس َر ِمَن اْل َهْد ِي َو اَل َت ْح ِلُقوا ُرُء وَس ُك ْم َح َّت ى‬
‫َيْب ُلَغ اْلَهْد ُي َم ِحَّلُه َفَمْن َك اَن ِم ْنُك ْم َم ِر يًض ا َأْو ِبِه َأًذ ى ِمْن َر ْأِس ِه َفِفْد َي ٌة ِمْن ِص َي اٍم َأْو َص َد َقٍة َأْو ُنُس ٍك ‪ 196 ) ...‬البقرة‪ ,‬بعد قتل النفوس‬
‫العتق حيث يبيع الشيخ المريد لربنا و الوسيط حضرة النبي صلي هللا عليه و سّلم (إن هللا اشتري من المؤمنين أنفسهم)‪ ,‬قال رضي هللا‬
‫عنه‪:‬‬
‫ِإَذ ا َن َح ُر وا اَألْن َع ام َأْد َفُع ِباَّلِتي *** ُتَر ُّد ِإَلى ِهَّللا اَّلِذي ِفيِه َك اَن ِت (‪ 370‬ق ‪)1‬‬
‫َو َش انِئَي اْلَمْب ُتُو ر َيْو َم اْلِقَي اَم ِة‪َ :‬و َش انِئَي ‪ :‬الَّش ناءة مثل الَّش ناعِة‪ :‬الُبْغ ُض ‪ ,‬من يبغضني‪ ,‬اآلية‪ِ( :‬إَّن َش اِنَئ َك ُهَو اَأْلْب َت ُر )‪ ,‬اْلَمْب ُتُو ر‪ :‬الَب ْت ُر ‪:‬‬
‫اْس ِتْئ صاُل الشيء قطعًا‪ ,‬أي‪ :‬مقطوع من أن ينال شربة من حوض الشفاعة الٌك بري‪َ ,‬يْو َم اْل ِقَي اَم ِة‪ ,‬و مناسبة هذا‪ :‬رّد علي الذين ظنوا أن‬
‫القصائد توقفت‬
‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬
‫==================‬
‫‪ 75‬ق ‪:1‬‬
‫ُأَع اِنُق َأْج َداِدي َو َأْع َت ِنُق اْلُهَد ى *** َو َأْج ِنَح ُة اْل َع ْن َقاِء ُتوِر ُف َو اَح ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫ُأَع اِنُق َأْج َداِدي‪ُ :‬أَع اِنُق ‪ :‬عاَن قُه ُمَع انقًة وِعناقًا‪ :‬التزمه فأدنى ُع ُنَقه من ُع ُنِقه‪ ،‬و الُمَع انقة لصيقٌة بالمودة‪َ ,‬أْج َداِدي‪ :‬جمع َج ّد و يعني بكلمة‬
‫َج ّد اإلشارة للوراثة ألن الّج ّد يوّر ث‪ ,‬و َأْج َد اِد ي هنا هم الخلفاء أصحاب الرئاسات السابقة من سيدنا آدم عليه السالم و حتي زمنه رضي‬
‫هللا عنه و عنهم أجمعين‪ُ ,‬أَع اِنُق ‪ :‬كناية عن وحدة الكون الُم مد بواسطة الخلفاء‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َفُكُّلَن ا َو اِحٌد ِفي َو اِحِد َّي ِتِه *** َو ِإَّن َم ا َفَّر َق الَّت ْو ِحيُد ُر ْت َب َتَن ا (‪ 49‬ق ‪)35‬‬
‫َو َأْع َت ِنُق اْلُهَد ى‪ :‬الواو للعطف‪َ ,‬أْع َت ِنُق ‪ :‬االعتناق أصله االشتباك‪ ,‬اْلُهَد ى‪ :‬جميع ما جاء به سيدنا رسول هللا من الداللة علي هللا تعالي و‬
‫اإلرشاد إليه‪َ ,‬و َأْع َت ِنُق اْل ُهَد ى‪ :‬أقبل عليه بُكّلي فال فرق بيننا و الُهَد ي حضرة المصطفي صلي هللا عليه و سلم و أعتنق‪ :‬كون حضرة‬
‫الرسول صلي هللا عليه و سلم أضافني إليه و صار هو باطني كما تعانق األلف الالم في الحرف (ال) فاأللف ال يقوم إال بالالم معه‬
‫َو َأْج ِنَح ُة اْل َع ْن َقاِء ‪ :‬الواو للعطف‪َ ,‬أْج ِنَح ُة ‪ :‬جمع جناح و ألن طاشر العنقاء مفهوٌم عنه كثرة األجنحة لم يقل جناحا بل قال َأْج ِنَح ة‪ ,‬و‬
‫األجنحة كناية عن الرحمة‪ ,‬اْل َع ْن َقاِء ‪ :‬في األصل طائر ضخم و سِّم يت َع ْن قاء ألنه كان في ُع ُنقها بياض كالطوق‪ ،‬و هي تعبيٌر عن النادر‬
‫الوجود‪ُ ,‬يكّن ي بها عن الحضرة اإللهية‪ ,‬و في المعني أشار إليها سيدي فخر الدين رضي هللا عنه بقوله‪:‬‬
‫َو ِحينًا َأَر ى اَلْع َن قاَء ِبالَّس ْه ِم َقْد َر َم ْت *** َأَص ابْت ُعَبْي دًا َص ار ِنْع َم اَّلِر ِم َّي ِة (‪ 242‬ق ‪)1‬‬
‫ُتوِر ُف َو اَح ِتي‪ُ :‬توِر ُف ‪ :‬وَر َّف النباُت َي ِر ُّف َر فيفًا إذا اهتز وَتَن َّع َم ‪ ,‬و َأن َي َت ْألَأل وُيْش ِر َق ماؤه‪َ ,‬و اَح ِتي‪ :‬الواحة مكان الظّل و الفيئ و النعيم‪,‬‬
‫أي‪ :‬طريقتي‪ُ ,‬توِر ُف تنتشر و تزدهر و يطيب زمانها‪ُ ,‬توِر ُفهاَ َأْج ِنَح ُة اْلَع ْن َقاِء ‪ ,‬أي‪ :‬رحمة هللا‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َط ِر يِقَي ِفي ُك ِّل الَّط َر اِئِق َر ْح َم ة *** َش َهاَد َة َح ٍّق ِمْن ُعَبْي ٍد ُم َش اِهِد (‪ 29‬ق ‪)14‬‬
‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬
‫==================‬
‫‪ 76‬ق ‪:1‬‬
‫َأُر وُح َو َأغُدو ِفي اْلُغ ُيوِب ُمَس اِفرًا *** َمَح ُّط ِر َح اِل الَّس اِلكِيَن ِبَر اَح ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َأُر وُح َو َأغُدو‪( :‬الفاعل ضمير مستتر تقديره "أَن ا"‪َ ,‬أُر وُح ‪ :‬من الّر واح بالعشّي أي السير إلي حيث الكسب‪ ,‬و الُغ ُدو‪ :‬السير بالنهار أي‪:‬‬
‫الرجوع بالرزق‪ ,‬في الحديث (َلْو َأَّنُك ْم َتَت َو َّكُلوَن َع َلى ِهَّللا َح َّق َت َو ُّك ِلِه َلَر َز َقُك ْم َك َم ا َيْر ُز ُق الَّط ْيَر َتْغ ُدو ِخَم اًص ا َو َت ُر وُح ِبَط اًن ا)‪ ,‬حال المرّب ي‪ ,‬و‬
‫هو يعتني بالسالكين’ يأخذهم من أول الطريق إلي آخره‪ ,‬قيل‪:‬‬

‫َو َمْن َلْم َي ُك ْن َخ ْلُف الَح ِبيِر َم ِس يُرُه *** َك ُثَر ْت َع َلْي ِه َط َر ائُق األْو َهاِم‬
‫ِفي اْلُغ ُيوِب ُمَس اِفرًا‪ :‬الغيوب‪ :‬غيب الشهادة‪ -‬غيب الّذ ات‪-‬غيب المشيئة‪-‬غيب اإلرادة‪ ,‬غيب األفعال‪ُ ,‬مَس اِفرًا‪ :‬من الّس فر (نّض ر هللا وجه‬
‫الّر احل المتّر حل) في ترقي دائم‬
‫َمَح ُّط ِر َح اِل الَّس اِلكِيَن ‪َ :‬مَح ُّط ‪ :‬من الَح ُّط ‪ :‬الَو ْض ُع ‪ ،‬حَّط ه َيُح ُّط ه َح ّط ًا فاْن َح َّط ‪ ,‬والَح ُّط ‪ :‬وْض ع اَألْح ماِل عن الَّد واِّب ‪ ،‬و َمَح ُّط ‪ :‬مصدر كونه حّط‬
‫األحمال عن الّد ابة‪ِ ,‬ر َح اِل ‪ :‬األحمال‪ ,‬وفي حديث سيدنا عمر رضي هللا عنه‪ِ :‬إذا َح َط ْط ُتُم الِّر حاَل فُشُّدوا الُّس روَج َأي ِإذا قضيتم الَح َّج‬
‫وَح َطْط ُتم ِر حاَلكم عن اِإلبل‪ ،‬وهي اَألْك واُر والَم تاع‪ ،‬فُشُّدوا الُّس روج على الخيل للَغ ْز و‪ ,‬الَّس اِلكِيَن ‪ :‬السائرين إلي هللا‬
‫ِبَر اَح ِتي‪ :‬الباء ظرفية أي‪ :‬في َر اَح ِتي‪ ,‬الّر احة راحة اليد معروفة‪ ,‬و راحة اليد تعني العناية و الكرم و العطاء‪ ,‬أي‪ :‬عنده رضي هللا عنه‬
‫محّط الِر حال‪ ,‬يعتني بالسائرين‪ ,‬و هو أقصي مواطن السير‬

‫أعجبنيلم يعجبني‬
‫الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى األسفل‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫® مدير المنتدى ®‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫رسالة ‪: sms‬‬

‫سيرى ببطئ ياحياة‬


‫لكى أراك بكامل النقصان حولى‬
‫كم نسيتك فى خضمك‬
‫باحثا عنى وعنك‬
‫وكلما أدركت سرا منك‬
‫قلت بقسوة‬
‫مأجهلك!!!!‬
‫ذكر‬
‫عدد المساهمات ‪11496 :‬‬
‫اٍالقامة ‪ :‬وراء األفق حيث الشئ سواى وحبيبتى‬
‫العمل ‪ :‬مهندس‬
‫نوسا البحر ‪ :‬ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪15781612‬‬

‫ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪Icon_minitime 2020-09-08, 3:53 pm‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 77‬ق ‪:1‬‬
‫َو ِإِّن َي ِفي َأْه ِل الَّر قِيِم َلُم ْف ِتُك ْم *** َفَث اِم ُنُهْم َكْلٌب َو َعْي ِني ُحَّج ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو ِإِّن َي ِفي َأْه ِل الَّر قِيِم ‪َ :‬و ِإِّن َي ‪ :‬الواو استئنافية‪ ,‬إَّن ‪ :‬للتأكيد‪ ,‬مع ياء المتكلم‪ ,‬إشارة لحقيقة ذات المتكلم‪ ,‬أي‪ :‬سيدي فخر الدين‪ِ ,‬في‪ :‬حرف‬
‫جر متعلق بجملة (َلُم ْف ِتُك ْم )‪َ ,‬أْه ِل الَّر قِيِم ‪ :‬هم أهل الكهف‪ ,‬وهم فتية كانوا في الفترة بين سيدنا عيسى عليه السالم وسيدنا محمد صلى‬
‫هللا عليه و سلم‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬أْم َح ِس ْب َت َأَّن َأْص َح اَب اْلَك ْه ِف َو الَّر ِقيِم َك اُنوا ِمْن آَي اِتَن ا َع َج ًب ا) ‪ 9‬الكهف‪ ,‬و الَّر قِيِم كتاب كتب فيه اسماء أهل‬
‫الكهف‪ُ ,‬ر قمت أي كتبت بارزة‪ ,‬قال الطبري في تفسيره‪" :‬وأما الرقيم فإن أهل التأويل اختلفوا في المعني به فقال بعضهم‪ :‬هو اسم‬
‫قرية أو واد‪ ،‬وقيل‪ :‬كتاب‪ ،‬وقيل‪ :‬لوح من حجارة كتبوا فيه قصص أصحاب الكهف ثم وضعوه على باب الكهف‪ ,‬وقيل غير ذلك‪ ,‬ثم قال‪:‬‬
‫وأولى هذه األقوال بالصواب في الرقيم أن يكون معنيا به لوح أوحجر أو شيء كتب فيه كتاب" أهـ‪.‬‬
‫َلُم ْف ِتُك ْم ‪ :‬الالم للتأكيد‪ُ ,‬م ْف ِتُك ْم ‪ :‬من َأْف تاه في المسَألة ُيْف ِتيه ِإذا َأجابه‪ ،‬واالسم الَفْت وى‪ ,‬و أفتي أصدر ُح كمًا‪ ,‬و الفتوي في الّد ين ال تقوم إال‬
‫علي الّد ليل و الُحّج ة‪ ,‬وفي اآلية‪َ( :‬سَي ُقوُلوَن َث اَل َثٌة َّر اِبُعُهْم َكْلُبُهْم َو َي ُقوُلوَن َخ ْم َس ٌة َس اِد ُسُهْم َكْلُبُهْم َر ْج ًم ا ِباْلَغ ْي ِب َو َي ُقوُلوَن َس ْبَع ٌة َو َث اِم ُنُهْم‬
‫َكْلُبُهْم ُقل َّر ِّب ي َأْع َلُم ِبِعَّدِتِه م َّم ا َيْع َلُمُهْم ِإاَّل َقِليٌل َفاَل ُتَم اِر ِفيِهْم ِإاَّل ِم َر اًء َظ اِه ًر ا َو اَل َت ْس َت ْف ِت ِفيِه م ِّم ْن ُهْم َأَح ًد ا) ‪ 22‬الكهف‪( ,‬قال قتادة‪ :‬قال‬
‫ابن عباس‪ :‬أنا من القليل الذي استثنى هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬كانوا سبعة‪ ,‬وكذا روى ابن جريج‪ ،‬عن عطاء الخراساني عنه أنه كان يقول ‪:‬‬
‫أنا ممن استثنى هللا‪ ،‬ويقول ‪ :‬عدتهم سبعة‪ ,‬و هم نائمون أقعدهم سيدنا اإلمام علي كّر م هللا وجهه و تحدث إليهم و سألهم عن أسمائهم‪,‬‬
‫و مقامهم باألردن‪ ,‬و سيدي فخر الدين رضي هللا عنه كذلك‪ ,‬أفتي بأن عددهم سبعة‪ ,‬من قوله رضي هللا عنه‬
‫َفَث اِم ُنُهْم َكْلٌب ‪ :‬فاء تفسيرية‪َ ,‬ث اِم ُنُهْم ‪ :‬أي عددهم َس ْبَع ٌة و َث اِم ُنُهْم َكْلٌب ‪ :‬أي‪ :‬كلب أهل الكهف‪ ,‬و اسمه قطمير‪ ,‬و المعروف أّن ه يدخل الجّن ة‬
‫بسبب حّب ه لهم‬
‫َو َعْي ِني ُحَّج ِتي‪َ :‬و َعْي ِني‪ :‬أي شهادة عين‪ ,‬رأيُت هم بعيني‪ ,‬ياء المتكلم‪ ,‬سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‪ُ ,‬حَّج ِتي‪ :‬دليلي و إثباتي‪ ,‬و رأي‬
‫العين ال تعدله حجٌة‬
‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬
‫==================‬
‫‪ 78‬ق ‪:1‬‬
‫َت ُهُّب َع َلى َأْه ِل اْلَغ َر اِم َلَو اِقِحي *** َو َع اِتَي ِتي َت ْأِتي َع َلى ِذي اْلَج َه اِلة‬

‫المعني‪:‬‬

‫َت ُهُّب ‪َ :‬هَّب ِت الريُح َت ُهُّب ُهُبوبًا وَه ِبـيبًا‪ :‬ثاَر ْت وهاَج ْت ‪ ,‬و منها الهّب بمعني النشاط‪ ,‬أي نشطت و أهاجتهم‪ ,‬و الهبوب دائما ما تهّب‬
‫بالخير‪ ,‬و في ذلك قيل‪:‬‬
‫هّب ت َن َسَم ات *** أحيت األرواح‬
‫َع َلى َأْه ِل اْلَغ َر اِم ‪َ :‬ع َلى‪ :‬حرف جر‪َ ,‬أْه ِل ‪ :‬أهل البيت هم ساكنوه و المقيمون فيه‪ ,‬أي‪ :‬من الزمهم الغرام‪ ,‬اْلَغ َر اِم ‪ :‬الغرام الحّب و العشق‬
‫لدرجة العذاب‪ ,‬قال في لسان العرب‪" :‬والَغ راُم ‪ :‬الالزم من العذاب والشُّر الدائم والَب الُء والُحُّب والعشق وما ال يستطاع َأن ُيَت َفَّص ى منه‪,‬‬
‫وقال الزجاج‪ :‬هو َأشُّد العذاب في اللغة"‪ ،‬و قال تعالي في صفة العذاب‪َ( :‬و اَّلِذيَن َي ُقوُلوَن َر َّب َن ا اْص ِر ْف َع َّن ا َع َذ اَب َج َه َّن َم ِإَّن َع َذ اَبَه ا َك اَن‬
‫َغ َر اًم ا) ‪ 65‬الفرقان‪ ,‬و قال سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َت َو اَع َد َأْر َب اُب اْلَغ َر اِم َع َلى اْل َج وَي *** َف َمْن ُيْلَق ِفي َن اِر ي َفَلْيَس ِبَه اِلِك (‪ 26‬ق ‪)10‬‬
‫و قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ِإَّن اْلَغ َر اَم ِإَذ ا َأَلَّم ِبَع اِش ٍق *** َأحَم ى َح ِميثًا لِلَح َش ا َيْج َت اُح (‪ 9‬ق ‪)25‬‬
‫َلَو اِقِحي‪ :‬الَّلواِقُح من الرياح‪ :‬التي َت ْح ِم ُل الَّن َدى ثم َت ُمُّج ه في السحاب‪ ،‬فِإذا اجتمع في السحاب صار مطرًا‪ ,‬و منها اجتماعها علي النبات‬
‫و إتمام إلقاحه‪ ,‬أي أن يصير حامًال للجنين و الثمر‪َ ,‬لَو اِقِحي‪ :‬الفيوضات اإللهية‬
‫َو َع اِتَي ِتي‪ :‬صفة للرّي اح‪ ,‬أي‪ :‬كما أن رياحي اللواقح تهّب ‪ ,‬فإن رياحي العاتية أي‪ :‬الجّب ارة فوق المعتاد من الضخامة و األثر‪ ,‬قال تعالي‪:‬‬
‫(َو َأَّم ا َعاٌد َفُأْه ِلُك وا ِبِر يٍح َص ْر َص ٍر َع اِتَي ٍة) ‪ 6‬الحاقة‪ ,‬الغضب الذي يصيب بالتدمير‪ ,‬قال في ذلك رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َص ْر َص ُر الَّت وِحيِد َأْر َدْت َج ْه َلُهْم *** َفَبَد ْو ا َأْع َج اَز َنْخ ٍل ُم ْن َقِع ْر (‪ 35‬ق ‪)13‬‬
‫َت ْأِتي َع َلى‪ :‬تمّر علي و يكون نتيجة مرورها هالكًا‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬م ا َت َذ ُر ِمن َش ْي ٍء َأَت ْت َع َلْي ِه ِإَّال َج َع َلْت ُه َك الَّر ِميِم ) ‪ 42‬الذاريات‬
‫ِذي اْل َج َه اِلة‪ :‬صاحب اْلَج َه اِلة‪ :‬و اْلَج َه اِلة الجهل المالزم‬
‫و من هذا البيت نستبط المقارنة التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬الرياج نوعين واحدة تحمل الخير و تلقح و تنتج الثمار و أخري و هي التي ال تحمل ذلك و تسمي الريح العقيم و ال ينتج منها إال‬
‫العذاب و منها الصرصر العاتية التي تبلغ قمة اإلحراق و الخراب‬
‫‪ .2‬العوالم في تلقي كلتا النوعين من الرياح كذلك نوعان‪:‬‬
‫نوع لديه استعداد لتلقي رياح اللقاح‪ ,‬و منه المحب الذي فار الغرام بداخله فغدا مستعدًا لتلقي الخير الذي تحمله رياح اللقاح أو الرياح‬
‫اللواقح و فيما يخص المعني هنا هو أنواع التجليات و الفتح بفقه العلوم الثمينة‬
‫نوع جاحد و منكر و غير مهيأ لتلقي الخير بل يقف في تحٍد كما حدث لقوم عاد و قوم لوط و مثلهم من ينكر علوم أهل هللا فال تأتيه إال‬
‫رياح الخراب التي هي في األصل أداة إلزالة الجهل و اإلنكار‬
‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬
‫==================‬
‫‪ 79‬ق ‪:1‬‬
‫َو ِر يُح ُر َخ اِئي َت ْح ِم ُل اْلَخ ْيَر ِلْل ُّد َن ا *** ُأِص يُب ِبَه ا َمْن َت ْر َت ِض ِيه ِإَص اَب ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو ِر يُح ُر َخ اِئي‪َ :‬و ِر يُح ُر َخ اِئي‪ :‬الّر يح لغة‪ :‬الِّر يُح ‪ :‬الِّر يُح واحدة الِّر ياح‪ ،‬و هي َن ِس يم الهواء‪ ،‬وكذلك َن سيم كل شيء‪ ،‬و ريح الّر خاء هي‬
‫أحد األرياح السبعة المكونة لجزء من عالم الُم لك‪ ,‬موطن الخالفة‪ ,‬قال تعالي في قصة سيدنا سليمان عليه السالم‪َ( :‬فَس َّخ ْر َن ا َلُه الِّر يَح‬
‫َت ْج ِر ي ِبَأْم ِر ِه ُر َخ اًء َح ْي ُث َأَص اَب ) ‪ 36‬ص‪ ,‬الَّر خاء‪َ :‬س َع ة الَع ْي ِش ‪ ،‬الّر يح تكون رخاء بما تقل من السحاب المطير و ما تحمل من حبوب‬
‫الّلقاح فتنبت األرض حيث أصابت و يزدهي العيش‪ِ .‬ر يُح ُر َخ اِئي‪ :‬إمداده رضي هللا عنه للكون‪ ,‬قال رضي هللا عنه في (‪ 5-4‬ق ‪:)87‬‬
‫َي ْشَت ِه يَه ا ُك ُّل َعْب ٍد َم اِلٍك *** َقاِئٍم ِباْلَح ِّق َد ْو مًا َال َي ِه ي‬
‫َقاِئٍم ِباَألْم ِر َق َّو اٍم ِبَه ا *** ُم ْل ُك َر ِّب الَن اِس َمْمدوٌد ِبِه‬
‫َت ْح ِم ُل اْلَخ ْيَر ِلْلُّد َن ا‪َ :‬ت ْح ِم ُل‪ :‬الّر يح تحمل السّح اب و هو الخير‪ ,‬اْلَخ ْيَر ‪ :‬ما فيه النفع للناس‪ِ ,‬لْل ُّد َن ا‪ :‬الالم حرف النتهاء غاية مكانية‪ ,‬الُّدنا‪:‬‬
‫هي الُّد نيا باعتبار الحياة الجارية‪ ,‬أي‪ :‬القريبة‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و ِقيَل ِلَّلِذيَن اَّت َقْو ا َم اَذ ا َأْنَز َل َر ُّب ُك ْم َقاُلوا َخ ْيًر ا ِلَّلِذيَن َأْح َس ُنوا ِفي َهِذِه الُّد ْن َي ا َح َس َن ٌة‬
‫َو َلَداُر اَآْلِخَر ِة َخ ْيٌر َو َلِنْع َم َد اُر اْل ُم َّت ِقيَن ) ‪ 30‬النحل‬

‫ُأِص يُب ِبَه ا َمْن َت ْر َت ِض ِيه ِإَص اَب ِتي‪ُ :‬أِص يُب ِبَه ا‪ُ :‬أبلغها‪َ ,‬مْن َت ْر َت ِض ِيه‪ :‬من تقبله‪ِ ,‬إَص اَب ِتي‪ :‬صاَب الغيُث بمكان كذا وكذا‪ ،‬وصاَب ِت الَّس ماُء‬
‫اَألرَض ‪ :‬جاَد ْت ها‪ ,‬وُك ُّل ناِز ٍل من ُع ْلٍو ِإلى ُس ْف ٍل ‪ ،‬فقد صاَب َيُص وُب ‪َ( ,‬ت ْج ِر ي ِبَأْم ِر ِه ُر َخ اًء َح ْي ُث َأَص اَب ) اآلية‪ ,‬أي‪ :‬أختار أين تنزل‬
‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬
‫==================‬
‫‪ 80‬ق ‪:1‬‬
‫َو ِإَّن َص َب ا َن ْج ٍد َت ُفوُح ِبِع ْط ِر َها *** َي ُشُّم َش َذ اَها َمْن َي ُذ وُق َصَب اَب ِتي‬

‫المعني‪:‬‬

‫َو ِإَّن َص َب ا َن ْج ٍد‪ :‬الواو استئنافية‪ِ ,‬إَّن ‪ :‬للتأكيد‪َ ,‬ص َب ا‪ :‬الَّص با ريٌح وَمَهُّب ها الُمْس َت ِو ي َأن َت ُهَّب من موضع مطلع الشمس ِإذا اْس َت وى الليُل‬
‫والنهاُر و هي َت ْس َت قبُل البيَت (الكعبة)‪ ،‬و هي أحد األرياح السبعة في عالم الُم لك‪ ,‬موطن الخالفة‪ ,‬قيل‪َ :‬ألَّن ها تِحُّن ِإلى البيت‪َ ,‬ص َب ا َن ْج ٍد‪:‬‬
‫أي‪ :‬أّن ها تهّب إليه من ناحية نجد‪ ,‬و هي ريح طيبة يشجي نسيمها العاشقين‪ .‬قال سيدي النابلسي‪:‬‬
‫يا صبا نجٍد ** زدت في وجدي ** ليت لو تجدي ** عن شذا األحباب‬
‫و من شعر العاشقين‪:‬‬
‫أال يـا صبا نجد متى هجت من نجد *** لـقد زادني َم سـراِك وجدا على وجد‬
‫و صبا نجٍد هنا هي الريح الباعثة علي إمداد المحّب ة‪ ،‬قال رضي هللا عنه‪-:‬‬
‫ِر يُح الَّص َب ا َن َفَث ْت ِبُرْو ِع ُم َت َّي ٍم *** َعَج بًا ِلَر اٍح ِر يُحَه ا َلَّفاُح (‪ 25‬ق ‪)25‬‬
‫َت ُفوُح ِبِع ْط ِر َها‪َ :‬ت ُفوُح ‪ :‬تقول فاَح الِم ْس ُك َفْو حًا وُفؤوحًا وَفَو حانًا وَفْي حًا وَفَي حانًا‪ :‬اْنَتَش َر ْت راِئَح ُته‪ ،‬وال يقاُل إال في الريح الطّي بة‪ِ ,‬بِع ْط ِر َها‪:‬‬
‫الِع ْط ُر ‪ :‬اسم جامع للِّط يب‪ ،‬تنتشر لتبعث الُحّب في قلوب المحّب ين‪ ,‬بإمدادي‬
‫َي ُشُّم َش َذ اَها‪َ :‬ي ُشُّم ‪ :‬يأخذ من مددها‪َ ,‬ش َذ اَه ا‪ :‬الشذي قوة الرائحة‪ ,‬قوة أثرها في المدد بالمحبة‪ ,‬قال سيدي إبراهيم الدسوقي رضي هللا‬
‫عنه‪:‬‬
‫لقد نظرت قوم بطرف لهم قذى *** فلم يشهدوا األحجاب جمال ذي‬
‫وقوم لقد شموا شذا روضها الشذى *** يقولون لي ما العلم ما السّر ما الذي‬
‫هو الجوهر الغالي عن البحر خبرنا‬
‫َمْن َي ُذ وُق َصَب اَب ِتي‪َ :‬مْن ‪ :‬الذي‪َ ,‬ي ُذ وُق ‪ :‬الذوق هو أول استطعام الشراب‪ ,‬أول الشرب‪ ,‬و في صيغة المضارع لالستمرارية‪َ ,‬ص َب اَب ِتي‪:‬‬
‫الَّص بابة الَّش ْو ُق ؛ وقيل‪ :‬رقته وحرارته‪ ,‬من شرب من المحّب ة فذاق بقلبه‪َ ,‬ص َب اَب ِتي كناية عن المحّب ة الناتجة عن حسن العقيدة‪ ,‬و‬
‫الصبابة هي ما سبق العبادات من المحّب ة‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ِديُن الَّص َب اَب ِة ِلَألِحَّب ِة ُعْر َو ٌة *** َلْو َال الَّش َهاَد ُة ما اْس َت َقاَم الّد يُن (‪ 1‬ق ‪)67‬‬
‫و قيل‪:‬‬
‫روح المحب على األحكام صـابرة *** لعّل مسقمها يوما يداويها‬
‫ال يعرف الشوق إال من يكابده *** وال الّص بابة إال من يعانيها‬
‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬
‫==================‬
‫‪ 81‬ق ‪:1‬‬
‫َو ِإِّن َي َغ َّو اُص اْلِبَح اِر َو َأْنَت ِقي *** َج َو اِه َر َم ْكُنوِن اْلُع ُلِو م ِبِه َّم ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو ِإِّن َي ‪ :‬الواو للعطف‪ ,‬إّن للتأكيد‪ ,‬مع يا المتكلم‪ ,‬إشارة لحقيقة ذات المتكلم‬
‫َغ َّو اُص اْلِبَح اِر ‪ :‬الَغ ْو ُص الُّن زوُل تحَت الماِء ‪ .‬الَغ ّو اُص الذي َي ُغ وُص في البحر على اللؤلؤ‪ ،‬اْلِبَح اِر ‪ :‬البحر ُيسمي به كلما و كّل من يحتوي‬
‫محتوي بالع األهمية‪َ ,‬غ َّو اُص ‪ :‬الماهر بالَغ ْو ص‪ ,‬اْلِبَح اِر ‪ :‬بحار العلوم مع كثرتها‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫بحر علمي من يرده ** الي جد فيه طرّي ا (‪ 30‬ق ‪)27‬‬
‫َو َأْنَت ِقي‪ :‬النقاوة الصفوة و أجود ااشئ‪ ,‬أختار من العلوم أعالها و أجوُدها‬

‫َج َو اِه َر َم ْكُنوِن اْل ُع ُلِو م‪َ :‬ج َو اِه َر ‪ :‬الُح لي النفيسة الغالية‪َ ,‬م ْكُنوِن ‪ :‬مخبأ‪ ,‬اْلُع ُلِو م‪ :‬علوم الحقائق اإللهية‪ ,‬جاء في الحديث‪ِ( :‬إَّن ِمَن اْل ِع ْلِم‬
‫َك َهْي َئ ِة اْل َم ْكُنوِن )‪ ,‬علوم الحقائق‬
‫ِبِه َّم ِتي‪ :‬الهمة هي العزم الباعث علي الفعل‪ ,‬و لك بهمة سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َفاْر َك ْب َم ِعي ِإَّن اْل َع ِز يَم َة َمْر ِك ِبي *** َت ْس َت وِقُف اْلُغ َّر اْل ِك َر اَم اْلَك اِتِبين (‪ 2‬ق ‪)7‬‬
‫و قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ّلّم ا اسَت َب قنا و الَم َط ايا ُجِّه َز ت *** َم ا َغ يَر َم حُبوبي أَر اُه أَم اِمي (‪ 55‬ق ‪)15‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 82‬ق ‪:1‬‬
‫َو ِإِّن ي ِفي ُأِّم اْلِك َت اِب ُمَه ِّذ ٌب *** َو ِإِّن َي َفْر ٌع ِفي َأِص يِل اْل َم َن اِبِت‬
‫المعني‪:‬‬
‫َو ِإِّن َي ‪ :‬الواو للعطف‪ ,‬إّن للتأكيد‪ ,‬مع يا المتكلم‪ ,‬إشارة لحقيقة ذات المتكلم‬
‫ِفي ُأِّم اْل ِك َت اِب ‪ :‬الكتاب‪ :‬القرآن الكريم‪ ,‬أم الكتاب‪ :‬سورة الفاتحة‪ ,‬و قد بين موالنا معانيها و اقسامها في كالمه عن السبع المثاني‪ ,‬و في‬
‫عالم المعاني‪ ,‬ما قبل عالم األرواح هي (الحقيقة المحمدية)‪ ,‬اآلية‪( :‬ألم‪ .‬ذلك الكتاب ال ريب فيه) ‪ 2-1‬البقرة‪ ,‬بَّي ن رضي هللا عنه‬
‫أن(ذلك) تفيد اإلشارة لألبعد و بذلك تكون راجعة لأللف الذي هو األبعد‪ ,‬و بذا يكون ذلك الكتاب هو كتاب األلف‪ ,‬بداية رتق المرتقات و‬
‫فتقها‪ ,‬صلي هللا عليه و سلم‬
‫ُمَه ِّذ ٌب ‪ :‬التهذيب في أصناف العلم‪ :‬هو تقريب معاني و إزالة غوامضه حتي يبين معناه‪ ,‬و أصل الكلمة إزالة ما يعلق من الحنظل من‬
‫حبوب و غشاء ُمّر حتي يسهل اكله‬

‫َو ِإِّن َي َفْر ٌع ِفي َأِص يِل اْلَم َن اِبِت‪َ :‬و ِإِّن ي‪ :‬الواو للعطف‪ ,‬إّن ‪ :‬للتأكيد‪ ,‬مع يا المتكلم‪ ,‬إشارة لحقيقة ذات المتكلم‪ ,‬رضي هللا عنه‪َ ,‬فْر ٌع ‪َ :‬فْر ُع كّل‬
‫شيء‪َ :‬أْع اله‪ ،‬أي‪ :‬ما قام علي األصل‪ِ ,‬في َأِص يل‪ :‬اَألْص ُل‪َ :‬أسفل كل شيء‪ ,‬أي‪ :‬ما يقوم عليه غيره‪َ ,‬أِص يل‪ :‬ثابت‪ ,‬اْلَم َن اِبِت‪ :‬جمع َم نَب ت‪,‬‬
‫والَم ْن ِبُت موضُع النبات‪ ،‬والَم ْن ِبُت اَألْص ُل‪ ,‬اآلية‪َ( :‬أَلْم َت َر َك ْيَف َض َر َب ُهَّللا َم َث ًال َك ِلَم ًة َط ِّيَب ًة َكَش َج َر ٍة َط ِّيَب ٍة َأْص ُلَه ا َث اِبٌت َو َفْر ُعَه ا ِفي الَّس َم اء)‬
‫‪ 24‬إبراهيم‪ ,‬و (إّن ي) هنا يفهم منها حقيقة احتوائه للهوّي ة النبوية‪ ,‬و أصيل المنابت و هو حضرة المصطفي صلي هللا عليه و سلم‪ ,‬قال‬
‫سيدي فخر الدين رضي هللا عنه في (‪ 31-30‬ق ‪:)41‬‬
‫َفِإَّن اَألْص َل َم ا َأْد َلى ِبَد ْل ٍو *** َألَّن اْل َقْو َل َقْيٌد َقْد َأَش ْر ُت‬
‫َو ِإِّن ي ِظ ُّل ُنوٍر ِمْن َع ِلٍّي *** َو َعْن َق ْو ٍل َس ِديٍد َم ا اْن َح َس ْر ُت‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 83‬ق ‪:1‬‬
‫َأُخ وُض ِبَح ارًا َت ْح َذ ُر الُّس ْف ُن َم ا ِبَه ا *** َي ِجُّل َع ِن اْل ُح َّذ اِق َم ْك ُنوُن ُكْن َي ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َأُخ وُض ‪َ :‬أْص ل الَخ ْو ض المشُي في الماء‬

‫ِبَح ارًا‪ :‬جمع َب حر‪ ,‬و الَبْح ُر ‪ُ :‬لغًة ‪ :‬الماُء الكثيُر ‪ِ ،‬م ْلحًا كان َأو َع ْذ بًا‪ ،‬وهو خالف البَئ ِّر ‪ ،‬سمي بذلك لُع مِقِه واتساعه‪ ،‬وجمعه َأْبُحٌر وُبُح وٌر‬
‫وِبحاٌر ‪ ,‬و البحار هي بحار الحقائق اإللهية و هي كثيرة العدد‪ُ ,‬ك ّل يردها بحسب مقامه‪ ,‬و في مقالة سيدي أبي يزيد البسطامي‪ُ" :‬خ ضُت‬
‫بحرًا وقَف األنبياُء بساحِله"‪ ,‬قال ذلك لكونه وارٌث محمدّي‬
‫َت ْح َذ ُر الُّس ْف ُن َم ا ِبَه ا‪َ :‬ت ْح َذ ُر ‪ :‬تخاف‪ ,‬الُّس ْف ن‪ :‬جمع الَّس ِفينة‪ :‬الُفْلك َألنها َت ْس ِفن وجه الماء َأي تقشره‪ ،‬إشارة إلي األكابر من األولياء‪َ ,‬م ا‬
‫ِبَه ا‪ :‬الباء ظرفية بمعني في‪ ,‬أي ما فيها‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َه َذ ا َكَالِمي َقِد ٌيم َيْس ِبُق الَّز َمَن *** َفَال َتُخ وُض وا ِبَح ارًا َأْه َلَك ْت ُس ُفَن ا (‪ 1‬ق ‪)35‬‬
‫َي ِجُّل َع ِن اْلُح َّذ اِق ‪َ :‬ي ِجُّل َع ِن ‪َ :‬ج َّل‪َ :‬ع ُظ َم ‪ ,‬و َج َّل عنه‪َ :‬تَنَّز َه ‪ ,‬أي‪ :‬يبُع د عن‪ ,‬اْلُح َّذ اِق ‪ :‬أصلها الِحْذ ُق والَح ذاقُة ‪ :‬الَم هارة في كل عمل‪ ،‬حَذ ق‬
‫الشيَء َيْح ِذ ُقه َح ْذ قًا وِحْذ قًا وَح ذاقة وِحذاقة‪ ،‬فهو حاذق من قوم ُح َّذ اق‪ ,‬أي‪ :‬المهرة في علوم الحقائق‬
‫َم ْك ُنوُن ُكْن َي ِتي‪َ :‬م ْكُنوُن ‪ :‬المكنون هو الُم خبأ‪ ,‬الّس ر‪ُ ,‬كْن َي ِتي‪ :‬أصلها إخفاء ما تريد قوله بعبارة تشير إليه‪ ,‬و منه الُك نية‪ُ ,‬يْك نى الرجل باسم‬
‫توقيرًا وتعظيمًا‪ ,‬و الُم راد كنيته رضي هللا عنه بفخِر الّد ين‪ ,‬و الفخر في اللغة‪ :‬عّد القديم و االمتداح بالعظمة و الجاه‪ ,‬قال رضي هللا‬
‫عنه‪:‬‬
‫ُأَكَّن ى ِبَفْخ ِر الِّديِن َبْيَن َأِحَّب ِتي *** َو ِلي ِفي َس َم اَو اِت اْلُغ يُو ِب َم َن اِقُب (‪ 1‬ق ‪)27‬‬
‫و قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ُيَش اُر ِإَلَّي ِباْلَب َن اِن ُم َت َّو جًا *** َو ِإِّن ي َف ْخ ُر الِّد يِن ِفي ُك ِّل َح ْض َر ِة (‪ 73‬ق ‪)1‬‬
‫و قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو َأْع َت ِص ُر اْلُقْر آَن َح ّد ًا َو َم ْط َلعًا *** َو ُكْن َي ُة َفْخ ٍر َم ا َلَه ا ِمْن َس ِم َّي ِة (‪ 299‬ق ‪)1‬‬

‫َأُخ وُض ‪َ :‬أْص ل الَخ ْو ض المشُي في الماء‬


‫ِبَح ارًا‪ :‬مواطن الحيرة بين مراتب األسماء‬
‫يخوضها‪ :‬إذ أمرها عليه أسهل من أن يتطلب منه عناء‬
‫اْل ُح َّذ اِق ‪ :‬الَم هرة من األذكياء من دق فهمهم‬
‫َم ْك ُنوُن ُكْن َي ِتي‪ :‬كنية فخر الدين‪ ,‬ال يدرك ما تكّن ه في باطنها من أسرار و معان‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 84‬ق ‪:1‬‬
‫َس َر ْي ُت َك ِإْس َر اِء اْل ُم َقَّد ِم َج ْل َو ًة *** َر َأْي ُت ِبِم ْع َر اِجي َعَج اِئَب َص ْن َع ِة‬
‫المعني‪:‬‬
‫َس َر ْي ُت َك ِإْس َر اِء اْل ُم َقَّد ِم ‪َ :‬س َر ْي ُت ‪ :‬لغًة ‪ :‬بمعني ِس ْر ت ليًال‪ ،‬و يعني في الحقائق‪ ,‬السير إلي موطن شهود الّذ ات‪( ,‬الفاعل ضمير مستتر‬
‫تقديره "أنا") أي‪ :‬بذاتي‪َ ,‬ك ِإْس َر اِء ‪ :‬الكاف للتشبيه‪ ,‬أي‪ :‬صورة من األصل‪ِ ,‬إْس َر اِء ‪ :‬االسم من الفعل سري‪ ,‬اْل ُم َقَّد ِم ‪ :‬حضرة النبي صلي‬
‫هللا عليه و سلم‪ ,‬و التقديم له في كل شئ و ورد في حالة اإلسراء في صالته باألنبياء ببيت المقدس و عندما تقدم جبريل عند سدرة‬
‫المنتهي‪ ,‬حيث قال له‪ :‬إذا أنت تقّد مت اخترقت وإذا أنا تقّد مت احترقت‪َ ,‬ك ِإْس َر اِء ‪ :‬يعني أنني سريت كإسراء حضرته صلي هللا عليه و‬
‫سلم و لم يقل "إسراء" بل قال "كإسراء "و ذلك يعني قلدته‪ ,‬و هذا شأن اقتداء العارفين به في كل العبادات تبعًا لقوله صلي هللا عليه‬
‫و سلم "صّلوا كما رأيتموني أصّلي" أي قلدوا صالتي‬
‫جلوة‪ :‬ظاهرًا عيانًا‪ ,‬في حال الصحو و ليس رؤي منام‬
‫َر َأْي ُت ‪ :‬راي العين‪ ,‬شهادة‬
‫بمعراجي‪ :‬الباء للوسيلة و الواسطة‪ ,‬أي‪ :‬بواسطة معراجي‪ :‬و معراجي‪ :‬من َعَر َج في الَّدَر َج ة والُّس َّلم يعُر ج ُعُر وجًا َأي ارتقى‪ ,‬معراج‪:‬‬
‫سّلم أو َدَر ج االرتقاء لموطن التجّلي اإللهي الّذ اتي‪ ,‬مع يا المتكلم (سيدي فخر الدين)‪ ,‬و كل ولي من األكابر يخصص له معراج للعروج‬
‫فالعروج مستمر‪ ,‬و الِم عراج وسيلة العروج أي الصعود إلي السماء‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬يْع َلُم َم ا َي ِلُج ِفي اَألْر ِض َو َم ا َي ْخ ُرُج ِم ْن َه ا َو َم ا َي نِز ُل ِمَن‬
‫الَّس َم اء َو َم ا َيْع ُرُج ِفيَه ا َو ُهَو الَّر ِحيُم اْلَغ ُفوُر ) ‪ 2‬سبأ‬
‫َعَج اِئَب صنعة‪َ :‬عَج اِئَب ‪ :‬جمع عجيب أو عجيبة و هو األمر غير الُم عتاد‪ ,‬صنعة‪ :‬الصنعة من صنع الشئ إذا عمله‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬و َت َر ى‬
‫اْلِجَب اَل َت ْح َس ُبَه ا َج اِمَد ًة َو ِه َي َت ُمُّر َمَّر الَّس َح اِب ُص ْن َع ِهَّللا اَّلِذي َأْت َقَن ُك َّل َش ْي ٍء ِإَّن ُه َخ ِبيٌر ِبَم ا َت ْف َع ُلوَن ) ‪ 88‬النمل‪ ,‬يعني رأيت و شاهدت عيانًا‬
‫سر عجائب) صنع هللا في أكوانه) التي مررت به حال صعودي إلي هللا‪ ,‬من القصيد الذي ينشده رضي هللا عنه و هو ما يمّث ل حاله‪,‬‬
‫رضي هللا عنه‪:‬‬
‫سريت وال رد هناك وال منع *** إلى أن تساوى عندي األصل والفرع‬
‫وإني لحيران وفرقي هو الجمع *** إذا قلت يا هللا قال لمن تدعو‬
‫وإن أنا ال أدعو يقول أال تدعو‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 85‬ق ‪:1‬‬
‫َو ِإِّن ي ِفي اِإلْس َر اِء ُكْن ُت ِإَم اَمُهْم *** َألِّن َي َن ْج ٌم ُيْق َت َفى ِبالُّث َر َّي ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو ِإِّن َي ‪ :‬الواو للعطف‪ ,‬إّن للتأكيد‪ ,‬مع يا المتكلم‪ ,‬إشارة لحقيقة ذات المتكلم‬
‫في اإلسراء‪ :‬اإلسراء السير إلي موطن التجّلي الّذ اتي اإللهي‪ ,‬إلحاقًا للبيت السابق‪:‬‬
‫َس َر ْي ُت َك ِإْس َر اِء اْل ُم َقَّد ِم َج ْل َو ًة *** َر َأْي ُت ِبِم ْع َر اِجي َعَج اِئَب َص ْن َع ِة‬
‫ُكْن ُت ِإَم اَمُهْم ‪ُ :‬كْن ُت ‪ :‬تعّر ف ما حصل في الزمان الماضي‪ِ ,‬إَم اَمُهْم ‪ :‬اإلمام هو من يؤتم به و ُيقتدي و ُيّت بع‪ ,‬ضمير الجمع الغائب (ُهم)‬
‫إشارة لألولياء‪ ,‬أي‪ :‬إمام األولياء‪ ,‬أهل الحضرتين‪ ,‬و من كالم سيدي إبراهيم الدسوقي رضي هللا عنه‪:‬‬

‫َأَن ا ِلألوِليــــــــــــــــــاِء ِإَم اٌم أَل َّن ي *** َقبَل َداُو وَد ُح ْز ُت ِع ْلَم الَّز ُبوِر‬
‫َو َش َر ْح ُت الُقْر آَن ِفي الَغ ْي ِب َح َت ى *** َس ائِر الُكُتِب َط اعًة ِللَغ ُفوِر‬
‫َألِّن َي َن ْج ٌم‪َ :‬ألِّن َي ‪ :‬الالم للتعليل‪ ,‬أًّن ‪ :‬للتأكيد مع يا المتكلم‪ ,‬إشارة لحقيقة ذات المتكلم‪َ ,‬ن ْج ٌم‪ :‬الّن جم عالمة الهداية‪ ,‬أي‪ :‬هداية السالكين‪,‬‬
‫قال تعالي‪َ( :‬و َع الَم اٍت َو ِبالَّن ْج ِم ُه ْم َيْه َت ُدوَن ) ‪ 16‬النحل‬
‫ُيقتفي بالثرية‪ُ :‬يقتفي‪ُ :‬يَّت بع‪ ,‬بالثرية‪ :‬في اللغة‪ :‬الُثَر ّي ا (في الَف لك)‪ :‬مجموعة من النجوم في صورة الثور‪ ,‬و عند السادة الصوفية‪ :‬هي‬
‫سبعة أنجم تشير إلي مسبعات عالم الُم لك‪ :‬األرضين السبع – السموات السبع – البحار السبع – األرياح السبع‪ ,‬و المحموع كّله في يّد‬
‫الخليفة القطب الغوث‪ ,‬و منه فالثرية تشير إلي الخليفة‪ ,‬أي‪ :‬أن الخليفة في كّل زماٍن تابٌع له رضي هللا عنه‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 86‬ق ‪:1‬‬
‫َس ِم ْع ُت ِنَد اَء اْل َح ِّق ُكْن ُت ُم ِجيَب ُه *** َفَأْلَق َم ِني اْل ِميَث اَق ِبالَّت َب ِع َّي ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َس ِم ْع ُت ِنَد اَء اْلَح ِّق ‪َ :‬س ِم ْع ُت ‪ :‬في الزمان الماضي‪ِ ,‬نَداَء ‪ :‬الَّن داُء والُّن داء‪ :‬الصوت و ناداه ونادى به وناداه ُم ناداة وِنداء َأي صاح به‪,‬‬
‫اْل َح ِّق ‪ :‬اسم هللا تعالي المتجلي بالحقيقة و النافي لكل باطل‪ ,‬و النداء كان ألخذ ميثاق العباد في عالم الذّر بالربوبية هلل تعالي‪ ,‬قال تعالي‪:‬‬
‫(َو ِإْذ َأَخ َذ َر ُّب َك ِمن َب ِني آَد َم ِمن ُظ ُهوِر ِه ْم ُذ ِّر َّي َت ُهْم َو َأْش َهَد ُه ْم َع َلى َأنُفِس ِهْم َأَلْس َت ِبَر ِّب ُك ْم َقاُلوْا َب َلى َش ِه ْد َن ا َأن َت ُقوُلوْا َيْو َم اْلِقَي اَم ِة ِإَّن ا ُكَّن ا َعْن‬
‫َه َذ ا َغ اِفِليَن ) ‪ 172‬األعراف‬
‫ُكْن ُت ُم ِجيَب ُه‪ُ :‬كْن ُت ‪ :‬حصول فعل في الزمن الماضي‪ ,‬فاعله ضمير المتكلم المستتر تقديره "أنا"‪ُ ,‬م ِجيَب ُه‪ :‬من اإلجابة الَّتْلِبيُة ‪ ،‬و الحضور‬
‫و الطاعة و اإلذعان‪ ,‬أجبت النداء للميثاق بالربوبية في األزل‬
‫َفَأْلَقَم ِني اْلِميَث اَق ِبالَّت َب ِع َّي ِة‪َ :‬فَأْل َقَم ِني‪ :‬الفاء سببيىة‪َ ,‬أْلَقَم ِني‪َ :‬أْلَقَم ‪ ,‬مع نون الوقاية و ياء المتكلم‪َ ,‬أْل َقَم من قولك َلِقَم ه َلْق مًا واْلَت َقمه وَأْل َق مه‬
‫ِإياه‪ ،‬وَلِقْم ت الُّلْق مَة َأْلَقُم ها َلْق مًا ِإذا َأَخ ْذ َت ها ِبِفيك‪ ،‬وَأْل َقْم ُت غيري ُلْق مًة فَلِقَم ها‪ ,‬و الّلقُم عمومًا يفيد االحتواء و االلتزام‪ ,‬اْلِميَث اَق ‪ :‬العهد‪,‬‬
‫باإلذعان له تعالي بالربوبية‪ ,‬و تفصيًال‪ :‬فقد ألقم سبحانه و تعالي هذا الميثاق للحجر األسود ‪ -‬من حجارة الجنة ‪ -‬يستلمه زائرو البيت‬
‫الحرام فيكون تجديدًا لذلك العهد‪ ,‬وقد ورد في الحديث عن اإلمام جعفر الصادق رضي هللا عنه أنه قال‪" :‬إن هَّللا تبارك وتعالى لما أخذ‬
‫مواثيق العباد أمر الحجر فالتقمها‪ ،‬فلذلك يقال‪ :‬أمانتي أديتها‪ ،‬وميثاقي تعاهدته‪ ،‬لتشهد لي بالموافاة"‪ ,‬يقول سيدي فخر الدين‪ :‬أنه بعد‬
‫إجابته لنداء الحق في عالم الذّر أعطي كرامة أن ألقم الميثاق ليكون تجديد العهد معه هو تجديد العهد مع هللا‪ ,‬فكل من تبعه فقد جدد‬
‫العهد السابق من ألسُت بربكم‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو َيْس َلُم َيْو َم اْل َح ْش ِر َقْو ٌم َب اَي عُو ا *** ُيَج َّدُد ِميَث اُق اْلِع َب اِد ِبَبْيَع ِتي (‪ 87‬ق ‪)1‬‬
‫ِبالَّت َب ِع َّي ِة‪ :‬الباء للوسيلة أو الواسطة‪ ,‬الَّت َب ِع َّي ِة‪َ :‬ت ِبَع الشيَء َت َب عًا وَت باعًا وَت ِبْع ُت الشيَء ُتبوعًا‪ِ :‬س ْر ت في ِإْث ِر ه‪ ,‬واَّت َبَع ه وَأْت َبَع ه وتَت َّب عه َق فاه‬
‫وَت طَّلبه ُم َّت بعًا له وكذلك تَت َّب عه وتَت َّبْع ته تَت ُّب عًا‪ ,‬و منها الَّت َب ِع َّي ِة أي‪ :‬كونه مقفي أو متّب ع لقبٍل ‪ ,‬أي‪ :‬باإلضافة لحضرة النبّي صّلي هللا عليه و‬
‫سّلم‪ ,‬القائم علي الميثاق باألصل‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬و ِإْذ َأَخ َذ ُهَّللا ِميَث اَق الَّن ِبِّييَن َلَم ا آَت ْي ُتُك م ِّم ن ِك َت اٍب َو ِحْك َم ٍة ُثَّم َج اَء ُك ْم َر ُس وٌل ُّمَص ِّدٌق ِّلَم ا َمَع ُك ْم‬
‫َلُتْؤ ِم ُنَّن ِبِه َو َلَت نُصُر َّن ُه َقاَل َأَأْق َر ْر ُتْم َو َأَخ ْذ ُتْم َع َلى َذ ِلُك ْم ِإْص ِر ي َقاُلوْا َأْق َر ْر َن ا َقاَل َفاْش َه ُدوْا َو َأَنْا َمَع ُك م ِّمَن الَّش اِهِديَن ) ‪ 81‬آل عمران‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 87‬ق ‪:1‬‬
‫َو َيْس َلُم َيْو َم اْل َح ْش ِر َقْو ٌم َب اَي عُو ا *** ُيَج َّدُد ِميَث اُق اْل ِع َب اِد ِبَبْيَع ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َيْس َلُم َيْو َم اْل َح ْش ِر ‪ :‬الواو لالستئناف‪َ ,‬يْس َلُم‪ :‬من َس ِلَم َي سَلُم َس الَم ًا و سالمًة و الّس المة‪ :‬أن يسلم اإلنسان من العاهة واألَذ ى‪َ ,‬يْو َم اْل َح ْش ِر ‪:‬‬
‫الَح ْش ُر الجمع‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و ُح ِش َر ِلُس َلْيَماَن ُج ُنوُدُه ِمَن اْلِجِّن َو اِإْلنِس َو الَّط ْي ِر َفُهْم ُيوَز ُعوَن ( ‪ 17‬النمل‪ ,‬و َيْو َم اْل َح ْش ِر ‪ :‬جمع الناس يوم‬
‫القيامة‬
‫َقْو ٌم َب اَي عُو ا‪َ :‬قْو ٌم ‪ :‬القوم من حمعهم شأن واحد قّلوا أو كثروا‪َ ,‬ب اَي عُو ا‪ :‬بيايع مبايعًة عاهد و البيعة العهد و الميثاق و هو ما تقوم عليه‬
‫الطريقة‪ ,‬عهٌد بين الشيخ و المريد و بيعة من الشيخ للمريد‪ ,‬علي السمع و الطاعة للشيخ‪ ,‬و المناسبة هي مبايعة حليفة سيدي فخر‬
‫الدين سيدي الشيخ إبراهيم عند انتقال سيدي فخر الدين‪ ,‬قال رضي هللا عنه عن الشيخ إبراهيم رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َفاْس َأُلوُه الَّن َج اَة ِمْن َيْو ِم َح ْش ٍر *** َيْو َم ال َيْس َأُل اْلَح ِميَم َح ِميُم (‪ 2‬ق ‪)12‬‬
‫و البيعة تكون لإلمام‪ ,‬قال رسول هللا صلي هللا عليه و سلم‪" :‬من خلع يدا من طاعة‪ ،‬لقي هللا يوم القيامة ال حجة له‪ ،‬ومن مات وليس‬
‫في عنقه بيعة‪ ،‬مات ميتة جاهلية"‪ ,‬و لذا تكون البيعة للخليفة القائم باألمر‪ ,‬قال سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ُك ُّل َش ْي ٍخ َع َال َالُبَّد ُم َّت ِبٌع *** َو َمْن َت َو َّلى َفَال ُيْع َط ى َأَم اَنَتَن ا (‪ 19‬ق ‪)35‬‬
‫ُيَج َّدُد ِميَث اُق اْلِع َب اِد‪ُ :‬يَج َّدُد ‪ :‬تجديد العهد و تجديد افيمان حتي ال يصيبه الفتور و التآكل‪ِ ,‬ميَث اُق اْل ِع َب اِد‪ :‬عهدهم مع هللا‪ ,‬الوارد في قوله‬
‫تعالي‪َ( :‬و ِإْذ َأَخ َذ َر ُّب َك ِمن َب ِني آَد َم ِمن ُظ ُهوِر ِه ْم ُذ ِّر َّي َت ُهْم َو َأْش َهَد ُه ْم َع َلٰى َأنُفِس ِهْم َأَلْس ُت ِبَر ِّب ُك ْم َقاُلوا َب َلٰى َش ِه ْد َن ا) ‪ 172‬األعراف‬
‫ِبَبْيَع ِتي‪ :‬الباء للوسيلة و الواسطة‪ ,‬أي‪ :‬بواسطة َبْيَع ِتي‪ ,‬كّل بيعة لخليفة هي تجديد للبيعة مع سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‪ ,‬قال‬
‫رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ُيَب اِيُع ِإْبَر اِهيَم َمْن َك اَن َو اِثقًا *** ِبَأَّن َأَب ا اْل َع ْي َن ْي ِن َيْج ُلو ِبَخ ْل َو ِتي (‪ 41‬ق ‪)1‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 88‬ق ‪:1‬‬
‫َأَج ْب ُت َك ِر يمًا ِفي َن ِظ يِف َج َم اِله *** َألْع ِص َر ِمْن َك ْر ِم الَك ِر يِم ُم َداَم ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َأَج ْب ت‪ :‬لبيُت النداء‪ ,‬دعاني فأجبُت أي‪ :‬لبيُت نداءه‬
‫َك ِر يما‪ :‬صيغة النكرة (بدون تعريف باأللف و الالم) تعني اطالق الوصف‪ ,‬و يعني هللا سبحانه و تعالي‪ ,‬له الكرم المطلق‪ ,‬واسمه الكريم‪,‬‬
‫و الكريم‪ :‬هو الذي يبتدئ بالنعمة من غيرنظٍر استحقاق‬
‫ِفي َن ِظ يِف َج َم اِله‪ِ :‬في‪ :‬أي‪ :‬و هو في‪ ,‬وصف لحال من أجاب‪َ ,‬ن ِظ يِف ‪َ :‬ن ِظ يف‪َ :‬ح ُس ن وَبُهَو ‪ ,‬جميل‪َ ,‬ن ِظ يِف َج َم اِله‪ :‬كناية عن جمال الجمال‬
‫َألْع ِص َر ‪ :‬الالم ُت سمي الم الصيرورة ‪ ،‬وتسمى الم العاقبة أو الم المآل‪َ ,‬أْع ِص َر ‪ :‬من وَعَص َر الِع َن َب ونحَو ه مما له ُدْه ن َأو شراب َأو عسل‬
‫َيْع ِص ُر ه َعْص رًا ‪ ،‬استخلص الشراب منه‪ ,‬و يعني استقاء القصائد من القرآن الكريم‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو َأْع َت ِص ُر اْلُقْر آَن َح ّد ًا َو َم ْط َلعًا *** َو ُكْن َي ُة َفْخ ٍر َم ا َلَه ا ِمْن َس ِم َّي ِة (‪ 299‬ق ‪)1‬‬
‫ِمْن َك ْر ِم الَك ِر يِم ‪ :‬الكرم بسكون الراء‪ :‬العنب‪ ,‬إشارة آليات القرآن‪ ,‬المنزل للقرآن و لذلك سمي القرآن الَك ِر يِم ‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو ِإّن َي َمْن ِآي اْل ُقَر اِن َلُمْس َت قٍي *** َو ِإَّن ُصَو اَع اْل ُمْص َطَفى َلِس َقاَي ِتي (‪ 276‬ق ‪)1‬‬
‫و القصائد من موطن الكرم كذلك من حيث تنزل القرآن الكريم‪ ,‬و في ذلك قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ِك َت اٌب َك ِر يٌم َج ُّدَها ِمْن َأٍب َلَه ا *** َو َمْو ِئُلُها ِمْن َب ْط ِنِه َتْش َر ُح وَن َه ا (‪ 9‬ق ‪)32‬‬
‫ُمَد اَم ِتي‪ :‬الُم دامة الخمر‪ ,‬ما يسكر‪ ,‬إشارة إلي شراب الوصل‪ ,‬من الشراب باألرواح و هو تلقي العلوم و التجّليات‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو َش اِر ُب َخ ْم ِر َي َي ْنَت ِش ي َلْو ِبَقْط َر ٍة *** َو َب اِط ُن َأْم ِر ي ِفي ُغ ُيوٍب َخ فَّي ِة (‪ 55‬ق ‪)1‬‬
‫و جاء وصف شراب القوم بالُم دام كثيرًا‪ ,‬منه‪:‬‬
‫ِم ْلُت ُس ْك َر ًا َن ْح َو َس اِقي الُمَد ام ** ِحيَن َقام ** َعاِقُد الَب ْن ِد‬
‫و منه‪:‬‬
‫ِقْف َج اِنب الَّدْي ِر َس ْل َع ْن َه ا الَقَس اِقيَس ا *** ُمَد اَم ًة َقَّدَس ْت َه ا الَقْو ُم َت ْق ِديَس ا‬
‫و منه‪:‬‬

‫اْس ِقني ِمْن ُم َداَم ِة الُقُّدوِس *** َفْهَي ِملُء الَّد َن اِن ِملُء الُك ؤوِس‬
‫وأِد ْر َها َع َلَّي َبْيَن الَّن َد اَم ى *** ِمْن ِقَي اٍم ِبُس ْك ِر َها َو ُج ُلوِس‬
‫ِص ْر ْف ِر اٍح ِبُشْر ِبَه ا َك ْم ُأِميَت ْت *** ِمْن ُنُفوٍس وأَح َيَي ْت ِمْن ُنُفوِس‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 89‬ق ‪:1‬‬
‫َو َقْف ُت َكُشٍّم َش اَم ِخاٍت ِبُر وُجَه ا *** ِبَه ا َس َك َن الَّت ْح ِر يُك َك ّر ًا َو َفَّر ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َقْف ُت َكُشٍّم ‪َ :‬و َقْف ُت ‪ :‬الُو قوف خالف الُج لوس‪ ،‬و الوقوف دليل العّز و الشموخ‪َ ,‬كُشٍّم ‪ :‬الكاف للتشبيه‪ُ ,‬شٍّم ‪:‬جمع َأَش ُّم ‪ ,‬و اَألَش ُّم ‪ :‬من الٍج بال‬
‫أي طويل الرْأس‬
‫َش اَم ِخاٍت‪ :‬جبال عالية جدًا‪ ,‬كناية عن السادة األقطاب‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َش اِم َخ اُت اْل ِجَب اِل َم ا أْن َت َج َّلى *** ِص ْر َن َدَّك اْل َح َش ا َك ِثيبًا َم ِه يَال (‪ 6‬ق ‪)20‬‬
‫ِبُر وُجَه ا‪ :‬الُبرج الِحصن‪ ,‬حصونها‬
‫ِبَه ا َس َك َن الَّت ْح ِر يُك‪ِ :‬بَه ا‪ :‬أي‪ :‬بالبروج األقطاب حصون‪َ ,‬س َك َن ‪ :‬الُّس ُك وُن ‪ :‬ضّد الحركة‪َ ,‬س َك َن الشيُء َيْس ُك ُن ُس كونًا إذا ذهبت حركته‪،‬‬
‫الَّت ْح ِر يُك‪ :‬إحداث الحركة‪ ,‬ال شئ يحدث فيها حركة من السكون‬
‫َك ّر ًا َو َفَّر ِة‪َ :‬ك ّر ًا‪ :‬الَك ُّر ‪ :‬الرجوع‪ ,‬الواو للعطف‪َ ,‬فَّر ِة‪ :‬الفّر الُهروب‪ ,‬الَفَّر ِة واحدة مرات الفّر ‪ ,‬الكّر ‪ ,‬الرجوع يتكرر و مع كّل كّر ة فّر ة‪ ,‬و‬
‫الفّر من الفرار إلي هللا أي‪ :‬إلي حضرة الشهود‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬أْن َأُّدوا ِإَلَّي ِعَباَد ِهَّللا ِإِّن ي َلُك ْم َر ُس وٌل َأِميٌن ) ‪ 18‬الدخان‪ ,‬و الكّر الرد عن‬
‫الشهود‪ ,‬ثم العودة إليه‪ ,‬إشارة إلي ثبات األكابر في حالة التجّلي الّذ اتي‬
‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬
‫==================‬
‫‪ 90‬ق ‪:1‬‬
‫َم َش ْي ُت َك َم ا َيْس ِر ي الَّن ِس ُيم َع َلى الُّر َب ا *** َو َأْص ِمُت َص ْم َت الَّز ْمَه ِر يِر ِبَقْف َر ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َم َش ْي ت‪ :‬المشي معروف‪ ,‬و فيه التؤدة و الّت أني‪ ,‬و المشي يمشيه عامة الناس‪ ,‬إشارة لكون المتكلم ‪ -‬صاحب الديوان رضي هللا عنه –‬
‫مشي بين الناس في خفاء‬
‫َك َم ا َيْس ِر ي‪َ :‬ك َم ا‪ :‬الكاف للتشبيه و ما مصدرية‪َ ,‬يْس ِر ي‪ :‬من الّس ري َس يُر الليِل عاَّم تِه‪ ,‬و ُس ري النسيم في أثناء الليل أي في هدأته‬
‫الَّن ِس ُيم َع َلى الُّر َب ا‪ :‬الَّن سيُم ابتداُء كِّل ريٍح قبل َأن َت ْق وى‪َ ,‬ع َلى‪ :‬يعلوها‪ ,‬فوقها‪ ,‬الُّر َب ا‪ :‬جمع ربوة و رابية ما ارتفع من األرض‪ ,‬و وجه‬
‫الشبه أّن ه حينما َيْس ِر ي الَّن ِس ُيم َع َلى الُّر َب ا يخّلف أثرًا ناعمًا‪ ,‬و يكني به الشيخ هنا للخفاء الذي اّت صف به و كناية عن تجّلي الجمال‪ ,‬و‬
‫في وصف ذلك قال أحد الشعراء‪:‬‬
‫وفاتنٍة رمتني من رباها *** بسهٍم صائب سلمت يداها‬
‫تميُس َتَغ ُنجًا تختاُل تيهًا *** َت ُجُر مفاخَر الُّدنيا وراها‬
‫ُيرى مشي النسيِم بوجنتيها *** وَي ندى ُحْم رًة إن مَس فاها‬
‫َو َأْص ِمُت َص ْم َت الَّز ْم َه ِر يِر ِبَقْف َر ِة‪ :‬الواو للعطف‪َ ,‬أْص ِمُت ‪ :‬الصمت السكوت الطويل‪َ ,‬ص ْم َت ‪ُ :‬ت عرب حال ألنها تنعت الفعل "َأْص ِمُت "‪,‬‬
‫الَّز ْم َه ِر يِر ‪ :‬الَّز ْمَه ِر يُر ‪ :‬شدة البرد‪ ,‬قال تعالي‪ُ( :‬م َّت ِكِئيَن ِفيَه ا َع َلى اَألَر اِئِك ال َيَر ْو َن ِفيَه ا َش ْمًس ا َو ال َز ْم َه ِر يًر ا) ‪ِ ,13‬بَقْف َر ِة‪ :‬الَقْف رة‪ :‬الخالُء‬
‫من اَألرض‪ ،‬صمت الزمهرير في الصحراء أو األرض الخالء يّن م بداخله عن أزيز قوي األثر‪ ,‬أي‪ :‬أن صمته ينطوي علي الحديث‬
‫العميق العظيم الشأن‪ ,‬و هو كناية عن تجّل ي الجالل‪ ,‬و هنا يالحظ المفارقة التي هي أشبه بمعجزة حضرة النبي صلي هللا عليه و سلم‪:‬‬
‫بان أثره الشريف علي الصخر و لم يبن علي الرمل‪ ,‬كما ورد في السيرة‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 91‬ق ‪:1‬‬
‫َح َن ْو ُت َك َم ا َيْح ُنو الَّر ِحيُم ِبَقْو ِمِه *** َقَسْو ُت ِلَم ا َت ْد ُع و ِإَلْي ه َض ُر وَر ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َح َن ْو ُت ‪َ :‬ح َن ْو ت عليه َأي عطفت عليه و فالن َأْح َن ى الناس ُض لوعًا عليك َأي َأْش َفُقهم عليك‬
‫َك َم ا َيْح ُنو‪َ :‬ك َم ا‪ :‬الكاف كاف التشبيه‪ ,‬ما مصدرية‪َ ,‬يْح ُنو‪ :‬يشفق‬

‫الَّر ِحيُم ‪ :‬من الرحمة الرحيمية االمتنانية الِص رفة‪ ,‬أي‪ :‬المشتقة من اسمه تعالي الّر حيم‪ ,‬و في تلك الّر حمة جاء الحديث عن سيدنا ُج ْن ُدٌب‬
‫رضي هللا عنه‪َ ،‬قاَل‪َ :‬ج اَء َأْع َر اِبي َفَأَن اَخ َر اِحَلَت ُه‪ُ ،‬ثَّم َع َقَلَه ا‪َ ،‬فَلَّم ا َص َّلى َر ُس وُل ِهَّللا صلى هللا عليه وسلم َأَت ى َر اِحَلَت ُه‪َ ،‬فَأْط َلَق ِع َقاَلَه ا‪ُ ،‬ثَّم‬
‫َر ِك َبَه ا‪ُ ،‬ثَّم َن اَدى‪ :‬الَّلُهَّم اْر َح ْم ِني َو ُمَح َّمًد ا‪َ ،‬و َال ُتْش ِر ْك في َر ْح َم ِتَن ا َأَح ًدا‪َ ،‬فَقاَل َر ُس وُل ِهَّللا صلى هللا عليه وسلم‪َ" :‬أَت ُقوُلوَن َهو َأَض ُّل َأْم َب ِعيُرُه‬
‫َأَلْم َت ْس َمُع وا َم ا َقاَل؟ َقاُلوا‪َ :‬ب َلى‪َ ،‬قاَل‪َ :‬لَق ْد َح َظ ْر َت َر ْح َم ُة ِهَّللا َو اِس َع ٌة ‪ِ ،‬إَّن َهَّللا َخ َلَق ِماَئ َة َر ْح َم ٍة‪َ ،‬فَأْنَز َل ُهَّللا َر ْح َم ًة َو اِحَد ًة َي َت َع اَط ُف ِبَه ا اْلَخ َالِئُق‬
‫ِجُّن َه ا َو ِإْن ُسَه ا َو َبَه اِئُمَه ا‪َ ،‬و ِع ْن َد ُه ِتْس ٌع َو ِتْس ُعوَن ‪َ ،‬أَت ُقوُلوَن ُهَو َأَض ُّل َأْم َب ِعيُرُه"‪ ,‬و من الرحمة الرحيمية االمتنانية الِص رفة خّص سيدنا‬
‫محمد صلي هللا عليه و سلم‪ ,‬فقال تعالي‪َ( :‬لَقْد َج اَء ُك ْم َر ُس وٌل ِّمْن َأنُفِس ُك ْم َع ِز يٌز َع َلْي ِه َم ا َع ِنُّت ْم َح ِر يٌص َع َلْي ُك م ِباْل ُم ْؤ ِمِنيَن َر ُؤ وٌف َّر ِحيٌم)‬
‫‪ 128‬التوبة‬
‫ِبَقْو ِمِه‪ :‬الباء لإللصاق‪َ ,‬قْو ِمِه‪ :‬الَق وم هم من يجمعهم شأن واحد‪ ,‬و منه تقول‪َ :‬قْو ُم نوح أو َقْو ُم موسي ‪ ...‬الخ أي‪ :‬من هم علي دينه‪ ,‬و‬
‫َقْو ُم الشيخ من هم علي طريقته و هكذا ‪ , ...‬أي‪ :‬أن زعيم القوم و سيدهم الَّر ِحيُم يشفق عليهم‪ ,‬و ذا إشارة لرحمته بأبنائه في‬
‫الطريقة‪ ,‬رضي هللا عنهم‪ ,‬حتي أّن ه قال‪ ,‬تأسيا بحضرته صلي هللا عليه و سلم‪" :‬إّن ي ألتألُم ألَح ِدكُم الّش وكَة ُيشاُك َه ا"‪ ,‬و قال رضي هللا‬
‫عنه‪:‬‬
‫َأُجوُد َع َلى ُأٍّم ِلَت ْر َح َم ِط ْف َلَه ا *** َفَر ْح َم ُة َمْن ِفي اْلَك ْو ِن ِمْن َبْع ِض َر ْح َم ِتي (‪ 27‬ق ‪)1‬‬
‫و قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َن ُط وُف ِبالَّر ْح َم ِة اَألْك َو اَن َأْج َمَع َه ا *** ُنَلّقُن اْل َو اِلَداِت َبْع َض َر ْح َم ِتَن ا (‪ 41‬ق ‪)35‬‬
‫و من ذلك طلبه تلك الّر حمة من حضرة النبي صلي هللا عليه و سلم لقومه‪ ,‬أبناء طريقته في قوله رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َت َع َّط ْف َي ا َر ِحيًم ا َو َقْو ِمي *** ِبَأِّم الَّس ّي َداِت الَّط اِه َر اِت (‪ 67‬ق ‪)39‬‬
‫َقَس ْو ُت ‪ :‬الَقْس َو ُة الَّص البُة في كل شيء‪ ,‬مواجهة األمر بصالبة‬
‫ِلَم ا َت ْد ُع و ِإَلْي ه َض ُر وَر ِتي‪ِ :‬لَم ا‪ :‬الالم الم التعليل‪ ,‬ما اسم موصول‪ ,‬أي‪ :‬للذي‪َ ,‬ت ْد ُع و ِإَلْي ه‪ :‬بمعني تنادي أو تدفع إليه‪ ,‬و منه قولك‪ :‬دعاني‬
‫إلى اإلحسان إليك إحساُنك إلّي ‪ ,‬أي‪ :‬دفعني‪َ ,‬ض ُر وَر ِتي‪ :‬الّض رورة من االضِط َر اُر ‪ :‬و هو االحتياج ِإلى الشيء‪ ،‬اآلية‪َ( :‬أَّم ن ُيِجيُب‬
‫اْل ُمْض َط َّر ِإَذ ا َد َع اُه َو َي ْك ِش ُف الُّس وَء َو َيْج َع ُلُك ْم ُخَلَفاء اَألْر ِض َأِإَلٌه َّمَع ِهَّللا َقِليال َّم ا َت َذ َّك ُروَن ) ‪ 62‬النمل‪ ,‬الضرورة مما تقتقضيه الغيرة علي‬
‫الدين أو نصرة الضعفاء‪ ,‬و له رضي هللا عنه في ذلك مواقف كثيرة‬
‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬
‫==================‬
‫‪ 92‬ق ‪:1‬‬
‫َس َقْي ُت َك َم ا َيْس ِقي اْلَغ َم اُم ِمَن الَّظ َم ا *** َع َفْو ُت َك َم ا َيْع ُفو اْلَقِد ُير ِبُقْد َر ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َس َقْي ُت ‪ :‬فعل ماضي مع تاء المتكّل م الفرد‪ ,‬سقي يسقي الماء و الشراب المعبر لديهم بالخمر و الِّس قاية من فيوضات العلم و تجلياته علي‬
‫األرواح‪ ,‬يقول رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َس َقْي ُت ُم ِر يِدي ِمْن َش َر اٍب ُمَع َّت ٍق *** َو َك ِّفَي َك ْأٌس َو اْلَخ َفاُء َم ِز َّي ِتي (‪ 8‬ق ‪)1‬‬
‫َك َم ا َيْس ِقي اْلَغ َم اُم‪َ :‬ك َم ا‪ :‬الكاف للتشبيه مع ما المصدرية‪َ ,‬يْس ِقي‪ :‬يصّب الماء علي األرض فيسقي النبات‪ ,‬اْلَغ َم اُم‪ :‬الّس حاب‪ ,‬يحمُل الماء‪,‬‬
‫كناية عن موارد علوم الحقائق‪ ,‬يقول رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َفالَّس َم اُء ِع ْن َد َن ا َأْبَو اُبَه ا *** َلْو َفَت ْح َن اَها َفَم اٌء ُم ْن َه ِم ْر (‪ 24‬ق ‪)13‬‬
‫ِمَن الَّظ َم ا‪ :‬التلهف للشرب‪ ,‬طلب األرواح للعلم و المدد‬
‫َع َفْو ُت ‪ :‬أي‪َ :‬ع َفْو ُت عن المخطئ‪ ,‬العفو هو الَّت جاُو ُز عن الذنب وَت ْر ُك الِعقاِب عليه‪ ،‬وَأصُله الَمْح ُو والَّط ْم س‪ ,‬محو الخطايا‪ ,‬بدأ (صدر‬
‫البيت) ب "َس َقْي ُت " و (عجز البيت) ب "َع َفْو ُت "‪ :‬وجه الشبه أن الغيث ينزل (ُيسقي) و يغسل (َي عفو) كّل مساوئ األرض الجدباء‬
‫َك َم ا َيْع ُفو اْلَق ِد ُير‪َ :‬ك َم ا‪ :‬الكاف للتشبيه مع ما المصدرية‪َ ,‬يْع ُفو‪ :‬يتجاوز و يمحو الخطأ‪ ,‬اْلَق ِد ُي ر‪ :‬القدير من القدرة و هي المتصرف بها‪ ,‬و‬
‫القديُر هنا هللا سبحانه و تعالي‪ .‬يعني متخلقًا باألخالق اإللهية‪ ,‬الذي لديه القدرة‪ ,‬لديه تصرّف بالقدرة‪ ,‬قال تعالي‪ِ( :‬إن ُتْبُد وْا َخ ْيًر ا َأْو‬
‫ُتْخ ُفوُه َأْو َت ْع ُفوْا َع ن ُسوٍء َفِإَّن َهَّللا َك اَن َع ُفًّو ا َقِديًر ا ‪ 149‬النساء‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ُهَّللا ِمْن َبْع ِد الِّز َي اَدِة َز اَد ِني *** َفْهَو اْل َقديُر َو َمْن َلَدْي ِه َق ديُر (‪ 1‬ق ‪)5‬‬
‫ِبُقْد َر ِتي‪ :‬أي (َع َفْو ُت ِبُقْد َر ِتي) و جملة (َك َم ا َيْع ُفو اْل َقِد ُي ر) جملة اعتراضية كما تقول اللغة‪َ( .‬ع َف ْو ُت ِبُقْد َر ِتي) (َك َم ا َيْع ُفو اْلَق ِد ُير)‪ ,‬يعفو و‬
‫هو متصّر ف باألسماء اإللهية‪ ,‬في حين يمكنه أن يفعل أي أمر بالمخطئ‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 93‬ق ‪:1‬‬
‫َغ َفْو ُت َك َم ا َت غُفو الُّط ُيوُر َمَع اْل َج َو ى *** َو َلْس ُت َأَخ ا َغ ْف ٍل َفَن ْو ِم َي َي ْقَظ ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َغ َفْو ُت ‪َ :‬غ َف ا غفوة ِإذا ناَم نوَم ًة َخ فيفة‬
‫َك َم ا َت غُفو الُّط ُيوُر َمَع اْل َج َو ى‪َ :‬ك َم ا‪ :‬كاف النشبيه و َم ا المصدرية‪َ ,‬ت غُفو الُّط ُيوُر َمَع اْل َج َو ى‪ :‬الَج َو ى‪ :‬الُحْر قة وشَّد ة الَو ْج ِد من عشق َأو‬
‫ُح ْز ن‪ ،‬تغفو – تنام نومة خفيفة غير كاملة ‪ -‬و هي في الجو‪ ,‬و الطيور تحّن لألوطان في سيرها‪ ,‬يعني في حالة ترّقي مع دائم الشوق‬
‫للقاء الحبيب‪ ,‬قال رضي هللا عنه في (‪ 39-38‬ق ‪:)15‬‬
‫َم ا ِنْم ُت ِفي َد اِر الِّن َي اِم َفَه ْل ُتَر ى *** َداُر اْلَح َي اِة ِبَه ا َي ِط يُب َم َن اِمي‬
‫َم ا َط اَب ِلي َن ْو ٌم َو َم ا ِلي َغ ْف َو ٌة *** َح َّت ى اْلَم َالِئُك َأْفَط َر ْت ِلِص َي اِمي‬
‫َو َلْس ُت َأَخ ا َغ ْف ٍل ‪َ :‬و َلْس ُت ‪ :‬الواو لالستئناف‪ ,‬لسُت للنفي‪َ ,‬أَخ ا َغ ْف ٍل ‪ :‬أخ هو الصاحب و المالزم‪ ,‬أي‪ :‬لست تصاحبني أو تالزمني صفة‬
‫الغفل‪ ,‬و الغفل هو الصفة الكلّي ة من َغ فَل يغفًل‪ ,‬و المرة منها تسمي َغ فلة‪ ,‬و ذلك يرجع لما جاء في اآلية‪َ( :‬و َلَّم ا َر َج َع ُم وَس ى ِإَلى َقْو ِمِه‬
‫َغ ْض َباَن َأِس ًفا) ‪ 150‬األعراف‪ ,‬يعني أنني وارٌث محّم دي و لست وارثًا موسويًا‪ ,‬كما قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو َأْد ُخ ُل َأْبَو اَب اْل َم ِديَن ِة ُمْس لِم ًا *** َع َلى ِحيِن َص ْح ٍو َال َع َلى ِحِيِن َغ ْف َلِة (‪ 258‬ق ‪)1‬‬
‫َفَن ْو ِم َي َي ْقَظ ِتي‪ :‬الفاء السببية‪َ ,‬ن ْو ِم َي َي ْقَظ ِتي – ضّد ان‪َ ,‬ن ْو ِم َي هو َي ْقَظ ِتي‪ ,‬ال نوم لدي‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 94‬ق ‪:1‬‬
‫َص َبْب ُت َع َلى اْل َج رَد اِء َم اِئَي َأْن َب َت ْت *** َو َأْث َمَر َن ْب ِتي َبْيَن َيْو ٍم َو َلْي َلِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َص َبْب ُت َع َلى اْل َج رَد اِء ‪َ :‬ص َبْب ُت ‪ :‬صَّب الماَء ونحوه َيُصُّب ه صّب ًا َفُصَّب واْن َصَّب وَت َصَّبَب ‪َ :‬أراقه‪ ،‬وَص َبْب ُت الماَء ‪َ :‬س َك ْب ُته‪َ ,‬ع َلى اْل َج رَد اِء ‪:‬‬
‫اْلَج رَداِء من َج َر َد الشيَء ‪ :‬قَش ره‪ ,‬ومكاٌن َج ْر ٌد‪ ،‬ال نبات به‪ ،‬وَأرض َج ْر داُء وقد َج ِر َدْت َج َر دًا وَج َّر َد ها القحُط َت ْج ريدًا‪ ,‬اْلَج رَداِء كناية عن‬
‫الروح بدون روح اإليمان‪ ,‬و معروف أن الروح في اإلنسان من ثالثة طبقات‪ ,‬الروح البهيمية و يشترك فيها ابن آدم مع البهائم‪ ,‬و‬
‫تقوم علي الغريزة‪ ,‬روح التكريم لتمكن ابن آدم من العلم و الفهم‪ ,‬و روح اإليمان التي يتعلق بها اإليمان باهلل تعالي‪ ,‬الجرداء هي‬
‫الروح قبل حصولها علي اإليمان‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َم اِئَي ‪ :‬المدد‬

‫َأْن َب َت ْت ‪ :‬أخرجت النبت‪ ,‬أي‪ :‬غرست اإليمان في الّر وح‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و َت َر ى اَأْلْر َض َهاِمَد ًة َفِإَذ ا َأْنَز ْلَن ا َع َلْيَه ا اْل َم اَء اْه َتَّز ْت َو َر َب ْت َو َأْن َب َت ْت ِمْن ُك ِّل‬
‫َز ْو ٍج َب ِه يٍج ) ‪ 5‬الحج‬

‫َو َأْث َمَر َن ْب ِتي‪ :‬الَّث َمُر ‪َ :‬ح ْم ُل الَّش َج ِر وَأْث َم ر الشجر‪ :‬خرج ثَم ره‪ ,‬تّر قي الروح و تعلمها علوم الحقيقة‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و ُهَو اَّلِذي َأْنَز َل ِمَن الَّس َماِء‬
‫َم اًء َفَأْخ َر ْج َن ا ِبِه َن َب اَت ُك ِّل َش ْي ٍء َفَأْخ َر ْج َن ا ِم ْن ُه َخ ِض ًر ا ُنْخ ِر ُج ِم ْن ُه َح ًّب ا ُم َت َر اِك ًب ا َو ِمَن الَّنْخ ِل ِمْن َط ْلِع َه ا ِقْن َو اٌن َد اِنَي ٌة َو َج َّن اٍت ِمْن َأْع َن اٍب‬
‫َو الَّز ْي ُتوَن َو الُّر َّماَن ُم ْشَت ِبًه ا َو َغ ْيَر ُم َتَش اِبٍه اْن ُظ ُر وا ِإَلى َث َم ِر ِه ِإَذ ا َأْث َمَر َو َي ْن ِعِه ِإَّن ِفي َذ ِلُك ْم َآَلَي اٍت ِلَقْو ٍم ُيْؤ ِم ُنوَن ) ‪ 99‬األنعام‬
‫َبْيَن َيْو ٍم َو َلْي َلِة‪ :‬ال يوجد وقت بين اليوم و الليلة‪ ,‬تعبير عن تالشي الزمن‪ ,‬أي‪ :‬في ذات اللحظة التي َص َبْب ُت َع َلى اْل َج رَد اِء َم اِئَي ‪َ ,‬أْن َب َت ْت ‪,‬‬
‫أكّم ل المريد في لحظة‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 95‬ق ‪:1‬‬
‫َأَال ِإَّن ُنْك َر اَن اْل َج ِميِل َك ِبَي رٌة *** َك َذ ِلَك َد ْع َو ى اْلِع ْلِم َأْق َبُح ِتَّر ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َأَال‪ :‬حرف استفتاح للتنبيه ‪ ،‬والداللة على تحقيق ما بعدها‬
‫ِإَّن ُنْك َر اَن اْلَج ِميِل َك ِبَي رٌة‪ِ :‬إَّن ‪ :‬للتوكيد‪ُ ,‬نْك َر اَن اْلَج ِميِل ‪ :‬اْل َج ِميِل ‪ :‬هو ُح سن الصنيع‪ ,‬عدم االعتراف بالجميل‪ ,‬من تّلقي التربية و الهداية من‬
‫الشيخ‪ ,‬و منه ما جاء في البيت السابق من نقل حال المريد من أرض جرداء إلي أرض مثمرة‪َ ,‬ك ِبَي رٌة‪ :‬الكبيرة الَفْع لُة القبيحُة من‬
‫الذنوب و هي واحدة الكبائر‪ ,‬قال تعالي‪ِ( :‬إن َت ْج َت ِنُبوا َك َب اِئَر َم ا ُتْن َهْو َن َع ْن ُه ُنَك ِّفْر َع نُك ْم َس ِّي َئ اِتُك ْم َو ُنْد ِخْلُك م ُّمْد َخ اًل َك ِر يًم ا) ‪ 31‬النساء‬
‫َك َذ ِلَك‪ :‬الكاف للعطف وذلك اسم إشارة للبعيد‬
‫َدْع َو ى اْل ِع ْل ِم ‪ :‬الَّد ْع َو ى‪ :‬هي نسب الشئ إلي غير أصله و من ذلك الزعم بأن الشئ ملك لك‪ ,‬الصحيح أن تنسب العلم للشيخ‪ ,‬جاء في ذكر‬
‫قارون‪َ( :‬قاَل ِإَّن َم ا ُأوِتيُتُه َع َلى ِع ْل ٍم ِع ْن ِدي َأَو َلْم َيْع َلْم َأَّن َهَّللا َقْد َأْه َلَك ِمْن َقْب ِلِه ِمَن اْل ُقُر وِن َمْن ُهَو َأَش ُّد ِم ْن ُه ُقَّو ًة َو َأْك َث ُر َج ْمًع ا َو اَل ُيْس َأُل َعْن‬
‫ُذ ُنوِبِهُم اْلُمْج ِر ُموَن ) ‪ 78‬القصص‬
‫َأْق َبُح ِتَّر ِة‪ :‬الِتّر ة البعد و القطع‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و َأْت َبْع َن اُه ْم ِفي َهِذِه الُّد ْن َي ا َلْع َن ًة َو َيْو َم اْل ِقَي اَم ِة ُه ْم ِمَن اْل َم ْق ُبوِحيَن ) ‪ 42‬القصص‪َ ,‬أْق َبُح ِتَّر ِة‪ :‬أسوأ‬
‫درجات الُبعد‬
‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬
‫==================‬
‫‪ 96‬ق ‪:1‬‬
‫َي َغ اُن َع َلى َعْي ِن اْلُم َش اِهِد ِع ْن َد َم ا *** ُيَقاِر ُف َر ْي بًا ِفي َع ِظ ِيم َم كاَن ِتي‬

‫المعني‪:‬‬

‫َي َغ اُن ‪ :‬والغين لغة في الغيم‪ ،‬وهو السحاب‪ ،‬وَأغاَن الَغ يُن السماء َأي َأْلَبسها؛ِغيَن على قلبه ُغ ِّط َي عليه وُأْلِبَس‬
‫َع َلى َعْي ِن اْل ُم َش اِهِد‪َ :‬عْي ِن اْلُم َش اِهِد قبله ألن المشاهدة بالبصيرة (القلب)‪ ,‬أسلوب بالغي فيه جناس بين الغين و العين‪.‬‬
‫ِع ْن َدَم ا ُيَقاِر ُف ‪ِ :‬ع ْن َدَم ا‪ :‬ظرفية‪ُ ,‬يَقاِر ُف ‪ :‬من الِقْر ف‪ :‬الِقْش ر‪ ,‬وقاَر َف الذنَب وغيَر ه‪ :‬داناُه والَص َقُه‪ ,‬وفي الحديث‪ :‬رجل َق َر ف على نفسه‬
‫ذُنوبًا َأي َك َس َب ها‪ ,‬و يقارف غير يقترف ‪ -‬مثل كسب (للذنب) و اكتسب (للحسنة)‪ .‬و في الحديث‪ :‬رجل َقَر ف على نفسه ذُنوبًا – أي‬
‫كسبها‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َفُم َقاِر ُف اْلَمْع َن ى الَّدِنِّي َج َه اَلٌة *** َمْح ُج وَب ٌة ِع ْلَم اْلَي ِقيِن َت َر َّدِت (‪ 307‬ق ‪)1‬‬
‫َر ْي بًا‪ :‬الّر يُب الَّش ك‬
‫ِفي َع ِظ ِيم َم كاَن ِتي‪َ :‬ع ِظ ِي م‪ :‬العظمة تعني الرئاسة و الزعامة‪ ,‬و كان صلي هللا عليه و سلم يبتدر كتاباته للملوك بعبارة بقوله‪( :‬من محمد‬
‫رسول هللا إلي كسري عظيم فارس ‪ ,,,‬أو إلي قيصر عظيم الروم ‪َ ,) ....‬م كاَن ِتي‪ :‬منزلتي‪َ ,‬ع ِظ ِيم َم كاَن ِتي‪ :‬رئاستي للزمن‬
‫أعجبنيلم يعجبني‬
‫الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى األسفل‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫® مدير المنتدى ®‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫رسالة ‪: sms‬‬

‫سيرى ببطئ ياحياة‬


‫لكى أراك بكامل النقصان حولى‬
‫كم نسيتك فى خضمك‬
‫باحثا عنى وعنك‬
‫وكلما أدركت سرا منك‬
‫قلت بقسوة‬
‫مأجهلك!!!!‬
‫ذكر‬
‫عدد المساهمات ‪11496 :‬‬
‫اٍالقامة ‪ :‬وراء األفق حيث الشئ سواى وحبيبتى‬
‫العمل ‪ :‬مهندس‬
‫نوسا البحر ‪ :‬ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪15781612‬‬

‫ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪Icon_minitime 2020-09-08, 3:54 pm‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 97‬ق ‪:1‬‬
‫َش اَهْت ُو ُج وُه اْلَقْو ِم َم ا َلْم َي ْش َه ُدوا *** ِبَأَّن َأِميِني َر اِس ٌخ ِفي الِو َالَي ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َش اَهْت ُو ُج وُه‪ :‬رجل َأْش َو ُه‪ :‬قبيُح الوجِه‪ .‬يقال‪ :‬شاَه وْج ُهه َي ُشوه‪َ ،‬قُبح‪ُ ,‬س ِلب القبول‬
‫اْلَق ْو ِم ‪ :‬القوم هم من جمعهم شأن واحد‬
‫َم ا َلْم ‪ :‬ما ‪ :‬مصدرية ظرفية َلْم ‪ :‬حرف نفي وجزم‬
‫َي ْش َه ُدوا‪ :‬الشهادة رأي العين شرعًا‬

‫ِبَأَّن َأِميِني‪َ :‬أِميِني‪ :‬القائم بحفظ أمانتي‪ ,‬الخالفة‪ ,‬الخليفة الوارث شيخ الطريقة‬
‫َر اِس ٌخ ‪َ :‬ر َس َخ الشيُء َيْر َس ُخ ُرُس وخًا‪ :‬ثبت في موضعه و يوصف بها الجبل الراسخ الممتد جذوره في باطن األرض فال يتزحزح‪ ،‬قال‬
‫تعالي‪َ( :‬و َم ا َيْع َلُم َت ْأِو يَلُه ِإاَّل ُهَّللا َو الَّر اِس ُخ وَن ِفي اْل ِع ْل ِم َي ُقوُلوَن َآَم َّن ا ِبِه ُك ٌّل ِمْن ِع ْن ِد َر ِّب َن ا) ‪ 7‬آل عمران‬
‫ِفي الِو َالَي ِة‪ :‬الرسوخ في الوالية ‪ ,‬هو مرتبة زيادة الُح سني‪ ,‬من قوله تعالي‪ِّ( :‬لَّلِذيَن َأْح َس ُنوا اْلُحْس َنٰى َو ِز َياَد ٌة َو اَل َيْر َهُق ُو ُج وَهُهْم َقَت ٌر َو اَل‬
‫ِذ َّلٌة ُأوَٰل ِئَك َأْص َح اُب اْل َج َّن ِة ُه ْم ِفيَه ا َخ اِلُدوَن ) ‪ 26‬يونس‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 98‬ق ‪:1‬‬
‫َقَض ْي ُت َقَض اءًا َو اْق َت َض ْي ُت َم ِش يَئ ًة *** َأَج ْب ُت ِلَداِعي ِهَّللا َأَّو َل َمَّر ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫َقَض ْي ُت َقَض اءًا‪ :‬القضاء الُح كم‪َ ,‬قَض ْي ُت (أنا) حكمت بالٌح كم‬
‫َو اْق َت َضْي ُت َم ِش يَئ ًة ‪ :‬الواو‪ ,‬اْق َت َضْي ُت ‪ :‬االقتضاء األخذ‪َ ,‬م ِش يَئ ًة ‪ :‬موطن الصفات¸ بعد األمر‪ ,‬من قوله تعالي‪ِ( :‬إَّن َم ا َأْمُرُه ِإَذ ا َأَر اَد َش ْي ًئ ا َأْن‬
‫َي ُقوَل َلُه ُك ْن َفَي ُك وُن ) ‪ 82‬يس‪ ,‬يقصد بذلك أمر انتقاله رضي هللا عنه‬
‫َأَج ْب ُت ِلَداِعي ِهَّللا‪َ :‬أَج ْب ُت ‪ :‬اإلجابة رّد السؤال و التلبية و الحضور عند المنادي‪ِ ,‬لَد اِعي ِهَّللا‪ :‬الالم حرف انتهاء لغاية مكانية‪َ ,‬داِعي ِهَّللا‪:‬‬
‫الَم وت ألن فيه لقاء هللا و ويقال لكّل من مات ُدِع َي فَأجاب‪ ,‬كذا في قاموس لسان العرب‪ ,‬و في الحديث‪َ" :‬مْن َأَح َّب ِلَقاَء ِهللا َأَح َّب ُهللا‬
‫ِلَقاِء ُه" الخ‬
‫َأَّو َل َمَّر ِة‪ :‬لم أتأخر في الرّد حتى يكرر الّد اعي دعوته‪ ,‬و في قصة وفاة النبي صلى هللا عليه وسلم ودخل ملك الموت وقال ‪ :‬السالم‬
‫عليك يا رسول هللا ‪ ،‬أرسلني هللا أخيرك بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق باهلل ‪ ،‬فقال النبي َص َّلى ُهَّللا َع َلْي ِه َو َس َّلَم ‪" :‬بل الرفيق‬
‫األعلى ‪ ،‬بل الرفيق األعلى"‪ ,‬و هذا هو شأن صاحب الوراثة المحمدية الكاملة‬
‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬
‫==================‬
‫‪ 99‬ق ‪:1‬‬
‫َت َر ْك ُت ِبَأْح َش اِء الَّز َم اِن َأَم اَن ًة *** َو َج اَئ ِني اْل َح ُّق اْلَيِقيُن ِبُبْغ َي ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َت َر ْك ُت ‪ :‬أودعت‪ ,‬و التِر كة اإلرث ُيترك للوارثين‬
‫ِبَأْح َش اِء الَّز َم اِن ‪ِ :‬بَأْح َش اِء ‪ :‬الباء ظرفية بمعني في‪َ ,‬أْح َش اِء ‪ :‬اَألْح َش اِء ‪ :‬البطون‪َ ,‬أْح َش اِء الَّز َم اِن ‪ :‬بطونه و غيوبه‬
‫َأَم اَن ًة ‪ :‬األمانُة ما ُي ستودع لدي األمين فيحفظه‪ ,‬يعني وراثة الطريقة و الخالفة من بعده‬
‫َو َج اَئ ِني اْل َح ُّق اْلَيِقيُن ‪َ :‬و َج اَئ ِني ‪ :‬أتاني‪ ,‬اْل َح ُّق اْلَيِقيُن ‪ :‬اْل َح ُّق الذي ال يخالطه شك‪ ,‬اْل َح ُّق اْلَيِقيُن ‪ :‬الموت‪ ,‬االنتقال للدار اآلخرة ‪ ,‬كما جاء‬
‫في قوله تعالي‪َ( :‬و اْع ُبْد َر َّب َك َح َّت ى َي ْأِتَي َك اْلَيِقيُن ) ‪ 99‬الِحجر‬
‫ِبُبْغ َي ِتي‪ :‬بطلبي‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َأُقوُل ُأِجْب ُت َو َم ا َأَج ْب ُت ِلَط اِلٍب *** َأُقوُل ُم َن اَي َو َال َأُقوُل ِم ِنَّي ِتي (‪ 112‬ق ‪)1‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 100‬ق ‪:1‬‬
‫َك َم ا َخ َط َب اْل َم عُص وُم ِع ْن َد َو َداِع ِه *** َأْر َس ْي ُت َأْر َك اِني َو َأْت َمْم ُت ِنْع َم ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َك َم ا‪ :‬الكاف للتشبيه مع ما المصدرية‪ ,‬و هذا البيت يلي بيتين في موضوع انتقاله رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َقَض ْي ُت َقَض اءًا َو اْق َت َض ْي ُت َم ِش يَئ ًة *** َأَج ْب ُت ِلَداِعي ِهَّللا َأَّو َل َمَّر ِة (‪ 98‬ق ‪)1‬‬
‫و‬
‫َت َر ْك ُت ِبَأْح َش اِء الَّز َم اِن َأَم اَن ًة *** َو َج اَئ ِني اْلَح ُّق اْلَيِقيُن ِبُبْغ َي ِتي (‪ 99‬ق ‪)1‬‬
‫عندما سمع عمر رضي هللا عنه الخطبة بكى‪ ،‬فقيل له‪ :‬ما يبكيك؟ قال‪ :‬إنه ليس بعد الكمال إال النقصان‪ ,‬أي أن ذلك عالمة قرب انتقاله‬
‫صّلي هللا عليه و سّلم‬
‫َخ َط َب اْل َم عُص وُم ِع ْن َد َو َد اِعِه‪ُ :‬خ طبته صّلي هللا عليه و سّلم‪ ,‬في حّج ة الوداع ذي القعدة سنة عشر من الهجرة المباركة‬
‫َأْر َس ْي ُت َأْر َك اِني َو َأْت َمْم ُت ِنْع َم ِتي‪ :‬قال فيها صّلي هللا عليه و سّل م‪ ... ( :‬فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده‪ :‬كتاب هللا‬
‫وسنة نبيه‪ ،‬أال هل بلغت ‪ ...‬اللهم فاشهد) و لما فرغ رسول هللا صّلي هللا عليه و سّلم من خطبته نزل عليه قوله تعالى‪( :‬ٱْلَيْو َم َأْك َم ْلُت‬
‫َلُك ْم ِديَنُك ْم َو َأْت َمْم ُت َع َلْي ُك ْم ِنْع َم ِتى َو َر ِض يُت َلُك ُم ٱألْس َالَم ِدينًا) ‪ 3‬المائدة‪َ ,‬أْر َس ْي ُت ‪ :‬أركان الطريقة أوراد – عقيدة – خدمة – استالم الرئاسة‬
‫لبداية زمن الطريقة‪َ ,‬و َأْت َمْم ُت ِنْع َم ِتي‪ :‬بالشيخ إبراهيم رضي هللا عنه‪ ,‬يتضح ذلك في قوله رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ِمْن َك َم اِل اْلَع َط اِء ِمْن َفْيِض َو ْه ٍب *** َأُّيَه ا الَّن اُس َج اَء ُك ْم ِإْبَر اِهيُم (‪ 1‬ق ‪)12‬‬
‫و قوله رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َك َم اُل الِّديِن ِفي اَألْر َك اِن َح ٌّج *** ِلَبْي ِت ِهَّللا ِفي اْلَب َلِد اْل َح َر اِم ( ‪ 1‬ق ‪)49‬‬

‫‪ 101‬ق ‪:1‬‬
‫َعَج بًا َر َأْي ُت َص ِحيَفِتي َفَقَر ْأُتَه ا *** َفَر َأْي ُت َأْب َن اِئي ُح رُو َف َص ِحيَفِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َعَج بًا‪ :‬تقال لألمر غير المعتاد‪ ,‬و في حديث طويل عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة رضي هللا عنه قال ‪ :‬خرج علينا‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ذات يوم و نحن في مسجد المدينة فقال إني رأيت البارحة عجبا رأيت رجال من أمتي جاءه ملك الموت‬
‫ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فرد عنه و رأيت رجال من أمتي قد بسط عليه عذاب القبر فجاءه وضوؤه فاستنقذه من ذلك و رأيت‬
‫رجال من أمتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر هللا فخلصه من بينهم و رأيت رجال من أمتي قد احتوشته مالئكة العذاب فجاءته‬
‫صالته فاستنقذته من أيديهم و رأيت رجال من أمتي يلهث عطشا كلما ورد حوضا منع منه فجاءه صيامه فسقاه و أرواه ‪ ,,,,‬الخ)‬
‫أخرجه الترمذي الحكيم في نوادر األصول‬
‫َر َأْي ُت َص ِحيَفِتي‪َ :‬ر َأْي ُت أي عيانًا‪ ,‬و الَعَج ُب في رؤيته لصحيفته رضي هللا عنه أي طوي له عن أحوال اآلخرة فشاهد صحيفته عيانًا‪ ,‬و‬
‫رؤية أحوال القيامة‬
‫َفَقَر ْأُتَه ا‪ :‬الفاء في البيت حرف عطف يفيد الترتيب والتعقيب‪َ ,‬ق َر ْأُتَه ا‪ :‬قرأتها مسبقًا في الِقدم‪ ,‬اآلية‪( :‬اْق َر ْأ ِك َت اَب َك َك َفى ِبَن ْف ِس َك اْلَيْو َم َع َلْي َك‬
‫َح ِس يًب ا) ‪ 14‬اإلسراء‬
‫َفَر َأْي ُت َأْب َن اِئي ُح رُو َف َص ِحيَفِتي‪َ :‬فَر َأْي ُت ‪ :‬الفاء للعطف‪َ ,‬ر َأْي ُت ‪ :‬شاهدت بعيني‪َ ,‬أْب َن اِئي‪ :‬أبناء طريقتي‪ُ ,‬ح رُو َف َص ِحيَفِتي‪ :‬الحرف في اللغة‬
‫أصغر مكونات الكالم‪ ,‬حرف واحد ابن طريقة يساوي كم من العبادات و الذكر و األوراد لذكر القلب لذكر الروح لذكر االصطالم‪ ,‬كّل‬
‫حرف و ما يسع‪ :‬يقول سيدي إبراهيم‪ :‬أنا الحرُف ال أقرأ لكل مناظٍر (هو حرف بالنسبة لحضرة النبي صلي هللا عليه و سّلم)‪ .‬و هذا‬
‫من باب (َمْن َس َّن ُس َّن ًة َح َس َن ًة ) الحديث‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪َ« :-‬مْن َس َّن ِفي اإلسالم ُس َّن ًة َح َس َن ًة َف ُع ِم َل ِبها بْع َدُه ُك ِتب َله‬
‫مْث ُل َأْج ر من َع ِم َل ِبَه ا َو ال َي ْن ُقُص ِمْن ُأُج وِر ِه ْم َش ْي ٌء ‪ ...‬الخ) رواه مسلم‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 102‬ق ‪:1‬‬
‫َو َيْص ُدُق ُبْر َهاُن اِإلَلِه ِبَقْو ِلِه *** َم َفاِتيُح َأْه ِل ِهَّللا ِفي َط ِّي َقْبَض ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َيْص ُدُق ‪َ :‬ص َدَق َيْص ُدُق َصْد قًا‪ ,‬يقول الِص دَق ‪ ,‬ما خالف الكِذب‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و اَّلِذي َج اَء ِبالِّص ْد ِق َو َص َّدَق ِبِه ُأْو َلِئَك ُه ُم اْل ُم َّت ُقوَن ) ‪ 33‬الزمر‬
‫ُبْر َهاُن اِإلَلِه‪ :‬البرهان الدليل و اإلثبات‪ُ ,‬بْر َهاُن اِإلَلِه‪ :‬الّد ال علي هللا‪ ,‬إشارة لكنية سيدي إبراهيم الدسوقي (ُبرهان الِم َّلة و الِّد ين)‬
‫ِبَقْو ِلِه َم َفاِتيُح َأْه ِل ِهَّللا ِفي َط ِّي َقْبَض ِتي‪ِ :‬بَق ْو ِلِه‪ :‬القول هو البيت من القصيدة‪َ ,‬م َفاِتيُح َأْه ِل ِهَّللا ِفي َط ِّي َقْبَض ِتي‪ :‬قال في تائيته‪ ,‬سيدي‬
‫إبراهيم الدسوقي رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو َص َلْي ُت ِبالَّت َس ِليِم َمْهَم ا َتَكَاثَر ْت *** َم َفاِتيُح َأْه ِل هللا ِفي َط ِّى َقْبَض ِتى‬
‫َم َفاِتيُح َأْه ِل ِهَّللا‪َ :‬م َفاِتيُح ‪ :‬مفاتيح الغيوب‪ ,‬األسماء اإللهية‪َ ,‬أْه ِل ِهَّللا‪ :‬األولياء‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و ِع ْن َدُه َم َفاِتُح اْلَغ ْي ِب اَل َيْع َلُمَه ا ِإاَّل ُهَو َو َيْع َلُم َم ا ِفي‬
‫اْلَبِّر َو اْلَبْح ِر َو َم ا َت ْس ُقُط ِمْن َو َر َقٍة ِإاَّل َيْع َلُمَه ا َو اَل َح َّب ٍة ِفي ُظ ُلَم اِت اَأْلْر ِض َو اَل َر ْط ٍب َو اَل َي اِبٍس ِإاَّل ِفي ِك َت اٍب ُم ِبيٍن ) ‪ 59‬األنعام‬
‫ِفي َط ِّي َقْبَض ِتي‪ :‬الطّي هو ثني الثوب علي بعضه‪ ,‬يعني باطن َقْبَض ِتي‪ :‬يميني‪ ,‬و يمين سيدي إبراهيم هو سيدي فخر الدين رضي هللا‬
‫عنهم أجمعين‬
‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬
‫==================‬
‫‪ 103‬ق ‪:1‬‬
‫َعَج بًا َتَغ اُر الشْمُس ِم َّن ي َفاْش َه ُدوا *** َيْو مًا يقُو ُل اْلَح ُّق ِفيِه َم َقاَلِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َعَج بًا‪ :‬كما سبق في البيت (‪ ,)101‬تقال لألمر غير المعتاد‬
‫َتَغ اُر الشْمُس ِم َّن ي‪َ :‬تَغ اُر من الِغيرة و هي كره االلتفات للغير‪َ ,‬تَغ اُر الشْمُس ِم َّن ي بمعني شدة ظهور سيدي فخر الدين‪ ,‬و قيل في ذلك‪:‬‬

‫ُك ُّل َش ْم ٍس ِإْن َر أتُهْم َك َس َفْت *** ٌك ٌّل َبْد ٍر ِمْن َس َن اُهم َي أُفُل‬
‫َفاْش َه ُدوا‪ :‬الفاء سببية‪ ,‬اْش َهُد وا‪ :‬من الشهادة و هي رؤية العين الثابتة باليقين‪ ,‬قال تعالي‪َ( :‬و ِإْذ َأَخ َذ ُهَّللا ِميَث اَق الَّن ِبِّييَن َلَم ا َآَت ْي ُتُك ْم ِمْن‬
‫ِك َت اٍب َو ِحْك َم ٍة ُثَّم َج اَء ُك ْم َر ُس وٌل ُمَص ِّدٌق ِلَم ا َمَع ُك ْم َلُتْؤ ِم ُنَّن ِبِه َو َلَتْن ُصُر َّن ُه َقاَل َأَأْق َر ْر ُتْم َو َأَخ ْذ ُتْم َع َلى َذ ِلُك ْم ِإْص ِر ي َقاُلوا َأْق َر ْر َن ا َقاَل َفاْش َه ُدوا‬
‫َو َأَن ا َمَع ُك ْم ِمَن الَّش اِهِديَن ) ‪ 81‬آل عمران‬
‫َيْو مًا يقُو ُل اْل َح ُّق ِفيِه َم َقاَلِتي‪َ :‬يْو مًا‪ :‬اليوم هو الزمن الذي يحوي حدثًا عظيمًا و تسمي األعياد أّي ام و كذلك يوم الجمعة و يوم العروبة و‬
‫يوم الحشر لعظمتها‪ ,‬و المعني هنا اليوم اآلخر‪ ,‬اْلَح ُّق ‪ -‬هللا سبحانه و تعالي‪ :‬اآلية‪ُ( :‬ه َن اِلَك اْلَو اَل َي ُة ِهَّلِل اْل َح ِّق ُهَو َخ ْيٌر َث َو اًب ا َو َخ ْيٌر ُع ْق ًب ا)‬
‫‪ 44‬الكهف‪ ,‬يقُو ُل اْل َح ُّق ِفيِه َم َقاَلِتي – المقالة من القول و هو لغًة الكالم علي الترتيب‪ ,‬معني الجملة‪ :‬أي تشهدوا يوم ظهوري الذي‬
‫يفوق ظهور الشمس‪ ,‬يوم ال يرفض هللا تعالي لي طلبًا‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َو َت ْح َت ِلَو اِء اْلَح ْم ِد ُيْج َمُع َش ْم ُلَن ا *** َو َيْو َم َي ُقوُم الَّن اُس َيْو ُم َك َر اَم ِتي (‪ 45‬ق ‪)1‬‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 104‬ق ‪:1‬‬
‫َأَن اِنَي ِتي َح ْي ُث اَألَن ا ِبِإَن اِئَه ا *** َو ِإَّن ِإَن اَء اْلَغ ْي ِب ُذ و اَألَح دَّي ِة‬

‫المعني‪:‬‬
‫هذا البيت يشرح البيت األول من التائية‪:‬‬
‫َأَن ا ِفي َأَن ا ِإِّن ــي َو ِإِّن ــَي ِفي َأَن ا *** َر ِحيِقَي َم ْخ تـُـوٌم ِبِم ْس ِك اْل َح ِقيَق ِة‬
‫َأَن اِنَي ِتي‪ :‬كون األنا المعّب ر عن الّذ ات الظاهر للمتكّلم سيدي فخر الدين رضي هللا عنه‬
‫َح ْي ُث ‪ :‬ظرف مكان‬
‫اَألَن ا ِبِإَن اِئَه ا‪( :‬موطن) اَألَن ا المستتر في باطن حضرة النبي صلي هللا عليه و سّلم ِبِإَن اِئ (َها) (الهوّي ة النبوية)‬
‫َو ِإَّن ِإَن اَء اْلَغ ْي ِب‪َ :‬و ِإَّن ‪ :‬الواو للعطف‪ِ ,‬إَّن ‪ :‬للتأكيد‪ِ ,‬إَن اَء اْلَغ ْي ِب‪ :‬موطن تجّلي حضرة غيب العما‪ ,‬ظهور حضرة النبي صلي هللا عليه و سّلم‬
‫من كنز العما (قبضة الّن ور)‬
‫ُذ و اَألَح دَّي ِة‪ُ :‬ذ و‪ :‬مالك أو صاحب‪ ,‬اَألَح دَّي ِة‪ :‬الذي ال ُي شاركه أحد في مرتبته‪ ,‬أي‪ :‬حضرة غيب األحدّي ة‪ ,‬قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َي ا ِنْع َم َم ا َط َلَع اْلَج َم اُل ِمَن اْلَع َم ى *** ِنْع َم الُّظ ُهوُر َو َج َّل َمْن َي ْغ َش اُه (‪ 1‬ق ‪)19‬‬
‫َأَح دَّي ِة حضرة النبي صلي هللا عليه و سّلم‪ :‬المشار إليها في الصالة الذاتية‪( :‬اللهم صّل علي الّذ ات المحمدّي ة اللطيفة اَألَح دَّي ِة ‪.) ....‬‬
‫حضرة غيب اَألَح دَّي ِة أو حضرة التعيين األّو ل‪ ,‬المشار إليها في حديث سيدنا جابر رضي هللا عنه‪" :‬أّو ل ما خلق هللا نور نبّي ك يا جابر"‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 105‬ق ‪:1‬‬
‫َفَعْو دًا َع َلى َبْد ٍء َص َبْر ُت ُم َش اِهدًا *** َو َك اَن ْت ِس َه اُم اْل َح ْض َر َت ْي ِن ُم ِص يَب ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َفَعْو دًا َع َلى َبْد ٍء ‪ :‬في صفات هللا تعالى‪ :‬المبِد ُئ المِعيُد؛ و في قول النبي صلي هللا عليه و سلم‪( :‬الرجل الَقِو ُّي الُمَج ِّر ُب المبدُئ المعيُد)‬
‫يقصد‪ :‬الذي قد َأْبَد َأ في َغْز ِو ِه وَأعاد َأي غزا مرة بعد مرة‪ ،‬وجَّر ب اُألمور َط ْو رًا بعد َط ْو ر‪ ،‬وَأعاد فيها وَأْبَد َأ‪ ،‬و سيدي فخر الدين يعود‬
‫لتوضيح المعني من بداية التائية و هذا شرح البيت الثاني من التائية‪:‬‬
‫َص َبْر ُت ِلُح ْك ِم هَّللا َب ْل َأَن ا َش اِك ٌر *** َفمَـا الَّصْبُر ِإَّال َعْن َع ِظ يِم اْلُم ِص يَب ِة‬
‫َص َبْر ُت ُم َش اِهدًا‪ :‬صبرت في موطن المشاهدة و هو حضرة الُقرب ُقبيل الُشهود لحضرة الّذ ات‬
‫َو َك اَن ْت ‪ :‬حصل ِقدمًا‬

‫ِس َه اُم اْلَح ْض َر َت ْي ِن ‪ِ :‬س َه اُم‪ :‬الِس َه اُم ‪ :‬ما يضرب ليستهم به لالختيار بين أمرين‪ ,‬توضيح (َع ِظ يِم اْلُم ِص يَب ِة) سهام (اختيار) الحضرتين‪:‬‬
‫الحضرة اإللهية و الحضرة النبوّي ة‬

‫ُم ِص يَب ِتي‪ :‬أي أصابتي أي وقع اختيارها علَّي‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 106‬ق ‪:1‬‬
‫َفَأْص ِبُر َع ْن َه ا َال َع َلْيَه ا َو ِإَّن ِني *** ِبَصْب ِر َي َشَّك اٌر َو ِفي اُلَقاِب َصْبَر ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫هذا و البيت السابق في شرح البيت رقم ‪ 2‬من التائية‪:‬‬
‫َص َبْر ُت ِلُح ْك ِم هَّللا َب ْل َأَن ا َش اِك ٌر *** َفمَـا الَّصْبُر ِإَّال َعْن َع ِظ يِم اْلُم ِص يَب ِة‬

‫َفَأْص ِبُر َع ْن َه ا‪ :‬الفاء فاء االستئناف‪َ ,‬أْص ِبُر َع ْن َه ا‪ :‬الَّص ْبُر التحّم ل و عدم الَج َز ع‪ ،‬و الصبر مّر كما هو معلوم‪ .‬و مما قال اإلمام الشافعي‬
‫رضي هللا عنه‪:‬‬
‫سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري‬
‫و أصبر حتى يأذن هللا في أمري‬
‫و أصبر حتى يعلم الصبر أنني‬
‫صبرت على شيء أمّر من الصبر‬
‫َأْص ِبُر َع ْن َه ا‪ :‬الصبر عن الشئ الذي تحّب ه و تريده‬
‫َال َع َلْيَه ا‪ :‬ال النافية تنفي ِع لة الُك ره‬
‫َو ِإَّن ِني ِبَص ْب ِر َي َشَّك اٌر ‪َ :‬و ِإَّن ِني‪ :‬إّن مع نون الوقاية‪ ,‬الباء (للوسيلة) الصبر‪َ ,‬شَّك اٌر علي وزن فّع ال‪ ,‬كثرة الشكر‬
‫َو ِفي اُلَقاِب َص ْبَر ِتي‪َ :‬و ِفي اُلَقاِب‪ :‬قاب قوسين في اآلية‪َ( :‬فَك اَن َقاَب َقْو َس ْي ِن َأْو َأْد َن ى) النجم‪ ,‬و القاب هو مقبض القوس‪ ,‬إشارة إلي‬
‫حضرة التقريب‪( ,‬والَّصْب رة من الحجارة‪ :‬ما اشتد وَغُلظ) َص ْبَر ِتي‪ :‬شدة تحّم لي للتجّلي الذاتي‪َ .‬و ِإَّن ِني‪ :‬نون الوقاية ‪ -‬تحت وقاية حضرة‬
‫النبي صلي هللا عليه و سّلم‪ ,‬و هو موطن المشاهدة في انتظار شهود الّذ ات اإللهية‪ ,‬فيكون الصبر حين الرّد من التجّلي انتظارًا للعودة‬
‫إليه‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 107‬ق ‪:1‬‬
‫َو ِإِّن ي ِإْذ َأْس َع ى ِإَلى ِهَّللا َي ْأِتِني *** ِبَك اِم ِل ِإْلَط اٍف ُيَهْر ِو ُل ُو ْج َه ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫هذا البيت في شرح البيت (‪ )3‬من التائية‪:‬‬
‫َس َعْي ُت ِإَلى َمْو َالَي َمْر ُفــوَع َهاَم ٍة *** َو َم ا ِز ْلُت ِللُّد ْن َي ا ُشــَع اَع اْل ِه َداَي ِة‬
‫َو ِإِّن ي ِإْذ َأْس َع ى ِإَلى ِهَّللا‪َ :‬و ِإِّن ي ِإْذ َأْس َع ى‪ِ :‬إْذ ظرفية‪ ,‬حال سعّي ي ِإَلى ِهَّللا‪َ ,‬أْس َع ى‪ :‬السعي فوق المشي و دون العدو‪ ,‬ينطوي علي الهمة‬
‫َي ْأِتِني ِبَك اِم ِل ِإْلَط اٍف ‪َ :‬ي ْأِتِني‪ :‬يحضرني‪ِ ,‬بَك اِم ِل ‪ :‬أي في كامل‪ ,‬كمال التجّلي‪ِ ,‬إْل َط اٍف من الّلطف بالزائر و االحتفاء به‪ .‬مثل كلمة إكرام من‬
‫كرم‪ .‬كّل اللطف‬
‫ُيَهْر ِو ُل ُو ْج َه ِتي‪ُ :‬يَهْر ِو ُل‪ :‬الهرولة الخّب أكثر من السعي و دون العدو (الجري)‪ُ ,‬و ْج َه ِتي‪ :‬الِجَه ُة والِو ْج َه ُة (بالكسرة) والُو ْج هة‬
‫(بالضّم ة)‪ ،‬جميعًا‪ :‬الموضُع الذي َتَت َو َّج ُه إليه وتقصده‪ ,‬أي‪ :‬نحوي‪ ,‬أو ناحيتي‪َ( ,‬أْس َع ى) يقابلها (ُيَهْر ِو ُل) في الحديث القدسي‪ :‬عن أبي‬
‫هريرة‪ ,‬رضي هللا عنه قال‪ :‬قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬يقول هللا تعالى ‪( :‬وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) رواه البخاري ومسلم‬
‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬
‫==================‬
‫‪ 108‬ق ‪:1‬‬
‫َو َم اِز ْلُت َأْو َالِز ْلُت َم اَز اَل ِع ُّز َن ا *** َو ُتوَقُد ِمْن َز ْي ِت اْل َح ِبيِب َفِتيَلِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫هذا البيت مواصلة في شرح البيت (‪ )3‬من التائية‪:‬‬
‫َس َعْي ُت ِإَلى َمْو َالَي َمْر ُفــوَع َهاَم ٍة *** َو َم ا ِز ْلُت ِللُّد ْن َي ا ُشــَع اَع اْل ِه َداَي ِة‬
‫َو َم اِز ْلُت َأْو َالِز ْلُت ‪ :‬زال من أخوات كان تدخل عليها (ما النافية) فتفيد النفي و تدخل عليها (ال النافية) فتفيد الدعاء‪ ,‬ألن ال تكون نافية‬
‫في حالة الفعل المضارع أما إذا دخلت علي الماضي فتفيد الدعاء‪ ,‬مثل‪( :‬ال زلت بخير‪ ،‬ال زال بيتك مقصودًا)‪ .‬يكون المعني تأكيد دوام‬
‫العّز و الدعاء من الشيخ بدوامه و بهذه المناسبة أذكر أنه‪ :‬في لقاء مع اإلذاعة السودانية سأل المذيع موالنا الشيخ إبراهيم‪:‬في نهاية‬
‫اللقاء‪ :‬السؤال‪ :‬كلمة توجهها للسودانيين اإلجابة من موالنا بعد أن تحدث عن إمكانيات السودان قال‪( :‬أتمني لهم أن يعيشوا في‬
‫بحبوحة العّز )‪ .‬هذا الدعاء‪ .‬و الدعاء للكّل‪.‬‬
‫َم اَز اَل ِع ُّز َن ا‪ :‬العز هو الِمنعة و رغد العيش و الغني‪ ,‬دوام عّز الطريقة‪ ,‬صيغة الجمع تفيد دوام األمر إلي نهاية الدنيا‪ ,‬في كل أزمان‬
‫األئمة رضي هللا عنهم‪ ,‬أي‪ :‬حضرة جمع سيدي فخر الدين و ورثته‪ ,‬و يقول سيدي إبراهيم الدسوقي رضي هللا عنه‪ ,‬عن طريقته‪:‬‬

‫ِأَن ا الَفَلُك الَّد َو اُر َح ْي ُث َط ِر يَقِتي*** َط ِر يَقُة ِع ٍّز ًش ْر ُقَه ا َو الَم َغ اِر ُب‬
‫َو ُتوَقُد ِمْن َز ْي ِت اْلَح ِبيِب َفتيَلِتي‪َ :‬و ُتوَقُد‪ :‬الواو للعطف‪ُ ,‬توَقُد‪ :‬من وَقَد و الوقود ما يغّذ ي الّن ار فتشتعل‪ِ ,‬مْن ‪ :‬حرف ابتداء لغاية مكانية‪,‬‬
‫َز ْي ِت‪ :‬ماذة الوقود‪ ,‬و ذلك إشارة لقوله تعالي‪ُ( :‬هَّللا ُنوُر الَّس َم اَو اِت َو اَألْر ِض َم َث ُل ُنوِر ِه َك ِم ْشَك اٍة ِفيَه ا ِم ْص َب اٌح اْل ِم ْص َب اُح ِفي ُز َج اَج ٍة‬
‫الُّز َج اَج ُة َك َأَّن َه ا َك ْو َك ٌب ُدِّر ٌّي ُيوَقُد ِمن َش َج َر ٍة ُّمَب اَر َك ٍة َز ْي ُتوَن ٍة اّل َش ْر ِقَّي ٍة َو ال َغ ْر ِبَّي ٍة َي َك اُد َز ْي ُتَه ا ُيِض يُء َو َلْو َلْم َت ْمَس ْس ُه َن اٌر ُّن وٌر َع َلى ُنوٍر‬
‫َيْه ِدي ُهَّللا ِلُنوِر ِه َم ن َي َش اء َو َيْض ِر ُب ُهَّللا اَألْم َث اَل ِللَّن اِس َو ُهَّللا ِبُك ِّل َش ْي ٍء َع ِليٌم ‪ 35‬النور‪ ,‬اْلَح ِبيِب‪ :‬المحبوب‪ ,‬صّلي هللا عليه و سّلم‪ ,‬نوري‬
‫من نور حضرة النبي صّلي هللا عليه و سّلم‪َ ,‬فتيَلِتي‪َ :‬فِتيَلُة اْل ِقْن ِديِل أو المصباح‪ُ :‬ذ َب اَلُتُه ‪َ ،‬أِي اْلِخ ْر َقُة اْلَم ْف ُتوَلُة اَّلِتي ُتوَض ُع ِفي َقْلِب‬
‫اْلِقْن ِديِل ‪ ,‬أي‪ :‬التي يقوم بها قوامه‪ ,‬تدوم متّق دة‪ .‬صّلي هللا عليه و سّل م فتيلة المصباح (المصباح سيدي فخر الدين) المشكاة (سيدي‬
‫إبراهيم)‪ ,‬الزيت (سيدنا اإلمام الحسين رضي هللا عنهم‪ .‬قال سيدي فخر الدين رضي هللا عنه في إشارة للحبيب صّلي هللا عليه و سّلم‪:‬‬
‫ُأْض ِر َم ْت ِفي َح َش ا ُم ِحّب َك َن اٌر *** ِنْع َم ِت الَّن اُر َب ْل َو ِنْع َم اْل َو ُقوُد (‪ 8‬ق ‪)81‬‬
‫و قال عن سيدي إبراهيم رضي هللا عنه‪:‬‬

‫ِإَّن ُه ِم ْشَك اُة ُنوٍر َز ْي ُتَه ا *** َس ِّيُد اَألْك َو اِن َأْح َمُد َمْن َح َمْد (‪ 21‬ق ‪Cool‬‬

‫و قال عن سيدنا اإلمام الحسين رضي هللا عنه‪:‬‬


‫َفالُّن وُر َخ َّص ُة َج ّدِه َو ُهَو اَّلِذي *** َز ْي ٌت ِلِم ْشَك اٍة ِبَه ا ِم ْص َب اُح (‪ 14‬ق ‪)25‬‬
‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬
‫==================‬
‫‪ 109‬ق ‪:1‬‬
‫َو َأْض ِر ُب َأْك َباَد اْل َع َز اِئم َس اِبحًا *** َو ِفي ُلَج ِج اَألْن َو اِر َتْك ُمُن َسْبَح ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َأْض ِر ُب َأْك َباَد اْل َع َز اِئم‪ :‬نقول‪ :‬فالن ُتْض َر ُب ِإليه َأكباُد اِإلبل َأي ُيْر َح ُل ِإليه في طلِب الِع ْل م وغيره‪ ,‬و في الحديث َعْن سيدنا َأِبي ُهَر ْيَر َة‬
‫رضي هللا عنه‪َ ،‬أَّن الَّن ِبَّي َص َّلى ُهَّللا َع َلْي ِه َو َس َّلَم ‪َ ،‬قاَل‪ُ" :‬يوِش ُك َأْن ُتْض َر َب َأْك َباُد اِإلِبِل ‪َ ،‬فال َت ِجُد َع اِلًم ا ُهَو َأْع َلُم ِمْن َع اِلِم اْل َم ِديَن ِة " ُذ ِك َر َعْن‬
‫ُس ْف َياَن ‪َ ،‬أَّن ُه َقاَل‪ُ :‬هَو َم اِلُك ْبُن َأَن ٍس ‪ ,‬رضي هللا عنهم أجمعين‪ ,‬و اإلبل هنا اْلَع َز اِئم‪ ,‬جمع عزيمة‪ ,‬اآلية‪َ( :‬و ِإْن َت ْص ِبُر وا َو َتَّت ُقوا َفِإَّن َذ ِلَك‬
‫ِمْن َع ْز ِم اُأْلُم وِر ) ‪ 186‬آل عمران و في الحديث روى عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال‪( :‬خير األمور عوازمها)‪ ,‬و قيل في بشارة‬
‫أحد األولياء السابقين لسيدي فخر الدين رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ستسري للكمال علي براٍق ** من العزم المتين إلي اللحوق‬
‫َس اِبحًا‪ :‬السبح من عدو الخيل‪,‬و البح سير السفن في البحار و سير النجوم في السماء‪ ,‬و في اآلية‪َ( :‬و الَّس اِبَح اِت َس ْبًح ا) ‪ 3‬النازعات‪,‬‬
‫السير في بحار (مراتب) األسماء اإللهية‪ ,‬و قال رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َس َبْح َن ا َو اْلَغ َي اِه ُب َت ْح َت ِو يَن ا *** َو ُكَّن ا َك اْل َج َو اِر ي اْل ُم ْنَش آِت (‪ 2‬ق ‪)39‬‬
‫َو ِفي ُلَج ِج اَألْن َو اِر ‪ُ :‬لُّج البحِر الماُء الكثير الذي ال ُيَر ى طَر فاه‪ ،‬و ُلَج ِج للجمع أبحار األنوار‪ .‬اَألْن َو اِر موطن التجلّي ات‬
‫َتْك ُمُن َسْبَح ِتي‪ :‬الُك ُم ون الخفاء‪َ ,‬سْبَح ِتي الَس ْبَح ة بفتح التاء المكابدة و الَن َص ب (نوٌر و ُظ لمة)‪َ( .‬فِإَذ ا َفَر ْغ َت َفانَصْب ) * (َو ِإَلى َر ِّب َك‬
‫َفاْر َغ ْب )‪ ,‬بحر الُه و‪ ,‬في مواطن السير بين حضرات األسماء‪ .‬قال رضي هللا عنه في القصيدة (‪:)39‬‬
‫َنَز ْلَن ا َبْح َر ُهو َك الَّس اِبَح اِت *** َو َأْي َقَّن ا ِبَأَّن اْل َو ْص َل آِت‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 110‬ق ‪:1‬‬
‫َو َم ا ُر ْش ُد ِإْبَر اِهيَم ِإَّال َت ِتَّم ٌة *** ِبَه ا َأْك َم َل اْلَمْو َلى َج ِز يَل اْلَع ِط َّي ِة‬
‫المعني‪:‬‬
‫هذا البيت مواصلة في شرح البيت (‪ )4‬من التائية‪:‬‬
‫َو آَت ْي ُت ِإْبَر اِهيَم ِمْن َقْب ُل ُر ْش َد ُه *** َفَم ا ُهَو ِإَّال َفْلَذ ِتي َو َع ِط َّي ِتي‬
‫َو َم ا ُر ْش ُد ِإْبَر اِهيَم ‪َ :‬و َم ا‪ :‬الواو لالستئناف‪َ ,‬م ا نافية تتبعها إّال االستثنائية تفيد الحصر و التأكيد‪ُ ,‬ر ْش ُد‪ :‬الرشد لغًة ‪ :‬هو وصف من تنساق‬
‫تدبيراته ِإلى غاياتها على سبيل السداد من غير ِإشارة مشير وال َت ْس ديد ُمَس ِّد د‪ِ ,‬إْبَر اِهيَم ‪ِ( :‬إْبَر اِهيَم ) سيدي الشيخ ابراهيم ابنه و خليفته‬
‫و وارثه‪ ,‬و من ثّم كّل خليفة بعده‪ ,‬و في اآلية‪َ( :‬و َلَق ْد َآَت ْي َن ا ِإْبَر اِهيَم ُر ْش َدُه ِمْن َقْب ُل َو ُكَّن ا ِبِه َعاِلِميَن ) ‪ 51‬األنبياء‪ ,‬و قال سيدي فخر الدين‬
‫رضي هللا عنه‪:‬‬
‫َفِإْبَر اِهيُم ِع ْن ِدي َمْن َي ِر ْث ِني *** َع َلى اَألَّي اِم ِمَّمْن َقْد َو َص ْلُت (‪ 13‬ق ‪)41‬‬
‫ِإَّال َت ِتَّم ٌة ‪ِ :‬إَّال‪ :‬استثنائية تم شرحها مه َم ا النافية أعاله‪َ ,‬ت ِتَّم ٌة ‪ :‬من ناحية اإلعراب‪َ :‬ت ِتَّم ٌة تقع "بدل" بالنسبة ل"ُر شُد" و البدل يتبع‬
‫الُم بدل منه في اإلعراب و لم يغير وجود أداة االستثناء إّال هنا حركة اإلعراب لوجود بدل و مبدل منه‪ ,‬و معني ذلك أن الكلمتين‬
‫متكافئتان‪ .‬أي أن الُر شد هو التتًّم ة و ليس جزءًا منها‪ ,‬و التتًّم ة من َت َّم الشي َي ِتُّم َت ّم ًا وَت ماُم الشيء وِتماَم ُته وَت ِتَّم ُته‪ :‬ما َت َّم به‬
‫ِبَه ا َأْك َم َل اْل َمْو َلى َج ِز يَل اْل َع ِط َّي ِة‪ِ :‬بَه ا‪ :‬الباء للوسيلة أو الواسطة أي‪ :‬بواسطتها يعني التتًّم ة‪َ ,‬أْك َم َل‪ :‬الَك َم ال‪ :‬الَّت مام‪ ،‬وقيل‪ :‬الَّت مام الذي‬
‫َت َج َّز َأ منه َأجزاؤه‪ ،‬وَت كاَم ل الشيء وَأْك َم ْلته َأنا وَأْك َم ْلت الشيء َأي َأْج َم ْلُته وَأتممته‪ ،‬وَأْك َم َله هو واستْك َم له وَك َّم له‪َ :‬أَت َّم ه وَج َم َله‪ ,‬قال‬
‫تعالي‪َ( :‬و َك َذ ِلَك َيْج َت ِبيَك َر ُّب َك َو ُيَع ِّلُم َك ِمْن َت ْأِو يِل اَأْلَح اِديِث َو ُيِتُّم ِنْع َم َت ُه َع َلْي َك َو َع َلى َآِل َيْع ُقوَب َك َم ا َأَت َّمَه ا َع َلى َأَبَو ْي َك ِمْن َقْب ُل ِإْبَر اِهيَم‬
‫َو ِإْس َح اَق ِإَّن َر َّب َك َع ِليٌم َح ِكيٌم) ‪ 6‬يوسف‪ ,‬اْلَمْو َلى‪ :‬المالك‪ ,‬في اآلية‪َ( :‬و اْع َت ِص ُم وا ِباِهَّلل ُهَو َمْو الُك ْم َفِنْع َم اْلَمْو َلى َو ِنْع َم الَّن ِص يُر ‪ 78‬الحج‪,‬‬
‫َج ِز يَل‪ :‬الَج ِز يل الَع ِظ يم‪ .‬و الكثير‪ ,‬اْل َع ِط َّي ِة‪ :‬واحدة العطاء‪ ,‬و هو البذل من الكرم‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 111‬ق ‪:1‬‬
‫َو َلْم َي ُك ُنْق َص اٌن َلَدَّي َأَت َّم ُه *** َو َلِكْن ِبَي الُّن ْق َص اُن َي ْك ُم ُل ِلْلَفِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫َو َلْم َي ُك‪ :‬الواو واو المعية‪ ,‬أي‪ :‬و مع كون (َو َم ا ُر ْش ُد ِإْبَر اِهيَم ِإَّال َت ِتَّم ٌة *** ِبَه ا َأْك َم َل اْلَمْو َلى َج ِز يَل اْلَع ِط َّي ِة)‪ ,‬البيت السابق‪َ ,‬لْم ‪ :‬نافية‪,‬‬
‫َي ُك‪ :‬إعرابها‪ :‬فعل مضارع من الفعل َك ان النون المحذوفة للتخفيف‪ ,‬أي‪ :‬لم يحصل أو لم يحدث‬
‫ُنْق َص اٌن ‪ :‬النقصان ضّد التمام‬
‫َلَدَّي ‪ :‬عندي‬
‫َأَت َّم ُه‪ :‬أي‪ ,‬الضمير راجع البراهيم في البيت السابق‪ ,‬أي‪ :‬الخليفة نعمًة أتّم ت للطريقة‪ ,‬و ما ذاك لنقص عندي‬
‫َو َلِكْن ‪ :‬الواو للعطف‪َ ,‬لِكْن لالستدراك‬

‫ِبَي الُّن ْق َص اُن َي ْك ُم ُل ِلْلَفِتي‪ِ :‬بَي ‪ :‬بواسطتي‪َ ,‬ي ْك ُم ُل الُّن ْق َصاُن ِلْل َفِتي‪ :‬الفتي من الفتاء‪ :‬الَّش باب‪ ,‬والَف تى والَفِتَّي ُة ‪ :‬الشاُّب والشاَّب ُة ‪ ،‬والفعل َفُتَو‬
‫َي ْف ُتو َف تاء‪ ,‬وقد َفِتَي ‪ ،‬بالكسر‪َ ،‬ي ْف تى َفًت ى فهو "َفِتٌّي " السِّن َبِّي ن الَف تاء‪ ،‬أي المكتمل القوة‪ ,‬يعني الكامل المؤيد‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 112‬ق ‪:1‬‬
‫َأُقوُل ُأِجْب ُت َو َم ا َأَج ْب ُت ِلَط اِلٍب *** َأُقوُل ُم َن اَي َو َال َأُقوُل َم ِنَّي ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫هذا البيت يشرح البيت رقم (‪ )5‬من التائية‪:‬‬
‫َت َو اَك َب ِت اَألْقَط اُب َيْو َم ِإَج اَب ِتي *** َتَز اَح َم ِت اَألْم َالُك َتْخ ُد ُم َر ْو َض ِتي (‪ 5‬ق ‪)1‬‬
‫َأُقوُل‪ :‬القول في القصائد يعني البيت الواحد‪ ,‬إشارة للبيت (‪ )5‬من التائية‬
‫ُأِجْب ُت ‪ :‬فعل ماضي مبني للمجهول‪ ,‬و الفاعل ضمير غائب تقديره (ُهو) إشارة إلي هللا تعالي‪ ,‬كنت أنا من طلب فُأِجيب طلبي‬
‫َو َم ا َأَج ْب ُت ِلَط اِلٍب‪َ :‬و َم ا‪ :‬الواو للعطف‪َ ,‬م ا‪ :‬نافية‪َ ,‬أَج ْب ُت ‪ :‬لبيت الطلب‪ِ ,‬لَط اِلٍب‪ :‬الَّط َلُب ُم حاَو َلُة ِو ْج داِن الَّش يِء وَأْخ ِذه‪ ,‬وفي حِديِث الِه ْج َر ِة‬
‫جاء عن سيدنا َأبي َب ْك ٍر أنه َقاَل للنبي صلي هللا عليه و سلم‪َ" :‬أْم ِش ي َخ ْل َفك َأْخ َش ى الَّط َلَب "‪ ,‬أن يحاول أحد الخصول علينا‪ ,‬أي طلبُت‬
‫االنتقال فأجابي هللا تعالي لطلبي‪ ,‬و لم يكن هو من طلبني‪ ,‬و بذلك وصف تعالي الصحابة رضي هللا عنهم اآلية‪َ( :‬و َلَقْد ُك نُتْم َت َم َّن ْو َن‬
‫اْلَمْو َت ِمن َقْب ِل َأن َتْل َقْو ُه َفَقْد َر َأْي ُتُم وُه َو َأنُتْم َت نُظ ُروَن ‪ 143‬آل عمران‪ ,‬ثم قال تعالي‪َ( :‬و َم ا ُمَح َّمٌد ِإَّال َر ُس وٌل َقْد َخ َلْت ِمن َقْب ِلِه الُّر ُس ُل َفِإن‬
‫َأ‬
‫َّم اَت َأْو ُقِتَل انَقَلْب ُتْم َع َلى َأْع َقاِبُك ْم َو َم ن َي نَقِلْب َع َلَى َع ِقَبْي ِه َفَلن َيُضَّر َهَّللا َش ْي ًئ ا َو َس َيْج ِز ي ُهَّللا الَّش اِك ِر يَن ) ‪ 144‬آل عمران‬
‫َأُقوُل ُم َن اَي ‪َ :‬أُقوُل‪ :‬أثبت بالقول‪ُ ,‬م َن اَي ‪ُ :‬م َن َي من الَّت َم ِّن ي بغية ومطلب‪ ،‬رغبة مرجّو ة‪ ،‬ما يتمّن اه اإلنساُن ويشتهيه‪ ,‬أي‪ :‬ما أرغب فيه و‬
‫اشتهيه‬
‫َو َال َأُقوُل ِم ِنَّي ِتي‪َ :‬و َال َأُقوُل‪ :‬نفي للقول بأنها‪َ ,‬م ِنَّي ِتي‪ :‬الِم ِنَّي ة االبتالء و قدر الموت‬
‫حاشية‪:‬‬
‫====‬
‫(من خير ما قرأت عن انتقال الشيخ رضي هللا عنه) من مقال لألخ شرف الدين ميرغني‪ ,‬تحت عنوان‪ :‬األيام األخيـرة من العمر‬
‫المبارك‪:‬‬
‫‪----‬‬

‫في الساعة الخامسة صباحًا في اليوم الرابع من أبريل ‪1983‬م صعدت النسمة الطاهرة إلى بارئها على سرير القرب من هللا تعالى‬
‫ولنعد إلى البداية ففي عام ‪ 1974‬رأى الشيخ سيد احمد قرافي رؤيا أوَّلها بانتقال الشيخ إلى الدار اآلخرة وذهب إلى الشيخ وهو يبكي‪،‬‬
‫ولما طرق الباب كان الشيخ يتوَّض أ للصالة ففتح له الباب وسأله عما به فلم يجب من شَّد ة البكاء فرَّش عليه الشيخ من ماء الوضوء‬
‫فهدأ ونام وعندما استيقظ من النوم‪ ،‬سأله الشيخ رضي هللا عنه عن سبب بكائه فأخبره بالرؤيا فقال له الشيخ رضي هللا عنه مطمئنًا ال‬
‫يزال اليوم الذي سانتقل فيه إلى الدار اآلخرة بعيدًا وعندما تحين وفاتي ستكون أنت بالقرب مني‪ .‬وحدث هذا فقد حضر الشيخ سيد‬
‫احمد في الوقت الذي حدثت فيه الوفاة‪ ،‬وطيلة األيام التي كان فيها جسد الشيخ مسَّج ى على الفراش كان الشيخ سيد احمد قرافي يرقد‬
‫بجانب السرير إلى أن نقل الجسد الطاهر إلى المقام الحالي‪.‬‬
‫كان أمينه موالنا الشيخ إبراهيم أَّو ل من عرف حين دعاه وأوصاه وأخبره بأن لقاء هللا تعالى وشيك فأبى األمين أن يستلم األمانة ألن‬
‫وقت استالمها لم يحن بعد‪ ،‬ولكن الشيخ أخبره بأن األمر قد ُأبرم وعليه أن يستعَّد لحمل األمانة‪،‬وطافت روحه على كِّل مريد صادق‬
‫ونعى نفسه إليهم في مصر وفي السودان ومنهم من جاء من جنوب السودان قبيل الوفاة وذكر أن الشيخ قد جاءه ونعى إليه نفسه‪،‬‬
‫وأما السيدة زينب الرفيقة الصالحة التي احتملت مشاق الدعوة منذ بدايتها فقد أخبرها باألمر وسألها أن تأتيه بثيابه الجديدة التي‬
‫اَّد خرها لهذا اليوم ودخل الحمام وتطَّه ر واغتسل وقَّلم األظافر ولبس الثوب الجديد‪ ،‬فعل كَّل هذا وهو مستبشٌر ‪ ،‬ثَّم رقد على فراشه‬
‫وأمرها أن تغطيه بثوب أبيض‪ ،‬وامتثلت السيدة المؤمنة الطائعة ولَّب ت األمر ـ رغم أن هذا األمر يشُّق على كِّل امرأة ـ وغَّط ته وفاضت‬
‫الروح الطاهرة إلى بارئها ال سكرات موٍت وال حركٌة وال صوت‪ ،‬وأخطر األمين فحضر بثباته وحضر اإلخوان واألهل وحضر الطبيب‪،‬و‬
‫كان القوم بين تكذيب وتصديق فال نبض وال نفس والقلب ساكن ال يخفق ولكن الجسد دافيء كأنما تجري فيه الحياة واألطراف لِّي نة لم‬
‫يلحقها ذلك التيُّب س الذي يصيب أعضاء المِّي ت والوجه يطفح بالبشر‪.،‬وأخيرًا ثبت عندهم الموت وإنا هلل وإنا إليه راجعون‬
‫وقد كان الشيخ رضي هللا عنه كَّل ما زار المكان الذي دفن فيه يقول مستبشرا‪ :‬هذا بيتي‪ ,‬لم يكن اإلخوان يفهمون هذه اإلشارة وكان‬
‫يشير إلى المكان الذي سيكون فيه مرقده‪ ،‬ويذِّك رنا هذا بقول الشيخ أبي الحسن الشاذلي لتلميذه الشيخ أبي العباس المرسي رضي هللا‬
‫تعالى عنهما وهما يتأَّهبان لرحلة الحج التي توِّف ي فيها الشيخ أبو الحسن الشاذلي‪ :‬في حميثرا سوف ترى‬

‫القصيدة األولي (التائية)‪:‬‬


‫==================‬
‫‪ 113‬ق ‪:1‬‬
‫َو َم ا ِخْد َم ُة اَألْم َالِك ِلْل َّر ْو ِض ُدوَنُك ْم *** َفُك ُّل َم َقاٍم ِفيِه ُأْذ َك ُر َر ْو َض ِتي‬

‫المعني‪:‬‬
‫هذا البيت يشرح البيت رقم (‪ )5‬من التائية‪:‬‬
‫َت َو اَك َب ِت اَألْقَط اُب َيْو َم ِإَج اَب ِتي *** َتَز اَح َم ِت اَألْم َالُك َتْخ ُد ُم َر ْو َض ِتي (‪ 5‬ق ‪)1‬‬
‫َو َم ا ِخْد َم ُة اَألْم َالِك ‪ :‬الواو استئنافية‪َ ,‬م ا‪ :‬النافية‪ِ ,‬خْد َم ُة ‪ :‬الِخدمة ما يكون من قبيل المساعدة و العناية واالهتمام‪ ,‬و الخادم من يخدم‬
‫غيره‪ ,‬بأجر أو من قبيل اإلكبار و اإلعزاز‪ ,‬اَألْم َالِك ‪ :‬األمالك و المالئكة جمع َم َل ك‪ ,‬يخدمون مجالس الذكر‪ ,‬و الخدمة تكون بالعطاء و‬
‫المدد و قضاء الحوائج‪ ,‬وفي الحديث قال رسول صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إن هلل مالئكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر‪ ،‬فإذا‬
‫وجدوا قوما يذكرون هللا تنادوا‪ :‬هلُّم وا إلى حاجتكم‪ ,‬أي وجدوا بغيتهم‪,‬ـ قال‪ :‬فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا‪ ،‬قال‪ :‬فيسألهم‬
‫ربهم‪ ،‬وهو أعلم منهم‪ ،‬ما يقول عبادي؟ قال‪ :‬تقول‪ :‬يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك‪ ،‬قال‪ :‬فيقول‪ :‬هل رأوني؟ قال‪:‬‬
‫فيقولون‪ :‬ال وهللا ما رأوك‪ ،‬قال‪ :‬فيقول‪ :‬وكيف لو رأوني؟ قال‪ :‬يقولون‪ :‬لو رأوك كانوا أشد لك عبادة‪ ،‬وأشد لك تمجيدًا‪ ،‬وأكثر لك‬
‫تسبيحًا‪ ،‬قال‪ :‬يقول‪ :‬فما يسألونني؟ قال‪ :‬يسألونك الجنة‪ ،‬قال‪ :‬يقول‪ :‬وهل رأوها؟ قال‪ :‬يقولون‪ :‬ال وهللا يا رب ما رأوها‪ ،‬قال‪ :‬يقول‪:‬‬
‫فكيف لو أنهم رأوها؟ قال‪ :‬يقولون‪ :‬لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصًا‪ ،‬وأشد لها طلباً ‪ ،‬وأعظم فيها رغبة‪ ،‬قال‪ :‬فمم يتعوذون؟‬
‫قال‪ :‬يقولون‪ :‬من النار‪ ،‬قال‪ :‬يقول‪ :‬وهل رأوها؟ قال‪ :‬يقولون‪ :‬ال وهللا يا رب ما رأوها‪ ،‬قال‪ :‬يقول‪ :‬فكيف لو رأوها؟ قال‪ :‬يقولون‪ :‬لو‬
‫رأوها كانوا أشد منها فرارًا ‪ ،‬وأشد لها مخافة‪ ،‬قال‪ :‬فيقول‪ :‬فأشهدكم أني قد غفرت لهم‪ ،‬قال‪ :‬يقول ملك من المالئكة‪ :‬فيهم فالن ليس‬
‫منهم‪ ،‬إنما جاء لحاجة‪ ،‬قال‪ :‬هم الجلساء ال يشقى بهم جليسهم"‬
‫ِلْلَّر ْو ِض ُدوَنُك ْم ‪ِ :‬لْلَّر ْو ِض ‪ :‬أي خدمة األمالك ِلْلَّر ْو ِض ‪ ,‬اْلَّر ْو ض و الروضة األرض ذات الخضرة والروضة البستان الحسن‪ ,‬و في الحديث‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم‪" :‬بين قبري أو بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة"‪ ,‬و يعني أن من يجلس في هذا المكان ُيكرم بكرم‬
‫الجّن ة‪ ,‬فالّر وض تعني فناء البناءة التي فيها مقامي‪ُ ,‬دوَنُك ْم ‪ :‬الذي أمامكم أي‪ :‬مقامي في الخرطوم‬

‫َفُك ُّل َم َقاٍم ِفيِه ُأْذ َك ُر َر ْو َض ِتي‪َ :‬ف ُك ُّل‪ :‬الفاء للتأكيد‪ُ ,‬ك ُّل‪ :‬حرف الستيعاب أفراد العدد‪َ ,‬م َقاٍم ‪ :‬مكان القيام‪ ,‬حيث قام الشخص‪ ,‬في اآلية‪َ( :‬قاَل‬
‫ِع ْف ريٌت ِّمَن اْل ِجِّن َأَن ا آِتيَك ِبِه َقْب َل َأن َت ُقوَم ِمن َّم َقاِمَك َو ِإِّن ي َع َلْي ِه َلَق ِو ٌّي َأِميٌن ‪ 39‬النمل‪ِ ,‬فيِه ُأْذ َك ُر ‪( :‬أي‪ُ :‬أْذ َك ُر ِفيِه)‪ :‬ذكر الشئ حديثك‬
‫عنه أو حوله‪ ,‬تحدث عن الشيخ و سيرته و دروسه و قصائده‪َ ,‬ر ْو َض ِتي‪ :‬أي‪ :‬ال ينحصر معني َر ْو ض في المقام الذي أقيم فيه في‬
‫الخرطوم‪ ,‬بل يتسع المعني ليشمل أي مكان قمتم فيه تذكرونني فذلك روض و تخدمه المالئكة التي تخدم روضتي (مقامي)‬

‫أعجبنيلم يعجبني‬
‫الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى األسفل‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫® مدير المنتدى ®‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫رسالة ‪: sms‬‬

‫سيرى ببطئ ياحياة‬


‫لكى أراك بكامل النقصان حولى‬
‫كم نسيتك فى خضمك‬
‫باحثا عنى وعنك‬
‫وكلما أدركت سرا منك‬
‫قلت بقسوة‬
‫مأجهلك!!!!‬
‫ذكر‬
‫عدد المساهمات ‪11496 :‬‬
‫اٍالقامة ‪ :‬وراء األفق حيث الشئ سواى وحبيبتى‬
‫العمل ‪ :‬مهندس‬
‫نوسا البحر ‪ :‬ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪15781612‬‬

‫ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪Icon_minitime 2020-09-08, 3:55 pm‬‬

‫القصيدة رقم (‪ )10‬الكافية‬


‫الخميس ‪ 18‬شوال سنة ‪1403‬هـ عدد أبياتها(‪ ... ) 26‬الموافق ‪ 8‬يونيه ‪1983‬م‬
‫نسبتها الى ما قبلها البيت رقم (‪ )11‬من القصيدة (‪ )9‬الذى يقول فيه موالنا الشيخ‪:‬‬
‫التنثنى همم تسير بهمتى *** فبها حياة الخل بعد مماته‬
‫أى أن السير بهمتى فيه الحياة بعد الموت‬
‫البيت األخير رقم (‪ )26‬هو المحور الذى تدور حوله هذه القصيدة ‪:‬‬
‫تواعد أرباب الغرام على الجوى *** فمن يلقى فى نارى فليس بهالك‬
‫واالشارة التى تدور حولها القصيدة هى النقطة التى بداخل حرف الـ (ج) من كلمة الجوى ‪ ,‬وحرف الـ (ج) يشير الى جمال األلف ‪,‬‬
‫ومن المعلوم أن جميع أسرار هللا تعالى فى الكتب السماوية ‪ ,‬وجميع ما فى القرآن العظيم فى الفاتحة ‪ ,‬وجميع ما فى الفاتحة فى بسم‬
‫هللا الرحمن الرحيم ‪ ,‬وجميع ما فى بسم هللا الرحمن الرحيم فى باء بسم هللا ‪ ,‬وما فى باء بسم هللا فى النقطة التى تحت الباء ‪ .‬وقال‬
‫سيدنا على كرم هللا وجهه ‪ ,‬وأنا النقطة التى تحت الباء ‪ .‬وقال سيدنا عبد هللا بن العباس رضى هللا عنه ‪ :‬لكل شىء أساس ‪ ,‬وأساس‬
‫الفاتحة ‪ ,‬فى بسم هللا الرحمن الرحيم ‪.‬‬
‫{ واعلم أن سر هللا تعالى فى الكتاب ‪ ,‬وسر الكتاب فى الحروف ‪ ,‬وسر الحروف فى األلف ‪ ,‬وسر األلف فى النقطة ‪ ,‬وسر النقطة فى‬
‫الواحدية ‪ ,‬وسر الواحدية فى األحدية ‪ ,‬وسر األحدية فى الهوية ‪ ,‬وسر الهوية فى الغيب ‪ ,‬والغيب فى غيب الغيب } ‪.‬‬
‫وإعلم أن األلف ‪ :‬سر األسرار ‪ ,‬ونور األنوار ‪ ,‬وعلم الغيوب ‪ ,‬ومصباح القلوب ‪ ,‬وقطب الحروف ‪.‬‬
‫فالـ ب ‪ :‬بهاء األلف ‪ ,‬والـ ت ‪ :‬تاج األلف ‪ ,‬والـ ث ‪ :‬ثناء األلف ‪ ,‬والـ ج ‪ :‬جمال األلف ‪.‬‬
‫وسيدى فخر الدين ناجى النقطة واأللف فى القصيدة (‪ )71‬بقوله رضى هللا عنه ‪:‬‬
‫يا نقطة البدء والتمكين خصته *** يا حكمة الفصل يا مجلى الخفيات ‪6/71‬‬
‫يا أول الخلق فى إطالقــــه ألفًا *** به التآلف يا قـــــــــاب الهدايـات ‪7/71‬‬
‫إلنك الرمز واإلعجــــاز أجمعه *** لمن توهم فى أوصاف أنعات ‪8/71‬‬
‫من هذا الكالم يفهم بأن النقطة واأللف كالهما يشير الى سر الحقائق ‪ ,‬وهذه الحقائق هى ‪ :‬الواحدية ‪ ,‬واألحدية ‪ ,‬والهوية ‪ ,‬والغيب ‪,‬‬
‫وغيب الغيب ‪.‬‬
‫والمرموز له بـ (األلف) تعرف على حقيقته سادتنا ومشايخنا أهل هللا الصالحين كما انفرد بالصالة عليه سيدى عبد السالم بن بشيش‬
‫رضى هللا عنه وألف فيها صالة سميت صالة بن بشيش قائًال‪:‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم ‪ ,‬اللهم صلى على من منه انشقت األسرار وانفلقت األنوار وفيه ارتقت الحقائق ‪.......‬الخ ‪.‬‬
‫وفى قول سيدى فخر الدين رضى هللا عنه ‪:‬‬
‫تواعد أرباب الغرام على الجوى *** فمن يلقى فى نارى فليس بهالك‬
‫(أرباب الغرام ‪ :‬هم أحباب وعشاق نور النبى معلم القرآن)‬
‫إشارة نقطة البدء والبها التى تشير الى الرمز الذى فيه إعجاز الجميع عن المعرفة بصاحب الحقيقة أوًال نور النبى معلم القرآن ‪ ,‬وأول‬
‫الخلق فى اطالقه ألفًا ‪ ,‬وهذه نقطة مركز مدار الجالل وقطب فلك الجمال ‪ ,‬الذى يلتف حول مداره جميع السائرين هللا للوصول الى‬
‫القرب منه (قاب قوسين) ‪.‬‬
‫والنقطة التى تشير الى جمال األلف هى الظاهرة فى حرف الجيم من كلمة (ج و ى) التى تتكون من نقطة (‪ + ).‬ح و ى (ح ‪ :‬حبوة‬
‫األلف ‪ ,‬و‪ :‬وصل األلف ى ‪ :‬يقين األلف) وهذه النقطة مركز مدار جالله وجماله ‪ ,‬أى مكان تواعد أرباب الغرام على التالقى فيه ‪,‬‬
‫وأرباب الغرام هم الهمم التى تسير بهمة شيخهم الذى أرشدهم ودلهم عليه ‪ ,‬حيث يقول(ال تنثنى همم تسير بهمتى ) فهى الهمم التى ال‬
‫تنثنى عن السير بصحبته ‪ ,‬فهم من ألقوا فى ناره (أى من ألقوا فى نار محبته) لذلك قال رضى هللا عنه فمن يلقى فى نارى فليس بهالك‬
‫‪ ,‬وكيف يهلك من بصحبته ‪.‬‬
‫المقدمة التى نبين من خاللها الشرح‪:‬‬
‫أراد سيدى فخر الدين رضى هللا عنه أن يبين كيفية التدارس باالعتماد على استخراج المعانى العاليه التى توضح المعنى المراد من‬
‫وراء مبانى هذه القصيدة وذلك من خالل قوله فى القصيدة السابقة ‪:‬‬
‫كلت مبانى ما أقول عن الذى *** أرمى الى معناه أو إثباته‬
‫قلت المبانى فى عظيم بنـــائها *** كل يرى قولى على مرآته‬
‫وذلك لكى تأتى الثمار الطيبة والمفيدة للحصول على المعنى المقصود من خالل مبانى الكلمات التى نظمها فى عظيم بناها إلثبات المعنى‬
‫المطلوب بحيث ال يرى كل واحد قوله على غير مراده رضى هللا عنه ‪ ،‬فعلى من يريد أن يلقى الهناء بجيرة شيخه فعليه أن يحاول‬
‫التعرف على مرداه ومقصوده ‪ ,‬الذى فيه بلوغ القصد ‪ ,‬وبلوغ القصد فيه النجاة من الجهل بمعرفة حقيقة المراد له ولمن حوله من‬
‫أهله وإخوانه ‪ ,‬ومعرفة المعانى المرادة ال تتم إال بالسير بصحبة الشيخ فى مراتب األحوال التى سرها يكمن بداخلها فهى مظهر‬
‫المحمود فى رقواته ‪ ،‬والحصول على سر مظهر المحمود فى رقواته فيها النجاة من الجهل والتخلف الذى يؤدى الى إنكار الحقيقة‬
‫حيث يقول سيدى فخر الدين فى أول قصائده القصيدة التائية‪:‬‬
‫كم من فهــــــــوم مادحات لى وقد ذمت ومن دبر قميصى قـــدت ‪300/1‬‬
‫ماذا عســـــــــاكم فاعـــــلين بنفحتى ولها قطــــــــوف قد دنت فتدلت ‪301/1‬‬
‫كم من غفول بالفصاحة قد أتى يكتال منــــــــــــها فالبضائع ردت ‪302/1‬‬
‫ولكم عقول مس طائف غرهــــــــا ما أمعنت بل أعرضت وتولت ‪303/1‬‬
‫ما الخير فى طلب الزياده بعدما عشيت عيون والمسامع صمت ‪304/1‬‬
‫ماذا علـــــــــــــيكم لو وردتم مشربى وهو الصفى بتجـــــــــــــــــلد وتثبت ‪305/1‬‬
‫ما عندكـــــــم يبلى ويبقى نورهــــــا أبدًا يضئ وقد علت وتجــــــــلت ‪306/1‬‬
‫فمقارف المعنى الدنّى جهـــــــــالة محجوبة علـــــــــــــــم اليقين تردت ‪307/1‬‬
‫ومكابد مضنًى يؤرقــــه الجــــــــوى لما رنــــا المعنى رآه بمقــــــــــــــلتى ‪308/1‬‬
‫ثم يقول رضى هللا عنه عن القصيدة العاشرة (الكافية) التى يخاطب فيها السائرون بصحبة الشيخ بين مراتب السير بالكد والكدح وبذل‬
‫الجهد للحصول على سر المحمود فى رقواته التى توضحه اآلية (‪ )6‬من سورة اإلنشقاق {يا أيها اإلنسان إنك كادح الى ربك كدحًا‬
‫فمالقيه} والتى تلقى الضوء على الحقيقة التى إنشقت منها األسرار وإنفلقت منها األنوار‪ ,‬وفيها إرتقت الحقائق ‪.‬‬
‫ولمعرفة الحقيقة يجب األبتعاد عن المعنى الدنى الذى يجعل صاحبه فى غفله وعناء ويفتتن بجهله الذى يحجب عنه المعانى العاليه ‪.‬‬
‫وحول هذا المعنى يقول سيدى إبراهيم القرشى الدسوقى فى أحد قصائد الجوهرة ‪:‬‬
‫العلــــــــــــــم بالذكر ال ينفك مقترنـــــًا والجهل صاحبه فى غفلة وعنا‬
‫قل للذى قد غدى بالجهل مفتتنًا يا مدعى العلم والجاه الرفيع بنا‬
‫قف عندنا وخذ الماء من مجاريه‬
‫ومن أجل ذلك قال سيدى فخر الدين ‪:‬‬
‫ومكابد مضنًى يؤرقه الجوى لمارنا المعنى رآه بمقلتى ‪308/1‬‬
‫ومدح سيدى فخر الدين رضى هللا عنه فى القصيدة السابقة وغيرها أصحاب الهمم العالية التى تخلل الذكر منهم مسلك الروح ‪:‬‬
‫ال تنثنى همم تســــــــير بهمتى فيها حياة الخل بعد مماته ‪11/9‬‬
‫فالسائرون الهائمون بشــربتى يستنفرون عزائـــــــــم الركبان ‪233/2‬‬
‫أى السائرون أصحاب الهمم العالية التى تسير بهمتى ‪ ,‬هم الشاربون الهائمون بشربتى التى أروت أرواحهم فكانت سببًا فى حياتها بعد‬
‫الممات ‪ ,‬وأصبحت ال تنثنى عن السير بهمتى بين المراتب وتوضح ذلك اآلية (‪ )122‬سورة األنعام (َأَو َم ن َك اَن َمْي ًت ا َفَأْح َيْي َن اُه َو َج َع ْلَن ا َلُه‬
‫ُنوًر ا َيْم ِش ي ِبِه ِفي الَّن اِس َك َم ن َّم َث ُلُه ِفي الُّظ ُلَم اِت َلْيَس ِبَخ اِر ٍج ِّم ْن َه ا) ‪.‬‬

‫ويقولون‪Sad‬مثل الذاكر والغافل كالحى والميت) ‪.‬‬

‫ثم يبدأ موالنا الشيخ الحديث عن السير بقوله (أياهمم كلت عن السير فى الضحى) حيث يوضح أن السير هو السفر إلى هللا ‪ ,‬يعنى‬
‫المسافر بيسافر فى الليل ‪ ,‬والسير إنما هو سفر الليل ‪ ،‬أما الهمم التى كلت عن السير فى الضحى هى الهمم الخائبة ألنها تخلفت عن‬
‫السير فى نهار اإلنبساط الذى جعله الحق تعالى إلنتشار الخلق للمعاش بعد سبات األبدان وانقطاعها عن الحركة ‪ ,‬مصداقًا لقوله تعالى‬
‫من اآلية (‪ )47‬سورة الفرقان(وجعل النهار نشورًا) وظلت فى حالة رقود بعد طلوع الشمس وأتى عليها الضحى ‪ ,‬وتخلفها عن السير‬
‫كان هو السبب فى خيبة رجاها حيث لم يطيب مسعاها ‪.‬‬
‫وأوضح سيدى فخر الدين رضى هللا عنه أصناف السير إلى هللا األربعة فى (مجموعة علموا عنى صـ ‪: )54‬‬
‫‪ -1‬واحد يسير إلى هللا بالشريعة الصرفة ‪ ،‬وشرط السير إلى هللا بالشريعة الصرفة ‪ ,‬ما يقدم على شئ إال يعرف حكم هللا فيه ‪.‬‬
‫‪ -2‬واحد يسير إلى هللا باالسم االلهى الصرف ‪.‬‬
‫‪ -3‬واحد يسير إلى هللا بالقسم الصرف ‪.‬‬
‫‪ -4‬واحد يسير إلى هللا بالمراقبة بتاع المشايخ الصرفة‬
‫ومن خالل هذه القصيدة يتسائل موالنا الشيخ مستنكرًا عجز الهمم عن السير فى الضحى ‪ ,‬ويفهم من قوله رضى هللا عنه ‪ ,‬أن الهمم‬
‫التى كلت عن السير فى الضحى ليست قليلة ‪ ،‬ولكنها الغالبية التى إضطرته لمعاتبتها فى القصيدة التائية بقوله ‪:‬‬
‫حتى خفيات الجماد تخوطبت *** هال وعيتم ما حوت كافيتى ‪318/1‬‬
‫ثم يخصها بقصيدة سماها (الكافية) وهى القصيدة (العاشرة) التى يقول فيها ‪:‬‬
‫‪ -1‬أيا همم كلت عن السير فى الضحى يخيب بها من يرتضى برقادك‬
‫‪ -2‬أيا حجب كانت على العين ســــــــــاترًا تبـــــــــارك من بالمستجـار أزالك‬
‫‪ -3‬أيــــا كتب فيهــــــــــا الكـــــــــــــــالم كغصـــــة طعام جهــــول يرتضى بقتادك‬
‫‪ -4‬أيـــا ســــــــــــــئم ال يرتضـــــــــــــــى بأنيتــــــــى تأن فإنى من عظــــــيم التدارك‬
‫‪ -5‬فإنـــــــــى معــــــوان لكـــــــــــــــــــــــل ســـــــــديدة وكل فتى يشقى بسد المسـالك‬
‫‪ -6‬وليس مريدى من عشى عن كالمنا وال قائل للنفس يا نفس مــالك‬
‫‪ -7‬وعند زوال الحــــس فالجـــــــرح فرحـــــة فذى رتب فيها إتساع المدارك‬
‫‪ -8‬وعند بلـــــــــــــــوغ القصــــــــــــــد باهلل منــــــة أتيت بأحكامى وتمت مناسكى‬
‫‪ -9‬وليس بلــــــــــــــوغ القصــــــد ما قد ترونه فإن بلوغ القصد فض التشارك‬
‫الشرح والتفصيل ‪:‬‬
‫الهمم مفردها همة ‪ ,‬والهمم تعنى العزائم ‪ ,‬وهى وسيلة السير ‪ ,‬والسير هو السفر ليًال ‪.‬‬
‫من المحتمل أن يكون العجز عن السير ليًال ‪ ,‬ألن الليل جعله الحق تعالى كالظالم الساتر كاللباس وجعل فيه النوم للراحة واإلنقطاع عن‬
‫الحركة ‪ ,‬وجعل النهار نشورًا أى انبعاث من النوم ‪ ,‬وانتشار الخلق للمعاش ‪ ,‬أما أن يكون العجز عن السير فى الضحى ‪ ,‬هذا هو‬
‫الشىء الذى يحتاج الى تساؤل ‪ ,‬لذلك يتساءل موالنا الشيخ مستنكرًا كيف تكل هذه الهمم وتتخلف عن السير فى الضحى ‪ ,‬ويقول إن‬
‫كل من يرتضى بالرقاد والقعود عن السير فى الضحى هو الذى يخيب رجاؤه ‪ ,‬ثم يقول ان الههم التى كلت عن السير فى الضحى كان‬
‫سبب عجزها هو وجود الحجب الظلمانية التى إعتلت أعينها أصبحت ساترًا عن الرؤيا ‪ ,‬وال يستطيع إزالتها أو ازاحتها عن أعين‬
‫السائرين سوى كاشف الغيوب وقاهر الظالم قائًال ‪:‬‬
‫بقر الغيوب وكشف مكنوناتها *** شأنى وحاشا الوصف بالنسيان ‪32/2‬‬
‫فالســـــائرون الهائمون بشربتى *** يستنفـــرون عزائـــــــــــــــــــــم الركبان ‪33/2‬‬
‫ولى من ســــرها كشف الخبايا *** ودون الكل قد وضـع الخمــــــــار ‪19/31‬‬
‫مصداقًا لقول الحق سبحانه وتعالى فى اآلية (‪ )22‬من سورة ق { فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد } والكشف هنا رفع الحجاب‬
‫الساتر على العين ‪ ,‬فقد يرفع عن اإلنسان عند الموت حيث يزال الغطاء من على العين فيصبح قويا يرى كل شىء ‪ ,‬كما يزال عن‬
‫المريد الذاكر عند السير الى هللا ‪ ,‬فيرى بعيون الروح من األشياء ما ال يراه الناظرين بالعيون الثالثة األخرى ‪ ,‬حيث أن العيون أربعة‪:‬‬
‫عيون (البصر‪ ,‬وعيون العقل) التى فى الرأس من الجسد ‪ ,‬وعيون القلب ‪ ,‬وعيون الروح مثل ما حدث فى اإلسراء والمعراج بالروح‬
‫والجسد والبصر الخارق (البصر الحديد) وهذه خصة سيدنا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ,‬فالمحجوبون عن ربهم هم من لم يزاح‬
‫عن أعينهم الغطاء الساتر (الحجاب) الذى يحجبهم عن المشاهدة ‪.‬‬
‫وهذه الحجب هى الذى يتساءل عنها موالنا الشيخ مستنكرًا بقول ‪:‬‬
‫( أيا حجب كانت على العين ساترًا ) حتى حجبت الرؤية عن العين حال السير بين (المراتب) تبارك وتعاظم (سيدى فخر الدين) الذى‬
‫ازاح عن العين هذا الساتر وأزاله بفضل المستجار (موالنا الشيخ ابراهيم) الذى يقول عنه سيدى فخر الدين ‪:‬‬
‫هو من أضاء الغيب فإنكشف الخبا *** حتى غدوت مغيبًا بضياه ‪17/19‬‬
‫فهو الذى بواسطتة تكشف الظلمات ‪ ,‬وتضرب له األمثال ‪:‬‬
‫ال تضرب األمثال هلل الذى *** منح العبيد كواشف الظلمات ‪15/26‬‬
‫والمقصود بالساتر هو الذى يحجب معرفة الحقيقة المرادة عن العين بحيث يصعب إدراك معرفتها ‪ ,‬أما الهمم التى ال تنثنى عن‬
‫الوصول لمعرفة الحقيقة فهى الهمم التى تسير بهمة شيخهم ‪ ,‬وهم أصحاب الذوق الرفيع والبصر الحديد لقول سيدى فخر الدين ‪:‬‬
‫وحسبى أن أشير وذاك يكفى *** فذاك الذوق والبصر الحديد ‪9/42‬‬
‫ويقول اإلمام القشيرى أن معنى (َفِمنُك ْم َك اِفٌر َو ِمنُك م ُّم ْؤ ِمٌن ) من اآلية (‪ )2‬سورة التغابن ‪( :‬الكافر) ساتر للحق بالخلق (والمؤمن)‬
‫مصدق بظهور الحق فى الخلق ‪.‬‬
‫‪3‬ـ أيا كتب فيها الكالم كغصة *** طعام جهول يرتضى بقتادك‬
‫ثم يتسائل موالنا الشيخ مستنكرًا أفعال الهمم التى ال تهتم بعلومه من خالل كتبه مثل كتابى تبرئة الذمة فى نصح األمة وعلومه فى‬
‫الدروس المسجلة له على الشرائط وفى مجموعة علموا عنى وأخيرًا كتابه ديوان شراب الوصل ‪ ,‬وتعتمد على جمع األذكار وأوراد‬
‫السير من خالل الكتب التى ال تثمن وال تغنى من جوع ‪ ,‬وال تحتوى إال على الفتات طعام الجهول ‪ ,‬الذى يجعل صاحبه متخلف عن‬
‫السير بصحبة الخبير(الشيخ المربى) ‪ ,‬ويرتضى بأن يكون أسيرًا ألصحاب هذه الكتب الذين ليس لهم دراية بدروب السير ‪ ,‬ورسم‬
‫الطريق وتيسيره على السائر للوصول بهم الى غاية قصده ‪ .‬وال يستعين بشيخ خبير ‪ ,‬مأذون باإلرشاد وعلى دراية بدروب السير‪.‬‬
‫‪4‬ـ أيا سئم ال يرتضى بأنيتى *** تأن فإنى من عظيم التدارك‬
‫األنا لألنية ـ واإلناء هو القلب وهو الوعاء ـ والقلب وعاء لألنا‪ ,‬أنانيتى حيث األنا بإنائها ويقول سيدى فخر الدين عن األنية ‪:‬‬
‫إذا هو نادى فالورى طوع أمره *** وإن هو ناجى فاألنا لألنية ‪407/1‬‬
‫على ذلك يكون مردود األنا لألنية ‪ :‬وهى التى يتحدث منها الشيخ فى القصيدة (‪ )15‬المسماة بالرجية بقوله ‪:‬‬
‫من أجل ابراهــــــيم بعد رجائه *** هذا الحديث ومنحتى وكالمى‬
‫فهو الحبيب وال يخيب رجاؤه *** أورثته ســـــــــــــــرًا عليه لثــــــــامى‬
‫ومن أجل ذلك يتسائل رضى هللا عنه مستنكرًا من ال يرتضون تدارس قصائد ديوان شراب الوصل الذى هو ترجمة لعلومة التى دونها‬
‫فى (كتابيه تبرذة الذمة فى نصح االمة وانتصار أولياء الرحمن على أولياء الشيطان ودروسة السابقة) والذى بدأه بالقصيدة التائية‬
‫التى تتحدث عن (أنية األنا) التى يقول فيها‪:‬‬
‫أنا فى أنا إنى وإنى فى أنا *** رحيقى مختوم بمسك الحقيقة‬
‫أنانيتى حيث األنا بإنائها *** وإن إناء الغيب ذو األحدية ‪104/1‬‬
‫وهم من يملون قراءتها والنظر اليها بعين الرعاية وينأون عنها ‪ ,‬فيعيشون فى جهل عن معرفة المراد الذى من أجلة جاء هذا الديوان‬
‫الذى يطالب موالنا الشيخ أبنائه بتدارسه للحصول على المعرفة بهذة الحقيقة التى ال تتأتى اال عن طريق تدارس قصائده بتصبر وتجلد‬
‫وتثبت ‪ ,‬ويقول للمريد تأن وتثبت وتجلد فى الكشف عن المعانى من خالل القرآن الكريم واالستعانة بكتب الصالحين وخاصة كتب‬
‫الصوفية ‪ ,‬مع التركيز كتابيه ودروسه السابقة ‪ ,‬واإلبتعاد عن التحصيل من خالل الكتب التى ال تحتوى إال على العلوم الظاهرية وتخلوا‬
‫من علوم الباطن وال تشتمل على النور الذى يضيئ القلوب بنور الحقائق ‪.‬‬
‫‪5‬ـ فإنى معوان لكل سديدة *** وكل فتى يشقى بسد المسالك‬
‫ففى إتباعى العون السديد لكل همه ولكل فتى يحاول أن يسير فى الطريق القويم وينهج منهجى الذى هو من مخصوصات علمى الذى‬
‫علمنى إياه معلمى ‪:‬‬
‫علمت ولى علم بعلم معلمى *** أمد وتلقينى بغير إماطـــــــة ‪379/1‬‬
‫من علمه فى علمه وبعلمـــه *** حزت الكمال ولم أزل مدثرا ‪9/34‬‬
‫ومنهجى القويم هو الذى يهيئ للفتى سبل الرشاد فال يشقى بسد المسالك ‪.‬‬
‫‪6‬ـ فليس مريدى من عشى عن كالمنا *** وال قائل للنفس يا نفس مالك‬
‫يقول موالنا الشيخ مواصفات المريد ‪ :‬مخلص ــ مجتهد ـ مكابد وذاكر وبيحاسب نفسه قبل أن يحاسب ‪ ,‬فمريدى هو من أراد إرادتى‬
‫وهو السالك الذى يسرى على يدى ‪ ,‬هو الذى ارفع عن عينه الغشاوة التى تحجب عنها المعانى التى أجليها له فُأريه ما أرى ‪ ,‬وليس‬
‫مريدى من عشى وتعامى عن كالمنا ألم يتبعد منهجى المضمون‪:‬‬
‫المنهج المضمون قد أمليته *** هذا كتابى فإحذروا األوهام ‪16/68‬‬
‫ومن ال يحاسب نفسه قبل أن يحاسب قائًال لنفسه ‪ ,‬يا نفس ما لك أى يا نفس ما الذى أصابك وما الذى منعك عن االنصياع واالتباع‬
‫للشيخ المربى بإتباع منهجه والسير على هداه وتنفيذ كل ما أمر به ‪.‬‬
‫‪7‬ـ وعند زوال الحس فالجرح فرحة *** فذى رتب فيها إتساع المدارك‬
‫وهنا يقول سيدى فخر الدين إن زوال الحس عن المريض يبشر بالفرحة حيث يستطيع الطبيب القيام بإزالة الحس عن المريض بسكون‬
‫آالمه قبل إجراء وإتمام عمليته الجراحية بالنجاح ‪ ,‬وإزالة الحس يكون فيه فرحة المريض وسعادته ‪ ،‬فمهمة الشيخ المربى كالطبيب‬
‫المعالج البد له أن يضع خطه سليمة مبنيه على حقائق علمية دقيقة ‪ ،‬والحقائق العلمية والعملية الدقيقة ال تتم للمريد السالك إال على‬
‫يد شيخه المسلك والمنظم له دروب السير بين المراتب للوصول الى المرحلة التى يتم فيها معرفة المراد ‪ ،‬ولذلك يقوم الشيخ برسم‬
‫الطريق للسائر بدقه متناهية بحيث يسير المريد بهمة الشيخ وعلى دربه ‪ ,‬فال يضل وال يشقى بسد المسالك ‪ ,‬حيث أن سيدى فخر الدين‬
‫فى مرتبة فيها إتساع المدارك لكل السائرين ‪ .‬ويوضح لنا مراحل السير بهذه الصورة ‪ :‬الطمس – المحو – السحق – المحق – فناء ــ‬
‫بقاء ‪.‬‬
‫والطمس طمس روح المريد بنور الذكر‪.‬‬
‫مثال ذلك ‪ :‬إذا كتبنا حرف وألقينا عليه مدادًا يكون قد إنطمس الحرف بالحبر وهو الطمس ‪ ،‬وفى الحقيقة هو (طمس روح المريد)‬
‫الذاكر بنور االسم الذى يذكر به فيغطيها النور ‪ ،‬فإذا أردنا أن نمحو الحرف والمداد معًا وهو ما يسمى عند الصوفية (المحو) وهو‬
‫مرتبة من مراتب الحب ‪ ،‬فإذا دققنا هذا الحرف فهو ما يسمى (بالسحق) فإذا ذريناه فى الهواء سمى (المحق) فإذا لم يبقى منه أثر بعد‬
‫التذرية كان هو الفناء ‪ ،‬وبعد ذلك يكون البقاء وعند زوال الحس فالجرح فرحة يعنى ال تجعلنى مفتون بنفسى ألن الفتنة من النفس ‪،‬‬
‫محجوبا بحسى ‪ ،‬الحس الظاهر وهو البشرية ‪ ،‬واكشف لى عن كل سر مكتوم فى باطن الحقيقة المحمدية يا حى يا قيوم ‪.‬‬
‫ويقسم الناس على ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫أهل الفرق وهم من ال يرى إال الخلق ‪.‬‬
‫وأهل الجمع وهم من ال يرى إال الحق‪.‬‬
‫وأهل جمع الجمع هم من يرى الحق فى الخلق ‪ ،‬والخلق فى الحق ال يحجبه أحدهما عن اآلخر ‪.‬‬
‫والفناء أعلى مراتب الحب وهى أربعة مراتب ‪:‬‬
‫فناء عن النفس بإزالة النفوس السبعة ‪.‬‬
‫فناء عن الدنيا وما فيها من متاع ‪.‬‬
‫فناء عن اآلخرة وعن الجنة وعن ما فيها من نعيم ‪.‬‬
‫فناء عن كل ما سوى هللا ‪.‬‬
‫وجاء فى كتاب األسرار الربانية ‪:‬‬
‫إعلم أن الواصلين لهم مقامًا يقال له مقام الفناء ‪ ,‬ومقام يقال له مقام البقاء ‪ ,‬والجمع ‪ ,‬والفرق ‪ ,‬ومقام يقال له جمع الجمع ‪ ,‬ومقام‬
‫يقال له الفرق الثانى ‪ ,‬والوصل ‪ ,‬ووصل الوصل ‪.‬‬
‫وعن معانيها ‪:‬‬
‫الفناء ‪ :‬هو استغراق العبد فى هللا حتى ال يشهد شيئًا سوى ذات هللا ويقال لصاحبه (غريق بحار األحدية) ‪.‬‬
‫والبقاء ‪ :‬هو الرجوع بعد الفناء إلى ثبوت اآلثار بشهود ذات وصفات المؤثر فيها ويقال لصاحبه (غريق فى عين بحر الوحدة) ‪.‬‬
‫فالفانى مشاهد األحدية (مشاهدة للذات دون األسماء والصفات وآثارها)‪.‬‬
‫والباقى مشاهدة الوحدة (مشاهدة للذات متصفة باالسماء والصفات) مثبتًا لآلثار ‪ ،‬جامعًا بين الحق والخلق ‪ .‬وهذا هو الكمال بعينه ‪.‬‬
‫ومقام البقاء هو المسمى بالجمع والفرق ‪ ،‬جمعه شهوده لربه ‪ ,‬وفرقه شهوده لصنعه ‪.‬‬
‫أما جمع الجمع فهو مقام أعلى من البقاء ‪ :‬وهو أن يأخذه الحق بعد بقائه فيسكره فى شهود ذاته تعالى فمنهم ‪:‬‬
‫من يبقى بهذه السكرة إلى الموت (كالسيد البدوى) رضى هللا عنه ‪.‬‬
‫ومنهم من يرد الى الصحو عند األوقات (أوقات الفرائض والقيام بأمور الخلق كالسيد (إبراهيم الدسوقى) وأضرابه فيكون رجوعًا هلل‬
‫باهلل ال للعبد بالعبد وهذا الرجوع يسمى بالفرق الثانى ‪.‬‬
‫أما الوصل ‪ :‬فهو تلذذ القلب بشهود الحق بعد زوال الحجب الظلمانية والنورانية ‪ ،‬فإن دام له الشهود يقاله له (وصل الوصل) أى‬
‫الوصل الكامل‪.‬‬
‫فالوصل الكامل فيه بلوغ القصد ‪:‬‬
‫‪ -8‬وعند بلـــــــــوغ القصـــد باهلل مــــنة أتيت بأحكامى وتمت مناسكى‬
‫‪ -9‬وليس بلوغ القصد ما قد ترونه فإن بلوغ القصد فض التشارك‬
‫وهنا يقول سيدى فخر الدين رضى هللا عنه ‪:‬‬
‫إن بلوغ القصد بوصول السالك إلى مقام (الوصل الكامل) هو بمنة هللا علينا ‪ ,‬وليس بجهد السالك منا ‪ ,‬وبلوغ القصد هو معرفة‬
‫الحقيقة أوًال نور النبى معلم القرآن ‪ ,‬فيصبح السالك مشاهد لذات الحقيقة ‪ ,‬مثبت لآلثار ‪ ,‬جامع بين الحق والخلق فى (نقطة البدء)‬
‫المشار اليها فى القصيدة (‪: )88‬‬
‫عندما كان فى البداية بدء *** حينها كان ما يكون انتهاء ‪2/88‬‬
‫وهى غاية سؤله بعد استغراقه فيها فال يرى شيئًا سواه ‪ ,‬ويظهر عليه تجليها وينزل عليه المدد كالمطر الشديد (وما ذاك إال منة) من‬
‫هللا ‪ ,‬وهذا معنى أتيت بأحكامى وتمت مناسكى‬
‫ـ وليس بلوغ القصد ما قد ترونه من عدم معرفة حقيقة توحيد فطرته ‪ ,‬وإثبات آثارها فى مشاهدة حقيقته فى النقطة التى تجمع الحق‬
‫والخلق ‪ ,‬والبداية بالنهاية التى يقول فيها موالنا الشيخ فى القصيدة (‪: )81‬‬
‫أول آخـــــــــر ولكن ببدء *** أنت لألوليات ظل وعود ‪6/81‬‬
‫ولكن بلوغ القصد هو الوصول لمقام عز فيه الشهود على كل من لم يصدق بهذه الحقيقة التى طاب شهودها لشهودى المشار اليها فى‬
‫القصيدة (‪: )65‬‬
‫قد رأينـــــا ما رأينــــــــــــــــا ثم قلنـــــــــا *** كيف نحصى كيف نثنى يا مثانى ‪11/65‬‬
‫كل وصف من إمام حار فيها *** كيف كانت فى التبــاعــد والتدانــــــى ‪12/65‬‬
‫بين أهــــــــل اإلستقامة والتنحى *** بعد هــذا برزخ ال يبغيـــــــــــــــــان ‪13/65‬‬
‫معشر الثقــــــــــــــلين آه لــو رأيتم *** ما رأينا ما ثناكــــــــــم عنه ثانــى ‪14/65‬‬
‫أو نزلتم فى مقـــــــــــام مثل هذا *** فى التقارب ما طفقتم تشركان ‪15/65‬‬
‫هذه المعرفة المثبتة لواحد وهو (الولى الخاتم) المصطفى للجمع الذى سره مضمر فى طى سروتنا والذى غيبة قدره نزل بها القرآن‬
‫المشار اليه فى األبيات التالية ‪:‬‬
‫وجدى المصطفى للجمع يقدمـــــــهم *** وسره مضمر فى طى سروتنـــــــــــــــا ‪28/35‬‬
‫وغيبة قدر المصطفى عن علومنا *** بها نزل القرآن إن شئت فاصمت ‪274/1‬‬
‫فأنزلـــــــــــــــــــــــــــه فى غــــــــــيبه كتنزل *** ســـــــالم هى سين السالم بقبضتى ‪175/1‬‬
‫ملحوظة ‪( :‬سين السالم فيها السر الذى لم األلف بالـ ال م) بقبضتى ‪ ,‬وقبضة الشيخ هى الميم والميم دائرة الرحمن ‪,‬‬
‫وهو الذى يجمع بين عين خاتم األولياء السابقة لعين خاتم النبيين ‪ ,‬صاحب الحقيقة أوًال نور النبى وهما (عينا رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم) وفى معرفة هذه الحقيقة فض التشارك بحيث ال ُي شاهد فى هذا المقام سوى الواحد الذى منه الكثرة ‪ ,‬ويقول عنه سيدى‬
‫فخر الدين (فكلنا واحد فى واحديته) وهذا هو التوحيد الذى يقول عنه سيدى فخر الدين ‪:‬‬
‫فالنفى واإلثبات توحيد وما *** غير الموحد قال مثل مقالتى ‪338/1‬‬
‫وفيما جئتكم توحــــــــــيد رب *** وقول القاطعين له خــــــــــــــوار ‪29/31‬‬
‫وذلك البيت فى معناه تذكرة *** لوحــدة القصد أو توحيد أنظار ‪5/33‬‬
‫وهديت للتوحيد إرثًا خالصــًا *** وشهدت محبوبى وخاب سواع ‪15/23‬‬
‫وبالتسبيح تسبح كل روح *** وبالتوحـــــيد تنتفع القفار ‪24/31‬‬
‫فكلنا واحـــــــد فى واحديته *** وإنما فرق التوحيد رتبتنا ‪49/35‬‬
‫شأنى التوحيد فى بطن المعانى *** ليس من شأن الكرام الكاتبين ‪20/62‬‬
‫فمن الخالئــــــــق مؤمنون سليقة *** جبلـــــــــــــوا على توحيده إلطافًا ‪3/61‬‬
‫فيا مريــــدى هو التوحيد مشربنا *** وغاية فى صدور ربــــــها قبل ‪4/89‬‬
‫فإنما نشأتى توحـــــــــيد فطــــــرته *** وذو الجهالة باإلشراك يرمينى ‪15/90‬‬
‫أى أن جميع الخالئق مؤمنون بفطرة التوحيد التى جبلوا عليها إلطافًا وآمن بها الصدور وأشرك بها الجهالء وتوحيد الفطرة فى (نقطة‬
‫باء البداية) التى يشير اليها سيدى فخر الدين ‪:‬‬
‫ان البداية فى رموز أجملت *** باء البداية خصهم تعظيمًا ‪4/94‬‬
‫والمؤمنون بهذه الحقيقة أهل محبة الشيخ الذين يقصدهم فى البيتين التاليين ‪:‬‬
‫يصدق بالكلمــــــــــات أهـــــل محبتــى *** فأنفخ فيهم من علـــــوم زكية ‪145/1‬‬
‫وأكشف لألحباب عن علمى الذى*** جواهره فى كل صدر كمينة ‪146/1‬‬
‫‪ -10‬وعند كمال العلـــــــــم باهلل ينمحى*** عن الفلك الدوار غيب الحوالك‬
‫‪ -11‬وعندى سيف ضربة منه تكفنى*** ولكننــى أدبًا مــــــــــــــع هللا اشتكـى‬
‫وعند الوصول إلى درجة كمال العلم تتم المعرفة بصاحب الحقيقة أوًال (نور النبى) حيث تزال الحجب الظلمانية والنورانية عن هذا‬
‫المقام فتنشق سماءه باألسرار وتنفلق منها األنوار ‪ ,‬وينمحى الظالم الذى كان يكسوا األكوان عن الفلك الدوار حول مركز مدار الجالل‬
‫وقطب فلك الجمال وتظهر شمس سماء األسرار معلنة المعرفة بصاحب هذه الحقيقة (المحمدية اللطيفة األحدية) المشار اليها فى‬
‫الصالة (الذاتية) المحمدية لسيدى ابراهيم الدسوقى التى يقول فيها رضى هللا عنه ‪:‬‬
‫اللهم صل على الذات المحمدية اللطيفة األحدية ‪ ,‬شمس سماء األسرار ومظهر األنوار ومركز مدار الجالل ‪ ,‬وقطب فلك الجمال ‪.‬‬
‫ـ ثم يقول سيدى فخر الدين وعندى سيف بتار به ينمحى الظالم وتكشف به أسرار هذه الحقيقة وترفع به الحجب واألستار ‪ ,‬فتظهر‬
‫واضحة جلية لكل من يطلع عليها من األحباب‬
‫الذين أصبحوا فى رياض الوصل يسعوا بهمتى ‪ ,‬ولحظتهم عين حبه فإهتدوا وساروا بسر اللطف أحسن سيرة ‪ ,‬ورفعوا ثوب الحجاب‬
‫وشاهدوه ‪ ,‬بعد أن شربوا صافى الرحيق بهمتى ‪,‬‬
‫وبصفتى أول من ُر فع له ثوب الحجاب وشاهد الحقيقة من مقام القرب حيث تجلى لى المحبوب الذى قربنى منه أزكى المطالب دون‬
‫غيرى ‪ ,‬فكانت هى الشىء الوحيد الذى ال يعرفه غيرى ‪ ,‬وأنا أول من تحدث عنها بصورة واضحة ‪ ,‬وهى من مخصوصات علمى من‬
‫العلوم التى أخذ على الكاملين بكتمها ‪ ,‬فأنا مظهرها والمتصرف فى شئونها ‪ ,‬وهى عطيتى عطية ومنحة رب الجود والكرم ‪:‬‬
‫منحة دونهــــــــــــا المنائح جمعًا *** ما الجواد الكريم يعطى قليـــــًال ‪8/20‬‬
‫بداية فتـــق المرتقات وفصلها *** عطية رب الجود والبدء والبها ‪2/72‬‬
‫لقد كفينا من التقتير وإكتملت ***عطية هللا قبل المـــاء والطـــــــين ‪6/90‬‬
‫وهى عطائى ولى الخيار فى المنح والمنع ‪:‬‬
‫كفى الجــــــــــــود والسخاء عطائى *** لست من خاف شح نفس فيكدى ‪19/3‬‬
‫كم من رجال محسنين تضرعوا *** يستمطرون سحائبى وعطـــــــــــائى ‪2/6‬‬
‫فطاعة ابراهيــم ان رمتم الهدى *** كمال عطائى بل نجاح المقاصد ‪24/14‬‬
‫ولكننى أدبًا مع هللا أشتكى طلب معرفة هذه الحقيقة ‪ ,‬أى ظللت صامتًا حتى حان وقت وأوان ظهورها ‪ .‬وبعد أن جاء األذن بأظهارها‬
‫قلت ‪:‬‬
‫لو أن من خطب الحقيقة جاءنى *** فبال عناء عندها يلقانى ‪36/2‬‬
‫‪ -12‬سفين نجــــــى هللا هـــــــــــل تذكريننى ألست وآلى مذ نشرت شراعك‬
‫‪ -13‬أيا نار إبراهـــــــــيم هـــــــــــل تذكريننى بيوم سالم البرد من حر نارك‬
‫‪ -14‬أيا نار موسى فوق ذا الطور إننى رأيت بعين هللا من قد أنـــــارك‬
‫‪ -15‬حوارى عيسى هل لكم من شهادة أليس شـــهودى يوم قيل كذلك‬
‫وبعد أن تحدث سيدى فخر الدين عن النقطة التى تشير الى مقام صاحب السر ذى الكتمان من غير مرية ‪ ,‬وتساءل مستنكرًا بقوله‬
‫للحجب الظلمانية التى كانت غطاء ساتر للعين ‪ ,‬أيا حجب كانت على العين ساترًا ‪ ,‬والكتب التى توضح للسائر كيفية معرفة حقيقة‬
‫المشار اليه ‪ ,‬نتيجة وجود الحجب واألستار التى ال يستمد منها السائر األنوار ‪ ,‬وال يستطيع أن يحصل من خاللها على ما يفيده ويعينه‬
‫على السير ‪ ,‬فهذه الكتب فيها الطعام كغصة تحجب المعرفة وال تقدم له العون والمساعدة على سيره ‪ ,‬واإلستعانة بكتب غيرى ‪ ,‬وترك‬
‫علومى الثمينة التى جئت بها إلظهار المعرفة بمقام أول الخلق فى إطالقه ألفًا ‪ ،‬والتى هى من علوم الكتم التى أخذ على الكاملين‬
‫السابقين بكتمها حتى يتم ظهورها فى وقتها وأوانها ويأتى مظهرها (مظهر ما كان فى الكتمان) ‪ .‬فأنا الذى عندى البرهان الساطع‬
‫والدليل الدامغ على تنظيم السير والسلوك للسائرين للوصول إلى هذه الحقيقة ‪.‬‬
‫وهنا يظهر معنى قوله رضى هللا عنه ‪:‬‬
‫حتى خفيات الجماد ُت خوطبت *** هال وعيتم ما حوت كافيتى ‪318/1‬‬
‫ثم يسأل مستنكرًا سفينة نوح ‪ ،‬ونار إبراهيم ‪ ،‬ونار (نور النبى) وحوارى عيسى بقوله ‪:‬‬
‫سفين نجى هللا هل تذكريننى ؟ ولم يسمع إجابة السفينة ولكن يفهم منها أنها تجيب على موالنا الشيخ قائلة له ذكرنى يا موالنا ‪ .‬يقول‬
‫رضى هللا عنه ألست وآلى ‪ ,‬أى أن وجودى وآلى على ظهرك منذ نشرت شراعك ‪ ,‬يعنى أن هذا حديث أرواح فى عالم الذر ‪ ,‬منذ ألست‬
‫بربكم يوم أن نشرت شراعك لتبدئى التحرك وأنت تحميلين أرواح الخلق أجمعين على ظهرك ‪ .‬ومن هذا الموطن يقول سيدى ابراهيم‬
‫الدسوقى فى جوهرته ‪:‬‬
‫أنا كنت مع نوح بما شهد الورى *** بحارًا وطوفانًا على كف قدرتى‬
‫ثم يسأل النار التى ُأشعلت من آجل أن يقذف فيها نبى هللا سيدنا إبراهيم الخليل ‪ ,‬بقوله رضى هللا عنه ‪ :‬أيا نار إبراهيم هل تذكريننى‬
‫بيوم سالم البرد من حر نارك ؟ فتقول النار ذكرنى يا موالنا‪ ,‬فيقول رضى هللا عنه إنى شاهدت من القى فيكى ليسلب خاصيه حرارتك‬
‫المحرقة وهو سيدى ابراهيم الدسوقى القائل ‪:‬‬
‫أنا كنت ملقى والخليل بناره *** وما بردت النار إال بدعوتى‬
‫وهذا معنى اآلية رقم (‪{ )69‬قلنا يا نار كونى بردًا وسالمًا على إبراهيم} ‪.‬‬
‫ثم يسأل نار موسى بقول أيا نار موسى فوق ذا الطور ‪ .‬إننى رأيت بعين هللا من قد أنارك أى عندما رأى سيدنا موسى نار فوق جبل‬
‫الطور الموجود بسيناء أننى رأيت وشاهدت بعين هللا (عين العناية) الذى قد أنارك ‪.‬‬
‫ثم يسأل الحوارين أصحاب سيدنا عيسى عليه السالم عندما ُط لبت شهادتهم فى قول الحق (من أنصارى الى هللا) قال الحواريون نحن‬
‫أنصار هللا ‪ ,‬قائًال ‪ :‬حوارى عيسى هل لكم من شهادة اليوم ؟ مثل شهادة شهودى يوم أن قالوا مثل قولكم (نحن أنصار اإلمام فخر الدين‬
‫وأصحابه) رضى هللا عنه ‪.‬‬
‫‪ -16‬أيا نار نورى فى قلــوب أحبتى ترى أين من يزكيك أين زكاتك‬
‫‪ -17‬أيا منن المعصــــــــــوم تاهلل إننى بفضل أبى العينين ديــار دارك‬
‫‪ -18‬أيا سحب األنوار جدى يسوقها ألست بقبل القبــــل كنت مدارك‬
‫ومن الجدير بالذكر هنا أن نذكر حديث المصطفى صلى هللا عليه وسلم (أنا من نور هللا والمؤمنون من رشحات نورى) ‪ .‬وعليه يقول‬
‫سيدى فخر الدين ‪ :‬نورى من النور المبين ونور جدى األغلب ‪ ,‬ثم يقول سيدى فخر الدين أن نور (رشحات األنوار) المستخرجة من‬
‫نورى (نور النبى) الخليفة المبين والمستخرج من (نور هللا األغلب ) الذى هو نور جدى األغلب ويقول يا نار _ نورى _ ترى أين من‬
‫يزكيك ؟ وما هو دليل وعالمة زكاتك ‪,‬‬
‫كلمة _ نورى _ هنا هى مأخوذه من الحديث الشريف (والمؤمنون من رشحات _ نورى) يكون _ نورى _ هى نور النبى معلم القرآن‬
‫(الخليفة المشار اليه) بقول سيدى فخر الدين ‪:‬‬
‫سبحان من خلق الحقيقة أوًال *** نور النبى معلم القرآن‬
‫وهو الذى بيانه بسورة الرحمن ‪.‬‬
‫ثم يقول يا منن المعصوم تاهلل إننى ديار دارك ‪ ،‬بفضل أبا العينين المعصوم الذى يقول عنه الشيخ فى القصيدة (‪: )58‬‬
‫يقول الشيخ رضى هللا عنه *** وأرضينا به جمعًا وفردًا‬

‫عن المعصوم صلينا عليه *** بتسليم الوجوه اليه عندا‬


‫وما المعصوم فينا غير شيخ *** رزقنا منه إرفادًا ومدًا‬

‫والشيخ المعصوم هو أبو العينين ديار دارك الذى بفضله ومن مننه رزقنا نعمة اإليجاد ونعمة اإلمداد واإلرفاد ‪ ,‬وكل ما نحن فيه بفضله‬
‫ومنه علينا ‪.‬‬
‫ثم يخاطب سيدى فخر الدين سحب سماء الغيب المثقلة باألنوار التى يسوقها جده لتستقى أرواح السائرين ‪ ,‬قائًال لها إننى كنت مركز‬
‫مدار سيرك الذى تدورين حوله وذلك من قبل نشأة األجساد وقبل نشأة األرواح ‪ ,‬وهو نفس قول سيدى إبراهيم الدسوقى الجوهرة ‪:‬‬
‫نعم نشأتى فى الحب من قبل آدم ‪ ,‬ونشأتى فى الكون من قبل نشأتى فى الحب ‪.‬‬
‫ومن قبل خلق اللوح والعرش نشأتى ومن قبل قبل القبل كنت محارب ‪.‬‬
‫‪ -19‬ويا همم كل العزائـــــــــــــــــــــم دونها يعز مقامى لو بذلت قصارك‬
‫‪ -20‬ويا جدد التوحيد هــــــــل تعرفيننى انا بيمين هللا للمــــــلك مــــــالك‬
‫‪-21‬وكل فتى لبس المخيط على يدى وكل فتى ينأى فليس بســـالك‬
‫وفى هذه األبيات يخاطب سيدى فخر الدين أبناءه من أصحاب العزائم الذين شرفوا بالمعرفة بالحقيقة التى أشار إليها من خالل الديوان‬
‫وهم الذين وعوا ما حوته هذه القصيدة المسماه بالكافية التى يوضح فيها سيدى فخر الدين حقيقة علم الـ (ك) التى نزل به سيدنا‬
‫جبريل على الحبيب المصطفى صلى هللا عليه وسلم من خالل اآلية الكريمة (كهيعص) عندما قال له (ك) فقال صلى هللا عليه وسلم‬
‫علمت ‪ ,‬ثم قال (هـ) قال المصطفى صلى هللا عليه وسلم (علمت) وهنا يقول سيدى فخر الدين أننى علمت علم الـ (ك) مثل قول الحبيب‬
‫صلى هللا عليه وسلم (علمت) أى أننى ‪:‬‬
‫علمت ولى علم بعلم معلمى *** أمد وتلقينى بغير إماطه ‪379/1‬‬
‫حيث يخاطبهم بقوله رضى هللا عنه ‪ :‬يا همم كل العزائم دونها ‪ ,‬أى يا من استمدوا علمهم من علمى الذى حصلت عليه بعلم معلمى ‪,‬‬
‫وهو علم الـ (ك) الذى رواه لنا الحبيب المصطفى صلى هللا عليه وسلم عن الحقيقة أوًال ‪ ,‬وهى الحضرة التى جاءت إشارتها بعلم‬
‫الكاف الذى لقنتهم إياه ‪ ،‬حيث قلت لهم أن حقيقة هذا العلم يحتاج إلى إماطة ما عليه من أستار ‪ ،‬حسب قوله فى القصيدة (‪:)72‬‬
‫إماطة أستار المنازل معجز *** بداية عبد يجهل الجمع بدءها‬
‫بداية فتق المرتقات وفصلها ***عطية رب الجود والبدء والبها‬
‫فهذا العلم ال يستطع أحد أن يحيط به ‪ ,‬ألنه من موطن يجل عن التبيان معرفته مهما بذل من جهد ‪ ،‬فهو موطن العزيز المقصود الذى ال‬
‫يقبل معه شريك ‪ ,‬وهو غاية وفى بلوغه فض التشارك ‪ ,‬فهذا المقام اإلبراهيمى الذى منه الحمى المشار إليه فى القصيدة (‪ )15‬الرجيه‬
‫‪:‬‬
‫ما غير إبراهـيم عبد ذو حمى هو مجتبى حتى يقوم مقامى‬
‫وله رجــــــــــــــاء عندنـــــــا ومكانة وبه يلــــــــــوذ المحتمى والرامى‬
‫وله معان جل وصف غراسها ومناقب جلت عن األفـــــــــهام‬
‫ثم يقول سيدى فخر الدين أن العزة فى مجاورة العزيز الذى لديه جوار عز ‪:‬‬
‫ولى بالمستجار جوار عز فانعم جيرة ولى الجوار ‪20/31‬‬
‫فلى جـــار لديه جوار عز ومعبــــود يعظمه العبيد ‪12/42‬‬
‫ليبقى للعزيز حجـــــــــــاب عــــــز فيفنى المؤمنون وهــــــم سمات ‪8/93‬‬
‫وهو الحبيب الذى عزه دائم وهو الذى توقد من زيته فتيلتى ‪:‬‬
‫ومازلت أو الزالت مازال عزنا وتوقد من زيت الحبيب فتيلتى ‪108/1‬‬
‫ثم يخاطب جدد التوحيد (جبال التوحيد) وهم أولياء درجوا على التوحيد وشاهدوا آيته‪:‬‬
‫حجة التوحيد عـل قـدره قلد االنكـار حبال من مسد‬
‫أعجبنيلم يعجبني‬
‫الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى األسفل‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫® مدير المنتدى ®‬

‫‪hassanbalam‬‬

‫رسالة ‪: sms‬‬

‫سيرى ببطئ ياحياة‬


‫لكى أراك بكامل النقصان حولى‬
‫كم نسيتك فى خضمك‬
‫باحثا عنى وعنك‬
‫وكلما أدركت سرا منك‬
‫قلت بقسوة‬
‫مأجهلك!!!!‬
‫ذكر‬
‫عدد المساهمات ‪11496 :‬‬
‫اٍالقامة ‪ :‬وراء األفق حيث الشئ سواى وحبيبتى‬
‫العمل ‪ :‬مهندس‬
‫نوسا البحر ‪ :‬ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪15781612‬‬

‫ديوان شراب الوصل لإلمام فخر الدين السيد محمد عثمان عبده البرهانى ‪Icon_minitime 2020-09-08, 3:57 pm‬‬

‫القصيدة (‪ )91‬كاملة‬
‫‪-------------------‬‬
‫(القصيدة الحادية والتسعون)‬
‫الخميس ‪ 27‬ربيع األول ‪1408‬هـ عدد أبياتها (‪ )22‬الموافق ‪ 19‬نوفمبر ‪1987‬م‬
‫مناسبتها لما قبلها ‪ :‬البيت (‪ )17‬من القصيدة السابقة ‪:‬‬
‫ال يقرب الحد إال من به طلعت *** وصيتى عندها يغنيه مغنينى‬
‫الفكرة التى تدور حولها القصيدة فى البيت (‪ )22‬من هذه القصيدة ‪:‬‬
‫يقال ألهل الدين هذا إمامكم *** وذلك عبد جاءنا وهو نائب (النائب هو الخليفة والخليفة هو النائب)‬
‫عدد أبيات القصيدة (‪ )22‬بيتًا وفيه إشارة الى أحمد المقصود المتوسل به وهو الخليفة الذى رقمه (‪ )22‬ضمن سلسلة المشايخ الكبيرة‬
‫(موالنا الشيخ ابراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى) والمتوسل به فى توسل السادة البرهانية (كنز الذات ذى األحدية ‪ ,‬طلسم‬
‫غيب الغيب سر الهوية) ‪ ,‬وشمس سما االسرار مظهر نورها ‪ ,‬وطور تجلى الذات بدر الهداية والمشار اليه فى القصيدة (‪ )46‬التى‬
‫تقول ‪:‬‬
‫يا أهل بدر يا صحابة أحمد *** من للقلوب شرابها والزاد‬
‫يبدأ سيدى فخر الدين القصيدة بقوله رضى هللا عنه ‪:‬‬
‫‪1‬ـ بأحمد حيث األحمدية يهتدى *** إليه بنور األحمـــــــدية طالب‬
‫‪2‬ـ وعند فناء الواصلـــين لعزة *** يمن عليهم فهو إذ ذاك واهب‬
‫‪3‬ـ وليس لهم بعد الفــناء بقية *** وليس لديهم فى البقاء مطالب‬
‫‪4‬ـ وليس لديهم فى البقية مأرب *** فإن لهم فيــــما يرون مآرب‬
‫‪5‬ـ فإن وردوها فإصطـفاء ومنة *** فذاك حــمى كلت اليه ركائب‬
‫الشرح والتفصيل ‪:‬‬
‫‪1‬ـ بأحمد حيث األحمدية يهتدى *** إليه بنور األحمدية طالب‬
‫يقول سيدى فخر الدين رضى هللا عنه فى هذا البيت ‪ :‬بأحمد حيث األحمدية متوسًال بأحمد ‪ ,‬حيث يقول رضى هللا عنه (أنا الذى فى أنا‬
‫إنى كمنزلة ألحمد) بذلك تكون األحمدية منزلة ألحمد ‪ ,‬ومن هو أحمد المقصود هنا؟ إنه أحمد صاحب المنزلة األحمدية ‪ ,‬الذى ناجاها‬
‫وهو الهو الذى ناجى الهوية جاءالقول عنه فى قصائد ديوان شراب الوصل‪:‬‬
‫فإن هو ناجى األحمدية أحمد *** كذا هو هاء فى تناجى الهوية ‪1 /409‬‬
‫وهو المتحدث عنه فى القصيدة األحدية ‪:‬‬
‫إنه مشكاة نور زيتها *** سيد األكوان أحمد من حمد ‪8 /11‬‬
‫وهو صاحب لواء الحمد المتحدث عنه فى القصيدة (‪: )19‬‬
‫هو أحمد فى قاب قوسين إنجلى *** وله لواء الحمد ما أسماه ‪19 /10‬‬
‫وهو صاحب المنزلة األحمدية المشار اليها فى القصيدة (‪: )35‬‬
‫أنا الذى فى أنا إنى كمنزلة *** ألحمد نورها منشى حقيقتنا ‪35 /2‬‬
‫وهو أصل السيادة المتحدث عنه فى القصيدة (‪: )44‬‬
‫وعليه ساد به يســـــو *** د ومنه ساد األحمد ‪44 /10‬‬
‫وهو السيد المخصوص بالذات الذى عنده أصل البريات المتحدث عنه فى القصيدة (‪: )71‬‬
‫يا كامًال من علوم هللا أجمعها *** يا أحمد أيها المخصوص بالذات ‪71 /4‬‬
‫ففالق الحب واإلصباح بارؤنا *** وأحمد عنده أصل البريات ‪71 /14‬‬
‫وهذه الحقيقة األحمدية أشارت اليه بصفتها كمنزلة له مستخرجة من الحقيقة األحدية ‪ ,‬حيث أن األحدية التى هى أحدية الروح األعظم‬
‫(حضرة النبى صلى هللا عليه وسلم) هى أحدية صرفة قال عنها سيدى فخر الدين (ليس فيها مطمع لبشر وما ممكن الوصول اليها)‬
‫والحقيقة األحمدية هى منزلة من األحدية ألحمد المخصوص بالذات ‪ ,‬بصفته الروح المستخرجة من الروح األعظم ‪ ,‬فهو إناء الغيب‬
‫الذى يقول عنه سيدى فخر الدين رضى هللا عنه ‪:‬‬
‫أنانيتى حيث األنا بإنائها *** وإن إناء الغيب ذو األحدية ‪1 /104‬‬
‫لذا فهى (أحدية الكثرة) التى تشير الى الحضرة التى تجمع األحمديون واحد بجانب واحد بجانب واحد (‪ )...... 1 1 1 1‬وهى التى‬
‫يقول عنها سيدى االمام فخر الدين فى القصيدة (‪: )87‬‬
‫ما كتاب هللا اال جمعنا *** إنما األحباب آيات به‬
‫ما كتاب هللا إال حضـرة *** قاب قوسيها الهدى ال ينتهى‬
‫كلهم أمثالها لكنهـــــــا *** نزهتهم عــــــــن مثيل مشبه‬
‫كل جمع قام فيها واحد *** ال شريك بل فنــــى فى نفسه‬
‫ما عليهم أو لديهم غيرها *** قد أعادتهـم لبدء المنتهى‬
‫وإستقاموا كلهم آحادهــــا *** يوم كانوا واحــد فى مثله‬
‫كلهم فيها جليس واحـــــد *** فى إستواء ختمه فى بدئه‬
‫والحقيقة األحدية هى من االسم (أحــــــــــد) ويأتى الحديث عنها من علم يسمى (علم الحد) التى يقول عنه سيدى فخر الدين ‪:‬‬
‫وحدى حـــد هللا والحد مطلع *** لدى وما ضلت بذاك سفينتى ‪1 /115‬‬
‫فلى علوم نضيد طلعها كرمًا *** وحدها ال يناهى فى عبودتنا ‪35 /55‬‬
‫فقرة الحــد لألحداق أحمدها *** ومطلع للشهود الحق مذ نبا ‪70 /5‬‬
‫لذلك قال رضى هللا عنه ‪:‬‬
‫ال يقرب الحد إال من به طلعت *** وصيتى عندها يغنيه مغنينى ‪90 /17‬‬
‫والمقصود بأحمد هو الذى طلعت (ميمه) من بين الحاء والدال من اإلسم (أحـــــــد) فصار إسمه (أحـ ـمـ د) كمنزلة نورها منشى‬
‫حقيقتنا ‪ ,‬وهو الروح المستخرجة من الروح األعظم ‪ ,‬وحقيقته أحدية تسمى أحدية الكثرة حيث أن الحقيقة األحدية للروح األعظم‬
‫(حضرة النبى صلى هللا عليه وسلم) أحدية صرفة ما فيها مطمع لبشروما ممكن الوصول اليها (يعنى حقيقة حضرة النبى غير معلومة‬
‫ألحد)‪ ,‬فصاحب الحقيقة األحمدية (أحمد) المتوسل به هنا (أحدى ـ أحدية كثرة) حرف الميم الخاص به طلع من بين الحاء والدال من‬
‫الحقيقة األحدية فجاءت اإلشارة اليه بأنه (إناء الغيب ذو األحدية) يعنى حامل بداخله األحدية الصرفة ‪ ,‬المقصود ببيت رسول هللا‬
‫الوحيد الذى قابليته وسعت قابلية سيدنا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ,‬وهو الذى إحدى حقائقه تظهرعلى هيئة حرف الميم ‪ ,‬ومن‬
‫خالل تفسير سيدى فخر الدين لآلية األولى والثانية من سورة البقرة {ألــم ‪ ,‬ذلك الكتاب ال ريب فيه هدى للمتقين} فى كتاب تبرئة‬
‫الذمة صــ ‪ 289‬التى يقول فيه أن األلف يشار به الى الذات األحدية ‪ ,‬أى الحق من حيث هو أول األشياء فى أزل اآلزال ‪ ,‬والالم يشار‬
‫به الى الوجود المنبسط على األعيان ‪ ,‬فإن الالم له قائمة وهى األلف وله ذيل وهى النون ‪ ,‬والنون عبارة عن دائرة الكون ‪ ,‬فإتصال‬
‫القائمة بالذيل إنبساط الوجود على الكون ‪ ,‬فالقائمة ظل األلف الذاتى المنبسط على الكون ‪ ,‬والميم يشار بها الى الكون الجامع وهو‬
‫اإلنسان الكامل ‪ ,‬فالحق والعالم واإلنسان كتاب ال ريب فيه ‪ ,‬هدى للمتقين ‪.‬‬

‫واإلنسان الكامل هو األحدى صاحب الحقيقة األحمدية التى توضح أحديته القصيدة (‪ Cool‬المسماة باألحدية التى يقول فيها سيدى فخر‬
‫الدين ‪:‬‬
‫من حبا شيخك شيخًا واصًال *** يا مريدى قل هو هللا أحــــــد‬
‫إنه إنسان عين شاهـــــــدت *** نوره فى حضرة البر الصمد‬
‫وهو المتوسل به فى توسل السادة البرهانية بقول سيدى فخر الدين إلهى بكنز الذات ذى األحدية ‪ ,‬بطلسم غيب الغيب سر الهوية ‪.‬‬
‫وهو المشار اليه باأللف {الحق} الذى هو أول األشياء فى أزل اآلزال الذى أشير اليه باأللف من تفسير {ألم ذلك الكتاب ال ريب فيه‬
‫هدى للمتقين} ‪ ,‬وهو الذى ناجاه سيدى فخر الدين فى القصيدة (‪: )71‬‬
‫يا أول الخلق فى إطالقه ألفًا *** به التآلف يا قاب الهدايــــات‬
‫ألنك الرمز واإلعجاز أجمعه *** لمن توهم فى أوصاف أنعات‬
‫ويتضح من كل ما ذكرناه بأن قول سيدى االمام فخر الدين (بأحمد حيث األحمدية يهتدى اليه) فهو الذى يهدى هللا به كل مهتد طالب‬
‫الوصول للحقيقة األحمدية ‪ ,‬فترسل األحمدية نورها الذى يهتدى به الواصلين الى غاية القصد التى تتحدث عنها القصيدة (‪: )37‬‬
‫وغاية القصد حسن القصد ال عوج *** ووحدة الصف عندى عمدة الدين ‪37 /4‬‬
‫وإن أردتم نوال القصد من منحـــى *** فأعقلوا العقــل إن الروح تأتينى ‪37 /22‬‬
‫كما قال رضى هللا عنه لطالب األحمدية ‪:‬‬
‫وبى يهتدى للقصد من جاء قاصدًا *** حماى وإن حم القضا بالحميــة ‪1 /134‬‬
‫لذاك مريـــــدى كن الى هللا قاصدًا *** نصحتك فإنهل شاكرًا بنصيحتى ‪1 /389‬‬
‫وعلى هللا بعٌد قصـــــــــــد سبيلى *** هبـــه هللا حيث هب النســــــــيم ‪12 /17‬‬
‫يقول موالنا فى هذا البيت على هللا الكريم يكون قصدى فبعد قصد سبيلى فإن صاحب حمى الغيب (هبه هللا) تأتى من قبله ريح النسيم‬
‫التى تنعش أنفاس السائرين ‪ ,‬وهى التى يقول عنها سيدى فخر الدين فى القصيدة (‪: )82‬‬
‫أرحنا براح من حمى الغيب سرها *** وصرصرها فينا الرياح اللواقح‬
‫إذا ما تغشــــــانا المليك تعمنــــــا *** لواقـــــــــح صر دونهن المنائح‬
‫وتلفح نار القرب وجهــــــًا مقربًا *** وتزكمه عن غيرهن الروائـــــح‬
‫وجاء فى ديوان ابتسام المدامع القصيدة(‪ )51‬لسيدى الشيخ قريب هللا رضى هللا عنه (إن ريح القرب نم ‪ ,‬وانتفى عنا الزكم ‪ ,‬فهو أحلى‬
‫ما يشم ‪ ,‬من أصيحاب الكرم) ‪.‬‬
‫‪2‬ـ وعند فناء الواصلين لعزة *** يمن عليهم فهو إذ ذاك واهب‬
‫وهنا يرسم سيدى فخر الدين طريق الوصول الى غاية الوصل بقوله رضى هللا عنه ‪:‬‬
‫وعند فناء الواصلين أى عند وصول السائرين الى مرتبة الفناء فإنهم يكونوا قد فنوا عن أنفسهم بل وعن ذاتهم وذلك يكون بمثابة‬
‫الفتح األكبر بالنسبة لهم ‪ ,‬ولتوضيح ذلك نأتى بما جاء فى كتاب األسرار الربانية { إعلم أن الواصلين لهم مقام يقال له الفناء ومقام‬
‫يقال له البقاء والجمع والفرق ومقام يقال له جمع الجمع ومقام يقال له الفرق الثانى والوصل ووصل الوصل} ‪,‬‬
‫فمقام الفناء ‪ :‬هو إستغراق العبد فى هللا حتى ال يشهد شيئًا سوى ذات هللا ويقال لصاحبه " غريق فى بحار األحدية "‬
‫ومقام البقاء ‪ :‬هو الرجوع بعد الفناء الى ثبوت اآلثار ‪ ,‬بشهود ذات وصفات المؤثر فيها ويقال لصاحبه " غريق فى عين بحر الوحدة‬
‫"‬
‫فالفانى ‪ :‬هو مشاهد األحدية " مشاهد للذات دون األسماء والصفات وآثارها "‬
‫والباقى ‪ :‬هو مشاهد الوحدة أى مشاهد للذات متصفة باألسماء والصفات ‪ ,‬مثبتًا لآلثار ‪ ,‬جامعًا بين الحق والخلق ‪ ,‬وهذا هو الكمال‬
‫بعينه ‪.‬‬
‫ومقام البقاء هو المسمى بـ " الجمع والفرق " فجمعه شهوده لربه ‪ ,‬وفرقه شهوده لصنعه ‪.‬‬
‫أما جمع الجمع فهو مقام أعلى من البقاء ‪ ,‬بمعنى أن يأخذه الحق بعد بقائه فيسكره فى شهود ذاته تعالى ‪ ,‬فمنهم من يبقى بهذه‬
‫السكرة حتى الموت " كالسيد البدوى" رضى هللا عنه وأضرابه ‪ ,‬فيكون ذلك رجوعًا هلل باهلل ‪ ,‬ال للعبد بالعبد ‪ ,‬وهذا الرجوع يسمى‬
‫الفرق الثانى ‪.‬‬
‫أما مقام الوصل ‪ :‬فهو تلذذ القلب بشهود الحق بعد زوال الحجب الظلمانية والنورانية ‪ ,‬فإن دام له الشهود يقال له " وصل الوصل "‬
‫أى الوصل الكامل ‪.‬‬
‫من هنا نفهم قول سيدى االمام فخر الدين (وعند فناء الواصلين لعزة يمن عليهم الواهب) فأن المقام الذى يصل اليه الواصلين بعد‬
‫الفناء هو مقام العزة حيث هو محل إقامة العزيز الذى وقف على بابه سيدى فخر الدين مناديًا بقوله ‪:‬‬
‫على باب عز هللا كنت مناديًا *** فمن جاءنى فهو العزيز بعزتى ‪1 /148‬‬
‫يعنى موالنا واقف بباب العزيز لكى يعتمد دخول كل من يلبى النداء من قصاد الحمى ‪ ,‬وعليه فإن كل من يهتدى الى باب عز هللا يصبح‬
‫عزيزًا بعزه ‪ .‬ومن أجل ذلك قال موالنا الشيخ محمد الشيخ ابراهيم قولة جده العظيم ‪:‬‬
‫وأدم عزنا بوصلك نحيا *** فلنا فيك عروة وحبال ‪48 /9‬‬
‫ثم يروى لنا سيدى فخر الدين عن هذه الحقيقة األحمدية بصفتها حضرة يجتمع فيها األحباب من أهل وصلها ‪ ,‬وكتاب يهتدى اليه بنور‬
‫تلك الحضرة ‪ ,‬فهى التى قاب قوسيها الهدى ال ينتهى ‪ ,‬ويقول فى القصيدة (‪ )87‬واصفًا حال كل من دخلها‪:‬‬
‫كل من فيها يسمى أمـــــة *** يستقى فيها الهدى من ضده ‪87 /15‬‬
‫إن يكن منهم نبى مرســل *** فى لباس العــــــز مع أترابه ‪87 /16‬‬
‫أو يكن فيها ولى كامـــــل *** قائـــــــــــم فى عزة من جده ‪87 /17‬‬
‫كلهم فيها جليس واحــــد *** فى إستواء ختمه فى بدئـــــه ‪87 /18‬‬
‫كلهم منها سقوا مختومها *** بل كذات تائـــــــه فى صرفه ‪87 /19‬‬
‫كلهم فيها عزيز واحــــــد *** بل أمين آمـــــــــن فى سربه ‪87 /20‬‬
‫وحول معنى (فهو إذ ذاك واهب)‬
‫الواهب فى هذه الحضرة هو فى ذاته هبه هللا وعطاء هللا من عليائه الذى يقول عنه سيدى فخر الدين فى التائية ‪:‬‬
‫إذا هو قد أعطى فرب لعبده *** كذا هو وهاب العلوم العلية ‪1 /397‬‬
‫لذا فهو يعطى من حضرة الربوبية عطاؤه كامًال لعبده البرهانى الذى تلقى عطاءه فهام به قائًال القصيدة (‪ )12‬التى أسماها العطية ‪:‬‬
‫من كمال العطاء من فيض وهب *** أيها الناس جاءكم ابراهيم‬
‫ورياح اللقــــــــاح لو ذات يـــوم *** عدمت حبه فريـــح عقيم‬
‫وعلى هللا بعــــــــــٌد قصد سبيلى *** هبه هللا حيث هب النسيم‬
‫ومن أجل ذلك قال سيدى فخر الدين ‪:‬‬
‫إسألوه النجاة من يوم حشر *** يوم ال يسأل الحميم حميم‬
‫ثم قال لنا ‪:‬‬
‫كم نال أهل هللا منحـة واهب *** وشهـــــادة هلل ال إستشهاد ‪46 /12‬‬
‫‪3‬ـ وليس لهم بعد الفنـــــاء بقية *** وليس لديهم فى البقاء مطالب‬
‫‪4‬ـ وليس لديهم فى البقية مأرب *** فإن لهم فيما يرون مآرب‬
‫ويوضح فى هاذان البيتان حال الواصلين بعد مقام الفناء حيث يترحلون الى مقام البقاء المسمى بالجمع والفرق وهو مقام يعز فيه‬
‫الشهود ‪ ,‬فالواهب يجمعهم لشهوده وذلك ليس بجهدهم ولكنه هو الذى يمن عليهم بدخولهم المقام األعلى من البقاء وهو (جمع الجمع)‬
‫فإما أن يسكرهم أو يردهم للصحو عند األوقات إلقامتها ‪ ,‬فيكون رجوعًا هلل باهلل ‪ ,‬ال للعبد بالعبد ‪ ,‬وهذا هو الفرق الثانى وبعد ذلك يتم‬
‫الوصل حيث يتلذذ قلب العبد بشهود الحق وذلك بعد زوال الحجب الظلمانية والنورانية ‪ ,‬فيدوم الشهود وبدوام الشهود يتم وصل‬
‫الوصل ‪ ,‬أى الوصل التام ‪ ,‬ألن ذلك هو غايتهم الذى هى مقام الحقيقة األحمدية‪.‬‬
‫‪5‬ـ فإن وردوها فإصطفاء ومنة *** فذاك حمى كلت اليه ركائب‬
‫فإن وردوا هذا المقام الذى هو المقام األحمدى المتحدث عنه الشيخ بقوله ‪:‬‬
‫وإنى حيث تقصدهم مزورًا *** وإنى فى المقام األحمدى ‪29 /35‬‬
‫وإنى هذه هى منزلة للشيخ وكمنزلة ألحمد صاحب األحمدية بقوله ‪:‬‬
‫أنا الذى فى أنا إنى كمنزلة *** ألحمد نورها منشى حقيقتنا ‪35 /2‬‬
‫فمن يرد على هذا المقام فيكون ذلك إصطفاءًا ومنة من العلى القدير صاحب الحمى الذى كلت اليه ركائب ‪ ,‬فهو الذى جاءت من أجله‬
‫القصيدة (‪ )15‬الرجية التى توضح أنه صاحب الحمى وليس غيره ‪:‬‬
‫من أجل ابراهيم بعــــد رجائه *** هذا الحديث ومنحتى وكالمى‬
‫فهو الحبيب وال يخيب رجاؤه *** أورثته ســــــــرًا عليه لثامى‬
‫ماغير ابراهيم عبــد ذو حمى *** هو مجتبى حتى يقوم مقامى‬
‫وله رجـــــــاء عندنا ومكانــة *** وبه يلوذ المحتمى والرامى‬
‫وله معان جل وصف غراسها *** ومناقب جلت عن األفهــــام‬
‫فذاك حمى المنجى عظيم المقامة ‪ ,‬الحمى الذى كلت اليه ركائب ‪ ,‬فركائب القوم كلها مأمورة بالسير نحو هذ الحمى ‪ ,‬وأمير هذه‬
‫الركائب سيدى فخر الدين رضى هللا عنه القائل ‪:‬‬
‫وال يالم الذى ما ذاق إن عثرت *** به الركائب فى يسرى طريقتنا ‪35 /65‬‬
‫أى ال يالم الذى من ال يتعرف على هذا العلم ‪ ,‬ولم يذق طعمه ‪ ,‬إن عثرت ركائبه فى يسرى طريقتنا ‪ ,‬ألنه لم يصطحب مركب الطريقة‬
‫البرهانية التى أوصى أميرها موالنا الشيخ محمد عثمان بركوبها وذلك بقوله فى القصيدة (‪ )7‬المسماة بالوصية ‪:‬‬
‫فأركب معى إن العزيمة مركبى *** تستوقف الغــــر الكرام الكاتبين‬
‫ترسوا على جودى جودى همة *** فى تركها يبدوا هالك المغرقين‬
‫تجرى بعين هللا عند مسيرهـــا *** فاهلل حصنى وهو خير العاصمين‬
‫إوصيك برهــــــانية فإسمع لها *** مسك الختـــــام وبغية للواصلين ‪7 /10‬‬
‫ويتضح من قول سيدى االمام فخر الدين (بأحمد حيث األحمدية يهتدى اليه بنورها كل من يطلبها) فهو هادى الواصلين بنورالحقيقة‬
‫األحمدية ‪ ,‬ففيها حسن القصد وغاية الوصل ‪.‬‬
‫وإبتداءًا من البيت رقم (‪ )6‬يوضح سيدى فخر الدين مقام الواحدية مثلما أوضح مقام األحمدية بقوله رضى هللا عنه ‪:‬‬
‫‪6‬ـ كذلك حيث الواحدية عندها *** تباع بها األرواح وهى رواغب‬
‫للوصول الى تلك الحقيقة المسماة الواحدية ‪ ,‬فهذه الحقيقة غير الحقيقة األحدية التى هى المقام األحمدى‬
‫يقول سيدى فخر الدين رضى هللا عنه فى هذا البيت أن مقام الواحدية (مقام تباع به األرواح) وهذا المقام غير مقام األحدية حيث أن‬
‫مقام األحدية ما بين قابى حضرة التقريب ‪ ,‬وقد وصفها رضى هللا عنه فى القصيدة (‪:)83‬‬
‫أحدية والواحدية دونهـــــــا *** مابين قابى حضرة التقريب‬
‫تلك الحضيرة يابنى مزاجها *** عندى وهذا ما أسـر حبيبى‬
‫ثم يقول رضى هللا عنه فى آخر القصيدة التى عدد أبياتها (‪ )11‬بيتًا ‪:‬‬
‫صليت فيها بعد عشر قد علت *** والرمز فيها غايى التعريب ‪83 /11‬‬
‫فما معنى صليت نقول صليت بمعنى اتصلت فأصبحت فيها ‪ ,‬أى أقمت فيها بجوار صاحبها حيث أن صاحبها واحد (وهو جدى محمود‬
‫المقام) ولكن فى خانة العشرات (بعد عشر قد علت) وأنا الواحد الذى اتصل بعد العشرة فأصبحت الحادى عشر أى الواحد الذى شفعه‬
‫الواحد واحد بجوار واحد وهذا هو موطن الشفع من {والفجر ‪ ,‬وليال عشر ‪ ,‬والشفع والوتر } ‪1‬ـ ‪ 3‬من سورة الفجر وهو الموطن‬
‫الذى يقول عنه سيدى فخر الدين ‪:‬‬
‫وجدى محمود المقـــــام وشافعى *** وإن بنى الزهراء أهلى وعصبتى ‪1 /53‬‬
‫وإن مقامى ال يمـــــــاط لثامـــــه *** وجل كالمى عن عقـــــــــول ذكية ‪1 /54‬‬
‫وشارب خمرى ينتشى لو بقطرة *** وباطن أمرى فى غيـــــــوب خفية ‪1 /55‬‬
‫فى هذه االبيات يوضح سيدى فخر الدين بأن هذا المقام خفى واليماط لثامه ألرباب العقول فهو يجل عن الحذاق أصحاب الفهوم الذكية‬
‫وهذا المقام ال يرقى إلى إدراكة سوى من شرب خمرى‪ ,‬ومن شرب خمرى انتشى لو بقطرة ‪ ,‬ومن انتشى بخمرتى أصبح مؤهل لمعرفة‬
‫الغيوب الخفية ‪ .‬وهذا المقام يجمع جدى ويجمعنى وأهلى وعصبتى من أهل هذا المقام وهذه هى حضرة من مسمياتها الزهراء وكل من‬
‫فيها هم بنى الزهراء ‪.‬‬
‫وعليه تتضح حقيقة الواحدية بأنها التى فيها تباع أرواح السالكين السائرين بصحبة أشياخهم الذى يسهلون لهم السير بالركوب معهم‬
‫فى مراكبهم حتى يصلون الى الميناء األعظم (مقام سيدنا وموالنا االمام الحسين) رضى هللا عنه ‪ ,‬وفى هذا الموطن يتم البيع والشراء‬
‫حيث تقدم أرواح السالكين بضاعة مزجاة للمصطفى التى يقدمها للديان ‪ ,‬وهذا معنى البيت ‪:‬‬
‫سعدًا لعبد بيع والحق إشترى *** والمصطفى يشريه للديان ‪2 /38‬‬
‫والحق هو ألف أول الخلق الذى هو أول األشياء فى أزل اآلزال وهو المشار به الى الذات األحدية ‪ ,‬وعدد حروف كلمة ألف باألرقام =‬
‫‪ 111‬إذن هو الذى تشير اليه اآلية (‪ ) 111‬من سورة التوبة (المنوطة بالبيع والشراء)التى يقول فيها الحق سبحانه وتعالى {إن هللا‬
‫إشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل هللا فيقتلون ويقتلون وعدًا عليه حقًا فى التوراة اإلنجيل‬
‫والقرآن }{ومن أوفى بعهده من هللا فإستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم} ‪ ,‬ويقول سيدى فخر الدين عن ذلك ‪:‬‬
‫بمصر يباع الحــــر عبدًا لسيد *** ليصبح رقًا فى عباد أثيرة ‪1 /187‬‬
‫فيا نعم مبتاع ويا نعم مشترى *** ويا نعم مأثور لديه وجيرة ‪1 /188‬‬
‫وفى القصيدة النونية يقول أيضًا ‪:‬‬
‫هل من محب للديــار يؤمها ؟ *** أو من يبيع الروح بالريحان ؟ ‪2 /19‬‬
‫سعدًا لعبد بيع والحق إشترى *** والمصطفى يشريه للديـــــان ‪2 /28‬‬
‫أهل العناية إن تولـــــوا سيدًا *** لغدا متاعًا يشترى ويبــــــاع ‪23 /1‬‬
‫أرواحنــا عنــده بيعت بال ثمن *** السيد العبد واإلنسان يشريه ‪28 /25‬‬
‫حتى إذا أضحى يباع ويشترى *** نكفيــــه يومئذ وليس سوانا ‪59 /12‬‬
‫لكل ذلك تباع األرواح وهى رواغب ‪ ,‬ثم يقول االمام رضى هللا عنه عند الوصول الى الواحدية التى يتم فيها اإلنشاء يكون كل من وصل‬
‫اليها واحد ال شبيه وكلهم فيها آحاد وهنا يقول ‪:‬‬
‫فكلنا واحد فى واحديته *** وإنما فرق التوحيد رتبتنا ‪35 /49‬‬
‫كما يقول عن واحد الواحدية الذى يخرج منه كل واحد اآلحاد‪:‬‬
‫لومضة من ضياه فى مراتبنا *** تصير الكل أقمارًا منيرات ‪71 /17‬‬
‫‪7‬ـ فال رتب بل ال مراتب عندها *** ولكن بها منها تكون المراتب‬
‫فهذه الحقيقة المسماة بالواحدية للواحد القائم بذاته وهو الكون الجامع واإلنسان الكامل (الكتاب الذى ال ريب فيه)صاحب المرتبة التى‬
‫بها ومنها تكون المراتب ‪ .‬فعندها ال توجد رتب وال مراتب ولكن بها ومنها تكون المراتب ‪ ,‬فالواحد الذى أنشأت من أجله الواحدية هو‬
‫الذى ومضة من ضياه تصير الكل أقمارًا منيرات أى توصلهم ألعلى المراتب ‪.‬‬
‫‪8‬ـ وال غرف إال إغتراف عطائها *** وال حجب فيها فتلك سحائب‬
‫فال رتب وال مراتب عندها كذلك ال غرف إال إغتراف عطائها وال حجب فيها وال أستار فهى تكشف غيوبها لألحباب من أهل وصلها ‪,‬‬
‫حيث تغطى معانيها سحائب ال تلبس أن ينقشع ضياها وتظهر ما فيها من المعانى من خالل عظيم مبانيها التى يغترف من عطائها من‬
‫أهل وصلها ‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ فما طلعت إال وغاب ضياُؤ ها *** وال َغ َر َب ت عنا وتلك غرائب‬
‫وهذه هى الحقيقة الجمال الطالع من غيب األحدية (كنز الذات ذى األحدية ـ غيب الغيب سر الهوية) التى عندما أشرق طلوع نهارها فى‬
‫القلوب إال وغاب ضياؤها وال غربت عنا إال وأشرق علينا ضوء قمرها ألن جمالها رٌب المشرقين وتلك غرائبها ‪ ,‬حيث هى مشرق‬
‫للشمس والقمر يطلع أيضا من نفس المشرق‪.‬‬
‫‪10‬ـ فحظك منها إن عجبت ألمرها *** وقولى عنها إن ربك غالب‬
‫ثم يقول سيدى فخر الدين لمريده الذى نفذ وصيته بركوب مركب الطريقة البرهانية ‪:‬‬
‫فاركب معى إن العزيمة مركبى *** تستوقف الغر الكرام الكاتبين ‪7 /2‬‬
‫ترسو على جودى جودى همة *** فى تركها يبدو هالك المغرقين ‪7 /3‬‬
‫تجـــرى بعين هللا عند مسيرها *** فاهلل حصنى وهو خير العاصمين ‪7 /4‬‬
‫فال تعجب ألمرها إن ركبت مركبها فحظك منها النجاة والعصمة من الغرق ألنها تسير بهمة الشيخ وبعين هللا التى فى تركها يبدو هالك‬
‫المغرقين ‪ ,‬فقولى عنها ‪ :‬إن ربك غالب على أمره حيث هى مؤمنة بأمنه ومحصنه بحصنه وهو خير العاصمين ‪.‬‬
‫‪11‬ـ فصاحب قلب أشرقت فيه طمأنت *** َو َر ٌب ُفؤاد أعرضت عنه راهب‬
‫فقابلية صاحب الحقيقة ال يسعها سوى قابلية قلب ذاكر إذا أشرقت فيه طمأنته ‪ ,‬حيث أن الطمأنينة تأتى من الذكر وال تأتى من الغفلة ‪,‬‬
‫وألنه قلب خاشع يسارع فى الخيرات فتسعفه ‪ ,‬لمبادرته أبواب الخير ومسارعته الى تحصيلها ‪ ,‬مع ثباته واستقراره فى أصل الخير‬
‫كله الذى فيها ‪ ,‬وهو السر فى إتيان (فى) دون (الى) الُم شِع رة بخالف المقصود من كونه خارج عن أصل الخيرات ‪ ,‬متوجه اليها كما‬
‫هو المعنى فى قوله تعالى {وسارعوا الى مغفرة من ربكم} اآلية (‪ )133‬سورة آل عمران ‪,‬‬
‫وقد ُتْع ِر ْض عن صاحب قلب راهب غير راغب فى ثوابها خائفًا من العقاب أو الخيبة ‪ ,‬وهذه حالة المؤمنين الذين يسارعون فى‬
‫الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبا (ألن للمؤمن حالتان الرغب والرهب ‪ ,‬رغبًا فى زيادة الترقى ‪ ,‬ورهبًا فى الوقوف واإلبعاد) وهذا المعنى‬
‫من كتاب البحر المديد من تفسير القرآن المجيد من اآلية (‪ )90‬من سورة األنبياء{إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغبًا‬
‫ورهبا وكانوا لنا خاشعين} ‪.‬‬
‫‪12‬ـ َو ُرًب حظٍى قد جنى بعض طيبها *** َو ُرًب َو ِلٍى قد قضى وهو راغب‬

‫وهنا يقول سيدى فخر الدين وُرًب حظى قد نال بجنيه بعض ثمارها الطيبة خيرًا منها ‪َ ,‬و ُرًب‬
‫َو لًى قد قضى عمره فى حالة رغبة فى زيادة الترقى التى لم يجنى ثمارها ‪.‬‬
‫‪13‬ـ َو ُرًب َن ِجٍى أعملت فيه سرها *** فعاين منها ما بدا وهو ذاهب‬
‫كما يقول فى هذا البيت بالذات َو ُرًب نجى فى حالة مناجاته لهذه الحقيقة قد حققت سرها الذى جناه من بطونها فعاين منها ما أظهرته‬
‫له وهو الذى بدا منها عندما شاهده أثناء مروره حال ذهابه فال حرج عليه تلك النظرة فليس له فى ذلك بعض اليد ‪.‬‬
‫‪14‬ـ عالنية منها ُتلٍقُن هديها *** إذا هى أخفت ما ُيَلًقاها كاتب‬
‫وفى هذا البيت يحدد سيدى فخرالدين من الذى تلقنه هذه الحقيقة هديها ‪ ,‬التى تهديه اليها إذا ما الليل جن ‪ ,‬أى فى حالة إغطاش‬
‫معانيها ‪ ,‬عندما قال رضى هللا عنه ‪:‬‬
‫فأغطش عنـــدها ليل المعانى *** وأخرج علمها كتمًا ضحاها ‪29 /7‬‬
‫فإغطاش المعنى محض حكم *** ألعطـــى ما أشا ولى الخيار ‪31 /29‬‬
‫وهذا سر إغطــــاش المعانى *** فإن الغيب ملبوس الخفـــاة ‪39 /28‬‬
‫المعانى هى معانى ما أقول عن الذى أرمى الى معناه أو إثباته ‪ ,‬وهذه هى معانى تلك الحقيقة التى إغطاش معانيها حكم محض ‪,‬‬
‫ألختيار الشخص الذى تلقيه هديها ‪ ,‬بحيث إذا أرادت كشف مكنون سرها فقد تكشفه للشخص الذى وقع عليه إختارها لذا يتحدث سيدى‬
‫فخر الدين بإسمها قائًال ‪:‬‬
‫ولوشئنا لما جئنا بكشف *** عن المكنون من سر خفـى ‪30 /9‬‬
‫ولوشئنا هدينـا كل نفس *** الى حيث الوصال السرمدى ‪30 /10‬‬
‫وإذا هى أخفت أسرارالمعانى فقد تخفيها (لحكمة) وهذا من شأنها وحدها وليس سواها ‪ ,‬وفعًال أخفت مكنون سرها عن الشخص الذى‬
‫ُت لقنه ‪ ,‬حيث لقنته كلمات فقط (فإغطاش المعانى محض حكم) حيث أن ذلك الشخص من أرباب الفهوم ‪ ,‬وتلقين الكالم يحتاج الى‬
‫إحترام العقل (ولكن كشف الحقائق هو الذى يحتاج الى األغوار) وصاحب الحقيقة له الخيار فى البحث عن األغوار التى يقول عنها ‪:‬‬
‫ما الغار ما األغوار ما الروح التى *** نحيا بها ما السرما اإلفصاح ‪25 /3‬‬
‫الغـــــــار قلب العبد فى أغــــواره *** قدر اإلمــــــــام وقدره نضاح ‪25 /4‬‬
‫وبما أن صاحب الخيار له الحق فى االختيار ‪ ,‬فقد يختار من بين الناس شخصًا ُي لقيه كلمات مايقول فقط ‪ ,‬ويخفى عنه المعانى وهذا ما‬
‫حدث بالفعل سابقًا ‪ ,‬ويختار شخصًا آخر ُي لقنه ما يرمى الى معناه أو إثباته ‪ ,‬فيتلقى المعانى من األوانى (من خالل كلمات قصائد ديوان‬
‫شراب الوصل) التى أخفاها عن السابق الذى شيع بأنه متلقى تلك القصائد حيث كان يحمل أسفار ‪ ,‬ولذا قال رضى هللا عنه ‪:‬‬
‫وأكشف لألحباب عن علمى الذى *** جواهره فى كل صدر كمينة ‪1 /146‬‬
‫بقر الغيوب وكشف مكنوناتهــــا *** شأنى وحاشى الوصف بالنسيان ‪2 /32‬‬
‫لى من ســـــــــرها كشف الخبايا *** ودون الكل قد وضع الخمــــــــار ‪31 /19‬‬
‫فأين تدارس األحباب قـــــــــولى *** وأين السعى فى كشف النقـــــاب ‪74 /8‬‬
‫كنيت فيها دون كشف ستورهـــا *** لكن أهل القيد كانوا ضدهــــــــــا ‪74 /4‬‬
‫فيها كشفت رحيم كشف بعدمــــا *** ضلــــــــــوا بأوالهن بغية عندها ‪78 /12‬‬
‫كشف ما شاهد الكــــــــرام محال *** إن يكن ممكنًا فثم الحيــــــــــــاء ‪88 /18‬‬
‫بدت الخوارق بعد كشف ستارها *** بعد الحجاب وردتها تحكيمـــــــــا ‪94 /9‬‬
‫‪15‬ـ وحيث أشارت فامتثال وطاعة *** وحيث أفاضت كل محص وحاسب‬
‫ويؤكد سيدى فخر الدين فى هذا البيت بقولة وحيث أشارت وأختارت من يظهر ما أخفته األوانى من معان جل وصف غراسها ومناقب‬
‫جلت عن األفهام عن الذى ما غيره عبد ذو حمى ‪ ,‬والذى له رجاء عندنا ومكانة وبه يلوذ المحتمى والرامى ‪ ,‬وهو الحبيب وارث السر‬
‫الذى عليه لثام ‪ .‬فيجب االمتثال والطاعة التى أشار اليها بقوله ‪:‬‬
‫قوام طريق القوم حب وطاعة *** وكل مقام قام باإلستقامة ‪1 /375‬‬
‫ثم يشير الى (من) أشار اليه بقوله ‪:‬‬
‫يا سعد لقنهم حالوة طاعة *** كم كل فيها النصح واإلرشاد ‪46 /20‬‬
‫ثم يقول إن سعد هو مريده المخصوص بقوله ‪:‬‬
‫مريدى فى كل المواطن إن ترد *** لدينك إنصافًا إذ الحــق رابـــــــح ‪82 /6‬‬
‫فخل سبيل المستبيحين مذهبى *** ولذ بحمــانا إن ثنى العطف كاشح ‪82 /7‬‬
‫وإال فجـــــاهر فالمحبة طـاعة *** وقلبك (إن تضمر)على فيك ناضح ‪82 /8‬‬
‫ثم يقول (وحيث أفاضت كل محص وحاسب) أى عندما تلقن هديها الى من يقع عليه إختيارها يكون فيضًا كالسيل الذى ال يستطيع أحد‬
‫على أن يحصى أو يحسب فيض نعمها عن المنعم المتفضل ‪ ,‬الذى سره ُم غيٌب (ليس من فرط الظهور) فهو المقصود بالحبيب الذى ال‬
‫يخيب رجاؤه وهو الذى ال يحصى العد ما قد به أتى من النعم المعرفية ‪ ,‬وهو الذى فى معرفته ضلت هناك بصائر ‪ ,‬الذى يقول عنه‬
‫سيدى فخر الدين ‪:‬‬
‫وال هو من فرط الظهور مغيب *** وال هــــــــــو وجــــــه تعتليه ستائر ‪21 /4‬‬
‫وال هـــو عنى محجب بستوره *** وال هو عندى من خفى اللطف ظاهر ‪21 /5‬‬
‫‪16‬ـ وبينهما تقريب عبد لعابد *** ليشهَد معبودا وما َث َم حاجب‬
‫فى البيت السابق ننظر قول الشيخ رضى هللا عنه ‪ :‬وحيث أشارت *** وحيث أفاضت‬
‫فبين اإلشارة التى فيها البشارة وبين اإلفاضة بالمعرفة التى تأتى فى معنى (فإذا أفضتم من عرفات) من اآلية (‪ )198‬سورة البقرة ‪,‬‬
‫بينهما تقريب عبد لعابد ليشهد معبودًا وما ثم حاجب أى أن العبد المشار اليه يصبح فى حالة رؤية مباشرة دون حجب وال أستار‪ ,‬فهو‬
‫الذى يقول عنه سيدى فخر الدين ‪:‬‬
‫(ترفع روحة كرمًا ليشهد ربوع ربانا) ويقول أيضًا ‪:‬‬
‫ويرفع ذكرًا والمالئك دونه *** ويمنح قسطًا من أخص الوصية ‪1 /405‬‬
‫ويمنح قدرًا ال بجهد وهمة *** ليصبح مأمول القلــــوب الحظية ‪1 /406‬‬
‫وهذا هو ما يسمى بمقام الوصل الذى يأتى بعد جمع الجمع والفرق الثانى المذكور أعاله ‪ ,‬وهذا مقام يتلذذ فيه قلب العبد بعد رفع‬
‫الحجب الظلمانية والنورانية ‪ ,‬وموطن يتم فيه الوصل الكامل ‪ ,‬وهو يقال عنه (غاية وصل الواصلين)‪.‬‬
‫‪17‬ـ يسار اليها أو تهرول نحو من *** تشاء فال فرق إذ الجمع واجب‬
‫كما يشرح سيدى فخر الدين كيفية الوصول اليها بقوله ‪:‬‬
‫يسار اليها أى من المفترض أن يكون السير اليها بالعزم وإستنفار الهمم وشحذها بالجد والسير باإلستعداد والتجهير لها بصحبة خبير‬
‫فى دروب السالكين وبداية السير يوضحه قول الحق فى اآلية {يا أيها اإلنسان إنك كادح الى ربك كدحًا فمالقيه} كما يوضح مهمة ذلك‬
‫الخبيرالقول ‪:‬‬
‫فالسائرون الهائمـــون بشربتى *** يستنفرون عزائم الركبان ‪2 /33‬‬
‫ال تنثنى همم تســـــير بهمتـــى *** فبها حياة الخل بعد مماته ‪9 /11‬‬
‫قد ألهب التوحيد مركب سيرهم *** حتى أحلوا دارهم إسالما ‪68 /5‬‬
‫(أو تهرول نحو من تشاء) أى أن الحضرة الواحدية هى التى تسارع نحو من تشاء أن تأتى اليه من العباد لجنى كل ما فيها من خيرات‬
‫يسارع اليها السابقون فى الخير رغبًا ورهبًا ‪ ,‬رغبًا فى الزيادة والترقى وذلك هو الفوز العظيم بخيراتها ‪ ,‬ورهبًا الخوف من اإلبعاد‬
‫عنها وعن نعيمها حيث أنها موطن (جمع الجمع) الجمع الذى ال فرق بعده ‪ .‬ويصف موالنا الشيخ حالة العبد المقيم فيها بقوله رضى‬
‫هللا عنه ‪:‬‬
‫‪18‬ـ يعيش لديها العبد والعز سرمد *** َت ُحٌف به أسراُر ها والمواهب‬
‫‪19‬ـ هنالك يفنى عن صفات وإنما *** ينال بقاًء فهو إذ ذاك صاحب‬
‫‪20‬ـ فإن لديها ُيْس َلُب اإلسُم والُكَن ى *** فتلك كؤوس أدهقتها المشارب‬
‫ففى هذه األبيات يبشرنا سيدى فخر الدين فى قوله (يعيش لديها العبد) أى أن العبد الواصل يعيش لديها عيشة رضية حسب قوله ‪:‬‬
‫ويصبح فيها العبد ذا سرمدية *** إذا هو أبقاه الفنا عاش راضيا ‪86 /12‬‬
‫ويكون العز فيها ذا سرمدية أى عزًا أبديًا حيث تحيط به أسرارها من كل جانب والعلوم والمواهب المعرفية ‪ ,‬ولديها يفنى ذالك العبد‬
‫عن الصفات حيث أنه يكون فى حالة مشاهدة لذات الحضرة دون آثارها وبعدها ينال بقاءًا فهو إذ ذاك صاحب منزلة ‪ ,‬وعندما يصل لتك‬
‫المنزلة يسلب اإلسم والكنى ويسمى بإسمها لقوله رضى هللا عنه ‪:‬‬
‫سمى فتسمى فى الحضيرات بإسمها *** لذلك أضحى واحـــد الواحدية ‪1 /408‬‬
‫فإن هـــــــــــو ناجى األحمدية أحمد *** كذا هو هاء فى تناجى الهوية ‪1 /409‬‬
‫وإن هــــــــــــو ناجاه الذى قد أظله *** يكون عبيدًا صاحبًا فى المطية ‪1 /410‬‬
‫وإن هــــــــو ألقى ما تلقاه مشاهدًا *** ألنبت هديًا فى قلـــــــوب خلية ‪1 /111‬‬
‫ويمدحه شيخه قائًال ‪:‬‬
‫سعدًا لعبد بالتذلل قد سمى *** أضحــــى غنيا بالذى أغنانى ‪2 /40‬‬
‫يا سعد لقنهم حالوة طاعة *** كم كل فيها النصح واالرشاد ‪46 /20‬‬
‫وكل من يصل اليها ُيسلب اإلسم والُك نى حيث ينصبغ بنورها ويكون جزءًا ال يتجزأ منها فيسمى بإسمها يعنى (واحدى) أى يضحى‬
‫واحد الواحدية ‪ ,‬فإن هو ناجى األحمدية يضحى أحمد ويسمى بإسمها ‪ ,‬يصبح له هوية من هويتها إذا هو ناجى الهوية ‪ ,‬وإن هو ناجاه‬
‫الذى أظله بالتجلى عليه يكون عبيدًا صاحبًا فى المطية لذلك قال سيدى فخر الدين ‪:‬‬
‫مأمورة تسرى الركائب للحمى *** وأنا على ركب الرجــــــال أمير ‪5 /20‬‬
‫فإركب معى إن العزيمة مركبى *** فى تركها يبدوا هالك المغرقين ‪7 /2‬‬
‫أى أن الركائب كلها مأمورة بالسير نحو الحمى ‪ ,‬وهذه الركائب تحمل فى طياتها الرجال الذاكرين ‪ ,‬وهى تسرى فى البحر كاألعالم ‪,‬‬
‫ومركبى تسير فى مقدمه هذه الركائب لذا أنا على ركب الرجال أمير ‪ ,‬لذا أدعو العبيد كى يكون سائرًا فى المطية بقولى له فاركب معى‬
‫إن العزيمة مركبى ‪ ,‬فى تركها يبدوا هالك المغرقين ‪ ,‬والنجاة من الهالك ال تأتى إال بصحبة الشيخ الساقى بكؤوس الغرام فى هذه‬
‫الحضرة‬
‫لكى ينال شرابها بالكؤوس التى أدهقت التى يقول عنها سيدى فخر الدين‪:‬‬
‫وراق شرابى مذ تشعشع خمرها *** لذاك تبادلنــــــــا كؤوس المودة ‪1 /256‬‬
‫وكؤوس الغـــرام بالوصل مآلى *** يا أحباى قد شربتــــــــم فهيموا ‪12 /5‬‬
‫شراب قومى عظيم جــل صانعه *** وفى كؤوس الخفا نسقى أحبتنا ‪35 /13‬‬
‫والمشارب جمع مشرب والمشرب الذى يأخذ منه الشراب من أجل ذلك قال سيدى فخر الدين‬
‫موضحًا مشربه ‪:‬‬
‫تاهلل ما نضب المعين وال معينى ينضب‬
‫فأنا على مر السنين لكل قوم مشرب‬
‫نورى من النور المبين ونور جدى األغلب‬
‫كالمى مشرب األرواح وصــــًال *** إذا لم تشربـــــوا منه فأى ‪30 /17‬‬
‫ثم يقول فى مواضع متفرقة ‪:‬‬
‫ماذا عليكم لو وردتــــم مشربى *** وهو الصفى بتجلـــــــــد وتثبت ‪1 /305‬‬
‫والشاربون أولو المقامات العال *** والمصطفى منهم حميل اآلمانة ‪1 /363‬‬
‫حارت جميع اإلنس فى كنهى كذا *** فى مشربى حارت ملوك الجان ‪2 /3‬‬
‫فالسائـــــرون الهائمون بشربتى *** يستنفرون عزائم الركبــــــــان ‪2 /33‬‬
‫من مشربى هـــــذا سقيت أحبتى *** خمر المعانى حسنها فضــــاح ‪25 /19‬‬

‫لذا فكؤوس الغرام بالوصل مألى بالشراب التى أدهقته كؤوس المشارب ‪.‬‬
‫‪21‬ـ وكل علوم كاللقيمات دونها *** إذا هو َأعطى فوقها فهو ساغب‬
‫وفى هذا البيت يوضح سيدى فخر الدين أن هذه الحضرة الواحدية غنية بالعلوم الزاخرة بالمعرفة بحقيقة الحقائق عن المشار اليه‬
‫صاحب الحقيقة اوًأل (نور النبى معلم القرآن) وكل علوم سواها كاللقيمات التى يحيا بها إبن آدم (حسب إبن آدم لقيمات يقمن أوده) أى‬
‫تعينه على تلك الحياة فإذ أعطى فوقها فهو ساغب أى مازال جائع ‪.‬‬
‫‪22‬ـ يقال ألهل الدين هذا إمامكم *** وذلك عبد جاءنا وهو نائب‬
‫ثم فى البيت رقم ‪ 22‬يشير الخليفة المعنى بأحمد حيث األحمدية صاحب الحقيقة أوًال موالنا الشيخ ابراهيم الشيخ محمد عثمان عبده‬
‫البرهانى الذى يحمل الرقم (‪ ) 22‬ضمن سلسلة مشايخ الطريقة البرهانية الكبيرة المعتمدة بداية من حضرة النبى صلى هللا عليه وسلم‬
‫وحتى موالنا الشيخ محمد الشيخ ابراهيم وهما اللذان أشار اليهما سيدى فخر الدين رضى هللا عنهم بأداة اإلشارة يقال ألهل الدين (هذا‬
‫إمامكم)إشارة للقريب ‪ ,‬وأداة اإلشارة الثانية (وذلك عبد) إشارة للذى بعده (جاءنا وهو نائب) يعنى هذا إمامكم فى الحضرتين متقدم‬
‫الجماعة يوم قيام الساعة (موالنا الشيخ ابراهيم)‪ ,‬وذلك عبد أيضًا جاءنا وهو نائب ‪ ,‬إصطفاء الحضرتين ‪ ,‬إصطفاء السيد البرهانى‬
‫(موالنا الشيخ محمد الشيخ ابراهيم)‪.‬‬

You might also like