You are on page 1of 8

‫حٌـم‬

‫الر ِ‬‫حمن ّ‬
‫الر ِ‬
‫ِبسـم للاِ ّ‬

‫وصلً للا علً المبعوث رحمة للعالمٌن وعلً آله الطٌبٌن الطاهرٌن‬

‫قال تعالً ﴿ٌا أٌها الناس قد جاءكم برهانُ من ربِكم و أنزلنا إلٌكم نورا مبٌنا * فؤما الذٌن آمنوا باللِ‬
‫سٌد ِخلَهم فً رحمة منه وفضل وٌهدٌ ِهم إلٌ ِه صراطا مستقٌما﴾ صدق للا العظٌم‪..‬‬ ‫واعتصموا ُِب ِه َف َ‬

‫إخوانً وأخواتً ‪ -‬ابنائً وبناتً‬

‫السالم علٌكم ورحمة للا وبركاته‬

‫أحٌٌكم فً هذه اللٌلة المباركة ونحن نحتفل بذكري العارف بالل الشٌخ محمد عثمان عبده البرهانً‪ ,‬نستعرض‬
‫فٌها مناقبه وحٌاته التً افنً جل ّ عمره مجاهدا فٌها فً سبٌل للا‪ ,‬داعٌا إلى للا بالحق ‪ ..‬فصحح المفاهٌم وارسً‬
‫لنا ولالمة جمعاء األساس والركائز لهداٌة األمة وإنارة الطرٌق وإزاحة أستار الظالم من الوجود‪ ,‬فكان حقا‬
‫فخرالدٌن فً الحضرتٌن وكان حقا فخرا لطرٌقته التً اصطفاها سٌدي إبراهٌم القرشً الدسوقً منذ االزل لنشر‬
‫الدٌن وهداٌة العالمٌن‪ ,‬حٌث ٌقول سٌدي إبراهٌم الدسوقً فً إحدى قصائده‪..‬‬

‫وال تنتهً الدنٌا وال اٌامها حتً تعم المشرقٌن طرٌقتً‬

‫إخوانً ‪ ..‬أخواتً ‪ ..‬أبنائً وبناتً‬

‫لعل هذه فرصة طٌبة لنلقً بعض الضإ علً الطرٌقة البرهانٌة الدسوقٌة الشاذلٌة فهً إحدى طرق األصول‬
‫وتنتهً لسٌدي الشٌخ إبراهٌم القرشً الدسوقً رابع األقطاب األربعة‪..‬‬

‫اما نسب الطرٌقة‬

‫فقد كان لسٌدي أبى الحسن الشاذلً حفٌد اسمه أبو المواهب الشاذلً الذي ٌعتبر أول من اخذ لواء الطرٌقة‬
‫الممزوجة ‪ ..‬الطرٌقة البرهانٌة الدسوقٌة الشاذلٌة (البرهانٌة الدسوقٌة لسٌدي إبراهٌم الدسوقً‪ ,‬والشاذلٌة‬
‫لسٌدي أبى الحسن الشاذلً) ثم سافر إلى المغرب‪ ,‬وفً المغرب اخذ سٌدي احمد زروق المغربً هذه الطرٌقة‬
‫الممزوجة ثم سافر إلى السودان وبذلك انتقلت الطرٌقة معه من المغرب إلى السودان ‪ ..‬واثناء وجود سٌدي احمد‬
‫زروق فً السودان أعطى الطرٌقة إلى سٌدي أبى دنانة وس ّمً كذلك الن ذكر القلب لدٌه كان عالٌا ومسموعا لدي‬
‫من ٌحٌطون به ‪ ..‬استطاع سٌدي ابودنانة أن ٌنشر الطرٌقة بٌن الجعلٌٌن وفً شرق السودان‪ ,‬ثم رجع سٌدي‬
‫احمد زروق مرة أخرى إلى المغرب ‪ ..‬وقد انجب سٌدي ابودنانة تسع بنات وولدا‪ ,‬ثم تزوجت البنات وتزوج‬
‫االبن‪ ,‬ثم أنجبت كل واحدة منهن عشرة أبناء وانجب االبن عشرة أبناء فٌكون سٌدي ابودنانة أبا لعشرة وجدا‬
‫لمائة‪ ,‬وجمٌع أحفاده أولٌاء ومنهم سٌدي إدرٌس ود االرباب ومقامه كبٌر‪ ,‬وقد دفن فً العٌلفون بالقرب من‬
‫الخرطوم‪ ,‬وسٌدي سوار الدهب وقد دفن فً دنقال ‪ ..‬وقد ذهب أحفاد ابودنانة الً المغرب وشاركوا سٌدي احمد‬
‫زروق فً نشر الطرٌقة بها‪ ,‬وقد طلب سٌدي احمد زروق من الشٌخ إدرٌس أن ٌذهب إلى دنقال لمقابلة الشٌخ‬
‫فضل (أحد أجداد الشٌخ محمد عثمان عبده البرهانً) وان ٌقوم بتسلٌمه الطرٌقة‪ ,‬وقد حدث ذلك بالفعل‪ ,‬واستلم‬
‫الشٌخ فضل الطرٌقة وقام بنشرها فً مدٌنة دنقال‪ ,‬ومن الشٌخ فضل انتقلت إلى موالنا الشٌخ محمد عثمان عبده‬
‫البرهانً‪..‬‬

‫وقد اشتهرت الطرٌقة فً السودان فً عهد العارف بالل حجة عصره وزمانه القطب الفرد الجامع الكبٌر موالنا‬
‫الشٌخ محمد عثمان عبده البرهانً المكنً بفخر الدٌن ‪ ..‬المالكً المذهب المولود فً سنة ٕٓ‪ .. ٔ0‬والذي‬
‫انتقل إلى جوار ربه فً الحادي والعشرٌن من جمادى الثانٌة سنة ٖٓٗٔ الموافق الرابع من أبرٌل ٖ‪.. ٔ09‬‬
‫وهو الذي ارسً دعائم الطرٌقة و َب َذر حِنطة انتشارها فً كافة أنحاء العالم ‪ ..‬تبحر فً علوم الدٌن وارجع علوم‬
‫التصوف الً الكتاب والسنة الشرٌفة ‪ ..‬وقام بتؤلٌف كتاب تبرئة الذمة فً نصح األمة وكتاب انتصار أولٌاء‬
‫الرحمن علً أولٌاء الشٌطان وس ِّجلت له مئات من أشرطة الدروس والتً تمت طباعتها مإخرا فً شكل كتب‬
‫واسطوانات مدمجة‪ ,‬كل هذه العلوم والكتب وفرت السند الشرعً والدلٌل القاطع والبرهان العلمً والعملً‬
‫للتصوف ‪ ..‬كانت حلقات دروسه مرجعا لكبار العلماء من العالم اإلسالمً وعلً رأسهم شٌوخ األزهر وأساتذة‬
‫الجامعات والعلماء فً أوربا وأمرٌكا واسترالٌا وغٌرها‪ ,‬فكان بحق منبرا لإلسالم الصوفً الصحٌح وحجة قاطعة‬
‫تستند علً الكتب والسنة الشرٌفة ‪ ..‬وقد نظم ألحبابه اورادا تشتمل علً الذكر والصالة علً الحبٌب المصطفً‬
‫لقوله تعالً ﴿ٌا اٌها الذٌن آمنوا اذكروا للا ذكرا كثٌرا وسبحوه بكرة واصٌال﴾ وقوله (ما من قوم ٌذكرون للا إال‬
‫حفتهم المالئكة وغشٌتهم الرحمة ونزلت علٌهم السكٌنة) وبإرجاع التصوف إلى الكتاب والسنة الشرٌفة ٌكون‬
‫الشٌخ محمد عثمان قد قطع كثٌرا من اللغط الذي كان وما زال ٌدور حول كنه التصوف ووجوب محبة النبً وآل‬
‫الرجس آل البٌت وٌ َط ِه َركم‬
‫بٌته الطٌبٌن الطاهرٌن مصداقا لما جاء فً القرآن الكرٌم ﴿إنما ٌرٌد للا لٌِذهِب عنكم ِ‬
‫تطهٌرا﴾ واٌضا قوله ﴿قل ال أسؤلكم علٌه أجرا إال المودة فً القربى﴾‬

‫وما ورد فً السنة الشرٌفة عن وجوب محبتهم والتً نورد منها ( َم َثل أهل َ بٌتً ك َم ِ‬
‫ثل سفٌنة نوح من ركبها نجا‬
‫ومن تعلق بها فاز ومن تخلف عنها َغ ِرق) رواه ابن عباس‪..‬‬

‫كرم لذرٌتً ‪ ..‬والقاضً لهم‬ ‫وعن سٌدنا علً ‪ ,‬ان رسول للا قال (أربعة أنا شفٌع لهم ٌوم القٌامة ‪ ..‬الم ِ‬
‫امورهم عند إضطرارهم الٌه ‪ ..‬والمحِب لهم بقلبه ولسانِ ِه)‬‫ِ‬ ‫حوائجهم ‪ ..‬والساعً فً‬

‫كان برغم علمه الغزٌر وٌنبوعه الذي ال ٌنضب خافٌا علً الناس ‪ ..‬جاء إلٌه ٌوما بعض مشاهٌر العلماء‬
‫المصرٌٌن لمحاورته فً التصوف‪ ,‬فاجلسهم فً مقاعد الضٌوف‪ ,‬استصغره أولئك العلماء لما وجدوه فٌه من‬
‫ملبس بسٌط ومن تواضع جم‪ ,‬وبعد أن بدأ الحدٌث إلٌهم فً علوم الدٌن‪ ,‬فوجئ الجمٌع بِدرر ولإلإ من العلوم‬
‫تنساب من بٌن شفتٌه‪ ,‬حدٌثا لطٌفا راقٌا عالٌا تهفوا له الوجدان وتتلقفه القلوب بفطرة للا التً فطرها عباده‪,‬‬
‫تبث فً النفوس الطمؤنٌنة والسكٌنة‪ ,‬ولم تمر دقائق إال وجلس أولئك العلماء علً األرض احتراما وتوقٌرا‬
‫وتقدٌرا له ‪ ..‬وقد كان هذا شؤنه مع أساتذة الجامعات والعلماء من كافة جنسٌات العالم ومن كافة التخصصات‬
‫العلمٌة والذٌن اعتنقوا اإلسالم علً ٌدٌه ‪ ..‬كانت حٌاته كلها جهادا فً سبٌل للا إلى أن انتقل إلى المولً عز وجل‬
‫ورد الشاردٌن إلى‬‫بعد أن أورث األمة اإلسالمٌة بل العالم اجمع علوما ومنهجا ٌشكل األساس الرشاد وهداٌة األمة َ‬
‫للا فً وقت تقدم فٌه العالم مادٌا وتؤخر روحٌا وبدأ ٌلجؤ فٌه الناس للدجل والشعوذة والسحر لسد الفراغ الروحً‪,‬‬
‫وبظهور الطرٌقة البرهانٌة الدسوقٌة الشاذلٌة وجد العالم ضالته لسد الفراغ الروحً ور ْبط األرض بالسماء ‪..‬‬
‫وإذا كنا منصفٌن حقا فان الشٌخ محمد عثمان عبده البرهانً ٌشكل بال فخر شخصٌة القرن العشرٌن فً الناحٌة‬
‫الدٌنٌة وكٌف ال وقد جعل محٌط أعماله كل العالم ولم ٌتقٌد بالسودان فحسب ‪ ..‬واستطاع دون غٌره وعبر زاوٌته‬
‫الصغٌرة بالخرطوم ثالثة من دخول قلوب كثٌرة لم تري للا خالقا فعرفته قبائل وشعوب وعلماء أمرٌكا وأوربا‬
‫وآسٌا وإفرٌقٌا واسترالٌا ‪ ..‬توحدت القلوب عنده وتغٌرت حٌاتهم تغٌٌرا جذرٌا بواسطته‪ ,‬فبكوه عند مماته اكثر‬
‫من أهله وأحبابه فً السودان‪..‬‬

‫بعد وفاته انتظمت الطرٌقة فً العدٌد من دول العالم وازدادت انتشارا لتشمل كافة أنحاء العالم بقاراته الستة ‪..‬‬
‫ومن الدول التً انتشرت فٌها الطرٌقة ‪ ..‬الدول العربٌة‪ ,‬وإن سؤل سائل ماذا ٌعنً دخول الطرٌقة فً بلد مسلم؟‬
‫فنقول ٌعنً تصحٌح العقائد فً رسول للا ووجوب محبته وآل بٌته األطهار الطٌبٌن وإٌقاظ الغافلٌن عن ذكر للا‪,‬‬
‫ورد الشاردٌن الً للا‪ ,‬فانتظمت الطرٌقة فً جزٌرة العرب وبالد الحجاز واإلمارات العربٌة وقطر وفً الٌمن‬
‫السعٌد وعمان واألردن والكوٌت وامتدت الطرٌقة إلى العراق حٌث عراقة التصوف ‪ ..‬وتنسمت بالد المغرب العبٌر‬
‫األرج فً لٌبٌا وتونس والمغرب والجزائر ‪ ..‬ومن الشمال العربً امتدت لتشمل افرٌقٌا من‬
‫البرهانً فانتشر َ‬
‫الصومال وارترٌا حتى جنوب إفرٌقٌا‬

‫صب الس ْبق لالخوة فً امرٌكا الشمالٌة فانتشرت الطرٌقة علً امتداد الوالٌات المتحدة ثم مونتلاير‬ ‫ولقد كان ق َ‬
‫واوتاوا بكندا ومنها الً الجنوب االمرٌكً فً شٌلً وبولٌفٌا البرازٌل ‪ ..‬فنزوٌال وغٌرهم ‪ ..‬اما فً استرالٌا فقد‬
‫انتشرت الطرٌقة وبدأت فً االزدهار ‪ ..‬وعلً الصعٌد االوربً فقد انتشرت الطرٌقة فً ‪ ..‬ألمانٌا ‪ ..‬سوٌسرا ‪..‬‬
‫إٌطالٌا ‪ ..‬فرنسا ‪ ..‬إنجلترا ‪ ..‬النمسا ‪ ..‬هولندا ‪ ..‬بولندا ‪ ..‬بلجٌكا ‪ ..‬إسبانٌا ‪ ..‬الدنمارك ‪ ..‬السوٌد ‪ ..‬النروٌج ‪..‬‬
‫الجمهورٌات السوفٌتٌة سابقا ‪ ..‬وتواصل نور الهداٌة لٌشمل الدومٌنٌكان ‪ ..‬جزر الهاواي ‪ ..‬الصٌن ‪ ..‬الٌابان ‪..‬‬
‫إندونٌسٌا ‪ ..‬الهند ‪ ..‬باكستان‪..‬‬

‫إخوانً ‪ ..‬أخواتً ‪ ..‬أبنائً وبناتً‬

‫لقد اصبح من الطبٌعً أن ٌتحدث الناس عن انتشار الطرٌقة البرهانٌة عالمٌا واصبح االحتفال السنوي الذي تقٌمه‬
‫الطرٌقة بالخرطوم والذي ٌإمه مرٌدي الطرٌقة من كافة أنحاء العالم فٌما ٌزٌد عن أربعٌن دولة حدثا مؤلوفا ‪..‬‬
‫علما بان هذا االحتفال ٌعتبر أحد المناسبات الدولٌة التً تنظمها الطرٌقة فً كافة أنحاء العالم ‪ ..‬فهناك مناسبات‬
‫دولٌة تقام سنوٌا فً أوربا وتحدٌدا فً مبنً شنٌدة بؤلمانٌا وهو مقر المركز الدولً للبحوث والدراسات‬
‫االستراتٌجٌة والشئون العلمٌة التابع للجنة الدولٌة للطرٌقة‪ ,‬كما تقام مناسبات دولٌة أخرى فً الوالٌات المتحدة‬
‫األمرٌكٌة والدنمارك واٌطالٌا ‪..‬كل هذه المناسبات تشكل مإتمرات للتشاور فً أمور الطرٌقة والتخطٌط للمراحل‬
‫التالٌة ‪..‬‬

‫والطرٌقة البرهانٌة لها شٌخ واحد فً كل أنحاء العالم وهو ٌتولً عملٌات اإلرشاد عبر مقر الطرٌقة الرئٌسً‬
‫بالخرطوم ومن خالل الزٌارات المتواصلة لمراكز الطرٌقة فً القارات الستة‬

‫ولكن مع ضخامة المهام ومع كثرة المرٌدٌن والزٌادة الكبٌرة فً زواٌا الطرٌقة ومراكزها فقد قمنا بإصدار تنظٌم‬
‫إداري للطرٌقة ٌقع فً ما ٌزٌد علً السبعمائة صفحة من الحجم الكبٌر وهو ٌنظم أعمال الطرٌقة فً مستواها‬
‫الدولً وعلً مستوي الدولة والمدٌنة والقرٌة والحً‪ ,‬وهو ٌعتبر بال شك مرجع علمً لنظم اإلدارة وٌمكن أن‬
‫ٌدرس لطلبة الجامعات فً تخصص اإلدارة ‪ ..‬وهو أمر كان البد منه حتى تتمكن الطرٌقة من التعامل مع شبكة‬
‫زواٌاها المنتشرة فً بقاع العالم والتً تعد بالمئات‪ ,‬واستطاعت الطرٌقة عبره من بناء نظام إداري ٌحتذي به‪.‬‬

‫من معالم هذا النظام انه ٌنقسم إلى أربعة مستوٌات ‪ ..‬المستوي الدولً ‪ ..‬والقومً و مستوي المدٌنة ثم الحً‬
‫والقرٌة ‪ ..‬ولضمان وجود التنسٌق الدولً فقد اشتمل النظام لعدد م المإسسات الدولٌة مثل المكتب الدولً‬
‫لإلرشاد والمكتب الدولً للخدمات والمكتب الدولً لإلعالم الخ ومن أهم تلك المإسسات الدولٌة هو المركز الدولً‬
‫للدراسات االستراتٌجٌة والشئون العلمٌة بشنٌدة وهو أحد المبانً التارٌخٌة فً ألمانٌا قرب مدٌنة هامبورج‪,‬‬
‫ٌشرف علً هذا المركز مساعد السكرتٌر العام للبحوث والدراسات والشئون العلمٌة‪ ,‬وتتبع له عدد من اإلدارات‬
‫الدولٌة منها اإلدارة الدولٌة للتؤلٌف والترجمة ومقرها إٌطالٌا‪ ,‬اإلدارة الدولٌة للتوثٌق والمكتبات ومقرها القاهرة‪,‬‬
‫اإلدارة الدولٌة لتقنٌة المعلومات ومعلومات البث الفضائً ومقرها بازل بسوٌسرا‪ ,‬اإلدارة الدولٌة لإلنتاج‬
‫السٌنمائً واإلذاعً ومقرها هامبورج بؤلمانٌا‪ ,‬اإلدارة الدولٌة الجازة النصوص ومقرها الخرطوم السودان وهناك‬
‫العدٌد من اإلدارات مثل اإلدارة الدولٌة لإلصدارات الصحفٌة واإلدارة الدولٌة للبحوث والدراسات واإلدارة الدولٌة‬
‫للتدرٌب والتعلٌم‪..‬‬

‫إخوانً – أخواتً _ أبنائً وبناتً‬


‫ٌتحدث العالم اإلسالمً عن مخاطر العولمة الثقافٌة وكٌفٌة مواجهتها‪ ,‬أما بالنسبة لنا فً الطرٌقة فإننا نري أن‬
‫الشٌخ محمد عثمان عبده هو أول من حطم الحواجز الجغرافٌة بٌن الدول فً هذا القرن ‪ ..‬فالطرٌقة لم تنتشر فً‬
‫السودان فحسب وإنما فً العالم اجمع‪ ,‬بل أن مرٌدٌها خارج السودان بالمالٌٌن‪ ,‬فالنهج اإلسالمً الصوفً الراقً‬
‫واإلرشاد العالً لمشاٌخ الطرٌقة جعلها تنساب وسط شعوب العالم وأقول تنساب وال أقول تغزو فالفرق كبٌر بٌن‬
‫الكلمتٌن‪ ,‬حٌث نجد أن اإلرشاد العالً منهج الطرٌقة وسلوك أبناءها الذي ٌجسد روح الدٌن بالممارسة ولٌس‬
‫قوال‪ ,‬حبا وكرما وأخالقا رفٌعة وسلوكا رفٌعا متفردا وانفعاال باآلخرٌن وحب الخٌر لهم‪ ,‬مدعوما بعلوم راقٌة‬
‫تقبلها الفطرة قبل العقل وغٌره‪ ,‬قد جعل الطرٌقة تنساب وسط تلك األمم ‪ ..‬إذن ال خوف من العولمة بالنسبة لنا‬
‫فً الطرٌقة البرهانٌة بل أن الطرٌقة البرهانٌة بالمنطق والواقع العملً تنوب عن العالم اإلسالمً فً إدارة الحوار‬
‫الحضاري مع شعوب العالم فً وقت أساء فٌه الكثٌرٌن لإلسالم سواء من المسلمٌن أنفسهم أو المنظمات المعادٌة‬
‫لإلسالم حتى تحول فٌه اإلسالم إلى دٌانة منبوذة ال تذكر إال وٌذكر معها الموت والدم واإلرهاب‪ ,‬فكان أن جسد‬
‫النهج الصوفً الراقً المتمٌز للطرٌقة البرهانٌة بعثا حضارٌا استقبلته شعوب العالم بحفاوة بالغة‪..‬‬

‫ولعل الكثٌرٌن ٌتساءلون عن سر االنتشار الهائل للطرٌقة البرهانٌة‪ ,‬أقول لهإالء أن وراء ذلك جانبان األول‬
‫باطنً واآلخر ظاهري أما بالنسبة للجانب الباطنً وهو أمر ٌعلمه شٌوخ المتصوفة‪ ,‬فالسر ٌعود لكون الزمان‬
‫زمانها وكما هو معروف لكل طرٌقة زمانها الذي تنتشر وتعم وتسود فٌه ‪ ..‬وهذا الزمان هو زمن سٌدي إبراهٌم‬
‫الدسوقً قطب الطرٌقة البرهانٌة ورابع األقطاب‪ ,‬أما بالنسبة للجانب الظاهري فؤود أن أقول هنا أن الطرٌقة‬
‫البرهانٌة تتولى حالٌا مسئولٌة تارٌخٌة أال وهً إدارة عملٌات الحوار الحضاري بٌن اإلسالم (الصوفً الصحٌح)‬
‫والعالم اجمع بكٌاناته وشعوبه وثقافاته ودٌاناته ‪ ..‬وقد ال ٌستوعب الكثٌرٌن هذا العمل الضخم الذى تتواله‬
‫الطرٌقة فكما هو معروف لٌس من السهولة التعامل مع عالم متقدم علمٌا وتقنٌا‪ ,‬متعدد األدٌان واألعراق‬
‫والثقافات والتقالٌد‪ ,‬فكان المحك األساسً للطرٌقة هنا هو منهجها وسلوكها وعلومها الراقٌة وارشادها العالً‬
‫وغٌرها من العوامل التً سبق وتحدثت عنها ٌضاف لذلك بعد هام جدا وهو النهج العلمً فالطرٌقة تباشر أعمالها‬
‫ونشاطاتها وفقا الرقً األسالٌب والمناهج العلمٌة وتستخدم آخر ما توصلت إلٌه التكنولوجٌا ‪ ..‬ولعل النجاح‬
‫المنقطع النظٌر لتجاوب شعوب العالم مع الطرٌقة ٌقف دلٌال علً ما ذكرت‬

‫إخوانً ‪ ..‬أخواتً ‪ ..‬أبنائً وبناتً‬

‫ونحن نخطو نحو األلفٌة الثالثة حاملٌن رسالة النور كان البد من وقفة أساسها أن لكل عصر لغته‪ ,‬ولغة هذا‬
‫العصر هً التقنٌة المتقدمة واالتصاالت فكان البد من استعمال نفس اللغة‪ ,‬فكانت هناك شبكة اإلنترنت كمثال‬
‫لذلك‪ ,‬علما بان الطرٌقة قد انضمت للشبكة منذ سنوات طوٌلة ونسبة لتؤخر دخولها للسودان فقد لجؤت الطرٌقة‬
‫لالشتراك فٌها عبر مركزنا فً مدٌنة بازل بسوٌسرا ومركزنا فً مدٌنة هامبورج بؤلمانٌا االتحادٌة وبالتالً فهً‬
‫أول مإسسة تنضم للشبكة الدولٌة بالسودان‪ ,‬كما انضمت كافة زواٌا الطرٌقة فً كافة أنحاء العالم للشبكة وتجري‬
‫خاللها عملٌات االتصال والتنسٌق واإلرشاد واالجتماعات عبر الشبكة كما ٌتم من خاللها بث الخطابات والدروس‬
‫وتعلٌمات اإلرشاد‪..‬‬

‫مثال آخر هو اإلرشاد عن طرٌق الكمٌبوتر وهو نظام ٌتٌح لكل من ٌود أن ٌحاور أو ٌتعلم أو ٌستفسر عن اإلسالم‬
‫اللجإ لنظام المرشد عبر الكمبٌوتر إما عبر البرٌد اإللكترونً أو االتصال الهاتفً عبر الشبكة أو نظام االجتماعات‬
‫عبر الشبكة ‪ ..‬وهناك كمٌة ضخمة من االتصاالت تتلقاها الطرٌقة عبر هذا األسلوب وهو أسلوب قد أتاح الفرصة‬
‫إلجراء عملٌات الحوار الحضاري إرساال واستقباال‪ ,‬وعبر هذا األسلوب انتفت الحدود الجغرافٌة واصبح طبٌعٌا أن‬
‫ٌجري حوار بٌن طرفٌن تكون المسافة بٌنهما ما ٌزٌد علً الٗٔ ساعة طٌران ولدٌنا أمثلة عدٌدة لذلك‪..‬‬

‫مثال آخر هو مركز المعلومات الدولً وهو مركز ضخم للمعلومات ٌحتوي علً كل المعلومات المتعلقة بالدٌن‬
‫اإلسالمً من فقه وحدٌث وسٌرة وعلوم وغٌرها ‪ ..‬وذلك بوسائل متعددة من أفالم سٌنمائٌة ومحاضرات مصورة‬
‫وفقه مصور وما إلى ذلك باللغات الرئٌسٌة الخمسة ‪ٌ ..‬قف علٌه باإلشراف متخصصون وخبراء بمستوٌات‬
‫نستطٌع أن نقول أنها مستوٌات خبراء دولٌٌن‬

‫أما األطفال فً الطرٌقة فهم ٌجسدون أهم شرٌحة وقد شملت أبحاث الطرٌقة هذا المجال‪ ,‬وتوجد مراكز للطفل فً‬
‫عدد من زواٌا الطرٌقة خارج السودان‪ ,‬تعتنً به وبتعلٌمه وتنشئته التنشئة اإلسالمٌة الصوفٌة الصحٌحة‪ ,‬ولدٌنا‬
‫حصٌلة كبٌرة من مإلفات األطفال‪ ,‬كما سٌشهد المستقبل القرٌب والدة العدٌد من البرامج واأللعاب الحدٌثة‬
‫التعلٌمٌة والترفٌهٌة باستخدام الكمبٌوتر‪ ,‬وهً من وسائل التعلٌم المنتشرة خارج السودان‪.‬‬

‫إخوانً ‪ ..‬أخواتً ‪ ..‬أبنائً وبناتً‬

‫إن الحدٌث عن الطرٌقة ٌطول‪ ,‬وانما هذه قطوف من هنا وهناك نتنسم بها عبٌر ذكري موالنا الشٌخ محمد عثمان‬
‫والخٌر‬
‫ِ‬ ‫عبده البرهانً ‪ ,‬سائلٌن للا أن ٌعٌدها علٌنا وعلٌكم وعلً جمٌع المسلمٌن فً بقاع العالم بالٌمن‬
‫والبركات‬

‫أحبائً‬

‫هذه أٌام طٌبات مباركة نلتقً جمٌعا من كل حدب و صوب حول معلمنا وراعٌنا سٌدي فخر الدٌن شاكرٌن‬
‫ومقدرٌن بما افاض به علٌنا من نعمة ٌحسد علٌها الملوك‪ ,‬نعمة الطرٌقة نعمة الهداٌة واإلرشاد وحول ذلك ندندن‬
‫‪ ..‬إنها أٌام عٌد لنا جمٌعا نتعرف فٌها علً بعضنا البعض ونتشاور ونتدارس فٌها ونقلب فٌها امورنا ‪ ..‬نحاسب‬
‫فٌها انفسنا لنحسن ما اكملنا ونكمل ما بدأنا ونصلح ما اخطؤنا فٌه ونخطط ونبدأ فٌما عزمنا علٌه العزم معتمدٌن‬
‫فً ذلك علً رعاٌة مشاٌخنا الكرام وإرشاداتهم وعلً المحبة التً جمعتنا فً صعٌد واحد علً اختالف الواننا‬
‫وقبائلنا وبالدنا‪..‬‬

‫ٌقول الوالد رضً للا عنه‪:‬‬

‫ووحدة الصف عندي عمدة الدٌن‬ ‫وغاٌة القصد حسن القصد ال عوج‬

‫من الشتات لدي بضع وسبعٌن‬ ‫فؤجمعوا امركم وللا عاصمكم‬

‫***‬

‫فؤٌقنوا الوصل ان للا معطٌنً‬ ‫إذا اجتمعتم علً حب ومرحمة‬

‫***‬

‫ولً ٌمٌن من الغر المٌامٌن‬ ‫فؤسلموا إن إبراهٌم بٌنكم‬

‫الحمد لل أهل المجد والثنا سبحانه القائل ﴿إنا فتحنا لك فتحا مبٌنا * لٌغفر لك للا ما تقدم من ذنبك وما تؤخر *‬
‫وٌنصرك للا نصرا عزٌزا﴾ والقائل سبحانه وتعالً ﴿قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا﴾‬

‫ٌقول الوالد فً تائٌته‪:‬‬

‫وجئ بها مصرا وبٌعت رخٌصة‬

‫وذا عجب أن ٌزهدوا فً البشارة‬


‫واكرم مثـواها بدار رحـٌبة‬

‫ومرتع خـٌر جـد اهل العناٌة‬

‫كما قال اٌضا‪:‬‬

‫صبرا فما هو غٌر ما كتبت ٌدي‬

‫ولبعد حـٌن ٌفتـح الفتـاح‬

‫أبشركم بؤن الزاوٌة والحضرة فً رحاب سٌدنا الحسٌن قد اكتملت إجراءاتها والسجادة فً مراحلها االخٌرة‪,‬‬
‫وسوف ٌقدم أخونا محً الدٌن تفاصٌل ما دار باألرض الحبٌبة مصر‬

‫أحبائً‪..‬‬

‫الطرٌقة الٌوم غطت العالم كله‪ ,‬ال ٌخلو قطر من أقطار العالم من النور البرهانً‪ ,‬وانتم تدركون جٌدا المسئولٌة‬
‫الكبٌرة التً علً عاتقنا من إرساء قواعد العقٌدة السلٌمة والشرٌعة السمحاء وإرشاد وهداٌة هذه األمة كافة من‬
‫عرب وعجم أمة المصطفً ‪ ..‬ألم ٌقل الوالد‪:‬‬

‫تؤ ّذن المصـطفً ٌنبً مثانٌنا‬ ‫عدنا كما عادت األٌام أولها‬

‫وأش ِهد الكون آٌا من تآخٌنا‬ ‫عاد اإلخاء كما لم ٌفنه زمن‬

‫العمل كبٌر وعلً قدر أولى العزم تؤتً العزائم وقد قٌل اصبر كما صبر اولً العزم من الرسل ومنح المصطفً وتم‬
‫العطاء‪ ,‬فؤصبح واجبا علٌنا أن نرتقً إلى قدر المسئولٌة ونستفٌد بكل ما لدٌنا من طاقات وقدرات ونستغل كل‬
‫الوسائل العصرٌة والتكنلوجٌا الحدٌثة الداء مهمتنا‪.‬‬

‫ٌقول الوالد‪:‬‬

‫والغٌب عنـدي اكمل اإلعالم‬ ‫العلم شـؤنً والمعـلم قدوتً‬

‫لعـلوه النخـل ذو االكمـام‬ ‫وغراس علمً فً القلوب كؤنه‬

‫***‬

‫بعد مـا بلغت عتٌـا‬ ‫جـل مـن ٌحً علوما‬

‫مـن كمـاالتً فتٌـا‬ ‫أٌها االحبـاب هاكم‬

‫دون عـلم للا غٌـا‬ ‫كـل مـا ٌدعً بعلم‬

‫كـان اسـما او سمٌا‬ ‫إن عـلمً فً االعالً‬


‫ٌطـلب الظمـآن رٌا‬ ‫من عـلومً فً الفٌافً‬

‫فٌه ٌطـوي الكل طٌا‬ ‫طً مـا احبـوه علم‬

‫ٌجتـنً رطبـا جنٌـا‬ ‫من ٌروم العـلم عندي‬

‫كنت فً المهد صبٌـا‬ ‫قد حـبٌت العـلم لما‬

‫اهـدك العلم السوٌا‬ ‫فاتبعـنً ٌا مـرٌدي‬

‫وعلً هذا المنوال ومتابعة لما بذره الوالد من علوم فقد قررنا قٌام جامعة عالمٌة باسم (جامعة البرهان العالمٌة)‬
‫حاملة اسم المعلم سٌدي فخر الدٌن الشٌخ محمد عثمان عبده البرهانً‪ ,‬والحمد لل حصلنا علً األرض المطلوبة‬
‫ونحن اآلن بصدد تكوٌن لجنة عالمٌة من األخوان إن شاء للا تدرٌجٌا سوف تحتوي علً جمٌع أنواع الكلٌات‬
‫مثالها مثال الجامعات العالمٌة الكبٌرة ولكنها تختلف فً ان طالبها سوف ٌمثلون جمٌع أقطار العالم علً اختالف‬
‫لهجاتهم ولغاتهم‪ ,‬وسوف ٌكون هناك سنتٌن اعدادٌتٌن ٌتم فٌهما تدرٌس لغات وعلوم اساسٌة وشرٌعة وتصوف‪,‬‬
‫وسوف ٌتم االختٌار لهذه الجامعة مثل الجامعات السودانٌة من الشهادة السودانٌة العامة وما ٌعادلها من دول‬
‫العالم األخرى‪ ,‬إخواننا فً إٌطالٌا سعوا فً هذه البادرة‪ ,‬واخونا عبد الغفور سوف ٌخبرنا بما وصلوا إلٌه‪ ,‬وقد‬
‫قررنا أٌضا قٌام مطبعة كبٌرة حدٌثة لتفً بمتطلبات الجامعة والطرٌقة معا‪.‬‬

‫ٌقول الشٌخ‪:‬‬

‫ولتنشروا راٌات عزي بعد ما‬

‫طـلع النهار وتنشروا اعالمً‬

‫أحبائً‪..‬‬

‫مع هذا االنتشار والتوسع للطرٌقة فً العالم فقد حان األوان لقٌام محطة فضائٌة خاصة بالطرٌقة ٌبث من خاللها‬
‫دروس وكتب وحضرات موالنا الشٌخ اإلمام فخر الدٌن كما وٌتم من خاللها ومن خالل صفحتنا فً االنترنت‬
‫االتصال مع بعضنا البعض ومع بقٌة العالم‪ ,‬الكثٌر ٌمكن أن ٌجنً من قٌام هذه المحطة‪ ,‬ولقد كونت لجنة لهذا‬
‫الغرض فً سفري األخٌر وأخونا حسن رالف من ألمانٌا سوف ٌقوم بعرض ما توصلوا إلٌه‪..‬‬

‫أخٌرا ولٌس آخرا علٌكم أحبائً باالوراد ‪ ..‬من ال ورد له ال وارد له‪ ,‬وال رقً إال بها‪ ,‬وال تدنً إال عنها‪ ,‬بها‬
‫تقوي المحبة والعقٌدة وبفضلها ٌعم القلب نور الٌقٌن والحقٌقة وتطمئن القلوب قال غِل وال حسد وال سخط وال‬
‫ضجر بل صبر وقناعة وٌقٌن‪..‬‬

‫ٌقول الوالد‬

‫وكل محب ٌسؤل للا حاجة‬

‫إذا قرأ االوراد ٌغنم فوائدي‬


‫وكل سنة وانتم طٌبٌن‪..‬‬

‫وصلً للا علً سٌدنا محمد وآله وسلم‬

‫سبحان ربك رب العزة عما ٌصفون وسالم علً المرسلٌن والحمد لل رب العالمٌن‬

You might also like