You are on page 1of 15

‫نظرية النظم عند اللغويني‬

‫(دراسة حتليلية أسلوبية)‬

‫دين أوكتافياين‬

‫‪Universitas Islam KH Ruhiyat Cipasung‬‬


‫‪dinivandah7@gmail.com‬‬

‫ملخص‬
‫تص‪##‬ف ه‪##‬ذه الدراس‪##‬ة الن‪##‬دزم ال‪##‬ذي مت تعبئت‪##‬ه يف دراس‪##‬ة أس‪##‬لوبية يف ال‪##‬رتاث الع‪##‬ريب وفًق ا لوجه‪##‬ة نظ‪##‬ر‬
‫اللغ‪##‬وي الب‪##‬ارز اجلرج‪##‬اين‪ .‬يس‪##‬تخدم ه‪##‬ذا الن‪##‬وع من البحث أحباث املكتب‪##‬ات (حبوث املكتب‪##‬ات)‪ .‬من‬
‫املهم كتاب‪## #‬ة ه‪## #‬ذه الدراس‪## #‬ة ح‪## #‬ىت يتم معرف‪## #‬ة ت‪## #‬اريخ التط‪## #‬ور ومس‪## #‬امهة فك‪## #‬ر الشخص‪## #‬يات يف جمال‬
‫األسلوبية ‪ ،‬خاصة معرفة نظرية النظم اليت سبقت والدة أسلوبية‪ .‬نتائج الدراسات من عدة مص‪##‬ادر‬
‫أدبية ميكن أن يدرجها املؤلف هي أن النظم هو إعج‪#‬از القرآن‪ .‬ق‪#‬ال اجلرج‪#‬اين‪ )1 :‬النظم من مجال‬
‫بني‪##‬ة اللغ‪##‬ة العربي‪##‬ة ‪ ،‬وال س‪##‬يما بني‪##‬ة القرآن‪ )2 .‬البالغ‪##‬ة ‪ /‬البالغ‪##‬ة العربي‪##‬ة هي أح‪##‬د ج‪##‬وانب إعج‪##‬از‬
‫القرآن‪ )3 .‬اإلجاز من خواص اللغة العربية وخاصة يف ممر أسلوب العلم‪ )4 .‬اختيار الكلم‪##‬ات ه‪##‬و‬
‫جهد فعال للغاية يف وضع وجتميع مجلة لسياق معني‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬األسلوب ‪ ،‬النظم ‪ ،‬اجلرجاين‬

‫مقدمة‬
‫باختص‪##‬ار ‪ ،‬ميكن تفس‪##‬ري األس‪##‬لوب على أن‪##‬ه دراس‪##‬ة لغوي‪##‬ة ه‪##‬دفها األس‪##‬لوب‪ .‬األس‪##‬لوب ه‪##‬و‬
‫طريقة الس‪##‬تخدام لغ‪##‬ة ش‪##‬خص م‪##‬ا يف س‪##‬ياق معني لغ‪##‬رض معني‪ .‬يف التقلي‪##‬د الع‪##‬ريب ‪ ،‬نع‪##‬رف مص‪##‬طلح‬
‫األس‪##‬لوب ‪ ،‬ومجع‪##‬ه عليب ‪ ،‬وه‪##‬و م‪##‬ا يع‪##‬ين األس‪##‬لوب أو الطريقة أو الطريقة أو األس‪##‬لوب يف اللغ‪##‬ة (‬
‫‪ .)1998 ،Fadil‬أم ‪##‬ا مع ‪##‬ىن املص ‪##‬طلح فه ‪##‬و طريقة الكالم ال ‪##‬يت يتبناه ‪##‬ا املتكلم يف جتمي ‪##‬ع مجل ‪##‬ه‬
‫واختي ‪##‬ار نطقه‪ .‬وبالت ‪##‬ايل ‪ ،‬ف ‪##‬إن طريقة األس ‪##‬لوب هي الطريقة ال ‪##‬يت اختاره ‪##‬ا املتكلم أو الك ‪##‬اتب يف‬
‫ت‪##‬أليف الف‪##‬ادز‪-‬الف‪##‬ادز للتعب‪##‬ري عن الغ‪##‬رض واملع‪##‬ىن من الكلم‪##‬ة‪ .‬يتك‪##‬ون األس‪##‬لوب من ثالث‪##‬ة أش‪##‬ياء ‪،‬‬
‫وهي الطرق والنطق واملعىن‪ .‬بينم‪#‬ا يف اجلانب العلمي فيم‪#‬ا يتعل‪#‬ق بدراس‪##‬ة علم األس‪##‬لوب أو أس‪##‬لوب‬
‫اللغ ‪##‬ة يطل‪##‬ق علي ‪##‬ه اس ‪##‬م األس ‪##‬لوب أو م ‪##‬ا نعرف ‪##‬ه غالًب ا باألس ‪##‬لوب‪ .‬ي ‪##‬أيت مص ‪##‬طلح األس ‪##‬لوبية من اللغ ‪##‬ة‬
‫اإلجنليزية ‪ ،‬أي األسلوبية‪.‬‬
‫ختتل ‪## #‬ف والدة األس ‪## #‬لوب الع ‪## #‬ريب عن والدة األس ‪## #‬لوب الغ ‪## #‬ريب‪ .‬يف الع ‪## #‬امل الغ ‪## #‬ريب ‪ ،‬يك ‪## #‬ون‬
‫األس‪##‬لوب ال‪##‬دافع وراء رغب‪##‬ة الكت‪##‬اب يف الرتك‪##‬يز على حتلي‪##‬ل ج‪##‬وانب اللغ‪##‬ة يف األعم‪##‬ال األدبي‪##‬ة‪ .‬ويف‬
‫ال‪##‬وقت نفس‪##‬ه ‪ ،‬يف الع‪##‬امل الع‪##‬ريب ‪ ،‬حيف‪##‬ز األس‪##‬لوب يف تقدير الكت‪##‬اب على األعم‪##‬ال األدبي‪##‬ة ‪ ،‬وأمهه‪##‬ا‬
‫القرآن‪ .‬فيما يتعلق بوالدة األسلوب يف التقلي‪#‬د الع‪#‬ريب ‪ ،‬ال ميكن فص‪#‬ل ه‪#‬ذا عن ظه‪#‬ور الشخص‪#‬يات‬
‫ال‪##‬يت ط‪##‬ورت علم األس‪##‬لوب نفس‪##‬ه‪ .‬بعض الشخص‪##‬يات األس‪##‬لوبية يف ال‪##‬رتاث الع‪##‬ريب تش‪##‬مل اجلاح‪##‬ظ‬
‫واخلط ‪##‬ايب والبقيالين ‪ ،‬واألك ‪##‬ثر ش ‪##‬عبية ه ‪##‬و اجلرج ‪##‬اين‪ .‬ك ‪##‬ل منهم ل ‪##‬ه دور كب ‪##‬ري يف تط ‪##‬وير األس ‪##‬لوب‬
‫الع‪## #‬ريب ‪ ،‬خاص‪## #‬ة فيم‪## #‬ا يتعل‪## #‬ق بنظري‪## #‬ة النظم‪ .‬تعت‪## #‬رب نظري‪## #‬ة النظ‪## #‬ام نظري‪## #‬ة مهم‪## #‬ة للغاي‪## #‬ة يف حتدي‪## #‬د‬
‫التفض‪## #‬يالت وت‪## #‬رتيب الكلم ‪##‬ات واجلم ‪##‬ل‪ .‬ل‪## #‬ذلك ‪ ،‬يستكش‪## #‬ف املؤل‪## #‬ف نظري‪## #‬ة النظ ‪##‬ام يف ختص ‪##‬ص‬
‫األس ‪##‬لوب‪ .‬من خالل اقتف ‪##‬اء أث ‪##‬ر النظري ‪##‬ة املتعلقة ب ‪##‬النظم حنص ‪##‬ل على ج ‪##‬انب معج ‪##‬زة‪ .‬خاص ‪##‬ة فيم ‪##‬ا‬
‫يتعلق بالقرآن الذي يتمتع جبمال استثنائي ومواءمة للغة‪.‬‬

‫منهج البحث‬
‫النهج املس‪##‬تخدم يف ه‪##‬ذه الدراس‪##‬ة ه‪##‬و هنج ن‪##‬وعي‪ .‬ن‪##‬وع البحث باس‪##‬تخدام دراس‪##‬ة املكتب‪##‬ة يف‬
‫هذه احلالة يبحث الباحث عن البيان‪#‬ات من خالل ق‪#‬راءة وتص‪#‬فح ع‪#‬دد من الكتب واجملالت وغريه‪#‬ا‬
‫من املؤلف‪##‬ات‪ .‬تش‪##‬مل اخلط‪##‬وات املتخ‪##‬ذة ك‪##‬إجراء يف ه‪##‬ذه الدراس‪##‬ة تقلي‪##‬ل البيان‪##‬ات كخط‪##‬وة تبس‪##‬يط‬
‫وتصنيف وإزالة البيان‪#‬ات غ‪#‬ري الض‪#‬رورية للحص‪#‬ول على نت‪#‬ائج مرض‪#‬ية‪ .‬بع‪#‬د ذل‪#‬ك ‪ ،‬اع‪#‬رض البيان‪#‬ات‬
‫وق‪##‬دمها عن طري‪##‬ق جتمي‪##‬ع البيان‪##‬ات بطريقة منهجي‪##‬ة وس‪##‬هلة الفهم ح‪##‬ىت تتمكن يف النهاي‪##‬ة من إنت‪##‬اج‬
‫اس ‪##‬تنتاجات‪ .‬بع ‪##‬د ذل ‪##‬ك ‪ ،‬هتدف مراح ‪##‬ل اس ‪##‬تخالص النت ‪##‬ائج والتحقق من البيان ‪##‬ات وهي املرحل ‪##‬ة‬
‫األخ ‪##‬رية يف تقني ‪##‬ات حتلي ‪##‬ل البيان ‪##‬ات النوعي ‪##‬ة ‪ ،‬يف ه ‪##‬ذه املرحل ‪##‬ة األخ ‪##‬رية إىل إجياد عالق ‪##‬ات أو أوج ‪##‬ه‬
‫تشابه أو اختالفات الستخالص النتائج كإجابات على املشكالت القائمة‪.‬‬
‫إن ت ‪##‬ذكر النظم ه ‪##‬و أح ‪##‬د األم ‪##‬ور امللح ‪##‬ة لتحدي ‪##‬د تفض ‪##‬يالت الكلم ‪##‬ات واجلم ‪##‬ل وترتيبه ‪##‬ا‪.‬‬
‫تفحص املؤلف‪##‬ة األس‪##‬لوبية يف التقلي‪##‬د الع‪##‬ريب ال‪##‬ذي ي‪##‬درس أيًض ا نظري‪##‬ة النظم‪ .‬ترك‪##‬ز املؤلف‪##‬ة يف ه‪##‬ذه‬
‫الدراسة على دراسات تتعلق باملنظور النظري للنظم عند اجلرجاين‪.‬‬
‫نتائج البحث والمناقشة‬
‫‪ .1‬األسلوبية عند العريب‬
‫عن‪## #‬د الع‪## #‬ريب ‪ ،‬نع‪## #‬رف مص‪## #‬طلح أس‪## #‬لوبية ‪ ،‬ومجع‪## #‬ه ع‪## #‬ذيب ‪ ،‬أي األس‪## #‬لوب أو الطريقة أو‬
‫الطريقة أو أس ‪##‬لوب اللغ ‪##‬ة‪ .‬أس ‪##‬لوب ت ‪##‬أيت من كلم ‪##‬ة س ‪##‬لب ‪ -‬يس ‪##‬لب – س ‪##‬لبا‪ ,‬ال ‪##‬يت تع ‪##‬ين النهب‬
‫والس ‪##‬رقة والتع ‪##‬ري‪ .‬مث مت تش ‪##‬كيل كلم ‪##‬ة أس ‪##‬لوب ال ‪##‬يت تع ‪##‬ين طريًق ا ‪ ،‬طريًق ا بني األش ‪##‬جار وطريقة‬
‫املتكلمني يف الكالم (باستخدام اجلمل) (‪ .)t.t ،al-Zarqany‬إذا قلت "سلكت أسلوب فالن‬
‫يف ك‪##‬زى" ‪ ،‬فه‪##‬ذا يع‪##‬ين أن‪##‬ين أتب‪##‬ع م‪##‬ذهب فالن‪ .‬وأيض‪ً#‬ا إذا قي‪##‬ل أخ‪##‬ذنا يف أس‪##‬الب من القول ‪ ،‬فه‪##‬ذا‬
‫يعين أنين آخذ أنواًعا خمتلفة من فنون الكالم‪.‬‬
‫ق‪##‬ال ابن منظ‪##‬ور يف معجم‪##‬ه أن األس‪##‬لوب ه‪##‬و خ‪##‬ط أو ص‪##‬ف من النخي‪##‬ل وك‪##‬ل طري‪##‬ق ي‪##‬ؤدي‬
‫إىل مكان (منظور ‪ .)2009 ،‬وفًق ا لشهاب الدين املقتبس من الزرقاين ‪ ،‬فإن األسلوب هي طريقة‬
‫للتح ‪##‬دث يس ‪##‬تخدمها املتح ‪##‬دثون يف ت ‪##‬أليف األق ‪##‬وال واختي ‪##‬ار مف ‪##‬رداهتم أو الط ‪##‬رق ال ‪##‬يت يس ‪##‬تخدمها‬
‫املتح‪##‬دثون يف نقل نواي‪##‬ا معين‪##‬ة خبصائص‪##‬ها (قلي‪##‬ويب ‪ ،‬علم األس‪##‬لوب‪ .‬اللغ‪##‬ة العربي‪##‬ة وآداهبا ‪.)2013‬‬
‫يتماش ‪##‬ى ه ‪##‬ذا الفهم م ‪##‬ع رأي اخلف ‪##‬اجي كم ‪##‬ا أوض ‪##‬حه م ‪##‬زكي أن األس ‪##‬لوب هي طريقة الك ‪##‬اتب يف‬
‫اختيار املفردات وترتيبها يف مجلة أو كيفية تك‪#‬وين األفك‪#‬ار والتعب‪#‬ري عنه‪#‬ا باألس‪#‬لوب لغ‪#‬وي يتناس‪#‬ب‬
‫مع السياق (‪ . )2009 ،Muzakki‬أضاف ‪ Barciro‬أيًض ا أن األسلوب ليس فقط فن الكاتب‬
‫‪ ،‬ب‪##‬ل ه‪##‬و ك‪##‬ل عناص‪##‬ر تك‪##‬وين اللغ‪##‬ة ال‪##‬يت ت‪##‬ؤدي إىل إح‪##‬دى خص‪##‬ائص الش‪##‬خص‪ .‬من ناحي‪##‬ة أخ‪##‬رى ‪،‬‬
‫جيادل أيًض ا بأن األسلوب هو الشخص أو املتحدث نفسه (‪.)1994 ،Barciro‬‬
‫بالنسبة للتقاليد الغربية ‪ُ ،‬تعرف األسلوب باألسلوب‪ .‬يوضح نيومان يف كتابه أن األسلوب‬
‫هو طريقة مميزة‪ .‬حيث يتم التعبري عن شيء بطريقة معينة مبا يتناس‪##‬ب م‪##‬ع األه‪##‬داف املراد حتقيقه‪##‬ا (‬
‫‪ .)2009 ،Ratna‬عالوة على ذل‪##‬ك ‪ ،‬تس‪##‬مى دراس‪##‬ة األس‪##‬لوب‪ .‬ي‪##‬أيت مص‪##‬طلح األس‪##‬لوبية من‬
‫اللغة اإلجنليزي‪##‬ة ‪ ،‬أي األس‪##‬لوبية وهي عب‪##‬ارة عن م‪##‬زيج من كلم‪#‬تني ‪ ،‬مها األس‪##‬لوب‪ .‬يش‪##‬ري األس‪##‬لوب‬
‫إىل املؤلف أو املمثل أو املتحدث الذي يتمتع بأسلوب جيد يف اللغة ‪ ،‬بينما يشري مصطلح ‪ ics‬إىل‬
‫مع ‪##‬ىن املعرف ‪##‬ة‪ .‬إذن ‪ ،‬األس ‪##‬لوب ه ‪##‬و علم أس ‪##‬لوب اللغ ‪##‬ة‪ .‬يف اللغ ‪##‬ة العربي ‪##‬ة ‪ُ ،‬يطل ‪##‬ق على األس ‪##‬لوبية أو‬
‫علم األوشلوب (‪.)2009 ،Purba‬‬
‫حس‪##‬ب التفس‪##‬ري يف القاموس اللغ‪##‬وي ‪ ،‬تع‪##‬ين كلم‪##‬ة األس‪##‬لوب ؛ (‪ ، )1‬اس‪##‬تخدام ث‪##‬روة اللغ‪##‬ة‬
‫من قب‪##‬ل ش‪##‬خص م‪##‬ا يف التح‪##‬دث أو الكتاب‪##‬ة ‪ ، )2( ،‬اس‪##‬تخدام أن‪##‬واع معين‪##‬ة للحص‪##‬ول على ت‪##‬أثريات‬
‫معين ‪##‬ة ‪ ، )3( ،‬اخلص‪## #‬ائص العام ‪##‬ة للغ ‪##‬ة جمموع ‪##‬ة من الكت ‪##‬اب األدب ‪##‬يني‪ .‬من اآلراء املختلف ‪##‬ة ال ‪##‬يت مت‬
‫ذكره‪##‬ا أعاله ‪ ،‬ميكن اس‪##‬تنتاج أن اللغ‪##‬ة املس‪##‬تخدمة ‪ ،‬واألس‪##‬لوب واللغ‪##‬ة التص‪##‬ويرية هلا نفس املع‪##‬ىن ‪،‬‬
‫إهنا فقط أن املص ‪##‬طلحات خمتلف ‪##‬ة‪ .‬األس ‪##‬لوبية أو األس ‪##‬لوب ه ‪##‬و طريقة الش ‪##‬خص يف نقل األفك ‪##‬ار‬
‫بأس‪#‬لوب مميز وفًق ا للس‪#‬ياق‪ .‬ويف ال‪#‬وقت نفس‪#‬ه ‪ ،‬ف‪#‬إن العلم ال‪#‬ذي يغطي األس‪#‬لوب يس‪#‬مى األس‪#‬لوب‬
‫يف التقليد الغريب ‪ ،‬وعلم األسلوب أو األسلوبية يف التقليد العريب‪.‬‬
‫علم األس ‪##‬لوب علم مهم ج ‪ً#‬د ا يف ال ‪##‬رتاث الع ‪##‬ريب‪ .‬يرب ‪##‬ط ه ‪##‬ذا العلم بني اللغوي ‪##‬ات واألدب ‪،‬‬
‫ويف مناقشته يتكامل ويرتابط مع علم اللغ‪#‬ة ‪ ،‬خاص‪#‬ة فيم‪#‬ا يتعل‪#‬ق بتفض‪#‬يالت الكلم‪#‬ات وبني‪#‬ة اجلم‪#‬ل‪.‬‬
‫يف التحليل الذي يهتم بتأثريات التفضيل ‪ ،‬يرتب‪#‬ط ارتباًطا وثيًق ا ب‪#‬دالالت ال‪#‬دالالت واملوض‪#‬وعات ‪،‬‬
‫بينم ‪##‬ا يف التحلي ‪##‬ل ‪ ،‬يتكام ‪##‬ل اختي ‪##‬ار األس ‪##‬لوب م ‪##‬ع علم البالغ ‪##‬ة واألدب‪ .‬األم ‪##‬ة العربي ‪##‬ة كج ‪##‬زء من‬
‫اجملتم‪##‬ع الع ‪##‬املي ل ‪##‬ديها خص ‪##‬ائص لغوي ‪##‬ة يف التعب ‪##‬ري عن األفك ‪##‬ار والص ‪##‬ور واألذواق‪ .‬يف عص ‪##‬ر م ‪##‬ا قب ‪##‬ل‬
‫اإلس‪#‬الم ‪ ،‬ك‪#‬انت األعم‪#‬ال الش‪#‬عرية ذات القيم‪#‬ة العالي‪#‬ة معروف‪#‬ة ‪ ،‬وال‪#‬يت ك‪#‬انت تقام يف س‪#‬وق عك‪#‬از‬
‫أو حىت حول الكعبة املشرفة‪.‬‬
‫األس ‪##‬لوبية يف ال ‪##‬رتاث الع ‪##‬ريب ‪ ،‬ك ‪##‬انت أجن ‪##‬ةها موج ‪##‬ودة من ‪##‬ذ زمن الص ‪##‬حابة ‪ ،‬مث تط ‪##‬ورت‬
‫بالتزامن مع رحلة التوس‪#‬ع اإلس‪#‬المي خ‪#‬ارج ش‪#‬به اجلزي‪#‬رة العربي‪#‬ة‪ .‬يس‪#‬تخدم علم األس‪#‬لوب يف كن‪#‬وز‬
‫ال‪##‬رتاث الع‪##‬ريب عموًم ا لدراس‪##‬ة وحتلي‪##‬ل اللغ‪##‬ة يف األعم‪##‬ال األدبي‪##‬ة مث‪##‬ل الش‪##‬عر والن‪##‬ثر وغريه‪##‬ا ‪ 5.‬وم‪##‬ع‬
‫ذل‪##‬ك ‪ ،‬يف وقت الح‪##‬ق ‪ ،‬دف‪##‬ع وج‪##‬ود القرآن العلم‪##‬اء إىل التعم‪##‬ق يف اللغ‪##‬ة التص‪##‬ويرية‪ .‬هلذا الس‪##‬بب ‪،‬‬
‫ظه ‪##‬ر لغوي ‪##‬ون ع ‪##‬رب خ ‪##‬رباء وموثوق ‪##‬ون ‪ ،‬مث ‪##‬ل الف ‪##‬را اجلاح ‪##‬ظ والرم ‪##‬اين واخلط ‪##‬ايب والبقيالين واجلبعي‬
‫والقاضي عبد اجلبار‪ .‬وهي تكشف عن عدة نظريات تناقش األس‪##‬لوب يف ص‪##‬يغة البالغ‪##‬ة ‪ ،‬ال س‪##‬يما‬
‫يف تغليف الندم‪ .‬وصلت النظري‪##‬ة األس‪##‬لوبية يف عب‪##‬وات النظم إىل ذروهتا يف زمن اجلرج‪#‬اين‪ .‬بينم‪#‬ا يف‬
‫العصر‬
‫احلديث ‪ ،‬ابتك‪##‬ر األس‪##‬لوب الع‪##‬ريب أمحد الص‪##‬ائب وأمني اخلويل باس‪##‬تخدام مص‪##‬طلح علم األوش‪##‬لوب‬
‫أو األسلوبية‪.‬‬
‫‪ .2‬مفهوم النظم‬
‫عن ‪##‬دما نش ‪##‬رح ح ‪##‬ول نظري ‪##‬ة النظم ‪ ،‬لن يتم فص ‪##‬لها عن مناقش ‪##‬ة إعج ‪##‬از القرآن‪ .‬حيث أن‬
‫مناقش‪##‬ة إعج‪##‬از القرآن ه‪##‬و بداي‪##‬ة والدة أو تط‪##‬ور نظري‪##‬ة النظم‪ .‬هن‪##‬اك العدي‪##‬د من اللغ‪##‬ويني املس‪##‬لمني‬
‫الذين كتب‪##‬وا عن إعج‪#‬از القرآن من جانب‪##‬ه األص‪#‬لى ‪ ،‬مبا يف ذل‪##‬ك اجلاح‪#‬ظ (املت‪##‬ويف ‪ 255‬هـ ‪869 /‬‬
‫م)‪ .‬ورد يف كتاب "األسلوب يف توجيه دراس‪#‬ة القرآن" أن‪#‬ه يف بداي‪#‬ة القرن الث‪#‬الث اهلج‪#‬ري ظه‪#‬رت‬
‫طوائ‪##‬ف ونزاع‪##‬ات خمتلف‪##‬ة باإلض‪##‬افة إىل نقاش‪##‬ات ح‪##‬ول القرآن كمخل‪##‬وق وآراء ع‪##‬ين‪ .‬ج‪##‬ز القران يف‬
‫الشرفة (‪.)2008 ،Stilistika Dalam Orientasi Studi Al-Qur’an ،Qalyubi‬‬
‫أول من ناقش موضوع إعج‪#‬از القرآن (الش‪#‬رفة) ه‪#‬و إب‪#‬راهيم بن يس‪#‬ار النظ‪#‬ام‪ُ .‬تفهم الش‪#‬رفة‬
‫على أهنا تدخل اهلل يف القرآن حىت ال يتمكن الع‪#‬رب من إنت‪#‬اج ش‪#‬يء مش‪#‬ابه للقرآن عن طري‪#‬ق ن‪#‬زع‬
‫معرفتهم به (أمني اخلويل ‪ .)2004 ،‬ومع ذلك ‪ ،‬وحبسب الزاه‪##‬دة ‪ ،‬ف‪##‬إن معج‪#‬زة القرآن تكمن يف‬
‫تركيبته اليت مسيت فيما بعد بالنظم‪.‬‬
‫من الناحي ‪##‬ة اللغوي ‪##‬ة ‪ ،‬ف ‪##‬إن النظم حس ‪##‬ب ق ‪##‬اموس لس ‪##‬ان الع ‪##‬ريب ه ‪##‬و مص ‪##‬در من الكلم ‪##‬ات‬
‫يتك ‪## #‬ون من جمموع ‪## #‬ة من األح ‪## #‬رف (ن ‪ -‬ظ ‪ -‬م)‪ .‬ول ‪## #‬ه مع ‪## #‬اين متنوع ‪## #‬ة ‪ ،‬أح ‪## #‬دها يف رأي الس‪## #‬يد‬
‫إمساعيل علي س ‪##‬ليمان ‪ ،‬أال وه ‪##‬و الت ‪##‬أليف وال ‪##‬رتكيب‪ .‬والنقط ‪##‬ة هي ت ‪##‬رتيب الكلم ‪##‬ات واجلم ‪##‬ل ال ‪##‬يت‬
‫تكون معانيها منتظمة ‪ ،‬والتعليمات منسجمة مع العقل (‪.)2012 ،Sulayman‬‬
‫يع‪ّ# # #‬ر ف املعجم الواس ‪## #‬ط أيًض ا نظاًم ا بسلس ‪## #‬لة مرتب ‪## #‬ة من األش ‪## #‬ياء‪ .‬وتع ‪## #‬ين "نظم القرآن"‬
‫التعبريات القرآنية اليت حتتوي على أشكال خمتلف‪##‬ة من الكلم‪#‬ات أو عناص‪#‬ر لغوي‪##‬ة خمتلف‪##‬ة‪ .‬أ‪ .‬دكت‪##‬ور‪.‬‬
‫د‪ .‬هداي ‪##‬ة‪ ،‬يعطي مع ‪##‬ىن كلم ‪##‬ة نظ ‪##‬ام باللغوي ‪##‬ة ال ‪##‬رتكيب (لغ ‪##‬ة أو ت ‪##‬رتيب منظم)‪ .‬ل ‪##‬ذا ‪ ،‬ف ‪##‬إن مع ‪##‬ىن‬
‫مصطلحات كلمة النظم هو ترتيب يهدف إىل توفري فهم ملا يريده مرتكب‪#‬و النظم‪ .‬يف ه‪#‬ذه الورق‪#‬ة ‪،‬‬
‫يتض ‪##‬اءل مص ‪##‬طلح النظم إىل ت ‪##‬رتيب أو ت ‪##‬رتيب اجلم ‪##‬ل لنقل األه ‪##‬داف واأله ‪##‬داف ال ‪##‬يت ي ‪##‬رغب فيه ‪##‬ا‬
‫شخص ما‪ .‬نزم ليس جمرد ترتيب لعدة كلمات يف مجلة ‪ ،‬ولكن ميكن‪#‬ه تغطي‪#‬ة كلم‪#‬ات أخ‪#‬رى‪ .‬مث‪#‬ل‬
‫كلم‪## # #‬ة اللؤل‪## # #‬ؤ نظم (ت‪## # #‬رتيب الآللئ) أو كم‪## # #‬ا يف لف‪## # #‬ظ نظم الض‪## # #‬ابط العس‪## # #‬كر (قائ‪## # #‬د ينظم رتب‬
‫العس ‪##‬كر)‪ .‬لكن بعي ‪ً#‬د ا عن ذل ‪##‬ك ‪ ،‬يف ه ‪##‬ذه الورق ‪##‬ة ‪ ،‬ترك ‪##‬ز كلم ‪##‬ة النظم بش ‪##‬كل أك ‪##‬رب على جمموع ‪##‬ة‬
‫متسقة من نظام العالقة لفهم ماذا وكي‪#‬ف يتم نقل املع‪#‬ىن الفعلي للجمل‪#‬ة‪ .‬الن‪#‬دزم يف اللغ‪#‬ة العربي‪#‬ة ل‪#‬ه‬
‫أشكال وأمناط عديدة ‪ ،‬شفهًيا وكتابًيا‪.‬‬
‫‪ .3‬حملة عامة عن عبد القاهر اجلرجاين‬
‫امسه الكام‪##‬ل أب‪##‬و بك‪##‬ر عب‪##‬د القاهر بن عب‪##‬د ال‪##‬رمحن بن حمم‪##‬د اجلرج‪##‬اين‪ .‬ج‪##‬اء من بالد ف‪##‬ارس‬
‫واستقر يف دولة جرجان ‪ ،‬وهي منطقة مدرجة يف دولة إيران اليوم‪ .‬ال يعرف الع‪##‬ام ال‪##‬ذي ول‪##‬د في‪##‬ه‪.‬‬
‫ول‪##‬د يف أس‪##‬رة فقرية‪ .‬درس م‪##‬ع علم‪##‬اء أرض والدت‪##‬ه ح‪##‬ىت تف‪##‬وق على العلم‪##‬اء يف زمن‪##‬ه يف علم‪##‬ه‪ .‬مل‬
‫ي ‪##‬ذهب ق ‪##‬ط خ ‪##‬ارج جرج ‪##‬ان للدراس ‪##‬ة‪ .‬وم ‪##‬ع ذل ‪##‬ك ‪ ،‬فقد جنح يف إتقان أن ‪##‬واع خمتلف ‪##‬ة من املعرف ‪##‬ة‬
‫وعرف حىت بأنه املنشئ (وذي) علم البالغة‪.‬‬
‫يف جمال الفقه ‪ ،‬ينتمي إىل املدرس‪##‬ة الفكري‪##‬ة الس‪##‬يافية ‪ ،‬بينم‪##‬ا يف جمال العقي‪##‬ده ه‪##‬و من أتب‪##‬اع‬
‫املدرس‪##‬ة األس‪##‬يعية للفك‪##‬ر‪ .‬أخ‪##‬ذ علم النه‪##‬و يف بل‪##‬د والدت‪##‬ه من أيب حس‪##‬ني حمم‪##‬د بن حس‪##‬ن الفارس‪##‬ي‪.‬‬
‫حىت اإلمام السيوثي يف كتاب بوقية املؤية قال إن اإلمام اجلرجاين مل يأخ‪##‬ذ العلم من غ‪##‬ري اإلم‪##‬ام أب‪##‬و‬
‫حس‪##‬ني الفارس‪##‬ي‪ .‬إال أن ي‪##‬اقوت احلم‪##‬وة ي‪##‬ذكر أن أح‪##‬د معلمي اإلم‪##‬ام اجلرج‪##‬اين ه‪##‬و اإلم‪##‬ام علي بن‬
‫عبد العزيز اجلرجاين (ت ‪ 392‬هـ) ‪ ،‬أحد قاضي بالد جرج‪#‬ان‪ .‬اإلم‪##‬ام األنب‪##‬اري بع‪##‬د أن ذك‪##‬ر اس‪##‬م‬
‫م‪## #‬درس اإلم‪## #‬ام اجلرج‪## #‬اين أيب حس‪## #‬ني الفارس‪## #‬ي وعلم من‪## #‬ه (اإلم‪## #‬ام اجلرج‪## #‬اين) الكث‪## #‬ري (أيب حس‪## #‬ني‬
‫الفارس‪##‬ي) ألن‪##‬ه مل يلت‪##‬ق ق‪##‬ط مبعلم مش‪##‬هور يف العل‪##‬وم العربي‪##‬ة غ‪##‬ريه‪ .‬من اإلم‪##‬ام أب‪##‬و حس‪##‬ني ‪ ،‬ألن‪##‬ه مل‬
‫يغ ‪##‬ادر بل ‪##‬د جرج ‪##‬ان ق ‪##‬ط يف دراس ‪##‬ة العلم ‪ ،‬ج ‪##‬اء أب ‪##‬و حس ‪##‬ني الفارس ‪##‬ي إىل منطقت ‪##‬ه ‪ ،‬فقرأ اإلم ‪##‬ام‬
‫اجلرج ‪##‬اين الكت ‪##‬اب أمام ‪##‬ه‪ .‬ل ‪##‬ذلك من تفس ‪##‬ري اإلم ‪##‬ام األنب ‪##‬اري ‪ ،‬ميكن مالحظ ‪##‬ة أن ‪##‬ه درس أيًض ا م ‪##‬ع‬
‫شخص‪## #‬يات أخ‪## #‬رى ‪ ،‬لكن ش‪## #‬هرة أس‪## #‬تاذه مل تكن على نفس مس‪## #‬توى أب‪## #‬و حس‪## #‬ني الفارس‪## #‬ي‪ .‬من‬
‫كلم ‪##‬ات األنب ‪##‬اري املتعلقة بعل ‪##‬وم اللغ ‪##‬ة العربي ‪##‬ة ‪ ،‬من املمكن أن ‪##‬ه أخ ‪##‬ذ أيًض ا ختصص ‪##‬ات أخ ‪##‬رى من‬
‫مدرسني آخرين‪.‬‬
‫قب‪##‬ل أن يب‪##‬دأ علم البالغ‪##‬ة ‪ُ ،‬ع رف اإلم‪##‬ام عب‪##‬د القاهر كخب‪##‬ري يف علم النه‪##‬و ‪ ،‬وخب‪##‬ري يف علم‬
‫الكالم والفقه‪ُ .‬يعرف بأنه عامل كبري ‪ ،‬ويتمسك بالدين ‪ ،‬ويثين عليه العلماء كثريًا ‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ق ‪##‬ال الع ‪##‬امل ال ‪##‬ذي ك ‪##‬ان مع ‪##‬ه أب ‪##‬و حس ‪##‬ن البخ ‪##‬اري‪" :‬ك ‪##‬ل األلس ‪##‬نة متفقون على أن ‪##‬ه ق ‪##‬دوة ‪،‬‬
‫واألماكن واألزمنة مجيلة بسببه ‪ ...‬وهو إنسان ال مثيل له يف علمه ‪" ...‬‬
‫ق ‪##‬ال اإلم ‪##‬ام الس ‪##‬بكي‪" :‬أص ‪##‬بح إمام ‪ً#‬ا مش ‪##‬هورًا ‪ ،‬ص ‪##‬ار ه ‪##‬دفًا لك ‪##‬ل االجتاه ‪##‬ات ‪ ،‬ب ‪##‬دين ق ‪##‬وي‬
‫وحرب وهدوء"‪.‬‬
‫ق‪#‬ال تلمي‪#‬ذ أيب س‪#‬جى اإلم‪#‬ام الس‪#‬يلفي‪ :‬قانع‪#‬ة ثاني‪#‬ة‪ .‬مبج‪#‬رد دخ‪#‬ول لص منزل‪#‬ه ‪ ،‬أخ‪#‬ذ ك‪#‬ل م‪#‬ا‬
‫وجده يف منزله ‪ ،‬بينما رآه يف حالة صالة ومل يبطل صالته‪.‬‬
‫وق‪##‬د ذك‪##‬ر عن‪##‬ه حيىي بن محزة العل‪##‬وي (ت ‪ 749‬هـ)‪ :‬إن عب‪##‬د القاهر أول من مجع األحك‪##‬ام‬
‫يف ه‪## #‬ذا العلم (علم البالغ‪## #‬ة) ‪ ،‬وأوض‪## #‬ح حجج‪## #‬ه ‪ ،‬ومجع م‪## #‬داخل وخمارج فن‪## #‬ه ‪ ،‬فتح بتالت ه‪## #‬ذه‬
‫املعرف‪##‬ة من على الغط‪##‬اء ‪ ،‬وفتحه‪##‬ا بع‪##‬د أن ُأغِل ق وأص‪##‬بح ض‪##‬بابًيا ‪ ،‬ب‪##‬اثنني من كتب‪##‬ه (دالئ‪##‬ل اإلعج‪##‬از‬
‫وأس‪##‬رار البالغ‪##‬ة)‪ .‬ومل أر كليهم‪##‬ا من قب‪##‬ل ‪ ،‬بينم‪##‬ا أن‪##‬ا حًق ا أحب ه‪##‬ذين الكت‪##‬ابني وأعجب‪##‬ين كث ‪ً#‬ريا ‪،‬‬
‫باس ‪##‬تثناء (ال ‪##‬ذي التقيت ب ‪##‬ه) فقط اقتباس ‪##‬ات من العلم ‪##‬اء يف أوص ‪##‬افهم‪ .‬ت ‪##‬وفيت إميان اجلرج ‪##‬اين ع ‪##‬ام‬
‫‪ 471‬هـ ‪ ،‬ويف رأي آخر ‪ 474‬هـ‪.‬‬
‫‪ .4‬نظرية النظم عند عبد القاهر اجلرجاين‬
‫يقول ص‪##‬احب االس‪##‬م الكام‪##‬ل أب‪##‬و بك‪##‬ر عب‪##‬د القاهر بن عب‪##‬د ال‪##‬رمحن بن حمم‪##‬د اجلرج‪##‬اين أن‬
‫النظم هو‪ :‬من وجهة نظره ‪ ،‬فإن النظم هو تعبري عن املعىن املرتبط بالغرض من متح‪##‬دث اللغ‪##‬ة وفًق ا‬
‫ملا ه‪##‬و يف ذهن‪##‬ه من خالل إج‪##‬راء ترتيب‪##‬ات الكلم‪##‬ات ‪ ،‬وت‪##‬راكيب اجلم‪##‬ل ‪ ،‬والتعلي‪##‬ق (عالق‪##‬ات كلم‪##‬ة‬
‫أو تعبري مع آخر ‪ ،‬باستخدام جسيمات اتصال أو اق‪#‬رتان معين‪#‬ة يف بني‪#‬ة اجلمل‪#‬ة لتش‪#‬كيل مجل‪#‬ة حتت‪#‬وي‬
‫على مع‪##‬ىن) (‪ .)2002 ،Wahab‬يس‪##‬تخدم الن‪##‬اظم مع‪##‬ىن كلم‪##‬ة "حنو" وقوانين‪##‬ه يف مجل‪##‬ة ‪ ،‬أو يرب‪##‬ط بني‬
‫الكلمات يف سياق ‪ ،‬مما يولد أفك‪#‬اًر ا ‪ ،‬حيث يول‪#‬د املع‪#‬ىن املطل‪#‬وب من ه‪#‬ذا ال‪#‬رتتيب ‪ ،‬وليس بس‪#‬بب‬
‫عوامل أخرى‪ .‬لذلك فإن اهلدف من النظام هو املعىن وليس الالفادز‪.‬‬
‫أل‪#‬ف اجلرج‪#‬اين كت‪#‬ابني رئيس‪#‬يني مها دلي‪#‬ال إعج‪#‬از وأس‪#‬رار البالغ‪#‬ة ‪ ،‬وكالمها أص‪#‬بحا املرج‪#‬ع‬
‫األس‪##‬لويب الرئيس‪##‬ي يف ال‪##‬رتاث الع‪##‬ريب‪ .‬فس‪##‬ر الَّنظم بتفس‪##‬ري علمي دقي‪##‬ق ‪ ،‬ح‪##‬ىت اختفت اخلالف‪##‬ات يف‬
‫الكلمات واملعاين‪ .‬يف كتاب دليل اعجاز يقول اجلرجاين "ان تسمي بالنظم اذا وضعت كالم‪##‬ك يف‬
‫مكان يقتضيه علم النه‪##‬و وامتثلت لقواع‪##‬ده تع‪##‬رف ايض‪##‬ا انظم‪#‬ة تطبيقه وح‪#‬افظت على قواع‪##‬ده‪ .‬ال‪##‬يت‬
‫مت ض‪##‬بطها لنفس‪##‬ك دون أن تفقد أي إيقاع‪ .‬وذل‪##‬ك ألنن‪##‬ا ال نع‪##‬رف على اإلطالق م‪##‬ا ال‪##‬ذي تض‪##‬منه‬
‫املؤلفون يف نظامهم خبالف م‪#‬ا ه‪#‬و م‪#‬ذكور يف ك‪#‬ل فص‪#‬ل وفص‪#‬ل ف‪#‬رعي "‪ .‬إذا ك‪#‬ان األم‪#‬ر ك‪#‬ذلك ‪،‬‬
‫فيمكن أن تتحقق الن ‪##‬دم من خالل الكش ‪##‬ف عن املع ‪##‬اين النحوي ‪##‬ة مث اس ‪##‬تغالهلا يف اختي ‪##‬ار وت ‪##‬رتيب‬
‫جيد‪ .‬يف هذا الصدد ‪ ،‬هناك شيئان جيب مالحظتهما ‪ ،‬ومها‪:‬‬
‫أوًال ‪ ،‬ضرورة التمييز بني النحو باملعىن الذي انتشر على نطاق واس‪#‬ع ب‪#‬املعىن النح‪#‬وي ال‪#‬ذي‬
‫يقص ‪##‬ده النظم‪ .‬واملراد ب ‪##‬النحو املنتش ‪##‬ر ه ‪##‬و الع ‪##‬رب‪ .‬ل ‪##‬ذلك ال يص ‪##‬لح ه ‪##‬ذا كأس ‪##‬اس لقي ‪##‬اس االمتي ‪##‬از‬
‫البالغي واجلم ‪##‬ايل‪ .‬ال ميكن أن تتف ‪##‬وق اجلم ‪##‬ل يف األداء على اجلم ‪##‬ل األخ ‪##‬رى جملرد أهنا حتت ‪##‬وي على‬
‫أجزاء حتتوي على أجزاء أكثر من األجزاء األخرى‪ .‬إن وجود اإلعراب هنا ليس سوى شرط مجل‪#‬ة‬
‫من حيث بنيت‪##‬ه األساس‪##‬ية ‪ ،‬حبيث إذا مل يكن اإلع‪##‬راب موج‪##‬وًدا ‪ ،‬فس‪##‬يتم كس‪##‬ر اجلمل‪##‬ة‪ .‬ووجوده‪##‬ا‬
‫مطلب ألن أن‪##‬ا أراب كالم ع‪##‬ريب فص‪##‬يح‪ .‬املس‪#‬تويات البالغي‪##‬ة واجلمالي‪##‬ة هي املرحل‪#‬ة التالي‪##‬ة بع‪##‬د ه‪##‬ذه‬
‫املرحلة‪ .‬مثال على كالم اهلل قس البقرة اآلية ‪16‬‬

‫ُأوَلِئَك اَّلِذ يَن اْش َتَرُو ا الَّضاَل َلَة ِباْلُه َد ى َفَم ا َر ِبَح ْت ِتَج اَر ُتُه ْم َو َما َك اُنوي ُمْهَتْد‬
‫عن‪##‬دما أق‪##‬وم كلم‪##‬ة ِتَج اَر ُتُه ْم ‪ ،‬س‪##‬يحد من موقع‪##‬ه باعتب‪##‬اره الفاع‪##‬ل املرف‪##‬وع م‪##‬ع الض‪##‬مة املرئي‬
‫ويتكئ على الض‪##‬مري بع‪##‬د ذل‪##‬ك‪ .‬أم‪##‬ا النظم ال‪##‬ذي ب‪##‬ين علي‪##‬ه علم املع‪##‬اين ‪ ،‬فه‪##‬و يكش‪##‬ف املش‪##‬كلة من‬
‫اجله‪##‬ة األخ‪##‬رى‪ .‬س‪##‬وف يش‪##‬كك يف مع‪##‬ىن الفش‪##‬ل يف التج‪##‬ارة‪ .‬بن‪##‬اًء على ه‪##‬ذا ‪ ،‬من املعت‪##‬اد أن نقول‬
‫"فم ‪##‬ا رحبوا جتارهتم" إذا ك ‪##‬ان األم ‪##‬ر ك ‪##‬ذلك ‪ ،‬فلم ‪##‬اذا تغ ‪##‬ري املع ‪##‬ىن وجع ‪##‬ل العم ‪##‬ل مرًحبا ‪ ،‬أي إعط ‪##‬اء‬
‫التجارة وظيفة فاعلة؟‬
‫ثانًيا ‪ ،‬التمكن من استكشاف املعىن يف تك‪##‬وين التعب‪##‬ريات أو نس‪##‬جها وحنته‪##‬ا وتش‪##‬كيلها‪ .‬أم‪##‬ا‬
‫عن كيفي‪##‬ة بن‪##‬اء التعب‪##‬ريات واستكش‪##‬اف املع‪##‬اين النحوي‪##‬ة بن‪##‬اًء على عنص‪##‬رين ‪ ،‬ومها‪ :‬عناص‪##‬ر االختي‪##‬ار‬
‫وال‪#‬رتتيب‪ .‬املقص‪#‬ود باالختي‪#‬ار ه‪#‬و اختي‪#‬ار الكلم‪#‬ات أو األدوات ال‪#‬يت تتواف‪#‬ق م‪#‬ع املع‪#‬ىن النفس‪#‬ي‪ .‬على‬
‫مستوى الكلمات ‪ ،‬توجد أحياًنا كلمات هلا نفس املعىن تقريًبا ‪ ،‬ولكن هن‪##‬اك اختالف‪#‬ات كب‪##‬رية بني‬
‫ه ‪##‬ذه الكلم ‪##‬ات يف تعليم ‪##‬ات املع ‪##‬ىن‪ .‬يت ‪##‬دخل عنص ‪##‬ر التحدي ‪##‬د ه ‪##‬ذا يف حتقي ‪##‬ق الكلم ‪##‬ة املناس ‪##‬بة‪ .‬هن ‪##‬اك‬
‫اختالف ‪##‬ات كب ‪##‬رية يف النص ‪##‬وص ذات قيم ‪##‬ة البالغ ‪##‬ة ‪ ،‬وجتدر اإلش ‪##‬ارة إىل أن الكلم ‪##‬ات ال ‪##‬يت يك ‪##‬ون‬
‫معناه‪##‬ا متماث‪##‬ل تقريًب ا أو م‪##‬رادف هلا ‪ ،‬ال يتم حتدي‪##‬دها من خالل التف‪##‬وق املطل‪##‬ق ال‪##‬ذي متتلك‪##‬ه كلم‪##‬ة‬
‫كم‪##‬ا متت مناقش‪##‬ته يف س‪##‬ياقات معين‪##‬ة ‪ ،‬وأحياًن ا الكلم‪##‬ات ال‪##‬يت ال تتط‪##‬ابق يف س‪##‬ياقات أخ‪##‬رى ‪ ،‬ألن‬
‫الكلمات يف سياق ما قد تكون يف البداية ويف سياقات أخرى قد تكون يف النهاية‪.‬‬
‫على مس ‪##‬توى املع ‪##‬اين النحوي ‪##‬ة هن ‪##‬اك جمال واس ‪##‬ع‪ .‬ميكن التعب ‪##‬ري عن الكلم ‪##‬ات بالض ‪##‬مائر أو‬
‫األمساء املرئي‪##‬ة‪ .‬ميكن التعب‪##‬ري عنه‪##‬ا بش‪##‬كل هنائي أو غ‪##‬ري حمدد‪ .‬على س‪##‬بيل املث‪##‬ال ‪ ،‬توج‪##‬د اختالف‪##‬ات‬
‫كب ‪##‬رية يف األح ‪##‬رف النفي ‪ ،‬مما يش ‪##‬جعنا على الس ‪##‬ؤال يف ك ‪##‬ل موق ‪##‬ف حيث نري ‪##‬د استكش ‪##‬اف مع ‪##‬ىن‬
‫أح‪##‬د ه‪##‬ذه األح‪##‬رف‪ .‬ه‪##‬و س‪##‬ياق أك‪##‬ثر مالءم‪##‬ة الس‪##‬تخدام الكلم‪##‬ات م‪##‬ا ‪ ،‬ك ‪ ،‬مل ‪ ،‬لن أو ملا وم‪##‬ا إىل‬
‫ذلك‪.‬‬
‫واملقصود بالرتتيب (الرتتيب) هو وضع كل كلمة يف املكان املناسب وفًق ا ملعناه‪##‬ا النح‪##‬وي‪.‬‬
‫تكمن املشكلة يف أنه يف تعبريين متجاورين ‪ ،‬يف بعض األحيان من أجل تكييف التعبري ‪ ،‬حنت‪##‬اج إىل‬
‫ربط احلرفني مع العطف (أحرف متصلة) واليت ختتلف وفًق ا للس‪##‬ياق واملع‪##‬ىن ‪ ،‬مث‪##‬ل واو أو ف‪##‬ا أو أي‬
‫شيء آخر‪ .‬يف بعض األحيان للحفاظ على التوافق ‪ ،‬يلزم فصل مجلتني متجاورتني بدون روابط‪.‬‬
‫يف جوهره ‪ ،‬فإن مفهوم النظم عند اجلرج‪#‬اين ه‪#‬و خط‪#‬وة متابع‪#‬ة ملا وص‪#‬فه اخلرباء الس‪#‬ابقون‪.‬‬
‫كالمها ناقش ‪##‬هما اجلاح ‪##‬ظ والنظ ‪##‬ام والبقيالين‪ُ .‬ينظ ‪##‬ر إىل ه ‪##‬ذا من الناحي ‪##‬ة التارخيي ‪##‬ة يف قيام ‪##‬ه ب ‪##‬إجراء‬
‫حبث أعمق وحمدد عن نظام بعد أسالفه‪ .‬يستعرض مفهوم النظام اجلرجاين ‪ ،‬من بني أمور أخ‪#‬رى ‪،‬‬
‫طبيعة اللغة‪ .‬ووفًق ا له ‪ ،‬ف‪#‬إن اللغ‪#‬ة ليس‪#‬ت جمرد جمموع‪#‬ة من املف‪#‬ردات ‪ ،‬ب‪#‬ل هي جمموع‪#‬ة من األنظم‪#‬ة‬
‫العالئقي ‪##‬ة‪ .‬يعتقد اجلرج ‪##‬اين أن املرء ال يس ‪##‬تطيع أن يفهم وش ‪##‬رح تف ‪##‬وق وكم ‪##‬ال لغ ‪##‬ة القرآن وآداب ‪##‬ه‬
‫بطريقة متوازنة دون االلتفات إىل بنائه أو ترتيبهما‪ .‬ووفًق ا له ‪ ،‬فإن النظ‪##‬ام ه‪##‬و ال‪##‬ذي مييز بني أن‪##‬واع‬
‫نصوص القرآن وأن‪#‬واع أخ‪#‬رى من النص‪#‬وص (ش‪#‬عر ون‪#‬ثر وم‪#‬ا إىل ذل‪#‬ك) (‪Kitab Dala’il ،al-Jurjani‬‬
‫‪)2004 ،al-I’jaz‬‬

‫إن جوهر الندم الذي وصفه اجلرج‪#‬اين ه‪#‬و أن ص‪#‬ياغة األق‪#‬وال بط‪#‬رق بليغ‪#‬ة حًق ا ح‪#‬ول م‪#‬ا يف‬
‫روح املتح ‪##‬دث وتكش ‪##‬ف م ‪##‬ا يري ‪##‬د أن ينقل ‪##‬ه لآلخ ‪##‬رين‪ .‬ال ميكن القي ‪##‬ام ب ‪##‬ذلك إال إذا ك ‪##‬ان التعب ‪##‬ري‬
‫ص‪##‬ورة للمع‪##‬ىن املوج‪##‬ود يف روح‪##‬ه‪ .‬ل‪##‬ذلك ‪ ،‬يف ص‪##‬ياغة تعب‪##‬ريه ‪ ،‬ال يتب‪##‬ع املتح‪##‬دث س‪##‬وى ت‪##‬أثري املع‪##‬ىن‬
‫عليه ويرتب تعبريه وفًق ا لرتتيب املعاين فيه‪.‬‬
‫يف كتاب ‪##‬ه دالئ ‪##‬ل اإلعج ‪##‬از ‪ ،‬يعرّب اجلرج ‪##‬اين عن مفهوم ‪##‬ه للنظم من خالل مناقش ‪##‬ات حمددة‪.‬‬
‫ومن بينها مناقشة نظام الكالم يف معناه ‪ ،‬واالختالف مع نظام احلرف ‪ ،‬ومقال النظام الذي يستند‬
‫إىل ت‪##‬اركيب النح‪#‬وي ‪ ،‬وبي‪##‬ان نظ‪#‬ام الكالم وأس‪##‬راره ‪ ،‬وموق‪##‬ف حنو العلم‪ .‬في‪##‬ه‪ .‬كم‪#‬ا تض‪##‬من ش‪##‬رحًا‬
‫لنظم الكامل وأولوياته حسب املع‪#‬ىن والغ‪#‬رض ‪ ،‬مقاًال عن النظ‪#‬ام موح‪#‬دًا يف مك‪#‬ان واح‪#‬د وبنيت‪#‬ه غ‪#‬ري‬
‫واضحة ‪ ،‬باب الالف‪#‬ز والنظم ‪ ،‬مقال عن الش‪#‬رح‪ .‬من أش‪#‬كال النظم ال‪#‬يت ت‪#‬ؤدي إىل املع‪#‬اين النحوي‪#‬ة‬
‫وغريها‪ .‬وقال اجلرجاين إن خصال النزم اجلميلة بص‪##‬يغة الفص‪##‬ححة والبالغ‪##‬ة تع‪##‬ود إىل مع‪##‬اين الكلم‪#‬ة‬
‫ومي‪##‬ول الكلم‪##‬ة ‪ ،‬وليس جمرد الكلم‪##‬ة‪ .‬ألن‪##‬ه إذا وج‪##‬د احتك‪##‬اك متن‪##‬اقض بني مع‪##‬ىن والف‪##‬ادز ‪ ،‬ف‪##‬إن م‪##‬ا‬
‫يؤخذ هو فهم املعىن‪.‬‬
‫ويش‪##‬ري اجلرج‪##‬اين يف دلي‪##‬ل اإلعج‪##‬از إىل أن‪##‬ه ال يكفي أن تعت‪##‬رب اجلمل‪##‬ة ناض‪##‬جة وطالق‪##‬ة بإزال‪##‬ة‬
‫املع‪##‬ىن ‪ ،‬ح‪##‬ىت يفهم املس‪##‬تمع أو القارئ املع‪##‬ىن املقص‪##‬ود‪ .‬وخبص‪##‬وص مفه‪##‬وم النظ‪##‬ام مييز اجلرج‪##‬اين بني‬
‫احلروف املرتب‪##‬ة (ح‪##‬روف املنزوم‪##‬ة) واجلم‪##‬ل املرتب‪##‬ة (ك‪##‬امل منزوم‪##‬ة)‪ .‬ووفًق ا ل‪##‬ه ‪ ،‬ف‪##‬إن ت‪##‬رتيب احلروف‬
‫(نظ‪##‬ام احلروف) ع‪##‬ادة م‪##‬ا يعتم‪##‬د فقط على ص‪##‬وت احلرف واالنس‪##‬جام بني ح‪##‬رف وآخ‪##‬ر‪ .‬احلروف‬
‫املرتب‪##‬ة حس‪##‬ب ذوق املس‪##‬تخدم ال تكفي لتقدمي مع‪##‬ىن كام‪##‬ل ‪ ،‬لكن ت‪##‬رتيب احلروف جيب أن يك‪##‬ون‬
‫مص‪##‬حوًبا بقوانني منطقي‪##‬ة وحنوي‪##‬ة‪ .‬على س‪##‬بيل املث‪##‬ال ‪ ،‬عن‪##‬دما يقول أح‪##‬دهم كلم‪##‬ة "ربض" على أن‪##‬ه‬
‫"مكان ضرب" ‪ ،‬فإن بناء حروف كهذه ليس ناضًج ا ألنه ال يتطابق مع املعىن املقصود‪.‬‬
‫أما بالنسبة لبناء اجلملة (نظ‪#‬ام الكليم) ‪ ،‬ق‪#‬ال إن النظ‪#‬ام ليس جمرد م‪#‬زيج من عنص‪#‬ر م‪#‬ع آخ‪#‬ر‬
‫حس‪## #‬ب وظ‪## #‬ائف ك‪## #‬ل منهم ‪##‬ا‪ .‬أك‪## #‬ثر من ذل‪## #‬ك ‪ ،‬جيب أن يتب‪## #‬ع نظ ‪##‬ام الكليم املع‪## #‬ىن ال‪## #‬ذي يف ذهن‬
‫املتكلم‪ .‬من هذا التفصيل ‪ ،‬ولدت نظرية مفادها أن الكالم يصبح عرًض ا ملا يف عقل املتكلم‪ .‬املع‪##‬ىن‬
‫الض‪## #‬مين هلذه النظري‪## #‬ة ه‪## #‬و أن املس‪## #‬تمع س‪## #‬يخترب مرحل‪## #‬تني يف فهم الكالم‪ .‬األول‪ :‬فهم اللف‪## #‬ادز من‬
‫حيث اللغة وهو ما يسمى باملعىن ‪ ،‬والثاين فهم املعىن الصريح الذي هو جوهر الكالم ال‪##‬ذي يس‪##‬مى‬
‫مع ‪##‬ىن املع ‪##‬ىن‪ .‬وق ‪##‬ال اجلرج‪##‬اين‪ :‬إن خاص‪##‬ية مع ‪##‬ىن املع ‪##‬ىن متس ‪##‬قة ألهنا جوهري ‪##‬ة ‪ ،‬خالف‪##‬ا للمع ‪##‬ىن ال ‪##‬ذي‬
‫ميكن أن يتغري تبعا لقدرة املتحدث على معاجلة نظامه‪.‬‬
‫وحبسب اجلرجاين فإن النظام مبين على ثالثة أسس رئيسية هي‪:‬‬
‫‪ .1‬تكوين معىن يف الروح ميكن أن يرضي العقل والعقل يف نفس الوقت‪.‬‬
‫م‪##‬ع ه‪##‬ذا األس‪##‬اس ‪ ،‬ال يعت‪##‬رب نظ‪#‬ام الَّنظم عملي‪##‬ة ميكانيكي‪##‬ة ‪ ،‬ب‪##‬ل عملي‪##‬ة عقلي‪##‬ة ميكن أن ترب‪##‬ط‬
‫املشاعر واملنطق‪ .‬هلذا السبب مييز اجلرجاين بني ترتيب احلروف وترتيب الكلم‪##‬ات‪ .‬ت‪##‬رتيب احلروف‬
‫ه‪##‬و جمرد ت‪##‬رتيب احلروف يف نطقه‪##‬ا دون أن تك‪##‬ون مرتبط‪##‬ة ب‪##‬املعىن‪ .‬ويف ال‪##‬وقت نفس‪##‬ه ‪ ،‬ف‪##‬إن ت‪##‬رتيب‬
‫الكلمات ليس هو احلال ‪ ،‬ألن الكتاب ميكن أن يتتبع تأثري الرتتيب والرتتيب على املعىن يف ال‪##‬روح‪.‬‬
‫وأوض‪##‬ح اجلرج‪##‬اين أن الن‪##‬دم ي‪##‬ؤثر يف البداي‪##‬ة على العقل ليش‪##‬كل مع‪##‬ىن يف ال‪##‬روح ‪ ،‬مث يتسلس‪##‬ل كلم‪##‬ة‬
‫بكلمة يف نطقه‪.‬‬
‫‪ .2‬انتبه إىل السياق والوضع والرتتيب‬

‫املقصود ه‪#‬و اجلم‪#‬ع بني مجل‪#‬ة واح‪#‬دة ومجل‪#‬ة أخ‪#‬رى‪ .‬ال ميكن للكلم‪#‬ة الواح‪#‬دة أن ختل‪#‬ق مجاًال‬
‫أو قبحًا إال إذا كانت مرتبطة مبوقعها يف اجلملة‪.‬‬
‫‪ .3‬قصد معىن النحوي‬
‫النقطة هي كيفية الربط بني الكلمات ‪ ،‬ووفًق ا للجرجاين ‪ ،‬فإن الطريقة الوحيدة للرب‪##‬ط بني‬
‫كلمة وأخرى هي اإلشارة إىل معىن النحوي والع‪#‬ريب ‪ ،‬أي بص‪#‬ياغة اجلم‪#‬ل على النح‪#‬و ال‪#‬ذي ينظم‪#‬ه‬
‫علم النهو (‪)2004 ،Kitab Dala’il al-I’jaz ،al-Jurjani‬‬

‫من خالل كتابي‪##‬ه املع‪##‬روفني ‪ ،‬ومها دلي‪##‬ل اإلعج‪#‬از وأس‪##‬رار البالغ‪##‬ة ‪ ،‬يرب‪##‬ط اجلرج‪##‬اين مش‪##‬كلة‬
‫النظم مبج‪##‬ال البالغ‪##‬ة وأمناط مجال الب‪##‬ادي‪ .‬ووفقا ل‪##‬ه ‪ ،‬ف‪##‬إن كلم‪##‬ة واح‪##‬دة ليس هلا أي م‪##‬يزة‪ .‬وباملث‪##‬ل‬
‫مع املعىن ‪ ،‬فإنه ليس له شكله اخلاص بدون الكلمات‪ .‬لذلك ‪ ،‬من املس‪##‬تحيل حتدي‪##‬د درج‪##‬ة تقديس‬
‫النط‪##‬ق إذا مت جتمي‪##‬ع اللف‪##‬ظ يف نظ‪##‬ام أو ت‪##‬رتيب‪ .‬ل‪##‬ذلك ‪ ،‬إذا تغ‪##‬ري ت‪##‬رتيب الكلم‪##‬ات ‪ ،‬ف‪##‬إن املع‪##‬ىن يتغ‪##‬ري‬
‫أيًض ا‪ .‬وأوضح أن الكلمة الواحدة ليس هلا قيمة أعلى بناًء على املع‪##‬ىن ال‪##‬ذي تش‪##‬ري إلي‪##‬ه أو إذا ك‪##‬انت‬
‫مرتبط ‪##‬ة فقط بالص ‪##‬وت اخلارجي للكلم ‪##‬ة‪ .‬ووفًق ا ل ‪##‬ه ‪ ،‬الس ‪##‬بب ه ‪##‬و أنن ‪##‬ا ال جند كلم ‪##‬ة جتعلن ‪##‬ا نت ‪##‬أثر‬
‫ونش‪##‬عر بالوق‪##‬ار يف مك‪##‬ان معني (مجل‪##‬ة) ‪ ،‬فه‪##‬ذه الكلم‪##‬ة جتعلن‪##‬ا نش‪##‬عر ب‪##‬القلق يف مك‪##‬ان خمتل‪##‬ف‪ .‬على‬
‫س ‪##‬بيل املث ‪##‬ال ‪ ،‬كلم ‪##‬ة (رج ‪##‬ل) هي ليس ‪##‬ت ذات قيم ‪##‬ة أعلى من كلم ‪##‬ة (جمل) مرتبط ‪##‬ة ب ‪##‬املعىن املعطى‬
‫لتل ‪##‬ك الكلم ‪##‬ة يف املقام األول‪ .‬مجي ‪##‬ع املف ‪##‬ردات هلا نفس القيم ‪##‬ة ‪ ،‬باس ‪##‬تثناء س ‪##‬بب لس ‪##‬ببني ‪ ،‬ومها‪:‬‬
‫استخدامها وخفة نطقها‪ .‬على سبيل املثال ‪ ،‬قارن استخدام اللفظ (األخدع) يف اآليتني التاليتني‪:‬‬
‫• تلفت حنو احلي حىت وجدتين وجعت من اإلضغاء ليتا وأخدعا‬
‫• يادهر قوم من أخدعيك فقد أدججت هذا األنام من خرقك‬
‫عندما ال تزال يف وضع النظم ‪ ،‬تظل اللفظ كم‪#‬ا هي ويف ذل‪##‬ك ال‪##‬وقت تص‪##‬بح القيم‪#‬ة خمتلف‪##‬ة‬
‫عند النظر إليها بشكل شامل‪ .‬على سبيل املثال ‪ ،‬النطق (قيل ‪ -‬وق‪#‬ال) كلمت‪#‬ان هلم‪#‬ا نفس القيم‪#‬ة ‪،‬‬
‫وعن‪##‬دما تص‪##‬بح ه‪##‬ذه الكلم‪##‬ات وح‪##‬دة نط‪##‬ق ‪ ،‬ف‪##‬إن إح‪##‬داها ليس هلا قيم‪##‬ة أعلى ‪ ،‬ولكن ه‪##‬ذه القيم‪##‬ة‬
‫تظهر عندما يتم ضمها يف مجلة‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬يا أرض ابلعي ماءك‬

‫ويف هذا السياق فإن استخدام الالفادز (وقيل) أفضل مقارنة بالفد ألن معناه أكثر انس‪##‬جامًا‬
‫م ‪##‬ع املع ‪##‬ىن ال ‪##‬ذي تنقل ‪##‬ه اآلي ‪##‬ة على أس ‪##‬اس أن ‪##‬ه إذا مل يظه ‪##‬ر فاع ‪##‬ل ‪ ،‬ف ‪##‬إن اس ‪##‬تخدام كلم ‪##‬ة "فاع ‪##‬ل"‪.‬‬
‫فاجملهول أنسب من امللة‪.‬‬
‫وبناًء على ذلك كله ‪ ،‬فإن أفضل أوشلب هو القادر على إدراك أك‪##‬رب ق‪##‬در ممكن من النواي‪##‬ا‬
‫يف املع ‪##‬ىن املقص ‪##‬ود‪ .‬أي عن طري ‪##‬ق اختي ‪##‬ار الكلم ‪##‬ة األك ‪##‬ثر ق ‪##‬درة على التعب ‪##‬ري عن الني ‪##‬ة ووض ‪##‬عها يف‬
‫أفضل ترتيب هلذا املعىن‪ .‬ويرى اجلرج‪#‬اين أن القرآن يس‪#‬تخدم أفض‪#‬ل وأمجل نظم‪ .‬ل‪#‬ذلك عن‪#‬دما مسع‬
‫العرب تالوة القرآن أدركوا أهنم ال يستطيعون إخراج شيء مثله‪.‬‬
‫أما أفكار اجلرجاين يف النظام أو أسلوب القرآن فهي كالتايل‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون يف نظام القرآن ثالث‪#‬ة عناص‪#‬ر ‪ ،‬وهي‪ :‬كلم‪#‬ة آخ‪#‬ذ ‪ ،‬واملع‪#‬ىن ال‪#‬ذي يرم‪#‬ز إلي‪#‬ه ‪،‬‬
‫ونظام األلفة الذي يربط بينهما‪.‬‬
‫‪ .2‬إن الندم ما هو إال وضع أقوال يف مواقف وشروط يطلبها علم النحوة وتطبيق قواعده‪.‬‬
‫‪ .3‬ضع ك‪##‬ل ح‪#‬رف يف مكان‪##‬ه واس‪##‬تخدمه حيث جيب اس‪##‬تخدامه‪ .‬مث انظ‪#‬ر إىل احلروف ال‪##‬يت‬
‫هلا نفس املع‪##‬ىن ‪ ،‬ك‪##‬ل منه‪##‬ا مفص‪##‬ولة باملواص‪##‬فات املوج‪##‬ودة هبذا املع‪##‬ىن‪ .‬على س‪##‬بيل املث‪##‬ال‪ :‬اس‪##‬تخدام‬
‫احلرف ما إلنكار الشيء (الوضع احلايل) ‪ ،‬وحرف ‪ la‬إلنكار اإلستقبال (الزمن املستقبلي) وما إىل‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ .4‬يتم تط‪## #‬بيق الكلم‪## #‬ة يف موق‪## #‬ف هنائي وغ‪## #‬ري حمدد ‪ ،‬يف موض‪## #‬ع األس‪## #‬بقية والنهاي‪## #‬ة ‪ ،‬ويف‬
‫املوضع احملذوف يف مجي‪##‬ع الكلم‪#‬ات املنطوق‪##‬ة‪ .‬ك‪##‬ل واح‪#‬د منهم حيت‪##‬ل مكان‪##‬ه اخلاص ويس‪##‬تخدمه على‬
‫أساس احلقيقة وما تريده‪.‬‬
‫‪ .5‬أن املالمح يف ال‪##‬نزم ترج‪#‬ع إىل األغ‪##‬راض ال‪##‬يت قيلت من أجله‪##‬ا ‪ ،‬مث مالءم‪##‬ة موق‪##‬ع بعض‪##‬ها‬
‫مع البعض اآلخر ‪ ،‬واستعمال بعضها مع البعض اآلخر‪.‬‬
‫وهبذا يتض ‪##‬ح أن اجلرج ‪##‬اين ك ‪##‬ان أول من غ ‪##‬رس أس ‪##‬س أس ‪##‬لوبية عاملي ‪##‬ة‪ .‬اجلرج ‪##‬اين ه ‪##‬و ص ‪##‬اغ‬
‫نظرية النزم اليت يبين علم املعاين على رأسها يف دراسات البالغ‪##‬ة ‪ ،‬لكن‪##‬ه ليس أول من ابت‪##‬دع النظ‪##‬ام‬
‫ب ‪##‬ل يواص ‪##‬ل دراس ‪##‬ات العلم ‪##‬اء الس ‪##‬ابقني فقط ويص ‪##‬قل النظري ‪##‬ة من خالل االس ‪##‬تفادة من الدراس ‪##‬ات‬
‫املوجودة مسبًق ا‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫ُيع ‪##‬رف األس ‪##‬لوب يف التقلي ‪##‬د الع ‪##‬ريب باس ‪##‬م علم األوش ‪##‬لوب ‪ ،‬وه ‪##‬و العلم املس ‪##‬تخدم لدراس ‪##‬ة‬
‫اللغ ‪##‬ة يف األعم ‪##‬ال األدبي ‪##‬ة‪ .‬األس ‪##‬لوبية ض ‪##‬رورية الستكش ‪##‬اف الت ‪##‬أثريات واأله ‪##‬داف واأله ‪##‬داف ال ‪##‬يت‬
‫يرغب فيها املتحدث أو املؤلف بناًء على الطريقة والنظام نفسه اللذين مت تنظيمهما يف القواعد‪.‬‬
‫النظم ه‪##‬و نظري‪##‬ة ترتب‪##‬ط ارتباًط ا وثيًق ا بالدراس‪##‬ات األس‪##‬لوبية‪ .‬النظم ه‪##‬و ش‪##‬كل من أش‪##‬كال‬
‫معج‪##‬زات القرآن كم‪##‬ا ينقل‪##‬ه اجلرج‪##‬اين بكامل‪##‬ه فيم‪##‬ا يتعل‪##‬ق ب‪##‬النظم يف األس‪##‬لوب ‪ ،‬أي‪ )1 :‬أك‪##‬د أن‬
‫النظم ه‪##‬و الرتاب‪##‬ط بني عناص‪##‬ر اجلمل‪##‬ة‪ .‬يتم س‪##‬رد ك‪##‬ل عنص‪##‬ر على عناص‪##‬ر أخ‪##‬رى ؛ ‪ )2‬الكلم‪##‬ات يف‬
‫ع‬## ‫) جيب وض‬3 ‫روح ؛‬## ‫ل يف ال‬## ‫رتب بالفع‬## ‫ىن م‬## ‫اظ ألن املع‬## ‫ة بألف‬## ‫ل مرتب‬## ‫ واجلم‬، ‫ىن‬## ‫ع املع‬## ‫ام تتب‬## ‫نظ‬
‫ون يف‬## ‫يت جيب أن تك‬## ‫ائف ال‬## ‫ر الوظ‬## ‫ع العناص‬## ‫رف مجي‬## ‫ىت تع‬## ‫ة ح‬## ‫دها النحوي‬## ‫ات وفًق ا لقواع‬## ‫الكلم‬
‫ا‬##‫ة حبيث يتم ترتيبه‬##‫ها اخلاص‬##‫لة هلا خصائص‬##‫ة منفص‬##‫ىن يف دول‬##‫ع املع‬##‫د م‬##‫يت تتح‬##‫) احلروف ال‬4 .‫ة‬##‫اجلمل‬
‫ة ولكن‬##‫رية أو القليل‬##‫ا الكث‬##‫ات يف معانيه‬##‫ص الكلم‬##‫) ال يكمن ختص‬5 ‫ا ؛‬##‫ائص معناه‬##‫مجيًع ا وفًق ا خلص‬
.‫يف وضعها حسب املعىن والغرض الذي تريده اجلملة‬

‫المراجع‬

al-Jurjani, A. a.-Q. (2004). Kitab Dala’il al-I’jaz. Kairo: Maktabah al-Khanji.


al-Zarqany, M. A.-A. (t.t). Manahil al-Irfan fi ‘Ulum al-Qur’an. Mesir: Dar al-Ihya.
Amin al-Khuli, N. H. (2004). Metode Tafsir Sastra. Yogyakarta: Adab Press.
Barciro. (1994). Al-Uslubiyah. Syiria: Markaz Li an-Namai al-Hadhariy.
Mandhur, I. (2009). LisanAl-‘Arab Mujallad Al-Awwal. lebanon: Dar al-kutub al-Ilmiyah.
Muzakki, A. (2009). Stilistika al-Qur’an Gaya Bahasa al-Qur’an dalam Konteks
Komunikasi. malang: UIN Malang Press.
Purba, A. (2009). Stilistika Sastra Indonesia Kaji Bahasa Karya Sastra. Medan: USU Press.
Qalyubi, S. (2008). Stilistika Dalam Orientasi Studi Al-Qur’an. Yogyakarta: Belukar.
Qalyubi, S. (2013). ‘Ilm Al-Uslub Stilistika Bahasa Dan Sastra Arab. yogyakarta: karya
media.
Ratna, N. K. (2009). Stilistika Kajian Puitika Bahasa, Sastra Dan Budaya. Yogyakarta:
Pustaka Pelajar.
Sulayman, A.-S. I. (2012). al-Burhan ‘ala I’jaz al-Qur’an. Kairo: Dar al-Kutub al-Misriyah.
Wahab, M. A. (2002). Pemikiran Tamam Hasan. Jakarta: UIN Jakarta Press.

You might also like