You are on page 1of 25

‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .

‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬


‫‪Administrative Control As Complementary Mechanisms To Activate‬‬
‫‪The Quality Of Public Utility Services‬‬

‫د‪ .‬خرش ي الهام‪ ،‬أستاذ محاضرقسم(أ)‬ ‫*ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬


‫لقب وإسم املؤلف‪ 1‬الرتبة العلمية‬
‫جامعة محمد ملين دباغين ‪ -‬سطيف ‪2‬‬ ‫البلد‪ -‬سطيف ‪2‬‬‫دباغين‬ ‫محمد ملين‬
‫الجامعة ‪-‬‬ ‫جامعةالكلية‪-‬‬
‫‪kharchi_droit@yahoo.fr‬‬ ‫‪h.serrai@univ-setif2.dz‬‬
‫البريد اإللكتروني‬
‫عضو بمخبرتطبيقات التكنولوجيا الحديثة‬
‫على القانون‬
‫تاريخ النشر‪2022/06/10 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2022/05/18 :‬‬ ‫تاريخ االرسال‪2021/11/09 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تهدف هذه الورقة البحثية الى إبراز دور الرقابة اإلدارية في مجال النشاط اإلداري‬
‫للنهوض بجودة ونوعية الخدمات املقدمة من املرافق العمومية‪ ،‬فبالرغم من اعتماد الدولة‬
‫على الرقابة التقليدية إال أن التطور التكنولوجي فرض نوع ثاني من الرقابة هي الرقابة اإلدارية‬
‫االلكترونية وهو ما أخذت به بعض اإلدارات واملؤسسات العمومية في نظمها الرقابية وهو ما‬
‫سنوضحه في هذا البحث‪.‬‬
‫توصلت الدراسة الى أن الرقابة اإلدارية بنوعيها جزأ ال يتجزأ من نمطي اإلدارة‬
‫التقليدية أو االلكترونية‪ ،‬وأن العمل بالرقابة االدارية االلكترونية ال يزال يعترضه الكثير من‬
‫التحديات والصعاب سواء ما تعلق منها بالجانب البشري كاألمية االلكترونية أو الجانب‬
‫التنظيمي كضعف اإلطار القانوني والتشريعي‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الرقابة اإلدارية التقليدية‪ ،‬الرقابة اإلدارية االلكترونية‪ ،‬الجودة‪ ،‬النشاط‬
‫اإلداري‪ ،‬املرفق العام‪.‬‬

‫*املؤلف املرسل‪ :‬سراي حورية‬

‫‪1496‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪This paper aims to highlight the role of administrative control in‬‬
‫‪improving the quality of services provided by public utilities in the field of‬‬
‫‪administrative activity. Despite the state's reliance on traditional control,‬‬
‫‪technological development obliged some public administrations and‬‬
‫‪institutions to use another type of control, is electronic administrative‬‬
‫‪control.‬‬
‫‪The study concluded that both types of administrative control are an‬‬
‫‪integral part of the traditional or electronic management patterns. However,‬‬
‫‪electronic administrative control usage faces many challenges and‬‬
‫‪difficulties, whether related to the human aspect like the electronic‬‬
‫‪inexperience or the organizational aspect like the weakness of the legal and‬‬
‫‪legislative framework.‬‬
‫‪Keywords: Administrative Control, Electronic Administrative Control,‬‬
‫‪Electronic Management, Quality, Administrative Activity, Public Utility.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫الرقابة اإلدارية وظيفة أساسية من وظائف اإلدارة تأتي بعد التخطيط و التنظيم‬
‫والتوجيه‪ ،‬فهي تعد حجر زاوية في اإلدارة كونها تقوم بوظيفة أساسية في الدولة‪ ،‬وتطور دورها‬
‫بتطور دور الدولة من دولة حارسة الى دولة متدخلة في كافة القطاعات و امليادين‪ ،‬فهذا‬
‫التدخل يتطلب وجود رقابة فعالة على أداء مختلف األجهزة اإلدارية لوظائفها بكفاءة‬
‫وفاعلية‪ ،‬وفي ظل انتشار االنترنت و استخدام التقنيات الحديثة في مجال التكنولوجيا اإلعالم‬
‫و االتصال التي مست جميع مناحي الحياة بما في ذلك نشاط اإلدارة‪ ،‬وبالنتيجة تأثرت الرقابة‬
‫اإلدارية بهذه الوسائط االلكترونية وظهر مفهوم جديد يسمى بالرقابة اإلدارية اإللكترونية‪،‬‬
‫ساهمت في تطوير دور الرقابة من مجرد التحقق من أن نشاط املرفق العمومي يمارس في‬
‫حدود القانون الى التأكد من أن هذا النشاط يمارس بسرعة ويقدم خدمات ذات نوعية‬
‫وجودة للمواطنين في حدود القانون أيضا‪ ،‬و من هنا تبرز أهمية هذه الدراسة في البحث عن‬
‫الدور الذي يمكن أن تلعبه الرقابة اإلدارية االلكترونية في ظل توجه الدول و من بينها الجزائر‬
‫نحو التحول الى نمط اإلدارة االلكترونية و منه التحول الى نظم الرقابة االلكترونية‪ ،‬و إلبراز‬
‫هذا التوجه نذكر على سبيل املثال إنشاء جامعة محمد بوضياف باملسيلة على موقعها‬
‫االلكتروني منصة للشكاوى‪ ،‬لكن في املقابل ال يمكن إنكار وجود رقابة إدارية تقليدية قوية‬
‫بمقوماتها ال تزال تساهم في تفعيل جودة الخدمة العمومية‪ ،‬و تأسيسا على ذلك تتمحور‬

‫‪1497‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫إشكالية هذا البحث حول مدى مساهمة الرقابة اإلدارية بنوعيها (التقليدية وااللكترونية) في‬
‫تحسين جودة خدمات املرفق العمومي؟‬
‫و هو ما سوف نتطرق له من خالل املبحثين التاليين‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬الرقابة اإلدارية إطارمفاهيمي‬
‫املبحث الثاني‪ :‬جودة الخدمة العمومية بين مقومات الرقابة اإلدارية التقليدية والرقابة‬
‫اإلدارية االلكترونية كآلية مكملة لها‬
‫املبحث األول‪ :‬الرقابة اإلدارية إطارمفاهيمي‬
‫تعد الرقابة اإلدارية من أهم الوسائل و اآلليات التي تستعملها اإلدارة في القيام‬
‫بنشاطها و مهامها اإلدارية‪ ،‬و نظرا للتطور التكنولوجي الحاصل في ميدان العمل اإلداري‪ ،‬كان‬
‫لزاما أن تتطور هذه الرقابة لتتماش ى مع النشاط االلكتروني الجديد‪ ،‬خاصة مع ظهور املرفق‬
‫العمومي االلكتروني‪ ،‬ومن هنا ظهر ما يعرف بالرقابة اإلدارية االلكترونية‪ ،‬وقبل الخوض في‬
‫تعريف هذه الرقابة وسرد خصائصها‪ ،‬البد أن نتطرق الى "الرقابة اإلدارية التقليدية"‪ 1‬من‬
‫خالل التركيزعلى مفهوما وأهميتها و أهدافها لتبيان دورها في تفعيل جودة الخدمة العمومية‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم الرقابة اإلدارية التقليدية‬
‫يختلف مفهوم الرقابة باختالف األنظمة املوجودة في الدولة سواء كانت اجتماعية أو‬
‫سياسية أو إدارية ففي الصين مثال تعتبر الرقابة إحدى السلطات الخمس في الدولة‪ ،2‬وقد‬
‫تختلف الرقابة داخل الدولة الواحدة من فترة زمنية الى أخرى‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬املفهوم اللغوي و االصطالحي للرقابة اإلدارية التقليدية‬


‫أوال‪ :‬املفهوم اللغوي‬
‫كلمة الرقابة مشتقة من الفعل راقب يراقب مراقبة‪ ،‬بمعنى تابع الش يء الى نهايته‪3‬‬

‫والرقيب تعني( الحافظ و املنتظر و الحارس األمين)‪ ،‬فقد جاء في قوله تعالى (إن هللا كان‬
‫عليكم رقيبا) و فسرها املفسرون بأنها تعني «إن هللا كان على الناس حفيظا»‪ ،‬فالرقيب تعني‬
‫الحفيظ والرقابة تعني املحافظة‪ ، 4‬كما قد تعني التقص ي‪ ،‬الفحص‪ ،‬املحاسبة‪ ،‬اإلشراف‪،‬‬
‫التفتيش‪ ،‬و املراجعة‪ ،‬و التحقيق‪ ،‬االستفسار عن غامض‪.‬‬
‫و كلمة ‪ controle‬مشتقة من كلمتي ‪ contre-role‬اللتان تعبران عن الدور أو العمل‬
‫الذي يتخذ ملواجهة دور أو عمل آخر‪.5‬‬

‫‪1498‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫ثانيا‪ :‬املفهوم االصطالحي‬


‫لم يستقر الفقه على بيان معنى محدد ملصطلح الرقابة‪ ،‬لهذا جاءت تعاريف الفقهاء‬
‫متعددة تارة تقترب من املعنى الحقيقي و تارة أخرى تبتعد عن هذا املعنى‪ ،‬ذلك أن للرقابة‬
‫جانبان احدهما فني يعنى بمبادئ و أساليب مباشرتها وهو ما يطلق عليه تسمية علم اإلدارة‬
‫العامة‪ ،‬و في هذا اإلطار تم تعريف الرقابة بأنها‪ (:‬عمل من أعمال اإلدارة تستهدف التأكد من‬
‫أن املوارد املتاحة تستخدم أفضل استخدام ممكن لتحقيق األهداف التي تسعى اإلدارة الى‬
‫تحقيقها) ‪ ،6‬و انتقد هذا التعريف ألنه حصر موضوع الرقابة في جهة اإلدارة فقط‪ ،‬بينما‬
‫الرقابة بمفهومها العام تعني التحقق من أن التنفيذ يتم وفقا للتوجيه املحدد في خطة العمل‬
‫و ضمن القواعد و األهداف املقررة‪ ،‬في حين أن الجانب األخر للرقابة هو الجانب القانوني‬
‫الذي يعالج الكيفية التي يجب أن يكون عليها ترتيب اإلدارة من الناحية القانونية‪ ،‬أي‬
‫مجموعة القواعد القانونية التي تبين تشكيل الهيئات الرقابية و االختصاصات املخولة لها و‬
‫السلطات التي تستند إليها‪ ،7‬وفي هذا الصدد يعرف جانب من الفقه الرقابة بأنها‪ ( :‬تلك‬
‫الوسائل و اإلجراءات التي يفرضها القانون لغرض التحقق من قيام الشخص "طبيعيا كان أو‬
‫معنويا " بنشاطه طبقا ألحكام القانون وفي إطار السياسة االقتصادية املقررة)‪ ،‬وقد قصر‬
‫هذا التعريف مفهوم الرقابة على صورة الرقابة الالحقة دون الرقابة السابقة‪ ،‬و هو ما ال‬
‫يمكن اعتماده بالنظر الى مزايا الرقابة السابقة في الحد من الفساد اإلداري و املالي‪. 8‬‬
‫ومما سبق فالرقابة عملية إدارية تهدف الى حماية مبدأ املشروعية والسير الحسن‬
‫لإلدارة مستخدمة في ذلك الوسائل اإلدارية و القانونية معا‪ ،9‬فهي تشكل حلقة هامة في‬
‫العملية اإلدارية‪ ،‬ذلك أنها تعتبر احد العوامل املؤدية إلي تحقيق النجاح والتفوق في مرحلة‬
‫التنمية‪ ،‬فالبعض يشبه الرقابة داخل الهيئة اإلدارية بالجهاز العصبي لإلنسان أو البوصلة‬
‫بالنسبة للربان‪ ،‬فبواسطتها يمكن التأكد بان سير العمل يتم في إطاره الصحيح‪. 10‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية الرقابة اإلدارية التقليدية وأهدافها‬
‫أوال‪ :‬أهمية الرقابة اإلدارية التقليدية‬
‫تتأكد أهمية الرقابة في كافة نواحي العمل اإلداري‪ ،‬وتتمثل هذه النواحي في‪:‬‬

‫‪1499‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫أ) من الناحية اإلدارية‪:‬‬


‫‪ -1‬تساهم الرقابة في إلزام الهيئات اإلدارية باحترام املشروعية القانونية في جميع‬
‫أعمالها و تصرفاتها و الكشف عن االنحرافات و املشكالت العملية بشكل يكفل‬
‫حسن سير األعمال بكفاءة وفاعلية‪.‬‬
‫‪ -2‬تساهم في ضمان استقامة و نزاهة املوظفين و العاملين و التأكد من قيامهم‬
‫بأعمالهم بكل أمانة و مصداقية ومنه الحد من ظاهرة الفساد بجميع صوره‪.‬‬
‫‪ -3‬التأكد من توافق ما تم تنفيذه مع ما هو مخطط له و بخالفه يتوجب تحديد‬
‫االنحرافات و بيان أسبابها‪11 .‬‬

‫ب) من الناحية االقتصادية‪:‬‬


‫‪ -1‬التأكد من كفاءة و حسن أداء السلطات ملا تعهدت بانجازه من أعمال و‬
‫خدمات بأقل قدر من الجهد و النفقات و في املوعد املقرر‪.‬‬
‫‪ -2‬تكفل الرقابة حسن تقدير التناسب القائم بين التكلفة و العائد‪ ،‬وبين أدوات‬
‫اإلنتاج املستخدمة و الناتج عن تشغيلها‪.12‬‬
‫ت) من الناحية املالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تشكل الرقابة وسيلة فعالة بيد السلطات القائمة على متابعة نشاط‬
‫املؤسسات اإلدارية أو السلطات القائمة على تنفيذ املوازنة العامة‪ ،‬من خالل‬
‫مراقبة مدى تطابق النفقات مع اإليرادات‪.‬‬
‫‪ -2‬منع اإلسراف و التبذير و سوء استخدام األموال العامة‪ ،‬عن طريق و ضع‬
‫آليات محددة للمراقبة ومحاربة الفساد بكل أنواعه‪ ،‬حفاظا على تبديد املال‬
‫العام أو استغالله للمصالح الشخصية على حساب املصلحة العامة‪.13‬‬
‫ث) من الناحية األمنية‪ :‬تبحث الرقابة في سالمة الوسائل املستخدمة لحماية األصول‬
‫املالية للهيئة اإلدارية و املوظفين بها‪.14‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهداف الرقابة اإلدارية التقليدية‬
‫تطورت أهداف الرقابة عامة بالتزامن مع التطور االجتماعي واالقتصادي و السياس ي‪ ،‬و‬
‫بالتالي لم يعد دور الرقابة قائما على أساس كشف االنحرافات و األخطاء‪ ،‬بل صار لها دور‬
‫ايجابي يهدف الى الوقوف على مواطن الخلل وبيان أسبابه وكذلك بيان سبل تجنب الوقوع‬

‫‪1500‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫فيه مستقبال‪ ،‬أي تحول دور الرقابة في العملية اإلدارية من الدور العالجي الى الدور الوقائي‪.15‬‬
‫و يمكن تلخيص أهداف الرقابة في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬ضمان األداء الصحيح للمهام و الواجبات من خالل محاولة تحديد مواطن األخطاء‬
‫واالنحرافات و العمل على إصالحها و ترشيدها؛‬
‫‪ -2‬حماية أموال الدولة من السرقة و تبديدها و استغاللها لألغراض الخاصة؛‬
‫‪ -3‬املساهمة في القضاء على الفساد اإلداري و املالي‪ ،‬من خالل ضمان عدم تعطيل‬
‫األعمال‪ ،‬أو استغالل املنتفعين بالخدمة‪ ،‬أو إساءة استغالل السلطة من طرف‬
‫املوظفين؛‬
‫‪ -4‬توفر الرقابة إمكانية اإلصالح اإلداري‪ ،‬و تحسين أوضاع املرافق العمومية‪ ،‬فدون‬
‫رقابة لن يتم اكتشاف االنحرافات و األخطاء‪ ،‬مما يساعد على انتشار الفساد‬
‫والفوض ى داخل املرفق العام‪16‬؛‬
‫‪ -5‬تحسين األداء الحكومي‪ ،‬وزيادة الثقة بين املواطن ومختلف الهيئات اإلدارية‪ ،‬ذلك أن‬
‫الرقابة و التقييم يعتبران من أهم اآلليات املكملة لتفعيل جودة الخدمات املقدمة من‬
‫طرف مختلف املرافق العمومية‪.17‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬ماهية الرقابة اإلدارية االلكترونية‬
‫في ظل التطور التكنولوجي و املعلوماتي املذهل‪ ،‬واالنتقال من االقتصاد التقليدي الى‬
‫االقتصاد الرقمي‪ ،‬ومن اإلدارة التقليدية ( إدارة األشياء كاألبنية و األصول املادية) الى اإلدارة‬
‫اإللكترونية( املبنية على الرقميات و الشبكات و العالقات و التفاعالت) ‪ ،18‬فالسؤال الذي‬
‫يطرح نفسه هو‪:‬ماذا عن الرقابة في عصر اإلنترنت و شبكات األعمال ؟‪19‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الرقابة اإلدارية االلكترونية‬


‫أوال‪ :‬تعريف الرقابة اإلدارية االلكترونية‬
‫تعتبر الرقابة اإلدارية االلكترونية ثمرة التطور الهائل في التقدم التكنولوجي في الوقت‬
‫الحاضر‪ ،‬لم تحظى باهتمام كبير من جانب الفقهاء‪ ،‬و جاءت محاوالت تعريفها متواضعة‬
‫باعتبارها من املصطلحات املستحدثة في العمل اإلداري‪.‬‬
‫فالبعض يعرف الرقابة اإلدارية االلكترونية بأنها‪ (":‬الرقابة التي تعتمد على تقنية‬
‫املعلومات اإلدارية حيث أصبحت أكثر قدرة على معرفة املتغيرات الخاصة بالتنفيذ أوال بأول‬
‫و في الوقت الحقيقي‪ ،‬فاملعلومات التي تسجل فور التنفيذ تكون لدى املدير)‪ ،‬و تعرف إجرائيا‬

‫‪1501‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫بأنها‪ (:‬استخدام التقنية الحديثة في عملية الرقابة على أداء املوظفين لتحقيق أهداف‬
‫املنظمة بكفاءة و فعالية وان كل ش يء يسير وفق املخطط له مسبقا)‪. 20‬‬
‫البعض األخر يرى بأنها‪ (:‬عملية مستمرة متجددة تكشف عن االنحرافات أول بأول‬
‫نتيجة التداخل الكبير بين حدود املسؤولية اإلدارية للمديرين و املسؤولية التنفيذية للعاملين‬
‫فالجميع يعملون في الوقت نفسه النجاز املهمة نفسها) ‪.21‬‬
‫عرفت أيضا بأنها‪ (:‬ممارسة العملية الرقابية باستخدام أدوات تكنولوجيا املعلومات‬
‫املتخصصة‪ ،‬مما يتيح ملتخذي القرار القدرة على رصد االنحرافات بأقل جهد ووقت ممكن‬
‫وبنتائج عالية الدقة‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار معايير تعزز الجانب الرقابي في األنظمة العاملة‬
‫في املؤسسة ) ‪.22‬‬
‫كما تعرف الرقابة اإلدارية االلكترونية بأنها أسلوب متكامل ألتمتة األعمال الرقابية‬
‫لغايات تدفق العمليات اإلدارية إلكترونيا و توثيقها وفق تطبيقات الكترونية ممنهجة‪ ،‬وتعني‬
‫القدرة على استخدام الحاسوب للتأكد من صحة أداء األعمال و األنشطة املختلفة من قبل‬
‫املرؤوسين‪ ،‬وفقا للخطط و البرامج املحددة مسبقا‪ ،‬بما يكفل تحقيق أهداف املنظمة بأعلى‬
‫كفاءة اقتصادية ممكنة‪ ،‬ومن ثمة تحديد االنحرافات عن الخطط املوضوعة‪ ،‬للتمكن من‬
‫اتخاذ اإلجراءات العالجية و التصحيحية بما يمنع وقوعها مستقبال‪.23‬‬
‫من خالل مختلف التعاريف التي أوردناها نجد أن الرقابة االلكترونية ال تختلف عن‬
‫نظريتها التقليدية سوى من جانب الوسائل املتبعة في الرقابة و التقييم‪ ،‬حيث يغلب في‬
‫الرقابة االلكترونية استخدام الوسائل االلكترونية مثل شبكة اإلنترنت أو جهاز الكمبيوتر‪.‬‬
‫وعليه فإن مفهوم الرقابة اإلدارية االلكترونية يأخذ ثالثة أبعاد رئيسية هي‪:‬‬
‫‪ -1‬البعد األول‪ :‬يتصل باملراقبة و املراجعة و تصحيح األخطاء و كشف االنحرافات‬
‫بصورة مستمرة بغية تحسين كفاءة األداء وخفض التكاليف‪.‬‬
‫‪ -2‬البعد الثاني‪ :‬يخص حماية النظام من كل أشكال التخريب و االختراق و االستخدام‬
‫غير الشرعي و النفاذ غير املخول الى قواعد البيانات و املعطيات‪ ،‬باالظافة الى جرائم‬
‫الحاسوب و االنترنت‪.‬‬
‫‪ -3‬البعد الثالث‪ :‬يتصل بتقسيم أنشطة و عمليات نظام الرقابة اإلدارية االلكترونية‬
‫وتحليل نتائج التكاليف من منظور شامل ومتكامل انسجاما مع حقيقية أنه من غير‬
‫املفيد وجود نظم باهظة تكاليف‪.24‬‬

‫‪1502‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص و أهمية الرقابة اإلدارية االلكترونية‬


‫أ) خصائص الرقابة اإلدارية االلكترونية‪ :‬يمكن تلخيص أهم خصائص الرقابة‬
‫اإللكترونية كاآلتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬سهولة الفهم من مستخدميها ؛‬
‫‪ -2‬امتالك قاعدة معلومات تحتوي على معلومات عن أداء انشطة الهيئات اإلدارية‬
‫تكون جاهزة عند الحاجة لها؛‬
‫‪ -3‬تحقق هذه الرقابة‪ ،‬املوازنة بين التكلفة واملردود؛‬
‫‪ -4‬املرونة والتكيف مع املتغيرات والظروف البيئية بعكس الرقابة التقليدية‪25‬؛‬
‫‪ -5‬من أهم خصائص الرقابة اإللكترونية هو إمكانية العمل عن بعد فاملراقب أو‬
‫املفتش يمكن أن يؤدي عمله من أي مكان و بأي وقت و دون الحاجة للحضور‬
‫الى موقع العمل‪ ،‬مما يجنبه الكثير من املخاطر والجهد والوقت‪ ،‬هذه الرقابة‬
‫تبدأ من مجرد كبسة زر من أي مكان وهو ما يسهل عملية الرقابة؛‬
‫‪ -6‬تساعد البرامج الرقابية في امكانية تحديد االنحرافات والتجاوزات وإعطاء‬
‫التنبيه بشكل الكتروني لحظي‪ ،‬من خالل البرامج الرقابية دون الحاجة إلى‬
‫تدخل املراقب في عمليات البحث والتحري؛‬
‫‪ -7‬من خصائص الرقابة اإلدارية اإللكترونية أو الرقابة الذكية هي التركيز على‬
‫الجوانب املهمة و املؤثرة في أداء الهيئات واملؤسسات العمومية ملهامها‪ ،‬والتي‬
‫تكون حاسمة في تحديد فشل أو نجاح املرفق العمومي في أداء نشاطه‬
‫اإلداري‪.26‬‬
‫ب) أهمية الرقابة اإلدارية االلكترونية‪ :‬نظرا للدور الكبير الذي تلعبه الرقابة اإلدارية‬
‫اإللكترونية في الكشف عن مواطن الخلل والقصور في النشاط اإلداري للمرفق‬
‫العمومي وكذلك للموظف العام في القيام بمهامه‪ ،‬و في تصحيح األخطاء والتجاوزات‬
‫أثناء عملية تنفيذ البرامج والسياسات‪ ،‬مما منح هذا النظام الرقابي أهمية كبيرة تمثل‬
‫في‪:‬‬
‫‪ -1‬تعتبر الرقابة اإلدارية اإللكترونية أداة للتأكد من حسن تنفيذ السياسات‬
‫والبرامج واملخططات املوضوعة باستخدام الكمبيوتر؛‬

‫‪1503‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫‪ -2‬تساعد على تحقيق األهداف املتعلقة بتحسين مستوى الخدمات املقدمة من‬
‫طرف املوظفين‪ ،‬و حماية األموال العمومية من التالعب وسوء االستخدام ؛‬
‫‪ -3‬تالفي مخاطر التعامل الورقي و ايجاد منحى جديد للعمل‪ ،‬واالستفادة من‬
‫الفرص املتاحة في استخدام التكنولوجيا املتقدمة‪27‬؛‬
‫‪ -4‬تعزز هذه الرقابة من استقامة ونزاهة املوظفين والعاملين‪ ،‬والتأكد من قيامهم‬
‫بأعمالهم بكل أمانة و مصداقية‪ ،‬و بالتالي تساهم في تعزيز الشفافية والحد من‬
‫الفساد اإلداري واملالي ؛‬
‫‪ -5‬تظهر اهمية هذه الرقابة من خالل ما توفره من دقة في البيانات واملعلومات‪،‬‬
‫بحيث تساهم في الحيلولة دون حدوث أي تهاون في تحصيل اإليرادات أو زيادة‬
‫في النفقات‪ ،‬وكذلك امكانية تحديد االنحراف والتجاوز بسهولة وفي نفس وقت‬
‫وقوعه‪ ،‬فهذا النوع من الرقابة يتيح امكانية اتخاذ القرار املناسب؛‬
‫‪ -6‬تساهم هذه الرقابة في تعزيز مبدأ املشروعية من خالل الزام الهيئات اإلدارية‬
‫على احترام هذا املبدأ في جميع أعمالها وتصرفاتها‪ ،‬فالكشف املبكر عن‬
‫االنحراف والخطأ و التجاوز يساعد في تطوير األداء الفردي والتنظيمي بالشكل‬
‫الذي يساهم في حسن سير نشاط املرفق العام بكفاءة و فاعلية‪.28‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬متطلبات الرقابة اإلدارية االلكترونية‬
‫لقيام الرقابة اإلدارية اإللكترونية بوظيفتها على أكمل وجه تحتاج إلى توفر متطلبات‬
‫تنظيمية وبشرية ومتطلبات تقنية وأخرى تتعلق بالحماية واألمن‪.‬‬
‫أوال‪ :‬املتطلبات التنظيمية والبشرية‬
‫أ) املتطلبات التنظيمية‪ :‬يعتبر البناء التنظيمي من أهم العوامل الذي يسهل استخدام‬
‫التقنية والتكنولوجيا الحديثة و تشمل املتطلبات التنظيمية ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬بناء تنظيمي مناسب للعمل اإللكتروني من خالل تحديد املهام والوظائف‬
‫بدقة و وضوح بين مختلف الهيئات و املصالح اإلدارية و عالقتها مع اإلدارة‬
‫املركزية و كذا عالقتها مع بعضها البعض‪ ،‬بغية ضمان استمرارية النشاط‬
‫اإلداري واالرتقاء بمستوى الخدمات املقدمة‪.29‬‬
‫‪ -2‬الثقافة التنظيمية و تتمثل في مجموعة القيم واملبادئ التي تحكم سير‬
‫عمل املرافق تجاه املوظفين واملواطنين معا‪ ،‬والطريقة التي يتم من خاللها‬

‫‪1504‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫انجاز املهام فيها‪ ،‬فوجد رقابة إدارية الكترونية متماسكة يتطلب وجود‬
‫ثقافة تنظيمية مالئمة‪.‬‬
‫‪ -3‬تبني الهيئة اإلدارية أهداف واضحة تسعى إلى تحقيقها وهذا عن طريق‬
‫توفير قنوات اتصال بين مختلف الهيئات اإلدارية من أجل تحقيق رقابة‬
‫فعالة‪.30‬‬
‫ب) املتطلبات واملهارات البشرية‪ :‬تعد املوارد البشرية الثروة األساسية في عمليات الرقابة‬
‫اإلدارية اإللكترونية‪ ،‬ذلك أن العنصر البشري مهم لتشغيل هذه األنظمة الرقابية‪،‬‬
‫كونه يظم كل الخبرات املطلوبة من مبرمجين ومحللين ومهندسين‪ ،31‬وعليه يعتبر‬
‫املورد البشري رأس املال الفكري القابل للتكيف مع الظروف والتكنولوجيا املتغيرة‪32‬‬

‫ومن أهم املتطلبات البشرية هي‪:‬‬


‫‪ -1‬ضرورة االهتمام بالجانب التدريبي وبناء القدرات ملواكبة التطور التكنولوجي‬
‫واملعرفي املذهل‪ ،‬ونشر ثقافة استخدام اإلدارة اإللكترونية وتأمين بنية تحتية‬
‫متطورة تكون قادرة على خلق وتأمين التواصل‪ ،‬ونقل املعلومات بين مختلف‬
‫الهيئات واملؤسسات اإلدارية نفسها من جهة وبين املؤسسات واملواطن من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬وجود اإلرادة السياسة الحقيقة لتفعيل وتطبيق مشروع اإلدارة اإللكترونية التي‬
‫تعمل على تهيئة البنية الالزمة واملناسبة لعمل الرقابة اإلدارية اإللكترونية في‬
‫كافة الهيئات واملؤسسات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -3‬تبني منظومة تشريعية وقانونية تواكب التحول من نمط اإلدارة التقليدية إلى‬
‫نمط اإلدارة االلكترونية‪ ،‬فوجود النص القانوني يضفي على عمل اإلدارة‬
‫اإللكترونية بصفة عامة وعلى الرقابة اإللكترونية بصفة خاصة املشروعية‬
‫واملصداقية‪. 33‬‬
‫ثانيا‪ :‬املتطلبات التقنية‬
‫تشكل هذه املكونات حجر األساس ملوضوع الرقابة اإلدارية بوسائل الكترونية‪ ،‬وتتمثل‬
‫في األجهزة والتقنيات الالزمة إلنجاح التحول إلى الرقابة اإللكترونية وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬األجهزة واملعدات‪ :‬مثل الحواسيب اآللية ومخازن املعلومات وبنية تحتية‬
‫متطورة لشبكات االتصاالت والبيانات تكون قادرة على تأمين التواصل ونقل‬

‫‪1505‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫املعلومات بين مختلف الهيئات اإلدارية‪ ،‬وكذلك نقل البيانات بين هذه الهيئات‬
‫واملواطن من جهة أخرى ‪.‬‬
‫‪ -2‬البرمجيات‪ :)Software( 34‬تضم البرمجيات جميع أنواع البرامج ذات القدرة‬
‫على معالجة املعلومات وإجراء العمليات الالزمة عليها‪ ،‬هذه البرمجيات ستمكن‬
‫األجهزة الرقابية من بناء قواعد املعلومات الخاصة بها للحاالت املختلفة‬
‫والرجوع إليها عند الحاجة لها‪.35‬‬
‫ثالثا‪ :‬متطلبات الحماية واألمن‬
‫تعد مسألة توفير الحماية للبيانات واملحافظة على أمن وخصوصية نظام املعلومات من‬
‫املشاكل التي تزداد حدتها مع ازدياد التطور التكنولوجي‪ ،‬األمر الذي دعا الدول إلى محاولة‬
‫جعل منظومتها التشريعية تساير هذا التطور‪ ،‬ولقيام رقابة الكترونية فعالة يجب توفير األمن‬
‫اإللكتروني و السرية اإللكترونية ذات مستوى عال لحماية املعلومات الوطنية و الشخصية‬
‫ولصون األرشيف االلكتروني من أي عبث‪ ،‬وضرورة التركيز على هذه النقطة ملا لها من أهمية‬
‫وخطورة على األمن القومي والشخص ي للدولة أو األفراد‪،36‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬جودة الخدمة العمومية بين مقومات الرقابة اإلدارية التقليدية والرقابة‬
‫اإلدارية االلكترونية كآلية مكملة لها‬
‫ال يمكن إنكار الدور الذي تقوم به الرقابة اإلدارية التقليدية من خالل املقومات التي‬
‫تقوم عليها و التي ساهمت وال تزال تساهم في تحسين جودة الخدمة العمومية‪ ،‬لكن في املقابل‬
‫التطور العلمي الهائل و ما أفرزه من نمط اإلدارة االلكترونية‪ ،‬فرض على الدول ومن بينها‬
‫الجزائر أن تساير هذا التطور بالتحول نحو نظام الرقابة اإلدارية االلكترونية الذي تأخذ به‬
‫املؤسسات االقتصادية‪ ،‬و إلبراز هذا التطبيق الذي بدأت اإلدارة العمومية التوجه إليه نذكر‬
‫على سبيل املثال منصة الشكاوي لجامعة محمد بوضياف باملسيلة‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مقومات الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل الجودة داخل املرفق‬
‫العمومي‬
‫ما زالت الرقابة اإلدارية التقليدية مهمة كونها تقوم على مقومات تساهم في جودة‬
‫الخدمة العمومية على الرغم من تحول الدولة نحو نمط اإلدارة االلكترونية الذي فرض عليها‬
‫التحول نحو النظم الرقابية االلكترونية في العديد من املجاالت وهو ما سنبينه في الفرع‬
‫الثاني‪.‬‬

‫‪1506‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫الفرع األول‪ :‬مقومات الرقابة اإلدارية التقليدية‬


‫تقوم الرقابة اإلدارية على مقومات تساهم في تحقيق أهدافها نذكر منها‪:‬‬
‫أوال‪:‬الوضوح واملرونة واالقتصاد‪37‬‬

‫يتعين أن يكون هناك نطاقا متكامال للرقابة‪ ،‬بحيث يضمن أن تكون عملية الرقابة‬
‫بسيطة اإلجراءات وسهلة الفهم‪ ،‬قائمة على معايير سهلة ومرنة ومفهومة تجعلها قادرة على‬
‫التكيف مع جميع الظروف الطارئة والحديثة‪38‬‬

‫‪ -1‬الرقابة الفعالة هي الرقابة التي تتسم باملرونة الكافية تسمح لها بالتعامل مع كل‬
‫املتغيرات وقدرة الجهات التي تتولى عمليات الرقابة على مراعاة طبيعة نشاط الهيئة‬
‫التي يقومون برقابة تصرفاتها‪39‬؛‬
‫‪ -2‬لزيادة كفاءة وفعالية هذه النظم الرقابية يجب أن تتالءم عملية الرقابة مع طبيعة‬
‫النشاط املؤدى‪ ،‬بمعنى أن ال يقتصر دورها على مجرد اكتشاف األخطاء واالنحرافات‪،‬‬
‫بل يجب أن يقوم بدراستها وتحليلها واقتراح انسب الحلول لها أو أفضل الطرق‬
‫ملعالجتها بما يساعد تالفي آثارها السلبية في الوقت املناسب أو منع حدوثها مستقبال‪.40‬‬
‫وهو ما تحققه الرقابة اإلدارية اإللكترونية ذلك أنها تحقق نوعا من التنظيم‬
‫والفعالية يمكن السلطات اإلدارية من معرفة كيفية سير العمل لتحقيق األهداف‬
‫واكتشاف األخطاء و االنحراف و العمل على إصالحه‪ ،41‬فهي تضمن اقتراح البدائل‬
‫والحلول واإلجراءات والقرارات التصحيحية املناسبة‪.42‬‬
‫‪ -3‬من بين أهم مقومات الرقابة الفعالة هي قلة التكاليف أي ال تنجر عليها مبالغ مالية‬
‫تثقل كاهل اإلدارة وفي نفس الوقت يجب توحيد أوجه الرقابة‪ ،‬فتعدد صورها ينتج‬
‫عنه تعد النتائج‪ ،‬وبالتالي يؤدي إلى عرقلة اتخاذ القرارات مما يعرقل انتظام واضطراد‬
‫سير خدمات املرفق العمومي‪.43‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعزيزالثقة بين جميع فواعل العملية الرقابية‬
‫لتحقيق الرقابة ألهدافها ينبغي أن يسود العالقة بين الجهة الرقابية والجهة املشمولة‬
‫بالرقابة الثقة والتعاون‪ ،‬بمعنى أن ال يكون القائمون على الرقابة مهمتهم هي تصيد األخطاء‪،44‬‬
‫بل يجب أن تسود عملية الرقابة أجواء الثقة واألمان بين الرئيس واملرؤوسين حيث يستطيع‬
‫الجميع مناقشة النظم الرقابية وتقييمها وحتى تعديلها‪ ،45‬فالرقابة الفعالة يجب أن تتم‬
‫بطريقة يشعر معها العمال واملوظفون أنهم أداة ملساعدتهم على تحسين مستوى أدائهم وليس‬

‫‪1507‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫لتعقب أخطائهم وزالتهم‪ ،‬مع ضرورة أن يتحلى القائمون على العملية الرقابية بالنزاهة‬
‫والحياد‪ ،46‬ويجب على املشرع أن يسن قوانين تعزز وتحمي استقاللية الجهات التي تتولى‬
‫عمليات الرقابة‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة االهتمام بتكثيف الدورات التكوينية التي تزيد في تنمية‬
‫قدرات القائمين على عمليات الرقابة مما ينعكس إيجابا على أدائهم‪ ،‬كما يجب أن تواكب هذه‬
‫املنظومة القانونية التطورات العملية الحديثة‪.47‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية االلكترونية كآلية مكملة لتفعيل جودة الخدمة العمومية‬
‫أثبت الواقع أن طرح فكرة الجودة في النصوص القانونية ال يكفي وحده بل يجب إعمال‬
‫رقابة دورية ودقيقة حول النوعية والجودة‪ ،‬فالتقييم والرقابة الدورية هي السبيل الوحيد‬
‫إلنجاح مقاربة الجودة‪ ،‬هذا املشكل ال يطرح بالنسبة للقطاعات املسيرة في إطار عقود االمتياز‬
‫و القطاعات املؤطرة بسلطات ضبط في املجال ألن هذه السلطات هي املكلفة بضبط املجال‬
‫والرقابة والتقييم والتحيين الدوري ملقاييس النوعية والجودة وفق التطورات التي يعرفها‬
‫املجال‪ ،‬فاملشكل يطرح في اإلدارات واملؤسسات العمومية و يزداد حدة إذا تعلق األمر‬
‫بالخدمات العمومية و خاصة الخدمات اإلدارية‪ ،48‬هذه الخدمات التي تشهد في كثير من‬
‫األحيان تردي في نوعيتها مما سببت حالة تذمر لدى املواطن‪ ،‬هذا التذمر دفع الدولة للتفكير‬
‫في ضرورة تحسين صورتها عن طريق تبني مقاربة اإلدارية االلكترونية التي من بين مميزاتها خلق‬
‫نوع من الشفافية للجهاز اإلداري و املرونة و السرعة و الدقة ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التبني التدريجي للرقابة االلكترونية في املنظومة القانونية الجزائرية‬
‫بسبب مختلف املشاكل اإلدارية و التسييرية دفعت القطاع العام الى البحث عن حلول‬
‫لها و ليس هناك انسب من تغيير نمط إدارته و تحويله من األسلوب الذي يتميز بالبيروقراطية‬
‫الشديدة و بطء و تعقيد إجراءاته الى األسلوب االلكتروني املرن و السريع للخروج من‬
‫املشكالت املطروحة‪ ، 49‬وكانت الجزائر من بين الدول التي قررت مواكبة التطورات الحاصلة في‬
‫مجال تكنولوجيا املعلومات و االتصاالت من خالل إطالقها ملشروع« الجزائر اإللكترونية سنة‬
‫‪ ،» 2008‬هذا املشروع يندرج ضمن رؤية استراتيجية رامية الى بروز مجتمع العلم واملعرفة‬
‫الجزائري مع األخذ بعين االعتبار التحوالت العميقة و السريعة في مجال العلم‪ ،50‬وكذلك‬
‫ضمن التحول للخدمات الرقمية و هذا كله بهدف تحسين و تطوير خدمات املرفق‬
‫العمومي‪.51‬‬

‫‪1508‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫يمثل توجه الجزائر نحو الرقمنة مرحلة مهمة في ارهاصات االنتقال نحو تطبيق‬
‫تكنولوجيا املعلومات و االتصاالت على مستوى اإلدارات‪ ،‬و التحول الى الخدمات و األعمال‬
‫االلكترونية في املؤسسات و اإلدارات الحكومية‪ ،‬وجعل هذا التحول االلكتروني كأداة لتطوير‬
‫وإصالح الخدمة العمومية‪ ،52‬وعملت الجزائر على االستفادة من تكنولوجيا املعلومات‬
‫واالتصال من خالل تطوير بنيتها التحتية بإنشأ مركز البحث العلمي و التقني سنة ‪1986‬‬
‫التابع لوزارة التعليم العالي و البحث العلمي‪ ،53‬وفي سنة ‪ 1999‬تم الربط بين ايطاليا و الجزائر‬
‫ضمن مشروع تعاون مع منظمة اليونسكو إلقامة شبكة معلوماتية في إفريقيا حيث تمثل‬
‫الجزائر نقطة محورية للشبكة في شمال افريقيا‪ ،54‬وتم تدعيم هذا الجانب املتعلق باالنترنت‬
‫بنصوص تنظيمية متعلقة بكيفية و ضع املعايير و الشروط الخاصة بكيفية وضع االنترنت و‬
‫االستفادة من خدماتها‪ ،‬من خالل املرسوم التنفيذي رقم ‪ 55257-98‬املؤرخ في ‪ 25‬أوت ‪1998‬‬
‫املتعلق بضبط شروط و كيفيات إقامة خدمات اإلنترنت و استغاللها‪ ،‬و املعدل باملرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 307-2000‬املؤرخ في ‪ 14‬اكتوبر ‪ 2000‬و املتعلق بضبط شروط و كيفيات‬
‫اقامة خدمات انترنت و استغاللها‪.‬‬
‫يندرج مشروع الجزائر اإللكترونية ضمن برنامج الحكومة الذي اعد خطة بذلك تتشكل‬
‫من ثالثة عشر محورا يمتد لخمس سنوات مقبلة هذه املحاور تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -1‬تسريع و تيرة استعمال تكنولوجيا االعالم و االتصال في االدارة العمومية‪.‬‬
‫‪ -2‬تسريع وتيرة استعمال تكنولوجيا االعالم و االتصال في املؤسسات‪.‬‬
‫‪ -3‬إطالق آليات و حوافز تمكن املواطنين من استعمال تجهيزات و شبكات تكنولوجيا‬
‫اإلعالم و االتصال‪.‬‬
‫‪ -4‬دفع عجلة االقتصاد الرقمي‪.‬‬
‫‪ -5‬تعزيز البنى التحتية لالتصاالت ذات التدفق العالي و العالي جدا‪.‬‬
‫‪ -6‬تنمية املهارات البشرية‪.‬‬
‫‪ -7‬تعزيز البحث التطويري و االبتكار‪.‬‬
‫‪ -8‬تحيين اإلطار القانوني الوطني ( التشريعي و التنظيمي)‪.‬‬
‫‪ -9‬اإلعالم و االتصال‪.‬‬
‫‪ -10‬تثمين التعاون الدولي‪.‬‬
‫‪ -11‬آليات التقييم و املتابعة‪.‬‬

‫‪1509‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫‪ -12‬اإلجراءات التنظيمية‪.‬‬
‫‪ -13‬اإلمكانيات املادية‪.‬‬
‫يعكس هذا املشروع جملة من األهداف واإلجراءات تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -1‬تسريع استخدام تكنولوجيا املعلومات واالتصال في اإلدارات واملؤسسات العمومية‬
‫والشركات بهدف رفع مستوى أدائها ‪.‬‬
‫‪ -2‬تطوير اآلليات واإلجراءات التحفيزية من أجل تمكين املواطنين من االستفادة من‬
‫تجهيزات هذه التكنولوجيا من خالل العمل على توسيع شبكة االتصاالت ذات التدفق‬
‫العالي والعالي جدا لتشمل كامل التراب الوطني‪ ،56‬وفي هذا الصدد نذكر بعض األرقام‬
‫التي أوردها مركز البحوث في االقتصاد التطبيقي من أجل التنمية‪ ،‬أن عدد مقاهي‬
‫اإلنترنت في الجزائر لسنة ‪ 2008‬بلغ ‪ 9300‬و ‪ 51504‬كشك متعدد الخدمات‪ ،‬في حين‬
‫بلغ عدد خطوط الهاتف ‪ 3.5‬مليون أو أكثر من ‪ 700‬ألف حاسوب و ‪ 18384‬حاسوب‬
‫في املتوسطات و ‪ 24848‬بالثانويات و ‪ 45000‬بالجامعات و ‪ 20000‬بمراكز التكوين‬
‫املنهي وعلى مستوى املؤسسات ‪ % 58‬لها عنوان إلكتروني‪ ،‬مقابل ‪ 29‬لها موقع ويب‪ ،‬في‬
‫حين بلغت نسبة الدخول إلى االنترنت ‪.57 % 41‬‬
‫‪ -3‬تطوير الكفاءات البشرية من خالل وضع اجراءات ملموسة في مجال التكويني‬
‫والتأطير الجيد‪.‬‬
‫‪ -4‬تدعيم ثالثية البحث والتطوير واالبتكار وتحسين اإلطار القانوني لها ليتماش ى‬
‫ومتطلبات املجتمع املعلوماتي‪. 58‬‬
‫‪ -5‬وضع نظام خاص ملؤشرات املتابعة والتقييم لجس نبض تداعيات تكنولوجيا اإلعالم‬
‫واالتصال على التنمية االقتصادية واالجتماعية وتحسين نوعية الخدمات املقدمة‬
‫للمواطن من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية التقييم الدوري لتطبيق استراتيجية الجزائر‬
‫اإللكترونية ‪.59‬‬
‫ثانيا‪ :‬تطبيق الرقابة اإلدارية االلكترونية في بوابة جامعة محمد بوضياف باملسيلة‬
‫لعل أهم خاصية اتسمت بها الرقابة التقليدية هي أنها رقابة موجهة للماض ي‪ ،‬فهذه‬
‫الرقابة ال يكون ممكنا انجازها فور القيام بما هو فعلي أو ما هو مخطط له‪ ،‬وهذا راجع على‬
‫األقل لسببين هما أن هذه الرقابة عادة ما تتم بشكل دوري ( شهري أو فصلي أو سنوي )‪،‬‬
‫والثاني يعود الى يعود إلى نظام التقارير القائم على جمع البيانات و املعلومات من جهات‬

‫‪1510‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫متعددة لـتأتي بعدها مرحلة الجدولة والتحليل‪ ،‬وفي األخير كتابة التقرير النهائي الذي يرفع إلى‬
‫الرئيس ينتج عن كل هذا ما يعرف بالفجوة الزمنية (‪ ) Time Gap‬بين تاريخ تقديم التقرير‬
‫والتاريخ الذي تحدث عنه مضمون التقرير‪ ،‬هذه الفجوة الزمنية تكون مسؤولة عن فجوة‬
‫األداء (‪ )Performance Gap‬بين اكتشاف انحراف ما هو فعلي عما هو مخطط عند أول‬
‫تباعد يظهر بين االثنين‪.60‬‬
‫يستخدم نموذج "الرقابة اإللكترونية" في الوقت الحاضر بموقع جامعة محمد‬
‫بوضياف باملسيلة التي تعد مثاال جيدا على ذلك‪ ،‬حيث وفي مقابلة مع السيد مدير الجامعة‬
‫كمال بداري أجريت يوم ‪ 2021/10/12‬صرح األخير أن هذه املنصة تم إنشاؤها في إطار‬
‫سياسة الحوكمة الرقمنة التي تنتهجها جامعة محمد بوضياف باملسيلة بصفة خاصة ووزارة‬
‫التعليم العالي والبحث العلمي بصفة عامة والهدف من إنشاء هذه املنصة‪ ،‬هو خلق نوع‬
‫جديد من التواصل االجتماعي ودعم سياسة انفتاح الجامعة على محيطها االجتماعي‪ ،‬وكذلك‬
‫الوصول إلى رقمنة جميع الوثائق أو ما يعرف بسياسة " صفر ورقة " ‪ ،‬وكذلك في إطار‬
‫التواصل بين مكونات األسرة الجامعية وحوكمة فعالة واألخذ بعين االعتبار انشغاالت األسرة‬
‫الجامعية‪ ،‬حيث أن الجامعة تسعى إلى تجسيد شعارها " في التبسيط ازدهار " على أرض‬
‫الواقع من خالل تبسيط إجراءاتها و طرقها‪.61‬‬
‫التعريف باملنصة‪ :‬تم إطالق منصة الشكاوي بداية من الفاتح من أكتوبر ‪ 2020‬وهي منصة‬
‫الكترونية تساعد على التواصل املباشر بين املعني واملصلحة املراد الوصول إليها وتتم معالجة‬
‫االنشغاالت بشكل فوري ودائم‪ ،‬وذلك بتكليف مسؤول عن كل مصلحة لإلجابة الفورية‪،‬‬
‫والهدف من املنصة الرقمية هو التقليل من استعمال الورق‪ ،‬و تقريب الخدمة من املعني‬
‫مباشرة‪ ،‬و الحد من البيروقراطية اإلدارية‪ ،‬كما أن استعمالها سهل و متاح في أي وقت‪.‬‬
‫عمل املنصة‪ :‬يتولى عملية تسيير هذه املنصة مديرية الرقمنة بالجامعة التي تضم فريقا‬
‫مؤهال في مجال تكنولوجيا املعلومات و االتصال‪ ،‬و يتم من خاللها معالجة مختلف الشكاوى‬
‫واالستفسارات والتساؤالت التي تصل إلى املنصة اإللكترونية من طرف مختلف مكونات‬
‫األسرة الجامعية و باقي املتعاملين مع هذا املرفق العمومي الحيوي‪ ،‬الذي تسعى الدولة جاهدة‬
‫إلى تحسين نوعية وجودة الخدمات التي يقدمها عن طريق رقمنة خدمات الجامعة‪ ،‬و يستطيع‬
‫املشاركين في هذه املنصة الوصول إليها بعد حصولهم على ( حساب رقمي ) مع كلمات السر‬

‫‪1511‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫التي ترخص لهم الولوج إلى املنصة وتسجيل شكواهم ومختلف أسئلتهم واستفساراتهم‪ .‬أنظر‬
‫الشكل ‪. 01‬‬
‫الشكل ‪ : 01‬شاشة الدخول إلى املوقع‬

‫املصدر‪ :‬منصة الشكاوى باملوقع اإللكتروني لجامعة محمد بوضياف باملسيلة‬


‫‪https://num.univ-msila.dz/doleance/public/login‬‬
‫ما يالحظ على كيفية التسجيل و الولوج أنها سهلة وبسيطة اإلجراءات وهو ما تسعى‬
‫الجامعة إلى تحقيقه من خالل تسهيل وتبسيط اإلجراءات وكذلك زمن االستجابة لالنشغال‬
‫هو سريع باملقارنة مع اإلجراءات التقليدية اين يتم تقييد الشكوى في سجل ليتم بعد ذلك‬
‫عرضه على املدير‪ ،‬أما هذا النوع يتيح رقابة أنية وفعالة تتحقق بمجرد نقرات بدل الرقابة‬
‫بالتقارير‪ ،62‬وفي هذا السياق بلغ عدد الشكاوى املسجلة في املنصة الى غاية و تم التكفل‬
‫باالنشغاالت و هو ما يمثل نسبة في هذه الحالة عند التكفل باالنشغال ومعالجته يسمى‬
‫باملراسلة املغلقة انظر الشكل ‪.02‬‬
‫هذه املنصة تساعد الرؤساء من خالل قدرتهم على تتبع الشكوى بكل سهولة و يسر‬
‫ومعرفة عددها و االستفسار عن باقي الشكاوى العالقة‪ ،‬و لتثمين هذا العمل تقوم الجامعة‬
‫باجتماعات دورية أسبوعية تناقش فيها مختلف القضايا التي تهم األسرة الجامعية و من بينها‬
‫عملية رقمنة الجامعة الذي يدخل ضمنها عمل هذه املنصة‪ .‬ويسهر مدير الرقمنة على تزويد‬
‫االجتماع باإلحصائيات الخاصة بعدد الشكاوى املسجلة خالل أسبوع و عدد املراسالت التي‬
‫تم التكفل بها ومعالجتها‪ ،‬مما يساعد على اتخاذ اإلجراءات و القرارات الالزمة بالنسبة‬
‫للشكاوى العالقة( املراسالت النشطة)‪.‬‬

‫‪1512‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫تعتبر هذه املبادرة جيدة في انتظار تطويرها أكثر لالستفادة منها ألجل النهوض بقطاع‬
‫التعليم العالي و البحث العلمي‪ ،‬وملا ال باقي قطاعات الخدمة العمومية خاصة تلك التي‬
‫تستقبل جمهورا كبيرا‪ ،‬فحتى وان كان عمل هذه املنصة يشبه سجل الشكاوى لكن بطريقة‬
‫الكترونية و هو ما يصلح ان نطلق عليه مصطلح « سجل الشكوى الرقمي او االلكتروني »‪،‬‬
‫يتم تقييد فيه مختلف الشكاوى و االستفسارات فهذه املنصة الرقمية تعمل كقناة آنية لنقل‬
‫املعلومات بشكل فوري‪ ،‬يمكن لها أن تلغي الفجوة الزمنية و فجوة األداء من خالل جعل‬
‫العمل الرقابي متزامنا مع وقت وقوع االنحراف‪ ،‬ومنه مساعدة الرئيس على التدخل من أجل‬
‫معالجة االنحرافات والتجاوزات واتخاذ ما يلزم من أجل التصحيح‪ ،‬فهذه الرقابة اإللكترونية‬
‫لها القدرة أكثر ملعرفة املتغيرات الخاصة بالتنفيذ أوال بأول وبالوقت الحقيقي (‪،)Real Time‬‬
‫فاملعلومات التي تسجل فور التنفيذ تكون لدى الرئيس في الوقت ذاته‪ ،‬مما يمكنه من اإلطالع‬
‫على التغييرات قبل أو عند التنفيذ وبالتالي تساعده على اتخاذ ما يلزم من إجراءات لتصحيح‬
‫االنحراف‪ ،63‬وبالتالي تكون الرقابة أكثر فاعلية و أكثر انتاجية وأكثر قدرة على الردع‪.‬‬
‫الشكل‪ : 02‬مراحل تقييد الشكوى أو االستفسار‬

‫‪1513‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫املصدر‪ :‬منصة الشكاوى باملوقع اإللكتروني لجامعة محمد بوضياف باملسيلة‬


‫‪https://num.univ-msila.dz/doleance/public/login‬‬

‫‪1514‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫يمكن كذلك ان تحل هذه املنصة محل التقارير الكتابية التي تأخذ الكثير من الوقت و‬
‫الجهد في اعدادها و رفعها الى املسؤولين‪ ،‬من خالل جعل هذه التقارير تتم بطريقة الكترونية‬
‫يتزامن وقت اعدادها و االطالع عليها مع وقت وقوع الخطأ‪ ،‬ما يساعد القائمين على عملية‬
‫الرقابة من معرفة املتغيرات قبل او عند التنفيذ‪ ،‬و االطالع على مسار النشاط املنحرف أو‬
‫الخطأ و منه اتخاذ ما يلزم من إجراءات للتصحيح‪ ،‬و كنتيجة إلدخال مثل هذه اآلليات‬
‫( الرقابة اإلدارية االلكترونية) لتفعيل نظم الرقابة فإن العملية اإلدارية تصبح في أجزائها‬
‫املختلفة وحدة واحدة من األدوار‪ ،‬بحيث يتبادل املسؤولين و املوظفين و املواطنين املعلومات‬
‫فيما بينهم‪ ،‬مما يحول الرقابة كرصيد الى رقابة كعملية و تدفق مستمر‪ ،‬ولعله ما يزيد من‬
‫قوة و دور الرقابة في التخطيط و التنفيذ‪ ،‬وبالتالي معرفة التغييرات و التصحيحات التي تأتي‬
‫بها الرقابة‪.64‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬تقييم نظام الرقابة اإلدارية االلكترونية و إشكاالت تطبيقه على املر افق‬
‫العمومية‬
‫مما ال شك فيه أن الرقابة اإلدارية اإللكترونية تحقق استخداما فعاال ألنظمة وشبكات‬
‫املعلومات القائمة على االنترنت بكل ما يعنيه من فحص وتدقيق ومتابعة آنية «في كل وقت»‬
‫وشاملة «في كل مكان» وبتكلفة و وقت «محدودين»‪ ،65‬وهذا ما يجعلها تمتاز بمزايا كثيرة‪ ،‬وفي‬
‫املقابل هناك مآخذ وصعوبات نوردها في الفرعين املواليين‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مزايا الرقابة االلكترونية‪66‬‬

‫للرقابة اإلدارية اإللكترونية عدة مزايا نلخصها في النقاط التالية‪:‬‬


‫‪ -1‬الرقابة اإلدارية اإللكترونية تحقق رقابة بالوقت الحقيقي بدال من الرقابة القائمة على‬
‫املاض ي‪.‬‬
‫‪ -2‬االستمرارية بمعنى أنها تولد تدفقا مستمرا للمعلومات الرقابية في كل وقت‪ ،‬بدال من‬
‫الرقابة الدورية املتقطعة ذات األوقات املتباعدة‪.‬‬
‫‪ -3‬الرقابة اإللكترونية تقلص إلى الحد األدنى من املفاجآت الداخلية ذلك أنها رقابة‬
‫مستمرة فال ش يء يتفاقم داخل اإلدارة أو املؤسسة دون معرفته أوال بأول‪.‬‬
‫‪ -4‬تسمح هذه الرقابة ببناء الثقة بين العاملين داخل املرفق بالتقليل من الجهد اإلداري‬
‫املطلوب في الرقابة‪ ،‬فيكون الرئيس أقل حاجة إلظهار جهده الرقابي واالحتكاك على‬
‫أساسه مع املوظفين‪ ،‬مما يجعل الرقابة اإلدارية اإللكترونية أكثر اقترابا من الرقابة‬

‫‪1515‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫القائمة على الثقة (‪ ) Trust Based Control‬بدال من الرقابة التقليدية القائمة على‬
‫أساس «العالقات واملساءلة الرسمية» ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التحديات والصعوبات التي تواجه تطبيق الرقابة اإلدارية اإللكترونية‬
‫على الرغم من نجاح الجزائر في إدخال تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت في مختلف‬
‫املرافق العمومية إال أنها تواجه تحديات وصعوبات تحول بينها وبين خلق ادارة الكترونية‬
‫فعالة تساهم في تبسيط اإلجراءات اإلدارية وتقديم خدمات ذات نوعية للمواطنين‪ ،‬هذه‬
‫التحديات تتراوح بين صعوبات مادية وأخرى تنظيمية وتحديات تتعلق بالجانب البشري نذكر‬
‫منها ما يلي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الصعوبات املادية‬
‫‪ -1‬تتطلب عملية التحول من اإلدارة التقليدية إلى اإلدارة اإللكترونية احتياجات‬
‫مادية ضخمة‪.‬‬
‫‪ -2‬ارتفاع التكلفة املادية إلنشاء شبكة املعلومات واالتصاالت وكذلك التكلفة‬
‫الباهظة القتناء أجهزة الحاسوب الحديثة‪.67‬‬
‫‪ -3‬عجز قطاع البريد وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال عن تلبية جميع طلبات الهاتف‬
‫الثابت الذي يعد أهم وسيلة يتم عبرها الربط باإلنترنت خصوصا في املناطق‬
‫النائية‪.‬‬
‫‪ -4‬وجود الفجوات الرقمية بين مختلف مناطق الوطن وكذلك صعوبة توفير تقنية‬
‫املعلومات واالتصاالت على مستوى الدولة ككل وكذا صعوبة مواكبة التطور‬
‫املستمر لهذه التقنيات‪ ،‬وضعف تدفق االنترنت‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬التحديات التنظيمية‬
‫‪ -1‬تتمثل في عدم تكييف الجزائر ملنظومتها التشريعية والقانونية والتنظيمية مع‬
‫التطور املستمر لهذه التقنيات وعدم املسايرة بإصدار التشريعات الالزمة‬
‫للتحول اإللكتروني‪.68‬‬
‫‪ -2‬وجود العديد من املخاطر مثل الفيروسات التي تتناقل من خالل شبكة االنترنت‬
‫وكذلك وجود القراصنة الذين يقومون بضرب املواقع اإللكترونية‪.69‬‬
‫ثالثا ‪ :‬التحديات املتعلقة بالعنصرالبشري‬

‫‪1516‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫‪ -1‬يتطلب التحول نحو نمط اإلدارة االلكترونية وجود عنصر بشري ذو تأهيل‬
‫عالي‪ ،‬عن طريق السعي العتماد التكوين الذي من شأنه مواكبة ومسايرة‬
‫التطورات الحاصلة في مجال تقنيات اإلعالم واالتصال لرفع مستوى كفاءة‬
‫ومهارة القائمين على هذا املجال‪.70‬‬
‫‪ -2‬ضعف الجهود املبذولة لتوعية وتحسيس املواطنين واملوظفين بأهمية التحول‬
‫اإللكتروني‪.71‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫عالجنا في هذا البحث موضوع قديم جديد أال و هو الرقابة اإلدارية التي تعتبر حجر‬
‫الزاوية في النشاط اإلداري‪ ،‬ونتيجة للتقدم العلمي ومواكبة مواضيع القانون اإلداري‬
‫الستخدامات التكنولوجيا في املجال اإلداري ظهر مفهوم حديث هو الرقابة اإلدارية‬
‫اإللكترونية‪ ،‬وعلى الرغم من تبني الجزائر لنمط اإلدارة اإللكترونية إال أنها ال تزال في بدايتها‬
‫نظرا لوجود العديد من التحديات و املعوقات حالت دون تطبيقها بشكل أفضل على جميع‬
‫املرافق العمومية لنخلص في األخير الى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ال يمكن االستغناء عن الرقابة اإلدارية التقليدية ملا تمتاز به من خصائص و‬
‫مقومات جعلتها تساهم في تحسين جودة الخدمات العمومية‪ ،‬على رغم من‬
‫تأثير تكنولوجيا اإلعالم واالتصال في النشاط اإلداري الذي يشهد بدوره بروز‬
‫مفاهيم جديدة على غرار الرقابة اإلدارة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -2‬تساهم الرقابة اإلدارية اإللكترونية في الحد من املشاكل البيروقراطية و‬
‫الفساد اإلداري بجميع أنواعه عن طريق تكريسها للشفافية و ضمان فاعلية‬
‫الجهاز اإلداري‪.‬‬
‫‪ -3‬مساهمة الرقابة اإلدارية اإللكترونية في تحسين جودة الخدمة املقدمة‬
‫للمواطن و ضمان االستمرارية والديمومة في تقديم الخدمات العمومية‪.‬‬
‫‪ -4‬الرقابة اإلدارية اإللكترونية تعتبر كآلية مكملة الى جانب الرقابة اإلدارية‬
‫التقليدية لتفعيل الجودة داخل املرافق العمومية‪.‬‬
‫و على ضوء هذه النتائج نقترح التوصيات التالية‪:‬‬

‫‪1517‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫ضرورة مواكبة التشريع الجزائري للتطورات التكنولوجية و العلمية ملساهمتها‬ ‫‪-1‬‬


‫في تبسيط اإلجراءات اإلدارية و إتاحتها في أي وقت وفي كل مكان األمر الذي‬
‫يساعد في تحسين خدمات املرافق العامة‪.‬‬
‫العمل على سن قوانين ردعية ملواجهة مختلف األخطار التي يتضمنها الفضاء‬ ‫‪-2‬‬
‫األزرق‪.‬‬
‫ضرورة االهتمام بتكوين املوظفين‪ ،‬والعمل على نشر الوعي بأهمية االستخدام‬ ‫‪-3‬‬
‫التكنولوجي في الحياة اليومية للمواطن‪ ،‬و زيادة سرعة تدفق االنترنت‪.‬‬
‫تشجيع املبادرات التي تقوم بها مختلف اإلدارات و املؤسسات العمومية على‬ ‫‪-4‬‬
‫تبني التكنولوجيا في أعمالها‪ ،‬على غرار مبادرة جامعة محمد بوضياف‬
‫باملسيلة في إنشاء منصة التساؤالت و االستفسارات‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ 1‬هابس السويفان عبد السالم‪ ،‬إدارة مرفق األمن بالوسائل اإللكترونية دراسة تطبيقية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪،2012 ،‬‬
‫ص‪.388 .‬‬
‫‪ 2‬القبيالت حمدي سليمان‪ ،‬الرقابة اإلدارية و املالية على األجهزة الحكومية دراسة تحليلية وتطبيقية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان األردن‪ ،2010 ،‬ص‪.21 .‬‬
‫‪ 3‬ذبيح ميلود‪ ،‬الفعالية الرقابية للبرملان الجزائري‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ 4‬علي غني عباس الجنابي‪ ،‬الرقابة على املوازنة العامة دراسة مقارنة ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت لبنان‪،‬‬
‫‪ ،2015‬ص‪.17.‬‬
‫‪ 5‬فتحي محمد محمد األحول‪ ،‬الرقابة على أموال الدولة العامة ودور الجهاز املركزي للمحاسبات في الرقابة و التأثير في اإلجراءات‬
‫التأديبية دراسة تطبيقية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2016 ،‬ص‪.70 .‬‬
‫‪ 6‬علي غني عباس الجنابي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.17 .‬‬
‫‪ 7‬فتحي محمد محمد األحول‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.70 .‬‬
‫‪ 8‬علي غني عباس الجنابي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.19 .‬‬
‫‪ 9‬فتحي محمد محمد األحول‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪. 72 .‬‬
‫‪ 10‬هابس السويفان عبد السالم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.337،342 .‬‬
‫‪ 11‬علي غني عباس الجنابي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.26 .‬‬
‫‪ 12‬هابس السويفان عبد السالم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.343 .‬‬
‫‪ 13‬علي غني عباس الجنابي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.28 .‬‬
‫‪ 14‬هابس السويفان عبد السالم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.343 .‬‬
‫‪ 15‬الديداموني محمد عبد العال محمد‪،‬الرقابة السياسية والقضائية على أعمال اإلدارة املحلية دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص‪.57 .‬‬
‫‪ 16‬هابس السويفان عبد السالم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.344 .‬‬

‫‪1518‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫‪ 17‬ضريفي نادية‪ ،‬جودة الخدمة العمومية‪ ،‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية و السياسية‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‬
‫املسيلة‪ ،‬العدد ‪ ،4‬ديسمبر ‪ ،2016‬ص‪.139 .‬‬
‫‪ 18‬نجم عبود نجم‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية اإلستراتيجية و الوظائف و املشكالت‪ ،‬دار املريخ للنشر‪ ،‬سنة ‪ ،2004‬ص ‪.117‬‬
‫‪ 19‬هابس السويفان عبد السالم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.389 .‬‬
‫‪ 20‬آل طلحان احمد حسين‪ ،‬خوالدي كمال طاهر‪ ،‬أثر الرقابة االلكترونية على أداء املوظفين –دراسة ميدانية على موظفي جوازات‬
‫محافظة جدة‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية و اإلدارية و القانونية‪ ،‬كلية االقتصاد و اإلدارة‪ ،‬جامعة امللك عبد العزيز‪ ،‬املجلد الثاني‪،‬‬
‫العدد‪ ،10‬يوليو ‪ ،2018‬ص‪.73 .‬‬
‫‪ 21‬محمد احمد حاج إدريس عائشة‪ ،‬أثر الرقابة االلكترونية على كفاءة األداء في املؤسسات العامة‪ ،‬مجلة كلية التنمية البشرية‪،‬‬
‫جامعة أم درمان‪ ،‬العدد‪ 9‬الجزء األول‪ ،‬سبتمبر‪ ،2020‬ص‪.227 .‬‬
‫‪ 22‬العرايش ي حسن عفيف‪ ،‬واقع نظام الرقابة اإلدارية االلكترونية وسبل تطويره في وزارة الداخلية الفلسطينية الشق املدني‪ -‬قطاع‬
‫غزة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة األقص ى‪ ،‬فلسطين‪ ،‬سنة ‪ ،2015‬ص‪.41 .‬‬
‫‪ 23‬عمير بسمان محمود‪ ،‬أثر الرقابة اإللكترونية على العاملين في تحقيق امليزة التنافسية دراسة ميدانية على قطاع االتصاالت‬
‫األردنية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة البلقاء التطبيقية‪ ،‬السلط – األردن‪ ،2015 ،‬ص‪.30 .‬‬
‫‪ 24‬العرايش ي حسن عفيف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.41 .‬‬
‫‪ 25‬محمد احمد حاج إدريس عائشة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.229 .‬‬
‫‪ 26‬البكري ثامر‪ ،‬الصقال أحمد هاشم‪ ،‬متطلبات بيئة عمل الرقابة الذكية وأثرها على القدرات املميزة لألنشطة الرقابية‪ -‬دراسة‬
‫ميدانية في وزارة التجارة العراقية‪ ،-‬مجلة الدنانير‪ ،‬كلية اإلدارة و االقتصاد‪ ،‬الجامعة العراقية‪ ،‬العدد ‪ ،2016 ،9‬ص‪.226 .‬‬
‫‪ 27‬عمير بسمان محمود‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.26،31 .‬‬
‫‪ 28‬علي غني عباس الجنابي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.26،27 .‬‬
‫‪ 29‬البكري ثامر‪ ،‬الصقال أحمد هاشم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.226 .‬‬
‫‪ 30‬العوران عدنان إسراء‪ ،‬أثر تطبيق الرقابة اإللكترونية على جودة الخدمات الداخلية في البنوك التجارية محافظات الجنوب في‬
‫األردن من وجهة نظر العاملين‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة مؤتة‪ ،2016 ،‬ص‪.12 .‬‬
‫‪ 31‬البكري ثامر‪ ،‬الصقال أحمد هاشم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.226 .‬‬
‫‪ 32‬عمير بسمان محمود‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.36 .‬‬
‫‪ 33‬محمد احمد حاج إدريس عائشة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.229 .‬‬
‫‪ 34‬البرمجيات‪ :‬هي مجموعة مفصلة من التعليمات واألوامر املعدة من قبل اإلنسان التي تعمل على توجيه املكونات املادية للحاسوب‬
‫للعمل بطريقة معينة بغرض الحصول على نتائج محددة ويمكن تقسيم هذه البرمجيات إلى نوعين رئيسيين هما برامج التشغيل‬
‫واإلدارة والبرامج الخدمية واإلنتاجية‪ ،‬لالطالع أكثر ينظر‪ ،‬عمير بسمان محمود‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪. 35 .‬‬
‫‪ 35‬البكري ثامر‪ ،‬الصقال أحمد هاشم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.226 .‬‬
‫‪ 36‬محمد احمد حاج إدريس عائشة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.232 .‬‬
‫‪ 37‬فتحي محمد محمد األحول‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪. 216 .‬‬
‫‪ 38‬بن ناصر بوطيب‪ ،‬رقابة السلطة املركزية على البلديات دراسة حالة الجزائر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪ ،2015 ،‬ص‪.46 .‬‬
‫‪ 39‬فتحي محمد محمد األحول‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪. 217 .‬‬
‫‪ 40‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪218 .‬‬
‫‪ 41‬محمد احمد حاج إدريس عائشة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.232 .‬‬
‫‪ 42‬بن ناصر بوطيب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.46 .‬‬
‫‪ 43‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.47 .‬‬

‫‪1519‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬
‫الرقابة اإلدارية كآلية مكملة لتفعيل جودة خدمات املرفق العمومي‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬سراي حورية‬
‫ص ‪ - 1496‬ص ‪1520‬‬ ‫د‪ .‬خرش ي الهام‬

‫‪ 44‬فتحي محمد محمد األحول‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪. 219 .‬‬


‫‪ 45‬بن ناصر بوطيب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.46 .‬‬
‫‪ 46‬فتحي محمد محمد األحول‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.223،216 .‬‬
‫‪ 47‬بن ناصر بوطيب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.48 .‬‬
‫‪ 48‬ضريفي نادية‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.139 .‬‬
‫‪ 49‬مرابط عبد الحكيم‪ ،‬يجار عبير‪ ،‬اإلدارة اإللكترونية في الجزائر الواقع و التحديات‪ ،‬كتاب جماعي محكم‪ ،‬رقمنة خدمات املرفق‬
‫العام في الجزائر الواقع‪ ،‬األفاق‪ ،‬التحديات‪ ،‬املركز الديمقراطي العربي‪ ،‬برلين‪ ،‬أملانيا‪ ،2021 ،‬ص‪.371 .‬‬
‫‪ 50‬رقولي كريم‪ ،‬وغليس ي أحالم‪ ،‬دور االدارة االلكترونية لتحسين الخدمة العمومية في الجزائر‪ ،‬كتاب جماعي محكم‪ ،‬رقمنة خدمات‬
‫املرفق العام في الجزائر الواقع‪ ،‬األفاق‪ ،‬التحديات‪ ،‬املركز الديمقراطي العربي‪ ،‬برلين‪ ،‬أملانيا‪ ،2021 ،‬ص‪.178 .‬‬
‫‪ 51‬مرابط عبد الحكيم‪ ،‬يجار عبير‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.376 .‬‬
‫‪ 52‬سالم نسرين‪ ،‬بن مساهل أالء الرحمان‪ ،‬واقع و آفاق تفعيل الخدمة العمومية االلكترونية في الجزائر‪ ،‬كتاب جماعي محكم‪،‬‬
‫رقمنة خدمات املرفق العام في الجزائر الواقع‪ ،‬األفاق‪ ،‬التحديات‪ ،‬املركز الديمقراطي العربي‪ ،‬برلين‪ ،‬أملانيا‪ ،2021 ،‬ص‪.114 .‬‬
‫‪ 53‬مرابط عبد الحكيم‪ ،‬يجار عبير‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.373 .‬‬
‫‪ 54‬سالم نسرين‪ ،‬بن مساهل أالء الرحمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.114 .‬‬
‫‪ 55‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 257 -98‬املؤرخ في ‪ ،1998/8/25‬يضبط شروط وكيفيات اقامة خدمات " انترنات" و استغاللها‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد‪ ،63‬الصادرة في ‪ ،1998/08/26‬املعدل باملرسوم التنفيذي رقم ‪ 307-2000‬املؤرخ في ‪ ، 2000/10/14‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ ،60‬الصادرة في ‪.2000/10/15‬‬
‫‪ 56‬مرابط عبد الحكيم‪ ،‬يجار عبير‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.375 .‬‬
‫‪ 57‬رقولي كريم‪ ،‬وغليس ي أحالم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.178 .‬‬
‫‪ 58‬سالم نسرين‪ ،‬بن مساهل أالء الرحمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.115 .‬‬
‫‪ 59‬مرابط عبد الحكيم‪ ،‬يجار عبير‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.376 .‬‬
‫‪ 60‬هابس السويفان عبد السالم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.389 .‬‬
‫‪ 61‬تنص املادة ‪«: 21‬يجب على اإلدارة حرصا منها على تحسين نوعية خدماتها باستمرار و تحسين صورتها العامة باعتبارها تعبيرا عن‬
‫السلطة العمومية أن تسهر على تبسيط إجراءاتها‪ ،‬و طرقها‪ ،‬ودوائر عملها و على تخفيف ذلك»‪ ،‬املرسوم رقم ‪ 131-88‬املؤرخ في ‪4‬‬
‫جويلية ‪ ، 1988‬ينظم العالقات بين االدارة و املواطن‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،27‬الصادرة بتاريخ ‪ 06‬جويلية ‪ ،1988‬ص‪.1015 .‬‬
‫‪ 62‬هابس السويفان عبد السالم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.392 .‬‬
‫‪ 63‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.390 .‬‬
‫‪ 64‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.390 .‬‬
‫‪ 65‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.392 .‬‬
‫‪ 66‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.392 .‬‬
‫‪ 67‬محمد احمد حاج إدريس عائشة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.233 .‬‬
‫‪ 68‬سالم نسرين‪ ،‬بن مساهل أالء الرحمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.117 .‬‬
‫‪ 69‬محمد احمد حاج إدريس عائشة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.233 .‬‬
‫‪ 70‬مرابط عبد الحكيم‪ ،‬يجار عبير‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.380 .‬‬
‫‪ 71‬سالم نسرين‪ ،‬بن مساهل أالء الرحمان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.117 .‬‬

‫‪1520‬‬ ‫مجلة االستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 07‬العدد ‪ - 01‬جوان ‪2022‬‬

You might also like