You are on page 1of 25

‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫تمهيد ‪:‬‬
‫المدرسة بناء أساسي من أبنية المجتمع فهي مؤسسة اجتماعية أساسية أوجدها المجتمع بفعل‬
‫غ زارة ال تراث الثق افي وتراكم ه‪ .‬وتعق ده لتق وم بتنش ئة أبنائ ه وت ربيتهم تربي ة مقص ودة ‪ ،‬وص بغهم‬
‫بص بغة مس تندة إلى فلس فته ونظم ه ومبادئ ه ومنسجمة معه ا ‪ ،‬وله ذه المؤسس ة خصائص ها وميزاته ا‬
‫التي تميزها عن غيرها من المؤسسات المسؤولة عن التنشئة ‪.‬‬
‫تعتبر المدرسة االبتدائية مؤسسة من المدارس االبتدائية الجزائرية التي تعد اللبنة األولى في‬
‫بن اء الم وارد البش رية حيث تس اهم مخرج ات ه ذا النظ ام أو النس ق في المحافظ ة على تط ور‬
‫واستمرار الدولة ‪ ،‬فالمدرسة الجزائرية بالخصوص لها تجربة خاصة مع النظام التربوي الذي مر‬
‫بعدة مراحل وتغيرات ‪ ،‬حيث انعكست بطريقة أو بأخرى على العمل القيادي الذي تم التفصيل فيه‬
‫في الفصل الثاني ‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫‪ 1.‬تعريف المدرسة االبتدائية ‪:‬‬


‫يعرفه ا (إب راهيم ناص ر) بـ « أن المدرس ة تنف ذ األه داف ال تي يتبناه ا المجتم ع ويرس مها‬
‫لنفس ه وفق ا لخط ط ومن اهج مح ددة ‪ ،‬وعملي ات تفاع ل وأنش طة متنوع ة ومبرمج ة داخ ل الص فوف‬
‫وخارجها »‪ ، 1‬فالمدرسة االبتدائية في المصطلح التربوي المعاصر‪ ،‬تلك المدرسة التي تربي التلميذ‬
‫وتعلمه من سن السادسة إلى سن الثانية عشرة ‪.‬‬
‫‪2.‬نشأة المدرسة االبتدائية ‪:‬‬
‫مرت المدرسة كمؤسسة اجتماعية بمراحل متدرجة من حيث التعقيد والمسؤوليات تبعا لتعقيد‬
‫الحي اة ‪،‬و ت راكم تراثه ا ومعارفه ا ‪ ،‬وتع اظم مس ؤوليات التنش ئة في مجتمعاتن ا اإلنس انية ففي ال وقت‬
‫الذي كانت فيه األسرة تتولى مسؤولية تنشئة األبناء وتربيتهم تربية غير منظمة وغير مخططة ‪،‬‬
‫أص بحت هن اك أنظم ة مح ددة إلع داد الناش ئين وتعليمهم ض من تربي ة مقص ودة ومخطط ة ‪.‬وتص نف‬
‫المراح ل ال تي م رت به ا المدرس ة في تطوره ا في ثالث مراح ل هي المدرس ة البيتي ة ‪ ،‬المدرس ة‬
‫‪2‬‬
‫القبلية ‪ ،‬المدرسة الحقيقية ‪.‬‬
‫‪3.‬أهداف المدرسة االبتدائية‪ :‬تهدف المدرسة إلى ‪:‬‬
‫تدريب العقل والمتمثل تطوير القدرة العقلية لزيادة الذكاء‬ ‫‪-‬‬
‫تعليم األساسيات للحفاظ على الموروث الثقافي وانتقاله‬ ‫‪-‬‬
‫التكيف االجتماعي واالنسجام مع اآلخرين داخل المجتمع‬ ‫‪-‬‬
‫من أجل إحداث التغيير والمساهمة في تصحيح المشكالت‬ ‫‪-‬‬
‫تحقيق الذات ومساعدة األفراد على اإلبداع واتخاذ القرار وتحمل المسؤوليات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫محمد عبد القادر عابدين ‪،‬اإلدارة المدرسية الحديثة ‪ ،‬بدون ط ‪ ،‬دار الشروق ‪،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪ ، 2005 ،‬ص ‪.41‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.42‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫اإلعداد لمهنة المستقبل ‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪4.‬مميزات المدرسة االبتدائية‪:‬‬
‫تتميز المدرسة بميزات تنفرد بها عن غيرها من المؤسسات االجتماعية‬
‫أن لها مجتمعا محددا خاصا بها وهم المدرسون والتالميذ‬ ‫‪-‬‬
‫لها نظاما وتكوينا سياسيا واضحا يجري التفاعل داخلها‬ ‫‪-‬‬
‫تمثل مركزا للعالقات االجتماعية المتداخلة والمعقدة التي تتخذ مدخال للتفاعل االجتماعي‬ ‫‪-‬‬
‫يسود أفراد مجتمعها الشعور باالنتماء‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ .5‬وظائف المدرسة االبتدائية ‪:‬‬


‫المدرسة مؤسسة أوجدها المجتمع لتنوب عنه ‪ ،‬ولتقوم على تربية أبنائه وتنش ئتهم ‪ .‬ويمكن‬
‫‪2‬‬
‫تحديد مجموعة وظائف تقوم بها المدرسة تلبية لما يتوقعه منها المجتمع ومؤسساته المختلفة ‪:‬‬
‫تنمية شخصية التلميذ من الناحية العقلية والفكرية واالجتماعية والنفسية والوجدانية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نقل التراث الثقافي للتالميذ منظما مرتبا ومهذبا ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫جعل التالميذ يتواصلون مع البيئة األكبر والبيئات األخرى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعرض لمشاكل الطفل وحلها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العمل على توفير بيئة اجتماعية ذات توازن وانضباط ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .6‬أهمية المدرسة االبتدائية ‪:‬‬
‫موقع المدرسة االبتدائية في بداية السلم التعليمي باعتبارها الخطوة األولى يجعلها من األهمية‬
‫‪3‬‬
‫بمكانة عظيمة‪ ،‬وذلك لألسباب التالية ‪:‬‬
‫‪ – 1‬يكسب التلميذ فيها المعلومات والمهارات واالتجاهات الالزمة له كإنسان ‪.‬‬
‫‪ – 2‬يكسب التلميذ فيها وسائل تحصيل المعرفة من قراءة وكتابة وحساب ‪.‬‬
‫‪ُ – 3‬يحّص ل التلمي ذ فيه ا أولي ات المعرف ة وأساس ها الض روري للتعليم في مراح ل التعليم ال تي تلي‬
‫المدرسة االبتدائية ‪.‬‬
‫‪ – 4‬المدرس ة االبتدائي ة هي مدرس ة ك ل م واطن على اعتب ار أن إلزامي ة التعليم به ا أص بحت من‬
‫المسلمات‪،‬على حين تقل األعداد الملتحقة بالمراحل التالية‪ ،‬لذلك فهي تمثل أساس البناء والمواطنة‪.‬‬

‫نفس الرجع ‪ ،‬ص‪.43‬‬ ‫‪1‬‬

‫مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 43‬‬ ‫‪2‬‬

‫السيد سالمة الخميسي ‪ ،‬قراءات في اإلدارة المدرسية أسسها النظرية وتطبيقاتها الميدانية والعلمية ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الوفاء لدنيا الطباعة‬ ‫‪3‬‬

‫والنشر ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪ ،2002 ،‬ص ‪. 202‬‬


‫‪80‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫‪ .7‬موجهات التعليم في المدرسة االبتدائية ‪:‬‬


‫في الماضي كان هدف المحافظة على ال تراث الثقافي للمجتمع ونقله للمتعلمين هو الموجه‬
‫الرئيس ي للتعليم في مراحل ه المختلف ة وخاص ة االبتدائي ة ‪ ،‬لكن موجه ات التعليم في ال وقت الحاض ر‬
‫أص بحت ت أتي من ج انب المجتم ع وحاجات ه واتجاهات ه وعلوم ه وآمال ه في الماض ي والحاض ر‬
‫والمستقبل ‪.‬‬
‫وس اهم تق دم العل وم الطبيعي ة والتكنولوجي ا وس رعة تغ ير مقوم ات الحي اة في المجتمع ات‬
‫المختلف ة في تغي ير ال دور الق ديم للمدرس ة‪ ،‬وأص بح ه دفها تك وين المتعلم الم ؤمن برب ه‪ ،‬المتمث ل‬
‫‪1‬‬
‫لحضارة وطنه‪ ،‬المدرك لواقع ومشكالت مجتمعه‪ ،‬المتفتح آلفاق المستقبل وعلومه ‪.‬‬
‫كيف انعكست مقومات الحياة في األمم الحديثة على التربية والتعليم فيها ؟‬
‫‪2‬‬
‫أهم مقومات الحياة في األمم الحديثة سواء في الحاضر أو من حيث اتجاه المستقبل هي ‪:‬‬
‫‪ –1‬أنه ا مجتمع ات علمي ة أي تق وم حياته ا على العل وم الطبيعي ة بدرج ة كب يرة وتزاي د حجم ه ذه‬
‫العلوم وتشعبها ينعكس على التعليم كما يلي ‪:‬‬
‫– أن مناهج المدارس أصبحت علمية في الغالب ‪.‬‬
‫– التط ور العلمي الس ريع أدى إلى دخ ول الكث ير من العل وم في من اهج المدرس ة االبتدائي ة مم ا لم‬
‫يكن له موضع في الماضي‪ ،‬وكثير من هذه العلوم قادم مراحل األعلى في السلم التعليمي ‪.‬‬
‫– أن التعليم يجب أن يهتم بطرق التفكير قدر اهتمامه بالمعلومات وأكثر ‪.‬‬
‫‪ –2‬أنها مجتمعات تكنولوجية – أي تقوم على الصناعة واالختراعات في حياتها اليومية ‪.‬‬
‫وهذا ينعكس على التعليم على النحو التالي ‪:‬‬
‫– لم يعد االهتمام بتحصيل المعرفة فقط‪،‬بل بتطبيقها في مواقف الحياة اليومية‪.‬‬
‫– لم يعد االهتمام بالتعليم اللفظي‪ ،‬بل بتكوين المهارات والقدرة على عمل األشياء أيضًا‪.‬‬
‫– أن تنظر المدرسة دائمًا إلى دور مواطن المستقبل في عملية اإلنتاج ‪.‬‬
‫‪ – 3‬أنها مجتمعات تقوم على العمل وتحترمه وليس العمل اليدوي ولكن العمل الديناميكي المتصل‬
‫باآللة وهذا ينعكس على التعليم على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬غرس حب العمل واحترامه مع القدرة عليه ‪.‬‬
‫– القدرة على الفهم والمرونة والقدرة على التكيف في المواقف الجديدة ‪.‬‬
‫– دخول التعليم العملي في كل مراحل التعليم ‪.‬‬

‫نفس المرجع ‪،‬ص ‪. 203‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪204.‬‬


‫‪81‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫‪ – 4‬أنه ا مجتمع ات تتس م بارتف اع مس توى المعيش ة وتعم ل على توفيره ا لكاف ة المواط نين ‪ ،‬وه ذا‬
‫ينعكس على التعليم على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يك ون التعليم عام ًا‪ ،‬وإ لى أقص ى م ا يق در علي ه الف رد ألن الجاه ل ال يحق ق مس توى معيش ة‬
‫مرتفعًا‪ ،‬وال حق له في المطالبة به ‪.‬‬
‫– أن يكون التعليم منتجًا يمّك ن من رفع مستوى الكسب ‪.‬‬
‫– أن يكون التعليم مرنًا يمّك ن الفرد من التحول بين مصادر الكسب على أساس تطور سوق العمل‪.‬‬
‫‪ – 5‬أنه ا مجتمع ات ق ررت مب دأ العدال ة االجتماعي ة والمس اواة بين جمي ع الطبق ات وبين الرج ل‬
‫والمرأة وهذا ينعكس على التعليم على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬تعميم التعليم ألن الجاهل ال يمكن أن يحقق المساواة أو يطالب بحقه فيها ‪.‬‬
‫– تربية في الحقوق والواجبات وتالزم الحق والواجب ‪.‬‬
‫– تنمية الدخل القومي حتى يجد المجتمع ما يحقق به العدالة االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ – 6‬أنها مجتمعات حصلت على االستقالل السياسي ‪ ،‬وهذا ينعكس على التعليم على النحو التالي ‪:‬‬
‫– تكوين الشخصية االستقاللية التي تستطيع أن تكّو ن الرأي وتدافع عنه ‪.‬‬
‫– تك وين المف اهيم اإلنس انية والعالمي ة ح تى يس تطيع المتعلم أن يفهم عالق ات وطن ه المس تقل في‬
‫إطاره العالمي ‪.‬‬
‫– تكوين مفهوم القوة ومفهوم الوطنية عند التالميذ ‪.‬‬
‫‪ – 7‬أنها مجتمعات قررت األخذ بالنظم الديمقراطية ‪ ،‬وهذا ينعكس على التعليم على النحو التالي‪:‬‬
‫– تنمية قدرات الفرد على النظر إلى نفسه كفرد في مجموع ‪.‬‬
‫– تنمية قدرات الفرد على تحمل المسئولية والمشاركة اإليجابية في مجتمعه ‪.‬‬
‫– تك وين المه ارات الديمقراطي ة ال تي تق وم على الح وار والنق د ال ذاتي ونق د الغ ير واح ترام رأي‬
‫اآلخرين والنزول على رأي الغالبية ‪.‬‬
‫‪ – 8‬أنها مجتمعات معّر ضة للدعاية ووسائل اإلعالم السريعة العنيفة المؤثرة ‪،‬وهذا ينعكس على‬
‫التعليم على النحو التالي ‪:‬‬
‫– تنمية قدرات المتعلم على النقد وتمييز الزائف والصحيح في الرأي ‪.‬‬
‫– فهم سياسة الوطن وعالقتها بسياسة غيره ‪.‬‬
‫– القدرة على إعالن الرأي والدفاع عنه ‪.‬‬
‫وعلي ه يمكن الق ول أن موجه ات التربي ة والتعليم في ض وء مقوم ات الحي اة في المجتمع ات‬
‫الحديث ة وخصائص ها هي موجه ات تص دق على ك ل مراح ل التعليم الع ام‪ ،‬ويجب أن تب دأ كله ا في‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫المدرس ة االبتدائي ة‪ ،‬وال أم ل في نجاحه ا في المراح ل العلي ا إذا لم ُتوض ع ُأسس ها في المدرس ة‬
‫‪1‬‬
‫االبتدائية ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .8‬النظام التربوي الجزائري ‪:‬‬
‫‪ .1.8‬تط‪444‬وره ‪:‬إن التط رق لدراس ة النظ ام ال تربوي الجزائ ري وتط وره يقتض ي اس تعراض‬
‫مختلف ‪،‬الفترات التاريخية التي مر بها هذا النظام قبل االستقالل وبعده‪ .‬وفي السياق يمكن تقسيم ‪،‬‬
‫هذا التطور إلى مراحل متميزة حسب األحداث الكبرى والتحوالت الجوهرية نوردها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1.1.8‬مرحلة ما قبل االستقالل‪:‬‬
‫ك انت التربي ة قب ل االحتالل الفرنس ي ش ديدة االنتش ار في الجزائ ر إذ ك انت تمت د على ط ول‬
‫البالد وعرض ها ش بكة واس عة من الكت اتيب والم دارس‪ .‬لكن الس لطات االس تعمارية اس تغلت ال دور‬
‫الذي تنهض به المدرسة في استخالف األجيال‪ ،‬فأقامت في البالد منظومة تربوية بديلة مارست من‬
‫خالله ا ض غطا ش ديدا على عقي دة الش عب وحض ارته وأص الته وذل ك بفتح م دارس لأله الي تتلخص‬
‫مهمته ا في تك وين المس اعدين ال ذين يحت اج إليهم االس تعمار لخدم ة أغراض ه‪ ،‬بينم ا ك انت م دارس‬
‫األوروبيين نسخة مطابقة للنموذج األصلي بجميع مكوناتها العصرية‪.‬إال أن هذه السياسة اصطدمت‬
‫بمقاوم ة ش عبية باس لة وش املة اس تطاعت أن تحاف ظ على ش كل من أش كال التربي ة والثقاف ة الوطني ة‬
‫بواسطة الكتاتيب القرآنية والمدارس الحرة التي كان ينفق عليها الشعب‪ ،‬والتي كان لها الفضل في‬
‫‪3‬‬
‫تكوين أجيال واعية بانتمائها الثقافي والروحي والحضاري‪.‬‬
‫• المبادئ العامة للسياسة التربوية الجديدة وإ صالح التعليم األساسي (السلم األعلى للتربية)‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫• نشرة وضعية قطاع التربية الوطنية (مسح شامل من ‪ 1962‬إلى ‪.)1998‬‬
‫‪ .2.1.8‬ما بعد االستقالل‪:‬‬
‫وجدت الجزائر نفسها بعد االستقالل أمام وضع اقتصادي واجتماعي وثقافي منهار‪،‬تجلت معالمه في‬
‫تفش ي األمي ة والجه ل وانتش ار األم راض وقل ة الب نى التحتي ة‪ ،‬ونقص في الم وارد المالي ة والبش رية‬
‫التي تكون في مستوى تحدي األوضاع‪ .‬لكن الدولة الجزائرية الفتية إيمانا منها بدور التربية التي‬
‫تع د أس اس ك ل تنمي ة ب ادرت إلى تجني د وتعبئ ة ك ل اإلمكان ات المتاح ة آن ذاك‪ ،‬واس تعانت بال دول‬
‫الش قيقة والص ديقة من أج ل بن اء منظوم ة تربوي ة جزائري ة‪ ،‬وق امت في ه ذا الس ياق بمس اع حثيث ة‬
‫إلدخال إصالحات عبر المراحل التالية‪.‬‬

‫مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 205‬‬ ‫‪1‬‬

‫هيئة مستخدمتي التربية والتكوين ‪ ،‬النظام التربوي الجزائري ‪ ،‬الحراش ‪ ،‬الجزائر ‪، 2005،‬ص ص ‪.19-17‬‬ ‫‪2‬‬

‫أمرية‪ 76‬المتضمنة تنظيم التربية والتكوين ‪ ،‬نشرة المديرية الفرعية للتوثيق سنة ‪ /98‬األمر رقم ‪35‬‬ ‫‪3‬‬

‫هيئة مستخدمتي التربية والتكوين ‪ ،‬مرجع سابق ‪.22-20 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫‪.1.2.1.8‬المرحلة األولى ‪1970 - 1962‬‬


‫بقي النظ ام في ه ذه المرحل ة ش ديد الص لة من حيث التنظيم والتس يير ب ذلك ال ذي ك ان‪،‬س ائدا قب ل‬
‫االستقالل‪ ،‬إال أنه شهد تحويرات نوعية تطبيقا الختيارات التعريب والديموقراطية والتوجه العلمي‬
‫والتق ني وذل ك طبق ا للمواثي ق األساس ية لألم ة‪.‬وفي ه ذا اإلط ار نص بت س نة ‪ 1962‬لجن ة إلص الح‬
‫التعليم عهد إليها وضع خطة تعليمية واضحة‪ ،‬ونشرت اللجنة تقريرها في نهاية سنة ‪ . 1964‬لكن‬
‫النظ ام ال تربوي لم يع رف تغ يرا كب يرا‪ ،‬ولم تش هد الس نوات األولى من االس تقالل س وى جمل ة من‬
‫العمليات اإلجرائية نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬التوظيف المباشر للممرنين والمساعدين‪.‬‬
‫‪ -‬تأليف الكتب المدرسية وتوفير الوثائق التربوية‪.‬‬
‫‪ -‬بناء المرافق التعليمية في كل نواحي الوطن‪.‬‬
‫‪ -‬اللجوء إلى عقود التعاون مع البلدان الشقيقة والصديقة‪.‬‬
‫أما تنظيم التعليم فقد انقسمت هيكلته في هذه المرحلة إلى ثالثة مستويات يستقل كل منها عن اآلخر‬
‫وهي‪:‬‬
‫التعليم االبتدائي‪ :‬ويشمل ست سنوات ويتوج بامتحان السنة الخامسة‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪ .2.2.1.8‬المرحلة الثانية ‪:1980 -1970‬‬
‫ع رفت الف ترة الممت دة من ‪ 1970‬إلى ‪ 1980‬إع داد مش اريع إص الحية كمش روع‪1973‬‬
‫المتزامن ونهاية المخطط الرباعي األول وبداية المخطط الرباعي الثاني ومشروع ‪ ،‬وثيقة إصالح‬
‫التعليم س نة ‪ 1974‬ال تي ص د ت بع د تع ديلها في ش كل أم ر ‪ 16‬أفري ل ‪ 1976‬وه و األم ر المتعل ق‬
‫بتنظيم التربي ة والتك وين ال ذي نص على إنش اء المدرس ة األساس ية ‪،‬وتوحي د التعليم األساس ي‬
‫وإ جباريت ه‪،‬المتخص ص‪ ،‬وتنظيم التربي ة التحض يرية‪،‬وق د تم يزت ه ذه المرحل ة في المج ال ال تربوي‬
‫بالخصائص التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تجديد المضامين والطرق التعليمية بالتعميم التدريجي للتعليم المتعدد الشعب بهدف‬
‫تحضير شروط التنمية العلمية للبالد‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام ميكانيزمات فعالة لتوجيه التالميذ خالل مسارهم الدراسي‪.‬‬
‫‪ -‬جعل وسائل التعليم والمضامين التعليمية منسجمة مع انشغاالت المحيط‪.‬وبالتوازي مع العمليات‬
‫التحض يرية لإلص الح فق د ش هد القط اع طيل ة ه ذه المرحل ة ع ددا من الق رارت ال تي مس ت هيكل ة‬
‫المنظومة في كل أطوار التعليم‪ ،‬كما مست القطاعات المرتبطة بالشهادات وبالتكوين‪ ،‬وتمثل ذلك‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬في مرحلة التعليم االبتدائي لم تدخل عليه تغييرات بالمقارنة لما عرف عنه في المرحلة السابقة‬
‫‪84‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫باس تثناء تغي ير تس مية "امتح ان الس نة السادس ة" ال ذي أص بح يطل ق علي ه "امتح ان ال دخول إلى الس نة‬
‫‪1‬‬
‫األولى"‪.‬‬
‫‪.3.2.1.8‬المرحلة الثالثة ‪1990 -1980 :‬‬
‫أ‪ -‬ما يطبع هذه الفترة أساسا هو إقامة المدرسة األساسية ابتداء من الدخول ‪،‬وقد تم تعميمها بشكل‬
‫تدريجي سنة بعد سنة حتى يتسنى لمختلف ‪ /‬المدرسي ‪،81 -80‬اللجان تحضير البرامج والوسائل‬
‫التعليمية لكل طور‪ ،‬وتدوم فترة التمدرس‪،‬اإللزامي فيها ‪ 9‬سنوات وتشمل هيكلتها ثالثة أطوار مدة‬
‫الطورين األولين ‪،6‬سنوات (االبتدائي سابقا) ومدة الطور الثالث ‪ 3‬سنوات (المتوسط سابقا)‪.‬‬
‫إن المدرس ة األساس ية تم تص ميمها لتك ون وح دة تنظيمي ة ش املة‪ ،‬وتمت مح اوالت‪،‬على الص عيد‬
‫التنظيمي ترمي إلى تحقيق هذه الوحدة في إطار (المأمن)‪.‬‬

‫‪.4.2.1.8‬المرحلة الرابعة ( ‪)2001- 1990‬‬


‫‪ -‬التعليم األساس ي ‪ ،‬بالنس بة للمرحل ة القاعدي ة للنظ ام التعليمي هي المدرس ة األساس ية ذات التس ع‬
‫سنوات(من السنة األولى إلى التاسعة أساسي)‪ .‬وتنقسم إلى طورين متكاملين‪:‬‬
‫‪ -‬الطورين األولين (ابتدائي) من السنة األولى إلى السنة السادسة أساسي‪.‬‬
‫‪ -‬الطور الثالث‪ ،‬من السنة السابعة إلى التاسعة أساسي‪.‬‬
‫ويبقى الطم وح في تحقيق المدرس ة األساس ية المندمج ة قائما‪ ،‬وهو أح د االنش غاالت ال تي تع نى بها‬
‫المصالح المعنية إلى يومنا هذا‪ )BEF(.‬وتتوج الدراسة بشهادة التعليم األساسي‬
‫‪.5.2.1.8‬المرحلة الخامسة (‪2002‬إلى يومنا هذا )‪:‬‬
‫مرحل ة إلص الح الجدي د حيث تم في ه تغي ير المنهج باس تقدام المقارب ة بالكف اءات وتم تغي ير مراح ل‬
‫التعليم االبت دائي من س تة س نوات إلى خمس وإ ض افة التعليم التحض يري في المرحل ة األولى ‪ ،‬حيث‬
‫تم االعتماد الكفاءة والتقويم المستمروالعمل بالمشاريع ‪.‬‬
‫وه ذا العم ل يتطلب ت وفر وس ائل وورش ف المعلم والقائ د ال يمكن تق ويم العم ل م ا لم تت وفر ه ذه‬
‫‪2‬‬
‫الوسائل إلنجاحه ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .2.8‬أهداف النظام التربوي ‪:‬‬
‫أما أهداف النظام التربوي الجزائري فتتمثل بحسب الدراسات االستشراقية المتعلقة بالتربية‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬هيئة المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.23‬‬

‫هيئة المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.24‬‬ ‫‪2‬‬

‫تركي رابح ‪ ،‬أصول التربية والتعليم ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪ ،1990 ،‬ص‪269.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫‪ -‬تكوين أطفال متميزين بسعة األفق والخيال وسالمة البدن يصبون إلى قيم الحق‪،‬والخير والجمال‬
‫وذلك من خالل إيجاد توازن متناسق بين جوانب التربية الفكرية واألخالقية والبدنية‪.‬‬
‫‪ -‬إكساب األطفال حرية التفكير التي تسمح لهم بإصدار األحكام وتبنى آراء مستقلة وتعويدهم على‬
‫تحمل مسؤولية تصرفاتهم‪.‬‬
‫‪ -‬تمكين الشباب من تكوين نظرة عن العالم دون فقدان هويته الثقافية وتعويده احترام خصوصيات‬
‫الثقافات األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان حد أدنى من المعارف والمهارات والكفاءات للجميع بتعميم التعليم االبتدائي‪.‬‬
‫‪ -‬تمكين المتعلمين من التكيف مع مهام متعددة ومن القدرة على التحسين المتواصل لمستوياتهم في‬
‫ضوء تطور أشكال اإلنتاج وظروف العمل‪.‬‬
‫‪ -‬إيالء أهمية كبيرة للتكوين العام باعتباره األرضية الضرورية لكل تكيف مستقبلي مع التغير في‬
‫البرامج التعليمية والنصوص المرجعية التي تتزايد الحاجة إليها في وقتنا الحاضرإ لى تطبيق الفكر‬
‫العلمي واألس اليب العلمي ة والتقني ة في تص ميم الخط ط وال برامج التعليمي ة‪ ،‬وذل ك به دف تحقي ق تعلم‬
‫وأداء أك ثر كف اءة وفعالي ة بم ا يتناس ب وق درات المتعلمين وخصائص هم في مختل ف المس تويات‬
‫التعليمية‪.‬‬
‫‪ .3.8‬خصائص النظام‪:‬‬
‫يتكون النظام من أجزاء متفاعلة فيما بينها لتحقيق الغايات المحددة للنظام‪،‬فمثال المنهاج‬ ‫‪-‬‬
‫المدرسي عنصر من النظام والتلميذ عنصر أيضا فإن تم بينهما التفاعل اإليجابي فستكون‬
‫النتائج جيدة وإ ذا حصل بينهما تنافر كان العكس‪.‬‬
‫للنظام أهداف محددة مسبقا ويكون بينها تشكل مدروس وليس عشوائيا لبلوغ تلك األهداف‬ ‫‪-‬‬
‫فالنظام يؤدي وظيفة معينة فالنظام له أهداف دائما يسعى لتحقيقها‪.‬‬
‫والنظام له هويته ومميزاته التي ينفرد بها تجعله مختلفا عن غيره فهو ليس مجموعة من‬ ‫‪-‬‬
‫األشياء بل مجموعة من المتغيرات لهذا هدف بينها عالقات ذات مغزى‪.‬‬
‫لكل نظام سلطات مختلفة وأيضا مسؤوليات مختلفة وبل وصرا عات لتحقيق األهداف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لكل نظام تركيب هرمي يربط عناصر النظام ببعضها البعض ويربطها بالبيئة و المحيط‬ ‫‪-‬‬
‫وترتبط النظم الفرعية بالبيئة المحيطة كما تتحول بعض المخرجات إلى مدخل للتنظم‪.‬‬
‫لك ل نظ ام بيئت ه ال تي ت ؤثر علي ه وتح دده وتتفاع ل مع ه كم ا توج د بعض المعوق ات البيئ ة ال تي‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫نؤثر على سلوك النظام والتي ينبغي أن تؤخذ في االعتبار عند دراسة أي نظام‪.‬‬

‫هيئة المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية والتكوين ‪ ،‬مرجع سابق ‪.25 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫والتص ميم التعليمي ه و أح د المج االت الجدي دة ال تي ظه رت خالل اإلص الح وال تي تس تند‬
‫على اس تخدام تكنولوجي ا تعليمي ة تطب ق فك ر وأس لوب النظم في تص ميم ب رامج تعليمي ة ترتب ط على‬
‫نحو مباشر بأهداف ونشاط التعليم داخل حجرات الدراسة‪ .‬وتتفاوت مستويات البرامج من تصميم‬
‫وحدة تعليمية صغيرة تتناول هدفا معينا أو عددا محدودا نسبيا من أهداف التعلم التي يمكن للمتعلم‬
‫تحقيقها وإ تقان تعليمها في حدود الوقت العادي للحصة أوفي وقت أقل‪ ،‬إلى تصميم برنامج يشتمل‬
‫على مجموع ة من الوح دات التعليمي ة ال تي تتن اول في تت ابع معين أه داف التعلم لموض وعات مق رر‬
‫دراس ي بأكمل ه‪ ،‬ويس ير المتعلم في دراس تها وف ق ه ذا التت ابع بحيث ال ينتق ل من دراس ة وح دة إلى‬
‫أخ رى تالي ة له ا‪ ،‬إال بع د إتقان ه لتعلم أه داف الوح دة الس ابقة له ا‪ ،‬وهك ذا ح تى يتقن جمي ع وح دات‬
‫‪1‬‬
‫المقرر‪.‬‬

‫‪ .9‬المؤسسة التعليمية كنظام ‪:‬‬


‫إذا كانت المؤسسة تمثل جزء من النظام االجتماعي العام ‪ ،‬فإن المدرسة نفسها يمكن النظر‬
‫إليه ا كنظ ام اجتم اعي متكام ل على ض وء مفه وم النظ ام ‪ SYSTEM‬ومن ثم يمكن النظ ر إليه ا‬
‫اجتماعيا من زاويتين ‪ ،‬الزاوية األولى باعتبارها نظاما مستقال له مكوناته الذاتية ‪ ،‬والزاوية الثانية‬
‫باعتبارها ج زءا من نظ ام أك بر وهو النظ ام االجتم اعي ‪ ،‬يتأثربه وي ؤثر فيه ويتبادل معه عالق ات‬
‫تفاعلية ( تأثير وتأثر)‪ ،‬ومن زاوية اعتبار المدرسة نظام فال بد من التطرق إلى المفاهيم التالية ‪:‬‬
‫‪ .1.9‬نظرية النظام ‪:‬‬
‫المؤسس ة كنظ ام أش به م ا تك ون بالبن اء العض وي المتكام ل بنيوي ا ووظيفي ا فالبن اء العض وي‬
‫جسم مكون من خالياه وكل خلية من جزئيات تعمل كلها بانسجام لبقاء الكائن ‪ ،‬وأن كل خلية يجب‬
‫أن يتلقى منها اإلشارات والرسائل أي أنها تخضع له خضوعا مطلقا وهذا ينطبق على المؤسسة إذ‬
‫‪2‬‬
‫تتكون من مجموعات والمجموعات قد تشكل نظاما فرعيا يضم مجموعات أصغر وهكذا ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.2.9‬عناصر النظام ‪:‬‬
‫وللنظام بهذا المعنى السابق مكونات أساسية يعبر عنها المخطط التوضيحي التالي‬
‫شكل رقم‪ : 05‬مكونات النظام‬

‫مخرجات ‪Output‬‬ ‫‪Processes‬‬ ‫عمليات‬ ‫مدخالت ‪Input‬‬


‫مرجع سابق ‪ ،‬ص‪270.‬‬ ‫‪1‬‬

‫السيد سالمة الخميسي ‪ ،‬قراءات في اإلدارة المدرسية أسسها النظرية وتطبيقاتها الميدانية والعملية ‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة‬ ‫‪2‬‬

‫والنشر ‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلسكندرية ‪ ، 2002،‬ص ص‪.14-13 .‬‬


‫مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.15‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫تغذية راجعة‬

‫البيئة الخارجية‬
‫المصدر ‪ :‬السيد سالمة الخميسي ‪ ،‬قراءات في اإلدارة المدرسية أسسها النظرية وتطبيقاتها الميدانية والعملية ‪ ،‬دار الوفاء لدنيا‬
‫الطباعة والنشر ‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلسكندرية‬

‫على اعتبار أن اإلدارة المدرسية منظومة متكاملة (‪ )Integrated System‬فإنها تتكون من أربعة‬
‫مكونات عامة ‪.‬‬
‫الم دخالت ‪ :‬وهي م ا يعطي لإلدارة مقوماته ا األساس ية ‪ ،‬وتح دد غاياته ا‪ ،‬عالوة على أن له ا‬ ‫‪-1‬‬
‫دورا رئيسيا في نجاح أو فشل النظام المدرسي بأكمله ‪ ،‬وتتضمن المدخالت ‪ ،‬التي تشتق من‬
‫المجتمع األمور التالية ‪:‬‬
‫رسالة المدرسة وفلسفتاه وأهدافها‬ ‫‪-2‬‬
‫السياسات والتشريعات التربوية‬ ‫‪-3‬‬
‫الم وارد البش رية في المدرس ة (الم دير وط اقم الجه ازين اإلداري والتعليمي والتالمي ذ وم وظفي‬ ‫‪-4‬‬
‫الخدمات المساندة)‪.‬‬
‫الموارد واالمكانات المادية (المبنى والمرافق والتجهيزات واألموال)‬ ‫‪-5‬‬
‫منظوم ة الخ دمات اإلض افية ال تي تس اعد المدرس ة في أداء عمله ا (خ دمات ص حية وإ رش ادية‬ ‫‪-6‬‬
‫ورياضية وغيرها)‪.‬‬
‫المنظوم ة المعلوماتي ة الفرعي ة(أس اليب العم ل واأله داف والسياس ات العام ة وط رق اتخ اذ‬ ‫‪-7‬‬
‫القرار‪.)...‬‬
‫العمليات ‪:‬وتشير إلى التفاعالت واألنشطة التي يتم من خاللها تحويل المدخالت إلى مخرجات‬ ‫‪-8‬‬
‫وهي معق دة ومتفاعل ة مع ا‪ ،‬لكن يمكن تبس يط فهمه ا من خالل النظ ر إليه ا على أنه ا وظ ائف‬
‫وأنشطة إدارية محددة تتضمن ‪.‬‬
‫التخطيط ‪ :‬حيث يتم من خالله تحديد الغايات والوسائل ‪ ،‬ووضع البرامج ‪ ،‬ورسم السياسات ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتحديد الميزانيات ‪.‬‬
‫التنظيم ‪ :‬حيث يتم من خالل ه تقس يم األعم ال وتوزيعه ا ‪ ،‬وتحدي د المس ؤوليات والص الحيات ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وطرق االتصال بين العاملين والتنسيق بينهم ‪.‬‬
‫القي ادة حيث يتم من خالله ا التفاع ل بين الم دير والمرؤوس ين والمواق ف القيادي ة ‪ ،‬بحيث يتم‬ ‫‪-‬‬
‫توجيه المرؤوسين نحو التعرف على احتياجاتهم وحفزهم على العمل بفاعلية‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫الرقاب ة ‪ :‬حيث يتم من خاللها تق ويم النتائج وتقييمها (قياس م دى مطابقتها للخطة الموضوعة‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫ومعالجة القصور واالنحرافات)‪.‬‬
‫المخرجات ‪ :‬وهي الحصيلة النهائية لمجمل العمليات والمؤثرات في البيئتين الداخلية والخارجي ة‬ ‫‪-9‬‬
‫‪ ،‬وهي صنفان ‪:‬‬
‫مخرجات إنتاجية ‪(:‬قرارات وتشريعات ‪ ،‬وسياسات ‪ ،‬وأداء جيد )‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مخرجات وجدانية ‪( :‬رضا وظيفي ‪ ،‬عالقات متينة)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بيئة المنظومة ‪ :‬وهي البيئة التي تتفاعل فيها المنظومة أدائها وفاعليتها وهي صنفان‬ ‫‪-‬‬
‫بيئة خارجية ‪ :‬تقع خارج حدود المنظمة )المدرسة(‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بيئة داخلية ‪ :‬داخل حدود المنظمة (المدرسة)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وهناك ما يعرف بالتغذية الراجعة وهي ترتبط بالعمليات اإلدارية والمخرجات والبيئة ‪ ،‬بحيث إنها‬
‫(التغذي ة الراجع ة) ت وفر لإلدارة المدرس ية معلوم ات تس اعدها على تحس ين عملياته ا وهن اك وح دة‬
‫اإلدارة المدرسية وهي المدرسة وعلى رأسها المدير ويغلب على هذه اإلدارة طابع التنفيذ للسياس ات‬
‫الصادرة غن اإلدارة التعليمية واإلدارة التربوية‪.‬‬
‫‪.10‬عالقة النظام بالمجتمع ‪:‬‬
‫يمكن أن يصنف النظام حسب عالقته بالمجتمع إلى نوعين ‪:‬‬
‫النظ ام المفت وح ‪ : Open System :‬وه و النظ ام ال ذي يتفاع ل م ع البيئ ة ومن ثم يوص ف بأن ه‬ ‫‪-1‬‬
‫نظام اجتماعي ‪ Social System‬أي أن بينه وبين النظام االجتماعي عالقات تفاعلية ( تأثير‬
‫وتأثر )‪.‬‬
‫شكل رقم ‪ :06‬بنية نسق المدرسة‬

‫البيئة الخارجية‬
‫االقتصاد‬ ‫االجتماع‬
‫المدرسة‬
‫التحفيز‬ ‫القرارات اإلدارية اإلداريةاإلداري‬

‫القيادة‬
‫التقويم‬ ‫اتخاذ القرار‬

‫التكنولوجيا‬ ‫الثقافة‬

‫اإلبداع‬ ‫األداء‬
‫المتابعة والتنفيذ التطوير‬
‫اإلداريةاإلداري‬
‫الجغرافيا‬ ‫السياسة‬
‫المصدر ‪ :‬صاحب البحث‬

‫‪ 1‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.16‬‬


‫‪89‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫النظام المغلق ‪ : Closed System:‬وهو النظام الذي يتفاعل مع البيئة من حوله حيث تختفي‬ ‫‪-2‬‬
‫أو تض عف عالق ات الت أثير والت أثر بين ه وبين المجتم ع والمحي ط ‪ ،‬والس ؤال المط روح هن ا ‪ :‬م ا‬
‫‪1‬‬
‫موقع المدرسة كنظام من هذين النوعين؟ ‪ ،‬هل هي نظام مغلق أم نظام مفتوح ؟‪.‬‬
‫تكمن م يزة النظ ام االجتم اعي المفت وح في تفاعل ه م ع محيط ه وبيئت ه عن طري ق ‪ :‬الم دخالت ال تي‬
‫تزود بها المؤسسة من المجتمع والمخرجات التي تعيدها المؤسسة ( المدرسة ) إلى المجتمع بعد أن‬
‫تكون قد مرت بالمدرسة التي أعطتها الصبغة التي تهدف إليها‪.‬‬
‫لكن ال يمكن أن ال نالح ظ الت أثير ال ذي تمارس ه البيئ ة الخارجي ة على المدرس ة وك ذلك مخرج ات‬
‫المدرسة التي نالحظها في الموارد البشرية وفي الحراك االجتماعي ‪ ،‬ومن هذا المنطلق فهي نظام‬
‫مفتوح ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.11‬البيئة اإلدارية والبيئة االجتماعية للمدرسة ‪:‬‬
‫ي رى علم اء االجتم اع أن المدرس ة مؤسس ة إلزامي ة ‪،‬أي أن أفراده ا ال يخت ارون الخض وع‬
‫إليه ا أو االنض واء في إطاره ا باختي ارهم ‪ .‬وتض م ه ذه المؤسس ة اإللزامي ة ع دا واف را من األف راد‬
‫ال ذين تق دم لهم خ دمات مفروض ة وموجه ة من قب ل ع دد يس ير من الع املين‪ .‬حيث يتك ون مجتم ع‬
‫المدرس ة من ثالث فئ ات أساس ية هي فئ ة اإلداريين ‪ ،‬وفئ ة المعلمين وفئ ة التالمي ذ ‪.‬وتش كل ه ذه‬
‫الفئ ات نظ ام اجتماعي ا فري دا ‪ ،‬إذ يج ري التفاع ل بينه ا ع بر التواص ل المس تمر الي ومي المباش ر ‪،‬‬
‫وع بر نظ ام ب يروقراطي ‪.‬فهن اك الجه از اإلداري المتخص ص والتسلس ل ال وظيفي وتوزي ع األدوار‬
‫التي تقوم بها كل فئة ‪ ،‬وهناك اللوائح واألنظمة والح دود الجغرافية واالجتماعية للمدرسة وكيفية‬
‫‪3‬‬
‫العمل داخلها وتتضح البنية اإلدارية الهيكلية للمدرسة من خالل الشكل التالي الذي يمثل هرما ‪.‬‬
‫‪.1.11‬اإلدارة المدرسية ‪:‬‬
‫من أكثر المعايير شهرة لإلدارة المدرسية ما اعتمدته وكالة إعداد المعلمين في بريطانيا عام‬
‫‪1998‬م الذي اشتمل على المجاالت التالية ‪:‬‬
‫فالهدف الرئيس لإلدارة المدرسية هو تقديم قيادة للمدرسة ‪ ،‬تضمن نجاحها وتحسنها وتؤمن تعليم ًا‬
‫إلى الجودة لجميع تالميذها ‪ ،‬ومعيارًا متطورًا لإلنجاز ‪ ،‬والمدير هو المهني الرئيسي في المدرسة‬
‫‪4‬‬
‫الذي يجب عليه بالتعاون مع الجهاز الحكومي للمدرسة أن يقدم رؤية وقيادة واتجاهًا للمدرسة ‪.‬‬
‫‪.2.11‬المجاالت الرئيسة لإلدارة المدرسية ‪:‬‬

‫‪ 1‬السيد سالمة الخميسي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪16، 15‬‬


‫‪ 2‬السيد سالمة الخميسي‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.128.‬‬
‫‪ 3‬السيد سالمة الخميسي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫إسماعيل محمد دياب ‪ ،‬اإلدارة المدرسية ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪ ،2001 ،‬ص ‪.139‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫لق د توص ل (الخطيب) إلى مجموع ة من المع ايير من خالل الق راءات األدبي ة و النم اذج‬
‫النظرية وقام بتطويرها كما في النموذج السابق ‪ ،‬وهي كالتالي ‪:‬‬
‫القيادة المدرس ية ‪ :‬وتشمل تط وير الخط ط ‪ ،‬وص ياغة األهداف ‪ ،‬ووض ع ب رامج العم ل ‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫والتطوير والمتابعة والتشجيع ‪ ،‬واإلدارة الذاتية ‪.‬‬
‫ص ناعة الق رار وح ل المش كالت ‪ :‬من حيث تحدي د المش كالت ‪ ،‬وجم ع البيان ات ‪ ،‬ووض ع‬ ‫‪-2‬‬
‫البدائل واالختيار منها ‪ ،‬والتوازن والمشاركة ‪ ،‬وتطبيق تقنيات إدارة الصراع التنظيمي‬
‫الت دريس أو التعليم ‪ :‬من حيث إع داد الحف ظ ‪ ،‬وص ياغة األه داف ‪ ،‬وتق ديم الم ادة‬ ‫‪-3‬‬
‫الدراس ية ‪ ،‬واس تخدام التهيئ ة الح افزة ‪ ،‬واس تخدام المث يرات التعليمي ة والتعزي ز ‪،‬‬
‫واستراتيجيات التعلم الذاتي والتعاوني ‪.‬‬
‫المناهج الدراسية ‪ :‬من حيث الشمولية والتكامل والمرونة والمراجعة المستمرة ‪ ،‬ومراعاة‬ ‫‪-4‬‬
‫التطوير التكنولوجي ؛ لتنمية شخصية الطالب ‪.‬‬
‫إدارة الم وارد البش رية ‪ :‬من حيث السياس ات واالس تراتيجيات ‪ ،‬والتش ريعات والق وانين‬ ‫‪-5‬‬
‫واألنظم ة والل وائح والحداث ة ونظ ام األج ور وال رواتب والح وافز ‪ ،‬والت دريب المس تمر ‪،‬‬
‫ونظام إنهاء خدمات الموظفين ‪ ،‬والرقابة ‪.‬‬
‫تكنولوجيا المعلومات ‪ :‬من حيث توفير قواعد البيانات وتحديثها ‪ ،‬وتوفير معامل الحاسب‬ ‫‪-6‬‬
‫اآللي ومصادر التعليم ‪ ،‬وربط المدرسة بشبكات المعلومات العالمية عن طريق االنترنت‬
‫‪ ،‬مع توفير الدعم والمساندة للمعلمين ‪ ،‬وتشجيعهم على تطوير التعليم اإللكتروني ‪.‬‬
‫االمتحان ات والتق ويم ال تربوي ‪ :‬من حيث اعتم اد نظ ام التق ويم البن ائي المس تمر ‪ ،‬والتق ويم‬ ‫‪-7‬‬
‫المعتمد على معايير اإلتقان والتقويم الشمولي لجميع جوانب شخصية الطالب ‪ ،‬واعتماد‬
‫التق ويم على المس توى المدرس ي ‪ ،‬والمعتم د على األداء والممارس ة ‪.‬وق د نس تطيع الحكم‬
‫بجودة العمليات المرتبطة بالقيادة التربوية في المدرسة ؛ إذا استطاعت أن تراعي الجودة‬
‫الشاملة عن د التعام ل م ع مح اور العملية التعليمي ة الخمسة ‪ ( :‬التلمي ذ ‪ ,‬المعلم ‪ ,‬المنهج ‪,‬‬
‫‪1‬‬
‫المبنى المدرسي ‪ ,‬المجتمع ) ‪.‬‬
‫ويعت بر التلمي ‪44‬ذ المس تفيد األول من العملي ة التعليمي ة والتربوي ة بجمي ع محاوره ا ‪ ,‬وه و‬
‫المستهدف الرئيس ‪ ,‬وتوظف كل العمليات لخدمته ‪ ,‬ومن هنا البد أن يكون مدير المدرسة قادرا‬
‫‪2‬‬
‫على تحقيق المطالب اآلتية ‪:‬‬

‫الخطيب أحمد ورداح‪،‬إدارة الجودة الشاملة (تطبيقات تربوية )‪.‬مكتب التربية العربي لدول الخليج‪1425،‬هـ ‪ ،‬ص ‪.289‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.290‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫توفير البيئة اآلمنة للطالب ‪ ,‬من الناحيتين الفكرية ‪ ,‬والجسدية ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تب ني طرائ ق الت دريس الحديث ة ‪ ,‬مث ل التعلم التع اوني و التعليم اإللك تروني ‪ ,‬أس لوب ح ل‬ ‫‪-2‬‬
‫المشكالت ‪ ,‬التفكير اإلبداعي ‪.‬‬
‫توف ير الرعاي ة المناس بة لك ل فئ ة من الطالب حس ب ق دراتهم س واء أك انوا متف وقين ‪ ,‬أو‬ ‫‪-3‬‬
‫موهوبين ‪ ,‬أو مقصرين‬
‫رفع الدافعية لدى الطالب من خالل تهيئة البيئة المحفزة على التعلم ‪ ,‬وإ يجاد برامج تحفيز‬ ‫‪-4‬‬
‫وتشجيع لهم ‪.‬‬
‫تفعيل األنشطة الصفية ‪ ,‬و غير الصفية وفق رغبات الطالب ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫العناية بالتوزيع المناسب للطالب داخل المبنى ‪ ,‬أي االستغالل األمثل لحجرات المدرسة ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫اإلشراف على دور لجنة التوجيه واإلرشاد ‪ ,‬وتولي دراسة بعض الحاالت ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫االهتمام بالجانب الصحي والنفسي للطالب ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫جم ع البيان ات والمعلوم ات عن ك ل ط الب به دف مس اعدته على التعلم ‪ ,‬الناض ج من خالل‬ ‫‪-9‬‬
‫الخبرات التي يعيشها في المدرسة ‪.‬‬
‫المحافظة على سرية المعلومات عن الطالب ‪ ,‬وتوكل إلى من يتصف بالسرية ‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫مراعاة خصوصيات الطالب ‪ ,‬وأسرته ‪.‬‬ ‫‪-11‬‬
‫تصميم السجالت والتقارير بما يسهل التواصل بين الطالب ومعلمه ‪.‬‬ ‫‪-12‬‬
‫‪1‬‬
‫جعل الطالب هو محور أي خدمة تقدم ‪.‬‬ ‫‪-13‬‬
‫ويع د المعلم المح رك األول لعجل ة التربي ة والتعليم ‪ ,‬وه و الق ادر على ص ياغة ك ل‬
‫المعطي ات لتص ب في مص لحة التلمي ذ ‪ ,‬ل ذا ك ان على القي ادة أن تولي ه عناي ة فائق ة ح تى تتمكن من‬
‫‪2‬‬
‫تحقيق أهدافها وخططها ‪ ,‬وذلك بتطوير قدراته من خالل ما يلي ‪:‬‬
‫إيجاد األساليب اإلشرافية التي ترتقي بمستواه ‪ ,‬وتبث في نفسه حب المهنة‬ ‫‪-1‬‬
‫( كالدروس التطبيقية ‪ ,‬والنشرات ‪ ,‬والزيارات المتبادلة ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد احتياجات المعلم التدريبية ‪ ,‬والتنسيق مع الجهات التدريبية لتطويره ‪.‬‬
‫‪ -3‬متابعة مدى استفادته من المهارات التي تدرب عليها ‪ ,‬وتوجيه ذلك نحو األفضل‬
‫‪ -4‬العناي ة بالم درس الجدي د بتبص يره بواجبات ه ‪ ,‬وتزوي ده بتج ارب اآلخ رين ‪ ,‬وتوض يح المح اذير‬
‫التي قد يقع فيها دون قصد ‪.‬‬
‫‪ -5‬تقديم الدعم للمعلم ‪ ,‬والتشجيع ‪ ,‬والتحفيز ‪.‬‬

‫الخطيب أحمد ورداح‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 291.‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.232‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫‪ -6‬توطين التقنية في المدرسة ‪.‬‬


‫‪ -7‬العناية بالجانب النفسي للمعلم من خالل االهتمام بالعالقات اإلنسانية ‪.‬‬
‫‪ -8‬إشراك المعلم في صنع القرار ‪ ,‬من خالل اللجان ‪ ,‬والمجالس المدرسية ‪.‬‬
‫‪ -9‬رعاية اإلبداعات ‪ ,‬وتعزيزها واإلفادة منها ‪ ,‬وتشجيعها ‪.‬‬
‫‪ -10‬مساعدة المعلم في تطوير ذاته من خالل التوجيه ‪ ,‬والتشجيع ‪ ,‬والدعم المعنوي ‪.‬‬
‫‪-11‬اإلشراف على األعمال التحريرية للمعلم ‪ ,‬واقتراح سبل تطويرها ‪.‬‬
‫‪ -12‬الحرص على تجانس الفريق داخل المدرسة ‪ ,‬والعمل بروح الفريق الواحد ‪.‬‬
‫‪ -13‬توف ير الظ روف واألوق ات المناس بة ‪ ,‬ال تي تمكن المعلمين من اإلس هام الفاع ل بتق ديم آرائهم‬
‫وملحوظاتهم ومقترحاهم في تطوير النظام التربوي ‪ ,‬وتطوير المناهج ‪.‬‬
‫‪ -14‬العمل على توفير التسهيالت الممكنة لتحقيق عملية التعليم بفاعلية ‪.‬‬
‫‪-15‬العناية بالشكاوى ‪ ,‬والملحوظات والتطلعات ‪ ,‬والتعامل معها بجدية ‪.‬‬
‫‪-16‬منح المعلم الثقة واحترامه ‪ ,‬واستقطابه للمشاركة في بعض المهام القيادية‪.‬‬
‫‪ -17‬الموضوعية عند تقويم أداء المعلم ‪ ,‬وتبصيره ‪ ,‬بما كان ينبغي عليه ‪.‬‬
‫كم ا يع‪44‬د المنهج ق الب الج ودة الش امل إذ أن ه الخ ط ال ذي يس ير علي ه المعلم ‪ ,‬وه و المحق ق‬
‫لله دف ال تربوي والتعليمي ‪ ,‬ويرس م للط الب آفاق ًا مس تقبلة ‪ ,‬وتع اطي ه ذا المنهج يقتض ي أن يك ون‬
‫منطلق ا من األه داف العلي ا المرس ومة ‪ ,‬ويحت اج ذل ك عناي ة فائق ة من إدارة المدرس ة بالمتابع ة ‪,‬‬
‫‪1‬‬
‫والرعاية الجادة ‪ ,‬حتى تؤدى أهدافه المنشودة ‪ ,‬وذلك من خالل اآلتي ‪:‬‬
‫‪-1‬اإلشراف على توزيع المعلمين مفردات المقرر وفق الخطة الزمنية المحددة ‪.‬‬
‫‪-2‬توفير الوسائل المعينة للمعلم في تحقيق أهداف درسه ‪.‬‬
‫‪-3‬تكليف المعلمين متابعة األخطاء التي تطرأ على المقررات الدراسية سواء أكانت‬
‫مطبعية أو علمية أو تربوية والرفع عن ذلك ‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلشراف على دراسة المناهج دراسة نقدية ‪ ,‬فاحصة ‪.‬‬
‫‪ -5‬المشاركة في اللجان التربوية لتطوير المناهج ‪.‬‬
‫‪ -6‬التعامل مع المستجدات التي تطرأ على المناهج بوعي وفهم عميق ‪.‬‬
‫‪ -7‬رعاية الكتب من خالل تشجيع الطالب احترامها ‪ ,‬والمحافظة عليها ‪.‬‬
‫‪-8‬االهتم ام بص ياغة االختب ارات بأس لوب منهجي علمي ‪ ,‬بحيث تقيس مس توى التحص يل والفهم‬
‫لدى الطالب ‪.‬‬

‫أحمد ‪ ،‬أحمد إبراهيم ‪ :‬الجودة الشاملة في اإلدارة التعليمية والتربوية‪.‬اإلسكندرية ‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ‪2003 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.165‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫تعتبر المناهج الدراسـية التي تعتمـد على إنجاز األهداف الكمية والتي تسـيطر على محتواها‬
‫ماهية المعلومات(‪ ،)Know What‬على المحتوى المعرفي دون توفير مسـاحة مناسـبة لمعرفة كيف‬
‫تعمل األشياء(‪،)Know How‬وما يصاحبها من تنمية لقدرات التفكير العليا( الشيخ وأحمد‪2004 ،‬م)‬
‫من أهم معوق ات تح ول المدرس ة نح و الج ودة‪ ،‬فه ذا الن وع من المن اهج وآلي ات متابع ة تنفي ذها في‬
‫المدارس تساهم في إحداث حاالت الضغط واإلجهاد على المعلمين إلنهاء المنهج بأي صورة كانت‪،‬‬
‫وبالت الي يلج أ المعلمين للض غط على الطالب لس رعة الحف ظ والت ذكر دون مراع اة المس تويات‬
‫المعرفي ة واإلدراكي ة و المهاري ة بتص نيفاتها المتع ددة وال تي تعت بر مس ألة جوهري ة لتحقي ق ج ودة‬
‫التعليم ‪.‬‬
‫فق د أظه رت نت ائج إح دى الدراس ات أن أك ثر من نص ف أص حاب اإلجاب ات األض عف دراس يًا ق الوا‬
‫‪1‬‬
‫إنهم وجدوا الدراسة صعبة‪ ،‬وأن أكثر من ثلثهم يرغبون في ترك المدرسة ‪.‬‬
‫وينتهي األمر بالطالب في ظل واقع هذه المناهج التقليدية إلى التعليم بهدف الحصول على الشهادة‪،‬‬
‫وتقل لديهم بالتالي الرغبة والقدرة للتعلم باالكتشاف والتفكير المستقل والمبدع‪ ،‬بل إن التعلم بالنسبة‬
‫لهم ينتهي بمج رد حص ولهم على الش هادة ألن المن اهج المبني ة على أس اس األه داف الكمي ة ال تبعث‬
‫روح اإلبداع والتعلم مدى الحياة لدى المتعلمين ‪.‬‬
‫يستلزم نجاح التحول نحو الجودة في المدرسة إلى مناهج معاصرة توفر مساحات مناسبة للمعلمين‬
‫والطالب لممارس ة وتن اول موض وعات معاص رة تتواف ق وتطلع ات المجتم ع وأص حاب الحص ص‬
‫اآلخرين‪ ،‬وهي بذلك أي المناهج تكون قد حققت أهم معايير الجودة في التعليم وهو توافق محتوى‬
‫المناهج وأنشطتها لتطلعات المجتمع وجميع أصحاب الحصص الحالية والمستقبلية ‪.‬‬
‫يعد المبنى المدرسي بما يحمل من مواصفات من عوامل نجاح العملية التعليمية والتربوية ‪,‬‬
‫ولكن يبقى للقي ادة ال دور األك بر في االس تفادة من محاس ن المب نى ‪ ,‬وتالفي معايب ه ومن هن ا وجب‬
‫عليه اتخاذ ما من شأنه المحافظة عليه ليؤدي دوره التربوي ‪ ,‬وتوظيف إمكاناته لخدمة الطالب ‪,‬‬
‫ومن ذلك ‪:‬‬
‫‪-1‬مراعاة شروط السالمة ‪ ,‬واإلجراءات المتبعة في حاالت الكوارث ‪.‬‬
‫‪-2‬االستفادة المثلى من مكونات المبنى ‪ ,‬ومراعاة حاجات المتعلمين في توزيع الحجرات ‪.‬‬
‫‪-3‬إيجاد مراكز ترفيهية في المدرسة ‪.‬‬
‫‪-4‬العناية بالشكل الجمالي للمدرسة و من خالل التشجير واللوحات ‪.‬‬

‫‪ 1‬دافني بان ‪ ،‬التعليم في سنغافورة "نموذج الجودة النوعية‪ ،‬التعليم والعالم العربي ‪ ،‬مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية‬
‫‪ ،‬أبو ظبي ‪2000 ،‬م ‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬
‫‪2‬‬
‫‪-5‬إتاحة الفرصة أمام الطالب لالستفادة من المبنى في فترات ما بعد الدوام ‪.‬‬
‫كما أن المجتمع شريك قوي في التربية والتعليم السيما في العصر الحاضر وأصبح تأثيره‬
‫قويا مما يستدعي توجيه هذه الق درة لديه نحو خدمة الطالب وفق األهداف التربوية المقننة ‪ ,‬ولن‬
‫يتأتى ذلك إال بإشراكه في العديد من القضايا التي ترتبط بالطالب ‪ ,‬وهنا تستطيع القيادة التربوية في‬
‫المدرسة االستفادة من المجتمع من حولها إذا هي خططت لذلك مثل ‪:‬‬
‫إعداد برامج عالقات مع المجتمع ناجحة ‪ ,‬وذات فاعلية ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫توظي ف عالق ات الهيئ ة التدريس ية ب المجتمع ‪ ,‬في إيج اد رواب ط قوي ة مع ه تس هم في‬ ‫‪-2‬‬
‫خدمة الطالب ‪.‬‬
‫االستفادة من خبرات المعلمين المتقاعدين ‪ ,‬وإ شراكهم في منا شط المدرسة ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫التنسيق مع المؤسسات الحكومية لخدمة الطالب ‪ ,‬كالدفاع المدني ‪ ,‬خدمة المجتمع ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫دعوة أفراد المجتمع المشاركة في أنشطة المدرسة وبرامجها ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫‪ .12‬القوانين المنظمة للعمل في المدرسة الجزائرية ‪:‬‬
‫تس تمد المدرس ة الجزائري ة الق وانين المنظم ة للعم ل من التش ريع المدرس ي ‪ ،‬ويتعل ق األم ر‬
‫‪2‬‬
‫بظروف العمل والموظف من حقوق وواجبات للمستخدم للتربية العمل وفقها ‪.‬‬
‫‪1.12.‬القوانين المنظمة للواجبات ‪:‬‬
‫القي ام بالمه ام التربوي ة ‪ :‬عملي ة التربي ة والتعليم والمتعلق ة بالمن اهج والط رق التعليمي ة التعلمي ة‬ ‫‪-‬‬
‫والفلسفة المتبعة كالنظام البرغماتي الجديد الذي تنتهجه الجزائر والمتعلق بالعمل بالمشاريع‬
‫القيام بالمهام البيداغوجية ‪ :‬انجاز الدفاتر والسجالت‬ ‫‪-‬‬
‫المه ام اإلداري ة ‪ :‬إنج از واس تقبال الوث ائق المتعلق ة باالتص ال م ع مختل ف الجه ات الوص ية‬ ‫‪-‬‬
‫والشركاء‬
‫‪2.12.‬القوانين المنظمة للحقوق‪:‬‬
‫األجور والمنح والعالوات‬ ‫‪-‬‬
‫مختلف الخدمات االجتماعية‬ ‫‪-‬‬
‫العطل واالنتداب واالستيداع والتقاعد‬ ‫‪-‬‬
‫‪3.12.‬القوانين المتعلقة بالعمل التربوي ‪:‬‬
‫طريقة العمل وفق المنهاج‬ ‫‪-‬‬
‫الحجم الساعي‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 2‬محمد الصيرفي ‪ ،‬المسؤولية االجتماعية لإلدارة ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الوفاء ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪ ،2007 ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪ 2‬عبد الرحمن بن سالم ‪ ،‬المرجع في التشريع المدرسي الجزائري ‪ ،‬ط‪، 3‬دار الهدى ‪ ،‬الجزائر ‪ ،2000،‬ص‪.‬ص ‪. 152 .151‬‬
‫‪95‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫استعمال الزمن‬ ‫‪-‬‬


‫التقويم‬ ‫‪-‬‬
‫بالنسبة لهذه القوانين فقد تم االنتقال من طريقة العمل من المقاربة باألهداف إلى العمل بالمقارب ة‬
‫بالكفاءات وهذه األخيرة تحتاج إلى وسائل وورش لتحقيق الغاية‪.‬‬

‫‪4.12.‬القوانين المتعلقة باألجور والمنح والعالوات‬


‫سلم األجور‬ ‫‪-‬‬
‫المردودية‬ ‫‪-‬‬
‫منحة الزوجة واألوالد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .13‬تمويل التعليم في الجزائر‪:‬‬
‫يحت اج ك ل نظ ام إلى اعتم ادات مالي ة ح تى يغطي نفقات ه‪ ،‬فتموي ل التعليم ه و الرك يزة‬
‫األساسية‪،‬في تحقيق المساواة في مدخالت العملية التعليمية‪ ،‬وهناك عدة أنماط للتمويل مثل ما هو‬
‫موج ود في فرنس ا أو الوالي ات المتح دة‪ ،‬أو ح تى عن دنا في الجزائ ر‪ ،‬وه و أي التموي ل ليس عملي ة‬
‫سهلة أبدا في أي دولة خاصة وأن هناك مستويات عدة تقوم به مثل المستوى اإلقليمي‪ ،‬أو المحلي‬
‫أو ح تى الق ومي‪ ،‬ويتم توف ير األم وال الالزم ة للخ دمات التعليمي ة عن طري ق الض رائب والرس وم‬
‫والمس اعدات والتبرع ات ورس وم التعليم ال تي هي في نظامن ا ال تربوي تع د رمزي ة‪ ،‬فلق د ص رفت‬
‫الجزائ ر الكث ير من اإلعتم ادات المالي ة على قط اع التربي ة‪ ،‬ب ل تع د من ال دول ال تي تخص ص أك بر‬
‫الميزانيات له‪ ،‬وهي في الغالب تأتي من أجل تسيير القطاع ودفع أجور أفراد هو نعني بالتمويل كل‬
‫م ا يس تطيع البل د أن يعبئ ه من م وارد لخدم ة أغ راض مؤسس ات وأجه زة التربي ة والتعليم وللتموي ل‬
‫‪1‬‬
‫بالغ األهمية كونه نمط اقتصادي له دوره في اقتصاديات التربية والتعليم‪.‬‬
‫فالنظام التربوي هو النظام الذي يمد باقي األنظمة الموجودة في المجتمع بالموارد البشرية‪،‬‬
‫ل ذا تعتم د علي ه تل ك النظم في أدائه ا ودوره ا ووظيفته ا‪ ،‬كم ا أن ه ذه النظم تم ده بمقوم ات وج وده‬
‫ووظيفت ه‪ ،‬من حيث التنظيم أو المتطلب ات االقتص ادية‪.‬ومن أب رز النظم ذات العالق ة الوثيق ة النظ ام‬
‫االقتص ادي ال ذي هو أساس النظ ام ال تربوي من حيث توف ير حاجاته لتوف ير الكف اءات ال تي ستشغل‬
‫األدوار المختلف ة‪ ،‬وتوف ير متطلباته ا الفني ة والتكنولوجي ة (الوس ائل) لمس اعدتها على أداء وظيفت ه‬

‫محمد متولي غنيمة ‪ ،‬تمويل التعليم والبحث العلمي العربي المعاصر‪ ،‬أساليب جديدة ‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪،‬مصر‪ ،2001،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.229‬‬
‫‪96‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫التربوي ة بكف اءة عالي ة‪ ،‬ل ذا فاالعتم اد ال وظيفي بين القط اعين كب ير وه و عام ل أساس ي في دعم‬
‫‪1‬‬
‫النظامين وجعلهما على مستوى األداء الوظيفي المطلوب للمجتمع والفرد على حد سواء‪.‬‬
‫‪ .14‬التجديد التربوي ‪:‬‬
‫‪ .1.14‬مفهوم التجديد‪ :‬هو كل تجديد تربوي يحدث نظرا للتغيرات العلمية والتكنولوجية السريعة‬
‫وحاجة المدارس إلى التجديد التربوي الهادف ‪ ،‬وحاجة المجتمع إلى حركة تغيير أهدافه ‪.‬‬

‫‪.2.14‬المكونات األساسية للتجديد التربوي ‪:‬‬


‫إن مفه وم التجدي د ال تربوي ال ذي ظه ر في الس تينات من الق رن الماض ي ‪ ،‬ليس بالش يء الجدي د‬
‫فمن وجدت النظم التعليمية ‪ ،‬كانت هناك دائما أفكار وطرق وأساليب جديدة ‪ ،‬والفرق الرئيسي بين‬
‫التجديدات التربوية في الماضي والتجديدات التربوية في الوقت الحاضر ‪ ،‬يكمن في السرعة الفائقة‬
‫التي ظهرت بها التجديدات الحديثة مقارنة بالتجديدات الماضية ‪.‬كما ال يعني أن كل جديد يجب أن‬
‫يكون اكتشافا أو اختراعا لم يسمع به أحد من قبل ‪ ،‬بل قد يكون ذلك الجديد بالنسبة لآلخرين في‬
‫المجتمعات األخرى خارج المجتمع المجدد شيئا ممارسا ومعروفا ‪ ،‬لذا فالجدة هنا تعني أن الذين‬
‫سيأخذون بهذه األفكار واألساليب الجديدة ‪ ،‬سيستخدمونها للمرة األولى في شكلها المستحدث الذي‬
‫‪2‬‬
‫سيناسب بيئتهم الجديدة ‪ ،‬واليتنا في مع قيمهم ونظمهم ‪.‬‬
‫فاالس تحداث يع ني الوص ول إلى ش يء جدي د ل ه ص لة مباش رة برفاهي ة اإلنس ان وتلبي ة مطالب ه ‪،‬‬
‫كما يتحدث مفهوم االستحداث بأنه فكرة أو شيء جديد أو عملية جديدة ‪ ،‬تصطنع من عناصر أولية‬
‫وتوجه نحو هدف محدد ‪.‬ويتميز مفهوم االستحداث بخصائص كثيرة أهمها ‪ :‬اإلبداع ‪ ،‬واالخ تراع ‪،‬‬
‫والتجديد ‪ ،‬والتحديث ‪ ،‬والتنمية واإلصالح ‪.‬‬
‫أما االستحداث التربوي فهو ليس مجرد إدخال آالت وأجهزة جديدة في العملية التعليمية ‪ ،‬بل‬
‫ه و ي ؤثر في البن اء القيمي للمجتم ع مم ا ي ؤدي إلى أس اليب جدي دة لتغي ير القيم القديم ة أو الث ورة‬
‫عليها‪ 3.‬وأما عملية التجدي د ال تربوي فق د ك انت في بداية التس عينات من الق رن الماض ي يمكن النظر‬
‫إليها على أنها نتاج لعوامل متعددة ‪ ،‬فعلى المستوى البيداغوجي ‪ ،‬بلغ التدريس بالمضامين مداه في‬
‫حين فتحت بيداغوجيا األهداف آفاقا أخرى للتجديد التربوي‪ .‬وعلى المستوى السياسي بدأت أنشودة‬
‫نهاي ة الت اريخ واالي دولوجيا ت ترك ص داها على أك ثر من مس توى ‪ .‬وهك ذا يمكن تعري ف التجدي د‬

‫‪ 2‬دليلة خينش‪ ،‬مكانة التعليم العالي والبحث العلمي في البرنامج التنموي الجزائري ‪ ،‬ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬السنة‬ ‫‪1‬‬

‫الدراسية ‪ ،2003 /2002‬ص ‪.370‬‬


‫الطاهر زرهوني‪ ،‬تنظيم وتسيير مؤسسة التربية والتعليم‪ ،‬ط ‪ ،2‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزائر‪ ، 1993 ،‬ص ‪.18‬‬ ‫‪2‬‬

‫سيد ابراهيم الجبار ‪ ،‬دراسات في التجديد التربوي ‪ ،‬مكتبة غريب ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1980 ،‬ص ‪.125‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫ال تربوي بأن ه إدخ ال جدي د أو تغي ير في األفك ار أو السياس ات أو ال برامج أو الط رق أو المراف ق أو‬
‫البيئة العلمية الدينامية لنظام التعليم ‪ .‬والتجديد التربوي ابتداع أو اكتشاف بدائل جديدة لنظام التعليم‬
‫القائم أو لبعض عناصره ‪ ،‬من أجل إصالحه وزيادة كفايته وفاعليته ‪.‬‬
‫كم ا يع د التجدي د ال تربوي الحقيقي ه و ذل ك ال ذي يمس وج دان المتع املين م ع قض ايا التجدي د قب ل‬
‫عقولهم ‪ ،‬وهذا ال يتأتى إال إذا آمن المعنيون بأن عملية التجديد تخصهم وتعنيهم في المقام األول (‬
‫‪ ، )Sense of Ownership‬ولكي يحقق الوسط التربوي هذا األمر كان لزاما عليه أن يتواصل‬
‫بجميع أجزائه وأطرافه ‪ .‬وعرف (هيموناتين) التجديد التربوي بأنه أوال إدخال كل جديد أو تغيير‬
‫في األفكار أو السياسات أو ال برامج أو الطرائق أو المرافق أو البيئات التعليمية وثانيا بأن العملية‬
‫‪1‬‬
‫الديناميكية البتكار هذه التغييرات والتخطيط لها وتطبيقها في مراحل التعليم ‪.‬‬
‫‪ .15‬التحديات ‪:‬‬
‫اإلدارة المدرسية مهنة لها قواعدها ومتطلباتها ومعاييرها والقائد بحاجة إلى أن تتوفر لديه‬
‫خص ائص معرفي ة ومه ارات من أج ل القي ام به ا على الوج ه الس ليم والفع ال ‪ .‬واإلدارة المدرس ية‬
‫ش أنها ش أن أي عم ل يمكن أن يق وم ب ه اإلنس ان شخص يا ومهني ا ‪ ،‬إذ يمكن أن تكتنفه ا بعض‬
‫‪2‬‬
‫الصعوبات وتعترض طريقها بعض المعوقات ‪.‬‬
‫‪.1.15‬الصعوبات ‪:‬‬
‫هناك مجموعة من الصعوبات تكتنف اإلدارة المدرسية منها ‪:‬‬
‫الحاجة إلى اإلعداد والتأهيل ‪ :‬فالقائد يحتاج لعدة معارف منها التخطيط ‪ ،‬والتدريس ‪ ،‬والتعلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫واإلشراف ‪ ،‬والتقويم ‪ ،‬وهذه تحتاج إلى مهارات وكفاءات ‪.‬‬
‫ارتفاع حجم المساءلة لقائد المدرسة االبتدائية من طرف المجتمع فهو يتحمل فشل أو نجاح‬ ‫‪-‬‬
‫المدرسة ‪.‬‬
‫التوفيق بين المهارات اإلدارية والفنية وبين التنظيم والتفويض وإ دارة الوقت ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضعف القائد من الناحية التكوينية في مجال علم النفس المدرسي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم كفاية الوقت للعمل مما يضطر بالقيادة إلى استغالل وقت الراحة للعمل ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحاجة إلى الصبر والحلم في التعامل مع المتعاملين والشركاء‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المصطفى إدمكود ‪ ،‬السلسلة البيداغوجية ‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ، 2003 ،‬ص ‪. 210‬‬ ‫‪1‬‬

‫مجلة ‪ ،‬دفاتر المخبر ‪ ،‬الجامعة الجزائرية والتحديات الراهنة ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم االجتماعية واإلنسانية‪، ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫بسكرة ‪ ،‬العدد ‪ ،2‬سبتمبر ‪ 2006‬ص ‪. 193‬‬


‫‪98‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫كثرة التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه المدرسة بل التربية عموما ‪ ،‬وإ شكالية تحديد‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫أولويات حلها ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.2.15‬المعوقات ‪:‬‬
‫يمكن تصنيف المعوقات التي تواجه اإلدارة المدرسية في عملها إلى ثالث فئات ‪:‬‬
‫األول ترتبط بالعملية التعليمية وتسمى معوقات فنية ‪ ،‬والثانية ترتبط بالعمل اإلداري وتسمى‬
‫معوقات إدارية ‪ ،‬والثالثة تتعلق بالنظام التربوي وتسمى معوقات تنظيمية ‪ ،‬وسوف نسلط الضوء‬
‫على المعوقات التنظيمية واإلدارية ‪.‬‬
‫‪.1.2.15‬المعوقات اإلدارية ‪:‬‬
‫عدم توفر اإلمكانيات واألموال الالزمة للقيام بمجمل المهام والمسؤوليات المتوقعة من المدير‬ ‫‪-‬‬
‫عدم توفر األبنية والمرافق الالزمة ‪ ،‬أو عدم صالحيتها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم وجود مساعد للمدير أو نائب له يمكن تفويضه جزءا من األعمال وبخاصة األعمال غير‬ ‫‪-‬‬
‫الفنية ‪.‬‬
‫اكتظاظ الصفوف وتجاوز نسبة القبول المعقولة في المدرسة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سوء توزيع الوقت المتاح للمدير على األعمال والمهام المدرسية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.2.2.15‬المعوقات التنظيمية‪:‬‬
‫المركزية في اإلدارة التعليمية وفي اتخاذ القرار ‪ ،‬وسيادة الروتين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫غياب الدعم والحوافز للقائد المدرسي وخاصة عند ظهور قيادات شابة وفعالة يمكن أن تهدد‬ ‫‪-‬‬
‫مكتسبات المسؤولين القدماء من سلطة ونفوذ ‪.‬‬
‫استغالل مبدأ مجانية التعليم وإ لزاميته مما يدفع ببعض األولياء في التقاعس عن التعاون مع‬ ‫‪-‬‬
‫اإلدارة المدرسية وعن العمل الجاد ‪ ،‬وتحميل المديرين وحدهم المسؤولية ‪.‬‬
‫غياب النظر إلى اإلدارة المدرسية كمهنة ‪ ،‬وغياب الدستور األخالقي لها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وقد أشار (رودريك) إلى مجموعة من العوامل التي تعيق مدير المدرسة عن القيام بدوره التربوي‬
‫المتكامل منها ‪:‬‬
‫اعتبار مدير المدرسة المسؤول األول عن سير العملية عن سير العملية التعليمية في المدرسة‬ ‫‪-‬‬
‫وتحميله كامل المسؤولية عما يجري داخلها ‪.‬‬
‫تركيز اهتمام إدارة التعليم على إرضاء المسؤول الفوقي والهتمام بالمظهر دون المخبر‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.194‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.195‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬
‫‪3‬‬
‫التركيز على الجانب اإلداري والتنظيمي عن الهدف الجانب التربوي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كما أشار الدكتور (عبد الحميد مصطفى ) إلى عدة عوامل اجتماعية ‪:‬‬
‫انتشار األمية وانخفاض المستوى الثقافي لدى األولياء مما يؤدي إلى عدم إدراك‬ ‫‪-1‬‬
‫العالقة بينهم وبين المدرسة ‪.‬‬
‫االكتظاظ في األفواج والعجز في المعلمين‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫عدم تجانس التالميذ مع بعضهم ومع المحتوى المدرسي الذي ال يتالءم مع بيئتهم‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫وعوامل جغرافية وهو المناخ الجغرافي من حر وبرد وذلك لمراعاة توفر وسائل التدفئة أو التكييف‬
‫‪ ،‬ومراعاة مواعيد الدخول والخروج حسب المناخ الجغرافي‪.‬‬
‫وعوامل اقتصادية منها تدني مستوى النمو والتطور االقتصادي في المجتمع مما يؤثر على وفرة‬
‫الميزانيات من جهة وعلى إمكانية مساهمة أولياء األمور والمجتمع المحلي ماليا في األنشطة‬
‫المدرسية ‪.‬‬
‫وعوامل سياسية اشتملت على كل من‪:‬‬
‫سياسة اإلدارة المركزية‬ ‫‪-1‬‬
‫تقلب السياسات التربوية بفعل اختالف اإليديولوجيات في الحكومات المتعاقبة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫غياب التشريعات والقوانين التربوية والتعليمية الميسرة والداعمة لعمل المدير‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪.3.2.15‬المعوقات الهيكلية ( مبنى المدرسة – التجهيزات) ‪:‬‬
‫يت أثر المنتج " تربي ة وتعليم التلمي ذ" بعوام ل البيئ ة الطبيعي ة والمادي ة في المدرس ة‪ ،‬فق د أظه رت‬
‫الدراس ات الحديث ة في مج ال عالق ة التعلم بال دماغ إن " البيئ ات الغني ة تنمي فعًال أدمغ ة أفض ل‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫باعتبار أن ألفة الفكر"الدماغ" هي التي تشكل منتج التربية والتعليم‪.‬‬
‫إن زي ادة ع دد التالمي ذ في الفص ول عن المع دالت العالمي ة المعتم دة بالنس بة لك ل مرحل ة‬
‫دراس ية‪ ،‬وقل ة االهتم ام بتص ميم المب اني المدرس ية لعوام ل التهوي ة واإلض اءة واألل وان والمس احات‬
‫المناسبة داخل الفصول وخارجها‪ ،‬جميعها تعيق الجودة في المدرسة ‪ ،‬وإ ذا كنا نعتقد بأن تهيئة بيئة‬
‫جاذبة للتلميذ تتطلب تكلفة عالية فعلينا أن ننظر بالمقابل لتكلفة تدني الجودة في التعليم ‪ .‬من جانب‬
‫أخ ر ليس بالض رورة رب ط مب اني الم دارس النموذجي ة ب الجودة‪ ،‬ف التعليم األك ثر كلف ة ال يع ني تعليم‬
‫أكثر جودة‪ .‬وتشير ثقافة الجودة اليابانية إلى أن أي تجهيزات أو مواد أو مباني تتوفر في المؤسسة‬
‫و ال يتم اسـتخدامها بكفاءة فهي " مودا " أي " هدر"‪ ،‬فالمبنى النموذجي للمدرسة وتجهيزاته جميعها‬

‫‪ 3‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 196‬‬


‫جينسن ايريك ‪ :‬كيف نوظف أبحاث الدماغ في التعليم ‪ ،‬ترجمة دار الكتاب التربوي للنشر والتوزيع ‪ ،‬الدمام‪.2001 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫ميزات وليس بالضرورة أن تحقق الجودة‪ .‬وتتحول "الميزات" في المدرسة إلى " جودة " عندما تلبي‬
‫هذه الميزات احتياجات وتطلعات المستفيدين(التالميذ‪ -‬المعلمين –أولياء األمور) ‪.‬‬
‫‪.4.2.15‬المعوقات االجتماعية‪:‬‬
‫تعتبر مشاركة أولياء األمور (كمستفيدين خارجيين) في تربية أبنائهم معيار هام في جودة التعليم‪،‬‬
‫فهم ي دعمون دور المدرس ة من خالل ف رص التحس ين ال تي يق دمونها لتحس ين تربي ة وتعليم أبن ائهم‪.‬‬
‫وقد أظهرت نتائج إحدى الدراسات أن الطالب المتفوقين والموهوبين ينتمون ألسر تهتم بالتواصل‬
‫م ع المدرسـة (‪ . )Tong,2002‬ل ذلك ف إن ع زوف أولي اء األم ور عن المش اركة في تربي ة وتعليم‬
‫أبن ائهم يض يع ف رص تحس ين تعت بر بح د ذاته ا ف رص زمني ة مفق ودة لالس تثمار البش ري ال يمكن‬
‫تعويضها ‪.‬‬
‫كم ا أثبتت الدراس ات أن ج ودة التعليم ترتب ط بم دى ال تزام المجتم ع المحلي بتق ديم ك ل أش كال ال دعم‬
‫‪1‬‬
‫للمدرسة‪ ،‬فمشاركة المجتمع المحلي في أي إستراتيجية لتطبيق اإلصالحات في المدرسة أمر جلي‪.‬‬

‫ولذلك فإن قلة مشاركة أولياء األمور والمجتمع المحلي في برامج المدرسة وسياساتها يشكل عائق ًا‬
‫أمام تحول المدرسة نحو الجودة ‪.‬‬

‫جاك تايلور ‪ ،‬التعلم ذلك الكنز المكنون ‪ ،‬منظمة األمم المتحدة للتربية والثقافة والعلم ‪ ،‬باريس ‪. 2001 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثالث ‪ ----------------------‬المدرسة االبتدائية الجزائرية ‪ ---------------------------------‬البيئة الخارجية وأثرها على العمل القيادي داخل المدرسة االبتدائية الجزائرية‬

‫خالصة الفصل ‪:‬‬

‫تم في هذا الفصل التعريف بالمراحل التي مرت بها المدرسة الجزائرية من حيث التعقيد‬
‫والمسؤوليات تبعا لتعقد الحياة ‪ ،‬وتراكم تراثها ومعارفها ‪ ،‬وتعاظم مسؤوليات التنشئة في مجتمعاتها‬
‫اإلنسانية ‪ ،‬حيث حللنا المدرسة من عدة نواحي ‪ ،‬من ناحية الهيكل المادي والتنظيمي ثم تطرقنا إلى‬
‫أهم الركائز األساسية التي تبنى عليها المدرسة ‪ ،‬متمثلة في النظام التربوي مركزين على محاور‬
‫العملية التربوي (التلميذ ‪ ،‬المعلم ‪ ،‬المنهج ‪ ،‬المنهاج ‪،‬المبنى ‪،‬المجتمع ) والقوانين المنظمة للعمل ‪،‬‬
‫كم ا تم معالج ة أهم الظ روف والتح ديات ال تي م رت به ا المدرس ة الجزائري ة ‪ ،‬من خالل تغي ير‬
‫النظام التربوي الجزائري والذي القى مقاومة كبيرة من المعلمين و عقد من مهمة العمل القيادي ‪،‬‬
‫والتحديات الخارجية المتمثلة في تطور التقنية التكنولوجية المتمثلة في أجهزة االتصال الحديثة من‬
‫حواس يب وان ترنيت والوس ائل التربوي ة الحديث ة مث ل الس بورات الحديث ة ‪ ،‬كم ا أبرزن ا معوق ات‬
‫المدرس ة الجزائري ة ال تي ت ؤثر على العم ل القي ادي ‪ ،‬إن ه ذا نت اج للتغي ير الكب ير الواق ع في البيئ ة‬
‫الخارجية من جراء التوسع العولمي الذي وسع مجال التقنية ‪ ،‬ونقل فكر وثقافات أخرى للمجتمع ‪،‬‬
‫وهذا ما سنتطرق إليه في فصل البيئة الخارجية ‪.‬‬

‫‪102‬‬

You might also like