Professional Documents
Culture Documents
ل و َالحَرَم ُ
و َالبَي ْتُ يعْرِف ُه ُ و َالح ِ ّ ُ ِف البَطْحاء ُ و َطْ أته
ه َذا الّذي تَعر ُ
هذا الت ّقيّ الن ّقيّ الطّاه ِر ُ الع َلَم ُ ن خ َير ِ عِبادِ الله ك ُلّهِم ُ،
هذا اب ُ
ِبج َ ّده ِ أن ْب ِيَاء ُ الله ق َ ْد خُتِم ُوا كن ْتَ جاه ِلَه ُ
ن فاطمَة ٍ ،إ ْن ُ
هذا اب ُ
ِف من أنكَر ْتَ و َالع َجم ُ
العُر ْبُ تَعر ُ ك :م َن هذا؟ بضَائرِه ِ
ْس قَو ْل ُ َ
و َلَي َ
يُسْتَوْكَفانِ ،و َلا يَعر ُوهُما عَدَم ُ كل ْتا يَد َيْه ِ غِيَاث ع َ ّم َ نَفعُهُم َا
ق و َالشّيم ُ
ن الخَل ِ
ن :حُس ُ
يَز ِين ُه ُ اثنا ِ ل الخل َِيقَة ِ ،لا تُخشى بَوَادِرُه ُ
س َ ْه ُ
ل ،تَحلُو عندَه ُ نَعَم ُ
ح ُلو ُ الشّمائ ِ ل أقوَا ٍم ،إذا افتُدِحُوا
ل أثقا ِ
حَم ّا ُ
لَو ْلا الت ّشَهّد ُ كان َْت لاءَه ُ نَعَم ُ قط ،إلا ّ في تَشَهّ ُدِه ِ،
ما قال :لا ّ ُ
عَنْها الغ َياه ِبُ والإمْلاقُ والعَدَم ُ َت
ع َ ّم َ البَر ِي ّة َ بالإحسانِ ،فانْقَشَع ْ
إلى مَك َارِ ِم هذا يَنْت َهِ ي ال ك َرَم ُ إذا ر َأت ْه ُ قُر َي ْش قال قائِلُها
البيت األول:
أراد الفرزدق في هذا البيت أن يع ّرف هشام والموجودين بأنّ زين العابدين هو
شخص معروف في البطحاء (األرض المنبسطة) التي يقصد بها مكة المكرمة،
ومعروف في مواقع ال ِح ّل وفي مواقع اإلحرام.
البيت الثاني:
حينما ابتدأ الفرزدق بوصف زين العابدين ،جاء باسم اإلشارة "هذا" وهو االسم الذي
يدل على القريب ،بخالف ذلك ،وذاك وتلك ،وذلك للداللة على ان هذا الرجل قريب من
الناس ،معروف لديهم ،وقام الفرزدق بالتحدث عن طهارة النسب حين تحدث عن "خير
عباد هللا كلهم" فهذا الرجل ابن رسول هللا (صلى هللا عليه وآله وسلم) ث ّم وصف زين
العابدين بالنّقاء والطهارة والعلم للداللة على شخصه الكريم.
البيت الثالث:
بعد عرض أهم صفات اإلمام السجاد الخلقية ،يدخل الفرزدق في شيء من
التفاصيل ،فيورد حقيقة واضحة أخرى ،ال لبس فيها وال خالف عليها ،فهذا الرجل ابن
فاطمة الزهراء (عليها السالم) ،وجدّه محمد بن عبدهللا (خاتم األنبياء) ،وال فخر بنسب
بعد هذا النسب.
البيت الرابع:
يوجه الفرزدق رسالة إلى هشام فيقول له بأنّه ال يعيب اإلمام زين العابدين إنّكارك
هنا ّ
له بل هذا أمر يعيب هشام ،فليس هناك من عربي وال أعجمي من ال يعرف من هو زين
العابدين ،وربما أشار إلى ان زين العابدين عربي من جهة األب وهو الحسين بن علي
(عليهما السالم) ،وفارسي من جهة األم وهي السيدة شهربانو.
البيت الخامس:
يواصل الفرزدق ذكر الصفات الحسنة عند اإلمام زين العابدين ،فكلتا يديه غياث (مطر)
عم (شمل واتسع) نفعهما ،وهما يستوكفان (يطلبان) وال يعتريهما أو يصيبهما عدم.
البيت السادس:
يصف الفرزدق اإلمام زين العابدين بأنّه يسهل التعامل معه ،وليس لديه ردود فعل
حادّة ،ويصفه بحسن الخلق ،فهو (سهل الخليقة) ،أي ذو سجية سهلة وطبع يسهل
التعامل مه ،حيث (ال تخشى بوادره) ،فهو ال يملك رغبة في االنتقام ورد الفعل الحاد.
األبيات :10-7
يقول الفرزدق أن اإلمام السجاد يحمل عن الناس أثقالهم وهمومهم في حال
المصيبة الفادحة ،فضال عن المصيبة السهلة ،أي أنه يعيش مع الناس ،ويشعر
بمعاناتهم ،ويتحمل المعاناة معهم ،وقد بلغ اإلمام زين العابدين من الكرم والسخاء أنّه
ال يقول ال أبداً إال في التش ّهد وإعالن الوحدانية ،ث ّم يكمل الشاعر في وصف زين
العابدين بأنّه من إحسانه وأخالقه انتشرت قيم ال ِعلم وتراجعت حاالت الجهل (الغياهب)،
والفقر (اإلمالق) والتخلف (العدم) ،وفي هذه إشارة على أنّ وجود زين العابدين هو
رحمة للناس.
إن الفرزدق لم يكتف بالحديث عن صفات اإلمام ،وبالتعبير عن وجهة نظره،
لكنه ينتقل آلراء اآلخرين ،ليؤكد أن قريشا ً نفسها ،وهي أشهر وأقوى القبائل
وأعرقها نسبا إذا رأت اإلمام قيل فيه ما ال يقال في غيره ،حيث تقول بأن المكارم
تتوقف عند مكارم هذا الشخص ،فكل المكارم تتضاءل عند مكارم علي بن الحسين.