You are on page 1of 4

‫كلمات يف سيد الساجدين‬

‫ل و َالحَرَم ُ‬
‫و َالبَي ْتُ يعْرِف ُه ُ و َالح ِ ّ ُ‬ ‫ِف البَطْحاء ُ و َطْ أته‬
‫ه َذا الّذي تَعر ُ‬
‫هذا الت ّقيّ الن ّقيّ الطّاه ِر ُ الع َلَم ُ‬ ‫ن خ َير ِ عِبادِ الله ك ُلّهِم ُ‪،‬‬
‫هذا اب ُ‬
‫ِبج َ ّده ِ أن ْب ِيَاء ُ الله ق َ ْد خُتِم ُوا‬ ‫كن ْتَ جاه ِلَه ُ‬
‫ن فاطمَة ٍ‪ ،‬إ ْن ُ‬
‫هذا اب ُ‬
‫ِف من أنكَر ْتَ و َالع َجم ُ‬
‫العُر ْبُ تَعر ُ‬ ‫ك‪ :‬م َن هذا؟ بضَائرِه ِ‬
‫ْس قَو ْل ُ َ‬
‫و َلَي َ‬
‫يُسْتَوْكَفانِ‪ ،‬و َلا يَعر ُوهُما عَدَم ُ‬ ‫كل ْتا يَد َيْه ِ غِيَاث ع َ ّم َ نَفعُهُم َا‬
‫ق و َالشّيم ُ‬
‫ن الخَل ِ‬
‫ن‪ :‬حُس ُ‬
‫يَز ِين ُه ُ اثنا ِ‬ ‫ل الخل َِيقَة ِ‪ ،‬لا تُخشى بَوَادِرُه ُ‬
‫س َ ْه ُ‬
‫ل‪ ،‬تَحلُو عندَه ُ نَعَم ُ‬
‫ح ُلو ُ الشّمائ ِ‬ ‫ل أقوَا ٍم‪ ،‬إذا افتُدِحُوا‬
‫ل أثقا ِ‬
‫حَم ّا ُ‬
‫لَو ْلا الت ّشَهّد ُ كان َْت لاءَه ُ نَعَم ُ‬ ‫قط‪ ،‬إلا ّ في تَشَهّ ُدِه ِ‪،‬‬
‫ما قال‪ :‬لا ّ ُ‬
‫عَنْها الغ َياه ِبُ والإمْلاقُ والعَدَم ُ‬ ‫َت‬
‫ع َ ّم َ البَر ِي ّة َ بالإحسانِ‪ ،‬فانْقَشَع ْ‬
‫إلى مَك َارِ ِم هذا يَنْت َهِ ي ال ك َرَم ُ‬ ‫إذا ر َأت ْه ُ قُر َي ْش قال قائِلُها‬

‫ه ّمام بن غالب الدارمي التميمي المعروف بـالفرزدق‪ ،‬من أشهر شعراء‬


‫العرب في القرن األول والثاني الهجري‪ ،‬وقد عُرف بهذه القصيدة التي مدح‬
‫فيها اإلمام علي السجاد (عليه السالم) ارتجاالً‪ ،‬وكان هشام بن عبد الملك‬
‫حاضراً عند إنشادها‪.‬‬
‫قيلت القصيدة في مدح السجاد (عليه السالم) أثناء قيام هشام بن عبد الملك‬
‫الحجاج‪ ،‬فجلس‬‫ّ‬ ‫بالحج وسعيه للوصول للحجر األسود ولكنّه لم يستطع لكثرة‬
‫ّ‬
‫الحجاج وحينها جاء اإلمام فطاف البيت ول ّما انتهى إلى‬
‫ّ‬ ‫على كرسي لينظر إلى‬
‫الحجاج عن طريقه إجالالً له‪ ،‬فقال رجل لهشام‪ :‬من هذا؟ فقال‪ :‬ال‬
‫ّ‬ ‫الحجر ابتعد‬
‫أعرفه‪ ،‬فقال الفرزدق وهو حاضر‪ :‬أنا أعرفه‪ ،‬ثم أنشد قصيدته الميمية المعروفة‪.‬‬

‫معظم كلمات القصيدة بسيطة وواضحة‪ ،‬على الرغم من أن بعض هذه‬


‫الكلمات تحتاج معرفة طفيفة بمفردات العربية الفصحى‪ ،‬ولكن ربط األبيات‬
‫ببعضها وفهم خفايا المفردات لن يكون صعبا ً‪ ،‬بالخصوص على من يعلم‬
‫بسيرة زين العابدين (عليه السالم) وبموضع إلقاء هذه القصيدة السابق ذكره‪.‬‬

‫البيت األول‪:‬‬
‫أراد الفرزدق في هذا البيت أن يع ّرف هشام والموجودين بأنّ زين العابدين هو‬
‫شخص معروف في البطحاء (األرض المنبسطة) التي يقصد بها مكة المكرمة‪،‬‬
‫ومعروف في مواقع ال ِح ّل وفي مواقع اإلحرام‪.‬‬
‫البيت الثاني‪:‬‬
‫حينما ابتدأ الفرزدق بوصف زين العابدين‪ ،‬جاء باسم اإلشارة "هذا" وهو االسم الذي‬
‫يدل على القريب‪ ،‬بخالف ذلك‪ ،‬وذاك وتلك‪ ،‬وذلك للداللة على ان هذا الرجل قريب من‬
‫الناس‪ ،‬معروف لديهم‪ ،‬وقام الفرزدق بالتحدث عن طهارة النسب حين تحدث عن "خير‬
‫عباد هللا كلهم" فهذا الرجل ابن رسول هللا (صلى هللا عليه وآله وسلم) ث ّم وصف زين‬
‫العابدين بالنّقاء والطهارة والعلم للداللة على شخصه الكريم‪.‬‬
‫البيت الثالث‪:‬‬
‫بعد عرض أهم صفات اإلمام السجاد الخلقية‪ ،‬يدخل الفرزدق في شيء من‬
‫التفاصيل‪ ،‬فيورد حقيقة واضحة أخرى‪ ،‬ال لبس فيها وال خالف عليها‪ ،‬فهذا الرجل ابن‬
‫فاطمة الزهراء (عليها السالم)‪ ،‬وجدّه محمد بن عبدهللا (خاتم األنبياء)‪ ،‬وال فخر بنسب‬
‫بعد هذا النسب‪.‬‬
‫البيت الرابع‪:‬‬
‫يوجه الفرزدق رسالة إلى هشام فيقول له بأنّه ال يعيب اإلمام زين العابدين إنّكارك‬
‫هنا ّ‬
‫له بل هذا أمر يعيب هشام‪ ،‬فليس هناك من عربي وال أعجمي من ال يعرف من هو زين‬
‫العابدين‪ ،‬وربما أشار إلى ان زين العابدين عربي من جهة األب وهو الحسين بن علي‬
‫(عليهما السالم)‪ ،‬وفارسي من جهة األم وهي السيدة شهربانو‪.‬‬
‫البيت الخامس‪:‬‬
‫يواصل الفرزدق ذكر الصفات الحسنة عند اإلمام زين العابدين‪ ،‬فكلتا يديه غياث (مطر)‬
‫عم (شمل واتسع) نفعهما‪ ،‬وهما يستوكفان (يطلبان) وال يعتريهما أو يصيبهما عدم‪.‬‬
‫البيت السادس‪:‬‬
‫يصف الفرزدق اإلمام زين العابدين بأنّه يسهل التعامل معه‪ ،‬وليس لديه ردود فعل‬
‫حادّة‪ ،‬ويصفه بحسن الخلق‪ ،‬فهو (سهل الخليقة)‪ ،‬أي ذو سجية سهلة وطبع يسهل‬
‫التعامل مه‪ ،‬حيث (ال تخشى بوادره)‪ ،‬فهو ال يملك رغبة في االنتقام ورد الفعل الحاد‪.‬‬
‫األبيات ‪:10-7‬‬
‫يقول الفرزدق أن اإلمام السجاد يحمل عن الناس أثقالهم وهمومهم في حال‬
‫المصيبة الفادحة‪ ،‬فضال عن المصيبة السهلة‪ ،‬أي أنه يعيش مع الناس‪ ،‬ويشعر‬
‫بمعاناتهم‪ ،‬ويتحمل المعاناة معهم‪ ،‬وقد بلغ اإلمام زين العابدين من الكرم والسخاء أنّه‬
‫ال يقول ال أبداً إال في التش ّهد وإعالن الوحدانية‪ ،‬ث ّم يكمل الشاعر في وصف زين‬
‫العابدين بأنّه من إحسانه وأخالقه انتشرت قيم ال ِعلم وتراجعت حاالت الجهل (الغياهب)‪،‬‬
‫والفقر (اإلمالق) والتخلف (العدم)‪ ،‬وفي هذه إشارة على أنّ وجود زين العابدين هو‬
‫رحمة للناس‪.‬‬
‫إن الفرزدق لم يكتف بالحديث عن صفات اإلمام‪ ،‬وبالتعبير عن وجهة نظره‪،‬‬
‫لكنه ينتقل آلراء اآلخرين‪ ،‬ليؤكد أن قريشا ً نفسها‪ ،‬وهي أشهر وأقوى القبائل‬
‫وأعرقها نسبا إذا رأت اإلمام قيل فيه ما ال يقال في غيره‪ ،‬حيث تقول بأن المكارم‬
‫تتوقف عند مكارم هذا الشخص‪ ،‬فكل المكارم تتضاءل عند مكارم علي بن الحسين‪.‬‬

‫ويكي مصدر "مكتبة النصوص الحرة" (‪)ar.wikisource.org‬‬


‫ويكيبيديا "الموسوعة الحرة" (‪)ar.wikipedia.org‬‬
‫ويكي شيعة "المدرسة اإللكترونية لمدرسة أهل البيت"‬
‫(‪)ar.wikishia.net‬‬
‫مدونة األدب العربي (‪)www.arabiconweb.com‬‬
‫موضوع "أكبر موقع عربي بالعالم" (‪)mawdoo3.com‬‬

You might also like