Professional Documents
Culture Documents
ترجمة الطالب :أحمد تلمودي األستاذ لسعد المولهي المادة 522 :ادارة الفصل
مقدمة :التعليم او التدريس هو قبل كل شيء الدخول في عالقة مع االخر و بالتحديد مع المتعلمين .في ادارته للفصل يبحث المعلم بصفة مستمرة على تسهيل عملية تنظيم و تملك التعلمات من التلميذ و ذلك
بان يقدم لهم وضعيات تعطي معنى لما يقع تعلمه .هذه البيداغوحيا تبنى و تتحقق عبر ادراك الواقع من التلميذ .و هو مفهوم نشط للتعلم .االستعمال المالئم و الماسب لمجموعة متنوعة من االستراتيجيات .
االدارة الجيدة للفصل تتمثل في اقامة مجموعة من القواعد و انماط الفعل من اجل خلق و المحافظة على مناخ منظم و مرتب و مناسب للتدريس و ايضا للتعلم .في الحقيقة كلما كان توظيف قاعة الفصل
منظم و متناغم كلما كانت تعلمات التالميذ فعالة و دائمة .مكملة الدارة االنضباط فان ادارة الفصل هي احد االجراءات المهنية االكثر اهمية للمعلم .
هذا الفصل يهدف الى - :التعرف على انماط بنية الفصل بغرض توظيفها توظيفا فعاال و متناغما – اقتراح ادوات و وسائل لتاسيس و للمحافظة على جو مالئم للتعلم و االندماج االجتماعي للتالميذ اي
التعايش الجيد معا – تحديد و تحليل و حل الوضعيات االشكالية بتطبيق مفاهيم و مبادئ ادارة الفصل و مراحل حل المشكالت البين فردية او النزاعات .
ادارة الفصل هو مفهوم في الواقع ضارب في القدم منذ ان قامت مجموعة من المتعلمين بالتجمع في فضاء واحد مغلق برفقة مدرس و لهدف التعلم .غير ان و تحت تاثير منهجيات التدريس القديمة كانت
مرادفة لالنضباط .و مع بداية النصف الثاني من القرن 20و مع ظهور تقنيات و طرق اطلق عليها لفظ معاصرة بدأت ادارة الفصل بالظهور كمصطلح و علم في حد ذاته مما جعلها تصبح مفهوما حديثا .
التركيز على المتعلمين و الذين لم يعد ينظر اليهم كأفراد يتلقون فقط تدريسا مفروضا من المدرس .الدور الجديد للمدرس كموجه و ناصح و ميسر للتعلم المسند للمدرس الذي تنازل عن التدريس في شكل
المحاضر و الذي اصبح يركز اهتمامه على تنشئة افراد مستقلين و الذين هم مصدر الدارة الفصل كما عرفها nault/fijalkow 1999مجموع االعمال التاملية و التفكيرية المتعاقبة و المتتابعة و المتزامنة
التي ينجزها المدرس لالعداد و للمحافظة على مناخ عمل و بيئة مناسبة للتعلم .مفهوم ادارة الفصل يحيل حاليا على كل ما يرأس و يترأس التخطيط و التنظيم لكل وضعيات التعلم و التعليم و هو تحدي
كبير للمعلمين خاصة المبتدئين و الذين عليهم التسلح باالدوات المناسبة لمواجهة ادارة الفصل .ادارة الفصل تغطي معجما و سجال واسعا للسلوكات و التصرفات المهنية .و من واقع ان القدرة على ادارة
الفصل هي في عالقة مع تسهيل تعلم المتعلمين فان هذه الظاهرة تظهر بشكل اكبر في قلب ما نسميه تأثير المدرس Martineau & Gauthier, 2003 .يفسران تاثير او أثر المدرس هو العامل الذي
لديه تأثير كبير على التعلم و هو احد العناصر المفاتيح لهذا التأثير و بشكل اساسي ادارة الفصل .
/ 1مقدمة :ادارة الفصل في المجال التربوي تشكل تحديا مرتبطا بعمل المدرس .فهي المكان للمارسات المختلفة و المركبة و المعقدة و التي يجب ان بقع تحديثها باستمرار من قبل المعلم و ذلك باستدعاء
للمقاربات و المعارف و الكفايات المهنية المرتبطة بها .مفهوم ادارة الفصل على اهمية مطلقة في مجال التكوين و العمل للمدرسين .فهي كفاية في المجال المهني لالفراد المكلفين بالتربية و التدريس من
مرحلة ماقبل التمدرس وصوال للجامعة ..في الواقع انه من الطبيعي ان تستدعي كل ممارسة تعليمية كفاية ادارة الفصل قطعيا .و هي موضوع تقييم للمدرسين خالل مسارهم المهني .الملمح الفردي الدارة
الفصل للمدرسين محكوم و خاضع من المعنى الذي يقع بناءه حول عمل المدرسين و ارائهم ازاء حاجات التالميذ .عوامل التكوين و التجربة المهنية ,الجنس ,السن ,و خصائص التالميذ و الذين هم عناصر
اساسية في وضع استراتيجيات ادارة الفصل .
/ 2نشأة مفهوم ادارة الفصل :ان مفهوم ادارة الفصل كان موضوعا في حالة تطور و نمو خالل عشرات السنين ( السنوات الثمانين ) في البحوث المجراة في امريكا الشمالية .في البداية تمحور حول
االنضباط في القسم مع التمييز بين ما يحيل على االنضباط و ما يالحظ من عدم االنضباط في القسم .اضافة لذلك فان هذا المفهوم تطور و توسع ليشمل كل االعمال و االجراءات التي يمكن اجرائها و
انجازها من طرف المدرسين في مشروع التعليم و التعلم و التي تهدف لتاسيس بيئة بامكانها تسهيل التعلم landry/tochon/ naultبينوا انه في االدبيات في الكيباك ان القدرة على ادارة الفصل مرادفة
و مساوية للقدرة على التدريس .البنود التي وقع االستناد اليها في قائمة المؤشرات المتواجدة في برامج التكوين المستمر تحيل الى :التحرير و التخطيط االعداد للدرس و طرح اسئلة و اثارة و تحفيز
التالميذ لطرح اسئلة و حل النزاعات و التحكم في االنفعاالت .بالعودة لهذه المعطيات يمكننا الجزم بان كفاية ادارة الفصل هي كفاية عامة للمدرس حيث ان ابعادها تحيل على السيطرة على المعارف
أحمد تلمودي
2
المدرسة المعارف الديداكتيكية النفسية و االجتماعية للمدرس و قدراته على التخطيط و التنظيم و التنبؤ و االنتباه و في رؤية من منظور متصل بالهوية يمكننا ان نفهم ادارة الفصل كأنها ادارة العالقات
بالمعارف و التالميذ و الممارسات المهنية .مفهوم ادارة الفصل يشير لالجراءات و االبعاد و التصرفات المتصلة بالفكر و التامل و التي يرتكز عليها السيناريو البيداغوجي :الفترات و االعمال المفاهيمية و
التخطيط و التنظيم و انجاز الوضعيات التعليمية التعلمية .بعض التعريفات االولية الدارة الفصل و التي تعود الولى االعمال حول هذا الموضوع تركز و تهتم أساسا ياالنضباط و لكن وقع وضع عناصر
اخرى مهمة مثل الوقت الضائع و المهدور في التعلمات المرتبط و الناتج على ممارسات االعادة و التوصيات و التعليمات المقدمة من المعلمين في اوقات مختلفة من سير الدرس و بالتحديد في بدايته و
نهايته .ان المعارف المتاتية من هذه البحوث يمكنها ان تقودنا لبناء نموذج الدارة الفصل و يجمع االعمال المختارة من المدرس لغاية ادارة وضعية بيداغوجية تسهل عملية التعلم .في الواقع الدراسات
المرتكزة على ممارسات التدريس مكنوا من انتاج سلسلة و تشكيلة من المعارف التي يمكن ان تكون صالحة لتعريف كفاية ادارة الفصل .مفهوم ادارة الفصل مصمم و يهدف اليوم و يقود الى مفهوم
بسيكولوجي يحيل الى الطريقة العقالنية و الرشيدة للتفاعالت التي تحكم العالقات معلم /متعلم في قاعة الفصل سواء كانت متوقعة او غير متوقعة .نشأت التامالت حول ادارة الفصل مع ظهور التربية
الحديثة FREINET .هو الرائد الذي يسلم بان االنأتى من الخصائص و المواصفات الذاتية للمدرس بل من التنظيم المادي و التقني للقسم .فريني يؤكد ايضا ان التجاعة الفكرية و االخالقية و االجتماعية
لتربيتنا ليست مرهونة و مكيفة حصريا بالشكل الذي جعلونا نتصوره بشخصية المدرس او من القيمة السحرية لطريقة ما .هي وظيفة الوسائل المستعملة و درجة االتقان و النجاعة لهاته الوسائل و التنظيم
التقني للعمل .االدارة لدى فريني للقسم تعتمد اساسا على ممارسات مرتبطة بثمانية ورشات حيث ان االربع االوائل يحيلون لالنشطة المهنية بينما االخرون يشملون ورشات تقدم االنشطة االجتماعية و
الفكرية .هذه الورشات المختصة لدى فريني تندرج في مخطط فضائي .انطالقا من هذه الحقيقة فان ادارة الفصل تعتمد اساسا على ادارة الفضاء .و في هذا الصدد يقترح فريني اماكن عمل للمدرسة و
العمل بتصميم لمدرسة و هو مكيف لنمط من المدرسة مكون من قسم او من قسمين .و هكذا تكون المدرسة مجتمع مصغر النه في رؤيته هو رابط بين المدرسة و الوسط عميق .على المستوى
االجتماعي يقترح فريني التعاون المدرسي و الذي ينشئ ادارة ديمقراطية تسهل و تيسر التكوين نحو المواطنة .و يشرح كيفية رؤيته الدارة الفصل بقوله " :في قسمي وضعت بين يدي االطفال ادارة كل
المجتمع المدرسي " و يشرح ايضا دور المدرس في القسم و الذي وقع تغييره " بفضل االتقان في وسائلنا المدرس ليس مفروضا عليه التواجد باستمرار .فهو يساعد كل من يلتمس المنافسة .
/ 3تعريف مفهوم ادارة الفصل :حسب االدبيات فان مفهوم ادارة الفصل يحيل لدى الباحثين الى تعريفات مختلفة بعض الشيء .و هذا هو الحال في المؤسسات المدرسية و ايضا في مؤسسات تكوين
المعلمين .و واقع ان عبارة ادارة الفصل تغطي سجل و مجال شاسع من السلوكات المهنية للمدرس تدعونا للحيطو و الحذر لغاية ان هذه الكفاية و التي تعتبر كفاية اساسية لمزاولة مهنة التعليم و التدريس
ال تصيح مثل و بمثابة الجراب الذي يوضع فيه كل شيء .بالنسبة لبعض الكتاب فان معرفة ادارة الفصل تشكل جزءا من الكفايات الضرورية لمزاولة مهنة التدريس .على كل حال لو وقع القبول بهذا
الواقع و هذه الحقيقة و ما تغطيه هذه الكفاية ال يمكننا التغافل عن طرج مشكل .رغم ذلك عدد من الكتاب يتفقون في اعتبارهم ان ادارة الفصل تتضمن وضع شروط اساسية مناسبة للتعلم فتصبح بذلك شرطا
اساسيا .و هي ليست مقاربة ديداكتيكية للمحتويات بل ستصبح الظرف و الجراب الذي تتجمع فيه و يتضمن التنظيم المادي االجتماعي التفاعلي لقاعة الفصل .و كنتيجة لهذا من الممكن اعتبار ادارة الفصل
ككفاية تعتبر شرطا اساسيا بالنسبة لبقية الكفايات المنتظرة من المعلم و التي وقع التصريح بأنها ضرورية لتصبح فعال مدرسا و معلما .و هكذا تم االفاق للقول بان ادارة الفصل تشكل شرطا اساسيا للتدريس
.ذلك انه كيف يمكن للمدرس ان يصل النتاج تعلمات حتى و ان كانت المحتويات متناغمة و متناسقة لو لم يكن لديه الرقابة على سلوكات المتعلمين في القسم ؟ .أفضل الكتب المدرسية الجيدة ال يمكنها
بالضرورة خلق معلمين جيدين و من هذا المنطلق فان الرقابة على السلوكات في الفصل استرعت انتباه عديد الباحثين في المجموعة العلمية العالمية و الدولية منذ قرابة 65سنة االن .االبحاث التي وقع
انجازها في االبتدائي مثلها تماما في الثانوي غذت عديد المقاالت و المواضيع حول ادارة الفصل .هذه الوفرة التوثيقية توضح و تبين مجموع المعارف المتاحة و التي تسمح للمدرسين المبتدئين او ذوي
الخبرة لالستناد على اسس علمية ثابتة لمواجهة بشكل تربوي لمشاكل االنضباط في اقسامهم و نقل المواد المدرسة للتالميذ بهدوء .غير ان تعدد المقاربات و النماذج و التقنيات في ادارة الفصل تعقد فهم هذا
المجال .اضافة الى ان نتائج االبحاث تفرقت في التوثيق العلمي – .ادارة الفصل يمكن تعريفها بانها مجموع االعمال الفكرية و التاملية المتعاقبة و المتزامنة التي يقوم بها المدرسون العداد و للمحافظة
على مناخ عمل و بيئة مالئمة للتعلم .انها كل ما يرأس و على رأس التخطيط و التنظيم للوضعيات التعلمية التعليمية .حسب مكتب مختص لالستشارات في الكيباك ادارة الفصل يمكن تعريفها بالشكل التالي
" مجموع التدخالت المنجزة في القسم من المدرس و الموجهة للتالميذ لتيسير العمل اضافة لتطوير كفايات داخل انشطة التعلم هذه التدخالت يمكن ان تكون بيداغوجية او عاطفية وجدانية او لحفظ
االنضباط".
أحمد تلمودي
3
JACQUELINE CARON 1994تتشارك و توافق على هذا التعريف محددة ان ادارة الفصل هي مجموع التدخالت التي تسمح للمدرس بخلق مناخ مناسب للتعلم و ذلك بهدف جعل كل المتعلمين نشيطين و
فعالين في بناء المعارف .و هي تقدم ايضا ادارة بين االقسام و تعرفها بانها مجموع االعمال التي يعدها مدرسون بهدف السماح لخلق استمرارية في التعلمات المختلفة .بالنسبة لـ caronهاتان االداراتان
متحدتان .في الواقع ادارة الفصل تهتم بقسم او مجموعة اساسية بينما االدارة البين صفية تهتم بالعالقات بين الفرق التي يقع تجميعها و تبادل الكفايات .
JONESعمل كثيرا خالل كامل حياته على االدارة الصفية .نموذجه االساسي حول االنضباط المسبق و الدعم و لكنه ال يقدم حلوال بالنسبة للتالميذ الذين يتميزون بسلوك صعب JONES .اخبرنا و
شرح لنا كيف للمدرسين ان يواجهوا المتعلمين و يواجهوا الممارسات في مادة ادارة الفصل .مثال يخبرنا كم هو مهم ان ننظر لالطفال مباشرة في اعينهم عندما نتوجه لهم بالحديث .في المعجم الحالي
للتربية فان ادارة الفصل تعني و تتحدد في " وظيفة المدرس التي تتلخص في التوجيه و المحافظة على التالميذ في اتصال بمهام و وضعيات التعلم RENALD LEGENDRE .يعتبر ان ادارة الفصل تتأتى
من العوامل التي تهتم بـ " الزمن الفضاء برنامج االنشطة و القواعد و االجراءات في نظام المسؤولية و نظام العالقات و نظام التقييم و االعتراف و القبول و الموارد البشرية و المادية .ان مفهوم ادارة
الفصل ال يعني اساسا مفهوم االنضباط .هذا المفهوم يتضمن و يجمع مجموع االعمال المتخذة من المدرس و التي من خاللها يهدف الى تسهيل و تيسير انخراط و مشاركة التلميذ في االنشطة و التعلم
داخل مناخ من المشاركة و التعاون و التشارك .بينما يحيل مفهوم االنضباط للسلوك المالئم و غير المالئم الحترام القواعد و عناصر دليل عمل القسم .فهو يعني ايضا الطرق المتخذة و المتبناة من المعلم
في تدخالته التعديلية للسلوكات غير المنضبطة .الوظيفتان اساسيتان في مزاولة مهنته التدريسية حسب DOYLE 1986و تتمثل من جهة في التدريس الذي يهدف لتطوير اتجاهات مناسبة للتعامل مع
المحتويات ة تسهيل انخراط التلميذ و من جهة اخرى في االنشطة و ادارة الفصل اضافة النماط التنظيم و ادارة المجموعة و تنظيم القواعد و االجراءات التاديبية .في الواقع االدارة الجيدة للفصل يجب قطعا
و بدون شك ان تؤسس بيئة تعاونية بين التالميذ و المعلم من جهة و بين التالميذ انفسهم من جهة اخرى .ان استعراض الكتابات حول مفهوم ادارة الفصل يكشف بانه يحيل لالعمال و التفاعالت و التغذية
الراجعة التي يتبناها و يتخذها المدرس و ذلك لغاية التفكير في التنظيم و انجاز و جعل قسم يهدف لجعل التالميذ ينخرطون و يحظون بالدعم و التوجيه و تحقيق التقدم في التعلمات و في نموهم و تطورهم .
في النهاية فان مفهوم ادارة الفصل يتمثل في مجموع الممارسات و االعمال التربوية التي يضعها المعلم لغاية االعداد و التنظيم و االنجاز و العمل مع التالميذ لهدف االنخراط و الدعم و التوجيه و جعلهم
يتقدمون في تعلماتهم و نموهم و تطورهم في ظروف مالئمة للتعلم و لنمو الكفايات اضافة للسلوكات االجتماعية .غير ان هذا المفهوم يستدعي معايير توظيف القسم و االنشطة و ادارة المجموعة و
التفاعالت االجتماعية و االنضباط و النظام .بعد قراءة مختلف التعريفات يمكن تعريف ادارة الفصل بانها مجموعة من التدخالت العقالنية المنجزة من المدرس و تسمح بخلق مناخ مالئم للتعلمات .داخل
هذه التعلمات يجب ان يحتل التلميذ مكانة هامة و لما ال يكون في المركز .بعد هذا التعريف يمكننا اضافة الدارة جيدة للمجموعة ينبغي على المدرس ان يتبن وضعية و هيئة معينة عندما يتوجه للتالميذ .
/ 4اهمية ادارة الفصل في مهنة المدرس :تعتبر ادارة الفصل من الكفايات االساسية الضرورية بالنسبة للمتعلمين المبتدئين في المرحلة االولى المهنية و هي عنصر هام و ضروري في بناء الهوية المهنية .
ان اغلب انشغاالت المدرسين في بداية مسارهم المهني تحيل الى ادارة الفصل و التي تعنى اساسا بالتنظيم و االنضباط و األخذ بعين االعتبار الفروق البين فردية اضافة للتالميذ ذوي صعوبات التعلم .و
للتاكيد يمكننا العودة للصعوبات المالحظة في ادارة الفصل لدى المعلمين المبتدئين .البعض مرتبط بخصائص المدرس او التالميذ و البعض االخر بالسياق االجتماعي الثقافي و نسق و نمط ادارة المدرسة و
ايضا العوامل الناتجة عن الثورة الرقمية .االدارة السيئة للفصل يمكنها التاثير بشكل سلبي على الجودة و هي بامكانها ان تكون مصدر قلق و ازعاج و ضغط بالنسبة للمدرسين .في الواقع النتائج قد تكون
ضارة عندما يتعلق االمر بالفشل و االخفاق في وضع و خلق مناخ مالئم للتعلم .التشويش و غياب االنخراط في التعلم و المشاركة فيه يضر بعملية التواصل و استقبال الرسائل و التعليمات مما يؤدي
الضاعة و اهدار الوقت و الطاقة .مثل هذه االدارة للصف تقود الى اضعاف و تقليل االنتاجية للقسم .بينما المدرس الخبير لديه كفاية ادارة الفصل و يظهر بشكل المحفز و المفاوض و يوفر بيئة مشجعة
للتعلم و االنخراط النشط للتالميذ في االنشطة المدرسية .االدارة الجيدة تسمح بتملك جيد للمعارف و للتطور و النمو االجتماعي .
تمثل ادارة الفصل تحديا لعديد المدرسن و المعلمين ذلك انها مركبة و مكونة من عديد الممارسات المركبة و المعقدة و التي علينا تحيينها دائما في نفس الوقت من المعلم .فالكل ليس لديه نفس المقاربة لذلك
هناك اختالفات بين المدرسين في ملمحهم الشخصي الدارة الفصل المتاثرة بشكل كبير بتصوراتهم الذاتية لعملية التعليم ة لتمثالتهم الحتياجات التالميذ .تجربتهم و جنسهم و سنهم و نوع التالميذ هي عوامل
أحمد تلمودي
4
تلعب دورا كبيرا في اعداد مختلف الممارسات في ادارة الفصل .النموذج النظري وقع تطويره لنحاول من جهة تسمية مكونات ادارة الفصل و من ثمة ننجز افضل تحليل .هذا النموذج يتكون من 9
عناصر.
أحمد تلمودي
5
النموذج النظري الدارة الفصل ماخوذ من BOUTET 2003و وقع تكييفه من . LESSARD / SCHMIDT 2008في قلب النموذج النظري توجد القيم .هذه القيم تؤثر على كل االعمال و القرارات
للمدرس و بالتحديد على مستوى االربع عناصر التي تسمح له بهيكلة تدريسه و هي :التنظيم /المالحظة المنهجية او المباشرة /التواصل و التعاون و اخيرا التحليل التاملي .التدريس يتمثل في اعداد تمشي
بيداغوجي بينما المدرس الكفء ينشغل ايضا بدعم تمشيات متنوعة للتعلم لدى المتعلمين و النظر ان كانت االحتياجات على المستوى االجتماعي و العاطفي وقع استيفائها و ذلك عبر عالقة متناغمة و ذات
انسجام مع كل تبميذ اضافة للمحافظة على نظام انضباط مترابط يسمح بوضع و انشاء مناخ مالئم للتعلم.
/ 1قلب نموذج االدارة :ان قيم المدرس هي التي توجه مجموع قراراته في ادارة الفصل و تصبغ كل االبعاد في ممارسته و هي مرتبطة بشكل مباشر بالعناصر الثمانية االخرى للنموذج النظري .عبر
مواقفهم و تصرفاتهم مع التالميذ فان المدرسين يسمحون بذلك باظهار ليس فقط القيم المقترنة بالنجاح المدرسي و لكن ايضا للمجهود و الحياة في المجتمع المكون من اعضاء مجموعة القسم .المدرس
كموجه و نموذج يمكنه من نقل هذه القيم لتالميذه و االرتقاء بعديد التصرفات و القدرات االجتماعية الناتجة عنها و ذلك لهدف تيسيير انشاء عالقة متناغمة في القسم .ايضا القيم و االتجاهات و سلوكات
المدرس يمكن للتلميذ ان يتبناها و يدمجها و خاصة الذين يرغبون في تقليده .عبر مالحظتنا وقع احصاء القيم التي وقع بثها للتالميذ و تتمثل في دماثة االخالق و العدالة و التعاون و التآزر و التعلم و
التعاطف و االحترام و االستقاللية و المجهود و تجاوز الذات .
/ 2التنظيم :االدارة الجيدة للقسم و التي تمر عبر النظام الذي يسيطر على القسم .عديد االستراتيجيات يمكنها ان تقودنا لخلق تنظيم مرن و فعال .تلك التي تعود في الغالب للكتابات التي وقع مالحظتها في
ممارسةات الكاليبسو و هي مشاركة االنتظارات .ادارة االنتقاالت و الروتين .باالستناد لهذه االستراتيجيات يطور المربي بيئة مهيكلة مما يسمح للتالميذ بالتركيز على التعلمات .و كنتيجة لذلك على
المربي اخذ وقت للتفكير على ممارسته و معتقداته الشخصية لغاية تحديد الظروف الضرورية لضمان وضع و المحافظة و االبقاء على تنظيم جيد و مناخ مناسب للتعلم .
/ 2-1مشاركة االنتظارات :مشاركة االنتظارات يمثل مفهوما محوريا و مركزيا مرتبطا بالتنظيم داخل القسم .عبر انشاء و اعداد االنتظارات فان المدرس يتمكن من تمريرها للتالميذ و نقلها .عندما
يعرف التالميذ ماذا ننتظر منهم يمكنهم من التصرف وفقا لذلك .و هكذا من الضروري على المدرس ان ياخذ وقتا كافيا لتحديد السلوكات المرغوب فيها و التي يجب على التالميذ تبنيها .لكن ايضا
المعارف التي يرغب في تطويرها لديهم و الوسائل الممكن ان يستعملها التالميذ للوصول لهذا .
/ 2-2النتقاالت :ان الوقت المهدور و الضائع خالل االنتقاالت يجب التحكم فيه و المشاكل الناتجة عن عدم االنضباط ال يمكن استعمالها كي يطور التالميذ كفايات متنوعة .اذا من المهم وضع تخطيط
زمني داخلي يجعل النتقاالت تاخذ حيزا و فترة زمنية قصيرة جدا و ال تشوش على النشاط للتعامل مع مشكل سلوكي .و لغاية جعل الوقت المركز على المهمة اكبر على المدرس من جهة ان يجعل
االنتقاالت محدودة اكثر اضافة لعملية تغيير االنشطة و االنتقال من نشاط الخر و من جهة اخرى ضمان ان هذه االنتقاالت تنجز بشكل فعال و متناغم .و للوصول لذلك عليه ان يبين للتالميذ بشكل واضح
مالذي يجب عليهم انجازه باعطائهم فترة زمنية قصيرة النجاز التغيير في النشاط و االنتقال لنشاط اخر و التاكد من ان السلوكات غير المالئمة ال تؤدي الى تاخير بداية الوضعية التعليمية التالية .وقعت
مالحظة معلمات في القسم و هن يعتبرن ادارة االنتقاالت جزء مهم من ادارتهم للفصل .في الواقع هن يستعملن عدد جيد من االستراتيجيات المختلفة لالنتقاالت المتنوعة و التي تجرى خالل الحصة فهن
يصرحن بمخطط العمل للحصة و يقمن باعالم التالميذ بقرب نهاية النشاط و بداية النشاط الموالي .هن يستعملن بعض االدوات مثل الكرونمتر او جمل مفاتيح " سؤال ؟ ...عمل " لتسهيل االنتقال من نشاط
الخر
*اهمية الشعائر و الطقوس و العادات les rituelsبانشاء اجراءات خصوصية للتمشي اليومي لالنشطة مثل كيفية الدخول للقسم و التنقل و ارجاع الفروض .المدرس يجعل المتعلمين يتمتعون باستقاللية
اكثر فهو يجعل التعليمات اقل و محدودة التي يعطيها لهم كما يضمن الثبات و االستقرار .هذا الثبات و امكانية التنبؤ في القسم بامكانها ان تخلق بيئة آمنة للتلميذ .اذا فالمعلم حاضر و جاهز لوضع عالقات
مع التالميذ و التعامل مع المشاكل الصغيرة التي يمكن ان تحدث .عندما يدرك المتعلمون سير عمل الحصة فانهم يكونون اقل قلقا و بالتالي هم جاهزون للتعلم .
أحمد تلمودي
6
/ 2-3التأطير و االحاطة و المرونة و االعداد المادي :اعداد المكان و جاهزية الوسائل و عملية التأطير و االحاطة و المرونة هي عوامل اخرى تسمح بتطوير تنظيم جيد .صحيح ان التالميذ بحاجة
للحرية لتطوير استقالليتهم كما يحبون ان يشعروا باالمان في اقسامهم .االحاطة و التاطير هما عنصران اساسيان في ادارة الفصل .و مع ذلك و بما ان كل حصة في القسم تحوي كما من االحداث غير
المتوقعة على المعلم ان يكون مرنا و يتأقلم مع ما يعيشه في القسم .و ادخال تعديالت على مخططه وفق سير عمل الحصة و ردود فعل التالميذ تجاه هذه االحداث و تجاه وضعيات التعلم .ختاما المعلم
الناجع يتأكد من ان الوسائل الضرورية تحت سيطرته لضمان تمشي جيد لالنشطة .ضياع الوقت و عدم التنظيم الناتجة عن عدم جاهزية الوسائل ينقص الوقت المخصص للمهمة.
/ 3المالحظة المباشرة :مهما كان االمر في الدروس في شكل محاضرات او عند العمل الفردي او في فرق فان المعلمين الناجعين يشرفون على مجموع الفصل بشكل يجعله يتكيف و يتأقلم مع احتياجاتهم .
فهم يقيمون الفهم و يحرصون على ابقاء االطفال منتبهين و مشاركين في النشاط و في حالة استعداد ...بالحرص على االستماع و اليقظة لكل ما يحدث في الفصل فهم يحصدون المعلومات الضرورية
للمحافظة على مناخ مناسب للتعلم .المالحظة المباشرة تسمح ايضا للمدرس للمعرفة الجيدة للتالميذ بشكل يساعده على اتخاذ قرارات تالئم خصائص و مواصفات و احتياجات كل تلميذ * .االشراف على
الفريق :المدرس الناجع يحتفظ برؤية جماعية لفريق الفصل و ذلك بهدف التعرف باستمرار على ما يحدث داخل الفصل .فهو يتابع تطور االنشطة حتى و ان كان يعمل مع تلميذ واحد و هكذا بامكانه
التحكم في نبض القسم * .المقاربة االستباقية :عوض التدخل لوضع مناخ متناغم في القسم في حال الوصول الى وضع متردي و متدهور في القسم فانه من المستحسن اخذ االحتياطات و االجراءات لمنع
مشاكل عدم االنضباط .من الظاهر ان المدرسين الناجعين هم الذين يعرفون جيدا تالميذهم مما يسمح لهم بالتدخل مثل حدوث السلوك المثير للمتاعب و قبل ان ينتشر بين المجموعة و يعطل سير النشاط
العمل .و من هذا الواقع فهم يساهمون في تقليل و انقاص ظهور السلوكات غير المرغوب فيها بشكل كبير .عديد الكتاب ينصحون المدرسين الظهار انهم دائما في حالة يقظة لكل ما يحدث في القسم
لتالميذهم بالحفاظ على رابط عبر النظر الى كل تلميذ هم بذلك قادرون على التعرف و اكتشاف كل تغير في اتجاهات اي تلميذ و بالتالي التصرف بسرعة و اعادة تأطير الوضعية قبل ان تتدهور .ايضا
لهدف زيادة درجة التركيز يمكن للمعلم ان يطلب من التالميذ التخلص من االشياء المشتتة لالنتباه او وضعها جانبا او ان يسحبها منهم و هكذا يتخلص من المثير .
/ 4التواصل و التعاون او التآزر :بفسح المجال للتالميذ للتعبير و بجعلهم يمارسون القدرات االساسية لنقل رسالة ( التحدث باستعمال ضمير "انا " النظر و تسمية الشخص الذي اتحدث اليه ) فان المدرس
يظهر بهذا الشكل انه يعطي اهمية للتواصل brown 2005 .ينصح المدرس بتبني استراتيجية تواصلية نشطة و يظهر للتالميذ انه بصدد االستماع لهم فعليا عبر اشارات لفظية و غير لفظية و بأنه يحس
بما يعيشونه .يترك المعلم المجال للتالميذ و ال يتكلم اال بعدما ينهون حديثهم و اخيرا يتأكد من فهمه لخطاب التلميذ و ذلك باعادة صياغته .عبر استعمال هذه التقنيات فهو يشكل السلوك الواجب تبنيه في
وضعية ما و يظهر للتالميذ االهمية التي يعطيها لالنصات و لفهم رسائل التالميذ .فالتالميذ يحبون االحساس بأن معلمهم يمنحهم ثقته و يعطيهم اعتبارا لكي يخبرهم بصفة شفافة ما يفكر فيه .ينقل لهم
رسائل تصور الوضعية بواقعية و ان يكون جادا و صادقا في تبادالته معهم .رغم انه في بعض االحيان من الصعب مواجهة التالميذ فان مالحظتنا للمدرسات التي وقعت مالحظتهم لديهم الفرصة الخبار
تالميذهم بانهم لم يكونوا في مستوى انتظاراتهم و انه عليهم تغيير مسارهم .
* التسامح و احترام التالميذ :المدرس الذي يثمن االحترام المتبادل يعزز في قسمه التفاعالت االيجابية و يشجع القدرات التواصلية و قبول االختالفات و ال يدع اي مكان للشتم و النقد السلبي .بهذه الطريقة
فهو يخلق بيئة يحس التالميذ داخلها بان بامكانهم اخذ المخاطر و ارتكاب االخطاء دون ان تقع محاسبتهم .من اولى االستراتيجيات لضمان انشاء مناخ متناغم و مالئم هي ان يقع قبول التلميذ باختالفاته من
طرف اصدقائه و من المعلم .هذا االخير عليه ان يضمن ان تكون كل التبادالت و التفاعالت مع االخر ايجابية و بناءة و ان يكون هناك مكان كي يتلقى كل فد الدعم و المساعدة عندما يتطلب االمر ذلك و
اخيرا يجب ان ينظر للخطأ كمصدر للتعلم و ليست كاشارة للضعف.
*دعم و تعزيز االنضمام و االنتماء للتالميذ :بهدف خلق احساس لالنتماء للفريق و لتطوير روح الفريق لدى التالميذ SMITH/GILLES 2003يعتقدون انه من المهم التشجيع على نسج روابط بين التالميذ
و جعلهم يتعرفون على بعضهم البعض و تشجيعهم اكثر على العمل بشكل متعاون .
أحمد تلمودي
7
* تدريس القدرات و المهارات االجتماعية :حيث ان التالميذ ال يتقنون كلهم و بنفس الدرجة الكفايات المختلفة للدخول في عالقة و للتفاعل بشكل مناسب فان على المدرس مساعدتهم على تطوير هذه
المهارات و القدرات .و ذلك باعطائهم تعليمات دقيقة و بتوفير سياق لجعلها قابلة للمارسة كما انه من المنصوح به التذكير بشكل متكرر للمهارات و القدرات التي يجب اكتسابها من التالميذ و لذلك على
المدرس تشجيعهم عندما يستعملون هذه القدرات بهدف تعميمها و نقلها للحياة اليومية .
/ 5التحليل التاملي :طرح اسئلة لتشجيع التامل .و دعوة التالميذ للذهاب بعيدا بتفكيرهم و تفسير التمشيات التي تم استعمالها من طرفهم .ففهمهم سيقودهم لتطوير تفكيرهم و تعميق المعارف .و بتحسيسهم
بنتائج اعمالهم سيكونون قادرين على اخذ خيارات فكرية مالئمة .لدى المدرسات الالتي وقعت مالحظتهن هذه الفئة نموذجية و تمثيلية فهي تدور احيانا على التدخالت الديداكتيكية و احيانا على سلوكات
التالميذ
/ 6انشاء عالقات متناغمة :لتوفير تعليم افرادي و للتدخل بشكل فعال لدى التالميذ على المعلم معرفة ما يميز كل تلميذ :قوته و صعوباته و مميزاته و رغباته .ان انشاء عالقة دافئة حميمية تتميز
بالمشاركة العاطفية و قليل من التبعية و الصراعات مع كل تلميذ تكون مشجعة على تحفيزهم و نجاحهم و تطوير احساس باالنتماء للمدرسة .اضافة لذلك فان هذه العالقة تشكل عامال للحماية من مشاكل
عدم التاقلم .عديد الكتاب يقترحون على المدرس باالهتمام بالتالميذ و انشاء عالقة ايجابية مع كل واحد .بعض االستراتيجيات االخرى التي تسمح بتطوير عالقات جيدة تتمثل في تبني و جعل التالميذ
يتبنون اتجاهات ايجابية .و توفير فرص للتالميذ لمعرفة النجاح و تطوير كفاياتهم و تشجيعهم على تدوين و تسجيل تقدمهم
* اظهار االهتمام بنجاح التالميذ :رغبة المعلم في نجاح تالميذه و توفير العون لهم و الموارد للوصول يشكل نوعا من الدعم من شأنه ان يشجعهم على الوصول و بلوغ اهداف التعلم .اذا احس التالميذ بان
المعلم ال يشك في امكاناتهم و انه فخور بنجاحهم و يعترف بالتقدم الذي احرزوه و الجهود المبذولة فانهم سيكونون اكثر تحفيزا و دافعية للتقدم و للمواصلة في هذا االتجاه
* توفير فرص للتعرف على النجاح :اقتراح تحديات واقعية للتالميذ و دعوتهم لالجابة على االسئلة و وضع جهودهم و قواهم على المحك و السماح لهم بنقل المعارف خاصة التي يتميزون فيها الصدقائهم
مما يشجع على تطوير التقدير الذاتي و الثقة في انفسهم و يحفزهم و يدفعهم لتجاوز الذات .
*تبني و جعل التالميذ يتبنون اتجاهات ايجابية :ان كل التالميذ ال يمتلكون نفس القدرات و نفس الجهود و القوة و ال يتعاملون و ال يتملكون كل الكفايات االجتماعية .لذلك نجد انه من الصعب انشاء عالقات
ايجابية مع البعض منهم .رغم ذلك فان المدرس الذي يتعامل بشكل صحيح و عادل و الذي هدفه الوصول لنجاح الجميع يكون متطلبا اكثر نحو الجميع لبذل كا امكاناتهم و جهودهم و طاقتهم في العمل الذي
ينجزونه كما انه ال يجعلهم يقللون من قيمتهم بل يشجعهم على بذل مجهود اكبر ضروري النهاء المهام المنجزة كما انه يحفزهم على التعاون دون ان يشكك احد في امكانات االخر .
* الثناء و التهنئة :التلميذ يعرف بشكل مستمر على ماذا يستند الدعم و التثمين الذي يتلقاه .ايضا المعلم يولي اهمية خاصة كي يكون ثناءه عادال و يتعلق بالمجهود او التقدم الذي وقع تحقيقه .بما ان هدف
الثناء على التلميذ هو زيادة تواتر و تكرار السلوك المرغوب فانه من المهم ان يدل الثناء على السبب الذي جعل التلميذ يتلقاه .و هذا يسمح بمنح الفضل المصاحب للنجاح للتلميذ.
* تشجيع التلميذ على تسجيل و تدوين التقدم المحقق :التالميذ ال يدركون غالبا بانهم بصدد التطور و التقدم و التحسن و تطور كفاياتهم و يمكن لهذا ان يجعلهم يفقدون الرغبة في مزيد االستثمار في تعلماتهم
لذلك يجب تحسيسهم و توعيتهم بالمسار الذي اتبعوه و الذي اوصلهم للتقدم و ان عملهم المنجز يقربهم من الوصول الهدافهم
/ 7االعداد و المحافظة على نظام االنضباط :لضمان بيئة مناسبة و مالئمة للتعلم على المعلم منذ بداية السنة الدراسية ان يفسر و يوضح للتالميذ انتظاراته منهم و ازاء تصرفاتهم و سلوكاتهم و ان يستمر
خالل كامل السنة االستجابة لهذه االنتظارات .ان نظام القواعد و االجراءات يسهل المحافظة على النظام و التنظيم في القسم و يجعل التالميذ يركزون على تطوير كفاياتهم
*استراتيجيات ادارة السلوكات :يستعمل المدرسون عديد التقنيات المتنوعة لجعل التالميذ يلتزمون بالنظام و االنضباط حين يتبنى هؤالء سلوكات غير مالئمة في القسم .هذه االستراتيجيات يجب ان ال
تشوش بشكل كبير على سير النشاط في القسم .يتعلق االمر دائما بممارسات يعرفها التالميذ ذلك ان المدرسين يعودون اليها في عديد المناسبات .و هكذا فان التالميذ يعرفون كيف يستجيبون للعودة للتركيز
أحمد تلمودي
8
على المهمة المنجزة .بعض المدرسين يعطون اهمية اكبر للسلوكات غير المالئمة اكثر من السلوك الذي وقع تبنيه .بينما على العكس تماما اذا رغب المدرسون في ان يحترم التالميذ القواعد و المحافظة
على النظام فانه من المهم ان يركزوا على كل ماهو ايجابي و ان يشكروا تالميذهم في حالة النجاح او حين يتبنون سلوكا الئقا و ان يوفروا لهم تغذية راجعة تبين انهم راضون عن هذا السلوك الجيد.
* استعمال الدعابة :لهدف التخفيف من التوتر في القسم و الجو المشحون يمكن للمدرس ان يبين الجانب المضحك من الوضعية كما يمكنه تذكير تلميذ باحترام القواعد عبر مزحة او دعابة .
*التجاهل االنتباهي :ان كل التصرفات ليس من الضروري ايالئها االهمية و بعض السلوكات التي التشوش على الوضعية ال تقتضي تدخال من المدرس .في بعض االحيان يكفي ان نركز على االنضباط
الجزئي افضل من التركيز على سلوك ال يزعج .ان المجهود المبذول في هذه الحالة الرجاع تلميذ لالنضباط سيكون هو السلوك المشوش للوضعية اكثر من سلوك التلميذ نفسه .
*التدخل الهادئ و المتكتم :ال يجب ان يكون تدخل المعلم حول سلوك غير مرغوب فيه سببا للتشويش على الوضعية .لذلك من االفضل ان يكون اللوم بشكل خاص و فردي و ليس امام الجميع كما يجب
االنتباه لعدم ايالء االهمية كثيرا للتالميذ الذين تصرفات مزعجة و مشوشة بشكل ال يجعل هذه التصرفات المزعجة هدفها شد انتباه المعلم .
*االعتراف و التعرف على التحركات الجيدة :لتكون قادرا على التعرف على التحركات الجيدة هو مرتبط بشكل ممتد باالستراتيجيات التي وقع وصفها لتسهيل خلق عالقات متناغمة مع التالميذ .هذان
النوعان من االستراتيجيات يتموقعون في مجال الوساطة االجتماعية العاطفية للنموذج النظري .نعتقد بهذا الن هذه االستراتيجيات المعتمدة من المعلمين و الذين يعتبرون ان بعض القيم هي من االساسيات
مثل احترام التلميذ و التفكير في تقدمهم االجمالي هو اتجاه ايجابي تجاه التعلم
* القواعد -:االعداد-التدريس-العرض و المحافظة :ان االشتغال الجيد للقسم يعتمد بشكل كبير على المنطلق ان التالميذ بعرفون مالذي ينتظره منهم المدرس و ماهو السلوك الواجب تبنيه منذ بداية السنة .
المعلم يأخذ وقتا كافيا العطاء تعليمات واضحة حول هذا الموضوع و امثلة و يحدد التوقيت و الطريقة النجاز االنشطة اليومية مثل رفع اليد و االصطفاف في صف قبل الخروج من القسم .كما على
التالميذ معرفة االنشطة التي يتوجب عليهم اخذ االذن فيها ( الخروج من القسم او استعمال الحاسوب ) و االنشطة التي يمكن انجازها بشكل مستقل .كما يجب اعالم التالميذ بالنتائج المترتبة عن االخالل
بالقواعد .عموما في االقسام التي وقعت مالحظة المعلمات فيها فان القواعد وقع اعدادها منذ بداية السنة و وقع احترامها و تجدر االشارة انه وقع التذكير بهذه القواعد في فترات الحقة .بتقديم و توضيح
التعليمات المرتبطة باالتجاه الذي يرغب المعلم في ان يتبناه المتعلمون فهو يتاكد بان انتظاراته وقع فهمها جيدا .يمكنه بعد ذلك القيام بعملية التوجيه في ممارسة هذه السلوكات ثم يعود معهم لتحديد الجوانب
التي وقع دمجها و التي يجب العمل عليها اكثر .بهذه الطريقة يتاكد بان التالميذ فهموا انتظاراته منهم و يعرفون كيف يتصرفون لالستجابة لهذه االنتظارات .لتسهيل عملية تبني و دمج هذه القواعد يمكن
للمعلم ان يذكر بها في كل مرة و ايضا تعليق معلقات حائطية في القسم تحوي مجموع االنتظارات من التالميذ .عندما يعد المدرس و يعرف التالميذ بانتظاراته فان عواقب االخالل بالقواعد يجب ان يطبق
على التالميذ .في الواقع قبل ان يعطي التالميذ ثقتهم في المدرس فانه يجب اقناعهم بان المعلم ثابت و متماسك بانه سيطبق كل ماقاله دون ادنى شك و ان انتظاراته يجب ان يقع احترامها .التالميذ
يحترمون القواعد و االجراءات في حال اعتقادهم بان هذه االخيرة صحيحة و ان المدرس متمسك بها طيلة السنة الدراسية و لديه نفس االنتظارات من التالميذ .ان االستقرار و االتساق لدى المدرس يخلقان
احساسا باالمان يسمح للتالميذ دائما بمعرفة مايجب عليهم فعله و يقومون بتبني السلوكات المالئمة .
*النتائج المنطقية :االخالل بقواعد القسم يجب ان يكون متبوعا بعواقب و لكن ال للعقوبة و ذلك كي يفهم التالميذ اهمية احترام القواعد التي وقع اعدادها للمحافظة على مناخ مناسب للتعلم .العواقب المنطقية
عادلة و مرتبطة بشكل مباشر بالسلوك غير المناسب و تهدف لجعل التلميذ يفهم بان ما قام به غير مقبول و عليه اليقظة في المستقبل و تعويض هذا السلوك باخر يستجيب النتظارات المدرس
*ادارة النزاعات او الصراعات :بعض التالميذ ال يمتلكون المهارات و القدرات الضرورية لحل صراع يواجههم بشكل ناجع .و هنا فان مهمة المدرس جعلهم يطورون كفايات تسمح لهم باعادة خلق عالقة
ايجابية فيما بينهم و على المدرس ان يعلمهم استعمال الرسائل التي تبدأ بالضمير "أنا " و االنصات لالخر و عدم مهاجمته و البحث عن حلول ترضي جميع االطراف المتداخلة في الصراع .عبر لعب
االدوار يمكن ان يوفر لهم فرصة مناسبة للمارسة مختلف هذه المهارات و القدرات التي وقع اكتسابها حديثا و مصاحبتهم و مرافقتهم عند مواجهتهم لصراع حقيقي يواجههم
أحمد تلمودي
9
/ 8اعداد تمشيات بيداغوجية :ان الوضعيات التعليمية التعلمية تشكل جوهر و قلب الحياة في القسم .فاالعداد الجيد لها يسهل سير الدروس و الوصول لالهداف من المعلم و انخراط التالميذ بشكل فعال
*تشجيع مشاركة التالميذ :لتسهيل عملية انخراط االطفال على المعلم حثهم على المشاركة في المهام المدرسية و البحث عن اجوبة لكل االسئلة و لعب دور نشط و فعال في بناء التعلمات
*اعطاء تعليمات واضحة :التالميذ في حاجة لمعرفة و فهم ما يجب عليهم انجازه خالل النشاط فعندما يخطط المدرس لوضعية تعلمية عليه توضيح انتظاراته من المهمة المظلوبة لنقلها بشكل مناسب
للتالميذ .عدم الوضوح و التداخل في التعليمات يجعل نجاح التالميذ محدودا و يؤخر وقت انطالق العمل على المهمة .
* التقييم :التقييم الرسمي و غير الرسمي يسمح للمدرس باالستيضاح حول التعلمات و عمليات التقدم لدى التالميذ او الصعوبات المواجهة .بعدها يمكنه بسهولة العودة على المواد التي لم يقع فهمها جيدا و
ذلك لضمان تطوير و احراز تقدم على مستوى الكفايات المضبوطة من البرامج الرسمية .من المستحسن ايضا االستعانة بممارسات تقييمية افرادية تهدف للتقدم الفردي و ذلك للمحافظة على الدافعية للتعلم
لدى التالميذ .
* دعم الدافعية :ان درجة انخراط التالميذ في المهام المدرسية تعتمد باالساس على القيمة التي يولونها للمهمة و االحساس بانهم قادرين على التعامل مع هذه المهام .دور المدرس يتمثل في تيسيير أكبر
اشتراك لعدد التالميذ و ذلك بالسماح لهم بلعب دور نشط في التعلمات و بان يظهر لهم مدى تالؤم هذه االنشطة
* شد رغبة التالميذ و المحافظة عليها :ان المحافظة على تركيز التالميذ و استثمارهم للوضعيات يعتمد في جزء كبير منه على القيمة التي يولونها للمهمة .باقتراح وضعيات مثيرة و ثرية بالمعنى فان
المعلم يحفز التالميذ لالنخراط في المهمة .و يتأكد فيما بعد من انهم في حالة تركيز و انخراط فعلي للتالميذ طيلة النشاط عبر استراتيجيات مختلفة .من االستراتيجيات المستعملة لشد انتباه التالميذ تتمثل
في طرح عديد االسئلة يبحثون عن اجابات لها في رؤوسهم .عند التفكير في البحث عن الحل نبقي على التالميذ في حالة يقظة و نشاط و انخراط حتى نهاية النشاط
*االنصات :لجعل التلميذ اكثر نشاطا في دورهم كمتعلمين يمكن للمعلم منحهم الفرصة الخذ قرارات في عالقة بسير االنشطة في القسم .فهو يصغي لهم و يقبل مقترحاتهم في صورة كانت منطقية و في
عالقة بالكفايات و الواجب تطويرها بهذه الصورة يحس التالميذ ان لديهم رقابة و تحكم على سير التعلمات
* منح خيارات :عندما يحس التالميذ بان لديهم بعض السلطة في القسم و ان بامكانهم اخذ قرارات تقودهم للنجاح فانهم سيشاركون بنشاط اكبر و تصبح لديهم دافعية اكبر النجاز و اتمام مختلف االنشطة .
ان تفسير الجدوى من المهمة و التخطيط الجيد لوضعيات التعلم المرتبطة بواقع التلميذ و تنوع المحتويات و طرق التدريس (عمل فردي او فرقي او ضمن مشروع ) يسهل مشاركة التالميذ .اظهار مدى
مالئمة التعلم و ربط الصلة بين المحتويات و عملية تطبيقها في الحياة اليومية تشكل استراتيجيات تسمح بجعل الطفل و التالميذ يفهمون و يدركون بان التعلمات المدرسية ليست فقط لتاثيث الزمن المدرسي و
لكن تكمن الجدوى في نقلها و اعادة استعمالها في تعلمات اخلرى و بالتالي في الحياة اليومية
*خلق تمشيات بيداغوجية متنوعة :ان الفترات التي يعمل فيها التالميذ بمفردهم في مقاعدهم يوفرون فترة من الصمت و الهدوء في القسم مما يسمح لهم باعادة التركيز على المهمة و على تمشيهم
الشخصي .اثر توضيح االنتظارات من العمل المطلوب يقوم المعلم بالتحرك في القسم و التثيت من فهم كل تلميذ و هي اللحظة المفضلة لسؤال التالميذ و توفير ايضاحات و تغذية راجعة
*موقعة التالميذ فيما يتعلق بمحتويات التعلمات :خالل مسارهم الدراسي على التالميذ تطوير بعض الكفايات .لذلك قبل البدء باي نشاط تعلمي على المعلم تفسير المحتوى الذي يتعلمه التالميذ طيلة النشاط و
ماهي انتظاراته و رؤيته في درجة التحكم و التمكن المنتظرة .
/ 9دعم التنوع في التمشيات البيداغوجية :بهدف تيسيير النجاح للجميع على المدرس تكييف عملية التدريس بشكل مثالي لمختلف انماط التعلم لدى التالميذ .فهو يرافق التالميذ لجعلهم يحرزون تقدما وفق
نسقهم الشخصي و يقودهم الى تطوير الكفايات التي يضبطها برنامج التكوين بشكل كبير
أحمد تلمودي
10
* تحميل المسؤولية للتلميذ "التمكين" :عبر جعل التالميذ مستقلين نوصلهم الخذ قراراتهم الخاصة و منحهم السلطة في القسم .فان المدرس يمكنهم من اعادة تملك تمشيات التعلم .على التالميذ ان يكونوا
واعين تماما بانهم هم المسؤولون االولون عن نجاحهم و ذلك عبر الجهود التي يبذلونها للوصول الى اهدافهم ليس فقط في القسم و لكن طيلة حياتهم
* اعطاء تغذية راجعة متكررة و متواترة :طيلة مسار التعلم يرغب التالميذ في معرفة انهم ينتهجون مسارا صحيحا و هل انهم بصدد التحسن و هل يستجيبون لالنتظارات المطلوبة منهم .المعلم عليه ان
ياخذ الوقت الكافي للعودة على التمشيات التي قام بها التلميذ او على السلوك الذي قام به و هذا يشجعه على المحافظة على انخراطه و مشاركته و المثابرة حتى نهاية النشاط او تعديل طفيف للنجاح
* دعم تعلم التلميذ :المعلم يرافق و يوجه التالميذ في تطوير كفاياتهم فهو يوفر لهم المساعدة و الموارد الضرورية على المستوى المادي من خالل الوسائل و على المستوى البيداغوجي و ذلك لجعلهم
ينجزون مجموع االنشطة المقترحة عليهم .المعلمون الذين يتمتعون بكفاءة يتحكمون في نبض الفصل و يعرفون تماما الوقت المناسب الضافة توضيحات او استهداف تدخالت في عالقة بالصعوبات
الخصوصية التي يعيشها تلميذ او مجموعة من التالميذ
*تعزيز انخراط التالميذ و مشاركتهم :ان نجاح التالميذ مرهون بانخراطهم و مشاركتهم في دورهم كمتعلمين .على المدرس ان يتاكد من مشاركة التلميذ بنشاط و انهم مهتمون و متحفزون و لديهم الدافعية
لما ينجزونه و للجهود المبذولة الكمال انجاز المهام المدرسية المقترحة عليهم
*تشجيع التلميذ على رفع التحديات :ان درجة الدافعية تتفاوت حسب درجة صعوبة النشاط المقترح فالمهام السهلة تحد من رغبة التلميذ .في الواقع التالميذ بحاجة الثارتهم عبر مثيرات مناسبة .عندما
يضبطون اهدافا حقيقية هي بحاجة لبذل مجهود من طرفهم فان الدافعية تكون اكبر للوصول لالهداف .فهم يحسون بالتالي بانهم يسيطرون و يتحكمون في تعلمهم و هذا بفضل الجهود التي تطور كفاياتهم .
المعلم الذي يدعم التالميذ في هذا المسار يجعلهم اكثر دافعية و ينخرطون بشكل فعلي في دورهم كمتعلمين ./.
أحمد تلمودي