You are on page 1of 10

‫‪1‬‬

‫ترجمة الطالب ‪ :‬أحمد تلمودي‬ ‫األستاذ لسعد المولهي‬ ‫المادة ‪ 522 :‬ادارة الفصل‬
‫مقدمة ‪ :‬التعليم او التدريس هو قبل كل شيء الدخول في عالقة مع االخر و بالتحديد مع المتعلمين ‪ .‬في ادارته للفصل يبحث المعلم بصفة مستمرة على تسهيل عملية تنظيم و تملك التعلمات من التلميذ و ذلك‬
‫بان يقدم لهم وضعيات تعطي معنى لما يقع تعلمه ‪ .‬هذه البيداغوحيا تبنى و تتحقق عبر ادراك الواقع من التلميذ‪ .‬و هو مفهوم نشط للتعلم ‪ .‬االستعمال المالئم و الماسب لمجموعة متنوعة من االستراتيجيات ‪.‬‬
‫االدارة الجيدة للفصل تتمثل في اقامة مجموعة من القواعد و انماط الفعل من اجل خلق و المحافظة على مناخ منظم و مرتب و مناسب للتدريس و ايضا للتعلم ‪ .‬في الحقيقة كلما كان توظيف قاعة الفصل‬
‫منظم و متناغم كلما كانت تعلمات التالميذ فعالة و دائمة ‪ .‬مكملة الدارة االنضباط فان ادارة الفصل هي احد االجراءات المهنية االكثر اهمية للمعلم ‪.‬‬

‫هذا الفصل يهدف الى ‪ - :‬التعرف على انماط بنية الفصل بغرض توظيفها توظيفا فعاال و متناغما – اقتراح ادوات و وسائل لتاسيس و للمحافظة على جو مالئم للتعلم و االندماج االجتماعي للتالميذ اي‬
‫التعايش الجيد معا – تحديد و تحليل و حل الوضعيات االشكالية بتطبيق مفاهيم و مبادئ ادارة الفصل و مراحل حل المشكالت البين فردية او النزاعات ‪.‬‬

‫ادارة الفصل هو مفهوم في الواقع ضارب في القدم منذ ان قامت مجموعة من المتعلمين بالتجمع في فضاء واحد مغلق برفقة مدرس و لهدف التعلم ‪ .‬غير ان و تحت تاثير منهجيات التدريس القديمة كانت‬
‫مرادفة لالنضباط ‪ .‬و مع بداية النصف الثاني من القرن ‪ 20‬و مع ظهور تقنيات و طرق اطلق عليها لفظ معاصرة بدأت ادارة الفصل بالظهور كمصطلح و علم في حد ذاته مما جعلها تصبح مفهوما حديثا ‪.‬‬
‫التركيز على المتعلمين و الذين لم يعد ينظر اليهم كأفراد يتلقون فقط تدريسا مفروضا من المدرس ‪.‬الدور الجديد للمدرس كموجه و ناصح و ميسر للتعلم المسند للمدرس الذي تنازل عن التدريس في شكل‬
‫المحاضر و الذي اصبح يركز اهتمامه على تنشئة افراد مستقلين و الذين هم مصدر الدارة الفصل كما عرفها ‪ nault/fijalkow 1999‬مجموع االعمال التاملية و التفكيرية المتعاقبة و المتتابعة و المتزامنة‬
‫التي ينجزها المدرس لالعداد و للمحافظة على مناخ عمل و بيئة مناسبة للتعلم ‪ .‬مفهوم ادارة الفصل يحيل حاليا على كل ما يرأس و يترأس التخطيط و التنظيم لكل وضعيات التعلم و التعليم و هو تحدي‬
‫كبير للمعلمين خاصة المبتدئين و الذين عليهم التسلح باالدوات المناسبة لمواجهة ادارة الفصل ‪ .‬ادارة الفصل تغطي معجما و سجال واسعا للسلوكات و التصرفات المهنية ‪ .‬و من واقع ان القدرة على ادارة‬
‫الفصل هي في عالقة مع تسهيل تعلم المتعلمين فان هذه الظاهرة تظهر بشكل اكبر في قلب ما نسميه تأثير المدرس ‪ Martineau & Gauthier, 2003 .‬يفسران تاثير او أثر المدرس هو العامل الذي‬
‫لديه تأثير كبير على التعلم و هو احد العناصر المفاتيح لهذا التأثير و بشكل اساسي ادارة الفصل ‪.‬‬

‫الفصل االول ‪ :‬نشأة مفهوم ادارة الفصل‬

‫‪/ 1‬مقدمة ‪ :‬ادارة الفصل في المجال التربوي تشكل تحديا مرتبطا بعمل المدرس ‪ .‬فهي المكان للمارسات المختلفة و المركبة و المعقدة و التي يجب ان بقع تحديثها باستمرار من قبل المعلم و ذلك باستدعاء‬
‫للمقاربات و المعارف و الكفايات المهنية المرتبطة بها ‪ .‬مفهوم ادارة الفصل على اهمية مطلقة في مجال التكوين و العمل للمدرسين ‪ .‬فهي كفاية في المجال المهني لالفراد المكلفين بالتربية و التدريس من‬
‫مرحلة ماقبل التمدرس وصوال للجامعة ‪ ..‬في الواقع انه من الطبيعي ان تستدعي كل ممارسة تعليمية كفاية ادارة الفصل قطعيا ‪ .‬و هي موضوع تقييم للمدرسين خالل مسارهم المهني ‪ .‬الملمح الفردي الدارة‬
‫الفصل للمدرسين محكوم و خاضع من المعنى الذي يقع بناءه حول عمل المدرسين و ارائهم ازاء حاجات التالميذ ‪ .‬عوامل التكوين و التجربة المهنية ‪,‬الجنس ‪,‬السن ‪,‬و خصائص التالميذ و الذين هم عناصر‬
‫اساسية في وضع استراتيجيات ادارة الفصل ‪.‬‬

‫‪/ 2‬نشأة مفهوم ادارة الفصل ‪ :‬ان مفهوم ادارة الفصل كان موضوعا في حالة تطور و نمو خالل عشرات السنين ( السنوات الثمانين ) في البحوث المجراة في امريكا الشمالية ‪ .‬في البداية تمحور حول‬
‫االنضباط في القسم مع التمييز بين ما يحيل على االنضباط و ما يالحظ من عدم االنضباط في القسم ‪ .‬اضافة لذلك فان هذا المفهوم تطور و توسع ليشمل كل االعمال و االجراءات التي يمكن اجرائها و‬
‫انجازها من طرف المدرسين في مشروع التعليم و التعلم و التي تهدف لتاسيس بيئة بامكانها تسهيل التعلم ‪ landry/tochon/ nault‬بينوا انه في االدبيات في الكيباك ان القدرة على ادارة الفصل مرادفة‬
‫و مساوية للقدرة على التدريس ‪ .‬البنود التي وقع االستناد اليها في قائمة المؤشرات المتواجدة في برامج التكوين المستمر تحيل الى ‪ :‬التحرير و التخطيط االعداد للدرس و طرح اسئلة و اثارة و تحفيز‬
‫التالميذ لطرح اسئلة و حل النزاعات و التحكم في االنفعاالت ‪ .‬بالعودة لهذه المعطيات يمكننا الجزم بان كفاية ادارة الفصل هي كفاية عامة للمدرس حيث ان ابعادها تحيل على السيطرة على المعارف‬

‫أحمد تلمودي‬
‫‪2‬‬

‫المدرسة المعارف الديداكتيكية النفسية و االجتماعية للمدرس و قدراته على التخطيط و التنظيم و التنبؤ و االنتباه و في رؤية من منظور متصل بالهوية يمكننا ان نفهم ادارة الفصل كأنها ادارة العالقات‬
‫بالمعارف و التالميذ و الممارسات المهنية ‪ .‬مفهوم ادارة الفصل يشير لالجراءات و االبعاد و التصرفات المتصلة بالفكر و التامل و التي يرتكز عليها السيناريو البيداغوجي ‪ :‬الفترات و االعمال المفاهيمية و‬
‫التخطيط و التنظيم و انجاز الوضعيات التعليمية التعلمية ‪ .‬بعض التعريفات االولية الدارة الفصل و التي تعود الولى االعمال حول هذا الموضوع تركز و تهتم أساسا ياالنضباط و لكن وقع وضع عناصر‬
‫اخرى مهمة مثل الوقت الضائع و المهدور في التعلمات المرتبط و الناتج على ممارسات االعادة و التوصيات و التعليمات المقدمة من المعلمين في اوقات مختلفة من سير الدرس و بالتحديد في بدايته و‬
‫نهايته ‪.‬ان المعارف المتاتية من هذه البحوث يمكنها ان تقودنا لبناء نموذج الدارة الفصل و يجمع االعمال المختارة من المدرس لغاية ادارة وضعية بيداغوجية تسهل عملية التعلم ‪ .‬في الواقع الدراسات‬
‫المرتكزة على ممارسات التدريس مكنوا من انتاج سلسلة و تشكيلة من المعارف التي يمكن ان تكون صالحة لتعريف كفاية ادارة الفصل ‪ .‬مفهوم ادارة الفصل مصمم و يهدف اليوم و يقود الى مفهوم‬
‫بسيكولوجي يحيل الى الطريقة العقالنية و الرشيدة للتفاعالت التي تحكم العالقات معلم ‪ /‬متعلم في قاعة الفصل سواء كانت متوقعة او غير متوقعة ‪ .‬نشأت التامالت حول ادارة الفصل مع ظهور التربية‬
‫الحديثة ‪ FREINET .‬هو الرائد الذي يسلم بان االنأتى من الخصائص و المواصفات الذاتية للمدرس بل من التنظيم المادي و التقني للقسم ‪ .‬فريني يؤكد ايضا ان التجاعة الفكرية و االخالقية و االجتماعية‬
‫لتربيتنا ليست مرهونة و مكيفة حصريا بالشكل الذي جعلونا نتصوره بشخصية المدرس او من القيمة السحرية لطريقة ما ‪ .‬هي وظيفة الوسائل المستعملة و درجة االتقان و النجاعة لهاته الوسائل و التنظيم‬
‫التقني للعمل ‪ .‬االدارة لدى فريني للقسم تعتمد اساسا على ممارسات مرتبطة بثمانية ورشات حيث ان االربع االوائل يحيلون لالنشطة المهنية بينما االخرون يشملون ورشات تقدم االنشطة االجتماعية و‬
‫الفكرية ‪ .‬هذه الورشات المختصة لدى فريني تندرج في مخطط فضائي ‪ .‬انطالقا من هذه الحقيقة فان ادارة الفصل تعتمد اساسا على ادارة الفضاء ‪ .‬و في هذا الصدد يقترح فريني اماكن عمل للمدرسة و‬
‫العمل بتصميم لمدرسة و هو مكيف لنمط من المدرسة مكون من قسم او من قسمين ‪ .‬و هكذا تكون المدرسة مجتمع مصغر النه في رؤيته هو رابط بين المدرسة و الوسط عميق ‪ .‬على المستوى‬
‫االجتماعي يقترح فريني التعاون المدرسي و الذي ينشئ ادارة ديمقراطية تسهل و تيسر التكوين نحو المواطنة ‪ .‬و يشرح كيفية رؤيته الدارة الفصل بقوله ‪ " :‬في قسمي وضعت بين يدي االطفال ادارة كل‬
‫المجتمع المدرسي " و يشرح ايضا دور المدرس في القسم و الذي وقع تغييره " بفضل االتقان في وسائلنا المدرس ليس مفروضا عليه التواجد باستمرار ‪ .‬فهو يساعد كل من يلتمس المنافسة ‪.‬‬

‫‪/ 3‬تعريف مفهوم ادارة الفصل ‪ :‬حسب االدبيات فان مفهوم ادارة الفصل يحيل لدى الباحثين الى تعريفات مختلفة بعض الشيء ‪ .‬و هذا هو الحال في المؤسسات المدرسية و ايضا في مؤسسات تكوين‬
‫المعلمين ‪ .‬و واقع ان عبارة ادارة الفصل تغطي سجل و مجال شاسع من السلوكات المهنية للمدرس تدعونا للحيطو و الحذر لغاية ان هذه الكفاية و التي تعتبر كفاية اساسية لمزاولة مهنة التعليم و التدريس‬
‫ال تصيح مثل و بمثابة الجراب الذي يوضع فيه كل شيء ‪ .‬بالنسبة لبعض الكتاب فان معرفة ادارة الفصل تشكل جزءا من الكفايات الضرورية لمزاولة مهنة التدريس ‪ .‬على كل حال لو وقع القبول بهذا‬
‫الواقع و هذه الحقيقة و ما تغطيه هذه الكفاية ال يمكننا التغافل عن طرج مشكل ‪ .‬رغم ذلك عدد من الكتاب يتفقون في اعتبارهم ان ادارة الفصل تتضمن وضع شروط اساسية مناسبة للتعلم فتصبح بذلك شرطا‬
‫اساسيا ‪ .‬و هي ليست مقاربة ديداكتيكية للمحتويات بل ستصبح الظرف و الجراب الذي تتجمع فيه و يتضمن التنظيم المادي االجتماعي التفاعلي لقاعة الفصل ‪ .‬و كنتيجة لهذا من الممكن اعتبار ادارة الفصل‬
‫ككفاية تعتبر شرطا اساسيا بالنسبة لبقية الكفايات المنتظرة من المعلم و التي وقع التصريح بأنها ضرورية لتصبح فعال مدرسا و معلما ‪ .‬و هكذا تم االفاق للقول بان ادارة الفصل تشكل شرطا اساسيا للتدريس‬
‫‪ .‬ذلك انه كيف يمكن للمدرس ان يصل النتاج تعلمات حتى و ان كانت المحتويات متناغمة و متناسقة لو لم يكن لديه الرقابة على سلوكات المتعلمين في القسم ؟ ‪ .‬أفضل الكتب المدرسية الجيدة ال يمكنها‬
‫بالضرورة خلق معلمين جيدين و من هذا المنطلق فان الرقابة على السلوكات في الفصل استرعت انتباه عديد الباحثين في المجموعة العلمية العالمية و الدولية منذ قرابة ‪ 65‬سنة االن ‪ .‬االبحاث التي وقع‬
‫انجازها في االبتدائي مثلها تماما في الثانوي غذت عديد المقاالت و المواضيع حول ادارة الفصل ‪ .‬هذه الوفرة التوثيقية توضح و تبين مجموع المعارف المتاحة و التي تسمح للمدرسين المبتدئين او ذوي‬
‫الخبرة لالستناد على اسس علمية ثابتة لمواجهة بشكل تربوي لمشاكل االنضباط في اقسامهم و نقل المواد المدرسة للتالميذ بهدوء ‪ .‬غير ان تعدد المقاربات و النماذج و التقنيات في ادارة الفصل تعقد فهم هذا‬
‫المجال ‪ .‬اضافة الى ان نتائج االبحاث تفرقت في التوثيق العلمي ‪ – .‬ادارة الفصل يمكن تعريفها بانها مجموع االعمال الفكرية و التاملية المتعاقبة و المتزامنة التي يقوم بها المدرسون العداد و للمحافظة‬
‫على مناخ عمل و بيئة مالئمة للتعلم ‪ .‬انها كل ما يرأس و على رأس التخطيط و التنظيم للوضعيات التعلمية التعليمية ‪ .‬حسب مكتب مختص لالستشارات في الكيباك ادارة الفصل يمكن تعريفها بالشكل التالي‬
‫" مجموع التدخالت المنجزة في القسم من المدرس و الموجهة للتالميذ لتيسير العمل اضافة لتطوير كفايات داخل انشطة التعلم هذه التدخالت يمكن ان تكون بيداغوجية او عاطفية وجدانية او لحفظ‬
‫االنضباط‪".‬‬

‫أحمد تلمودي‬
‫‪3‬‬

‫‪ JACQUELINE CARON 1994‬تتشارك و توافق على هذا التعريف محددة ان ادارة الفصل هي مجموع التدخالت التي تسمح للمدرس بخلق مناخ مناسب للتعلم و ذلك بهدف جعل كل المتعلمين نشيطين و‬
‫فعالين في بناء المعارف ‪ .‬و هي تقدم ايضا ادارة بين االقسام و تعرفها بانها مجموع االعمال التي يعدها مدرسون بهدف السماح لخلق استمرارية في التعلمات المختلفة ‪.‬بالنسبة لـ ‪ caron‬هاتان االداراتان‬
‫متحدتان ‪ .‬في الواقع ادارة الفصل تهتم بقسم او مجموعة اساسية بينما االدارة البين صفية تهتم بالعالقات بين الفرق التي يقع تجميعها و تبادل الكفايات ‪.‬‬

‫‪ JONES‬عمل كثيرا خالل كامل حياته على االدارة الصفية ‪ .‬نموذجه االساسي حول االنضباط المسبق و الدعم و لكنه ال يقدم حلوال بالنسبة للتالميذ الذين يتميزون بسلوك صعب ‪ JONES .‬اخبرنا و‬
‫شرح لنا كيف للمدرسين ان يواجهوا المتعلمين و يواجهوا الممارسات في مادة ادارة الفصل ‪ .‬مثال يخبرنا كم هو مهم ان ننظر لالطفال مباشرة في اعينهم عندما نتوجه لهم بالحديث ‪ .‬في المعجم الحالي‬
‫للتربية فان ادارة الفصل تعني و تتحدد في " وظيفة المدرس التي تتلخص في التوجيه و المحافظة على التالميذ في اتصال بمهام و وضعيات التعلم ‪ RENALD LEGENDRE .‬يعتبر ان ادارة الفصل تتأتى‬
‫من العوامل التي تهتم بـ " الزمن الفضاء برنامج االنشطة و القواعد و االجراءات في نظام المسؤولية و نظام العالقات و نظام التقييم و االعتراف و القبول و الموارد البشرية و المادية‪ .‬ان مفهوم ادارة‬
‫الفصل ال يعني اساسا مفهوم االنضباط ‪ .‬هذا المفهوم يتضمن و يجمع مجموع االعمال المتخذة من المدرس و التي من خاللها يهدف الى تسهيل و تيسير انخراط و مشاركة التلميذ في االنشطة و التعلم‬
‫داخل مناخ من المشاركة و التعاون و التشارك ‪ .‬بينما يحيل مفهوم االنضباط للسلوك المالئم و غير المالئم الحترام القواعد و عناصر دليل عمل القسم‪ .‬فهو يعني ايضا الطرق المتخذة و المتبناة من المعلم‬
‫في تدخالته التعديلية للسلوكات غير المنضبطة ‪ .‬الوظيفتان اساسيتان في مزاولة مهنته التدريسية حسب ‪ DOYLE 1986‬و تتمثل من جهة في التدريس الذي يهدف لتطوير اتجاهات مناسبة للتعامل مع‬
‫المحتويات ة تسهيل انخراط التلميذ و من جهة اخرى في االنشطة و ادارة الفصل اضافة النماط التنظيم و ادارة المجموعة و تنظيم القواعد و االجراءات التاديبية ‪ .‬في الواقع االدارة الجيدة للفصل يجب قطعا‬
‫و بدون شك ان تؤسس بيئة تعاونية بين التالميذ و المعلم من جهة و بين التالميذ انفسهم من جهة اخرى ‪ .‬ان استعراض الكتابات حول مفهوم ادارة الفصل يكشف بانه يحيل لالعمال و التفاعالت و التغذية‬
‫الراجعة التي يتبناها و يتخذها المدرس و ذلك لغاية التفكير في التنظيم و انجاز و جعل قسم يهدف لجعل التالميذ ينخرطون و يحظون بالدعم و التوجيه و تحقيق التقدم في التعلمات و في نموهم و تطورهم ‪.‬‬
‫في النهاية فان مفهوم ادارة الفصل يتمثل في مجموع الممارسات و االعمال التربوية التي يضعها المعلم لغاية االعداد و التنظيم و االنجاز و العمل مع التالميذ لهدف االنخراط و الدعم و التوجيه و جعلهم‬
‫يتقدمون في تعلماتهم و نموهم و تطورهم في ظروف مالئمة للتعلم و لنمو الكفايات اضافة للسلوكات االجتماعية ‪.‬غير ان هذا المفهوم يستدعي معايير توظيف القسم و االنشطة و ادارة المجموعة و‬
‫التفاعالت االجتماعية و االنضباط و النظام ‪ .‬بعد قراءة مختلف التعريفات يمكن تعريف ادارة الفصل بانها مجموعة من التدخالت العقالنية المنجزة من المدرس و تسمح بخلق مناخ مالئم للتعلمات ‪ .‬داخل‬
‫هذه التعلمات يجب ان يحتل التلميذ مكانة هامة و لما ال يكون في المركز ‪ .‬بعد هذا التعريف يمكننا اضافة الدارة جيدة للمجموعة ينبغي على المدرس ان يتبن وضعية و هيئة معينة عندما يتوجه للتالميذ ‪.‬‬

‫‪ / 4‬اهمية ادارة الفصل في مهنة المدرس ‪ :‬تعتبر ادارة الفصل من الكفايات االساسية الضرورية بالنسبة للمتعلمين المبتدئين في المرحلة االولى المهنية و هي عنصر هام و ضروري في بناء الهوية المهنية ‪.‬‬
‫ان اغلب انشغاالت المدرسين في بداية مسارهم المهني تحيل الى ادارة الفصل و التي تعنى اساسا بالتنظيم و االنضباط و األخذ بعين االعتبار الفروق البين فردية اضافة للتالميذ ذوي صعوبات التعلم ‪ .‬و‬
‫للتاكيد يمكننا العودة للصعوبات المالحظة في ادارة الفصل لدى المعلمين المبتدئين ‪ .‬البعض مرتبط بخصائص المدرس او التالميذ و البعض االخر بالسياق االجتماعي الثقافي و نسق و نمط ادارة المدرسة و‬
‫ايضا العوامل الناتجة عن الثورة الرقمية ‪ .‬االدارة السيئة للفصل يمكنها التاثير بشكل سلبي على الجودة و هي بامكانها ان تكون مصدر قلق و ازعاج و ضغط بالنسبة للمدرسين ‪ .‬في الواقع النتائج قد تكون‬
‫ضارة عندما يتعلق االمر بالفشل و االخفاق في وضع و خلق مناخ مالئم للتعلم ‪ .‬التشويش و غياب االنخراط في التعلم و المشاركة فيه يضر بعملية التواصل و استقبال الرسائل و التعليمات مما يؤدي‬
‫الضاعة و اهدار الوقت و الطاقة ‪ .‬مثل هذه االدارة للصف تقود الى اضعاف و تقليل االنتاجية للقسم ‪ .‬بينما المدرس الخبير لديه كفاية ادارة الفصل و يظهر بشكل المحفز و المفاوض و يوفر بيئة مشجعة‬
‫للتعلم و االنخراط النشط للتالميذ في االنشطة المدرسية ‪ .‬االدارة الجيدة تسمح بتملك جيد للمعارف و للتطور و النمو االجتماعي ‪.‬‬

‫**ادارة الفصل ‪ :‬النموذج النظري‬

‫تمثل ادارة الفصل تحديا لعديد المدرسن و المعلمين ذلك انها مركبة و مكونة من عديد الممارسات المركبة و المعقدة و التي علينا تحيينها دائما في نفس الوقت من المعلم ‪ .‬فالكل ليس لديه نفس المقاربة لذلك‬
‫هناك اختالفات بين المدرسين في ملمحهم الشخصي الدارة الفصل المتاثرة بشكل كبير بتصوراتهم الذاتية لعملية التعليم ة لتمثالتهم الحتياجات التالميذ ‪ .‬تجربتهم و جنسهم و سنهم و نوع التالميذ هي عوامل‬

‫أحمد تلمودي‬
‫‪4‬‬

‫تلعب دورا كبيرا في اعداد مختلف الممارسات في ادارة الفصل ‪ .‬النموذج النظري وقع تطويره لنحاول من جهة تسمية مكونات ادارة الفصل و من ثمة ننجز افضل تحليل ‪ .‬هذا النموذج يتكون من ‪9‬‬
‫عناصر‪.‬‬

‫أحمد تلمودي‬
‫‪5‬‬

‫النموذج النظري الدارة الفصل ماخوذ من ‪ BOUTET 2003‬و وقع تكييفه من ‪ . LESSARD / SCHMIDT 2008‬في قلب النموذج النظري توجد القيم ‪ .‬هذه القيم تؤثر على كل االعمال و القرارات‬
‫للمدرس و بالتحديد على مستوى االربع عناصر التي تسمح له بهيكلة تدريسه و هي ‪ :‬التنظيم ‪ /‬المالحظة المنهجية او المباشرة ‪ /‬التواصل و التعاون و اخيرا التحليل التاملي ‪ .‬التدريس يتمثل في اعداد تمشي‬
‫بيداغوجي بينما المدرس الكفء ينشغل ايضا بدعم تمشيات متنوعة للتعلم لدى المتعلمين و النظر ان كانت االحتياجات على المستوى االجتماعي و العاطفي وقع استيفائها و ذلك عبر عالقة متناغمة و ذات‬
‫انسجام مع كل تبميذ اضافة للمحافظة على نظام انضباط مترابط يسمح بوضع و انشاء مناخ مالئم للتعلم‪.‬‬

‫‪ / 1‬قلب نموذج االدارة ‪ :‬ان قيم المدرس هي التي توجه مجموع قراراته في ادارة الفصل و تصبغ كل االبعاد في ممارسته و هي مرتبطة بشكل مباشر بالعناصر الثمانية االخرى للنموذج النظري ‪ .‬عبر‬
‫مواقفهم و تصرفاتهم مع التالميذ فان المدرسين يسمحون بذلك باظهار ليس فقط القيم المقترنة بالنجاح المدرسي و لكن ايضا للمجهود و الحياة في المجتمع المكون من اعضاء مجموعة القسم ‪ .‬المدرس‬
‫كموجه و نموذج يمكنه من نقل هذه القيم لتالميذه و االرتقاء بعديد التصرفات و القدرات االجتماعية الناتجة عنها و ذلك لهدف تيسيير انشاء عالقة متناغمة في القسم ‪ .‬ايضا القيم و االتجاهات و سلوكات‬
‫المدرس يمكن للتلميذ ان يتبناها و يدمجها و خاصة الذين يرغبون في تقليده‪ .‬عبر مالحظتنا وقع احصاء القيم التي وقع بثها للتالميذ و تتمثل في دماثة االخالق و العدالة و التعاون و التآزر و التعلم و‬
‫التعاطف و االحترام و االستقاللية و المجهود و تجاوز الذات ‪.‬‬

‫‪ / 2‬التنظيم ‪:‬االدارة الجيدة للقسم و التي تمر عبر النظام الذي يسيطر على القسم ‪ .‬عديد االستراتيجيات يمكنها ان تقودنا لخلق تنظيم مرن و فعال ‪ .‬تلك التي تعود في الغالب للكتابات التي وقع مالحظتها في‬
‫ممارسةات الكاليبسو و هي مشاركة االنتظارات ‪ .‬ادارة االنتقاالت و الروتين ‪ .‬باالستناد لهذه االستراتيجيات يطور المربي بيئة مهيكلة مما يسمح للتالميذ بالتركيز على التعلمات ‪ .‬و كنتيجة لذلك على‬
‫المربي اخذ وقت للتفكير على ممارسته و معتقداته الشخصية لغاية تحديد الظروف الضرورية لضمان وضع و المحافظة و االبقاء على تنظيم جيد و مناخ مناسب للتعلم ‪.‬‬

‫‪ / 2-1‬مشاركة االنتظارات ‪ :‬مشاركة االنتظارات يمثل مفهوما محوريا و مركزيا مرتبطا بالتنظيم داخل القسم ‪ .‬عبر انشاء و اعداد االنتظارات فان المدرس يتمكن من تمريرها للتالميذ و نقلها ‪ .‬عندما‬
‫يعرف التالميذ ماذا ننتظر منهم يمكنهم من التصرف وفقا لذلك ‪ .‬و هكذا من الضروري على المدرس ان ياخذ وقتا كافيا لتحديد السلوكات المرغوب فيها و التي يجب على التالميذ تبنيها ‪ .‬لكن ايضا‬
‫المعارف التي يرغب في تطويرها لديهم و الوسائل الممكن ان يستعملها التالميذ للوصول لهذا ‪.‬‬

‫‪ / 2-2‬النتقاالت ‪ :‬ان الوقت المهدور و الضائع خالل االنتقاالت يجب التحكم فيه و المشاكل الناتجة عن عدم االنضباط ال يمكن استعمالها كي يطور التالميذ كفايات متنوعة ‪ .‬اذا من المهم وضع تخطيط‬
‫زمني داخلي يجعل النتقاالت تاخذ حيزا و فترة زمنية قصيرة جدا و ال تشوش على النشاط للتعامل مع مشكل سلوكي ‪ .‬و لغاية جعل الوقت المركز على المهمة اكبر على المدرس من جهة ان يجعل‬
‫االنتقاالت محدودة اكثر اضافة لعملية تغيير االنشطة و االنتقال من نشاط الخر و من جهة اخرى ضمان ان هذه االنتقاالت تنجز بشكل فعال و متناغم ‪ .‬و للوصول لذلك عليه ان يبين للتالميذ بشكل واضح‬
‫مالذي يجب عليهم انجازه باعطائهم فترة زمنية قصيرة النجاز التغيير في النشاط و االنتقال لنشاط اخر و التاكد من ان السلوكات غير المالئمة ال تؤدي الى تاخير بداية الوضعية التعليمية التالية ‪ .‬وقعت‬
‫مالحظة معلمات في القسم و هن يعتبرن ادارة االنتقاالت جزء مهم من ادارتهم للفصل ‪ .‬في الواقع هن يستعملن عدد جيد من االستراتيجيات المختلفة لالنتقاالت المتنوعة و التي تجرى خالل الحصة فهن‬
‫يصرحن بمخطط العمل للحصة و يقمن باعالم التالميذ بقرب نهاية النشاط و بداية النشاط الموالي ‪ .‬هن يستعملن بعض االدوات مثل الكرونمتر او جمل مفاتيح " سؤال ؟ ‪...‬عمل " لتسهيل االنتقال من نشاط‬
‫الخر‬

‫*اهمية الشعائر و الطقوس و العادات ‪ les rituels‬بانشاء اجراءات خصوصية للتمشي اليومي لالنشطة مثل كيفية الدخول للقسم و التنقل و ارجاع الفروض ‪ .‬المدرس يجعل المتعلمين يتمتعون باستقاللية‬
‫اكثر فهو يجعل التعليمات اقل و محدودة التي يعطيها لهم كما يضمن الثبات و االستقرار ‪ .‬هذا الثبات و امكانية التنبؤ في القسم بامكانها ان تخلق بيئة آمنة للتلميذ ‪ .‬اذا فالمعلم حاضر و جاهز لوضع عالقات‬
‫مع التالميذ و التعامل مع المشاكل الصغيرة التي يمكن ان تحدث ‪ .‬عندما يدرك المتعلمون سير عمل الحصة فانهم يكونون اقل قلقا و بالتالي هم جاهزون للتعلم ‪.‬‬

‫أحمد تلمودي‬
‫‪6‬‬

‫‪ / 2-3‬التأطير و االحاطة و المرونة و االعداد المادي ‪ :‬اعداد المكان و جاهزية الوسائل و عملية التأطير و االحاطة و المرونة هي عوامل اخرى تسمح بتطوير تنظيم جيد ‪ .‬صحيح ان التالميذ بحاجة‬
‫للحرية لتطوير استقالليتهم كما يحبون ان يشعروا باالمان في اقسامهم ‪ .‬االحاطة و التاطير هما عنصران اساسيان في ادارة الفصل ‪ .‬و مع ذلك و بما ان كل حصة في القسم تحوي كما من االحداث غير‬
‫المتوقعة على المعلم ان يكون مرنا و يتأقلم مع ما يعيشه في القسم ‪ .‬و ادخال تعديالت على مخططه وفق سير عمل الحصة و ردود فعل التالميذ تجاه هذه االحداث و تجاه وضعيات التعلم ‪ .‬ختاما المعلم‬
‫الناجع يتأكد من ان الوسائل الضرورية تحت سيطرته لضمان تمشي جيد لالنشطة ‪ .‬ضياع الوقت و عدم التنظيم الناتجة عن عدم جاهزية الوسائل ينقص الوقت المخصص للمهمة‪.‬‬

‫‪/ 3‬المالحظة المباشرة ‪ :‬مهما كان االمر في الدروس في شكل محاضرات او عند العمل الفردي او في فرق فان المعلمين الناجعين يشرفون على مجموع الفصل بشكل يجعله يتكيف و يتأقلم مع احتياجاتهم ‪.‬‬
‫فهم يقيمون الفهم و يحرصون على ابقاء االطفال منتبهين و مشاركين في النشاط و في حالة استعداد ‪ ...‬بالحرص على االستماع و اليقظة لكل ما يحدث في الفصل فهم يحصدون المعلومات الضرورية‬
‫للمحافظة على مناخ مناسب للتعلم ‪ .‬المالحظة المباشرة تسمح ايضا للمدرس للمعرفة الجيدة للتالميذ بشكل يساعده على اتخاذ قرارات تالئم خصائص و مواصفات و احتياجات كل تلميذ ‪ * .‬االشراف على‬
‫الفريق ‪ :‬المدرس الناجع يحتفظ برؤية جماعية لفريق الفصل و ذلك بهدف التعرف باستمرار على ما يحدث داخل الفصل ‪ .‬فهو يتابع تطور االنشطة حتى و ان كان يعمل مع تلميذ واحد و هكذا بامكانه‬
‫التحكم في نبض القسم ‪ * .‬المقاربة االستباقية ‪ :‬عوض التدخل لوضع مناخ متناغم في القسم في حال الوصول الى وضع متردي و متدهور في القسم فانه من المستحسن اخذ االحتياطات و االجراءات لمنع‬
‫مشاكل عدم االنضباط ‪ .‬من الظاهر ان المدرسين الناجعين هم الذين يعرفون جيدا تالميذهم مما يسمح لهم بالتدخل مثل حدوث السلوك المثير للمتاعب و قبل ان ينتشر بين المجموعة و يعطل سير النشاط‬
‫العمل ‪ .‬و من هذا الواقع فهم يساهمون في تقليل و انقاص ظهور السلوكات غير المرغوب فيها بشكل كبير ‪ .‬عديد الكتاب ينصحون المدرسين الظهار انهم دائما في حالة يقظة لكل ما يحدث في القسم‬
‫لتالميذهم بالحفاظ على رابط عبر النظر الى كل تلميذ هم بذلك قادرون على التعرف و اكتشاف كل تغير في اتجاهات اي تلميذ و بالتالي التصرف بسرعة و اعادة تأطير الوضعية قبل ان تتدهور ‪ .‬ايضا‬
‫لهدف زيادة درجة التركيز يمكن للمعلم ان يطلب من التالميذ التخلص من االشياء المشتتة لالنتباه او وضعها جانبا او ان يسحبها منهم و هكذا يتخلص من المثير ‪.‬‬

‫‪ / 4‬التواصل و التعاون او التآزر ‪ :‬بفسح المجال للتالميذ للتعبير و بجعلهم يمارسون القدرات االساسية لنقل رسالة ( التحدث باستعمال ضمير "انا " النظر و تسمية الشخص الذي اتحدث اليه ) فان المدرس‬
‫يظهر بهذا الشكل انه يعطي اهمية للتواصل ‪ brown 2005 .‬ينصح المدرس بتبني استراتيجية تواصلية نشطة و يظهر للتالميذ انه بصدد االستماع لهم فعليا عبر اشارات لفظية و غير لفظية و بأنه يحس‬
‫بما يعيشونه ‪ .‬يترك المعلم المجال للتالميذ و ال يتكلم اال بعدما ينهون حديثهم و اخيرا يتأكد من فهمه لخطاب التلميذ و ذلك باعادة صياغته ‪ .‬عبر استعمال هذه التقنيات فهو يشكل السلوك الواجب تبنيه في‬
‫وضعية ما و يظهر للتالميذ االهمية التي يعطيها لالنصات و لفهم رسائل التالميذ ‪ .‬فالتالميذ يحبون االحساس بأن معلمهم يمنحهم ثقته و يعطيهم اعتبارا لكي يخبرهم بصفة شفافة ما يفكر فيه ‪ .‬ينقل لهم‬
‫رسائل تصور الوضعية بواقعية و ان يكون جادا و صادقا في تبادالته معهم ‪ .‬رغم انه في بعض االحيان من الصعب مواجهة التالميذ فان مالحظتنا للمدرسات التي وقعت مالحظتهم لديهم الفرصة الخبار‬
‫تالميذهم بانهم لم يكونوا في مستوى انتظاراتهم و انه عليهم تغيير مسارهم ‪.‬‬

‫* التسامح و احترام التالميذ ‪ :‬المدرس الذي يثمن االحترام المتبادل يعزز في قسمه التفاعالت االيجابية و يشجع القدرات التواصلية و قبول االختالفات و ال يدع اي مكان للشتم و النقد السلبي ‪ .‬بهذه الطريقة‬
‫فهو يخلق بيئة يحس التالميذ داخلها بان بامكانهم اخذ المخاطر و ارتكاب االخطاء دون ان تقع محاسبتهم ‪ .‬من اولى االستراتيجيات لضمان انشاء مناخ متناغم و مالئم هي ان يقع قبول التلميذ باختالفاته من‬
‫طرف اصدقائه و من المعلم ‪ .‬هذا االخير عليه ان يضمن ان تكون كل التبادالت و التفاعالت مع االخر ايجابية و بناءة و ان يكون هناك مكان كي يتلقى كل فد الدعم و المساعدة عندما يتطلب االمر ذلك و‬
‫اخيرا يجب ان ينظر للخطأ كمصدر للتعلم و ليست كاشارة للضعف‪.‬‬

‫*دعم و تعزيز االنضمام و االنتماء للتالميذ‪ :‬بهدف خلق احساس لالنتماء للفريق و لتطوير روح الفريق لدى التالميذ ‪ SMITH/GILLES 2003‬يعتقدون انه من المهم التشجيع على نسج روابط بين التالميذ‬
‫و جعلهم يتعرفون على بعضهم البعض و تشجيعهم اكثر على العمل بشكل متعاون ‪.‬‬

‫أحمد تلمودي‬
‫‪7‬‬

‫* تدريس القدرات و المهارات االجتماعية ‪ :‬حيث ان التالميذ ال يتقنون كلهم و بنفس الدرجة الكفايات المختلفة للدخول في عالقة و للتفاعل بشكل مناسب فان على المدرس مساعدتهم على تطوير هذه‬
‫المهارات و القدرات ‪ .‬و ذلك باعطائهم تعليمات دقيقة و بتوفير سياق لجعلها قابلة للمارسة كما انه من المنصوح به التذكير بشكل متكرر للمهارات و القدرات التي يجب اكتسابها من التالميذ و لذلك على‬
‫المدرس تشجيعهم عندما يستعملون هذه القدرات بهدف تعميمها و نقلها للحياة اليومية ‪.‬‬

‫‪ / 5‬التحليل التاملي ‪ :‬طرح اسئلة لتشجيع التامل ‪ .‬و دعوة التالميذ للذهاب بعيدا بتفكيرهم و تفسير التمشيات التي تم استعمالها من طرفهم ‪ .‬ففهمهم سيقودهم لتطوير تفكيرهم و تعميق المعارف ‪ .‬و بتحسيسهم‬
‫بنتائج اعمالهم سيكونون قادرين على اخذ خيارات فكرية مالئمة ‪ .‬لدى المدرسات الالتي وقعت مالحظتهن هذه الفئة نموذجية و تمثيلية فهي تدور احيانا على التدخالت الديداكتيكية و احيانا على سلوكات‬
‫التالميذ‬

‫‪ / 6‬انشاء عالقات متناغمة ‪ :‬لتوفير تعليم افرادي و للتدخل بشكل فعال لدى التالميذ على المعلم معرفة ما يميز كل تلميذ ‪ :‬قوته و صعوباته و مميزاته و رغباته ‪ .‬ان انشاء عالقة دافئة حميمية تتميز‬
‫بالمشاركة العاطفية و قليل من التبعية و الصراعات مع كل تلميذ تكون مشجعة على تحفيزهم و نجاحهم و تطوير احساس باالنتماء للمدرسة ‪ .‬اضافة لذلك فان هذه العالقة تشكل عامال للحماية من مشاكل‬
‫عدم التاقلم ‪ .‬عديد الكتاب يقترحون على المدرس باالهتمام بالتالميذ و انشاء عالقة ايجابية مع كل واحد ‪ .‬بعض االستراتيجيات االخرى التي تسمح بتطوير عالقات جيدة تتمثل في تبني و جعل التالميذ‬
‫يتبنون اتجاهات ايجابية ‪ .‬و توفير فرص للتالميذ لمعرفة النجاح و تطوير كفاياتهم و تشجيعهم على تدوين و تسجيل تقدمهم‬

‫* اظهار االهتمام بنجاح التالميذ ‪ :‬رغبة المعلم في نجاح تالميذه و توفير العون لهم و الموارد للوصول يشكل نوعا من الدعم من شأنه ان يشجعهم على الوصول و بلوغ اهداف التعلم ‪ .‬اذا احس التالميذ بان‬
‫المعلم ال يشك في امكاناتهم و انه فخور بنجاحهم و يعترف بالتقدم الذي احرزوه و الجهود المبذولة فانهم سيكونون اكثر تحفيزا و دافعية للتقدم و للمواصلة في هذا االتجاه‬

‫* توفير فرص للتعرف على النجاح ‪ :‬اقتراح تحديات واقعية للتالميذ و دعوتهم لالجابة على االسئلة و وضع جهودهم و قواهم على المحك و السماح لهم بنقل المعارف خاصة التي يتميزون فيها الصدقائهم‬
‫مما يشجع على تطوير التقدير الذاتي و الثقة في انفسهم و يحفزهم و يدفعهم لتجاوز الذات ‪.‬‬

‫*تبني و جعل التالميذ يتبنون اتجاهات ايجابية ‪ :‬ان كل التالميذ ال يمتلكون نفس القدرات و نفس الجهود و القوة و ال يتعاملون و ال يتملكون كل الكفايات االجتماعية ‪ .‬لذلك نجد انه من الصعب انشاء عالقات‬
‫ايجابية مع البعض منهم ‪ .‬رغم ذلك فان المدرس الذي يتعامل بشكل صحيح و عادل و الذي هدفه الوصول لنجاح الجميع يكون متطلبا اكثر نحو الجميع لبذل كا امكاناتهم و جهودهم و طاقتهم في العمل الذي‬
‫ينجزونه كما انه ال يجعلهم يقللون من قيمتهم بل يشجعهم على بذل مجهود اكبر ضروري النهاء المهام المنجزة كما انه يحفزهم على التعاون دون ان يشكك احد في امكانات االخر ‪.‬‬

‫* الثناء و التهنئة ‪ :‬التلميذ يعرف بشكل مستمر على ماذا يستند الدعم و التثمين الذي يتلقاه ‪ .‬ايضا المعلم يولي اهمية خاصة كي يكون ثناءه عادال و يتعلق بالمجهود او التقدم الذي وقع تحقيقه ‪ .‬بما ان هدف‬
‫الثناء على التلميذ هو زيادة تواتر و تكرار السلوك المرغوب فانه من المهم ان يدل الثناء على السبب الذي جعل التلميذ يتلقاه‪ .‬و هذا يسمح بمنح الفضل المصاحب للنجاح للتلميذ‪.‬‬

‫* تشجيع التلميذ على تسجيل و تدوين التقدم المحقق‪ :‬التالميذ ال يدركون غالبا بانهم بصدد التطور و التقدم و التحسن و تطور كفاياتهم و يمكن لهذا ان يجعلهم يفقدون الرغبة في مزيد االستثمار في تعلماتهم‬
‫لذلك يجب تحسيسهم و توعيتهم بالمسار الذي اتبعوه و الذي اوصلهم للتقدم و ان عملهم المنجز يقربهم من الوصول الهدافهم‬

‫‪/ 7‬االعداد و المحافظة على نظام االنضباط ‪ :‬لضمان بيئة مناسبة و مالئمة للتعلم على المعلم منذ بداية السنة الدراسية ان يفسر و يوضح للتالميذ انتظاراته منهم و ازاء تصرفاتهم و سلوكاتهم و ان يستمر‬
‫خالل كامل السنة االستجابة لهذه االنتظارات ‪ .‬ان نظام القواعد و االجراءات يسهل المحافظة على النظام و التنظيم في القسم و يجعل التالميذ يركزون على تطوير كفاياتهم‬

‫*استراتيجيات ادارة السلوكات ‪ :‬يستعمل المدرسون عديد التقنيات المتنوعة لجعل التالميذ يلتزمون بالنظام و االنضباط حين يتبنى هؤالء سلوكات غير مالئمة في القسم ‪ .‬هذه االستراتيجيات يجب ان ال‬
‫تشوش بشكل كبير على سير النشاط في القسم ‪ .‬يتعلق االمر دائما بممارسات يعرفها التالميذ ذلك ان المدرسين يعودون اليها في عديد المناسبات ‪ .‬و هكذا فان التالميذ يعرفون كيف يستجيبون للعودة للتركيز‬

‫أحمد تلمودي‬
‫‪8‬‬

‫على المهمة المنجزة ‪ .‬بعض المدرسين يعطون اهمية اكبر للسلوكات غير المالئمة اكثر من السلوك الذي وقع تبنيه ‪ .‬بينما على العكس تماما اذا رغب المدرسون في ان يحترم التالميذ القواعد و المحافظة‬
‫على النظام فانه من المهم ان يركزوا على كل ماهو ايجابي و ان يشكروا تالميذهم في حالة النجاح او حين يتبنون سلوكا الئقا و ان يوفروا لهم تغذية راجعة تبين انهم راضون عن هذا السلوك الجيد‪.‬‬

‫* استعمال الدعابة ‪ :‬لهدف التخفيف من التوتر في القسم و الجو المشحون يمكن للمدرس ان يبين الجانب المضحك من الوضعية كما يمكنه تذكير تلميذ باحترام القواعد عبر مزحة او دعابة ‪.‬‬

‫*التجاهل االنتباهي ‪ :‬ان كل التصرفات ليس من الضروري ايالئها االهمية و بعض السلوكات التي التشوش على الوضعية ال تقتضي تدخال من المدرس ‪ .‬في بعض االحيان يكفي ان نركز على االنضباط‬
‫الجزئي افضل من التركيز على سلوك ال يزعج ‪ .‬ان المجهود المبذول في هذه الحالة الرجاع تلميذ لالنضباط سيكون هو السلوك المشوش للوضعية اكثر من سلوك التلميذ نفسه ‪.‬‬

‫*التدخل الهادئ و المتكتم ‪ :‬ال يجب ان يكون تدخل المعلم حول سلوك غير مرغوب فيه سببا للتشويش على الوضعية ‪ .‬لذلك من االفضل ان يكون اللوم بشكل خاص و فردي و ليس امام الجميع كما يجب‬
‫االنتباه لعدم ايالء االهمية كثيرا للتالميذ الذين تصرفات مزعجة و مشوشة بشكل ال يجعل هذه التصرفات المزعجة هدفها شد انتباه المعلم ‪.‬‬

‫*االعتراف و التعرف على التحركات الجيدة ‪ :‬لتكون قادرا على التعرف على التحركات الجيدة هو مرتبط بشكل ممتد باالستراتيجيات التي وقع وصفها لتسهيل خلق عالقات متناغمة مع التالميذ ‪ .‬هذان‬
‫النوعان من االستراتيجيات يتموقعون في مجال الوساطة االجتماعية العاطفية للنموذج النظري ‪ .‬نعتقد بهذا الن هذه االستراتيجيات المعتمدة من المعلمين و الذين يعتبرون ان بعض القيم هي من االساسيات‬
‫مثل احترام التلميذ و التفكير في تقدمهم االجمالي هو اتجاه ايجابي تجاه التعلم‬

‫* القواعد ‪-:‬االعداد‪-‬التدريس‪-‬العرض و المحافظة ‪ :‬ان االشتغال الجيد للقسم يعتمد بشكل كبير على المنطلق ان التالميذ بعرفون مالذي ينتظره منهم المدرس و ماهو السلوك الواجب تبنيه منذ بداية السنة ‪.‬‬
‫المعلم يأخذ وقتا كافيا العطاء تعليمات واضحة حول هذا الموضوع و امثلة و يحدد التوقيت و الطريقة النجاز االنشطة اليومية مثل رفع اليد و االصطفاف في صف قبل الخروج من القسم ‪ .‬كما على‬
‫التالميذ معرفة االنشطة التي يتوجب عليهم اخذ االذن فيها ( الخروج من القسم او استعمال الحاسوب ) و االنشطة التي يمكن انجازها بشكل مستقل ‪ .‬كما يجب اعالم التالميذ بالنتائج المترتبة عن االخالل‬
‫بالقواعد ‪ .‬عموما في االقسام التي وقعت مالحظة المعلمات فيها فان القواعد وقع اعدادها منذ بداية السنة و وقع احترامها و تجدر االشارة انه وقع التذكير بهذه القواعد في فترات الحقة ‪ .‬بتقديم و توضيح‬
‫التعليمات المرتبطة باالتجاه الذي يرغب المعلم في ان يتبناه المتعلمون فهو يتاكد بان انتظاراته وقع فهمها جيدا ‪ .‬يمكنه بعد ذلك القيام بعملية التوجيه في ممارسة هذه السلوكات ثم يعود معهم لتحديد الجوانب‬
‫التي وقع دمجها و التي يجب العمل عليها اكثر ‪ .‬بهذه الطريقة يتاكد بان التالميذ فهموا انتظاراته منهم و يعرفون كيف يتصرفون لالستجابة لهذه االنتظارات ‪ .‬لتسهيل عملية تبني و دمج هذه القواعد يمكن‬
‫للمعلم ان يذكر بها في كل مرة و ايضا تعليق معلقات حائطية في القسم تحوي مجموع االنتظارات من التالميذ ‪ .‬عندما يعد المدرس و يعرف التالميذ بانتظاراته فان عواقب االخالل بالقواعد يجب ان يطبق‬
‫على التالميذ ‪ .‬في الواقع قبل ان يعطي التالميذ ثقتهم في المدرس فانه يجب اقناعهم بان المعلم ثابت و متماسك بانه سيطبق كل ماقاله دون ادنى شك و ان انتظاراته يجب ان يقع احترامها ‪ .‬التالميذ‬
‫يحترمون القواعد و االجراءات في حال اعتقادهم بان هذه االخيرة صحيحة و ان المدرس متمسك بها طيلة السنة الدراسية و لديه نفس االنتظارات من التالميذ ‪ .‬ان االستقرار و االتساق لدى المدرس يخلقان‬
‫احساسا باالمان يسمح للتالميذ دائما بمعرفة مايجب عليهم فعله و يقومون بتبني السلوكات المالئمة ‪.‬‬

‫*النتائج المنطقية ‪:‬االخالل بقواعد القسم يجب ان يكون متبوعا بعواقب و لكن ال للعقوبة و ذلك كي يفهم التالميذ اهمية احترام القواعد التي وقع اعدادها للمحافظة على مناخ مناسب للتعلم ‪ .‬العواقب المنطقية‬
‫عادلة و مرتبطة بشكل مباشر بالسلوك غير المناسب و تهدف لجعل التلميذ يفهم بان ما قام به غير مقبول و عليه اليقظة في المستقبل و تعويض هذا السلوك باخر يستجيب النتظارات المدرس‬

‫*ادارة النزاعات او الصراعات ‪ :‬بعض التالميذ ال يمتلكون المهارات و القدرات الضرورية لحل صراع يواجههم بشكل ناجع ‪ .‬و هنا فان مهمة المدرس جعلهم يطورون كفايات تسمح لهم باعادة خلق عالقة‬
‫ايجابية فيما بينهم و على المدرس ان يعلمهم استعمال الرسائل التي تبدأ بالضمير "أنا " و االنصات لالخر و عدم مهاجمته و البحث عن حلول ترضي جميع االطراف المتداخلة في الصراع ‪ .‬عبر لعب‬
‫االدوار يمكن ان يوفر لهم فرصة مناسبة للمارسة مختلف هذه المهارات و القدرات التي وقع اكتسابها حديثا و مصاحبتهم و مرافقتهم عند مواجهتهم لصراع حقيقي يواجههم‬

‫أحمد تلمودي‬
‫‪9‬‬

‫‪ / 8‬اعداد تمشيات بيداغوجية ‪ :‬ان الوضعيات التعليمية التعلمية تشكل جوهر و قلب الحياة في القسم ‪ .‬فاالعداد الجيد لها يسهل سير الدروس و الوصول لالهداف من المعلم و انخراط التالميذ بشكل فعال‬

‫*تشجيع مشاركة التالميذ ‪ :‬لتسهيل عملية انخراط االطفال على المعلم حثهم على المشاركة في المهام المدرسية و البحث عن اجوبة لكل االسئلة و لعب دور نشط و فعال في بناء التعلمات‬

‫*اعطاء تعليمات واضحة ‪ :‬التالميذ في حاجة لمعرفة و فهم ما يجب عليهم انجازه خالل النشاط فعندما يخطط المدرس لوضعية تعلمية عليه توضيح انتظاراته من المهمة المظلوبة لنقلها بشكل مناسب‬
‫للتالميذ ‪ .‬عدم الوضوح و التداخل في التعليمات يجعل نجاح التالميذ محدودا و يؤخر وقت انطالق العمل على المهمة ‪.‬‬

‫* التقييم ‪:‬التقييم الرسمي و غير الرسمي يسمح للمدرس باالستيضاح حول التعلمات و عمليات التقدم لدى التالميذ او الصعوبات المواجهة ‪ .‬بعدها يمكنه بسهولة العودة على المواد التي لم يقع فهمها جيدا و‬
‫ذلك لضمان تطوير و احراز تقدم على مستوى الكفايات المضبوطة من البرامج الرسمية ‪ .‬من المستحسن ايضا االستعانة بممارسات تقييمية افرادية تهدف للتقدم الفردي و ذلك للمحافظة على الدافعية للتعلم‬
‫لدى التالميذ ‪.‬‬

‫* دعم الدافعية ‪ :‬ان درجة انخراط التالميذ في المهام المدرسية تعتمد باالساس على القيمة التي يولونها للمهمة و االحساس بانهم قادرين على التعامل مع هذه المهام ‪ .‬دور المدرس يتمثل في تيسيير أكبر‬
‫اشتراك لعدد التالميذ و ذلك بالسماح لهم بلعب دور نشط في التعلمات و بان يظهر لهم مدى تالؤم هذه االنشطة‬

‫* شد رغبة التالميذ و المحافظة عليها ‪ :‬ان المحافظة على تركيز التالميذ و استثمارهم للوضعيات يعتمد في جزء كبير منه على القيمة التي يولونها للمهمة ‪ .‬باقتراح وضعيات مثيرة و ثرية بالمعنى فان‬
‫المعلم يحفز التالميذ لالنخراط في المهمة ‪ .‬و يتأكد فيما بعد من انهم في حالة تركيز و انخراط فعلي للتالميذ طيلة النشاط عبر استراتيجيات مختلفة ‪ .‬من االستراتيجيات المستعملة لشد انتباه التالميذ تتمثل‬
‫في طرح عديد االسئلة يبحثون عن اجابات لها في رؤوسهم ‪ .‬عند التفكير في البحث عن الحل نبقي على التالميذ في حالة يقظة و نشاط و انخراط حتى نهاية النشاط‬

‫*االنصات ‪ :‬لجعل التلميذ اكثر نشاطا في دورهم كمتعلمين يمكن للمعلم منحهم الفرصة الخذ قرارات في عالقة بسير االنشطة في القسم ‪ .‬فهو يصغي لهم و يقبل مقترحاتهم في صورة كانت منطقية و في‬
‫عالقة بالكفايات و الواجب تطويرها بهذه الصورة يحس التالميذ ان لديهم رقابة و تحكم على سير التعلمات‬

‫* منح خيارات ‪ :‬عندما يحس التالميذ بان لديهم بعض السلطة في القسم و ان بامكانهم اخذ قرارات تقودهم للنجاح فانهم سيشاركون بنشاط اكبر و تصبح لديهم دافعية اكبر النجاز و اتمام مختلف االنشطة ‪.‬‬
‫ان تفسير الجدوى من المهمة و التخطيط الجيد لوضعيات التعلم المرتبطة بواقع التلميذ و تنوع المحتويات و طرق التدريس (عمل فردي او فرقي او ضمن مشروع ) يسهل مشاركة التالميذ ‪.‬اظهار مدى‬
‫مالئمة التعلم و ربط الصلة بين المحتويات و عملية تطبيقها في الحياة اليومية تشكل استراتيجيات تسمح بجعل الطفل و التالميذ يفهمون و يدركون بان التعلمات المدرسية ليست فقط لتاثيث الزمن المدرسي و‬
‫لكن تكمن الجدوى في نقلها و اعادة استعمالها في تعلمات اخلرى و بالتالي في الحياة اليومية‬

‫*خلق تمشيات بيداغوجية متنوعة ‪ :‬ان الفترات التي يعمل فيها التالميذ بمفردهم في مقاعدهم يوفرون فترة من الصمت و الهدوء في القسم مما يسمح لهم باعادة التركيز على المهمة و على تمشيهم‬
‫الشخصي ‪ .‬اثر توضيح االنتظارات من العمل المطلوب يقوم المعلم بالتحرك في القسم و التثيت من فهم كل تلميذ و هي اللحظة المفضلة لسؤال التالميذ و توفير ايضاحات و تغذية راجعة‬

‫*موقعة التالميذ فيما يتعلق بمحتويات التعلمات ‪ :‬خالل مسارهم الدراسي على التالميذ تطوير بعض الكفايات ‪ .‬لذلك قبل البدء باي نشاط تعلمي على المعلم تفسير المحتوى الذي يتعلمه التالميذ طيلة النشاط و‬
‫ماهي انتظاراته و رؤيته في درجة التحكم و التمكن المنتظرة ‪.‬‬

‫‪ / 9‬دعم التنوع في التمشيات البيداغوجية ‪ :‬بهدف تيسيير النجاح للجميع على المدرس تكييف عملية التدريس بشكل مثالي لمختلف انماط التعلم لدى التالميذ ‪ .‬فهو يرافق التالميذ لجعلهم يحرزون تقدما وفق‬
‫نسقهم الشخصي و يقودهم الى تطوير الكفايات التي يضبطها برنامج التكوين بشكل كبير‬

‫أحمد تلمودي‬
‫‪10‬‬

‫* تحميل المسؤولية للتلميذ "التمكين" ‪ :‬عبر جعل التالميذ مستقلين نوصلهم الخذ قراراتهم الخاصة و منحهم السلطة في القسم ‪ .‬فان المدرس يمكنهم من اعادة تملك تمشيات التعلم ‪ .‬على التالميذ ان يكونوا‬
‫واعين تماما بانهم هم المسؤولون االولون عن نجاحهم و ذلك عبر الجهود التي يبذلونها للوصول الى اهدافهم ليس فقط في القسم و لكن طيلة حياتهم‬

‫* اعطاء تغذية راجعة متكررة و متواترة ‪ :‬طيلة مسار التعلم يرغب التالميذ في معرفة انهم ينتهجون مسارا صحيحا و هل انهم بصدد التحسن و هل يستجيبون لالنتظارات المطلوبة منهم ‪ .‬المعلم عليه ان‬
‫ياخذ الوقت الكافي للعودة على التمشيات التي قام بها التلميذ او على السلوك الذي قام به و هذا يشجعه على المحافظة على انخراطه و مشاركته و المثابرة حتى نهاية النشاط او تعديل طفيف للنجاح‬

‫* دعم تعلم التلميذ ‪ :‬المعلم يرافق و يوجه التالميذ في تطوير كفاياتهم فهو يوفر لهم المساعدة و الموارد الضرورية على المستوى المادي من خالل الوسائل و على المستوى البيداغوجي و ذلك لجعلهم‬
‫ينجزون مجموع االنشطة المقترحة عليهم ‪ .‬المعلمون الذين يتمتعون بكفاءة يتحكمون في نبض الفصل و يعرفون تماما الوقت المناسب الضافة توضيحات او استهداف تدخالت في عالقة بالصعوبات‬
‫الخصوصية التي يعيشها تلميذ او مجموعة من التالميذ‬

‫*تعزيز انخراط التالميذ و مشاركتهم ‪ :‬ان نجاح التالميذ مرهون بانخراطهم و مشاركتهم في دورهم كمتعلمين ‪ .‬على المدرس ان يتاكد من مشاركة التلميذ بنشاط و انهم مهتمون و متحفزون و لديهم الدافعية‬
‫لما ينجزونه و للجهود المبذولة الكمال انجاز المهام المدرسية المقترحة عليهم‬

‫*تشجيع التلميذ على رفع التحديات ‪ :‬ان درجة الدافعية تتفاوت حسب درجة صعوبة النشاط المقترح فالمهام السهلة تحد من رغبة التلميذ ‪ .‬في الواقع التالميذ بحاجة الثارتهم عبر مثيرات مناسبة ‪.‬عندما‬
‫يضبطون اهدافا حقيقية هي بحاجة لبذل مجهود من طرفهم فان الدافعية تكون اكبر للوصول لالهداف ‪ .‬فهم يحسون بالتالي بانهم يسيطرون و يتحكمون في تعلمهم و هذا بفضل الجهود التي تطور كفاياتهم ‪.‬‬
‫المعلم الذي يدعم التالميذ في هذا المسار يجعلهم اكثر دافعية و ينخرطون بشكل فعلي في دورهم كمتعلمين ‪./.‬‬

‫أحمد تلمودي‬

You might also like