You are on page 1of 16

‫من عالمات الوقف‬

‫يف القرآن الكريم‬


‫فوائد‬
‫من كتب العالمة‬
‫حممد بن صاحل العثيمني ‪‬‬

‫مجع‬
‫مساعد بن عبد اهلل السلمان‬
‫‪@_aboabdullah‬‬

‫الطبعة األوىل‬
‫‪ 1442‬هـ ‪2020 /‬م‬
‫من عالمات الوقف يف القرآن الكريم‬

‫ فائدة ‪:‬‬
‫من إعجاز القرآن أنك ترى أحيانا الكلمة ليس بينها وبين األخرى صلة من‬
‫أجل أن ينتبه المخاطب أو القارئ ويتأمل ويتفكر وهذه نقطة ال يحس هبا كثير‬
‫من الناس تجده يقرأ قراءة مرسلة وال ينتبه للمواقف ونحن تعلمنا هذا من شيخنا‬
‫عبدالرحمن بن ناصر السعدي ‪ ‬كان يقوم بنا يف رمضان الرتاويح والقيام‬
‫ويقف المواقف الالئقة فتتعجب كيف هذا؟ وكنا قبل ذلك نقرأ القرآن مرسال‬
‫وال نلتفت للمعنى حتى إن قوله تعالى ﴿ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬
‫ﭽ ﭾ ﴾((( تقف على ﴿ﭶ ﭷ ﭸ ﴾ ألن اهلل جعلها موقفا فإذا‬
‫قلت‪ :‬سبحان اهلل كيف نقف على قوله ﴿ﭶ ﭷ ﭸ ﴾‪.‬‬
‫نقول‪ :‬فيه فائدة قد ال تظهر لبعض الناس ألنه إذا سمع القارئ يقرأ ﴿ﭶ‬
‫ﭷ ﭸ ﴾ ووقف تجده يشوش كيف يكون الويل للمصلين؟ ثم تأيت اآلية‬
‫التي بعدها ﴿ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﴾ فتكون كأهنا الغيث نزل على أرض‬
‫يابسة‪ ،‬وهذا هو السر يف أن األولى إذا أمكن أن تقف على كل آية ولو تعلق ما‬
‫(((‬
‫بعدها هبا‪.‬‬

‫((( [سورة الماعون‪ :‬اآليات ‪.]5-4‬‬


‫((( انظر تفسير سورة األنعام ص ‪. 47‬‬

‫‪3‬‬
‫من عالمات الوقف يف القرآن الكريم‬

‫ فائدة ‪:‬‬
‫مما يتعلق بالقرآن وتفسيره مراعاة المعاين عند قراءة القرآن‪ ،‬فإن بعض الناس‬
‫يقف على رأس آية موقفًا ال يتالءم مع المعنى‪ ،‬وهذه مسأله تحتاج إلى فهم اإلنسان‪،‬‬
‫ال إلى التقيد بالرموز‪ ،‬أعني‪ :‬عالمات الوقف الموجودة يف المصحف؛ ألن بعض‬
‫هذه الرموز الوقف عليها خطأ واضح‪ ،‬وأضرب لهذا مثالً‪ :‬قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﯗ‬
‫ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﴾((( بعض الناس يصل‪ ،‬فيقول‪﴿ :‬ﯗ ﯘ‬
‫ﯙﯚﯛﯜﯝﯞ﴾‪ ،‬وهذا يفسد به المعنى ؛ ألن جملة ﴿ﯜﯝ﴾‬
‫مستقلة عن التي قبلها‪ ،‬ومعناها‪ :‬أم لهم آلهة من األرض أهم ينشرون‪ ،‬يعني أهذه‬
‫اآللهة تنشر وتحيي األموات؟ فتكون الجملة هنا مستأ َن َفه‪ ،‬وهي استفهامية أيضًا‬
‫(((‬
‫ُح ِذف منها حرف االستفهام إلبطال دعوى هؤالء آللهتهم التي يعبدوهنا‪.‬‬

‫ فائدة ‪:‬‬
‫شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪ ‬انتقد الذين حزبوا القرآن ولم يراعوا الجمل‬
‫والقواطع و الفواصل المعنوية‪ ،‬كما يف قوله تعالى‪ ﴿ :‬ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ‬
‫ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﴾(((‪ .‬فكثير من‬
‫المصاحف يجعلون منتهى الجزء عند قوله‪ ﴿ :‬ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﴾ ولكن‬
‫هنا لم يتم الكالم‪ ،‬والصحابة ال يمكن أن يحزبوا القرآن هذا التخريب فيبرتون‬
‫المعاين أبدً ا‪ ،‬بل البد أن يكون هناية الحزب مع منتهى الكالم‪.‬‬

‫((( [سورة األنبياء‪ :‬آية ‪.]21‬‬


‫((( انظر تفسير سورة المائدة ‪. 390/1‬‬
‫((( [سورة الكهف‪ :‬اآليات ‪.]75-74‬‬

‫‪4‬‬
‫من عالمات الوقف يف القرآن الكريم‬

‫أخيرا بأن تحزيب الصحابة‬


‫ً‬ ‫وقد ذكر هذا ‪ ‬يف التفسير الذي خرج‬
‫للقرآن ليس كالتحزيب الموجود اآلن‪ ،‬يعني‪ :‬كانوا يراعون الكالم والمعاين‬
‫المتصل بعضها ببعض‪ ،‬حتى إين رأيت بعض المصاحف جعل نصف القرآن عند‬
‫قوله تعالى‪﴿ :‬ﯫ﴾((( وأن النصف الثاين يبدأ من قوله‪﴿ :‬ﯬﯭﯮ‬
‫ﯯ ﯰ ﴾(((‪ .‬فإن أرادوا بالمعنى فهذا غير صحيح‪ ،‬وإن أرادوا بالحروف أو‬
‫(((‬
‫بالكلمات فهذا شيء يرجع إلى اإلحصاء‪.‬‬

‫***‬
‫‪ J‬من سورة البقرة ‪L‬‬
‫ قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬
‫ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ‬
‫ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢ‬
‫ﮣ ﮤ ﮥ ﴾‪.‬‬
‫قوله تعالى‪﴿ :‬ﮙ ﮚ ﮛ ﴾‪ :‬الجملة استئنافية لبيان الحكمة من‬
‫ضرب المثل بالشيء الحقير؛ ولهذا ينبغي الوقوف على قوله تعالى‪﴿ :‬ﮓ ﮔ ﮕ‬
‫(((‬
‫ﮖ ﮗ ﴾؛ و﴿ﮙ ﮚ ﴾ أي بالمثل؛ ﴿ﮛ﴾ أي من الناس‪.‬‬

‫***‬
‫((( [سورة الكهف‪ :‬آية ‪.]19‬‬
‫((( [سورة الكهف‪ :‬آية ‪.]19‬‬
‫((( انظر شرح األربعين ‪ .297‬وفتح ذي الجالل ‪. 231 / 13‬‬
‫((( انظر تفسير سورة البقرة ‪. 97/1‬‬

‫‪5‬‬
‫من عالمات الوقف يف القرآن الكريم‬

‫‪ J‬ومن سورة البقرة ‪L‬‬


‫ قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬
‫ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤ‬
‫ﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱ‬
‫ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿ‬
‫ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎ‬
‫ﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﴾‪.‬‬
‫وهنا ينبغي للقارئ أن يبتدئ بـ﴿ﮠ﴾‪ ،‬وأن يقف على ﴿ﮛﮜﮝﮞ﴾؛‬
‫ألن الوصل يوهم أن محل الذم يف حال علمهم؛ أما يف حال عدم علمهم فليس‬
‫مذمومًا! وهذا خالف المعنى المراد؛ إذ المعنى المراد‪ :‬توبيخهم‪ ،‬حيث عملوا‬
‫(((‬
‫عمل الجاهل؛ فقوله تعالى‪ ﴿ :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ﴾ نداء عليهم بالجهل‪.‬‬

‫***‬
‫‪ J‬ومن سورة البقرة ‪L‬‬
‫ قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬
‫ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰ‬
‫ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﴾‪.‬‬
‫ينبغي للقارئ أن يقف عند قوله تعالى‪﴿ :‬ﮮ ﮯ ﴾ ثم يقول ﴿ﮱ ﴾؛‬

‫((( انظر تفسير سورة البقرة ‪. 330/1‬‬

‫‪6‬‬
‫من عالمات الوقف يف القرآن الكريم‬

‫(((‬
‫لئال يتوهم السامع أننا أطعنا الغفران‪.‬‬

‫***‬
‫‪ J‬من سورة آل عمران ‪L‬‬
‫ قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ‬
‫ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﴾‪.‬‬
‫﴿ﭣ ﭤ ﴾ قال اهلل ‪ ‬ألهنا نادت اهلل ﴿ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﴾ ﴿‪...‬‬
‫ﭣ ﭤ﴾ يعني األمر كذلك فالجار والمجرور خرب لمبتدا محذوف تقديره‬
‫(األمر) وعلى هذا فيحسن الوقوف هنا أي يحسن أن تقف فتقول‪ ﴿ :‬ﭤ ﴾‬
‫ثم تبتدئ فتقول‪﴿ :‬ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﴾ وهذا الرتكيب له نظائر يف القرآن مثل قوله‪:‬‬
‫﴿ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﴾((( وإنما تأيت هذه الصيغة للتقرير والتثبت‬
‫(((‬
‫يعني األمر مثلما وقع تماما‪.‬‬

‫***‬
‫‪ J‬ومن سورة آل عمران ‪L‬‬
‫ قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦ‬
‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﴾‪.‬‬

‫((( انظر أحكام من القرآن ‪ .366/2‬وتفسير سورة األنعام ص ‪. 48‬‬


‫((( [سورة الدخان‪ :‬آية ‪.]54‬‬
‫((( انظر تفسير سورة آل عمران ‪. 272 / 1‬‬

‫‪7‬‬
‫من عالمات الوقف يف القرآن الكريم‬

‫قوله‪﴿ :‬ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﴾ الضمير يعود على من لووا ألسنتهم‬


‫بالكتاب يقولون‪ُ :‬ه َو مِ ْن ِعن ِْد اهَّللِ ‪ ,‬فأبطل اهلل هذه الدعوى بقوله‪﴿ :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬
‫ﭧ ﴾ ولهذا يحسن بالقارئ أن يقف فيقول مثال‪ ﴿ :‬ﭗ ﭘ ﭙ ﴾‬
‫ثم يقول‪﴿ :‬ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﴾‪﴿ .‬ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﴾ ويقف ثم‬
‫(((‬
‫يقول‪﴿ :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﴾‪.‬‬

‫***‬
‫‪ J‬من سورة النساء ‪L‬‬
‫ قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﴾‪.‬‬
‫ال يجوز للقارئ أن يقف على قوله تعالى ﴿ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ﴾؛‬
‫ألنه يفسد المعنى تماما إذا استأنف‪ .‬أما الوقوف على قول اهلل تعالى‪﴿ :‬ﭶ‬
‫ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﴾((( فال بأس أن تقف على قوله تعالى‬
‫﴿ﭶ ﭷ ﭸ﴾؛ ألهنا رأس آية واهلل تعالى أعلم بكتابه وإن تعلق مابعدها‬
‫بما قبلها ثم قد يكون يف الوقف فائدة حتى ينتبه السامع تجده متشوقا لما يأيت بعدها‬
‫(((‬
‫فإذا قرأت ﴿ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﴾ برد قلبه وانشرح صدره‪.‬‬

‫***‬

‫((( انظر تفسير سورة آل عمران ‪. 449 / 1‬‬


‫((( [سورة الماعون‪ :‬اآليات ‪.]5-4‬‬
‫((( انظر تفسير المائدة ‪. 391/1‬‬

‫‪8‬‬
‫من عالمات الوقف يف القرآن الكريم‬

‫‪ J‬من سورة املائدة ‪L‬‬


‫ قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬
‫ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﴾‪.‬‬
‫ينبغي للقارئ أن يقف على قوله تعالى‪﴿ :‬ﮫﮬﮭﮮﮯ﴾‬
‫(((‬
‫ثم يقرأ ﴿ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﴾؛ ألن الصلة تخل بالمعنى‪.‬‬

‫***‬
‫‪ J‬من سورة الكهف ‪L‬‬
‫ قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﴾‪.‬‬
‫هنا يجب الوقوف على قوله‪﴿ :‬ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﴾ ألنك لو وصلت‬
‫(((‬
‫لصار يف الكالم تناقض إذ يوهم أن المعنى لم يكن له عوج قيم‪.‬‬

‫***‬
‫‪ J‬من سورة األنبياء ‪L‬‬
‫ قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﴾‪.‬‬
‫ينبغي للقارئ أن ال يصل قوله‪﴿ :‬ﯜ ﯝ ﯞ ﴾ بقوله‪﴿ :‬ﯗ ﯘ ﯙ‬
‫ﯚﯛ﴾؛ ألنك لو وصلت لظن السامع أهنا صفة ل‪ :‬آلهة‪ ،‬ولكنها جملة استئنافية‬
‫إنشائية حذفت منها همزة االستفهام والتقدير‪( :‬أهم ينشرون) حتى يكونوا آلهة؟‬

‫((( انظر تفسير المائدة ‪. 391/1‬‬


‫((( انظر تفسير سورة الكهف ص‪.9‬‬

‫‪9‬‬
‫من عالمات الوقف يف القرآن الكريم‬

‫وهذا استفهام لالستنكار ولهذا يحسن بالقارئ إذا قرأ هذه اآلية أن يقف عند قوله‬
‫تعالى‪ ﴿ :‬ﯛ ﴾ حتى يتبين معنى الكالم‪.‬‬
‫وكثير من القراء – وهم قراء قد يشار إليهم بالبنان – يغفلون مثل هذه األمور‬
‫فتجده يقرأ هذه اآليات ويصل بعضها ببعض فيختلف المعنى اختالفا كبيرا‪،‬‬
‫أيضا قوله تعالى‪﴿ :‬ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﴾(((‪.‬‬
‫ومثل ذلك ً‬
‫سمعنا قرا ًء يقولوا‪ ﴿ :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﴾(((‪ ،‬وهذا غلط‪ ،‬بل تقف‪:‬‬
‫﴿ﯔ ﴾‪ ،‬فإلى هنا يحتاج االستفهام إلى جواب‪ ،‬ثم يأيت الجواب بقوله‪:‬‬
‫﴿ ﯖ ﯗ ﯘ ﴾ فكيف يوصل االستفهام بجوابه ؟! فمثل هذه المسائل ينبغي‬
‫(((‬
‫لإلنسان أن يتفطن لها‪.‬‬

‫***‬
‫‪ J‬من سورة الفرقان ‪L‬‬
‫ قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬
‫ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﴾‪.‬‬
‫يحسن إذا قرأنا‪﴿ :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ﴾ أن‬
‫نقف ثم نقول ﴿ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﴾ لئال يتوهم واهم أن قوله﴿ ﭮ‬
‫(((‬
‫ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﴾ معطوف على ﴿ ﭬ ﭭ ﴾‪.‬‬

‫((( [سورة السجدة‪ :‬آية ‪.]18‬‬


‫((( [سورة السجدة‪ :‬آية ‪.]18‬‬
‫((( انظر شرح األربعين ‪ .297‬وفتح ذي الجالل ‪. 231 / 13‬‬
‫((( انظر فتح ذي الجالل ‪. 237/12‬‬

‫‪10‬‬
‫من عالمات الوقف يف القرآن الكريم‬

‫‪ J‬من سورة السجدة ‪L‬‬


‫ قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﴾‪.‬‬
‫ينبغي للقارئ أن يقف على قوله‪﴿ :‬ﯔ﴾ فإلى هنا يحتاج االستفهام إلى جواب‬
‫(((‬
‫ثم يأيت الجواب بقوله تعالى‪﴿ :‬ﯖ ﯗ ﯘ ﴾ فكيف يوصل االستفهام بجوابه؟‪.‬‬

‫***‬
‫‪ J‬من سورة ق ‪L‬‬
‫ قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﴾‪.‬‬
‫ولهذا يحسن عند التالوة أن تقف على قوله‪﴿ :‬ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ﴾ ألن قوله‪:‬‬
‫﴿ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﴾ جملة استئنافية ال عالقة لها من حيث اإلعراب بما قبلها‬
‫واالستفهام هنا بمعنى اإلنكار والتكذيب كأهنم يقولون‪ :‬ال يمكن أن نرجع‬
‫(((‬
‫ونبعث بعد أن كنا ترابا وعظاما‪.‬‬

‫***‬
‫‪ J‬من سورة القمر ‪L‬‬
‫ قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﴾‪.‬‬
‫ينبغي للقارئ أن يقف على قوله ﴿ﭫ ﭬ ﴾ ثم يصل ويقول ﴿ ﭭ ﴾‬

‫((( انظر فتح ذي الجالل ‪. 231/13‬‬


‫((( انظر تفسير سورة ق ص ‪. 74‬‬

‫‪11‬‬
‫من عالمات الوقف يف القرآن الكريم‬

‫ألنك لو وصلت لتوهم السامع أهنم يقولون ﴿ﭬ ﭭ ﴾ يعني زجره غيرنا‬


‫(((‬
‫لكن المعنى خالف ذلك‪ ،‬المعنى كذبوا وازدجروه‪.‬‬

‫***‬
‫‪ J‬ومن سورة القمر ‪L‬‬
‫ قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬
‫ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﴾‪.‬‬
‫ويحسن أن يقف القارىء على قوله‪﴿ :‬ﯱ ﯲ ﴾ ثم يستأنف ويقول‪:‬‬
‫﴿ﯴ ﯵ ﯶ ﴾ ألن القارىء لو وصل ألوهم أن التولي يكون يوم يدع الداع‪،‬‬
‫(((‬
‫ومعلوم أن التولي يف الدنيا وليس يوم يدع الداع‪.‬‬

‫***‬
‫‪ J‬من سورة الرمحن ‪L‬‬
‫ قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ﴾‪.‬‬
‫قال بعض السلف‪ :‬إذا قرأت قوله تعالى‪﴿ :‬ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬
‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﴾ َف ِص ِل اآلية بعدها‪ ﴿ :‬ﮄ ﮅ ﮆ ﴾ فتقول‪:‬‬
‫﴿ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﴾ يقول‪ِ :‬ص ِل اآلية‪ ﴿ :‬ﮄ ﮅ ﮆ﴾‬
‫باآلية التي قبلها حتى يتبين لك كمال اهلل ‪﴿ :‬ﭿ ﮀ ﮁ ﴾ ‪ -‬أي‪ :‬على‬
‫(((‬
‫البسيطة ‪ ﴿ -‬ﮂ ﴾‪ ،‬وأما اهلل فال‪ ،‬وهذا حق‪.‬‬

‫((( انظر تفسير سورة القمر ‪. 269‬‬


‫((( انظر تفسير سورة القمر ص ‪. 265‬‬
‫((( انظر شرح عقيدة أهل السنة والجماعة ص ‪ . 248‬وتفسير سورة الرحمن ص‪.311‬‬

‫‪12‬‬
‫من عالمات الوقف يف القرآن الكريم‬

‫‪ J‬من سورة املزمل ‪L‬‬


‫ قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬
‫ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﴾‪.‬‬
‫ينبغي للقارئ بل يجب عليه أن يصل قوله ﴿ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﴾ بقوله ﴿ﮗ‬
‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ﴾ ﴿ﮟ ﴾ ضمير فصل ال محل له من اإلعراب‬
‫و﴿ﮠ ﴾ مفعول ثان لقوله ﴿ﮜ ﴾ ومفعولها األول الضمير‪ .‬أما اآلية التي يف‬
‫سورة البقرة ﴿ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝﯞﯟ ﴾((( فال بأس أن يقف عند‬
‫قوله ﴿ ﯞ ﯟ ﴾ ثم يصل ﴿ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﴾ ‪.‬‬
‫((( (((‬

‫***‬
‫‪ J‬من سورة الصف ‪L‬‬
‫ قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ‬
‫ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﴾‪.‬‬
‫قوله‪﴿ :‬ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﴾ أي‪ :‬تبذلوا جهدكم يف سبيل‬
‫اهلل‪ ،‬ببذل المال وبذل النفس‪﴿ .‬ﯖ ﯗ ﯘ ﴾ وال تصل‪ ،‬ال تقل ﴿ﯖ ﯗ ﯘ‬
‫ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﴾ ألنك لو وصلت ألفهمت معنى باطالً يف اآلية ولكان المعنى‪:‬‬
‫( َذل ِ ُك ْم َخ ْي ٌر َل ُك ْم إِ ْن كُنت ُْم َت ْع َل ُم َ‬
‫ون)‪ ،‬وإن كنتم ال تعلمون فليس خير ًا لكم) وهذا‬

‫((( [سورة البقرة‪ :‬آية ‪.]110‬‬


‫((( [سورة البقرة‪ :‬آية ‪.]110‬‬
‫((( انظر التعليق على القواعد واألصول الجامعة ص ‪. 268‬‬

‫‪13‬‬
‫من عالمات الوقف يف القرآن الكريم‬

‫ليس مراد اهلل ‪ ،‬بل إن المعنى‪ :‬ذلكم خير لكم‪ .‬ثم قال‪ :‬إن كنتم من ذوي‬
‫(((‬
‫العلم‪ ،‬كأنه يقول‪ :‬فاعلموا ذلك إن كنتم أهالً للعلم‪.‬‬

‫***‬
‫‪ J‬من سورة اجلمعة ‪L‬‬
‫ قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﴾‪.‬‬
‫قوله‪﴿ :‬ﭤﭥﭦﭧ﴾ هذه الشرطية ليست متعلقة بما قبلها ألنه ينعكس‬
‫المعنى لو قلنا‪﴿ :‬ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﴾ فإن لم تعلموا فليس خيرا‬
‫لكم ال يستقيم ولهذا ينبغي لإلنسان أن يقف على قوله‪﴿ :‬ﭡ ﭢ ﭣ﴾ ألنك‬
‫لو وصلت فهم منه أنه خير إن كنا نعلم وإن لم نعلم فليس بخير مع أنه خير على‬
‫(((‬
‫كل حال لكن معنى هذا إن كنتم من ذوي العلم فافهموا هذا هذا معناها إجماال‪.‬‬

‫***‬
‫‪ J‬من سورة النازعات ‪L‬‬
‫ قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ‬
‫ﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ‬
‫ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﴾‪.‬‬
‫قوله‪﴿ :‬ﮐ ﴾ هذه الجملة ال تتعلق بالتي قبلها‪ ،‬ولهذا ينبغي للقارىء إذا‬

‫((( انظر شرح رياض الصالحين ‪.349/5‬‬


‫((( انظر تفسير سورة المائدة ‪ . 65 / 2‬والتعليق على صحيح البخاري ‪. 610/3‬‬

‫‪14‬‬
‫من عالمات الوقف يف القرآن الكريم‬

‫قرأ أن يقف على قوله ﴿ ﮍ ﮎ ﴾ ثم يستأنف فيقول‪﴿ :‬ﮐ ﴾ فالجملة استئنافية‬


‫(((‬
‫لبيان عظمة السماء‪.‬‬

‫***‬
‫‪ J‬من سورة القيامة ‪L‬‬
‫ قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﴾‪.‬‬
‫وهنا تنبيه يف قوله تعالى يف سورة القيامة‪ ﴿ :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﴾ فبعض الناس‬
‫َي ِصل‪ ،‬فيقول‪ ﴿ :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﴾ وهذا غير صحيح‪ ،‬وإنما تقف‪ ،‬فتقول‪:‬‬
‫(((‬
‫﴿ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﴾ ثم تقول‪﴿ :‬ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﴾‪.‬‬

‫***‬
‫‪ J‬من سورة التكاثر ‪L‬‬
‫ قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬
‫ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢ‬
‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﴾‪.‬‬
‫قوله‪﴿ :‬ﮡ ﴾ هذه الجملة مستقلة ليست جواب ﴿ﮜ ﴾ ولهذا يجب على‬
‫القارىء أن يقف عند قوله‪﴿ :‬ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﴾ ونحن نسمع كثير ًا من‬
‫األئمة يصلون فيقولون ﴿ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﴾‬

‫((( انظر تفسير جزء عم ص ‪. 50‬‬


‫((( انظر التعليق على صحيح البخاري ‪.92/7‬‬

‫‪15‬‬
‫من عالمات الوقف يف القرآن الكريم‬

‫وهذا الوصل إما غفلة منهم ونسيان‪ ،‬وإما أهنم لم يتأملوا اآلية حق التأمل‪ ،‬وإال‬
‫لو تأملوها حق التأمل لوجدوا أن الوصل يفسد المعنى ألنه إذا قال ﴿ﮛ ﮜ ﮝ‬
‫ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﴾ صار رؤية الجحيم مشروطة بعلمهم‪ ،‬وهذا‬
‫ليس بصحيح‪ ،‬لذلك يجب التنبه والتنبيه لهذا من سمع أحد ًا يقرأ ﴿ﮛ ﮜ ﮝ‬
‫ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﴾ ينبه ويقول له‪ :‬يا أخي هذا الوصل يوهم‬
‫فساد المعنى‪ ،‬فال تصل وقف‪ ،‬أو ً‬
‫ال‪ :‬ألهنا رأس آية‪ ،‬والمشروع أن يقف اإلنسان‬
‫عند رأس كل آية‪ ،‬وثانيًا‪ :‬أن الوصل يفسد المعنى ﴿ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﴾‬
‫(((‬
‫إذ ًا ﴿ﮡ ﮢ ﮣ ﴾ جملة مستأنفة ال صلة لها بما قبلها‪.‬‬

‫***‬
‫‪ J‬من سورة قريش ‪L‬‬
‫ قال اهلل تعالى‪﴿ :‬ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬
‫ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﴾‪.‬‬
‫قوله‪﴿ :‬ﭞ ﴾ هذه صفة للرب‪ ،‬إذ ًا فمحلها النصب‪ ،‬ولهذا يحسن أن‬
‫تقف فتقول ﴿ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ﴾ ثم تقول‪﴿ :‬ﭞ ﭟ ﴾‬
‫ألنك لو وصلت فقلت‪ ﴿ :‬ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﴾ لظن السامع‬
‫(((‬
‫أن ﴿ﭞ ﴾ صفة للبيت‪ ،‬وهذا بعيد من المعنى وال يستقيم به المعنى‪.‬‬

‫***‬
‫((( انظر تفسير جزء عم ص ‪. 304‬‬
‫((( انظر تفسير جزء عم ص ‪. 322‬‬

‫‪16‬‬

You might also like