‫ملخص املحاضرة الخامسة‬

‫سنتكلم فى هذا الدرس عن العهد المكى و من كتب فى السيرة و أسباب النزول فإنهم‬
‫يقسمون السيرة و أسباب النزول إلى ‪:‬‬
‫عهد مكى و عهد مدنى‬
‫و القرآن المكى هو الذى نزل قبل الهجرة‪.‬‬
‫و القران المدنى هو الذى نزل بعد الهجرة‪.‬‬
‫و سيرة النبي صلى الله عليه و سلم تنقسم الى عهدين مكى و مدنى‪.‬‬
‫تنقسم حياة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن شرفه الله تعالى بالوحي إلى قسمين‬
‫‪ ،‬هما‪:‬‬
‫‪ )1‬العهد المكي استمر ثالث عشرة سنة‪.‬‬
‫‪ )2‬العهد المدني استمر عشر سنوات كاملة‪.‬‬
‫ابتدأ العهد المكى من بعثة النبى صلى الله عليه و سلم‪.‬‬
‫و حبب إلى النبى صلى الله عليه و سلم الخلوة و التعبد فى غار حراء‪.‬‬
‫رجع النبى صلى الله عليه و سلم بعد نزول الوحى إلى خديجة ‪ ،‬و طلب منها أن‬
‫تزمله ‪ ،‬و أخذت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل ‪ ،‬فقالت له ‪ :‬استمع يا عم إلى هذا‬
‫الرجل و ما رآه ‪ ،‬فقص عليه النبى صلى الله عليه و سلم الحادثة ‪ ،‬فقال ورقة ‪:‬‬
‫هذا الناموس الذى أنزل على موس ى ‪ ،‬و قال أيضا ‪ :‬يا ليتنى فيه جذعا أى قويا شابا‬
‫فتيا ‪ ،‬أكون حيا حين يخرجك قومك ‪ ،‬فتعجب النبى صلى الله عليه و سلم و قال‪:‬‬
‫أوامخرجي هم ‪ ،‬قال نعم إنه ما جاء أحد بمثل ما جئت به إال عودي ‪ ،‬فما لبث‬
‫ورقة إال و مات ‪ ،‬و لذا جاء فى الحديث أن النبى صلى الله عليه و سلم قال ‪" :‬ال‬
‫تسبوا ورقة فانى رأيت له جنة او جنتين " ‪ ،‬و هذا من فضل ورقة رض ى الله عنه و‬
‫أرضاه ‪ ،‬و هذه القصة فيها فوائد منها ‪:-‬‬
‫‪ )1‬فضل اعتزال اهل السوء ‪.‬‬
‫‪ )2‬فضل الرؤى الصالحة فقد ثبت فى الصحيح أن النبى صلى الله عليه و سلم قبل‬
‫بعثته بستة أشهر كان يرى الرؤيا الصالحة التى تأتى حقيقة كفلك الصبح و هى‬
‫وحي بالنسبة إلى النبياء‪.‬‬
‫‪ )3‬فضل أمنا خديجة رض ى الله عنها و أرضاها فضل أن يستأنس االنسان برأى‬
‫غيره كما استأنس صلى الله عليه و سلم بخديجة و هى بدورها استأنست برأى ابن‬
‫عمها ورقة ابن نوفل و هذا كما يقول الشاعر ‪:-‬‬
‫و البد من شكوى لصاحب مروءة ‪....‬يسليك أو يواسيك أو يتوجع‪.‬‬
‫‪ )4‬سنة الله عز و جل فى الرسل و هى التى ذكرها ورقة رض ى الله عنه و هى أن‬
‫يعاديهم قومهم و كذا هى السنة فى حال الدعاة و المصلحين فى كل زمان و مكان‪.‬‬

‫فائدة‬
‫فرق العلماء بين النبى و بين الرسول على أقوال متعددة لعل أنسبها والعلم عند‬
‫المولى عز و جل ‪ :‬أن الرسول ‪ :‬هو الذى أرسله الله تعالى بشريعة جديدة ‪ ،‬و كل‬
‫رسول نبى‪.‬‬
‫أما النبى ‪ :‬فهو الذى لم يبعث برسالة جديدة و لكن الله نبأه و أوحى اليه فهو مبلغ‬
‫رسالة الرسول الذى قبله‪.‬‬
‫"فائدة"‬
‫اختلف العلماء فى طول فترة الوحى ‪ ،‬و أرجح االقوال أنها بضعة أيام‪.‬‬
‫‪-‬ال يمكن أن نقبل حديث فيه انقطاع النه ال يثبت به الدين‬
‫‪ -‬انقطع الوحى مرة أخرى ‪،‬و كانت هذه فى المرحلة الجهرية و هى بسببها نزل قوله‬
‫تعالى (و الضحى و الليل اذا سجى ما ودعك ربك و ما قلى )‬
‫‪ -‬أثبت النبى صلى الله عليه و سلم رؤيته لجبريل على خلقته التى خلقه الله عز و‬
‫جل عليها لول مرة فى هذا الحديث و هو (جاورت بحراء شهرا فلما قضيت جوارى‬
‫هبطت)‪.......‬الحديث ‪ ،‬لكن الذى جاءه فى حراء أمر مختلف ‪.‬‬
‫‪-‬من فضائل جبريل عليه السالم ‪ :‬روح القدس و الروح االمين و الموكل بحياة‬
‫القلوب‬
‫و أعظم مالئكة الله عز و جل هم ‪ :‬جبريل و إسرافيل و ميكائيل ‪.‬‬
‫‪ -‬أمر صلى الله عليه و سلم بالرسالة عند نزول قوله تعالى ( يا أيها المدثر قم‬
‫فأنذر ) فأصبح عند نزولها رسوال ‪ ،‬و أيضا فيه تكليف للنبى صلى الله عليه و سلم‬
‫‪.‬‬
‫‪-‬من أبرز سمات العهد المكى هو غرس العقيدة‪.‬‬
‫‪ -‬القرآن المكى ‪ :‬من صفاته أنه ذو عبارات قصيرة و سريعة و متالحقة مثال قوله‬
‫تعالى ( يا أيها المدثر قم فأنذر و ربك فكبر و ثيابك فطهر )‪.‬‬
‫‪ -‬أمر الله عز و جل نبيه عليه الصالة و السالم بتكبير ربه و تطهير ثيابه توطئة و‬
‫تمهيدا لفرض الصالة ‪ ،‬و بهذه اآليات أصبح النبى صلى الله عليه و سلم رسوال من‬
‫أولي العزم من الرسل ‪ ،‬أرسله الله عز و جل للمة ‪.‬‬
‫أمة الدعوة ‪ :‬و هم الكفار و المسلمين الصالح و الطالح كل البشر و كل الجن‪.‬‬
‫و أمة االجابة ‪ :‬و هم من أجاب و أسلم و انقاد لشرع الله عز و جل‪.‬‬
‫و الحمدلله رب العالمين‬