‫المحاضرة‪40 :‬‬

‫ثانيا‪-‬أساليب مباشرة الدعويين وصرف الطعن في األحكام التي تصدر بشأنهما‪:‬‬

‫‪ )1‬أساليب مباشرة الدعويين‪:‬‬

‫تباشر الدعوى العمومية في القانون العام إما بالتكليف بالحضور وإما وفق إجراء التلبس‬
‫بالجنحة وإما بطريق فتح تحقيق قضائي‪ ،‬وطالما ال يوجد في قانون الجمارك ما ينص على‬
‫خالف ذلك فإن هذه الطرق نفسها هي التي تنطبق في المجال الجمركي‪.‬‬

‫أ‪ .‬التكليف بالحضور‪:‬‬

‫هو الطريق األكثر استعماال في الجرائم الجمركية الموصوفة جنحا أو مخالفات في حين ال‬
‫يجوز استعماله في الجنايات بالرجوع إلى أحكام المادة ‪ 444‬ق إ ج فإن التكليف بالحضور يسلم‬
‫بناءا على طلب النيابة العامة وكل إدارة مرخص لها قانونا‪.‬‬

‫ب‪ .‬إجراء التلبس بالجنحة‪:‬‬

‫خالفا للتكليف بالحضور إلى المحكمة أشار قانون الجمارك إلى التلبس بالجنحة‬
‫الجمركية وفقا إلجراءات التلبس بالجنحة مما يستلزم الرجوع إلى القواعد العامة‪.‬‬

‫نصت الفقرة ‪ 40‬من المادة ‪ 142‬ق‪ .‬ج على جواز توقيف المتهمين في حالة التلبس‬
‫بالجنحة من كانت الجريمة جنحة وتمت معاينتها بموجب محضر حجز‪ ،‬كما أوضعت الفقرة ‪41‬‬
‫من المادة ‪ 1032‬ق ج أنه في حالة التلبس يجب أن يكون توقيف المتهمين متبوعا بالتحرير‬
‫الفوري للمحضر ثم إحضارهم امام وكيل الجمهورية‪.‬‬

‫وفقا للقواعد العامة السيما منها أحكام المواد ‪ 005 ،003 ،35‬ق إ ج‪ ،‬يجوز لوكيل‬
‫الجمهورية في حالة التلبس بالحجة المعاقب عليها بعقوبة الحبس إصدار أمر بحبس المتهم بعد‬
‫استجوابه عن هويته وعن األفعال المنسوبة إليه‪ ،‬كما يتعين على وكيل الجمهورية في هذه الحالة‬
‫األخيرة أن يحيل المتهم فورا إلى المحكمة طبقا إلجراءات الجنح المتلبس بها‪.‬‬

‫لقد بينت المادة ‪ 35‬في فقرتها األخيرة أن هذه اإلجراءات ال تطبق على القاصرين‪ ،‬كما‬
‫أنها ال تطبق في مواد جنح الصحافة والجنح ذات الصبغة السياسية‪.‬‬
 ‫ج‪ .‬طلب فتح تحقيق قضائي‪:‬‬

‫تجيز المادة ‪ 1 -66‬ق إ ج لوكيل الجمهورية في مواد الجنح والمخالفات طلب إجراء تحقيق‬
‫قضائي وذلك بإخطار قاضي التحقيق بوقائع الدعوى ويكون التحقيق إلزاميا إذا كانت الجريمة‬
‫جناية كما هو الحال بالنسبة لجناية التهريب‪.‬‬

‫ال يلجأ وكيل الجمهورية عادة إلى هذا اإلجراء في مواد الجنح والمخالفات إال عند الضرورة‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن القضاء يجيز إلدارة الجمارك استئناف أوامر قاضي التحقيق التي يجوز‬
‫للنيابة العامة استئنافها‪ ،‬كما يجيز أيضا الطعن في قرارات غرفة االتهام القاضية بأن ال وجه‬
‫للمتابعة‪.‬‬

‫‪ )1‬اإلجراءات أمام جهات الحكم‪:‬‬

‫لقد تضمن قانون الجمارك أحكاما خاصة بقواعد االختصاص النوعي والمحلي في المجال‬
‫الجمركي‪.‬‬

‫أ‪ .‬اإلختصاص النوعي‪:‬‬

‫األصل أن الهيئات القضائية التي تبث في المسائل الجزائية هي المختصة دون سواها بالفصل‬
‫في الجرائم الجمركية‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 171‬ق ‪.‬ج على أنه‪" :‬تنظر الهيئة القضائية التي تبث‬
‫في القضايا الجزائية في المخالفات الجمركية المقرونة أو التابعة أو المرتبطة بجنحة من‬
‫إختصاص القانون العام"‪.‬‬

‫واستثناء لقاعدة اختصاص الهيئات التي تبث في المسائل الجزائية بالفصل قي الجرائم الجمركية‬
‫نصت م ‪ 133‬ق ج على حالة يكون فيها االختصاص للهيئات القضائية التي تبث في المسائل‬
‫المدنية ويتعلق األمر بمصادرة األشياء المحجوزة على مجهولين أو على أفراد لم يكونوا محل‬
‫متابعة قضائية بالنظر لقلة أهمية البضاعة محل الغش‪ ،‬ففي مثل هذه الحاالت أجاز قانون‬
‫الجمارك إلدارته ان تطلب من المحكمة التي تبث في المسائل المدنية بمجرد عريضة المصادرة‬
‫العينية لتلك البضائع‪.‬‬
 ‫ب‪ .‬االختصاص المحلي‪:‬‬

‫حسب الفقرة األولى من م ‪ 174‬ق ج فان المحكمة المختصة هي المحكمة الواقعة في دائرة‬
‫اختصاص مكتب الجمارك األقرب إلى مكان معاينة المخالفة‪ ،‬وهذا الحكم يطبق بدون تمييز بين‬
‫الجنح والمخالفات يعد خروجا على القواعد العامة‪.‬‬

‫أما في الحاالت األخرى التي يتم فيها إثبات الجرائم الجمركية بطرق أخري غير محضر الحجز‬
‫والمعاينة‪ ،‬فتنص الفقرة األخيرة من م ‪ 174‬ق ج على ان قواعد اختصاص القانون العام‬
‫السارية هي التي تطبق ومن ثم يتعين الرجوع إلى أحكام قانون اإلجراءات الجزائية التي تحكم‬
‫االختصاص المحلي‪.‬‬