‫ﯾﺔ‬ ‫وم اﻟﺳﯾﺎﺳ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫ﺣﻘوق اﻻﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور اﻻﻣرﯾﻛﻲ‬
‫اﻟدﻛﺗور‬
‫)*(‬
‫ﯾﺎﺳﯾن ﺣﻣد اﻟﻌﯾﺛﺎوي‬
‫ﰲ اوﻗ ــﺎت ﻣﻌﻴﻨ ــﺔ وﻻﺳ ــﺒﺎب ﻋﺪﻳ ــﺪة ﻛ ــﺄن ﺗﻜ ــﻮن ﺣﺎﻟ ــﺔ‬
‫ﺣـ ــﺮب أو إﻋـ ــﻼن ﺣﺎﻟـ ــﺔ اﻟﻄ ـ ـﺆارى ﻟﻮﺟـ ــﻮد ﺧﻄـ ــﺮ ﻳﻬـ ــﺪد‬
‫اﻻﻣـﻦ اﻟﻘـﻮﻣﻲ اﻻﻣﺮﻳﻜـﻲ و ﻣـﺎ ﻗـﺎﻧﻮن ﻣﻜﺎﻓﺤـﺔ اﻹرﻫـﺎب‬
‫اﻟ ــﺬي ﺻ ــﺪر ﻋﻘ ــﺐ اﺣ ــﺪاث اﻳﻠ ــﻮل ‪ 2001/‬وﻣﺎﺗﺒﻌ ــﻪ‬
‫ﻣــﻦ اﺳﺘﺼــﺪار ﻟﻘ ـﻮاﻧﲔ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳــﺔ اﻻ دﻟﻴــﻞ ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ذﻫﺒﻨــﺎ‬
‫اﻟﻴــﻪ‪ .‬ﻟــﺬا ﺳــﻨﺘﻄﺮق ﻣــﻦ ﺧــﻼل ﻫــﺬﻩ اﻟﺪراﺳــﺔ اﱃ ﻣﺴــﺄﻟﺔ‬
‫ﺣﻘــﻮق اﻻﻧﺴــﺎن ﰲ اﻟﺪﺳــﺘﻮر اﻻﻣﺮﻳﻜــﻲ اﻟــﱵ وﺟــﺪﻧﺎ ﻣــﻦ‬
‫اﻻﻓﻀــﻞ ان ﻧﻘﺴــﻤﻬﺎ اﱃ ﺛﻼﺛــﺔ ﻣﻄﺎﻟــﺐ ﻳﺘﺤــﺪث اﻻول‬
‫ﻋـ ــﻦ ﻣﺼـ ــﺎدر اﻟﺪﺳـ ــﺘﻮر وﺿـ ــﻤﺎﻧﺎت ﲪﺎﻳﺘـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل‬
‫اﻟﺘﻄـ ــﺮق اﱃ اﻫـ ــﻢ اﻻﻓﻜ ـ ــﺎر اﻟـ ــﱵ ارﺗﻜ ـ ــﺰ ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ واﺿ ـ ــﻌﻮا‬
‫اﻟﺪﺳ ـ ــﺘﻮر ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﻳﺘﺤـ ـ ــﺪث اﻟﺜ ـ ــﺎﱐ ﻋـ ـ ــﻦ ﻣﻜﺎﻧ ـ ــﺔ ﺣﻘـ ـ ــﻮق‬
‫اﻹﻧﺴـﺎن ﰲ اﻟﺘﻌــﺪﻳﻼت اﻟﺪﺳــﺘﻮرﻳﺔ اﻣـﺎ اﻟﺜﺎﻟــﺚ ﻓﺴــﻮف‬
‫ﻳﺘﻨـ ـ ـ ــﺎول ﺣﻘ ـ ـ ـ ــﻮق اﻹﻧﺴـ ـ ـ ــﺎن ﰲ ﺿ ـ ـ ـ ــﻮء اﺣ ـ ـ ـ ــﺪاث ‪/11‬‬
‫‪ 2001/9‬ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة‪.‬‬
‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻻول‬
‫ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ وﺿﻤﺎﻧﺎت ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ‬
‫ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن وﻣﻀﺎﻣﻴﻨﻬﺎ‬
‫}‪{82‬‬
‫ﺔ اﻟﻌﻠ‬ ‫ﻣﺟﻠ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ‬
‫ﻳﻜﺘﺴــﺐ ﻣﻮﺿــﻮع ﺣﻘــﻮق اﻻﻧﺴــﺎن اﳘﻴــﺔ‬
‫ﻛﺒــﲑة ﰲ اﻟﻮﻗــﺖ اﳊﺎﺿ ــﺮ اذ ﺑــﺎت ﻗﻴــﺎس دﳝﻘﺮاﻃﻴ ــﺔ‬
‫اﻟـ ـ ــﺪول ﺑﻜﺜﺮﻫ ـ ـ ــﺎ ﺗﻄﺒﻴﻘ ـ ـ ــﺎ ﳊﻘ ـ ـ ــﻮق اﻻﻧﺴ ـ ـ ــﺎن وﺗﻌ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﻟﻮﻻﻳ ــﺎت اﳌﺘﺤـ ــﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴـ ــﺔ اﺣـ ــﺪى اﻫـ ــﻢ اﻟـ ــﺪول‬
‫دﳝﻘﺮاﻃﻴﺘ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﻌ ـ ــﺎﱂ ﲟ ـ ــﺎ ﻛﻔﻠ ـ ــﻪ ﳍ ـ ــﺎ دﺳ ـ ــﺘﻮرﻫﺎ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺎت ﺣﻘﻴﻘﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤـ ـ ـﻮاﻃﻦ اﻻﻣﺮﻳﻜ ـ ــﻲ ﰲ ﳎ ـ ــﺎل‬
‫اﳊﺮﻳﺔ واﳊﻘﻮق ﻓﻬﺬا اﻟﺪﺳﺘﻮر ﻳﻌﺪ ﻣﻦ اﻗـﺪم دﺳـﺎﺗﲑ‬
‫اﻟﻌــﺎﱂ اﳌﺪوﻧــﺔ واﻟﺜﺎﺑﺘــﺔ اذ اﻧــﻪ ﱂ ﻳﻐــﲑ وﻳﻌــﺪل ﺳــﻮى‬
‫ﺳــﺘﺔ وﻋﺸ ـﺮﻳﻦ ﻣــﺮة ﻛﺎﻧــﺖ اﻟﻌﺸــﺮة اﻻوﱃ ﻣﻨﻬــﺎ ﺑﻌــﺪ‬
‫ﺳﻨﺘﲔ ﻣﻦ اﻗﺮارﻩ ﻋﺎم ‪ 1789‬واﻟـﱵ ﻳﻌـﺪﻫﺎ اﻟـﺒﻌﺾ‬
‫ﲟﺜﺎﺑﺔ ) وﺛﻴﻘﺔ ﺣﻘﻮق ( ﳌﺎ ﺗﻀﻤﻨﺘﻪ ﻫـﺬﻩ اﻟﺘﻌـﺪﻳﻼت‬
‫ﻣﻦ ﺿﻤﺎﻧﺔ وﲪﺎﻳﺔ ﳊﺮﻳﺔ اﳌﻮاﻃﻦ اﻻﻣﺮﻳﻜﻲ‪.‬‬
‫اﻻ ان ﻫﺬﻩ اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻟﺪﺳـﺘﻮرﻳﺔ ﻛﺎﻧـﺖ‬
‫ﻋﺮﺿ ـ ــﺔ ﻟﺘﺠ ـ ــﺎوزات اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﲔ اﳊ ـ ــﲔ‬
‫واﻻﺧ ــﺮ اذ ا ــﺎ ﺗﺼ ــﺪر ﺑﻌ ــﺾ اﻟﻘ ـﻮاﻧﲔ اﻟ ــﱵ ﺗﻌﻄ ــﻞ‬
‫ﲟﻮﺟﺒﻬﺎ ﺣﻘﻮق اﻻﻧﺴﺎن وﺣﺮﻳﺎﺗﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫)*(ا ﻣدرس‪ /‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪-‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد‬
‫ﯾﺔ‬ ‫وم اﻟﺳﯾﺎﺳ‬
‫اﳌﺎﺿ ــﻲ‪ ،‬ﻓﻘ ــﺪ ﺟ ــﺎء ﺗﻄ ــﻮر ﻫ ــﺬا اﳌﻔﻬ ــﻮم ﺑﺸ ــﻜﻞ واﺿ ــﺢ‬
‫ﺑﻌـ ـ ــﺪ اﳊـ ـ ــﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴـ ـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴـ ـ ــﺔ وﻳﻜﺘﺴـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﺘﻄـ ـ ــﻮر‬
‫ﻇﺎﻫﺮﺗﲔ‪-:‬‬
‫اﻷوﻟﻰ ‪ :‬إن ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن وﺣﺮﻳﺎﺗـﻪ اﻟﻔﺮدﻳـﺔ واﳉﻤﺎﻋﻴـﺔ‬
‫ﻗﺪ اﺻﺒﺤﺖ ﺷﺎﻧﺎ ﻋﺎﳌﻴﺎ ﺑﻌﺪ ان ﻇﻠﺖ ﰲ اﻟﻘـﺮن اﳌﺎﺿـﻲ‬
‫ﺷــﺎﻧﺎ وﻃﻨﻴــﺎ ﳏﺼــﻮرا ادراﻛــﻪ ﰲ ﻓﺌــﺔ اﻟﺜــﻮرﻳﲔ او ﻋﻨــﺪ ﻗﻠــﺔ‬
‫ﻣﻦ اﳌﻔﻜﺮﻳﻦ اﻹﺻﻼﺣﻴﲔ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻴـ ــﺔ ‪ :‬ﻓﺘﻨﻄـ ــﻮي ﻋﻠـ ــﻰ ان اﻟﻌﻨﺎﻳـ ــﺔ ـ ــﺬﻩ اﳊﻘـ ــﻮق ﻗـ ــﺪ‬
‫اﻧﺘﻘﻠ ـ ــﺖ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﻴ ـ ــﺪان اﳌﺒ ـ ــﺎدىء اﻻﺧﻼﻗﻴ ـ ــﺔ واﻟﻨﻈﺮﻳ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ واﻻﻳﺪﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ اﱃ ﻣﻴـﺪان‬
‫اﳌﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧـﺐ اﻻﻓـﺮاد واﳉﻤﺎﻋـﺎت اﻟﺒﺸـﺮﻳﺔ‬
‫‪ ،‬وﺑ ــﺎت اﻟﺘﺴ ــﺎؤل ﻟ ــﻴﺲ ﻋﻠ ــﻰ ﺗﻘﻨ ــﲔ اﳊﻘ ــﻮق واﻛﺴ ــﺎ ﺎ‬
‫اﻟﺸــﺮﻋﻴﺔ اﻟﺪﺳــﺘﻮرﻳﺔ ﻓﺤﺴــﺐ ‪ ،‬ﺑــﻞ ﻋﻠــﻰ ﻃﻠــﺐ اﻟﻮﺳــﺎﺋﻞ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻟﻀﻤﺎن ﺗﻄﺒﻴﻘﻬـﺎ ‪،‬وﻋـﻦ اﻧﺸـﺎء آﻟﻴـﺎت‬
‫ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ وﻟﺮدع اﻻﻧﺘﻬﺎك ‪.‬‬
‫وﺑﻌﺪ إن ﺷـﺎﻫﺪ ا ﺘﻤـﻊ اﳌﻌﺎﺻـﺮ ﺛـﻮرة ﺗﺸـﺮﻳﻌﻴﺔ‬
‫ﲤــﻨﺢ اﳌـﻮاﻃﻦ اﻟﻔــﺮد او اﳉﻤﺎﻋــﺔ ﻣــﻦ اﳌـﻮاﻃﻨﲔ ﻛﺎﻟﻨﻘﺎﺑــﺎت‬
‫اﻟﻌﺎﳌﻴــﺔ ﻣــﺜﻼ ﺣــﻖ اﻟﺘﻘــﺪم ﺑﺎﻟﺸــﻜﻮى ﺿــﺪ ﺳــﻠﻄﺔ اﻟــﺒﻼد‬
‫ﺑﺘﻬﻤـﺔ اﻧﺘﻬﺎﻛﻬـﺎ ﻟﻠﺤﻘــﻮق واﺧﻼﳍـﺎ ﺑــﺎﳌﻮاﺛﻴﻖ اﻟﺪوﻟﻴـﺔ اﻟــﱵ‬
‫ﺻﺎدﻗﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫وﺑـ ـ ــﺎﻟﺮﻏﻢ ﳑ ـ ـ ــﺎ وﺻ ـ ـ ــﻠﺖ اﻟﻴ ـ ـ ــﻪ ﻗﻀ ـ ـ ــﻴﺔ ﺣﻘ ـ ـ ــﻮق‬
‫اﻻﻧﺴـﺎن ﻣـﻦ درﺟـﺔ ﻋﺎﻟﻴــﺔ ﻣـﻦ اﻻﻫﺘﻤـﺎم ﻋﻠـﻰ اﻟﺼــﻌﻴﺪﻳﻦ‬
‫اﻟ ــﺪاﺧﻠﻲ واﳋ ــﺎرﺟﻲ إﻻ إن ﻫﻨ ــﺎك اﻧﺘﻬﺎﻛ ــﺎت ﰲ ﳎ ــﺎل‬
‫ﺣﻘــﻮق اﻻﻧﺴــﺎن ﻣــﻦ ﻗﺒــﻞ اﻻﻧﻈﻤــﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ وﺧﺼﻮﺻــﺎ‬
‫ﰲ اﻟ ـ ـ ــﻮﻃﻦ اﻟﻌ ـ ـ ــﺮﰊ ودول اﳉﻨ ـ ـ ــﻮب وﺣ ـ ـ ــﱴ ﰲ اﻋ ـ ـ ـ ـﺮاف‬
‫اﻻﻧﻈﻤ ــﺔ اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴ ــﺔ ﻣﺜ ــﻞ اﻟﻮﻻﻳ ــﺎت اﳌﺘﺤ ــﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴ ــﺔ‬
‫}‪{83‬‬
‫ﺔ اﻟﻌﻠ‬ ‫ﻣﺟﻠ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ اﻟﺪراﺳـﺎت ﻋـﻦ ﺣﻘـﻮق‬
‫اﻻﻧﺴ ــﺎن واﻟ ــﱵ ﺗﺜ ــﲑ اﻟﻌﺪﻳ ــﺪ ﻣ ــﻦ اﻟﺘﺴ ــﺎؤﻻت ﺣ ــﻮل‬
‫اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﲔ ﺣﻘ ـ ــﻮق اﻻﻧﺴ ـ ــﺎن ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫ ـ ــﺎ ﺣﻘﻮﻗ ـ ـ ـﺎ‬
‫ﻣﻜﺘﺴـ ــﺒﺔ وﻃﺒﻴﻌﻴـ ــﺔ ﻣﺘﺠﺴـ ــﺪة ﰲ اﻧﺴـ ــﺎﻧﻴﺔ اﻻﻧﺴـ ــﺎن‬
‫وﻣﻌ ـ ـ ـﱰف ـ ـ ــﺎ ﰲ اﻻدﻳـ ـ ــﺎن اﻟﺴـ ـ ــﻤﺎوﻳﺔ‪ ،‬ﺑﻌـ ـ ــﺪ ان ﰎ‬
‫ﺗﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻌﻬﺎ وﺗﻔﻨﻴﻨﻬ ـ ــﺎ ﰲ ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ اﻟﻘ ـ ـ ـﻮاﻧﲔ واﳌﻮاﺛﻴـ ـ ــﻖ‬
‫اﻟﺪوﻟﻴ ــﺔ وﺑ ــﲔ اﻟﻌﻮﳌ ــﺔ ﻛﻈـ ــﺎﻫﺮة ﻛﻮﻧﻴ ــﺔ ﳍ ــﺎ ﻣﻘﻮﻣﺎ ـ ــﺎ‬
‫وﻣﻀ ــﺎﻣﻴﻨﻬﺎ واﻟﻴﺎ ــﺎ اﻟ ــﱵ ﻓﺮﺿ ــﺘﻬﺎ وﺳ ــﻮﻗﺘﻬﺎ اﻟﻘ ــﻮى‬
‫اﳌﻬﻴﻤﻨــﺔ ﺳﻴﺎﺳــﻴﺎ وﻋﺴــﻜﺮﻳﺎ وﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﻌــﺎﱂ‬
‫ﻓﻠــﺬﻟﻚ ﻋﻨــﺪ اﻟﺘﻄــﺮق اﱃ ﺣﻘــﻮق اﻻﻧﺴــﺎن ﻳﺼــﻌﺐ‬
‫ﻓﺼ ـ ــﻞ اﳌﺮاﺣ ـ ــﻞ اﻻوﱃ ﻟﻈﻬ ـ ــﻮر ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳊﻘ ـ ــﻮق ﻋ ـ ــﻦ‬
‫اﳌﺮاﺣ ــﻞ اﻟ ــﱵ اﻋﻘﺒﺘﻬ ــﺎ ﻓﻤﻨ ــﺬ ﻓﺠ ــﺮ اﻹﻧﺴ ــﺎﻧﻴﺔ اﻷوﱃ‬
‫ﻣــﺮورا ﲟــﺎ ﺣــﺎءت ﺑــﻪ اﻟﺸ ـﺮاﺋﻊ اﻟﺴــﻤﺎوﻳﺔ وﺻــﻮﻻ إﱃ‬
‫وﻗ ـ ـ ــﺖ اﻹﻋ ـ ـ ــﻼن اﻟﻌ ـ ـ ــﺎﳌﻲ ﳊﻘ ـ ـ ــﻮق اﻻﻧﺴ ـ ـ ــﺎن ﻋ ـ ـ ــﺎم‬
‫‪.1948‬‬
‫إذ ﺷـﻜﻠﺖ ﻫــﺬﻩ اﳊﻘـﻮق ﺣﻠﻘــﺎت ﻣﱰﺑﻄـﺔ اﻟﻮاﺣــﺪة‬
‫ﺑـ ـ ــﺎﻻﺧﺮى ﻣﺮﺗﻜـ ـ ــﺰة ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﺳـ ـ ــﺲ ﻣﺸـ ـ ــﱰﻛﺔ ﻫـ ـ ــﺪﻓﻬﺎ‬
‫اﻻﲰﻰ ﻫﻮ اﻻﻧﺴـﺎن ﻛـﺎﺋﻦ ﻣﻜـﺮم ﻟـﺪى اﳉﻤﻴـﻊ وﻣـﻦ‬
‫ﻗﺎﻋــﺪة اﺳﺎﺳــﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻛــﻮن ان )ﲨﻴــﻊ اﻟﻨــﺎس وﻟــﺪوا‬
‫اﺣ ـﺮارا ( واذا ﻛﺎﻧــﺖ اﻟﺸ ـﺮاﺋﻊ اﻟﺴــﻤﺎوﻳﺔ اﻋﺘــﱪت ان‬
‫ﺣﻘــﻮق اﻻﻧﺴــﺎن ﺷــﻲء ﻣﻘــﺪس ﻻ ﳚــﻮز اﳌﺴــﺎس ــﺎ‬
‫او اﻧﺘﻬﺎﻛﻬ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﺄن اﻟﻘ ـ ـﻮاﻧﲔ واﳌﻮاﺛﻴ ـ ــﻖ اﻟﺪوﻟﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ‬
‫ﺟﺎءت ﺧﻼﺻﺔ ﻟﻠﻔﻜﺮ واﳌﻤﺎرﺳـﺔ اﻻﻧﺴـﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻫـﺬا‬
‫ا ــﺎل ﻓﺒﻌ ــﺪ إن أﺻ ــﺒﺤﺖ ﻗﻀ ــﻴﺔ ﺣﻘ ــﻮق اﻹﻧﺴ ــﺎن‬
‫ﲢﻀ ـ ــﻰ ﺑﺄﳘﻴ ـ ــﺔ ﻛ ـ ــﱪى ﺑ ـ ــﲔ اﻻﻫﺘﻤﺎﻣ ـ ــﺎت اﻟﻔﻜﺮﻳ ـ ــﺔ‬
‫اﻻﺧ ـ ــﺮى ﺧﺼﻮﺻ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﻔ ـ ــﱰة اﻷﺧ ـ ــﲑة ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺮن‬
‫ﯾﺔ‬ ‫وم اﻟﺳﯾﺎﺳ‬
‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺑـﲔ اﻟﻔـﺮد واﻟﺪوﻟـﺔ وﻓﻘـﺎ ﳌـﺎ ﳛـﺪدﻩ‬
‫ﻗﺎﻧﻮن ﺗﻠﻚ اﻟﺪوﻟﺔ وﲟﺎ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻠـﻚ اﻟﻌﻼﻗـﺎت ﻣـﻦ‬
‫ﺣﻘــﻮق وواﺟﺒــﺎت‪ 2‬ﻟــﺬا ﻓــﺄن اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﲔ اﻟﻄــﺮﻓﲔ ﺗﺒــﺪو‬
‫وﺟﻬــﺎن ﻟﻌﻤﻠ ــﺔ واﺣــﺪة ﻻﳝﻜ ــﻦ اﻻﺷــﺎرة اﱃ وﺟ ــﻪ واﺣ ــﺪ‬
‫ﺑ ـ ــﺪون اﻟﺘﻄ ـ ــﺮق اﱃ اﻟﻮﺟ ـ ــﻪ اﻟﺜ ـ ــﺎﱐ‪ ،‬وﻟ ـ ــﺬﻟﻚ ﻓ ـ ــﺎن ﻫ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﳊﻘ ـ ــﻮق واﻟ ـ ــﱵ ﺑ ـ ــﺎت ﻳﻜﺘﺴ ـ ــﺒﻬﺎ اﻟﻔ ـ ــﺮد ﲝﻜ ـ ــﻢ ﻣﻮاﻃﻨﺘ ـ ــﻪ‬
‫واﻛﺘﺴﺎﺑﻪ ﳉﻨﺴﻴﺔ ﺑﻠﺪﻩ ‪،‬وﺑﺎﻋﺘﺒـﺎرﻩ اﻳﻀـﺎ ﻓـﺮدا ﻟـﻪ ﻛﻴـﺎن ﰲ‬
‫ا ﺘﻤ ــﻊ اﻻﻧﺴ ــﺎﱐ ﺧﻠ ــﻖ ﺣ ـﺮا وﻳﺒﻘ ــﻰ ﺣ ـﺮا ﰲ ﲤﺘﻌ ــﻪ ــﺬﻩ‬
‫اﳌﻨﻈﻮﻣ ـ ـ ــﺔ اﳌﺘﻜﺎﻣﻠ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳊﻘ ـ ـ ــﻮق اﳌﺪﻧﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳ ـ ـ ــﻴﺔ‬
‫واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ـ ـ ــﺔ واﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴ ـ ـ ــﺔ واﻟ ـ ـ ــﱵ ﳚ ـ ـ ــﺐ ان‬
‫ﻳﻜﻔﻠﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪.‬‬
‫وﻗ ـ ـ ــﺪ اﺧﺘﻠﻔ ـ ـ ــﺖ اﻟﺘﻌﺮﺑﻔ ـ ـ ــﺎت اﳋﺎﺻ ـ ـ ــﺔ ﺣ ـ ـ ــﻮل‬
‫اﳊﻘ ــﻮق اﻻﺳﺎﺳ ــﻴﺔ اﱄ ﳚ ــﺐ ان ﻳﺘﻤﺘ ــﻊ ــﺎ اﻻﻧﺴ ــﺎن ‪-‬‬
‫اﳌ ـ ـﻮاﻃﻦ ‪ -‬ﻛ ــﺎﺧﺘﻼف اﻟﻔﻠﺴـ ــﻔﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳ ــﻴﺔ واﻟﻘ ـ ـﻮاﻧﲔ‬
‫واﻟﺸﺮاﺋﻊ اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ ‪.‬‬
‫ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن‬
‫اﺧﺘﻠﻔ ـ ـ ـ ـ ــﺖ اﻟﺘﻌﺮﻳﻔ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﳋﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـﺎﳊﻘﻮق‬
‫واﳊﺮﻳﺎت اﻻﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟـﱵ ﳚـﺐ ان ﻳﺘﻤﺘـﻊ ـﺎ اﻻﻧﺴـﺎن ‪-‬‬
‫اﳌـ ـ ـﻮاﻃﻦ‪ -‬ﺑ ـ ــﺄﺧﺘﻼف اﻟﻔﻠﺴ ـ ــﻔﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳ ـ ــﻴﺔ واﻟﻘـ ـ ـﻮاﻧﲔ‬
‫اﻟﻮﺿـ ـ ــﻌﻴﺔ واﻟﺸ ـ ـ ـﺮاﺋﻊ اﻟﺴـ ـ ــﻤﺎوﻳﺔ‪ .‬وﻟﻜـ ـ ــﻦ ﻗﺒـ ـ ــﻞ اﻟﺘﻌـ ـ ــﺮض‬
‫ﻟﺘﻌﺮﻳﻔ ــﺎت ﺣﻘ ــﻮق اﻻﻧﺴ ــﺎن ارى ﻣ ــﻦ اﻟﻀ ــﺮوري اﻟﺘﻄ ــﺮق‬
‫واﳚـﺎد ﺗﻌﺮﻳـﻒ ﻣﻌـﲔ ﻟﻠﺤــﻖ ‪ ،‬ﻓـﺎﳊﻖ ﻟﻐـﺔً ‪ -:‬ﻫـﻮ اﻟﺸــﻲء‬
‫اﻟﺜﺎﺑــﺖ ﺑــﻼ ﺷــﻚ او ﻫــﻮ اﻟﻨﺼــﻴﺐ اﻟﻮاﺟــﺐ ﺳ ـﻮاء ﻟﻠﻔــﺮد‬
‫او ﻟﻠﺠﻤﺎﻋ ــﺔ ‪ .‬ﻛﻤ ــﺎ ﻳﻌ ــﺮف اﳊ ــﻖ ﻋﻨ ــﺪ ﺑﻌ ــﺾ اﻟﻠﻐ ــﻮﻳﲔ‬
‫ﺑﺄﻧﻪ اﳌﻠﻚ او اﳌﺎل او اﻻﻣﺮ اﳌﻮﺟﻮد اﻟﺜﺎﺑﺖ ‪.3‬‬
‫ﻣﺴﺄﻟﺔ اﳊﻘﻮق واﳊﺮﻳـﺎت ﻣﺘﻌﻠﻘـﺔ اﻳﻀـﺎ ) ﺑﺎﳌﻮاﻃﻨـﺔ (‬
‫}‪{84‬‬
‫ﺔ اﻟﻌﻠ‬ ‫ﻣﺟﻠ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫ﺣﻴـﺚ اﳌﻤﺎرﺳــﺎت اﻟﺘﻌﺴــﻔﻴﺔ ﺿــﺪ اﻟﻌــﺮب واﳌﺴــﻠﻤﲔ‬
‫ﺑﻌ ـ ـ ــﺪ اﺣـ ـ ـ ــﺪاث ‪/11‬اﻳﻠ ـ ـ ــﻮل ‪ 2001/‬وﻛـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ‬
‫ﻣﺎﲤﺎرﺳــﻪ ﻗ ـﻮات اﻻﺣــﺘﻼل اﻻﻣﺮﻳﻜــﻲ ﰲ اﻓﻐﺎﻧﺴــﺘﺎن‬
‫واﻟﻌ ـﺮاق ﻣ ــﻦ اﻧﺘﻬﺎﻛ ــﺎت ﻏ ــﲑ اﺧﻼﻗﻴ ــﺔ ﻧﺎﻫﻴ ــﻚ ﻋ ــﻦ‬
‫ذﻛـ ــﺮ اﻟﻨﻈـ ــﺎم اﻟﻌﻨﺼـ ــﺮي )اﻻﺳ ـ ـﺮاﺋﻴﻠﻲ( ﰲ اﻻراﺿـ ــﻲ‬
‫اﻟﻔﻠﺴـ ـ ــﻄﻴﻨﻴﺔ اﶈﺘﻠـ ـ ــﺔ وﻣﺎﳝﺎرﺳـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــﻦ ﺗﻨﻜﻴـ ـ ــﻞ ﺿـ ـ ــﺪ‬
‫اﻟﺸــﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﲏ ﺑﻌــﺪ ﺗﻌــﺎﱄ اﻻﺻ ـﻮات ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒــﺔ‬
‫ﺑﻀ ــﺮورة اﻳﻘ ــﺎف ﻫ ــﺬﻩ اﻻﻧﺘﻬﺎﻛ ــﺎت اﻟ ــﱵ ﺗﻘ ــﻊ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫ﻋﺎﺗﻖ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪوﻟﻴـﺔ ﺑـﻞ ﻫـﻲ ﻣـﻦ ﺻـﻠﺐ واﺟﺒـﺎت‬
‫اﻟﻌﻤ ــﻞ اﻟ ــﺪوﱄ ﰲ ﺣﻔ ــﻆ وﺿ ــﻤﺎن )ﻣﻨﻈﻮﻣ ــﺔ اﻟﻘ ــﻴﻢ‬
‫اﻟﻌﺎﳌﻴــﺔ( وﺧﺼﻮﺻ ــﺎ ﻣﺎﲤﺜﻠ ــﻪ) اﻟﺴــﻴﺎدة اﻟﻮﻃﻨﻴ ــﺔ( ﻣ ــﻦ‬
‫اﺷ ــﻜﺎﻟﻴﺎت ﻣﻌﻘ ــﺪة ﰲ ﻫ ــﺬا ا ــﺎل ‪ ،‬ﺣﻴ ــﺚ ﻃ ــﺮح‬
‫ﻻول ﻣ ـ ــﺮة ﰲ ﳏ ـ ــﻴﻂ اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺎت اﻟﺪوﻟﻴ ـ ــﺔ )ﺷ ـ ــﺮﻋﻴﺔ(‬
‫اﻟﺘـ ـ ــﺪﺧﻞ ﰲ اﻟﺸ ـ ـ ــﻮؤن اﻟﺪاﺧﻠﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠ ـ ـ ــﺪول اﻻﺧ ـ ـ ــﺮى‬
‫)اﳌﻨﺘﻬﻜ ـ ــﺔ ﳊﻘ ـ ــﻮق اﻻﻧﺴ ـ ــﺎن( واﺳ ـ ــﻘﺎط )اﻻﻧﻈﻤ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﻳـ ــﺔ( وﺑﺸـ ــﻜﻞ ﳐـ ــﺎﻟﻒ ﻟﻠﻤـ ــﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻴـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ‬
‫ﻣﻴﺜ ــﺎق اﻻﻣ ــﻢ اﳌﺘﺤ ــﺪة ‪ ،‬وذﻟ ــﻚ ﻻﻫ ــﺪاف ﺳﻴﺎﺳ ــﻴﺔ‬
‫وﻋﺴـﻜﺮﻳﺔ واﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ﻓﺮﺿــﺘﻬﺎ ﻗــﻮى ﻣﻬﻴﻤﻨــﺔ ﻫــﺪﻓﻬﺎ‬
‫ﺑﻨــﺎء ﻋــﺎﱂ )ﺟﺪﻳــﺪ( ﻋﻠــﻰ وﻓــﻖ ﺗﺼــﻮرا ﺎ اﻻﻳﺪﻟﻮﺟﻴــﺔ‬
‫واﻣﻨﻬـ ــﺎ )اﻟﻘـ ــﻮﻣﻲ واﻟﻌـ ــﺎﳌﻲ( اﻟـ ــﺬي ﻳﺘﻄﻠـ ــﺐ ﲡـ ــﺎوز‬
‫اﳊـﺪود اﳉﻐﺮاﻓﻴـﺔ ﺑـﲔ اﻟــﺪول‪ 1‬وﲟﻘـﺪار ﻣـﺎ ان ﻣﺴــﺄﻟﺔ‬
‫اﳊﻘ ــﻮق واﳊﺮﻳ ــﺎت ﺗﻌ ــﺪ ﻣ ــﻦ اﻫ ــﻢ اﳌﺴ ــﺎﺋﻞ اﳉﻮﻫﺮﻳ ــﺔ‬
‫اﻟـ ـ ــﱵ ﻻ ﳝﻜـ ـ ــﻦ ان ﺗﺘﺠﺎﻫﻠﻬـ ـ ــﺎ اﻟـ ـ ــﻨﻈﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـ ـ ــﺔ‬
‫واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﺎ ﺎ اﺧﺘﻠﻔـﺖ ﰲ اﻟﻄـﺮح واﻟﺼـﻴﺎﻏﺔ ‪ ،‬أﻻ‬
‫أ ـ ـ ـﺎ اﺗﻔﻘ ـ ــﺖ ﲨﻴﻌﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌﻀ ـ ــﻤﻮن ‪ .‬واذا ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ‬
‫ﯾﺔ‬ ‫وم اﻟﺳﯾﺎﺳ‬
‫ووﻓﻘ ــﺎ ﳌ ــﺎ ﺗﻘ ــﺪم ﻗﺴ ــﻢ ﺑﻌ ــﺾ اﻟﻔﻘﻬ ــﺎء ﺣﻘ ــﻮق اﻻﻧﺴ ــﺎن‬
‫ﺣﺴﺐ اﳌﻌﻴﺎر اﻟﺰﻣﲏ اﱃ ﺛﻼﺛﺔ اﺟﻴﺎل وﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﳊﻘ ــﻮق اﳌﺪﻧﻴ ــﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳ ــﻴﺔ‪ :‬وﺗﺴ ــﻤﻰ ﻛ ــﺬﻟﻚ‬
‫ﺑـ ـ ـ ــﺎﳊﻘﻮق اﻟﻔﺮدﻳـ ـ ـ ــﺔ او ﺣﻘـ ـ ـ ــﻮق اﻟﺸﺨﺼـ ـ ـ ــﻴﺔ‪،‬‬
‫وﺗﺸﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﺎﰐ‪:8‬‬
‫أ‪ -‬ﺣﺮﻳــﺔ اﻟﺘﻨﻘــﻞ‪ :‬ﲟﻌــﲎ ﺣــﻖ اﻻﻧﺘﻘــﺎل ﻣــﻦ ﻣﻜــﺎن‬
‫اﱃ اﺧ ـ ــﺮ واﳋ ـ ــﺮوج ﻣ ـ ــﻦ اﻟ ـ ــﺒﻼد واﻟﻌ ـ ــﻮدة دون‬
‫ﺗﻘﻴﻴﺪ او ﻣﻨﻊ اﻻ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﺣــﻖ ﺳــﻼﻣﺔ اﻻﻧﺴــﺎن وأﻣﻨــﻪ‪ :‬وﺗﺘﻀــﻤﻦ )اﳊــﻖ‬
‫ﰲ اﳊﻴ ـ ــﺎة واﻻﻋ ـ ــﱰاف ﺑﺎﻟﺸﺨﺼ ـ ــﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ‬
‫وﲢﺮﱘ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ(‪.‬‬
‫ج‪ -‬اﳊﻖ ﰲ اﻟﻌﺪاﻟﺔ )اﳊﻖ ﰲ ﳏﺎﻛﻤﺔ ﻋﺎدﻟﺔ(‪.‬‬
‫د‪ -‬اﳊــﻖ ﰲ ﲪﺎﻳــﺔ اﻟﻨﺸــﺎط اﻟﻔﻜــﺮي‪ :‬ﻣﺜــﻞ )ﺣﺮﻳــﺔ‬
‫اﻟﻔﻜ ـ ــﺮ واﻟـ ـ ــﺪﻳﻦ‪ ،‬اﳊـ ـ ــﻖ ﰲ ﺣﺮﻳـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـﺮأي واﻟﺘﻌﺒـ ـ ــﲑ‬
‫واﻟﺘﻔﻜﲑ وﺿﻤﺎن ﺳﺮﻳﺔ اﳌﺮاﺳﻼت(‪.‬‬
‫ﻫ ـ ـ‪ -‬ﺣﺮﻳ ــﺔ اﻟﻨﺸ ــﺎط اﻟﺴﻴﺎﺳ ــﻲ )اﳊ ــﻖ ﰲ ﺗﺸ ــﻜﻴﻞ‬
‫اﻻﺣﺰاب ‪ ،‬اﻟﺘﺠﻤـﻊ اﻟﺴـﻠﻤﻲ او ﺗﻜـﻮﻳﻦ اﳉﻤﻌﻴـﺎت‬
‫واﳊﻖ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎب (‪.‬‬
‫و‪ -‬اﳊــﻖ ﰲ ﲪﺎﻳــﺔ اﻟﻨﺸــﺎط اﻻﻗﺘﺼــﺎدي وﻳﺘﻀــﻤﻦ‬
‫)اﳊﻖ ﰲ ﲪﺎﻳﺔ اﳌﻠﻜﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ(‪.‬‬
‫‪ -2‬اﳊﻘ ــﻮق اﻻﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ــﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴ ــﺔ‪ :‬وﻫ ــﻲ‬
‫اﳉﻴﻞ اﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ اﳊﻘﻮق وﺗﺴﻤﻰ اﻳﻀﺎ اﳊﻘـﻮق اﳉﻤﺎﻋﻴـﺔ‬
‫وﻫﻲ ﺣﻘﻮق ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻃﺮﻓـﺎ ﰲ ا ﺘﻤـﻊ وﻫـﻲ‬
‫ﺿﺮورة ﻟﺼﻮن ﻛﺮاﻣﺔ اﻻﻧﺴﺎن ‪ ،‬وﺗﺸﻤﻞ ﻣﺎﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫ا‪ -‬اﳊﻖ ﰲ اﻟﻌﻤﻞ ‪ :‬وﺗﺘﻀـﻤﻦ )اﳊﺮﻳـﺔ ﰲ اﺧﺘﻴـﺎر اﻟﻌﻤـﻞ‬
‫‪7‬‬
‫وﰲ اﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺸﻮط ﻋﻤﻞ ﻋﺎدﻟﺔ وﻣﺮﺿﻴﺔ(‪.‬‬
‫}‪{85‬‬
‫ﺔ اﻟﻌﻠ‬ ‫ﻣﺟﻠ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫وﺑ ـ ـﺎﻟﻌﻮدة اﱃ ﺗﻌـ ــﺎرﻳﻒ ﺣﻘـ ــﻮق اﻻﻧﺴـ ــﺎن‬
‫ﳝﻜﻨﻨـﺎ اﻟﻘـﻮل ﺑﺎ ــﺎ ﻣﺘﻨﻮﻋـﺔ ﺑﺘﻨـﻮع ﻣــﻦ ﻋﺮﻓﻮﻫـﺎ ﻓﻬﻨــﺎك‬
‫ﻣ ـ ــﻦ ﻋﺮﻓﻬ ـ ــﺎ ﺑﺎ ـ ــﺎ ) ﺗﻮﻟ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻊ اﻟﻔ ـ ــﺮد وﻻﲢﺘ ـ ــﺎج اﱃ‬
‫ﳑﺎرﺳــﺘﻬﺎ اﱃ اﻋ ـﱰاف اﻟﺪوﻟــﺔ او ﺣــﱴ ﺗــﺪﺧﻠﻬﺎ وإﳕــﺎ‬
‫ﻳﺘﺤ ــﺪد دور اﻟﺪوﻟـ ــﺔ ﲟﺠـ ــﺮد ﺗﻨﻈ ــﻴﻢ اﺳـ ــﺘﻌﻤﺎل ﻫـ ــﺬﻩ‬
‫اﳊﻘ ــﻮق ﻣـ ــﻦ ﻗﺒ ــﻞ اﻻﻓ ـ ـﺮاد ورﻓ ــﻊ اﻟﺘﻌـ ــﺎرض اﶈﺘﻤـ ــﻞ‬
‫ﺑﻴــﻨﻬﻢ اﺛﻨــﺎء اﺳــﺘﻌﻤﺎل ﻫــﺬﻩ اﳊﻘــﻮق(‪ .4‬وﻳﻨﻈــﺮ اﻟﻴﻬــﺎ‬
‫اﻟ ـ ــﺒﻌﺾ ﻋﻠ ـ ــﻰ ا ـ ــﺎ )اﳊﻘ ـ ــﻮق اﻟﻠﺼ ـ ــﻴﻘﺔ ﺑﺎﻻﻧﺴ ـ ــﺎن‬
‫واﳌﺴــﺘﻤﺪة ﻣ ــﻦ ﺗﻜ ــﺮﱘ اﷲ ﻟ ــﻪ وﺗﻔﻀ ــﻴﻠﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﺳ ــﺎﺋﺮ‬
‫اﳌﺨﻠﻮﻗ ــﺎت واﻟ ــﱵ ﺗﺒﻠ ــﻮرت ﻋ ــﱪ ﺗـ ـﺮاﻛﻢ ﺗ ــﺄرﳜﻲ ﻣ ــﻦ‬
‫ﺧـ ـ ــﻼل اﻟﺸ ـ ـ ـﺮاﺋﻊ واﻻﻋ ـ ـ ـﺮاف واﻟﻘ ـ ـ ـﻮاﻧﲔ اﻟﺪاﺧﻠﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﻟﺪوﻟﻴ ـ ـ ــﺔ وﻣﻨﻬ ـ ـ ــﺎ ﻧﺴ ـ ـ ــﺘﻤﺪ وﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﺗﺒ ـ ـ ــﲎ ﺣﻘ ـ ـ ــﻮق‬
‫اﳉﻤﺎﻋــﺎت اﻻﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻣﺴــﺘﻮﻳﺎ ﺎ اﳌﺨﺘﻠﻔــﺔ ﺷــﻌﻮﺑﺎ‬
‫واﳑ ــﺎ ودوﻻ(‪ .5‬وﻳﻌﺮﻓﻬ ــﺎ اﻷﺳ ــﺘﺎذ ﻛ ــﺎرل ﻓ ــﺎزاك ﺑﺄ ــﺎ‬
‫)ﻋﻠ ــﻢ ﻳﺘﻌﻠ ــﻖ ﺑﺎﻟﺸ ــﺨﺺ ﻻﺳ ــﻴﻤﺎ اﻻﻧﺴ ــﺎن اﻟﻌﺎﻣ ــﻞ‬
‫اﻟــﺬي ﻳﻌ ــﻴﺶ ﰲ ﻇــﻞ دوﻟ ــﺔ وﳚــﺐ ان ﻳﺴ ــﺘﻔﻴﺪ ﻣ ــﻦ‬
‫ﲪﺎﻳ ــﺔ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن ﻋﻨ ــﺪ ا ﺎﻣ ــﻪ ﲜﺮﳝ ــﺔ أو ﻋﻨ ــﺪﻣﺎ ﻳﻜ ــﻮن‬
‫ﺿﺤﻴﺔ ﻟﻼﻧﺘﻬـﺎك ﻋـﻦ ﻃﺮﻳـﻖ ﺗـﺪﺧﻞ اﻟﻘﺎﺿـﻲ اﻟـﻮﻃﲏ‬
‫واﳌﻨﻈﻤــﺎت اﻟﺪوﻟﻴــﺔ‪.‬ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐــﻲ ان ﺗﻜــﻮن ﺣﻘﻮﻗــﻪ‪-‬‬
‫إي اﻹﻧﺴ ــﺎن‪-‬وﻻﺳ ــﻴﻤﺎ اﳊ ــﻖ ﰲ اﳌﺴ ــﺎواة ﻣﺘﻨﺎﺳ ــﻘﺔ‬
‫ﻣ ــﻊ ﻣﻘﺘﻀ ــﻴﺎت اﻟﻨﻈ ــﺎم اﻟﻌ ــﺎم(‪.6‬ﻛﻤ ــﺎ ﻳ ــﺘﻢ اﻟﺘ ــﺪاول‬
‫ﺣﻘــﻮق اﻻﻧﺴــﺎن ﺑﺸــﻜﻞ دوﱄ ﻋﻠــﻰ ا ــﺎ )ﺿــﻤﺎﻧﺎت‬
‫ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ﻋﺎﳌﻴ ـ ـ ــﺔ ﲢﻤ ـ ـ ــﻲ اﻻﻓ ـ ـ ـﺮاد وا ﻤﻮﻋ ـ ـ ــﺎت ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﺟﺮاءات اﳊﻜﻮﻣـﺔ اﻟـﱵ ﺗﺘـﺪﺧﻞ ﰲ اﳊﺮﻳـﺔ اﻻﺳﺎﺳـﻴﺔ‬
‫واﻟﻜﺮاﻣــﺔ وﻳﻠــﺰم ﻗــﺎﻧﻮن ﺣﻘــﻮق اﻻﻧﺴــﺎن اﳊﻜﻮﻣــﺎت‬
‫ﺑﻔﻌﻞ اﺷـﻴﺎء ﻣﻌﻴﻨـﺔ وﳝﻨﻌﻬـﺎ ﻣـﻦ ﻓﻌـﻞ اﺷـﻴﺎء اﺧـﺮى(‬
‫ﯾﺔ‬ ‫وم اﻟﺳﯾﺎﺳ‬ ‫ﺔ اﻟﻌﻠ‬ ‫ﻣﺟﻠ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫اﳌﺴــﺘﻌﻤﺮ اﻟﱪﻳﻄــﺎﱐ ﻣــﻦ اﺟــﻞ اﻻﺳــﺘﻘﻼل ﻛــﺎﻧﻮا ﻳﻌﻤﻠــﻮن‬ ‫ب‪ -‬اﳊﻖ ﺑﺎﳌﺴﺎواة ﺑﺎﻻﺟﻮر‪.‬‬
‫ﻋﻠــﻰ ﺑﻠــﻮرة اﻓﻜــﺎرﻫﻢ ﻟﻮﺿــﻌﻬﺎ ﰲ ﻣﻴﺜــﺎق ﻳﻠﺘــﺰم ﺑــﻪ اﳉﻤﻴــﻊ‬ ‫ج‪ -‬اﳊﻖ ﰲ اﻟﻀﻤﺎن اﻻﺣﺘﻤﺎﻋﻲ‪.‬‬
‫وﻳﻀﻤﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ‪.‬‬ ‫د‪ -‬اﳊﻖ ﰲ اﻟﺮاﺣﺔ ‪.‬‬
‫وﺟ ــﺎء اﻋ ــﻼن ﻣﻴﺜ ــﺎق اﻻﺳ ــﺘﻘﻼل ﰲ ‪ 4‬ﲤ ــﻮز‬ ‫ﻫـ‪ -‬اﳊﻖ ﰲ اﻟﱰﺑﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ‪.‬‬
‫‪ 1776‬ﻟﻴﻜﻮن اﳋﻄﻮة اﻻوﱃ ﰲ ﺑﻨﺎء اﳊﻴـﺎة اﻟﺪﺳـﺘﻮرﻳﺔ‬ ‫و‪ -‬اﳊﻖ ﰲ ﺿﻤﺎن ﺻﺤﻲ ‪.‬‬
‫ﰲ اﻟﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤــﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴــﺔ ﻣــﻦ ﺧــﻼل اﳌــﺆﲤﺮ اﻟــﺬي‬ ‫ز‪ -‬اﳊﻘﻮق اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪.‬‬
‫اﻧﻌﻘـ ــﺪ ﰲ ﻓﻴﻼدﻟﻔﻴـ ــﺎ وﻳﻌـ ــﺪ ﻫـ ــﺬا اﻻﻋـ ــﻼن اﻟـ ــﺬي ﺣـ ــﺮرﻩ‬ ‫‪ -3‬ﺟﻴﻞ ﺣﻘﻮق اﻟﺘﻀـﺎﻣﻦ )ﺟﻴـﻞ ﺣﻘـﻮق اﻻﻧﺴـﺎن‬
‫ﺗﻮﻣﺎس ﺟﻔﺮﺳﻮن ﻧﺼﺮا ﻟﻼﻓﻜﺎر اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴـﺔ ‪ ،‬اذ اﺣﺘـﻮى‬ ‫اﳉﺪﻳ ــﺪ ( وﻫـ ــﺬﻩ ﲤﺜ ــﻞ اﳉﻴـ ــﻞ اﻟﺜﺎﻟ ــﺚ ﻣـ ــﻦ اﳊﻘـ ــﻮق‬
‫اﻻﻋــﻼن ﻋﻠــﻰ ﻣﺒــﺎدىء اﳌﺴــﺎواة واﳊﺮﻳــﺔ واﻟﻌﺪاﻟــﺔ وﻋﻠــﻰ‬ ‫اوﻫـ ــﻲ ﻧﺎﺑﻌ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻻﺧـ ــﻮة ﺑ ـ ــﲔ اﻟﺒﺸ ـ ــﺮ وﺗﻀ ـ ــﺎﻣﻨﻬﻢ‬
‫ﺣ ـ ــﻖ اﻟﺸ ـ ــﻌﺐ ﺑﺄﺧﺘﻴ ـ ــﺎر ﺣﻜﺎﻣ ـ ــﻪ وﺗﻐﻴ ـ ــﲑﻫﻢ وﻋ ـ ــﺰﳍﻢ اذا‬ ‫اﳊﻘــﻲ واﻻﻋ ـﱰاف ﺑﺎﻟﻜﺮاﻣــﺔ اﻻﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ ﺗــﺮﺟﻢ‬
‫اﻧﺘﻬﻜ ـﻮا اﳊﻘــﻮق اﻟﺜﺎﺑﺘــﺔ ﻟﻠﻤ ـﻮاﻃﻦ ‪ ،‬ﻓﻘــﺪ ﻧــﺺ ﻋﻠــﻰ )ان‬ ‫رؤﻳﺔ اﳊﻴﺎة داﺧـﻞ ا ﻤﻮﻋـﺔ واﻟـﱵ ﺗﺘﻌﻤـﻖ ﻣـﻦ ﺧـﻼل‬
‫اﷲ ﺧﻠ ــﻖ اﻟﻨـ ــﺎس ﻣﺘﺴـ ــﺎوﻳﲔ ﰲ ﺣـ ــﻖ اﳊﻴـ ــﺎة واﻟﺴـ ــﻌﺎدة(‬ ‫ﺗﻈ ــﺎﻓﺮ ﳎﻬ ــﻮدات ﻛ ــﻞ اﳌﺸ ــﺎرﻛﲔ ﰲ ﺣﻴ ــﺎة ا ﺘﻤـ ــﻊ‬
‫ﻓــﺎﻻﻋﻼن ﻫــﻮ )ﺗﻌﺒــﲑ ﻟﻠﻌﻘﻠﻴــﺔ اﻻﻣﺮﻳﻜﻴــﺔ ( ﺣﺴــﺐ ﻗــﻮل‬ ‫وﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﺎﻳﺄﰐ ‪-:‬‬
‫ﺗﻮﻣﺎس ﺟﻔﺮﺳﻮن‪.9‬‬ ‫ا‪ -‬اﳊﻖ ﰲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ‪.‬‬
‫وﻻﺑ ـ ــﺪ ﺑﺎﻻﺷ ـ ــﺎرﻩ إﱃ ﻣ ـ ــﻮﲤﺮ ﻓﻴﻼدﻟﻔﻴ ـ ــﺎ اﻟ ـ ــﺬي‬ ‫ب‪ -‬اﳊﻖ ﰲ ﺑﻴﺌﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ‪.‬‬
‫اﻧﻌﻘ ـ ــﺪ ﰲ اﻳﻠ ـ ــﻮل ‪1774‬و اﻟ ـ ــﺬي ﺷ ـ ــﺎرك ﻓﻴ ـ ــﻪ )‪(56‬‬ ‫ج‪ -‬اﳊﻖ ﰲ اﻻرث اﻻﻧﺴﺎﱐ اﳌﺸﱰك‪.‬‬
‫ﻣﻨ ــﺪوﺑﺎ ﳝﺜﻠ ــﻮن اﺛﻨ ــﱵ ﻋﺸ ــﺮ ﻣﺴ ــﺘﻌﻤﺮة ﺣﻴ ــﺚ ﻧ ــﺘﺞ ﻋﻨ ــﻪ‬ ‫د‪ -‬اﳊﻖ ﰲ اﻟﺴﻠﻢ ‪.‬‬
‫ﺗﺸ ـ ـ ــﻜﻴﻞ ﳉ ـ ـ ــﺎن داﺋﻤ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﻛ ـ ـ ــﻞ ﻣﺴ ـ ـ ــﺘﻌﻤﺮة ﻣﻨ ـ ـ ــﺬ ﻋ ـ ـ ــﺎم‬ ‫ﻫـ‪ -‬اﳊﻖ ﰲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻻرﻫﺎب‪.‬‬
‫‪ 1773‬ﻣﻬﻤﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻘﻴ ـ ـ ـ ــﺎم ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﺿ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﻘـ ـ ـ ـ ـﻮاﻧﲔ‬ ‫ﻣﺼﺎدر اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ‬
‫اﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳــﺔ واﻟــﺪﻋﻮة ﻟﻠﺘﻌــﺎون ﺑــﲔ اﳌﺴــﺘﻌﻤﺮات اذ اﺻــﺒﺢ‬ ‫إن ﺳــﺮ ﳒــﺎح أي ﻣﺸــﺮوع ﻫــﻮ اﻟﺘﺨﻄــﻴﻂ‬
‫اﻟﺸ ـ ــﻌﺐ اﻻﻣﺮﻳﻜ ـ ــﻲ ﻣﻬﻴﺌ ـ ــﺎ ﻟﻠﺜ ـ ــﻮرة ‪ ،‬ﺑﻌ ـ ــﺪ ان ﺟﻮ ـ ــﺖ‬ ‫اﳌﺘﻘﻦ واﳌﺼﺎﱀ ﳉﻌﻞ ﻫﺬا اﳌﺸـﺮوع ذا دﳝﻮﻣـﺔ وﳒـﺎح‬
‫ﻣﻄــﺎﻟﺒﻬﻢ اﳌﺘﻤﺜﻠــﺔ ﺑﺎﻟﻐــﺎء اﻟﻀـﺮاﺋﺐ اﳉﺪﻳــﺪة ﺑــﺎﻟﺮﻓﺾ ﻣــﻦ‬ ‫‪.‬واﻟﺪﺳــﺘﻮر اﻷﻣﺮﻳﻜــﻲ ﻳﻌــﺪ ﻣــﻦ اﳌﺸــﺎرﻳﻊ اﻟــﱵ اﺗﻘــﻦ‬
‫ﻗﺒﻞ ﻣﻠﻚ اﻧﻜﻠﱰا‪.10‬‬ ‫ﳐﻄﻄ ـ ـ ــﻮﻩ وﺿ ـ ـ ــﻊ اﻻﻓﻜ ـ ـ ــﺎر اﳌﻨﺎﺳ ـ ـ ــﺒﺔ ﻟ ـ ـ ــﻪ ﰲ ﺗﻠ ـ ـ ــﻚ‬
‫وﺣـﺪا ﻫـﺬا ﲟﻤﺜﻠــﻲ اﳌﺴـﺘﻌﻤﺮات اﱃ اﻻﺟﺘﻤــﺎع‬ ‫اﻟﻈـ ــﺮوف اﻟﺼ ـ ــﻌﺒﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﺗﻌﻴﺸ ـ ــﻬﺎ اﻟﻮﻻﻳ ـ ــﺎت‬
‫ﻣــﺮة اﺧــﺮى ﰲ ﻓﻴﻼدﻟﻔﻴــﺎ ﰲ ‪/15‬أﻳــﺎر ‪ 1775/‬واﻟــﺬي‬ ‫اﳌﺘﺤــﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴــﺔ ﺑﺼــﻮرة ﻋﺎﻣــﺔ واوﺿــﻌﻮا اﻟﺪﺳــﺘﻮر‬
‫اﻃﻠ ــﻖ ﻋﻠﻴ ــﻪ اﻟﻜ ــﻮﻧﻐﺮس اﻟﺜ ــﺎﱐ وﺣﻀ ــﺮﻩ ﻛ ــﻞ ﻣ ــﻦ ﺟ ــﻮن‬ ‫ﺑﺼــﻮرة ﺧﺎﺻــﺔ‪ ،‬ﻓــﺎﱃ ﺟﺎﻧــﺐ ﺧﻮﺿــﻬﻢ اﳊــﺮب ﺿــﺪ‬

‫}‪{86‬‬
‫ﯾﺔ‬ ‫وم اﻟﺳﯾﺎﺳ‬
‫ﺑﻌ ـ ــﺾ اﻻﻓﻜ ـ ــﺎر اﻟ ـ ــﱵ ارﺗﻜ ـ ــﺰ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ واﺿ ـ ــﻌﻮا اﻟﺪﺳ ـ ــﺘﻮر‬
‫اﳉﺪﻳﺪ ‪.‬‬
‫‪ -1‬اﻓﻜﺎر ﻟﻮك‪:‬‬
‫اﺛـ ــﺮ اﳌﻔﻜـ ــﺮ اﻻﻧﻜﻠﻴـ ــﺰي ﻟـ ــﻮك )‪-1632‬‬
‫‪ (1704‬ﺑﺸ ــﻜﻞ ﻛﺒ ــﲑ ﻋﻠ ــﻰ اﻓﻜ ــﺎر واﺿ ــﻌﻲ اﻟﺪﺳ ــﺘﻮر‬
‫اﻟﺬﻳﻦ ﻛـﺎﻧﻮا ﻋﻠـﻰ دراﻳـﺔ ﺑﺎﻓﻜـﺎر ه اﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ ﻓﻔـﻲ ﻣﺆﻟﻔـﻪ‬
‫‪Two‬‬ ‫اﻟ ــﺬي ﻛ ــﺎن ﺑﻌﻨـ ـﻮان ) ﻣﻘﺎﻟﺘ ــﺎن ﻋـ ـﻦ اﳊﻜﻮﻣ ــﺔ )‬
‫‪ (Trcatises On Goverment‬اﻟــﱵ اﻛـﺪ ﻓﻴﻬــﺎ ﻟــﻮك‬
‫ان اﻟﺒﺸــﺮ ﻟــﺪﻳﻬﻢ اﻟﻘــﺪرة ﻋﻠــﻰ ﻓﻬــﻢ واﺳــﺘﻴﻌﺎب اﻟﻘــﺎﻧﻮن‬
‫اﻻﻋﻠــﻰ او اﻟﻄﺒﻴﻌــﻲ ‪ ،‬وﻫــﻮ اﻟﻘــﺎﻧﻮن اﻟــﺬي ﳛــﺪد اﺳــﺲ‬
‫وﻣﻌــﺎﻳﲑ اﻟﺴــﻠﻮك اﻻﻧﺴــﺎﱐ ‪،‬وﻣﻨــﻪ ﺗﻨﺒــﻊ اﳊﻘــﻮق اﻟﻄﺒﻴﻌﻴــﺔ‬
‫ﻟﻺﻓ ـ ـﺮاد ﲝ ــﻖ اﳊﻴ ــﺎة وﺣـ ــﻖ اﳊﺮﻳ ــﺔ وﺣ ــﻖ اﳌﻠﻜﻴ ــﺔ ‪ ،‬اﻟـ ــﱵ‬
‫ﻻﳚـ ـ ـ ــﻮز ﻟﻠﺪوﻟـ ـ ـ ــﺔ او اﳊﻜﻮﻣـ ـ ـ ــﺔ ان ﺗﻨﺘﻬﻜﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ‪ .13‬ﰒ ان‬
‫ﻣﺴـﺆوﻟﻴﺔ ﲪﺎﻳـﺔ اﳊﻘـﻮق اﻟﻄﺒﻴﻌﻴـﺔ ﺗﻘـﻊ ﻋﻠـﻰ ﻋـﺎﺗﻖ اوﻟﺌــﻚ‬
‫اﻟــﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮﻟ ــﻮن ﻣﻘﺎﻟﻴــﺪ اﳊﻜ ــﻢ وﺑﺎﻟﺘ ــﺎﱄ ﻳﺼــﺒﺢ ﻣ ــﻦ ﺣ ــﻖ‬
‫اﻟﺸــﻌﺐ اﻻﻃﺎﺣ ــﺔ ﺑﺘﻠ ــﻚ اﳊﻜﻮﻣ ــﺎت اﻟ ــﱵ ﺗﻨﺘﻬ ــﻚ ﻫ ــﺬﻩ‬
‫اﳊﻘ ـ ــﻮق وﻗ ـ ــﺪ ﻋ ـ ــﱪ )ﺟﻔﺮﺳ ـ ــﻮن( ﻋ ـ ــﻦ ذﻟ ـ ــﻚ ﰲ اﻋ ـ ــﻼن‬
‫اﻻﺳ ـ ــﺘﻘﻼل ﺑﻘﻮﻟ ـ ــﻪ‪ ) -:‬ان اﳊﻜﻮﻣ ـ ــﺎت اﳕ ـ ــﺎ ﺗﻘ ـ ــﻮم ﺑ ـ ــﲔ‬
‫اﻟﻨــﺎس ﻟﻜﻔﺎﻟــﺔ ﻫــﺬﻩ اﳊﻘــﻮق ﻣﺴــﺘﻤﺪة ﻗﻮ ــﺎ اﻟﻌﺎدﻟــﺔ ﻣــﻦ‬
‫رﺿــﻰ اﶈﻜــﻮﻣﲔ ‪ ،‬ان ﻣــﻦ ﺣــﻖ اﻟﺸــﻌﺐ اذ ﻣــﺎ اﺿــﺤﻰ‬
‫ﻧﻮع اﳊﻜﻢ ﻗﺎﺿﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠـﻚ اﳊﻘـﻮق ان ﻳﻐـﲑﻩ او ﻳﻠﻐﻴـﻪ‬
‫وان ﻳﻨﺸﻰء ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺟﺪﻳﺪة( ‪.14‬‬
‫‪ -2‬اﳌﺎ ﺟﻨﺎ ﻛﺎرﺗﺎ )اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ( ‪-:‬‬
‫ﺗﻌــﺪ ﻫــﺬﻩ اﻟﻮﺛﻴﻘــﺔ ﻣــﻦ اﻟﻮﺛــﺎﺋﻖ اﳌﻬﻤــﺔ اﻟــﱵ‬
‫ارﺗﻜـ ــﺰ ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ واﺿـ ــﻌﻮا اﻟﺪﺳـ ــﺘﻮر ﻟـ ــﻴﺲ ﳌـ ــﺎ ﲢﺘﻮﻳـ ــﻪ ﻫـ ــﺬﻩ‬
‫اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻣـﻦ ﺣﻘـﻮق ﻓﻘـﻂ واﳕـﺎ ﻟﻜﻮ ـﺎ اﻧﺘﺰﻋـﺖ ﻣـﻦ اﳌﻠـﻚ‬
‫}‪{87‬‬
‫ﺔ اﻟﻌﻠ‬ ‫ﻣﺟﻠ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫ﻫ ـ ــﺎﻧﻜﻮك‪ ،‬ﺑﻨﻴ ـ ــﺎﻣﲔ ﻓ ـ ـ ـﺮاﻧﻜﻠﲔ وﺗﻮﻣ ـ ــﺎس ﺟﻔﺮﺳ ـ ــﻮن‬
‫وﺟ ــﻮرج واﺷ ــﻨﻄﻦ اﻟ ــﺬي اوﻛﻠ ــﺖ اﻟﻴ ــﻪ ﻗﻴ ــﺎدة اﳉ ــﻴﺶ‬
‫ﻓﻴﻤ ــﺎ ﺑﻌ ــﺪ‪ 11‬وﻗ ــﺪ ﻧ ــﺘﺞ ﻋ ــﻦ ﻫ ــﺬا اﻻﺟﺘﻤ ــﺎع ﺗﻘ ــﺪﱘ‬
‫ﺑﻌ ــﺾ اﳊﻠ ــﻮل اﱃ ﻣﻠ ــﻚ اﻧﻜﻠ ـﱰا )ﺟ ــﻮرج اﻟﺜﺎﻟ ــﺚ (‬
‫اﻟـﺬي رﻓـﺾ ﻫــﺬﻩ اﳊﻠـﻮل اﳌﻘﺪﻣـﺔ اﻟﻴــﻪ ‪،‬اﻻﻣـﺮ اﻟــﺬي‬
‫ﻛـ ـ ـ ــﺎن ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﺑ ـ ـ ـ ــﲔ اﻫ ـ ـ ـ ـﻢ اﻻﺳ ـ ـ ـ ــﺒﺎب اﻟـ ـ ـ ــﱵ دﻋ ـ ـ ـ ــﺖ‬
‫اﳌﺴ ـ ـ ــﺘﻌﻤﺮات اﻻﻣﺮﻳﻜﻴ ـ ـ ــﺔ اﱃ اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﻘﻼل واﻋ ـ ـ ــﻼن‬
‫وﺛﻴﻘــﺔ اﻻﺳــﺘﻘﻼل ﺑﻌــﺪ ان ﺗﻘــﺪم اﻟــﺰﻋﻴﻢ ) ﱄ ( وﻫــﻮ‬
‫ﻣــﻦ ﻓﺮﺟﻴﻴﻨ ــﺎ ــﺬا اﳌﻘ ــﱰح ‪ .12‬وﺣﻈ ـّـﻲ ﻫ ــﺬا اﳌﻘ ــﱰح‬
‫ﲟﻮاﻓﻘــﺔ اﳉﻤﻴــﻊ اﻻﻣــﺮ اﻟــﺬي ﻣﻬــﺪ ﻓﻴﻤــﺎ ﺑﻌــﺪ اﱃ ان‬
‫ﺗﺄﺧـﺬ اﻟﻮﻻﻳــﺎت ا ﺘﻤﻌـﺔ ﺷــﻜﻞ اﺧـﺮ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻬــﺎ اﱃ‬
‫اﻻﲢﺎد ‪.‬‬
‫وﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ان اﻟﻮﻻﻳ ـ ـ ـ ــﺎت اﳌﺘﺤ ـ ـ ـ ــﺪة‬
‫اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻣﺮت ﲟﺮﺣﻠﺔ اﻟﻜﻮﻧﻔﺪراﻟﻴﺔ وﻫـﻲ‬
‫اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﻘﺼﲑة ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء أذ ا ﺎ ﺑﺪأت ﻣﻨـﺬ ان‬
‫ﻋﻘ ــﺪ ) اﳌ ــﺆﲤﺮ اﻟﻘ ــﺎري ( ﰲ ‪ /14‬ت‪1781/ 2‬‬
‫واﻟــﺬي ﺻــﺪر ﻋﻨــﻪ اﻟﺪﺳــﺘﻮر اﻟﻜﻮﻧﻔــﺪراﱄ ﻟﻠﻮﻻﻳــﺎت‬
‫اﻟــﺜﻼث ﻋﺸ ــﺮ اﳌﺘﺴ ــﺎوﻳﺔ ﰲ اﻟﺴ ــﻴﺎدة واﺳ ــﺘﻤﺮ ﻟﻐﺎﻳ ــﺔ‬
‫‪/17‬اﻳﻠ ــﻮل ‪ 1787‬وﻫ ــﻮ ﺗ ــﺎرﻳﺦ اﻋ ــﻼن اﻟﺪﺳ ــﺘﻮر‬
‫اﻻﲢ ــﺎد اﻟﻔﻴ ــﺪراﱄ‪ .‬اﻻا ــﺎ ﻇﻠ ــﺖ ﻣﺮﺣﻠ ــﺔ ﻣﻬﻤ ــﺔ ﰲ‬
‫ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤـﺪة ﰲ ﲡﺴـﻴﺪ اﳋﻄـﻮة اﻟﻼﺣﻘـﺔ‬
‫ﰲ اﻋ ـ ــﻼن اﻟﺪوﻟ ـ ــﺔ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴ ـ ــﺔ ودﺳ ـ ــﺘﻮرﻫﺎ اﻻﲢ ـ ــﺎدي‬
‫ﻓﻬ ــﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠ ــﺔ )اﻟﻜﻮﻧﻔﺪراﻟﻴ ــﺔ ( اﱃ ﺟﺎﻧ ــﺐ اﻟﻌﺪﻳ ــﺪ‬
‫ﻣـﻦ اﻻﻓﻜـﺎر واﻟﺘﺠـﺎرب اﻟﺴـﺎﺑﻘﺔ ﻛـﺎن ﳍـﺎ ﺗـﺄﺛﲑ ﻛﺒـﲑ‬
‫ﻋﻠــﻰ واﺿــﻌﻲ اﻟﺪﺳــﺘﻮر اﻻﻣﺮﻳﻜــﻲ وﳝﻜــﻦ ان ﻧــﺪرج‬
‫ﯾﺔ‬ ‫وم اﻟﺳﯾﺎﺳ‬
‫اﻻﺳــﺘﻘﻼل اﻻﰲ اﻟﻔﻘــﺮة اﻻﺧــﲑة ﻣﻨﻬــﺎ واﺳــﺘﻐﺮﻗﺖ ﺷــﺮح‬
‫اﻟﻀ ـ ــﺮورة اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻴﺔ ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ اﻏﻠ ـ ــﺐ اﻟﻮﺛﻴﻘ ـ ــﺔ ‪.‬اذ اﺳ ـ ــﺘﻬﻞ‬
‫اﻻﻋ ــﻼن ﺑﻴـ ــﺎن ﺑﻠﻴـ ــﻎ ﳊﻜﻤ ــﺔ اﻟﺜـ ــﻮرة واﺳـ ــﺒﺎ ﺎ اﻻدﺑﻴـ ــﺔ ‪،‬‬
‫ودواﻓﻌﻬـ ــﺎ ‪ .‬ﰒ ﺷ ـ ــﺮح ﺻ ـ ــﻨﻮف اﻟﺒﻐ ـ ــﻲ وﺟ ـ ــﻮﻩ اﻟﺘﻌﺴ ـ ــﻒ‬
‫اﻟـﺬي ﻣﺎرﺳـﻪ اﻟﺘـﺎج اﻟﱪﻳﻄـﺎﱐ ﻟﺘﻠـﻚ اﻟﻮﻻﻳـﺎت وﻣـﻦ ﺑﻴﻨﻬـﺎ‬
‫اﻧﺘﻬــﺎك ﻣ ـﻮاد ) وﺛﻴﻘــﺔ اﳊﻘــﻮق ( اﻻﳒﻠﻴﺰﻳــﺔ ‪ .‬ﰒ ﺟــﺎء ﰲ‬
‫ﺧﺘﺎﻣ ــﻪ اﻋ ــﻼن اﻻﺳ ــﺘﻘﻼل ﻋ ــﻦ اﻟﺘ ــﺎج اﻟﱪﻳﻄ ــﺎﱐ ‪ .‬وﻣ ــﻦ‬
‫اﳉ ـ ــﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟ ـ ــﺬﻛﺮ اﻧ ـ ــﻪ ﳌ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﺪأ اﻻﻣﺮﻳﻜﻴ ـ ــﻮن اﻟﺘﻔﻜ ـ ــﲑ ﰲ‬
‫اﻻﺳـ ـ ـ ــﺘﻘﻼل ﻛـ ـ ـ ــﺎن ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﻻﻳﺴـ ـ ـ ــﺮ ان ﻳـ ـ ـ ــﺘﻜﻠﻢ اﻋـ ـ ـ ــﻼن‬
‫اﻻﺳ ــﺘﻘﻼل ﻋ ــﻦ اﳊﻘ ـ ـﻮق اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ــﺔ ﻟﻼﻧﺴ ــﺎن ﺑ ــﺪﻻ ﻣـ ــﻦ‬
‫اﻟﻜـ ـ ــﻼم ﻋـ ـ ــﻦ اﳊﻘـ ـ ــﻮق اﻟـ ـ ــﱵ ﻳﻜﻨﻬـ ـ ــﺎ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻌـ ـ ــﺎدي‬
‫ﻟﻼﳒﻠﻴـﺰ‪ .‬وﻣـﻦ اﳌﻌــﺮوف ان اﻟﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤـﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴــﺔ‬
‫ﻣ ــﺮت ﲟ ــﺮﺣﻠﺘﲔ دﺳ ــﺘﻮرﻳﺔ اﻻوﱃ اﳌﺮﺣﻠ ــﺔ اﻻﲢﺎدﻳ ــﺔ وﺗﺒ ــﺪأ‬
‫ﰲ ﻋ ـ ـ ـ ـﺎم ‪ 1781‬ﺑﻌ ــﺪ ان واﻓﻘ ــﺖ ﲨﻴ ــﻊ اﻟ ــﺪول ﻋﻠ ــﻰ‬
‫ﺗﺒــﲏ اﻟﺪﺳــﺘﻮر اﳌﻌــﺮوف ﺑﺄﺳــﻢ ﺷــﺮوط اﻻﲢ ـﺎد اﻟﺘﻌﺎﻫــﺪي‬
‫)‪ (Articles Of Confederation‬واﻟــﺬي ﻳﻘﻀــﻲ‬
‫ﺑﻀــﻢ اﻟــﺪول اﻻﻣﺮﻳﻜﻴــﺔ ﰲ اﲢــﺎد ﻳﻌــﺮف ﺑﺄﺳــﻢ ) اﻟــﺪول‬
‫اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة ( وﺑـﺬﻟﻚ ﲢـﻮل اﻟﻜـﻮﻧﻐﺮس اﻻﻣﺮﻳﻜـﻲ‬
‫ﻣﻦ ﻣﺆﲤﺮ ﻟﻠﺪول اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﱃ ﻧـﻮع ﻣـﻦ اﳊﻜﻮﻣـﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳـﺔ‬
‫ﻟﻠــﺪول اﻻﻣﺮﻳﻜﻴــﺔ اﳌﺘﺤــﺪة وﻛﺎﻧــﺖ اﳍﻴﺌــﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳــﺔ اﻟﻌﻠﻴــﺎ‬
‫اﻟﱵ ﺗﻮﻻﻫﺎ اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس ﻧﻔﺴﻪ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧـﺖ ﺗﻀـﻢ ﻣﻨـﺪوﰊ‬
‫اﻟــﺪول اﻟ ــﺜﻼث ﻋﺸ ــﺮ ﺑﻨﺴ ــﺒﺔ اﺛﻨ ــﲔ ﰲ اﻻﻗ ــﻞ وﺳ ــﺒﻌﺔ ﰲ‬
‫اﻻﻛﺜــﺮ ﺣﺴــﺐ ﻧﺴــﺒﺔ اﻟﺴــﻜﺎن وﻣﺴــﺎﺣﺔ اﻟﺪوﻟــﺔ وﻛﺎﻧــﺖ‬
‫اﻟﺪوﻟ ــﺔ ﻫ ــﻲ اﱄ ﺗ ــﺪﻓﻊ ﻣﺮﺗﺒ ــﺎ ﻢ ‪ 17‬وﺗﻠ ــﺖ ﻫ ــﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠ ــﺔ‬
‫ﻣﺮﺣﻠ ـ ــﺔ ﺟﺪﻳ ـ ــﺪة ) ﻣﺮﺣﻠـ ـ ــﺔ اﻻﲢ ـ ــﺎد اﻷﻣﺮﻳﻜ ـ ــﻲ ( واﻟـ ـ ــﱵ‬
‫اﻧﻄﻠﻘـ ـ ـ ـ ــﺖ ﰲ ‪ /25‬اﻳـ ـ ـ ـ ــﺎر‪ 1787/‬ﺣﻴـ ـ ـ ـ ــﺚ اﺟﺘﻤـ ـ ـ ـ ــﻊ‬
‫}‪{88‬‬
‫ﺔ اﻟﻌﻠ‬ ‫ﻣﺟﻠ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫اﻻﻧﻜﻠﻴ ــﺰي ) ﺟ ــﻮن( اﻧﺘﺰاﻋ ــﺎ ﺑﻌ ــﺪ ﺳ ــﻨﲔ ﻣ ــﻦ اﻟﻘﻬ ــﺮ‬
‫واﻟﻈﻠـ ـ ــﻢ ‪ .‬ﻓﻘـ ـ ــﺪ ﺷ ـ ـ ــﻬﺪ ﻋـ ـ ــﺎم ‪ 1215‬ﰲ رﻳﻨﻤﻴ ـ ـ ــﺪ‬
‫‪ Runnymed‬اﻧﺘـﺰاع اﻟﺸــﻌﺐ ﻟﻮﺛﻴﻘــﺔ )اﳌﺎﺟﻨﺎﻛﺎرﺗــﺎ(‬
‫أي اﻟﻮﺛﻴﻘـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻈﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﳌﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ )ﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮن(‬
‫واﺳﺘﺨﻠﺼـ ــﻬﺎ ﻣﻨ ـ ـﻪ اﺳﺘﺨﻼﺻـ ــﺎ ‪ ،‬اذ ﺣـ ــﺪدت ﻫـ ــﺬﻩ‬
‫اﻟﻮﺛﻴﻘ ـ ـ ــﺔ ﺳ ـ ـ ــﻠﻄﺔ اﳌﻠ ـ ـ ــﻚ واﻋﻄ ـ ـ ــﺖ ﻟﻼﻓـ ـ ـ ـﺮاد ﻋ ـ ـ ــﺪة‬
‫ﺣﻘﻮق‪،‬ﲨﻠ ـ ــﺔ ﲪﺎﻳ ـ ــﺎت ﻫ ـ ــﻲ ﰲ اﻻﻋﺘﺒ ـ ــﺎر ) وﺛﻴﻘ ـ ــﺔ‬
‫اﳊﺮﻳـﺎت( ﻟﻜــﻞ ﻣــﻦ اﻻﻧﻜﻠﻴــﺰ واﻻﻣـﺮﻳﻜﻴﲔ ‪ .15‬وﻗــﺪ‬
‫ﺟ ـ ــﺎءت ﺑﻌ ـ ــﺪ ذﻟ ـ ــﻚ وﺛﻴﻘ ـ ــﺔ اﺧ ـ ــﺮى ﺑﻌ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﺎﻳﻘﺮب‬
‫ارﺑﻌﻤﺎﺋـﺔ ﺳـﻨﺔ وﻫـﻲ وﺛﻴﻘـﺔ )اﻋـﻼن اﳊﻘـﻮق ( ) ‪Bill‬‬
‫‪ (Of Rights‬واﻟﱵ ﺗﻀﻤﻨﺖ اﻟﻌﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ اﳌﻜﺎﺳـﺐ‬
‫ﻟﻼﻓ ـﺮاد ‪ .‬اذ ﻧﺼــﺖ ان ﻟﻜ ــﻞ ﻓــﺮد ﻣ ــﻦ اﻻﻓ ـﺮاد ﺣ ــﻖ‬
‫اﶈﺎﻛﻤ ــﺔ اﻣ ــﺎم ﻫﻴﺌ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﶈﻠﻔ ــﲔ ‪،‬ورﻓ ــﺾ دﻓ ــﻊ أي‬
‫ﺿ ـﺮﻳﺒﺔ ﻻﻳﻘﺮﻫ ــﺎ اﻟﱪﳌ ــﺎن ‪ ،‬ﻛﻤ ــﺎ اﻗ ــﺮت ﻋ ــﺪم دﺧ ــﻮل‬
‫اﳉﻨ ـ ــﻮد ﰲ ﻣﺴ ـ ــﺎﻛﻦ اﻻﻓـ ـ ـﺮاد ‪ ،‬وان ﻻﻳﻌﻠ ـ ــﻦ اﳊﻜ ـ ــﻢ‬
‫اﻟﻌﺮﰲ اﻻﰲ وﻗﺖ اﳊﺮب‪.‬‬
‫ﻟﻘ ــﺪ ﻛﺎﻧ ــﺖ ﻫ ــﺬﻩ اﳌﺒ ــﺎدئ ﺟـ ـﺰاء ﻣ ــﻦ‬
‫ﻗﻮاﻋ ـ ـ ـ ــﺪ اﳊﻜ ـ ـ ـ ــﻢ وأﺻ ـ ـ ـ ــﻮﻟﻪ ﰲ اﻟﻮﻻﻳ ـ ـ ـ ــﺎت اﳌﺘﺤ ـ ـ ـ ــﺪة‬
‫اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﻌﺪ أن ﲪﻠﻬﺎ ﻣﻌﻬﻢ اﳌﺴـﺘﻌﻤﺮون اﻻﳒﻠﻴـﺰ‬
‫ﻋﱪ اﻟﺒﺤﺎر إﱃ اﻟﻘﺎرة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬وﺛﻴﻘﺔ اﻻﺳﺘﻘﻼل ‪-: 16‬‬
‫ﺟ ــﺎءت وﺛﻴﻘ ــﺔ )اﻋ ــﻼن اﻻﺳ ــﺘﻘﻼل (‬
‫ﰲ ﺣﻘﻴﻘــﺔ اﻻﻣــﺮ ﺗﻮﻛﻴــﺪا ﻟﺘﻠــﻚ اﳌﺒــﺎدىء اﻟــﱵ ﺣﻮ ــﺎ‬
‫وﺛﻴﻘﺘ ــﺎ )اﳌﺎﺟﻨ ــﺎ ﻛﺎرﺗ ــﺎ ( و)اﻋ ــﻼن اﳊﻘ ــﻮق(‪ .‬ﻓﻤ ــﻦ‬
‫ﺧـ ــﻼل اﻻﻃ ـ ــﻼع ﻋﻠ ـ ــﻰ وﺛﻴﻘ ـ ــﺔ اﻋ ـ ــﻼن اﻻﺳ ـ ــﺘﻘﻼل‬
‫اﻟﺼﺎدرة ‪ /4‬ﲤﻮز ‪ .1776/‬ﳒﺪ اﻧﻪ ﱂ ﻳﻌﻠـﻦ ﻓﻴﻬـﺎ‬
‫ﯾﺔ‬ ‫وم اﻟﺳﯾﺎﺳ‬
‫ﻣـﻦ اﻟﺘﻨــﺎزﻻت و اﳊﻠـﻮل اﻟﻮﺳــﻂ ﻣـﻦ اﻻﺗﻔــﺎق اﱃ ﺷــﻜﻞ‬
‫اﻟﺪﺳـ ــﺘﻮر اﻟـ ــﺬي أﻗـ ــﺮ ﻋـ ــﺎم ‪ 1789‬وﺑـ ــﺬﻟﻚ اﺗﻀـ ــﺤﺖ‬
‫ﺻﻮرة اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻻﲢﺎدي اﳉﺪﻳﺪ ‪.‬‬
‫ﺣﻜﻮﻣـ ـﺔ اﳌﺴ ــﺘﻌﻤﺮات وﻗ ــﺪ اﺧﺘ ــﺎر اﳉﻤﻴ ــﻊ )ﺟ ــﻮرج‬
‫واﺷﻨﻄﻦ( رﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﻤﺆﲤﺮ‪ ،‬وﻛﺎن اﳍﺪف اﻟﺮﺋﻴﺴـﻲ ﻣـﻦ‬
‫ﺿﻤﺎﻧﺎت اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن‬
‫ﺗﺸ ــﲑ اﻟﻌﺪﻳ ــﺪ ﻣ ــﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑ ــﺎت اﱃ وﺟ ــﻮب‬
‫ﺗــﻮﻓﺮ ﺿــﻤﺎﻧﺎت ﲪﺎﻳــﺔ ﺗﻀــﻤﻦ ﺣﻘــﻮق اﻻﻧﺴــﺎن وﲪﺎﻳﺘﻬــﺎ‬
‫ﺑﺸـ ــﻜﻞ ﻣﻨﺎﺳـ ــﺐ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺼـ ــﻌﻴﺪ اﻟـ ــﻮﻃﲏ و اﻟـ ــﱵ ﺗﺄﺧـ ــﺬ‬
‫اﺷﻜﺎل ﻣﺘﻌﺪدة ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﺷـﻜﻞ ﺿـﻤﺎﻧﺎت دﺳـﺘﻮرﻳﺔ او‬
‫ﻗﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ )ﺳ ـﻮاء أﻛﺎﻧــﺖ ﺑــﺎﻟﻨﺺ اﻟﺪﺳــﺘﻮري او وﻓــﻖ ﻣﺒــﺪأ‬
‫ﺳﻴﺎدة اﻟﻘﺎﻧﻮن ( واﺧـﺮى ﻋﻠـﻰ ﺷـﻜﻞ ﺿـﻤﺎﻧﺎت ﺳﻴﺎﺳـﻴﺔ‬
‫أي ﻣ ــﻦ ﺧ ــﻼل اﳌﻤﺎرﺳ ــﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳ ــﻴﺔ ﻟﻠﺴ ــﻠﻄﺔ وﺗ ــﺪاوﳍﺎ ‪،‬‬
‫واﻟﱵ ﳝﻜﻦ ان ﻧﺪرﺟﻬﺎ وﻓﻖ اﻻﰐ‪-:19‬‬
‫أ‪ -‬اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ ‪-:‬‬
‫وﳝﻜﻦ ان ﺗﺎﺧﺬ ﻫﺬﻩ اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﺷﻜﺎل ﻋﺪة ﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺗ ــﺎﰐ ﻣﺴ ــﺎﻟﺔ اﻟ ــﻨﺺ اﻟﺪﺳ ــﺘﻮري ﻋﻠ ــﻰ ﺣﻘ ــﻮق‬
‫اﻻﻧﺴ ــﺎن ﰲ ﻣﻘﺪﻣ ــﺔ اﻫ ــﻢ اﻟﻴ ــﺎت اﳊﻤﺎﻳ ــﺔ ﻛ ــﻮن‬
‫اﻟﺪﺳـ ـ ــﺘﻮر ﻫ ـ ـ ــﻮ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻻﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ــﺬي ﻳﺒ ـ ـ ــﲔ‬
‫اﻟﻘﻮاﻋـﺪ اﻻﺳﺎﺳــﻴﺔ ﻟﺸـﻜﻞ اﻟﺪوﻟــﺔ وﻧﻈـﺎم اﳊﻜــﻢ‬
‫ﻓﻴﻬـ ـ ــﺎ وﻳـ ـ ــﻨﻈﻢ اﻟﺴـ ـ ــﻠﻄﺎت اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ ﺣﻴـ ـ ــﺚ‬
‫اﻟﺘﻜ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻳﻦ واﻻﺧﺘﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺎص واﻟﻌﻼﻗـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﲔ‬
‫اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺎت وﺣ ـ ــﺪود ﻛ ـ ــﻞ ﺳ ـ ــﻠﻄﺔ‪ ،‬واﻟﻮاﺟﺒـ ـ ــﺎت‬
‫واﳊﻘــﻮق اﻷﺳﺎﺳــﻴﺔ ﻟﻼﻓ ـﺮاد واﳉﻤﺎﻋــﺎت وﻳﻀ ــﻊ‬
‫اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت ﳍﺎ ﲡﺎﻩ اﻟﺴﻠﻄﺔ‪ ،‬ﻣﻦ اﳉـﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟـﺬﻛﺮ‬
‫ان اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻻﻣﺮﻳﻜﻲ ﻗﺪ ﻧﺺ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣـﻦ‬
‫}‪{89‬‬
‫ﺔ اﻟﻌﻠ‬ ‫ﻣﺟﻠ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫ﺑﻔﻴﻼدﻟﻔﻴ ـ ــﺎ ﲬﺴ ـ ــﺔ وﲬﺴ ـ ــﻮن ﻣﻨ ـ ــﺪوﺑﺎ ﳝﺜﻠ ـ ــﻮن اﺛﻨ ـ ــﱵ‬
‫ﻋﺸــﺮ وﻻﻳــﺔ أﻛﺜــﺮ ﻫــﻮﻻء اﳌﻨــﺪوﺑﲔ ﻣــﻦ ذوي اﳋــﱪة‬
‫ﰲ اﻟﺸ ـ ــﻮؤن اﻟﻌﺴ ـ ــﻜﺮﻳﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ وﳑ ـ ــﻦ ﻋﻤﻠـ ـ ـﻮا ﰲ‬
‫اﻧﻌﻘﺎد ﻫﺬا اﳌﺆﲤﺮ ﻫﻮ )ﻣﺮاﺟﻌـﺔ ﺑﻨـﻮد اﻻﲢـﺎد( اﻻ ان‬
‫زﻋﻤﺎء اﳌﺆﲤﺮ ﲤﻜﻨﻮا ﻣـﻦ ﺗﻮﺟﻴـﻪ اﳌـﺆﲤﺮ اﱃ اﲡـﺎﻩ اﺧـﺮ‬
‫‪ ،‬وﻫ ــﻮ اﻟﺴ ــﻌﻲ ﻟﻮﺿ ــﻊ دﺳ ــﺘﻮر ﺟﺪﻳ ــﺪ ﻳﻨﺎﺳ ــﺐ ﻛ ــﻞ‬
‫ﻓﺌــﺎت ا ﺘﻤــﻊ اﻻﻣﺮﻳﻜــﻲ ﻋﻠــﻰ اﺧــﺘﻼف ﺳــﻼﻻ ﻢ‬
‫وﺟﻨﺴ ـ ــﻴﺎ ﻢ اﻻﺻـ ـ ــﻠﻴﺔ وﻣﻌـ ـ ــﺎﳌﻬﻢ اﻻﻗﺘﺼـ ـ ــﺎدﻳﺔ‪،‬وﻗﺪ‬
‫واﺟ ــﻪ ا ﺘﻤﻌ ــﻮن ﻣﺼ ــﺎﻋﺐ ﻋ ــﺪة ﲤﻜﻨـ ـﻮا ﻣ ــﻦ ﺣﻠﻬ ــﺎ‬
‫ــﺪوء‪ ،‬واﺑـ ــﺮز ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﺼـ ــﻌﻮﺑﺎت ﻫـ ــﻲ اﻟﺘﻮﻓﻴـ ــﻖ ﺑـ ــﲔ‬
‫اﻟﺘﻴ ـ ــﺎرﻳﻦ اﻻﺳﺎﺳ ـ ــﻴﲔ ﰲ اﳌ ـ ــﺆﲤﺮاذ ﻛ ـ ــﺎن اﻻول ﺗﻴ ـ ــﺎر‬
‫ﻓﻴﺪراﱄ )‪ (Federalist‬ﺗﺰﻋﻤﻪ ﺟـﻮرج واﺷـﻨﻄﻦ‬
‫وﺳﺎﻧﺪﺗﻪ وﻻﻳﺔ ﻓﺮﺟﻴﻴﻨﻴﺎ واﻟﺬي اﻗﱰح ﺣﻜﻮﻣـﺔ وﻃﻨﻴـﺔ‬
‫ﺗﺘ ـ ــﻮﱃ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸ ـ ـﺮﻳﻌﻴﺔ ﳎﻠﺴ ـ ــﺎن )ا ﻠ ـ ــﺲ‬
‫اﻻﻋﻠ ـ ــﻰ ( وﲤﺜ ـ ــﻞ ﻓﻴ ـ ــﻪ اﻟﻮﻻﻳ ـ ــﺎت ﲟ ـ ــﺎ ﻳﻨﺎﺳ ـ ــﺐ ﻣ ـ ــﻊ‬
‫ﺣﺠﻤﻬﺎ وﺛﺮو ﺎ وﻳﻨﺘﺨﺐ اﻟﺸﻌﺐ اﻻﻣﺮﻳﻜـﻲ اﻻﺧـﺮ‬
‫‪،‬اﳍــﺪف ﻣﻨــﻪ اﻻﻗــﻼل ﻣــﻦ ﺳــﻠﻄﺔ ﳎــﺎﻟﺲ اﻟﻮﻻﻳــﺎت‬
‫وﺟﻌ ــﻞ اﳌـ ـﻮاﻃﻨﲔ ﳝﺜﻠ ــﻮن ﰲ اﻟﻜ ــﻮﻧﻐﺮس ﻣ ــﻦ ﻗﺒﻠ ــﻪ ‪،‬‬
‫وﰲ ﻫ ـ ــﺬا ﲡ ـ ــﺎوز ﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺎت اﻟ ـ ــﺪول‪ .18‬اﻣ ـ ــﺎ اﻟﺘﻴ ـ ــﺎر‬
‫اﻻﺧ ــﺮ ﻓﻬ ــﻮ ﺗﻴ ــﺎر ﳏ ــﺎﻓﻆ ﻗﺎدﺗ ــﻪ اﻟﻮﻻﻳ ــﺎت اﻟﺼ ــﻐﲑة‬
‫‪.‬ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺮﻏﺐ ﺑﻘﻴﺎم ﺣﻜﻢ ﻣﺮﻛـﺰي ﻗـﻮي ﺗـﺬوب ﰲ‬
‫ﻇﻠــﻪ ﻛﻴﺎﻧــﺎت اﻟﻮﻻﻳــﺎت اﻟﺼــﻐﺮى‪ .‬وﻋﻠــﻰ اﻟــﺮﻏﻢ ﻣــﻦ‬
‫ﺗﻌﺎرﺿ ـ ــﻪ اﳌﺸ ـ ــﺮوﻋﲔ )اﻟﺘﻴ ـ ــﺎرﻳﻦ ( و ﺗﺒﺎﻋ ـ ــﺪﻫﻢ ﻓ ـ ــﺄن‬
‫ا ﺘﻤﻌــﲔ ﲤﻜﻨ ـﻮا ﺑﻌــﺪ أﺟﺘﻤﺎﻋ ــﺎت ﻃﻮﻳﻠــﺔ و ﺳﻠﺴ ــﺔ‬
‫ﯾﺔ‬ ‫وم اﻟﺳﯾﺎﺳ‬
‫اﻟﺴـﻠﻄﺎت اﻟﻌﺎﻣــﺔ ان ﺗﻘـﻮم ﻛــﻞ واﺣــﺪة ﻣﻨﻬـﺎ ﺑﻮﻇﻴﻔــﺔ ﻣــﻦ‬
‫وﻇـ ــﺎﺋﻒ اﻟﺪوﻟـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ان ﺗﻘـ ــﻮم ﻛـ ــﻞ ﺳـ ــﻠﻄﺔ ﻣـ ــﻦ ﻫـ ــﺬﻩ‬
‫اﻟﺴــﻠﻄﺎت ﲟﺮاﻗﺒــﺔ اﻟﺴــﻠﻄﺎت اﻻﺧــﺮى ﻟﻜــﻲ ﺗﻮﻗﻔﻬــﺎ ﻋﻨــﺪ‬
‫ﺣﺪﻫﺎ اذ ﲡﺎوزت ﺣـﺪود ﺳـﻠﻄﺘﻬﺎ او أﺳـﺎت اﺳـﺘﻌﻤﺎﳍﺎ‪.‬‬
‫ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ اﻋﺘ ـ ــﱪ ﻣﺒ ـ ــﺪأ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ﺑ ـ ــﲔ اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺎت ﺿ ـ ــﻤﺎﻧﺔ‬
‫اﺳﺎﺳـﻴﺔ ﻣــﻦ اﻟﻀــﻤﺎﻧﺎت اﻟــﱵ ﺗﻜﻔــﻞ اﳊﺮﻳــﺔ وﺗﺼــﻮ ﺎ ﻣــﻦ‬
‫ﻛﻞ اﻋﺘﺪاء ‪ ،‬ووﺳﻴﻠﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﳌﻨـﻊ اﺳـﺘﺒﺪاد اﳍﺌﻴـﺎت اﻟﻌﺎﻣـﺔ‬
‫وﺗﻌﺴ ــﻔﻬﺎ ﰲ اﺳ ــﺘﻌﻤﺎل ﺳ ــﻠﻄﺘﻬﺎ‪ .‬واﳌﻴ ــﺰة اﻻﺧ ــﺮى ﳌﺒ ــﺪأ‬
‫اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ ﺑ ـ ــﲔ اﳍﻴﺌ ـ ــﺎت ﻫ ـ ــﻲ اﳌﺴ ـ ــﺎﳘﺔ ﰲ ﲢﻘﻴ ـ ــﻖ دوﻟ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻘــﺎﻧﻮن ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫــﺎ ﺿــﻤﺎﻧﺔ اﺳﺎﺳــﻴﺔ ﻣــﻦ اﻟﻀــﻤﺎﻧﺎت اﻟــﱵ‬
‫ﺗﻜﻔـﻞ ﻗﻴــﺎم دوﻟــﺔ اﻟﻘــﺎﻧﻮن واﻟﻌـﻴﺶ ﻓﻴﻬــﺎ ﲝﻘــﻮق ﻣﻀــﻤﻮﻧﺔ‬
‫وﻓﻖ ﻫﺬا اﳌﺒﺪأ ‪.‬‬
‫اﻣ ــﺎ اﳌﻴ ــﺰة اﳌﻬﻤ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﳝﻜ ــﻦ ﺟﻨﻴﻬ ــﺎ ﻣ ــﻦ ﻓﻮاﺋ ــﺪ‬
‫ﺗﻘﺴ ــﻴﻢ وﻇ ــﺎﺋﻒ اﻟﺪوﻟ ــﺔ ﻓﺘ ــﺄﰐ ﺑﺘﻮزﻳ ــﻊ اﳌﻬ ــﺎم واﻟﻮﻇ ــﺎﺋﻒ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ اﻟﺪوﻟﺔ‪ .‬ﺑﲔ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺜﻼث واﻟـﱵ ﺗﻌـﻮد ﻣـﻦ‬
‫ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺒـﺪأ ﺗﻘﺴـﻴﻢ اﻟﻌﻤـﻞ واﻟﺘﺨﺼـﺺ ﻓﻴـﻪ واﻟـﺬي ﻳﻨـﺘﺞ‬
‫ﻋﻨــﻪ إﺗﻘــﺎن ﻛــﻞ ﺳــﻠﻄﺔ ﻟﻌﻤﻠﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺧــﲑ وﺟــﻪ ﳑــﺎ ﳛﻘــﻖ‬
‫ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳــﺔ ﺣﺴــﻦ ﺳــﲑ اﻟﻌﻤــﻞ ﰲ ﻛــﻞ ا ــﺎﻻت اﻟﺮﺋﻴﺴــﻴﺔ‬
‫ﰲ اﻟﺪوﻟــﺔ‪ .‬ﳍــﺬا ﻓــﺄن ﻣﺒــﺪأ اﻟﻔﺼــﻞ ﺑــﲔ اﻟﺴــﻠﻄﺎت ﺗﻌــﺪ‬
‫ﻣ ـ ــﻦ أﻫ ـ ــﻢ اﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﻳﺘﻤﺘ ـ ــﻊ ـ ــﺎ اﻟﻔ ـ ــﺮد ﲝﻘﻮﻗ ـ ــﻪ‬
‫وﺣﺮﻳﺎﺗﻪ اﻟﱵ ﻛﻔﻠﻬﺎ ﻟﻪ اﻟﺪﺳﺘﻮر‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪-:‬‬
‫اﳌﻘﺼ ـ ــﻮد ﺑﺎﻟﻀ ـ ــﻤﺎﻧﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳ ـ ــﻴﺔ ﳊﻘ ـ ــﻮق‬
‫اﻻﻧﺴ ـ ــﺎن وﺟ ـ ــﻮد ارادة ﺳﻴﺎﺳ ـ ــﻴﺔ وﻧﻈ ـ ــﺎم ﺳﻴﺎﺳ ـ ــﻲ ﻳ ـ ــﺆﻣﻦ‬
‫ﲝﻘﻮق اﻻﻧﺴﺎن وﺣﺮﻳﺎﺗﻪ اﻻﺳﺎﺳﻴﺔ‪.‬‬
‫اﺳـ ـ ــﺘﻌﻤﺎﳍﺎ ‪ . 20‬ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ ﳛ ـ ـ ــﺘﻢ ﻣﺒـ ـ ــﺪأ اﻟﻔﺼ ـ ـ ــﻞ ﺑ ـ ـ ــﲔ‬
‫}‪{90‬‬
‫ﺔ اﻟﻌﻠ‬ ‫ﻣﺟﻠ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫اﻟﻨﺼـ ــﻮص اﻟﺪﺳـ ــﺘﻮرﻳﺔ اﻟـ ــﱵ ﺗﻜﻔـ ــﻞ ﺣﻘـ ــﻮق‬
‫اﻻﻧﺴﺎن وﻃﺮق ﳑﺎرﺳﺘﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻳﻌﺘ ـ ـ ـ ــﱪ ﻣﺒـ ـ ـ ـ ــﺪا ﺳـ ـ ـ ـ ــﻴﺎدة اﻟﻘـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﺣـ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﻟﻀ ــﻤﺎﻧﺎت اﻻوﱃ اﳌﺒﺪﺋﻴ ــﺔ ﳊﻤﺎﻳ ــﺔ ﺣﻘ ــﻮق‬
‫اﻻﻧﺴ ــﺎن ﺣﻴ ــﺚ ﲣﻀ ــﻊ ﺳ ــﻠﻄﺔ اﳊ ــﺎﻛﻢ ﰲ‬
‫اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻘﺎﻧﻮن ﺧﻀﻮع اﶈﻜﻮﻣﲔ ﻟﻪ‪.‬‬
‫وﺳﻴﺎدة اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻻﺗﻌـﲏ وﺟـﻮد اﻟﻘـﺎﻧﻮن‬
‫ﻓﻘﻂ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﻀﻤﻮﻧﻪ وﳏﺘﻮاﻩ اذ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ان‬
‫ﻳﻀــﻤﻦ اﻟﻘــﺎﻧﻮن اﺣـﱰام اﻻﻧﺴــﺎن وﺣﺮﻳﺎﺗــﻪ وﻫــﻮ ﻣﺒــﺪأ‬
‫ﻗـ ــﺎﺋﻢ ﻋﻠـ ــﻰ رﻛﻴ ـ ـﺰﺗﲔ أﺳﺎﺳـ ــﻴﺘﲔ ﳘـ ــﺎ ﻻ ﺟﺮﳝـ ــﺔ دون‬
‫ﻧ ـ ــﺺ وﻻﻋﻘﻮﺑ ـ ــﺔ دون ﺣﻜ ـ ــﻢ ﻗﻀ ـ ــﺎﺋﻲ ﺻ ـ ــﺎدر ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﳏﻜﻤﺔ ﳐﺘﺼﺔ وﻓﻘـﺎ ﻟﻠﻘـﺎﻧﻮن ‪ .‬اﻻ ان ﻣـﻦ اﻟﻀـﺮوري‬
‫وﺟﻮد رﻗﺎﺑـﺔ ﻗﻀـﺎﺋﻴﺔ ﳊﻘـﻮق اﻻﻧﺴـﺎن ﺗﺘﻤﺜـﻞ ﺑﺎﻟﺮﻗﺎﺑـﺔ‬
‫اﻟﻘﻀــﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠــﻰ دﺳــﺘﻮرﻳﺔ اﻟﻘ ـﻮاﻧﲔ واﻟﺮﻗﺎﺑــﺔ اﻟﻘﻀــﺎﺋﻴﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻋﻤﺎل اﻟﺪاﺋﺮة ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﻣﺒﺪأ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﲔ اﻟﺴـﻠﻄﺎت ﻫـﻮ إن أﻫـﻢ‬
‫ﻣـ ــﺎ ﳝﻴـ ــﺰ ﻣﺒـ ــﺪأ اﻟﻔﺼـ ــﻞ ﺑـ ــﲔ اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺎت‬
‫ﺗﻮزﻳــﻊ اﻻﺧﺘﺼﺎﺻــﺎت ﻟﻠﺴــﻠﻄﺎت اﻟﺜﻼﺛــﺔ‬
‫) اﻟﺘﺸـ ـﺮﻳﻌﻴﺔ – اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳ ــﺔ – اﻟﻘﻀ ــﺎﺋﻴﺔ (‬
‫اﳌﻨﻔﺼـﻠﺔ ﻣـﻊ وﺟـﻮد ﺗﻌـﺎون ﻓﻴﻤـﺎ ﺑﻴﻨﻬــﺎ ‪،‬‬
‫اذا ﺟ ــﺎء ﻫ ــﺬا اﳌﺒ ــﺪأ ﻟﻴﺆﻛ ــﺪ ﻋﻠ ــﻰ ﺻ ــﻴﺎﻧﺔ‬
‫اﳊﺮﻳﺔ وﻣﻨﻊ اﻻﺳﺘﺒﺪاد ‪.‬‬
‫اذ أﻛ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣﻀ ـ ـ ـ ـ ــﻤﻮن اﻟﻔﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﲔ‬
‫اﻟﺴ ــﻠﻄﺎت ﻛﻤ ــﺎ اوﺿ ــﺤﻪ اﳌﻔﻜ ــﺮون اﱃ ﻋ ــﺪم ﺗﺮﻛﻴ ــﺰ‬
‫اﻟﺴ ـ ـ ــﻠﻄﺎت ﰲ ﻳ ـ ـ ــﺪ ﻫﺌﻴ ـ ـ ــﺔ واﺣ ـ ـ ــﺪة ﺣ ـ ـ ــﱴ ﻻﻳﺴ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﯾﺔ‬ ‫وم اﻟﺳﯾﺎﺳ‬
‫ﺑﻮﺳ ــﻄﻦ ﻟ ـ ــ)ﺟﻮن آدﻣـ ــﺰ( ﰲ ﻋ ــﺎم ‪ 1725‬ﺑﻘﻮﻟـ ــﻪ‪) :‬ان‬
‫دراﺳﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ اﳌﺜﺎﱄ اذا ﱂ ﺗﻜﻦ ﺿﺮورﻳﺔ ﻓﻬﻲ‬
‫إﳒﻠــﱰا ﰲ ﻣﻬﻤــﺔ ﻟﺮﺟــﻞ اﻟﻘــﺎﻧﻮن اﻻﻣﺮﻳﻜــﻲ(‪ .22‬ﻟــﺬا ﻧــﺮى‬
‫ﻣـ ــﻦ اﻟﻀـ ــﺮوري ان ﻧﺒـ ــﲔ أﻫـ ــﻢ اﳊﻘـ ــﻮق واﳊﺮﻳـ ــﺎت* اﻟـ ــﱵ‬
‫ﺗﻀ ـ ــﻤﻨﻬﺎ اﻟﺪﺳ ـ ــﺘﻮر ﺳ ـ ـ ـﻮاءﰲ اﺻ ـ ــﻞ ﺑﻨ ـ ــﻮد اﻟﺪﺳ ـ ــﺘﻮر او‬
‫ﺗﻌﺪﻳﻼﺗـ ـ ــﻪ اﻟﻼﺣﻘـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﱵ ﻋﺮﻓـ ـ ــﺖ ﻓﻴﻤـ ـ ــﺎ ﺑﻌـ ـ ــﺪ ﺑ ـ ـ ــ)وﺛﻴﻘﺔ‬
‫اﳊﻘﻮق( اواﻟﺘﻌـﺪﻳﻼت اﻷﺧـﺮى**‪ .‬ﻟﻜـﻦ ﺑﻌـﺪ ان ﻧﻮﺿـﺢ‬
‫اﻟﻄﺮﻳﻘـﺔ او اﻻﻟﻴــﺔ اﻟــﱵ ﻳــﺘﻢ ﻣـﻦ ﺧﻼﳍــﺎ ﺗﻌــﺪﻳﻞ اﻟﺪﺳــﺘﻮر‪،‬‬
‫اذﻧﺼ ــﺖ اﳌ ــﺎدة )‪ (5‬ﻣـ ــﻦ اﻟﺪﺳ ــﺘﻮر )ﻳﻘ ــﱰح اﻟﻜـ ــﻮﻧﻐﺮس‬
‫ادﺧــﺎل ﺗﻌــﺪﻳﻼت ﻋﻠــﻰ اﻟﺪﺳــﺘﻮر اذ رأى ﺛﻠﺜــﺎ اﻻﻋﻀ ـﺎء‬
‫ﰲ ﻛــﻞ ﻣــﻦ ا ﻠﺴــﲔ ﺿــﺮورة ﻟــﺬﻟﻚ‪ ،‬وﻟــﻪ ان ﻳــﺪﻋﻮ ﺑﻨــﺎء‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻃﻠــﺐ ا ــﺎﻟﺲ اﻟﺘﺸ ـﺮﻳﻌﻴﺔ ﰲ ﺛﻠﺜــﻲ ﻋــﺪد اﻟﻮﻻﻳــﺎت‬
‫اﱃ ﻋﻘــﺪ ﻣــﺆﲤﺮ ﻻﻗ ـﱰاح اﻟﺘﻌــﺪﻳﻼت اﻟــﱵ ﺗﺼــﺒﺢ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺔ‬
‫ﰲ ﲨﻴ ــﻊ ﻣﻘﺎﺻ ــﺪﻫﺎ واﻫ ــﺪاﻓﻬﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫ ــﺎ ﺟ ــﺰء ﻣ ــﻦ ﻫ ــﺬا‬
‫اﻟﺪﺳ ــﺘﻮر ﰲ أي ﻣ ــﻦ اﳊ ــﺎﻟﺘﲔ ﻣ ــﺎان ﺗ ــﺘﻢ اﳌﻮاﻓﻘ ــﺔ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ‬
‫ﺑﻮاﺳـ ـ ــﻄﺔ ا ـ ـ ــﺎﻟﺲ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻌﻴﺔ ﻟـ ـ ــﺜﻼث ارﺑـ ـ ــﺎع اﻟﻮﻻﻳـ ـ ــﺎت‬
‫اﳌﺨﺘﻠﻔــﺔ او ﺑﻮاﺳــﻄﺔ اﳌــﺆﲤﺮات ﰲ ﺛــﻼث ارﺑــﺎع اﻟﻮﻻﻳــﺎت‬
‫‪23‬‬
‫وﻓﻖ ﻣﺎ ﻳﻘﱰﺣﻪ اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس ( ‪.‬‬
‫وﻣـ ــﻦ اﳌﻼﺣـ ــﻆ ان اﻏﻠـ ــﺐ اﻟﺘﻌـ ــﺪﻳﻼت ﺟـ ــﺎءت‬
‫ﻋــﻦ ﻃﺮﻳــﻖ اﻗ ـﱰاح ﺗﻘــﺪم ﺑــﻪ اﻟﻜــﻮﻧﻐﺮس ﰒ ﺻــﺎدﻗﺖ ﻋﻠﻴــﻪ‬
‫ا ــﺎﻟﺲ اﻟﺘﺸ ـﺮﻳﻌﻴﺔ ﻟــﺜﻼث ارﺑــﺎع اﻟﻮﻻﻳــﺎت وﻫــﻲ اﻟﻨﺴــﺒﺔ‬
‫اﳌﻄﻠﻮﺑـ ـ ـ ــﺔ ﻻﺟ ـ ـ ـ ـﺮاء اﻟﺘﻌـ ـ ـ ــﺪﻳﻞ‪ .‬اﻣـ ـ ـ ــﺎ ﺣﻘﻴﻘـ ـ ـ ــﺔ اﻷﻣ ـ ـ ـ ــﺮ إن‬
‫اﻟﺘﻌ ـ ــﺪﻳﻼت وآﻟﻴﺎ ـ ــﺎ ﺟ ـ ــﺎءت ﺑﺄﻏﻠ ـ ــﺐ اﻷﺣﻴ ـ ــﺎن ﻧﺘﻴﺠ ـ ــﺔ‬
‫ﳌﺨﺎوف اﻟﻮﻻﻳـﺎت اﻟﺼـﻐﲑة ﻣـﻦ ﻫﻴﻤﻨـﺔ اﻟﻮﻻﻳـﺎت اﻟﻜﺒـﲑة‬
‫ﻋﻠــﻰ اﳊﻴــﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ وﺑﺎﻟﺘــﺎﱄ اﺳــﺘﺤﻮاذﻫﺎ ﻋﻠــﻰ اﳌﺒــﺎدرة‬
‫ﰲ وﺿﻊ اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت اﻟﱵ ﺗﺮاﻫﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ‪.‬‬
‫}‪{91‬‬
‫ﺔ اﻟﻌﻠ‬ ‫ﻣﺟﻠ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫اﻻان ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻀـ ـ ــﺮوري ﳑﺎرﺳـ ـ ــﺔ وﺟـ ـ ــﻮد‬
‫اﻟﻴ ــﺄت ﻋﻤ ــﻞ ﻟﺘﻄﺒﻴ ــﻖ ﻫ ــﺬﻩ اﻻرادة اﻟﺴﻴﺎﺳ ــﻴﺔ وﺗﻌ ــﺪ‬
‫ﳑﺎرﺳ ــﺔ اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴ ــﺔ ﻫ ــﻲ ﻧﻈ ــﺎم ﺳﻴﺎﺳ ــﻲ واﻗﺘﺼ ــﺎدي‬
‫واﺟﺘﻤــﺎﻋﻲ وﻫــﺬا ﻳﻘــﻮم ﻛﻤــﺎ ﻳــﺮى اﻷﺳــﺘﺎذ اﻟــﺪﻛﺘﻮر‬
‫رﻳﺎض ﻋﺰﻳﺰ ﻫﺎدي ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ارﻛﺎن ﻫﻲ‪-: 21‬‬
‫اﻻول‪ :‬ﺣﻘـ ـ ـ ـ ــﻮق اﻻﻧﺴـ ـ ـ ـ ــﺎن ﰲ اﳊﺮﻳـ ـ ـ ـ ــﺔ واﳌﺴـ ـ ـ ـ ــﺎواة‬
‫وﻣ ــﺎﻳﺘﻔﺮع ﻣﻨﻬ ــﺎ ﻛ ــﺎﳊﻖ ﰲ اﳊﻴ ــﺎة واﳊ ــﻖ ﰲ اﻟﻌﻤ ــﻞ‬
‫وﺗﻜﺎﻓﺆ اﻟﻔﺮص‪.‬‬
‫اﻟﺜ ــﺎﻧﻲ‪ :‬دوﻟ ــﺔ اﳌﻮﺳﺴ ــﺎت وﻫ ــﻲ اﻟﺪوﻟ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﻳﻘ ــﻮم‬
‫ﻛﻴﺎ ــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻣﺆﺳﺴــﺎت ﺳﻴﺎﺳــﻴﺔ وﻣﺪﻧﻴــﺔ ﺗﻌﻠــﻮ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻻﻓ ـ ـﺮاد ﻣﻬﻤ ـ ــﺎ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﻣ ـ ـﺮاﺗﺒﻬﻢ واﻧﺘﻤ ـ ــﺎء ﻢ اﻟﻌﺮﻗﻴ ـ ــﺔ‬
‫واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﳊﺰﺑﻴﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻟ ــﺚ‪ :‬ﺗ ــﺪاول اﻟﺴ ــﻠﻄﺔ داﺧ ــﻞ ﻫ ــﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴ ــﺎت‬
‫ﺑ ــﲔ اﻟﻘ ــﻮى اﻟﺴﻴﺎﺳ ــﻴﺔ وذﻟ ــﻚ ﻋﻠ ــﻰ اﺳ ــﺎس ﺣﻜ ــﻢ‬
‫اﻻﻏﻠﺒﻴﺔ ﻣﻊ ﺣﻔﻆ ﺣﻘﻮق اﻻﻗﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬
‫اﻟﺤﻘﻮق واﻟﺤﺮﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻨﻬﺎ اﻟﺪﺳﺘﻮر‬
‫ﺑﻌﺪ ان ﺑﻴﻨﺎ اﻫﻢ اﻻﻓﻜﺎر اﻟﱵ اﺛﺮت ﺑﺸﻜﻞ‬
‫او ﺑــﺎﺧﺮ ﺑﻮاﺿــﻌﻲ اﻟﺪﺳ ــﺘﻮر اﻻﻣﺮﻳﻜــﻲ ﻟﺘﻜ ـﻮن ﺑﻌ ــﺪ‬
‫ذﻟ ــﻚ ﻣﺼـ ــﺎدر اﻟﺪﺳـ ــﺘﻮر اﳉﺪﻳ ــﺪ‪ ،‬واﻟـ ــﺬي اﺣﺘـ ــﻮت‬
‫ﺑﻨ ــﻮدﻩ ﻋﻠ ــﻰ ﺿ ــﻤﺎﻧﺎت ﺣﻘﻴﻘﻴ ــﺔ ﻟﻠﺤﻘ ــﻮق واﳊﺮﻳ ــﺎت‬
‫اﻟﻌﺎﻣــﺔ اﻟ ــﱵ ﺿ ــﻤﻨﺖ ﺑﻨﻮدﻫ ــﺎ ــﺬﻩ اﳊﻘ ــﻮق ﺑﻌ ــﺪ ان‬
‫ﺑـ ــﺪأت ﻓﻜـ ــﺮة اﳊﻘـ ــﻮق اﻟﻄﺒﻴﻌﻴـ ــﺔ ﻟﻼﻧﺴـ ــﺎن ﺗﺜـ ــﻮر ﰲ‬
‫اذﻫــﺎن اﻻﻣ ـﺮﻳﻜﻴﲔ ﻗﺒ ــﻞ اﻟﺜ ــﻮرة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴ ــﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫ ــﺎ‬
‫ﺣﻘﻮﻗـﺎ ﳝﻠﻴﻬـﺎ اﻟﻌﻘـﻞ وﻳﻠﺘـﺰم ـﺎ اﳊﻜـﺎم اﻟﺘﺰاﻣـﺎ ادﺑﻴـﺎ‪.‬‬
‫اذ أﺷــﺎر )ﺟﺮﻳــﺪﱄ( اﳌﻠﻘــﺐ ﺑــﺄﰊ اﳌﻬﻨــﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ ﰲ‬
‫ﯾﺔ‬ ‫وم اﻟﺳﯾﺎﺳ‬
‫أي ﻓﺮد ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻌﻘﻴﺪة دﻳﻨﻴﺔ اوﳑﺎرﺳـﺔ ﺷـﻌﺎﺋﺮ دﻳﻨﻴـﺔ‬
‫ﻣﻌﻴﻨـ ــﺔ ‪ .‬ﻏـ ــﲑ ان ﻓﻘـ ــﺮة ﺣﺮﻳـ ــﺔ اﳌﻤﺎرﺳـ ــﺔ ﻻﺗﻌـ ــﺪ ﺗﺮﺧﻴﺼـ ــﺎ‬
‫ﺑﺎرﺗﻜــﺎب ﳑﺎرﺳــﺎت دﻳﻨﻴــﺔ ﺿــﺎرة ﺿــﺪ ا ﺘﻤــﻊ‪ .‬ﻓﺎﶈــﺎﻛﻢ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ﻟـﻦ ﺗﺴـﻤﺢ ﺑـﺎن ﳛـﺮم ﻃﻔـﻞ ﻣـﺮﻳﺾ ﻣـﻦ‬
‫اﳊــﻖ ﰲ ﻧﻘــﻞ دم ﳛﺘــﺎج أﻟﻴــﻪ ﺑﺴــﺒﺐ ﻋﻘﻴــﺪة دﻳﻨﻴــﺔ ‪ ،‬وﰲ‬
‫ﻗﻀ ــﻴﺔ اﺧـ ــﺮى ﺣﻀـ ــﺮت اﶈﻜﻤ ــﺔ ﺗﻌـ ــﺪد اﻟﺰوﺟـ ــﺎت رﻏـ ــﻢ‬
‫ﻣﺒﺎرﻛــﺔ اﻟﻜﻨﻴﺴــﺔ اﳌﻮروﻧﻴــﺔ ﻟــﻪ‪ .‬وﻳــﺮى اﻟــﺒﻌﺾ ان اﻟﺴــﺒﺐ‬
‫اﳊﻘﻴﻘ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــﺬي ﺣ ـ ــﺪى ﺑﻮﺿ ـ ــﻌﻲ اﻟﺪﺳ ـ ــﺘﻮر اﱃ اﺟ ـ ـ ـﺮاء‬
‫اﻟﺘﻌــﺪﻳﻞ اﻻول ﻟﻠﺪﺳــﺘﻮر ﺑﻌــﺪ ﻣﻀــﻲ ﺳــﻨﺘﲔ ﻋﻠــﻰ اﻗ ـﺮارﻩ‬
‫ﻫــﻮ اﻟﺘﺠﺮﺑــﺔ اﳌﺎﺳــﺎوﻳﺔ واﻟﺼ ـﺮاع اﻟــﺪﻳﲏ ﰲ أوروﺑــﺎ ﻟــﺬﻟﻚ‬
‫أرادوا ﺑ ــﺄن ﻳﺒﺘﻌـ ــﺪوا ﺑﺎﻧﻔﺴ ــﻬﻢ وﺑﻼدﻫـ ــﻢ ﻋ ــﻦ أي ﺻ ـ ـﺮاع‬
‫ﻣﺴ ــﺘﻘﺒﻠﻲ * ﳏﺘﻤ ــﻞ ﻟ ــﺬﻟﻚ ادرﻛ ـ ـﻮا ﺑﻀ ــﺮورة ﻋ ــﺪم اﻗﺎﻣ ــﺔ‬
‫دﻳ ــﻦ رﲰ ــﻲ ﻟﻠ ــﺒﻼد وﺧ ــﻼف ذﻟ ــﻚ ﻳﻌ ــﺪ ﺧ ــﺮق اﺳﺎﺳ ــﻲ‬
‫ﻟﻠﺤﺮﻳﺎت واﳊﻘﻮق اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫اﻣ ــﺎ ﻓﻴﻤ ــﺎ ﳜ ــﺺ اﻟﻔﻘ ــﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﻟﺘﻌ ــﺪﻳﻞ‬
‫اﻻول واﻟ ــﺬي ﻋـ ــﲏ ﲝﺮﻳـ ــﺔ اﻟﻜ ــﻼم واﻟﺼـ ــﺤﺎﻓﺔ ) ﻻﳚـ ــﻮز‬
‫ﻟﻠﻜﻮﻧﻐﺮس اﳊﺪ ﻣﻦ ﺣﺮﻳـﺔ اﻟﻜـﻼم او اﻟﺼـﺤﺎﻓﺔ او ﺗﻘﻴﻴـﺪ‬
‫ﺣ ــﻖ اﻻﻓـ ـﺮاد ﰲ ﻋﻘ ــﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋ ــﺎت اﻟﺴ ــﻠﻤﻴﺔ(‪ .26‬ﻓﻘ ــﺪ‬
‫ادرك ﻣﻦ ﺻﺎغ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻻول ﻣﻦ ان اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴـﺔ ﺗﻌﺘﻤـﺪ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺘﺒـ ــﺎدل اﳊـ ــﺮ ﻟﻼﻓﻜـ ــﺎر ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴـ ــﺔ ﻻﺗﺘﺤﻘـ ــﻖ‬
‫اﻻﻣــﻦ ﺧــﻼل رﻛﻨــﲔ اﺳﺎﺳــﲔ ﳘــﺎ ﺣﺮﻳــﺔ اﻟﺘﻔﻜــﲑ وﺣﺮﻳــﺔ‬
‫اﻟﺘﻌﺒــﲑ ‪،‬ﻟﻜــﻦ ﺣﺮﻳــﺔ اﻟﻜــﻼم واﻟﺘﻌﺒــﲑ ﱂ ﺗــﱰك ﺳــﺎﺋﺒﺔ ﻓﻘــﺪ‬
‫ﻗﻴــﺪت ﺑﻘﻴــﻮد ﻋــﺪة ﻣﻨﻬ ــﺎ ﻣﻨــﻊ اﻟﺘﺸــﻬﲑ او اﻟﻨﻄــﻖ ﻋﻤ ــﺪا‬
‫ﺑﻌﺒـ ـ ــﺎرات ﻛﺎذﺑـ ـ ــﺔ وﻣﻠﻔﻘـ ـ ــﺔ وﺣﺎﻗـ ـ ــﺪة ﺗﻨﻄﻠـ ـ ــﻖ ﻣـ ـ ــﻦ واﻗـ ـ ــﻊ‬
‫اﻓﱰاﺿ ــﻲ أي )اﻓـ ـﱰاء( ﳑ ــﺎ ﻳﻀ ــﺮ ﺑﺸﺨﺼ ــﻴﺔ ﻓ ــﺮد اﺧ ــﺮ او‬
‫ﲰﻌﺘـ ـ ـ ــﻪ ‪ ،‬وﻣـ ـ ـ ــﻦ ﰒ ﻳﺘﻌ ـ ـ ـ ــﺮض ﻟﻠﻤﻘﺎﺿـ ـ ـ ــﺎة اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ـ ـ ــﺔ أي‬
‫}‪{92‬‬
‫ﺔ اﻟﻌﻠ‬ ‫ﻣﺟﻠ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫وﻣ ــﻦ ﺧ ــﻼل دراﺳ ــﺔ واﻻﻃ ــﻼع ﻋﻠ ــﻰ ﺑﻨ ــﻮد‬
‫دﺳــﺘﻮر ‪ 1787‬ﳒــﺪ اﻧــﻪ ﻗــﺪ ﺗﻀــﻤﻦ ﻣ ـﻮادا ﺧﺎﺻــﺔ‬
‫ﳊﻤﺎﻳــﺔ ﺣﻘــﻮق اﻻﻧﺴــﺎن واﻧــﻪ ﻳــﺆﻣﻦ ﲪﺎﻳــﺔ اﳌ ـﻮاﻃﻨﲔ‬
‫اﻻﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟﺜ ـ ــﻮرة اوﻻ اﻻﻋﺘـ ـ ــﺪاء اﻟ ـ ــﺬﻳﻦ ﻳﻬـ ـ ــﺪدان‬
‫اﻟﺴ ـ ــﻼﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ وﲪﺎﻳ ـ ــﺔ ﺣﻘ ـ ــﻮق اﳌ ـ ـﻮاﻃﻦ ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ‬
‫اﻟﺘﻌ ــﺪﻳﻼت اﻟﻌﺸ ــﺮة اﻻوﱃ ) ﻻﳚ ــﻮز ﻟﻠﻜ ــﻮﻧﻐﺮس ان‬
‫ﻳﺼﺪر أي ﻗﺎﻧﻮن ﺧﺎص ﺑﺎﻗﺎﻣﺔ دﻳﻦ ﻣـﻦ اﻻدﻳـﺎن او‬
‫ﻣﻨـ ــﻊ ﺣﺮﻳـ ــﺔ ﳑﺎرﺳـ ــﺘﻪ(‪ 24‬وﻗـ ــﺪادت ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﻔﻘـ ــﺮة اﱃ‬
‫ﺗﻘﻮﻳــﺔ ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﻟﻔﺼ ــﻞ ﺑــﲔ اﻟﻜﻨﻴﺴ ــﺔ واﻟﺪوﻟــﺔ وﺣﺮﻳ ــﺔ‬
‫ﳑﺎرﺳـ ــﺔ اﳌﻌﺘﻘـ ــﺪات اﻟﺪﻳﻨﻴـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﻳﻌﺘﻘـ ــﺪ ﻓﻴﻬـ ــﺎ اﳌـ ــﺮء‬
‫ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ وﻫﺬا ﻣﺎاراد وﺿـﻌﻪ ﰲ اﻻﺻـﻞ )ﺗﻮﻣـﺎس‬
‫ﺟﻴﻔﺮﺳ ـ ــﻮن ( ﻣ ـ ــﻦ )ﺟ ـ ــﺪار ﻋ ـ ــﺎزل( ﺑ ـ ــﲔ اﻟﻜﻨﻴﺴ ـ ــﺔ‬
‫واﻟﺪوﻟــﺔ ﻓــﻼ ﻳﻮﺟــﺪ دﻳــﻦ رﲰــﻲ ﻟﻠﺪوﻟــﺔ ﰲ اﻟﻮﻻﻳــﺎت‬
‫اﳌﺘﺤﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻛﻤ ــﺎ ﻻﻳﺘﻮﺟ ــﺐ ﻋﻠ ــﻰ اﳊﻜﻮﻣ ــﺔ ان ﺗﺒـ ــﺪي‬
‫ﺗﻔﻀ ــﻴﻼ ﻋﻠ ــﻰ اﺣ ــﺪ اﻻدﻳ ــﺎن ﻋﻠ ــﻰ ﻏ ــﲑﻩ وﻫ ــﺬا ﻣ ــﺎ‬
‫أﺷ ـ ــﺎرت إﻟﻴ ـ ــﻪ اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ اﻟﻌﻠﻴ ـ ــﺎ ﰲ ﺻ ـ ــﻴﺎﻏﺔ اﻻﻓﻜ ـ ــﺎر‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﱄ ‪-: 25‬‬
‫‪ -1‬ﳚﺐ ان ﻳﻜﻮن ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن ﻫﺪف ﻋﻠﻤﺎﱐ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻻﳚﺐ ان ﻳﺘﻘﺪم اﻟﻘـﺎﻧﻮن ﻋﻠـﻰ إي دﻳـﻦ‬
‫او ﻳﺘﺪﺧﻞ ﺑﻪ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﳚﺐ اﻻﻳﺘﻤﺨﺾ اﻟﻘـﺎﻧﻮن ﻋـﻦ) ﺗﺸـﺎﺑﻚ‬
‫ﻣﻔﺮط( ﺑﲔ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ واﻟﺪوﻟﺔ‬
‫وﳑﺎﺗﻘـ ــﺪم ﺟـ ــﺎء ﻗ ـ ـﺮار اﶈﻜﻤـ ــﺔ اﻟﻌﻠﻴ ـ ــﺎ ﰲ‬
‫)ﻗﻀ ــﻴﺔ اﳒـ ــﻞ ﺿ ــﺪ ﻣﻴﺸـ ــﻴﻞ ‪ *(1962‬ﻓﺎﳊﻜﻮﻣـ ــﺔ‬
‫ﰲ اﻟﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤــﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴـﺔ ﻻﺗﺴــﺘﻄﻴﻊ ان ﺗﻜــﺮﻩ‬
‫ﯾﺔ‬ ‫وم اﻟﺳﯾﺎﺳ‬
‫ﲨــﻴﻌﻬﻢ ﻋﻠــﻰ اﺻــﺪار ﻣﺜــﻞ ﻫــﺬا اﳊﻜــﻢ و ﺑﺎﳌﻘﺎﺑــﻞ ﻧــﺮى‬
‫ان وﻻﻳ ــﺎت ﻋﺪﻳ ــﺪة ﺗﺴ ــﺘﺨﺪم ﻫﻴﺌ ــﺔ ﳏﻠﻔ ــﲔ ﻣﻜﻮﻧ ــﺔ ﻣ ــﻦ‬
‫ﺳ ـ ــﺘﺔ اﻋﻀ ـ ــﺎء ﻓﻘ ـ ــﻂ ﻏ ـ ــﲑ أ ـ ــﺎ ﺗﺸ ـ ــﱰط ﺻ ـ ــﺪور اﳊﻜ ـ ــﻢ‬
‫ﺑﺎﻻﲨﺎع ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻠــﻰ اﻟــﺮﻏﻢ ﻣــﻦ وﺟــﻮد ﺑﻌــﺾ اﻟﺴــﻠﺒﻴﺎت ﰲ‬
‫ﻧﻈ ــﺎم اﳊﺮﻳ ــﺎت اﳌﺪﻧﻴ ــﺔ و ﺣﻘ ــﻮق اﻻﻧﺴ ــﺎن ﰲ اﻟﻮﻻﻳ ــﺎت‬
‫اﳌﺘﺤـ ـ ــﺪة ‪ ,‬أﻻ إن اﻟﻨﻘـ ـ ــﺎد أﻧﻔﺴـ ـ ــﻬﻢ ﻳﺴـ ـ ــﻠﻤﻮن ﺑﺎﺗﺴـ ـ ــﺄع‬
‫ﻧﻄــﺎق اﳊﻤﺎﻳــﺔ اﳌﻤﻨﻮﺣــﺔ ﻟﻠﻤــﺘﻬﻢ واﻟــﺬي زاد ﻣــﻦ اﺗﺴــﺎع‬
‫ﻧﻄ ـ ــﺎق ﲪﺎﻳ ـ ــﺔ اﳊﺮﻳ ـ ــﺎت اﻟﻔﺮدﻳ ـ ــﺔ واﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﻮ ﻗـ ـ ـﺮارات‬
‫اﶈﻜﻤـ ــﺔ اﻟﻌﻠﻴ ـ ــﺎ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺼ ـ ــﺪر ﺑ ـ ــﲔ اﳊ ـ ــﲔ واﻻﺧ ـ ــﺮ ـ ــﺬا‬
‫اﳋﺼــﻮص ‪ .‬وﻣــﻦ ﻫــﺬﻩ اﻟﻘ ـﻮاﻧﲔ اﻟﺼــﺎدرة ﻗــﺎﻧﻮن اﳊﻘــﻮق‬
‫اﳌﺪﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ﻋ ـ ـ ــﺎم ‪ .1954‬اذ أﺻ ـ ـ ــﺪرت اﶈﻜﻤ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻠﻴ ـ ـ ــﺎ‬
‫اواﻣﺮﻫـ ــﺎ ﺑﺄ ـ ــﺎء اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ اﻟﻌﻨﺼـ ــﺮي ﰲ اﳌ ـ ــﺪارس اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺄﻗﺼــﻰ ﺳــﺮﻋﺔ ‪ ،‬ﺗﺒﻌــﻪ ﺑﻌــﺪ ذﻟــﻚ ﻗــﺎﻧﻮن اﳊﻤﺎﻳــﺔ اﳌﺪﻧﻴــﺔ‬
‫ﻟﻌ ــﺎم ‪ 1964‬اﻟ ــﺬي ﺟ ــﺎء ﻟﻴﺆﻛ ــﺪ ﻣﺎذﻫ ــﺐ اﻟﻴ ــﻪ ﻗ ــﺎﻧﻮن‬
‫‪ 1954‬اذ ﻧـ ــﺺ اﻟﻘﺴـ ــﻢ اﻟﺴـ ــﺎدس ﻣـ ــﻦ ﻫـ ــﺬا اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن‬
‫ﻋﻠ ــﻰ ﻗﻄ ــﻊ اﳌﻌﻮﻧ ــﺔ اﻟﻔﺪراﻟﻴ ــﺔ ﻋ ــﻦ ﺣﻜﻮﻣ ــﺔ أي وﻻﻳ ــﺔ او‬
‫وﺣ ـ ــﺪة ﳏﻠﻴ ـ ــﺔ ﺗﺴـ ـ ـﺘﻤﺮ ﰲ ﳑﺎرﺳ ـ ــﺘﻬﺎ ﻟﻠﺘﻤﻴﻴ ـ ــﺰ اﻟﻌﻨﺼ ـ ــﺮي‪.‬‬
‫وﺑﻌــﺪ ذﻟــﻚ ﺟــﺎء ﻗــﺎﻧﻮن اﳊﻘــﻮق اﳌﺪﻧﻴــﺔ ‪ 1991‬اﻟــﺬي‬
‫اﺻ ــﺪر ﻣ ــﻦ ﻗﺒ ــﻞ اﻟﻜ ــﻮﻧﻐﺮس وﲟﻮﺟﺒ ــﻪ ﻣ ــﺮت اﻟﺘﻌﻮﻳﻀ ــﺎت‬
‫اﻟﺘﺄدﻳﺒﻴــﺔ ﻻول ﻣــﺮة ﻟﺘﺸــﻤﻞ ﺿــﺤﺎﻳﺎ اﻟﺘﻤﻴﻴـﺰ اﻟﻌﻨﺼــﺮي ﰲ‬
‫اﻟﻌﻤ ــﻞ ﻋﻠ ــﻰ اﺳ ــﺎس ﻣ ــﻦ اﻟﻌﻨﺼ ــﺮ او اﳉ ــﻨﺲ او اﻟﻌﺠ ــﺰ‬
‫اﻟﺒﺪﱐ ‪ ،‬وﻳﻬﺪف ﻗﺎﻧﻮن اﱃ ﳎﺎ ـﺔ ﺳﻠﺴـﻠﺔ ﻣـﻦ اﻟﻘـﺮارات‬
‫اﻟــﱵ أﺻــﺪر ﺎ اﶈﻜﻤــﺔ اﻟﻌﻠﻴــﺎ ‪ 1989‬وﻛــﺎن ﻣــﻦ ﺷــﺄ ﺎ‬
‫ﺗﻌـ ــﺬر ﻗﻴـ ــﺎم اﻟﻌﻤـ ــﺎل ﺑﺮﻓـ ــﻊ اﻟـ ــﺪﻋﺎوى اﳋﺎﺻـ ــﺔ ﺑـ ــﺎﻟﺘﻤﻴﻴﺰ‬
‫اﻟﻌﻨﺼﺮي ﰲ اﻟﻌﻤﻞ او ﻛﺴﺒﻬﺎ‪. 27‬‬
‫}‪{93‬‬
‫ﺔ اﻟﻌﻠ‬ ‫ﻣﺟﻠ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫ﺻﺤﻔﻲ او ﻣﺮاﺳﻞ ﻳﻘﺪم ﻋﻠﻰ ﻣﺜـﻞ ﻫـﺬا اﻟﻌﻤـﻞ ﺑـﻞ‬
‫وان اﳌﻼﺣﻘــﺔ اﻟﻘﻀــﺎﺋﻴﺔ ﺗﺼــﻞ ﻛــﺬﻟﻚ اﱃ ﺻــﺤﻴﻔﺘﻪ‬
‫وﺗﻘ ـ ــﺪم اﳌ ـ ــﺬﻧﺐ اﻣ ـ ــﺎم اﶈﻜﻤ ـ ــﺔ ﺑﺘﻬﻤ ـ ــﺔ اﻟﺘﺸ ـ ــﻬﲑ او‬
‫اﻻﻓﱰاء‪.‬‬
‫اﻣ ــﺎ اﻟﺘﻌ ــﺪﻳﻞ اﻟﺜ ــﺎﱐ اﻟ ــﺬي ﺟ ــﺎء ﻟﻴﻜﻔ ــﻞ‬
‫ﺣ ـ ـ ــﻖ اﳌ ـ ـ ـ ـﻮاﻃﻦ ﺑﺎﻟﺴ ـ ـ ــﻜﻦ وﺣﺮﻣ ـ ـ ــﺔ ﺳ ـ ـ ــﻜﻨﻪ وﻋـ ـ ـ ــﺪم‬
‫اﺳ ـ ــﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺎت ‪.‬اذ ﺣﻈ ـ ــﺮ ﻫ ـ ــﺬا‬
‫اﻟﺘﻌـﺪﻳﻞ ﻋﻠـﻰ اﻗﺎﻣـﺔ اﳉﻨـﻮد ﰲ اﳌﻨـﺎزل اﳋﺎﺻـﺔ‪ .‬ﻓﻴﻤــﺎ‬
‫ﺧﺼﺼـ ــﺖ ﺑﻨـ ــﻮد اﻟﺘﻌـ ــﺪﻳﻼت * اﻟﺮاﺑـ ــﻊ واﳋـ ــﺎﻣﺲ و‬
‫اﻟﺴـ ــﺎدس و اﻟﺜـ ــﺎﻣﻦ ﳊﻤﺎﻳـ ــﺔ اﳌﺘﻬـ ــﻴﻤﻦ ﰲ اﳉ ـ ـﺮاﺋﻢ و‬
‫ﻣـﻦ اﻟﺘﻌـﺮض ﻟﻼﺟـﺮاءات اﳊﻜﻮﻣﻴـﺔ ﻏـﲑ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ او‬
‫اﻻﻛـﺮاﻩ ﻓــﺎﻟﻔﺮد ﰲ اﻟﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤــﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴــﺔ ﻳﻌــﺪ‬
‫ﺑﺮﻳﺌـ ــﺎ ﺣـ ــﱴ ﺗﺜﺒـ ــﺖ اداﻧﺘـ ــﺔ )وﻫـ ــﻮ ﻣﺒـ ــﺪأ ﻋـ ــﺎم ( وﻓـ ــﻖ‬
‫اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ‪,‬اﻧﻄﻼﻗـﺎ ﻣـﻦ ﻫـﺬﻩ اﻟﻘﺎﻋـﺪة‬
‫ﻻﺗﻔﺘﻴﺶ ﺑﺪون اذن رﲰﻲ ‪ ,‬وﻛﺬﻟﻚ ﻻﳚـﻮز اﻻﻛـﺮاة‬
‫ﰲ ﻧـ ــﺰع اﻻﻋ ـ ـﱰاف ﺑﺎﻟـ ــﺬﻧﺐ او اﳉـ ــﺮم ‪ .‬ﻛﻤـ ــﺎ اﻛـ ــﺪ‬
‫اﻟﺘﻌــﺪﻳﻞ اﻟﺴــﺎدس ﻋﻠــﻰ اﳊــﻖ اﳊﺼــﻮل ﻋﻠــﻰ ﳏــﺎم‬
‫ﻟﻠﻤـﺘﻬﻢ اﻟــﺬي ﻻﻳﺴــﺘﻄﻴﻊ ﺗﻮﻛﻴــﻞ ﳏــﺎﻣﻲ ﻳــﺪاﻓﻊ ﻋﻨــﻪ‪,‬‬
‫وﻗ ـ ـ ـ ــﺪ اوﺿ ـ ـ ـ ــﺤﺖ اﻟﻘـ ـ ـ ـ ـﻮاﻧﲔ اﻟﻔﺪراﻟﻴ ـ ـ ـ ــﺔ اﺻ ـ ـ ـ ــﻄﻼح‬
‫)اﺟ ـﺮاءات ﺳ ـﺮﻳﻌﺔ( ﻣﺸــﱰﻃﺔ اﻻ ﳝــﺮ اﻛﺜــﺮ ﻣــﻦ ﻣﺎﺋــﺔ‬
‫ﻳ ـ ــﻮم ﺑ ـ ــﲔ اﻟﻘ ـ ــﺒﺾ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌ ـ ــﺘﻬﻢ ﰲ ﺟﺮﳝ ـ ــﺔ ﻓﺪراﻟﻴ ـ ــﺔ‬
‫وﳏﺎﻛﻤﺘـ ـ ــﻪ ﳚ ـ ـ ــﺐ إن ﳛـ ـ ــﺎﻛﻢ أﻣ ـ ـ ــﺎم ﳏﻠﻔـ ـ ــﲔ ﻏ ـ ـ ــﲑ‬
‫ﻣﺘﺤﻴ ـﺰﻳﻦ ‪ ،‬وﻋ ــﺎدة ﻳ ــﺘﻢ اﺧﺘﻴ ــﺎر اﶈﻠﻔ ــﲔ ﻣ ــﻦ ﻗﺎﺋﻤ ــﺔ‬
‫اﻟﻨــﺎﺧﺒﲔ اﳌﺴــﺠﻠﲔ ﰲ ا ﺘﻤــﻊ اﶈﻠــﻲ وﺗﺘﻜــﻮن ﻫﻴﺌــﺔ‬
‫اﶈﻠﻔــﲔ اﻟﻔﺪراﻟﻴــﺔ ﻣــﻦ اﺛﻨــﱵ ﻋﺸــﺮ ﻋﻀ ـﻮا ﳝﻜﻨﻬــﺎ ان‬
‫ﺗﺼ ــﺪر ﺣﻜﻤـ ــﺎ ﺑﺎﻻداﻧـ ــﺔ ﻓﻘـ ــﻂ‪,,‬اذا اﺗﻔـ ــﻖ اﶈﻠﻔـ ــﻮن‬
‫ﯾﺔ‬ ‫وم اﻟﺳﯾﺎﺳ‬
‫ﺗﻌﺪ ﻗﻀـﻴﺔ اﻻﺟﻬـﺎض ﻣـﻦ اﻫـﻢ اﻟﻘﻀـﺎﻳﺎ ﻣﺜـﺎر‬
‫ﺧﻼف داﺧﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎﺗﺘﻀﻤﻦ ﺑﺮاﻣﺞ‬
‫اﻟﺮﺋﺎﺳـﺔ وﺳــﺒﺎﻗﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﻣﻌﺎﳉــﺔ ﻣﻮﺿـﻮع ﺣــﻖ اﻻﺟﻬــﺎض‪.‬‬
‫ﻓﻠ ـ ــﻢ ﻳﻜ ـ ــﻦ ﻟﻐﺎﻳ ـ ــﺔ ‪ 1990‬ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن ﳚﻴ ـ ــﺰ اﻋﻄ ـ ــﺎء اﳌـ ـ ـﺮأة‬
‫ﺣﺪﻳﺜ ــﺔ اﻟ ــﻮﻻدة اﺟ ــﺎزة ﻏ ــﲑ ﻣﺪﻓﻮﻋ ــﺔ اﻻﺟ ــﺮ ﺣ ــﱴ اﻗﺮﻫ ــﺎ‬
‫اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس وﳌﺪة ارﺑﻊ اﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ‪.‬‬
‫اﻣــﺎ ﻗﻀــﻴﺔ اﻻﺟﻬــﺎض ﻓﻘــﺪ ﺣﻈﻴــﺖ ﺑﻨﺼــﻴﺐ‬
‫ﻛﺒــﲑ ﻣــﻦ اﳉــﺪل وﻟﻌــﻞ ﻋــﺎم ‪ 1973‬وﻫــﻮ اﻟﻌــﺎم اﻟــﺬي‬
‫ﺷﻬﺪ وﺿﻊ ﻗﺮار ﻣﺜﲑ ﻟﻠﺠـﺪل ﻣـﻦ ﻗﺒـﻞ اﶈﻜﻤـﺔ اﻟﻌﻠﻴـﺎ ﰲ‬
‫ﻗﻀـ ـ ــﻴﺔ ) رد ﺿـ ـ ــﺪ وﻳـ ـ ــﺪ( واﻟـ ـ ــﺬي اﻋﻄـ ـ ــﻰ ﻟﻠﻤ ـ ـ ـﺮاة ﺣـ ـ ــﻖ‬
‫اﻻﺟﻬﺎض ‪ ،‬وﻟﻜﻦ اﻟﻘﺮار ﻗﺴـﻢ اﳊﻤـﻞ )اﻻﺟﻬـﺎض( اﱃ‬
‫‪30‬‬
‫ﺛﻼث ﻣﺮاﺣﻞ ‪:‬‬
‫اﻻوﻟﻰ‪ :‬وﰲ ﻫﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠﺔ ﻳﻌﻄـﻲ اﳌـﺮأة ﺣـﻖ ﺑﺎﻻﺟﻬـﺎض‬
‫) ﺑﺄﺳﺘﺸﺎرة ﻣﻊ ﻃﺒﻴﺒﻬﺎ ( ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻮﻻﻳﺔ ﺑﺎ ـﺎء‬
‫ﲪﻠﻬــﺎ ) وﻫــﺬا اﳊ ــﻖ دﺳــﺘﻮرﻳﺎ ﰲ اﻟﺸــﻬﻮر اﻟﺜﻼﺛ ــﺔ اﻻوﱃ‬
‫ﻟﻠﺤﻤﻞ (‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬وﻫﻲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﱵ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﺸـﻬﻮر اﻟﺜﻼﺛـﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴـﺔ‬
‫وﻫـ ـ ــﺬﻩ اﳌـ ـ ــﺪة ﺗـ ـ ــﺪﺧﻞ ﰲ اﻫﺘﻤـ ـ ــﺎم اﻟﻮﻻﻳـ ـ ــﺔ ﺑﺼ ـ ـ ــﺤﺔ اﻻم‬
‫ﻳﻌﻄﻴﻬ ــﺎ اﳊـ ــﻖ ﰲ ﺗﻨﻈ ــﻴﻢ اﻻﺟﻬـ ــﺎض أي ان ﻫ ــﺬا اﳊـ ــﻖ‬
‫ﻣﻨﺢ ﻓﻘﻂ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﳊﻤﺎﻳﺔ اﻻم ﺻﺤﻴﺎ‪.‬‬
‫اﻟﺜﺎﻟﺜــﺔ‪ :‬وﺗﺒــﺪأ ﻫــﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠــﺔ ﻋﻨــﺪﻣﺎ ﻳﺼــﺒﺢ اﳉﻨــﲔ ﻗــﺎﺑﻼ‬
‫ﻟﻠﺤﻴـ ــﺎة ﺑﺸـ ــﻜﻞ ﳏﺘﻤـ ــﻞ ﻓـ ــﺄن اﻻﻫﺘﻤـ ــﺎم اﻟﻮﻻﻳـ ــﺔ ﺑﺎﳊﻴـ ــﺎة‬
‫اﶈﺘﻤﻠــﺔ ﻟﻠﺠﻨ ــﲔ ﻳﻐﻠ ــﺐ ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺼ ــﻠﺤﺔ اﳌ ـﺮأة ﲞﺼ ــﻮص‬
‫اﻹﺟﻬ ـ ـ ـ ــﺎض ‪ ) .‬وﻟﻜ ـ ـ ـ ــﻦ ﻳﺼ ـ ـ ـ ــﺒﺢ اﻻﺟﻬ ـ ـ ـ ــﺎض ﺷ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ‬
‫)ﻗ ـ ــﺎﻧﻮﱐ( ﻻﻧﻔ ـ ــﺎذ ﺣﻴ ـ ــﺎة اﻻم ﻓﻘ ـ ــﻂ‪ .‬وﺑﺎﳌﻘﺎﺑ ـ ــﻞ ﳒﺤ ـ ــﺖ‬
‫ﲨﺎﻋﺎت اﳊﻖ ﰲ اﳊﻴﺎة ﻣﻦ اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠـﻰ اﻟﻜـﻮﻧﻐﺮس ﰲ‬
‫}‪{94‬‬
‫ﺔ اﻟﻌﻠ‬ ‫ﻣﺟﻠ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫ﻟ ـ ــﺬا وﺟ ـ ــﺪﻧﺎ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻀ ـ ــﺮوري ان ﻧﺘﻄ ـ ــﺮق‬
‫ﻟ ــﺒﻌﺾ اﻟﻘﻀ ــﺎﻳﺎ اﳊﻘ ــﻮق اﻟ ــﱵ ﺗﻌ ــﺪ ﻣﺜ ــﺎر اﺧ ــﺘﻼف‬
‫داﺧـ ــﻞ اﻟﻮﻻﻳ ـ ــﺎت اﳌﺘﺤـ ــﺪة واﻗ ـ ــﱰن اﺛﺎر ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﺎﻟﺘﻄﻮر‬
‫اﻟﻌﻠﻤــﻲ واﻟﺘﻄــﻮر اﳊﺎﺻــﻞ ﰲ ﳐﺘﻠــﻒ ا ــﺎﻻت واﺑــﺮز‬
‫ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻫﻲ‪-:‬‬
‫‪ -1‬اﻟﻤﺮأة ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻻﻣﺮﻳﻜﻲ ‪-:‬‬
‫ﱂ ﺗﻜــﻦ ﻟﻠﻤ ـﺮأة ﻗﺒــﻞ اﻟﻘــﺮن اﻟﺘﺎﺳــﻊ ﻋﺸــﺮ‬
‫ﺳﻮى ﺣﻘـﻮق ﺳﻴﺎﺳـﻴﺔ ﳏـﺪودة ‪ ،‬ﻓﻜـﺎن ﻳﻨﻈـﺮ اﻟـﻴﻬﻦ‬
‫ﻋﻠﻰ ا ﻦ اﺗﺒﺎع ﻻزواﺟﻬﻦ وان ﻻ ﻳﻜﻮن ﳍﻦ ﻣﻠﻜﻴـﺔ‬
‫ﺧﺎﺻــﺔ ــﻦ ‪ ،‬وﻛﺎﻧــﺖ اﻻﻋﻤــﺎل اﳊﻘــﲑة ﺗﺼــﻴﺒﻬﻦ ‪،‬‬
‫وﻣــﻊ ﻣﻨﺘﺼــﻒ اﻟﻘــﺮن اﻟﺘﺎﺳــﻊ ﻋﺸــﺮ اﺻــﺒﺤﺖ اﳌ ـﺮأة‬
‫اﻛﺜﺮ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎ ﻣـﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴـﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ اذ ﻃﺎﻟﺒـﺖ اﳌـﺮأة‬
‫ﲟﻨﺤﻬــﺎ ﺣــﻖ اﻻﻗ ـﱰاع ﺣــﱴ ﲢﻘــﻖ ذﻟــﻚ ﺑﻌــﺪ ﻛﻔــﺎح‬
‫ﻃﻮﻳﻞ ﺑﻘﻴﺎدة )ﺳﻮزان ب اﻧﺘﻮﱐ( و)اﻟﱰاﻣﻴﺖ ﻛﺎدي‬
‫ﺳﻨﺘﺎﻧﻮن( اﻟﺬي ﲤﺜـﻞ ﰲ ان أﻗـﺮ اﻟﻜـﻮﻧﻐﺮس اﻟﺘﻌـﺪﻳﻞ‬
‫اﻟﺘﺎﺳ ــﻊ ﻋﺸ ــﺮ ﰲ )‪ (1920‬واﻟ ــﺬي ﺗﻀ ــﻤﻦ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫ﺣ ــﻖ اﳌ ـ ـﺮأة ﰲ اﻟﺘﺼ ــﻮﻳﺖ ‪ .28‬وﺟ ــﺎءت ﺑﻌ ــﺪ ذﻟ ــﻚ‬
‫ﻗـﻮاﻧﲔ اﳊﻘــﻮق اﳌﺪﻧﻴــﺔ اﻟــﱵ ذﻛﺮﻧﺎﻫــﺎ ﺳــﺎﺑﻘﺎ ‪ .‬واﳌ ـﺮأة‬
‫ﺟــﺰء ﻣــﻦ ﻫــﺬﻩ اﻟﻘـﻮاﻧﲔ او اﳊﺎﻟــﺔ اﻟــﱵ ﻋﺎﳉﺘﻬــﺎ ﻫــﺬﻩ‬
‫اﻟﻘ ـ ـﻮاﻧﲔ ‪ .‬ﻓﺠـ ــﺎء ﻗـ ــﺎﻧﻮن ‪ 1991‬ﻟﻴﺴـ ــﻤﺢ ﻟﻠﻤ ـ ـﺮأة‬
‫ﲟﻘﺎﺿ ـ ــﺎة ارﺑ ـ ــﺎب اﻟﻌﻤ ـ ــﻞ ﰲ اﳌﺸ ـ ــﺮوﻋﺎت اﻟﺼ ـ ــﻐﲑة‬
‫واﳌﺘﻮﺳ ـ ــﻄﺔ ﻋ ـ ــﻦ اﻻﺿـ ـ ـﺮار اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻠﺤ ـ ــﻖ ـ ــﺎ ﻧﺘﻴﺠ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺘﺤـ ـ ــﺮش اﳉﻨﺴـ ـ ــﻲ او أي ﻋﻤـ ـ ــﻞ اﺧـ ـ ــﺮ ﺿـ ـ ــﺪﻫﺎ ﰲ‬
‫اﻟﻌﻤﻞ‪. 29‬‬
‫‪ -2‬ﻗﻀﻴﺔ اﻹﺟﻬﺎض ‪-:‬‬
‫ﯾﺔ‬ ‫وم اﻟﺳﯾﺎﺳ‬
‫اﻻﻣ ـ ـ ـﺮﻳﻜﻴﲔ ﻳﻔﻀـ ـ ــﻠﻮن ﻓـ ـ ــﺮص ﻋﻤ ـ ــﻞ ﻣﺘﺴـ ـ ــﺎوﻳﺔ ﻟﻠﺸ ـ ـ ـﻮاذ‬
‫ﺟﻨﺴـﻴﺎ‪ .34‬وﺗﺜـﲑ ﻗﻀـﻴﺔ اﻟﺸـﻮاذ ﺟـﺪﻻ ﻛﺒـﲑا ﰲ اﻻوﺳـﺎط‬
‫اﻻﻣﺮﻳﻜﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﻌـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻗ ـ ـ ـ ـ ـﺮار اﶈﻜﻤـ ـ ـ ـ ــﺔ ﰲ وﻻﻳـ ـ ـ ـ ــﺔ )ﺳـ ـ ـ ـ ــﺎن‬
‫ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴــﻜﻮ( زواج ﻣــﺎ ﻳﻘــﺎرب ﻣــﻦ )‪ (300‬ﺣﺎﻟــﺔ زواج‬
‫اﳌﺜﻞ ﻋﺎم ‪ 2004‬وﻫـﺬا ﻣـﺎدﻓﻊ اﻟـﺮﺋﻴﺲ ﺑـﻮش اﻻﺑـﻦ اﱃ‬
‫اﻗﱰاح ﻣﺸﺮوع ﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﺪﺳﺘﻮر وﺟﻌﻞ اﻟﻨﺺ اﳉﺪﻳـﺪ أي‬
‫اﻟـ ـ ــﺰواج ) رﺟـ ـ ــﻞ واﻣ ـ ـ ـﺮأة( ‪ ،‬وﻫـ ـ ــﺬا ﻣـ ـ ــﺎدﻓﻊ ﺑﺎﻟﺸ ـ ـ ـﻮاذ اﱃ‬
‫اﻟـ ـ ــﺘﻬﺠﻢ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ ﺑـ ـ ــﻮش ووﺻـ ـ ــﻔﻮﻩ ﺑﺎﻧـ ـ ــﻪ ﻳﻨﺘﻬـ ـ ــﻚ‬
‫وﻳﺼ ــﺎدر اﳊﺮﻳ ــﺎت ﻋﻠﻤ ــﺎ ان ﻫﻨ ــﺎك ﺣﺮﻛ ــﺔ ﻣﻀ ــﺎدة ﳍ ــﺬا‬
‫اﻟ ــﺰواج ﰲ اﻻوﺳ ــﺎط اﻻﻣﺮﻳﻜﻴ ــﺔ ﺧﺼﻮﺻ ــﺎ ﻣ ــﻦ اﳌﺘ ــﺪﻳﻨﲔ‬
‫ﺑﺎﻟﺪﻳﺎﺗﺔ اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ واﻻﺳﻼﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫اﳌﺘﻔﺎﻗﻤ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﻲ ﻣ ـ ــﺮض اﻻﻳ ـ ــﺪز او ﻣﺘﻼزﻣ ـ ــﺔ ﻣﻌ ـ ــﻪ اذ‬
‫ﻳﺼــﻴﺐ ﻫــﺬا اﳌــﺮض ﺑﺎﻻﺳ ــﺎس اﻟﺸ ـﻮاذ ﻣــﻦ اﻟ ــﺬﻛﻮر‬
‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ‬
‫ﺣﻘ ــﻮق اﻻﻧﺴ ــﺎن ﻓ ــﻲ اﻟﻮﻻﻳ ــﺎت اﻟﻤﺘﺤ ــﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴ ــﺔ‬
‫ﺑﻌﺪ اﺣﺪاث ‪ 11‬اﻳﻠﻮل‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ اﻟـ ــﺮﻏﻢ ﻣﺎﺗﻀـ ــﻤﻨﻪ اﻟﺪﺳـ ــﺘﻮر ﻣـ ــﻦ ﲪﺎﻳـ ــﺔ‬
‫ﳊﻘــﻮق اﻻﻓ ـﺮاد ‪ ،‬اﻻ ان اﳌﺘﺘﺒــﻊ ﻟﻠﻤﻮﺿــﻮع ﻳــﺮى ان ﻫﻨــﺎك‬
‫ﺗﻌﻄﻴﻞ او ﺧﺮق ﻟﺒﻌﺾ ﺑﻨﻮد ﻫﺬﻩ اﳊﺮﻳﺎت ﺧﺼﻮﺻـﺎ ﰲ‬
‫اوﻗـ ــﺎت اﻻزﻣ ـ ــﺎت او ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ ﺗﻮاﺟـ ــﻪ اﻟﻮﻻﻳ ـ ــﺎت اﳌﺘﺤ ـ ــﺪة‬
‫اﻻﻣﺮﻳﻜﻴــﺔ ﲞﻄــﺮ ﻣــﺎ‪ .‬اذ ﻳﻌﺘــﱪ ﻗــﺎﻧﻮن ﻣﻜﺎﻓﺤــﺔ اﻻرﻫــﺎب‬
‫اﻟ ـ ــﺬي ﺻ ـ ــﺪر ﰲ ‪ 2001/10/26‬ﻋﻘ ـ ــﺐ اﺣ ـ ــﺪاث‬
‫‪ /11‬اﻳﻠﻮل ‪ /‬ﻣﻦ ﻧﻔـﺲ اﻟﻌـﺎم ﻣـﻦ اﻫـﻢ واﺧﻄـﺮ اﻟﻘـﻮاﻧﲔ‬
‫اﻟــﱵ اﺻــﺪرﻫﺎ اﻟﻜــﻮﻧﻐﺮس اﻻﻣﺮﻳﻜــﻲ اﻟــﱵ ــﺪد اﳊﺮﻳ ــﺎت‬
‫اﳌﺪﻧﻴ ــﺔ ﰲ اﻟﻮﻻﻳ ــﺎت اﳌﺘﺤ ــﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴ ــﺔ اذ ﰎ ﲟﻮﺟ ــﺐ‬
‫ﻫــﺬا اﻟﻘــﺎﻧﻮن ﺗﻮﺳــﻴﻊ ﺻــﻼﺣﻴﺎت اﻟﺴــﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳــﺔ ﻋﻠــﻰ‬
‫}‪{95‬‬
‫ﺔ اﻟﻌﻠ‬ ‫ﻣﺟﻠ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫ﻧﻘ ـ ــﺾ اﺳ ـ ــﺘﺨﺪام ﺣ ـ ــﻖ اﻟ ـ ــﻨﻘﺾ )اﻟﻔﻴﺘ ـ ــﻮ( ﻟﻠـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ‬
‫اﻟﺴــﺎﺑﻖ ﻛﻠﻨﺘــﻮن ﰲ ﻗ ــﺎﻧﻮن اﺟﻬــﺎض اﻟــﻮﻻدة اﳉﺰﺋ ــﻲ‬
‫ﰲ ﻋﺎم ‪.312000‬‬
‫‪ -3‬ﻣﺜﻠﻴﻲ اﻟﺠﻨﺲ ) اﻟﺸﻮاذ(‪-:‬‬
‫ﺗﺸــﲑ اﻟﺘﻘ ــﺪﻳﺮات اﱃ ان اﻟﺸ ـﻮاذ ﻳﻮﻟﻔ ــﻮن‬
‫‪ %10‬ﻣـ ـ ــﻦ اﲨـ ـ ــﺎﱄ ﻋـ ـ ــﺪد اﻟﺴـ ـ ــﻜﺎن اﻟﺒـ ـ ــﺎﻟﻐﲔ ﰲ‬
‫اﻟﻮﻻﻳ ـ ــﺎت اﳌﺘﺤ ـ ــﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴ ـ ــﺔ ‪ . 32‬ﻗﺎوﻣ ـ ــﺖ ﻫ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﻷﻗﻠﻴ ــﺔ اﻟﻜﺒ ــﲑة اﻟ ــﱵ ﻳﻄﻠ ــﻖ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ ﻋ ــﺎدة اﺻ ــﻄﻼح‬
‫)اﳌﻮﻟﻌ ــﻮن ﺑـ ــﺎﻟﺘﻤﺘﻊ ( اﻟﺘﻤﻴﻴ ــﺰ اﻟـ ــﺬي ﻳﻘ ــﻮم اﱃ ﺣـ ــﺪ‬
‫ﻛﺒ ــﲑ ﻋﻠـ ــﻰ اﺳـ ــﻠﻮب اﳊﻴـ ــﺎة ﰲ اﻟﻌـ ــﻴﺶ واﻻﺳـ ــﻜﺎن‬
‫واﳋ ــﺪﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ‪ ،‬اﺿ ــﻒ اﱃ ذﻟ ــﻚ ان اﳌﺸ ــﻜﻠﺔ‬
‫وﻣــﺪﻣﲏ اﳌﺨــﺪرات ﻋــﻦ ﻃﺮﻳــﻖ اﳊﻘــﻦ وﻛــﺬﻟﻚ ﻋــﻦ‬
‫ﻃﺮﻳــﻖ ﻧﻘــﻞ اﻟــﺪم ‪ ،‬وزادت ﻣــﻦ ﺣــﺪة اﻟﺴــﺨﻂ اﻟﻌــﺎم‬
‫وﺟﻌﻠــﺖ ﻋﻤﻠﻴ ــﺔ اﻟﻜﻔ ــﺎح ﻣ ــﻦ اﺟ ــﻞ ﺣﻘ ــﻮق اﻟﺸ ـﻮاذ‬
‫اﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﻮاذ‪.‬‬
‫وﻣﻦ اﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟـﺬﻛﺮ إن ﺑﻌـﺾ اﻟﻮﻻﻳـﺎت‬
‫ﺗﻘﺮ ﺬا اﻟﺰواج )اﻟﺰواج ﺑﺎﳌﺜﻞ( ﳑـﺎ ادى ﺑـﺎﻟﻜﻮﻧﻐﺮس‬
‫اﱃ اﻗ ـ ـ ـﺮار ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ﻋ ـ ـ ــﺎم ‪ 1986‬ﻳﻌ ـ ـ ــﺪ اﻟﻌﻼﻗ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﳉﻨﺴ ـ ــﻴﺔ اﻟﺸ ـ ــﺎذة ﺑ ـ ــﲔ ﺷﺨﺼ ـ ــﲔ ﺑ ـ ــﺎﻟﻐﲔ ﰲ ﺳ ـ ــﻦ‬
‫اﻻدراك ﺟﺮﳝــﺔ ‪ 33.‬ﻓــﺎﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﺮﻳﻜــﻲ اﻟﺴــﺎﺑﻖ ﺑﻴــﻞ‬
‫ﻛﻠﻨﺘ ـ ــﻮن وﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل ﲪﻠﺘ ـ ــﻪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴ ـ ــﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳ ـ ــﻴﺔ‬
‫اﻻوﱃ ﻋ ـ ـ ــﺎم ‪ 1990‬دﻋ ـ ـ ــﺎ إﱃ وﺟ ـ ـ ــﻮب اﻋﻄ ـ ـ ــﺎء‬
‫ﺑﻌــﺾ اﳊﺮﻳــﺔ ﻟﻠﺸ ـﻮاذ ‪ ،‬وﺗﻀــﻤﻦ اﻻﺳــﺘﻄﻼع ﻟﻠ ـﺮاي‬
‫اﻟﻌـ ـ ـ ــﺎم اﻟـ ـ ـ ــﱵ اﺟﺮاﻫـ ـ ـ ــﺎ ﻣﻌﻬـ ـ ـ ــﺪ ﻏـ ـ ـ ــﺎﻟﻮب ان اﻏﻠﺒﻴـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﯾﺔ‬ ‫وم اﻟﺳﯾﺎﺳ‬
‫داﺋﻤــﺔ داﺧــﻞ اﻟﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤــﺪة واﳌﻮاﻃﻨــﻮن اﻻﻣﺮﻳﻜﻴ ــﻮن‬
‫اﻳﻀﺎ وﻓﻖ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻻﺟﻬﺰة اﻻﻣﻨﻴﺔ‪ .‬ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜـﺎل ان‬
‫ﻗﺎﻧﻮن ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻻرﻫـﺎب ﻳﻌـﺪ اﻟﺸـﺨﺺ اﻟـﺬي ﻗـﺪ ﺗـﻮرط‬
‫ﰲ ﻧﺸـﺎط ارﻫــﺎﰊ اذ ﻣــﺎ ﻗــﺎم ﺑﺼــﻔﺘﻪ اﻟﺸﺨﺼــﻴﺔ او ﲝﻜــﻢ‬
‫ﻋﻀ ـ ــﻮﻳﺘﺔ ﰲ ﻣﻨﻈﻤ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺎﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻧﺸ ـ ــﺎط ارﻫ ـ ــﺎﰊ‬
‫ارﻫﺎﺑﻴ ــﺎ وﻫـ ــﻲ ﺻـ ــﻴﻐﺔ ﲡﻌ ــﻞ ﳎـ ــﺮد اﻻﻧﻈﻤـ ــﺎم اﱃ ﻣﻨﻈﻤـ ــﺔ‬
‫ﺗﻌـ ــﺪﻫﺎ اﳊﻜﻮﻣ ـ ــﺔ اﻻﻣﺮﻳﻜﻴ ـ ــﺔ ارﻫﺎﺑﻴـ ــﻪ ﻋﻤ ـ ــﻼ ﻳﻘ ـ ــﻊ ﲢ ـ ــﺖ‬
‫ﻃﺎﺋﻠــﺔ اﻟﻘــﺎﻧﻮن ‪,‬ﺣــﱴ ﻟــﻮ ﱂ ﻳﺸــﺎرك اﻟﻔــﺮد ﺑﻨﻔﺴــﻪ ﰲ اي‬
‫ﻋﻤـ ــﻞ ﳛﻀ ـ ــﺮﻩ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن ‪ .‬ﻓﻀ ـ ــﻼ ن ان اﳌﺸـ ــﺮوع ﻳﻘ ـ ــﺪم‬
‫ﺗﻌﺮﻳﻔــﺎ ﳌــﺎ ﻳﻌــﺪﻩ اﻟﻘــﺎﻧﻮن ) ﲢﺮﻳﻀــﺎ ﻋﻠــﻰ ارﺗﻜــﺎب ﻧﺸــﺎط‬
‫ارﻫﺎﰊ (‪.36‬‬
‫وﺑﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﺸﺊ ﻧﻔﺴـﻪ ﻋﻠـﻰ ﺗﻌﺮﻳـﻒ اﻟﻘـﺎﻧﻮن ﻟ ـ‬
‫)اﻟﻌﻤﻞ اﻻرﻫﺎﰊ ( اذ ﻧﺺ ﻋﻠﻰ ان ذﻟـﻚ ﻳﺘﻀـﻤﻦ )ﲨـﻊ‬
‫ﻣﻌﻠﻮﻣـ ـ ــﺎت ﻋـ ـ ــﻦ اﻫـ ـ ــﺪاف ﳛﺘﻤـ ـ ــﻞ اﺳـ ـ ــﺘﻬﺪاﻓﻬﺎ ﺑﻨﺸـ ـ ــﺎط‬
‫ارﻫ ــﺎﰊ ‪ ,‬او ﲨ ــﻊ اﻣـ ـﻮال او أي ﺷ ــﺊ ذي ﻗﻴﻤ ــﺔ ﳌﻨﻈﻤ ــﺔ‬
‫ارﻫﺎﺑﻴﺔ (‪ . 37‬واﳌﻨﻈﻤﺔ اﻻرﻫﺎﺑﻴﺔ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻫـﻲ )ﲨﺎﻋـﺔ‬
‫ﻣ ــﻦ ﻓ ــﺮدﻳﻦ او اﻛﺜ ــﺮ ﺳـ ـﻮاء اﲣ ــﺬوا ام ﱂ ﻳﺘﺨ ــﺬوا ﺷ ــﻜﻼ‬
‫ﺗﻨﻈﻴﻤﻴـﺎ ‪ ,‬وﻣﺎرﺳـﻮا اﻳـﺎ ﻣــﻦ اﻻﻧﺸــﻄﺔ اﻟـﱵ ﻋــﺪﻫﺎ اﻟﻘــﺎﻧﻮن‬
‫ارﻫﺎﺑﻴ ــﺔ( ‪ . 38‬وﺗ ــﺮك اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن ﻟ ــﻮزﻳﺮي اﻟﻌ ــﺪل واﳋﺎرﺟﻴ ــﺔ‬
‫ﺗﻘﺮﻳــﺮ أي اﳌﻨﻈﻤــﺎت ارﻫﺎﺑﻴــﺔ و اﻟــﱵ ﻳﻨﻄﺒــﻖ ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻗــﺎﻧﻮن‬
‫ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻻرﻫﺎب ﰒ اوﺟﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺟﺮﳝـﺔ ﺟﺪﻳـﺪة اﻃﻠـﻖ‬
‫ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ اﺳ ـ ــﻢ )اﻻرﻫ ـ ــﺎب اﶈﻠـ ــﻲ ( اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺴ ـ ــﻤﺢ ﺑ ـ ــﺄدراج‬
‫ﻣﻨﻈﻤ ـ ــﺎت اﻣﺮﻳﻜﻴ ـ ــﺔ ﺿ ـ ــﻤﻦ ﻗـ ـ ـﻮاﺋﻢ اﻻرﻫ ـ ــﺎب ‪ ,‬وﻳﻜ ـ ــﻮن‬
‫اﻧﻀ ـ ــﻤﺎم اﻷﺟﺎﻧ ـ ــﺐ ﳍ ـ ــﺎ ﺟﺮﳝ ـ ــﺔ ﺗﺴ ـ ــﺘﺪﻋﻲ اﻻﻋﺘﻘ ـ ــﺎل او‬
‫اﻟﱰﺣﻴ ـ ـ ــﻞ وﲰ ـ ـ ــﺢ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ﺑ ـ ـ ــﺈدراج ﻋ ـ ـ ــﺪد ﻣ ـ ـ ــﻦ أﻧﺸ ـ ـ ــﻄﺔ‬
‫اﻻﺣﺘﺠ ــﺎج اﻟﺴ ــﻠﻤﻲ ﲢ ــﺖ ﻣﺴ ــﻤﻰ اﻻرﻫ ــﺎب اﶈﻠ ــﻲ و‬
‫}‪{96‬‬
‫ﺔ اﻟﻌﻠ‬ ‫ﻣﺟﻠ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫ﺣﺴــﺎب اﻟﺴ ــﻠﻄﺘﲔ اﻻﺧ ـﺮﻳﺘﲔ‪ .‬ﻟ ــﺬا ﺳ ــﻮف ﻧﺴ ــﻠﻂ‬
‫اﻟﻀـﻮء ﻋﻠــﻰ اﻫـﻢ ﻣﺎﺗﻀــﻤﻨﻪ ﻫــﺬا اﻟﻘـﺎﻧﻮن وﻛﻴــﻒ اﺛــﺮ‬
‫وﻳ ـ ـ ــﺆﺛﺮ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﳊﻘ ـ ـ ــﻮق واﳊﺮﻳ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ داﺧ ـ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻣﻦ اﳌﻌﺮوف ان ﻟﺼـﺪور أي ﻗـﺎﻧﻮن ﻻﺑـﺪ‬
‫ﻣــﻦ وﺟــﻮد اﺳــﺒﺎب ﻣﻌﻴﻨــﺔ ﺗــﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﻀــﺮورة ﻻﺻــﺪارﻩ‬
‫وﻫﺬا ﻣﺎ ﺣﺼﻞ داﺧﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴـﺔ‬
‫و اﻟﻜـ ــﻮﻧﻐﺮس وﳉـ ــﺎن اﳌﺨﺘﺼـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﻋﻤﻠـ ــﺖ ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫ﺻ ــﻴﺎﻏﺔ ﻗ ــﺎﻧﻮن ﻫﺪﻓ ــﻪ اﻻﺳ ــﺎس ﻫ ــﻮ أﻣ ــﻦ اﻟﻮﻻﻳ ــﺎت‬
‫اﳌﺘﺤ ـ ــﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴ ـ ــﺔ وﺑﺎﻟﺘ ـ ــﺎﱄ ﻳﻌ ـ ــﻮد ﺑ ـ ــﺎﻟﻨﻔﻊ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﳌ ـﻮاﻃﻦ اﻻﻣﺮﻳﻜــﻲ ‪ .‬وﻓﻘ ـﺎ ﳍ ـﺬا اﻟﺘﺼــﻮر ﺟــﺎء ﻗــﺎﻧﻮن‬
‫ﻣﻜﺎﻓﺤ ـ ــﺔ اﻻرﻫ ـ ــﺎب‪ 35‬وﻫ ـ ــﻮ اﺷ ـ ــﺒﻪ ﻣ ـ ــﺎﻳﻜﻮن ﲝﺎﻟ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻄـﻮارىء واﻟﺴــﺒﺐ اﳌﻌﻠــﻦ ﻟﻠﺼــﺪور ﻫــﻮ اﳍﺠﻤــﺎت‬
‫اﻟ ــﱵ ﺗﻌﺮﺿ ــﺖ ﳍ ــﺎ اﻟﻮﻻﻳ ــﺎت اﳌﺘﺤ ــﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴ ــﺔ ﰲ‬
‫‪ 2001/9/11‬وﻫ ـ ـ ــﻮ ﺳ ـ ـ ــﺒﺐ رأى ﺑ ـ ـ ــﻪ اﻟ ـ ـ ــﺒﻌﺾ‬
‫ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻻن ﺗﺮﻛﺰ ﻛﻞ اﻟﺴﻠﻄﺎت وﺧﺎﺻﺔ اﻻﻣﻨﻴﺔ ﻣﻨﻬـﺎ‬
‫ﺑﻴــﺪ رﺋــﻴﺲ اﻟﺪوﻟــﺔ ‪ .‬ﻟــﺬا ﳝﻜﻨﻨــﺎ ﲢﻠﻴــﻞ اﻫــﻢ ﻣــﺎ ﺟــﺎء‬
‫ﰲ ﻣــﻦ اﻟﻘــﺎﻧﻮن ﻣــﻦ ﺧــﻼل ﳏــﻮرﻳﻦ رﺋﻴﺴــﲔ اوﳍﻤــﺎ‬
‫ﳏﺎوﻟ ـ ــﺔ ﺗﻘﻴﻴ ـ ــﺪ اﳊﺮﻳ ـ ــﺎت اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫وﺛﺎﻧﻴﻬﻤــﺎ ﻳﺘﻤﺜــﻞ ﰲ اﻟﺘﻮﺳــﻊ ﰲ ﺻــﻼﺣﻴﺎت اﻻﺟﻬــﺰة‬
‫اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ واﺟﻬﺰة اﻻﻣﻦ ﺧﺼﻮﺻﺎ‪.‬‬
‫ﺗﻘﻴﻴﺪ اﻟﺤﺮﻳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧﻮن‬ ‫‪-1‬‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻏﻢ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ان اﳌﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻬﺪف‬
‫اﻻﺳﺎﺳ ـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ﻫ ـ ـ ــﻢ اﻻﺟﺎﻧ ـ ـ ــﺐ اﻟ ـ ـ ــﺬﻳﻦ‬
‫ﻳﻨﺘﻬﻜـ ـ ــﻮن اﻟﻘ ـ ـ ـﻮاﻧﲔ اﻻﻣﺮﻳﻜﻴ ـ ـ ــﺔ ‪ .‬وﻟﻜ ـ ـ ــﻦ ﻧ ـ ـ ــﺮى ان‬
‫اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن ﻳﺘﻌ ــﺪى ذﻟ ــﻚ ﻟﻴﻮﻗ ــﻊ اﻳﻀ ــﺎ اﳌﻘﻴﻤ ــﻮن اﻗﺎﻣ ــﺔ‬
‫ﯾﺔ‬ ‫وم اﻟﺳﯾﺎﺳ‬
‫وﻣــﻦ اﳉــﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟــﺬﻛﺮ اﻳﻀــﺎ ان اﻟﻘــﺎﻧﻮن ﻓــﺮض‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻣﺆﺳﺴــﺎت ﻣﺪﻧﻴــﺔ وﻋﻠــﻰ راﺳــﻬﺎ اﳉﺎﻣﻌــﺎت اﻟﺘﻌــﺎون‬
‫اﻟﻮﺛﻴــﻖ ﻣــﻊ اﺟﻬــﺰة اﻻﻣــﻦ و اﻣــﺪادﻫﺎ ﺑﻜــﻞ ﻣــﺎ ﺗﻄﻠﺒــﻪ ﻣــﻦ‬
‫ﻣﻌﻠﻮﻣ ـ ــﺎت‪ .‬اذا ﻟ ـ ــﺰم اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﳉﺎﻣﻌ ـ ــﺎت ﺑﺘﻘ ـ ــﺪﱘ اﳌﻠ ـ ــﻒ‬
‫اﳋــﺎص ﺑــﺎي ﻃﺎﻟــﺐ ﺑﻜــﻞ ﻣــﺎ ﳛﺘﻮﻳــﻪ ﻫــﺬا اﳌﻠــﻒ ﻣــﻦ‬
‫ﻣﻌﻠﻮﻣـ ــﺎت اذ ﻣ ـ ــﺎ ﻃﻠﺒﺘ ـ ــﺔ اﺟﻬ ـ ــﺰة اﻻﻣ ـ ــﻦ ‪ ,‬دون اﺧﻄ ـ ــﺎر‬
‫اﻟﻄﺎﻟــﺐ ﺑــﺬﻟﻚ ﺑــﻞ ﻳﺴــﻤﺢ اﻟﻘــﺎﻧﻮن ﻻﺟﻬــﺰة اﻻﻣــﻦ ان‬
‫ﺗﻘـﻮم ﲟﺮاﻗﺒــﺔ اﻻﺗﺼـﺎﻻت اﻻﻟﻜﱰوﻧﻴــﺔ اﳋﺎﺻـﺔ ﺑﺎﳉﺎﻣﻌــﺎت‬
‫أي ان اﳌﺮاﺳﻼت اﻟـﱵ ﺗـﺘﻢ ﻣـﻊ اﳉﺎﻣﻌـﺎت ﺗﺼـﺒﺢ ﻣﺘﺎﺣـﺔ‬
‫ﻻﺟﻬــﺰة اﻻﻣ ــﻦ‪ .40‬وﺑﻌ ــﺪ ذﻟ ــﻚ ﳝﻜﻨﻨ ــﺎ اﻟﻘ ــﻮل ان ﻗ ــﺎﻧﻮن‬
‫)ﻣﻜﺎﻓﺤ ـ ــﺔ اﻻرﻫ ـ ــﺎب ( ﻣﺜ ـ ــﻞ ﺗﻮﺳ ـ ــﻌﺎ ﻏ ـ ــﲑ ﻣﺴ ـ ــﺒﻮق ﰲ‬
‫ﺻـ ـﻼﺣﻴﺎت اﻻﺟﻬﺰةاﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳ ــﺔ ﻋﻤﻮﻣ ــﺎ وأﻋﻔﺎﻫ ــﺎ ﰲ ﻛﺜ ــﲑ‬
‫ﻣـ ـ ــﻦ اﻻﺣﻴـ ـ ــﺎن ﻣـ ـ ــﻦ رﻗﺎﺑـ ـ ــﺔ اﻟﻘﻀـ ـ ــﺎء واﻟﺘﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ اﻻ ان‬
‫اﻟﻮاﺿــﺢ اﳌﺆﺳﺴــﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳــﺔ ﱂ ﺗﻜﺘــﻒ ﲟــﺎ ﻣﻨﺤــﺔ ﳍــﺎ ﻫــﺬا‬
‫اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن ﻣ ـ ــﻦ ﺻـ ــﻼﺣﻴﺎت ‪ ,‬اذ وﺑﻌ ـ ــﺪ ﺻـ ــﺪور اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫أﺻﺪرت ﺳﻠﺴـﻠﺔ ﻣـﻦ اﻟﻘـﺮارات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳـﺔ اﻟـﱵ ﲤﺜـﻞ ﻣﺰﻳـﺪا‬
‫ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺳﻊ ﰲ اﻟﺼﻼﺣﻴﺎت ‪.‬وﻫﻲ ﺑﺎﻟﻮﻗﺖ ذاﺗـﻪ ﺗﻀـﻴﻒ‬
‫اذاﱂ ﺗﻜ ـ ـ ــﻦ ﻣﺼ ـ ـ ــﺎدرة ﻟﻠﺤﻘ ـ ـ ــﻮق واﳊﺮﻳ ـ ـ ــﺎت اﳌﺪﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ﰲ‬
‫اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺠﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻘﺮارات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ‬
‫ﺗﻌ ـ ــﺪ ﺳﺎﺳ ـ ــﻠﺔ اﻟﻘـ ـ ـﺮارات اﻟـ ـ ـﱵ ﺻ ـ ــﺪرت ﺑﻌ ـ ــﺪ‬
‫اﺣ ـ ــﺪاث اﻳﻠ ـ ــﻮل ‪ 2001‬ﰲ واﻗ ـ ــﻊ اﳊ ـ ــﺎل اﺧﻄ ـ ــﺮ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻗﺎﻧﻮن ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻻرﻫﺎب ‪,‬ﻓﺎﻟﻘـﺎﻧﻮن ﻳﻈـﻞ ﻋﻠـﻰ اﻳـﻪ ﺣـﺎل‬
‫ﻗﺎﻧﻮﻧـ ــﺎ‪ ,‬أي اﻧـ ــﻪ ﳜﻀـ ــﻊ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﻨﻔﻴـ ــﺬة ﻣـ ــﻦ ﻗﺒـ ــﻞ‬
‫اﻟﺴــﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸ ـﺮﻳﻌﻴﺔ ‪ ,‬ﻋﻠﻤــﺎ ان ﻗــﺎﻧﻮن ﻣﻜﺎﻓﺤــﺔ اﻻرﻫــﺎب‬
‫ﻳﻨﺘﻬــﻲ اﻟﻌﻤــﻞ ﺑــﻪ ﺑﻌــﺪ ارﺑﻌــﺔ اﻋـﻮام ﺑﻌــﺪ ﺗﻘﻴــﻴﻢ اﻟﻜــﻮﻧﻐﺮس‬
‫}‪{97‬‬
‫ﺔ اﻟﻌﻠ‬ ‫ﻣﺟﻠ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫ﻫــﺬا ﻣــﺎ ﻳﺸــﻜﻞ ﲡــﺎوز واﺿــﺢ ﻋﻠــﻰ اﻟﺪﺳــﺘﻮر وﺣــﻖ‬
‫اﳌ ـ ـﻮاﻃﻦ ﺑﺎﻻﺣﺘﺠ ـ ــﺎج و اﻟﺘﻌﺒ ـ ــﲑ ﻋـ ــﻦ رأﻳ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﺎﻟﻄﺮق‬
‫اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺻﻼﺣﻴﺎت اﻻﺟﻬﺰة اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ‬
‫ﻣـﻦ ﺧـﻼل اﻻﻃـﻼع ﻋﻠـﻰ اﻟﻘـﺎﻧﻮن ﻳﺘﺒــﲔ‬
‫اﻧ ــﻪ اﻋﻄ ــﻰ ﻟ ــﻮزﻳﺮي اﳋﺎرﺟﻴـ ـﺔ و اﻟﻌ ــﺪل ﺻ ــﻼﺣﻴﺎت‬
‫واﺳـﻌﺔ ﰲ ﺗﺮﺣﻴـﻞ اﻻﺟﺎﻧـﺐ ﺑـﻞ و ﻣـﻨﻌﻬﻢ اﺻـﻼ ﻣــﻦ‬
‫دﺧ ــﻮل اﻟ ــﺒﻼد ‪ ,‬ﻓﻤ ــﻦ ﺧ ــﻼل ﻧ ــﺺ ﻗ ــﺎﻧﻮﱐ ﻳﺴ ــﻤﺢ‬
‫ﺑﺎﺳـ ـ ــﺘﺨﺪام اﻻراء اﳌﻌﺎرﺿـ ـ ــﺔ ﻟﺴﻴﺎﺳـ ـ ــﺎت اﻟﻮﻻﻳـ ـ ــﺎت‬
‫اﳌﺘﺤ ــﺪة ﻛﺎﺳ ــﺎس ﳌﻨ ــﻊ اﺻ ــﺪار اﻟﺘﺎﺷ ـ ـﲑات اﳋﺎﺻ ــﺔ‬
‫ﻟﺪﺧﻮل اﻻراﺿﻲ اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻔﻲ ﺑﻨـﺪ ﻳﺘﻌﻠـﻖ ﲟﻌـﺎﻳﲑ‬
‫ﺣﺮﻣـﺎن اﻻﺟﺎﻧــﺐ ﻣـﻦ دﺧــﻮل اﻻراﺿـﻲ اﻻﻣﺮﻳﻜﻴــﺔ ‪,‬‬
‫ﻧ ــﺺ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن ﻋﻠ ــﻰ ان ﻫ ــﺬا اﳊﺮﻣ ــﺎن ﻳﻨﻄﺒ ــﻖ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫)أي اﺟﻨ ـ ــﱯ اﺳ ـ ــﺘﺨﺪم ﻣﻜﺎﻧﺘ ـ ــﺔ ﰲ أي ﺑﻠ ـ ــﺪ ﻟ ـ ــﺪﻋﻢ‬
‫اﻧﺸ ــﻄﺔ ارﻫﺎﺑﻴ ــﺔ او اﻻﳔ ـ ـﺮاط ﰲ ﺗﻠ ــﻚ اﻻﻧﺸـ ــﻄﺔ او‬
‫اﻗﻨ ـ ــﺎع اﻻﺧـ ـ ـﺮﻳﻦ ﺑ ـ ــﺪﻋﻢ ﻧﺸ ـ ــﺎط ارﻫ ـ ــﺎﰊ او ﻣﻨﻈﻤ ـ ــﺔ‬
‫ارﻫﺎﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﳚﺪة وزﻳـﺮ اﳋﺎرﺟﻴـﺔ ﻣﻘﻮﺿـﺎ ﳉﻬـﻮد‬
‫اﻟﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤـﺪة ﰲ اﳊـﺪ ﻣـﻦ اﻻرﻫـﺎب او اﻗﺘﻼﻋــﻪ‬
‫(‪ . 39‬وﳑ ــﺎ ﻳﻠﻔـ ــﺖ اﻻﻧﺘﺒ ــﺎﻩ اﱃ ان اﻻﺣﻜـ ــﺎم اﻟـ ــﱵ‬
‫وردت ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﺻﺒﺤﺖ ﺳـﺎرﻳﺔ ﺑـﺎﺛﺮ رﺟﻌـﻲ ﻣـﺎﱂ‬
‫ﻳﻘــﺮر وزﻳ ـﺮا اﳋﺎرﺟﻴــﺔ واﻟﻌــﺪل ﻏــﲑ ذﻟــﻚ ‪ ,‬وﻫــﺬا اﻣــﺮ‬
‫ﻏـ ـ ــﲑ ﻣﺴـ ـ ــﺒﻮق ﺧﺼﻮﺻـ ـ ــﺎ ﰲ ﺑﻠـ ـ ــﺪ ﻣﺜـ ـ ــﻞ اﻟﻮﻻﻳـ ـ ــﺎت‬
‫اﳌﺘﺤ ـ ــﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﻟﻌﻠﻮﻳ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﻋ ـ ــﺪ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ اﻻﺛ ـ ـ ــﺮ اﻟﺒ ـ ـ ــﺎﻟﻎ ﰲ ﺑﻨـ ـ ــﺎء اﻻﺳ ـ ـ ــﺲ اﳌﻬﻤ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﺪﳝﻘﺮاﻃﻴﺔ وﺿﻤﺎن ﺣﻘﻮق اﻻﻓﺮاد ﻓﻴﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﯾﺔ‬ ‫وم اﻟﺳﯾﺎﺳ‬ ‫ﺔ اﻟﻌﻠ‬ ‫ﻣﺟﻠ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫اﶈﻠﻴﺔ ﰲ وﻻﻳﺔ ﻧﻴﻮﺟﺮﺳﻲ ﺣﻜﻤﺎ ﻗﻀﺎﺋﻴﺎ ﻳﺄﻣﺮ اﻟﺴﻠﻄﺎت‬ ‫ﻟﻪ‪ ,‬اﻣﺎ اﻟﻘﺮارات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﺻـﺪرت دون ﻣﻮاﻓﻘـﺔ‬
‫اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﻮﻻﻳ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺄﻻﻋﻼن ﻋ ـ ــﻦ أﲰ ـ ــﺎء ﻣ ـ ــﻦ ﰎ اﻟﻘ ـ ــﺎء‬ ‫وﻣﻌﺮﻓ ـ ـ ــﺔ اﻟﺴ ـ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﻴﺔ ‪ ,‬ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ اﺳـ ـ ـ ـﺘﺨﺪﻣﺖ‬
‫اﻟﻘ ــﺒﺾ ﻋﻠ ــﻴﻬﻢ واﻳ ــﺪاﻋﻬﻢ ﺳ ــﺠﻮ ﺎ وﻫ ــﻮ اﳊﻜ ــﻢ اﻟ ــﺬي‬ ‫اﻟﺴــﻠﻄﺔاﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻣــﺎ ﻳﻌــﺮف ﺑ ـ)ﺳــﻠﻄﺎت ﺻــﻨﻊ اﻟﻘ ـﺮار‬
‫اﻋﺘـ ــﱪت وزارة اﻟﻌـ ــﺪل اﻧ ـ ــﻪ ﻳﺘـ ــﻴﺢ ﻣﻌﻠﻮﻣـ ــﺎت )ﺣﺴﺎﺳ ـ ــﺔ(‬ ‫ﰲ وﻗــﺖ اﻟﻄ ـﻮارئ( اﻟــﺬي ﻳﺴــﻤﺢ ﻟﺼــﺪور اﻟﻘ ـﺮار ﰒ‬
‫‪42‬‬
‫ﺗﻌﺮض اﻻﻣﻦ اﻟﻘـﻮﻣﻲ اﻻﻣﺮﻳﻜـﻲ ﻟﻠﺨﻄـﺮ ‪ .‬وﻟﻌـﻞ اﻻﻣـﺮ‬ ‫ﺗﻨﻔﻴ ـ ـ ـ ــﺬة ﻓ ـ ـ ـ ــﻮرا ‪.41‬ﻻﺻ ـ ـ ـ ــﺪار اﻟﻌﺪﻳ ـ ـ ـ ــﺪ م اﻟﻘـ ـ ـ ـ ـﺮارت‬
‫اﳌﻠﻔ ــﺖ ﻟﻼﻧﺘﺒ ــﺎﻩ ﻫ ــﻮ اﻧ ــﻪ ﺑﻴﻨﻤ ــﺎ ﻛﺎﻧ ــﺖ )وﺛﻴﻘ ــﺔ اﳊﻘ ــﻮق (ﰲ‬ ‫اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ وﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﺮارات‪:‬‬
‫اﻟﺒﺪاﻳ ــﺔ ﻣﻠﺰﻣ ــﺔ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣ ــﺔ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴ ــﺔ ﻓﻘ ــﻂ ﰒ ﰎ ﻻﺣﻘ ــﺎ اﻟـ ـﺰام‬ ‫‪ -1‬ﺗﺄﺟﻴﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎء‬
‫ﺟﻜﻮﻣ ــﺎت اﻟﻮﻻﻳ ــﺎت ــﺎ ‪ ،‬ﻓ ــﺎن اﳊﻜﻮﻣ ــﺔ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴ ــﺔ اﻟـ ــﱵ‬ ‫اﺻـﺪر وزﻳــﺮ اﻟﻌــﺪل ﻗـﺮارا ﻳﻌﻄــﻲ ﻟﻮﻛﺎﻟــﺔ‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺎرﳜﻴﺎ اﳊﺎﻣﻲ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺤﺮﻳﺎت اﺻﺒﺤﺖ اﻟﻴـﻮم ﻫـﻲ‬
‫اﳍﺠ ــﺮة ﺻ ــﻼﺣﻴﺔ ﺗﺎﺟﻴ ــﻞ ﺗﻨﻔﻴ ــﺬ أي ﺣﻜ ــﻢ ﻗﻀ ــﺎﺋﻲ‬
‫اﻟ ــﱵ ﺗﻔ ــﺮض ﻋﻠ ــﻰ ﺣﻜﻮﻣ ــﺎت اﻟﻮﻻﻳ ــﺎت ﻋ ــﺪم اﻻﻟﺘ ـﺰام ــﺬﻩ‬
‫ﻳﻔــﺮج ﻋــﻦ ﻣﻬــﺎﺟﺮ ﻣﻌﺘﻘــﻞ ‪,‬اذا ﻣــﺎ وﺟــﺪت اﻟﻮﻛﺎﻟــﺔ‬
‫اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ‪.‬‬
‫ﰲ ذﻟ ـ ـ ــﻚ اﻟﺸ ـ ـ ــﺨﺺ )ﺧﻄـ ـ ـ ـﺮا ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ا ﺘﻤ ـ ـ ــﻊ ( او‬
‫‪-3‬اﻟﺘﻨﺼﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺎت‬
‫ﺧﺸ ــﻴﺖ ﻫﺮوﺑ ــﻪ ﺧ ــﺎرج اﻟ ــﺒﻼد ‪ ،‬وﻳﻔ ــﺮغ ﻫ ــﺬا اﻟﻘـ ـﺮار‬
‫ﻳﻌ ــﺪ ﻫ ــﺬا اﻟﻘ ـ ـﺮار اﻻﻛﺜـ ــﺮ اﺛ ــﺎرة ﻓﻘ ــﺪ ﻛـ ــﺎن‬
‫اﻟــﺪور اﻟﻘﻀــﺎﺋﻲ – اﶈــﺪود اﺻــﻼ ﻣــﻦ ﻫــﺬا اﳉﺎﻧــﺐ‬
‫وﻻزال ﳏ ـ ــﻞ ﺧ ـ ــﻼف ﺑ ـ ــﲔ اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳ ـ ــﺔ اﳌﺘﻤﺜﻠ ـ ــﺔ‬
‫– اﻟـﺬي ﻧـﺺ ﻋﻠﻴـﻪ اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﳌـﺬﻛﻮر ﻣـﻦ اي ﳏﺘـﻮى‬
‫ﺑ ــﺎﻟﺮﺋﻴﺲ اﻻﻣﺮﻳﻜ ــﻲ واﻟﻜ ــﻮﻧﻐﺮس ﺣ ــﻮل ﻣ ــﺪى ﺻ ــﻼﺣﻴﺔ‬
‫ﺣﻘﻴﻘﻲ اذ ﺑﺎت ﲟﻮﺟﺐ ﻫﺬا اﻟﻘـﺮار ﺑﺎﻣﻜـﺎن ﺗﺄﺟﻴـﻞ‬
‫وﻣﺸ ـ ــﺮوﻋﻴﺔ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻘ ـ ـﺮار اﻟ ـ ــﺬي اﺻ ـ ــﺪرﻩ اﻟ ـ ـﺮﺋﻴﺲ) ﺑ ـ ــﻮش‬
‫ﺗﻨﻔﻴــﺬ اﻻﺣﻜ ــﺎم اﻟﻘﻀ ــﺎﺋﻴﺔ اﱃ اﺟــﻞ ﻏ ــﲑ ﻣﺴ ــﻤﻰ ‪.‬‬
‫اﻻﺑﻦ( ﺑﻌﺪ اﺣﺪاث اﻳﻠﻮل ‪ .2001‬ﺑﻴﻨﻤـﺎ ﻳـﺮى اﻟـﺮﺋﻴﺲ‬
‫ﻓ ــﺎﻟﻘﺮار ﱂ ﳛ ــﺪد ﻣ ــﺪة زﻣﻨﻴ ــﺔ ﻟ ــﺬﻟﻚ اﻟﺘﺄﺟﻴ ــﻞ ﺗﻠﺘ ــﺰم‬
‫)ﺑــﻮش( ان اﻟﻐﺎﻳ ــﺔ اﳌﺮﺟــﻮة ﻣ ــﻦ ﻋﻤﻠﻴــﺎت اﻟﺘﻨﺼ ــﺖ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫ﺑﻌـ ــﺪﻫﺎ وﻛﺎﻟـ ــﺔ اﳍﺠـ ــﺮة ﺑﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ ﺣﻜـ ــﻢ اﶈﻜﻤـ ــﺔ ‪ .‬وﱂ‬
‫اﳌﻜﺎﳌﺎت ﻫـﻲ ﳌﻜﺎﻓﺤـﺔ اﻻرﻫـﺎب‪ ،‬واﳊـﺪ ﻣـﻦ ﺧﻄﻮرﺗـﻪ ‪،‬‬
‫ﻳﻄﺎﻟﺒﻬ ــﺎ ﺑﺘﻘ ــﺪﱘ ﻣ ــﺎ ﻳﺜﺒ ــﺖ ان اﳌﻌﺘﻘ ــﻞ ﳝﺜ ــﻞ )ﺧﻄـ ـﺮا‬
‫ﻳ ــﺮى اﳌﻌﺎرﺿ ــﻮن ﳍ ــﺬا اﻟﻘـ ـﺮار اﻧ ــﻪ ﺧﻄ ــﺮ وﻳﻘ ــﻮض اﺳ ــﺲ‬
‫ﻋﻠﻰ ا ﺘﻤﻊ (‬
‫اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴ ـ ــﺔ اﻻﻣﺮﻳﻜﻴ ـ ــﺔ دون ان ﳛﻘ ـ ــﻖ اﻻﻣ ـ ــﻦ اﳌﻨﺸـ ـ ــﻮد‬
‫‪-2‬ﻋﺪم ﻧﺸﺮ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ‬
‫اﺿــﺎﻓﺔ اﱃ ان ﻫﻨــﺎك ﺟــﺪل دﺳــﺘﻮري ﺣــﻮل اﻟﻘ ـﺮار ﻧﻔﺴــﻪ‬
‫اﺛ ـ ــﺎر ﻗـ ـ ـﺮار ﻋ ـ ــﺪم ﻧﺸ ـ ــﺮ ﺑﻴﺎﻧ ـ ــﺎت ﻋ ـ ــﻦ‬
‫ﻓــﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑــﻮش ﻳﺆﻛــﺪ ان ﻣــﻦ ﺣﻘــﻪ اﺻــﺪار اﻟﻘــﺎﻧﻮن ﻧﻈ ـﺮا‬
‫اﳌﻌﺘﻘﻠ ــﲔ اﻧﺘﻘ ــﺎدات واﺳ ــﻌﺔ ﻣ ــﻦ ﺟﺎﻧ ــﺐ ﲨﺎﻋ ــﺎت‬
‫ﻟﻜﻮﻧــﻪ ﻣﺴــﺆول ﻋــﻦ ﲪﺎﻳــﺔ واﻣــﻦ اﳌـﻮاﻃﻦ اﻻﻣﺮﻳﻜــﻲ وﻓﻘــﺎ‬
‫ﺣﻘﻮق اﻻﻧﺴﺎن ووﺳﺎﺋﻞ اﻻﻋﻼم ‪ ,‬اذ اﲣـﺬت وزارة‬
‫ﻟﻠﺪﺳ ــﺘﻮر‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤ ــﺎ ﻳ ــﺮى اﳌﻌﱰﺿ ــﻮن ﻋﻠ ــﻰ ذﻟ ــﻚ ان ﻫﻨ ــﺎك‬
‫اﻟﻌﺪل ﻗﺮارا ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻧﺸﺮ اﻳﺔ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺑﺎﳌﻄﻠﻖ ‪,‬‬
‫ﺧ ــﻮق ﻟﻠﺪﺳ ــﺘﻮر وﺗﻌ ــﺪي ﻋﻠ ــﻰ اﳊﺮﻳ ــﺎت اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ وﺣﻘ ــﻮق‬
‫وﻛــﺎن ﻫــﺬا اﻟﻘ ـﺮار ﺑﻌــﺪ ان اﺻــﺪرت اﺣــﺪى اﶈــﺎﻛﻢ‬
‫اﳌـ ـﻮاﻃﻦ اﻟ ــﱵ ﻛﻔﻠﻬ ــﺎ اﻟﺪﺳ ــﺘﻮر ‪ .‬ﻓﺎﻟﻘ ــﺎﻧﻮن ﺟ ــﺎء ﻟﻴﺨ ــﺮق‬

‫}‪{98‬‬
‫ﯾﺔ‬ ‫وم اﻟﺳﯾﺎﺳ‬
‫اﳊﺼــﻮل ﻋﻠــﻰ ﺗﺼ ـﺮﻳﺢ ﻗﻀــﺎﺋﻲ ‪ .‬وﰲ ﻫــﺬا ا ــﺎل اﻳﻀ ــﺎ‬
‫اﺻ ــﺪر وزﻳ ــﺮ اﻟﻌ ــﺪل اﻻﻣﺮﻳﻜ ــﻲ اﻣـ ـﺮا اﱃ ﻫﻴﺌ ــﺔ اﻟﺴ ــﺠﻮن‬
‫ﲟﻨﺤﻬ ــﺎ ﺻ ــﻼﺣﻴﺔ اﻟﺘﻨﺼ ــﺖ ﻋﻠ ــﻰ أي اﺗﺼ ــﺎل ﻳ ــﺘﻢ ﺑ ــﲔ‬
‫اﳌﻌﺘﻘﻞ ﻣﻮﻛﻠﻪ ﻣـﱪر ذﻟـﻚ ﺑـﺎن ﻫﻨـﺎك ) ﺷـﻜﺎ ﻣﻮﺿـﻮﻋﻴﺎ(‬
‫ﰲ ان اﻟﺴـﺠﲔ ﻳﺴـﺘﺨﺪم ﻫـﺬا اﻻﺗﺼـﺎل ﻟﺘﺴـﻬﻴﻞ اﻋﻤــﺎل‬
‫ارﻫﺎﺑﻴﺔ وﻗﺪ ﻃﺒﻖ ﻫﺬا اﻟﻘﺮار ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺠﻨﺎء اﳌـﻮدﻋﲔ ﰲ‬
‫اﻟﺴﺠﻮن اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴـﺔ او اﳌﻌﺘﻘﻠـﲔ اﻟـﺬﻳﻦ ﱂ ﺗﻮﺟـﻪ ﳍـﻢ ﺑﻌـﺪ‬
‫أي ا ﺎﻣ ــﺎت‪ . 44‬وﻫ ــﺬا اﻟﻘـ ـﺮار اﻧﺘﻬ ــﺎك ﺻـ ـﺮﻳﺢ ﻟﻠﺘﻌ ــﺪﻳﻞ‬
‫اﻟﺴــﺎدس ﻣــﻦ اﻟﺪﺳــﺘﻮر ) وﺛﻴﻘــﺔ اﳊﻘــﻮق( اﻟــﺬي ﺗﻀــﻤﻦ‬
‫ﺣـ ــﻖ اﳌ ـ ــﺘﻬﻢ ﲟﺤﺎﻛﻤ ـ ــﺔ ﻋﺎدﻟ ـ ــﺔ ﺧﺼﻮﺻ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﺗﻮﺳ ـ ــﻴﻊ‬
‫اﺳــﺘﺨﺪام اﻻدﻟــﺔ اﻟﺴ ـﺮﻳﺔ* ﳍــﺬا ﳝﻜــﻦ اﻟﻘــﻮل ﻟــﻦ اﻟﻜﺜــﲑ‬
‫ﻣـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ـﻮاﻧﲔ ﺧﺼﻮﺻـ ــﺎ ﻗـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺘﻨﺼـ ــﺖ اﺛـ ــﺎر ﳐـ ــﺎوف‬
‫اﻻﻣ ـ ـ ـﺮﻳﻜﻴﲔ اﻧﻔﺴـ ـ ــﻬﻢ ﰲ ان ﻫـ ـ ــﺬا اﻻﺟ ـ ـ ـﺮاء ﻗـ ـ ــﺪ ﻳﻬـ ـ ــﺪد‬
‫اﻻﺳــﺲ اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴــﺔ اﻟــﱵ ﺗﻘــﻮم ﻋﻠﻴﻬــﺎ اﻟﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤــﺪة‬
‫اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -4‬إﻧﺸﺎء اﻟﻤﺤﺎﻛﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ ﻟـ ــﺮﻏﻢ ﻣـ ــﻦ اﻧﺸـ ــﺎء اﶈـ ــﺎﻛﻢ ﻫـ ــﻮ ﻣـ ــﻦ‬
‫ﺻــﻼﺣﻴﺔ اﻟﻜــﻮﻧﻐﺮس وﻓﻘــﺎ ﻟﻠﺪﺳــﺘﻮر اﻻ ان اﻟـﺮﺋﻴﺲ ﺑــﻮش‬
‫ﻗ ـ ــﺎم ﺑﺎﺻ ـ ــﺪار اﻣـ ـ ـﺮا رﺋﺎﺳ ـ ــﻴﺎ ﺑﺎﻧﺸ ـ ــﺎء اﶈ ـ ــﺎﻛﻢ اﻟﻌﺴ ـ ــﻜﺮﻳﺔ‬
‫ﶈﺎﻛﻤــﺔ اﻻﺟﺎﻧــﺐ اﳌﺘــﻮرﻃﲔ ﰲ اﻋﻤــﺎل ارﻫﺎﺑﻴــﺔ‪ .‬وﻳﻨﻄﺒــﻖ‬
‫ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳـﺘﻢ اﻋﺘﻘـﺎﳍﻢ ﺧـﺎرج اﻟﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤـﺪة او‬
‫داﺧﻠﻬﺎ ‪ ،‬اﻟﻘﺮار ﻳﺸﻤﻞ اﻳﻀﺎ اﺣﺎﻟﺔ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﱂ‬
‫ﳛﺼ ـ ـ ــﻠﻮا ﺑﻌ ـ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﳉﻨﺴ ـ ـ ــﻴﺔ اﻻﻣﺮﻳﻜﻴ ـ ـ ــﺔ اﱃ اﶈ ـ ـ ــﺎﻛﻢ‬
‫اﻟﻌﺴــﻜﺮﻳﺔ ‪ .‬اذ ﻧ ــﺺ اﻟﻘ ـﺮار ﻋﻠ ــﻰ اﻧــﻪ ﻳﺸ ــﻤﻞ اﻻﺟﺎﻧ ــﺐ‬
‫اﻻﻋﻀــﺎء ﰲ ﺗﻨﻈــﻴﻢ اﻟﻘﺎﻋــﺪة او ﻣﺆﻳــﺪﻫﻢ او اﻋﻀــﺎء اﻳــﺔ‬
‫ﻣﻨﻈﻤ ـ ــﺔ ارﻫﺎﺑﻴ ـ ــﺔ اﺧ ـ ــﺮى ﺗﺴ ـ ــﺘﻬﺪف اﻟﻮﻻﻳ ـ ــﺎت اﳌﺘﺤ ـ ــﺪة‬
‫}‪{99‬‬
‫ﺔ اﻟﻌﻠ‬ ‫ﻣﺟﻠ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫اﻟﺘﻌـ ــﺪﻳﻞ اﻻول ﻣـ ــﻦ اﻟﺪﺳـ ــﺘﻮر اﻻﻣﺮﻳﻜـ ــﻲ واﻟ ـ ــﺬي‬
‫ﻳ ــﻨﺺ ﻋﻠ ــﻰ ﺣﺮﻳ ــﺔ اﻟﺘﻌﺒ ــﲑ وﺳـ ـﺮﻳﺔ اﳌﺮاﺳ ــﻼت وﻛﻤ ــﺎ‬
‫ﳝﺜ ــﻞ اﺧ ـ ـﱰاق ﻟﻠﺘﻌ ــﺪﻳﻞ اﻟﺮاﺑ ــﻊ ﻣـ ـﻦ اﻟﺪﺳ ــﺘﻮر اﻟ ــﺬي‬
‫ﻳــﻨﺺ ﻋﻠــﻰ ﻋــﺪم اﻟﺘﻔﺘــﻴﺶ واﳌﺼــﺎدرة دون اﺟ ـﺮاءات‬
‫ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ وﳝﺜﻞ اﻳﻀﺎ اﺧﱰاق واﺿﺢ ﳌﺒﺪأ اﻟﻔﺼﻞ ﺑـﲔ‬
‫اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺎت اﻟ ـ ــﺬي ﺗﻘ ـ ــﻮم ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻓﻠﺴ ـ ــﻔﺔ اﳊﻜ ـ ــﻢ ﰲ‬
‫اﻟﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤــﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴــﺔ ‪ ،‬ﻓﻮﻓﻘــﺎ ﳍــﺬا اﳌﺒــﺪأ ان‬
‫اﳉﻬﺎز اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻳﻨﻔﺬ اﻟﻘـﻮاﻧﲔ وﻻﻳﺼـﻨﻌﻬﺎ وﻣـﻦ ﻫﻨـﺎ‬
‫ﻳﻜــﻮن اﳌﺄﺧــﺬ ﻋﻠــﻰ اﻟ ـﺮﺋﻴﺲ اﻻﻣﺮﻳﻜــﻲ )ﺑــﻮش( اذ‬
‫اﻧﻪ اﺻﺪر ﻗﺮار دون ان ﻳﺄﺧﺬ اذﻧﺎ ﻣـﻦ اﻟﻜـﻮﻧﻐﺮس‪،‬‬
‫وﺣــﱴ اﻧــﻪ ﺧــﺎﻟﻒ اﻟﻘــﺎﻧﻮن اﻟــﺬي اﺻــﺪرﻩ ﺑﻨﻔﺴــﻪ وم‬
‫ﻳﺄﺧ ــﺬ اذﻧ ــﺎ ﻣ ــﻦ اﶈﻜﻤ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﺑﺄﻣﻜﺎ ــﺎ ان ﺗﻌﻄﻴ ــﻪ‬
‫اﻻذن‪ ،‬ﺑـﻞ ﺑﺎﻻﻣﻜــﺎن اﻟﺴــﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳــﺔ واذا اﺿــﻄﺮ‬
‫ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ان ﻳﺘﻨﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﳌـﺎت ﻣﻌﻴﻨـﺔ‬
‫او اﺷﺨﺎص ﻣﻌﻴﻨﲔ ﺑﺄ ﻣﻜﺎﻧﻪ ان ﻳﻌﻠﻢ اﶈﻜﻤـﺔ ﺑﻌـﺪ‬
‫اﺛﻨﺘﺎن وﺳﺒﻌﻮن ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺼﺖ‪.‬‬
‫وﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ان اﻟ ـ ـ ـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ اﻋﻄ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﻣﺴ ـ ــﺎﺣﺔ واﺳ ـ ــﻌﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﳊﺮﻳ ـ ــﺔ ﻟﻜﻨـ ـ ــﻪ ﱂ ﻳﻘ ـ ــﻢ ﺑـ ـ ــﺄي‬
‫اﺟﺮاءات ﻣﻦ ﺷﺄ ﺎ ان ﺗﻌﻄﻲ ﳍﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻧـﻮع ﻣـﻦ‬
‫اﻟﺸــﺮﻋﻴﺔ‪ . 43‬ﻫــﺬا اﻻﻣــﺮ دﻓــﻊ ﺑــﺎﻟﻜﻮﻧﻐﺮس اﱃ ﻓــﺘﺢ‬
‫ﲢﻘﻴـﻖ ﺑـﺬﻟﻚ ﺑﻌــﺪ ان اﺷـﺎر رﺋــﻴﺲ اﻟﻠﺠﻨـﺔ اﻟﻘﻀــﺎﺋﻴﺔ‬
‫ﰲ اﻟﻜ ـ ــﻮﻧﻐﺮس وﻫ ـ ــﻮ ﲨﻬ ـ ــﻮري اﱃ ان ﻫﻨ ـ ــﺎك ﺧﺮﻗ ـ ــﺎ‬
‫واﺿــﺤﺎ ﻟﻠﺪﺳــﺘﻮر ﺑﺄﺻــﺪار اﻟ ـﺮﺋﻴﺲ ﻫــﺬا اﻻﻣــﺮ وﻫــﻮ‬
‫ﳐﺎﻟﻔـﺔ ﺻــﺮﳛﺔ اﻳﻀــﺎ ﻟﻘــﺎﻧﻮن ﻣﺮاﻗﺒــﺔ اﻟﺘﺨــﺎﺑﺮ اﻻﺟﻨــﱯ‬
‫اﻟﺼـﺎدر ﻋـﺎم ‪ 1978‬اﻟــﺬي ﳛﻈـﺮ اﻟﺘﺠﺴـﺲ ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻣ ـ ـ ـ ـﻮاﻃﻨﲔ اﻣـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻜﻴﲔ ﰲ اﻟﻮﻻﻳ ـ ـ ـ ــﺎت اﳌﺘﺤ ـ ـ ـ ــﺪة دون‬
‫ﯾﺔ‬ ‫وم اﻟﺳﯾﺎﺳ‬
‫اﻷﻣﺮﻳﻜــﻲ ﻟﻠﺪﳝﻘﺮاﻃﻴــﺔ واﳊﺮﻳــﺔ اﳌﺒــﲏ أﺻــﻼً ﻋﻠــﻰ إﻋﻄــﺎء‬
‫اﳌ ـﻮاﻃﻦ ﺣﻘﻮﻗ ــﻪ ﱂ ﻳﻌ ــﺪ ﻫ ــﻮ اﻟﻨﻤ ــﻮذج اﻷﻣﺜ ــﻞ ﺧﺼﻮﺻ ــﺎً‬
‫ﺑﻌ ــﺪ أن أﻓ ــﺮز اﻟﻮاﻗ ــﻊ ﻣﻌﻄﻴ ــﺎت ﻣﻐ ــﺎﻳﺮة ﻟﻠﺪﻋﺎﻳ ــﺔ ﺑﺒﺸ ـ ـﺮﻳﺔ‬
‫اﻟ ــﺒﻌﺾ ﻣ ــﻦ إن اﻟﺘ ــﺎرﻳﺦ إﻧﺘﻬ ــﻰ وﻗ ــﺪ وﺻ ــﻞ إﱃ ﻣﺴ ــﺘﻘﺮﻩ‬
‫اﻷﺧـﲑ ‪ ،‬وﻫــﺬا ﻣﺎﻃﺮﺣــﻪ اﻟﻜﺎﺗــﺐ اﻷﻣﺮﻳﻜــﻲ ﻓﻮﻛﻮﻳﺎﻣــﺎ ﰲ‬
‫ﻛﺘﺎﺑﻪ ) ﺎﻳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ( ﰲ ﻋﺎم ‪ 1992‬ﺣﻴـﺚ أﻧـﻪ ﺑﺸـﺮ‬
‫ﺑــﺄن اﻟﻨﺼــﺮ اﻟﻨﻬــﺎﺋﻲ ﻟﻸﳕــﻮذج اﻟــﺪﳝﻘﺮاﻃﻲ اﻟﻠﻴ ـﱪاﱄ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻨﻈــﺎم اﻟﻨﻮﻧﺎﻟﻴﺘــﺎري اﻟﺸــﻴﻮﻋﻲ ﻫــﻮ اﻟﻔﻌــﻞ ﰲ داﺋــﺮة وﻛــﺎن‬
‫ﻫﺬا اﻻﻧﺘﺼـﺎر اﳌﺰﻋـﻮم إن ﻳﺼـﺒﺢ )ﻣﺴـﻠﺤﺔ ﺳﻴﺎﺳـﻴﺔ ﻳﺮﻓـﻊ‬
‫ﳍــﺎ اﳉﻤﻴــﻊ اﻟﺮاﻳــﺔ اﻟﺒﻴﻀــﺎء(‪ .‬ﻗﺒـوـﻞ أن ﺗــﻨﻜﺲ ﻫــﺬﻩِ اﻟﺮاﻳــﺔ‬
‫اﳌﺰﻋﻮﻣــﺔ ﻣــﻦ ﺧــﻼل اﻟﺘﺠــﺎرب ﻧﻼﺣ ـﻆ ان أرﺑﻌــﺔ ﲡــﺎرب‬
‫ﻣ ــﺮت ــﺎ )اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴـ ــﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ ــﺔ( إﻋﺘ ــﱪت إﺧﺘﺒـ ــﺎرات‬
‫ﺣﻘﻴﻘﻴـﺔ ﳌـﺪى ﻫﺸﺎﺷـﺔ ﺗﻠـﻚ اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴـﺔ اﻟـﱵ ﻋﺎﻧـﺖ ﻣـﻦ‬
‫ﲡﺎوز وﺗﻀﻴﻴﻖ ﻟﻠﺤﺮﻳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣﻘـﻮق اﻹﻧﺴـﺎن‪ .‬ﲢـﺖ‬
‫ﺣﺠ ــﺞ ﻣﺘﻨﻮﻋ ــﺔ ﻓﺒﻌ ــﺪ اﳊ ــﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴ ــﺔ اﻷوﱃ وﰲ ﺧﻀ ــﻢ‬
‫ﻣﺮﺣﻠ ــﺔ اﻟﺼـ ـﺮاع اﻹﺟﺘﻤـ ـﺎﻋﻲ اﻟ ــﱵ ﺷ ــﻬﺪت اﻟﻌﺪﻳ ــﺪ ﻣ ــﻦ‬
‫اﻟﺘﻔﺠـ ـ ـ ـﲑات ﺷ ـ ـ ــﻨﺖ اﳊﻜﻮﻣ ـ ـ ــﺔ ﻋ ـ ـ ــﺪداً ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳊﻤ ـ ـ ــﻼت‬
‫اﻟﻀ ــﺨﻤﺔ اﻟ ــﱵ اﻟﻘـ ــﺖ ﻓﻴﻬ ــﺎ اﻟﻘـ ــﺒﺾ ﻋﻠ ــﻰ اﻵﻻف ﻣـ ــﻦ‬
‫اﳌﺸ ـ ـ ــﺘﺒﻪ ﰲ ﻛ ـ ـ ــﻮ ﻢ ﺷ ـ ـ ــﻴﻮﻋﻴﲔ وﻓﻮﺿ ـ ـ ــﻴﲔ دون إﻋﺘﺒ ـ ـ ــﺎر‬
‫ﻟﺴ ــﻼﻣﺔ اﻹﺟـ ـﺮاءات اﻟﻼزﻣ ــﺔ‪ .‬وﰲ أﺛﻨ ــﺎء اﳊ ــﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴ ــﺔ‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻴـ ـ ـ ــﺔ إﺣﺘﺠـ ـ ـ ــﺰ ‪ 110‬اﻟ ـ ـ ـ ــﻒ ﺷـ ـ ـ ــﺨﺺ ﰲ ﳐﻴﻤ ـ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﻻﺣﺘﺠـ ــﺎز ﻻﻟﺸـ ــﻲء ﺳـ ــﻮى إﻫـ ــﻢ ﻳﻨﺤـ ــﺪرون ﻣـ ــﻦ أﺻـ ــﻞ‬
‫ﻳﺎﺑـﺎﱐ ‪ .‬وﰲ أﺛﻨــﺎء اﳊــﺮب اﻟﺒـﺎردة وﻗﻌــﺖ أﻋــﺪاد ﻻﺣﺼــﺮ‬
‫ﳍ ــﺎ ﺿ ــﺤﻴﺔ )ﻟﻠﻔ ــﺰع اﻷﲪ ــﺮ ( ﻓﻘ ــﺪوا وﻇ ــﺎﺋﻔﻬﻢ وﺗﻌﺮﺿـ ـﻮا‬
‫ﻟﻠﻤﻬﺎﻧﺔ ﻋﻠﻨﺎً ‪ .‬ﺣـﱴ إن ﺑﻌﻀـﻬﻢ أودع اﻟﺴـﺠﻦ ﻟﻼﺷـﺘﺒﺎﻩ‬
‫ﰲ ا ــﻢ ﻋﻠ ــﻰ ﺻ ــﻠﺔ ﺑــﺎﳊﺰب اﻟﺸ ــﻴﻮﻋﻲ أو ﻟﻜ ــﻮ ﻢ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫}‪{100‬‬
‫ﺔ اﻟﻌﻠ‬ ‫ﻣﺟﻠ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫اﻻﻣﺮﻳﻜﻴــﺔ ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ ﻳﻨﻄﺒــﻖ اﻳﻀــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻣــﻦ اﺷــﱰك ﰲ‬
‫)اﻳ ـ ـ ـﻮاء ﺷـ ـ ــﺨﺺ ﺷ ـ ـ ـﺎرك ﻳﻮﻣـ ـ ــﺎ ﰲ اﻻﻋـ ـ ــﺪاد ﻟﻌﻤـ ـ ــﻞ‬
‫ارﻫﺎﰊ(‪.45‬‬
‫وﺑﻌــﺪ ﻛــﻞ ﻣﺎﺗﻘــﺪم ﻧﺴــﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘــﻮل ان‬
‫اﻟﻮﻻﻳـ ـ ــﺎت اﳌﺘﺤـ ـ ــﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴ ـ ـ ــﺔ ﺷـ ـ ــﻬﺪت اﺧ ـ ـ ــﺘﻼﻻ‬
‫واﺿــﺤﺎ ﰲ اﻟﺘ ـﻮازن ﺑــﲔ اﳌﺆﺳﺴــﺎت اﻟــﺜﻼث ﻟﺼــﺎﱀ‬
‫اﳌﺆﺳﺴـ ـ ــﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳـ ـ ــﺔ ‪،‬و اذ ﻛـ ـ ــﺎن ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن ﻣﻜﺎﻓﺤـ ـ ــﺔ‬
‫اﻻرﻫ ـ ــﺎب ﺗﻮﺳ ـ ــﻌﺎ ﻣﻠﻮﺣﻈ ـ ــﺎ ﰲ ﺻ ـ ــﻼﺣﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻤﻮﻣ ـ ـ ـ ــﺎ واﺟﻬـ ـ ـ ــﺰة اﻻﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ وﺟ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﳋﺼ ــﻮص ‪ ،‬ﻓﻘ ــﺪ ﻣﺜﻠ ــﺖ اﻟﻘ ـﺮارات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳ ــﺔ ﻣﺰﻳ ــﺪا‬
‫ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﺼ ـ ـ ــﻌﻮد ﰲ دور اﳌﺆﺳﺴ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﺣﺴ ــﺎب اﻟﺘﺸـ ـﺮﻳﻌﻴﺔ اﻟ ــﺬي ﲡﺴ ــﺪ ﰲ وﻗ ــﺎﺋﻊ ﻋ ــﺪة ‪،‬‬
‫ﻛﻤ ـ ــﺎ ﺑﻴﻨ ـ ــﺎ وﻫ ـ ــﻮ اﺧ ـ ــﺘﻼل واﺿ ـ ــﺢ ﻻﻳﻘﺘﺼ ـ ــﺮ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﺼــﻌﻮد اﻟﺘﻘﻠﻴــﺪي ﻟﺘﻠــﻚ اﳌﺆﺳﺴــﺔ ﰲ ﺣﺎﻟــﺔ ﺗﻌــﺮض‬
‫اﻟــﺒﻼد ﳋﻄــﺮ ﺧــﺎرﺟﻲ او ازﻣــﺔ ﻛــﱪى ‪ .‬اذ اﻧــﻪ ارﺗــﺒﻂ‬
‫ﺑﺄﺳـ ـ ــﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﺒﻨﺘﻬـ ـ ــﺎ اﻻدارة اﳉﺪﻳـ ـ ــﺪة )ادارة ﺑـ ـ ــﻮش‬
‫اﻻﺑ ــﻦ( ﻣﻨ ــﺬ ﺗﻮﻟﻴﻬ ــﺎ اﺻ ــﻼ‪ ،‬ووﺟ ــﺪت ﰲ اﺣ ــﺪاث‬
‫أﻳﻠـ ــﻮل ‪ 2001‬ﺗﱪﻳ ـ ـﺮا ﻗﻮﻳـ ــﺎ ﻳﺴ ـ ــﻤﺢ ﺑﻘﺒﻮﳍـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﻧﻄـﺎق واﺳـﻊ ‪ ،‬ﻛﻤـﺎ ﳝﻜـﻦ ان ﺗﺸـﲑ اﱃ ان اﳊﺮﻳـﺎت‬
‫اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ اﳌﺘﻤﺜﻠ ــﺔ ﺑﻮﺛﻴﻘ ــﺔ اﳊﻘ ــﻮق ﻓﻘ ــﺪ ﺣ ــﺪث ﺗﺮاﺟ ــﻊ‬
‫واﺿــﺢ ﰲ اﺣﱰاﻣﻬــﺎ وﻫــﺬا ﻣﺎﲤﺜــﻞ ﻣــﻦ ﺧــﻼل اﻟﻠﻐ ــﺔ‬
‫اﻟ ـ ــﱵ اﺳ ـ ــﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻻرﻫ ـ ــﺎب ‪ ،‬ﻓﻀ ـ ــﻼ ﻋ ـ ــﻦ‬
‫ﳏﺘﻮى اﻟﻘﺮارات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ‬
‫أﺧ ــﺬت ﻗﻀ ــﻴﺔ ﺣﻘ ــﻮق اﻹﻧﺴ ــﺎن ﻣﻜﺎﻧ ــﺔ‬
‫ﻣﻬﻤ ـ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﺪﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻮر اﻷﻣﺮﻳﻜ ـ ـ ـ ــﻲ إﻻ إ ﱠن اﻟﻨﻤ ـ ـ ـ ــﻮذج‬
‫ﯾﺔ‬ ‫وم اﻟﺳﯾﺎﺳ‬ ‫ﺔ اﻟﻌﻠ‬ ‫ﻣﺟﻠ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫‪ . 1798‬أي ان اﻟﻌﺴ ـ ـ ــﻜﺮة وﻣ ـ ـ ــﺎ ﺗﺮﺗ ـ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ‬ ‫ﺻ ــﻠﺔ ﻓﻌﻠﻴـ ــﺔ ﺑـ ــﻪ ‪ .‬ﻏ ــﲑ ّإن اﻟﺘﺠﺮﺑـ ــﺔ اﻷﻋﻨـ ــﻒ واﻟـ ــﱵ‬
‫ﻣﻀﺎﻳﻘﺎت أﻣﻨﻴﺔ " ﻛﺎﻧـﺖ ﺗﺴـﻤﻰ ﺣﺮﻳـﺎت اﻵﺧـﺮﻳﻦ ﻓﻴﻤـﺎ‬ ‫ﻫــﺰت ﺻــﻮرة ﺣﻘــﻮق اﻹﻧﺴــﺎن واﳊﺮﻳــﺎت اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﺑــﻞ‬
‫ﻛـ ـ ـ ــﺎن اﻟﺸـ ـ ـ ــﻌﺐ اﻷﻣﺮﻳﻜـ ـ ـ ــﻲ ﲟﻨـ ـ ـ ــﺄى ﻋـ ـ ـ ــﻦ ﻣﺜـ ـ ـ ــﻞ ﻫـ ـ ـ ــﺬﻩِ‬ ‫إ ــﺎ ﺻ ــﺎردت اﻟ ــﺒﻌﺾ ﻣ ــﻦ ﻫ ــﺬﻩِ اﳊﻘ ــﻮق ﻫ ــﻲ اﻟ ــﱵ‬
‫اﻹﻧﺘﻬﺎﻛﺎت‪ .‬إن اﻟﺘﺠﺎوزات اﻟﱵ ﺣﺼـﻠﺖ وﲢﺼـﻞ اﻵن‬ ‫ﺟ ــﺎءت ﻋﻘ ــﺐ اﳍﺠ ــﻮم ﻋﻠ ــﻰ ﺑﺮﺟ ــﻲ ﻣﺮﻛ ــﺰ اﻟﺘﺠ ــﺎرة‬
‫ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﰲ ﳎﺎل ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن‬ ‫اﻟﻌــﺎﳌﻲ وﻣﻘــﺮ اﻟﺒﻨﺘــﺎﺟﻮن ﰲ ‪/11‬أﻳﻠــﻮل ‪. 2001/‬‬
‫اﻟـ ــﱵ وﺻـ ــﻠﺖ ﰲ ﺑﻌـ ــﺾ اﻷﺣﻴـ ــﺎن ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﺮق ﻟﻠﺪﺳـ ــﺘﻮر‬ ‫ﺣﻴ ــﺚ ﻋﺎﺷ ــﺖ اﻟﻮﻻﻳ ــﺎت اﳌﺘﺤ ــﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ ــﺔ ) ردة‬
‫وﺗﻌﺪﻳﻼﺗـ ـﻪ واﻟﻀ ــﻤﺎﻧﺖ اﻟ ــﱵ ﻛﻔﻠﻬ ــﺎ اﻟﺪﺳ ــﺘﻮر ﻟﻠﺤﺮﻳ ــﺎت‬ ‫ﺣﻀﺎرﻳﺔ( ﲣﻠﺖ ﺧﻼﳍـﺎ ﻋـﻦ )وﻟـﺔ اﻟﻘـﺎﻧﻮن( ﻟﺘﻈﻬـﺮ‬
‫اﻟﻌﺎﻣــﺔ ‪ .‬ﻣﺮﻫﻮﻧــﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳــﺔ اﻟــﱵ ﺗﺘﺒﻌﻬــﺎ اﻟﻨﺨــﺐ اﳊﺎﻛﻤــﺔ‬ ‫ﰲ ﻫﻴﺌ ــﺔ )اﻟﺪوﻟ ــﺔ اﻟﺒﻮﻟﻴﺴ ــﻴﺔ( أو )دوﻟ ــﺔ اﳉﻨ ـ ـﺮاﻻت(‬
‫ﰲ اﻟﻮﻻﻳـ ــﺎت اﳌﺘﺤـ ــﺪة إذ ﻛﻠﻤـ ــﺎ ﻛـ ــﺎن اﻟـ ــﻨﻬﺞ اﻟﺴﻴﺎﺳ ـ ــﻲ‬ ‫اﻟﱵ ﺷﺎ ﺖ ﰲ ﻫﺬﻩِ اﻟﺘﺠﻠﻴﺎت اﻟﻘﻤﻌﻴـﺔ اﻟﻌﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ‬
‫ﻣـﻮاﺋﻢ ﻟﻸﺳــﺲ اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴــﺔ اﻟــﱵ ﻧﺸــﺄت ﻋﻠﻴﻬــﺎ اﻟﻮﻻﻳــﺎت‬ ‫دول اﻟﻌــﺎﱂ اﻟﺜﺎﻟــﺚ‪ .‬ﺣﻴــﺚ إﻧــﻪ ﻣــﻦ اﻟﺼــﻌﺐ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﳌﺘﺤ ــﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ ــﺔ ﻛﻠﻤ ــﺎ ﻛ ــﺎن ﻫﻨ ــﺎك إﺳ ــﺘﻘﺮار ﳎﺘﻤﻌ ــﻲ‬ ‫اﻟ ــﺪول اﳌﺘﺤﻀ ــﺮة إﺳـ ـﺘﺪﻋﺎء أي ﻣ ــﻦ ﺗﻠ ــﻚ اﻵﻟﻴ ــﺎت‬
‫ورﺟﻮع ﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﺒﺘﻐﺎة ‪.‬‬ ‫اﻟﻘﻤﻌﻴ ــﺔ‪ ،‬ﻣﻬﻤ ــﺎ ﺗﻌﺮﺿ ــﺖ ﻣ ــﻦ أزﻣ ــﺎت أﻣﻨﻴ ــﺔ‪ ،‬ﻋﻠ ــﻰ‬
‫أﺳ ـ ــﺎس أن ﺗﻄﻮرﻫ ـ ــﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌ ـ ــﻲ وﺗﻘ ـ ــﺪﻣﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳ ـ ــﻲ‬
‫واﻹﺟﺘﻤــﺎﻋﻲ واﻟﺘﻘــﲏ ﻗــﺪ ﺣــﺎل وﺑﺸــﻜﻞ ــﺎﺋﻲ دون‬
‫ﺗﻌـ ـ ـﺮﻳﺾ )ﺣﻘ ـ ــﻮق اﻹﻧﺴ ـ ــﺎن( ﻋﻠ ـ ــﻰ أراﺿ ـ ــﻴﻬﺎ ﻷﻳ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻬﻮاﻣﺶ‬ ‫إﻧﺘﻬﺎﻛﺎت‪.‬‬
‫وﻣـ ــﻦ وﺟﻬـ ــﺔ ﻧﻈﺮﻧـ ــﺎ إن ﻋﺴـ ــﻜﺮة )اﻹدارة‬
‫‪ - 1‬ﻧ ﺎظم ﻋﺑ د اﻟواﺣ د اﻟﺟﺎﺳ ور ‪ .‬ﺣﻘ وق اﻹﻧﺳ ﺎن اﻹﺷ ﻛﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﻛوﻧﯾ ﺔ واﻟﺧﺻوﺻ ﯾﺎت اﻟوطﻧﯾ ﺔ واﻟﻘوﻣﯾ ﺔ ﻣﺟﻠ ﺔ دراﺳ ﺎت‬ ‫اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ ــﺔ( وﻣ ــﺎ ﳛﻤﻠ ــﻪ ﻣ ــﻦ دﻻﻻت ﻋﻠ ــﻰ إﻋ ــﻼء‬
‫ﻋراﻗﯾﺔ‪ .‬ﺑﻐداد ‪ .‬اﻟﻌدد ‪ .2‬ﺣزﯾران ‪ 2005‬ﺻﻔﺣﺔ ‪.4‬‬
‫‪-‬ﺧﺎﻟد ﺳ ﻠﻣﺎن ﻓ ﻲ ﻣﻌﮭ د اﻟﻣواطﻧ ﺔ وﺣﻘ وق اﻹﻧﺳ ﺎن _ دﻟﯾ ل‬
‫‪2‬‬
‫ﻗﻴﻤــﺔ )اﳉﺎﻧــﺐ اﻷﻣــﲏ( ﻋﻠــﻰ )اﳉﺎﻧــﺐ اﻟﻘــﺎﻧﻮﱐ( ﱂ‬
‫ﺣﻘ وق اﻹﻧﺳ ﺎن _ ﻣرﻛ ز ﻋﻣ ﺎن ﻟدراﺳ ﺎت ﺣﻘ وق اﻹﻧﺳ ﺎن‬
‫‪.‬ﻋﻣﺎن _‪ 2003‬ﺻﻔﺣﺔ ‪17‬‬ ‫ﻳﻜ ــﻦ وﻟﻴ ــﺪ أﺣ ــﺪاث أﻳﻠـ ــﻮل وإﳕ ــﺎ ﻛ ــﺎن ﺣﺎﺿ ـ ـﺮاً ﰲ‬
‫‪ - 3‬اﻧظر ‪ .‬د‪ .‬ﻓﺗﺣﻲ اﻟدرﺑﺛﻲ‪ -‬اﻟﺣق وﻣدى ﺳﻠطﺎن اﻟدوﻟﺔ ﻓ ﻲ‬
‫ﺗﻘﯾﯾده –دار اﻟﻧﺷر – ﻋﻣﺎن ‪ 1977‬ﺻﻔﺣﺔ ‪ 251‬واﻟﺣق ﯾ دل‬
‫ﻋﻘــﻞ اﻟﻨﺨــﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳ ـﻴﺔ اﻟــﱵ ﺗﻌﺎﻗﺒ ــﺖ ﻋﻠــﻰ ﺣﻜ ــﻢ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻧﮫ )اﻟﺛﺎﺑت اﻟذي ﻻﺳﺗطﯾﻊ اﺣد إﻧﻛﺎره واﻟﯾﻘﯾن ﺑﻌ د اﻟﺷ ك‬ ‫اﻟﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤــﺪة ﻣﻨــﺬ ﻧﺸــﺄ ﺎ ‪ ،‬ﻏــﲑ أ ــﺎ ﱂ ﺗﻜــﻦ‬
‫وھو اﻟﻌدل واﻷﻣر اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ واﻟﻣﺎل واﻟﻣﻠ ك وﺻ دق اﻟﺣ دﯾث‬
‫وﻗد ﻋرف ﻋﻠﻰ ﻛﻼم اﻟﻌرب اﻟﺣ ق ﻋﻠ ﻰ اﻧ ﮫ )ھ و ﻣﺎﯾﺟ ب إن‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻮﺿﻮح واﻟﺼﺮاﺣﺔ ﳝﺜﻞ ﻣﺎ ﺑﺪت ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﻟﻔـﱰة‬
‫ﯾﺗﺣﻘ ق ﻓ ﻲ ذاﺗ ﮫ وﯾﺗرﺗ ب ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ك ﺗﺣﻘﯾﻘ ﮫ ﻣﺻ ﻠﺣﺔ او دﻓ ﻊ‬
‫ﻣﺿ رة ( ﻟﻠﻣزﯾ د اﻧظ ر ﻋ ﺎﻣر ﺣﺳ ن ﻓﯾ ﺎض ‪.‬اﻟ رأي وﺣﻘ وق‬ ‫اﻷﺧــﲑة ‪ ،‬ﺑﻌــﺪ أن ﻛﺎﻧــﺖ ﳑﺎرﺳــﺔ ﻫــﺬﻩِ اﻟﻌﺴــﻜﺮة ﰲ‬
‫اﻹﻧﺳﺎن ‪ .‬ﺑﻐ داد ‪ – 2003.‬ﺻ ﻔﺣﺔ ‪. 87‬اﻣ ﺎ اﻟﺣ ق ﻓ ﻲ اﻟﻠﻐ ﺔ‬
‫اﻻﻧﻛﻠﯾزﯾ ﺔ )‪ (Right‬وﻣﻌﻧﺎھ ﺎ دﻟﯾ ل اﻻﺳ ﺗﻘﺎﻣﺔ وأﯾﺿ ﺎ دﻟﯾ ل‬ ‫ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬــﺎ ﺧــﺎرج اﻟﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤــﺪة واﻟــﱵ ﺑﻠﻐــﺖ ﳓــﻮ‬
‫اﻟﺗﺣوي ﻟﻠﻘﺎﻧون‬
‫‪ -4‬ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد اﻟﻣﺟذوب ‪ :‬اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ‪.‬‬ ‫‪240‬ﺗ ــﺪﺧﻼً ﻋﺴ ــﻜﺮﻳﺎً ﺧ ــﺎرج أراﺿ ــﻴﻬﺎ ﻣﻨ ــﺬ ﻋ ــﺎم‬
‫ﻣطﺑﻌﺔ ﺟروس ﺑروس ‪ .‬ﻟﺑﻧﺎن ‪ .‬ط‪ .1986 .1‬ص‪.9‬‬

‫}‪{101‬‬
‫ﯾﺔ‬ ‫وم اﻟﺳﯾﺎﺳ‬
‫‪ -18‬ﻣﻧﺻ ف اﻟﺳ ﻠﯾﻣﻲ‪ .‬ﺻ ﻧﻊ اﻟﻘ رار اﻟﺳﯾﺎﺳ ﻲ اﻷﻣرﯾﻛ ﻲ‪.‬‬
‫ﻣرﻛز اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﻲ – اﻷورﺑﻲ‪ .1997 .‬ص‪.163‬‬
‫‪ - 19‬ﻟﻼﺳﺗﻔﺎﺿ ﺔ راﺟ ﻊ د‪ .‬رﯾ ﺎض ﻋزﯾ ز ھ ﺎدي – ﺣﻘ وق‬
‫اﻹﻧﺳﺎن –ﺑﻐداد ‪ -2005-‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 108‬‬
‫‪ - 20‬ﻣﺣﻣد ﻋﺛﻣﺎن – اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳ ﯾﺔ واﻟﻘ ﺎﻧون اﻟدﺳ ﺗوري –‬
‫اﻟﻘﺎھرة – اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ‪ -1989-‬ﺻﻔﺣﺔ ‪.343‬‬
‫اﻧظر أﯾﺿﺎ – ﺛروت ﺑدري – اﻟ ﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳ ﯾﺔ –ﻣﺻ ر –دار‬
‫اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪-1964-‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 291‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -‬ﻧﻘﻼ ﻋن د‪ .‬رﯾ ﺎض ﻋزﯾ ز ھ ﺎدي – ﻣﺻ در ﺳ ﺑق ذﻛ ره‬
‫ﺻﻔﺣﺔ ‪.116‬‬
‫اﻧظ ر أﯾﺿ ﺎ ﻣﺣﻣ د ﻋﺎﺑ د اﻟﺟ ﺎﺑري – اﻟدﯾﻣﻘراطﯾ ﺔ وﺣﻘ وق‬
‫اﻹﻧﺳﺎن – ﻣرﻛز دراﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟوطﻧﯾﺔ – ﺑﯾروت ‪-1994‬‬
‫ﺻﻔﺣﺔ ‪. 86‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ -‬روﺳﻛو ﺑﺎوﻧد – ﻣﺻدر ﺳﺑق ذﻛره –ﺻﻔﺣﺔ ‪.70‬‬
‫* ‪ -‬ھﻧﺎك ﺛﻣﺔ ﻓرق ﺑﯾن اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺣﻘوق ‪ .‬ﻓﺎﻟﺣرﯾﺎت‬
‫اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻋﺑ ﺎرة ﻋ ن اﻟﺣﻘ وق اﻟﻔردﯾ ﺔ اﻟﺗ ﻲ ﯾﺿ ﻣﻧﮭﺎ اﻟدﺳ ﺗور ‪،‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﺟﺳدھﺎ وﺛﯾﻘﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻔردﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﮭﺎ اﻟدﺳﺗور ‪.‬ﻛﻣﺎ‬
‫ﺗﺟﺳ دھﺎ وﺛﯾﻘ ﺔ اﻟﺣﻘ وق ﻓﮭ ﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑ ﺔ اﻟﺣﺻ ﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ﺔ‬
‫واﻟدﺳ ﺗورﯾﺔ ﻟﻠﻣ واطن ﻓ ﻲ ﻣواﺟﮭ ﺔ اﻟﺣﻛوﻣ ﺔ ‪ .‬اﻣ ﺎ اﻟﺣﻘ وق‬
‫اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﺗﺗﺿﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻹﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻣ ن اﻟﺗﻣﯾﯾ ز اﻟﻘ ﺎﺋم‬
‫ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻌﻧﺻر او اﻷﺻل اﻟﻘوﻣﻲ او اﻟدﯾن او اﻟﺟﻧس أي‬
‫أﻧﮭﺎ ﺗﻌﻧﻲ ﻓ رص ﻋﻣ ل اﻓﺿ ل وﻣﺳ ﺎواة إﻣ ﺎم اﻟﻘ ﺎﻧون وﺗ وﻓﯾر‬
‫ﺧ دﻣﺎت ﻣﺟﺗﻣﻌﯾ ﺔ اﻓﺿ ل ﻟﻠﺟﻣﯾ ﻊ ‪ .‬وھ ﻲ ﺗﻧﺑ ﻊ ﺑﺎﻷﺳ ﺎس ﻣ ن‬
‫اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻔدراﻟﯾﺔ وﻗواﻧﯾن اﻟوﻻﯾﺎت ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺗﻧﺑﻊ ﻣ ن اﻟﺗﻌ دﯾل‬
‫اﻟراﺑﻊ ﻋﺷر اﻟذي ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ " اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ"‬
‫** ﺑﻠ ﻎ ﻋ دد ﺗﻌ دﯾﻼت اﻟدﺳ ﺗور اﻷﻣرﯾﻛ ﻲ ﻣﻧ ذ إﻗ راره ﻋ ﺎم‬
‫‪ (26) 1789‬ﺗﻌ دﯾﻼ ‪ .‬ﻓﺟﻣﯾ ﻊ اﻟﺗﻌ دﯾﻼت ﻛﺎﻧ ت ﻣ ن ﺧ ﻼل‬
‫اﻷﺳ ﻠوب اﻷول ﻋ دا اﻟﺗﻌ دﯾل اﻟﺣ ﺎدي واﻟﻌﺷ رون ﻛ ﺎن ﻣ ن‬
‫ﺧﻼل اﻷﺳﻠوب اﻟﺛ ﺎﻧﻲ ‪ .‬ھ ذا وﻟ م ﯾﻧﻌﻘ د أي اﺟﺗﻣ ﺎع دﺳ ﺗوري‬
‫ﻣﻧذ ﻋﺎم ‪. 1787‬‬
‫‪ -23‬اﻟﻣﺎدة )‪ (5‬ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻷﻣرﯾﻛﻲ‬
‫‪ - 24‬اﻟﺗﻌدﯾل اﻷول ﻟﻠدﺳﺗور اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻋﺎم ‪.1791‬‬
‫‪ - 25‬ﻻري اﻟوﺗﯾز‪ .-‬ﻣﺻدر ﺳﺑق ذﻛره ‪ .‬ص‪.237‬‬
‫*‪ -‬أﺻ درت اﻟﻣﺣﻛﻣ ﺔ ﻓ ﻲ ھ ذه اﻟﻘﺿ ﯾﺔ ﺣﻛﻣ ﺎ ﻟﺻ ﺎﻟﺢ إﻋط ﺎء‬
‫وﻗت راﺣﺔ ﻟﻠطﻼب ﻓﻲ اﻟﻣدارس ﺣﺗ ﻰ ﯾﺗﺳ ﻧﻰ ﻟﮭ م اﻟﻣﺷ ﺎرﻛﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ ﺷرﯾطﺔ اﻻﺗﺗم ھذه اﻷﻧﺷطﺔ ﻓﻲ أﻗﺿ ﯾﺔ او‬
‫ﺳﺎﺣﺎت اﻟﻣدارس اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫*ﯾﻌد ﻛﻼم ﺗوﻣﺎس ﺟﯾﻔرﺳون اﻟ رﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛ ﻲ اﻟﺛﺎﻟ ث ﺣ ول‬
‫ﺣرﯾﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻣن ﻋﺎم ‪ 1787‬ﺧﯾر ﺷﺎھد ﻋﻠﻰ ﻛﻼﻣﻧﺎ ھذا إذ‬
‫ﻗﺎل ) إذا ﺗرك ﻟﻲ ﺣرﯾﺔ ﺗﻘرﯾر ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﯾﺟ ب إن ﺗﻛ ون ﻟﻧ ﺎ‬
‫ﺣﻛوﻣﺔ ﺑدون ﺻﺣف او ﺻﺣف ﺑدون ﺣﻛوﻣﺔ ﻓ ﺄﻧﻧﻲ ﺳ ﺄﺧﺗﺎر‬
‫اﻟوﺿﻊ اﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻟﻠﻣزﯾد راﺟﻊ ﯾﺎﺳﯾن ﻣﺣﻣد‪ .‬اﻟﻛوﻧﻐرس واﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻷﻣرﯾﻛﻲ‪ .‬ﻣﺻدر ﺳﺑق ذﻛره ‪ .‬ص ‪.124‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ -‬اﻟﺗﻌدﯾل اﻷول ﻟﻠدﺳﺗور اﻷﻣرﯾﻛﻲ ‪.1791‬‬
‫*‪ -‬ﻟﻼط ﻼع ﻋﻠ ﻰ ﻧﺻ وص اﻟﺗﻌ دﯾﻼت راﺟ ﻊ ﯾﺎﺳ ﯾن ﻣﺣﻣ د‬
‫ﺣﻣد – دور اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻘوى اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺻﻧﻊ‬
‫}‪{102‬‬
‫ﺔ اﻟﻌﻠ‬ ‫ﻣﺟﻠ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫‪-5‬ﺻ ﻼح ﺣﺳ ن ﻣط رود ‪ .‬اﻟﺳ ﯾﺎدة وﺣﻘ وق اﻹﻧﺳ ﺎن ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻌ ﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟ ث أطروﺣ ﺔ دﻛﺗ وراه ﻏﯾ ر ﻣﻧﺷ ورة ‪ .‬ﻛﻠﯾ ﺔ‬
‫اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ‪ .‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد ‪ .1995 .‬ص‪.39‬‬
‫‪-- -6‬ﻟﻣزﯾ د ﯾﻧظ ر اﻟﻣﻘدﻣ ﺔ واﻟﻔﺻ ل اﻷول ﻣ ن ﻛﺗ ﺎب‪:‬‬
‫‪vasak .k ( redacterr general) .les‬‬
‫‪Dimensions thterationlles des droit /‬‬
‫‪home , daris-unesco 197‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬ﻣﺟﻠ ﺔ ﺻ وت اﻹﻧﺳ ﺎن – اﻟﻌ دد ‪ – 141-‬اﻟﺟﻣﻌﯾ ﺔ‬
‫اﻟﻌراﻗﯾ ﺔ ﻟﺣﻘ وق اﻹﻧﺳ ﺎن –دﻣﺷ ق – ﺗﺷ رﯾن اﻟﺛ ﺎﻧﻲ‬
‫‪2003‬ﺻﻔﺣﺔ ‪.8‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬ﻧﺳ رﯾن ط ﮫ ﻋﻠ وان – ﺣﻘ وق اﻹﻧﺳ ﺎن ﻓ ﻲ اﻟدﺳ ﺎﺗﯾر‬
‫اﻟﻌراﻗﯾﺔ – رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻏﯾ ر ﻣﻧﺷ ورة –ﻛﻠﯾ ﺔ اﻟﻌﻠ وم‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳ ﯾﺔ ‪-2006‬ﺻ ﻔﺣﺔ ‪-11‬ﻗ ﺎرن ﻣ ﻊ ﻣﺣﻣ د ﺳ ﻌﯾد‬
‫ﻣﺟذوب – اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﺣﻘوق اﻹﻧﺳ ﺎن – ﺑﯾ روت‬
‫‪-1986‬ﺻﻔﺣﺔ ‪170‬‬
‫‪ - 9‬إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻏزال – اﻟدﺳﺎﺗﯾر واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ –‬
‫ﻣؤﺳﺳ ﺔ ﻋ ز اﻟ دﯾن ﻟﻠطﺑﺎﻋ ﺔ واﻟﻧﺷ ر – ﻟﺑﻧ ﺎن‪1996‬‬
‫ص‪.421‬‬
‫‪ - 10‬ﻋﺑ د اﻟﻣﺟﯾ د –ﺗ ﺎرﯾﺦ اﻟوﻻﯾ ﺎت اﻟﻣﺗﺣ دة اﻟﺣ دﯾث –‬
‫ﺑﯾروت‪-‬دار اﻟﻧﮭﺿﺔ ‪ 1983‬ص‪.7‬‬
‫‪ - 11‬ﺗﺷ ﺎرﻟز وﻣ ﺎري ﺑﯾ رد –ﺗ ﺎري اﻟوﻻﯾ ﺎت اﻟﻣﺗﺣ دة‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ – اﻟﻘ ﺎھرة –ج‪– 2‬ﻣﻧﺷ ورات ﻣؤﺳﺳ ﺔ أطﻠ س‬
‫– اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺑﻼ ص ‪. 82‬‬
‫‪ - 12‬ﺣﺳن ﺻﺑﺣﻲ – ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻷﻣرﯾﻛﻲ –اﻟﻘﺎھرة‬
‫–ﻣﻛﺗب ﻣطﺑﻌﺔ ﻣﺻر ‪-1961‬ﺻﻔﺣﺔ ‪.72‬‬
‫‪ - 13‬ﻻري اﻟ وﺗﯾز‪ -‬ﻧظ ﺎم اﻟﺣﻛ م ﻓ ﻲ اﻟوﻻﯾ ﺎت اﻟﻣﺗﺣ دة‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﯾ ﺔ _ﺗرﺟﻣ ﺔ ﺟ ﺎﺑر ﺳ ﻌﯾد ﻋ وض _اﻟﺟﻣﻌﯾ ﺔ‬
‫اﻟﻣﺻرﯾﺔ _ط ‪ 1996‬ص ‪.20‬‬
‫‪ - 14‬دﺳ ﺗور اﻟوﻻﯾ ﺎت اﻟﻣﺗﺣ دة ووﺛ ﺎﺋق ﺗﺎرﯾﺧﯾ ﺔ اﺧ رى‬
‫_ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺷرﻛﺔ –ﻣﺻر‪ -‬ﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺑﻼ –ص ‪. 10‬‬
‫‪ - 15‬ﻣﺣﺳن ﺧﻠﯾل –اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳ ﺗوري واﻟ ﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳ ﯾﺔ‬
‫–اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ 1971 .‬ﺻﻔﺣﺔ ‪20‬‬
‫ﻟﻼﺳﺗﻌﺎﻧﺔ اﻧظر روﺳ ﻛو ﺑﺎوﻧ د – ﺿ ﻣﺎﻧﺎت اﻟﺣرﯾ ﺔ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟدﺳﺗور اﻷﻣرﯾﻛﻲ –ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﺣﻣد ﻟﺑﯾب دار اﻟﻣﻌرﻓ ﺔ ‪-‬‬
‫‪ -1965‬ﺻﻔﺣﺔ ‪. 113‬‬
‫‪ - 16‬دﺳﺗور اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ووﺛﺎﺋق ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ‬
‫– ﻣﺻدر ﺳﺑق ذﻛره ﺻﻔﺣﺔ ‪.10‬‬
‫*ﻟﻼط ﻼع ﻋﻠ ﻰ ﻧ ص إﻋ ﻼن اﻻﺳ ﺗﻘﻼل –راﺟ ﻊ ﯾﺎﺳ ﯾن‬
‫ﻣﺣﻣد ﺣﻣد –اﻟﻛ وﻧﻐرس واﻟﻧظ ﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳ ﻲ اﻷﻣرﯾﻛ ﻲ –‬
‫رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة – ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ –‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد ‪-2001-‬ﻣﻠﺣق رﻗم )‪.(1‬‬
‫‪ - 17‬ﻏﯾر ﺳ وف ﺑراﻧ دام _وط ن ﺣ ر و ﻣﺳ ﺗﻘﺑل اﻻﺗﺣ ﺎد‬
‫اﻟﻛوﻧﻔدراﻟﻲ )‪( 1789- 1780‬‬
‫ﺗرﺟﻣ ﺔ ﻟﺟﻧ ﺔ ﻣ ن اﻷﺳ ﺎﺗذة اﻟﺟ ﺎﻣﻌﯾﯾن‪ -‬دار اﻷوﻗ ﺎف –‬
‫ﺑﯾروت ‪-1970-‬ص ‪25‬‬
‫ﯾﺔ‬ ‫وم اﻟﺳﯾﺎﺳ‬ ‫ﺔ اﻟﻌﻠ‬ ‫ﻣﺟﻠ‬
‫ﺑﺣوث ودراﺳﺎت‬
‫‪42‬‬
‫‪- Any Goldstein and Dan Eggan.((u.sto‬‬ ‫اﻟﻘ رار اﻟﺳﯾﺎﺳ ﻲ اﻷﻣرﯾﻛ ﻲ – أطروﺣ ﺔ دﻛﺗ وراه –ﻏﯾ ر‬
‫‪stop issuing detention.allies Justice dept‬‬ ‫ﻣﻧﺷورة ﺑﻐداد ‪.2005‬‬
‫‪.to share number in feeral custody ins‬‬ ‫‪ -27‬ﻻري اﻟوﺗﯾز ز ﻣﺻدر ﺳﺑق ذﻛره‪.‬ص‪.257‬‬
‫‪28‬‬
‫‪arrests washington post, 9/11/2001‬‬ ‫‪ -‬اﻟﺗﻌ دﯾل اﻟﺗﺎﺳ ﻊ ﻋﺷ ر ﻟﻠدﺳ ﺗور اﻷﻣرﯾﻛ ﻲ ﻋ ﺎم‬
‫‪http//washgton‬‬ ‫‪post com /wp/articales‬‬ ‫‪.1920‬‬
‫‪/a643308-2001 nov8.html.‬‬ ‫‪ - 29‬ﻻري اﻟوﺗﯾز–ﻣﺻدر ﺳﺑق ذﻛره–ﺻﻔﺣﺔ ‪257.‬‬
‫‪ - 43‬ﺻﯾﺣﻔﺔ اﻟﻧﯾوﯾورك ﺗﺎﯾﻣز ‪2005/12/16‬‬ ‫‪30- David p. filer: Americn Politics‬‬
‫‪44‬‬
‫‪- Helen Dewar" Sen.Leathy.Aba Protest‬‬ ‫‪Custom Edition for The United States‬‬
‫‪Asherofts Monitoring Order " Washington‬‬ ‫‪Military Academy of Waste Point‬‬
‫‪Post‬‬ ‫‪10/11/2001‬‬ ‫‪.2003.p.p 309-319‬‬
‫‪,‬‬
‫)‪(http//www..Washingtonpost.Com‬‬ ‫‪31- Karen O Connor : American‬‬
‫*‪ -‬اﻻدﻟﺔ اﻟﺳرﯾﺔ اﻟﻣﺑدأ اﻟذي ﻛﺎن ارﺳﺎه ﻗﺎﻧون اﻻرھﺎب اﻟذي‬ ‫‪Government Continuity and Change .‬‬
‫ﺻ در ﻋ ﺎم ‪ 1996‬وﯾﺳ ﻣﺢ ﺑﺎﺳ ﺗﺧدام أدﻟ ﺔ ﺿ د اﻟﻣ ﺗﮭم دون‬ ‫‪Newyork: 2002.p.151.‬‬
‫‪32‬‬
‫اطﻼﻋﮫ ﻋﻠﯾﮭﺎ او ﺣﺗ ﻰ اط ﻼع ﻣﺣﺎﻣﯾ ﮫ ‪ .‬وﻛ ﺎن ھ ذا اﻟﺑﻧ د ﻓ ﻲ‬ ‫‪ -‬ﻻري اﻟوﺗﯾز‪ .‬ﻣﺻدر ﺳﺑق ذﻛره‪ .‬ص‪.273‬‬
‫‪33‬‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ﻗد ﺗﻌرض ﻟﺣﻣﻠﺔ ﻣﻧﺎھﺿﺔ واﺳﻌﺔ اﻧﺿم اﻟﯾﮭﺎ اﻟرﺋﯾس‬ ‫‪ -‬ﺟ ﯾﻣس ﺑ راﯾس – اﻟﻣؤﺳﺳ ﺎت واﻟ ﻧظم اﻻﻣرﯾﻛﯾ ﺔ –‬
‫ﺑ وش ﺧ ﻼل ﺣﻣﻠﺗ ﮫ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾ ﺔ ﻋ ﺎم ‪ 2000‬ووﻋ د ﺑﻣﻧ ﻊ‬ ‫ﺗرﺟﻣﺔ اﻧﯾس ﺻﺎﯾﻎ –ﺑﯾروت‬
‫اﺳ ﺗﺧداﻣﮫ اﻻ اﻧ ﮫ ﺳ رﻋﺎن ﻣ ﺎ ﺗوﺳ ﻊ ﺑﺎﺳ ﺗﺧداﻣﮫ ﺑﻌ د اﺣ داث‬ ‫‪ - 34‬ﺑﯾ ل ﻛﻠﻧﺗ ون ال ﺗﻣ ور – رؤﯾ ﺎ ﻟﺗﻐﯾﯾ ر اﻣرﯾﻛ ﺎ –‬
‫‪ /11‬اﯾﻠول ‪2001/‬‬ ‫اﻟﻘﺎھرة اﻻھرام ﻟﻠﻧﺷر – ‪ 1992‬طﺑﻌﺔ ‪ 1‬ﺻﻔﺣﺔ ‪.98‬‬
‫‪John mintzcus adds legal Rights in - 45‬‬ ‫‪ - 35‬وﯾﻌرف اﻟﻘ ﺎﻧون اﯾﺿ ﺎ ) ﺣ ب اﻟ وطن – اﻟوﻻﯾ ﺎت‬
‫‪tribnuls:new rules also allow lee uay on‬‬ ‫اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ( )‪(USAPATRIOT ACt‬‬
‫‪evidence washitnton post. 12/3/2002‬‬ ‫واﻟﺣروف اﻻﻧﻛﻠﯾزﯾﺔﻓﻲ اﺳم اﻟﻘﺎﻧون ھﻲ اﺧﺗﺻﺎر ﻟﻌﺑﺎرة‬
‫طوﯾﻠﺔ ھ ﻲ ‪ :‬ﻗ ﺎﻧون ﺗوﺣﯾ د اﻣرﯾﻛ ﺎ وﺗﻘوﯾﺗﮭ ﺎ ﻋﺑ ر ﺗ وﻓﯾر‬
‫اﻟﻣﻧﺎﺳ ب ﻣ ن اﻻدوات اﻟﻼزﻣ ﺔ ﻻﺟﮭ ﺎض اﻻرھ ﺎب‬
‫وﻣﻧﻌﮫ‪.‬‬
‫اﻧظ ر رﯾ ﺎض ﻋزﯾ ز ھ ﺎدي‪ .‬ﺑﻧﯾ ﺔ اﻻدارة اﻻﻣرﯾﻛﯾ ﺔ‬
‫واﻧﻌﻛﺎﺳ ﺎﺗﮭﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺳ ﻠوك اﻟﺳﯾﺎﺳ ﻲ اﻻﻣرﯾﻛ ﻲ‪ .‬ﻛ راس‬
‫ﻧدوة اﻟﻌدوان اﻻﻣرﯾﻛﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌ راق – اراء وﻣواﻗ ف ‪.‬‬
‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ .‬ﺑﻐداد ‪ .‬اذار ‪ .2003‬ص‪.42‬‬
‫‪Puplic Low 107.56.26 October - 36‬‬
‫‪.2001 115 Stat.346‬‬
‫‪Ibid.stat.347- 37‬‬
‫‪Ibid.stat.348- 38‬‬
‫اﻧظر اﯾﺿﺎ ‪:‬‬
‫د‪ .‬اﺑراھﯾم ﻋﻠوش ‪ :‬ﻗواﻧﯾن ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻻرھﺎب اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ ‪.‬‬
‫اﺟراءات ﻣؤﻗﺗﺔ ام اﻧﻘﻼب ﻋﻠﻰ اﻟدﺳﺗور ‪.‬ﻣﺟﻠﺔ اﻻداب ‪،‬‬
‫ﺑﯾروت ‪ .‬اﻟﻌدد ‪2001. 1211‬‬
‫‪39‬‬
‫‪Puplic Low 107.56.26 October --‬‬
‫‪.2001 115 Stat.346‬‬
‫‪Mark .f .smith “ fighting terrorism in - 40‬‬
‫‪afree society” amercan association of‬‬
‫‪university‬‬
‫‪professors(aaup)g.April2002.‬‬
‫‪academe.‬‬
‫‪htmwww.aaup.org/puplications/ .‬‬
‫‪ - 41‬ﻣﻧ ﺎر اﻟﺷ ورﺑﺟﻲ‪ .‬اﻟﺣرﯾ ﺎت اﻟﻣدﻧﯾ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟوﻻﯾ ﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﺣ دة‪ .‬ﻣﺟﻠ ﺔ اﻟﻣﯾﺗﻘﺑ ل اﻟﻌرﺑ ﻲ ‪ .‬ﺑﯾ روت‪.2002 .‬‬
‫ص‪.14‬‬

‫}‪{103‬‬