‫وقائع الدعوى‪:‬‬

‫في وقت تواجد المباحث العامة بميدان شارع األربعين تم مشاهدة المتهم مستقل دراجة نارية بدون‬ ‫‪‬‬
‫لوحة معدنية ويسير في عكس االتجاه‪.‬‬
‫عندما أشير له بالوقوف حاول الهروب ونتيجة للزحام فشل وتم ضبطه‪ ،‬وعند سؤال المتهم عن‬ ‫‪‬‬
‫تراخيص الدراجة النارية أقر بعدم وجود أي تراخيص‪.‬‬
‫وقبل استقالله لسيارة الشرطة تم تفتيشه وقائيًا خشية حمله شئ اخر يعاقب عليه القانون فعثر بين طيات‬ ‫‪‬‬
‫مالبسه على علبة سجائر كليوباترا وبفحص ما بداخلها تبين وجود قطعتين ذو لون داكن تشبه الحشيش‬
‫المخدر وهاتف محمول نوكيا ومبلغ مالي قدره سبعون جنيه وسكين‪.‬‬
‫وبسؤاله عن المضبوطات أقر باإلتجار وان المبلغ المالي حصيلة البيع والهاتف المحمول لتسهيل‬ ‫‪‬‬
‫االتصال بعمالئه والسالح األبيض للدفاع والدراجة النارية لتسهيل حركاته في تجارته الغير مشروعة‪.‬‬

‫الدفوع‪:‬‬
‫ندفع ببطالن التفتيش المقام ضد المتهم وبالتالي بطالن التهم المترتبة عليه من حيازة واإلتجار بالمخدر طبقًا‬
‫لنص المادة رقم ‪ ٥٠‬قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬
‫سيدى الرئيس تنص المادة رقم ‪ ٥٠‬سابق اإلشارة إليها على‪:‬‬
‫ال يجوز التفتيش إال للبحث عن األشياء الخاصة بالجريمة الجاري جمع االستدالالت أو حصول التحقيق بشأنها‪.‬‬
‫ومع ذلك إذا ظهر عرضا أثناء التفتيش وجود أشياء تعد حيازتها جريمة‪ ،‬أو تفيد في كشف الحقيقة في جريمة‬
‫أخرى‪ ،‬جاز لمأمور الضبط القضائي أن يضبطها‪.‬‬
‫ولما كانت الجريمة هي قيادة دراجة نارية عكس االتجاه وبدون تراخيص ولوحة معدنية أي أن تفتيش المتهم لن‬
‫يسفر عن استدالالت تتعلق بالجريمة المقبوض عليه بها‪ ،‬فتم تفتيشه وقائيًا والذي يعني تفتيشه خشية من حمله شئ‬
‫يمكنه من الهرب أو إيذاء نفسه أو االعتداء على غيره ولكن المذكور في محضر الواقعة أنه تم تفتيشه " خشية‬
‫حمله شئ اخر يعاقب عليه القانون " مما يعني أن تم تفتيشه ال بهدف البحث عن أشياء تتعلق بالجريمة الجاري‬
‫التحقيق بشأنها كما تنص المادة سابقة الذكر وال بهدف الوقاية بل للبحث عن أشياء تجعله متهم بجرائم أخرى عند‬
‫بحثهم داخل علبة السجائر الخاصة بالمتهم والتي من غير المعقول وجود سالح بداخلها يحتمل االعتداء بواسطته‪،‬‬
‫مما يفيد التعسف في إجراء التفتيش وأنه تم بهدف البحث عن جريمة مستقبلية ال الجريمة جاري البحث فيها‬
‫بالتالي بطالن هذا التفتيش وبطالن ما يترتب عليه من مضبوطات مخدرة وتهم تتعلق بها‪.‬‬
‫وفي هذا استقرت احكام محكمة النقض على‪:‬‬
‫وان كان لرجل البوليس المكلف من قبل ضابط المباحث بضبط المتهم وإحضاره تنفيذًا لألمر الصادر بذلك من‬
‫النيابة أن يفتشه عند ضبطه عما قد يكون معه من سالح خشية اعتدائه به عليه أو إيذاء نفسه به ‪ ،‬إال أن هذا الحق‬
‫يجب القول بقيامه أال يكون التفتيش لم يبدأ فيه إال بهذا القصد‪ .‬وإذا ما أسفر التفتيش في هذه الحالة عن وجود‬
‫مخدر مع المتهم صح االستشهاد به‪ .‬أما إذا كان التفتيش قد أجرى من بادئ األمر بقصد البحث عن المخدر فإنه‬
‫يكون باطال غير جائز االعتماد عليه‪.‬‬
‫طعن رقم ‪ ١٥٦٨‬سنة ‪ ١١‬ق جلسة ‪١٩٤١ /٢/٢‬‬

‫وفي نفس المعنى حكمت محكمة النقض‪:‬‬

‫أن التفتيش الذى أجراه ضابط الواقعة والذى أسفر عن ضبط النبات المخدر إنما كان تفتيشًا وقائيًا للتأمين من شر‬
‫الطاعن المقبوض عليه وتجريده مما عسى أن يحمله من سالح يستخدمه السترداد حريته ‪ ،‬وذلك كله ‪ ،‬دون أن‬
‫يفطن الحكم المطعون فيه إلى تجاوز الضابط للغرض الذى شرع من أجله ذلك التفتيش الوقائي وتعسفه في تنفيذ‬
‫ذلك اإلجراء وسعيه الذى استهدف منه البحث عن جريمة إحراز النبات المخدر المضبوط ‪ ،‬إذ من غير المتصور‬
‫أن يقتضى بحث الضابط عن سالح مع الطاعن عند تفتيشه له تفتيشًا وقائيًا أن يقوم بالبحث عن ذلك داخل لفافة‬
‫التبغ التي ال تصلح لوضع ثمة سالح داخلها مما يبطل معه الدليل المستمد من التفتيش وشهادة من أجراه ‪ ،‬وهو‬
‫مما يعيب الحكم ويستوجب نقضه وبراءة الطاعن من التهمة التي دين بها‪.‬‬
‫طعن رقم ‪ ٤٦٧٧‬لسنة ‪ ٧٢‬ق جلسة ‪٢٠٠٩ /١١ /٢٣‬‬

‫بناءًا على جميع ما سبق‪:‬‬

‫نطلب براءة المتهم من تهم الحيازة واالتجار بالمخدرات نتيجة لبطالن التفتيش الناتج عنه المواد المخدرة‬
‫المضبوطة طبقا لنص المادة ‪ ٥٠‬من قانون اإلجراءات الجنائية وتتمسك‪ .‬بالدفاع المقدمة‪.‬‬