Professional Documents
Culture Documents
البحث
البحث
ومن جهة أخرى إن إجراءات االستدالل والتحقيق وان كانت من اإلجراءات التي تتخذ خارج المحكمة ،إال إنها تعد من األعمال القضائية،
ألنها تهدف إلى إعداد الدعوى الجزائية قبل رفعها أمام القضاء( ، )12لذلك ال تخضع هذه اإلجراءات لرقابة القضاء اإلداري سواء أكان
قضاء اإللغاء أم قضاء التعويض ،عالوة على إنها تتمتع بحصانة عدم مسؤولية الدولة عنها( )13ولكي يتميز التفتيش بوصفه اجراءًا من
إجراءات التحقيق التي تستهدف جمع األدلة في جريمة معينة عن صور اخرى من التفتيش ،كالتفتيش الوقائي والتفتيش اإلداري ،فقد
وضع الفقه عدة شروط لهذا النوع من التفتيش مستقاة من طبيعته ومن طبيعة الحق الذي يمسه ،لذلك ينبغي بحث شروط التفتيش وبعض
:صوره وكما ياتي
ال بد أن هناك مبادئ أساسية عامة للقضاء أيًا كان مدنيًا أو جنائيًا أو إداريًا يجب تطبيقها بوصفها نظرية عامة تنسحب على كل األعمال
اإلجرائية أيًا كانت مثل فكرة الدعوى والخصومة والصالحية والمخاصمة واإلجراء( ،)14فالقواعد العامة التي تخضع لها اإلجراءات
القضائية على اختالفها تشترط لصحة اإلجراء مجموعة من العناصر القانونية ،يطلق عليها مفترضات أو (مقتضيات) العمل اإلجرائي وتشمل
السبب والمحل والصالحية واالختصاص( ،)15فضًال عن أن هناك شروطًا شكلية يتعين توافرها لصحة العمل اإلجرائي( .)16وللتفرقة
بين مفترضات العمل اإلجرائي وشروطه الشكلية أهميتها في تحديد طبيعة البطالن الذي يترتب على تخلف أي منها ولما أوضحنا أن
التفتيش إجراء من إجراءات التحقيق التي تعد من األعمال القضائية بالمعنى الواسع ،أي التي تخضع للقواعد العامة التي تخضع لها
اإلجراءات القضائية ،فقد آثرنا أن نميز بين مفترضات التفتيش ،وهي ما يطلق عليها في الفقه الجنائي()17الشروط أو الضوابط الموضوعية
:وبين الشروط أو الضوابط الشكلية وكما يأتي
لما كان التفتيش إجراءًا خطيرًا يمس الحرية الشخصية ويكشف أستار حق اإلنسان في الخصوصية والسرية ،حرصت القوانين على
إحاطته بشروط وضمانات أساسية من حيث سببه ومحله والسلطة التي تقوم به وشروط تنفيذه ،حتى ال يساء استعماله فتعدو عمًال تعسفيًا
باطًال مع كل ما ينتج عنه من آثار( ، )18ومن جهة اخرى تحقيق الموازنة الضرورية بين مصلحة الهيئة االجتماعية في القصاص من
المجرم وردعه ،وبين حقوق الفرد وحرياته()19ومن هذه الشروط والضمانات التي ينبغي توافرها إلجراء التفتيش هي الشروط الموضوعية
:وتتمثل بالسبب والمحل واالختصاص(الصالحية)للجهة التي تباشره ،وسنتناول كًال من هذه الشروط الموضوعية بالدراسة على النحو اآلتي
سبب التفتيش :السبب هو األمر الظاهر المضبوط الذي جعله المشرع إمارة لوجود الحكم ،لذا يجب أن يكون سابقًا في وجوده على 1-
الحكم ،كما أن وجوده يستلزم وجود الحكم( )20والتفتيش إجراء من إجراءات التحقيق ،بمعنى انه يجب أن يكون سببه الحصول على
الدليل في تحقيق قائم ،بقصد الوصول إلى الحقيقة وبعبارة أكثر وضوحًا إن ضرورة الحصول مع قيام القرائن على وجود ذلك الدليل لدى
شخص معين أو في مكان معين ،إنما يمثل السبب الذي يحرك السلطة المختصة إلى إصدار قرار بالتفتيش ومباشرته( .)21فإذا تخلف
هذا السبب فان اإلجراء المتخذ يعد اعتداءًا بوليسيًا على حقوق األفراد في المجتمع ،ويتجرد من صفته القانونية ليصبح مجرد عمل مادي
ينطوي على التعسف واهدار الحقوق المشروعة لإلفراد ،وعليه فحق المجتمع في إجراء التفتيش مرتبط بوجود سبب ،فإذا انعدم السبب فان
التفتيش يعد إجراء باطًال ،ومن ثم فان سبب التفتيش ال يقوم إال بعد وقوع الجريمة ،ووجود قرائن قوية على حيازة شخص معين لما يفيد
:في كشف الحقيقة ،ومن ثم تنقسم عناصر السبب إلى
العنصر األول :ارتكاب جريمة ،ال يجوز التفتيش إال في جريمة وقعت ،فإذا لم تقع الجريمة فال يصح التفتيش ،وعليه فالتفتيش الذي
يقع لضبط أدلة في جريمة قد تقع في المستقبل غير جائز( ،)22فعلى سبيل المثال إذا دلت التحريات على أن شخصًا يريد قتل غريم له
فصدر أمر من سلطة التحقيق بتفتيش منزله بناءًا على ذلك فإن هذا األمر يعد باطًال ،النه صدر من اجل جريمة مستقبلية قد تقع وقد ال
تقع ،ومن ثم فالتفتيش الذي يقع من اجل فعل ال يشكل جريمة يعد باطًال(،)23وال يشترط أن يكون التفتيش مسبوقًا بإجراء من إجراءات
التحقيق ،فيصبح أن يكون أول إجراء ،وفي هذه الحالة يستند التفتيش إلى محضر الضابطة العدلية( .)24ويرى بعضهم ()25انه يكفي
إلصدار أمر التفتيش االعتماد على محضر جمع االستدالالت متى تأكد القاضي في حتمية وقوع الجريمة من خالل التحريات المذكورة
ويخضع تقرير مدى كفاية األدلة من هذه التحريات إلى رقابة محكمة الموضوع ،في حين يرى بعضهم اآلخر()26إن إجراءات التحقيق إذا
كانت في مرحلة االستدالل فال يجوز إصدار أمر بالتفتيش إذ أن مجرد الظن دون أن يصحبه تحقيق قضائي يؤيده غير كاف إلصدار هذا
األمر ،غير أن بعض التشريعات( )27حسمت هذا الخالف وأجازت إصدار أمر التفتيش في أية مرحلة من مراحل التحقيق مهما كان نوع
.الجريمة ،في الوقت الذي يشترط فيه بعضها اآلخر ()28إن يكون نوع الجريمة جناية أو جنحة
العنصر الثاني :اتهام الشخص بارتكاب جريمة إذ ال يكفي مجرد وقوع الجريمة لمباشرة التفتيش ،بل يتعين توجيه االتهام إلى شخص
معين بارتكابه الجريمة أو باشتراكه فيها،أو بحيازته أشياء تتعلق بها ،وأن تكون الغاية ضبط األدلة التي تفيد التحقيق( ،)29والمقصود بذلك
هو وجود قرائن ودالئل كافية تدل على ارتكاب ذلك الشخص لجريمة معينة سواء أكان فاعًال اصليًا أم شريكًا ،وال بد أن يكون هذا
االتهام جديًا وغير مبني على الشك،ومما ال شك فيه أن أمر ذلك يعود الى تقدير قاضي التحقيق أو السلطات القائمة به( .)30في الواقع
لم تتضمن غالبية التشريعات نصًا يضع تعريفًا للمتهم إال تشريعات( )31تقرر أن كل شخص تقام عليه الدعوى فهو مدٍع عليه أو(مشتكى
عليه).ويسمى ظنينًا إذًا ظن فيه بجنحه ومتهمًا إذا اتهم بجناية ،ومعنى ذلك أن صفته مدعى عليه تسبق صفته ظنينًا أو متهمًا ،فصفته
مدعى عليه أو مشتكى عليه تبدأ منذ إسناد الجريمة إليها سواء وردت في أخبار أم شكوى أم في محضر ضبط أم تحقيق ،أما صفة
الظنين أو المتهم فتبدأ بقرار الظن أو االتهام وتنتهي بصدور الحكم أو بانقضاء الدعوى ألي سبب آخر من أسباب االنقضاء(،)32بمعنى
أن التشريعات التي تضمنت تعريفًا للمتهم ،ويقصد به الخصم الثاني في الدعوى الجنائية ،أي من يتم تكليفه بالحضور أمام القاضي الجنائي
التهامه بارتكاب جريمة معينة ،ومعنى ذلك أن إجراءات االستدالل والتحقيق أسفرت عن أدلة وقرائن رجحت اتهام ذلك الشخص بارتكاب
غير أن التشريعات كقاعدة عامة ال تأخذ بالمفهوم الدقيق أو الجريمة ،ومن ثم يقع عليه االلتزام بمواجهة االدعاء بمسؤولية عنها.
الضيق المتقدم للمتهم فحسب ،بل تتبنى مفهومًا واسعًا بحيث يصبح الشخص متهمًا إذا توافرت دالئل كافية على نسبة الجريمة إليه مما يجيز
القبض عليه وتفتيشه وتفتيش منزله…الخ،لذلك فإن السائد فقهًا أن تثبت خالل مرحلة التحقيق( )33وعليه ال يجوز الخلط من الناحية
القانونية بين المشتبه به والمتهم ،فالفرق بينهما يكون في قيمة الشبهات أو األدلة المسندة إلى كل منهما،فإذا ما وصلت إلى حد الشك في
إسناد التهمة ،كان متهمًا ،أما إذا كانت من الضعف والبساطة بحيث ال يرجح معها االتهام كان الشخص موضع االشتباه()34وبناءًا على
.ذلك ال يعد الشخص متهمًا لمجرد تقويم بالغ أو شكوى ضده ،أو حتى لو اتخذت في مواجهته بعض إجراءات االستدالل()35
العنصر الثالث :كشف الحقيقة أو وجود مبرر للتفتيش ،يهدف التفتيش إلى كشف الحقيقة سواء أكانت األدلة المراد البحث عنها الثبات
التهمة ام لنفيها.وتشترط كل التشريعات اإلجرائية الجزائية تحقيق هذا الهدف عند القيام بالتفتيش()36وال يكون ذلك-باعتقادنا المتواضع -إال
من خالل وجود قرائن ودالئل كافية على االتهام وهذه الدالئل الكافية يقصد بها العالمات المستفادة من ظاهرة الحالة ،دون ضرورة التعمق
في تمحيصها وتقليب وجوه الرأي فيها وهي ال ترقى إلى مرتبة األدلة ويتم استنتاجها من وقائع ال تؤدي إلى ثبوت التهمة بالضرورة(
)37فهي وصف يشير إلى الشبهات أو العالمات الخارجية التي تتخذ صورة قول أو فعل أو مجرد التعبير على وجه المتهم(.)38
وبناءًا على ذلك فالدالئل الكافية شرط ال غنى عنه لمباشرة التفتيش بوصفه إجراء تضمن مساسًا بحق السر وحرمة المسكن ،بل هي شرط
ألي إجراء يمس الشخص وتوافرها يجعل سبب التفتيش صحيحًا ،ولو تبين فيما بعد انها كانت شبهات ظالمة ال أساس لها في واقع األمور
متى كان لها ما يبررها في ذهن الجهة التي أصدرت أمر التفتيش ،فتقدير جدية التحريات او كفايتها إلصدار األذن بالتفتيش من المسائل
الموضوعية التي يوكل األمر فيها إلى سلطة التحقيقات تحت أشراف محكمة الموضوع ،عالوة على ذلك يشترط أن تكون إجراءات االستدالل
التي أنتجت هذه الدالئل أو القرائن قد أجريت فعًال بطريق مشروع ،واطلع عليها المحقق فوجدها جدية وأمر بالتفتيش أو أجراه على
أساسها( .)39ومفاد هذا أن كشف الحقيقة يعني توخي الوصول إلى ما هو صحيح ومفيد لتحقيق الجريمة ،أي سواء اكانت األدلة المراد
البحث عنهاالثبات التهمة أم لنفيها ،فإذا كان الهدف من التفتيش ليس البحث عن الحقيقة ،بل لإلساءة الى المشتكى عليه اوغير ذلك من
.األغراض ،فأن التفتيش يكون باطًال ،ومشوبًا بالتعسف في استعمال السلطة()40
محل التفتيش :وهو المستودع الذي يحتفظ فيه المرء باألشياء المادية التي تتضمن سره()41ويسبغ عليه حرمة تمنع تعرض اآلخرين 2-
وانتهاكهم له ،ولذلك قيدت التشريعات التفتيش الذي يقع على ما يعد مستودعًا للسر بقيود خاصة( ،)42لذا يشترط في محل التفتيش بوصفه
مفترضًا للعمل اإلجرائي إن يكون موجودًا ومعينًا ،وان قابًال للتعامل فيه ،أي قابليته الن يكون محًال للعمل اإلجرائي من الناحية القانونية(
،)43:لذلك يشترط في محل التفتيش شرطان هما
الشرط األول :أن يكون محل التفتيش معينًا :التفتيش يجري لضبط أدلة تتعلق بجريمة معينة في محل معين إذ انه إجراء من إجراءات
التحقيق ال يجوز االلتجاء إليه إال بناءًا على تهمة موجهة إلى شخص بارتكاب جريمة ،أو إذا وجدت أمارات أو قرائن تدل على انه حائز
على أشياء تتعلق بالجريمة ،وهو يعني أن التفتيش ينبغي إجراؤه في محل معين .وحيث ينبغي أن يكون المحل محددًا ،فان هذا التحديد
يكفي فيه عنوان المنزل ،ولو كان خطًأ في اسم من يقيم فيه .بل يكفي مجرد قابليته للتحديد عن طريق الظروف المحيطة بأمر التفتيش(
.)44وعلى ذلك فاألمر بالتفتيش العام لمجموعة غير محددة في المنازل أو األشخاص هو أمر باطل لعدم تحديد محله( ،)45غير أن
الخطأ في اسم المطلوب تفتيشه في أذن التفتيش ال يبطل األذن ،مادامت المحكمة قد استظهرت أن من حصل تفتيشه هو بذاته المقصود(
)46.ويكفي تحديد الشخص بصفته أو باسمه األول دون بيان اسم العائلة ،مع تعين محل أقامته
أما الشرط الثاني :أن يكون المحل مما يجوز تفتيشه أي(أن يكون محل التفتيش مشروعًا) :إذ يشترط في التفتيش -بوصفه عمًال اجرائيًا
-أن يرد على محل جائز تفتيشه قانونًا وبناءًا على ذلك إذا أضفى القانون على بعض المحال حصانة معينة ،فانه ال يصح تفتيشها برغم
ما يوجب إجراء التفتيش ،وترجع الحصانة التي يضفيها القانون على تلك المحال التي تعلقها بمصلحة معينة عامة أو فردية ،اذ يرى
المشرع أنها أولى بالرعاية من مصلحة التحقيق التي تتطلب أجراء التفتيش()47وأهم الحصانات التي تقف عقبة أو عائقًا في وجه ممارسة
:سلطة التحقيق عند اتخاذها إلصدار أمر التفتيش أو تنفيذه هي
* الحصانة الدبلوماسية ،إذ يقرر العرف الدولي حصانات معينة للمبعوثين الدبلوماسيين في أشخاصهم ،وأماكن إقامتهم ،ومقار أعمالهم وأهم
الحصانات التي يتمتع بها هؤالء المبعوثين عدم خضوعهم لإلجراءات الجنائية في أقليم الدولة المبعوثين إليها()48غير إن تلك الحصانة ال
تحيط بالمبعوث إال خالل الفترة التي يتمتع فيها بالصفة الدبلوماسية ،فان فقد صفته زالت عنه جميع االمتيازات ،ومن بينها الحصانة
.الجنائية( ،)49وتمتد الحصانة إلى مقر البعثة والى أشخاص المبعوثين ،كما تمتد إلى مساكنهم الخاصة ومراسالتهم()50
* الحصانة البرلمانية :يتمتع أعضاء البرلمان بحصانة خاصة تمنع من اتخاذ اإلجراءات الجنائية تجاههم ،دون اذن المجلس التابعين له،
والعلة من هذه الحصانة هي الخشية من أن تتخذ السلطة التنفيذية ضدهم إجراءات كيدية يدفع إليها ما يبدونه من أراء داخل المجلس إزاء
السلطة الموجودة في الحكم ،والتي تملك عادة سلطة االتهام ،إذ أن تلك السلطة األخيرة تابعة للهيئة التنفيذية ،ولذلك تحرص مختلف الدساتير
على تقرير حصانة أعضاء البرلمان ،حتى تتضمن للنائب حريته في تنفيذ نيابته ،إذ إن تلك الحصانة نتيجة ضرورية من نتائج الفصل بين
السلطات( .)51وعليه فالمحال التي يرد التفتيش عليها هي التي تعد مستودعًا للسر ،فتشمل األماكن المسكونة ،والمعدة للسكن وملحقاتها
والسيارة واألمكنة العامة عندما تنقلب إلى خاصة ،وكذلك تفتيش الشخص وجسده ومالبسه ومعدته ،كما يمتد التفتيش الى مكتبه والى ما
.يحمله من أمتعة ،وكل ما يفيد في كشف الحقيقة ،متى قامت القرائن على نسبتها إلى شخص معين()52
االختصاص بالتفتيش :يقصد باالختصاص بالتفتيش صالحية السلطة لمباشرة األجراء وهو أحد مفترضات التفتيش بوصفه عمًال قضائيًا3- ،
واعتبار التفتيش إجراء من إجراءات التحقيق ينبني عليه انه ال يمكن مباشرته إال لمن خوله القانون سلطة التحقيق بحسب األصل ،أو
استثناءًا في األحوال المحددة قانونًا.أي تلك التي يجوز فيها ندب مأمور الضبط القضائي للقيام به أو في حاالت التلبس او ما في حكمه
وعلى ذلك فاالختصاص بأجراء التفتيش أما أن يكون اصليًا واما أن يكون استثنائيًا( ،)53لذلك سنشير إلى موقف بعض التشريعات لبيان
من له الحق في إصدار أمر التفتيش أو مباشرته ،ففي مصر يمنح قانون اإلجراءات الجنائية سلطة التحقيق بما فيها سلطة التفتيش إلى كل
من قاضي التحقيق وعضو النيابة العامة وهو الذي يمارس سلطة التحقيق في جميع األحوال تقريبًا ،وال يمارس قاضي التحقيق هذه السلطة
إال بناءًا على طلب النيابة العامة( ،)54وفي اإلمارات العربية المتحدة يمنح قانون اإلجراءات الجزائية سلطة التحقيق بما فيها سلطة
التفتيش إلى النيابة العامة وحدها( ،)55وفي العراق فقاضي التحقيق أو المحقق هو المختص بإجراءات التحقيق بما فيها التفتيش ،وبأمر منه
يجوز قيام عضو الضبط القضائي بالتفتيش(،)56أما في األردن فإن المدعي العام هو المختص بالتحقيق وبما ينطوي عليه من إجراءات
التفتيش( ،)57إذ أن وظيفة المدعي العام في األردن مماثلة إلى حد ما لوظيفة عضو النيابة العامة في مصر ،أما بالنسبة الى سلطة
التفتيش بالندب ،فيجب أن يصدر هذا الندب أو التفويض من سلطة التحقيق المختصة أصًال بالتفتيش إلى أحد مأموري الضبط القضائي أو
الضابطة العدلية ،مخوًال إياها إجراء التفتيش ،والندب إجراء جوازي في اغلب القوانين تتخذه سلطة التحقيق عندما ترتأي ذلك( ،)58كما
هو مقرر في التشريعات المقارنة( )59ولكن قد يكون الندب وجوبيًا في بعض األحيان كما في حالة التلبس بجناية او جنحة عمدية(
)60.
عرضنا فيما تقدم شروط التفتيش الموضوعية بوصفها إجراءًا قضائيًا ،وانتهينا إلى إن تلك الشروط أو المفترضات هي مقومات العمل
القضائي التي ال وجود له دونها ،وسنتناول في هذا السياق الشروط الشكلية الالزمة لصحة اإلجراء لكي ينتج آثاره القانونية ،وإذا كان معنى
الشرط اصطالحًا هو (ما ال يتم الشيء إال به دون أن يكون داخًال في حقيقته) ( ،)61فمعنى ذلك أن الشرط ال يلزم وجوده لوجود
اإلجراء ،بل يلزم لصحة اإلجراء لكي ينتج آثاره القانونية ،ومن ثم ال يثار البحث في هذه الشروط(الشكلية) إال بعد التأكد من توافر
مقومات اإلجراء(الشروط الموضوعية) ،ولذلك فإن الشروط الشكلية تكون معاصرة له في الغالب .والشروط الشكلية ال تهدف إلى تحقيق
مصلحة العدالة في ضمان صحة االجراءات التي تتخذ لجمع االدلة فحسب ،بل تقيم فضًال عن الضمانات او مفترضات االجراء سياجًا يحمي
الحريات الفردية ( . )62وعلة تمييز التفتيش من غيره بهذه القواعد ،هي أن التفتيش بجميع أنواعه اطالع على اسرار الغير التي
يجرم القانون االطالع عليها ،واذا كانت الضرورة تقتضي اطالع المحقق على هذه االسرار تحقيقا لمصلحة العدالة ،فان الضرورة تقدر
:-بقدرها ،وللتحقق من سالمة التفتيش يجب مراعاة الشروط الشكلية اآلتية
تسبيب امر التفتيش ،والمقصود بالتسبيب بيان العناصر التي استخلص منها المحقق توافر الدالئل الكافية المبررة للتفتيش ،والتي 1-
اصدر امره بناءًا عليها ،حتى يتاح لمحكمة الموضوع أن تراقب تقديره لجدية هذه الدالئل وكفايتها (، )63وعليه فالتسبيب ضمان لتوافر
العناصر الواقعية التي يتوافر بها سبب التفتيش ليضمن جدية اتخاذ هذا االجراء ويحول دون االعتداء على حرمة الحق في الخصوصية
للمواطنين دون موجب او اقتضاء (،)64وانه استهدف الغاية التي حددها القانون الجراء التفتيش ،وتقدير بطالنه إذا ثبت انه يستهدف
.غير ما حدد القانون()65
الحضور الضروري لبعض االشخاص عند التفتيش ،يستلزم القانون في تفتيش المكان محل التفتيش حضور بعض االشخاص في اثناء 2-
اجرائه والقصد من ذلك ضمان االطمئنان إلى سالمة االجراء وصحة الضبط ( ، )66والتفتيش له طبيعته الخاصة التي تميزه من
اجراءات التحقيق االبتدائي االخرى بصفة خاصة فيما يتعلق بمبدأ سرية التحقيق ،فاألصل أن الشخص الذي يستوجب القانون حضوره هو
المتهم ،وهذا الشرط يكون قائما حتما في تفتيش االشخاص ،طالما أن التفتيش يقع عليهم ،غير أنه من المتصور تفتيش المسكن مثًال في
غياب صاحبه ولذلك يشترط القانون على أن يكون التفتيش في حضور المتهم او من ينيبه ،او في حضور شاهدين من جيرانه او حضور
مختار المحلة ( ، )67وكذا بالنسبة الى تفتيش غير المتهم( . )68وعليه يتضمن التفتيش تقيدًا لقاعدة عالنية التحقيق بالنسبة الى
الخصوم ،إذ يقتصر الحضور على المتهم او من ينوب عنه وقاضي التحقيق او المحقق او من يندبه او النيابة العامة او االدعاء العام ،
وعلة ذلك أن التفتيش اطالع على اسرار الغير التي تحرم التشريعات االطالع عليها لغير ضرورة ،بمعنى انه يجب اال يتوسع في اعطاء
الخصوم الحق في هذا االطالع اال من كانت له مصلحة جوهرية كالمتهم او من ينوب عنه والسلطة المختصة بالتفتيش ( . )69لذلك ال
يسمح للمجني عليه او المدعي بالحقوق المدنية او المسؤول عنها ،بحضور التفتيش .ومن جهة اخرى يطوي التفتيش خروجا على قاعدة
سرية التحقيق بالنسبة الى الجمهور ،اذ يستلزم في بعض االحوال حضور اشخاص ممن ليسوا خصوما في الدعوى الجنائية ،كصاحب
المسكن الذي يجري تفتيشه إذا كان غير متهم ،او حضور شاهدين الن في حضور هؤالء االشخاص وتوقيعهم على المحضر دليل على
صحة التفتيش والضبط ،فضال عن انه نوع من الرقابة الذي يضمن االلتزام بأحكام القانون وعدم التعسف في التنفيذ ،وال يؤثر على
القائم بالتفتيش الذي ينشد الحقيقة أن يكون عمله تحت سمع هؤالء وبصرهم ( ، )70اذ أن العبارات الواردة في النصوص التشريعية
بشأن صاحب المكان محل التفتيش او المتهم او من ينوب عنهما او الشهود والسلطة المختصة بالتفتيش جاءت صريحة في مدلولها بحيث ال
تسري عليها قاعدة سرية التحقيق بالنسبة الى الخصوم في حالة االستعجال والضرورة ( . )71وخالصة ما تقدم أن قاعدة حضور المتهم
او بعض االشخاص في اثناء التفتيش ،بقدر ما هي واجب لضمان حقوق المتهم ،فهي تتيح له القدرة على مواجهةدس الدليل عليه ،
وبذلك فهي أوجب لمصلحة التحقيق واالثبات الجنائي في كشف الحقيقة ،اذ تضمن زيادة الثقة في صحة التفتيش وسالمة االدلة المتحصلة
.عنه
التفتيش ،ال يكفي المكان اجراء تفتيش صحيح أن تتوافر عناصره وشرائطه القانونية فحسب ،بل يتعين فضًال عن ذلك أن 3- تنفيذ
تنفيذه لمجموعة من الضوابط والقواعد التي تهدف إلى التنسيق بين اعتبارين اولهما :تمكين القائم به من توجيه التفتيش إلى تحقيق يخضع
منه في ضبط االشياء التي تفيد في كشف الحقيقة ،وثانيهما :حصر المساس بحرمة المكان الذي يجري تفتيشه في النطاق الذي الفرض
تحقيق غرضه ( . )72فهذه القواعد اما أن تنص عليها القوانين صراحة او يستخلصها الفقه والقضاء من روح القوانين بما يتفق يقتضيه
:-والقيم االخالقية واالنسانية في المجتمع ،وتتمثل هذه الضوابط بما يأتي
من يجوز له تنفيذ التفتيش ،اذ أن التفتيش اجراء خطير لما فيه مساس بحرمة الحق في السر والخصوصية ،لذلك ال يجوز القيام به *
اال من خوله القانون ذلك أي المحقق او مأمور الضبط القضائي بناءا على ندبه ،او استنادًا إلى سلطته الذاتية في االحوال االخرى
المحددة في القانون ( )73ومن ثم ال يجوز تكليف غير هؤالء بالتنفيذ ،غير انه يجوز للقائم بالتفتيش االستعانة باعوانه من رجال
.الضبط القضائي ،بحيث يكونون على مرأى منه وتحت بصره ()74
اجراء تنفيذ التفتيش ،فالقاعدة أن طريقة تنفيذ التفتيش موكولة للقائم به ،فله أن يتخذ من الوسائل ما يمكنه من تحقيق الغرض منه * ،
وفي سبيل ذلك يحق له استخدام القوة لدخول مكان التفتيش اذا رفض المتهم او صاحب المكان او حائزه السماح له بالدخول الجراء
التفتيش ،اذ أن استخدام القوة واالستعانة بها عند مباشرة االجراءات القضائية حق عام ،لذلك حرصت بعض التشريعات على النص عليه
.صراحة بصدد تنفيذ امر التفتيش ()75
* مراعاة القيود التي يلتزم بها القائم بالتفتيش عند التنفيذ ،وهي ال تتعارض مع الضمير االنساني وروح العدالة لذا ال يجوز أن يتم
التفتيش في اماكن يستحيل بطبيعتها أن تحتوي على اشياء تفيد في الكشف عن ادلة الجريمة الجاري التفتيش بشأنها ( )76كما ال يجوز
استعمال القوة أو العنف اال بالقدر الضروري الجراء التفتيش ،فال محل لزيادة اآلثار النفسية بالعبث بكل محتويات محل التفتيش ،تحت
.شعار مباشرته ويحرم بتاتًا اتالف أي مال في اثناء التفتيش ،إذا كان باالمكان االطالع على ما به دون اتالف ()77
وقت تنفيذ التفتيش أو ميعاد اجرائه ،اذ يعد وقت تنفيذ التفتيش من الشروط الشكلية لالطار الذي يتحرك بداخله الحق ،بمعنى اخر *
كيف ينبغي لهذا الحق ان يعمل ،فالشروط الشكلية على هذا النحو تنظيم كيفية ممارسة الحق بعد نشأته فعًال ( ، )78وعليه فوقت تنفيذ
التفتيش ظرف شكلي للعمل مما يتصل بزمان اتخاذه ،على الرغم من اننا لم نجد نصًا يمنع اجراء التفتيش ليًال او في ايام األعياد (
، )79 .لذلك فالسائد انه يجوز التفتيش ليًال أو نهارًا
ضرورة التقيد بقاعدة أن تفتيش االنثى ال يكون اال بمعرفة انثى ( . )80فقاعدة تفتيش االنثى ،بمعرفة انثى توجبها مقتضيات حماية *
.الحياء واآلداب العامة حتى لو لم يكن هناك نص يقررها()81
4- محضر التفتيش :المحضر هو الشهادة المكتوبة التي يعلن بمقتضاها القائم على التفتيش ما شاهده من وقائع وما اتخذه بشأنها من
اجراءات وما توصل اليه من نتائج ( ،)82والتفتيش بوصفه عمًال من اعمال التحقيق يجب أن ينظم به محضر شأن سائر اعمال التحقيق
التي يجب اثباتها بالكتابة حتى تكون حجة للتعامل بها ( ، )83وتنظيم المحضر اجراء وجوبي لصحة أعمال التفتيش التي تقوم بها سلطة
التحقيق ،ولو أن القانون لم يتطلب شكًال خاصًا في محضر التفتيش ( ، )84ومن ثم فانه ال يشترط لصحته سوى ما تستوجبه القواعد
العامة في المحاضر عمومًا ( ، )85وهو أن يكون مكتوبًا باللغة الرسمية وان يحمل تاريخ تحريره ،وتوقيع محرره ،كما ينبغي أن
يتضمن كل االجراءات التي اتخذت بشأن الوقائع التي تم اثباتها ،فضًال عن ذلك ينبغي عدم الكشط أو الشطب أو التعديل أو االضافة ،
وان ال يتخلل سطور المحضر تحشيه ،واذا اقتضى األمر شطب كلمة أو زيادتها وجب على القائم باالجراء والكاتب والشهود التوقيع عليها
.في هامش المحضر ،ومن ثم يعد الغيًا كل كشط أو شطب أو اضافة غير مصادق عليه()86
يتميز التفتيش بوصفه اجراءًا من اجراءات التحقيق جمع االدلة في جريمة معينة ،فالتفتيش محل البحث ،كما بينه القانون ،ذلك االجراء
الذي رخص المشرع فيه بالتعرض لحرمة ما ،بسبب جريمة وقعت أو ترجح وقوعها ،وذلك تغليبًا للمصلحة العامة على مصالح االفراد
.الخاصة ( ، )87والتفتيش على هذا النحو يفترق عن صور اخرى جرى االصطالح على وصفها بالتفتيش الوقائي والتفتيش اإلداري
التفتيش الوقائي :في الواقع يستهدف تفتيش األشخاص احد غرضين ،فقد يتخذ بوصفه إجراء من اجراءات التحقيق للبحث عن 1 -
ادلة جريمة معينة ،وقد يكون عمًال تمليه ضرورة األمن ،حفاظًا على سالمة الشخص الذي يجري تفتيشه أو غيره من االشخاص ،
بتجريد هذا الشخص مما يحمله معه من اسلحة وادوات قد يستخدمها في االعتداء على نفسه أو على غيره( ، )88والتفتيش الذي يقصد
إلى الغرض االول هو وحده الذي خصه القانون بالتنظيم عندما تناول احكام التفتيش ،اما التفتيش بالمعنى الثاني ،فله نطاق ال يختلط فيه
بالتفتيش القانوني ،من حيث انه ليس من اعمال التحقيق،بل هو اجراء احتياطي يتخذ للتغلب على مقاومة من يقع عليه ،ولذلك جرى
.االصطالح على تسميته بـ (التفتيش الوقائي) ()89
فالتفتيش الوقائي يعد مشروعا إذا اسفر عن ضبط مادة ممنوعة ،كمادة مخدرة ،أو سالح ناري غير مرخص ،فان الضبط يكون
صحيحًا لوقوعه في حالة الجرم المشهود (()90التلبس) ،ويستند التفتيش من حيث االصل إلى فكرة الضرورة ،فال جوز لمأمور الضبط
الوقائي أن يقصد غير غاية التجرد من سالح عدواني ،اما اذا كشف التفتيش الوقائي عرضًا عن اية ادلة او اشياء حيازتها محظورة او
.تفيد في كشف الحقيقة فلمأمور الضبط الوقائي أن يضبطها ()91
التفتيش االداري :التفتيش االداري هو اجراء تقوم به السلطات االدارية ،وتقرره القوانين واللوائح للتحقق من تنفيذ ما تأمر به وما 2 -
.تنهى عنه ،فهو ال يجري اصًال للبحث عن االدلة ،وانما للتحقق من سالمة تطبيق القوانين ()92
وفي جميع االحوال فاذا ما اسفر التفتيش االداري عن دليل يتعلق بالجريمة وكان اجراؤه صحيحًا ،فان االعتداد به وبنتائجه يكون على
أساس من الواقع المادي الملموس ،وبالتالي يكون ذلك الدليل نتيجة اجراء مشروع تبيحه القوانين ( ، )93اما إذا حصل التفتيش خارج
.النطاق الذي تبيحه القوانين واالنظمة ،فانه يعد باطًال وال يعتد به وال بما يسفر عنه ()94
وعليه فقد يكون التفتيش االداري بنص قانون أو الئحة ،وتشمل هذه الحالة على نوعين :اولهما يتعلق بالتفتيش االداري الذي يستهدف
المحافظة على األمن والنظام ( . )95ومن امثلة ذلك ما تقضي به قوانين ولوائح السجون اذ تخول القوانين المقارنة ( . )96مأموري
السجون سلطة تفتيش من يؤمر بادخالهم السجن ،ويمتد ليشمل الزوار ،بحيث إذا توفر لدى مأمور السجن سبب معقول يدعو لالرتياب
جاز له أن يفتشه ،فاذا رفض الزائر الخضوع للتفتيش ،فان لمأمور السجن أن يرفض دخوله إلى السجن من أجل الزيارة (، )97
وكذلك تفتيش االمتعة واالشخاص عند ركوب الطائرات ( ، )98فاجراء التفتيش للركاب وامتعتهم اجراء متبع في معظم مطارات العالم ،
فالتفتيش الذي تقوم به السلطات الجمركية في الدوائر الجمركية للمغادرين والقادمين والمتعتهم ليس اجراءًا من اجراءات التحقيق النه لم يكن
بصدد جريمة مكتشفة وللبحث عن ادلتها ،كما انه ليس تفتيشا وقائيا لشخص قيدت حريته بالقبض أو االستيقاف فالمسافر على الطائرة ليس
شخص مسلوب الحرية ( ، )99ومن ثم يتولى التفتيش االداري كل موظف حسب اختصاصه من تنفيذ قوانين وانظمة معينة ،لتأمين
.المصلحة العامة ()100
وقد يكون التفتيش االداري باالتفاق بين من يقع عليه التفتيش وبين القائم به أو من ينوب عنه ،والحقيقة أن هذا التفتيش يستمد صحته من
.رضاء صاحب الشأن ( ، )101كما هو الحال في تفتيش عمال المصانع ونحوها عند مغادرتهم اماكن عملهم ()102
واخيرًا قد يكون التفتيش االداري بحكم الضرورة ،ومن ابرز االمثلة لهذه الحالة ما تمليه الضرورة من حصر االشياء التي يحملها
المصاب للتحقق من شخصيته قبل نقله إلى المستشفى ،ولذلك قضي ( )103بان ما يقوم به رجل اإلسعاف من بحث في جيوب الشخص
الغائب عن صوابه ،قبل نقله إلى المستشفى ،لجمع ما فيها ،وتعرفه عليه وحصرها ،فان هذا األجراء ال مخالفة فيه للقانون ،اذ هو
من الواجبات التي تمليها على رجال االسعاف الظروف التي يؤدون فيها خدماتهم وليس من شأنه أن يكون فيه اعتداء على حرية المريض
أو المصاب الذي يقومون باسعافه وحرمته ،لذا فهو ال يعد تفتيشًا بالمعنى الذي قصد المشرع إلى وصفه عمًال من أعمال التحقيق ،لذلك
فهذا التفتيش جائز دون حاجة إلى رضاء صاحب الشأن ،لذلك يشترط أن ال يكون المصاب قادرًا على التعبير عن ارادته ،وان يكون
التفتيش الزمًا لتحقيق احد اغراضه المتمثلة بالتعرف على شخصية المصاب أو محاولة انقاذه أو حفظ ما معه من نقود وأوراق ()104
… .ألخ