اء ،ث ُ َّم ِإلَى ص ِه فِي ْاليَقَ َ ظ ِة ِإلَى ال َّ س َم ِ سلَّ َمَ ،و ُ ع َر َج بِش َْخ ِ صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َوآ ِل ِه َو َ (و ْال ِم ْع َرا ُج َح ٌّقَ ،وقَدْ أُس ِْر َ ي بِالنِبِي ِ َ َ صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه ذب ْالفُ َؤادُ َما َرأَى ،فَ َْث شَا َء هللاُ ِمنَ ْالعُالََ ،وأَ ْك َر َمهُ هللاُ بِ َما شَا َءَ ،وأَ ْو َحى إِلَ ْي ِه َما أَ ْو َحىَ ،ما َك َ َحي ُ اآلخ َرةِ َواألُولَى) (. )1 سلَّ َم فِي َِوآ ِل ِه َو َ الشرح :المعرا ُج :من العُروج؛ أي :اآللة التي يُعرج فيها؛ أي :يُصعد ،وهو بمنزلة السُّلم ،لكن ال يُعلم كيف هو ،وحكمه كحكم غيره من المغَيَّبات؛ نُؤمن به ،وال نشتغل بكيفيته. ع ِر َج بشخصه في اليقظة .وإن اإلسراء كان مرةً واحدة ً بمكة بعد وقد أسري بالنبي صلى هللا عليه وآله وسلم و ُ البعثة قبل الهجرة بسنة. أسري بجسده في اليقظة على الصحيح ،من المسجد َ وكان من حديث اإلسراء :أنه صلى هللا عليه وآله وسلم الحرام إلى المسجد األقصى؛ راكبًا على البراق ،صحبه جبرائيل عليه السالم ،فنزل هناك ،وصلى باألنبياء إما ًما ،وربط البراق بحلقة باب المسجد. عرج به إلى السماء الثانية ،ثم إلى الثالثة والرابعة ع ِر َج به من بيت المقدس تلك الليلة إلى السماء الدنيا ،ثم ُ ثم ُ حتى السابعة ،ورأى هناك عددًا من األنبياء ،ثم ُرفع إلى سدرة المنتهى ،ثم رفع له البيت المعمور ،فأوحى إلى عبده ما أوحى ،وفرض هللا عليه خمسين صالةً ،فرجع حتى َّ مر على موسى ،فقال :بِ َم ِأم ْرت؟ قال :بخمسين عشرا ،ثم نزل حتى ً ارجع إلى ربك؛ فاسأله التخفيف ألمتك .فوضع عنه ْ صالة .فقال :إن أمتك ال تطيق ذلك؛ أتى موسى ،فأخبره ،فقال :ارجع إلى ربك؛ فاسأله التخفيف ،فلم يزل يتردَّد بين موسى وبين هللا تبارك وتعالى، سا ،فأمره موسى بالرجوع ،وسؤال التخفيف ،فقال :قد استحييتُ من ربي ،ولكن أرضى وأسلم. حتى جعلها خم ً فل َّما نفذَ؛ نادى منادٍ :قد أمضيت فريضتي ،وخففتُ عن عبادي (. )1 وفي رؤيته صلى هللا عليه وآله وسلم ربَّه َّ عز وج َّل اختالف ،والصحيح أنه رآه بقلبه ،ولم يره بعين رأسه. س ْب َحانَ الَّذِي أَس َْرى ِب َع ْب ِد ِه لَ ْيالً ِمنَ ْال َمس ِْج ِد ْال َح َر ِام ومما يدل على أن اإلسراء بجسده في اليقظة :قوله تعالىُ { : صى} ( ، )1والعبد عبارة ٌ عن مجموع الجسد والروح؛ كما أن اإلنسان اسم لمجموع الجسد ِإلَى ْال َمس ِْج ِد األ َ ْق َ والروح ،هذا هو المعروف عند اإلطالق ،وهو الصحيح ،فيكون اإلسراء بهذا المجموع ،وال يمتنع ذلك عقالً، ولو جاز استبعاد صعود البشر؛ لجاز استبعاد نزول المالئكة ،وذلك يؤدي إلى إنكار النبوة ،وهو كُفر. فإن قيل :فما الحكمة في اإلسراء إلى بيت المقدس أوالً؟ إظهارا لصدق دعوى الرسول -صلى هللا عليه وسلم -المعراج حين سألَتْه ً فالجواب ـ وهللا أعلم ـ :أن ذلك كان قريش عن نعت بيت المقدس ،فنعته لهم ،وأخبرهم عن عيرهم التي مر عليها في طريقه ،ولو كان عروجه إلى ٌ السماء من مكة؛ لما حصل ذلك؛ إذ ال يمكن إطالعهم على ما في السماء لو أخبرهم عنه ،وقد اطلعوا على بيت المقدس ،فأخبرهم بنعته. العلو هلل تعالى من وجو ٍه لمن تدبَّره ،وباهلل التوفيق .اهـ ِ وفي حديث المعراج دليل على ثبوت صفة