You are on page 1of 128

‫شكر و تقدير‪:‬‬

‫الحمد هلل ﻣﺎ تنﺎهى ﺩﺭﺏ ﻭﻻ ختم جهد ﻭﻻ تم ﺳﻌﻲ ﺇﻻﺑ ﻔﻀﻠﻪ‪ ،‬ﺍلحﻣد هلل ﻋﻠى ﺍلﺒﻠﻮﻍ ﺛم الحمد‬
‫هلل ﻋﻠى ﺍلتمﺎم‪.‬‬

‫يق ﺎل انﻪ‬

‫"ﻣن لم يشكر الق ﻠيل فهﻮ لن يشكر الكثير ‪ ،‬و ﻣن لم شكر النﺎس لم يشكر هللا"‬

‫اليﻮم ونحن نخطﻮ خطﻮاتنﺎ األخيرة فﻲ الحيﺎة الجﺎﻣﻌية و قﺒل أن نمﻀﻲ نتقدم ﺑأﺳمى آيﺎت‬
‫الشكر و اﻻﻣتنﺎن و الشكر و المحﺒة إلى الذين حمﻠﻮا أقدس رﺳﺎلة‪ ..‬اﺳﺎذتنﺎ الكرام‪ ،‬أﺳﺎتذة‬
‫قسم الﻌﻠﻮم اﻻقتصﺎدية‬

‫و نخص ﺑﺎلذكر أﺳتﺎذنﺎ المﻮقر" زنكري ﻣيﻠﻮد" الذي لن نستطيع أﺑدا أن نحق حقك نظير‬
‫ﻣجهﻮداتﻪ ﻣﻌنﺎ‪ ،‬فقد كﺎن المنﺎرة التﻲ تقدر ﻋﻠى إنﺎرة الﻌقﻮل المظﻠمة‪ ،‬ﺑﺎإلضﺎفة إلى كﻮنﻪ‬
‫الشجرة التﻲ تﻌﻮد إلينﺎ ﺑثمﺎرهﺎ المثمرة‬

‫و فﻲ األخير نتقدم ﺑأروع كﻠمﺎت شكر ﻣﻌطرة ﺑرائحة الﻔ ل و الريحﺎن لكل ﻣن ﺳﺎﻋدنﺎ فﻲ‬
‫الظروف وفﻲ الﻌسر قﺒل اليسر فمهمﺎ قدﻣنﺎ ﻣن كﻠمﺎت شكر ﻻ نستطيع أن نﻮفﻲ‪.‬‬
‫اﻻهداء‬

‫الهﻲ ﻻ يطيب الﻠيل إﻻ ﺑشكرك‪ ،‬وﻻ يطيب النهﺎر إﻻ ﺑطﺎﻋتك‬

‫إلى ﻣن ﺑﻠغ الرﺳﺎلة و أدى األﻣﺎن ة و نصح األﻣة‪ .‬حﺒيﺒنﺎ و نﺒينﺎ نﻮر الﻌﺎلمين ﻣحمد صﻠى هللا ﻋﻠيﻪ وﺳﻠم‬

‫إلى ﺑسمة الﻌمر ‪ ..‬أﻣل و ﻣﻌنى الحيﺎة ‪ ..‬إلى أجمل األوطﺎن ‪ ..‬إلى التﻌزية فﻲ الحزن والرجﺎء فﻲ اليأس‬
‫والقﻮة فﻲ الﻀﻌف‪...‬إلى أرق األلحﺎن وأﻋذب األنغﺎم‪ ..‬ﺑريق فﻲ ﺳمﺎء الكﻮن إﻋجﺎز ﻣن هللا‪ ،‬أقدس ﻣﻌﺎنﻲ‬
‫الحب وأﻋظم هﺒﺎت الحيﺎة‪ ..‬أﻣﻲ‬

‫إلى الحﻀن األﻣن‪..‬إلى ﻣن ﻋﻠمنﻲ ﻣﻌنى الحيﺎة‪ ..‬إلى ﻣن اﻣسك ﺑيدي فﻲ كل خطﻮة و درب ‪ ..‬إلﻲ ﺳندي‬
‫و ﻣشجﻌﻲ ‪ ..‬إلى ﻣن اطﻠب ﻣنﻪ نجمة فيهب لﻲ السمﺎء ‪ ..‬إلى ﻣن تغﻔﻮ جميع الق ﻠﻮب و ق ﻠﺒﻪ ﻻ يغﻔﻮ ‪ ..‬أﺑﻲ‬

‫إلى األنيس فﻲ الطﻔﻮلة‪ ،‬والﻌﻀد فﻲ الرجﻮلة‪ ..‬قطﻌة ﻣنﻲ‪ ،‬إذا ﻣسﻪ الﻀر ﻣسنﻲ ضﻌﻔﻪ‪ ..‬إلى قﻮتﻲ و‬
‫رفيق الدرب ‪..‬أخﻲ‬

‫إلى نصف اﺑتسﺎﻣﺎتﻲ و نصف حيﺎتﻲ‪ ..‬إلى الحكﺎية التﻲ ﻻ تصﻔهﺎ الحروف ‪ ..‬إلى المالك الصغير ‪..‬و إن‬
‫كﺎنت فﻲ الحيﺎة ﻋتمة فهﻲ النﻮر الذي يﻀﻲء ‪ ..‬أختﻲ‬

‫إلى الحب الممﻠﻮء ﺑﺎلشغب الجميل‪ ..‬إلى صديقة و زﻣيﻠة الدرب ﻣذ األزل ‪ ..‬ﻣن أشﺎركهﺎ اليﻮم هذه‬
‫المذكرة‪ ..‬ﻣروى‬

‫إلى ﻣن اخطﻮا اليﻮم أخر خطﻮات أوفﻲ لﻪ ﺑﻮﻋد ﺑيننﺎ‪ ،‬رحل ﻣﺒكرا قﺒل أن يرانﻲ أتممﻪ ‪ ..‬جدي جﻠﻮل –رحمﻪ‬
‫هللا‪-‬‬

‫إلى نﺒع الحب و التشجيع ‪ ..‬إلى ﻣن اﻣنﻮا ﺑﻲ و ﺑقدراتﻲ ‪..‬إلى ﻣن أحزنهم دﻣﻌﻲ و أﺳﻌدتهم اﺑتسﺎﻣتﻲ و‬
‫ﺑهجتﻲ ‪ ..‬ﻋﺎئﻠتﻲ و ﺑﺎألخص جدي الﻌيﺎشﻲ‬

‫إلى صديق ﺎت فرقتنﺎ المسﺎف ﺎت و جمﻌتنﺎ الصدف و الق ﻠﻮب‬

‫ﺑسمة‪ ،‬فريﺎل‪ ،‬نﻮال‪ ،‬إيمﺎن‪ ،‬رجﺎء‪ ،‬لينﺎ‪ ،‬ﻣﺎرية‪ ،‬ﻣروة‪ ،‬رشﺎ‪ ،‬رانية‪ ،‬ﺳﺎرة‪ ،‬ندى‬

‫إلى الغﺎليتين هﺒة و اﺳمﺎء‪.‬‬

‫إلى اطيب اﻻشخﺎص و اﻻرواح و اقرﺑهم لﻠق ﻠب‬

‫ايمن‪ ،‬ﻣهدي‪ ،‬يﺎﺳين‪ ،‬شيمﺎء‪ ،‬فيﻔﻲ‪ ،‬خﺎلد‪ ،‬ادم‪ ،‬يﺎﺳمين‪ ،‬ايمﺎن‪ ،‬نذير‪ ،‬اﻣين‪ ،‬اكرام‪ ،‬هيثم‪ ،‬اﻣينة‪ ،‬رنيم‪،‬‬
‫ﻋﻔ ﺎف‪ ،‬نﻌيم‪ ،‬ليندة‪ ،‬حسين‪ ،‬انيس‪ ،‬ﻣحمد‪ ،‬تﻮفيق‪ ،‬جﻮدار‪ ،‬يﻮنس‪ ،‬لطﻔﻲ‪ ،‬انﻔ ﺎل‪ ،‬خديجة‪ ،‬ﺑثينة‪ ،‬ريﺎن‪،‬‬
‫المهدي‪ ،‬رﺳيم‪ ،‬نجيب‪ ،‬اﻣين‪ ،‬انيس‪.‬‬
‫اإلهداء‪:‬‬

‫الﻠهم إن نﻌمك كثيرة ﻋﻠينﺎ ﻻ نحصيهﺎ وﻻ نحصﻲ ﺛنﺎء ﻋﻠيك وﻻ نقدر وأنت ﺳﺒحﺎنك كمﺎ‬

‫أﺛنيت ﻋﻠى نﻔسك وأنت ﺳﺒحﺎنك غنﻲ ﻋن الﻌﺎلمين‪ ،‬لك الحمد والشكر حمدا كثيرا طيﺒﺎ ﻣﺒﺎركﺎ فيﻪ‬

‫الحمد هللا ﺑﻠغتنﺎ و قدرتنﺎ ﻋﻠى إنهﺎء ﻋمﻠنﺎ المتﻮاضع هذا‬

‫‪:‬أهدي ﺛمرة جهدي هذا إلى‬

‫والداي الﻌزيزين أداﻣكمﺎ هللا لﻲ‬

‫أختﺎي قرتﺎ ﻋينﻲ" ف ﺎطمة الزهراء ووداد"‬

‫ﺳندي أخﻲ الﻌزيز "ﻋﺒد السالم "‬

‫إلى كل ﻣن ﺳﺎندنﻲ و شجﻌنﻲ فﻲ ﻣشﻮاري هذا و أخص ﺑﺎلذكر ﻣن ﺳهرت ﻣﻌﻲ ليﺎل و كﺎن لهﺎ الﻔﻀل‬
‫فﻲ اكتمﺎل هذا الﻌمل رفيقتﻲ "ﻣروة ﺑﻮﺳﺎلم"‬

‫لنجمتﻲ المﻀيئة دائمﺎ "ﻣنﺎل رزيق"‬

‫إلى ﻣن كﺎن يشجﻌنﻲ دائمﺎ لﻠتميز و التألق "أنيس أحمد فﻮرار"‬

‫إلى ﻣن وﺛق ﺑﻲ و ﺑقدراتﻲ "جﺒريل ادم المدنﻲ"‬

‫إلى ﻣن قدﻣﻮا يد الﻌﻮن لﻲ دائمﺎ أصدق ﺎئﻲ "لحﻠﻮ فريﺎل‪،‬ريغﻲ أﺳمﺎء‪ ،‬ﻣزﻋﺎش هﺒة‪ ،‬أنﻔ ﺎل‪ ،‬ايمﺎن ﺑن‬
‫الجدة و صﺎﺑر ﺳﻮيسﻲ‪ ،‬ندى يﺎﺳر السيد ‪ ،‬لطﻔﻲ‪ ،‬أﻣين‪ ،‬شيمﺎء‪ ،‬رجﺎء‪ ،‬يﻮنس‪،‬انيس‪ ،‬أيمن‪ ،‬ﺑسمة‪،‬ﺳﺎرة ‪،‬‬
‫كﻮﺛر‪ ، ،‬ﺳﺎرة ‪ ،‬ﻣروة ‪ ،‬رشﺎ‪ ،‬جﻮدار‪ ،‬خﺎلد "‬

‫إلى رفيقتﻲ فﻲ هذا الﻌمل ''روفية''‬

‫إلى كل ﻣن جمﻌنﻲ ﺑهم حسن الصداقة و الرفقة الطيﺒة كل ﺑﺎﺳمﻪ‬

‫إلى كل أﺳﺎتذتﻲ فﻲ ﻣختﻠف األطﻮار ‪،‬‬

‫إلى كل ﻣن كﺎن ﻋﻮنﺎ لنﺎ فﻲ ﻋمﻠنﺎ هذا‬


‫الدﻋﺎء‪:‬‬

‫“ الﻠهم لك الحمد يﺎ ﻣن ﻋﻠم األنﺒيﺎء والمرﺳﻠين‪ ،‬الﻠهم لك الحمد يﺎ ﻣن ﻋﻠم المالئكة‬


‫المقرﺑين‪ ،‬الﻠهم لك الحمد يﺎ ﻣن ﻋﻠم الﻌﻠمﺎء الﻌﺎﻣﻠين‪ ،‬الﻠهم لك الحمد يﺎ ﻣن ﻋﻠّم‬
‫األوليﺎء والصﺎلحين‪ ،‬الﻠهم يﺎ ﻣؤنس كل وحيد ويﺎ صﺎحب كل فريد ويﺎ قريﺒً ﺎ غير‬
‫ﺑﻌيد ويﺎ شﺎهدًا غير غﺎئب ويﺎ غﺎلﺒً ﺎ غير ﻣغﻠﻮب ص ِل ﻋﻠى ﺳيدنﺎ ﻣحمد ﻋﺒدك ونﺒيك‬
‫كثيرا‪.‬‬
‫تسﻠيمﺎ ً‬
‫األﻣﻲ وﻋﻠى آلﻪ وصحﺒﻪ وﺳﻠّم ً‬
‫ّ‬ ‫ورﺳﻮلك النﺒﻲ‬

‫ﻋﻠمﺎ‬ ‫الﻠهم يﺎ ﻣن ق ﻠت وقﻮلك الحق (وﻋَﻠَّمنﺎه ﻣِن لَ ِ‬


‫ﻠمﺎ)‪ ،‬ارزقنﻲ ﻣن لدنك ً‬ ‫دنّﺎ ﻋ ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫(واتَّقُﻮا الﻠَّﻪَ َويُ َﻌﻠُِّم ُ‬
‫ك ُم الﻠَّﻪُ)‪ ،‬اجﻌﻠنﻲ‬ ‫يقرﺑنﻲ إليك‪ ،‬الﻠهم يﺎ ﻣن ق ﻠت وقﻮلك الحق َ‬
‫وﻋمال‬
‫ﻋﻠمﺎ ً‬
‫ﻣن ﻋﺒﺎدك المتقين‪ ،‬وﻋﻠمنﻲ ﻣﺎ ينﻔﻌنﻲ وانﻔﻌنﻲ ﺑمﺎ ﻋﻠمتنﻲ وزدنﻲ ً‬
‫وإخالصﺎ فﻲ الدين‪”.‬‬
‫ً‬ ‫وفقهﺎ‬
‫ً‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫رغم التطور الهائل في قطاع الخدمات المالية نتيجة التطورات التكنولوجيا إال أنه ال يزال هنالك أكثر‬
‫من ثلث العالم مستبعدين من الخدمات المالية الرسمية و ذلك ألسباب متعددة من بينها العوامل‬
‫االجتماعية‪ ،‬االقتصادية والجغرافية وارتفاع التكاليف إضافة للعوائق التكنولوجيا‪ ،‬هذا ما دعى إلى‬
‫تكاتف المجتمع الدولي للسعي نحو تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية عن طريق إشراك كل شرائح‬
‫المجتمع خاصة الفقيرة والمهمشة في منظومة االقتصاد والنظام المالي‪ ،‬ذلك من خالل إتاحة الفرصة‬
‫لهم للحصول على جميع الخدمات المالية التي تلبي احتياجاتهم بكل عدالة وشفافية عبر قنوات تتسم‬
‫بالمسؤولية واالستدامة تجسيدا للشمول المالي الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالنمو االقتصادي‪ ،‬االستقرار‬
‫المالي والكفاءة المالية وذلك بخالف الجانب االجتماعي فيما يتعلق بتحسين الحالة المعيشية ‪.‬‬

‫وبين األدوات التي لها دور مهم في تعزيز الشمول المالي الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬ويبرز ذلك من خالل‬
‫محاولتها لتطوير خدماتها وإيجاد نماذج إسالمية مستدامة وتكوين نظام مالي شامل يرمي إلى احتواء‬
‫الفئات التي تقصي أنفسها من الخدمات المالية الرسمية ألسباب دينية و ثقافية‪ ،‬نظ ار ألهمية الشمول‬
‫المالي قامت معظم دول العالم المتقدم والنامي بوضع استراتيجيات فعالة لنشر وتعزيز الشمول المالي‬
‫وقد تبنت الجزائر هذه الرؤية العالمية حيث قامت ببذل جهود لتحقيق الشمول المالي وتعزيزه رغم‬
‫التحديات والعراقيل التي تواجهها‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬انطالقا مما سبق نطرح اإلشكالية التالية ‪:‬‬

‫كيف يتم تفعيل دور الصيرفة اإلسالمية في الجزائر لتعزيز الشمول المالي في المصارف اإلسالمية‬
‫الجزائرية ؟‬

‫وتتفرع عدة أسئلة فرعية منها‪:‬‬


‫‪ -‬ما المقصود بالشمول المالي ‪،‬أهميته‪ ،‬أهدافه‪ ،‬أبعاده؟‬
‫‪ -‬ماهو واقع الشمول المالي في البنوك اإلسالمية الجزائرية؟‬
‫‪ -‬فيما تتمثل الحلول التي يقترحها التمويل اإلسالمي أمام معيقات الشمول المالي؟‬
‫‪ -‬ما مدى مساهمة الصيرفة اإلسالمية في دعم وتعزيز الشمول المالي؟‬

‫فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫أ‌‬
‫مقدمة‬

‫من أجل اإلجابة عن التساؤالت المطروحة ومعالجة موضوع دراستنا قمنا بوضع الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يعد الشمول المالي من المواضيع التي تعطيها المصارف اإلسالمية أهمية في إطار أهدافها‪.‬‬
‫‪ُ -‬يسهم الشمول المالي في تحقيقه لالستقرار االقتصادي والمالي‪.‬‬
‫‪ -‬تحاول المصارف اإلسالمية احتواء أكبر عدد ممكن من األشخاص في دائرة الخدمات المالية‬
‫الرسمية عن طريق تطويرها الدائم لمنتجاتها المالية‪.‬‬
‫كبير في تحقيق الشمول المالي وتعتبر احد أبعاده‪.‬‬
‫دور ا‬‫‪ -‬تؤدي جودة الخدمات المالية ا‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق مجموعة من األهداف أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬الوقوف على مفهوم الشمول المالي وما مدى أهميته االجتماعية واالقتصادية ‪.‬‬
‫‪ -‬الوقوف على ماهية الصيرفة اإلسالمية ‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بدراسة حول مجموعة من أفضل البنوك اإلسالمية محل الدراسة واستنتاج مدى تطبيق الشمول‬
‫المالي فيها ‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬تقديم خلفية نظرية حول موضع الشمول المالي ألهميته‪.‬‬
‫‪ -‬بيان مفهوم القيمة الشمول المالي كمصطلح وأداة جديدة في المصارف اإلسالمية وكذا أهميته في‬
‫تحقيق قيمة إضافية اقتصاديا واجتماعيا ‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع البنوك التجارية على استخدام الشمول المالي واعتبار البنوك اإلسالمية مثال ناجح و حي‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية تقييم الشمول المالي لما له من فائدة على المستثمرين والمساهمين وجل فئات المجتمع والبنك‬
‫بحد ذاته‪.‬‬
‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫سيتم استخدام المنهج الوصفي في بعض أجزائه المتعلقة بتقديم مفاهيم نظرية حول الشمول المالي‬
‫والصيرفة اإلسالمية‪ ،‬باإلضافة إلى استخدام المنهج التحليلي من أجل تحليل نتائج الدراسة التطبيقية‬
‫و كذا دراسة حالة عينة من البنوك اإلسالمية في الجزء التطبيقي‪ ،‬من خالل تحليل البيانات المتحصل‬
‫عليها و المراد منها معرفة مدى تعزيز المصارف اإلسالمية للشمول المالي ‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫ب‌‬
‫مقدمة‬

‫‪ -‬تماشي الموضوع مع التخصص‪ ،‬األمر الذي دفعنا للبحث في هذا الموضوع لما له من صلة متينة‬
‫بتخصصنا‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية القطاع المصرفي في اقتصاد الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬بعد جائحة كورونا زادت أهمية الموضوع في العالم كله ‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة الذاتية لتناول موضوع خاص بالمصارف اإلسالمية ‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪ -1‬نبيل بهوري‪ ،‬الشمول المالي كأداة تحقيق االستقرار االقتصادي واالجتماعي ومتطلبات تحقيقه‪،‬‬
‫مجلة االقتصاد الجديد‪ ،‬المجلد‪ ، 10‬العدد‪2019 ، 03‬‬
‫هدفت هذه الدراسة إلى تحديد مايلي‪:‬‬
‫• ما هو دور الشمول المالي فيتحقق االستقرار االقتصادي واالجتماعي؛‬
‫• ما هي متطلبات تحقيقه في الدول العربية؛‬
‫وقد توصلت في األخير إلى‪:‬‬
‫أن الدول العربية بذلت مجهودات معتبرة في مجال توفير البيئة المالئمة للنشاط المصرفي السيما في‬
‫السنوات األخيرة محاولتا منها إحداث نقلة نوعية في البيئة المصرفية من خالل توفيرها لما تحتاجه‬
‫إضافة لوضعها مجموعة من القوانين التي تنسجم مع متطلبات اقتصاد السوق‬
‫‪ -2‬صورية شنبي‪ ،‬السعيد بن لخضر‪ ،‬أهمية الشمول المالي في تحقيق التنمية (تعزيز الشمول‬
‫المالي في جمهورية مصر العربية)‪ ،‬مجلة البحوث في العلوم المالية والمحاسبة‪ ،‬المجلد ‪، 03‬‬
‫العدد‪2018 ، 02‬‬
‫هدفت هذه الدراسة إلى معرفة ‪:‬‬
‫• هل استطاعت جمهورية مصر العربية تحقيق الشمول المالي من خالل سياستها المتبعة؛‬
‫• إلى أي مدى استطاعت هذه األخيرة الوصول‪.‬‬
‫وتوصلت هذه األخيرة إلى مجموعة من النتائج ‪:‬‬
‫أن الشمول المالي يوفر تقديم خدمات ومنتجات مالية متطورة وبأسعار معقولة لجميع فئات المجتمع‬
‫بدون تمييز مثل المعامالت والتأمين واالئتمان وغيرها من الخدمات المالية المختلفة بطريقة مستدامة‬
‫ومسؤولة تتسم بالفعالية‬

‫ت‌‬
‫مقدمة‬

‫كما انه قد لوحظ انه منذ عام ‪ 2010‬بدأت العديد من دول بتنفيذ استراتيجيات وطنية لتحقيق التقدم‬
‫نحو الشمول المالي‪ ،‬وهيأ ت مجموعة من الشروط لتوفير بيئة تتالءم مع هذا األخير‪ ،‬وشجعت على‬
‫االبتكار والمنافسة في مجال الخدمات المصرفية والمالية وكذا دعمها على تطبيق الشمول المالي‬
‫وإدخاله ضمن خدمتها ‪.‬‬
‫‪-3‬حنان عالء الدين عبد الصادق جعفر‪ ،‬الية تعزيز الشمول المالي بمصر في ظل التحديات و‬
‫المعوقات‪ ،‬المجلة العلمية لالقتصاد و التجارة‪ ،‬العدد ‪.2020 ، 50‬‬
‫هدفت هذه الدراسة إلى معرفة‪:‬‬
‫• الوقوف على أهم المؤشرات األولية لتطبيق الشمول المالي في مصر؛‬
‫• معرفة أهم المعيقات االقتصادية التي تواجه وتعرقل تطبيق الشمول المالي؛‬
‫• وضع وتقييم ألهم الخطوات الوطنية الموضوعة لتطبيق الشمول المالي‪.‬‬
‫وتوصلت هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج‪:‬‬
‫إن الشمول المالي ارتبط و بشكل أساسي باألهداف التقليدية للبنوك المركزية‪ ،‬حيث أنه يعمل علي‬
‫تعزيز اإلستقرار المالي والتنمية االقتصادية المستدامة‪ ،‬وكذلك النمو االقتصادي والكفاءة المالية‬
‫فضال عن تنمية األوضاع االجتماعية واالقتصادية لمحدودي الدخل من خالل زيادة فرص حصولهم‬
‫علي المنتجات المالية من قروض وتسهيالت ائتمانية وغيرها وبتكلفة منخفضة‪ ،‬وقد اتضح ذلك من‬
‫خالل المؤشرات‬
‫االقتصادية المطبقة فضال عن انخفاض معدالت التضحم والبطالة تدريجيا‪.‬‬
‫‪ -4‬يسر برنيه‪ ،‬د‪/‬رامي عبيد‪ ،‬حبيب عطية ‪ ،‬كتاب الشمول المالي في الدول العربية والسياسات‬
‫والتجارب ‪ ،‬صندوق النقد الدولي‪. 2019 ،‬‬
‫هدف هذا الكتاب استعراض النقاط التالية‪:‬‬
‫• مفهوم الشمول المالي‪ ،‬وعالقته الوثيقة باالستقرار المالي؛‬
‫• دور الشمول المالي وخاصة في تحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬وذلك من خالل تحقيق أحد األهداف‬
‫السبعة عشر المحددة ضمن أهداف التنمية المستدامة والتي حددتها األمم المتحدة لعام ‪ 2030‬؛‬
‫• أهمية ودور الشمول المالي في مواجهة التحديات االقتصادية التي تؤثر على النمو في الدور‬
‫العربية‪.‬‬

‫ث‌‬
‫مقدمة‬

‫صعوبات البحث‪:‬‬
‫لقد واجهتنا مجموعة من الصعوبات خالل انجاز هذه الدراسة وأهمها يتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬قلة المراجع في المكتبة نظ ار لقلة الدراسات في هذا الموضوع‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة الحصول على بعض البيانات والمعطيات المفصلة حول مدى تعزيز الشمول المالي في‬
‫المصرف‬
‫هيكل الدراسة‪:‬‬
‫لإلجابة على اإلشكالية المطروحة‪ ،‬ومن ثم اختبار صحة فرضيات الدراسة تم تقسيم هذه الدراسة إلى‬
‫فصلين‪ ،‬تسبقهم مقدمة عامة وتعقبهم خاتمة عامة تتضمن النتائج المتوصل إليها‪ ،‬فيما يلي عرض‬
‫لما تم تداوله في فصول البحث‪:‬‬
‫الفصل األول اإلطار النظري للدراسة من خالل مبحثين‪:‬‬
‫حيث يتناول المبحث األول ماهية المصارف اإلسالمية حيث تطرقنا إلى مفهوم المصارف اإلسالمية‬
‫ومزاياها باإلضافة إلى صيغ تمويلها وأهم التحديات التي تواجهها هذه المصارف‪ .‬المبحث الثاني‬
‫تعزيز الشمول المالي في األنظمة المصرفية تطرقنا إلى ماهيته‪ ،‬إطاره المتكامل إضافة ألهم‬
‫التحديات التي يواجهها المصرف وكذا عالقته مع أهم المتغيرات االقتصادية‪.‬‬
‫وعالج الفصل الثاني اإلطار التطبيقي للدراسة من خالل دراسة مدى تطبيق مصرف السالم‬
‫الجزائري للشمول المالي‪ ،‬حيث تناولنا في المبحث األول أساسيات حول مصرف السالم الجزائري‪،‬‬
‫أهم مؤشراته المالية‪ ،‬صيغ التمويل المستعملة من طرفه‪ .‬المبحث الثاني تعزيز الشمول المالي من‬
‫حيث الخدمات التي يقدمها مصرف السالم الجزائري‪ ،‬حيث تطرقنا إلى تعزيزه من خالل حسابات‬
‫اإليداع‪ ،‬القروض‪ ،‬إضافة إلى إجراءات مصرف السالم الجزائري في تعزيز الشمول المالي‪.‬‬
‫في الخاتمة العامة لهذه الدراسة سنستعرض أهم النتائج المتوصل إليها‪.‬‬

‫ج‌‬
‫الفصل األ ول‬

‫اإلطار النظري للدراسة‬


‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد الفصل‬

‫تعتبر البنوك اإلسالمية مختلفة عن غيرها من المصارف التقليدية‪ ،‬وذلك باعتبارها أحد أهم أشخاص‬
‫السوق المالية التي سعت لتدعيم تشكيلة منتجاتها بجملة من القروض والتسهيالت البنكية وجل‬
‫المعامالت الخالية من الربا‪ ،‬وسعر الفائدة‪.‬‬

‫وهذا بغرض تلبية أكبر قدر من طلبات زبائنها‪ ،‬ومع زيادة التطور التكنولوجي‪ ،‬ومع ازدياد الطلب على‬
‫المنتجات البنكية‪ ،‬األمر الذي دعا إلى ظهور مصطلح مالي اقتصادي جديد معروف بالشمول المالي‪،‬‬
‫أي إتاحة الخدمات المالية المختلفة لمختلف شرائح المجتمع سواء كانوا أفراد أو مؤسسات وتمكينهم‬
‫من االستفادة من الخدمات البنكية‪.‬‬

‫سنحاول من خالل هذا الفصل‪ ،‬التعرف على المصارف اإلسالمية‪ ،‬وأهم خدماتها وتوضيح معنى‬
‫الشمول المالي‪.‬‬

‫وسيكون ذلك من خالل ‪:‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬ماهية المصارف اإلسالمية‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تعزيز الشمول المالي في األنظمة المصرفية‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية المصارف اإلسالمية‬


‫بعد التطور الهائل الذي شهده القطاع المصرفي عامة والمصارف اإلسالمية خاصة‪ ،‬والذي يتجلى‬
‫في الخطوة الكبيرة في مجال عملها وا النتشار الواسع لها في مختلف الدول حيث أصبحت منافسا‬
‫للبنوك التقليدية برغم من جل الفروقات بينهما من طريقة العمل‪ ،‬واألهداف التي يعملون لتحقيقها‬
‫وصوال لألسس التي يقومون عليها‪.‬‬
‫وللتعرف أكثر على هدا األخير‪ ،‬إرتأينا في هذا المبحث لنحيط بجل ما يخص المصارف‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المصارف اإلسالمية‬
‫كثي ار ما اختلف الباحثون في مجال المصارف اإلسالمية إلى وضع تعريف محدد للمصارف‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ومع تنامي دور هذه األخيرة‪ ،‬األمر الذي جعلها جزء من المنظومة المصرفية العالمية‪،‬‬
‫كان البد والوقوف على مختلف التعريفات التي نسبت لها‪ ،‬وفيما يلي سنقوم بتقديم أهمها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف المصارف اإلسالمية‬
‫‪1‬‬
‫لغة‪ :‬المصرف هو مكان الصرف‪ ،‬وبه سمي البنك مصرفا‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫والمصرف في الصطال ح الفقهي هو بيع النقد بالنقد ويطلق على المكان الذي يباع فيه النقد‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬كان هناك اختالف كبير من حيث التعريفات التي وضعت للمصرف اإلسالمي‪ ،‬باعتباره‬
‫مؤسسة من مؤسسات االئتمان‪ ،‬كما أن القوانين المنظمة اقتصرت على ذكر العمليات التي تجعل من‬
‫‪3‬‬
‫مؤسسة ما بنكا‪.‬‬
‫نذكر بعض التعريفات‪:‬‬
‫المصرف اإلسالمي هو‪" :‬ذلك البنك أوالمؤسسة التي ينص قانون إنشائها ونظامها األساسي‬
‫‪4‬‬
‫صراحة على االلتزام بمبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وعلى عدم التعامل بالفائدة أخذا وعطاء"‪.‬‬

‫‪1‬إبراهيم مصطفى وآخرون‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬اإلدارة العامة للمعجمات وأحياء التراث‪ ،‬باب‬
‫الصاد‪،‬القاهرة مصر‪ ،‬ص‪.559‬‬
‫محمد عثمان البشير‪ ،‬المعامالت المالية المعاصرة في الفقه اإلسالمي‪،‬ط ‪ ،3‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫األردن‪،‬عمان‪ ،2007 ،‬ص‪.213‬‬


‫عائشة الشقراوي المالقي‪ ،‬البنوك اإلسالمية‪-‬التجربة بين الفقه والقانون والتطبيق‪ ،‬ط ‪،1‬الدار البيضاء‪ ،‬المركز‬ ‫‪3‬‬

‫الثقافي العربي‪ ،‬المغرب‪ ،2000 ،‬ص‪.25‬‬


‫عادل عبد الفضيل عيد‪ ،‬الربح والخسارة في المصارف اإلسالمية‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬ط ‪ ،1‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫اإلسكندرية‪ ،2007 ،‬ص‪.397‬‬


‫‪8‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫عرفه الدكتور أحمد النجار أنه‪" :‬مؤسسة مالية بنكية لتجميع األموال وتوظيفها في نطاق الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬بما يخدم بناء مجتمع التكامل اإلسالمي‪ ،‬وتحقيق عدالة التوزيع‪ ،‬ووضع المال في المسار‬
‫‪1‬‬
‫اإلسالم"‪.‬‬

‫كما تم تعريفه على أنه‪" :‬مؤسسة مالية مصرفية تقوم بتجميع الموارد المالية وتوظيفها في‬
‫مجاالت تخدم االقتصاد الوطني وفق ضوابط المشروعية‪ ،‬تهدف لتحقيق الربح‪ ،‬لها رسالة إنسانية ذات‬
‫‪2‬‬
‫بعد تنموي واجتماعي تهدف إلى توفير منتجات مالية تحوز على السالمة الشرعية"‪.‬‬
‫وعرف أيضا على أنه‪" :‬مؤسسة مالية تقوم باألعمال والخدمات المالية والمصرفية وجذب الموارد‬
‫النقدية وتوظيفها توظيفاً فعاالً يكفل نموها وتحقيق أقصى عائد منها وبما يحقق أهداف التنمية‬
‫‪3‬‬
‫االقتصادية واالجتماعية في إطار أحكام الشريعة اإلسالمية السمحة"‪.‬‬
‫من خالل ما تم عرضه من تعاريف‪ ،‬يمكننا القول أن المصارف اإلسالمية هي عبارة عن‬
‫مؤسسات مالية مصرفية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬وتنموية‪ ،‬تسعى إلى تعبئة الموارد وتوظيفها في‬
‫مشاريع تنموية وأهدافه وذلك لتحقيق الرفاهية للمجتمع ككل‪ ،‬بمراعاة األسس ومبادئ الشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫وبعيدا عن كل المعامالت الربوية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نشأة المصارف اإلسالمية‬
‫بعد أن عاشت البالد اإلسالمية تحت وطأة االستعمار الغربي لمدة ال بأسبها من الزمن‪ ،‬وبسبب‬
‫تأخر تلك البالد في جميع الحاالت‪ ،‬سياسيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا‪ ،‬كان لزاما عليها أن تضع‬
‫نظمها اعتمادا على األنظمة السائدة في الغرب خاصة في المجال االقتصادي‪ ،‬حيث أنها تبنت النظام‬
‫المصرفي التقليدي الذي يقوم على مبدأ التعامل بالربا في المعامالت المالية‪.‬‬
‫ومنذ مطلع النصف الثاني من القرن العشرين‪ُ ،‬‬
‫طرحت فكرة ضرورة استبعاد الربا من المعامالت‬
‫المالية لما له من آثار سلبية على التعامالت اإلسالمية‪ ،‬وقد انعقد في هذا الشأن المؤتمر السنوي‬
‫الثاني مع البحوث اإلسالمية بالقاهرة سنة ‪ ،1965‬حيث نصت ق ار ارته على تحريم الربا كثيرة وقليله‬
‫سواء على القروض االستهالكية أو اإلنتاجية‪.‬‬
‫وكانت البداية بإنشاء "بنوك االدخار المحلية بمحافظة الدقهلية بمصر سنة ‪ ،1963‬وهي‬
‫مصارف ال تقوم على عالقة (مدين‪/‬دائن)‪ ،‬فهي ال تقدم فوائد على األموال المودعة لديها‪ ،‬وال تأخذها‬

‫أحمد النجارة‪ ،‬البنوك اإلسالمية وأثرها في تطوير االقتصاد الوطني‪ ،‬مجلة المسلم المعاصر‪ ،‬العدد ‪،24‬القاهرة‬ ‫‪1‬‬

‫‪،‬مصر محرم ‪ ،1401‬ص‪.163‬‬


‫‪2‬إبراهيم عبد الحليم عبادة‪ ،‬مؤشرات األداء في البنوك اإلسالمية‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار النفائس‪ ،‬عمان‪ ،2008 ،‬ص‪.27‬‬
‫محمد محمود العجلوني‪ ،‬البنوك اإلسالمية أحكامها مبادئها وتطبيقاتها المصرفية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المسير‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،2008‬ص‪.110‬‬
‫‪9‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫مقابال عن القروض التي تمنحها‪ ،‬بل قامت على أساس المشاركة في األرباح والخسائر الناتجة عن‬
‫استثمار تلك األموال‪ ،‬وقد عرفت هذه التجربة التي استمرت أربع سنوات فقط افتتاح تسعة فروع وما‬
‫يقارب المليون متعامل‪.‬‬
‫تم إنشاء أول مصرف يستبعد الفائدة في معامالته وهو "بنك ناصر‬ ‫وبعد هذه التجربة‪،‬‬
‫االجتماعي" بمصر سنة ‪ ،1971‬والذي حقق نجاحا كبي ار ومازال قائما لحد الساعة‪ ،‬وفي سنة ‪،1975‬‬
‫تجسدت فكرة المصارف اإلسالمية بتأسيس بنك دولي وهو "البنك اإلسالمي للتنمية" بجدة‪ ،‬ويعتبر‬
‫بمثابة االنطالقة الحقيقية لعمل المصارف اإلسالمية‪ ،‬حيث يوفر األموال الالزمة إلقامة مشاريع التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية في البلدان األعضاء على أساس تقاسم األرباح‪.‬‬
‫ومنذ تلك السنة توالت عمليات إنشاء المصارف اإلسالمية في مختلف دول الخليج العربي‬
‫تم افتتاح العديد من‬
‫وامتدت الفكرة إلى بعض الدول اآلسيوية واألفريقية وحتى األوروبية منها‪ ،‬كما ّ‬
‫النوافذ التي تعنى بتقديم خدمات مالية إسالمية على مستوى البنوك التقليدية في مختلف دول العالم‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن عددا من البنوك التقليدية اتبع سياسة التحول إلى العمل المصرفي‬
‫اإلسالمي كبنك الشارقة باإلمارات والبنك العقاري الكويتي باإلضافة إلى الدول التي قامت بأسلمة‬
‫جهازها المصرفي ككل كإيران وباكستان والسودان‪ ،‬وقد بلغ عدد المصارف اإلسالمية حوالي ‪400‬‬
‫مصرف حتى نهاية سنة ‪ ،2009‬بحجم أصول قدر بنحو ‪ 825‬مليار دوالر‪ ،‬بنسبة نمو قدرت بما‬
‫‪1‬‬
‫يفوق ‪% 30‬عن العام ‪ 2008‬وال تزال تتزايد ليومنا هذا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أهمية المصارف اإلسالمية‬
‫باعتبار البنوك اإلسالمية من المنظمات المالية واالقتصادية واالستثمارية الـتي تتميز بالجوانب‬
‫اإليجابية في معامالت‪ ،‬فان لهذه األخيرة أهمية بالغة يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫• إعداد دراسات الجدوى للمشروعات االستثمارية الـتي يقـدمها العمـالء أو المساهمة في تقييم هذه‬
‫المشروعات وإبداء الرأي بصددها‪.‬‬
‫• تزويد المتعاملين باالستشارات حول صيغ العمل في البنوك اإلسالمية والنقـاط التي تميز‬
‫‪2‬‬
‫معامالت دون غيرها من البنوك‪.‬‬
‫• السعي البتكار األوعية االدخارية واالستثمارية الجديدة التي تواكب تطلعـات العمالء وتشبع‬
‫حاجان المتجددة‪.‬‬

‫أمال لمعش‪ ،‬دور الهندسة المالية في تطوير الصناعة المصرفية اإلسالمية‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم التجا رية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم لتسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،2012 ،‬ص‪.04‬‬
‫عبد الحميد عبد الفتاح المغربي‪ ،‬اإلدارةاإلستراتيجية في البنوك اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،1‬المعهد اإلسالمي للبحوث‬ ‫‪2‬‬

‫والتدريب‪ ،‬جدة‪ ،2004،‬ص‪.202‬‬


‫‪10‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫الترويج للمشروعات ذات الجدوى االقتصادية‪ ،‬وإمداد المتعاملين باالستثمار حول أفضل فرص‬ ‫•‬
‫االستثمار‪.‬‬
‫إعداد وتدريب الكوادر البشرية لمختلف المتعاملين لتهيئتهم للتعامـل وفقـاً للصيغ اإلسالمية في‬ ‫•‬
‫إطار فقه المعامالت‪.‬‬
‫ابتكار صكوك التمويل اإلسالمية وصناديق التمويل بالمشاركة الـتي تالءم احتياجات العمالء‬ ‫•‬
‫بمختلف خصائصهم الديمغرافية وتباين قدرات الداخلية‪.‬‬
‫ُيـساهم المصرف في تحقيق التكافل االجتماعي بين أفراد المجتمع ويعمل على دفع األفراد للمشاركة‬ ‫•‬
‫‪1‬‬
‫اإليجابية من خالل ما يقدمه من خدمات في خدمات الصد‪.‬‬
‫يقوم المصرف اإلسالمي بإنشاء ودعم المنشآت الدينية واالجتماعية لمالها من دور كبير في‬ ‫•‬
‫المجتمع اإلسالمي‪.‬‬
‫تعمل البنوك اإلسالمية علي تنمية الوعي المصرفي اإلسالمي من خـالل مـا تقدمه من خدمات‬ ‫•‬
‫مصرفية تتفق مع مبادئ ومقتضيات الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وما تقدمه من عمليات تمويلية واستثمارية‬
‫تمثل جوهر المعامالت اإلسالمية كالمضاربة والمشاركة والمرابحة والمتاجرة وهي أساليب تتميزبها تلك‬
‫‪2‬‬
‫البنوك عن غيرها من البنوك التقليدية‪.‬‬
‫تسهم البنوك اإلسالمية بتدعيم الوعي الديني لدى أفراد المجتمع‪ ،‬ويـتم ذلك من خالل العديد من‬ ‫•‬
‫األنشطة والثقافة‪.‬‬

‫‪1‬عبد الحميد عبد الفتاح المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.203‬‬


‫‪2‬عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.208-207‬‬
‫‪11‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مزايا المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫تتميز المصارف اإلسالمية عن غيرها من المصارف بعدة مزايا و خصائص سنتطرق إليها في هذا‬
‫المطلب‪.‬‬

‫أوال‪ :‬خصائص المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫استنادا لما تم التطرق له في المطلب األول من تعاريف للمصارف اإلسالمية وطبيعتها فان هذه‬
‫المصارف تتسم ببعض السمات منها‪:‬‬

‫‪ )1‬استبعاد التعامل بالفائدة (الربا)‪ :‬تشكل هذه الخاصية المعلم الرئيسي للبنك اإلسالمي‪ ،‬وبدونها‬
‫يصبح كالبنوك التقليدية‪ ،‬وذلك الن اإلسالم يحرم التعامل بالربا‪ ،‬ويهدف إلى العمل بمبدأ المشاركة‬
‫في الغنم والغرم‪ ،‬بديال عن الربح المضمون المتمثل في سعر الفائدة الثابتة‪ ،‬ويمثل عدم التعامل‬
‫بالفائدة عالمة واضحة مميزة للبنك اإلسالمي‪ ،‬ووجودها يتفق مع البنية السليمة للمجتمع اإلسالمي‬
‫وتضفي على أنشطته دواع عقائدية‪ ،‬تجعل القائمين عليها يستشعرون أن العمل الذي يمارسونه ليس‬
‫مجرد عمل تجاري يهدف لتحقيق الربح فقط‪.‬‬
‫‪ )2‬إتباع قاعدة الحالل والحرام‪ :‬االلتزام بالحالل وتجنب الحرام في كل صوره وأشكاله‪ ،‬لذلك نجد أن‬
‫كل المصارف اإلسالمية تضع ضمن نظامها وهيكلها األساسي هيئة تكون مهمتها الرقابة الشرعية‬
‫على كل معامالتها وقياسها أو وزنها بمقياس الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ )3‬توجيه الجهد إلى التنمية عن طريق االستثمارات الفعلية وليس إقراض واقتراض المال‪ :‬فجوهر‬
‫العمل المصرفي اإلسالمي هو التعامل والتجارة بالمال بيعا وشراء وليس التعامل في المال إقراضا‬
‫واقتراضا‪.‬‬
‫‪ )4‬ربط التنمية االقتصادية بالتنمية االجتماعية وهما جناحا التقدم في أية دولة ويرتبطان ارتبطا وثيقا‬
‫‪1‬‬
‫طرديا‪.‬‬

‫رضا أحمد مغاوري عفيفي‪ ،‬المصارف اإلسالمية بين الفكر والتطبيق‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2017 ،‬ص‪.43/42‬‬


‫‪12‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ )5‬تجميع األموال العاطلة ودفعها إلى مجال االستثمار والتوظيف بهدف تمويل المشروعات التجارية‬
‫‪1‬‬
‫والصناعية والزراعية‪.‬‬
‫‪ )6‬تيسير وسائل الدفع وتنشيط حركة التبادل التجاري المباشر‪.‬‬
‫‪ )7‬إحياء نظام الزكاة بإنشاء صندوق تجمع فيه حصيلتها داخل المصرف ويتولى إدارة هذا الصندوق‬
‫لجنة لإلشراف عليه‪.‬‬
‫‪ )8‬إن الربح ال يعتبر الهدف األساسي الوحيد الذي تسعى إليه المصارف اإلسالمية لتحقيقه من‬
‫إعمالها ونشاطاتها‪ ،‬رغم هذا يبقى هدفا أساسيا لها باعتبارها مؤسسات اقتصادية‪ ،‬مالية ومصرفية إال‬
‫أن األهداف األساسية األخرى‪ ،‬المتمثلة في العمل على تطوير االقتصاد‪ ،‬وتنميته وخدمة المجتمع‪،‬‬
‫يجعل هدفها األساسي التي تسعى وتعمل على تحقيقه‪ ،‬وليس الهدف األساسي الوحيد لها‪.‬‬

‫إن كل ما سبق من سمات وخصائص ترتبط بالسمة األساسية للمصارف هذه والتي تتمثل بأنها مصارف‬
‫إسالمية‪ ،‬وما يعنيه هذا من التزامها الصارم والشديد وتمسكها بقواعد الشريعة اإلسالمية ومقاصدها في‬
‫كل عملياتها ونشاطاتها‪ ،‬وفي الوسائل واألساليب التي تستخدمها في القيام بهذه العمليات والنشاطات‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وبشكل يتطابق مع هذه القواعد والمقاصد للشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهداف المصارف اإلسالمية‪.‬‬

‫إن البنوك اإلسالمية ليست بنوكا ال تتعامل بالربا‪ ،‬وتمتنع عن تمويل السلع والخدمات المحرمة‬
‫فحسب‪ ،‬وإنما هي منظمات تبني علي العقيدة اإلسالمية تستمد منها كل مقوماتها ولهذا فإن عليها‬
‫دو ار رئيسياً في التنمية االقتصادية باسـتخدام الثروات بكفاءة وزيادة الطاقات اإلنتاجية وهكذا فإن هدها‬
‫ليس فقـط تعظـيم الربح وإنما تحقيق القيم الروحية المرتبطة بوظيفة اإلنسان في عمـارة األرض وأداء‬
‫‪3‬‬
‫رسالته عليها‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫عموما المصارف اإلسالمية تستهدف عدة أهداف منها‪:‬‬

‫ص‪‌ .44‬‬ ‫‪1‬حسين الوادي‪ ،‬د‪ .‬حسين محمد سمحان‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫فليح حسن خلف‪ ،‬البنوك اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬األردن‪ ،2006 ،‬ص ‪.96-93‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.3‬عبد الحميد عبد الفتاح المغربي‪ ،‬اإلدارة اإلستراتيجية في البنوك اإلسالمية –البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،-‬المعهد‬
‫اإلسالمي للبحوث والتدريب‪ ،‬بحث رقم ‪ ،66‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬ص‪.89‬‬
‫‪4‬محمد جال لسليمان‪ ،‬الودائع االستثمارية في البنوك إلسالمية –دراسات في االقتصاد اإلسالمي ‪ ،-24‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬المعهد العالمي للفكر اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.41-40‬‬
‫‪13‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ )1‬هدف الربحية ‪:‬‬


‫وهو أهم األهداف قاطبة وبدونه ال تستطيع المصارف اإلسالمية االستمرار أو البقاء‪ ،‬بل ولن تتحقق‬
‫أهدافها األخرى‪ ،‬والربحية ال تهم فقط حملة األسهم باعتبار أن الربح يعد حاف از أساسيا لديهم لالحتفاظ‬
‫بأسهمهم أو التخلص منها‪ ،‬بل تهم الربحية المودعين ألنها تحقق لهم ضمان لودائعهم و تقديم خدمات‬
‫مصرفية مناسبة لهم‪ ،‬باإلضافة إلى أن ربحية المصرف تهم المجتمع ككل‪ ،‬ألن في ذلك أكبر تامين‬
‫لوجود البنك واستمرار خدماته وتدعيمه للمجتمع الذي يوجد فيه‪.‬‬
‫‪ )2‬هدف األمان‬

‫يسعى البنك إلى العمل في مناخ يتسم باألمان والبعد عن المخاطر وذلك بمحاولة إتباع سياسة التنويع‬
‫في توظيفاته‪ ،‬وهذا الهدف ال يتعارض مع الهدف السابق وأهمية المصرف هي تحقيق التوازن بين‬
‫الهدفين عن طريق ربط الربح بمستويات معينة من المخاطر على أساس اختيار المصرف مشروعات‬
‫الستثمار التي تتناسب مع درجة المخاطر المقبولة‪.‬‬

‫‪ )3‬هدف النمو ‪:‬‬

‫يعتبر هذا الهدف من أهم أهداف المصرف اإلسالمي‪ ،‬ويقصد به نمو الموارد الذاتية للمصرف المتمثلة‬
‫في رأسماله األرباح المحتجزة واالحتياطات‪ ،‬وكذلك نمو الموارد الخارجية المتمثلة في الودائع بمختلف‬
‫أنواعها‪.‬‬

‫‪ )4‬الهدف االجتماعي ‪:‬‬

‫ويتجلى ذلك من خالل مساهمة المصارف اإلسالمية في تحقيق العدالة االجتماعية وذلك من خالل‬
‫اختيار المشروعات التي تساهم في تحسين توزيع الدخول ومنح القروض الحسنة وإنشاء المشروعات‬
‫‪1‬‬
‫االجتماعية وذلك باستخدام عدة وسائل من أهمها‪:‬‬

‫أ) ‌العمل على تنمية وتطوير ثقة المواطنين بالنظام االقتصادي اإلسالمي‪.‬‬
‫ب) ‌محاربة الربا و االحتكار‪.‬‬

‫‪1‬القاضي الدكتور أحمد علي ج اررات‪ ،‬النظام االقتصادي في اإلسالم‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪ ،2015/1436 ،‬ص‪.68-67‬‬
‫‪14‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫ج) ‌تحقيق العدالة في توزيع الثروة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مهام ووظائف المصارف اإلسالمية‬

‫يجوز للمصرف اإلسالمي‪ ،‬في سبيل تحقيق أهدافه‪ ،‬أن يقوم بأي من األعمال األنشطة التالية‪:‬‬

‫‪ )1‬ممارسة األعمال المصرفية األخرى القائمة على غير أساس الفائدة بجميع أوجهها المعروفة أو‬
‫المستحدثة سواء لحسابه أو لحساب غيره في داخل الدولة وخارجها شريطة التزامه بما تتقيد به البنوك‬
‫األخرى في هذا الخصوص‪.‬‬
‫‪ )2‬القيام بدور الوصي المختار إلدارة التركات وتنفيذ الوصايا وفقا لألحكام الشرعية والقوانين وبالتعاون‬
‫المشترك مع الجهة الدينية ذات االختصاص‪.‬‬
‫‪ )3‬القيام بدور الوكيل األمين في مجال الخدمات االجتماعية الهادفة إلى توثيق أواصر الترابط والتراحم‬
‫بين الجماعات واألفراد‪ ،‬بما في ذلك تقديم القروض الحسنة لغايات إنتاجية في أي مجال و إنشاء‬
‫وإدارة الصناديق المخصصة للغايات االجتماعية المعتبرة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ )4‬أي أعمال وأنشطة تمكنه من تحقيق غاياته وبوجه خاص مايلي‪:‬‬
‫تأسيس الشركات في مختلف المجاالت وبخاصة المكملة منها ألوجه نشاط المصرف اإلسالمي‪.‬‬ ‫•‬
‫تملك األموال المنقولة وغير المنقولة وبيعها واستثمارها وتأجيرها واستئجارها بما في ذلك استصالح‬ ‫•‬
‫األراضي المملوكة أو المستأجرة وإعدادها للزراعة والصناعة والسياحة واإلسكان‪ ،‬وذلك دون الحاجة‬
‫الستصدار أي موافقة يتطلبها قانون تصرف األشخاص المعنويين في األموال غير المنقولة النافذ‬
‫المفعول‪.‬‬
‫إنشاء صناديق التأمين الذاتي والتأمين التبادلي لصالح المصرف اإلسالمي أو المتعاملين معه في‬ ‫•‬
‫مختلف المجاالت‪.‬‬
‫إدارة الممتلكات وغيرها من الموجودات القابلة لإلدارة المصرفية على أساس الوكالة بأجر‪.‬‬ ‫•‬

‫رابعا‪ :‬دور المصارف اإلسالمية‬

‫‪1‬غازي عبد المجيد الرقيبات‪ ،‬التشريعات المالية والمصرفية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة وائل‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪-67‬‬
‫‪.68‬‬
‫‪15‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫إن البنوك اإلسالمية يمكن أن تقوم بدور اقتصادي واجتماعي أساسي وهام جدا‪ ،‬استنادا إلى طبيعتها‪،‬‬
‫التي ترتبط برسالتها اإلسالمية التي تتضمن خدمة المجتمع واالقتصاد الذي تعمل فيه خاصة وإن هذه‬
‫الخدمة ال تتجه نحوها البنوك التجارية في الغالب‪ ،‬وبالذات المصارف الخاصة منها وألن الدول التي‬
‫تعمل فيها المصارف اإلسالمية هي دول نامية‪ ،‬وبحاجة ماسة وشديدة إلى الدور االقتصادي‬
‫واالجتماعي الذي يمكن أن تؤديه هذه المصارف‪ ،‬ومن ثم فإن أهم ما يميز المصارف هذه هو قيامها‬
‫بهذا الدور االقتصادي واالجتماعي مقارنة بالبنوك التجارية‪ ،‬ولذلك سيتم تناول ذلك‪ ،‬كما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬الدور االقتصادي‪:‬‬

‫بما أن المصارف تعمل في الدول اإلسالمية‪ ،‬التي هي من ضمن الدول النامية التي تحتاج إلى إسهام‬
‫‪1‬‬
‫هذه المصارف في تطوير اقتصاديات هذه الدول وتنميتها من خالل ما يلي‪:‬‬

‫دور المصارف اإلسالمية في تجميع المدخرات وتعبئة الموارد من أجل توجيهها نحو االستخدام‬ ‫•‬
‫في المجاالت التي ترتبط بدرجة أكبر من غيرها في تحقيق التطور‪ ،‬ومن خالل الحد من اكتناز الموارد‬
‫الذي يحرمه الدين اإلسالمي‪.‬‬
‫دور المصارف اإلسالمية في االستثمار والذي يؤدي إلى زيادة القدرة اإلنتاجية في االقتصاد من‬ ‫•‬
‫خالل تكوين رؤوس األموال اإلنتاجية التي تتيح إمكانية زيادة إنتاج عن طريق إقامة مشروعات إنتاجية‬
‫جديدة أو توسيع المشروعات اإلنتاجية القائمة‪.‬‬
‫دور المصارف اإلسالمية في تلبية احتياجات المجتمع وأفراده ومنها االحتياجات االستهالكية‬ ‫•‬
‫وبالذات ما هو أساسي منها‪ ،‬سواء من خالل إسهامها في زيادة االستثمار التي تنجم عنه زيادة القدرة‬
‫اإلنتاجية المتصلة بإنتاج السلع االستهالكية‪ ،‬وبالذات ما هو ضروري منها‪ ،‬أو اإلسهام في تمويل‬
‫التجارة الخارجية‪ ،‬والتي يتم عن طريقها تلبية االحتياجات‪ ،‬أو من خالل اإلسهام في توفير التمويل‬
‫لش ارء هذه السلع‪ ،‬وبالذات سلع االستهالكية الدائم ( السلع المعمرة ) كالسيارات‪ ،‬واألجهزة الكهربائية‬
‫(ثالجات‪ ،‬تلفزيونات ‪...‬الخ)‪ ،‬وبذلك تسهم المصارف اإلسالمية في زيادة رفاهية األفراد وتحسين‬
‫مستوياتهم المعيشية من خالل الصيغ التي تستخدمها المصارف اإلسالمية والمناسبة كالتمويل بالمرابحة‬
‫وغيره والتي تربط بذلك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بن جدو فؤاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.108‬‬
‫‪16‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫دور المصارف اإلسالمية في زيادة التشغيل من خاللها تمويلها للنشاطات االقتصادية سواء كانت‬ ‫•‬
‫استثمارية أو إنتاجية أو استهالكية أو تلك المرتبطة منها بالتجارة الخارجية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬صيغ التمويل اإلسالمي‬


‫تسعى المصارف اإلسالمية دائما إلى حشد وتعبئة الموارد باعتبارها من المستلزمات واألساسيات التي‬
‫تمكنها من القيام بمهامها وجل األعمال االستثمارية‪ ،‬وتقسم هذه الموارد والمصادر إلى صنفين‪ :‬مصادر‬
‫داخلية ومصادر خارجية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المصادر الداخلية‬
‫تعتمد المصارف اإلسالمية كغيرها من المؤسسات المالية على الموارد المالية الداخلية في تأدية مختلف‬
‫أنشطتها وتتمثل هذه األخيرة في‪:‬‬
‫أرس مال البنك‪ :‬ويمثل األموال المدفوعة من المساهمين‪ ،‬حيث يتم بواسطته تجهيز البنك حتى‬ ‫•‬
‫يتمكن من القيام بعمله‪ ،‬كما له دور آخر يتمثل في تمويل عمالئه في بداية نشأة البنك وهو بمثابة‬
‫‪1‬‬
‫ضمان للمودعين في حالة تعرض المصرف لخسارة‪.‬‬
‫االحتياطات‪ :‬تتمثل في األموال المقتطعة من األرباح الصافية للبنك‪ ،‬حيث تعد مصد ار من مصادر‬ ‫•‬
‫التمويل الذاتي‪ ،‬وهي األخرى تعتبر بمثابة ضمان للمودعين تتسم بالمرونة وقابلية التعديل باعتبار أن‬
‫‪2‬‬
‫البنك يستطيع اإلضافة إليها أو الخصم منه‪.‬‬
‫وهي أنواع فمثال نجد االحتياطات االختيارية والقانونية والنظامية ‪...‬الخ‪ ،‬وعليه فإن دور االحتياطات‬
‫‪3‬‬
‫في البنوك يتلخص في دعم المركز المالي والمحافظة على سالمة رأس مالها‪.‬‬
‫األرباح المحتجزة ‪ :‬وهي تلك الفائضة أو المتبقية بعد إجراء عملية توزيع األرباح الصافية للمصرف‬ ‫•‬
‫أو الشركة المالية للمساهمين‪.‬‬
‫المخصصات ‪ :‬هي مبالغ مقتطعة من األرباح لمواجهة مخاطر محتملة الحدوث في المستقبل‬ ‫•‬
‫كخطر عدم السداد أو خيانة األمانة أو إعسار بعض الشركاء وعدم كفاية ضمانته والتزاماته لدى‬
‫‪4‬‬
‫البنك‪...‬الخ‪ ،‬حيث تعتبر عمليات االستثمار من أهم المخاطر التي توجه لها هذه المخصصات‪.‬‬

‫‪1‬فادي محمد الرفاعي‪ ،‬المصارف اإلسالمية‪ ،‬منشورات الحلي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،2004 ،‬ص‪.100‬‬
‫عبد الحميد الفاتح المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.113‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬محمود حسين الصنوان‪ ،‬أساسيات العمل اإلسالمي‪ ،‬داروائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2001 ،‬ص‪.119‬‬
‫عبد الحميد الفاتح المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.115‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬المصادر الخارجية‬


‫تعتمد المؤسسات المالية بشكل كبير على الموارد الخارجية التي يتم تجميعها من المودعين‪ ،‬وتأخذ‬
‫القسم األكبر في ميزانيتها و تختلف هذه األخيرة باختالف الغرض منها و مدة بقاءها بالبنك وهي‬
‫كالتالي ‪:‬‬
‫الودائع الجارية ‪ :‬هي المبالغ التي يتم إيداعها لدى المصرف في صورة حسابات جارية‪ ،‬وأهم‬ ‫•‬
‫ما يميزها أنها قابلة للسحب في أي وقت من قبل أصحابها‪ ،‬ما يجعلها موارد مالية ال تحمل المصرف‬
‫أي تكلفة عليها‪ .‬ويتلقى المصرف عمولة من المودع على هذا النوع من الودائع في مقابل االستفادة من‬
‫‪1‬‬
‫بعض االمتيازات كصرف الشيكات‪ ،‬وتحويل المال‪ ،‬وحفظه ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫و تلعب هذه الودائع أهمية كبيرة يمكن اختصارها كالتالي ‪:‬‬
‫‪ -‬مصدر ال تتحمل عليه المصارف اإلسالمية أي تكلفة من أي نوع؛‬
‫‪ -‬تتقاضى عنها أج اًر أو عمول ًة مقابل إدارة الحساب؛‬
‫‪ -‬تدر للمصرف اإلسالمي عائداً ينتج عن استثمار هذه الودائع‪ ،‬وذلك باعتباره ضامناً لهذه األموال‬
‫عمال بقاعدة "الخراج بالضمان؛‬
‫تتميز بنوع من االستقرار باعتبار أن أصحابها ال يقومون بسحب كل المبلغ المودع‪ ،‬لذا يمكن‬ ‫‪-‬‬
‫اعتبارها من بين المصادر الثابتة التي يعتمد عليها في تمويل أنواع محددة من المشاريع االستثمارية‪.‬‬
‫الودائع االستثمارية ‪ :‬هي األموال التي يتم إيداعها من قبل أصحابها بقصد استثمارها في‬ ‫•‬
‫مختلف المشاريع‪ ،‬دون أن يكون لهم الحق في سحبها خالل الفترة التي تم االتفاق عليها مع‬
‫المصرف‪ ،‬ما يجعلها أحد أهم الموارد التي تتميز باالستقرار والتي يعتمدها المصرف اإلسالمي في‬
‫ممارسة مختلف أنشطته االستثمارية ‪.‬‬
‫وتتكيف الوديعة االستثمارية في المصرف اإلسالمي على أنها عقد مضاربة بين المودع الذي يعتبر‬
‫رب المال‪ ،‬والمصرف الذي يعد مضارباً باألموال‪ ،‬بحيث ال يضمن أصل الوديعة وال األرباح الناتجة‬
‫عن استثمارها إال إذا ثبت عنه تقصير أو تعدي أو مخالفة ألحد شروط العق‪ ،‬ففي حالة تحقيق‬
‫أرباح‪ ،‬يتم تقاسمها حسب النسب المتفق عليها في عقد المضاربة‪ ،‬أما الخسائر فتقع على رب‬
‫‪2‬‬
‫المال ويخسر المضارب جهده وعمله‪.‬‬

‫‪1‬عابد فضل الشعراوي‪ ،‬المصارف اإلسالمية دراسة عملية فقهية للممارسات العملية‪ ،‬ط‪ ،2‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،2007،‬ص‪.156‬‬
‫فادي محمد الرفاعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.102‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫وتستمد أهميتها من كونها وديعة من الودائع األكثر استق ار اًر ‪ ،‬بسبب أن آجالها محددة في العقد وال‬
‫يمكن المصرف من االختيار‬
‫يمكن ألصحابها سحبها قبل التاريخ المتفق عليه‪ ،‬وهو ما يجعلها مورداً ّ‬
‫بين مختلف البدائل االستثمارية المتاحة‪.‬‬
‫الودائع االدخارية ‪ :‬وهي ودائع صغيرة المقدار غالبا‪ ،‬ويكون لصاحبها الحق في سحب بعض‬ ‫•‬
‫أو كل هذه الوديعة بموجب دفتر التوفير الذي يمنحه المصرف إياه‪ ،‬وتدفع المصارف على هذه‬
‫الودائع عوائد بحسب الوديعة والمدة التي بقيتها بالمصرف‪.‬‬
‫و فيما يأتي مقارنة بسيطة بين مختلف هذه المصادر الخارجية التي يستخدمها المصرف اإلسالمي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)1‬مقارنة بين مختلف أنواع الودائع في المصارف اإلسالمية‬


‫‪19‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫ودائع استثمارية‬ ‫ودائع ادخارية‬ ‫الودائع الجارية‬ ‫عنصر المقارنة‬

‫مضاربة‬ ‫مضاربة‬ ‫مضاربة مطلقة‬ ‫قرض حسن‬ ‫أصل العقد‬


‫مقيدة‬ ‫مطلقة‬
‫االستثمار‬ ‫االستثمار‪+‬‬ ‫االستثمار‪ +‬الربح‬ ‫الهدف من الحساب السحب واإليداع‬
‫‪ +‬الربح‬ ‫الربح‬
‫مستثمر‬ ‫مستثمر‬ ‫مستثمر صغير‬ ‫أي شخص‬ ‫صاحب الحساب‬
‫كبير‬
‫كبير‬ ‫صغير‬ ‫صغير جدا‬ ‫الحد األدنى للرصيد غير محدد‬
‫المشارك في الربح‬

‫مشارك‬ ‫مشارك‬ ‫مشارك‬ ‫غير مشارك‬ ‫المشاركة في الربح‬

‫مشارك‬ ‫مشارك‬ ‫مشارك‬ ‫في غير مشارك‬ ‫المشاركة‬


‫الخسارة‬

‫مرتفعة‬ ‫متوسطة‬ ‫منخفضة‬ ‫المبلغ ال شيء‬ ‫نسبة‬


‫في‬ ‫المشارك‬
‫االستثمار‬

‫مرتفعة‬ ‫متوسطة‬ ‫منخفضة‬ ‫نسبة المشاركة في ‪-‬‬


‫الربح‬

‫سنة‬ ‫ربع‬ ‫ربع سنة‬ ‫شهر‬ ‫غير محدودة‬ ‫المدة‬


‫أو حسب‬
‫المشروع‬
‫المصدر‪ :‬محمد محمود العجلوني‪" ،‬البنوك اإلسالمي‪ :‬أحكامها ومبادئها وتطبيقاتها المصرفية"‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪ ، 2008 ،‬ص‪. 197-196‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫وتقوم المصارف اإلسالمية بتشجيع صغار المدخرين على إيداع مدخراتهم لديها‪ ،‬وتنمية الوعي‬
‫االدخاري والمصرفي لديهم‪ ،‬حيث تقوم باستثمار هذه اإليداعات وتشارك أصحابها في الربح أو الخسارة‬
‫‪1‬‬
‫إن وقعت‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬صيغ التمويل اإلسالمي‬


‫بعد التعرف على أهم موارد البنك و كيفية الحصول عليها‪ ،‬سنتطرق إلى كيفية استخدام هذه‬
‫األخيرة من خالل الصيغ التمويلية الموافقة للشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .1‬المضاربة ‪:‬‬
‫سيتم تناول أسلوب التمويل بالمضاربة من خالل النقاط التالية ‪:‬‬
‫تعريف المضاربة‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫لغة ‪ :‬كلمة المضاربة في اللغة مشتقة من الضرب في األرض‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ض َي ْب َت ُغو َن ِمن َف ْض ِل َ‬
‫ّللا(‪.‬‬ ‫وهو السير فيها قال تعالى‪َ ) :‬وآ َخُرو َن َي ْض ِرُبو َن ِفي ْاأل َْر ِ‬
‫وتسمى المضاربة أيضا باإلق ارض أو المقارضة‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬هي صيغة من عقود االستثمار يتم بموجبها المزج والتأليف بين عنصري اإلنتاج المال‬
‫والعمل‪ ،‬إلقامة مشروعات اقتصادية يمولها صاحب المال ويديرها المضارب‪ ،‬على أن يتفقا على نسبة‬
‫توزيع األرباح بينهما‪ ،‬أما الخسارة فيتحملها الممول إذا ثبت عدم تقصير المضارب‪ ،‬وعدم اإلخالل‬
‫‪4‬‬
‫بشروط عقد المضاربة‪.‬‬
‫وتعرف أيضا بأنها‪" :‬نوع من المشاركة بين صاحب المال وصاحب الخبرة‪ ،‬يقدم فيها األول‬
‫المال والثاني خبرته‪ ،‬ويقسمان نتائج المشروع بنسب يتفق عليها‪ ،‬وهي الوسيلة اإلسالمية المشروعة‬
‫إلدخال الموجودات النقدية في النشاط االقتصادي‪ ،‬وتحويلها إلى عنصر إنتاج عن طريق عمل مشترك‬
‫‪5‬‬
‫يقوم به صاحب المال و رب المال‪.‬‬

‫‪1‬عبد الحميد الفاتح المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121‬‬


‫نزيه حماد‪ ،‬معجم المصطلحات االقتصادية في لغة الفقه‪،‬ط‪ ،1‬المعهد العالمي للفكر اإلسالمي‪ ،‬الواليات المتحدة‬ ‫‪2‬‬

‫األمريكية‪ ،1414 ،‬ص‪.26‬‬


‫‪(3‬سورة المزمل‪ ،‬اآلية ‪.)20‬‬
‫‪4‬جمال لعمارة‪ ،‬اقتصاد المشاركة بديل اقتصاد السوق‪ ،‬البصيرة دراسات اقتصادين مركز بحوث والدراسات االنسانية‪،‬‬
‫العدد األول‪ ،1419 ،‬ص‪.72‬‬
‫‪5‬بن حدو فؤاد‪ ،‬البنوك اإلسالمية واألزمة المالية العالمية ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفا للوثائق‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫ص‪.136‬‬
‫‪21‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫شروط المضاربة‪:‬‬
‫يجب أن تتوافر في عقد المضاربة مجموعة من الشروط سواء المتعلقة برأس المال أو الربح أو تنفيذ‬
‫العمل‪ ،‬نوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون رأس المال من النقود‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون رأس المال معلوماً من حيث المقدار والجنس والصفة لكل من رب المال والمضارب‪.‬‬
‫ال يكون رأس المال ديناً في ذمة المضارب‪.‬‬
‫‪ -‬أّ‬
‫‪ -‬أن يتم تحديد نصيب كل من رب المال والمضارب من الربح عند التعاقد‪ ،‬على أن يكون نسبة‬
‫مئوية من الربح وليس مبلغاً مقطوعاً‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتم تسليم رأس المال للمضارب على أن يكون أميناً عليه ال ضامناً‪ ،‬إال في حالة التعدي أو‬
‫التقصير‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬أن يكون للمضارب الحق في التصرف في المال وإدارته دون تدخل من رب المال‪.‬‬
‫أنواع المضاربة ‪:‬‬
‫يمكن تلخيص جل أنواع المضاربة في الشكل التالي ‪:‬‬

‫أنواع‬ ‫الشكل رقم(‪ :)01‬أنواع المضاربة‬


‫المضاربة‬

‫من حيث‬
‫من حيث‬ ‫من حيث دوران‬ ‫شروط‬
‫أطراف‬ ‫رأس المال‬ ‫المضاربة‬
‫المضاربة‬

‫مضاربة‬

‫مضاربة‬ ‫مضاربة ثنائية‬ ‫مستمرة‬ ‫مضاربة‬ ‫مضاربة‬


‫ثالثية‬ ‫األطراف‬ ‫مقيدة‬ ‫مطلقة‬
‫جماعية‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على ما سبق ‪.‬‬

‫محمود حسن الوادي‪ ،‬حسين محمد سمحان‪ ،‬المصارف اإلسالمية‪ :‬األسس النظرية والتطبيقات العملية‪،‬ط‪ ،2‬دار‬ ‫‪1‬‬

‫المسيرة‪ ،‬عمان‪ ،2008 ،‬ص‪.59-58‬‬


‫‪22‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .2‬المشاركة ‪:‬‬
‫سيتم تناول أسلوب التمويل بالمشاركة من خالل النقاط التالية ‪:‬‬

‫تعريف المشاركة ‪:‬‬

‫ويمكن تعريفها من خالل‬

‫‪1‬‬
‫لغة‪ :‬هي توزيع الشيء بين اثنين فأكثر على جهة الشيوع‪.‬‬

‫اصطالحا ‪ :‬هي عملية تقوم على أساس تقديم البنك اإلسالمي للتمويل الذي يطلبه المتعامل معه‬
‫والمـشارك بنسبة في هذا التمويل بجانب عمله وخبرته وأمانته‪ ،‬وذلك دون تقاضي فائدة ثابتـة‪ ،‬كما هو‬
‫الحال في التمويل المصرفي التقليدي‪ ،‬وإنما يشارك البنك اإلسالمي في النتائج المحتملة‪ ،‬سواء كانت‬
‫ربحا أو خسارة‪ ،‬في ضوء قواعد وأسس توزيعية متفق عليها بين البنك وطالب التمويل قبل بدء التعامل‪،‬‬
‫يتم فيها تحديد عمل المشارك بعمله بنـسبة محددة من ربح مجهول‪ ،‬وتستمد هذه األسس من ضوابط‬
‫بعض العقود الشرعية‪.‬‬

‫ويمكن تعريف المشاركة بأنها‪" :‬عقد بين اثنين أو أكثر علي أن يكون األصل ‪-‬رأس المال‪ -‬والربح‬
‫‪2‬‬
‫أو الخسارة مشتركا بينهم حسب ما يتفقون عليه"‪.‬‬

‫َخي َل ُه ِت ْس ٌع َوِت ْس ُعو َن َن ْع َج ًة َولِي َن ْع َج ٌة‬ ‫ونسند هذه األخيرة مشروعيتها من قوله تعالى ‪ِ) :‬إ َن َه َذا أ ِ‬
‫َ‬
‫ير ِم َن‬ ‫اج ِه َوإ َ‬
‫ِن َك ِث ًا‬ ‫ال َن ْع َج ِت َك إلى ِن َع ِ‬
‫ظَلم َك ِب ُس َؤ ِ‬
‫ال َلَق ْد َ َ‬ ‫يها َو َع َزِني ِفي اْل ِخ َ‬
‫ط ِ‬
‫اب (‪َ )23‬ق َ‬
‫ِِ‬
‫ال أَ ْكفْلن َ‬
‫ِ‬
‫َواح َد ٌة َفَق َ‬
‫ين آمُنوا و َع ِمُلوا َ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء َلَي ْب ِغي َب ْع ُ‬‫طِ‬
‫ود أََن َما‬‫او ُ‬ ‫ظ َن َد ُ‬‫يل َما ُه ْم َو َ‬
‫الصال َحات َوَقل ٌ‬ ‫ض ُه ْم َعَلى َب ْعض ِإَال اَلذ َ َ َ‬ ‫اْل ُخَل َ‬
‫ِ‬
‫اب (‪.(24‬‬‫اس َت ْغ َفَر َرَب ُه َو َخَر َراك ًعا َوأََن َ‬ ‫َف َتَن ُ‬
‫اه َف ْ‬
‫‪3‬‬

‫شروطها ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫تتمثل مجموعة الشروط واألحكام الواجب توفرها في عقد المشاركة حتى يكون صحيحا في‪:‬‬

‫‪1‬بن حدو فؤاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.141‬‬


‫عبد الحميد عبد الفاتح المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.167‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪(3‬سورة ص‪،‬اآليات ‪.)24-23‬‬


‫ص‪‌ .46‬‬ ‫أمال لمعيشي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬أن يكون رأس المال من النقود المتداولة التي تتمتع بالقبول العام‪ ،‬مع أن يكون معلوماً وال يشترط‬
‫تساوي حصة كل شريك‪.‬‬
‫أن يتم تقديم رأس المال من األطراف‪ ،‬دون أن يكون ديناً في ذمة أحد الشركاء؛‬ ‫‪-‬‬
‫أن يتم تحديد نصيب كل شريك في الربح على أن يكون جزءاً مشاعاً غير محدد المقدار‪ ،‬وال‬ ‫‪-‬‬
‫يشترط تساوي حصة كل شريك مع اآلخر في الربح‪.‬‬
‫ال إذا وقعت بسبب تقصير أو‬
‫أما الخسارة فتوزع حسب نسبة مشاركة كل طرف في رأس المال إ ّ‬ ‫‪-‬‬
‫إهمال من أحد المشاركين‪ ،‬فيتحملها وحده‪.‬‬
‫أن يتم توزيع الربح بعد اقتطاع كافة المصروفات والتكاليف الالزمة لتقليب المال في دورة تجارية‬ ‫‪-‬‬
‫كاملة‪.‬‬
‫أن يبنى عقد المشاركة على الوكالة واألمانة‪ ،‬حيث يكون كل شريك وكيالً عن اآلخر وأميناً على‬ ‫‪-‬‬
‫ماله‪ ،‬وللقائم على إدارة العملية وتنفيذها نسبة محددة من الربح مقابل عمله‪.‬‬

‫و يمكن تلخيص طريقة العمل بالمشاركة كما هو موضح في المخطط أسفله‪:‬‬

‫أنواع المشاركة ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫لصيغة المشاركة أنواع وهي كالتالي‪:‬‬

‫المشاركة الثابتة‪ :‬يطلق عليها أيضا بالمشاركة الدائمة في رأسمال المشروع وهي قسمان‪:‬‬

‫‪ -‬المشاركة الثابتة المستمرة‪ :‬وهي التي ترتبط بالمشروع نفسه حيث تظل مشاركة البنك قائمة‬
‫طالما أن المشروع موجود و يعمل‪.‬‬
‫‪ -‬المشاركة الثابتة المنتهية‪ :‬وهي التي تعطي الملكية ثابتة في المشروع و ما يترتب عليها من‬
‫حقوق إال أنا إلنفاق بين البنك والشركاء يتضمن اجل محدود إلنهاء العالقة بينهما‪.‬‬
‫‪ -‬المشاركة صفقة معينة‪ :‬تقدم هذه المشاركة مجاال واسعا أمام البنك كي يستثمر أمواله عن طريق‬
‫اختيار المضاربين له من األفراد والشركات على أساس االنتشار داخل القطاعات االقتصادية مما‬

‫‪1‬صبرينة كردودي‪ ،‬تمويل عجز الموازنة العامة للدولة في االقتصاد اإلسالمي‪-‬دراسة تحليلية مقارنة‪،-‬مجلة علمية‬
‫محكمة سداسية‪ ،‬العدد ‪،13‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪،2007 ،‬ص‪.183.182‬‬
‫‪24‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫يتضمن له توزيع المخاطر و يمكن البنك من الصيغ الشرعية التي تلزمه من تمويل الصفقة المطلوبة‬
‫تمويال كامال أو جزئيا حسب قدرة الشريك ‪.‬‬

‫المشاركة المتناقصة‪ :‬هذه الصيغة بديلة عن تمويل القروض متوسطة وطويلة األجل في النظام‬
‫الربوي ذلك أن تعني استمرار المشاركة بين البنك والزبون لمدة أطول منه في حالة المشاركة المتناقصة‬
‫التي توحي من أن البنك سيخرج بعد مدة معينة بشكل تدريجي في إطار منظم متفق علية‪.‬‬

‫كما يمكن القول أنها قيام المصرف على أساس وعد منه بالتنازل عن ملكيته في المشروع إما دفعة‬
‫واحدة أو على دفعات‪ ،‬خالل مدة معينة‪ ،‬ووفق عقد مستقل‪ ،‬للطرف اآلخر الذي يصبح المالك الوحيد‬
‫‪1‬‬
‫في نهاية الشركة‪.‬‬

‫ويمكن تبيان هذه األنواع في شكل مخطط كما هو موضح في شكل التالي ‪:‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)02‬أنواع المشاركة‬


‫أنواع المشاركة‬

‫المشاركة المتناقصة المساهمة‬ ‫المشاركة الثابتة‬

‫منتهية‬ ‫مستمرة‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على ما سبق ‪.‬‬

‫نور الدين عبد الكريم الكواملة‪ ،‬المشاركة المتناقصة وتطبيقاتها المعاصرة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار النفائس‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪‌ .42-41‬‬ ‫عمان‪،2008،‬‬


‫‪25‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .3‬المرابحة‬

‫تعتبر المرابحة من أهم األساليب االستثمارية واألكثر استعماال وفيما يلي نتناولها من خالل تعريفها‬
‫وذكر شروطها وأهم أنواعه‪.‬‬
‫تعريف المرابحة ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫لغة‪ :‬المرابحة في اللغة مصدر من الربح و هو النماء والزيادة خاصة في المبايعة‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬المرابحة هي صيغة شائعة االستخدام في التمويل قصير األجل تتضمن اتفاقا لتمويل‬
‫‪2‬‬
‫عمليات شراء السلع‪ ،‬عن طريق بيع السلع بسعر التكلفة مع زيادة الربح‪.‬‬
‫وتتم خطوات بيع المرابحة على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬يتقدم العميل للمصرف بطلب شراء سلعة يحدد مواصفات الكاملة‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم المصرف بدراسة الطلب المقدم إليه من عميله‪ ،‬وفي حالة الموافقة على شراء السلعة لنفسه‬
‫إذا لم تكن موجودة لديه يوضح للعميل مقدار الثمن الذي سيشتري به السلعة وما تتكلفه من مصروفات‬
‫مختلفة ثم يتم االتفاق معه على سعر البيع متضمنا الربح‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم المصرف بإبرام عقد وعد بالشراء مع العميل‪.‬‬
‫‪ -‬يشتري المصرف بعد ذلك السلعة لنفسه طبقا للمواصفات المطلوبة ويتملكها‪.‬‬
‫بعد تملك المصرف للسلعة واستالمها يقوم بتحرير عقد البيع بينه وبين العميل‪ ،‬حيث تسري آثاره‬ ‫‪-‬‬
‫‪3‬‬
‫طبقا ألحكام البيوع في الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫شروطها ‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫حتى يصح عقد المرابحة يجب أن تتوفر فيه مجموعة من الشروط‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون ثمن السلعة معلوماً‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون الربح معلوماً ألنه جزء من الثمن‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون المبيع حاض اًر وبجميع المواصفات المتفق عليها في العقد‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون عقد البيع األول صحيحا خاليا من الرباً‪.‬‬

‫محمد عثمان بشير‪ ،‬المعامالت المالية المعاصرة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.263‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬صبرينة كردودي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.184‬‬


‫أمال لمعيشي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.54‬‬ ‫‪3‬‬

‫مصطفى كمال السيد طايل‪ ،‬القرار االستثماري في البنوك اإلسالمية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪.202‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫أنواع المرابحة‪:‬‬

‫وهنا يمكننا التمييز بين نوعين من المرابحة‪ ،‬البسيطة والمركبة‪.‬‬

‫‪ -‬المرابحة البسيطة‪ :‬عقد يتم مباشرة بين المصرف اإلسالمي الذي يكون مالكا للسلعة محل العقد‪،‬‬
‫بحيث تشتريها بناء على دراسته ألحوال السوق األسعار السائدة‪...‬والعميل الذي قام بطلب السلعة‪.‬‬
‫‪ -‬المرابحة المركبة‪ :‬وهي تقديم طلب من شخص إلى شخص آخر‪ ،‬وذلك ليشتري له سلعة معينة‬
‫ويعده بأن يشتريها منه فيما بعد بربح معين يكون من نصيبه‪ ،‬حيث يدعى الطرف األول ألمر بالشراء‬
‫والثاني المأمور بالشراء وهذه الحالة تنطبق على ما تقوم به البنوك اإلسالمية حاليا نظ ار الن هذا النوع‬
‫‪1‬‬
‫من البيوع يتفق مع طبيعة نشاطها‪.‬‬
‫‪ .4‬السلم‬
‫وفيما يلي سنتناول بيع السلم و ذلك بتعريفه و ذكر أهم شروطه‪.‬‬

‫تعريف السلم ‪:‬‬

‫وهو عقد تكلم الفقهاء عن أحكامه بشكل مفصل في كتبهم وابرزوا ذلك من خالل دراستهم لما جاء عن‬
‫النبي –صلى هللا عليه و سلم‪" : -‬من أسلف في شيء فليسلف في كيل معلوم ووزن معلوم إلى اجل‬
‫معلوم" رواه بخاري و مسلم‪ .‬و هذا النوع من العقود يمكن تعريفه بأنه بيع سلعة معلومة إلى اجل‬
‫معلوم‪ ،‬و بثمن معلوم حال عند العقد و يمكن االستفادة منه في تمويل المشاريع العقارية على أن تلتزم‬
‫تلك الشركة بتوفير وحدات سكنية للممول مقابل التمويل‪ ،‬ومن ثم وبعد استالم تلك الوحدات يتولى‬
‫المصرف عرضها للبيع بالتقسيط فيتحقق له ربح من خالل الشراء بسعر منخفض من الشركة العقارية‬
‫نتيجة لتقديم سداد المبلغ‪ ،‬و في نفس الوقت يبيعها الممول بسعر أعلى لمن يرغب بشرائها بالتقسيط‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أن هذا النوع من العقود يمكن ممارسته من خالل الدخول في عقود بيوع اجل‪ ،‬خصوصا‬
‫فيما يتعلق بالمعادن أو منتجات الضرورية مثل األرز والقمح‪ ،‬بل يمكن أنيتم استخدام مثل هذا العقد‬
‫في تمويل المشاريع البيتروكميائية من خالل إعطاء مبلغ تمويل كقيمة لمنتج تنتجه الشركة على أساس‬
‫‪2‬‬
‫أن يكون تسليم المنتج بعد عدد من السنوات‪.‬‬

‫محمود حسن الوادي‪ ،‬حسين محمد سمحان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.128‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمود حسن صنوان‪ ،‬أساسيات االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬دار المناهج للنشر والتوزيع‪ ،‬عما‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪.37‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫خطوات التمويل بالسلم‬

‫‪1‬‬
‫تتم عملية التمويل بالسلم في المصارف اإلسالمية وفقا للخطوات التالية‪:‬‬

‫يتقدم المتعامل بطلب للحصول على تمويل بطريقة بيع السلم يحدد فيه السلعة التي سيبيعه‬ ‫‪-‬‬
‫المصرف وثمن البيع ووقت التسليم‪.‬‬
‫يقوم المصرف بدراسة الطلب من الناحية االئتمانية وضمن معايير التمويل واالستثمار المعروفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يتم إبالغ المتعامل بتفاصيل موافقة المصرف على طلبه‪ ،‬فإذا اتفق الطرفان يتم توقيع عقد بيع‬ ‫‪-‬‬
‫السلم‪.‬‬
‫يدفع المصرف كامل الثمن المتفق عليه عند إبرام العقد‪ ،‬وذلك عن طريق فتح حساب للعميل‬ ‫‪-‬‬
‫وإيداع المبلغ في حسابه‪.‬‬

‫يقوم المصرف باستالم البضاعة في اآلجال المحددة بإحدى الطرق التالية‪:‬‬

‫يستلم المصرف السلعة في اآلجال المحددة ويتولى تصريفها بمعرفته‪.‬‬ ‫•‬


‫يوكل المصرف البائع ببيع السلعة نيابة عنه نظير أجر متفق عليه‪.‬‬ ‫•‬
‫توجيه البائع لتسليم السلعة إلى طرف ثالث (مشتري) بمقتضى وعد مسبق منه بشرائها‪.‬‬ ‫•‬

‫شروط التمويل بالسلم‬

‫‪2‬‬
‫تتمثل الشروط الواجب توفرها في عقد السلم وهي ‪:‬‬
‫السلع التي يجري فيها عقد السلم تشمل كل ما يجوز بيعه ويمكن ضبط صفاته ويثبت ديناً في‬ ‫‪-‬‬
‫الذمة‪ ،‬سواء كانت من المواد الخام أم المزروعات أم المصنوعات‪.‬‬
‫يجب أن يحدد لعقد السلم أجل معلوم‪ ،‬إما بتاريخ معين‪ ،‬أو الربط بأمر مؤكد الوقوع ولو كان‬ ‫‪-‬‬
‫ميعاد وقوعه يختلف يسي اًر ال يؤدي للتنازع كموسم الحصاد‪.‬‬

‫حسين محمد سمحان‪ ،‬موسى عمر مبارك‪ ،‬محاسبة المصارف اإلسالمية‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار المسيرة‪،‬األردن‪،‬عمان‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2009‬ص‪.182‬‬
‫على أحمد السالوس‪ ،‬موسوعة القضايا الفقهية المعاصرة و االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬ط ‪ ،7‬مكتبة دار القرآن‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2002‬ص‪.612‬‬
‫‪28‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫األصل تعجيل قبض رأس مال السلم في مجلس العقد ويجوز تأخيره ليومين أو ثالثة ولو بشرط‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫على أن ال تكون مدة التأخير مساوية أو زائدة عن األجل المحدد للسلم‪.‬‬
‫‪ -‬ال مانع شرعاً من أخذ المسلم (المشتري) رهناً أو كفيالً من المسلَّم إليه (البائع)‪.‬‬
‫‪ -‬يجوز للمسلم مبادلة المسَلم فيه (المبيع) بشيء آخر‪ -‬غير النقد ‪ -‬بعد حلول األجل‪ ،‬سواء كان‬
‫االستبدال بجنسه أم بغير جنسه‪ ،‬وذلك بشرط أن يكون البدل صالحاً ألن يجعل مسلماً فيه برأس مال‬
‫السلم‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجوز الشرط الجزائي عن التأخير في تسليم المسَلم فيه‪ ،‬ألنه عبارة عن دين‪ ،‬وال يجوز اشت ارط‬
‫الزيادة في الديون عند التأخير‪.‬‬
‫ال يجوز جعل الدين رأس مال للسلم ألنه من بيع الدين بالدين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .5‬االستصناع‬
‫و فيما يلي سنتناول صيغة االستصناع من حيث التعريف والشروط‪.‬‬
‫تعريف االستصناع‪:‬‬
‫لغة‪ :‬طلب الصنعة‪ ،‬والصنعة عمل الصانع‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬هو التعاقد على صنع شيء بأوصاف معلومة‪ ،‬مادته من الصانع‪ ،‬على أساس أن يدفع‬
‫المستصنع مبلغا معينا سواء عند بداية العقد أو خالل فترات متفاوتة أثناء أداءالصانع للعمل المتفق‬
‫عليه بينهما‪ ،‬وذلك حسب االتفاق الموجود في العقد‪ ،‬أما فيما يتعلق بارتباطه بأدوات التمويل التي‬
‫يمكن أن تقدمها المؤسسات المالية فهذا النوع من العقود يتناسب مع المشاريع الكبرى‪ ،‬مثل مشاريع‬
‫المقاوالت أو حتى بناء المساكن وذلك بان يتولى المصرف تمويل شركة عقارية لبناء مساكن مثال نظ ار‬
‫لعدم كفاية المال الذي لدينا إلتمام المشروع‪ ،‬وبعد االنتهاء من المشروع تتولى المصارف بيع تلك‬
‫الوحدات بالتقسيط وهناك ما يسمى االستصناع الموازي والذي يلعب فيه المصرف التمويل من الباطن‬
‫‪1‬‬
‫إلنشاء مشاريع كبيرة‪ ،‬مثل المجمعات التجارية والسكنية‪.‬‬
‫شروط صحة االستصناع‪:‬‬
‫يمكننا تلخيص شروط صحة االستصناع كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون العمل والمنتوج المصنع من الصانع وأال يكون عقد إجارة‪.‬‬

‫‪1‬محمود حسن صنوان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.38‬‬


‫‪29‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬أن يكون المنتوج المصنع معلوم الجنس والنوع والصفة والقدر‪.‬‬


‫‪ -‬عقد االستصناع يكون عقد ملزم بعد االستصناع أما قبل االستصناع فهو غير الزم‪.‬‬
‫‪ -‬ليس شرط أن يدفع الثمن عند العقد‪ ،‬بل يمكن تأجيله إلى ما بعد التصنيع أو حسب ما يتفق عليه‬
‫الطرفان‪.‬‬
‫‪ .6‬اإليجار‬
‫وفيما يلي سيتم التعريف بصيغة من صيغ التمويل اإلسالمي أال وهي اإليجار‪.‬‬

‫تعريف التمويل اإليجاري أو صيغة اإليجار‪:‬‬

‫هو عبارة عن عقد يقوم بموجبه المصرف بتأجير المعدات إلى العميل بأجر متفق عليه وفي نهاية‬
‫اإليجار يقوم العميل لشراء المعدات سعر متفق عليه مع البنك‪ ،‬واألجر المدفوع هنا يكون جزءاً من‬
‫السعر يحتفظ مالك المعدات المؤجرة ببعض المخاطر والعوائد المرتبطة بالملكية‪.‬‬

‫وتعرف صكوك اإلجارة على أنه اصكوك متساوية القيمة أجزاء متماثلة مشاعة ملكية أعيان معمرة‬
‫مرتبطة بعقود إجارة‪ ،‬أو تمثل عددا من وحدات خدمة موصوفة تقدم من ملتزمها حامل الصك في‬
‫‪1‬‬
‫وقت مستقبلي‪ ،‬فهذه الصكوك تمثل أعيان معمرة أو ملكية خدمات مستقبلية‪.‬‬

‫شروط اإليجارة‪:‬‬

‫‪ -‬رضا المتعاقدين‪ ،‬فيجب أن يقوم العقد على القبول التام وااليجابي كي يكون العقد صالح فإذا‬
‫اكره احد الطرفين فالعقد باطل‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون موضوع العقد حالال و مباحا ال حراما أو مشكوك فيه‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتم تحديد األجرة منذ بداية سريان العقد‪ ،‬وكذا قيمة األقساط والمدة التي يتم دفع هذه األخيرة‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪ .7‬القرض الحسن‬
‫تعريفه ‪ :‬هو عقد بين طرفين أحدهما المقرض واآلخر المقترض‪ ،‬يتم بمقتضاه دفع مال مملوك‬
‫للمقرض إلى المقترض على أن يقوم هذا األخير (المقترض) برده أو رد مثله إلى المقرض في الزمان‬
‫والمكان المتفق عليهما‪.‬‬

‫عبد القادر برش‪ ،‬زينب خلدون‪ ،‬االبتكار المالي في التمويل و أميته في تحقيق كفاءة وفعالية أداء البنوك‬ ‫‪1‬‬

‫اإلسالمية‪ ،‬مجلة االقتصاد والمالية‪ ،‬العدد ‪ ،2016 ،3‬ص ‪.‬‬


‫‪30‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫رغم أ هذا التعريف ليس فيه ما يفيد على رأس المال إال أنه تضاف عادة كلمة "حسن" إلى القروض‬
‫لكي يتم التفريق بينه وبين القرض بفائدة والتي تعتبر ربا‪ ،‬أي زيادة محرمة في اإلسالم وعلى هذا‬
‫األساس عدم وجود العائد فإن البنوك اإلسالمية ال تقدم القروض الحسنة إال على نطاق ضيق ولعدد‬
‫محدود من العمالء‪ ،‬كما أن معظمه يوجد ألغراض اجتماعية واستهالكية إال أن بعض البنوك‬
‫اإلسالمية تقدمه ألغراض إنتاجية فيصبح من أساليب التمويل بالنسبة لها‪.‬‬
‫إذا كانت هذه أهم أساليب التمويل التي تميز البنوك اإلسالمية عن غيرها‪ ،‬فإن هذه البنوك تقدم من‬
‫جهة أخرى خدمات مصرفية ال تختلف فيها مع البنوك التجارية وذلك لعدم تعارضها مع الشريعة‬
‫اإلسالمية‪.1‬‬
‫‪ .8‬المزارعة‬
‫هي احد الصيغ المهمة و فيما يلي سنتناول التعريف بها‪.‬‬
‫تعريف المزارعة ‪:‬‬

‫عقد من عقود االستثمار الزراعي يتم في إطاره المزج والتأليف بين أهم عوامل اإلنتاج الزراعي‪ ،‬وهما‬
‫عنصر األرض وعنصر العمل‪ ،‬وبين وسائل اإلنتاج والبذور واألسمدة‪ ،‬بحيث يقدم المالك األرض‬
‫والبذور ووسائل اإلنتاج إن أمكن‪ ،‬ويقوم المزارع بالعمل الزراعي‪ ،‬على أن يكون اإلنتاج بنسبة معينة‬
‫لكل منهما‪ ،‬كما قد تكون األرض من المالك والعمل والبذور واآلالت متقبل العامل‪ ،‬وتكون النسبة‬
‫‪2‬‬
‫معدلة حسب مساهمة كل واحد في الجهد االستثماري االستغاللي لألرض الزراعية‪.‬‬

‫شروطها ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫وتتمثل الشروط الواجب توفرها في المزارعة في‪:‬‬
‫توفر جميع الشروط الواجب توفرها في أي عقد من العقود‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬أن تكون األرض صالحة للزراعة‪.‬‬

‫‪1‬مصطفى حسين سليمان‪ ،‬المعامالت المالية في اإلسالم‪ ،‬دار المستقبل للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،1410 ،‬ص‪.51‬‬
‫‪2‬صالح صالحي‪ ،‬أدوات السياسة النقدية والمالية المالئمة' دور الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬بحث مقدم خالل ندوة علمية‬
‫دولية حول الخدمات المالية وإدارة المخاطر في المصارف اإلسالمية‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪-‬الجزائر‪-18 ،‬‬
‫‪ 20‬أفريل‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫محمود حسين الوادي‪ ،‬حسين محمد سرحان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.203‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬أن يعرف كل من جنس ونوع وصفة البذر‪.‬‬


‫‪ -‬أن يعرف من عليه البذر‪ ،‬صاحب األرض أم العامل‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد المدة بحيث تكون كافية لتحقيق حصة كل طرف من الناتج‪.‬‬
‫تحديد حصة كل طرف من الناتج‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬تحديات المصارف اإلسالمية‬

‫على الرغم من حداثة تجربة المصارف اإلسالمية وما أحاط بها من تشكيك في قدرتها على المنافسة‪،‬‬
‫تمكنت هذه التنظيمات القانونية االقتصادية االجتماعية الحيوية من أن تثبت ركائزها في القطاع‬
‫المصرفي المحلي والعالمي وحققت الكثير من النجاحات‪ ،‬ومن بينها انتشار العمل المصرفي اإلسالمي‬
‫في العديد من الدول على المستويين العربي اإلسالمي والعالمي‪ ،‬والتوسع في المصارف اإلسالمية‬
‫وقيام المصارف الربوية بفتح فروع أو مصارف إسالمية‪ ،‬وقيام العديد من الدول بإصدار تشريعات‬
‫لتحويل نظامها المصرفي إلى اإلسالمي الذي ال يتعامل بالفائدة الربوية‪ ،‬وقيام المصارف اإلسالمية‬
‫بتوفير التمويل الالزم لألنشطة االقتصادية بصيغ المشاركة والمضاربة والمرابحة‪ ،‬وتزايد األبحاث‬
‫والمراكز الخاصة بالدراسات في المصارف اإلسالمية واالقتصاد اإلسالمي وتحقيق الدور التنموي من‬
‫الناحيتين االقتصادية واالجتماعية‪ .‬ولقد اجتازت المصارف اإلسالمية الكثير من المشاكل والمعوقات‬
‫التي وقفت في طريق نشوئها وانتشارها‪ ،‬رغم هذا فإن العمل المصرفي اإلسالمي ال يزال يعاني مشاكل‬
‫ومعوقات كثيرة تحول دون تحقيق مزيد من االزدهار والتقدم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نقسم هذه المشاكل والمعوقات إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -‬وبوسعنا أن ّ‬
‫‪ -‬األول‪ :‬معوقات داخلية متعلقة بالعمل المؤسسي ذاته داخل المصارف اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬الثاني‪ :‬معوقات خارجية متعلقة بالبيئة اإلدارية والقانونية والقضائية التي تعمل فيها المصارف‬
‫والمؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫القسم األول‪ :‬المعوقات الداخلية المتعلقة بالعمل المؤسسي ذاته‬

‫محمد وفيق زين العابدين‪ ،‬معوقات العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬مجلة البيان‪ ،‬العدد ‪ ،306‬اقتصاد‪ ،‬صفر ‪/ 1434‬‬ ‫‪1‬‬

‫ديسمبر ‪-2012‬يناير‪ ،2013‬ص‪.01‬‬


‫‪32‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1‬ضعف العلم الفقهي الشرعي لدى بعض العاملين بالمصارف اإلسالمية السيما المتعلق بالمعامالت‬
‫الشرعية‪ ،‬وعلى وجه الخصوص المرابحة وضوابطها الشرعية باعتبارها تمثل أكثر من ‪ %90‬من‬
‫تعامالت المصارف اإلسالمية‪ ،‬ويقول الدكتور "رفعت السيد العوضي"‪" :‬أسلوب وسياسات التوظيف‬
‫بالبنوك اإلسالمية ال تهتم بمعايير الجدارة وال بااللتزام بالسلوك اإلسالمي‪ ،‬وال تهتم كثي اًر بتنويع مصادر‬
‫االستقطاب‪ ،‬وتعتمد على المعرفة كثي اًر والعالقات الشخصية"‪ ،‬لذلك فقد أصدر مجمع الفقه اإلسالمي‬
‫الدولي المنعقد في دورة مؤتمره الثامن في (بروناي دار السالم) في األسبوع األول من شهر هللا المحرم‬
‫سنة ‪1414‬هـ (الموافق الفترة من ‪ 21‬حتى ‪ 27‬يونيو ‪1993‬م)؛ توصيته بضرورة‪( :‬اهتمام البنوك‬
‫اإلسالمية بتأهيل القيادات والعاملين فيها بالخبرات الوظيفية الواعية لطبيعة العمل المصرفي اإلسالمي‪،‬‬
‫وتوفير البرامج التدريبية المناسبة بالتعاون مع المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب وسائر الجهات‬
‫المعنية بالتدريب المصرفي اإلسالمي)‪.‬‬

‫يعدها بعض العاملين في المصارف‬


‫‪-2‬عدم االلتزام بخطوات اإلجراءات التنفيذية الواجب إتباعها حيث ّ‬
‫اإلسالمية شكلية‪.‬‬

‫‪-3‬رغبة بعض العاملين في المصارف اإلسالمية وبعض المتعاملين معها في سرعة إنجاز المعاملة‬
‫في أقل وقت ممكن‪ ،‬ولو على حساب الضوابط الشرعية وااللتزام بتسلسل اإلجراءات‪ ،‬بل يجعلهم ذلك‬
‫أحياناً يقومون في عقود المرابحة بالتوقيع على نموذج الوعد بالشراء وعقد بيع المرابحة واستالم‬
‫الضمانات وتسليم الشيك للعميل لتسليمه للمورد في آن واحد دون ترتيب أو مراعاة لإلجراءات‪.‬‬

‫‪-4‬بعض المتعاملين مع المصارف اإلسالمية يسعون للتعامل معها ال لتجنب المعامالت الربوية مع‬
‫البنوك التقليدية‪ ،‬بل محض ُبغية الحصول على السلعة أو النقد بأي وسيلة‪ ،‬فصيغ المرابحة والمشاركة‬
‫والمضاربة ال تعدو بالنسبة لهم وسيلة للتمويل وليست نوعاً من أنواع التجارة والبيوع‪ ،‬وهو ما يدفعهم‬
‫إلى التحايل على اإلجراءات وتقديم المستندات الوهمية والمعلومات غير الحقيقية متجاهلين الجوانب‬
‫الشرعية في المعاملة التي يقوم بها المصرف‪ ،‬فتكون صورة المعاملة في حقيقتها صورية‪.‬‬
‫‪ -5‬قلة خبرة المضاربين والمشاركين المتعاملين مع المصارف اإلسالمية في األعمال واألنشطة‬
‫االستثمارية‪ ،‬فضالً عن االنحدار األخالقي المتعلق باألمانة والسلوك القويم؛ جعل كثي اًر من المصارف‬
‫والمؤسسات المالية تُحجم عن إبرام عقود المضاربة والمشاركة وما يماثلهما؛ خوفاً على أموال المودعين‬

‫‪33‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫وتحر اًز من تعريض أموال المصرف للضياع‪ ،‬فمن المعلوم قوة الضمانات في مثل هذه الصيغ من‬
‫صيغ االستثمار ليست هي أساس التمويل‪ ،‬بل األساس هو الثقة بالعميل‪ ،‬وهو ما ال يمكن االستيثاق‬
‫منه بسهولة‪ ،‬ما أدى إلى ازدهار صيغة المرابحة كصيغة من صيغ التمويل على حساب باقي الصيغ‪.‬‬
‫‪ -6‬ضعف نظم المراجعة والرقابة الداخلية والمالية على معامالت المصارف اإلسالمية حتى باتت‬
‫األخطاء والمخالفات جزءاً من إجراءات العمل‪.‬‬
‫‪ -7‬ضعف نظم الرقابة الشرعية على معامالت المصارف والتأكد من تطبيق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪ -8‬عدم استقاللية هيئة الرقابة الشرعية عن مجالس إدارات المصارف اإلسالمية‪ ،‬وتأثرها بالنظام‬
‫المصرفي في الدولة وتوجهات المصرف ومجلس إدارته‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬المعوقات الخارجية المتعلقة بالبيئة اإلدارية والقانونية والقضائية التي تعمل فيها‬
‫المصارف والمؤسسات اإلسالمية‬

‫‪ -1‬عدم وجود البيئة الشرعية المناسبة التي تشجع على تطبيق أحكام الشريعة اإلسالمية في المجال‬
‫االقتصادي والمالي‪ ،‬فمعظم النظم االقتصادية والمالية بعيدة كل البعد عن أحكام الشريعة اإلسالمية‬
‫وال تتفق وطبيعة معامالت المصارف اإلسالمية وأنشطتها‪ ،‬فمعظم البنوك المركزية ال تراعي اختالف‬
‫‪1‬‬
‫بيئة البنوك التقليدية عن التي ينبغي أن تعمل فيها المصارف اإلسالمية‪.‬‬
‫فمثالً ‪ :‬سياسة االحتياطي القانوني التي يتبعها البنك المركزي في تعامله مع البنوك التقليدية والمصارف‬
‫اإلسالمية على حد سواء‪ ،‬تؤدي إلى تعطيل جزء من موارد هذه المصارف على غير رغبة المودعين‪،‬‬
‫وتتعارض مع حسن استثمار المال كامالً؛ ألن أنشطة هذه المصارف تقوم في األساس على االستثمار‬
‫النوعي الحقيقي الذي تُعد المخاطرة من أهم سماته وخصائصه بخالف اإلقراض النقدي الذي هو أساس‬
‫عمل البنوك التقليدية والذي تنعدم فيه نسبة المخاطرة مقارنة باالستثمار النوعي‪ ،‬فقدرة البنوك التقليدية‬
‫تعد كبيرة جداً مقارنة بما عليه الحال في المصارف اإلسالمية‬
‫على خلق النقود وزيادة العرض النقدي ّ‬
‫التي تُمارس عملها على أُسس شرعية صحيحة‪ ،‬فاالحتياطي القانوني ُيؤثر سلباً في العائد الموزع‬
‫على أصحاب الحسابات االستثمارية في هذه المصارف‪ ،‬كما أن البنوك التقليدية تستفيد من طرح‬
‫أذون الخزانة ‪-‬التي ال تتعامل بها المصارف اإلسالمية لحرمتها ‪ -‬من نسبة االحتياطي القانوني‪ ،‬هذا‬

‫محمد وفيق زين العابدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.02‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫فضالً عن أن االحتياطي القانوني بالدوالر يتم احتساب فائدة له بسعر اإليداع في سوق لندن ما يحول‬

‫دون استفادة المصارف اإلسالمية من تلك الفائدة كونها ّ‬


‫محرمة على عكس البنوك التقليدية‪.‬‬
‫‪ -2‬المشكالت اإلدارية واإلجراءات التنظيمية المعقدة المتعلقة بتراخيص التشغيل وإنشاء الشركات‬
‫تسبب في إغالق بعض المصارف والمؤسسات المالية‬
‫وممارسة العمل المصرفي اإلسالمي‪ ،‬وهو ما ّ‬
‫اإلسالمية كبنك فيصل اإلسالمي في المملكة المتحدة‪.‬‬
‫فعمل المصارف اإلسالمية يقوم على أسا س المشاركة والمضاربة والمرابحة وغير ذلك من صيغ‬
‫االستثمار‪ ،‬وهذا يتطلب بيئة مختلفة تنظيمياً عن تلك التي تعمل في ظلها البنوك التقليدية‪.‬‬
‫بل إنه في كثير من البلدان ‪ -‬السيما غير اإلسالمية ‪ -‬تضطر المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية‬
‫للجوء لبعض الحيل القانونية لممارسة أعمالها وأنشطتها وفقاً ألحكام الشريعة اإلسالمية أو قريبة منها‪،‬‬
‫تعرض نفسها لخطر الخروج من مظلة التأمين التي يوفرها البنك المركزي‪ ،‬وقريب من هذا‬
‫لكنها قد ّ‬
‫ما حدث مع مؤسسة إخالص للتمويل اإلسالمي الموجودة في تركيا‬
‫تنج من األزمات المالية العالمية ‪ -‬التي أُغلقت في أعقاب‬
‫‪ -‬المؤسسة المصرفية الوحيدة التي لم ُ‬
‫ٍ‬
‫حينئذ معونة من الحكومة‬ ‫األزمة المالية في عامي ‪ 2001/2000‬بسبب مشاكل في السيولة‪ ،‬ولم تجد‬
‫التركية ‪ -‬كتلك التي عاونت بها معظم حكومات دول العالم بنوكها ومؤسساتها المالية ‪ -‬ألنها لم تكن‬
‫محمية من قبل نظام التأمين في البنك المركزي التركي‪.‬‬
‫‪ -3‬مشكالت المنظومة القانونية والقضائية‪ ،‬بدءاً من ضعــف التشريعات االقتصادية‪ ،‬وتأخر الفصل‬
‫في القضايــا‪ ،‬السيما الماليــة منها‪ ،‬وضعف مستوى المعاونين من الخبراء المختصين ببحث المسائل‬
‫الفنية والحسابية‪.‬‬
‫‪ -4‬األعباء المالية الملقاة على عاتق المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية مقارن ًة بالبنوك التقليدية‪،‬‬
‫ألن أنشطة هذه المصارف والمؤسسات تقوم في األساس على االستثمار النوعي الحقيقي الذي تُعد‬
‫المخاطرة من أهم سماته وخصائصه بخالف اإلقراض النقدي الذي هو أساس عمل البنوك التقليدية‬
‫والذي تنعدم فيه نسبة المخاطرة مقارنة باالستثمار النوعي‪ ،‬فقدرة البنوك التقليدية على خلق النقود‬
‫تعد كبيرة جداً مقارنة بما عليه الحال في المصارف اإلسالمية التي تُمارس عملها‬
‫وزيادة العرض النقدي ّ‬
‫على أُسس شرعية صحيحة‪.‬‬
‫‪-5‬كما أن المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية في الغالب ما تتعرض لحاالت من االزدواج‬
‫الضريبي بخصوص األنشطة التي تمارسها المصارف اإلسالمية‪ ،‬وقد عانت شركات بناء وبيع‬
‫‪35‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫العقارات التي كانت تتعامل وفق أحكام الشريعة اإلسالمية في بعض الواليات األمريكية؛ عبء دفع‬
‫الضريبة مرتين للبيوع والمعامالت التي كانت تقوم بها‪ ،‬وهو ما جعل دولة مثل إندونيسيا تُقر في‬
‫غضون عام ‪2009‬م قانوناً بإلغاء االزدواج الضريبي على المصارف اإلسالمية الذي كان عقبة رئيسية‬
‫أمام نمو تلك المصارف‪ ،‬كما حدا بتركيا ألن تصدر في غضون عام ‪2011‬م تشريعاً تمنح بموجبه‬
‫إعفاءات ضريبية على صكوك اإلجــارة التي تُصدرها المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -6‬ونظ اًر لتعدد المعامالت في العمليات المالية اإلسالمية؛ ازداد خضوع العملية الواحدة لرسوم الدمغات‬
‫والطوابع التي تصل في بعض األحيان إلى مبالغ كبيرة‪ ،‬ولتالفي تأثير هذه التكاليف والرسوم على‬
‫تطور الصيرفة اإلسالمية في ماليزيا؛ تم تعديل قانون رسوم الدمغة لقصر هذه الرسوم على التصرف‬
‫الممول والعميل)‪ ،‬وذلك في حالة‬
‫ّ‬ ‫األول (سند التمويل) دون التصرف الثاني (سند البيع الثاني بين‬
‫تعدد التصرفات والعقود‪ ،‬كما خص المرسوم رقم ‪ 35‬لسنة ‪2005‬م بشأن إحداث المصارف اإلسالمية‬
‫في سورية؛ تلك المصارف بميزة اإلعفاء من رسوم الطوابع على العقود وضرائب الربح عليها حتى ال‬
‫تتحمل عبء دفع الضريبة مرتين للبيوع التي تقوم بها وفقاً ألحكام الشريعة‪.‬‬
‫‪ -7‬إضافة إلى ما تقدم‪ ،‬فإن قيام المصارف اإلسالمية بمزاولة عمليات االستثمار المباشر في األنشطة‬
‫التجارية والصناعية والزراعية وغيرها من األنشطة النوعية؛ يوجب منحها التمتع باالمتيازات واإلعفاءات‬
‫المقررة بموجب قوانين االستثمار‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تعزيز الشمول المالي في األنظمة المصرفية‬


‫بعد جل التغيرات التي أصبح يواكبها العالم اليوم أصبحت المرحلة الراهنة‪ ،‬تعد المرحلة هامة للعاملين‬
‫في قطاع الخدمات المالية‪ ،‬فمع هذا الكم الهائل من االبتكارات التكنولوجية التي غيرت طريقة ممارسة‬
‫األعمال ونقلها والممارسات اليومية أصبحت الدول تسعى جاهدة للسماح للصناعات الجديدة بالنمو‬
‫وذلك لتساهم بتطوير مختلف القطاعات بإشراك كل أطراف المجتمع في ذلك‪.‬‬
‫وكانت من أهم هذه االبتكارات‪ ،‬الشمول المالي والذي أصبح اليوم يتميز بأهمية بالغة ليس فقط على‬
‫قطاعات محددة و لكن أهميته تنعكس على الدولة ككل‪.‬‬
‫وفي هذا المبحث سنحاول اإللمام باألساسيات و مختلف العناصر الخاصة بالشمول المالي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية الشمول المالي‬


‫يفتقر العديد من الفقراء حول العالم إلى الخدمات المالية فيعتمدون على النقد والذي يمكن أن يكون في‬
‫بعض األحيان غير امن‪ ،‬ويرجع ذلك لعدة أسباب كعدم وجود وامتالك جل األوراق الكافية والالزمة‬
‫لالستفادة من الخدمات المالية‪ ،‬عدم امتالكهم المال الكافي وكذا عدم امتالكهم لحسابات ألسباب‬
‫ثقافية ودينية‪ ،‬التكلفة المرتفعة في حالة االستفادة من الخدمات‪ ،‬كل هذا نتج عنه االستبعاد المالي‬
‫والذي يعتبر عكس الشمول المالي‪.‬‬

‫وفي هذا المطلب سنتطرق إلى التعريف بالشمول المالي وأساسياته‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الشمول المالي‬

‫‪37‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫أنسبت تعاريف عديدة إلى الشمول المالي نذكر منها ‪:‬‬


‫يعرف البنك الدولي الشمول المالي في تقريره الصادر عام ‪ 2014‬تحت عنوان "تقرير التنمية المالية‬
‫العالمي )‪ ")Report Développent Financial Global‬على أنه "نسبة األشخاص أو الشركات‬
‫‪1‬‬
‫التي تستخدم الخدمات المالية"‪.‬‬
‫كما يشير الشمول المالي‪ ،‬حسب التقرير المشترك لصندوق النقد العربي والمجموعة االستشارية‬
‫لمساعدة الفقراء الصادر في شهر يناير ‪ 2017‬تحت عنوان " قياس الشمول المالي في العالم العربي‬
‫) ‪ )Financial Inclusion MeasurementInArab World‬إلى "تمتع األفراد‪ ،‬بما فيهم أصحاب‬
‫الدخل المنخفض والشركات‪ ،‬بما في ذلك أصغرها‪ ،‬بإمكانية الوصول واالستفادة الفعالة مقابل أسعار‬
‫وتحويالت‪،‬‬ ‫معقولة من مجموعة واسعة من الخدمات المالية الرسمية ذات جودة عالية )مدفوعات‬
‫ادخار‪ ،‬ائتمان‪ ،‬تأمين‪ ... ،‬الخ(‪ ،‬يقع توفيرها بطريقة مسؤولة ومستدامة من قبل مجموعة متنوعة‬
‫‪2‬‬
‫من مقدمي الخدمات المالية العاملة في بيئة قانونية وتنظيمية مناسبة‪.‬‬
‫أما منظمة التعاون والتنمية االقتصادية )‪ (OECD‬والشبكة الدولية للتثقيف المالي)‪ (INFE‬عرفت‬
‫الشمول المالي بأنه‪" :‬العملية التي يتم من خالله تعزيز الوصول إلى مجموعة واسعة من الخدمات‬
‫والمنتجات المالية الرسمية والخاضعة للرقابة في الوقت والسعة المعقولين وبالشكل الكافي وتوسيع‬
‫نطاق استخدام هذه الخدمات والمنتجات من قبل ش ارئح المجتمع المختلفة من خالل تطبيق مناهج‬
‫مبتكرة شمال لتوعية والتثقيف المالي وذلك بهدف تعزيز الرفاه المالي واالندماج االجتماعي‬
‫‪3‬‬
‫واالقتصادي"‪.‬‬

‫أما بنسبة لبنك الجزائر فقد عرفه بأنه‪ " :‬إتاحة واستخدام كافة الخدمات المالية لمختلف فئات المجتمع‬
‫بمؤسساته وأفراده وباألخص تلك المهمشة منها‪ ،‬وذلك من خالل القنوات الرسمية بما في ذلك الحسابات‬
‫المصرفية والتوفير‪ ،‬وخدمات الدفع والتحويل‪ ،‬وخدمات التأمين‪ ،‬وخدمات التمويل واالئتمان وابتكار‬
‫خدمات مالية أكثر مالئمة وبأسعار منافسة وعادلة‪ ،‬باإلضافة إلى العمل على حماية حقوق مستهلكي‬

‫‪1‬‬
‫‪The world Bank, Global Financial-Development financial inclusion, 2014, p 21.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪CGA PandMonetaryFund,《 financial inclusion measurementin the arab world》,‬‬
‫‪workingworking, p1 , January 2017‬‬
‫سمير عبد هللا وآخرون‪ ،‬الشمول المالي في فلسطين‪ ،‬معهد األبحاث السياسات االقتصادية الفلسطينية‪ ،‬مارس‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،2016‬متاح على الموقع ‪ ،http/www.Micro finance Gateway.Org.‬يوم ‪ ،2021/04/22‬على‬


‫الساعة‪ ،18:53 ،‬ص‪.16‬‬
‫‪38‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫الخدمات المالية وتشجيع تلك الفئات على إدارة أموالهم ومدخراتهم بشكل سليم لتفادي لجوء البعض‬
‫إلى القنوات والوسائل غير الرسمية التي تخضع إلي الرقابة من جهات الرقابة واإلشراف التي تفرض‬
‫‪1‬‬
‫أسعار مرتفعة نسبيا مما يؤدي إلى سوء استغالل احتياجات تلك القنوات للخدمات المالية والمصرفية‪.‬‬

‫وبعد أن تعرفنا على هذه التعريفات المختلفة يمكننا القول أن الشمول المالي هو سهولة الوصول‬
‫واالستخدام للخدمات المالية المصرفية الرشيدة والمستدامة يهدف إلى تعميم المنتجات والخدمات المالية‬
‫والمصرفية على العدد األكبر من األفراد‪ ،‬والمؤسسات خصوصا فئات المجتمع المهمشة من ذوي‬
‫الدخل المحدود‪ ،‬وذلك من خالل القنوات الرسمية وابتكار خدمات مالية مالئمة وبتكاليف منافسة‬
‫وعادلة‪ ،‬لتفادي لجوء تلك الفئات إلى القنوات والوسائل غير الرسمية مرتفعة التكاليف والتي ال تخضع‬
‫للرقابة واإلشراف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نشأة الشمول المالي‬

‫ظهر مفهوم الشمول المالي ( عكس االستبعاد أو اإلقصاء المالي) ألول مرة عام ‪ 1993‬في‬
‫دراسة "ليشونوثرفت" عن الخدمات المالية في جنوب شرق انجلت ار تناول فيها أثر إغالق فرع أحد البنوك‬
‫على وصول سكان المنطقة للخدمات المصرفية‪ ،‬وفي تسعينات القرن الماضي ظهرت العديد من‬
‫الدراسات المتعلقة بالصعوبات التي تواجهها بعض فئات المجتمع في الوصول إلى الخدمات المالية‬
‫المصرفية وغير المصرفية‪ ،‬وفي سنة ‪ 1999‬استخدم مصطلح الشمول المالي ألول مرة بشكل أوسع‬
‫لوصف محددات وصول األفراد إلى الخدمات المالية المتوفرة‪ ،‬وينحصر اهتمام المعنيين بالشمول إيجاد‬
‫السبل الكفيلة للتغلب على أسباب المالي في استهداف من جرى إقصاءهم بشكل قصري من الشمول‬
‫المالي أو وعوامل اإلقصاء‪ ،‬وال يهتم بمن اختاروا إقصاء أنفسهم ( أسباب ثقافية أو أسباب عقائدية)‬
‫عن استخدام المنتجات والخدمات المالية‪.‬‬

‫وازداد االهتمام الدولي بالشمول المالي في أعقاب األزمة المالية العالمية عام ‪ 2008‬من خالل‬
‫تنفيذ سياسات تهدف إلى تعزيز وتسهيل وصول كافة فئات المجتمع للخدمات المالية وتمكينهم من‬
‫استخدامها بالشكل الصحيح‪ ،‬حيث تبنت مجموعة العشرين هدف الشمول المالي كأحد المحاور الرئيسية‬

‫‪1‬ورقة عمل حول الشمول المالي بنك الجزائر‪ ،2015 ،‬متاحة على الموقع ‪،www.bank-of-Algeria.dz/pdf/.‬‬
‫يوم ‪ ،2021//04/22‬على الساعة ‪،19:40‬ص‪.2-1‬‬
‫‪39‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫في أجندة التنمية االقتصادية والمالية‪ ،‬واعتبر البنك الدولي تعميم الخدمات المالية وتسهيل وصول‬
‫جميع فئات المجتمع إليها ركيزة أساسية من أجل محاربة الفقر وفي عام‪ 2013‬أطلقت مجموعة البنك‬
‫الدولي " البرنامج العالمي لالستفادة من روح االبتكار من خالل تعميم الخدمات المالية"‪ ،‬مع تركيز‬
‫إضافي على أنظمة الدفع ومدفوعات التجزئة المبتكرة كما أطلقت برامج تعمل على تحقيق الشمول‬
‫المالي من طرف المؤسسات العالمية مثل المجموعة االستشارية لمساعدة الفقراء ومؤسسة التمويل‬
‫‪1‬‬
‫الدولية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص الشمول المالي‬

‫يهتم الشمول المالي بتقديم الخدمات المالية باستخدام الطرق السهلة والبسيطة وبأقل التكاليف‪،‬‬
‫مثل الدفع عن طريق الهاتف المحمول‪ ،‬فعلى مدى العقود القليلة الماضية ظهرت أنماط مختلفة من‬
‫مقدمي الخدمات المالية تتيح إمكانيات جديدة للفقراء غير المتعاملين مع البنوك‪ ،‬وتشمل هذه الجهات‬
‫على منظمات غير حكومية‪ ،‬وجمعيات تعاونية‪ ،‬ومؤسسات لتنمية المجتمعات المحلية وبنوك تجارية‬
‫وحكومية‪ ،‬وشركات تأمين وشركات بطاقات االئتمان ومقدمي الخدمات السلكية والالسلكية‪ ،‬والتحول‬
‫البرقي‪ ،‬ومكاتب البريد‪ ،‬وغيرها من األنشطة التي تتيح الوصول إلى منافذ البيع‪ ،‬وفي كثير من الحاالت‬
‫أصبحت نماذج األعمال ومقدمي الخدمات الجديدة حيوية وفاعلة بفضل االبتكارات التقنية ومنها انتشار‬
‫استخدام الهواتف المحمولة في أرجاء العالم‪ ،‬وهو ما يعزز انتشار فكرة الشمول المالي‪.‬‬

‫كما يساعد الشمول المالي أيضا تمكين النساء من أسباب القوة االقتصادية وزيادة االستثمارات‬
‫المنتجة واالستهالك‪ ،‬ورفع اإلنتاجية والدخول‪ ،‬وزيادة اإلنفاق ألغراض الصحة الوقائية كما يساهم في‬
‫‪2‬‬
‫إتاحة التمويل للشركات الصغيرة والمتوسطة بهدف دعم النمو االقتصادي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أهمية الشمول المالي‬

‫‪ )1‬الشمول المالي يعزز من االستقرار المالي و النمو االقتصادي‪:‬‬

‫ضيف فضيل البسير‪ ،‬واقع وتحديات الشمول المالي في الجزائر‪ ،‬مجلة إدارة األعمال والدراسات االقتصادية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫العدد‪ ،1‬المجلد ‪ ،6‬جامعة الجلفة‪-‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪ ،2020‬ص‪.4‬‬


‫ضيف فضيل اليشر‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.5‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪40‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫لقد أثبتت الدراسات أن هنالك عالقة وثيقة بين الشمول المالي و االستقرار المالي و النمو االقتصادي‪،‬‬
‫حيث يهدف الشمول المالي إلى حصول كافة شرائح المجتمع على الخدمات المالية الرسمية و بتكاليف‬
‫معقولة وعبر قنوات رسمية‪ ،‬إذ من الصعب تحقيق استقرار مالي و نمو اقتصادي مقبول بينما ال تزال‬
‫نسبة كبيرة من المجتمع و المؤسسات مستبعدة ماليا من النظام االقتصادي ‪ .‬ذلك ان النظام المالي‬
‫الذي ال يتض من كافة الشرائح السكانية التي تتوافر لديه المعلومات الكافية عن حجم اإلنتاج و االستثمار‬
‫الفعلي في المجتمع‪ ،‬و من ثم ترتفع احتمالية تعرضه للصدمات المالية و تنخفض قدرته على تحقيق‬
‫‪1‬‬
‫االستقرار‪ ،‬و من ثم فان تحقيق الشمول المالي يدعم االستقرار المالي‪.‬‬

‫‪ )2‬الشمول المالي يعزز من المنافسة بين المؤسسات المالية‪:‬‬

‫وهذا من خالل العمل على تنوع منتجاتها و االهتمام بجودتها الجتذاب أكبر عدد من الزبائن‬

‫‪2‬‬
‫و العمالء و المعامالت و تقنين بعض القنوات غير الرسمية‪.‬‬

‫‪ )3‬يؤثر الشمول المالي على الجانب االجتماعي من حيث االهتمام األكبر بالفقراء و محدودي الدخل‬
‫مع ايالء اهتمام خاص للمرأة‪ ،‬و الوصول إلى األفراد و المشروعات الصغيرة و المتوسطة و متناهية‬
‫الصغر‪.‬‬
‫‪ )4‬تحقيق المصلحة العامة التي تتعلق بخلق فرص عمل مما يساهم في تحقيق النمو االقتصادي‬
‫وبالتالي خفض معدالت الفقر‪ ،‬وتحسين مستوى الدخل‪ ،‬و رفع مستوى المعيشة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ )5‬توفير الخدمات المالية بطرق سهلة و بسيطة و بأقل التكاليف‪.‬‬
‫‪ )6‬المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة‪:‬‬

‫سيساهم الشمول المالي في التقليل من عدم المساواة االقتصادية و االجتماعية في الدولة بما يتماشى‬
‫مع خطة تحفيز النمو االقتصادي‪.‬‬

‫‪ )7‬تعزيز قدرة األفراد على االندماج والمساهمة في بناء مجتمعاتهم ‪:‬‬

‫‪ 1‬فريق العمل اإلقليمي لتعزيز الشمول المالي في الدول العربية‪ ،2017 ،‬ص‪.03‬‬
‫البنك الجزائر‪ ،‬الشمول المالي –بنك الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ 2017 ،‬ص‪.03‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬البنك المركزي المصري ‪ ،CBE‬الشمول المالي‪ ،‬النشرة العربية للعاملين بالقطاع المالي‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫‪41‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫أظهرت الدراسات أن تحسين قدرة األفراد على استخدام النظام المالي ستعزز قدرتهم على بدء أعمالهم‬
‫الخاصة‪ ،‬واالستثمار في التعليم‪ ،‬باإلضافة لتحسين قدرتهم على إدارة مخاطرهم المالية‬

‫‪1‬‬
‫وامتصاص الصدمات المرتبطة بالمتغيرات المالية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أبعاد الشمول المالي‬

‫في السنوات السابقة تطور مفهوم الشمول المالي إلى أربعة أبعاد رئيسية وهي‪:‬‬

‫سهولة الوصول إلى التمويل لجميع األسر والشركات‪ ،‬استرشاد المؤسسات بالقواعد التنظيمية واإلشراف‬
‫المالي‪ ،‬االستدامة المالية للشركات و المؤسسات باإلضافة إلى المنافسة بين مزودي الخدمات المالية‬
‫لتحقيق أفضل البدائل للعمالء‪ ،‬حيث تم قياس الشمول المالي قديما بحساب نسبة المستفيدين من‬
‫البنوك التجارية وأجهزة الصراف اآللي وأحجام الودائع والقروض التي تم تغطيتها وفيما يلي يتم وصف‬
‫‪2‬‬
‫األبعاد في التالي‪:‬‬

‫‪ )1‬للوصول للخدمات المالية‪ :‬ويشير إلى القدرة على استخدام الخدمات المالية من المؤسسات‬
‫الرسمية‪ ،‬حيث يتطلب تحديد مستويات الوصول إلى تحديد وتحليل العوائق المحتملة لفتح واستخدام‬
‫حساب مصرفي مثل تكلفة والقرب من نقاط الخدمات المصرفية‪ ،‬يمكن الحصول على بيانات تتعلق‬
‫بإمكانية الوصول للخدمات المالية من خالل المعلومات التي تقدمها المؤسسات المالية‪.‬‬

‫وتكمن مؤشرات قياس بعد الوصول إلى الخدمات المالية في النقاط التالية ‪:‬‬

‫• عدد نقاط الوصول لكل ‪ 10000‬من البالغين على المستوى الوطني مجزأة حسب نوع الوحدة‬
‫اإلدارية‪.‬‬
‫• عدد أجهزة الصراف اآللي لكل ‪ 1000‬كيلو متر مربع‪.‬‬
‫• حساب النفوذ االلكترونية‪.‬‬

‫آسيا سعدان‪ ،‬نصيرة محاجية‪ ،‬واقع الشمول المالي في المغرب العربي –دراسة مقارنة (الجزائر‪ ،‬تونس والمغرب)‪-‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،‬مجلة دراسات وأبحاث –المجلة العربية في العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،-‬مجلد ‪ ،10‬العدد ‪ 3‬سبتمبر ‪2018‬‬
‫السنة العاشرة‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 1945‬قالمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.751‬‬
‫سمير عبد هللا وآخرون‪ ،‬الشمول المالي في فلسطين‪ ،‬معهد أبحاث السياسة اإلقتصادية الفلسطيني –"ماس"‪- -‬‬ ‫‪2‬‬

‫القدس ورام هللا‪ ،2016 ،-‬ص‪.16-10‬‬


‫‪42‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫• مدى الترابط بين نقاط تقديم الخدمة‪.‬‬


‫• النسبة المئوية إلجمالي السكان الذين يعيشون في الوحدات اإلدارية بنقطة وصول واحدة على األقل‪.‬‬
‫‪ )2‬استخدام الخدمات المالية‪ :‬يشير بعد استخدام الخدمات المالية إلى مدى استخدام العمالء‬
‫للخدماتالمالية المقدمة بواسطة مؤسسات القطاع المصرفي‪ ،‬من خالل تحديد مدى استخدام الخدمات‬
‫المالية الذييتطلب جمع بيانات حول مدى انتظام وتواتر االستخدام عبر فترة زمنية معينة‪.‬‬

‫وتكمن مؤشرات هذا البعد في ‪:‬‬

‫نسبة البالغين الذين لديهم نوع واحد على األقلكحساب وديعة منتظم‪.‬‬ ‫•‬
‫نسبة البالغين الذين لديهم نوع واحد على األقل كحساب ائتمان منتظم‪.‬‬ ‫•‬
‫عدد حملة سياسة التأمين لكل ‪ 1000‬من البالغين‪.‬‬ ‫•‬
‫عدد معامالت التجزئة غير النقدية للفرد الواحد‪.‬‬ ‫•‬
‫عدد معامالت الدفع عبر الهاتف‪.‬‬ ‫•‬
‫نسبة البالغين الذين يستخدمون حساب بنكي بشكل دائم ومتواتر‪.‬‬ ‫•‬
‫نسبة المحتفظين بحساب بنكي خلل سنة مضت‪.‬‬ ‫•‬
‫نسبة البالغين الذين يتلقون تحويالت مالية محلية أو دولية‪.‬‬ ‫•‬
‫نسبة الشركات المتوسطة أو الصغيرة التي لديها حسابات رسمية مالية‪.‬‬ ‫•‬
‫عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة التي لديها حسابات ودائع‪.‬‬ ‫•‬
‫عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة التي لديها قروض قائمة‪.‬‬ ‫•‬

‫جودة الخدمات المالية‪:‬‬

‫تعتبر عملية وضع مؤشرات لقياس بعد الجودة هو تحدي في حد ذاته حيث أنه على مدى السنوات‬
‫السابقة انتقل مفهوم الشمول المالي إلى جدول أعمال الدول النامية حيث كان البد من تحسين الوصول‬
‫إلى الخدمات المالية‪ .‬عدم الوصول إلى الخدمات المالية الزال يسبب مشكلة ويختلف بحسب البلد‬
‫ونوع الخدمات المالية‪ ،‬ومع ذلك تبقى الجهود متواصلة من أجل ضمان جودة الخدمات المالية والذي‬
‫يعتبر تحديا يتطلب من المهتمين وذوي العالقة لدراسة وقياس ومقارنة واتخاذ إجراءات تستند إلى أدلة‬
‫واضحة فيما يخص جودة ا لخدمات المالية المقدمة‪ .‬هذا البعد ليس بعدا واضحا ومباش ار‪ ،‬حيث يوجد‬

‫‪43‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫العديد من العوامل التي تؤثر على جودة ونوعية الخدمات المالية مثل تكلفة الخدمات‪ ،‬وعي المستهلك‪،‬‬
‫فعالية آلية التعويض باإلضافة إلى خدمات حماية المستهلك و الكفاالت المالية‪ ،‬وشفافية المنافسة في‬
‫السوق باإلضافة إلى عوامل غير ملموسة مثل ثقة المستهلك‪.‬‬

‫وقد وضع تحالف الشمول المالي مجموعة من المؤشرات لقياس بعد الجودة والتي تم توضيحها كالتالي‪:‬‬

‫مدى تكلفة االحتفاظ بالحساب البنكي وخاصة لذوي الدخل‬ ‫القدرة على تحمل التكاليف‪:‬‬ ‫•‬
‫المنخفض‪.‬‬
‫الشفافية‪ :‬يلعب الوصول إلى المعلومات دو ار حاسما في الشمول المالي‪ ،‬حيث يجب على مقدمي‬ ‫•‬
‫الخدمات المالية أن يضمنوا حصول جميع العمالء على معلومات ذات صلة بالخدمات المالية لتمكينهم‬
‫من اتخاذ ق اررات سليمة بشأن استخدام الخدمات المالية‪ ،‬ويجب التأكد من سالمة ووضوح هذه المعلومات‬
‫حيث تكون سهلة وخالية من أخطاء اللغة‪.‬‬
‫الراحة والسهولة‪ :‬يقيس هذا المؤشر وجهة نظر العمالء حول سهولة الوصول والراحة في‬ ‫•‬
‫استخدام الخدمات المالية‪.‬‬
‫حماية المستهلك‪ :‬ينظر هذا المؤشر في القوانين واألنظمة المصممة لضمان حقوق المستهلك‬ ‫•‬
‫وحمايتها ومنع الشركات من الحصول على مزايا غير عادلة عن طريق االحتيال والممارسات غير‬
‫العادلة‪.‬‬
‫التثقيف المالي‪ :‬ويقيس المعارف األساسية المالية وقدرة المستخدمين على التخطيط وموازنة‬ ‫•‬
‫دخلهم‪.‬‬
‫المديونية أو السلوك المالي‪ :‬وهي سمة هامة للعميل في النظام المالي‪ ،‬ومن الضروري معرفة‬ ‫•‬
‫كيف يتأخر المقترضين بالسداد ضمن فترة زمنية معينة‪.‬‬
‫العوائق االئتمانية‪ :‬الشمول المالي ال يشمل فقط استخدام الخدمات المالية ولكنه يمنح أيضا‬ ‫•‬
‫العمالء القدرة على اختيار الخدمات والمنتجات المالية ضمن مجموعة من الخيارات‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬أهداف الشمول المالي‬

‫نظ ار لالهتمام العالمي بتوسيع نطاق الشمول المالي وخلق التحالفات بين الهيئات والمؤسسات المالية‬
‫العالمية للتنسيق والعمل ضمن آليات مشتركة وموحدة‪ ،‬وتنامي المنافع المتتالية من الشمول المالي‪،‬‬

‫‪44‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫ترى المجموعة االستشارية لمساعدة الفقراء البنك الدولي إن بناء نظام مالي شامل هو الطريق الوحيد‬
‫للوصول إلى الفقراء ومحدودي الدخل‪.‬‬

‫وذلك لتحقيق أهداف الشمول المالي وهي كالتالي‪:‬‬

‫تعزيز وصول كافة المجتمع إلى الخدمات والمنتجات المالية‪ ،‬لتعريف المواطنين بأهمية الخدمات‬ ‫•‬
‫المالية وكيفية الحصول عليها واالستفادة منها لتحسين ظروفهم االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫تسهيل الوصول إلى مصادر التمويل بهدف تحسين الظروف المعيشية للمواطنين وخاصة الفقراء‬ ‫•‬
‫منهم‪.‬‬
‫تعزيز مشاريع العمل الحر والنمو االقتصادي‪.‬‬ ‫•‬
‫تمكين الشركات الصغيرة و المتوسطة جدا من االستثمار و التوسع‪.‬‬ ‫•‬
‫‪1‬‬
‫خفض مستويات الفقر و تحقيق الرخاء والرفاه االقتصادي‪.‬‬ ‫•‬
‫يهدف الشمول المالي إلى تحسين فرص وصول الخدمات المالية إلى شريحة أكبر من المواطنين‬ ‫•‬
‫سواء األفراد أو المنشآت‪ ،‬وجذب المستبعدين إلى النظام المالي الرسمي من خالل تقديم كافة الخدمات‬
‫‪2‬‬
‫المالية ( المدخرات‪ ،‬المدفوعات‪ ،‬التحويالت المالية‪ ،‬االئتمان‪ ،‬التامين‪ ،‬المعاشات)‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬مبادئ الشمول المالي‬

‫تبنت مجموعة العشرين مجموعة من المبادئ أو التوصيات لتعزيز الشمول المالي‪ ،‬حيث تستهدف‬
‫هذه المبادئ تعزيز فرص وصول نحو( ‪ ) 2‬مليار من سكان العالم للخدمات المالية المصرفية‪ ،‬وتهدف‬
‫هذه المبادئ أيضا إلى تبني سياسات تمكن من تكوين بيئة تنظيمية تساعد على تسهيل الوصول‬
‫الشامل للخدمات المالية والمصرفية المبتكرة لكافة شرائح المجتمع بما فيها الفئات الفقيرة والمحرومة‬
‫‪3‬‬
‫من هذه الخدمات ‪ .‬وتتمثل هذه المبادئ بما يلي‪:‬‬

‫‪1‬أبو دية ماجد‪ ،‬دور االنتشار المصرفي واالشتمال المالي في النشاط االقتصادي الفلسطيني ‪،‬مذكرة ماجستير‪،‬‬
‫جامعة االزهر‪ ،‬غزة‪ ،‬فلسطين‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪2‬أحمد فؤاد خليل‪،‬اليات الشمول المالي –نحو الوصول للخدمات المالية‪ -‬مجلة الدراسات المالية و المصرفية‪،‬العدد‬
‫‪‌ .07‬‬ ‫الثالث‪ ،2015،‬ص‬
‫صندوق النقد العربي‪ ،‬فرص وتحديات النفاذ الى الخدمات المالية والمصرفية والتمويل في الدول العربية‪ ،‬التقرير‬ ‫‪3‬‬

‫االقتصادي العربي الموحد‪ ،‬الفصل العاشر‪ ،2012 ،‬ص‪.214‬‬


‫‪45‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫القيادة‪ :‬وجود التزام حكومي واسع النطاق يعمل على تشجيع النفاذ الشامل من أجل المساعدة‬ ‫•‬
‫على التخفيف من حدة الفقر‪.‬‬
‫التنوع‪ :‬تطبيق السياسات التي تشجع على المنافسة وتقديم الحوافز المناسبة لتوفير الخدمات‬ ‫•‬
‫المالية المتنوعة بأسعار معقولة مثل خدمات اإليداع و االئتمان و الدفع والتحويالت والتأمين‪ ،‬في ظل‬
‫وجود عدد كبير ومتنوع من مقدمي تلك الخدمات‪.‬‬
‫التطوير‪ :‬استخدام التكنولوجيا و األدوات المؤسسية المتطورة الالزمة لتوسيع النفاذ للنظام المالي‪،‬‬ ‫•‬
‫مع اإلشارة إلى مواطن الضعف المتواجدة في البنية التحتية ‪.‬‬
‫الحماية‪ :‬وجود مفهوم شامل لحماية المستهلك في إطار القواعد المتعارف عليها للحكومة ومقدمي‬ ‫•‬
‫الخدمة والمستهلكين‪.‬‬
‫التمكين‪ :‬العمل على محو األمية المالية لألفراد لالستفادة من الخدمات المالية على نطاق واسع‪.‬‬ ‫•‬
‫التعاون‪ :‬خلق البيئة المؤسسية المواتية لنشر الخدمات المالية في إطار واضح من المسائلة‬ ‫•‬
‫والعمل على تشجيع الشراكة والتشاور واالستشارة بين الحكومة‪ ،‬المحاسبة الحكومية وأيضا القطاعات‬
‫المالية‪.‬‬
‫المعرفة‪ :‬االستفادة من قواعد البيانات المحسنة من اجل استخدام السياسة القائمة على األدلة‬ ‫•‬
‫وتقييم مدى التقدم في اإلنجاز وغيرها من األدوات األخرى‪.‬‬
‫التناسب‪ :‬بناء سياسة وإطار تنظيمي يقوم بتدنية المخاطر وتعظيم مزايا المنتجات المالية المتطورة‬ ‫•‬
‫على أساس استيعاب الثغرات والعوائق الموجودة في القواعد التنظيمية القائمة ومحاولة تجاوزها‪.‬‬
‫• اإلطار‪ :‬األخذ في االعتبار عند وضع إطار تنظيمي للنفاذ الشامل المعايير الدولية والظروف‬
‫المحلية الالزمة لضمان بيئة تنافسية إطار تنظيمي يتصف بالمرونة على أساس مواجهة المخاطر‬

‫المتعلقة بغسل األموال ومكافحة تمويل اإلرهاب‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلطار المتكامل للشمول المالي‬

‫سنتطرق في هذا المطلب إلى‪:‬‬


‫‪46‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬الركائز األساسية للشمول المالي‬

‫‪ )1‬دعم البنية التحتية المالية‪ :‬إذ تعتبر هذه األخيرة ضرورية لتلبية متطلبات الشمول المالي‪ ،‬ومن‬
‫بين أهم الركائز األساسية لتحقيق بيئة مالئمة وقوية له‪ ،‬وينبغي تحديد أولويات تجهيز هذه البنية‬
‫‪1‬‬
‫وتتضمن ما يلي‪:‬‬
‫بيئة تشريعية مالئمة تتضمن كافة التعليمات واللوائح التي تعزز الشمول المالي‪.‬‬ ‫•‬
‫االنتشار الجغرافي لشبكة فروع مقدمي الخدمات المالية بمختلف أنواعها‪ ،‬من فروع البنوك‪ ،‬خدمات‬ ‫•‬
‫الهاتف البنكي‪ ،‬نقاط البيع‪ ،‬الصرافات آلية‪ ،‬خدمات التامين وغيرها‪.‬‬
‫تطوير وسائل ونظم الدفع والتسوية‪ ،‬وهذا لتيسير تنفيذ العمليات والخدمات المالية‪.‬‬ ‫•‬
‫االستفادة من تكنولوجيا االتصال والصيرفة االلكترونية في تقديم الخدمات المالية‪ ،‬وهذا لخفض‬ ‫•‬
‫تكاليف هذه األخيرة‪.‬‬
‫توفير قواعد بيانات شاملة‪ ،‬خاصة بيانات االئتمانية األفراد والمؤسسات المصغرة‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ )2‬الحماية المالية للمستهلك‪ :‬وهذا من خالل حصول الزبون على معاملة عادلة وشفافة‪ ،‬وتسهيل‬
‫وتيسير الحصول على الخدمات المالية بأقل التكاليف وبجودة عالية‪ ،‬تزويده بالمعلومات الكافية‬
‫والضرورية‪ ،‬وخدمات االستشارة المالية‪ ،‬وحماية بياناته المالية‪ ،‬ونظم األمان‪ ،‬وكذا ضرورة التثقيف‬
‫المالي خاصة للفئات المهمشة‪.‬‬
‫‪ )3‬تطوير خدمات ومنتجات مالية تلبي احتياجات كافة المجتمع‪ :‬لتيسير الوصول إلى الفئات الهشة‬
‫والمؤسسات الصغيرة في المجتمع‪ ،‬وتلبية متطلباتها وإشراكها في النظام المالي‪ .‬وهنا نشير إلى دور‬
‫الجهات اإلشرافية في تحقيق هذه الركيزة‪ ،‬من خالل تخفيف متطلبات التمويل وتخفيض العموالت‬
‫والرسوم على الخدمات المقدمة وتعزيز المنافسة‪.‬‬
‫‪ )4‬التثقيف المالي‪ :‬ويكون من خالل_إعداد إستراتيجية وطنية لتعزيز مستويات التعليم والتثقيف‬
‫المالي والعمل على تقييم وقياس مدى نجاحه‪ ،‬مع التأكد من إشراك الجهات الحكومية والقطاع الخاص‬
‫واألطراف ذات العالقة بالتثقيف المالي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬سياسات الشمول المالي‪.‬‬

‫‪.1‬بنقيدة مروان‪ ،‬دبوعافية رشيد‪ ،‬واقع وآفاق تعزيز الشمول المالي في الدول العربية‪ ،‬جامعة المدية‪ ،‬المركز الجامعي‬
‫تيبازة‪ ،‬ص‪.95‬‬
‫‪47‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫لمقارنة ومعرفة السياسات الناشئة للدول النامية‪ ،‬قامت المؤسسة األلمانية للتعاون التقني بوضع ‪35‬‬
‫حال وسياسة لتعزيز الشمول المالي عبر‪ 10‬دول‪ .‬من جهة أخرى بدت سياسة الند للند ظاهرة في‬
‫الدول النامية كحلول وسياسات مبتكرة‪ ،‬ووجدت المؤسسة األلمانية ست سياسات فعالة للشمول المالي‪،‬‬
‫أربعة منها قد تحسن وصول الفقراء للخدمات المالية عبر قنوات مختلفة وتشمل كل من)الوكيل البنكي‪،‬‬
‫الدفع عبر وسائل االتصال المحمول‪ ،‬تنويع مقدمي الخدمات وإصالح البنوك الحكومية(‪ ،‬في حين‬
‫الحلين المتبقيين هما(حماية المستهلك وسياسات الهوية المالية) والتي تلعب دو ار رئيسيا في تمكين‬
‫الشمول المالي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ونشير إلى بعض سياسات الشمول المالي كالتالي‪:‬‬

‫الوكيل البنكي‪ :‬أثبتت سياسات تعاقد البنوك مع نقاط البيع بالتجزئة غير المصرفية كوكالء‬ ‫•‬
‫للخدمات المالية نجاحا كبي ار في تحسين عجلة الشمول المالي‪ ،‬حيث أن فروع البنوك وحدها ليست‬
‫مجدية اقتصاديا‪ .‬مثل هذه السياسات تعتبر نفوذا لقنوات البيع بالتجزئة الموجودة حاليا‪ ،‬وإلى تحول‬
‫الصيدليات ومكاتب البريد محالت السوبر ماركت إلى وكالء للبنوك فحسب بل وكالء للشمول المالي‪.‬‬
‫إن التعاون بين البنوك والوكالء أصبح ممكنا حيث أن التكنولوجيا خفضت تكاليف ومخاطر معلومات‬
‫الصرف عن بعد إلجراء التحويالت المالية إلى جانب إجراءات فتح حسابات بسيطة وغيرها من الحوافز‬
‫الستخدام هذه القناة مثل التحويالت النقدية‪ ،‬والتوعية بالنظام المالي باإلضافة إلى زيادة أعداد‬
‫المستخدمين بشكل كبير كما لوحظ مؤخ ار في الب ارزيل‪ ،‬حيث أنها كانت الرائدة في وقت مبكر في‬
‫وكالء البنوك بواسطة المراسالت المصرفية بنطاق واسع لتوزيع المنح االجتماعية للب ارزيليين غير‬
‫المتعاملين مع البنوك‪.‬‬
‫الدفع عبر وسائل االتصال المحمول‪ :‬انتشار الهواتف النقالة يفتح قناة أخرى لتوصيل الخدمات‬ ‫•‬
‫المالية للفقراء‪ ،‬هذه التكنولوجيا الجديدة قللت بشكل كبير من تكلفة المعامالت باإلضافة إلى أنه‬
‫أصبحت التحويالت المالية أكثر سهولة حيث يتم وصولها بنفس الوقت وأيضا عملت على توسيع‬
‫نطاق نقاط الوصول وقللت الحاجة لحمل النقود بسبب وجود النقود اإللكترونية وأيضا عملت على‬

‫السعيد بن لخضر‪ ،‬صبرينة شنبي‪ ،‬أهمية الشمول المالية في تحقيق التنمية (تعزيز الشمول المالي في‬ ‫‪1‬‬

‫جمهورية مصر العربي)‪ ،‬مجلة البحوث في العلوم المالية والمحاسبية‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ،02‬جامعة بوضياف –‬
‫المسيلة‪ ،-‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص‪.129-104‬‬
‫‪48‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫جذب الزبائن غير المتعاملين مع البنوك سابقا‪ .‬حيث أظهرت عدة دول نجاحا باستخدام آلية الدفع عبر‬
‫الهاتف المحمول للشمول المالي‪ ،‬ففي الفلبين سجلت أول عملية نجاح لخدمة الدفع بواسطة الهاتف‬
‫النقال في البالد النامية عام ‪.2004‬‬
‫تنويع مقدمي الخدمات‪ :‬اعتمد صناع القرار استراتيجيات تنظيمية ورقابية مختلفة إلدارة مخاطر‬ ‫•‬
‫ت ارخيص مجموعة واسعة من المؤسسات لتقديم خدمات تأمينية وايداعية تدعى باستراتيجيات التكيف‬
‫مع األنظمة المصرفية الخاصة بالتمويل األصغر وتشمل‪ :‬تراخيص متخصصة للمؤسسات العاملة‬
‫في مجال اإليداع الصغير‪ ،‬تراخيص بنكية للتحويالت البنكية للمنظمات غير الحكومية باإلضافة إلى‬
‫تراخيص المؤسسات المالية غير المصرفية‪.‬‬
‫إصالح البنوك الحكومية‪ :‬في الكثير من البلدان تلعب البنوك الحكومية دو ار هاما في القطاع‬ ‫•‬
‫المصرفي‪ ،‬وفي تحسين توصيل الخدمات المالية للفقراء‪ .‬حيث من ‪ 73‬إلى ‪ 102‬دولة يمتلكون ما‬
‫يعادل ‪ 15%‬من البنوك كأصول‪ .‬تعتبر البنوك العمومية هي المؤسسات المالية الوحيدة في المناطق‬
‫الريفية بفروعها الكبيرة خاصة وأن البنوك العمومية تستخدم بشكل واسع لتشجيع االدخار واالئتمان في‬
‫مجاالت ذات أهمية تجارية قليلة مثل الزراعة واإلسكان ولتنفيذ برامج اجتماعية‪.‬‬

‫في هذا الصدد أغلقت بعض الدول البنوك الحكومية ذات األداء الضعيف كخيار لتقليل التكلفة‪ ،‬كما‬
‫فعلت الب ارزيل وبيرو‪ ،‬بينما البعض اآلخر ال يزال يعاني من التدخل السياسي األداء دون المتوسط‪.‬‬
‫من الجدير باالهتمام أن بعض صناع القرار دفعوا ببعض اإلصالحات لتحسين ربحية وشكل البنوك‬
‫الحكومية‪ ،‬بدال من إعادة هيكلة البنك ككل‪ ،‬قام ت كل من اندونيسيا والب ارزيل بإنشاء خطوط إدارية‬
‫منفصلة لتقديم عمليات تمويل صغير مربح من خالل إصالح الحكم وإحداث تقنيات جديدة للتمويل‬
‫الصغير‪.‬‬

‫حماية المستهلك‪ :‬تباين المعلومات بين المستهلكين والبنوك فيما يتعلق بالمنتجات والخدمات‬ ‫•‬
‫المالية يضع هؤالء العمالء في دائرة سلبية‪ ،‬يتعاظم هذا الخلل عندما يكون العمالء لديهم خبرة قليلة‬
‫في حين أن الخدمات المالية تكون أكثر تعقيدا‪ .‬ومنه فإن التقدم بالشمول المالي يحمل خطر وجود‬
‫المزيد من العمالء الضعفاء وعديمي الخبرة‪ ،‬تتأكد العديد من المؤسسات المالية أن العمالء يتلقون‬
‫الخدمة بشكل جيد ولكن بعضهما ساءوا ميزة استخدام المعلومات لزيادة أرباحهم على حساب العمالء‬
‫الذين هم مثقلون بالديون أو ليس لديهم تأمين أو عائد على استثماراتهم‪ ،‬مثلما حدث في بوليفيا عام‬

‫‪49‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 2000‬حيث إن الجمع بين األمية المالية والممارسات غير األخالقية لبعض المؤسسات وبعض‬
‫الفراغات في اإلطار القانوني أدت إلى وقوع بعض االنتهاكات‪ ،‬حيث منع عمل هذه المؤسسات يعتبر‬
‫أمر بالغ األهمية ‪ .‬بشكل عام تعتبر عملية فشل حماية المستهلك هي استجابة تنظيمية لفشل السوق‪،‬‬
‫من هنا يجب على التنظيمات والقوانين أن تصحح عملية عدم توازن المعلومات وتشجيع استدامة توسع‬
‫السوق من خالل تقديم المعلومات للعمالء في الوقت المناسب قبل وبعد عقد االتفاق بين المؤسسة‬
‫والعميل‪ ،‬حيث يساعد ذلك العمالء في معرفة حقوقهم وواجباتهم في الوقت المناسب‪.‬‬
‫سياسة الهوية المالية‪ :‬في معظم البلدان يتم تقديم المعلومات االئتمانية فقط لبعض القروض‬ ‫•‬
‫ويتم إعفاء العمالء الفقراء من معلومات تقليل فوائد خفض التكاليف المقدمة من سجالت االئتمان‪.‬‬
‫واألهم من ذلك أن بعض العمالء ال يوجد لديهم الوثيقة الشخصية المطلوبة لفتح حساب‪ .‬بدأ صناع‬
‫القرار في معالجة العوائق التي تحول دون وصول العمالء للخدمات المالية بواسطة تضييق الفجوة بين‬
‫الوثائق المرتبطة بحسابات البنوك وبين جودة الوثائق المنتشرة بين العمالء ذوي الدخل المنخفض‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك هذه السياسات تزود العمالء ذوي التاريخ المالي وتقوم بتحويل تاريخ معامالتهم المالية‬
‫إلى األصول المالية التي يمكن استخدامها لالستفادة من الحصول على الخدمات المصرفية واالئتمانية‬
‫األخرى‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإلطار المتكامل للشمول المالي‬

‫يهتم اإلطار المتكامل بالعالقات التبادلية بين العناصر التي عضد بعضها البعض في تحقيق‬
‫‪1‬‬
‫الشمول واالستقرار المالي‪ ،‬وتتمثل تلك العناصر في اآلتي‪:‬‬
‫‪.1‬االستقرار ‪:‬‬
‫‪ -‬سوف يؤدي توافر قاعدة ودائع متنوعة ومستقرة في نظام مالي يتسم بالشمول إلى زيادة استقرار‬
‫النظام المالي‪.‬‬
‫‪ -‬توافر نظام مالي يتسم بالشمول والمزيد من الشرعية السياسية سوف يؤدي إلى الحد من مخاطر‬
‫عدم االستقرار السياسي واالجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬يتمتع أي نظام مالي يتسم بالشمول بإمكانية تعزيز االستقرار االقتصادي وهو ما يمثل مكوناً‬

‫أ م د نغم حسين نعمة‪ ،‬السيد أحمد نوري حسن‪ ،‬مؤشرات قياس الشمول المالي في العراق‪ ،‬وقائع المؤتمر العلمي‬ ‫‪1‬‬

‫التخصصي الرابع للكلية التقنية اإلدارية بغداد –للمدة ‪ 29-28‬نوفمبر ‪ ،-2018‬تحت شعار "اإليداع اإلداري لتحقيق‬
‫الرؤية المستقبلية لمنظمات األعمال‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬رقم اإليداع ‪ ،642‬بغداد‪ ،‬ص‪.35-34‬‬
‫‪50‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫أساسياً لالستقرار المالي‪.‬‬


‫‪.2‬النــزاهة والسالمة ‪:‬‬
‫‪ -‬تقاس نزاهة وسالمة النظام المالي ليس فقط بإجراءات وتدابير فردية من قبل البلدان للحفاظ عليه‬
‫ولكن بمجموعة من التوصيات المتفق عليها دولياً والمصممة للسيطرة على إساءة استخدام النظام‬
‫المالي العالمي‪.‬‬
‫أصدرت مجموعة العمل المالي ‪ FATA‬توصيات بشأن مكافحة غسل األموال‬

‫ومحاربة تمويل اإلرهاب‪ ،‬وإدراكاً بأن االستبعاد المالي يزيد بالفعل من مخاطر غسل األموال‬ ‫•‬
‫وتمويل اإلرهاب قام فريق العمل المالي بتسهيل األمر على واضعي السياسات لتعزيز الشمول‬
‫المالي‪ ،‬مع تطبيق اللوائح والتدابير التي تستهدف منع غسل األموال وتمويل اإلرهاب والجرائم‬
‫المالية األخرى‪ ،‬ومن بين هذه التدابير مراجعة وتنقيح «توصياته األربعين» كي تتضمن تعريفات‬
‫للمعامالت منخفضة المخاطر واألقل مخاطرة‪.‬‬
‫‪.3‬حماية المستهلك المالي ‪:‬‬
‫يتعيَّن ضمان تحقيق الشمول على نحو مسؤول وذلك من خالل توفير تدابير فعالة لحماية المستهلك‬
‫تأخذ في االعتبار التثقيف المالي للعمالء األكثر فق اًر‪.‬‬
‫تتم الحماية من خالل تنظيم صياغة العقود والبنود والشروط ومعدالت الفائدة السنوية والغرامات‬
‫وتوضيح الفرق بين أصل القرض والفائدة‪.‬‬
‫أظهرت أبحاث البنك الدولي أن وجود هيئة متكاملة ُيعد النموذج األبرز على مستوى العالم لتنظيم‬
‫حماية المستهلك المالي‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬متطلبات الشمول المالي‬

‫ومما الشك فيه انه و لقيام الشمول المالي البد من توفر شروط وركائز ومتطلبات لضبط هذا األخير‬
‫وهي كتالي‪:‬‬

‫‪51‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬الخدمات المالية الرقمية أوالتكنولوجيا المالية‬

‫وردت تعريفا عديدة للتكنولوجيا المالية "‪ "FinTech‬منها أنها االبتكار المالي التقني الذي قد يـؤدي إلى‬
‫ابتكار جديد في نماذج األعمال أو التطبيقات أو العمليات أو المنتجات أو الخـدمات المرتبطـة بهـا مـا‬
‫‪1‬‬
‫سينعكس بأثر مادي على األسواق والمؤسسات المالية وتوفير التمويل‪.‬‬

‫عرفت كذلك على أنها صناعة اقتصادية تتكون من شركات تستخدم في نشاطها التكنولوجيا من أجل‬
‫صنع أنظمة مالية أكثر كفاءة‪ ،‬فهي جزء حيوي ناجم عن تقاطع الخدمات المالية وقطاع التكنولوجيا‬
‫حيث تركز هذه الشركات على التكنولوجيا ودخول السوق من خالل منتجات وخدمات مبتكرة ال يقـدمها‬
‫‪2‬‬
‫الالعبـون التقليديون‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التثقيف والتوعية المالية‬

‫تعرف الثقافة المالية بأنها اإللمام بالمفاهيم والمبادئ المالية الرئيسية وبالتالي القدرة على استخدام‬
‫المهارات والمعرفة والمواقف والسلوك بهدف إدارة الموارد المالية بفعالية واتخاذ الق اررات المالية السليمة‪،‬‬
‫بغية تحقيق األمن المالي والرفاهية المالية‪ ،‬كما تشير إلى تطوير مستمر للمعرفة والكفاءة المالية التي‬
‫تمكن األفراد من االستجابة لكافة المتغيرات الشخصية واالقتصادية والثقافة أو المعرفة المالية هي‬
‫عنصر هام وأساسي من التطور واالستقرار االقتصادي والمالي‪ ،‬في المقابل تظهر األمية المالية من‬
‫خالل مؤشرات عدم االستقرار المالي‪ ،‬مثل الديون المتراكمة‪ ،‬والمدخرات غير الكافية وعدم التخطيط‬
‫‪3‬‬
‫ماليا للمستقبل‪.‬‬

‫وعرفت منظمة التعاون االقتصادي والتنمية التعليم المالي بأنه العملية التي يقوم من خاللها المستهلكون‬
‫والمستثمرون الماليون بتحسين إدراكهم للمنتجات المالية والمفاهيم والمخاطر المالية وذلك من خالل‬
‫المعلومات و واإلرشادات‪ ،‬وتطوير المهارات والثقة ليصبحوا أكثر وعيا بالمخاطر والفرص المالية‬

‫وهيبة عبد الرحمان‪ ،‬الزهراء أوقاسم‪ ،‬التكنولوجيا المالية في دول الخليج بين حداثة الظاهرة وسرعة االستيعاب‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫مجلة دراسات اقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،38‬المركز الجامعي تمنراست‪-‬الجزائر‪،2019 ،‬ص‪354‬‬


‫‪2‬وهيبة عبد الرحمان‪،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.354‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Kozup and Hogarth, Financial literary Public policy and consumers self‬‬
‫‪protection-More questions feweranswers, Journal of Consumer affarms, 2008, p 42.‬‬
‫‪52‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫واتخاذ ق اررات مدروسة ومعرفة إلى أين يذهبون للحصول على مساعدة وذلك التخاذ ق اررات فعالة‬
‫لتحسين أوضاعهم المالية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬حماية المستهلك ماليا‬

‫ويتعيَّن ضمان تحقيق الشمول على نحو مسؤول وذلك من خالل توفير تدابير فعالة لحماية المستهلك‬
‫تأخذ في االعتبار التثقيف المالي للعمالء األكثر فق ار و تتم الحماية من خالل تنظيم صياغة العقود‬
‫‪1‬‬
‫والبنود والشروط ومعدالت الفائدة السنوية والغرامات و توضيح الفرق بين أصل القرض والفائدة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الشركات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة‬

‫تعرف المنشآت متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة ‪ ،‬بحسب عدد العاملين فيها؛ إذا كأن عدد‬
‫العاملين أقل من ‪ 5‬في المنشأة تعتبر متناهية الصغر‪ ،‬من ‪ 5‬إلى ‪ 19‬عامل في المنشأة فأكثر تعتبر‬
‫صغيرة‪ ،‬من ‪ 21‬إلى ‪ 49‬في المنشأة تعتبر متوسطة‪ ،‬في حين إذا كان عدد العمال ‪ 51‬عامل في‬
‫المنشأة تعتبر كبيرة ‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬تحديات الشمول المالي‬

‫أظهرت العديد من الدراسات واستطالعات الرأي وجود مجموعة من العوامل المشتركة التي تعوق‬
‫انتشار أو اتساع رقعة الشمول المالي في العديد من دول العالم‪ ،‬وتتركز معظم هذه المعوقات في أبواب‬

‫‪1‬نعم حسين نعمة‪ ،‬أحمد نوري حسن‪ ،‬مؤشرات قياس الشمول المالي في العراق‪ ،‬بحث مقدم خالل المؤتمر العلمي‬
‫التخصص الرابع‪ ،‬حول اإلبداعاإلداري لتحقيق الرؤية المستقبلية لمنظمات األعمال‪ ،‬الكلية التقنية اإلدارية‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫‪ ،2018 /11/28-28‬ص‪.34‬‬
‫‪53‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫رئيسية كمحدودية الدخل‪ ،‬االعتبارات الشخصية والدينية والمجتمعية‪ ،‬وارتفاع تكلفة فتح الحساب أو‬
‫المصاريف المرتبطة به‪ ،‬أو األمور التنظيمية كالوثائق المطلوبة المتالك الحساب‪.‬‬

‫أوال‪ :‬معوقات توسيع قاعدة انتشار الشمول المالي‬

‫‪1‬‬
‫سنقوم باستعراض أهم العوائق التي تمنع اتساع رقعة الشمول المالي‪:‬‬

‫• عدم امتالك المال الكافي‪ :‬أن عدم امتالك األموال الكافية لفتح الحساب هو أحد أهم أسباب عدم‬
‫استخدامهم للخدمات المالية والمصرفية‪ ،‬إن التغلب على هذا النوع من الحواجز يرتبط بمجموعة من‬
‫األسباب‪ ،‬منها طبيعة توزيع الدخل ومستويات الفقر داخل المجتمعات الفقيرة‪ ،‬إال أنه يرتبط أيضا‬
‫بالسياسات التي تتبعها المؤسسات المالية والمصرفية عند تحديد الشروط الواجب توافرها فيمن يمتلكون‬
‫حسابا ماليا أو الحد األدنى المتالك الحساب‪ ،‬كما قد يرتبط بطريقة غير مباشرة بطبيعة العموالت‬
‫المفروضة على هذه الحسابات ( التكلفة)‪ ،‬إن دراسة حاجة الشرائح المختلفة من السكان يجاد والخدمات‬
‫وحسابات مبتكرة موجهة لهم بطريقة مدروسة قد تساعد في توسيع قاعدة الشمول المالي في الدول ذات‬
‫مستويات الشمول المالي المتدنية‪.‬‬
‫• عدم الحاجة لوجود حساب‪ :‬يرى العديد من شرائح المجتمع وخاص ذوي الدخل المنخفض عدم‬
‫الحاجة لوجود حساب لدى مؤسسة مالية أو مصرفية أن تخفيف القيود على امتالك الحسابات المصرفية‬
‫أو المالية وتخفيف التكلفة المرتبطة بها‪ ،‬سيؤدي إلى توسيع قاعدة الشمول المالي بين هذه الشريحة‬
‫من المستخدمين ممن يعتبرون أنهم ليسوا في حاجة إلى حساب حاليا‬
‫• أسباب تتعلق بالتكلفة واإلجراءات‪ :‬كثير من شرائح المجتمع ال تتعامل مع النظام المالي الرسمي‬
‫بسب بعد المصارف والمؤسسات المالية‪ ،‬وعدم امتالكهم للوثائق المطلوبة المتالك الحساب‪ ،‬وكل ذلك‬
‫يزيد من تكاليف فتح حساب لدى مؤسسة مالية أو مصرفية‪ ،‬إن أحد أهم الطرق للتغلب على هذه‬
‫المعوقات مجتمعة قد يكمن في تتمة الخدمات المالية‪ ،‬بحيث تقل التكلفة وتقصر الدورة المستندية ويتم‬
‫تذليل العوائق الجغرافية المرتبطة بالبعد‪ ،‬كما أن للجهات التنظيمية دو ار في تذليل العديد من هذه‬
‫العقبات من خالل إعادة النظر في الرسوم والعموالت في بعض الدول ذات مستويات الدخل المتدنية‪،‬‬

‫بنك الكويت الدولي‪ ،‬الشمول المالي في دولة الكويت األهمية والواقع‪ ،‬مقارنة مؤشرات الشمول المالي لدولة‬ ‫‪1‬‬

‫الكويت بدول اإلقليم والعالم‪ ،‬مايو ‪ ،2017‬ص‪.17‬‬


‫‪54‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫ودراسة سبب عدم توافر الوثائق المطلوبة‪ ،‬كما يقع على عاتق المؤسسات المالية محاولة توسيع رقعة‬
‫تواجدها حيثما كان ذلك ممكنا ومجديا في آن واحد‪.‬‬
‫• اعتبارات دينية وأخرى تتعلق بمستوى الثقة‪ :‬يلعب عامل الثقة دور أساسي في تعزيز الشمول‬
‫المالي وذلك فان ضعف الثقة بتعامل بمعامالت المالي والمصرفي كأحد األسباب لعدم امتالكهم لحساب‬
‫مالي‪ ،‬كما أن األسباب الدينية التي تحرم تعامل مع بعض الخدمات المصرفية‪ ،‬والتي حالت دون‬
‫حصولهم على حساب في مؤسسة مالية رسمية‪ ،‬إن جانب التثقيف يلعب دو ار أساسيا هنا‪ ،‬حيث يجب‬
‫على البنوك المركزية والمصارف والمؤسسات المالية زيادة وعي السكان حول أهمية الخدمات المالية‪،‬‬
‫وزيادة مستويات الشفافية والحوكمة لزيادة مستويات الثقة‪ ،‬كما يقع على عاتق المصارف والمؤسسات‬
‫المالية اإلسالمية زيادة حمالت التوعية بأهمية وفوائد امتالك الحسابات المالية‪ ،‬مع االستمرار بتذكير‬
‫وتوعية المستخدمين بتوافقها مع ضوابط وأحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مخاطر الشمول المالي‬

‫وتشير مخاطر الشمول المالي إلى المخاطر والتأثيرات السلبية التي قد تنشأ عن تطبيق برامج‬
‫‪1‬‬
‫الشمول المالي والحلول الرقمية في البنوك المصرية‪ ،‬وتنقسم إلى ثالثة أقسام‪:‬‬

‫أ) ‌مخاطر التشغيل والمرتبطة باستخدام تكنولوجيا المعلومات‪:‬‬


‫• عدم وجود قواعد بيانات متكاملة للتعامل مع الحلول الرقمية‪.‬‬
‫• عدم التأمين الكافي للمعامالت االلكترونية‪.‬‬
‫• عدم مالئمة تصميم النظم‪ ،‬وعدم الصيانة المستمرة لها‪.‬‬
‫• التوقف المفاجئ للنظم‪.‬‬
‫• فشل النظم في إنجاز األعمال‪.‬‬
‫• إساءة استخدام النظم من جانب العمالء‪.‬‬
‫• إساءة استخدام النظم من جانب العاملين‪.‬‬
‫• حدوث اختراق مؤثر ألنظمة البنك‪.‬‬

‫‪1‬رمضان عارف رمضان محروس‪ ،‬إطار مقترح لتطوير أداء المراجعة الداخلية في لبنوك المصرية للحد من مخاطر‬
‫الشمول المالي‪ ،‬مجلة البحوث المالية والتجارية‪ ،‬المجلد رقم (‪ ،)21‬العدد األول‪ ،‬مدرس المحاسبة والمراجعة‪ ،‬كلية‬
‫التجارة –جامعة جنوب الوادي‪ ،-‬يناير ‪ ،2020‬ص‪.298-297‬‬
‫‪55‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫ب) مخاطر السمعة والتي تنشأ عن النظرة السلبية تجاه البنوك‪:‬‬

‫والتي تنتج عن اآلتي‪:‬‬

‫إخفاق البنوك في تأسيس شبكات خدمات موثقة وآمنة‪.‬‬ ‫•‬


‫عدم قدرة البنوك علة إدارة النظم بكفاءة‪.‬‬ ‫•‬
‫ج) مخاطر قانونية والتي تنشأ عن انتهاك القواعد والضوابط والقوانين‪:‬‬

‫والتي تنتج عن‪:‬‬

‫انتهاك سرية المعلومات الشخصية للعمالء‪.‬‬ ‫•‬


‫االحتيال المالي واالختالس‪.‬‬ ‫•‬
‫تزوير البيانات‪.‬‬ ‫•‬
‫غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬ ‫•‬

‫ثالثا‪ :‬اآلثار اإليجابية للشمول المالي‬

‫تعزيز االستقرار المالي‪.‬‬ ‫•‬


‫المساهمة في التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬ ‫•‬
‫تعزيز سبل مكافحة غسل األموال وتمويل اإلرهاب‪.‬‬ ‫•‬
‫‪1‬‬
‫جذب المنشآت غير الرسمية إلى القطاع الرسمي‪.‬‬ ‫•‬

‫وهناك آثار إيجابية للقطاع المصرفي تتمثل في تنويع األصول المصرفية وجذب البنوك لعمالء جدد‬
‫وتحقيق االستقرار في الودائع والحد من مخاطر السيولة‪ ،‬وهذا إلى جانب توفير قاعدة بيانات ضخمة‬
‫للبنوك ‪ Huge Data‬بشكل يفيد في التحليل والتنقيب فيها بشكل يؤثر في إمكانية طرح منتجات‬
‫جديدة تشبع احتياجات تلك الشرائح وبناء نماذج التقييم االئتماني لتيسير الحصول على التمويل‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬عالقة الشمول المالي بمختلف المتغيرات االقتصادية‬

‫‪1‬خليل أحمد فؤاد‪ ،‬آليات الشمول المالي نحو الوصول للخدمات المالية‪ ،‬مجلة الدراسات المالية والمصرفية‪،‬‬
‫األكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية‪ ،‬مركز البحوث المالية والمصرفية‪ ،‬المجلد ‪ ،23‬العدد ‪،2015 ،03‬‬
‫ص‪.07‬‬
‫‪56‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫بسبب األهمية الكبيرة وا لدور الفعال الذي يلعبه الشمول المالي و كذا مساهمته الكبيرة في خلق نظرة‬
‫جديدة وآفاق مستقبلية لتطوير لجل المصارف‪ ،‬والمساهمة في إحداث تغيرات عن طريق التأثير الواضح‬
‫على مختلف القطاعات كما تطرقنا إليه سابقا‪ ،‬ارتأينا في هذا المبحث إلى اإللمام بأهم العالقات التي‬
‫يمكن من خاللها أن يؤثر و يتأثر الشمول المالي للوصول إلى هذا التغيير‪.‬‬

‫أوال‪ :‬عالقة الشمول المالي بالنمو االقتصادي‬

‫بداية تجب اإلشارة إلى إن النمو االقتصادي له تأثير ايجابي كبير على الشمول المالي‪ ،‬مما‬
‫يعني إن الناتج المحلي اإلجمالي للفرد الواحد له تأثير ايجابي لشمول المالي‪ ،‬أي أن الدخل عامل مهم‬
‫في تحديد مستوى الشمول المالي‪.‬‬

‫كما أن كال من التنمية االقتصادية والمالية تعززان الشمول المالي‪ ،‬كما يرتبط التضخم سلبا بالشمول‬
‫المالي‪ ،‬بينما يرتبط سعر الفائدة على الودائع بشكل ايجابي باإلدراج المالي‪ ،‬من ناحية أخرى فالقطاع‬
‫المالي هو العمود الفقري ألي دولة نامية لذلك يجب أن يكون التركيز على نمو واستقرار الوضع المالي‬
‫لجميع مواطني البالد من أجل ضمان التطوير المستمر‪ ،‬وبالتالي يلعب الشمول المالي دو ار ال غنى‬
‫عنه في النمو الشامل لالقتصاد حيث يعمل القطاع المالي كمضاعف ووسيط لتحقيق االستق ارر‬
‫االقتصادي‪ ،‬مما يشير إلى وجود عالقة ايجابية قوية بين التنمية االقتصادية والمالية من ناحية والشمول‬
‫‪1‬‬
‫المالي من ناحية‪ ،‬وهو ما يمكن توضيحه فيما يلي ‪:‬‬

‫يلعب الشمول المالي دو ار رئيسا في تسهيل النمو االقتصادي الشامل وخاصة في االقتصاد النامي‪،‬‬ ‫•‬
‫من خالل تعبئة المدخرات وزيادة فرص األسر والشركات للوصول إلى الموارد الالزمة لتمويل االستهالك‬
‫واالستثمار وللتأمين ضد الصدمات باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يمكن لالندماج المالي إن يعزز العمل وإضفاء‬
‫الطابع الرسمي على الشركات‪ ،‬مما يساعد بدوره على زيادة إيرادات الحكومة وتعزيز شبكات األمان‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫من خالل الشمول المالي يتم توفير التمويل لرواد األعمال والشركات الصغيرة التي تتيح دخوال‬ ‫•‬
‫جديدة م ما يوفر منافسة لشاغلي الوظائف وبالتالي تشجيع روح المبادرة واإلنتاجية‪.‬‬

‫بنك الجزائر‪ ،‬الشمول المالي –بنك الجزائر‪،-‬الجزائر‪ ،2017 ،‬ص‪.03‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪57‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫يمكن زيادة النمو ألي بلد من خالل استخدام الشمول المالي كجسر من شأنه تسهيل المشاركة‬ ‫•‬
‫الكاملة من قبل األجزاء األضعف من البالد‪ ،‬من خالل ربط مساهمة السكان األضعف أو الريفيين في‬
‫البلد بالتيار الرئيسي‪ ،‬مما يؤدي إلى التحرك نحو نمو اقتصادي أعلى‪.‬‬
‫يوسع الشمول المالي قاعدة موارد النظام المالي من خالل تطوير ثقافة االدخار بين شريحة كبيرة‬ ‫•‬
‫من سكان الريف ويلعب دوره في عملية التنمية االقتصادية‪ ،‬وينتج عن هذا نمو كبي ار من خالل‬
‫التأثيرات المضاعفة ويساعد على تحقيق نمو شامل‪.‬‬
‫• ييسر الشمول المالي الحياة اليومية‪ ،‬ويساعد العائالت والشركات على التخطيط لكل شيء من‬
‫األهداف طويلة المدى إلى حاالت الطوارئ غير المتوقعة‪ ،‬ويصفهم أصحاب حسابات‪ ،‬فمن األرجح‬
‫أن يستخدم األفراد خدمات مالية أخرى‪ ،‬مثل االئتمان والتأمين‪ ،‬لبدء األعمال التجارية وتوسيعها‪،‬‬
‫واالستثمار في التعليم والصحة وإدارة المخاط‪ ،‬والصدمات المالية الجوية‪ ،‬التي يمكن أن تحسن من‬
‫الجودة الشاملة لحياتهم‪ ،‬فالشمول المالي يدور حول التنمية البشرية والتمكين وعن منح األفراد الوسائل‬
‫الالزمة لتحسين حياتهم وتخفيف حدة الفقر وتعزيز اإلنتاجية‪.‬‬

‫أخي ار و من خالل ما سبق تبرز أهمية الشمول المالي حيث يعد ظاهرة رئيسية لصانع السياسات في‬
‫جميع أنحاء العالم للتخطيط لسياسة قوية لتحقيق النمو المستدام‪ ،‬فالنظام المالي الذي يعمل بشكل جيد‬
‫يساعد في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لأللفية من خالل ما يلي‪:1‬‬

‫• تخفيض حدة الجوع والفقر المدقع‪ :‬مع الوصول إلى الخدمات المالية مثل حسابات االدخار‬
‫والقروض والتأمين‪ ،‬يمكن للفقراء بناء األمن المالي‪ ،‬وتنويع مصادر الدخل‪ ،‬والحد من تعرضهم‬
‫للصدمات االقتصادية‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك من المرجح أن يؤدي تحسين فرص الحصول على التمويل‬
‫إلى الحد من عدم المساواة والفقر‪.‬‬
‫• إمكانية تحقيق التعليم االبتدائي الشامل‪ :‬عندما تتمكن األسر من الحصول على التمويل األصغر‪،‬‬
‫فمن األرجح أن ترسل أطفالها إلى المدرسة‪ ،‬ويكون األطفال أكثر عرضة للبقاء في المدرسة لفترة‬
‫أطول من الوقت‪ ،‬أيضا مع الوصول إلى االئتمان والمدخرات والتأمين تقل احتمالية أن تعتمد األسر‬
‫على عمل أطفالها‪.‬‬

‫‌بنك‌الجزائر‪‌،‬مرجع‌نفسه‪،‬ص‪041‬‬
‫‪58‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫• تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة‪ :‬تستهدف مؤسسات التمويل األصغر النساء كعمالء‬
‫رئيسيات لهن في محاولة لتعزيز وضع النساء الفقيرات في بيوتهن وفي المجتمع من خالل منحهن‬
‫ملكية األصول‪.‬‬
‫• تخفيض معدل وفيات األطفال وتحسين صحة األم ومكافحة فيروس نقص المناعة البشرية‬
‫(االيدز والمالريا) وغيرها من األمراض‪ :‬حيث تقدم العديد من مؤسسات التمويل األصغر التثقيف‬
‫الصحي إلى جانب القروض الصغيرة لعمالئها‪ ،‬تساعد هذه البرامج العمالء أن يصبحوا أكثر وعيا‬
‫بالقضايا الصحية واتخاذ اإلجراءات الوقائية‪ ،‬مثل تحصين أطفالهم‪ ،‬أيضا فان العديد من مؤسسات‬
‫التمويل األصغر توفر منتجات التأمين الصحي بحيث يحصل العمالء الفقراء على العالج في الوقت‬
‫المناسب‪.‬‬

‫ضمان االستدامة البيئية‪ :‬فمثال تقوم مؤسسات التمويل األصغر بدعم شراء منتجات الطاقة المستدامة‬
‫مثل المصابيح التي تعمل بالطاقة الشمسية‪ ،‬بالنظر إلى استخدام جزء كبير من القروض الصغيرة‬
‫لألعمال التجارية الزراعية‪ ،‬من هنا يمكن لمؤسسات التمويل األصغر أن تشجع الممارسات المستدامة‬
‫بيئيا في الزراعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ثانيا‪ :‬عالقة الشمول المالي بالتنمية االجتماعية‬

‫وفي ظل دراسة العالقة بين احذ أهم المتغيرات التي تتأثر بالشمول المالي وجب اإلشارة إلى عالقته‬
‫بالتنمية االجتماعية فقد بينت التجربة أن تحسين نوعية الخدمات المالية وتوسيع نطاق وصول األفراد‬
‫والمؤسسات إليها‪ ،‬يعمل على نشر المساواة في الفرص واالستفادة من اإلمكانات الكامنة في االقتصاد‪.‬‬

‫فمثل هذه الخدمات تساعد على تمكين الفقراء والنساء والشباب من امتالك أسباب القوة االقتصادية‪،‬‬
‫وتوفر لهم القدرة على تنفيذ استثماراتهم الصغيرة المنتجة‪ ،‬وترفع اإلنتاجية والدخول‪ ،‬والتي بدورها قد‬
‫تزيد االستهالك وتحرك العجلة االقتصادية‪.‬‬

‫وقد يساعد فتح حساب جاري في تمهيد الطريق لمجموعة أوسع من الخدمات المالية األثر مالئمة‪،‬‬
‫والتي من شأنها تمكين األفراد والشركات من تحقيق سالسة االستهالك‪ ،‬وإدارة المخاطر المالية التي‬

‫‪1‬صربينة شنيب‪ ،‬السعيد بن خلضر‪ ،‬أمهية الشمول املايل يف حتقيق التنمية‪-‬تعزيز الشمول املايل يف مجهوريةمصر العربية‪،-‬‬
‫جملة البحوث يف العلوم املالية واحملاسبة‪ ،‬اجمللد ‪ ،03‬العدد ‪ ،02‬مسيلة اجلزائر‪ ،2018 ،‬ص‪‌ .113‬‬
‫‪59‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫يواجهونها‪ ،‬واالستثمار في التعليم والصحة ومشاريع األعمال ‪ .‬لذا حظي الشمول المالي بأهمية متزايدة‬
‫في السنوات األخيرة في مختلف دول العالم وباألخص النامية منها‪ ،‬لما يحمله من أثر في تحسين‬
‫فرص النمو واالستقرار االقتصادي والمساهمة في تحقيق العدالة االجتماعية ومكافحة الفقر‪.‬‬

‫وشهد العالم على مدى العقود القليلة الماضية ظهور أنماط مختلفة من الخدمات المالية التي تتيح‬
‫إمكانيات جديدة للفقراء‪ ،‬وال تقتصر هذه الخدمات على البنوك‪ ،‬وإنما تشمل الجمعيات التعاونية‪،‬‬
‫وشركات التأمين‪ ،‬والمنظمات غير الحكومية‪ ،‬ومؤسسات التنمية التجمعية‪ ،‬ومؤسسات اإلقراض‬
‫المتخصصة‪ ،‬ومؤسسات التمويل ألتأجيري‪ ،‬وغيرها ‪.‬ومع التطور الهائل في التكنولوجيا وتسارع نقل‬
‫المعلومات‪ ،‬وظهور العديد من الخدمات المبتكرة التي ساهمت في تنظيم واإلدارة عمليات القطاعات‬
‫المالية‪ ،‬وتسهيل الوصول إلى الخدمات المالية واستخدامها‪ ،‬ومن المؤكد أن انتشار حلول التكنولوجيا‬
‫الرقمية ستلعب دو ار متزايدا في تسريع عجلة الشمول المالي‪.‬‬

‫التطورت التكنولوجية طرحت في السوق الكثير من المنتجات المالية المبتكرة والمتقدمة‪،‬‬


‫ا‬ ‫ولكن تلك‬
‫والتي تتطلب معرفة وثقافة مالية أعلى من ذي قبل‪ ،‬بما في ذلك اكتساب القدرة والثقة بالنفس في‬
‫استخدام الكمبيوتر وأجهزة الصراف اآللي والتلفونات والكمبيوترات اللوحية الذكية‪ .‬وازدادت بفعل ذلك‬
‫الحاجة إلى التثقيف المالي لكسر الحاجز المعرفي لتحقيق الشمول المالي‪ ،‬وبخاصة زيادة ثقافة ووعي‬
‫المستهلكين من فئات الدخل الدنيا والمستثمرين الصغار وتعريفهم بالمخاطر والمكاسب المرتبطة‬
‫باستخدام المنتجات المالية المختلفة‪ ،‬وكيفية استخدام وإدارة التمويل الذي تحتاجها لمؤسسات الصغيرة‬
‫للنمو والتوسع‪ ،‬وهذا قد يساعد في تنشيط االبتكار ودفع ديناميكية األسواق وتسريع التغيير والتنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬والعمل على الحد من البطالة والفقر ‪.‬‬

‫ولذا من المهم أن يبدأ التثقيف المالي في المراحل األولى من التعليم كترسيخ المفاهيم المالية لدى‬
‫األفراد ويحفز االبتكار‪ ،‬فالتثقيف المالي بحسب منظمة التعاون والتنمية االقتصادية )‪ (OEDC‬والشبكة‬
‫الدولية للتثقيف المالي )‪ (INFE‬هو العملية التي يتم من خاللها تحسين إدراك المستهلكين والمستثمرين‬
‫بطبيعة الخدمات والمنتجات المالية المتاحة والمخاطر المصاحبة الستخداماتها‪ ،‬وذلك عن طريق تقديم‬
‫المعلومات واإلرشاد ‪/‬أو النصيحة الموضوعية المتعلقة بها‪ ،‬وتطوير مهاراتهم وثقتهم بالخدمات المالية‬
‫من خالل زيادة وعيهم بالفرص والمخاطر المالية‪ ،‬وليصبحوا قادرين على اتخاذ ق اررات مبنية على‬
‫معلومات صحيحة وتعريفهم بالجهات التي يمكن التوجه لها في حال احتاجوا للمساعدة واتخاذ خطوات‬
‫‪60‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫فعالة أخرى من شأنها تحسين الرفاه المالي الخاص بهم ‪.‬لذا أصبح من المعترف به عالميا أن التثقيف‬
‫المالي يشكل خطوة أساسية ومحورية لتحقيق الشمول المالي‪ ،‬كما أصبحت الثقافة المالية في العالم‬
‫إجراءات احت ارزية ومكمال أساسيا لسلوكيات القطاع المالي لضمان تحقيق الشمول المالي‪.1‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫من خالل دراستنا لهذا الفصل تطرقنا إلى المفاهيم العامة واألساسية للمصارف اإلسالمية منذ نشأتها‬
‫والتي كانت عبارة عن بيوت للصيرفة‪ ،‬وصوال لهيئتها اليوم كمؤسسات مالية كبرى ذو وزن اقتصادي‬
‫وشأن عظيم‪ ،‬كما وضحنا أهم الصيغ المعمول بها في هذا النوع من المصارف وأهم المبادئ التي‬
‫تقوم عليها‪.‬‬

‫كما تطرقنا إلى التعريف بالشمول المالي باعتباره قدرة و تمكن كل فرد أو مؤسسة في المجتمع من‬
‫إيجاد منتجات مناسبة الحتياجاتهم منها مثال ‪ :‬حسابات جارية‪ ،‬خدمات الدفع و التمويل وغيرها من‬

‫‪1‬صبرينة شنبي‪ ،‬السعيد بن لخضر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.114‬‬


‫‪61‬‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫المنتجات المالية‪ ،‬مع إلزامية إبقاء أسعارها مناسبة للجميع‪ ،‬ومراعاة سهولة الحصول عليها وأن تقوم‬
‫على فكرة حماية حقوق المستهلك‪.‬‬

‫كما ارتأينا إسقاط الضوء على عالقة الشمول المالي مع مختلف المتغيرات االقتصادية‪ ،‬وتوصلنا إلى‬
‫أن هذا األخير يساهم كثي ار في تحقيق منافع اقتصادية كبيرة للمجتمع والقتصاد الدولة ككل‪ ،‬وقد يسمح‬
‫للسلطات العمومية باالعتماد عليه كهدف وسيط أن تحقق العديد من األهداف النهائية‬

‫مثل ‪ :‬الحد من الفقر والبطالة وكذا تحقيق التنمية االقتصادية وتطوير القطاع المصرفي واالستقرار‬
‫المالي‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬


‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‬

‫بعد التطرق إلى القسم النظري والذي يتناول اإلطار المفاهيمي لكل من المصارف اإلسالمية المنتجات‬
‫المالية اإلسالمية والشمول المالي بمختلف عناصره‪ ،‬نجد من الضروري إن نقوم بدراسة تطبيقية لتحديد‬
‫دور الصيرفة اإلسالمية في تعزيز الشمول المالي ومدى تأثيرها عن طريق سياساتها المنتهجة في ذلك‬
‫وأخذت كنموذج لدراسة حالة مصرف السالم –الجزائر‪-‬حيث سنتطرق إلى التعريف بالمصرف محل‬
‫الدراسة ثم بعد ذلك تحليل القوائم المالية للخروج بالنتائج‪ ،‬حيث تم تقسيم هذا الفصل كمايلي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أساسيات حول مصرف السالم –الجزائر‪-‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تعزيز الشمول المالي من حيث خدمات المصرف‬

‫المبحث األول‪ :‬أساسيات حول مصرف السالم–الجزائر‪-‬‬


‫‪64‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫سنتناول في هذا المبحث اإللمام بأساسيات حول بنك السالم‪ ،‬حيث تم اختيار هذا األخير نظ ار لتمتعه‬
‫بدرجة عالية من اإلفصاح والشمولية في نشر المعلومات والتقارير السنوية وكذا الشهرية عبر موقعه‬
‫على االنترنت إضافة لعمله بالشمول المالي األمر الغائب عند معظم البنوك األخرى‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التعريف بمصرف السالم الجزائري‬
‫‪1‬‬
‫سنتطرق في المطلب التالي لإللمام بجل ما يتعلق بمصرف السالم الجزائري‬

‫أوال‪ :‬التعريف‬
‫تعتبر تجربة البنوك اإلسالمية في الجزائر من التجارب حديثة العهد نسبيا‪ ،‬وسجلت العقود األخيرة‬
‫تطو ار ملحوظا لهذه األخيرة‪ ،‬خاصة في العقود األخيرة والسنتين ‪ ،2021-2020‬أين تم فتح نوافذ‬
‫خاصة بالفرع اإلسالمي في جل البنوك‪ ،‬وقد ارتأينا في هذا المطلب للتطرق ألحد أهم للمصارف‬
‫اإلسالمية التي تنشط في الجزائر‪ ،‬أال وهو مصرف السالم‪.‬‬
‫حيث يعرف مصرف السالم على انه مصرف شمولي يعمل طبقا للقوانين الجزائرية‪ ،‬ووفقا ألحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية في كافة تعامالته‪ .‬كثمرة للتعاون الجزائري الخليجي‪ ،‬تم اعتماد المصرف من قبل‬
‫مصرف الجزائر في سبتمبر ‪ ،2008‬ليبدأ مزاولة نشاطه مستهدفا تقدم خدمات مصرفية مبتكرة‪.‬‬
‫يعمل هذا المصرف وفق إستراتيجية واضحة تتماشى مع متطلبات التنمية االقتصادية في جميع‬
‫المرافق الحيوية بالجزائر‪ ،‬من خالل تقدم خدمات مصرفية عصرية‪ ،‬بغية تلبية حاجيات السوق‬
‫والمتعاملين والمستثمرين‪ ،‬وتضبط معامالته هيئة شرعية تتكون من كبار العلماء في الشريعة واالقتصاد‪،‬‬
‫ويقترح مصرف السالم الجزائري مجموعة منتجات وخدمات مبتكرة مما صاغته الصيرفة اإلسالمية‬
‫والحرص على حسن تقدميها‪ ،‬فيمول المشاريع االستثمارية وكافة االحتياجات في مجال االستغالل‪،‬‬
‫واالستهالك عن طريق عدة صيغ تمويلية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نشأة مصرف السالم‬
‫تأسس مصرف السالم‪-‬الجزائر في جوان ‪ 2006‬وانطلق في نشاطه في أكتوبر ‪ 2008‬برأس مال‬
‫مكتتب ومدفوع قدره ‪ 2.7‬بليون دينار جزائري‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 100‬مليون دوالر أمريكي‪ ،‬وكان ذلك‬
‫في إطار عملية تأسيس مجموعة بنوك السالم في البلدان العربية واإلسالمية‪ ،‬بعد النجاح الذي حققته‬
‫الصيرفة اإلسالمية‪ ،‬واختيرت الجزائر لتحتضن أحد مقراته لما تتمتع به من محيط استثماري خصب‬

‫‪1‬نبذة عن مصرف السالم –الجزائر‪ ،https:/www.alssalamalgeria.com ،-‬يوم ‪ 2021/05/14‬على الساعة‬


‫‪‌ ‌.23:05‬‬
‫‪65‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وساعد على هذا االختيار االنفتاح االقتصادي الذي كان للجزائر على الدول العربية‪ ،‬كما عززه التقارب‬
‫الجزائري اإلماراتي كون جل رأس مال السالم الجزائر إماراتي‪ ،‬وقد اختار مؤسسو المصرف لقناعتهم‬
‫الراسخة به‪ ،‬المنهج الصيرفي اإلسالمي لعمل المصرف وهو منذ ذلك يجتهد في أن يمثل المصرفية‬
‫اإلسالمية أحسن تمثيل‪ ،‬ويسعى إلى التحقق ما استطاع هذه الصفة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أهداف مصرف السالم‬
‫و يمكننا تلخيص هذه األهداف فيما يلي‪:1‬‬
‫القيام بجميع األعمال المصرفية والتجارية والمالية وأعمال االستثمارات والمساهمة في مشروعات‬ ‫•‬
‫التصنيع والتنمية االقتصادية والعمرانية والزراعية والتجارية واالجتماعية في أي إقليم أو منطقة في‬
‫الجزائر أو خارجها‪.‬‬
‫قبول الودائع بمختلف أنواعها‪.‬‬ ‫•‬
‫تحصيل ودفع األوامر وأذونات الصرف وغيرها من األوراق ذات القيمة والتعامل في النقد األجنبي‬ ‫•‬
‫بكل صورة‪.‬‬
‫سحب واستخراج وقبول وتطهير وتنفيذ وإصدار الكمبياالت أو التعامل بأي طريقة في هذه األو ارق‬ ‫•‬
‫شرط خلوها من أي محظور شرعي‪.‬‬
‫إعطاء القروض الحسنة وفقا ‪ -‬العمل كمنفذ أمين للوصايا الخاصة بالعمالء وغيرهم وتعهد األمانات‬ ‫•‬
‫بكل أنواعها والعمل على تنفيذها والدخول كوكيل ألي حكومة أو سلطة أخرى‪.‬‬
‫تمثيل الهيئات المصرفية المختلفة شرط عدم التعامل بالربا ومراعاة قواعد الشريعة اإلسالمية في‬ ‫•‬
‫معامالت مع هذه البنوك‪.‬‬
‫القيام بتمويل المشروعات واألنشطة المختلفة التي يقوم بها أفراد أو أشخاص اعتبارين‪.‬‬ ‫•‬
‫تقديم االستثمارات المصرفية والمالية والتجارية واالقتصادية للعمالء وغيرهم‪.‬‬ ‫•‬
‫قبول الهيئات والتبرعات وتوجيهها وفق رغبة دافعيها أو بما يعود بالنفع على المجتمع وكذلك قبول‬ ‫•‬
‫أموال الزكاة وتوجيهها وفق البنوك المحددة‪.‬‬
‫إنشاء مؤسسات أو أنشطة عقارية أو صناعية أو تجارية أو شركات معاونة‪.‬‬ ‫•‬

‫المطلب الثاني‪ :‬منتجات مصرف السالم‬

‫أهداف مصرف السالم‪ ،https:/www.alssalamalgeria.com1،‬يوم ‪ 2021/05/14‬على الساعة ‪.23:30‬‬


‫‪66‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يقترح مصرف السالم‪-‬الجزائر مجموعة منتجات وخدمات مبتكرة مما صاغته الصيرفة المعاصرة ويمكن‬
‫‪1‬‬
‫تقديمها كالتالي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬عمليات التمويل‬


‫يعمل مصرف السالم الجزائر على تمويل مشاريع االستثمارية‪ ،‬و كافة احتياجات المتعاملين و‬
‫واالستهالك عن طريق عدة صيغ تمويلية منها‪ :‬المشاركة‪،‬‬ ‫المستثمرين في مجال االستغالل‪،‬‬
‫المضاربة‪ ،‬اإلجارة‪ ،‬المرابحة‪ ،‬اإلستصناع‪ ،‬السلم‪ ،‬البيع بالتقسيط‪ ،‬البيع اآلجل ‪ ..‬الخ‬
‫ثانيا‪ :‬التجارة الخارجية‬
‫يعمل أيضا مصرف السالم‪-‬الجزائر‪ ،‬على ضمان تنفـيذ تـعامالت التجارية الدولية دون تأخير‪ ،‬حيث‬
‫فعالة من‪:‬‬‫يقترح على المستثمرين والعمالء خدمات سريعة و ّ‬
‫المستندية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫• وسائل الدفع على المستوى الدولي‪ :‬العمليات‬
‫• التعهدات وخطابات الضمان المصرفية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬االستثمارواالدخار‬
‫يقدم المصرف أيضا سلسلة من االستثمارات والخدمات المالية وذلك عن طريق‪:‬‬
‫اكتتاب سندات االستثمار‪.‬‬ ‫•‬

‫فتح دفتر التوفير (أمنيتي)‪.‬‬ ‫•‬

‫بطاقة التوفير (أمنيتي)‪.‬‬ ‫•‬

‫حسابات االستثمار‪...‬الخ‬ ‫•‬

‫رابعا‪ :‬الخدمات‬
‫يحاول مصرف السالم إن يضع خدمات تفيد عمالئه‪ ،‬وفق معاير مصرفية معاصرة وتقنيات عالمية‬
‫مبتكرة أهمها‪ :‬خدمة تحويل األموال عن طريق أدوات الدفع اآللي‪ ،‬الخدمات المصرفية عن بعد " السالم‬
‫مباشر"‪ ،‬خدمة "موبايل مصرفنغ"‪ ،‬خدمة مايل سويفت " سويفتي "‪ ،‬بطاقة الدفع اإللكترونية " آمنة "‪،‬‬
‫بطاقات السالم في از الدولية‪ ،‬خدمة الدفع عبر األنترنت "‪ ،"E-Amina‬خزانات األمانات " أمان‬
‫"‪ ،‬ماكينات الدفع اآللي‪ ،‬ماكينات الصراف اآللي‪... ،‬الخ‬

‫المطلب الثالث‪ :‬صيغ تمويل مصرف السالم‬

‫‪،‬منتجات مصرف السالمم‪https:/www.alssalamalgeria.com1‬يوم ‪ ،2021/05/15‬على الساعة‪،.13:31‬‬


‫‪67‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تنقسم أساليب التمويل في مصرف السالم‪-‬الجزائر كغيره من البنوك اإلسالمية بحسب العقود المستخدمة‬
‫‪1‬‬
‫ونجد أن هناك عقود المعاوضات وعقود المشاركات وهي كالتالي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المرابحة الواعد بالشراء‬
‫بناء على طلب ووعد‬
‫هي عملية شراء المصرف ألصول منقولة أو غير منقولة بمواصفات محددة ً‬
‫المتعامل بشرائها ثم إعادة بيعها مرابحة بعد تملكها وقبضها بثمن يتضمن التكلفة مضافا إليها هامش‬
‫ربح موعود به من المتعامل‪.‬‬
‫فالعملية مكونة من وعد بالشراء ثم شراء البضاعة ثم بيعها مرابحة‪ ،‬ومن ثم فهي ليست من قبيل بيع‬
‫اإلنسان ما ليس عنده‪ ،‬ألن المصرف ال يعرض أن يبيع شيئا‪ ،‬ولكنه يتلقى أم ار بالشراء‪ ،‬وهو ال‬
‫يبيع حتى يملك ما هو مطلوب ويعرضه على المشتري اآلمر ليرى إذا كان مطابقا لما وصف أم ال‪،‬‬
‫كما أن هذه العملية ال تنطوي على ربح ما لم يضمن‪ ،‬ألن المصرف قد قبض البضاعة التي اشتراها‬
‫فانتقل إليه الضمان‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلجارة‬
‫هو عقد بين المصرف والمتعامل يؤجر المصرف بمقتضاه عينا موجودة في ملك المصرف عند التعاقد‬
‫أو موصوفة في ذمة المؤجر تسلم في تاريخ محدد وهي نوعان‪:‬‬
‫مدة‬
‫إجارة منتهية بالتمليك‪ :‬وهي التي تنتقل فيها ملكية العين المؤجرة إلى المستأجر في نهاية ّ‬ ‫•‬

‫اإلجارة (قد تكون العين المؤجرة مشتراة من المتعامل نفسه أو من طرف ثالث)‪.‬‬
‫مدة اإلجارة‪.‬‬
‫إجارة تشغيلية‪ :‬وهي التي تعود فيها العين المستأجرة إلى المؤجر في نهاية ّ‬ ‫•‬

‫ثالثا‪ :‬االستصناع‬
‫هو عقد على بيع عين موصوفة في الذمة مطلوب صنعها‪ ،‬ويعتمد المصرف في إطار التمويل عن‬
‫طريق االستصناع على صيغتين اثنتين بحسب موضوع التمويل وهما صيغة االستصناع واالستصناع‬
‫الموازي والتي يمكن أن نميز بين تطبيقين لهذه الصيغة بحسب موضوع االستصناع وهما صيغة‬
‫االستصناع واالستصناع الموازي في المباني وصيغة االستصناع واالستصناع الموازي في غير المباني‬
‫أما بالنسبة للصيغة الثانية لالستصناع فهي صيغة االستصناع مع التوكيل بالبيع حيث يقوم المصرف‬
‫من خاللها بشراء سلع أو تجهيزات مصنعة من قبل المتعامل ثم يوكله في بيعها بعد تسليمها‪ ،‬وعليه‬

‫‪،‬صيغ تمويل مصرف السالم‪https:/www.alssalamalgeria.com1‬يوم ‪ ،2021/05/15‬على الساعة‪،.12:21‬‬


‫‪68‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فإن هذه الصيغة تعتمد على عقدين األول عبارة عن عقد استصناع يكون المصرف فيه مستصنعا‬
‫والمتعامل صانعا‪ ،‬والثاني يعتبر عقد توكيل بالبيع يوكل من خالله المصرف المتعامل في بيع‬
‫المصنوعات‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬البيع بالتقسيط للسيارات‬


‫هي صيغة يقوم من خاللها المصرف ببيع سيارات متوافرة لديه مملوكة له ومقبوضة من قبله بالتقسيط‬
‫للمتعاملين‪ ،‬حيث يعرض على المتعاملين شراء السيارات المتوافرة ضمن مخزون السيارات التي اشتراها‬
‫مسبقا وقبضها القبض الناق لللضمان‪ ،‬إذا كانت السيارة المرغوب شراؤها من قبل المتعامل غير‬
‫متوافرة ضمن مخزون المصرف فإنه يقوم باقتنائها وتملكها وعقب قبضها القبض الناقل للضمان ما‬
‫يعرض على المتعامل شراءها‪ .‬من ثم ليس في العملية بيع لما ال يملكه المصرف‪ ،‬ألن المصرف ال‬
‫يبيع حتى يملك ما هو مطلوب من المتعامل ويعرضه عليه ليرى إذا كان مطابقا لما وصف‪ ،‬كما أن‬
‫هذه العملية ال تنطوي على ربح ما لم يضمن‪ ،‬ألن المصرف قد قبض ما اشتراه فأصبح قابضا وضامنا‬
‫يتحمل تبعة الهالك‪ .‬ال يسبق البيع للمتعامل توقيع وعد بالشراء من قبله‪ ،‬حيث ال يوقع المتعامل في‬
‫الحالتين عند تقدمه بطلبه وعدا بالشراء‪ ،‬ومن ثم ليس على المتعامل أي التزام قبل توقيعه عقد البيع‬
‫بالتقسيط‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬السلم‬
‫هي صيغة تمويل تتم على مرحلتين وتعتمد على عقدين منفصلين عقد بيع السلم وعقد التوكيل بالبيع‬
‫حيث يقوم المصرف بشراء سلع أو بضائع من المتعامل سلما ثم يوكله في بيعها بعد تسليمها‪.‬‬
‫تعرف على أنها عقد بيع بين المتعامل (المسلم إليه) وهو البائع‪ ،‬والمصرف (المسلم) وهو المشتري‬
‫بمقتضاه يلتزم المشتري بدفع الثمن معجال مقابل استالم المبيع مؤجال على أن يكون المسلم فيه‪-‬‬
‫المبيع‪-‬مضبوطا بصفات محددة ويسلم في أجل معلوم ومن أنواعه‪:‬‬
‫السلم الموازي‪ :‬يتمثل السلم الموازي في دخول المصرف في عقد سلم مستقل ثان مع طرف آخر‬ ‫•‬

‫على سلعة مواصفاتها مطابقة للسلعة المتعاقد عليها في السلم األول وذلك بهدف بيع السلعة المشترات‬
‫ضمن عقد السلم األول دون أن يعلق العقد الثاني على نفاذ العقد األول‪.‬‬
‫عقد التوكيل بالبيع‪ :‬هو عقد مستقل يقوم من خالله المصرف بتوكيل المتعامل البائع سلما ببيع‬ ‫•‬

‫السلع محل عقد بيع السلم بعد تسليمها للمصرف بشروط معينة‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬المشاركة‬
‫‪69‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تنفذ صيغ المشاركة لدى المصرف من خالل شركة العقد وشركة الملك وتكون الشركة فيهما شركة‬
‫دائمة أو متناقصة ونعني بشركة العقد ذلك االتفاق بين اثنين أو أكثر على خلط ماليهما أو عمليهما‬
‫أو التزاميهما في الذمة‪ ،‬بقصد االسترباح أما بالنسبة لشركة الملك فهي تملك اثنين فأكثر عينا أو دينا‬
‫عن طريق اإلرث أو الشراء أو الهبة أو الوصية أو نحو ذلك من أسباب التملك‪ ،‬ويكون كل منهما‬
‫أجنبيا في نصيب صاحبه ممنوعا من التصرف فيه إال بإذنه‪.‬‬
‫‪ :1-‬صيغة المشاركة لدى المصرف على أساس شركة العقد‬
‫هي شركة يعقدها المصرف مع المتعامل حيث يسهم كل منهما في رأس مال صفقة أو مشروع على‬
‫أن يقتسما الربح المحقق بناء على النسب المتفق عليها ضمن العقد‪ ،‬وتظل الشركة قائمة إلى انقضاء‬
‫مدتها أو موضوعها‪.‬‬
‫‪ :2-‬صيغة المشاركة لدى المصرف على أساس شركة الملك‬
‫هي صيغة يقوم من خاللها المصرف بناء على طلب المتعامل بمشاركته في شراء أو تملك عقار‬
‫فيكون لكل منهما حصة شائعة في ملكيته وعلى أساسه ما يقوم المصرف بإيجار هذه الحصة إلى‬
‫المتعامل إجارة منتهية بالتمليك‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المشاركة المتناقصة‬
‫هي صيغة يقوم من خاللها المصرف بمشاركة المتعامل في مشروع قائم أو بصدد اإلنجاز على أن‬
‫يقتسما األرباح المحققة وفق النسب المتفق عليها‪ ،‬ويعد المصرف في إطارها المتعامل من خالل وعد‬
‫منفصل أن يبيعه حصصه تدريجيا أو دفعة واحدة حيث يتنازل عنها بناء على طلب المتعامل بعقود‬
‫بيع مستقلة ومتعاقبة بالثمن المتفق عليه عند البيع‪.‬‬
‫فالمشاركة المتناقصة عبارة عن شركة يتعهد فيها أحد الشركاء بشراء حصة اآلخر تدريجيا إلى أن‬
‫يتملك المشتري المشروع بكامله‪ .‬وتتكون هذه العملية من الشركة في أول األمر‪ ،‬ثم البيع والشراء بين‬
‫الشريكين على أال يكون البيع والشراء مشترطا في هذه الشركة‪ ،‬وإنما يتعهد الشريك بذلك بوعد منفصل‬
‫عن الشركة‪ ،‬وكذلك يقع البيع والشراء بعقد منفصل عن الشركة‪ ،‬وال يجوز أن يشترط أحد العقدين‬
‫في اآلخر‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬المضاربة‬
‫‪70‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وهي عبارة عقد شراكة في الربح بمال من أحد الطرفين وعمل من اآلخر وهي عقد مشروع ينظم التعاون‬
‫االستثماري بين رأس المال من جهة والعمل من جهة أخرى‪ ،‬بحيث يكون الربح الناتج عنها مشتركاً‪،‬‬
‫ومشاعا بين طرفيها وفق ما يتفقان عليه‪ .‬ويسمى الطرف الذي يدفع رأس المال (رب المال)‪ ،‬ويسمى‬
‫الطرف الذي عليه العمل (المضارب) أو (العامل) أو (المقارض)‪.‬‬
‫ويمكن تقسيمها للنوعين‪:‬‬
‫المضاربة المطلقة‪ :‬هي التي يفوض فيها رب المال المضارب في أن يدير عمليات المضاربة‬ ‫•‬
‫دون أن يقيده بقيود‪ ،‬حيث يعمل فيها بسلطات تقديرية واسعة‪.‬‬
‫المضاربة المقيدة‪ :‬هي التي يقيد فيها رب المال المضارب بالمكان أو المجال الذي يعمل فيه‬ ‫•‬
‫وبكل ما يراه مناسباً بما ال يمنع المضارب عن العمل‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬البيع األجل‬
‫وهو البيع الذي يتفق فيه العاقدان على تأجيل دفع الثمن إلى موعد محدد في المستقبل وقد يكون الدفع‬
‫جملة واحدة أو على أقساط‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمصرف فيعتبر الصيغة التي يقوم من خاللها بشراء سلع أو بضائع أو آالت أو معدات‬
‫بناء على طلب المتعامل‪ ،‬ويقوم بعد تملكه لها وقبضها القبض الناقل للضمان ببيعها للمتعامل‬
‫باألجل‪.‬ومن ثم ليس في العملية بيع لما ال يملكه المصرف‪ ،‬ألن المصرف ال يبيع حتى يملك ما هو‬
‫مطلوب من المتعامل ويعرضه عليه ليرى إذا كان مطابقا لما وصف‪ ،‬كما أن هذه العملية ال تنطوي‬
‫على ربح ما لم يضمن‪ ،‬ألن المصرف قد قبض ما اشتراه فأصبح قابضا وضامنا يتحمل تبعة‬
‫الهالك‪.‬تتوزع صيغ بيع األجل لدى المصرف بين صيغ بيع األجل للمؤسسات وصيغ بيع األجل‬
‫لألفراد‪.‬حيث تتم صيغ بيع األجل للمؤسسات من خالل تأجيل دفع الثمن إلى أجل محدد دفعة واحدة‬
‫أو على أقساط أما بالنسبة لألفراد فتكون من خالل تقسيط دفع الثمن ألجل محدد وفق صيغة البيع‬
‫بالتقسيط‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬المؤشرات المالية لمصرف السالم‬

‫‪71‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫سنتطرق في هذا المطلب ألهم المؤشرات المالية الخاصة بمصرف السالم خالل السنوات ‪-2013‬‬
‫‪.2019‬‬
‫الجدول رقم ‪ :2‬تطور مجموع الميزانية لمصرف السالم خالل الفترة ‪2019-2013‬‬
‫المؤشرات‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬
‫المالية‬

‫مجموع‬
‫‪131.018.967‬‬ ‫‪110.109.059‬‬ ‫‪85.775.329‬‬ ‫‪53.103.919‬‬ ‫‪40.575.207‬‬ ‫‪36.309.089‬‬ ‫‪39.550794‬‬
‫الميزانية‬

‫نسبة‬
‫‪18.9%‬‬ ‫‪28.3%‬‬ ‫‪61.5%‬‬ ‫‪30.87%‬‬ ‫‪11.7%‬‬ ‫‪-8.1%‬‬ ‫‪-‬‬
‫النمو‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين اعتمادا على التقارير السنوية لمصرف السالم‪.‬‬
‫التعليق‪:‬‬
‫يمثل الجدول تطورات مجموع الميزانية لمصرف السالم الجزائري خالل الفترة ‪ 2019-2013‬حيث‬
‫سجل المصرف نسبة نمو في الميزانية قدرت ب ‪ 61‬بالمائة و التي اعتبرت بمثابة الذروة بعد أن كان‬
‫قد سجل نتيجة سلبية خالل السنوات األولى ويعود ذلك لزيادة نشاط المصرف وتنويع التمويل و كذا‬
‫استحداث القرص االستهالكي‪ ،‬وقد استمرت هذه النتيجة بالزيادة في السنوات األخرى لغاية ‪2019‬‬
‫ولكن بوتيرة اقل‪.‬‬
‫الجدولرقم ‪ :3‬تطور صافي االيرادات لمصرف السالم خالل الفترة ‪2019-2013‬‬
‫المؤشرات‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬
‫المالية‬

‫صافي‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3.990‬‬ ‫‪2.769‬‬ ‫‪2.214‬‬ ‫‪2.859‬‬ ‫‪4.022‬‬
‫االيرادات‬

‫نسبة‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪44%‬‬ ‫‪25%‬‬ ‫‪-22.5%‬‬ ‫‪-28.9%‬‬ ‫‪-‬‬
‫النمو‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الطالبتين اعتمادا على التقارير السنوية لمصرف السالم‪.‬‬

‫التعليق‬

‫‪72‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يمثل الجدول تطورات صافي اإليرادات لمصرف السالم الجزائري خالل الفترة ‪ 2019-2013‬حيث‬
‫لم يسجل المصرف نسبة نمو خالل الثالث السنوات األولى و ذلك راجع لكون المصرف في بداية‬
‫عمله‪ ،‬إضافة إلى سعيه للتوسع و تراجع مداخيل التمويالت‪ ،‬االهتالكات والمؤونات و بقي على‬
‫نفس المنوال لغاية سنة ‪ 2016‬حيث بدأت نسبة نمو اإليرادات بالزيادة النتهاج المصرف سياسيات‬
‫جديدة‪ ،‬وكذا إدخال الرقمنة إلى المعامالت لتسهيل إيصالها لجل فئات المجتمع‪.‬‬

‫الجدول رقم ‪ :4‬تطور النتيجة الصافية لمصرف السالم خالل الفترة ‪2019-2013‬‬
‫المؤشرات‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬
‫المالية‬

‫النتيجة‬
‫‪4007‬‬ ‫‪2418‬‬ ‫‪1181‬‬ ‫‪1080‬‬ ‫‪301‬‬ ‫‪1383‬‬ ‫‪1267‬‬
‫الصافية‬

‫نسبة‬
‫‪63.2%‬‬ ‫‪104%‬‬ ‫‪9.35%‬‬ ‫‪258.8%‬‬ ‫‪-78.32%‬‬ ‫‪9.15%‬‬ ‫‪-‬‬
‫النمو‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين اعتمادا على التقارير السنوية لمصرف السالم‪.‬‬
‫التعليق‪:‬‬
‫يمثل الجدول تطورات النتيجة الصافية لمصرف السالم الجزائري خالل الفترة ‪ 2019-2013‬حيث‬
‫سجل المصرف نتيجة صافية بقيمة ‪ 40‬مليار دينار تقريبا سنة ‪ 2019‬أي زيادة قدرها ‪ 63‬بالمائة‬
‫نسبة لسنة ‪ ،2018‬في حين سجلت أدنى نتيجة ‪ 301‬مليون دينار سنة ‪ .2015‬وهذا راجع لزيادة‬
‫خسائر القيمة وكذا االهتالكات بنسب متفاوتة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تعزيز الشمول المالي من حيث متغيرات المصرف‬


‫سنتطرق في هذا المبحث إلى اإللمام بجل المتغيرات التي يستخدمها المصرف محل الدراسة والذي تم‬
‫التطرق اليه سابقا‪ ،‬لتعزيز العمل بالشمول المالي‪.‬‬
‫المطلب األ ول‪ :‬تعزيز الشمول المالي عن طريق حسابات اإليداع‬
‫يتيح مصرف السالم كغيره من البنوك اإلسالمية التعامل مع زبائنه والمستثمرين في مجموعة من‬
‫الحسابات (إيداع‪/‬إقراض) وفي هذا المطلب سنتطرق إلى أحد أهم حسابات االستثمار‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف حسابات االستثمار‪.‬‬
‫هو حساب محدد المدة‪ ،‬يدر لصاحبه أرباحا حسب مدة االستثمار والمبلغ المستثمر‪ ،‬يتم توزيع‬
‫األرباح فيه وفقا للشروط المصرفية السارية المفعولة لدى مصرف السالم‪-‬الجزائر‪ ،‬أكثر ما يميزه انه‬
‫وديعة معتمدة من قبل الهيئة الشرعية للمصرف ويتم دفع األرباح كل ربع سنوي‪.‬‬
‫يتم تصنيفه من حيث الصيغة الشرعية على أساس أنه صيغة مضاربة على اعتبار انه عقد مشاركة‬
‫بين المصرف والمتعامل في صفقة أو مشروع يسهم العميل بتمويله ويتكفل المصرف بإدارته وتنفيذه‬
‫على أن يوزع الربح بينهما بحسب النسب المتفق عليها مسبقا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص حسابات االستثمار‬
‫• من الحسابات (متوسطة ‪ /‬طويلة)األجل حيث تتراوح مدة االستثمار من ‪ 03‬إلى ‪ 60‬شه ار‬

‫وأكثر‪ ،‬ويجري سريان مفعول ّ‬


‫مدة الوديعة ابتداء من تاريخ فتحها‪.‬‬
‫يتم تسديد األرباح عند تاريخ االستحقاق وبعد اقتطاع الضريبة على الدخل اإلجمالي أو على‬ ‫•‬
‫أرباح الشركات أو رسوم أخرى في حساب الشيك أو الحساب الجاري للمتعامل‪.‬‬
‫• في حالة عدم حصول المصرف على طلب المتعامل لتجديد الوديعة قبل أو عند تاريخ االستحقاق‪،‬‬
‫فإنه يمكن للمصرف تجديد هذا االستثمار لمدة ‪ 12‬شه ار بمعدل ربح موافق للشروط المصرفية السارية‬
‫المفعولة لدى مصرف السالم‪-‬الجزائر‪.‬‬
‫حسابات االستثمار تمكنك عمالء المصرف من اختيار مدة االستثمار (من ‪ 03‬إلى‪ 60‬شهر‬ ‫•‬
‫وأكثر) والمبلغ األدنى المستثمر يكون من ‪ 100000‬دج‪.‬‬
‫للمستثمر الحق في إمكانية فسخ الوديعة قبل أجل االستحقاق على أن يفقد حقه في الربح المقرر‬ ‫•‬
‫ضمن شروط المصرف ويحتسب لفائدته ربح المدة المنتهية منقوصا ‪.%1‬‬
‫يمكن غلق الحساب موضوع هذه االتفاقية حسب الحاالت اآلتية‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -‬بطلب من صاحب الحساب‬
‫‪74‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬بناء على قرار من قبل المصرف في إطار تطبيق األحكام الخاصة بمكافحة تبييض األموال وتمويل‬
‫اإلرهاب‪.‬‬
‫‪ -‬بناء على قرار من قبل المصرف تنفيذا لألحكام القضائية المتعلقة باإلفالس أو التصفية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تعريف الحسابات الجارية ‪-‬السالم‪-‬‬
‫هو حساب إيداع تحت الطلب بالدينار الجزائري‪ ،‬تمر من خالله عمليات دفع من قبل المؤسسات‬
‫‪...‬الخ) أو لفائدة الشركات في نطاق معامالتها االقتصادية‬ ‫(تسديد األجور أو فاتورات‪،‬‬
‫اليومية‪ .‬فالحساب الجاري يتيح للمتعاملين القدرة على تحويل أموالهم والقيام بعمليات وقت ما أرادوا‬
‫استغالل أموالهم او سحبها‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مزايا الحسابات الجارية‬
‫من أكثر ما يميز الحسابات الجارية مايلي‪:‬‬
‫قبول اإليداعات النقدية والشيكات في جميع فروع المصرف‪.‬‬ ‫•‬
‫الحصول على دفتر شيكات مجاني‪.‬‬ ‫•‬
‫الحصول على كشف الحساب دوري مجاني عبر البريد اإللكتروني‪.‬‬ ‫•‬
‫إمكانية متابعة وإدارة الحساب من خالل قنوات المصرف اإللكترونية‪" :‬السالم مباشر"‪" ،‬السالم‬ ‫•‬
‫سمارت مصرف "‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خامسا‪ :‬تطور حسابات اإليداع لمصرف السالم ‪2019-2013‬‬


‫سنتطرق في هذا المطلب إلى اإلحاطة بأهم التطورات التي شهدتها حسابات اإليداع لمصرف السالم‪.‬‬

‫الجدول رقم ‪ :05‬تطور حسابات اإليداع بمصرف السالم ‪2019-2013‬‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫السنوات‬

‫‪84.671.90‬‬ ‫‪70.615.29‬‬ ‫‪53.717.8‬‬ ‫‪29.084.2‬‬ ‫‪19.407.75‬‬ ‫‪15.409.81‬‬ ‫‪19.084.71‬‬ ‫حجم‬

‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الودائع‬

‫معدالت‬
‫‪19.90%‬‬ ‫‪31.4%‬‬ ‫‪84.6%‬‬ ‫‪49.85%‬‬ ‫‪25.94%‬‬ ‫‪-19.25%‬‬ ‫‪-‬‬
‫النمو‬

‫حجم‬

‫‪11794091‬‬ ‫‪7762247‬‬ ‫‪6026287‬‬ ‫‪4101081‬‬ ‫‪2253596‬‬ ‫‪1403860‬‬ ‫‪1218393‬‬ ‫ودائع‬

‫االستثمار‬

‫معدل نمو‬

‫‪51.94%‬‬ ‫‪28.80%‬‬ ‫‪46.94%‬‬ ‫‪81.97%‬‬ ‫‪60.52%‬‬ ‫‪15.22%‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ودائع‬

‫االستثمار‬

‫حجم‬

‫‪22718951‬‬ ‫‪20869577‬‬ ‫‪19008462‬‬ ‫‪11483179‬‬ ‫‪7503315‬‬ ‫‪5938373‬‬ ‫‪6321437‬‬ ‫الودائع‬

‫الجارية‬

‫معدل‬

‫‪8.86%‬‬ ‫‪9.79%‬‬ ‫‪65.53%‬‬ ‫‪53.04%‬‬ ‫‪26.35%‬‬ ‫‪-6.05%‬‬ ‫‪-‬‬ ‫نموالودائ‬

‫ع الجارية‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على القوائم المالية الخاصة بمصرف السالم‪.‬‬
‫وفيما يلي الرسم التوضيحي لحجم الودائع الكلية‪:‬‬

‫‪76‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشكل‪ :03‬تطور حسابات اإليداع بمصرف السالم ‪2019-2013‬‬

‫‪120%‬‬

‫‪100%‬‬

‫‪80%‬‬

‫‪60%‬‬

‫‪40%‬‬

‫‪20%‬‬

‫‪0%‬‬

‫‪14000000‬‬
‫‪12000000‬‬
‫‪10000000‬‬
‫‪8000000‬‬
‫‪6000000‬‬
‫‪4000000‬‬
‫‪2000000‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫‪25000000‬‬ ‫‪22718951‬‬
‫‪20869577‬‬
‫‪19008462‬‬
‫‪20000000‬‬

‫‪15000000‬‬
‫‪11483179‬‬
‫‪10000000‬‬ ‫‪7503315‬‬
‫‪6321437‬‬
‫‪5000000‬‬ ‫‪5938373‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالستعانة بالتقارير المالية لمصرف السالم من ‪.2019-2013‬‬
‫‪77‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التحليل‪:‬‬
‫من الجدول والشكل الموضح أعاله‪ ،‬والخاص بتطور حجم الودائع في بنك السالم‪ ،‬نالحظ بلوغ الودائع‬
‫أكثر من ‪ 53‬مليار دوالر اي زيادة قدرها ‪ %193‬حيث بلغت ذروة نموها سنة ‪ 2017‬بقيمة قدرت ب‬
‫‪ %84.6‬وأدنى قيمة سنة ‪ 2014‬مع تذبذبات خالل السنوات االخرى داللة على التغيرات المختلفة‬
‫والتغيرات في حجم ودائع المصرف‪.‬‬
‫فالمصرف كان قد شهد سنة ‪ 2013‬زيادة في عدد المتعاملين و الذي بلغ في نهاية السنة ‪5580‬‬
‫متعامل‪ ،‬وهذا راجع العتماد المصرف إلستراتيجية تنويع المحفظة في نشاطات متنوعة وكذا إطالق‬
‫خدمات الكترونية عبر منتوج «السالم مباشر" و بطاقات الدفع"امنة"‪ ،‬إضافة لذلك إطالقه لخدمة‬
‫"السالم إ يجار" كمنتوج جديد استقطب به عدد معتبر من المتعاملين االقتصاديين‪ ،‬وفي ظل سعي‬
‫المصرف إلى تطوير من جودة خدماته‪ ،‬فقد قام أيضا بتشغيل ‪ 6‬وحدات جديدة للدفع االلكتروني"‪"TPE‬‬
‫بالمحالت التجارية ما سهل على المتعاملين القيام بعملياتهم التي يحتاجونها إضافة لكل ما سبق فقد‬
‫قام بحمالت ترويج عن طريق مشاركته في تظاهرات اقتصادية‪ ،‬كل هذا أدى لزيادة من معدل نمو‬
‫المصرف ب ‪ ،%23‬إال أنه وفي سنة ‪ 2014‬فقد شهد المصرف انخفاض معتبر في عدد المتعاملين‬
‫الذي استقطابهم فقد قدر عددهم ب ‪ 600‬متعامل فقط و الذي يعتبر قيمة ضئيلة من عدد المتعاملين‬
‫للسنة السابقة‪ ،‬هذا ادى إلى انخفاض نسبة النمو بقيمة قدرها ‪%19.25‬مقارنة بسنة السابقة‪ ،‬إال أن‬
‫المصرف قد تدارك هذا االنخفاض في سنة ‪ 2015‬فنالحظ ارتفاع في قيمة نمو الودائع قدر ب‬
‫‪ ،%25.94‬وارتفع حجم الودائع من ‪ 19‬مليار دج إلى ‪ 23‬مليار دج في سنة ‪ ،2015‬فقد ركز‬
‫المصرف خالل هذه السنة على جودة خدماته و تحسينها أكثر بداية من تطوير مهارات موظفي‬
‫المصرف من أجل التكيف مع المتغيرات والتفاعل مع التطورات الحديثة والتحكم أكثر في تقنيات‬
‫التسيير الكمية والنوعية بإعداد وتنفيذ أكثرمن ‪ 40‬برنامج تدريبي في مختلف التخصصات‪ ،‬اضافة‬
‫لذلك زاد المصرف من فروعه و قام بتوظيف ‪ 30‬موظف جديد ما أدى إلى زيادة ثقة المتعاملين‬
‫بالمصرف وشعورهم باألمان لتعاملهم معه و كذا الرضا مما يقدمه من خدمات‪ ،‬وعلى نفس المنوال‬
‫استمر نمو المصرف حيث انه قد سـجلت الودائع ارتفاعا ملحوظا في سـنة ‪ 2016‬بنسبة ‪% 46‬مقارنة‬
‫بنفـس الفتـرة ل ـ ‪ 2015‬منتقلـة مـن ‪ 210‬مليـون دوالر إلى ‪ 305‬مليـون دوالر‪ ،‬و قـد تمكـن المصـرف‬
‫عمومـا مـن تحقيـق التوازنات المسـتهدفة فـي تركيبة الودائع حيـث تمثل حسـابات الودائع الجارية ‪34‬‬

‫‪78‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪%‬مـن إجمالـي الودائـع و قـد انتقلت مـن مبلغ ‪ 5.67‬مليون دوالر إلى ‪ 105‬مليون دوالر أي بنسـبة‬
‫نمـو ‪% 56‬نتيجـة السـتقطاب متعامليـن جـدد و توطيـن عملياتهـم الجاريـة بالمصـرف فقد تم فتـح ‪887‬‬
‫حسـاب جديد‪ ،‬وبنفس المنحى سـجلت حسابات األفراد ارتفاعا ملحوظا و ذلك بفتح ‪ 621‬حساب جديد‬
‫بفضـل توطيـن رواتـب الموظفين و عرض خدمات جديدة في مجال التجزئة (التمويل االستهالكي‪،‬‬
‫الخدمات اإللكترونية‪ ،‬بطاقات الدفع‪ ). ...‬وتمثل حسابات االستثمار و االدخار نسبة ‪% 27‬من إجمالي‬
‫الودائع و قد انتقلت من مبلغ ‪ 55‬مليون دوالر إلى ‪ 88‬مليـون دوالر أي بنسـبة نمو ‪ % 44‬نتيجة‬
‫لتعزيز سـمعة المصرف بالسـوق و عرض أفضل الخدمات و تم تسجيل فتح ‪ 818‬حساب ادخار جديد‬
‫سنة ‪ ،2016‬أما بالنسبة ل ‪ 2017‬فنالحظ انه قد ســجلت ودائع العمالء ارتفاعا ملحوظا قدرت بنســبة‬
‫‪% 88‬مقارنــة بنفس الفترة لـ ‪ 2016‬منتقلــة مــن ‪ 309‬مليــون دوالر إلى ‪ 553‬مليــون دوالر‪ ،‬و فيمــا‬
‫يخــص تركيبــة الودائع فيمكننا القول ان الحســابات الجارية تمثل ‪% 31‬من إجمالي الودائع و قد‬
‫انتقلت من مبلغ ‪102‬مليون دوالر إلى‪ 171‬مليون دوالر أي بنسبة نمو ‪% 68‬نتيجة الستقطاب‬
‫متعام لين جدد و توطين عملياتهم الجارية بالمصرف وفتح ‪ 1005‬حساب جديد‪ ،‬و بنفس المنحى‬
‫سجلت حسابات األفراد ارتفاعا ملحوظا فقد تم فتح أكثر من ‪4000‬حســاب جديــد بسبب تطوير و‬
‫تحسين من خدماتها المقدمة كما نالحظ ان حسابات االستثمار و االدخار تمثل هي األخرى نسبة ‪25‬‬
‫‪%‬من إجمالي الودائع و قد انتقلت من مبلغ ‪ 35‬مليون دوالر إلى ‪ 52‬مليون دوالر أي بنســبة نمو ‪50‬‬
‫‪%‬نتيجة لتعزيز ســمعة المصرف بالسوق و عرض أفضل الخدمات و تم تسجيل فتح ‪ 1850‬حساب‬
‫ادخار جديد سنة ‪.2017‬‬
‫ومن المالحظ أن الودائع االدخارية شــهدت نموا معتب ار في ‪ 2018‬و ‪ 2019‬و إن كان نمو منخفض‬
‫مقارنة مع السنتين السابقتين حيــث ارتفعت بمبلغ ‪ 1,4‬مليار دينار جزائري ما يقدر ب‪ 34‬مليون دوالر‬
‫وبنســبة نمو ‪ ،% 54‬فبالنسبة لرصيد االدخار فقد نمى بمتوسط ‪ 340‬مليون دينار جزائري ما يقدر‬
‫ب‪ 3‬مليون دوالر في الشهر الواحد لمتوسط ‪ 700‬حساب جديد في الشهر بين ‪ 500‬و ‪ 900‬حساب‪،‬‬
‫مبدئيا يمكن أن نرد هذا النمو إلى عوامل عدة ساهمت فيه‪ ،‬منها توسع شبكة فروع المصرف‪ ،‬حيث‬
‫تم افتتاح عش ـرة فروع جديدة للمصرف بين ســنتي ‪ 2018‬و ‪ ، 2019‬ومنها أيضا النمو السريع لنشاط‬
‫تمويل األفراد‪ ،‬وكذلك مختلف الحمالت الترويجية والتســويقية للتشــجيع على االدخار‪ ،‬دون أن نغفل‬
‫العوائد المحفزة الموزعة من قبل المصرف على هذه الفئة من الودائع والتي بلغت نسبة ‪.%8,3‬‬

‫‪79‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعزيز الشمول المالي من حيث القروض‬


‫يسعى مصرف السالم الجزائري كغيره من المصارف اإلسالمية لتقديم التمويل الالزم لكافة القطاعات‬
‫واألنشطة االقتصادية بطريقة تتناسب مع كل نشاط‪ ،‬إضافة إلى تعدد وتنوع الخدمات التقليدية‬
‫المستخدمة كل ذلك في إطار تعزيزه للشمول المالي‪.‬‬
‫في هذا المطلب سنتطرق إلى التمويالت الممنوحة من طرف البنك وتطورها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التمويالت التي يقدمها المصرف‪.‬‬
‫تنقسم الخدمات التمويلية التي يقدمها مصرف السالم لعمالئه (سواء كانوا أفرادا أو شركات) إلى نوعين‬
‫أساسيين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫• ائتمانات قصيرة األجل (دورة االستغالل)؛‬
‫• ائتمانات متوسطة وطويلة األجل (دورة االستثمار)‪.‬‬
‫يمكن تقسيم التمويالت التي يقدمها مصرف السالم مع المفهوم اإلسالمي لكل عملية تمويلية في‬
‫الجداول الموالية‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ :06‬التمويالت الممنوحة للشركات‪.‬‬

‫الصيغة الشرعية لعملية التمويل‬ ‫اسم عملية التمويل‬

‫اإلجارة ‪ /‬االستصناع‬ ‫تمويل العقارات‬

‫المرابحة ‪ /‬االستصناع‬ ‫تمويل أشغال هندسية مدنية‬

‫المضاربة ‪ /‬المشاركة‬

‫المرابحة ‪ /‬اإلجارة‬ ‫تمويل معدات مهنية‬

‫المرابحة ‪ /‬اإلجارة‬ ‫تمويل معدات نقل‬ ‫الشركات‬

‫المرابحة ‪ /‬السلم‬ ‫تمويل استغالل‬

‫االعتماد االيجاري‬ ‫السالم إيجار‬

‫اإلجارة‬ ‫السالم إيجار ليزمد‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على الموقع‪www.alsalamalgeria.com. :‬‬

‫‪80‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يمثل الجدول أعاله أشكال التمويالت الممنوحة من طرف مصرف السالم الجزائري الخاصة بالشركات‬
‫و صيغتها الشرعية ‪ ،‬حيث نالحظ أن صيغة المرابحة هي األكثر استخداما مع الشركات‪ ،‬وذلك لتميز‬
‫الصيغة و كثرة طلبها من طرف الشركات نظ ار لسهولة المعاملة فيها و ثقتهم العالية بها‪.‬‬

‫الجدول رقم ‪ :07‬التمويالت الممنوحة لألفراد‪.‬‬

‫الصيغة الشرعية لعملية التمويل‬ ‫اسم عملية التمويل‬

‫بيع بالتقسيط‬ ‫السالم تسيير للسيارات‬

‫بيع بالتقسيط‬ ‫تسيير لتمويل الدراجات النارية‬

‫اإلجارة‬ ‫دار السالم المتالك منزل‬

‫االستصناع ‪ /‬البيع ألجل ‪ /‬المشاركة‬ ‫دار السالم لتهيئة المنزل‬ ‫األفراد‬

‫اإلجارة‬ ‫دار السالم لبناء أو توسيع منزل‬

‫اإلجارة‬ ‫دار السالم استئجار‬

‫المشاركة‬ ‫دار السالم ‪LPA/LPP‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على الموقع‪www.alsalamalgeria.com. :‬‬

‫يمثل الجدول أشكال التمويالت الممنوحة من طرف مصرف السالم الجزائري لألفراد نالحظ أنه ال يوجد‬
‫صيغة محددة يفضلها األفراد ‪.‬‬
‫ومنه نصل أن مصرف السالم الجزائري يقوم وتماشيا مع فلسفته المصرفية الشاملة بتمويل مختلف‬
‫األعوان االقتصاديين وكذا مختلف األنشطة والقطاعات االقتصادية بواسطة قروض ذات أجال مختلفة‪،‬‬
‫في ظل األساليب والصيغ اإلسالمية المعمول بها‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬تطور التسهيالت الممنوحة من قبل مصرف السالم ‪2019-2013‬‬


‫شهدت تسهيالت مصرف السالم تطورات واضحة خالل هذه الفترة‪ ،‬يمكن توضيحها في الجدول‬
‫الموالي‪:‬‬

‫الجدول رقم‪ : :08‬تطور التسهيالت الممنوحة من طرف بنك السالم (‪)2019-2013‬‬


‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على القوائم المالية الخاصة بمصرف السالم‪.‬‬

‫السنة‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬
‫البنود‬
‫تمويل دورة‬
‫‪53168392 42244302 27143656 20169054 16567805 15066234 19696910‬‬

‫مؤسسات خاصة‬
‫االستغالل‬
‫تمويل دورة‬
‫‪11333094 10487621 8171368‬‬ ‫‪7866447‬‬ ‫‪6430485 8649378 7104262‬‬
‫االستثمار‬
‫إجارة أصول‬
‫‪9006385‬‬ ‫‪7173303‬‬ ‫‪3911926‬‬ ‫‪822162‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬
‫منقولة‬
‫‪5081941‬‬ ‫‪4030784‬‬ ‫‪3154795‬‬ ‫‪183005‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫إجارة عقارات‬
‫حسابات جارية‬
‫‪209146‬‬ ‫‪47769‬‬ ‫‪27145‬‬ ‫‪63793‬‬ ‫‪39956‬‬ ‫‪80515‬‬ ‫‪1551461‬‬
‫مدينة‬

‫مؤسسات‬
‫إجارة أصول‬

‫عامة‬
‫‪14352‬‬ ‫‪9368‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬
‫منقولة‬

‫تمويل عقاري‬
‫‪3029808‬‬ ‫‪2246893‬‬ ‫‪1376376‬‬ ‫‪494700‬‬ ‫‪92031‬‬ ‫‪143348‬‬ ‫‪412613‬‬
‫لألفراد‬

‫‪16742640 11587952‬‬ ‫‪3653767‬‬ ‫‪46826‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬


‫تمويل استهالكي‬ ‫األفراد‬
‫لألفراد‬
‫‪95583‬‬ ‫‪75340‬‬ ‫‪45454‬‬ ‫‪29337‬‬ ‫‪21268‬‬ ‫‪23939‬‬ ‫‪28774‬‬ ‫إجمالي التمويالت‬

‫‪82‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما يمكن توضيح معدالت نمو حسابات تمويل مصرف السالم في الجدول الموالي‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :09‬معدالت النمو حسابات تمويل مصرف السالم ‪2019-2013‬‬

‫السنة‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬


‫المؤشر المالي‬

‫معدل نمو تمويل‬


‫دورة االستغالل‬
‫‪25.8%‬‬ ‫‪55.6%‬‬ ‫‪34.5%‬‬ ‫‪21.7%‬‬ ‫‪99.9%‬‬ ‫‪)5.23(%‬‬ ‫‪33.1%‬‬

‫مؤسسات خاصة‬
‫معدل نمو تمويل‬
‫دورة االستثمار‬
‫‪8%‬‬ ‫‪28.3%‬‬ ‫‪3.8%‬‬ ‫‪22.3%‬‬ ‫(‪%)6.25‬‬ ‫‪21.7%‬‬ ‫‪23.9%‬‬
‫معدل نمو إجارة‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫أصول منقولة‬
‫‪375.8%‬‬ ‫‪25.5%‬‬ ‫‪83.3%‬‬ ‫‪375.8%‬‬
‫معدل نمو إجارة‬
‫‪128.1%‬‬ ‫‪26%‬‬ ‫‪27.7%‬‬ ‫‪128.1%‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬
‫عقارات‬
‫‪1548.8‬‬ ‫معدل نمو حسابات‬
‫‪337.8%‬‬ ‫‪75.9%‬‬ ‫)‪%( 57.4‬‬ ‫‪59.6%‬‬ ‫)‪%( 50.3‬‬ ‫)‪%( 94.8‬‬ ‫جارية مدينة‬
‫‪%‬‬
‫معدل نمو إجارة‬
‫أصول منقولة‬
‫مؤسسات‬

‫عامة‬
‫‪53.2%‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬

‫معدل نمو تمويل‬


‫‪348.4%‬‬ ‫‪63.2%‬‬ ‫‪178.2%‬‬ ‫‪437.5%‬‬ ‫)‪%( 35.7‬‬ ‫)‪%( 66‬‬ ‫‪448.6%‬‬
‫عقاري لألفراد‬
‫األفراد‬

‫معدل نمو تمويل‬


‫‪44.4%‬‬ ‫‪217.1%‬‬ ‫‪7702%‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬
‫استهالكي لألفراد‬
‫نسبة نمو إجمالي‬
‫‪27%‬‬ ‫‪66%‬‬ ‫‪55%‬‬ ‫‪38%‬‬ ‫‪)6(%‬‬ ‫‪)17(%‬‬ ‫‪36%‬‬
‫التمويالت‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالعتماد على القوائم المالية الخاصة بمصرف السالم‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وفيما يلي الرسم التوضيحي لحجم تطور نسب الحسابات التمويلية وإجمالي تلك التمويالت الممنوحة‬
‫من مصرف السالم لكل من المؤسسات الخاصة والعمومية وكذا األفراد ‪:2019-2013‬‬
‫الشكل‪- :04‬تمثيل إجمالي تمويالت الحسابات ‪:‬‬

‫‪7%‬‬
‫‪9%‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪30%‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪7%‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪9%‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪24%‬‬ ‫‪14%‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪2019‬‬

‫الشكل ‪: 05‬تمثيل التسهيالت الممنوحة للمؤسسات الخاصة‪:‬‬

‫‪10%‬‬
‫‪8%‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪27%‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪9%‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪22%‬‬ ‫‪14%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪2018‬‬

‫‪11%‬‬
‫‪14%‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪18%‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪17%‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪13%‬‬ ‫‪16%‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪10%‬‬ ‫‪2019‬‬

‫‪84‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشكل ‪ :06‬االصول المنقولة لمؤسسة خاصة‬

‫‪4%‬‬
‫‪19%‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪43%‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪34%‬‬
‫‪2019‬‬

‫‪2%‬‬

‫‪41%‬‬ ‫‪25%‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪2017‬‬

‫‪2018‬‬
‫‪32%‬‬
‫‪2019‬‬

‫‪2%‬‬ ‫‪2%‬‬
‫‪3%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪2%‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪4%‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪77%‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪2019‬‬

‫‪85‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشكل ‪ :07‬التسهيالت الممنوحة للمؤسسات العمومية‪:‬‬

‫‪39%‬‬

‫‪61%‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪2019‬‬

‫لألفراد‪:‬‬ ‫الشكل ‪ :08‬التسهيالت الممنوحة‬

‫‪5% 2%‬‬ ‫‪1%‬‬


‫‪6%‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪39%‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪18%‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪29%‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪2019‬‬

‫‪1%‬‬
‫‪11%‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪52%‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪36%‬‬ ‫‪2019‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين باالستعانة بالتقارير المالية لمصرف السالم ‪2019-2013‬‬

‫‪86‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التحليل‪:‬‬
‫يمثل كل من الجدولين والتمثيالت البيانية أعاله تطور التسهيالت الممنوحة من طرف مصرف السالم‬
‫الجزائري خالل الفترة (‪.)2019-2013‬‬
‫حيث يبين الجدول رقم ‪ 04‬التسهيالت الممنوحة والجدول رقم ‪ 05‬معدالت النمو الخاصة بكل حساب‬
‫إضافة لمعدالت النمو إجمالي التمويالت‪ ،‬أما التمثيل البياني فيوضح تطور نسب الحسابات التمويلية‬
‫وإجمالي تلك التمويالت الخاصة بالمصرف خالل السبع سنوات األخيرة‪.‬‬
‫يالحظ من التمثيل البياني رقم ‪ 01‬أن إجمالي التمويالت بلغ أكبر قيمة لها في سنة ‪ 2019‬بنسبة‬
‫‪% 30‬ما يقابل ‪ 95583‬آالف دج‪ ،‬بمعدل نمو‪ %27‬وأدنى قيمة شهدها المصرف كانت سنتي‬
‫‪ 2014‬و‪ 2015‬بنفس النسبة ‪ %7‬قدرت ب ‪23939‬أالف دج و‪ 21268‬آالف دج على التوالي‪،‬‬
‫مع تذبذبات في السنوات األخرى‪.‬‬
‫في سنة ‪ 2013‬بلغت نسبة إجمالي التمويالت ب ‪ %9‬ما يقدر ب ‪ 28774‬آالف دج ويعود ذلك‬
‫لالستراتيجيات المعتمدة من طرف المصرف للترويج وزيادة عدد المتعاملين‪ ،‬إضافة للزيادة في عدد‬
‫الودائع التي ساهمت في زيادة منح التسهيالت بذلك حقق معدل نمو معتبر ‪ %36‬حسب الجدول رقم‬
‫‪.05‬‬
‫يالحظ من التمثيل البياني رقم ‪ 02‬أن المصرف يمنح التسهيالت الخاصة باالستثمار ودورة االستغالل‬
‫بنسبة ‪ ،11%‬بمعدل نمو‪ 33.1%‬و‪ %10‬معدل نمو‪ 23.9%‬على التوالي ويعود ذلك كونها تسمح‬
‫بتوظيف وتشغيل المدخرات بأقل التكاليف وأكثر ربحية‪ .‬أما عن حسابات جارية مدينة أخذت حصة‬
‫األسد بنسبة‪ 77%‬وذلك لكثرة طلب المتعاملين عليها فحققت معدل النمو التالي ‪.1548.8%‬‬
‫أما في سنتي ‪ 2014‬و ‪ 2015‬قد انخفضت كل مؤشرات المصرف و من ضمنها التمويالت و هذا‬
‫ما يوضح الجدول حيث أن المصرف لم يحقق معدل نمو بل كانت القيمة بالسالب كالتالي‪)%17( :‬‬
‫و (‪ )6%‬على التوالي‪ ،‬و يعود ذلك للوضع الخارجي الوطني (أزمة البترول) التي أضعفت االقتصاد‬
‫عموما والمنظومة المصرفية خصوصا‪ ،‬إضافة لضعف تسيير وحوكمة اإلدارة المؤقتة‪ ،‬و من بين‬
‫األسباب األخرى التي جعلت هنالك تراجع في منح التمويالت كما هي موضحة في الرسم البياني حيث‬
‫بلغ التمويل العقاري لألفراد ‪2%‬و ‪ 1%‬بانخفاض قدر ب (‪ )%66‬و(‪ )35.7%‬انتهاج المصرف‬
‫سياسة حذرة في منح التسهيالت‪ ،‬والقوانين الصادرة آنذاك ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما نالحظ زيادة في تمويل االستثمار من ‪11%‬إلى‪%14‬في سنة ‪ 2014‬وذلك باعتبار أنها تشغيل‬
‫للمدخرات بأقل التكاليف وأكثر ربحية ما أدى إلى تفضيلها من طرف المتعاملين في تلك الظروف‪،‬‬
‫بعدها عاودت االنخفاض في سنة ‪ 2015‬حتى بلغت ‪ 10%‬بسبب االنتكاسة التي مر بها المصرف‬
‫وانخفاض مؤشراته‪.‬‬
‫بدأ المصرف في العودة في سنة ‪ 2016‬بل وحقق معدل نمو مرتفع مقارنة بالسنوات السابقة حيث بلغ‬
‫إجمالي التمويالت ‪ 9%‬ما يقدر ب ‪ 29337‬أالف دج‪ ،‬ويعود ذلك لسرعة و مرونة معالجة ملفات‬
‫التمويل بسبب إعادة الهيكلة في إدارة التمويالت‪ ،‬تعزيز سمعة المصرف و تنشيط الجانب التجاري و‬
‫التسويقي؛ التركيز على دعم الفروع و توسيع دائرة الزبائن باستقطاب متعاملين جدد متميزين‪ ،‬بالمقابل‬
‫تنويع صيغ التمويل و التركيز على التمويالت قصيرة األجل موزعة على عدة قطاعات وعرض خدمات‬
‫جديدة في مجال التجزئة‪ ،‬إضافة للقفزة النوعية التي سجلتها عملية تمويل العقار لألفراد و الشركات‬
‫الصغيرة و المتوسطة‪ ،‬من بين التسهيالت الممنوحة الجديدة للمؤسسات الخاصة ‪ :‬إجارة أصول منقولة‬
‫قدرت ب ‪ 882162‬آالف دج بنسبة ‪ 4%‬و إجارة العقارات قدرت قيمته ب ‪ 183005‬آالف دج‬
‫بنسبة ‪.%2‬‬

‫نالحظ زيادة في تمويل االستثمار من ‪%16‬إلى‪ 10%‬لكثرة طلب المتعاملين عليها وبذلك حقق معدل‬
‫نمو متمثلة في ‪.22.3%‬‬
‫وفي سنة ‪ 2017‬بلغ إجمالي التمويالت ‪ 14%‬أي ‪ 45454‬االف دج وذلك مع تحسن المحيط‬
‫الخارجي (الحالة العامة لالقتصاد) وتوسيع دائرة الزبائن إضافة لولوج قطاع التجزئة واألفراد بصورة‬
‫أوسع مع تحسن سمعة المصرف لدى متعامليه وزيادة ثقتهم‪.‬‬
‫نالحظ ارتفاع في نسبة إجارة أصول منقولة من ‪ 4%‬في سنة ‪ 2016‬إلى ‪ 19%‬محققة بذلك معدل‬
‫نمو عالي ‪ 83.3%‬ويعود ذلك البرام المصرف اتفاقيات مع كبار المتعاملين‪ ،‬ظهور منتج جديد "منتج‬
‫ليزمد"‪ ،‬أما عن إجارة عقارات فقد زادت نسبته من ‪2%‬إلى ‪ 25%‬من العام الماضي حتى ‪2017‬‬
‫حيث تم عرض خدمات جديدة في مجال العقارات مثل منتج دار السالم للسكنات الترقوية؛ وقد عرف‬
‫نشاط االعتماد اإلجاري تطو ار مهما‪.‬‬
‫أما عن الخدمات التي عرضها في مجال التجزئة تمثلت في التمويل االستهالكي لألفراد حيث ارتفع‬
‫من ‪ 1%‬سنة ‪ 2016‬إلى ‪ 11%‬سنة هذه السنة ويعود ذلك إلى ان المصرف قد تعاقد مع ‪ 24‬مؤسسة‬
‫لغرض استفادة موظفيها من خدمات موجهة لألفراد‪ ،‬إضافة إلى تزايد وتيرة تركيب السيارات وتوقيع ‪4‬‬

‫‪88‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اتفاقيات مع موزعين محليين لسيارات مركبة محليا‪ ،‬والتمويل العقاري "دار السالم"؛ أيضا تم توقيع‬
‫اتفاقيتين مع شركتي تامين بغرض تقديم منتجات متكاملة للمتعاملين‪ ،‬وبهذا حققت معدل نمو قدر ب‬
‫‪ 217.1%‬اي قفزة نوعية في منح التسهيالت‪.‬‬
‫واصل المصرف في التقدم و التحسن حيث ارتفع إجمالي التمويالت من ‪ 14%‬في سنة ‪ 2017‬إلى‬
‫‪ 24%‬سنة ‪ 2018‬ما يقابل ‪ 75340‬االف دج أي حقق معدل نمو مرتفع ‪ 66%‬ويعود ذلك إلى‬
‫معالجة ملفات الشركات الناشطة في مختلف الميادين االقتصادية؛ حيث تمت زيادة في معالجة الملفات‬
‫المدروسة بمعدل نمو قدره ‪ % 54‬وقد تنوعت هذه الملفات ما بين استثمارية و استغاللية و هذا ما‬
‫يفسر الزيادة في تمويل دورة االستغالل حيث ارتفعت من ‪ 14%‬سنة ‪ 2017‬إلى ‪ % 22‬سنة ‪2018‬‬
‫بمعدل نمو قدره ‪ 55.6%‬اما عن تمويل دورة االستثمار ارتفعت من ‪13%‬إلى ‪ 17%‬بمعدل نمو‬
‫قدره ‪ .28.3%‬أما التمويل االستهالكي لألفراد فقد تضاعف ثالث مرات من ‪ %11‬سنة ‪ 2017‬إلى‬
‫‪ %36‬سنة ‪ 2018‬ويعود ذلك إلى التوسع المصرفي الذي أدى إلى جذب واستقطاب أكبر عدد ممكن‬
‫من المتعاملين حيث تم افتتاح ‪ 3‬فروع في جنوب الجزائر "ورقلة‪ ،‬ادرار‪ ،‬بسكرة" وفرعين بالعاصمة‬
‫"حسيبة‪ /‬سيدي يحيى" وفي شرق الجزائر "باتنة"‪ ،‬إضافة انه تم التعاقد مع ‪ 9‬مؤسسات حكومية مع‬
‫‪ 33‬اتفاقية مبرمة سابقا‪ ،‬حيث أصبح عدد االتفاقيات ‪ ،42‬محققا بذلك معدل نمو قدره ‪.44.4%‬‬
‫وبلغ تمويل عقاري لألفراد ضعف ما كان عليه سنة ‪ 2017‬حيث بلغ آنذاك ‪ 18%‬وفي سنة ‪2018‬‬
‫أصبح ‪ 29%‬وذلك لكثرة الطلب على هذا النوع من التمويل‪ ،‬حقق نسبة نمو ‪.63.2%‬‬
‫يتبين من الجدول والرسم البياني أعاله أن المصرف قد حقق أعلى قيمة في إجمالي التمويالت منذ‬
‫بدايته تقدر ب ‪ 95583‬أالف دج‪ ،‬أي بنسبة ‪ ،30%‬في سنة ‪ 2019‬ويعود ذلك لوضــع إجراءات‬
‫العمليــة والتنظيميــة الخاصــة باســتحداث منتجات جديــدة على مســتوى المصرف والمتعلقة بـ‪ :‬تمويل‬
‫اإلجارة من الباطن لفائدة األفراد والمؤسسات‪ ،‬تمويل إجارة الخدمات الموجه للمؤسسات والمهن الحرة‬
‫والتجار‪ ،‬تمويل بصيغة المزارعة الموجه الستئجار األراضي الفالحية بغية زراعتها‪.‬‬
‫إضافة لذلك تحيين اإلجراءات التنظيمية لعمليات التمويل الموجهة لألفراد والمؤسسات والمهن الحرة‬
‫والتجار المتمثلة فيالتمويل العقاري الموجه لألفراد "دار السالم‪ ،‬تمويل االعتماد االيجاري‪ ،‬دليــل‬
‫اإلجراءات العمليــة لمختلــف الصيغ التمويلية (الســلم‪ ،‬االســتصناع‪ ،‬المضاربة‪ ،‬المشــاركة‪ ،‬المرابحة‪،‬‬
‫البيع بالتقسيط واإلجارة)‪ .‬بذلك حقق معدل نمو معتبر ‪.27%‬‬

‫‪89‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وقد انخفضت قيمة التمويالت المدروسة خالل سنة ‪ 2019‬بنسبة ‪% 3‬وذلك راجع إلى السياسة‬
‫المنتهجة من طرف المصرف في توزيع محفظة التمويالت حيث أنه تم تأجيل مجموعة من طلبات‬
‫التمويل االستثماري وقد تم رفض تمويل عدة ملفات إما لضعف مردودية نشاط الشركة أو ضعف‬
‫البيانات المالية أو عدم توافق صيغة التمويل مع تعاليم الشريعة السالمية أو سياسة المصرف‪.‬‬
‫يالحظ من الرسم البياني رقم ‪ 03‬أن التمويل االستهالكي لألفراد ارتفع من نسبة ‪%36‬سنة ‪2017‬‬
‫إلى نسبة ‪%56‬خالل هذه السنة أي بمعدل نمو ‪%44.4‬و ذلك كنتيجة حتمية لكفاءة الخدمات وسرعة‬
‫التكفل بطلبات المتعاملين من الدراسة إلى التعبئة‪ ،‬وهي اإلستراتيجية المعتمــدة من طــرف اإلدارة‬
‫العامة التــي عملت على التعريــف بالصيرفة اإلسالمية من خالل مختلــف منافــذ اإلعالم واإلشهار‬
‫للتعريــف بالمصرف‪ ،‬فتــح الفــروع الجديدة عبــر الوطن وتطويــر مختلف المنتجات الموافقة للشريعة‬
‫السمحة والمواتية لطلبات مختلف المتعاملين االقتصاديين‪ ،‬حيث وانه تم التعاقد مع ‪ 14‬مؤسسة‬
‫لغرض استفادة موظفيها من خدمات المصرف الموجهة لألفراد إضافة إلى ‪ 42‬اتفاقية مبرمة في‬
‫السنوات ا لسابقة ما يرفع العدد اإلجمالي لالتفاقيات إلى ‪ 56‬اتفاقية‪.‬‬
‫أما التمويالت العقارية فقد بلغت التمويالت العقارية الخاصة باألفراد نسبة ‪ %39‬أي ما يقابل‬
‫‪ 3029808‬أالف دج وحققت معدل نمو ‪%348.4‬مقارنة بسنة ‪ 2018‬التي بلغ فيها معدل نمو‬
‫‪%63.2‬و يعود ذلك أن نشــاط التمويالت العقارية لألفراد عرف تعبئــة التمويالت بمختلف الصيغ‬
‫المعتمدة من طرف المصرف لمجمل الطلبيات المقدمة من طرف األفراد‪ ،‬حيث تم دراسة ‪ 382‬ملف‬
‫و تم منح تمويالت ألكثر من ‪ 294‬ملف و تم إبرام عــدة اتفاقيات فــي إطار التمويــل العقاري لألفراد‬
‫بيــن المصرف وعدة مؤس ســات اقتصادية و جامعات بالموازاة مع افتتاح فروع جديدة للمصرف‪.‬‬
‫وقد بلغت التمويالت العقارية الخاصة بالشركات الخاصة ‪%41‬ما يقدر ب ‪ 5081941‬آالف دج‪،‬‬
‫ما يفسر هذا أن المصرف انتهج سياسة انتقائية في مجال تمويل المرقيين العقاريين‪ ،‬بحيث تم االكتفــاء‬
‫في التمويل بالمتعاملين التقليدييــن للمصرف‪ ،‬والذين يتميزون بالجدية والصرامة وبهذا حقق معدل نمو‬
‫قدر ب ‪.%128.1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬إجراءات مصرف السالم‪-‬الجزائر‪-‬لتعزيز الشمول المالي‬


‫يسعى مصرف السالم –الجزائر‪-‬إلى تطبيق رؤيته الرامية إلى توفير خدماته المصرفية المتنوعة‬
‫للمتعاملين االقتصاديين في ربوع الوطن للمساهمة في بناء الحصر االقتصادي وذلك في إطار تعزيز‬

‫‪90‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشمول المالي سنتطرق في هذا المطلب إلى أبرز اإلجراءات التي تبناها المصرف لتحقيق أهدافه‬
‫المسطرة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬دعم البنية التحتية‬
‫بلغ عدد فروع المصرف ‪ 20‬فرعا‪ ،‬يحرص المصرف على توسيع دائرة متعامليه االقتصاديين‬ ‫•‬
‫وتقريب خدماته لكل فئات المجتمع وتغطية ما أمكن من مراكز النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫زيادة عدد الموظفين في كل الفروع‪ ،‬حيث تــم خــالل ســنة ‪ 2019‬توظيــف ‪ 96‬موظفا جديــدا‬ ‫•‬
‫لتغطيــة احتياجــات اإلدارات والفــروع القائمة والجديدة‪ ،‬ليصل العدد اإلجمالي للموظفين ‪ 566‬موظفا‪.‬‬
‫في مجال تطوير المهارات‪ ،‬تم تنظيم ‪ 92‬دورة تدريبية من بينها ‪ 79‬دورة تدريبية خارجية و‪13‬‬ ‫•‬
‫دورة تدريبيــة داخلية خصت ‪ 1095‬مشــاركة للموظفين وشــملت جــل المواضيع ذات االهتمــام العام‬
‫والمتخصص لمهن المصرف المختلف‪.‬وبخصوص تنظيم العمل‪ ،‬تم اقتناء نظام معلوماتي جديد‬
‫لتسيير وتطوير الموارد البشرية يشتغل في شكل وحدات متوافقة تم تشغيل وحدة تسيير الرواتب وربطها‬
‫بنظام المصرف ألمعلوماتي وســيتم تفعيل وحدة تطوير المهارات عن طريق إنشاء واجهة الموارد البشرية‬
‫وربطها بفضاء التسيير اآللي‪.‬‬
‫إطالق تحديات المبيعات لخلق التنافس بين الوكاالت لتحسين األداء‪.‬‬ ‫•‬
‫إقامة مسابقة "الموظف المتميز" ما بين الموظفين وذلك لنشر ثقافة الجودة والتميز اإلداري داخل‬ ‫•‬
‫المصرف وتحفيزهم على االنجاز واإلبداع في العمل مما يحقق أهداف المصرف‪.‬‬
‫توقيع اتفاقيات مع شركة السالمة لتأمينات بنسبة ‪85%‬سنة ‪.2019‬‬ ‫•‬
‫إنشاء مركز تسليم ‪ HCI‬لتسهيل التسليم للعمالء‪.‬‬ ‫•‬
‫تواجد الصرافات اآللية في مختلف أماكن ونقاط البيع‪.‬‬ ‫•‬
‫توفير خدمة الهاتف البنكي في الفروع حيث تــم تحويل نظــام الهواتف الخاصــة بالمصرف من‬ ‫•‬
‫النظــام التقليدي إلى النظام ‪ IP‬عبــر أربع أرقام لحسين التواصل المرئي بين موظفي الفروع واإلدارات‬
‫المركزية‪.‬‬
‫تشغيل وحدات جديدة للدفع االلكتروني ‪TPE‬بمحالت تجارية‪.‬‬ ‫•‬
‫مواكبة تكنولوجيا العصر‪ ،‬تم ولولج لعالم الصيرفة االلكترونية والرقمنة غبر الخدمات المقدمة و‬ ‫•‬
‫منتجات السالم‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يعمل المصرف على تحسين ظروف العمل لدى الموظفين بتصميم منظومة جديدة للمهن‬ ‫•‬
‫والكفاءات تسمح بإدارة المسارات المهنية وفق معايير األداء والكفاءة المساهمة الفعلية في القيمة‬
‫المضافة‪ ،‬بما يحفز الموظف على استغالل كل طاقته المعرفية والعلمية للتألق والتميز مع ايالء أهمية‬
‫خاصة للتدريب المستمر والتطوير الدائم للمؤهالت‪.‬‬
‫إعداد مجموعة من النصـوص التنظيمية بلغ عددهـا ‪ 33‬نصا‪ ،‬تشـمل اإلجراءات‪ ،‬التعليمـات‪،‬‬ ‫•‬
‫دليـل المسـتعمل (المنتجـات المصـرف‪ :‬اإلجارة‪-‬بيـع األجل‪-‬السلم‪-‬االستصناع‪-‬المشـاركة‪-‬المضاربة)‪،‬‬
‫دليـل إجـراء أمـن نظـم المعلومـات‪ ،‬ومختلـف جوانب نشاط المصرف من بينها التمويل االستهالكي‪،‬‬
‫التمويل العقاري لألفراد‪ ،‬الدفع االلكتروني‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحماية المالية للمستهلك والتثقيف المالي‬
‫وضع نظام كامل وشامل لحماية المعلومات (‪ (SMSI‬يوافق المعيار الدولي إيزو‪ ، 27001‬هذا‬ ‫•‬
‫النظام يعتمد أساسا على وضع سياسة و إجراءات لحماية المعلومات‪ ،‬التوعية والتكوين‪ ،‬تقييم‬
‫األخطار‪/‬التحليل إدارة المخاطر حسب معيار ‪ ،ISO 27005‬تطبيق وتشغيل‪ SMSI‬استمرار المراقبة‬
‫ومراجعة ‪SMSI‬؛إدامة وتحسين‪.SMSI‬‬
‫تم الشــروع فــي االنتقال للنســخة الجديدة من البنــك الرقمي المتعدد القنوات‪ ،‬وتم تقييس اإلرسال‬ ‫•‬
‫التلقائي إلشعارات العمليات‪ ،‬وتحسين برنامج توزيع األرباح وبرنامج تسيير عمليات فيزا‪.‬‬
‫وضع نظام مركزي لمراقبة الخوادم الحساسة‪.‬‬ ‫•‬
‫ترقيــة مركــز المعلوماتي الرئيســي وفق المعايير الدولية وإنشاء مركــز معلوماتــي متطور‬ ‫•‬
‫)‪.(DATACENTER‬‬
‫يحرص المصرف في كل سنة على وضع تحديثات جديدة تواكب التكنولوجيا والرقمنة لحماية‬ ‫•‬
‫بياناته وتسهيل الخدمات على متعامليه‪.‬‬
‫يتم استحداث تقارير يتم إعدادها يوميا وكذا دوريا تختص الرقابة على القيود المحاسبية وكذا‬ ‫•‬
‫استغالل ملفات العمليات المدرجة في نظام المعلومات‪ ،‬الهدف منها توفير أعلى مستوى من الشفافية‬
‫والموثوقية للمعلومات المالية المعروضة وكذا التمكين من التحليل والتدقيق في ذات المعلومات لغرض‬
‫إعداد القوائم والبيانات المالية بما يساهم في إرساء مسار ومتطلبات الرقابة الداخلية في المصرف‪.‬‬
‫يقوم المصرف بكل االفصاحات المالية القانونية وذلك لضمان امتثال المصرف للقوانين واألوامر‬ ‫•‬
‫الصادرة عن بنك الجزائر وحفاظا على مصداقية المصرف‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إعداد مشروع تحيين اإلجراء الخاص بمكافحة تبييض األموال وتمويل اإلرهاب وإحصاء التشريعات‬ ‫•‬
‫والنظم بالتنسيق مع إدارة التنظيم‪.‬‬
‫تحسيس جميع الموظفين بالتدابير الخاصة بمكافحة تبييض األموال‪ ،‬والسهر على برامج التكوين‬ ‫•‬
‫في هذا المجال‪.‬‬
‫يوفر المصرف كل المعلومات والبيانات لمتعامليه من خالل الخدمات التي يقدمها‪.‬‬ ‫•‬
‫إصدار مجلة شهرية منذ سنة ‪– 2018‬مجلة السالم‪-‬للتعريف بالمصرف ومختلف نشاطات‪،‬‬ ‫•‬
‫منتجات وإنجازات المصرف على األصعدة االجتماعية‪ ،‬التجارية‪ ،‬المهنية‪ ،‬اإلعالمية والتنظيمية‪،‬‬
‫أي عبارة عن فضاء تواصلي يندرج ضمن إستراتيجية المصرف في االنفتاح على جميع األطراف ذات‬
‫المصلحة ترسيخا لقيم المصرف "التميز‪ ،‬االلتزام‪ ،‬التواصل" وذلك مع عامة الزمالء والمتعاملين وعامة‬
‫المواطنين‪.‬‬
‫الزيارة الميدانية للمتعاملين‪.‬‬ ‫•‬
‫أولى المصرف اهتماما كبي ار للمسؤولية االجتماعية من خالل تفعيلها وتطوير مجالها وااللتزام‬ ‫•‬
‫بالمشاركة في األنشطة وبرامج الخدمة المجتمعية‪.‬‬
‫يوجه المصرف صرف األموال المجنية من الرقابة الشرعية في مصارف تخدم المجتمع ومنها‪:‬‬ ‫•‬
‫التعليم‪ ،‬الرعاية الصحية‪ ،‬العمل الخيري لأليتام‪ ،‬نشر ثقافة المسؤولية االجتماعية‪ ،‬دعم المشاريع‬
‫الصغيرة‪ ،‬دعم العمل التطوعي‪ ،‬وكذا الجمعيات المتخصصة في تقديم يد المســاعدة والعون لفئــات‬
‫من المجتمع جد حساســة كالم ـرأة الجزائريــة‪ ،‬وذوي االحتياجات الخاصة بالتنســيق مع الجمعيات إضافة‬
‫لنشر ثقافة الصيرفة والمالية اإلسالمية في المجتمع‪.‬‬
‫رعاية الملتقيات العلمية ترسيخا منه لقيم المواطنة والتكافل االجتماعي‪.‬‬ ‫•‬
‫المشاركة في عدة نشاطات وتظاهرات علمية وثقافية‪.‬‬ ‫•‬
‫يقوم المصرف باإلقدام التجاري الفعال عن طريق التغطية اإلعالمية على الوسائل التقليدية‬ ‫•‬
‫المختلفة (راديو‪ ،‬جرائد‪ ،‬تلفزيون‪.)..‬‬
‫‪1‬‬
‫توسيع مصرف السالم الجزائر على الشبكات االجتماعية (فيسبوك‪ ،‬انستغرام‪ ،‬تويتر‪.)...‬‬ ‫•‬
‫ثالثا‪ :‬الخدمات والمنتجات المالية‬
‫يطلق مصرف السالم الجزائر في كل مرة عدد من المنتجات الجديدة إضافة لتطوير القديمة منها‪.‬‬ ‫•‬

‫‪https://www.alsalamalgeria.com/ar/page/list-233-‬بنك‌السالم‪‌،‬الجزائر‪‌،‬تقارير‌مالية‌سنوية‪‌،2019‌،‬متاحة‌على‌الموقع‪1‬‬

‫‪0.html‬‬
‫‪93‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إطالق الخدمات االلكترونية تتمثل في‪:‬‬ ‫•‬


‫خدمة ما قبل التوطين‪ ،‬عنوان السالم مباشر‪ ،‬السالم سمارت ‪.banking‬‬
‫إصدار بطاقات الكترونية تتمثل في‪:‬‬ ‫•‬
‫بطاقة الدفع اآلمنة‪ ،‬بطاقة التوفير "أمنيتي"‪ ،‬بطاقة السالم في از مسبقة الدفع‪ ،‬بطاقة في از الذهبية‪،‬‬
‫بطاقة في از بالتنيوم‪.‬‬
‫إطالق منتجات تمويلية تتماشى مع فئات المجتمع المختلفة والمتعاملين‪.‬‬ ‫•‬
‫‪1‬‬
‫في كل مرة يقوم المصرف بتخفيف متطلبات التمويل‪.‬‬ ‫•‬

‫خالصة الفصل الثاني‪:‬‬


‫بعد إجراء الدراسة التطبيقية لمصرف السالم –الجزائر‪ -‬خالل الفترة (‪ )2019-2013‬و باالعتماد‬
‫على التقارير و القوائم المالية السنوية المتمثلة في ميزانيات سبع السنوات األخيرة‪ ،‬إضافة للمجالت‬
‫ومن خالل القيام بدراسة المعطيات و تحليلها أظهرت النتائج إن مصرف السالم –الجزائر‪ -‬يقوم‬

‫‪https:/www.alsalamalgeria.com/ar/page/list-15-0-‬بنك‌السالم‌الجزائر‪‌،‬مجالت‌السالم‪‌،2019،‬متاح‌على‌الموقع‌‪1‬‬

‫‪11.html‬‬
‫‪94‬‬
‫اإلطار التطبيقي للدراسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بانتهاج سياسات مختلفة سعيا منه لتحقيق الشمول المالي و تعزيزه‪ ،‬حيث قام المصرف باستخدام‬
‫واستحداث المنتجات المالية إضافة لسياسة التوسع التي يعمل عليها دائما‪ ،‬وذلك نظ ار لتزايد المطالب‬
‫بضرورة تبني سياسات و استراتيجيات لتعزيز الشمول المالي و االستفادة منه قدر اإلمكان إال انه‬
‫بالرغم من ذلك توجد العديد من المعيقات التي تحول دون ذلك‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫من خالل دراستنا لهذا الموضوع الذي تناولنا فيه تفعيل دور الصيرفة اإلسالمية في تعزيز الشمول‬
‫المالي مع دراسة لحالة مجموعة السالم المصرفية‪ ،‬توصلنا قدرة الشمول المالي في المساهمة في‬
‫تنمية االقتصاد و ذلك بعد تعزيزه من طرف البنوك اإلسالمية‪ ،‬وتكمن مساهمته في إشراك جل فئات‬
‫المجتمع من االستفادة من الخدمات المصرفية‪ ،‬بعث األمان و الطمأنينة لدى األفراد بسبب عمل‬
‫المصارف بكل شفافية‪ ،‬تحسين األوضاع االجتماعية لألشخاص‪ ،‬وفي محالة منا لإلجابة على التساؤل‬
‫المطروح ضمن إشكالية البحث وهو‪:‬‬

‫كيف يتم تفعيل دور الصيرفة اإلسالمية في الجزائر لتعزيز الشمول المالي في المصارف اإلسالمية‬
‫الجزائرية؟‬

‫كان من الضروري التطرف للمفاهيم األساسية حول المصارف اإلسالمية و التي تعتبر أولى الركائز‬
‫التي يقوم عليها الشمول المالي‪ ،‬إضافة لدورها الهام في توفير مختلف الخدمات المالية التي يحتاجها‬
‫و يطلبها األفراد‪ ،‬إضافة إلى عملها بما يتناسب مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬هذا األمر الذي عزز‬
‫من دورها و أهميتها في المجتمع‪ ،‬ألنها تحظى بالقبول العام خاصة في بالد المسلمين الذين يخشون‬
‫المعامالت الربوية‪.‬‬

‫آما بالنسبة للشمول المالي و الذي يعتبر العملية التي يتم من خاللها تعزيز الوصول إلى مجموعة‬
‫واسعة من الخدمات والمنتجات المالية الرسمية و الخاضعة لرقابة السعر والوقت المعقولين بالشكل‬
‫الكافي فقد أصبحت مركز اهتمام صناع القرار ألهميتها الكبيرة ودورها الفريد في المجتمع‪.‬‬

‫كما توصلنا إلى التأثير الواضح للشمول المالي على مختلف القطاعات فالمصارف اإلسالمية اليوم‬
‫تأثر و تتأثر بجل التغيرات واألزمات التي تصيب المجتمع‪ ،‬األمر الذي يجعل الخدمات المالية هي‬
‫األخرى مؤثر حقيقي على قطاعات الدولة المختلفة‪.‬‬

‫ودراستنا لمجموعة السالم المصرفية و التي وجدنا أنها تتميز بدرجة عالية من اإلفصاح المالي‬
‫والشفافية‪ ،‬حيث أن المصرف مستمر في إشراك عمالءه بالتقارير الشهرية والسنوية والموسمية الخاصة‬
‫بالمصرف‪ ،‬دليل على حرصه في اإلبقاء وزيادة تعامليه‪ ،‬إضافة أن نشاط المصرف وتعزيزه للشمول‬
‫المالي واالجتهاد الدائم و المستمر منه في تطوير آليات وطرق جديدة لدعم الخدمات المالية‪ ،‬كاستخدام‬

‫‪97‬‬
‫الخاتمة‬

‫التكنولوجيات الحديثة والمتطورة‪ ،‬فتح فروع جديدة لتسهيل العمليات المصرفية على عمالءها‪ ،‬استخدام‬
‫التطبيقات وغيرها من السياسات المختلفة‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬نتائج الدراسة‬

‫بعد دراستنا للموضوع‪ ،‬تم التوصل إلى مجموعة من النتائج نذكر أهمها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ −‬تعتبر المصارف اإلسالمية من المصارف الناشطة على مستوى الجهار المصرفي‪ ،‬ذلك كون‬
‫نشاطها يختلف عن نشاطات البنوك األخرى‪ ،‬فجل معامالتها معامالت خالية من المعامالت الربوية‪.‬‬
‫‪ −‬مصادر أموال المصارف اإلسالمية متنوعة مختلفة ومتزايدة وعلى قدر هذا التنوع واالختالف‬
‫والتزايد تقوم المصارف اإلسالمية بجهود من أجل حسن تعبئة هذه الموارد حيث أن لكل مصدر منها‬
‫طبيعة خاصة تحكمه‪ ،‬وشروط معينة تستدعي التعامل معه و قواعد في التوظيف واالستثمار يتعين‬
‫إتباعها ‪.‬‬

‫المصرف اإلسالمي من المؤسسات المالية التي يعتبرها المجتمع مشروع اجتماعي يهدف إلى‬ ‫‪−‬‬
‫الرقي فهو يسعى لتنمية موارده وقدراته بشكل يعظم كل من المردود االقتصادي والعائد االجتماعي في‬
‫الوقت ذاته و يحقق التكافل االجتماعي البناء ويدفع كل منهم إلى المشاركة االيجابية في دفع بعجلة‬
‫التطور‪.‬‬
‫‪ −‬فاألموال التي توافرت للمصرف اإلسالمي لها قبل وظيفتها االقتصادية وظيفة اجتماعية أيضا فهو‬
‫يقوم بتقديم مجموعة متكاملة من الخدمات االجتماعية أهمها جمع وتوزيع الزكاة والقرض الحسن‬
‫‪ −‬تطوير الخدمة المصرفية اإلسالمية وفقا للمواصفات العالمية ومثالها البطاقات المصرفية اإلسالمية‬
‫بما يتوافق مع أحكام الشريعة‪ ،‬له فضل كبير في استقطاب أو تجميع المدخرات‪.‬‬
‫‪ −‬أصبح هناك تركيز كبير على الشمول المالي خاصة في دول العالم المتخلف‪ ،‬ويمكننا مالحظة‬
‫هذا االهتمام من خالل إدراج مصطلح الشمول المالي في جل التقارير الدورية للمؤسسات المالية‬
‫الدولية‪.‬‬
‫تستطيع السلطات العمومية تحقيق العديد من األهداف االقتصادية‪ ،‬االجتماعية و السياسية‬ ‫‪−‬‬
‫باالعتماد على تعزيز مستويات الشمول المالي‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫الخاتمة‬

‫ثانيا ‪ :‬مقترحات الدراسة‬

‫بالنظر إلى النتائج المتوصل إليها‪ ،‬يمكننا تقديم االقتراحات التالية ‪:‬‬

‫تركيز السلطات اإلشرافية في الدول العربية على تبني سياسات لزيادة مستويات المنافسة‬ ‫‪−‬‬
‫المصرفية‪ ،‬بحيث تكون هذه السياسات أحد الدعائم األساسية المتضمنة في استراتيجيات الشمول‬
‫المالي بهدف تحفيز مزودي الخدمات المالية على التوجه نحو مستويات أكبر لتنويع المنتجات‬
‫المصرفية بكلفة مقبولة بما يساعد على زيادة مستويات الشمول المالي لألفراد والمشروعات‪.‬‬

‫تعزيز الجهود المبذولة في الدول العربية الهادفة إلى زيادة مستويات كفاءة القطاعات المصرفية‬ ‫‪−‬‬
‫والداعمة للشمول المالي والمنافسة المصرفية‪ ،‬ذلك بما يشمل تطوير أنظمة الدفع‪ ،‬واالستعالم االئتماني‪،‬‬
‫واإلقراض المضمون‪ ،‬وسجالت األصول المنقولة‪ ،‬وتطوير نظم اإلفالس‪.‬‬

‫اعتماد إستراتيجية وطنية لتعزيز الشمول المالي في الجزائر وذلك بعد دراسة اإلمكانات المتوفرة‬ ‫‪−‬‬
‫والتحديات و المعوقات‪.‬‬

‫ينبغي العمل على االستم ارر في عصرنة أنظمة الدفع‪ ،‬وهذا بما يتناسب مع التطور التكنولوجي‬ ‫‪−‬‬
‫الحاصل في الخدمات المصرفية‪.‬‬

‫ضرورة االهتمام بوضع إستراتيجية وطنية لنشر الثقافة المالية في أوساط كل فئات المجتمع من‬ ‫‪−‬‬
‫خالل التأكيد على ضرورة استخدام القنوات البنكية لتعبئة مدخرات العائالت والحد قدر اإلمكان من‬
‫حجم السيولة المتداولة خارج الجهاز المصرفي‪.‬‬

‫التوسع في تقديم الخدمات المالية الرقمية ( ‪(Services Financial Digital‬وكذلك الدفع عبر‬ ‫‪−‬‬
‫الهاتف المحمول‪ ،‬وذلك لتيسير الوصول إلى الخدمات المالية بتكلفة أقل وأكثر فعالية‪.‬‬

‫المركزية‌‪.‬‬ ‫إخضاع قنوات التمويل غير الرسمية لرقابة وإشراف البنوك‬ ‫‪−‬‬
‫ضمان الحماية المالية للمستهلك عبر التوعية والتثقيف المالي من خالل اطالعه على حقوقه‬ ‫‪−‬‬
‫وواجباته والمزايا والمخاطر المتعلقة بالمنتجات المالية‪ .‬باإلضافة إلى إبقاء العمالء على علم بكافة‬
‫التحديثات والتغييرات التي تط أر على المنتجات و الخدمات المالية‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫المراجع‬

‫‪100‬‬
‫المراجع‬

‫قائمة املراجع‬
‫اوال‪-‬القران الكرمي‬
‫سورة املزمل‪،‬‬ ‫‪)1‬‬
‫سورة ص‪.،‬‬ ‫‪)2‬‬
‫اثنيا‪-‬احلديث النبوي الشريف‬
‫‪/‬‬
‫اثلثا‪-‬الكتب‬

‫إبراهيم عبد احلليم عبادة‪ ،‬مؤشرات األداء يف البنوك اإلسالمية‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار النفائس‪ ،‬عمان‪2008 ،‬‬ ‫‪)1‬‬
‫إبراهيم مصطفى وآخرون‪ ،‬املعجم الوسيط‪ ،‬جممع اللغة العربية‪ ،‬اإلدارة العامة للمعجمات وأحياء الرتاث‪،‬‬ ‫‪)2‬‬
‫ابب الصاد‪ ،‬القاهرة مصر‬
‫حسني حممد مسحان‪ ،‬موسى عمر مبارك‪ ،‬حماسبة املصارف اإلسالمية‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار املسرية‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪)3‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪.182‬‬
‫رضا أمحد مغاوري عفيفي‪ ،‬املصارف اإلسالمية بني الفكر والتطبيق‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪،‬‬ ‫‪)4‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪2017 ،‬‬
‫عابد فضل الشعراوي‪ ،‬املصارف اإلسالمية دراسة عملية فقهية للممارسات العملية‪ ،‬ط‪ ،2‬الدار اجلامعية‪،‬‬ ‫‪)5‬‬
‫بريوت‪2007 ،‬‬
‫عادل عبد الفضيل عيد‪ ،‬الربح واخلسارة يف املصارف اإلسالمية‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬ط ‪ ،1‬دار الفكر اجلامعي‪،‬‬ ‫‪)6‬‬
‫اإلسكندرية‪2007 ،‬‬
‫عائشة الشقراوايملالقي‪ ،‬البنوك اإلسالمية‪-‬التجربة بني الفقه والقانون والتطبيق‪ ،‬ط ‪ ،1‬الدار البيضاء‪ ،‬املركز‬ ‫‪)7‬‬
‫الثقايف العريب‪ ،‬املغرب‪2000 ،‬‬
‫عبد احلميد عبد الفتاح املغريب‪ ،‬اإلدارةاإلسرتاتيجية يف البنوك اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،1‬املعهد اإلسالمي للبحوث‬ ‫‪)8‬‬
‫والتدريب‪ ،‬جدة‪2004 ،‬‬
‫على أمحد السالوس‪ ،‬موسوعة القضااي الفقهية املعاصرة و االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬ط ‪ ،7‬مكتبة دار القرآن‪،‬‬ ‫‪)9‬‬
‫مصر‪2002 ،‬‬
‫فادي حممد الرفاعي‪ ،‬املصارف اإلسالمية‪ ،‬منشورات احللي احلقوقية‪ ،‬بريوت‪2004 ،‬‬ ‫‪)10‬‬
‫‪ )11‬القاضي الدكتور أمحد علي جرارات‪ ،‬النظام االقتصادي يف اإلسالم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.2015/1436 ،‬‬
‫حممد جال لسليمان‪ ،‬الودائع االستثمارية يف البنوك السالمية –دراسات يف االقتصاد اإلسالمي ‪،-24‬‬ ‫‪)12‬‬
‫الطبعة األوىل‪ ،‬املعهد العاملي للفكر اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ )13‬حممد عثمان البشري‪ ،‬املعامالت املالية املعاصرة يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬ط ‪ ،3‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬عمان‪2007 ،‬‬

‫‪101‬‬
‫المراجع‬

‫حممد حممود العجلوين‪ ،‬البنوك اإلسالمية أحكامها مبادئها وتطبيقاهتا املصرفية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار املسري‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪)14‬‬
‫‪2008‬‬
‫حممد حممود العجلون‪" ،‬البنوك اإلسالمي‪ :‬أحكامها ومبادئها وتطبيقاهتا املصرفية"‪ ،‬ط‪ ،1‬دار املسرية‪،‬‬ ‫‪)15‬‬
‫عمان‪2008 ،‬‬
‫حممود حسن الوادي‪ ،‬حسني حممد مسحان‪ ،‬املصارف اإلسالمية‪ :‬األسس النظرية والتطبيقات العملية‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫‪)16‬‬
‫دار املسرية‪ ،‬عمان‪2008 ،‬‬
‫حممود حسن صنوان‪ ،‬أساسيات االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬دار املناهج للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‬ ‫‪)17‬‬
‫مصطفى حسني سليمان‪ ،‬املعامالت املالية يف اإلسالم‪ ،‬دار املستقبل للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪1410 ،‬‬ ‫‪)18‬‬
‫مصطفى كمال السيد طايل‪ ،‬القرار االستثماري يف البنوك اإلسالمية‪ ،‬مصر‬ ‫‪)19‬‬
‫نزيه محاد‪ ،‬معجم املصطلحات االقتصادية يف لغة الفقه‪ ،‬ط‪ ،1‬املعهد العاملي للفكر اإلسالمي‪ ،‬الوالايت‬ ‫‪)20‬‬
‫املتحدة األمريكية‬
‫‪ )21‬نور الدين عبد الكرمي الكواملة‪ ،‬املشاركة املتناقصة وتطبيقاهتا املعاصرة يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار‬
‫النفائس‪ ،‬عمان‪2008 ،‬‬
‫رابعا‪-‬األطروحاتو املذكرات‬
‫أمال ملعش‪ ،‬دور اهلندسة املالية يف تطوير الصناعة املصرفية اإلسالمية‪ ،‬مذكرة ماجستري يف العلوم التجارية‪،‬‬ ‫‪)1‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم لتسيري‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪2012 ،‬‬
‫غازي عبد اجمليد الرقيبات‪ ،‬التشريعات املالية واملصرفية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مكتبة وائل‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫خامسا‪-‬املقاالت و االحباث احملكمة‬
‫أ م د نغم حسني نعمة‪ ،‬السيد أمحد نوري حسن‪ ،‬مؤشرات قياس الشمول املايل يف العراق‪ ،‬وقائع املؤمتر‬ ‫‪)1‬‬
‫العلمي التخصصي الرابع للكلية التقنية اإلدارية بغداد –للمدة ‪ 29-28‬نوفمرب ‪ ،-2018‬حتت شعار "اإليداع اإلداري‬
‫لتحقيق الرؤية املستقبلية ملنظمات األعمال‪ ،‬اجمللد الثاين‪ ،‬رقم اإليداع ‪ ،642‬بغداد‬
‫أمحد النجارة‪ ،‬البنوك اإلسالمية وأثرها يف تطوير االقتصاد الوطين‪ ،‬جملة املسلم املعاصر‪ ،‬العدد ‪ ،24‬القاهرة ‪،‬‬ ‫‪)2‬‬
‫مصر حمرم ‪1401‬‬
‫أمحد فؤاد خليل‪ ،‬اليات الشمول املايل –حنو الوصول للخدمات املالية‪ -‬جملة الدراسات املالية و املصرفية‪،‬‬ ‫‪)3‬‬
‫العدد الثالث‪.2015 ،‬‬
‫آسيا سعدان‪ ،‬نصرية حماجية‪ ،‬واقع الشمول املايل يف املغرب العريب –دراسة مقارنة (اجلزائر‪ ،‬تونس‬ ‫‪)4‬‬
‫واملغرب)‪ ،-‬جملة دراسات وأحباث –اجمللة العربية يف العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،-‬جملد ‪ ،10‬العدد ‪ 3‬سبتمرب‬
‫‪ 2018‬السنة العاشرة‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 1945‬قاملة‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫بن قيدة مروان‪ ،‬دبوعافية رشيد‪ ،‬واقع وآفاق تعزيز الشمول املايل يف الدول العربية‪ ،‬جامعة املدية‪ ،‬املركز‬ ‫‪)5‬‬
‫اجلامعي تيبازة‬
‫مجال لعمارة‪ ،‬اقتصاد املشاركة بديل اقتصاد السوق‪ ،‬البصرية دراسات اقتصادين مركز حبوث والدراسات‬ ‫‪)6‬‬
‫االنسانية‪ ،‬العدد األول‪1419 ،‬‬

‫‪102‬‬
‫المراجع‬

‫خليل أمحد فؤاد‪ ،‬آليات الشمول املايل حنو الوصول للخدمات املالية‪ ،‬جملة الدراسات املالية واملصرفية‪،‬‬ ‫‪)7‬‬
‫األكادميية العربية للعلوم املالية واملصرفية‪ ،‬مركز البحوث املالية واملصرفية‪ ،‬اجمللد ‪ ،23‬العدد ‪2015 ،03‬‬
‫السعيد بن خلضر‪ ،‬د صربينة شنيب‪ ،‬أمهية الشمول املالية يف حتقيق التنمية (تعزيز الشمول املايل يف مجهورية‬ ‫‪)8‬‬
‫مصر العريب)‪ ،‬جملة البحوث يف العلوم املالية واحملاسبية‪ ،‬اجمللد ‪ ،03‬العدد ‪ ،02‬جامعة بوضياف –املسيلة‪ ،-‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪2018‬‬
‫مسري عبد هللا وآخرون‪ ،‬الشمول املايل يف فلسطني‪ ،‬معهد أحباث السياسة االقتصادية الفلسطيين –"ماس"‪- -‬‬ ‫‪)9‬‬
‫القدس ورام هللا‪2016 ،-‬‬
‫‪ )10‬صاحل صاحلي‪ ،‬أدوات السياسة النقدية واملالية املالئمة' دور الصريفة اإلسالمية‪ ،‬حبث مقدم خالل ندوة‬
‫علمية دولية حول اخلدمات املالية وإدارة املخاطر يف املصارف اإلسالمية‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪-‬اجلزائر‪-18 ،‬‬
‫‪ 20‬أفريل‪.‬‬
‫صربينة شنيب‪ ،‬السعيد بن خلضر‪ ،‬أمهية الشمول املايل يف حتقيق التنمية‪-‬تعزيز الشمول املايل يف مجهوريةمصر‬ ‫‪)11‬‬
‫العربية‪ ،-‬جملة البحوث يف العلوم املالية واحملاسبة‪ ،‬اجمللد ‪ ،03‬العدد ‪ ،02‬مسيلة اجلزائر‪،2018 ،‬‬
‫صربينة كردودي‪ ،‬متويل عجز املوازنة العامة للدولة يف االقتصاد اإلسالمي‪-‬دراسة حتليلية مقارنة‪ ،-‬جملة علمية‬ ‫‪)12‬‬
‫حمكمة سداسية‪ ،‬العدد ‪ ،13‬جامعة حممد خيضر بسكرة‪ ،‬اجلزائر‪.2007 ،‬‬
‫‪ )13‬ضيف فضيل البسري‪ ،‬واقع وحتدايت الشمول املايل يف اجلزائر‪ ،‬جملة إدارة األعمال والدراسات االقتصادية‪،‬‬
‫العدد‪ ،1‬اجمللد ‪ ،6‬جامعة اجللفة‪-‬اجلزائر‪ ،‬جوان ‪2020‬‬
‫عبد احلميد عبد الفتاح املغريب‪ ،‬اإلدارة اإلسرتاتيجية يف البنوك اإلسالمية –البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،-‬املعهد‬ ‫‪)14‬‬
‫اإلسالمي للبحوث والتدريب‪ ،‬حبث رقم ‪ ،66‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة املنصورة‬
‫عبد القادر برش‪ ،‬زينب خلدون‪ ،‬االبتكار املايل يف التمويل و أميته يف حتقيق كفاءة وفعالية أداء البنوك‬ ‫‪)15‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬جملة االقتصاد واملالية‪ ،‬العدد ‪.3‬‬
‫‪ )16‬حممد وفيق زين العابدين‪ ،‬معوقات العمل املصريف اإلسالمي‪ ،‬جملة البيان‪ ،‬العدد ‪ ،306‬اقتصاد‪ ،‬صفر‬
‫‪ / 1434‬ديسمرب ‪-2012‬يناير‪2013‬‬
‫نعم حسني نعمة‪ ،‬أمحد نوري حسن‪ ،‬مؤشرات قياس الشمول املايل يف العراق‪ ،‬حبث مقدم خالل املؤمتر‬ ‫‪)17‬‬
‫العلمي التخصص الرابع‪ ،‬حول اإلبداع اإلداري لتحقيق الرؤية املستقبلية ملنظمات األعمال‪ ،‬الكلية التقنية اإلدارية‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫‪2018/11/28‬‬
‫وهيبة عبد الرمحان‪ ،‬الزهراء أوقاسم‪ ،‬التكنولوجيا املالية يف دول اخلليج بني حداثة الظاهرة وسرعة االستيعاب‪،‬‬ ‫‪)18‬‬
‫جملة دراسات اقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،38‬املركز اجلامعي متنراست‪-‬اجلزائر‪.2019 ،‬‬
‫سادسا‪-‬التقارير‬
‫البنك اجلزائر‪ ،‬الشمول املايل –بنك اجلزائر‪ ،‬اجلزائر‪2017 ،‬‬ ‫‪)1‬‬
‫بنك الكويت الدويل‪ ،‬الشمول املايل يف دولة الكويت األمهية والواقع‪ ،‬مقارنة مؤشرات الشمول املايل لدولة‬ ‫‪)2‬‬
‫الكويت بدول اإلقليم والعامل‪ ،‬مايو ‪.2017‬‬
‫البنك املركزي املصري ‪ ،CBE‬الشمول املايل‪ ،‬النشرة العربية للعاملني ابلقطاع املايل‬ ‫‪)3‬‬

‫‪103‬‬
‫المراجع‬

‫صندوق النقد العريب‪ ،‬فرص وحتدايت النفاذ إىل اخلدمات املالية واملصرفية والتمويل يف الدول العربية‪ ،‬التقرير‬ ‫‪)4‬‬
‫االقتصادي العريب املوحد‪ ،‬الفصل العاشر‪2012 ،‬‬
‫فريق العمل اإلقليمي لتعزيز الشمول املايل يف الدول العربية‪2017 ،‬‬ ‫‪)5‬‬
‫سابعا‪-‬املواقع‬
‫‪ )1‬بنك السالم‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬تقارير مالية سنوية‪ ،2019 ،‬متاحة على‬
‫‪https://www.alsalamalgeria.com/ar/page/list-233-0.html‬املوقع‬
‫‪ )2‬بنك السالم اجلزائر‪ ،‬جمالت السالم‪ ،2019،‬متاح على املوقع‬
‫‪ )3‬موقع بنك السالم ‪https:/www.alsalamalgeria.com:‬‬
‫‪https:/www.alsalamalgeria.com/ar/page/list-15-0-11.html‬‬
‫‪ )4‬مسري عبد هللا وآخرون‪ ،‬الشمول املايل يف فلسطني‪ ،‬معهد األحباث السياسات االقتصادية الفلسطينية‪ ،‬مارس‬
‫‪ ،2016‬متاح على املوقع ‪،http/www.Micro finance Gateway.Org.‬‬
‫‪ )5‬ورقة عمل حول الشمول املايل بنك اجلزائر‪ ،2015 ،‬متاحة على املوقع ‪www.bank-of-‬‬
‫‪،Algeria.dz/pdf/.‬‬
‫اثمنا‪-‬املراجع ابللغة االجنبية‬

‫)‪1‬‬ ‫‪CGA PandMonetaryFund,《 financial inclusion measurementin‬‬


‫‪the arabe world》, workingworking, p1 , January 2017‬‬
‫)‪2‬‬ ‫‪Kozup and Hogarth, Financial literary Public policy and‬‬
‫‪consumers self protection-More questions feweranswers, Journal of‬‬
‫‪Consumer affarms, 2008, p 42.‬‬
‫)‪3‬‬ ‫‪The world Bank, Global Financial-Developmentfinancial‬‬
‫‪inclusion,‬‬

‫‪104‬‬
‫الفهارس‬

‫‪105‬‬
‫فهرس الجداول‬

‫فهرس الجداول‪:‬‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم الجدول‬
‫‪20‬‬ ‫مقارنة بين مختلف أنواع ودائع المصارف اإلسالمية‬ ‫‪01‬‬
‫‪73‬‬ ‫تطور مجموع الميزانية لمصرف السالم خالل الفترة‬ ‫‪02‬‬
‫(‪)2019-2013‬‬
‫‪73‬‬ ‫تطور صافي اإليرادات لمصرف السالم خالل الفترة‬ ‫‪03‬‬
‫(‪)2019-2013‬‬
‫‪74‬‬ ‫تطور نتيجة الصافية لمصرف السالم خالل الفترة‬ ‫‪04‬‬
‫(‪)2019-2013‬‬

‫‪77‬‬ ‫تطور حسابات اإليداع بمصرف السالم (‪)2019-2013‬‬ ‫‪05‬‬

‫‪81‬‬ ‫التمويالت الممنوحة للشركات‬ ‫‪06‬‬

‫‪82‬‬ ‫التمويالت الممنوحة لألفراد‬ ‫‪07‬‬

‫‪83‬‬ ‫تطور التسهيالت الممنوحة من طرف بنك السالم (‪-2013‬‬ ‫‪08‬‬


‫‪)2019‬‬

‫‪84‬‬ ‫معدالت نمو حسابات التمويل من لمصرف السالم (‪-2013‬‬ ‫‪09‬‬


‫‪)2019‬‬

‫‪106‬‬
‫فهرس الجداول‬

‫‪107‬‬
‫فهرس األشكال‬

‫فهرس األشكال‪:‬‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم الشكل‬
‫‪22‬‬ ‫أنواع المضاربة‬ ‫‪01‬‬
‫‪24‬‬ ‫أنواع المشاركة‬ ‫‪02‬‬

‫‪78‬‬ ‫تطور حسابات اإليداع‬ ‫‪03‬‬

‫‪85‬‬ ‫إجمالي تمويالت الحسابات‬ ‫‪04‬‬

‫‪85‬‬ ‫التسهيالت الممنوحة للمؤسسات الخاصة‬ ‫‪05‬‬

‫‪86‬‬ ‫تسهيالت األصول المنقولة للمؤسسات الخاصة‬ ‫‪06‬‬

‫‪87‬‬ ‫التسهيالت الممنوحة للمؤسسات العمومية‬ ‫‪07‬‬

‫‪87‬‬ ‫التسهيالت الممنوحة لألفراد‬ ‫‪08‬‬

‫‪108‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪109‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫فهرس المحتويات‬

‫أ‪-‬ج‬ ‫مقدمة‪.............................................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري للدراسة‬

‫‪07‬‬ ‫تمهيد‪.............................................................................................‬‬

‫‪08‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية المصارف اإلسالمية‪.......................................................‬‬

‫‪08‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المصارف اإلسالمية‪........................................................‬‬

‫‪12‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مزايا المصارف اإلسالمية‪.........................................................‬‬

‫‪17‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬صيغ التمويل اإلسالمي‪...........................................................‬‬

‫‪32‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬تحديات المصارف اإلسالمية‪......................................................‬‬

‫‪38‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تعزيز الشمول المالي في األنظمة المصرفية‪........................................‬‬

‫‪38‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬ماهية الشمول المالي‪..............................................................‬‬

‫‪48‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اإلطار المتكامل للشمول المالي‪...................................................‬‬

‫‪53‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬متطلبات الشمول المالي‪..........................................................‬‬

‫‪55‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬تحديات الشمول المالي‪............................................................‬‬

‫‪58‬‬ ‫المطلب الخامس ‪ :‬عالقة الشمول المالي بمختلف المتغيرات االقتصادية‪.............................‬‬

‫‪63‬‬ ‫خالصة الفصل ‪..................................................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الدراسة التطبيقية‬

‫‪110‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪65‬‬ ‫تمهيد‪..........................................................................................‬‬

‫‪66‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬أساسيات حول مصرف السالم‪-‬الجزائر‪.........................................-‬‬

‫‪66‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التعريف بمصرف السالم‪-‬الجزائر‪..............................................-‬‬

‫‪68‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬منتجات مصرف السالم –الجزائر‪..............................................-‬‬

‫‪69‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬صيغ تمويل مصرف السالم –الجزائر‪...........................................-‬‬

‫‪73‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬المؤشرات المالية لمصرف السالم –الجزائر‪......................................-‬‬

‫‪75‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تعزيز الشمول المالي من حيث الخدمات‪........................................‬‬

‫‪75‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعزيز الشمول المالي عن طريق حسابات اإليداع‪..................................‬‬

‫‪81‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تعزيز الشمول المالي من حيث القروض‪.........................................‬‬

‫‪92‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬إجراءات مصرف السالم‪-‬الجزائر‪ -‬لتعزيز الشمول المالي‪.........................‬‬

‫‪96‬‬ ‫خالصة الفصل‪...................................................................................‬‬

‫‪98‬‬ ‫خاتمة‪.............................................................................................‬‬

‫‪105‬‬ ‫قائمة المراجع‪.....................................................................................‬‬

‫‪107‬‬ ‫فهرس الجداول‪....................................................................................‬‬

‫‪108‬‬ ‫فهرس األشكال‪....................................................................................‬‬

‫‪113‬‬ ‫المالحـ ـ ـ ــق‪.................................................................................... ....‬‬

‫‪119‬‬ ‫ملخص البحث‪....................................................................................‬‬

‫‪111‬‬
‫المالحق‬
‫المالحق‬

‫‪113‬‬
‫المالحق‬

‫‪114‬‬
‫المالحق‬

‫‪115‬‬
‫المالحق‬

‫‪116‬‬
‫المالحق‬

‫‪117‬‬
‫المالحق‬

‫‌‬

‫‪118‬‬
‫‌‬

‫الملخص‬

‫‪119‬‬
‫الملخص‬

‫تهدف الدراسة إلى تقديم مفاهيم حول كل من المصارف اإلسالمية وكذا الشمول المالي‪ ،‬أهميتهم ودورهم‬
‫وأيضا مدى تساهم المصارف اإلسالمية في تعزيز الشمول المالي‪ ،‬فمع التطور التكنولوجي الكبير وظهور‬
‫العديد من الخدمات المالية وزيادة رغبة األفراد في تحسين مستوى االجتماعي‪ ،‬زاد إلحاحهم وحاجتهم إلى‬
‫طريقة مبتكرة تسهل وصول الخدمات المالية إليهم بسعر معقول ووقت قصير‪.‬‬

‫فالشمول المالي أو بعبارات أخرى الوصول إلى المنتجات المالية‪ ،‬وذلك بتوفير خدمات مالية منظمة وقرب‬
‫المسافة والقدرة على تحمل التكاليف‪ ،‬أصبح يمثل اليوم بعدا هاما في إستراتيجية التطور والتنمية والتقدم‬
‫بالمجتمعات و كذا التنمية المستدامة وهذا لما له من اثر في تحسين االستقرار المالي واالجتماعي‬

‫وعليه فقد حاولنا إلى اإللمام بالمصارف اإلسالمية أوال‪ ،‬لننتقل إلى الشمول المالي وإيجاد مختلف العالقات‬
‫بيه وبين المتغيرات االقتصادية المختلفة‪.‬‬

‫وإلثراء الجانب النظري فقد قمنا بالتطرق إلى دراسة حالة مصرف السالم الجزائري‪ ،‬ومالحظة مدى تعزيز‬
‫الشمول المالي من طرف هذا المصرف‪ ،‬وهذا باستعمال التقارير السنوية والشهرية التي يضعها المصرف‬
‫على موقعه بصفة منتظمة‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬المصارف اإلسالمية‪ ،‬الشمول المالي‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬التنمية االجتماعية‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬

‫‪120‬‬
The study aims to present concepts about both Islamic banks as well as financial
inclusion, their importance and role , also the extent to which Islamic banks are
contributing to the promotion of financial inclusion, with great technological
development and the emergence of numerous financial services and the
increased desire of individuals to improve society, all of this made them increased
their urgency and need for an innovative way of facilitating access to financial
services at a reasonable price and short time.

Financial inclusion or in other words access to financial products, by providing


structured financial services, near distance and affordability, today became an
important dimension of the evolution strategy and progress in societies as well
as sustainable development, which has an impact on improving financial stability
as well as social stability.

So we looked at knowledge of Islamic banks first, and we went looking for


financial inclusion and try to faund different relation between it and other
economic’s variables.

To enrich the theoretical aspect, we looked at the case study of the El Salam
Banking Group , noting the extent to which financial inclusion by this bank has
been enhanced, all this by using the annual and monthly reports regularly posted
by the Bank on its website.

Key words: Islamic banking,financial inclusion, economic development, social


development.

121

You might also like