Professional Documents
Culture Documents
بوهنة زينب
بوهنة كلثوم
بلهادي مريم
نحمد اهلل سبحانه وتعالى بأن وفقنا إلتمام هذا العمل ،و نصلي ونسلم على خاتم األنبياء
والمرسلين محمد – صلّى اهلل عليه وسلم .-
بعون اهلل وتوفيقه ( وما توفيقنا إالّ باهلل ) انتهينا من إنجاز هذا البحث بعد مشوار طويل
الصبر و الطموح وهدف الوصول إلى مبتغانا.
والرجاء و ّ
حافل بالعياء و اليأس ّ
بح َر النُّط ِْق في النَظ ِْم َوالنَثْ ِر
ت ََوأفْـنَـ ْي ُ ـل بَالَغَ ٍة لـو أَنَّني أًوتِ ُ
يت ُك َّ
وم ْعتَ ِرفًا بِالع ْج ِز َعن و ِ ول إِالَّ م َق ِ
ش ْك ِر اج ِ
ب ال ُ ْ َ َ َُ ص ًرا ت بَـ ْع َد ال َق ِ ُ
لما ُك ْن ُ
َ
يسرنا أن نتقدم بخالص الشكر ووافر االمتنان على ما وجدنا وما أوتينا وما كان لنا من
نصح وتوجيه وإرشاد لمن يستحق الشكر بمعنى عبارة الشكر و التقدير ،فإننا نبدأ ونضع
كل أساتذة مشوارنا ال ّدراسي،
بصمة الشكر والتقدير إلى كل أساتذة قسم العلوم االقتصاديةو ّ
وخاصة إلى األستاذة المشرفة والمحترمة "بوهنة كلثوم".
ّ
إلى قرة العين ،إلى من جعلت الجنّة تحت قدمها ،إلى التي حرمت
نفسها وأعطتني ،من نبع حنانها سقتني الحب والحنان ،ربتني بلطف وعلمتني
كل شيء ،إلى تلك المرأة العظيمة" ،أمّي الحنونة حفيظة".
ّ
الحب والعطاء ،...إلى الذي تعب كثيرا
ّ إلى أعظم الرجال صبرا ورمز
من أجل راحتي ،وأفنى حياته من أجل تعليمي ،وتوسم في درجات العال
الرجل الكريم" ،أبي العزيز علي".
والسمو ،إلى ذلك ّ
ظل وجودهم أملي،
الرحم ،إلى من يعيش في ّ
إلى من جمعتهم معي صلة ّ
إخوتي وأخواتي (إكرام ،داوود ،آية ،كوثر ،محمد الصديق الصغير الحبيب).
زينب
إهداء
بسم اهلل الرحمن الرحيم
إلى قرة العين ،إلى من جعلت الجنّة تحت قدمها ،إلى التي حرمت
نفسها وأعطتني ،من نبع حنانها سقتني الحب والحنان ،ربتني بلطف وعلمتني
كل شيء ،إلى تلك المرأة العظيمة" ،أمّي الحنونة عمارية".
ّ
الحب والعطاء ،...إلى الذي تعب كثيرا
ّ إلى أعظم الرجال صبرا ورمز
من أجل راحتي ،وأفنى حياته من أجل تعليمي ،وتوسم في درجات العال
الرجل الكريم" ،أبي العزيز محمد".
والسمو ،إلى ذلك ّ
إلى من تجمعهم معي صلة القرابة وال ّدم معي ،إلى إخوتي وأخواتي
(صبرينة ،فايزة ،كوثر ،نبيل ،فوزي ،محمد ،يوسف ،رضوان).
وأحب
ّ أعز صديق
إلى الشخص الذي أردت أن أشارك معه حياتي ،إلى ّ
النّاس إلى قلبي ،إلى من أتقاسم معه األفراح واألحزان ،إلى "زوجي العزيز"
وعائلته.
إلى روح ج ّدي وج ّدتي رحمهما اهلل في عمرهما ،وخاالتي وأخوالي،
وعماتي وعائالتهم.
ومرها،إلى رشيدة ،وردة ،إيمان،
إلى من تقاسمت معهم حلو الحياة ّ
زينب ،منال ،خدية ،حياة و ّ
كل صديقاتي.
كل األهل واألصدقاء.
إلى ّ
كل األهل واألصدقاء.
إىل ّ
مريم
مقدمة عامة:
يعترب موضوع إدارة األفراد (العنصر البشري) من أهم املوضوعات اليت استحوذت على اهتمام وتفكري الكثريين من
الكتاب واملفكرين يف جمال إدارة األعمال نظرا حلساسية الوظيفة املناطة هبا واليت تعاجل مواضيع تتعلق بأهم عناصر
اإلنتاج وهو العنصر البشري الذي يعترب أساس عمل هذه اإلدارات ،لقد كان ينظر إىل إدارة األفراد يف املاضي
باعتبارها وحدة إدارية منفذة حتتل مكاهنا يف املستويات التنظيمية الدنيا يف املؤسسة وطابع عملها وتبنيا ال يتعدى
القيام بتسجيل كافة اإلجراءات الوظيفية اليت حتث خالل حياة العاملني الوظيفية وحفظ سجالت وملفات
خدمتهم يف املنشأة والقيام بتنفيذ كافة القوانني واألنظمة الصادرة عن الدولة يف هذا اجملال .إن هذه النظرة إلدارة
األفراد تعترب ضيقة وقاصرة ألهنا ال تدرك مدى أمهية الدور الذي أن تلعبه هذه اإلدارة يف املنشأة فوظيفة إدارة
املوارد البشرية أعم وأمشل من ذلك بكثري فهي تضع القواعد واألسس العلمية اليت تنظم حياة الوظيفة للعنصر
البشري وكيفية التعامل معه واالستفادة منه يف ظل املعاملة اإلنسانية حترتم فيها كرامته باعتباره كائن حي وآدميا
وقد صدق اهلل العظيم إذ يقول يف حمكم كتابه العزيز " َولََق ْد َك َرمنَا بني آدم ،وحملناهم في البر والبحر،
ورزقناهم من الطيبات ،وفضلناهم على كثير مما خلقنا تفضيال"
ومن هذا املنطلق أصبح ينظر إىل إدارة األفراد يف الوقت احلاضر باعتبارها إدارة من اإلدارات اهلامة يف املنشأة
ووظيفة رئيسية من ضمن وظائفها األساسية ومن هنا نطرح اإلشكالية التالية:
الفرضية:
هتتم مؤسسة ecotexباملورد البشري وتليب احتياجاته "من حيث التوظيف ،التكوين ،الرتقية"...
أسباب اختيار املوضوع:
منهج الدراسة :املنهج املتتبع يف الدراسة النظرية للموضوع هو املنهج التحليلي الوصفي وذلك من خالل وصف
وحتليل إدارة املوارد البشرية ،كما قمنا بوصف املؤسسة يف حمل الدراسة وحتليل طريقة املوارد البشرية يف املؤسسة أما
أدوات الدراسة فتمت االستعانة بتقنيات مجع البيانات من استبيان ودراسة.
إ ّن الوضع الذي وصلت إليه إدارة املوارد البشرية يف الدول املتقدمة صناعيا ويف الدول
النّامية كان نتيجة ع ّدة تطورات وعوامل متع ّددة :اقتصادية ،اجتماعية ،سياسية وفكرية .إ ّن
هذه العوامل لعبت دورا يف اجملتمع ّأوال ويف إدارة األفراد ثانيا ،وقد حدث تطور يف إدارة
يتم طفرة واحدة.
األفراد بشكل تدرجيي ومل ّ
ومن ذلك ارتأينا أن نقسم هذا الفصل إىل مبحثني:
المبحث األول :يتمثل يف ماهية إدارة املوارد البشرية.
لقد خلق اهلل البشر يف أحسن تكوين وجعل منهم ال ّذكر واألنثى ،والغين والفقري ،وجعلهم شعوبا وقبائل
ليتعارفوا ،إ ّن اإلنسان أو العنصر البشري ال يستطيع أن يعيش مبفرده ،مبنأى عن النّاس ،إّّنا هو كائن اجتماعي
لعل هذه هي بداية تكوين املوارد البشرية حيث إذا أخذنا أساس التكتّل تفاعلي يتأثر ويؤثّر يف اآلخرين ،و ّ
االجتماعي ابتداءا باألسرة ،نالحظ أ ّن الوالدين ميثّالن اإلدارة واألبناء ميثّلون املوظفني الذين يديرون شؤوهنم ،مثّ
ومؤسساته املختلفة
تطورت هذه اإلدارة املصغّرة إلدارة أكرب منها متثّلت بالعائلة والقبيلة ،ومن مثّ اجملتمع بتكتالته ّ
ّ
مؤسسات اجتماعية أو اقتصادية ،تعاملت وتفاعلت مع هذا العنصر ورّكزت عليه بصورته العلمية سواء كانت ّ
وحبثت عن العنصر البشري الستخراج النّظريات املنظّمة لتفاعالته وأعماله يف بيئة العمل حيث توالت النّظريات
اليت حتاول دراسة العنصر البشري وتكوين تركيبه يف املنظمات ومن املمكن أن نقول أ ّن هناك مرحلتني لدراسة
العنصر البشري يف إدارة املوارد البشرية مها:
خاصة،
نوضح حال اإلدارة يف هذه املرحلة وحال املنظّمات ّ
من أجل معرفة هذه املرحلة وشرحها ،ال ب ّد أن ّ
الصناعية بعد الثّورة
تطورت احلياة ّ
الصناعات حيث ّ
الصناعية وتع ّدد ّ
وأ ّن هذه املرحلة أتت مرافقة لظهور الثّور ّ
الصناع ميارسون
املتخصصة حيث كان مثال ّ
ّ الصناعات حمصورة ة يف نظام الطّوائف
الصناعية ،قبل ذلك كانت ّ ّ
الصناعية مبثابة البداية
صناعاهتم اليدوية يف منازهلم بأدوات بسيطة ،ومن ناحية إدارة املوارد البشرية كانت الثّورة ّ
لكثري من املشاكل اليت ظهرت مع ظهور املصانع واآلالت اليت تريد من يقوم بتشغيلها ،واالهتمام هبا ،فكانت
هناك جمموعة من النّظريات يف القرن 7م اليت نادت بالعنصر البشري كما ودعت العديد من الكتابات منها
الفصل األول :مدخل إلدارة الموارد البشرية
ولشدة االهتمام باملوارد البشرية وكثرة الدراسات وتفاقم املشاكل وزيادة عدد مطالب العمال واحتياجاهتم
انتقلنا للمرحلة الثانية وهي:
بأهنا "املعرفة حيث أبدأ من النظرية العلمية على يد "فريدريك تايلور" عام 1112والذي ّ
عرف اإلدارة ّ
الدقيقة ملا تريد من األفراد أن يقوموا بعمله والتّأكد من أهنم يقومون بتأديته بأحسن طريقة ممكنة" .وقد انتهجت
اإلدارة العلمية أسلوب خمتلف ملا كان شائع حيث استخدم املنهج العلمي واملوضوعي لتصميم العمل واستخدم
من خالل قياس الوقت واحلركة وحلّل طرق العمل وذلك لزيادة اإلنتاجية ،ومن أجل ذلك عامل اإلنسان كآلة
منتجة ويف دعم حتقيق ذلك نتبىن أساليب الرقابة املشددة والعقوبات ،حيث زادت أرباح الشركات وكان من أبرز
ما أكدت عليه هذه النظرية ما يلي:
حرمي حسني "السلوك التنظيمي ،سلوك األفراد يف املنظمات" ،دار زهران للنشر والتوزيع ،1117ص.10
1
الفصل األول :مدخل إلدارة الموارد البشرية
.4تدريب العمال أو العاملني ،وإجياد أسلوب علمي لطريقة اختيارهم وتدريبهم وتطويرهم وحتسني آدائهم.
يتم االنضباط يف تأدية العمل ،وبالرغم ممّا متيّزت به هذه النظرية إالّ ّأهنا
.5االعتماد على القانون ومن خالله ّ
شهدت العديد من العيوب وتتميّز مبا يلي:
أمهلت اجلانب اإلنساين وعاملت اإلنسان كآلة.
أغفلت دور البيئة اخلارجية.
أ ّن املواطن ال ميكن حتفيزه إالّ باملال وأمهلت احلوافز املعنوية.
2
افرتاض وجود أفضل طريقة.
ومع ظهور العديد من املشكالت االنسانية والعوائق التنظيمية األخرى هلذه النظرية أخذ الباحث
"ألتونمايو" دراسة السلوك االنساين يف املنظمات حيث تع ّد نظرية العالقات االنسانية نظرية تالمس واقع االنسان
يف العمل حيث تنطلق من كونه جيب أن يعامل بإنسانية لتحافظ على كرامته وتليب احتياجاته من أجل حتقيق
أهدافه وتتمثّل فيما يلي:
العمل على تنمية روح التعاون بني األفراد واجملموعات يف حميط العمل.
حتفيز األفراد واجملموعات على اإلنتاج.
متكن األفراد من إشباع حاجاهتم االقتصادية واالجتماعية باالعتماد على التنظيم.
السلوك االنساين هو أحد العناصر الرئيسية احملددة للكفاءة االنتاجية.
القيادة اإلدارية تؤثر وحتفز اإلنتاجية.
االتّصاالت وتبادل املعلومات والتفاعل االجتماعي املفتوح بني العمال واإلدارة مهم ج ّدا.
اإلدارة الدميقراطية هي األسلوب األفضل لتحقيق األهداف االنتاجية.
التنظيم عالقة تنشأ بني جمموعات من األفراد ويربط أيضا بالعالقات االجتماعية.
عالقي مدين "إدارة املوارد البشرية :املنهج احلديث إلدارة األفراد" ،دار زهران للنشر والتوزيع ،1111ص.20
2
http://www.chefsyahoo.com
http://www.ar.wikipedia.org/wik
الفصل األول :مدخل إلدارة الموارد البشرية
وبعد ذلك ظهرت نظرية xوyواليت جاء هبا دوقالس ورأى أ ّن معظم املديرين يقومون بوضع افرتاضات
ومن مثّ تطبيقها على األفراد وحتفيزهم للقيام هبا من أجل حتقيق األهداف.
حيث رأى أ ّن نظرية xمتثل اجلانب التشاؤمي ونظرية yمتثل اجلانب التفاؤ ي وميكن توضيحهما يف اجلدول
اآليت:
)1أ ّن إدارة املنشأة تعترب عمل إدارة األفراد سلسلة من األساليب إلرضاء العمال الذين يعملون بالساعة أو لتنفيذ
أوامر وتعليمات حكومية.
)2أ ّن إدارة األفراد نفسها من قوى العمل A Work Forceتقوم باالختيار واملكافأة ،وتنظر يف مشاكل الرتقية
وأحيانا ترشح أمساء.
)3وجود جمموعات مهنية متخصصة يف التنظيمات هلا توقعات عالية جيب أن جتلب وعلى إدارة األفراد أن تقوم
بذلك.
وملحة وأ ّن
)4أ ّن احلاجة إىل تدريب القوى العاملة يف املنظمة وعلى مجيع املستويات اإلدارية أصبحت ضرورية ّ
3
على إدارة األفراد أن تقوم بذلك.
مصطفى جنيب شاوش ،إدارة املوارد البشرية "إدارة األفراد" ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،ص.20
3
الفصل األول :مدخل إلدارة الموارد البشرية
المرحلة التقليدية
النموذج التقليدي:
ظهر يف بداية القرن احلا ي يف مدرسة اإلدارة العلمية من قبل العامل "فريدريك تايلور" والذي كان يركز على
اإلنتاجية .حيث ظهر يف هذه الفرتة شيوع النقابات املهنية اليت ركزت على األجرة وقد ابتدع ع ّدة طرق لزيادة
4
اإلنتاجية ونظام املكافآت والعقوبات لتحسني األداء.
علي حممد ربابعة ،إدارة املوارد البشرية ،ختصص نظم املعلومات اإلدارية ،دار صفاء للنشر والتوزيع-عمان ،2113-ص.21،21
4
الفصل األول :مدخل إلدارة الموارد البشرية
ظهر هذا النموذج من خالل الدراسات واألحباث اليت قام هبا "إلتون مايو" ومجاعته يف جامعة هارفرد يف
هرثورن عام .1127لقد قاموا بع ّدة جتارب لتحليل أثر البيئة واملتغريات فيها على إنتاجية العامل ،مثل جتربة
اإلضاءة وفرتات الراحة وغريها ،ممّا ّأدى الوصول إىل:
* أنّزيادة اإلنتاج مل تكن بسبب عوامل البيئة املتغرية وإّنا ألن اإلدارة هتتم بالعاملني وتراعي رغباهتم وشعورهم.
*كان أمهية كبرية للعالقات االنسانية اجلديدة ولوحظ ارتفاع يف الناحية املعنوية لدى األفراد.
*أ ّن ما حيفز األفراد للعمل ليس بفعل العامل االقتصادي وحده وإّنا العامل االجتماعي أيضا.
يف بداية الثالثينيات تغريت كثري من العوامل السياسية اليت أدت إىل ظهور تشريعات وقوانني تتعلق باألفراد
العاملني كتحديد ساعات العمل واألجور واالختبار والتعيني ونظام احلوافز وغريها .كما تبلور دور الدولة يف
عملية توصيف الوظيفة وحتليل العمل باإلضافة إىل النقابات املهنية اليت ظهرت يف هذه الفرتة واليت كان هلا األثر
األكرب يف املفاوضات بني لعاملني وأرباب العمل لزيادة األجور وحل مشاكل العمال وحتسني ظروفهم.
الفصل األول :مدخل إلدارة الموارد البشرية
حاجات األفراد في البيئة المتغيرة
لقد توسعت وظائف إدارة األفراد يف اخلمسينات حسب حاجة املنظمات ،أما يف الستينات والسبعينات
فقد أدت الظروف االقتصادية املتغرية والتكنولوجية املتطورة إىل تغري يف حاجة املنظمات وقيم األفراد حيث ظهر
5
ّنوذج املوارد البشرية والذي يتصف باخلصائص التالية:
ظهور دور كبري إلدارة املوارد البشرية يف توقع التغريات اليت حتدث وحماولة السيطرة عليها.
ظهور التشريعات املتعلقة بالرفاهية واملتعلقة باخلدمات الصحية واألمن الصناعي.
االهتمام بالتخصصات املختلفة يف إدارة األفراد.
الرتكيز على اجلوانب االجتماعية لألفراد العاملني.
الرتكيز على دوافع حاجات األفراد لتطوير اإلنتاج.
تطويق طرق االختيار والتعيني على أسس علمية كما ظهر جليا يف اختبارات الذكاء واتباع الطرق اإلحصائية
يف تقومي األداء.
ال ميكن متابعة تطور حجم ودور نظام املوارد البشرية يف املؤسسة بدون ربطها بالتطورات اليت شهدهتا
الصناعة ،والتطور التكنولوجي ،وتغريات يف اهلياكل التنظيمية اإلدارية للمؤسسات وظروف العمل.
مع التحسن الذي عرفه العامل اليدوي يف مستواه التعليمي مع تطور الوضع االجتماعي ،أصبح يستطيع
متابعة التغريات السياسية واالجتماعية اليت حتدث حوله من خالل إدراكه للتطورات يف أفكار الطبقة العمالية
حيث أصبح واعيا بكرامته الشخصية وبقيمة عمله حيث مسحت له أفكار هذا االجتاه بفهم أ ّن التنظيم
النقايب يقدم له وسيلة للدفاع الذايت .ممّا مكنهم من الدفاع عن حقوقهم بواسطة أكثر من طريقة وبشكل
رد
مجاعي مثل املقاومة السلبية ومقاطعة املصانع واإلضرابات عن العمل .وبعد أن كان العامل ال يستطيع ّ
أوامر صاحب العمل ،أصبح اليوم يستطيع أن يسمع أفكاره للغري .كما شهدت نوعا من الدميقراطية يف
6
جملرد توقف النشاط.
جماالت متعددة ،مثل حتديد األجور والعطل وتناقص تصرفات طرد العمال ّ
تطور وتنظيم الصناعة:
ومن جهة أخرى فالتطور الذي شهدته الصناعة احلديثة يف هيكلتها جعل منها أكثر اجتاها حنو استقرار
العمال ذوي التكوين وما تفرضه الصناعة حسب التقسيم العلمي للعمل ،من تكوين وتقدمي بعض املعطيات حول
املهام املختلفة للعامل.
تطور التكنولوجيا:
لقد ساهم التطور التكنولوجي لآلالت والصناعة بشكل عام يف إظهار الدور اخلاص بالعامل يف املؤسسة
أكثر فأكثر حيث ال ميكن اعتبار هذا األخري كما كان يف الصناعة بعد أن أصبح يف إمكانه متابعة عدد من
اآلالت يف نفس الوقت ،وبإدراك ما ميكن أن حيصل هلا يف حالة إمهال هلا ،أو تأثريه سلبيا عليها ،وما لذلك من
أثر معترب على نتيجة املؤسسة ككل .فاملسؤول مطالب بتحسني مستوى عماله الثقايف واملهين ،والعمل على إبعاد
نقص املعرفة لديهم عكس ما كان حيافظ عليه حىت ال يطالبون بأجر أعلى ،ألن االخرتاعات احلديثة تستوجب
إطالعهم أكثر ملسايرهتا واستعماهلا اجليد يف خدمة املؤسسة.
ناصر دادي عدون ،إدارة املوارد البشرية والسلوك التنظيمي ،دار احملمدية العامة ،اجلزائر ،2112 ،ص.7
6
الفصل األول :مدخل إلدارة الموارد البشرية
االهتمام بمردودية العامل:
من أوائل من جلب االنتباه للصناعة بشكل كبري إىل العامل وارتباطه باآللة كان F .Taylorوهو األول
الذي أظهر حجم املزايا اليت ميكن حتقيقها من طرف املؤسسة بدراسة العامل مع اآللة كفرد ،وليس فقط بأخذ
العمال كجماعات .وجاء H. Fayolبدوره يف نفس الفرتة يدعم هذا االجتاه بعمله املكمل لعمل تايلور ،وقد
الحظ أن عمل املسؤول هو العمل على ضمان تكييف توفيقه لكل األفراد املتعاونني يف عمل معني ،حيث كان
هلذين الرائدين يف علم اإلدارة دفعا معتربا ألحباث ونظريات أخرى يف جمال سوسيولوجياو بسيكولوجيا العمل يف
7
ثالثينات هذا القرن.
ميكن تعريفها على أهنا :النشاط اإلداري املتعلق بتحديد احتياجات املشروع من القوى العاملة وتوفريها
8
بأعداد والكفاءات احملددة وتنسيق االستفادة من هذه الثروة البشرية بأعلى كفاءة ممكنة.
هي مجيع األفراد الذين يعيشون يف بلد ما والقادرين على العمل ويرغبون فيه مقابل أجر معني خالل فرتة
9
زمنية معينة.
وميكن تعريفها أهنا عبارة عن إحدى وظائف منظمة األعمال اليت تتأثر مبختلف جوانبها بعناصر البيئة
10
اخلارجية ،واليت تؤثر بدورها يف تصميم اهليكل التنظيمي ويف فعاليات وأنشطة إدارة هذه املوارد.
د .هيثم علي حجازي وشوقي ناجي جواد ،وظائف املنظمات ،دار األهلية للنشر والتوزيع ،ص .71
10
الفصل األول :مدخل إلدارة الموارد البشرية
وميكن تعريفها :هي عملية تنطوي على التحليل واإلدارة (اختيار وتعيني وقيادة ورقابة) املوارد البشرية
اخلاصة مبنظمة األعمال ،وذلك يهدف إىل ضمان حتقيق األهداف املنشودة وبدرجة معينة من الرضى،
وبالتا ي هذه العملية هتتم بتخطيط املوارد البشرية ،واختيار املناسب منها ،وتعيني وترقيته وتعيينه وترقيته
11
وتقييم أدائه يف ضوء األهداف احملددة.
وبالتا ي ميكن تعريف إدارة املوارد البشرية على أهنا عملية االهتمام بكل ما يتعلق باملوارد البشرية اليت حتتاجها
املنظمة لتحقيق أهدافها وهذا يشمل اقتناء هذه املوارد البشرية ،واإلشراف على استخدامها ،وصيانتها واحلفاظ
12
عليها ،وتوجيهها لتحقيق أهداف املنظمة.
الفرع :12أهمية إدارة الموارد البشرية:
* تعترب املوارد البشرية مبثابة مورد اسرتاتيجي أو وظيفة مساعدة على حتقيق الوظائف املرتبطة بنشاط املنظمة.
* تساعد على حتقيق األهداف اإلسرتاتيجية بفضل تعظيم االستفادة من الكفاءات املتوفرة يف املنظمة.
* تسهيل التعامل مع األفراد العاملني فيها ،وحل املشاكل اليت تنشأ فيما بينهم من جهة ،وبينهم وبني اإلدارات
املختلفة يف املنظمة من جهة أخرى.
* تقوم إدارة املوارد البشرية بعملية التدريب ورفع روحهم املعنوية واستقرارهم الوظيفي وزيادة إنتاجهم.
* إ ّن وجود خربات متخصصة يف إدارة املوارد البشرية القادرة واملؤهلة على استقطاب أفضل العاملني لشغل
ويعزز من مركزها االقتصادي يف املدى
الوظائف الشاغرة مث احلفاظ على هذه العناصر سيزيد من إنتاجية املنظمة ّ
الطويل.
* إ ّن اإلدارة الناجحة للموارد البشرية توفر على املنشآت تكاليف باهظة قد يلجأ إليها العاملون ال سيما يف
حاالت الفصل ،أو عدم منح العالوة أو الرتقيات.
* إ ّن قدرة املؤسسة على توفري مناخ تنظيمي صاحل للعمل من خالل تبين برامج للموارد البشرية قد تساهم يف
حتفيز العاملني وتدفعهم إىل بذل املزيد من قدراهتم سينعكس بدون شك على رضاهم الوظيفي وهذا سيزيد من
ككل.
إنتاجيتهم مثّ زيادة فعالية املنظمة ّ
د .هيثم علي حجازي وشوقي ناجي جواد ،وظائف املنظمات ،دار األهلية للنشر والتوزيع ،ص .71
11
* إ ّن املعاجلة الصحيحة والعادلة للمشاكل احملتملة النّامجة عن شىت اجملاالت الختيار التعيني ،تقييم األداء،
التدريب والرتقيات ستوفر تكاليف حمتملة نامجة عن سرعة دوران العمل وتدين مستوى األداء أو اخنفاض
13
إنتاجية.
* قبول التحديات واملهام الصعبة واعتبارها فرصا ال تكرر إلثبات ال ّذات وحتقيق التفوق والتميز.
14
* التعامل مع املواقف املختلفة باملرونة املناسبة والقدرة على تعديل أّناط التعامل مبا يتفق ومتطلبات كل موقف.
ختتلف طبيعة املهام املوكلة إلدارة املوارد البشرية باختالف املنظمة وطبيعة نشاطها وحجمها ومستوى تطورها،
وميكن تصنيف هذه املهام إىل :وظائف فنية تتعلق بتخصص وظيفة املوارد البشرية ،ووظائف إدارية تساعد على
تنفيذ املهام الفنية لإلدارة.
أ) الوظائف الفنية :وتتعلق بالوظائف الفرعية املتخصصة إلدارة املوارد البشرية ،وتشمل تأمني وهتيئة قوة العمل
ومكافئتها ،تطويرها ،محايتها وإجراء البحوث والدراسات لتغيري وتطوير هذه األنظمة وتشمل هذه الوظائف ما
يلي:
-تحليل ،توصيف وتصميم الوظائف :معرفة املتطلبات األساسية لكل وظيفة واخلصائص الفردية لألفراد
املناسبني هلا.
-االستقطاب واالختيار والتعيين :حتفيز املرتشحني املناسبني على تقدمي طلباهتم ،اختيار املرتشحني املالئمني
للوظائف الشاغرة حسب ختصصاهتم مث القيام بتعيينهم.
-تكوين وتطوير العمال :مبعىن االهتمام بتدريبهم وتنمية مهاراهتم وتغيري اجتاهاهتم وسلوكاهتم.
-توجيه وتحفيز العمال :مبعىن التعرف على االختالفات بني األفراد ،توجيههم إىل السلوك اإلجيايب ،ومكافأهتم
على أدائهم.
تسيير المسارات الوظيفية :أي االهتمام باملستقبل الوظيفي لألفراد واهتماماهتم املهنية على املدى الطويل.
-تقييم أداء العمل :معرفة مستوى أداء كل عامل مقارنة بالعمل املطلوب منه.
15
-نظام الدخل :مكافأة األفراد على أساس أمهية الوظائف اليت يقومون هبا ومستوى أدائهم.
ب) الوظائف اإلدارية :وتتعلق بالوظائف اليت تساعد على تنفيذ املهام الفنية لإلدارة ،وتشمل التخطيط ،التنظيم،
لكل من هذه
التعرض ّ
وسيتم ّ
ّ الرقابة ،التوجيه والتحفيز ،وحتديدي اخلصائص اإلسرتاتيجية إلدارة املوارد البشرية،
املهام بشيء من التوضيح:
.1التخطيط:هو إعداد خطة عن نشاطات اإلدارة خالل فرتة زمنية معينة ابتاءا من حتديد األهداف مثّ وضع
خطوات ومتطلّبات تنفيذ هذه األهداف ورغم كون املوارد البشرية عنصرا أساسيا للتّخطيط االسرتاتيجي للمنظّمة
إالّ أ ّن أخذها بعني االعتبار خيتلف من منظّمة إىل أخرى ،وميكن توضيح هذا االختالف حسب االجتاه التّالية:
االجتاه ّ
األول :حيث تقوم املنظّمات بتقدير العرض والطلب الضروريني من املوارد البشرية لتلبية احتياجاهتا على
املدى البعيد ،لكن هذا االجتاه يقتصر على حتديد األشخاص املناسبني وباألعداد الكافية يف األمكنة املناسبة دون
االهتمام بغري ذلك.
االجتاه الثّاين :حيث تقوم املنظمات بوضع خمططاهتا اخلاصة بتسيري املوارد البشرية حسب اإلسرتاتيجية ّ
املقررة
من اإلدارة العامة دون املسامهة يف وضع القرارات اخلاصة هبذه اإلسرتاتيجية.
االجتاه الثالث :أخذ املوارد البشرية بعني االعتبار على أعلى مستوى اسرتاتيجي أي عند تعريفرسالة وأهداف
تطورها بأخذ قدراهتا
املنظّمة وعند وضع املخطط اإلسرتاتيجي للمنظّمة ،وتعرف هذه املنظمات إسرتاتيجية ّ
وكفاءاهتا البشرية بعني االعتبار وهذا يتطلب أن تكون إدارة املوارد البشرية قادرة على اإلجابة على احتياجات
املنظمة من الناحية الكمية والكيفية.
ويعترب ختطيط املوارد البشرية عملية مهمة بالنسبة للمنظمة من جهة ألنّه يسهل حتقيق أهدافها ،وبالنسبة
للعمال ألنّه يساهم يف إعداد خمطّط مساراهتم الوظيفية وتطورهم املهين من جهة أخرى.
ّ
.2التنظيم:هتدف عملية التنظيم إىل جتميع املوارد البشرية ووضعها بطريقة منظّمة ومرتبطة بتحقيق أهداف املنظّمة
العمال ومسؤولياهتم
بفعالية حيث يشمل التنظيم كل الرتتيبات املتعلّقة بالعمل كتحديد واجبات ّ االقتصادية ّ
السلطات الالّزمة بتحديد التّقسيمات اإلدارية والعالقات فيما بينهم.
وإعطائهم ّ
وتشجع التعاون
ّ كما أ ّن انتماء األشخاص إىل جمموعات منظّمة تكون مهام األفراد فيها معرفة وواضحة،
واملفاوضة ما بني األفراد ،ميكن من حتقيق الرضا من ناحية ويؤدي إىل حتسني مستوى األداء الفردي واجلماعي
فعالية املنظّمة من ناحية أخرى.
وإىل حتقيق ّ
.3الرّقابة :ميكن تعريفها على أ ّهنا نظام لتحليل ومراجعة ّ
العمال والتأ ّكد من أ ّن النتائج حت ّقق األهداف املقررة
مسبقا يف اخلطّة كما متكن املراقبة من مراجعة الوظائف للتأ ّكد من عملها من التزام العاملني بشروط عملهم
باألداء والسلوك اإلجيايب السليم ،ومن اكتشاف الفروق والقيام بالتعديالت لتصليحها.
تشجع على احرتام القواعد التنظيمية ،ومن املمكن أن تكون عملية وقائية (عن طريق التكوين
الرقابة عملية إدارية ّ
وّ
والتوعية) وذلك بفضل التعريف بالقواعد واإلجراءات وكذلك العقوبات واإلجازات املرتتبة عن احرتامها أو عدم
الرقابة أربع مراحل هي:
وتتضمن عمليّة ّ
ّ احرتامها،
أ .وضع سياسات وإجراءات وقواعد األداء.
ب .قياس األداء احلقيقي.
ج .مقارنة األداء احلقيقي بالقواعد.
د .القيام بالتعديالت الالّزمة.
ويشكل وضع سياسات اإلطار أو االجتاهات العامة الختيار العمليات املناسبة واليت جيب أن يتبعها العمال يف
وظائفهمّ ،أما اإلجراءات والقواعد فهي خاصة بعملية أو وظيفة معيّنة ،وتوضح اإلجراءات كيفية تطبيق
املؤشرات اليت ستعمل الرقابة
السياسات أما القواعد فهي تعرف ما جيب القيام به لتطبيق اإلجراءات ويتم وضع ّ
ّ
عن طريق املقارنة بني األداء احمل ّقق واألداء املنتظر حسب اخلطّة املسطّرة ،مثّ اكتشاف الفروق املوجودة وتعديلها
حسب اإلمكانيات املتوفّرة.
الفصل األول :مدخل إلدارة الموارد البشرية
.4التوجيه والتحفيز :تضع املنظمة ع ّدة أنظمة لتوجيه العامل وحثّه على العمل بشكل صحيح ،حيث تقوم
بتصميم الوظائف ،وضع أنظمة التكوين والتطوير والتحفيز املناسبة لتقوية إرادة العامل وتوضيح مسؤولياته يف
العمل.
.5مسؤوليات إستراتيجية :وتتمثّل يف التفكري يف مستقبل اإلدارة على املدى البعيد والتأكد من توفّر خصائص
16
وشروط جناحها ،ويتطلب هذا األمر من مدير م.ب معرفة إسرتاتيجية املنظّمة وخططها بعيدة املدى.
المؤسسة االقتصادية.
ّ المبحث الثّاني :موقع إدارة الموارد البشرية في
تتمحور اختصاصات إدارة األفراد يف املؤسسة حول خمتلف اجلهود اليت تبدهلا هذه األخرية من أجل حتقيق
الفعالة يف حتقيق مستوى االستخدام الكامل للموارد البشرية
األهداف العامة للمؤسسة ،انطالقا من املسامهة ّ
املتوفّرة باستمراره واالستخدام األمثّل هلا للمسامهة يف زيادة اإلنتاج وتنمية الدخل على املستوى الوظيفي
وميكن حصر هذه اجلهود أو املهام يف النّقاط التّالية:
-العمل على اكتشاف واجتذاب القدرات واخلربات بني القادرين على العمل والراغبني فيه ،مع العناية باختيارهم
وتعيني املناسبني منهم يف األعمال املناسبة هلم.
-توفري ظروف العمل املالئمة ،من أجل حتقيق أعلى درجات االستثمار للموارد البشرية.
-توفري الرعاية الضرورية واخلدمات العمالية الالزمة هبدف تشجيع العاملني على حتقيق تقدمهم ورفع مستوى
كفاءهتم اإلنتاجية.
-القيام بالبحوث املفيدة يف شؤون العمال للنهوض هبم فنيا ومعنويا مع فتح جمال الرتقية أمامهم.
-االهتمام باالتصال وبتوفري املعطيات واملعلومات املفيدة ووسائل اتصال متكن العمال من ايصال آرائهم
وانشغاالهتم.
17
-االحتفاظ بسجالت العمال ،منظمة وجاهزة وحتت الطلب.
ناصر دادي عدون ،إدارة املوارد البشرية والسلوك التنظيمي ،نفس املرجع ،ص .11
17
الفصل األول :مدخل إلدارة الموارد البشرية
المطلب الثاني :دور إدارة الموارد البشرية.
-مساعدة اإلدارة العليا ،جملس اإلدارة أساسا ،يف حتديد السياسات املرتبطة باملوارد البشرية ،ويف حتقيق التكامل
بني اسرتاتيجية املوارد البشرية والربامج واسرتاتيجية املؤسسة يف النمو والتطور.
-مساعدة اإلدارة التنفيذية يف تطبيق السياسات اخلاصة باملوارد البشرية.
-دعم اإلدارة العليا واإلدارة التنفيذية يف التقييم والسيطرة على منظومة املوارد البشرية ،عن طريق نظام معلومات
املوارد البشرية.
-تقييم مدى النجاح يف تنفيذ السياسات اخلاصة باملوارد البشرية.
-التعرف على املشاكل املتعلقة باألفراد وحتديد مواقعها وطبيعتها.
18
-التّأكيد املستمر لدى أفراد املؤسسة على دورهم يف الوصول إىل ما تتوقعه اإلدارة العليا منهم.
تتكونبيئة إدارة املوارد البشرية من عنصرين رئيسيني مها :البيئة الداخلية والبيئة اخلارجية ،وسوف نشري بإجياز
إىل العناصر اليت تكون كالّ من هاتني البيئتني:
أوال :بيئة إدارة األفراد الداخلية :وتتكون هذه البيئة من العناصر التالية:
خصائص العاملني وتشمل :طاقاهتم وقدراهتم ،معارفهم ومهاراهتم واجتاهاهتم وقيمهم ،مستوى ثقافتهم ،حاجاهتم
وتوقعاهتم ،شخصياهتم.
)5اخلصائص اهليكلية وتشمل :املستويات اإلدارية يف املؤسسة ،مدى اإلشراف ،حجم اإلدارات يف املؤسسة،
شكل التنظيم وهل هو منبسط (أفقي) أم طويل ،درجة املركزية أو الالمركزية ،وقنوات االتصال ومستوياته وأنواعه.
وتتضمن:
ّ )6اخلصائص العامة للمؤسسة
أ .طبيعة املؤسسة من حيث الظروف اليت نشأت فيها املؤسسة ،نوع السلعة أو اخلدمة اليت تقدمها ،حجم
املؤسسة ،امللكية من حيث كوهنا عامة أو خاصة ومرحلة ّنو املؤسسة.
بّ .نط القيادة يف املؤسسة.
ج .املناخ التنظيمي يف املؤسسة.
د .املمارسات السياسات املستخدمة يف املؤسسة.
وال شك أ ّن هذه البيئة الداخلية بعناصرها املختلفة تتفاعل مع إدارة األفراد وتتأثر هبا ،وأ ّن تأثريها يشمل
وضع األفراد احلا ي واملستقبلي .وتأثري هذه العوامل التنظيمية على إدارة األفراد قد ينعكس يف نواح مثل :أهداف
املوظفني وقراراهتم ،أحوال املوظفني املادية ورضاهم الوظيفي ،التكنولوجيا املستخدمة مبفهومها املادي
واالستخدامي وغريها.
ثانيا :بيئة إدارة األفراد الخارجية :وهي نوعان :البيئة القريبة أو البيئة املرتبطة مبهام املؤسسة وبيئة بعيدة عامة.
أ) البيئة الخارجية القريبة (المرتبطة):ونعين هبا تلك القوى والعناصر واجلماعات اليت يقوم بينها وبني إدارة األفراد
تفاعل وتبادل مباشر مكثف ،من عناصر هذه البيئة اخلارجية القريبة ما يأيت:
.1الزبائن أو اجلمهور وهم املستفيدون من خدمات إدارة األفراد ومن املؤسسة بشكل عام.
.2املوردون ويشمل تلك الفئات أو اجملموعات اليت تقوم بتزويد املؤسسة باملوارد املادية والبشرية.
الفصل األول :مدخل إلدارة الموارد البشرية
.3املنافسون :حياول املنافسون احلصول على املوارد احملدودة اليت تقدمها فئة املزودين باملوارد (املوردون) ومن مثّ
يشكل هؤالء هتديدا للمؤسسة .ومن األمثلة على ذلك أن بعض املؤسسات حتاول اجتذاب املوظفني املؤهلني
الذين يعملون يف مؤسسات منافسة ممّا حيرم تلك املؤسسات من خرية العاملني هبا.
ب) البيئة الخارجية البعيدة :وهي تلك القوى العاملة والعوامل اجملتمعة العامة اليت تتفاعل مع ويف الغالب تؤثر
على إدارة املوارد البشرية وعلى عناصر البيئة القريبة .والواقع أن هذا التفاعل هو تفاعل غري مباشر .وخيتلف يف
عدد مراته ،وشدته ،عن التفاعل مع عناصر البيئة اخلارجية القريبة .ولكن مدته أطول من التفاعل مع عناصر البيئة
اخلارجية القريبة .وتشكل تلك القوى والعوامل اجملتمعة أنظمة مثل النظام االقتصادي ،السياسي والقانوين ،احلضاري
واالجتماعي والنظام التكنولوجي ،الرتبوي ،اإلداري ،النظام الديين أي الدين بتشريعاته وأحكامه وعقيدته وتعليماته
حيتل نظاما يؤثر على حياة األفراد واجلماعات واجملتمعات ،وعلى املسؤولني يف إدارات األفراد أن يعوا النصوص
الدينية ذات العالقة حبياة األفراد ،وباملمارسات فإنه الذي يتغلغل يف حياة الناس ،وميكن أن يكون قوة دافعة ملزيد
19
من العمل واالنتماء وااللتزام واإلنتاجية.
مصطفى جنيب شاوش ،مرجع سبق ذكره ،ص ،33ص ،32ص .33
19
الفصل األول :مدخل إلدارة الموارد البشرية
المطلب الرابع :موقع إدارة الموارد البشرية في الهيكل التنظيمي للمؤسسة االقتصادية.
حىت تتمكن إدارة األفراد من أداء دورها ال بد من جتند إمكانيات مادية وبشرية متخصصة من اختصاصيني
يف األمور اإلدارية والبسيكولوجية واالجتماعية .ويرأس قسم إدارة املوارد البشرية حسب حجم املؤسسة وحاجاهتا
إىل هذه املصلحة ،مدير قد يصل إىل درجة مدير فرعي أو نائب مدير املؤسسة ،ويساعده عادة يف املؤسسات
الكربى أكثر من مدير مساعد حسب األقسام اليت تتوفر عليها هذه املصلحة مثل :قسم عالقات العمال وقسم
التنمية للموارد البشرية.
-ال يكفي ملديري مصاحل األفراد التمتع بقدرات التسيري اإلداري فقط ،بل جيب أن يتمتعوا أيضا مبيزات
ومؤهالت القيادة ،االتصال واالستماع ،وروح اإلبداع والتعاون ،واإلقناع وغريها من الصفات اليت ذكرها فايول يف
كتابه عن اإلدارة.
ومن ناحية تواجد املوارد البشرية يف املؤسسة فيتوزع هؤالء على هرم اهليكل التنظيمي للمؤسسة ،أفقيا
وعموديا ،ويتحدد عددهم حسب حجم املؤسسة ووزهنا يف االقتصاد وطبيعة نشاطها ،ونوع التكنولوجيا
املستعملة ،مستعملة أكثر لآلالت أو أكثر لألفراد.
وبشكل عام فإ ّن املوارد البشرية موزعة إىل ثالثة مستويات :العلوي ويشمل اإلدارة العليا ،وتتمثل يف املدير
العام وجملس اإلدارة ،مثّ املتوسط ويتمثل يف خمتلف املستويات الوسطى واملؤطرة للنشاط ،ويف األخري يف أسفل اهلرم
جند العمال املشتغلني ،وتربط بني هذه املستويات الثالث عالقات معقدة من السلطة والقيادة واالتصال ،وكل
منها يتميز جبزء معني منها .فبقدر ما يتحكم اإلطار البشري اإلداري العلوي يف حتديد توجيهات املؤسسة
وسياستها ،فإن اإلطار البشري السفلي ابتداء من رؤساء العمال واملؤطرين يتحكم يف التنفيذ وهذه العملية تتوقف
على الصالت بني خمتلف املستويات ،وطبيعة العالقات اليت تربط بينها ،فبقدر ما يكون التفاهم واالتصال جيد
بني املستويات ،واالستماع خاصة ملشاكل العمال يف التنفيذ ،بقدر ما يكون العمل متكامال والتعامل موجودا
20
ألداء هدف املؤسسة.
المطلب الخامس :أثر وظيفة الموارد البشرية على نجاح المؤسسة االقتصادية.
هناك طرق حمددة ميكن أن يظهر فيها هذا التأثري وتتمثل يف:
-ختفيض التكلفة غري ضرورية للعمل اإلضايف من خالل زيادة اإلنتاجية أثناء العمل يف األيام العادية.
-استبعاد الوقت الضائع لألفراد من خالل التنظيم اجليد للعمل.
-احلد من تكلفة دوران العمل ،األفراد والبطالة من خالل ممارسة عالقات إنتاجية حيدة وخلق جو مناسب
يساعد على زيادة رضا العمال.
-تصميم نظام فعال للصحة واألمن لتقليل اخلسارة يف الوقت والنامجة عن احلوادث واإلبقاء على التكلفة
العالجية وتعويضات العاملني يف أدىن حد.
-تنمية وتدريب األفراد بطريقة صحيحة لتمكينهم من حتسني قيمهم بالنسبة للمنظمة واإلنتاج وبيع أفضل
للسلع واخلدمات ذات جودة مرتفعة وبأدىن حد من التكلفة.
-تقليل التكلفة العادية لفقد املوارد من خالل التخلص من العادات واالجتاهات السيئة للعمل وشروط العمل
السيئة اليت تقود إىل األخطاء وعدم االكرتاث.
-تعيني أفضل األفراد املتاحني على كل املستويات للحصول على أفضل ما لديهم ولتجنب الزيادة اليت ال حاجة
للمنظمة هبا.
-احلفاظ على خاصية املنافسة وتوفري مناخ حتفيزي وتدعيمي لألفراد.
21
-تشجيع األفراد وأداء آرائهم فيما يتعلق بزيادة واخنفاض التكاليف.
خلصنا من هذا الفصل بفكرة عامة وهي أ ّن إدارة املوارد البشرية مل تأت هكذا صدفة،
وإّنا كانت نتيجة لعدة تطورات (اقتصادية ،اجتماعية ،سياسية ،إنسانية)إىل أن أصبحت
على ما هي عليه اليوم من تطور ،ويربر ذلك من خالل التعاريف الشاملة اليت اتفقوا عليها
معظم العلماء على أ ّن إدارة املوارد البشرية تتعلق بأهم عناصر اإلنتاج وهو العنصر البشري
تبني أ ّن إلدارة املوارد البشرية أهداف عديدة ومتعددة أمهها تزويد املؤسسة مبوارد بشرية
كما ّ
فعالة وذكرنا أهم هذه أهم هذه اإلدارة وال ميكن أن تكون يف عزلة عن اإلدارات األخرى
فهي مرتبطة معا باقي اإلدارات.
إ ّن جناح املؤسسة مرهون بنجاح مواردها البشرية ،إالّ أ ّن جناح املؤسسة وجناح املوارد البشرية
يرتبط بصياغة وإعداد سياسة تشمل إدارة املوارد البشرية.
الفصل الثاني:نظام الموارد البشرية في المؤسسة االقتصادية
مقدمة الفصل:
إ ّن التطور الذي شهدته املؤسسات االقتصادية ،فيما يتعلق حبجمها ودورها يف
اجملتمعات املدنية ،دفعها حنو النمو واالزدهار يف احلياة ،فقد صاحبه زيادة دور املوارد البشرية
يف املؤسسات سواء من الناحية العددية أو الكيفية ،فقد أصبحت هذه املوارد تكلف
املؤسسات كتال معتربة من األجور ،كما تكلفها مبالغ معتربة أيضا عند إنشاء مناصب
جديدة ،نظرا للتطور التكنولوجي ،وكذلك املنافسة الداخلية والدولية بني املؤسسات،
باإلضافة إىل التكوين أو إعادة التأهيل للعمال الذي يفرض نفسه أحيانا عند تغيري أو اقتناء
جتهيزات حديثة مع تغيري نشاط املؤسسة أو توسيعه أو حتسني التكنولوجيا املستعملة فيه.
ولالطالع أكثر على نظام املوارد البشرية يف املؤسسة االقتصادية سوف نعرض يف هذا الفصل
النقاط التالية:
الفصل الثاني:نظام الموارد البشرية في المؤسسة االقتصادية
بعد أن خطت املؤسسة ،ودور اإلنسان فيها ،خطوات كبرية منذ هناية القرن 11وبداية القرن ،21أصبح
من الضروري أن تقوم هيئة فيها هتتم بالعمال وظروفهم وأجورهم ،وكل ما يرتبط بوجودهم يف املؤسسة ،باإلضافة
إىل اختاذ سياسات واسرتاتيجيات خاصة بتسيريهم يف املدى القصري ،املتوسط ورسم خط لتغرياهتم وتطورهم يف
املدى الطويل االسرتاتيجي ،وفقا لألهداف وللخطة اإلسرتاتيجية العامة للمؤسسة.
هو جمموعة الوسائل املادية ،والتقنية والبشرية املخصصة من أجل تكوين العامل البشري ،تسيريه اليومي
ومتابعته يف املدى املتوسط والطويل ،طبقا إلسرتاتيجية حمددة ،وتكون هذه الوسائل ضمن مصلحة أو جزء من
1
اهليكل اإلداري يف املؤسسة ،يكرب أو يصغر حجمها حسب كرب أو صغر حجم املؤسسة العام.
لقد كانت اجلهات املختصة يف املوضوع بالواليات املتحدة األمريكية السباقة إىل إنشاء العناصر اخلاصة
بسياسة اإلنسان يف املصنع مبعىن اإلجراءات اخلاصة بالتأثريات على نفسية العامل ،ففي بداية القرن 21أدخل
تدعى Personnel Meyer Bloomfieldيف مؤسسات صناعية خمتلفة مصلحة خاصة
(Administrationإدارة األفراد) .وهبذا دخلت إدارة ونظام املوارد البشرية يف املؤسسة الصناعية لينشأ يف سنة
1111يف بوسنت (و.م.أ) Employment Managers Associationواليت كرست لدراسةمعمقة هلذه
املسائل حيث أنشأت العديد من املصاحل مثل دائرة العالقات الصناعية أو مصلحة التشغيل ،وكان االهتمام
بالعامل وبتخصيص مصلحة لذلك عدة أسباب منها ما يلي:
.1حاجة المؤسسة :ترتبط إدارة أو مصلحة املوارد البشرية باملؤسسة يف الواقع حباجة هذه األخرية إليها .فكان
تسيري شؤون األفراد فيها يف بداياهتا ال يتطلب وجود هيئة منفصلة ومستقلة سواء لصغر احلجم أو لضعف عدد
العمال فيها ،أو لغياب دور النقابات ولضعف االهتمام بالعامل البشري ،لسوء تنظيمه وخضوعه لرأس املال.
ومع انطالق احلرب العاملية الثانية كانت احلاجة إىل اليد العاملة كبرية يف املصانع األوروبية خاصة لرفع اإلنتاجية يف
وسائل احلرب ،وجمال الصناعات الغذائية الفالحية .وبتزايد الطلب على اليد العاملة السنوية غري املتكونة خاصة،
فرضت على املؤسسات احملتاجة إىل عناصر أو مصلحة متخصصة ،تقدم املساعدة لإلدارة يف تسيري عملية اختيار
1
األفراد وإعطائهم قدرا من التكوين ألداء األعمال املطلوبة.
.2تطبيق نظريات اإلدارة الحديثة :أدى تطبيق طريقة اإلدارة العلمية يف املؤسسات االقتصادية بعد انتشارها يف أوربا
خاصة ،إىل ظهور بعض السلبيات مثل الغيابات املتكررة ،والتبذير يف استعمال املواد األولية وغريها من التصرفات
الناجتة عن امللل والضغط الذي أحس به كثري من العمال جراء إدخال طريقة التنظيم وتقسيم العمل التايلورية
املقيدة حلركة العامل.
حىت تتمكن إدارة األفراد من أداء دورها ،املشار إليه ،فهي جتند إمكانيات مادية وبشرية متخصصة يف
األمور اإلدارية والبسيكولوجية واالجتماعية .ويرأس قسم إدارة املوارد البشرية حسب حجم املؤسسة وحاجاهتا إىل
هذه املصلحة ،مدير قد يصل إىل درجة مدير فرعي أو نائب مدير املؤسسة ويساعده عادة يف املؤسسات الكربى
أكثر من مدير مساعد حسب األقسام اليت تتوفر عليها هذه املصلحة مثل قسم عالقات العمال.
وقد يكون قسم آخر حول تنمية املوارد البشرية وتكوينها ،وتوفري األمن ،وهي خاصة يف املؤسسات اليت
حتتاج إىل ذلك ،مثل املؤسسات اليت تعترب البحث العلمي وتطوير هياكلها كجزء من نشاطها ،كمؤسسات
اإلنتاج للوسائل ذات التكنولوجيا األكثر حداثة مثل تكنولوجيا الفضاء.
وال يكفي ملديري مصاحل األفراد التمتع بقدرات التسيري اإلدارية فقط ،بل جيب أن يتمتعوا أيضا كغريهم يف
اإلدارة العامة مبيزات ومؤهالت القيادة ،االتصال واالستماع ،وروح اإلبداع والتعاون واإلقناع وغريها من الصفات
األخرى.
وبالتا ي فيمكن القول أ ّن إدارة املوارد مثل اإلدارة العامة تعترب كفن وعلم يف نفس الوقت ،فاجلانب العلمي فيها
يأيت من كوهنا تعتمد على قواعد علمية ،نتيجة لبحوث ودراسات نظرية وتطبيقية أعطت عدة نظريات يف هذا
اجملال ،أما اجلانب الفين فيها ،فيعود إىل أ ّن تطبيق القواعد واالستفادة منها يف الواقع ،يعتمد على قدرات املهارة،
1
والتجربة لدى املسؤولني ،وذلك باالعتماد على اخلربة والبديهة وسرعة التفكري.
ومن ناحية تواجد املوارد البشرية يف املؤسسة فيتوزع هؤالء على هرم اهليكل التنظيمي للمؤسسة ،أفقيا
وعموديا ،ويتحدد عددهم حسب حجم املؤسسة ووزهنا يف االقتصاد وطبيعة نشاطها ،ونوع التكنولوجيا اليت
تستعملها ،وميكن أن نالحظ يف اهلرم اهليكلي هلا ،من أعلى منصب كمدير إىل مدراء فرعيني ورؤساء عمال ،مثّ
يف أسفل اهلرم جند العمال املشتغلني ،وهنا يكون عدد املستويات حسب التقسيمات اهليكلية اليت استعملتها
املؤسسة.
وبشكل عام فإ ّن املوارد البشرية موزعة إىل ثالث مستويات :العلوي ويشمل اإلدارة العليا وتتمثل يف املدير
العام وجملس اإلدارة ،مثّ املتوسط ويتمثل يف خمتلف املستويات الوسطى واملؤطرة للنشاط ،ويف اخلري يف أسفل اهلرم
جند العمال املشتغلني.
وهذه النتائج السلبية جاءت بعد حتقيق إجيايب يف بداية األمر إىل أن ساد امللل والضجر بعد ذلك.وهو ما
جعل العديد من املختصني وخاصة السلوكيني يتجهون إىل القيام بدراسات وجتارب مسحت بالقضاء على تلك
املشاكل ،ومل يبق حتديد املناصب ،ورقابة نشاط العمال وخمتلف األفراد يف املؤسسة خيضع إىل اجلانب املادي
االقتصاديةبطه بالعمل يف المؤسسة
كي لإلنسان مع ر اجلانبفيالنفسي والسلو
البشرية
الموارداالعتبار
نظامتأخذ بعني
نظر:يات
الثاني فقط ،بلالفصل
تطورت عدة
2
املؤسسة.
.3تزايد دور النقابات وتدخل الحكومات في تنظيم العمل:مع التطورات اليت شهدهتا اجلوانب االجتماعية
للعمال وتدخل النقابات والدولة يف التأثري على هذه اجلوانب بشكل كبري بواسطة القوانني و التشريعات ،سواءا
املوجودة على مستوى البلدان ،أو على مستوى اجلهوي والدو ي لبعض اهليئات ،مثال منظمة العمل الدو ي اليت
3
تشرف وتتصل مبختلف املنظمات اجلهوية للعمل كاملنظمة العربية للعمل ومع النقابات يف خمتلف أحناء العامل.
المؤسسة االقتصادية.
ّ المطلب الرابع :طبيعة نظام الموارد البشرية في
إالّ أ ّن هذا ال يعين أ ّن النظام ليس له تأثري على اإلدارة التنفيذية ،بل يتزايد التأثري يف القرارات بضيق هامش حرية
كل
اإلدارة التنفيذية بنسب متفاوتة يف خمتلف املؤسسات وباختالف الدور الذي تلعبه إدارة األفراد ألنّه ويف ّ
خاصة يف املؤسسات البريوقراطية يكون هذا التأثري معتربا ليصل إىل ح ّد التوازي أو اخللط بني السلطة
احلاالت ّ
التنفيذية والسلطة الوظيفية وهي أعلى مستويات التأثري بني اجلانبني.
ففي احلالة األوىل يتوقف نشاط املؤسسة ونتائجها على نتائج تنفيذهم لألعمال ،وهذه العملية تتوقف على مدى
استعدادهم لذلك ،وعلى مدى تقبّلهم ألوامر رؤسائهم والكيفية اليت يتل ّقوهنا هبا ،وهذا ما يدعى مبمارسة السلطة
من أسفل اهلرم اإلداري.
ّأما يف احلالة الثانية ،فإ ّن املشاركة يف إعداد الربامج واخلطط تدخل ضمن طرق التسيري احلديثة اليت تسمح جبمع
خمتلف األفراد حول خطط وبرامج املؤسسة ،وبالتا ي أهدافها ،وهي من الطرق املستعمل حتت ع ّدت أشكال،
هامة
إبتداءا من حالقات النوعية اليت ظهرت ّأوال يف اليابان ،إىل املسامهة يف نقاش القرار الذي يعطي نتائج ج ّد ّ
الفصل الثاني :نظام الموارد البشرية في المؤسسة االقتصادية
فعال يف إجناح الربامج واالسرتاتيجيات.
التغري ،واملسامهة بشكل ّ
يف تقبّل ّ
وبقدر ما يتح ّكم اإلطار البشري اإلداري العلوي يف حتديد توجيهات املؤسسة وسياساهتا ،فإ ّن اإلطار البشري
الصالت
العمل واملؤطّرين يتح ّكم يف التنفيذ ،وهذه العملية تتوقّف على ّ
السفلي ،إبتداءا من رؤساء ّ
ّ
تع ّد األدوار اليت تؤديها إدارة املوارد البشرية يف املنظمة عامل مهما يف حتديد وضعها التنظيمي يف املنظمات
املعاصرة اليت تعيش بيئة تنافسية وميال متزايدا حنو العوملة ،فاملنظمة الناجحة يف البيئة التنافسية تشجع إدارات
املوارد البشرية فيها ملمارسة أدوار متعددة لتحقيق أهداف حتسني اإلنتاجية ونوعية حياة العمل واالستجابة
ملتطلبات البيئة االقتصادية والقانونية والتكنولوجية ،وتتمثل أهم ادوار إدارة املوارد البشرية باآليت:
خالد عبد الرحيم مطر اهلييت ،إدارة املوارد البشرية ،دور وائل للنشر ،الطبعة الثانية ،2113ص ،22ص .23
1
الفصل الثاني :نظام الموارد البشرية في المؤسسة االقتصادية
ب-حجم المنظمة:
يتحدد حجم املؤسسة حبجم النشاط الذي تديره أو املبيعات اليت حتققها أو حجم رأس املال أو عدد
العاملني فيها ،ويؤثر حجم املنظمة بغض النظر على املقياس املستخدم يف حتديده يف تقرير الوضع التنظيمي إلدارة
املـوارد البشرية يف املنظمة ،فـزيادة حجم املنظمة وتنوع نشاطها يفرض يف بعض األحيان التـزام على
املنظمة باستحداث أنشطة إلدارات مل تكن معروفة سابقا أو أنشطة جديدة داخل اإلدارة الوظيفية ذاهتا .ولكن
احلجم أحد العوامل املوقفية فإنه يتأثر بالتغريات البيئية اليت يعترب توسيع احلجم أحد أهم عوامل االستجابة اليت
تتبناها املنظمة الحتواء تلك التغريات سواء كانت على شكل هتديدات أو فرص .لذا فإن كرب أو صغر حجم
املنظمة ينعكس بوضع تنظيمي حمدد إلدارة املوارد البشرية .فمنظمات األعمال الصغرية متيل إىل توزيع نشاطات
إدارة املوارد البشرية على األقسام أو الوحدات الوظيفية فيها ،بينما متيل املنظمات الكبرية ذات األسواق املتعددة
إىل وجود إدارة متخصصة للموارد البشرية فيها.
االقتصادية
الطابع التنفيذي، المؤسسة يغلب عليها
فيية أدوار هامشية
البشورارديةالبشر
المواردإدارة امل
نظام إىل إعطاء الثاني:
العالية متيل الفصل
ذات التقانة إ ّن املنظمات
وهذا ما جيعل إدارة املوارد البشرية من اإلدارات ّإما املهملة أو املوجودة يف قاعدة اهلرم التنظيمي.
خالد عبد الرحيم مطر اهلييت ،إدارة املوارد البشرية ،دور وائل للنشر ،الطبعة الثانية ،2113ص .27
1
تنعكس التغريات يف خصائص سوق العمل على دور وأمهية املوارد البشرية يف املنظمة .ففي أسواق العمل
اليت تتميز باستقرار ظروف الطلب والعرض للموارد البشرية فيها ،مع توافر التأكد النسيب عن الكمية والنوعية
لعنصر العمل متيل املنظمات إىل تقليص دور إدارة املوارد البشرية على الدور التنفيذي املتمثل بتنفيذ
سياسات االختبار والتعيني والتدريب والتقومي لألداء .أما يف أسواق العمل اليت تتميز بعد االستقرار وعدم وضوح
االجتاه العام للطلب والعرض للموارد البشرية ،وهو ما مييز أسواق العمل اليوم اليت تنافس املنظمات فيها للحصول
على الكم والنوع املطلوب من املوارد البشرية ليمت ّد إىل األدوار اإلسرتاتيجية واملشاركة يف اختاذ القرارات.
نفس املرجع ،إدارة املوارد البشرية ،دار وائل للنشر ،ط ،22113ص .28
1
الفصل الثاني :نظام الموارد البشرية في المؤسسة االقتصادية
.1قسم التوظيف:يتخصص هذا القسم جبميع األمور املتعلقة بنشاط التوظيف يف املنظمة واليت تتضمن
االستقطاب واالختيار والتعيني .فمهمة هذا القسم ليس اختاذ قرار التوظيف وإّنا تنسيق اجلهود مع اإلدارة العليا
للموارد البشرية اليت بدورها حتاور اإلدارة العليا للمنظمة يف نوع املوارد لبشرية املطلوبة ووضع املرشحني إلشغال
الوظائف الشاغرة.
.2قسم التدريب والتطوير:يركز هذا القسم على النشاطات املتعلقة بنقل املهارات للعاملني أو تطوير املهارات
القائمة لغرض إعداد الفرد ملواقع إدارية أعلى ،فبعد حتديد االحتياجات التدريبية من قبل إدارة املوارد البشرية
وبالتشاور مع اإلدارة العليا للمنظمة وباالعتماد على توجه املنظمة االسرتاتيجي ونوع إسرتاتيجية األعمال فيها،
تبدأ أعمال القسم يف اختيار أسلوب التدريب املناسب والذي ميكن أن يكون التدريب داخل العمل أو خارجه،
كما ميارس القسم مهمة اختيار املدربني ومتابعة تنفيذ الربنامج التدرييب وتقييم نتائجه اعتمادا فإن نوع املهارات
1
واملعارف واخلربات املطلوبة يف املنظمة تعترب الدليل العلمي يف حتديد نشاطات القسم من حيث الكم والنوع.
.3قسم المزايا والمكافآت :يتمثل العمل يف هذا القسم بكونه يتعامل مع نشاطات موضوعية حلقل ذايت،
فكما تدل تسمية القسم باملزايا واملكافآت فإن عمله يتمثل يف حتديد أجور ومكافآت ومزايا العاملني وإدارهتا،
ومثل هذه النشاطات ال تعترب سهلة وذلك ألن حتديد األجر أو مستوى الدفع يعتمد على نتائج حتليل وتقومي
العمل ،لذا فإن مستوى الدفع جيب أن يكون عادال ومقبوال وقائما على أساس الفروق الوظيفية بني عمل وعمل
آخر.
.4قسم العالقات :تشتمل نشاطات هذا القسم على نوعني من العالقات مها:
-عالقات العمل اليت تغطي عالقة املنظمة باالحتادات والنقابات العمالية وفيها يكون القسم مسؤوال عن حتديد
وضع املنظمة أمام نقابات العمال ومتابعة النزاعات والشكاوي اليت تنتج عن عالقة املنظمة بالنقابة.
خالد عبد الرحيم مطر اهلييت ،نفس املرجع السابق ،ص .31
1
الفصل الثاني :نظام الموارد البشرية في المؤسسة االقتصادية
-عالقات العاملني وتشتمل نشاطات هذه الشعبة يف قسم العالقات على متابعة حركة العاملني داخل املنظمة،
إذ تتضمن التأكد من أن قنوات االتصال بني القمة والقاعدة يف اهلرم التنظيمي تتناسب مع أداء العمل.
ب -الشكل القائم على المركزية:
يعتمد اجتاه املنظمة للمركزية أو الالمركزية على فلسفتها وثقافتها وكفاءة النشاطات الوظيفية اإلسرتاتيجية
فيها .ويف الشكل القائم على املركزية تكون القرارات اجلهوية وصناعة االسرتاتيجيات والسياسات حمصورة يف قمة
اهلرم التنظيمي للمنظمة ،وملا كانت قرارات إدارة املوارد البشرية وخاصة تلك املتعلقة بالتخطيط والتوظيف
والتدريب من القرارات اإلسرتاتيجية نظرا ملا تتضمنه من تكاليف وخماطر فإن سلطة اختاذها تسند إىل اإلدارة العليا
للمنظمة وتتوزع باقي القرارات اخلاصة باملوارد البشرية على اإلدارات الوظيفية األخرى .شيع استخدام هذا الشكل
1
من التنظيم يف املنظمات اليت تتميز بكثافة رأس املال.
إ ّن حصر املؤهالت اليت جيب أن يتمتع هبا مدير إدارة املوارد البشرية والعاملني معه تستلزم من املنظمات حتديد
األدوار اليت ميارسها هذا املدير وتتضمن هذه الدوار ما يلي:
-دور رجل األعمال:الذي جيب أن يفهم كيف يعمل ويدرك كيف يتم احلصول على األموال وكيف تُصرف
ويعرف طبيعة السوق الذي تتعامل معه املنظمة وخصائص املستهلكني فيه ،كما عليه أن يفهم رسالة املنظمة
واجتاهها يف املدى البعيد.
نفس املرجع ،إدارة املوارد البشرية ،دار وائل للنشر ، ،ص .32-33
1
الفصل الثاني :نظام الموارد البشرية في المؤسسة االقتصادية
-مدير التغير :أن يفهم نوع التغري املطلوب وكيفية إدارته كما عليه أن يفكر اسرتاتيجيا بنوع التغري الذي ميكن
أن يقود املنظمة إىل وضع أفضل.
-دور المستشار :أن ميتلك القدرة على خلق الوالء للفعل ،وأن يكون قادرا على اختيار نوع االستجابة املطلوبة
للحاجات.
-دور المخطط :أن يعرف خطط واسرتاتيجيات اإلدارة العليا ويتخذ القرارات املالئمة لتنفيذها بكفاءة وفاعلية،
وأن ميتلك القدرة على تطوير األفكار واخلطط اليت تستهدف إثارة احلماس وزيادة اإلنتاجية لدى العاملني.
-دور المعلم القدير :أن ميتلك القدرة على تعليم اآلخرين بكيفية احلصول على أضل النتائج بأقل اجلهود
املطلوبة.
-دور المراقب :يكون املبادر يف حتديد احلاجة وتلبيتها ،وأن يكون قادرا على قياس فاعلية العاملني يف املنظمة
وميتلك معرفة باستخدام التقانة يف املنظمة.
وتستلزم هذه األدوار مؤهالت حمددة يف مدير إدارة املوارد البشرية تتمثل بااليت:
لكي حندد عالقة إدارة األفراد باإلدارات األخرى فال بد من استعراض سريع لوظائف إدارة األفراد يف األنظمة
احلديثة .إن هدفنا هو جمرد ذكر أهم الوظائف اليت ميكن أن تقوم هبا إدارة األفراد يف مؤسسات كبرية احلجم
وتكمن هذه الوظائف فيما يلي:
إن إدارة األفراد تشرف بطبيعة عملها على تنظيم عالقة املنشأة جبميع العاملني يف خمتلف اإلدارات وببساطة
ميكن القول أن اإلدارة تشمل أفراد يعملون هبا إذن اإلدارة تشمل أربع بدائل يتم اختيار البديل املناسب يف الوقت
املناسب فيها ومنها نذكر ما يلي:
البديل األول :أن تضع الشركة وصفا مكتوبا لكل من وظيفة الرئيس املباشر ووظيفة إدارة األفراد على أن يتم
ينص على ما يلي:
ذلك يف دليل الشركة الذي حيتوي على السياسة العامة هلا الذي ّ
الفصل الثاني :نظام الموارد البشرية في المؤسسة االقتصادية
" -تقوم إدارة األفراد مبعاونة ومساعدة هؤالء الرؤساء يف مهمتهم هذه وعلى ذلك يكون مسؤولة فقط عن
1
النصائح واإلرشادات اليت تقدمها هلؤالء الرؤساء املباشرين".
البديل الثاني :يتم مبوجب قصر اختصاصات الرئيس املباشر لإلشراف فقط على العاملني يف إدارته أو قسمه
وتتمثل اختصاصات الرئيس املباشر فيما يلي:
-وضع الفرد يف املكان الذي يناسبه داخل اإلدارة أو القسم.
-اإلشراف على األفراد اجلدد الذين يلتحقون بإدارته.
-تدريب موظفيه على األعمال اجلديدة اليت توكل إليه.
-حتقيق التعاون بني العاملني يف إدارته.
-تفسري وشرح أنظمة وتعليمات الشركة ملرؤوسيه.
-مراقبة تكاليف العمل داخل اإلدارات.
-تنمية مواهب مرؤوسيه واالستفادة منها.
-احملافظة على مرؤوسيه من حوادث العمل.
البديل الثالث :مبوجب هذا البديل يتم بدقة حتديد وتعريف اختصاصات إدارة األفراد يف املؤسسة من أجل
التمييز بني اختصاصاهتا واختصاصات اإلدارات األخرى.
البديل الرابع :مبوجب هذا البديل يتم التمييز بني ثالثة أنواع من األعمال اليت تتطلبها طبيعة العالقة اليت تنشأ
بني العاملني وبني اإلدارة وممثليها.
-أعمال تتم بطبيعتها خارج نطاق اإلدارات املختلفة مثل اإلشراف على برامج اخلدمات وإعداد السجالت
اخلاصة بالعاملني.
-أعمال يبدأ القيام هبا يف اإلدارات األخرى مث تستكمل بواسطة إدارة األفراد.
-أعمال حيتاج القيام هبا بكفاية إىل تعاون كامل بني إدارة األفراد واإلدارات األخرى ويتم تنفيذها يف املراحل
2
املختلفة مشاركة بينها.
نائب الرئيس نائب الرئيس إلدارة نائب الرئيس إلدارة نائب الرئيس
لإلدارة املالية عمليات اإلنتاج التسويق إلدارة املوارد
البشرية
مدير قسم العالقات مدير قسم التدريب مدير قسم املزايا مدير التوظيف
واملكافآت
المصدر :خالد عبد الرحيم اهلييت ،إدارة املوارد البشرية ،ص .33
الفصل الثاني :نظام الموارد البشرية في المؤسسة االقتصادية
احمليط اخلارجي
الزبائن املوردون القوى العاملة اقتصاد احلكومة
املاكون التكنولوجيا املنافسون
مصري املؤسسة
الصمود
التنافس
النمو
األرباح
المصدر :حسن إبراهيم بلوط ،إدارة املوارد البشرية من منظور اسرتاتيجي ،دار النهضة العربية ،ص .20
الفصل الثاني :نظام الموارد البشرية في المؤسسة االقتصادية
-تعتمد املنظمات اليوم وبدون استثناء اإلدارة اإلسرتاتيجية يف إدارة أنشطتها ،لذا تظهر اإلدارة العليا يف قمة اهلرم
التنظيمي مسؤولة عن وضع االجتاه االسرتاتيجي العام للمنظمة ،مث تأيت إدارة األعمال يف املستوى الثاين
وتتخصص يف حتديد طرقة التنافس يف األعمال املختارة ،وأخريا تأيت اإلدارات الوظيفية ومنها غدارة املوارد البشرية
يف املستوى الثالث من اهلرم دون فقدان التنسيق بني املستويات الثالثة.
المصدر :خالد عبد الرحيم اهلييت ،مرجع سبق ذكره ،ص .33
اإلدارة العليا
إدارة البحث والتطوير اإلدارة املالية إدارة التسويق إدارة اإلنتاج و املعلومات
-يظهر الشكل بأن مسؤول األفراد يرتبط بكل إدارة وظيفية متخصصة.
ويربر هذا النوع من التنظيم بكون اإلدارة الوظيفية هي اليت متتلك معلومات أدق عن كم ونوع األفراد املطلوبني،
فهي اليت حتدد عددهم وخصائصهم املهارية واملعرفية ومبا يتناسب مع طبيعة األعمال اليت متارسها سواء كانت
إنتاجية أو تسويقية أو مالية أو حبثية.
الفصل الثاني :نظام الموارد البشرية في المؤسسة االقتصادية
الفصل: خاتمة
يعترب اآلن املورد البشري العنصر الواعي احلي الذي يتمحور حوله كل نشاط يف املؤسسة
االقتصادية ،وأ ّن أي تصرف أو سلوك هلذا العامل يؤدي إىل التأثري على نتائجها يف خمتلف
املناصب فيها .وهو ذا أمهية بالغة يف حركة املؤسسة واستمرارها املرتكزة على كفاءاهتا وأدائها
العام ،الذي يظهر من خالل إدارة وتسيري هذا العامل بطريقة إسرتاتيجية ،وكذا ربط هذا
الدور بالتخطيط االسرتاتيجي يف املؤسسة ألنه حيدد هلا اجتاهاهتا وأهدافها يف خمتلف اجملاالت
واجلوانب التقنية بشىت أشكاهلا.
الفصل الثالث :دراسة حالة مؤسسة تافنة للمالبس الجاهزة
لقد قمنا بدراسة حالة مؤسسة تافنة لصناعة املالبس اجلاهزة ECOTEXوقمنا بطرح
بعض األسئلة على مكتب إدارة املوارد البشرية والذي يهدف إىل زيادة اإلنتاجية بأقل
التكاليف وذلك من خالل مقابلة مسؤول إدارة املوارد البشرية والذي قام باإلجابة عن
التساؤالت املطروحة بطريقة خمتصرة وتتمثل هده األسئلة فيما يلي:
النشأة ،التعريف ،اهليكل ،األهداف ،مهام ،أساليب كيفية التحفيز للموارد البشرية
وكيفية حتديد األجر ،بعضها خاص باملؤسسة وبعضها خاص بإدارة املوارد البشرية.
املبحث األول :نشأة مؤسسة تافنة لصناعة املالبس ،واملبحث الثاين :املكونات
األساسية ملؤسسة تافنة لصناعة املالبس.
الفصل الثالث :دراسة حالة مؤسسة تافنة للمالبس الجاهزة
تافنة للمالبس هي شركة متخصصة يف الصناعات التحولية مند علم 1103من أجل هدف التنمية وحتسني
املنتوج املستمر ،قد حتولت أو تغريت من صنع اخلردوات حتت اسم Sonacمث بعد دلك أصبحت تعرف
باسم Sonitexيف سنة 1170م وبعدها تغري امسها إىل Ecotexيف سنة 1182م وخالل هده الفرتة
برزت يف صنع مالبس العمل .وهذه التجربة الطويلة اليت خاضتها هي اآلن تعرف بتافنة للصناعات التحويلية ،
والذي يتكون رأس ماهلا من 11.212.111,11دج .لقد ختصصت يف صناعة املالبس ذات جودة يف مجيع
املهن ولديها أنواع متمثلة فيما يلي ( الصحائف ،األفرشة ،وسادات ،أغطية األفرشة ......اخل) .وهي ورشة
عمل تتكون من 132آلة وقطع من املواد املتعلقة بالتجهيز للمالبس.
وتتعامل هذه املؤسسة مع سوناطراك ومجيع الفروع الكربى من الشمال إىل اجلنوب ،حيث تقوم بتطوير وتنمية
منتوجاهتا اجلديدة اليت تتأقلم مع مجيع الظروف املناخية خاصة الصحراوية واملتميزة بالطراز الياباين واألمريكي كما
تنتج املالبس الصيفية.
هي شركة ذات الشخص الواحد وذات املسؤولية احملدودة تافنة لصناعة املالبس اجلاهزة -مغنية – وهي مؤسسة
عمومية اقتصادية .كما هي وحدة تابعة للمجمع شركة ذات أسهم الكائن مقرها بالطريق الوطين رقم 3املنطقة
الصناعية الرويبة -اجلزائر العاصمة .-
حيدها مشاال البنك الوطين اجلزائري BNAوشرقا مقر الضمان االجتماعي CNASوغربا شارع حممد
مخيسيت وجنوبا شارع الثورة ،ترتبع على مساحة إمجالية قدرها 3031م 2منها 3230م 2مبنية حيث يتكون
عدد عماهلا من 120عامل.
أ .االستقطاب :تبني حسب مؤسسة تافنة لصناعة املالبس استقطاب األفراد عن طريق وكالة التشغيل أو من
خالل وضع إعالنات يتم فيها جذب أكرب عدد ممكن من العاملني ويف هذه احلالة يتم إتاحة الفرص
لألفراد األكفاء ،بعد ذلك تأيت مرحلة
ب .االختيار :بعد عملية االستقطاب تليها مباشرة عملية االختيار اليت تتم عن طريق اخلربة وشهادة
التخصص وبعد ذلك تأيت
ج .التعيني :بعد عملية االختيار يقوم األفراد مبباشرة أعماهلم بشكل فعلي ويف أغلب األحيان يتم وضع الفرد
املعني حديثا حتت االختبار أو التجربة واليت مدهتا 7أيام هلذه املؤسسة بعد هذه الفرتة يتم تعيني املؤهلني
للوظيفة.
د .التقييم :يتم تقييم املؤهالت يف هذه املؤسسة عن طريق التنقيط أي أقل من مخسني نقطة غري مقبول ،
أكثر من مخسني نقطة مقبول ،وهذا التقييم يقوم به املسؤول على هذه الكفاءات.
ه .التكوين :يف مؤسسة Ecotexيتم حتسني كفاءة العمالة عن طريق الربامج التدريبية والتكوينية ويكون
التكوين إما داخلي يف املؤسسة وذلك من خالل اكتساب مهارات جديدة أو خربات ومعرفة التشغيل
لبعض اآلالت .ويهدف التكوين لرفع كفاءة املؤسسة وفعاليتها ،حتسني وتطوير العالقات بني األفراد يف
خمتلف املستويات وحتسني االتصاالت بينهم.
المطلب الثاني :أساليب إدارة الموارد البشرية في مؤسسة Ecotex
التحاور :يكون عن طريق االستماع واإلصغاء إىل احتياجات ورغبات األفراد العاملني هبا وتبادل اآلراء بني
الفرد ورب عمله.
التفاهم :يكون بني املسؤولني واألفراد لتوطيد العالقات فيما بينهم وبالتا ي حتسني املنتوج.
ويف بعض األحيان يتبع املسؤول األسلوب اللني على حسب الفرد وهذا األسلوب اللني يتبع من خالل مطالبة
األفراد لزيادة األجر.
الفصل الثالث :دراسة حالة مؤسسة تافنة للمالبس الجاهزة
التحفيز املادي :يأخذ هذا النوع من احلوافز يف هذه املؤسسة صورا كثرية ابتداءا من املكافئات املالية
واملشاركة يف األرباح إىل خمتلف أنواع االستفادة من التقاعد والتأمني والعطل املدفوعة األجر.
التحفيز الغري املادي(معنوي) :يتم هذا النوع من احلوافز انطالقا من الرتقية واملسامهة يف التسيري واختاذ
القرارات إضافة إىل حضور ندوات وكذا إعطاء اهلدايا واجلوائز.
من خالل الدراسة اليت قمنا هبا يف مؤسسة تافنة لصناعة املالبس أن األجر خيتلف من عامل إىل آخر وهنا حيدد
األجر حسب:
يف األصل يتم حتديد األجر على عدد ساعات العمل لكن ما يالحظ أن األجر خيتلف من عامل إىل
آخر وهذا يعود إىل بعض االمتيازات والعالوات واملنح اليت يتحصل عليها بعض العمال نذكر منها على
سبيل املثال :عالوات النقل ،املنح املدرسية ،الساعات اإلضافية ،اخلربة ،كما متنح املؤسسة أجورا
مرتفعة للعمال الذين يشغلون مناصب خطرية.
الفصل الثالث :دراسة حالة مؤسسة تافنة للمالبس الجاهزة
خاتمة الفصل:
من خالل الدراسة اليت قمنا هبا توصلنا إىل أن هناك دور فعال ومهم للموارد البشرية يف
مؤسسة تافنة يف زيادة اإلنتاجية وحتقيق األهداف اإلسرتاتيجية للمنظمة وكذا تسعى إىل حتفيز
األفراد من خالل رفع األجور وتسعى املنظمة إىل توزيع املهام على األفراد ووضعهم يف
األماكن املناسبة هلم وختتار األفراد ذوي املؤهالت واخلربة وأصحاب الشهادات من أجل
تعيينهم وذلك من خالل األساليب املتبعة يف املنظمة من أجل حتقيق األهداف املنشودة.
من خالل ما سبق نستنتج أن إدارة املوارد من أهم اإلدارات الوظيفية يف املنظمة وأكثرها حساسية كوهنا
تتعامل مع أهم وأحرج عنصر من عناصر اإلنتاج وأكثرها موارد املنظمة عرضة للتأثر بالتغريات البيئية الداخلية
واخلارجية.
ومن خالل الدراسة والبحث الذي قمنا هبما نستنتج بشكل عام أن إدارة املوارد البشرية متتلك مفاتيح جناح
املنظمة كون العنصر البشري يلعب دورا فعاال يف املؤسسة وحتقيق أهدافها وضمان استمرارها.
ويف ختام هذا العمل فإن الدراسة على ضوء اإلشكالية والفرضية املطروحتني قد خلصنا النتائج التالية:
-يهدف املورد البشري إىل حتقيق أهداف املنظمة وزيادة اإلنتاجية ورفع جودة املنتوج ،كما تعترب كوظيفة مساعدة
على حتقيق الوظائف املرتبطة بنشاط املؤسسة ،وتوفر املنظمة مجيع احتياجات األفراد العاملني وتليب احتياجاهتم
وهتتم هبم .كما هتدف املؤسسة إىل التحاور مع العمال ومعاجلة مشاكلهم.
ويف األخري نالحظ أن العنصر البشري ضروري يف املنظمة وأن إدارة املوارد البشرية تسعى إىل تطوير
املؤسسة ،فاملورد البشري هو الرأس املال احلقيقي للمؤسسة ويرتبط استمرار املؤسسة وازدهارها مبدى قدرة مواردها
البشرية على حتسني األداء الوظيفي والتنظيمي وجتاوز األزمات يف سبيل البحث على الريادة يف املؤسسة.
قائمة األشكال:
)2عالقي مدين "إدارة املوارد البشرية :املنهج احلديث إلدارة األفراد" ،دار زهران للنشر والتوزيع .1111
)3علي حممد ربابعة ،إدارة املوارد البشرية ،ختصص نظم املعلومات اإلدارية ،دار صفاء للنشر والتوزيع-عمان-
.2113
)2حرمي حسني "السلوك التنظيمي ،سلوك األفراد يف املنظمات" ،دار زهران للنشر والتوزيع .1117
http://www.chefsyahoo.com
http://www.ar.wikipedia.org/wik
املوقع اإللكرتوين www.abahe.co.uk
مؤسسة سالم ماليزيا العاملية ،دورات تدريبية يف ماليزيا www.salamalysia.com
:الخالصة
وذلك من خالل تطرقنا إىل أمهية العنصر،يتناول هذا البحث موضوع إدارة املوارد البشرية يف املؤسسة
وحتقيق، كما ركزنا على دور املؤهالت البشرية ومدى فعاليتها يف حتسني املردودية واإلنتاج،البشري داخل املؤسسة
وكان. وذلك من خالل استثمار رأس املال البشري الكفء والفعال،األهداف اإلسرتاتيجية املراد الوصول إليها
مغنية من أجل مقارنة النظري مع الواقعECOTEX أساس حبثنا دراسة حالة مؤسسة تافنة للمالبس اجلاهزة
.امللموس يف املؤسسات
األفراد، رأس املال البشري، العنصر البشري، املؤهالت البشرية، إدارة املوارد البشرية:الكلمات المفتاحية
.العاملون
Résumé :
Ce document traite de la question de la gestion des ressources humaines dans
l’entreprise, grâce parlé de l’importance de l’élément humain dans l’entreprise.
Nous avons également mis l’accent sur le rôle du potentiel humain et leur efficacité dans
l’amélioration de la rentabilité et de la production et d’atteindre les objectifs stratégiques pour
être accessible. Grâce à des investissements dans le capital humain et efficace la base de nos
études de cas de la fondation Tafna vêtements ECOTEX Maghnia afin de composer la théorie
avec la réalité concrète dans les entreprises.
Mots Clés : gestion des ressources humaines, potentiel humain, élément humain, capital
humain, les travailleurs.
Abstract :
Ce This rsearch paper deals with the topic of the managment of human resources in the
enterprise through talking the importance of the humankind in the enterprise. This paper also
emphasizes the role of the human abilities and how efficient they are in improving productivity
and production and achieving the aspired strategic objectives through investing the competent
and efficient human capital. The basis of studying is the case of Tafna Enterprise of the ready-
made Clothes (ECOTEX) « TERMC » in maghnia for the sake of comparing the theoretical aspect
with the concret reality of enterprise.
Key Words : Management of human resources, abilities, mankind, human capital, workers.