You are on page 1of 6

‫بسم هللا الرمحن الرحي‬

‫اخلطبة ا ألول‬

‫األبرار‪ُ،‬بصحب هُةُ‬
‫ه‬ ‫باالستغفار‪ُ،‬حتىُيكونوا ُمعُ‬
‫ه‬ ‫الغفار‪ُ،‬أمرُُعبادهُُ‬
‫ه‬ ‫العزيزُ‬
‫هُ‬ ‫للُ‬
‫الحمدُُ هُ‬
‫والنهار‪ُ ُُ،‬وُُياُُحبّذاُُلوُُكانُُ همنُ‬
‫ه‬ ‫األخيار‪ُُ،‬فهنيئ ًُاُُ هلمنُُداومُُُعلي هُهُُباللي هُلُُ‬
‫ه‬ ‫سيّ هُدُُ‬
‫النار‪.‬‬
‫الدار ُ‪ُ،‬والنجاةُُ همنُ هُ‬
‫أولئكُلهمُفيُاآلخر هُةُعقبىُ ه‬ ‫باألسحار‪ُ ُ،‬‬
‫ه‬ ‫المستغفرينُ‬
‫إالُهللا‪ُ،‬وحدهُُالُشريكُُله‪ُ،‬لهُُالملكُُولهُُالحمد‪ُ،‬يٌحييُويميت ُ‪ُ،‬‬ ‫وأشهدُُأنُُالُإلهُُ ُّ‬
‫انُ‬ ‫العزيزُ{ُفق ۡلتُُ ۡ‬
‫ٱست ۡغ هفر ُ‬
‫واُربَّكمُُۡ هإنَّهُۥُك ُ‬ ‫هُ‬ ‫القائلُفيُكتا هبهُ‬
‫وهوُعلىُك ه ُّلُشيءُُقدير‪ُ ُ،‬‬
‫ينُوي ۡجع ُلُلَّكمُُۡ‬ ‫سما ٓءُُعل ۡيكمُ ه ّم ۡدر ٗاراُُ(‪ُ)11‬وي ۡمد ۡهدكمُبهأ ۡم َٰولُُوبنه ُ‬ ‫غفَّ ٗاراُ(‪ُ)10‬ي ۡر ه‬
‫س هُلُٱل َّ‬
‫َٰ‬
‫جنَّتُُوي ۡجعلُلَّكمُُۡأ ۡن َٰه ٗراُ(‪ُ})12‬سورةُنوح‪.‬‬
‫أنُسيدناُمحمدًاُعبدهُورسوله‪ُ،‬وصفيُّهُُ همنُخل هق هُهُوخليله‪ُ،‬الله ُّمُص ه ُّلُوس هلّمُ‬ ‫وأشهدُُ َُّ‬
‫العظيم‪.‬‬
‫هُ‬ ‫ومقدارهُ‬
‫ه‬ ‫قدرهُ‬
‫قُ ه‬‫وباركُُعلي هُهُوعلىُآ هل هُهُوصح هب هُهُأجمعين ُ‪ُ،‬ح َُّ‬ ‫ه‬
‫أ ّماُبعدُ‪:‬‬
‫ونعمةٌ ُنورانيةٌُ‪ُ ،‬يهبها ُهللاُ ُ هلمنُ‬ ‫ُ‬ ‫منحةٌ ُربانيةٌ‪ُ ،‬‬ ‫إنُاالستغفارُ ُ ُ‬ ‫فيا ُأيُّها ُالمسلمون‪َُّ ُ :‬‬
‫الهمومُ‬
‫ُ‬ ‫جُُعنهُُ‬ ‫يشاءُُُ همنُُعبادهه‪ُُ،‬فتغفرُُُلهُُبسب هبهاُُُالذنوبُُُوالسيئات‪ُُ،‬وتفر ُّ‬
‫تُ ُوالبركاته‪ُ ُ،‬ويسعدُُ ُفيُ ُاألخر هُةُ ُبدخو هُلُ‬ ‫والكربات‪ُ ُ،‬ويزادُُ ُ همنُ ُالخيرا هُ‬
‫جميعُ‬
‫فاالستغفارُُعظي ٌُمُُ‪ُُ،‬وثوابهُُجسي ٌم‪ُُ،‬لذلكُُكانُُاالستغفارُُُشعارُُُ ُه‬ ‫ُ‬ ‫الجناته‪ُ،‬‬
‫القرآنُ‬
‫ُ‬ ‫بُالمصطفىُاألمينُﷺ‪ُ،‬وهاُهوُ‬ ‫األنبياءُوالمرسلينُ همنُلدنُآدمُُحتىُالحبي هُ‬ ‫هُ‬
‫وزوجهُ(ُقاالُُربَّناُظلمناُأنفسنُاُ‬ ‫ه‬ ‫هللاُآدمُُ‬
‫ي هُ هُ‬ ‫الكريمُُخيرُُشاهدُُعلىُذلك‪ُ،‬فقالُُعنُنب ُّ‬
‫س هرينُُ)ُسورةُاألعراف‪(23) .‬‬ ‫نُ همنُُالخا ه‬ ‫و هإنُلَّمُُتغ هفرُُلناُوترحمناُلنكون َُّ‬
‫س هرين)ُسورةُهود‬ ‫هللاُنوحُُقالُ(وإه َُّالُتغ هُفرُُ هليُوترحمنهيُأكنُ ه ّمنُُالخا ه‬ ‫ي هُ هُ‬
‫وعنُنب ُّ‬
‫‪(47).‬‬
‫يُُم ۡؤ هم ٗناُُو هل ۡلم ۡؤ همنه ُ‬
‫ينُ‬ ‫يُُو هلمنُُدخ ُلُُب ۡيته ُ‬ ‫بُُ ۡ‬
‫ٱغ هف ُۡرُُ هليُُو هل َٰو هلد َُّ‬ ‫(ر ّهُ‬ ‫وقالُُعن ُهُُأيضًاُُ َّ‬
‫َٰ‬
‫ظ هل همينُُ هإ َُّالُتب َۢارُاُ)ُسورةُنوح‪(28) .‬‬ ‫تُوالُُت هز هُدُٱل َّ‬‫و ۡٱلم ۡؤ هم َٰن هُ‬

‫‪1‬‬
‫يُو هللمؤ همنهينُُيومُُيقومُُال هحساب ُ)ُ‬
‫الرحمنُإبراهيمُُ(ربَّناُاغ هفرُُ هليُو هلوا هلد َُّ‬
‫هُ‬ ‫وهذاُخليلُُ‬
‫سورةُإبراهي ُم)‪(41‬‬
‫يُ‬
‫بُاغ هفرُُ هليُو هأل هخ ُ‬
‫سهُوألخي هُهُهارونُ﴿قالُُر ّهُ‬
‫هللاُموسىُيستغفرُُهللاُُلنف ه‬
‫وهذاُكليمُُ هُ‬
‫اح همين﴾ُسورةُاألعرافُاألعراف‪].151ُ:‬‬ ‫الر ه‬
‫وأد هخلناُ هفيُرحم هتكُُُوأنتُُأرُحمُُ َّ‬
‫سماءُ ُعليكمُُ‬
‫س هُل ُال َّ‬
‫هللا ُهو ٌدُ ُ(ويا ُقو هُم ُاستغ هفروا ُربَّكمُ ُث َُّم ُتوبوا ُ هإلي هُه ُير ه‬
‫ي ُ هُ‬
‫وهذا ُنب ُُّ‬
‫اراُوي هزدكمُُق َّو ُةًُإهلىُق َّوتهكمُُوالُُتتولَّوُاُمج هر همينُُسورةُهودُ ُ(‪).52‬‬ ‫همدر ً‬
‫يُر هحي ٌُمُودودٌ﴾ُسور ُةُ‬ ‫نُر هبّ ُ‬ ‫بُ﴿واستغ هفروُاُربَّك ُمُث َُّمُتوبوُاُ هإلي هُهُُۚ هإ َُّ‬ ‫هللاُشعي ُ‬ ‫يُ هُ‬ ‫وهذاُنب ُُّ‬
‫هود‪]90ُ:‬‬
‫ٱست ۡغ هف ُۡرُلنُاُذنوبنُا ُٓ هإنَُّاُكنَّاُ َٰخ هطـهينُُ(‪ُ)97‬‬ ‫واُ َٰيٓأبانُاُ ۡ‬
‫أبيه ُمُ(قال ُ‬
‫وهؤالءُأبناءُُيعقوبُُمعُ ه‬
‫ٱلر هحيمُُ(‪ُ)98‬سورةُيوسف‬ ‫يُ هإنَّهۥُه ُوُ ۡٱلغفورُُ َّ‬ ‫قالُُس ۡوفُُأ ۡست ُۡغ هف ُرُلكمُُۡر هبّ ُٓ‬
‫كُ‬ ‫يقولُلهُربُّ ُهُ(فاعلمُُأنَّ ُهُالُُإه َٰلهُُإه َُّالُ َُّ‬
‫ّللاُواستغ هف ُرُ هلذنبه ُ‬ ‫الخلقُمحم ٌُدُﷺُ ُ‬ ‫هُ‬ ‫وهذاُأسعدُُ‬
‫حُ‬‫ضُا ُ(فس هبّ ُ‬ ‫ّللا ُيعلمُ ُمتقلَّبك ُم ُومثواكمُ ُ(‪ُ .)19‬وقال ُله ُأي ً‬ ‫تُۗ ُو َُّ‬ ‫و هللمؤ همنهينُ ُوالمؤ همنا هُ‬
‫بهحم هُد ُر هبّكُ ُواستغ هفرهُ ُإهنَّهُ ُكانُ ُت َّوابًا) ُسورة ُالنصر ُ(‪ُ ،)3‬بل ُبأبهي ُأنتُ ُوأ ه ّمي ُيُاُ‬
‫ورغمُأنّهُ ُ‬
‫غفرُ‬ ‫والفردوسُاألعلى‪ُ ُ،‬‬ ‫هُ‬ ‫كُصاحبُُالشفاع هُةُالعظمى‪ُ،‬‬ ‫رغمُأنّ ُ‬ ‫هللاُ ُ‬ ‫رسولُُ هُ‬
‫نُ‬‫االستغفار ُ‪ُ ،‬فع ُ‬
‫ه‬ ‫له ُما ُتقدمُ ُ همن ُذن هبه ُوما ُتأخرُ ُ‪ُ ،‬ولكن ُمع ُذلك ُك هلّه ُكان ُيكثرُ ُ همن ُ‬
‫هللاُﷺ( ‪:‬يُاُأيُّهاُالنّاس ُ‪ُ،‬توبوُاُإلىُر هبّكم‪ُ،‬فإ هنّيُأتوبُُ‬ ‫بنُعمرُُقا ُلُرسولُُ هُ‬ ‫هللاُ هُ‬‫عب هُدُ هُ‬
‫يومُ همئةُُم َّرةُ)‪..‬‬ ‫هللاُك َُّلُ ُ‬ ‫إلىُ هُ‬
‫يُمواضعُُعديدة‪ُ،‬‬ ‫العزيزُف ُ‬
‫هُ‬ ‫االستغفارُأمرُُهللاُُبهُفيُكتابههُ‬
‫هُ‬ ‫أمرُ‬
‫لعظمُ هُ‬
‫يُّهاُالمسلمون‪ ُ:‬هُ‬
‫ورُ َّر هحيم ُ)ُسورةُالبقرة‪ُ،)199(ُ:‬وكمُُ‬ ‫ّللاُغف ٌُ‬
‫نُ َُّ‬ ‫ّللاُُۚ هإ َُّ‬
‫كقو هلهُتعالى‪ُ(ُ:‬واستغ هفرواُ َُّ‬
‫ينُ‬
‫صابه هر ُ‬
‫الكريمُعلىُعبادههُالمستغفرينُفقال‪ُ﴿ُ:‬ال َّ‬ ‫هُ‬ ‫القرآنُ‬
‫هُ‬ ‫أثنىُسبحانههُوتعالىُفيُ‬
‫ينُوالمن هف هقينُُوالمستغ هف هرينُُ هباألسح هار ُ﴾ُسورةُآلُعمران‪ُ،]17:‬‬ ‫صا هد هقينُُوالقا هن هت ُ‬‫وال َّ‬
‫السحرُ‬
‫هُ‬ ‫ارُهمُُۡي ۡست ۡغ هفرونُُُ)ُسورةُالذارياتُ(ُ‪ُُ،)18‬ووقتُُ‬ ‫وقالُأيضًا‪ُ(ُ:‬و هب ۡٱأل ۡسح هُ‬
‫السماءُالدنيا‪ُ،‬كماُأخرجُُابنُُماجةُُوغيرهُ‬ ‫هُ‬ ‫ىُ‬‫ربُالعز هُةُإل ُ‬ ‫تُألنَّهُُوقتُُنزو هُلُ ّهُ‬ ‫بالذا هُ‬
‫ﷺ( ‪:‬إذا ُكان ُثلثُُ‬ ‫هللاُ ُ‬
‫هللا ُعنهُ ُقالُ ُرسولُ ُ هُ‬
‫ي ُهريرةُ ُرضي ُ ُ‬ ‫بسندُ ُصحيحُ ُعن ُأب ُ‬
‫سائل ُفأعطيه ُه ُل ُ همنُ‬
‫سماء ُالدنيا ُفيقولُ ُه ُل ُ همن ُ ُ‬
‫هُ‬ ‫نز ُل ُهللاُ ُإلى ُ‬
‫اللي هُل ُأو ُشطره ُي ه‬
‫فأتوبُعليهُهلُ همنُمستغ هف ُرُفأغفرُُلهُحتىُيطلعُُ‬ ‫ُ‬ ‫تائبُ‬
‫دا هعيُفأستجيبُُلهُهلُ همنُ ُ‬
‫الفجرُ‪).‬‬

‫‪2‬‬
‫ىُم ۡغ هفر ُةُ ه ّمنُ‬‫تُالمتقين ُ‪ُ،‬قا ُلُتعالى‪ُ(ُُ:‬وس هارع ٓواُُإهل َُٰ‬ ‫فإنُاالستغفارُُ همنُصفا هُ‬ ‫وكذلكُ ُّ‬
‫يُ‬‫ون ُ هف ُ‬‫َّت ُ هل ۡلمت َّ هقينُ ُ(‪ُ )133‬ٱلَّذهينُ ُين هفق ُ‬
‫س َٰم َٰوتُ ُو ۡٱأل ۡرضُ ُأ هعد ُۡ‬ ‫َّر هبّكمُۡ ُوجنَّ ُة ُع ۡرضهُا ُٱل َّ‬
‫سنهينُُ‬ ‫بُُ ۡٱلم ۡح ه‬
‫ٱّللُُي هح ُُّ‬
‫اسُُو َُّ‬ ‫ض َّرا هُٓءُُو ۡٱل َٰك هظ همينُُُ ۡٱلغ ۡي ُ‬
‫ظُُو ۡٱلعافهينُُُع هُ‬
‫نُُٱلنَّ ه ُۗ‬ ‫س َّرا هُٓءُُوٱل َّ‬
‫ٱل َّ‬
‫ٱست ۡغفرواُ ُ هلذنو هب ههمُُۡ‬ ‫َٰ‬
‫(‪ُ )134‬وٱلَّذهينُ ُ هإذا ُفعلواُ ُف هحش ُةً ُأ ُۡوُظلم ٓواُُأنفسهمُۡ ُذكرواُُٱ َُّ‬
‫ّللُف ۡ‬
‫ونُ(‪ُُ)135‬سورةُ‬ ‫واُوهمُُۡي ۡعلم ُ‬ ‫ىُماُفعل ُ‬ ‫واُعل َُٰ‬ ‫ومنُي ۡغ هف ُرُٱلذُّنوبُُ هإ َُّالُ َُّ‬
‫ٱّللُولمُُۡي هص ُّر ُ‬
‫آلُعمران‪.‬‬
‫ى ُل ُوُ‬ ‫ي ُوج هُه ُك ه ُّل ُعاصُ ُومذنبُُ ُحت ُ‬
‫االستغفار ُف ُ‬
‫هُ‬ ‫هللا ُبابُ ُ‬
‫أيُّهُا ُالمسلمون‪ُ :‬لقد ُفتحُ ُ ُ‬
‫ّللاُ‬
‫ونُُإهلىُُ َّهُ‬ ‫لُُيتوب ُ‬
‫تُُاإللهي هة‪ُُ،‬قالُُتعالى‪(ُُ:‬أف ُ‬ ‫يُُالذا هُ‬
‫كانُُالذنبُُُيتعلقُُُبالقو هُلُُف ُ‬
‫ورُ َّر هحي ٌم)ُسورةُالمائدةُ(‪ُ،)74‬وقال ُأيضًا‪(ُ:‬ولوُُأنَّهمُُ هإ ُذُ‬ ‫ّللاُغف ٌُ‬
‫ويستغ هفرونهُُُۚو َُّ‬
‫ّللاُُت َّوابًاُ‬
‫ولُُلوجدواُُ َُّ‬
‫لرس ُ‬‫ّللاُُواستغفرُُُلهمُُُا َّ‬
‫ظلمواُُأنفسه ُمُُجاءوكُُُفاستغفرواُُ َُّ‬ ‫َّ‬
‫َّر هحي ًما)ُسورةُالنسا ُء‪(64).‬‬
‫يُ‬‫أخرجُاإلمامُُمسل ٌُمُف ُ‬‫هللاُتعالى‪ُ،‬فقدُ ُ‬ ‫تستغفرونُ ُ‬
‫ُ‬ ‫أيُّهُاُالمسلمون‪ُ:‬هنيئ ًُاُلكمُيُاُمنُ‬
‫ث ُ(يا ُعبادهي ُإنّكم ُلن ُتبلغوُاُ‬ ‫وم َّما ُجاءُ ُفي ُالحدي هُ‬
‫رب ُالعز هُة ُ ه‬
‫سي ُعن ُ ّهُ‬
‫ث ُالقد ه‬
‫الحدي هُ‬
‫يُياُعبادهيُإنّكمُتخطئونُُباللَّي هُلُوالنَّ هُ‬
‫هارُ‬ ‫فتضرونيُولنُتبلغواُنف هعيُفتنفعو هن ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ض ه ّريُ‬
‫وأناُأغفرُُالذُّنوبُُجميعًاُوالُأبا هليُفستغفرونهيُأغفرُُلكم ُ)‪ُ .‬‬
‫أقو ُلُقولىُهذاُواستغفرُهللاُليُولكمُفاستغفروهُانهُهوُالغفورُالرحي ُم ُ‬
‫ُ‬
‫الخطبةُالثانية ُ‬
‫ىُمج ًدُاُ‬ ‫وعلوُاُوجلالً‪ُ،‬وتعال ُ‬
‫ًّ‬ ‫عظمةًُ‬
‫ُ‬ ‫للُتقدَّسُذاتًاُوصفاتُُوجماالً‪َُّ ُ،‬‬
‫وعزُ‬ ‫إنُالحمدُ ُ‬
‫ىُالخلئقُُفلُنقصُُيعروهاُوالُاعتهل ُالً‪.‬‬ ‫ورفعةًُوكماالً‪ُ،‬أحمدهُ‪ُ-‬سبحانهُ ُ‪ُ-‬بر ُ‬
‫ُ‬
‫وأشهدُُأنُُالُُإلهُُإ ُالُُهللاُُوحدهُُالُُشريكُُلهُُشهاد ُةًُُتعنوُُلهاُُالقلوبُُُخضوعًاُ‬
‫هللاُأقوا ُالًُ‬
‫ظمُُ ُ‬ ‫وامتهثاالًُ‪ُ،‬وأشهدُأنُنبيَّناُوسيدنُاُمحمدًاُعبدُُهللاُورسولهُخيرُُمنُع َّ‬
‫طاالًُ‪ُ،‬وصحبههُالذائهدينُ‬ ‫وفهعاالً‪ُ،‬صلَّىُهللاُعليهُوعلىُآلهُاأللىُدامُُفيهمُالفضلُُه َّ‬
‫رانُوتوالى ُ‪ُ،‬‬ ‫عنُاإلسلمُكما ُةًُأبطاالً‪ُ،‬والتابعينُومنُت هبعهمُبإحسانُُماُتعاقبُُالن هيّ هُ‬
‫وسلَّمُتسلي ًماُمباركًاُسلسا ُالً‪ُ .‬‬
‫ماُبعد‪ُ،‬فياُعبادُهللا‪:‬‬
‫ي ُدنياك ُمُ‬
‫ح ُأحوالك ُم ُف ُ‬ ‫اتقوُا ُهللا ُوع ه ّ‬
‫ظموه‪ُ ،‬واخشوا ُجلله ُوكماله ُوراقهبوه؛ ُتصل ُ‬
‫وأخراكم‪ُ .‬‬
‫‪3‬‬
‫اخوةُاإلسلم‪ُ :‬‬
‫االستغفارُهوُسفينةُُالنجا هُةُلك ه ُّلُمسلمُُفيُحيا هته‪ُ،‬وكذلكُبعدُُمما هتهُوهوُفيُ‬
‫ُ‬ ‫إنُ‬‫َُّ‬
‫ثُ(كانُ‬
‫قبورهمُُُففيُالحدي هُ‬
‫يُﷺُأنُُنستغفرُُألمواتهناُفيُ ه‬ ‫قبره‪ُ،‬فقدُعلمناُالنب ُُّ‬‫ه‬
‫فُعليه‪ُ،‬فقال ُ‪(ُ:‬استغ هفروُاُألخيكم‪ُ،‬واسألواُ‬
‫تُوق ُ‬ ‫فنُالمي هُ‬ ‫النَّب ُُّ‬
‫يُﷺُإذُاُف هرغُُ همنُد هُ‬
‫طُسندهُُقوي‪.‬‬ ‫لهُالتَّثبيت؛ُفإنَّهُاآلنُيسأل)‪ُ،‬قالُشعيبُُاألرناؤو ُ‬
‫اإلنسانُحتىُيومُالقيام هُةُه ُوُاالستغفار ُ‪ُ،‬يومُ‬
‫ُ‬ ‫إنُخيرُُماُيصحبُُ‬ ‫أيُّهاُالمسلمون‪ُّ ُ:‬‬
‫يُالجن هة ُ‪ُ،‬فماُيجدُُ‬‫تثقلُموازين ُهُحتىُيسعدُُف ُ‬‫أمسُالحاج هُةُأنُُ ُ‬ ‫يُ ه ُّ‬ ‫أنُُيكونُُالمرءُُف ُ‬
‫صحيحُ(طوبىُ هلمنُوجدُُفيُصحيفته هُهُ‬ ‫ُ‬ ‫ابنُماجةُُبسندُُ‬ ‫االستغفار‪ُ،‬فعندُُ هُ‬
‫ه‬ ‫أعظمُُ همنُ‬
‫بُأنُُ‬
‫صحيحُ(منُأح َُّ‬
‫ُ‬ ‫روايةُأخرىُبسندُُ‬
‫ُ‬ ‫يُ‬
‫يُف ُ‬ ‫كثيرا)‪ُ،‬وعندُُالطبرا هن ُ‬ ‫استغفارُاُ ً‬
‫ً‬
‫االستغفار ُ) ‪ُ .‬‬
‫ه‬ ‫تس َّرهُُصحيفته‪ُ،‬فليكثهرُُفيهاُ همنُ‬
‫جمةٌُنذكرُُبعضًاُمنهاُعلىُ‬
‫أنُاالستغفارُُل ُهُفوائدُُ ُ‬ ‫ّللاُ َُّ‬
‫اعلمواُياُأحبابُُرسو هُلُ ّهُ‬
‫سبي هُلُالمثا هُل‪:‬‬
‫نُاستغ هفروُاُربَّكمُُث َُّمُتوبوُاُإهلي هُهُيم هت ّعكمُ َّمتاعًاُ‬
‫العمر‪ُ،‬قالُتعالى‪(ُ:‬وأ هُ‬
‫يُ ه‬ ‫_البركةُُف ُ‬
‫حسنًاُ هإل َُٰ‬
‫ىُأج ُلُ ُّمس ًّمى)ُسورةُهود‪].3ُ:‬‬
‫الرزقُوالصح هة ُ‪ُ،‬قالُتعالى‪(ُ:‬وياُقو هُمُاستغ هفروُاُربَّكمُُث َُّمُتوبواُ هإلي هُهُ‬ ‫هُ‬ ‫يُ‬
‫_البركةُُف ُ‬
‫ىُق َّو هتكمُُوالُُتتولَّوُاُمج هر همين)ُسورةُ‬ ‫اراُوي هزدكمُُق َّو ُةًُ هإل َُٰ‬ ‫سماءُُعليكمُ ه ّمدر ً‬ ‫س هُلُال َّ‬
‫ير ه‬
‫هود‪(52).‬‬
‫واُربَّكمُُۡ‬ ‫والرزقُالواسع‪ُ،‬قالُتعالى‪(ُ:‬فق ۡلتُُ ۡ‬
‫ٱست ۡغ هفر ُ‬ ‫ُ‬ ‫لك ه ُّلُمنُيطلبُُالمالُُوالولدُُ‬
‫سما ٓءُُعل ۡيكمُ ه ّم ۡدر ٗاراُ(‪ُ)11‬وي ۡمد ۡهدكمُ هبأ ۡم َٰولُُوبنهينُُ‬ ‫س هُلُٱل َّ‬ ‫هإنَّهۥُكانُُغفَّ ٗارُاُ(‪ُ)10‬ي ۡر ه‬
‫َٰ‬
‫وي ۡجع ُلُلَّكمُُۡجنَّتُُوي ۡجعلُلَّكمُُۡأُۡن َٰه ٗرُاُ(‪ُ)12‬سورةُنوح‪.‬‬
‫باالستغفار‪ُ،‬فعندُُأبيُداوودُُعنُ‬
‫ه‬ ‫ويزيلُه َّمهُُفعلي هُهُ‬
‫ُ‬ ‫_منُأرادُُأنُُيفرجُُهللاُُكربهُُ‬
‫هللاُﷺ( ‪:‬منُل هزمُُاالستغفار‪ُ،‬جع ُلُ‬
‫ابنُعباسُُرضيُهللاُُعنهماُقال‪ُ،‬قالُرسولُُ هُ‬ ‫هُ‬
‫سبُ‪).‬‬
‫حيثُالُيحت ه‬
‫هللاُُلهُمنُك ه ُّلُ هضيقُُمخر ًجا‪ُ،‬ومنُك ه ُّلُه ُّمُفر ًجا‪ُ،‬ورزقُهُُمنُ ُ‬
‫يغيظُإبليس‪ُ،‬فقدُوردُُبسندُُفيهُمقا ٌل‪(ُ،‬قالُ‬
‫أكثرُماُ ُ‬ ‫_كذلكُ ُّ‬
‫فإنُاالستغفارُُ ُ‬
‫باالستغفار‪».‬‬
‫هُ‬ ‫بُفأهلكونهيُ‬
‫إبليس‪ُ:‬أهلكتهمُبالذنو هُ‬

‫ُ‬

‫‪4‬‬
‫ي هُيا ُأيُّها ُالَّذهينُ ُآمنوا ُصلُّوا ُعلُي هُهُ‬
‫ّللا ُوملئهكتهُ ُيصلُّونُ ُعلى ُالنَّبه ُّ‬ ‫عباد ُهللا‪ُ ﴿ُ :‬إه َُّ‬
‫ن ُ َُّ‬
‫وس هلّمواُتس هلي ًماُ﴾ُ[األحزاب‪ُ .]56ُ:‬‬

‫ىُُسيدُُاألولينُُواآلخرينُُوإمامُُالمرسلين ُ‪ُُ،‬اللهمُُص ه ُّلُُعلىُ‬ ‫فصلُّواُُوس هلّمواُُعل ُ‬


‫محمدُُوعلىُآلُمحمدُُكماُصليتُعلىُإبراهيمُوعلىُآلُإبراهي ُمُإنكُحميدُمجيد‪ُ،‬‬
‫كُعلىُمحمدُُوعلىُآ ُلُمحمدُُكمُاُباركتُعلىُإبراهيمُوعلىُآ ُلُإبراهي ُمُ‬ ‫اللهمُبار ُ‬
‫إنكُحمي ٌدُُمجي ٌدُُوس هلّ ُمُتسلي ًماُ ً‬
‫كبيرُا‪ُ .‬‬

‫يُ‬‫نُالخلفاء ُالراشدين ُاألئمة ُالمهديينُأب ُ‬ ‫نُوع ُ‬‫نُالصحابةُأجمعي ُ‬ ‫اللهم ُوارضُ ُع ُ‬


‫نُ‬‫كُأجمعين ُوعن ُالتابعينُوم ُ‬ ‫بكر ُوعمرُوعثمان ُوعلي ُوعن ُسائ ُرُأصحاب ُنبي ُ‬
‫تبعهم ُبإحسانُ ُإلى ُيوم ُالدين‪ُ ،‬اللهم ُوارضُ ُعنَّا ُبم هنّك ُوكرمكُ ُورحمتك ُيا ُأرح ُمُ‬
‫ن‪ُ .‬‬
‫الراحمي ُ‬

‫اللهمُ َُّ‬
‫أعزُاإلسلمُوالمسلمين‪ُ،‬وأذلُالكف ُرُوالكافرينُياُربُالعالمين‪ُ .‬‬

‫اللهم ُأ هلّف ُبين ُقلوب ُالمسلمين ُعلى ُالحق ُيا ُأرحم ُالراحمين‪ُ ،‬اللهم ُأصلح ُذاتُ‬
‫بينه ُمُواهدهمُسبلُالسلمُوانصرهمُعلىُعدوكُوعدوهمُياُقويُيُاُعزيز ُ‪ُ،‬الله ُمُ‬
‫كُوسنَّةُنبيكُياُقو ُ‬
‫يُياُعزيز‪ُ .‬‬ ‫انصرُدينكُوكتاب ُ‬

‫ج ُه َُّم ُالمهمومين ُمن ُالمسلمين ُونفث ُكرب ُالمكروبين ُمن ُالمسلمين‪ُُ،‬‬ ‫فر ُ‬
‫اللهم ُ ه ّ‬
‫ىُُالمسلمينُُياُُربُُالعالمين‪ُُ،‬اللهمُُاغف ُرُُلموتاناُ‬
‫واشفُُمرضانُاُُومرض ُ‬
‫هُ‬ ‫اللهمُُ‬
‫وموتىُُالمسلمين‪ُُ،‬اللهمُُضاعفُُحسناتهمُُوتجاوزُُعنُُسيئاتهمُُياُُأرح ُمُ‬
‫ن‪ُ .‬‬
‫الراحمي ُ‬

‫اللهمُياُربُالعالمينُياُرحمنُيُاُرحي ُمُياُمالكُيومُالدينُالله ُمُأغثنا‪ُ،‬اللهمُأنتُ‬


‫الغنيُونحنُالفقراءُاللهمُأغثنا‪ُ،‬اللهمُأنز ُلُعليناُالغيثُو ُالُتجعلناُمنُالقانطين ُ‪ُ،‬‬

‫‪5‬‬
‫اللهم ُال ُتؤاخذنا ُبما ُفعل ُالسفهاء ُمنَّا ُيا ُرب ُالعالمين‪ُ ،‬اللهم ُأنزل ُعلينا ُالغيث ُ‪ُ،‬‬
‫اللهمُأغثناُغيثاُعاجلُياُأرحمُالراحمينُ‪ُ .‬‬
‫ىُعنُالفحشاءُ‬
‫هللاُيأمرُبالعدلُواإلحسانُوايتاءُذيُالقربيُوينه ُ‬
‫عبادُهللاُانُ ُ‬
‫يُيعظكمُلعلكمُتذكرون‪ُ .‬‬
‫والمنكرُوالبغ ُ‬
‫هللاُالعظيمُيذكركمُواشكروهُعلىُجزيلُنعمائهُيزدكمُواستغفروهُيغفرُلك ُمُ‬
‫اذكرواُ ُ‬
‫وهللاُيعلمُوماُتصنعون‪ُ ُ.‬‬

‫‪6‬‬

You might also like