Professional Documents
Culture Documents
تعديل الدستور
تعديل الدستور
تعديل الدستور
المقدمة
الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على سيد المرسلين ( ) وعلى آله صحبه
ولما كانت هذه الظروف واألوضاع قابلة للتغيير وفقاً لقانون التطور ،فال بد من
مسايرة هذا التطور بتطور مماثل في الدساتير وذلك عن طريق تعديلها واال ابتعدت
النصوص الدستورية القائمة عن الواقع ما يؤدي الى التفكير بتعديلها بطرق غير قانونية
اضف على ذلك ان النظام الدستوري ألي دولة ال يمكنه ان يصل الى درجة الثبات
وعدم قابليته للتغيير او التعديل مهما حرص واضعوا الدستور على ذلك ،اذ ان فكرة
الجمود المطلق للدساتير يستحيل تحقيقها من الناحية العملية ،بمعنى ان يكون هذا
الجمود نسبياً ولو تطلب القيام بإجراءات خاصة اكثر شدة من تلك المتبعة في تعديل
ان موضوع تعديل الدستور يتمتع بأهمية بالغة خاصة في ميدان القانون الدستوري
.
نصوص ثابتة ودائمة . فتطور الحياة وتغييرها اصبح أم ارً ال يتناسب مع فر
األمر الذي تحتم على واضعي الدساتير وألهمية ذلك ،ان يأخذوا في االعتبارات
المتغيرات العامة التي تط أر على المجتمعات وعلى الشعوب فالهدف االسمى من تلك
اإلجراءات سمو ظروف الواقع والتطبيق وبقائها األقوى من بقاء الدستور دون تعديل .
واذا لم يكن الدستور معب ارً عن إ اردة الشعب الحقيقية ،فيجب اإلطاحة به ،اما
اذا كان معب ارً عن اإلرادة الشعبية فيجب عندئذٍ المحافظة عليه .
الخاصة بتعديل الدستور وعن السلطة المخولة بذلك األجراء فضالً عن النطاق الذي
الى جانب بيان مدى جواز ان تتضمن الدساتير أيضاً بحظر تعديلها تعديالً
مطلقاً او يمنع تعديلها بشكل دائم ومعرفة القيمة القانونية للنصوص التي تحظر تعديل
مواد الدستور الدستور سواء في خالل فترة زمنية محددة او سواء تلك التي تطال بع
ومحاولة تعدد االتجاهات التي سنرى منها ما تقلل او تزيد من هذه القوة ومنها ما يعتبرها
كل تلك التساؤالت سنحاول اإلجابة عنها من خالل تسليط الضوء على كل صغيرة
اقتضت الضرورة العلمية ان تكون خطة الدراسة على النحو اآلتي -:
بالتعديل .
المطلب األول :نطاق التعديل لبعض نصوص الدستور وقيمتها القانونية .
الخاتمة :
والتي تضمنت اهم نتائج الدراسة والتوصيات التي توصلت اليها هذه الدراسة
التحليلية .
وال ندعي باي حال من األحوال – لهذه الدراسة الكمال – فان الكمال هلل وحده فان
اصبنا فمن اهلل وان أخطأنا فمن أنفسنا واهلل وحده الهادي للصواب .
المبحث األول
اختلف الفقهاء حول السلطة المختصة بتعديل الدستور .فذهب اآلراء بإعطاء حق
تعديل الدستور الى الشعب وآراء الى صاحب السيادة في الدولة دون التقييد باي إجراء
معين وبعضها ذهب الى اعطاء ذلك الحق للسلطة التي ينص عليها الدستور ذاته .
هذا وتوزعت الدساتير في تحديدها وتنظيمها للسلطة المختصة بتعديل الدستور .
هنا وفي هذا المبحث سنحدد موقف الفقه من تحديد السلطة المختصة بالتعديل
وموقف األنظمة الدستورية من تحديد السلطة المختصة بالتعديل وذلك من خالل المطلبين
اآلتيين -:
المطلب األول
ذهب جانباً من الفقه الى ضرورة الموافقة الجماعية للشعب على تعديل الدستور
،اذ أروا في التعديل تعبي ارً عن فكرة العقد االجتماعي التي قامت عليها الجماعة السياسية
،وأساس منح السلطات للحكم .ولما كان هذا العقد لم يتم إبرامه إال بإجماع إرادة أفراد
الجماعة فإن تعديله ال يتم إال بالطريقة ذاتها ،أي يتطلب الموافقة الجماعية من جانب
()1
. األفراد
ومن المؤكد أن هذه الطريقة في التعديل يستحيل أن تطبق ،نظ ارً الستحالة
()2
. اإلجماع في هذا الخصوص
وذهب رأي أخر الى أن تعديل الدستور حق يعود للشعب ذاته باعتباره صاحب
السيادة ،و دون التقييد بأي إجراء معين ،فهو يستطيع أن ينيب عنه إن شاء ممثليه في
* لمزيد من التفصيل ينظر :د .حميد الساعدي ،مبادئ القانون الدستوري وتطور النظام السياسي في
العراق ،ط ،1دار الحكمة للطباعة والنشر ،الموصل ،العراق ، 1991 ،ص 131؛ د .منذر الشاوي ،
القانون الدستوري ،نظرية الدستور ،ط ، 1مركز البحوث القانونية ،بغداد ، 1991 ،ص . 363وكذلك
ينظر :د .محمد محمد عبده امام ،الوجيز في شرح القانون الدستوري ،ط ، 1دار الفكر العربي ،
اإلسكندرية ، 3111 ،ص 71؛ ود .محمد السناري ،القانون الدستوري ونظرية الدولة والحكومة ،
دراسة مقارنة ،بدون جهة نشر ، 1991 ،ص 149وما بعدها ؛ ود .نعمان احمد الخطيب ،النظم
السياسية والقانون الدستوري ،ط ، 1دار الثقافة ،عمان ، 1999 ،ص 713وينظر كذلك :
; Julien Laferrier' : Manuel de Droit Constitutional , 1974 , p : 295
Georges Vedel : Cours de Droit Contitutionel et de' institutions politiques , 1969
, p : 88 etc.
( )1ينظر -:علي يوسف الشكري ،مبادئ القانون الدستوري ،ط ، 1دار صفاء للطباعة والنشر ،عمان ،
األردن ، 3111 ،ص 334؛ وكذلك -:ساجد محمد الزاملي ،مبادئ القانون الدستوري و النظام
الدستوري ،ط ، 1دار نيبور للطباعة و النشر و التوزيع الديوانية ،العراق ، 3114 ،ص 363؛ و
كذلك Geroges Burdeau . Op , Git , p : 89
)(3
د .محمد علي آل ياسين ،القانون الدستوري و النظم السياسية ،ط ، 1مطبعة المثنى ،بغداد 1964 ،
،ص 71؛ ود .نزية رعد ،القانون الدستوري العام ،ط ،1المؤسسة الحديثة للكتاب ،بيروت ، 3111 ،
ص .91
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
314 تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة
إجراء التعديل أو أن يقوم هو بنفسه بهذه المهمة واالكتفاء في التعديل عند توافر األغلبية
(. )1
الفرع األول
وهذا هو االتجاه األول في الفقه بصدد موقف هذا األخير من تحديد السلطة
المختصة بتعديل الدستور ،اذ يذهب ذلك االتجاه الى ان تعديل الدستور ال بد ان يقترن
بموافقة مجموع الشعب ،على اساس ان تعديل الدستور هو بمثابة تعديل شروط العقد
االجتماعي الذي ولي الحاكم السلطة بموجبه ،وحيث ابرام هذا العقد بإرادة مجموع األفراد
()2
. في المجتمع فان تعديله البد ان يقترن بموافقتهم جميعا
والمالحظ ان هذا الرأي ينتهي الى الجمود المطلق للدستور ،حيث ان االجماع
ضرب من ضروب الخيال ،وهو امر اقرب الى الخيال منه الى الواقع ونتيجة الدراك
أصحاب هذا الراي لهذه الحقيقة تحولوا عن شرط اإلجماع ،واكتفوا باألغلبية إلجراء
()3
. التعديل ،ولالقلية الحق في االنفصال عن الجماعة
)(1
د .سعد عصفور ،القانون الدستوري ،القسم األول ،مقدمة القانون الدستوري ،ط ،1منشأة
المعارف ،االسكندرية ، 1974 ،ص 196وما بعدها .
( )3د .محمد علي ال ياسين ،مصدر سابق ،ص. 73
( )3د .نزية رعد ،مصدر سابق ،ص. 91
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
324 جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية
ويذهب أصحاب هذا االتجاه الى جواز تعديل الدستور ،اذا ورد نص فيه يجيز
ذلك الن التعديل في هذه الحالة ال يعدو ان يكون تنفيذا لشرط من شروط العقد االجتماعي
(.)1
ومن الدساتير التي أناطت للشعب صالحية التعديل عن طريق االستفتاء (الشعب)
الفرع الثاني
مؤيدو هذا االتجاه يرون ان صالحية تعديل الدستور ال تخول إال لغالبية الشعب
ومن بين من نادى بهذا االتجاه الفقيه الفرنسي ( )Sieyesفهو يرى ان األمة
صاحبة السيادة ،تمتلك تعديل الدستور كما أصدرته من قبل دون التقييد بشكل معين
ألجرائه ،فإرادة االمة هي القانون االعلى أياً كان شكلها وطريقة التعبير عنها (.)9
ومن هنا فان لالمة التعبير عن ارادتها في التعديل بصورة مباشرة او من خالل
الفرع الثالث
()2
ويذهب القائلين به الى ان الدستور هو وهذا االتجاه هو الرأي الغالب في الفقه
وأول من نادى بهذا الرأي هو الفقيه الفرنسي (جان جاك روسو) الذي ذهب الى
االمة على نفسها قوانين ال تستطيع تعديلها او ان ما تتنافى وطبيعة األشياء ان تفر
الغاؤها ،ولكن ما ال يتنافى وطبيعة االشياء ان تلزم االمة بالشكليات الرسمية ألجراء
()3
. التعديل
( )1ينظر :د .محسن خليل ،القانون الدستوري والنظم السياسية ،ج ، 1دار النهضة العربية ،القاهرة ،
، 1991ص 717وما بعدها ؛ وكذلك -:
Georges Burdeau. Op, Cit . p:86 .
( )3أبرز من نادوا بهذا االتجاه -:د .طعيمة الجرف ،القانون الدستوري والنظام الدستوري في الجمهورية
العربية المتحدة ،مكتبة القاهرة الحديثة ،القاهرة ، 1964ص 674؛ و د .ثروت بدوي ،القانون
الدستوري وتطور األنظمة الدستورية في مصر ،دار النهضة العربية ،القاهرة ، 1969 ،ص 111؛
وكذلك د .بكر قباني ،دراسات في القانون الدستوري ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،دون سنة طبع ،
ص ، 141و د .عبد الغني بسيوني ،المبادئ العامة للقانون الدستوري ،الدار الجامعية ،مصر 1997 ،
،ص. 171
( )3د .عبد الغني بسيوني ،مصدر سابق ،ص 173؛ و د .بكر قباني ،مصدر سابق ،ص. 141
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
322 جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية
ويبرز هنا المذهب التقليدي الذي يسلم بوجود سلطة ذات كيان مستقل أطلق عليها
" السلطة المؤسسة " ومهمة هذه السلطة هي إقامة او خلق الدستور ،فهي أسم
سلطة "مؤسسة " ألنها تؤسس الدولة حين تقيم الدستور (.)1
و السلطة المؤسسة حين تقيم الدستور ال تتقيد باي قاعدة سابقة لوجود على
نشاطها هذا اي ال تتبع في ذلك اي إجراء ،فهي حرة في عملها تلقائياً في خلقها ال
()2
. يؤطرها شيء وال تخضعها سنة
وعليه فان السلطة المؤسسة ال يمكن أن تواجه اال وهي في عملها الخالق وبالتالي
خارج الدستور ،أي انه ال يمكن إدراكها داخل الدولة ،مقيدة و خاضعة إلجراءاتها و
قواعدها النها أصل القواعد و اإلجراءات ،فهذه ال وجود لها اإل بعد أن يوجد الدستور و "
()3
. السلطة المؤسسة " هي التي أوجدت الدستور
إال أن مثل هذه السلطة يمكن أن تكون ( إن لم تكن ) خط اًر يهدد استقرار
مؤسسات الدولة ( ) 4ألنها إذا كانت تقيم لدستور فهي يمكن أن تعديله أيضا ،فالدستور
()1
فالدولة ،كما يعتقد انصار هذا الرأي ال وجود قانوني لها من غير دستور ،فالدستور هو الذي يوجد
الدولة من الناحية القانونية .
) (3د .منذر الشاوي ،مصدر سابق ،ص 364
) ) 3د .منذر الشاوي ،المصدر نفسه ،ص 367
( )4والتي تستمد وجودها و مكنة نشاطها من الدستور .
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
324 تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة
()1
من صنعها ،فمن المنطق أن تعديل او تغيير ما اقامته متى أرادت و بشكل الذي تريد
.
و امام هذا المنطق الذي ال يقاوم ،أرتأى أيضا المذهب التقليدي البحث عن
" أخرى " لتقوم بتعديل الدستور متبعة في عملها القواعد و اإلجراءات التي نص سلطة
()2
استقرار المؤسسات السياسية للخطر عليها الدستور نفسه ( الذي ستعدله) و اإل تعر
.
ولقد قيل أن هذه السلطة الجديدة التي ستعدل الدستور ،أو بعبارة أدق ،التي
سيكون من اختصاصها تعديل الدستور هي أيضا سلطة "مؤسسة" اال انها تخضع ،مع
وللتمييز بين هذين النوعين من السلطات " المؤسسة " ،أطلق على السلطة
االولى و السلطة التي تقيم أو تخلق الدستور ،أسم " السلطة المؤسسة األصلية "
، pouvoir Constituent originaireأما السلطة الثانية " السلطة التي تعدل الدستور
( ) 1فهي ال يمكن ان تقيد بانه قاعدة أو مجموعة قواعد ينص عليها الدستور الذي خلقته .
()1
د .علي الشكري ،مصدر سابق ،ص ، 337و د .ثروت بدوي ،مصدر سابق ،ص .111
((3
د .منذر الشاوي ،مصدر سابق ،ص ، 367و د .محمد علي إل ياسين ،مصدر سابق ،ص 141
.
()3
د .طعيمة الجرف ،مصدر سابق ،ص ، 677و ما بعدها .
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
323 جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية
Pouvoir Constituent " فقد إطلق عليها إسم " السلطة المؤسسة (بفتح السين)
()1
. institute
وتبنت العديد من الدساتير هذا الرأي ،و من بينها الدستور األردني النافذ لسنة
المطلب الثاني
لم يكتب آلراء الفقه الدستوري النجاح أو االنتشار ،وساد الرأي القائل بإعطاء حق
تعديل الدستور للسلطة التي ينص عليها الدستور نفسه وبالطريقة التي يحددها ،اي تعود
سلطة التعديل الى البرلمان فيزاولها وفقا إلجراءات محددة ،او تعود هذه السلطة الى
جمعية تأسيسية تنتخب خصيصا للقيام بهذا االمر ،وأخي ار ًً يمكن ان تعود هذه السلطة
الى الشعب نفسه وذلك من خالل موافقته على التعديل بعد طرحه عليه باستفتاء شعبي
(.)2
()3
ينظر :د .رمزي الشاعر ،النظرية العامة للقانون الدستوري ،ط ، 1منشورات جامعة الكويت ،
الكويت ، 1913 ،ص ، 679وكذلك :د .فؤاد العطار ،النظم السياسية والقانون الدستوري ،دار النهضة
العربية ،القاهرة ، 1917 ،ص. 661
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
324 تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة
في هذا المطلب سنسلط الضوء على موقف االنظمة الدستورية من تحديد السلطة
الفرع االول
ان الدساتير التي تعهد للبرلمان بمهمة التعديل ،تتطلب إجراءات وشروط خاصة
ليس فقط فيما يتعلق بضرورة توافر اغلبية خاصة في اقرار التعديل وانما ايضا من
فمثال قد يتطلب اقرار التعديل ان يجمع البرلمان اذا كان مؤلفا من مجلسين ،في
هيئة مؤتمر ،مع اشتراط الحصول على أغلبية خاصة حتى يتم اإلقرار (.)3
وقد ينص الدستور على توافر أغلبية خاصة من كل مجلس من المجلسين اللذين
()1
د .مصطفى ابو زيد فهمي ،القانون الدستوري والنظم السياسية ،دار الهدى ،القاهرة ، 1999 ،
ص ، 97و د .نزية رعد ،مصدر سابق ،ص. 99
))2
Georges Burdeau , Op, Cit. P:90
( )3د .سعد عصفور ،مصدر سابق ،ص. 191
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
324 جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية
وقد تباينت الدساتير التي اختطت هذا الطريق في االجراءات التي أوجبت اتباعها
مشروع التعديل على المجلس الجديد وال النواب واجراء انتخابات جديدة على ان يعر
يصح التعديل نهائيا اال اذا أيدته أغلبية الثلثين في هذا المجلس (.)2
اشترطا التعديل الدستور توافر اغلبية خاصة من مجلسي البرلمان تختلف عن االغلبية
الفرع الثاني
الدول جمعية تأسيسية تنحصر مهمتها فقط في اجراء عملية التعديل تن تخب بع
()4
. ،أي أنها ال تقوم بأي عمل آخر سوى تحضير مشروع تعديل الدستور
وقد اعتمدت الواليات المتحدة األمريكية وأغلبية دول أمريكا الالتينية ،هذه
الطريقة في دساتيرها ،عند القيام بالتعديل وكذلك اعتمدها الدستور الفرنسي الصادر عام
()1
. 1141
الفرع الثالث
يعد االستفتاء الشعبي ،أهم صورة من صور الديمقراطية شبه المباشرة( )2ويقصد
()3
. به اخر رأي الشعب في موضوع معين
( )1وهذا هو مسلك الدستور الليبي ايضا ً لسنة 1971وينظر :د .مصطفى ابو زيد فهمي ،مصدر سابق
،ص. 96
()3
وهي نظاما ً وسطا ً بين نظامي الديموقراطية التمثيلية حيث يقتصر دور الشعب على اختيار ممثلين
يتولون الحكم بنفسه ونيابة عنه وهنا يمارس الشعب السلطة عن طريق نواب ...ينظر المواد ( 64 – 49
) من دستور جمهورية العراق النافذ لسنة 3117؛ وينظر لالستزادة :د .عصمت سيف الدولة ،النظام
النيابي ومشكلة الديموقراطية ،مطبعة القاهرة للثقافة العربية ،القاهرة ، 1916 ،ص. 349
()3
ينظر :د .محمد كاظم المشهداني ،النظم السياسية ،بال جهة نشر ،بغداد ، 3119 ،ص 36؛ ود.
ساجد محمد الزاملي ،مصدر سابق ،ص. 343
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
324 جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية
()1
أو وقد يكون االستفتاء الشعبي تشريعياً اذا ما تعلق موضوعه بالدستور
(. )2
بالتشريع العادي
()3
اذا ما انصب موضوعه على شأن من شؤون وقد يكون سياسيا
()4
. الحكم
الدساتير على ضرورة أخذ موافقة الشعب على مشروع التعديل فقد تنص بع
وفي هذه الحالة يقوم البرلمان أو لجنة فنية بإعداد مشروع التعديل ،ثم يطرح هذا
()9
. المشروع على الشعب لنيل موافقته ،فإذا لم يوافق اعتبر المشروع وكأنه لم يكن
))1
صدرت جميع دساتير االتحاد السويسري بواسطة االستفتاء منذ دستور سنة ، 1913ثم دستور سنة
، 1949ثم دستور سنة ، 1949ثم دستور 1914النافذ الذي تضمن في المادة 133منه انه " ال يجوز
إجراء اي تعديل في الدستور -سواء كان التعديل كليا ً أو جزئياً ــ إال اذا وافقت عليه اغلبية المواطن
والواليات ،حدث هذا في فرنسا أيضا ،فإن دستوريها لسنتي 1946و 1979قد صدرا بطريقة
االستفتاء الدستوري ،و حدث هذا ايضا في جمهورية مصر العربية فان دستورها لسنة 1911قد صدر
بواسطة االستفتاء ،فضال عن تعليقه اي تعديل على حكم من احكامه على موافقة الشعب – المادة 99منه
– واالستفتاء الدستوري معمول به في دساتير كل من استراليا والدنمارك واليابان وايطاليا .
( ) 3د .محمد كاظم المشهداني ،مصدر سابق ،ص. 36
()3
ومقالته ما نصت عليه المادة ( )173من دستور جمهورية مصر العربية لسنة 1911والتي أجازت
لرئيس الجمهورية ان يستفتي الشعب في المسائل المهمة التي تتعلق بمصالح البالد العليا .
( )4د .حميد الساعدي ،مصدر سابق ،ص. 111
( )7د .نزية رعد ،مصدر سابق ،ص. 91
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
324 تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة
ومن الدساتير التي تبنت هذا االتجاه ،الدستور السويسري لسنة 1114ودستور
()1
. الجمهورية الخامسة الفرنسية لسنة 1591
واعتمدت سويس ار في دستورها على هذه الطريقة ،وكذلك أخذ بها الدستور
()2
. المصري لسنة 1511
( )1فقد اناطت المادة ( / 39ف ) 3منه حق اقتراح التعديل لكل من رئيس الجمهورية و اعضاء البرلمان
بمجلسيه ،على أن يعرض االقتراح على البرلمان إلبداء الرأي فيه ،وال يصبح التعديل نافذا ً إال بعد
موافقة الشعب عليه في استفتاء شعبي .
( )3د .مصطفى ابو زيد فهمي ،مصدر سابق ،ص. 91
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
344 جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية
المبحث الثاني
نصوصه الدساتير على النص على حظر تعديل بع جرى العمل في بع
بصفة مطلقة او خالل مدة معينة من تأريخ نفاده او في ظل ظروف معينة تمر بها الدولة
،علماً أن اجراءات التعديل تختلف من دولة الى اخرى ويعود هذا االختالف الى
هنا – وفي هذا المبحث – سنسلط الضوء على نطاق التعديل الدستوري واجراءاته
المطلب االول
من النادر أن تتضمن الدساتير نصاً يحظر تعديلها تعديالً مطلقاً أو يمنع
تعديلها بشكل دائم ،ولكننا نرى أن بعضاً منها قد نص على حظر التعديل خالل مدة
()1
. أحكامه بصورة مطلقة معينة ،وأن بعضاً آخر قد حظر تعديل بع
ويثار التساؤل بشأن القيمة القانونية لتلك النصوص األمر الذي حرى بالفقه أن
()1
. يتصدى لها بطرح عدة آراء بشأن تلك المسألة البالغة األهمية
()1
ينظر لمزيد من التفصيل :د .عبد الحميد متولي ،المفصل في القانون الدستوري ،ط ، 1دار النهضة
العربية ،القاهرة ، 1973 ،ص 171؛ وكذلك د .ابراهيم عبد العزيز شيحا ،مبادئ األنظمة السياسية ،
الدول والحكومات ،مطبعة الدار الجامعية ،مصر ، 1993 ،ص. 331
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
341 تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة
في هذا المطلب سنبين كل ما ذكر أعاله وذلك من خالل الفروع الثالثة اآلتية -:
الفرع االول
الحظر الموضوعي
ان الهدف من اسباغ صفة الجمود على الدساتير هو من اجل ان تتسم أحكامها
بالثبات واالستقرار ،اال ان هذا الثبات واالستقرار نسبي اذ اننا نعلم ان الدستور قانون ،
والقانون توحده الجامعة لتنظيم شؤونها ،والجماعة المتطورة حسب سنة الحياة .
وتأسيساً على ذلك تكون القوانين متطورة أيضاً بما يساير التطور الذي يلحق
()2
. الجماعة
ولكن هل يجوز أن يمنع المشرع الدستوري إدخال أي تعديل على الدستور بشكل
نهائي ؟
الحقيقة ان الدساتير اختلفت في مسألة جمودها واول تلك المظاهر ما يطلق عليه
()3
نصوص الدستور بصفة مطلقة او خالل والذي يحظر تعديل بع بالحظر الموضوعي
( )1د .عبد الحميد متولي ،مصدر سابق ،ص 173؛ ود .فؤاد العطار ،مصدر سابق ،ص. 333
( )3د .حميد الساعدي ،مصدر سابق ،ص. 119
()3
ينظر لمزيد من التفصيل حول هذا الحظر :د .احسان حميد المفرجي وآخرون ،النظرية العامة
للقانون الدستوري والنظام الدستوري في العراق ،كلية القانون ،جامعة بغداد ، 1991 ،ص 311؛
وكذلك ينظر د .اسماعيل الغزال ،الدساتير والمؤسسات السياسية ،ط ، 1مؤسسة عز الدين للطباعة
والنشر ،بيروت ،لبنان ، 1996 ،ص. 39
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
342 جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية
فترة معينة من تاريخ نفاذه بقصد المحافظة على دعائم النظام السياسي الذي يقيمه
وإلعطاء صورة أوضح عن هذا النوع من انواع الحظر ،لنا تسليط الضوء على
الفقرة االولى
()2
ويراد به منع إدخال اي تعديل على الدستور بأكمله لفترة محددة او بشكل مطلق
مثال ذلك الدستور اليوناني لسنة 1114والذي منع إدخال اي تعديل عليه ،وكذلك ما
()3
نص عليه الدستور العراقي لعام 1529والذي منع إدخال اي تعديل عليه لفترة محددة
وايضا ما نص عليه الدستور الع ارقي الحالي للعام 2009والذي منع بدوره تعديل المبادئ
()4
األساسية الواردة في بابه االول والحقوق والحريات الواردة في الباب الثاني من الدستور
( )1د .ساجد محمود الزاملي ،مصدر سابق ،ص 369؛ ود .محمد محمد عبده ،مصدر سابق ،ص، 93
ود .نعمان الخطيب ،مصدر سابق ،ص. 444
) )3د.علي يوسف الشكري ،مصدر سابق ،ص .331
( )3اذ تنص المادة 119منه على انه (( عدا ما نص عليه في المادة السابقة ،ال يجوز قطعيا إدخال تعديل
ما على القانون األساسي الى مدة خمس سنوات من تاريخ ابتداء تنفيذه )) هذا وتنص المادة ( )119منه
على انه (( :يجوز لمحل األمة خالل سنة واحدة ابتداء من تنفيذ هذا القانون ان يعدل ايا كان من االمور
الفرعية في هذا القانون او اإلضافة اليها ألجل القيام باغراضه ..
) )4ينظر المادة ( )136بفقراتها الخمسة من دستور جمهورية العراق النافذ للعام .3117
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
344 تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة
كذلك ما نص عليه دستور المغرب الحالي لعام 1551بحظر تعديل ما يتعلق بالنظام
الملكي للدولة ،وكذلك دستور الجزائر الحالي لعام 1551الذي حظر تعديل -1 -:
الطابع الجمهوري للدولة -2 ،النظام الديمقراطي القائم على التعددية الحزبية -3 ،
اإلسالم باعتباره دين الدولة -4 ،العربية باعتبارها اللغة الوطنية الرسمية -9 ،الحريات
()1
. األساسية وحقوق اإلنسان والمواطن -1 ،التراب الوطني ووحدته
الفقرة الثانية
نصوص الدستور في أحوال معينة ( ، )2من ذلك ويقصد بهذا الحظر تحريم بع
النص على حظر تعديل النصوص الخاصة بحقوق الملك ووراثة العرش خالل فترة
))1
وما جاء في دستور دولة الكويت الحالي لسنة 1963على (( ان االحكام الخاصة بالنظام األميري
للكويت وبمبادئ الحرية والمساوة المنصوص عليها في الدستور ال يجوز اقتراح تنقيحها )) .
( )3د .نزية رعد ،مصدر سابق ،ص. 97
( )3د .ساجد محمد الزاملي ،مصدر سابق ،ص. 369
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
343 جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية
()1
والدستور ومن بين الدساتير التي أشارت الى ذلك صراحة الدستور األردني لسنة 1592
()2
. المصري ، 1523والقانون األساسي لسنة ، 1529والدستور الكويتي لسنة 1512
الفرع الثاني
الحظر الزمني
يقصد بالحضر الزمني حماية الدستور فترة زمنية معينة من الزمن – اي ضمان
نفاذ أحكامه كلها او بعضها فترة تكفي لتثبيتها قبل ان يسمح باقتراح تعديلها وهذه المدة
()3
. تراها السلطة التأسيسية كافية لتحقيق الهدف الذي وضع الدستور من اجله
ومن األمثلة التي تضرب في مؤلفات شراح لقانون الدستوري لهذا النوع من الخطر
احكامه قبل سنة دستور االتحاد األمريكي الصادر في 1111والذي حظر تعديل بع
ومن الدساتير العربية :الدستور الكويتي حيث جاء في المادة ( )114منه بانه ((
ال يجوز اقتراح تعديل هذا الدستور قبل مضي خمس سنوات على العمل به )).
وكذلك الدستور السوري الحالي في المادة ( )191والتي نص فيها على انه (( ال
يجوز هذا تعديل هذا الدستور قبل ثمانية عشر شه ار على تاريخ نفاده))(.)1
الفرع الثالث
ان القيمة للنصوص التي تحظر تعديل الدستور سواء في خالل فترة زمنية محددة
مواد الدستور ،ال يمكن تحديدها بشكل واضح ،الن فقهاء او سواء تلك التي تطال بع
القانون الدستوري قد اختلفوا على مدى قوة هذه النصوص ،فظهرت االراء المختلفة في
عدها هذا المجال وتعددت االتجاهات التي تقلل او تزيد من هذه القوة ،حتى ان البع
()2
وفي هذا المجال ،يعد الفقيه الفرنسي Tulien Laferriereان غيرها موجودة
النصوص التي تحظر تعديل الدستور ال قيمة قانونية او أساسية لها سواء في خالل فترة
()3
. أحكامه زمنية محددة او تلك التي تتناول بع
ويضيف بان السلطة التأسيسية التي وضعت الدستور في وقت معين ال يمكنها ان
تدعي بانها اكثر سموا من السلطة التأسيسية التي تعبر عن ارادة الشعب في وقت الحق ،
()1
. وان جيال من االجيال ال يملك ان يخضع لقوانينه االجيال القادمة
الفقهاء فأيد صحة النصوص السابقة ،سواء تلك التي تحظر التعديل اما بع
أحكام الدستور ،ولكن فقط في خالل فترة زمنية معينة او تلك التي تحظر تعديل بع
()2
. من الوجهة القانونية دون الوجهة السياسية
احكام الدستور ،ال قيمة قانونية لها ،اذ ال تستطيع السلطة التأسيسية الحالية ان بع
تقيد السلطة التأسيسية المقبلة اما بالنسبة للنصوص التي تحظر تعديل الدستور في خالل
وهناك رأي آخر يعتبر ان النصوص التي تحظر لتعديل الدستور من خالل مدة
أحكامه ،يكون لها ما للنصوص الدستورية زمنية محددة او التي تحظر تعديل بع
االخرى من قوة قانونية ملزمة ،غير ان هذه النصوص تكون قابلة للتعديل كغيرها من
النصوص (.)4
((1
Julien La ferricre , Op , Cit , p : 299 .
()3د .ابراهيم عبد العزيز شيحا ،مصدر سابق ،ص 166و د .حميد الساعدي ،مصدر سابق ،ص.131
()3
Georges Buedeau , Op , Cit . P : 84 .
( )4د .ابراهيم عبد العزيز شيحا ،مصدر سابق ،ص. 111
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
344 تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة
نصوص ثابتة وفي اعتقادنا ،ان تطور الحياة وتغيرها ،أمر ال يتناسب مع فر
ودائمة ،لذلك يجب على واضعي الدساتير ان يأخذوا في االعتبار المتغيرات العامة التي
تط أر على المجتمعات والشعوب فظروف الواقع والتطبيق أقوى من بقاء الدستور دون
تعديل ،واذا لم يكن الدستور معب ار عن ارادة الشعب الحقيقية ،فيجب اإلطاحة به ،اما
المطلب الثاني
السياسية المحيطة بالدولة ،وكذلك ترجع الى االعتبارات الفنية األخرى (.)1
فبالنسبة لألوضاع والظروف السياسية ،فان ذلك يكمن في طبيعة النظام السياسي
القائم في الدولة ،فاذا كانت الدولة تتبنى النظام البرلماني فيجب ان تأخذ في عين
االعتبار ،عند التعديل ،الحكومة والبرلمان ،واذا كانت الدولة مثال تقوم على شكل اتحاد
مركزي او فدرالي فيجب ان تضع في اعتبارها الدول األعضاء في االتحاد او ان يؤخذ في
( )1د .ساجد محمد الزاملي ،مصدر سابق ،ص 311وما بعدها .
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
344 جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية
الحسبان الشعب والبرلمان عندما يكون النظام السياسي السائد في الدولة هو النظام
()2
، اما االعتبارات الفنية فهي التي تأخذ بمبدأ توازن األشكال القانونية او تقابلها
بمعنى ان اإلجراءات واألصول التي اتبعت عند وضع الدستور هي ذاتها التي يجب ان
تعتمد عند اللجوء الى تعديل هذا الدستور ،فمثال ان وضع نصوص الوثيقة الدستورية من
قبل جمعية تأسيسية منتخبة وأبداء الشعب رأيه فيها في استفتاء عام ،يقتضي بالضرورة
اال يجري تعديلها اال من قبل جمعية منتخبة ايضا مع موافقة الشعب على هذا التعديل (.)3
اما اذا تم وضع نصوص الوثيقة الدستورية من قبل جمعية تأسيسية منتخبة ،فان
()4
. تعديلها يتم من قبل ذات الجمعية او من قبل جمعية تأسيسية منتخبة أخرى
والمالحظ ان قاعدة توازي او تقابل األشكال القانونية ناد ار ،ما يتم اللجوء اليها
في تعديل الدستور في الوقت الحاضر ،نظ ار للصعوبات والعوائق التي تضعها في طريق
التعديل ،اذ ليس من اليسير اختيار جمعية تأسيسية منتخبة لوضع نصوص التعديل في
من هنا يلجأ واضعوا الدستور عادة الى طرق أكثر يس ار ألجراء التعديل ،كاللجوء
الى لجنة فنية متخصصة لوضع مشروع التعديل وعرضه على الشعب ألبداء الرأي فيه ،
او منح هذه الصالحية للسلطة التشريعية مع اشتراط إجراءات خاصة في التعديل تختلف
التي تتبعها في تعديل الدستور يمر التعديل بمراحل عدة البد لنا من إيضاحها من خالل
الفرع األول
اقتراح التعديل
من بين الدساتير من أعطى حق اقتراح التعديل للسلطة اإلجرائية ومنها من
وقد يعطي هذه الحق للسلطتين معاً ،و هذا ما اعتمده الدستور اللبناني اذ أقر
بمثل هذا الحق لرئيس الجمهورية بوصفه ممثال للسلطة التنفيذية ،كما يمكن لمجلس
(. )1
النواب ان يمارس نفس الحق
و اقتراح التعديل ،هو أول مراحل تعديل الدستور ،تتباين الدساتير في تحديدها
الجهة المختصة باقتراح التعديل ضمن الدساتير حول هذه الصالحية للشعب ذاته ومنح
صالحية اقتراح التعديل الي سلطة يعني ترجيح كفتها على باقي السلطات وعلى التفصيل
أوالً -:إذا كان الدستور يميل الى ترجيح كفة البرلمان على الحكومة ،فانه يخول
ثانياً :اذا كان الدستور يميل الى ترجيح الحكومة على البرلمان ،فأنه يخول صالحية
()3
. أقتراح التعديل للحكومة
ثالثاً :اذا كان الدستور يسعى الى تحقيق التوازن بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ،فأنه
يمنح صالحية اقتراح تعديل الدستور للسلطتين على وجه االشتراك (. )1
رابعاً :اذا كان الدستور يسعى الى إبراز دور الشعب من مباشرة السلطة ،فأنه يمنح
الفرع الثاني
إقرار التعديل
من حيث إقرار مبدأ التعديل ،فان اغلب الدساتير يمنح البرلمان سلطة البت فيما
()3
. إذا كان هناك من ضرورة إلجراء التعديل وعدم أجرائه
ومن امثلة الدساتير التي أناطت بالبرلمان إقرار التعديل الدساتير الفرنسية الصادرة
اعوام 1191 ، 1141 ، 1511و عام 1541و كذلك الدستور النرويجي و الدستور
( )1و من الدساتير تبنت هذا االتجاه الدستور المصري لسنة 1933في المادة ( )137منه ،و القانون
االساسي العراقي ،و الدستور اللبناني في المادة ( )11منه ،و الدستور المصري لسنة 1976في
المادة ( )199منه ،والدستور الكويتي في المادة ( )113منه .
() 3
وهذا ما أخذت به غالبية دساتير الواليات المتحدة األمريكية و دستور فايمر األلماني لسنة 1919
لكن هذا االتجاه لم يكن حكرا على دساتير الدولة الفدرالية ،فمن الدساتير الدولة الموحدة من بنى هذا
االتجاه أيضا كالدستور االيطالي لسنة ، 1941حيث خولت المادة السابعة منه للبرلمان والحكومة وعدد
من االفراد ال يقل عن ( )71111حق إقتراح تعديل الدستور ،
)(3
Juliean La ferriere , op , cit , p : 295, and Georges Burdean , op ,cit , p: 91
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
332 جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية
الدساتير قد تتطلب فضال عن موافقة البرلمان على مبدأ التعديل ، غير ان بع
كما هو الحال بالنسبة لدساتير معظم الواليات المتحدة و االتحادين االمريكي و السويسري
)3(2
.
الفرع الثالث
تختلف الدساتير من األساليب التي تعتمدها من اجل األعداد لتعديل الدستور ،
فقد تنص على انتخاب هيئة مهمتها تنحصر في اإلعداد او تحضير اقتراح التعديل فقط
كدستور األرجنتين الصادر عام . 1133او أن يعهد اإلعداد الى البرلمان مع بع
الشروط كاجتماع مجلسي البرلمان في هيئة مؤتمر من أجل التحضير للتعديل كما هو
الحال في الدستور الفرنسي الصادر عام 1119او دستور رومانيا الصادر عام . 1523
() 1
د .سعد عصفور ،مصدر سابق ،ص 311
)(2
geoges burdeau , op, cit, p :92 .
أو يشترط حضور أغلبية خاصة عند مناقشة التعديل ،او عند التصويت على
دول أمريكا الالتينية صحة الق اررات الصادرة منه كما هو الحال في دساتير بع
()1
. كالمكسيك و كولومبيا
وقد يشترط أخي ار ،حل البرلمان القائم و انتخاب برلمان جديد كلي يتولى مهمة
()2
. انتهاء الحرب العالمية األولى
من جهة أخرى ،و وفقا لمعظم دساتير العالم ،فأن مهمة إقرار التعديل بصيغته
()3
وتبعا لذلك ،فان السلطة النهائية تعود لذات السلطة التي قامت مهمة إعداد التعديل
المختصة بإقرار التعديل نهائيا ،قد يكون الهيئة المنتخبة خصيصا لمهمة التعديل ،وقد
( )1ينظر :المادة ( )319الدستور المكسيكي والمادة ( )161من دستور البيرو .
( )3و من ذلك أيضا :القانون األساسي العراقي لسنة ، 1937و الدستور الهولندي في مادة ( ، )314و
الدستور النرويجي من المادة ( )113منه
( ) 3ينظر :
د .محسن خليل ،مصدر سابق ،ص ،93و د .بكر قباني ،مصدر سابق ،ص.143
()4
د .نزيه رعد ،مصدر سابق ،ص ، 93و د .علي الشكري ،مصدر سابق ،ص ، 349و د .ساجد
محمد الزاملي ،مصدر سابق ،ص.314
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
333 جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية
الدساتير سلطة إقرار التعديل بصيغته النهائية الى الشعب عن وتعطى بع
(. )1
طريق االستفتاء وكما هو الحال بالنسبة للدستور المصري الصادر عام 1511
()1
وايضا :الدستور السويسري لسنة . 1914ينظر -:د .ابراهيم عبد العزيز شيحا ،مصدر سابق ،
ص ،331و د .سعدي عصفور ،مصدر سابق ،ص ، 311وتجدر اإلشارة هنا الى ان دستور العراق
الحالي اشترط بعد موافقة ثلثي أعضاء مجلس النواب على التعديل الدستور موافقة الشعب باالستفتاء العام
.
ومصادقة الرئيس الجمهورية خالل سبعة ايام والمادة /136ثالثا)
Journal of college of Law for Legal and Political Sciences
334 تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة
الخاتمة
بعد ان يسر اهلل سبحانه وتعالى لنا سبيل البحث توصلنا الى االستنتاجات
-2كما اختلفت األنظمة الدستورية من تحديد السلطة المختصة بالتعديل فمنهم من
جعل التعديل لسلطة البرلمان ومنهم من أعطاها للجمعية التأسيسية ومنهم من
-3يشمل نطاق تعديل الدستور في حظر تعديلها تعديالً مطلقا ًً عن طريق نص او
-4الحظر الموضوعي المطلق والمؤقت والزمني ابرز مظاهر تحريم تعديل بع
-9اختلف فقهاء القانون الدستوري على مدى قيمة النصوص التي تحظر تعديل
الدستور اذ تعددت االتجاهات الفقهية التي تقلل او تزيد من هذه القيمة .
-1تتنوع إجراءات تعديل الدستور في مراحل عدة تبتدئ بمرحلة اقتراح التعديل ومن
.1عالج الشرع العراقي أحكام لتعديل دستور الحالي النافذ لسنة 2009في المواد
( )131 -121منه ،ونرى ان هذه المعالجة ال داعي لها و لذكرها في هذا
الموقع األمر الذي يدعونا الى ان نقترح على المشرع العراقي ،الحاق تلك المواد
أعاله من الباب السادس الفصل األول ـ األحكام الخاتمة و الى الباب األول ـ
المبادئ السياسية و ذلك بعد المادة ( )13منه وذلك كون التعديل أم ارً هاماً جداً
.2حسناً فعل الشرع العراقي عندما حدد الدستور هو الذي يحدد الجهة المختصة
بالتعديل وبالتالي إبراز سلطة البرلمان في ذلك الشأن من خالل إعطاء ()9/1
.3يعد التحريم الذي ذكره الدستور العراقي من المادة ( 121ثالثاً ) من عدم جواز
المواد اال بعد موافقة ثلثي أعضاء مجلس نوابه وموافقة الشعب على تعديل بع
ذلك باستفتاء عام و مصادقة رئيس الجمهورية خالل أسبوع ،اتجاهاً يثني عليه
ويشار له بالبنان و هذا إن دل ،فهو يدل على أن منحى الشرع الع ارقي من
جعل عملية التعديل نسبية ومسايرة مع تطور القوانين بما يساير التطور الذي
.4يجب على واضعي الدستور ان يأخذوا بنظر االعتبار المتغيرات العامة التي تط أر
على المجتمعات والشعوب ،فالظروف ونقصد بها هنا ظروف الواقع والتطبيق
أقوى من بقاء الدستور دون تعديل ،واذا لم يكن الدستور معب ار ًً عن إرادة
الشـعب الحقيقية ،فيجب اإلطاحة به أما اذا كان معب ارً عن اإلرادة الشعبية فيجب
.9نقترح على واضعي الدستور العراقي إبراز األوضاع والظروف السياسية عند سلك
اإلجراءات الواجب إتباعها لتعديل الدستور ،على ان يكمن ذلك في طبيعة النظام
.1كان من األفضل على الشرع العراقي إعطاء حق اقتراح تعديل الدستور الى
الشعب وذلك إلبراز دور الشعب من مباشرة السـ ــلطة بدال من إعطاء تلك الفكرة
الى رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء مجتمعين كون إعطاء حق االقتراح على
الشعب كونه سيمنح هذا األخير الى جانب ممثليه من البرلمانين حق االقتراح
المشروع مسايرةً مع ما أخذت به غالبية دساتير العلم سواء كانت الدول فدرالية او
و أخي ار ،نأمل ان ترى هذه التوصيات صدرها في مجال فقه القانون الدستوري وتحقق
قائمة الصادر
.1د .إبراهيم عبد العزيز شيحا ،مبادئ األنظمة السياسية ،الدول والحكومات ،
.4د .بكر قباني ،دراسات في القانون الدستوري ،دار النهضة العربية ،القاهرة
.9د .ثروت بدوي ،القانون الدستوري وتطور األنظمة الدستورية في مصر ،دار
.1د .حميد الساعدي ،مبادئ القانون الدستوري و تطور النظام السياسي في
العراق ،ط ، 1دار الحكمة للطباعة و النشر الموصل ،العراق . 1550 ،
.1د .رمزي الشاعر ،النظرية العامة للقانون الدستوري ،ط ، 1منشورات جامعة
.1د .ساجد محمد الزاملي ،مبادئ القانون الدستوري والنظام الدستوري ،ط، 1
.11د .عبد الحميد متولي ،المفصل في القانون الدستوري ،ط ، 1دار النهضة
.12د .عبد الغني بسيوني ،المبادئ العامة للقانون الدستوري ،الدار الجامعية
.14د .علي يوسف الشكري ،مبادئ القانون الدستوري ،ط ، 1مطبعة دار
.19د .فؤاد العطار ،النظم السياسية والقانون الدستوري ،دار النهضة العربية ،
.11د .كمال الغالي ،مبادئ القانون الدستوري والنظم السياسية ،ط ، 1مطبعة
.11د .محسن خليل ،القانون الدستوري والدستور اللبناني ،دار النهضة العربية
، .11القانون الدستوري والنظم السياسية ،ج ،1دار النهضة العربية ،القاهرة ،
.1511
.20د .محمد كاظم المشهداني ،النظم السياسية ،بال دار نشر ،بغداد ،
.2001
.21د .محمد علي الياسين ،القانون الدستوري والنظم السياسية ،ط ، 1مطبعة
.22د .محمد محمد عبده إمام ،الوجيز في شرح القانون الدستوري ،ط ، 1دار
.23د .مصطفى أبوزيد منهي ،القانون الدستوري والنظم السياسية ،دار الهدى
.24د .منذر الشـ ــاوي ،القانون الدستوري ونظرية الدستور ،ط ، 1مركز
.29د .نعمان أحمد الخطيب ،النظم السياسية والقانون الدستوري ،ط ،1دار
.21د .نزية رعد ،القانون الدستوري العام ،ط ، 1المؤسسة الحديثة للكتاب .
politisques , 1969.
المستخلص
يوصف الدستور بانه القانون األعلى للدولة ،ومن هنا فان تعديل هذا القانون أمر
ال غنى عنه لمسايرة المتغيرات والمستجدات التي قد تط أر على األوضاع السياسية
واالقتصادية واالجتماعية في الدولة ،إال أن طريقة تعديل الدستور تختلف باختالف كون
الدستور مرناً او جامداً بل وتختلف من دستور جامد ألخر تبعاً لصعوبة وتعقيد
في حين أن الدساتير المرنة تعدل بذات اإلجراءات الواجب اتباعها في تعديل
القانون العادي ،ومن قبل ذات السلطة أحياناً ،وبالتالي يتالشى الفارق بينها وبين
القانون العادي في هذا الجانب ومن األمثلة التقليدية للدساتير المرنة الدستور اإلنكليزي ،
مع مالحظة ان صفة المرونة ال تقترن وجوداً وعدماً بالدساتير غير المدونة ،فقد يكون
الدستور مدوناً ومرناً في ذات الوقت حينما ال يشترط المشرع في تعديله إجراءات خاصة
ومن ذلك الدستور الفرنسي لسنة 1114ودستور سنة 1130والدستور اإليطالي لسنة
وتباين موقف الفقه من تحديد السلطة المختصة بالتعديل مع تباين موازٍ لألنظمة
الدساتير على النص على حظر تعديل الدستورية إلى جانب جريان العمل في بع
نصوصه بصفة مطلقة أو خالل مدة معينة من تاريخ نفاذ هاو في ظل ظروف بع
Abstract
describes the constitution as the supreme law of the state,
hence the amendment of this law is indispensable to cope
with the changes and developments that may arise on the
political, economic and social conditions in the state,
however, that the method of amending the Constitution
vary depending on the fact that a flexible constitution or
static but vary from Constitution rigid to another
depending on the difficulty and complexity of the
procedures to be followed in the amendment. While the
flexible constitutions modulate the same procedures to be
followed in modifying the ordinary law, and by the
relevant authority sometimes, thus fading difference
between them and the ordinary law in this aspect and
traditional examples of flexible English constitution
constitutions, noting that the recipe flexibility is not
associated with the presence and naught constitutions is the
blog, a blogger and a flexible constitution at the same time
might be when the legislature is not required to modify
special procedures including the French Constitution of
1814 and the Constitution of 1830 and the Constitution of
Italy for the year 1848 and the Soviet Constitution of 1918
and the Constitution of the Irish Free for the year 1922.
Fiqh and contrast the position of determining the