You are on page 1of 45

‫‪314‬‬ ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

‫تعديل الدستور‬

‫دراسة حتليلية مقارنة‬

‫م‪.‬م‪ .‬سنبل عبد اجلبار أمحد‬

‫مدرس القانون العام املساعد‬

‫كلية القلم اجلامعة ‪ /‬قسم القانون‬

‫المقدمة‬

‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على سيد المرسلين ( ) وعلى آله صحبه‬

‫أجمعين ومن اتبع هداه الى يوم الدين ‪.‬‬

‫ان الدستور في أي دولة من الدول ‪ ،‬يعد انعكاساً للظروف واألوضاع التي‬

‫تعيشها الدولة من الناحية السياسية او االجتماعية او االقتصادية ‪.‬‬

‫ولما كانت هذه الظروف واألوضاع قابلة للتغيير وفقاً لقانون التطور ‪ ،‬فال بد من‬

‫مسايرة هذا التطور بتطور مماثل في الدساتير وذلك عن طريق تعديلها واال ابتعدت‬

‫النصوص الدستورية القائمة عن الواقع ما يؤدي الى التفكير بتعديلها بطرق غير قانونية‬

‫عن طريق االنقالب او الثورات ‪.‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪313‬‬ ‫جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية‬

‫اضف على ذلك ان النظام الدستوري ألي دولة ال يمكنه ان يصل الى درجة الثبات‬

‫وعدم قابليته للتغيير او التعديل مهما حرص واضعوا الدستور على ذلك ‪ ،‬اذ ان فكرة‬

‫الجمود المطلق للدساتير يستحيل تحقيقها من الناحية العملية ‪ ،‬بمعنى ان يكون هذا‬

‫الجمود نسبياً ولو تطلب القيام بإجراءات خاصة اكثر شدة من تلك المتبعة في تعديل‬

‫القوانين العادية ‪.‬‬

‫‪ ‬أهمية البحث وأهدافه ‪-:‬‬

‫ان موضوع تعديل الدستور يتمتع بأهمية بالغة خاصة في ميدان القانون الدستوري‬

‫‪.‬‬

‫نصوص ثابتة ودائمة ‪.‬‬ ‫فتطور الحياة وتغييرها اصبح أم ارً ال يتناسب مع فر‬

‫األمر الذي تحتم على واضعي الدساتير وألهمية ذلك ‪ ،‬ان يأخذوا في االعتبارات‬

‫المتغيرات العامة التي تط أر على المجتمعات وعلى الشعوب فالهدف االسمى من تلك‬

‫اإلجراءات سمو ظروف الواقع والتطبيق وبقائها األقوى من بقاء الدستور دون تعديل ‪.‬‬

‫واذا لم يكن الدستور معب ارً عن إ اردة الشعب الحقيقية ‪ ،‬فيجب اإلطاحة به ‪ ،‬اما‬

‫اذا كان معب ارً عن اإلرادة الشعبية فيجب عندئذٍ المحافظة عليه ‪.‬‬

‫‪ ‬مشكلة البحث ‪- :‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪314‬‬ ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

‫تكمن مشكلة البحث في جملة من التساؤالت عن اإلجراءات الشديدة والمعقدة‬

‫الخاصة بتعديل الدستور وعن السلطة المخولة بذلك األجراء فضالً عن النطاق الذي‬

‫يجري فيه التعديل‪.‬‬

‫الى جانب بيان مدى جواز ان تتضمن الدساتير أيضاً بحظر تعديلها تعديالً‬

‫مطلقاً او يمنع تعديلها بشكل دائم ومعرفة القيمة القانونية للنصوص التي تحظر تعديل‬

‫مواد الدستور‬ ‫الدستور سواء في خالل فترة زمنية محددة او سواء تلك التي تطال بع‬

‫ومحاولة تعدد االتجاهات التي سنرى منها ما تقلل او تزيد من هذه القوة ومنها ما يعتبرها‬

‫غير موجودة أصال ًً ‪.‬‬

‫كل تلك التساؤالت سنحاول اإلجابة عنها من خالل تسليط الضوء على كل صغيرة‬

‫وكبيرة تخص الموضوع محل الدراسة ‪.‬‬

‫‪ ‬هيكلية البحث ‪-:‬‬

‫اقتضت الضرورة العلمية ان تكون خطة الدراسة على النحو اآلتي ‪-:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬السلطة المختصة بتعديل الدستور ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬موقف الفقه من تحديد السلطة المختصة بالتعديل ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬موقف األنظمة الدستورية من تحديد السلطة المختصة‬

‫بالتعديل ‪.‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪314‬‬ ‫جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬نطاق التعديل واجراءاته ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬نطاق التعديل لبعض نصوص الدستور وقيمتها القانونية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬إجراءات التعديل ‪.‬‬

‫الخاتمة ‪:‬‬

‫والتي تضمنت اهم نتائج الدراسة والتوصيات التي توصلت اليها هذه الدراسة‬

‫التحليلية ‪.‬‬

‫وال ندعي باي حال من األحوال – لهذه الدراسة الكمال – فان الكمال هلل وحده فان‬

‫اصبنا فمن اهلل وان أخطأنا فمن أنفسنا واهلل وحده الهادي للصواب ‪.‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪314‬‬ ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

‫المبحث األول‬

‫السلطة المختصة بتعديل الدستور *‬

‫اختلف الفقهاء حول السلطة المختصة بتعديل الدستور ‪ .‬فذهب اآلراء بإعطاء حق‬

‫تعديل الدستور الى الشعب وآراء الى صاحب السيادة في الدولة دون التقييد باي إجراء‬

‫معين وبعضها ذهب الى اعطاء ذلك الحق للسلطة التي ينص عليها الدستور ذاته ‪.‬‬

‫هذا وتوزعت الدساتير في تحديدها وتنظيمها للسلطة المختصة بتعديل الدستور ‪.‬‬

‫هنا وفي هذا المبحث سنحدد موقف الفقه من تحديد السلطة المختصة بالتعديل‬

‫وموقف األنظمة الدستورية من تحديد السلطة المختصة بالتعديل وذلك من خالل المطلبين‬

‫اآلتيين ‪-:‬‬

‫المطلب األول‬

‫موقف الفقه من تحديد السلطة المختصة بالتعديل‬

‫ذهب جانباً من الفقه الى ضرورة الموافقة الجماعية للشعب على تعديل الدستور‬

‫‪ ،‬اذ أروا في التعديل تعبي ارً عن فكرة العقد االجتماعي التي قامت عليها الجماعة السياسية‬

‫‪ ،‬وأساس منح السلطات للحكم ‪ .‬ولما كان هذا العقد لم يتم إبرامه إال بإجماع إرادة أفراد‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪314‬‬ ‫جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية‬

‫الجماعة فإن تعديله ال يتم إال بالطريقة ذاتها ‪ ،‬أي يتطلب الموافقة الجماعية من جانب‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫األفراد‬

‫ومن المؤكد أن هذه الطريقة في التعديل يستحيل أن تطبق ‪ ،‬نظ ارً الستحالة‬

‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫اإلجماع في هذا الخصوص‬

‫وذهب رأي أخر الى أن تعديل الدستور حق يعود للشعب ذاته باعتباره صاحب‬

‫السيادة ‪ ،‬و دون التقييد بأي إجراء معين ‪ ،‬فهو يستطيع أن ينيب عنه إن شاء ممثليه في‬

‫* لمزيد من التفصيل ينظر ‪ :‬د‪ .‬حميد الساعدي ‪ ،‬مبادئ القانون الدستوري وتطور النظام السياسي في‬
‫العراق ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الحكمة للطباعة والنشر ‪ ،‬الموصل ‪ ،‬العراق ‪ ، 1991 ،‬ص‪ 131‬؛ د‪ .‬منذر الشاوي ‪،‬‬
‫القانون الدستوري ‪ ،‬نظرية الدستور ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مركز البحوث القانونية ‪ ،‬بغداد ‪ ، 1991 ،‬ص‪ . 363‬وكذلك‬
‫ينظر ‪ :‬د‪ .‬محمد محمد عبده امام ‪ ،‬الوجيز في شرح القانون الدستوري ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الفكر العربي ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ ، 3111 ،‬ص‪ 71‬؛ ود‪ .‬محمد السناري ‪ ،‬القانون الدستوري ونظرية الدولة والحكومة ‪،‬‬
‫دراسة مقارنة ‪ ،‬بدون جهة نشر ‪ ، 1991 ،‬ص‪ 149‬وما بعدها ؛ ود‪ .‬نعمان احمد الخطيب ‪ ،‬النظم‬
‫السياسية والقانون الدستوري ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الثقافة ‪ ،‬عمان ‪ ، 1999 ،‬ص‪ 713‬وينظر كذلك ‪:‬‬
‫; ‪Julien Laferrier' : Manuel de Droit Constitutional , 1974 , p : 295‬‬
‫‪Georges Vedel : Cours de Droit Contitutionel et de' institutions politiques , 1969‬‬
‫‪, p : 88 etc.‬‬
‫(‪ )1‬ينظر ‪ -:‬علي يوسف الشكري ‪ ،‬مبادئ القانون الدستوري ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار صفاء للطباعة والنشر ‪ ،‬عمان ‪،‬‬
‫األردن ‪ ، 3111 ،‬ص ‪ 334‬؛ وكذلك ‪-:‬ساجد محمد الزاملي ‪ ،‬مبادئ القانون الدستوري و النظام‬
‫الدستوري ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار نيبور للطباعة و النشر و التوزيع الديوانية ‪ ،‬العراق ‪ ، 3114 ،‬ص ‪ 363‬؛ و‬
‫كذلك ‪Geroges Burdeau . Op , Git , p : 89‬‬
‫)‪(3‬‬
‫د‪ .‬محمد علي آل ياسين ‪ ،‬القانون الدستوري و النظم السياسية ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مطبعة المثنى ‪ ،‬بغداد ‪1964 ،‬‬
‫‪ ،‬ص‪ 71‬؛ ود‪ .‬نزية رعد ‪ ،‬القانون الدستوري العام ‪ ،‬ط‪ ،1‬المؤسسة الحديثة للكتاب ‪ ،‬بيروت ‪، 3111 ،‬‬
‫ص ‪.91‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪314‬‬ ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

‫إجراء التعديل أو أن يقوم هو بنفسه بهذه المهمة واالكتفاء في التعديل عند توافر األغلبية‬

‫(‪. )1‬‬

‫الفرع األول‬

‫تخويل صالحية التعديل للشعب‬

‫وهذا هو االتجاه األول في الفقه بصدد موقف هذا األخير من تحديد السلطة‬

‫المختصة بتعديل الدستور ‪ ،‬اذ يذهب ذلك االتجاه الى ان تعديل الدستور ال بد ان يقترن‬

‫بموافقة مجموع الشعب ‪ ،‬على اساس ان تعديل الدستور هو بمثابة تعديل شروط العقد‬

‫االجتماعي الذي ولي الحاكم السلطة بموجبه ‪ ،‬وحيث ابرام هذا العقد بإرادة مجموع األفراد‬

‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫في المجتمع فان تعديله البد ان يقترن بموافقتهم جميعا‬

‫والمالحظ ان هذا الرأي ينتهي الى الجمود المطلق للدستور ‪ ،‬حيث ان االجماع‬

‫ضرب من ضروب الخيال ‪ ،‬وهو امر اقرب الى الخيال منه الى الواقع ونتيجة الدراك‬

‫أصحاب هذا الراي لهذه الحقيقة تحولوا عن شرط اإلجماع ‪ ،‬واكتفوا باألغلبية إلجراء‬

‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫التعديل ‪ ،‬ولالقلية الحق في االنفصال عن الجماعة‬

‫)‪(1‬‬
‫د ‪ .‬سعد عصفور ‪ ،‬القانون الدستوري ‪ ،‬القسم األول ‪ ،‬مقدمة القانون الدستوري ‪ ،‬ط‪ ،1‬منشأة‬
‫المعارف ‪ ،‬االسكندرية ‪ ، 1974 ،‬ص ‪ 196‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬محمد علي ال ياسين ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 73‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬نزية رعد ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 91‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪324‬‬ ‫جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية‬

‫ويذهب أصحاب هذا االتجاه الى جواز تعديل الدستور ‪ ،‬اذا ورد نص فيه يجيز‬

‫ذلك الن التعديل في هذه الحالة ال يعدو ان يكون تنفيذا لشرط من شروط العقد االجتماعي‬

‫(‪.)1‬‬

‫ومن الدساتير التي أناطت للشعب صالحية التعديل عن طريق االستفتاء (الشعب)‬

‫والدستور المصري لسنة ‪.)3( 1591‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫الدستور الفرنسي النافذ لسنة ‪1591‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫تخويل صالحية التعديل ألغلبية الشعب أو البرلمان‬

‫مؤيدو هذا االتجاه يرون ان صالحية تعديل الدستور ال تخول إال لغالبية الشعب‬

‫او للبرلمان (‪.)4‬‬

‫ومن بين من نادى بهذا االتجاه الفقيه الفرنسي (‪ )Sieyes‬فهو يرى ان األمة‬

‫صاحبة السيادة ‪ ،‬تمتلك تعديل الدستور كما أصدرته من قبل دون التقييد بشكل معين‬

‫ألجرائه ‪ ،‬فإرادة االمة هي القانون االعلى أياً كان شكلها وطريقة التعبير عنها (‪.)9‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬علي يوسف الشكري ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 337‬‬


‫(‪ )3‬ينظر المادة (‪ )99‬من الدستور الفرنسي لسنة ‪. 1979‬‬
‫(‪ )3‬وكذلك دستور سنة ‪ 1911‬في مصر ‪ ..‬ينظر المادة (‪ )99‬من الدستور المصري لسنة ‪ 1976‬؛ والمادة‬
‫(‪ )199‬من الدستور المصري لسنة ‪. 1911‬‬
‫(‪ )4‬د‪ .‬سعد عصفور ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 194‬‬
‫(‪ )7‬ذكرت وجهة نظر الفقيه الفرنسي (‪ )Sieyes‬في مؤلف د‪ .‬علي الشكري ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 337‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪321‬‬ ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

‫ومن هنا فان لالمة التعبير عن ارادتها في التعديل بصورة مباشرة او من خالل‬

‫ممثليها في البرلمان او الجمعية التأسيسية (‪.)1‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫الدستور هو الذي يحدد الجهة المختصة بالتعديل‬

‫(‪)2‬‬
‫ويذهب القائلين به الى ان الدستور هو‬ ‫وهذا االتجاه هو الرأي الغالب في الفقه‬

‫الذي يحدد السلطة المختصة بالتعديل ‪.‬‬

‫وأول من نادى بهذا الرأي هو الفقيه الفرنسي (جان جاك روسو) الذي ذهب الى‬

‫االمة على نفسها قوانين ال تستطيع تعديلها او‬ ‫ان ما تتنافى وطبيعة األشياء ان تفر‬

‫الغاؤها ‪ ،‬ولكن ما ال يتنافى وطبيعة االشياء ان تلزم االمة بالشكليات الرسمية ألجراء‬

‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫التعديل‬

‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬د‪ .‬محسن خليل ‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية ‪ ،‬ج‪ ، 1‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪ ، 1991‬ص‪ 717‬وما بعدها ؛ وكذلك ‪-:‬‬
‫‪Georges Burdeau. Op, Cit . p:86 .‬‬
‫(‪ )3‬أبرز من نادوا بهذا االتجاه ‪ -:‬د‪ .‬طعيمة الجرف ‪ ،‬القانون الدستوري والنظام الدستوري في الجمهورية‬
‫العربية المتحدة ‪ ،‬مكتبة القاهرة الحديثة ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1964‬ص‪ 674‬؛ و د‪ .‬ثروت بدوي ‪ ،‬القانون‬
‫الدستوري وتطور األنظمة الدستورية في مصر ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1969 ،‬ص‪ 111‬؛‬
‫وكذلك د‪ .‬بكر قباني ‪ ،‬دراسات في القانون الدستوري ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دون سنة طبع ‪،‬‬
‫ص ‪ ، 141‬و د‪ .‬عبد الغني بسيوني ‪ ،‬المبادئ العامة للقانون الدستوري ‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬مصر ‪1997 ،‬‬
‫‪ ،‬ص‪. 171‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬عبد الغني بسيوني ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪ 173‬؛ و د‪ .‬بكر قباني ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 141‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪322‬‬ ‫جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية‬

‫ويبرز هنا المذهب التقليدي الذي يسلم بوجود سلطة ذات كيان مستقل أطلق عليها‬

‫" السلطة المؤسسة " ومهمة هذه السلطة هي إقامة او خلق الدستور ‪ ،‬فهي‬ ‫أسم‬

‫سلطة "مؤسسة " ألنها تؤسس الدولة حين تقيم الدستور (‪.)1‬‬

‫و السلطة المؤسسة حين تقيم الدستور ال تتقيد باي قاعدة سابقة لوجود على‬

‫نشاطها هذا اي ال تتبع في ذلك اي إجراء ‪ ،‬فهي حرة في عملها تلقائياً في خلقها ال‬

‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫يؤطرها شيء وال تخضعها سنة‬

‫وعليه فان السلطة المؤسسة ال يمكن أن تواجه اال وهي في عملها الخالق وبالتالي‬

‫خارج الدستور ‪ ،‬أي انه ال يمكن إدراكها داخل الدولة ‪ ،‬مقيدة و خاضعة إلجراءاتها و‬

‫قواعدها النها أصل القواعد و اإلجراءات ‪ ،‬فهذه ال وجود لها اإل بعد أن يوجد الدستور و "‬

‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫السلطة المؤسسة " هي التي أوجدت الدستور‬

‫إال أن مثل هذه السلطة يمكن أن تكون ( إن لم تكن ) خط اًر يهدد استقرار‬

‫مؤسسات الدولة (‪ ) 4‬ألنها إذا كانت تقيم لدستور فهي يمكن أن تعديله أيضا ‪ ،‬فالدستور‬

‫(‪)1‬‬
‫فالدولة ‪ ،‬كما يعتقد انصار هذا الرأي ال وجود قانوني لها من غير دستور ‪ ،‬فالدستور هو الذي يوجد‬
‫الدولة من الناحية القانونية ‪.‬‬
‫)‪ (3‬د‪ .‬منذر الشاوي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪364‬‬
‫)‪ ) 3‬د ‪ .‬منذر الشاوي ‪ ،‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪367‬‬
‫(‪ )4‬والتي تستمد وجودها و مكنة نشاطها من الدستور ‪.‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪324‬‬ ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

‫(‪)1‬‬
‫من صنعها ‪ ،‬فمن المنطق أن تعديل او تغيير ما اقامته متى أرادت و بشكل الذي تريد‬

‫‪.‬‬

‫و امام هذا المنطق الذي ال يقاوم ‪ ،‬أرتأى أيضا المذهب التقليدي البحث عن‬

‫" أخرى " لتقوم بتعديل الدستور متبعة في عملها القواعد و اإلجراءات التي نص‬ ‫سلطة‬

‫(‪)2‬‬
‫استقرار المؤسسات السياسية للخطر‬ ‫عليها الدستور نفسه ( الذي ستعدله) و اإل تعر‬

‫‪.‬‬

‫ولقد قيل أن هذه السلطة الجديدة التي ستعدل الدستور ‪ ،‬أو بعبارة أدق ‪ ،‬التي‬

‫سيكون من اختصاصها تعديل الدستور هي أيضا سلطة "مؤسسة" اال انها تخضع ‪ ،‬مع‬

‫هذا في نشاطها لقواعد الدستور (‪. )3‬‬

‫وللتمييز بين هذين النوعين من السلطات " المؤسسة " ‪ ،‬أطلق على السلطة‬

‫االولى و السلطة التي تقيم أو تخلق الدستور ‪ ،‬أسم " السلطة المؤسسة األصلية "‬

‫‪ ، pouvoir Constituent originaire‬أما السلطة الثانية " السلطة التي تعدل الدستور‬

‫(‪ ) 1‬فهي ال يمكن ان تقيد بانه قاعدة أو مجموعة قواعد ينص عليها الدستور الذي خلقته ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫د‪ .‬علي الشكري ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪ ، 337‬و د ‪ .‬ثروت بدوي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫(‪(3‬‬
‫د ‪ .‬منذر الشاوي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪ ، 367‬و د ‪ .‬محمد علي إل ياسين ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪141‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫د ‪ .‬طعيمة الجرف ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪ ، 677‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪323‬‬ ‫جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية‬

‫‪Pouvoir Constituent‬‬ ‫" فقد إطلق عليها إسم " السلطة المؤسسة (بفتح السين)‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪institute‬‬

‫وتبنت العديد من الدساتير هذا الرأي ‪ ،‬و من بينها الدستور األردني النافذ لسنة‬

‫‪ ، 1592‬و الدستور األمريكي لسنة ‪ ، 1111‬و الدستور الصيني لسنة ‪ ، 1512‬والدستور‬

‫الروسي لسنة ‪.1553‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫موقف األنظمة الدستورية من تحديد السلطة المختصة بالتعديل‬

‫لم يكتب آلراء الفقه الدستوري النجاح أو االنتشار ‪ ،‬وساد الرأي القائل بإعطاء حق‬

‫تعديل الدستور للسلطة التي ينص عليها الدستور نفسه وبالطريقة التي يحددها ‪ ،‬اي تعود‬

‫سلطة التعديل الى البرلمان فيزاولها وفقا إلجراءات محددة ‪ ،‬او تعود هذه السلطة الى‬

‫جمعية تأسيسية تنتخب خصيصا للقيام بهذا االمر ‪ ،‬وأخي ار ًً يمكن ان تعود هذه السلطة‬

‫الى الشعب نفسه وذلك من خالل موافقته على التعديل بعد طرحه عليه باستفتاء شعبي‬

‫(‪.)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫ينظر ‪ :‬د‪ .‬رمزي الشاعر ‪ ،‬النظرية العامة للقانون الدستوري ‪ ،‬ط‪ ، 1‬منشورات جامعة الكويت ‪،‬‬
‫الكويت ‪ ، 1913 ،‬ص‪ ، 679‬وكذلك ‪ :‬د‪ .‬فؤاد العطار ‪ ،‬النظم السياسية والقانون الدستوري ‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1917 ،‬ص‪. 661‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪324‬‬ ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

‫في هذا المطلب سنسلط الضوء على موقف االنظمة الدستورية من تحديد السلطة‬

‫المختصة بتعديل الدستور وذلك من خالل الفروع الثالثة األتية ‪-:‬‬

‫الفرع االول‬

‫سلطة البرلمان في التعديل‬

‫ان الدساتير التي تعهد للبرلمان بمهمة التعديل ‪ ،‬تتطلب إجراءات وشروط خاصة‬

‫أقسى وأشد من األجراءات التي تتبع في شأن القوانين العادية (‪.)1‬‬

‫ليس فقط فيما يتعلق بضرورة توافر اغلبية خاصة في اقرار التعديل وانما ايضا من‬

‫شأن درس ومناقشة االقتراح (‪.)2‬‬

‫فمثال قد يتطلب اقرار التعديل ان يجمع البرلمان اذا كان مؤلفا من مجلسين ‪ ،‬في‬

‫هيئة مؤتمر ‪ ،‬مع اشتراط الحصول على أغلبية خاصة حتى يتم اإلقرار (‪.)3‬‬

‫وقد ينص الدستور على توافر أغلبية خاصة من كل مجلس من المجلسين اللذين‬

‫يتكون منهما البرلمان (‪.)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫د‪ .‬مصطفى ابو زيد فهمي ‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية ‪ ،‬دار الهدى ‪ ،‬القاهرة ‪، 1999 ،‬‬
‫ص‪ ، 97‬و د‪ .‬نزية رعد ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 99‬‬
‫)‪)2‬‬
‫‪Georges Burdeau , Op, Cit. P:90‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬سعد عصفور ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 191‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪324‬‬ ‫جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية‬

‫وقد تباينت الدساتير التي اختطت هذا الطريق في االجراءات التي أوجبت اتباعها‬

‫في التعديل ‪.‬‬

‫فقد اشترط القانون األساسي العراقي لسنة ‪ 1529‬لتعديل الدستور حل مجلس‬

‫مشروع التعديل على المجلس الجديد وال‬ ‫النواب واجراء انتخابات جديدة على ان يعر‬

‫يصح التعديل نهائيا اال اذا أيدته أغلبية الثلثين في هذا المجلس (‪.)2‬‬

‫اما الدستور االردني النافذ لسنة ‪ 1592‬والدستور االلماني لسنة ‪ 1545‬فقد‬

‫اشترطا التعديل الدستور توافر اغلبية خاصة من مجلسي البرلمان تختلف عن االغلبية‬

‫الواجب توافرها لتعديل القانون العادي (‪.)3‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫سلطة الجمعية التأسيسية في التعديل‬

‫الدول جمعية تأسيسية تنحصر مهمتها فقط في اجراء عملية التعديل‬ ‫تن تخب بع‬

‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬أي أنها ال تقوم بأي عمل آخر سوى تحضير مشروع تعديل الدستور‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬نزية رعد ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 99‬‬


‫(‪ (3‬د‪ .‬علي يوسف الشكري ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 336‬‬
‫(‪ )3‬أما الدستور الفرنسي لسنة ‪ 1917‬فقد اوجب اجتماع البرلمان بمجلسيه من هيئة مؤتمر عند التصويت‬
‫على التعديل ‪ ،‬وال يصبح التعديل نهائيا اال اذا ايدته أغلبية الثلثين من المجلس ‪...‬‬
‫وفي بلجيكا ‪ ،‬فقد نص على وجوب توافر أغلبية الثلثين من مجلس النواب ‪ ،‬عند مناقشة مشروع‬
‫التعديل وكذلك ان يحصل على نفس االغلبية عند االقرار ‪.‬‬
‫(‪ )4‬د‪ .‬حميد الساعدي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪ 116‬؛ وينظر كذلك د‪ .‬كمال الغالي ‪ ،‬مبادئ القانون الدستوري‬
‫والنظم السياسية ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مطبعة دمشق ‪ ، 1913 ،‬ص‪ 143‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪324‬‬ ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

‫وقد اعتمدت الواليات المتحدة األمريكية وأغلبية دول أمريكا الالتينية ‪ ،‬هذه‬

‫الطريقة في دساتيرها ‪ ،‬عند القيام بالتعديل وكذلك اعتمدها الدستور الفرنسي الصادر عام‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪1141‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫السلطة الممنوحة لالستفتاء الشعبي‬

‫يعد االستفتاء الشعبي ‪ ،‬أهم صورة من صور الديمقراطية شبه المباشرة(‪ )2‬ويقصد‬

‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫به اخر رأي الشعب في موضوع معين‬

‫(‪ )1‬وهذا هو مسلك الدستور الليبي ايضا ً لسنة ‪ 1971‬وينظر ‪ :‬د‪ .‬مصطفى ابو زيد فهمي ‪ ،‬مصدر سابق‬
‫‪ ،‬ص‪. 96‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وهي نظاما ً وسطا ً بين نظامي الديموقراطية التمثيلية حيث يقتصر دور الشعب على اختيار ممثلين‬
‫يتولون الحكم بنفسه ونيابة عنه وهنا يمارس الشعب السلطة عن طريق نواب ‪ ...‬ينظر المواد ( ‪64 – 49‬‬
‫) من دستور جمهورية العراق النافذ لسنة ‪ 3117‬؛ وينظر لالستزادة ‪ :‬د‪ .‬عصمت سيف الدولة ‪ ،‬النظام‬
‫النيابي ومشكلة الديموقراطية ‪ ،‬مطبعة القاهرة للثقافة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1916 ،‬ص‪. 349‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ينظر ‪ :‬د‪ .‬محمد كاظم المشهداني ‪ ،‬النظم السياسية ‪ ،‬بال جهة نشر ‪ ،‬بغداد ‪ ، 3119 ،‬ص‪ 36‬؛ ود‪.‬‬
‫ساجد محمد الزاملي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 343‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪324‬‬ ‫جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية‬

‫(‪)1‬‬
‫أو‬ ‫وقد يكون االستفتاء الشعبي تشريعياً اذا ما تعلق موضوعه بالدستور‬

‫(‪. )2‬‬
‫بالتشريع العادي‬

‫(‪)3‬‬
‫اذا ما انصب موضوعه على شأن من شؤون‬ ‫وقد يكون سياسيا‬

‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫الحكم‬

‫الدساتير على ضرورة أخذ موافقة الشعب على مشروع التعديل‬ ‫فقد تنص بع‬

‫حتى يصبح نافذاً ‪.‬‬

‫وفي هذه الحالة يقوم البرلمان أو لجنة فنية بإعداد مشروع التعديل ‪ ،‬ثم يطرح هذا‬

‫(‪)9‬‬
‫‪.‬‬ ‫المشروع على الشعب لنيل موافقته ‪ ،‬فإذا لم يوافق اعتبر المشروع وكأنه لم يكن‬

‫)‪)1‬‬
‫صدرت جميع دساتير االتحاد السويسري بواسطة االستفتاء منذ دستور سنة ‪ ، 1913‬ثم دستور سنة‬
‫‪ ، 1949‬ثم دستور سنة ‪ ، 1949‬ثم دستور ‪ 1914‬النافذ الذي تضمن في المادة ‪ 133‬منه انه " ال يجوز‬
‫إجراء اي تعديل في الدستور ‪ -‬سواء كان التعديل كليا ً أو جزئياً ــ إال اذا وافقت عليه اغلبية المواطن‬
‫والواليات ‪ ،‬حدث هذا في فرنسا أيضا ‪ ،‬فإن دستوريها لسنتي ‪ 1946‬و ‪ 1979‬قد صدرا بطريقة‬
‫االستفتاء الدستوري ‪ ،‬و حدث هذا ايضا في جمهورية مصر العربية فان دستورها لسنة ‪ 1911‬قد صدر‬
‫بواسطة االستفتاء ‪ ،‬فضال عن تعليقه اي تعديل على حكم من احكامه على موافقة الشعب – المادة ‪ 99‬منه‬
‫– واالستفتاء الدستوري معمول به في دساتير كل من استراليا والدنمارك واليابان وايطاليا ‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬د‪ .‬محمد كاظم المشهداني ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 36‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ومقالته ما نصت عليه المادة (‪ )173‬من دستور جمهورية مصر العربية لسنة ‪ 1911‬والتي أجازت‬
‫لرئيس الجمهورية ان يستفتي الشعب في المسائل المهمة التي تتعلق بمصالح البالد العليا ‪.‬‬
‫(‪ )4‬د‪ .‬حميد الساعدي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 111‬‬
‫(‪ )7‬د‪ .‬نزية رعد ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 91‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪324‬‬ ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

‫ومن الدساتير التي تبنت هذا االتجاه ‪ ،‬الدستور السويسري لسنة ‪ 1114‬ودستور‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫الجمهورية الخامسة الفرنسية لسنة ‪1591‬‬

‫واعتمدت سويس ار في دستورها على هذه الطريقة ‪ ،‬وكذلك أخذ بها الدستور‬

‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫المصري لسنة ‪1511‬‬

‫(‪ )1‬فقد اناطت المادة (‪ / 39‬ف ‪ ) 3‬منه حق اقتراح التعديل لكل من رئيس الجمهورية و اعضاء البرلمان‬
‫بمجلسيه ‪ ،‬على أن يعرض االقتراح على البرلمان إلبداء الرأي فيه ‪ ،‬وال يصبح التعديل نافذا ً إال بعد‬
‫موافقة الشعب عليه في استفتاء شعبي ‪.‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬مصطفى ابو زيد فهمي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 91‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪344‬‬ ‫جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية‬

‫المبحث الثاني‬

‫نطاق التعديل واجراءاه‬

‫نصوصه‬ ‫الدساتير على النص على حظر تعديل بع‬ ‫جرى العمل في بع‬

‫بصفة مطلقة او خالل مدة معينة من تأريخ نفاده او في ظل ظروف معينة تمر بها الدولة‬

‫‪ ،‬علماً أن اجراءات التعديل تختلف من دولة الى اخرى ويعود هذا االختالف الى‬

‫اعتبارات سياسية وفنية ‪.‬‬

‫هنا – وفي هذا المبحث – سنسلط الضوء على نطاق التعديل الدستوري واجراءاته‬

‫وذلك من خالل المطلبين اآلتيين ‪-:‬‬

‫المطلب االول‬

‫نطاق التعديل لبعض نصوص الدستور وقيمتها القانونية‬

‫من النادر أن تتضمن الدساتير نصاً يحظر تعديلها تعديالً مطلقاً أو يمنع‬

‫تعديلها بشكل دائم ‪ ،‬ولكننا نرى أن بعضاً منها قد نص على حظر التعديل خالل مدة‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫أحكامه بصورة مطلقة‬ ‫معينة ‪ ،‬وأن بعضاً آخر قد حظر تعديل بع‬

‫ويثار التساؤل بشأن القيمة القانونية لتلك النصوص األمر الذي حرى بالفقه أن‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫يتصدى لها بطرح عدة آراء بشأن تلك المسألة البالغة األهمية‬
‫(‪)1‬‬
‫ينظر لمزيد من التفصيل ‪ :‬د‪ .‬عبد الحميد متولي ‪ ،‬المفصل في القانون الدستوري ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار النهضة‬
‫العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1973 ،‬ص‪ 171‬؛ وكذلك د‪ .‬ابراهيم عبد العزيز شيحا ‪ ،‬مبادئ األنظمة السياسية ‪،‬‬
‫الدول والحكومات ‪ ،‬مطبعة الدار الجامعية ‪ ،‬مصر ‪ ، 1993 ،‬ص‪. 331‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪341‬‬ ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

‫في هذا المطلب سنبين كل ما ذكر أعاله وذلك من خالل الفروع الثالثة اآلتية ‪-:‬‬

‫الفرع االول‬

‫الحظر الموضوعي‬

‫ان الهدف من اسباغ صفة الجمود على الدساتير هو من اجل ان تتسم أحكامها‬

‫بالثبات واالستقرار ‪ ،‬اال ان هذا الثبات واالستقرار نسبي اذ اننا نعلم ان الدستور قانون ‪،‬‬

‫والقانون توحده الجامعة لتنظيم شؤونها ‪ ،‬والجماعة المتطورة حسب سنة الحياة ‪.‬‬

‫وتأسيساً على ذلك تكون القوانين متطورة أيضاً بما يساير التطور الذي يلحق‬

‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫الجماعة‬

‫ولكن هل يجوز أن يمنع المشرع الدستوري إدخال أي تعديل على الدستور بشكل‬

‫نهائي ؟‬

‫الحقيقة ان الدساتير اختلفت في مسألة جمودها واول تلك المظاهر ما يطلق عليه‬

‫(‪)3‬‬
‫نصوص الدستور بصفة مطلقة او خالل‬ ‫والذي يحظر تعديل بع‬ ‫بالحظر الموضوعي‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬عبد الحميد متولي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪ 173‬؛ ود‪ .‬فؤاد العطار ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 333‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬حميد الساعدي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 119‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ينظر لمزيد من التفصيل حول هذا الحظر ‪ :‬د‪ .‬احسان حميد المفرجي وآخرون ‪ ،‬النظرية العامة‬
‫للقانون الدستوري والنظام الدستوري في العراق ‪ ،‬كلية القانون ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ، 1991 ،‬ص‪ 311‬؛‬
‫وكذلك ينظر د‪ .‬اسماعيل الغزال ‪ ،‬الدساتير والمؤسسات السياسية ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مؤسسة عز الدين للطباعة‬
‫والنشر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ، 1996 ،‬ص‪. 39‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪342‬‬ ‫جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية‬

‫فترة معينة من تاريخ نفاذه بقصد المحافظة على دعائم النظام السياسي الذي يقيمه‬

‫القيم والمبادئ العليا للمجتمع(‪. )1‬‬ ‫الدستور او المحافظة على بع‬

‫وإلعطاء صورة أوضح عن هذا النوع من انواع الحظر ‪ ،‬لنا تسليط الضوء على‬

‫ضوره وذلك من خالل الفقرتين اآلتيتين ‪-:‬‬

‫الفقرة االولى‬

‫الحظر الموضوعي النسبي المطلق‬

‫(‪)2‬‬
‫ويراد به منع إدخال اي تعديل على الدستور بأكمله لفترة محددة او بشكل مطلق‬

‫مثال ذلك الدستور اليوناني لسنة ‪ 1114‬والذي منع إدخال اي تعديل عليه ‪ ،‬وكذلك ما‬

‫(‪)3‬‬
‫نص عليه الدستور العراقي لعام ‪1529‬والذي منع إدخال اي تعديل عليه لفترة محددة‬

‫وايضا ما نص عليه الدستور الع ارقي الحالي للعام ‪ 2009‬والذي منع بدوره تعديل المبادئ‬

‫(‪)4‬‬
‫األساسية الواردة في بابه االول والحقوق والحريات الواردة في الباب الثاني من الدستور‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬ساجد محمود الزاملي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪ 369‬؛ ود‪ .‬محمد محمد عبده ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪، 93‬‬
‫ود‪ .‬نعمان الخطيب ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 444‬‬
‫)‪ )3‬د‪.‬علي يوسف الشكري ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪.331‬‬
‫(‪ )3‬اذ تنص المادة ‪ 119‬منه على انه (( عدا ما نص عليه في المادة السابقة ‪ ،‬ال يجوز قطعيا إدخال تعديل‬
‫ما على القانون األساسي الى مدة خمس سنوات من تاريخ ابتداء تنفيذه )) هذا وتنص المادة (‪ )119‬منه‬
‫على انه ‪ (( :‬يجوز لمحل األمة خالل سنة واحدة ابتداء من تنفيذ هذا القانون ان يعدل ايا كان من االمور‬
‫الفرعية في هذا القانون او اإلضافة اليها ألجل القيام باغراضه ‪..‬‬
‫)‪ )4‬ينظر المادة (‪ )136‬بفقراتها الخمسة من دستور جمهورية العراق النافذ للعام ‪.3117‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪344‬‬ ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

‫كذلك ما نص عليه دستور المغرب الحالي لعام ‪ 1551‬بحظر تعديل ما يتعلق بالنظام‬

‫الملكي للدولة ‪ ،‬وكذلك دستور الجزائر الحالي لعام ‪ 1551‬الذي حظر تعديل ‪-1 -:‬‬

‫الطابع الجمهوري للدولة ‪ -2 ،‬النظام الديمقراطي القائم على التعددية الحزبية ‪-3 ،‬‬

‫اإلسالم باعتباره دين الدولة ‪ -4 ،‬العربية باعتبارها اللغة الوطنية الرسمية ‪ -9 ،‬الحريات‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫األساسية وحقوق اإلنسان والمواطن ‪ -1 ،‬التراب الوطني ووحدته‬

‫الفقرة الثانية‬

‫الحظر الموضوعي النسبي المؤقت‬

‫نصوص الدستور في أحوال معينة (‪ ، )2‬من ذلك‬ ‫ويقصد بهذا الحظر تحريم بع‬

‫النص على حظر تعديل النصوص الخاصة بحقوق الملك ووراثة العرش خالل فترة‬

‫الوصايا على العرش (‪.)3‬‬

‫)‪)1‬‬
‫وما جاء في دستور دولة الكويت الحالي لسنة ‪ 1963‬على (( ان االحكام الخاصة بالنظام األميري‬
‫للكويت وبمبادئ الحرية والمساوة المنصوص عليها في الدستور ال يجوز اقتراح تنقيحها )) ‪.‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬نزية رعد ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 97‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬ساجد محمد الزاملي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 369‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪343‬‬ ‫جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية‬

‫(‪)1‬‬
‫والدستور‬ ‫ومن بين الدساتير التي أشارت الى ذلك صراحة الدستور األردني لسنة ‪1592‬‬

‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫المصري ‪ ، 1523‬والقانون األساسي لسنة ‪ ، 1529‬والدستور الكويتي لسنة ‪1512‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫الحظر الزمني‬

‫يقصد بالحضر الزمني حماية الدستور فترة زمنية معينة من الزمن – اي ضمان‬

‫نفاذ أحكامه كلها او بعضها فترة تكفي لتثبيتها قبل ان يسمح باقتراح تعديلها وهذه المدة‬

‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫تراها السلطة التأسيسية كافية لتحقيق الهدف الذي وضع الدستور من اجله‬

‫ومن األمثلة التي تضرب في مؤلفات شراح لقانون الدستوري لهذا النوع من الخطر‬

‫احكامه قبل سنة‬ ‫دستور االتحاد األمريكي الصادر في ‪ 1111‬والذي حظر تعديل بع‬

‫‪ 1101‬وكذلك الدستور الفرنسي الصادر في ‪ 1541‬والذي حظر تعديله طالما بقيت‬

‫أجنبية تحتل اقليم الدولة او جزء منه(‪.)4‬‬

‫ومن الدساتير العربية ‪ :‬الدستور الكويتي حيث جاء في المادة (‪ )114‬منه بانه ((‬

‫ال يجوز اقتراح تعديل هذا الدستور قبل مضي خمس سنوات على العمل به ))‪.‬‬

‫)‪ )1‬المادة ( ‪ /136‬ف‪ )3‬من الدستور األردني ‪.‬‬


‫)‪ )3‬د‪ .‬عبد الحميد متولي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪ ، 171‬و د‪ .‬حميد الساعدي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫)‪ )3‬د‪ .‬محمد محمد عبده امام ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪ ، 99‬ود‪ .‬نعمان الخطيب ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 713‬‬
‫)‪ )4‬د‪ .‬محمد محمد عبده ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪ ، 94‬و د‪ .‬سعد عصفور مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪344‬‬ ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

‫وكذلك الدستور السوري الحالي في المادة (‪ )191‬والتي نص فيها على انه (( ال‬

‫يجوز هذا تعديل هذا الدستور قبل ثمانية عشر شه ار على تاريخ نفاده))(‪.)1‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫القيمة القانونية للنصوص التي تحظر التعديل‬

‫ان القيمة للنصوص التي تحظر تعديل الدستور سواء في خالل فترة زمنية محددة‬

‫مواد الدستور ‪ ،‬ال يمكن تحديدها بشكل واضح ‪ ،‬الن فقهاء‬ ‫او سواء تلك التي تطال بع‬

‫القانون الدستوري قد اختلفوا على مدى قوة هذه النصوص ‪ ،‬فظهرت االراء المختلفة في‬

‫عدها‬ ‫هذا المجال وتعددت االتجاهات التي تقلل او تزيد من هذه القوة ‪ ،‬حتى ان البع‬

‫(‪)2‬‬
‫وفي هذا المجال ‪ ،‬يعد الفقيه الفرنسي ‪ Tulien Laferriere‬ان‬ ‫غيرها موجودة‬

‫النصوص التي تحظر تعديل الدستور ال قيمة قانونية او أساسية لها سواء في خالل فترة‬

‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫أحكامه‬ ‫زمنية محددة او تلك التي تتناول بع‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬ساجد محمد الزاملي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.369‬‬


‫(‪ )3‬د‪ .‬نزية رعد ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪Julien La ferricre : Op , Cit , p : 298 etc .‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪344‬‬ ‫جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية‬

‫ويضيف بان السلطة التأسيسية التي وضعت الدستور في وقت معين ال يمكنها ان‬

‫تدعي بانها اكثر سموا من السلطة التأسيسية التي تعبر عن ارادة الشعب في وقت الحق ‪،‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫وان جيال من االجيال ال يملك ان يخضع لقوانينه االجيال القادمة‬

‫الفقهاء فأيد صحة النصوص السابقة ‪ ،‬سواء تلك التي تحظر التعديل‬ ‫اما بع‬

‫أحكام الدستور ‪ ،‬ولكن فقط‬ ‫في خالل فترة زمنية معينة او تلك التي تحظر تعديل بع‬

‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫من الوجهة القانونية دون الوجهة السياسية‬

‫ويرى الفقيه الفرنسي ‪ Georges Buedeau‬ان النصوص التي تحظر تعديل‬

‫احكام الدستور ‪ ،‬ال قيمة قانونية لها ‪ ،‬اذ ال تستطيع السلطة التأسيسية الحالية ان‬ ‫بع‬

‫تقيد السلطة التأسيسية المقبلة اما بالنسبة للنصوص التي تحظر تعديل الدستور في خالل‬

‫فترة زمنية معينة ‪ ،‬فيعتبرها قانونية ويتعين احترامها (‪.)3‬‬

‫وهناك رأي آخر يعتبر ان النصوص التي تحظر لتعديل الدستور من خالل مدة‬

‫أحكامه ‪ ،‬يكون لها ما للنصوص الدستورية‬ ‫زمنية محددة او التي تحظر تعديل بع‬

‫االخرى من قوة قانونية ملزمة ‪ ،‬غير ان هذه النصوص تكون قابلة للتعديل كغيرها من‬

‫النصوص (‪.)4‬‬

‫(‪(1‬‬
‫‪Julien La ferricre , Op , Cit , p : 299 .‬‬
‫(‪)3‬د‪ .‬ابراهيم عبد العزيز شيحا ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪ 166‬و د‪ .‬حميد الساعدي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.131‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪Georges Buedeau , Op , Cit . P : 84 .‬‬
‫(‪ )4‬د‪ .‬ابراهيم عبد العزيز شيحا ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 111‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪344‬‬ ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

‫نصوص ثابتة‬ ‫وفي اعتقادنا ‪ ،‬ان تطور الحياة وتغيرها ‪ ،‬أمر ال يتناسب مع فر‬

‫ودائمة ‪ ،‬لذلك يجب على واضعي الدساتير ان يأخذوا في االعتبار المتغيرات العامة التي‬

‫تط أر على المجتمعات والشعوب فظروف الواقع والتطبيق أقوى من بقاء الدستور دون‬

‫تعديل ‪ ،‬واذا لم يكن الدستور معب ار عن ارادة الشعب الحقيقية ‪ ،‬فيجب اإلطاحة به ‪ ،‬اما‬

‫اذا كان معب ار عن االرادة الشعبية فيجب المحافظة عليه ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫إجراءات تعديل الدستور‬

‫ان اإلجراءات الواجب إتباعها لتعديل الدستور ‪ ،‬تتعلق باألوضاع والظروف‬

‫السياسية المحيطة بالدولة ‪ ،‬وكذلك ترجع الى االعتبارات الفنية األخرى (‪.)1‬‬

‫فبالنسبة لألوضاع والظروف السياسية ‪ ،‬فان ذلك يكمن في طبيعة النظام السياسي‬

‫القائم في الدولة ‪ ،‬فاذا كانت الدولة تتبنى النظام البرلماني فيجب ان تأخذ في عين‬

‫االعتبار ‪ ،‬عند التعديل ‪ ،‬الحكومة والبرلمان ‪ ،‬واذا كانت الدولة مثال تقوم على شكل اتحاد‬

‫مركزي او فدرالي فيجب ان تضع في اعتبارها الدول األعضاء في االتحاد او ان يؤخذ في‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬ساجد محمد الزاملي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪ 311‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪344‬‬ ‫جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية‬

‫الحسبان الشعب والبرلمان عندما يكون النظام السياسي السائد في الدولة هو النظام‬

‫الديمقراطي شبه المباشر (‪.)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫‪،‬‬ ‫اما االعتبارات الفنية فهي التي تأخذ بمبدأ توازن األشكال القانونية او تقابلها‬

‫بمعنى ان اإلجراءات واألصول التي اتبعت عند وضع الدستور هي ذاتها التي يجب ان‬

‫تعتمد عند اللجوء الى تعديل هذا الدستور ‪ ،‬فمثال ان وضع نصوص الوثيقة الدستورية من‬

‫قبل جمعية تأسيسية منتخبة وأبداء الشعب رأيه فيها في استفتاء عام ‪ ،‬يقتضي بالضرورة‬

‫اال يجري تعديلها اال من قبل جمعية منتخبة ايضا مع موافقة الشعب على هذا التعديل (‪.)3‬‬

‫اما اذا تم وضع نصوص الوثيقة الدستورية من قبل جمعية تأسيسية منتخبة ‪ ،‬فان‬

‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫تعديلها يتم من قبل ذات الجمعية او من قبل جمعية تأسيسية منتخبة أخرى‬

‫والمالحظ ان قاعدة توازي او تقابل األشكال القانونية ناد ار ‪ ،‬ما يتم اللجوء اليها‬

‫في تعديل الدستور في الوقت الحاضر ‪ ،‬نظ ار للصعوبات والعوائق التي تضعها في طريق‬

‫التعديل ‪ ،‬اذ ليس من اليسير اختيار جمعية تأسيسية منتخبة لوضع نصوص التعديل في‬

‫كل مرة يراد بها تعديل الدستور ‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬سعد عصفور ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 196‬‬


‫)‪(2‬‬
‫‪Georges Burdeau , Op , Cit , p :89 .‬‬
‫(‪ )3‬وهذا ما جرى عليه النص في دستور الجمهورية الخامسة الفرنسية لسنة ‪ ، 1979‬والدستور المصري‬
‫لسنة ‪. 1911‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ومثل هذا االجراء نص عليه دستور الجمهورية الفرنسية لسنة ‪. 1949‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪344‬‬ ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

‫من هنا يلجأ واضعوا الدستور عادة الى طرق أكثر يس ار ألجراء التعديل ‪ ،‬كاللجوء‬

‫الى لجنة فنية متخصصة لوضع مشروع التعديل وعرضه على الشعب ألبداء الرأي فيه ‪،‬‬

‫او منح هذه الصالحية للسلطة التشريعية مع اشتراط إجراءات خاصة في التعديل تختلف‬

‫عن تلك المتبعة في تعديل القانون العادي ‪.‬‬

‫النظر عن تباين األنظمة الدستورية واختالف اإلجراءات‬ ‫وبصفة عامة وبغ‬

‫التي تتبعها في تعديل الدستور يمر التعديل بمراحل عدة البد لنا من إيضاحها من خالل‬

‫الفروع الثالثة األتية ‪-:‬‬

‫الفرع األول‬

‫اقتراح التعديل‬

‫من بين الدساتير من أعطى حق اقتراح التعديل للسلطة اإلجرائية ومنها من‬

‫أعطى مثل هذا الحق للسلطة التشريعية ‪.‬‬

‫وقد يعطي هذه الحق للسلطتين معاً ‪ ،‬و هذا ما اعتمده الدستور اللبناني اذ أقر‬

‫بمثل هذا الحق لرئيس الجمهورية بوصفه ممثال للسلطة التنفيذية ‪ ،‬كما يمكن لمجلس‬

‫(‪. )1‬‬
‫النواب ان يمارس نفس الحق‬

‫و اقتراح التعديل ‪ ،‬هو أول مراحل تعديل الدستور ‪ ،‬تتباين الدساتير في تحديدها‬

‫الجهة المختصة باقتراح التعديل ضمن الدساتير حول هذه الصالحية للشعب ذاته ومنح‬

‫(‪ ) 1‬د‪ .‬نزية رعد ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪93‬‬


‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪334‬‬ ‫جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية‬

‫صالحية اقتراح التعديل الي سلطة يعني ترجيح كفتها على باقي السلطات وعلى التفصيل‬

‫اآلتي (‪. )1‬‬

‫أوالً ‪ -:‬إذا كان الدستور يميل الى ترجيح كفة البرلمان على الحكومة ‪ ،‬فانه يخول‬

‫صالحية اقتراح التعديل للبرلمان (‪. )2‬‬

‫ثانياً ‪ :‬اذا كان الدستور يميل الى ترجيح الحكومة على البرلمان ‪ ،‬فأنه يخول صالحية‬

‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫أقتراح التعديل للحكومة‬

‫(‪ ) 1‬ينظر لمزيد من التفضيل بشأن هذه الفقرة ‪-:‬‬


‫د ‪ .‬محسن خليل ‪ :‬القانون الدستوري و الدستور اللبناني ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬بيروت ‪ ، 1919 ،‬ص‬
‫‪ ، 311‬و كذلك ‪ :‬د ‪ .‬علي الشكري ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪344‬‬
‫(‪ ) 3‬و هذا ما اخذ به الدستور الفرنسي لسنة ‪ 1191‬و الدستور األمريكي لسنة ‪ 1191‬في المادة الخاصة‬
‫منه ‪ ،‬والدستور العراقي لسنة ‪ ، 1911‬و الدستور األرجنتيني لسنة ‪ 1973‬في المادة (‪ )31‬منه ‪ ،‬و‬
‫الدستور البرازيلي لسنة ‪ ، 1961‬و الدستور الكولومبي و الدستور الفنزويلي والدستور األكوادوري‬
‫ينظر ‪ :‬د ‪ .‬محسن خليل ‪ ،‬مصدر سابق القانون الدستوري ‪ ،‬ص ‪ 319‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫(‪) 3‬‬
‫و هذا ما اخذ به الدستور البرتغالي لسنة ‪ 1933‬في المادة (‪ )137‬منه ‪ ،‬و الدستور الروماني لسنة‬
‫‪ 1939‬في المادة (‪ )91‬منه ‪ ،‬و الدستور الياباني لسنة ‪ 1946‬في المادة (‪ )13‬منه‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪331‬‬ ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

‫ثالثاً ‪ :‬اذا كان الدستور يسعى الى تحقيق التوازن بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ‪ ،‬فأنه‬

‫يمنح صالحية اقتراح تعديل الدستور للسلطتين على وجه االشتراك (‪. )1‬‬

‫رابعاً ‪ :‬اذا كان الدستور يسعى الى إبراز دور الشعب من مباشرة السلطة ‪ ،‬فأنه يمنح‬

‫الشعب لمن جانبا البرلمان حق اقتراح التعديل (‪. )2‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫إقرار التعديل‬

‫من حيث إقرار مبدأ التعديل ‪ ،‬فان اغلب الدساتير يمنح البرلمان سلطة البت فيما‬

‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫إذا كان هناك من ضرورة إلجراء التعديل وعدم أجرائه‬

‫ومن امثلة الدساتير التي أناطت بالبرلمان إقرار التعديل الدساتير الفرنسية الصادرة‬

‫اعوام ‪ 1191 ، 1141 ، 1511‬و عام ‪ 1541‬و كذلك الدستور النرويجي و الدستور‬

‫(‪ )1‬و من الدساتير تبنت هذا االتجاه الدستور المصري لسنة ‪ 1933‬في المادة (‪ )137‬منه ‪ ،‬و القانون‬
‫االساسي العراقي ‪ ،‬و الدستور اللبناني في المادة (‪ )11‬منه ‪ ،‬و الدستور المصري لسنة ‪ 1976‬في‬
‫المادة (‪ )199‬منه ‪ ،‬والدستور الكويتي في المادة (‪ )113‬منه ‪.‬‬
‫(‪) 3‬‬
‫وهذا ما أخذت به غالبية دساتير الواليات المتحدة األمريكية و دستور فايمر األلماني لسنة ‪1919‬‬
‫لكن هذا االتجاه لم يكن حكرا على دساتير الدولة الفدرالية ‪ ،‬فمن الدساتير الدولة الموحدة من بنى هذا‬
‫االتجاه أيضا كالدستور االيطالي لسنة ‪ ، 1941‬حيث خولت المادة السابعة منه للبرلمان والحكومة وعدد‬
‫من االفراد ال يقل عن ( ‪ )71111‬حق إقتراح تعديل الدستور ‪،‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪Juliean La ferriere , op , cit , p : 295, and Georges Burdean , op ,cit , p: 91‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪332‬‬ ‫جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية‬

‫البلجيكي و الدستور الدنماركي (‪. )1‬‬

‫الدساتير قد تتطلب فضال عن موافقة البرلمان على مبدأ التعديل ‪،‬‬ ‫غير ان بع‬

‫كما هو الحال بالنسبة لدساتير معظم الواليات المتحدة و االتحادين االمريكي و السويسري‬

‫‪)3(2‬‬
‫‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫اعداد التعديل و إقرار بصفة نهائية‬

‫تختلف الدساتير من األساليب التي تعتمدها من اجل األعداد لتعديل الدستور ‪،‬‬

‫فقد تنص على انتخاب هيئة مهمتها تنحصر في اإلعداد او تحضير اقتراح التعديل فقط‬

‫كدستور األرجنتين الصادر عام ‪ . 1133‬او أن يعهد اإلعداد الى البرلمان مع بع‬

‫الشروط كاجتماع مجلسي البرلمان في هيئة مؤتمر من أجل التحضير للتعديل كما هو‬

‫الحال في الدستور الفرنسي الصادر عام ‪ 1119‬او دستور رومانيا الصادر عام ‪. 1523‬‬

‫(‪) 1‬‬
‫د ‪ .‬سعد عصفور ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪311‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪geoges burdeau , op, cit, p :92 .‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪334‬‬ ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

‫أو يشترط حضور أغلبية خاصة عند مناقشة التعديل ‪ ،‬او عند التصويت على‬

‫دول أمريكا الالتينية‬ ‫صحة الق اررات الصادرة منه كما هو الحال في دساتير بع‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫كالمكسيك و كولومبيا‬

‫وقد يشترط أخي ار ‪ ،‬حل البرلمان القائم و انتخاب برلمان جديد كلي يتولى مهمة‬

‫التعديل ‪ ،‬كالدستور اإلسباني الصادر عام ‪ ، 1531‬والدستور البلجيكي الصادر عقب‬

‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫انتهاء الحرب العالمية األولى‬

‫من جهة أخرى ‪ ،‬و وفقا لمعظم دساتير العالم ‪ ،‬فأن مهمة إقرار التعديل بصيغته‬

‫(‪)3‬‬
‫وتبعا لذلك ‪ ،‬فان السلطة‬ ‫النهائية تعود لذات السلطة التي قامت مهمة إعداد التعديل‬

‫المختصة بإقرار التعديل نهائيا ‪ ،‬قد يكون الهيئة المنتخبة خصيصا لمهمة التعديل ‪ ،‬وقد‬

‫تكون السلطة التشريعية مع وجود شروط خاصة (‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬ينظر ‪ :‬المادة (‪ )319‬الدستور المكسيكي والمادة (‪ )161‬من دستور البيرو ‪.‬‬
‫(‪ )3‬و من ذلك أيضا ‪ :‬القانون األساسي العراقي لسنة ‪ ، 1937‬و الدستور الهولندي في مادة (‪ ، )314‬و‬
‫الدستور النرويجي من المادة (‪ )113‬منه‬
‫(‪ ) 3‬ينظر ‪:‬‬
‫د ‪ .‬محسن خليل ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪ ،93‬و د‪ .‬بكر قباني ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.143‬‬
‫(‪)4‬‬
‫د‪ .‬نزيه رعد ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪ ، 93‬و د‪ .‬علي الشكري ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪ ، 349‬و د‪ .‬ساجد‬
‫محمد الزاملي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.314‬‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪333‬‬ ‫جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية‬

‫الدساتير سلطة إقرار التعديل بصيغته النهائية الى الشعب عن‬ ‫وتعطى بع‬

‫(‪. )1‬‬
‫طريق االستفتاء وكما هو الحال بالنسبة للدستور المصري الصادر عام ‪1511‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وايضا ‪ :‬الدستور السويسري لسنة ‪ . 1914‬ينظر ‪ -:‬د‪ .‬ابراهيم عبد العزيز شيحا ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬‬
‫ص‪ ،331‬و د‪ .‬سعدي عصفور ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪ ، 311‬وتجدر اإلشارة هنا الى ان دستور العراق‬
‫الحالي اشترط بعد موافقة ثلثي أعضاء مجلس النواب على التعديل الدستور موافقة الشعب باالستفتاء العام‬
‫‪.‬‬
‫ومصادقة الرئيس الجمهورية خالل سبعة ايام والمادة ‪ /136‬ثالثا)‬
‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬
‫‪334‬‬ ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

‫الخاتمة‬

‫بعد ان يسر اهلل سبحانه وتعالى لنا سبيل البحث توصلنا الى االستنتاجات‬

‫والتوصيات األتية ‪-:‬‬

‫اوال ‪ :‬النتائج ‪-:‬‬

‫‪ -1‬اختلف الفقه في تحديد السلطة المختصة بالتعديل ‪ ،‬فمنهم من خول تلك‬

‫الصالحية للشعب ومنهم من اعطاها للبرلمان ومنهم من جعل الدستور هو الذي‬

‫يحدد الجهة المختصة بالتعديل ‪.‬‬

‫‪ -2‬كما اختلفت األنظمة الدستورية من تحديد السلطة المختصة بالتعديل فمنهم من‬

‫جعل التعديل لسلطة البرلمان ومنهم من أعطاها للجمعية التأسيسية ومنهم من‬

‫أعطاها لالستفتاء الشعبي ‪.‬‬

‫‪ -3‬يشمل نطاق تعديل الدستور في حظر تعديلها تعديالً مطلقا ًً عن طريق نص او‬

‫يمنع تعديلها بشكل دائم ‪.‬‬

‫‪ -4‬الحظر الموضوعي المطلق والمؤقت والزمني ابرز مظاهر تحريم تعديل بع‬

‫نصوص الدستور ضمن نطاق هذا المصطلح ‪.‬‬

‫‪ -9‬اختلف فقهاء القانون الدستوري على مدى قيمة النصوص التي تحظر تعديل‬

‫الدستور اذ تعددت االتجاهات الفقهية التي تقلل او تزيد من هذه القيمة ‪.‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪334‬‬ ‫جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية‬

‫‪ -1‬تتنوع إجراءات تعديل الدستور في مراحل عدة تبتدئ بمرحلة اقتراح التعديل ومن‬

‫ثم إق ارره ومن ثم إعداد التعديل و إق ارره بصفة نهائية ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬التوصيات ‪-:‬‬

‫‪ .1‬عالج الشرع العراقي أحكام لتعديل دستور الحالي النافذ لسنة ‪ 2009‬في المواد‬

‫(‪ )131 -121‬منه ‪ ،‬ونرى ان هذه المعالجة ال داعي لها و لذكرها في هذا‬

‫الموقع األمر الذي يدعونا الى ان نقترح على المشرع العراقي ‪ ،‬الحاق تلك المواد‬

‫أعاله من الباب السادس الفصل األول ـ األحكام الخاتمة و الى الباب األول ـ‬

‫المبادئ السياسية و ذلك بعد المادة (‪ )13‬منه وذلك كون التعديل أم ارً هاماً جداً‬

‫وضروريا ًً من الحياة السياسية و الدستورية األمر الذي يجعل من تناول الباب‬

‫االول و من ضمن المبادئ األساسية للدستور ‪.‬‬

‫‪ .2‬حسناً فعل الشرع العراقي عندما حدد الدستور هو الذي يحدد الجهة المختصة‬

‫بالتعديل وبالتالي إبراز سلطة البرلمان في ذلك الشأن من خالل إعطاء (‪)9/1‬‬

‫ضمن إعطاء مجلس النواب أحقية اقتراح لتعديل الدستور ‪.‬‬

‫‪ .3‬يعد التحريم الذي ذكره الدستور العراقي من المادة (‪ 121‬ثالثاً ) من عدم جواز‬

‫المواد اال بعد موافقة ثلثي أعضاء مجلس نوابه وموافقة الشعب على‬ ‫تعديل بع‬

‫ذلك باستفتاء عام و مصادقة رئيس الجمهورية خالل أسبوع ‪ ،‬اتجاهاً يثني عليه‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪334‬‬ ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

‫ويشار له بالبنان و هذا إن دل ‪ ،‬فهو يدل على أن منحى الشرع الع ارقي من‬

‫جعل عملية التعديل نسبية ومسايرة مع تطور القوانين بما يساير التطور الذي‬

‫يلحق الحياة الدستورية واالجتماعية واالقتصادية والسياسية إلفراد الجماعة ‪.‬‬

‫‪ .4‬يجب على واضعي الدستور ان يأخذوا بنظر االعتبار المتغيرات العامة التي تط أر‬

‫على المجتمعات والشعوب ‪ ،‬فالظروف ونقصد بها هنا ظروف الواقع والتطبيق‬

‫أقوى من بقاء الدستور دون تعديل ‪ ،‬واذا لم يكن الدستور معب ار ًً عن إرادة‬

‫الشـعب الحقيقية ‪ ،‬فيجب اإلطاحة به أما اذا كان معب ارً عن اإلرادة الشعبية فيجب‬

‫المحافظة علية ‪.‬‬

‫‪ .9‬نقترح على واضعي الدستور العراقي إبراز األوضاع والظروف السياسية عند سلك‬

‫اإلجراءات الواجب إتباعها لتعديل الدستور ‪ ،‬على ان يكمن ذلك في طبيعة النظام‬

‫السياسي القائم في الدولة ‪.‬‬

‫‪ .1‬كان من األفضل على الشرع العراقي إعطاء حق اقتراح تعديل الدستور الى‬

‫الشعب وذلك إلبراز دور الشعب من مباشرة السـ ــلطة بدال من إعطاء تلك الفكرة‬

‫الى رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء مجتمعين كون إعطاء حق االقتراح على‬

‫الشعب كونه سيمنح هذا األخير الى جانب ممثليه من البرلمانين حق االقتراح‬

‫المشروع مسايرةً مع ما أخذت به غالبية دساتير العلم سواء كانت الدول فدرالية او‬

‫الدول موحدة ‪.‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪334‬‬ ‫جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية‬

‫و أخي ار ‪ ،‬نأمل ان ترى هذه التوصيات صدرها في مجال فقه القانون الدستوري وتحقق‬

‫الغاية من خالل الدراسات التحليل و تقييم و جهات النظـ ـ ــر ‪.‬‬

‫واهلل بكل قصد محيط‬

‫قائمة الصادر‬

‫اوال ‪ -:‬الكتب القانونيــــة‪-:‬‬

‫‪ .1‬د‪ .‬إبراهيم عبد العزيز شيحا ‪ ،‬مبادئ األنظمة السياسية ‪ ،‬الدول والحكومات ‪،‬‬

‫مطبعة الدار الجامعية ‪ ،‬مصر ‪.1512 ،‬‬

‫‪ .2‬د‪ .‬إحسان المفرجي وأخرون ‪ ،‬النظرية العامة للقانون الدستوري و النظام‬

‫الدستوري في العراق ‪ ،‬كلية القانون ‪ ،‬جامعة بغداد ‪.1550 ،‬‬

‫‪ .3‬د‪ .‬إسماعيل الغزال ‪ ،‬الدساتير والمؤسسات السياسية ‪ ،‬ط ‪ ،1‬مؤسسة عزالدين‬

‫للطباعة و النشر بيروت ‪ ،‬لبنان ‪.1551 ،‬‬

‫‪ .4‬د‪ .‬بكر قباني ‪ ،‬دراسات في القانون الدستوري ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة‬

‫‪ ،‬بال سنة طبع ‪.‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪334‬‬ ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

‫‪ .9‬د‪ .‬ثروت بدوي ‪ ،‬القانون الدستوري وتطور األنظمة الدستورية في مصر ‪ ،‬دار‬

‫النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪.1515 ،‬‬

‫‪ .1‬د‪ .‬حميد الساعدي ‪ ،‬مبادئ القانون الدستوري و تطور النظام السياسي في‬

‫العراق ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الحكمة للطباعة و النشر الموصل ‪ ،‬العراق ‪. 1550 ،‬‬

‫‪ .1‬د‪ .‬رمزي الشاعر ‪ ،‬النظرية العامة للقانون الدستوري ‪ ،‬ط‪ ، 1‬منشورات جامعة‬

‫الكويت ‪ ،‬الكويت ‪.1512 ،‬‬

‫‪ .1‬د‪ .‬ساجد محمد الزاملي ‪ ،‬مبادئ القانون الدستوري والنظام الدستوري ‪ ،‬ط‪، 1‬‬

‫دار نيبور للطباعة و النشر ‪ ،‬الديوانية ‪ ،‬العراق ‪.2014 ،‬‬

‫القانون‬ ‫‪ .5‬د‪ .‬سعد عصفور ‪ ،‬القانون الدستوري ‪ ،‬القسم األول ‪ ،‬مقدمة‬

‫الدستوري ‪ ،‬ط‪ ،1‬منشاة المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪.1594 ،‬‬

‫‪ .10‬د‪ .‬طعمية الجرف ‪ ،‬القانون الدستوري والنظام الدستوري في الجمهورية‬

‫العربية المتحدة ‪ ،‬مكتب القاهرة الحديثة ‪ ،‬القاهرة ‪.1514 ،‬‬

‫‪ .11‬د‪ .‬عبد الحميد متولي ‪ ،‬المفصل في القانون الدستوري ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار النهضة‬

‫العربية ‪ ،‬القاهرة ‪.1592 ،‬‬

‫‪ .12‬د‪ .‬عبد الغني بسيوني ‪ ،‬المبادئ العامة للقانون الدستوري ‪ ،‬الدار الجامعية‬

‫مصر ‪.1519 ،‬‬ ‫‪،‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪344‬‬ ‫جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية‬

‫‪ .13‬د‪ .‬عصمت سيف الدولة ‪ ،‬النظام النيابي ومشكلة الديمقراطية ‪ ،‬مطبعة‬

‫القاهرة للثقافة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪.1511 ،‬‬

‫‪ .14‬د‪ .‬علي يوسف الشكري ‪ ،‬مبادئ القانون الدستوري ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مطبعة دار‬

‫الصفاء للطباعة و النشر ‪ ،‬عمان ‪ ،‬االردن ‪. 2011 ،‬‬

‫‪ .19‬د‪ .‬فؤاد العطار ‪ ،‬النظم السياسية والقانون الدستوري ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬‬

‫القاهرة ‪1519 ،‬‬

‫‪ .11‬د‪ .‬كمال الغالي ‪ ،‬مبادئ القانون الدستوري والنظم السياسية ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مطبعة‬

‫دمشق ‪.1512 ،‬‬

‫‪ .11‬د‪ .‬محسن خليل ‪ ،‬القانون الدستوري والدستور اللبناني ‪ ،‬دار النهضة العربية‬

‫‪ ،‬بيروت ‪.1515 ،‬‬

‫‪ ، .11‬القانون الدستوري والنظم السياسية ‪ ،‬ج‪ ،1‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬

‫‪.1511‬‬

‫‪ .15‬د‪ .‬محمد السناري ‪ ،‬القانون الدستوري ونظرية الدولة والحكومة ‪ ،‬دراسة‬

‫مقارنة ‪ ،‬بدون دار النشر ‪. 1550 ،‬‬

‫‪ .20‬د‪ .‬محمد كاظم المشهداني ‪ ،‬النظم السياسية ‪ ،‬بال دار نشر ‪ ،‬بغداد ‪،‬‬

‫‪.2001‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪341‬‬ ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

‫‪ .21‬د‪ .‬محمد علي الياسين ‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مطبعة‬

‫المثنى ‪ ،‬بغداد ‪.1514 ،‬‬

‫‪ .22‬د‪ .‬محمد محمد عبده إمام ‪ ،‬الوجيز في شرح القانون الدستوري ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار‬

‫الفكر العربي ‪ ،‬االسكندرية ‪. 2001 ،‬‬

‫‪ .23‬د‪ .‬مصطفى أبوزيد منهي ‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية ‪ ،‬دار الهدى‬

‫‪ ،‬القاهرة ‪.1555 ،‬‬

‫‪ .24‬د‪ .‬منذر الشـ ــاوي ‪ ،‬القانون الدستوري ونظرية الدستور ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مركز‬

‫البحوث القانونية ‪ ،‬بغداد ‪.1511 ،‬‬

‫‪ .29‬د‪ .‬نعمان أحمد الخطيب ‪ ،‬النظم السياسية والقانون الدستوري ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬

‫الثقافة ‪ ،‬عمان ‪ ،‬االردن ‪.1555 ،‬‬

‫‪ .21‬د ‪ .‬نزية رعد ‪ ،‬القانون الدستوري العام ‪ ،‬ط‪ ، 1‬المؤسسة الحديثة للكتاب ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬الدساتير العربية و العالمية ‪-:‬‬

‫القانون األساسي العراق للعام ‪1529‬‬ ‫‪.21‬‬

‫دستور جمهورية العراق النافذ للعام ‪2009‬‬ ‫‪.21‬‬

‫الدستور المصري لسنة ‪1591‬‬ ‫‪.25‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪342‬‬ ‫جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية‬

‫الدستور المصري لسنة ‪1511‬‬ ‫‪.30‬‬

‫الدستور األردني لسنة ‪1592‬‬ ‫‪.31‬‬

‫الدستور الكويتي لسنة ‪1512‬‬ ‫‪.32‬‬

‫الدستور المغربي لسنة ‪1551‬‬ ‫‪.33‬‬

‫الدستور الجزائري لسنة ‪1551‬‬ ‫‪.34‬‬

‫الدستور الفرنسي لسنة ‪1141‬‬ ‫‪.39‬‬

‫الدستور الفرنسي لسنة ‪1119‬‬ ‫‪.31‬‬

‫الدستور الفرنسي لسنة ‪1591‬‬ ‫‪.31‬‬

‫الستور الفرنسي لسنة ‪1541‬‬ ‫‪.31‬‬

‫الدستور األمريكي لسنة ‪1111‬‬ ‫‪.35‬‬

‫الدستور الصيني لسنة ‪1512‬‬ ‫‪.40‬‬

‫الدستور الروسي لسنة ‪1553‬‬ ‫‪.41‬‬

‫الدستور األماني لسنة ‪1545‬‬ ‫‪.42‬‬

‫الدستور السويسري لسنة ‪1141‬‬ ‫‪.43‬‬

‫الدستور السويسري لسنة ‪1114‬‬ ‫‪.44‬‬

‫الدستور األرجنتيني لسنة ‪1194‬‬ ‫‪.49‬‬

‫الدستور الب ارزيلي لسنة ‪1511‬‬ ‫‪.41‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


344 ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

1533 ‫الدستور البرتغالي لسنة‬ .41

1531 ‫الدستور الروماني لسنة‬ .41

1541 ‫الدستور الياباني لسنة‬ .45

-: ‫ المصادر الفرنسية‬: ‫ثالثا‬

50. Georges Vedel : Cours de Droit Constitutional et de 'institution

politisques , 1969.

51. Julien La ferrie're : Manuel de Droit constitutional 1974.

Journal of college of Law for Legal and Political Sciences


‫‪343‬‬ ‫جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية‬

‫المستخلص‬

‫يوصف الدستور بانه القانون األعلى للدولة ‪ ،‬ومن هنا فان تعديل هذا القانون أمر‬

‫ال غنى عنه لمسايرة المتغيرات والمستجدات التي قد تط أر على األوضاع السياسية‬

‫واالقتصادية واالجتماعية في الدولة ‪ ،‬إال أن طريقة تعديل الدستور تختلف باختالف كون‬

‫الدستور مرناً او جامداً بل وتختلف من دستور جامد ألخر تبعاً لصعوبة وتعقيد‬

‫اإلجراءات الواجب اتباعها في التعديل ‪.‬‬

‫في حين أن الدساتير المرنة تعدل بذات اإلجراءات الواجب اتباعها في تعديل‬

‫القانون العادي ‪ ،‬ومن قبل ذات السلطة أحياناً ‪ ،‬وبالتالي يتالشى الفارق بينها وبين‬

‫القانون العادي في هذا الجانب ومن األمثلة التقليدية للدساتير المرنة الدستور اإلنكليزي ‪،‬‬

‫مع مالحظة ان صفة المرونة ال تقترن وجوداً وعدماً بالدساتير غير المدونة ‪ ،‬فقد يكون‬

‫الدستور مدوناً ومرناً في ذات الوقت حينما ال يشترط المشرع في تعديله إجراءات خاصة‬

‫ومن ذلك الدستور الفرنسي لسنة ‪ 1114‬ودستور سنة ‪ 1130‬والدستور اإليطالي لسنة‬

‫‪ 1141‬والدستور السوفياتي لسنة ‪ 1511‬ودستور إيرلندا الحرة لسنة ‪. 1522‬‬

‫وتباين موقف الفقه من تحديد السلطة المختصة بالتعديل مع تباين موازٍ لألنظمة‬

‫الدساتير على النص على حظر تعديل‬ ‫الدستورية إلى جانب جريان العمل في بع‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


‫‪344‬‬ ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

‫نصوصه بصفة مطلقة أو خالل مدة معينة من تاريخ نفاذ هاو في ظل ظروف‬ ‫بع‬

‫معينة تمر بها الدولة ‪.‬‬

‫‪Journal of college of Law for Legal and Political Sciences‬‬


344 ‫جمةل لكية القانون للعلوم القانونية والس ياس ية‬

Abstract
describes the constitution as the supreme law of the state,
hence the amendment of this law is indispensable to cope
with the changes and developments that may arise on the
political, economic and social conditions in the state,
however, that the method of amending the Constitution
vary depending on the fact that a flexible constitution or
static but vary from Constitution rigid to another
depending on the difficulty and complexity of the
procedures to be followed in the amendment. While the
flexible constitutions modulate the same procedures to be
followed in modifying the ordinary law, and by the
relevant authority sometimes, thus fading difference
between them and the ordinary law in this aspect and
traditional examples of flexible English constitution
constitutions, noting that the recipe flexibility is not
associated with the presence and naught constitutions is the
blog, a blogger and a flexible constitution at the same time
might be when the legislature is not required to modify
special procedures including the French Constitution of
1814 and the Constitution of 1830 and the Constitution of
Italy for the year 1848 and the Soviet Constitution of 1918
and the Constitution of the Irish Free for the year 1922.
Fiqh and contrast the position of determining the

Journal of college of Law for Legal and Political Sciences


344 ‫تعديل ادلس تور دراسة حتليلية مقارنة‬

competent authority with a parallel constitutional


amendment Systems variation along with the flow of work
in some constitutions to ban text on amending some of its
provisions as an absolute or during a certain period from
the date of entry into force of Amateur under certain
.conditions experienced by the state.

Journal of college of Law for Legal and Political Sciences

You might also like