You are on page 1of 19

‫ِفي َقْص ِر الَّص اَل ِة َو َجْم ِعَه ا‬

‫َو ُجَيوُز ِلْلُم َس اِفِر َقْص ُر الَّص اَل ِة الُّر َباِعَّي ِة ِبَأْر َبَع ِة َش َر اِئَط ‪َ :‬أْن َيُك وَن َس َف ُر ُه يِف َغِرْي َم ْع ِص َيٍة ‪ ،‬ولو‬
‫كانا يف البحر واإلمام يف سفينة واملأموم يف أخرى ومها مكشوفتان ‪ ..‬فالصحيح ‪ :‬أنه يصح االقتداء‬
‫إذا مل يزد ما بينهما على ثالث مئة ذراع كالصحراء‪ ،‬قال املاوردي‪ :‬وكذا لو كان أحدمها يف سفينة‪،‬‬
‫واآلخر على الشط‪.‬‬

‫وإن كانتا مسقفتني‪ .‬فهما كالدارين‪ ،‬والسفينة اليت فيها بيوت كالدار ذات البيوت‪ ،‬واخليام‬
‫كالبيوت‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫قال‪( :‬فصل‪ :‬وجيوز للمسافر قصر الصالة الرباعية بأربعة شرائط ‪ :‬أن يكون سفره يف غري‬
‫معصية) ال شك أن السفر غالب ًا وسيلة إىل اخلالص من مه روب‪ ،‬أو الوص ول إىل مطلوب‪ ،‬والسفر‬
‫مظنة املشقة‪ ،‬وهي جتلب التيسري‪ ,‬فلهذا حط من الصالة الرباعية ركعتان‪ ،‬والكتاب والسنة وإمجاع‬
‫األمة على ج واز القصر يف السفر املب اح الطويل‪ ،‬ويف قصر املقض ية خالف وتفصيل يأيت‪ ،‬قال اهلل‬
‫تعاىل‪َ( :‬و ِإَذا َض َر ْبُتْم يِف اَأْلْر ِض َفَلْيَس َعَلْيُك ْم ُج َن اٌح َأن َتْق ُص ُر وا ِم َن الَّص اَل ِة ِإْن ِخ ْف ُتم) اآلية‪ ،‬و‬
‫(الضرب يف األرض)‪ :‬السفر‪ ،‬ويف "الصحيحني" عن ابن مسعود قال‪( :‬صليت مع رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم ركعتني‪ ،‬ومع أيب بكر ركعتني‪ ،‬ومع عمر ركعتني)‪ ،‬وقال ابن عمر‪( :‬سافرت مع رسول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم وأيب بكر وعمر‪ ،‬فكانوا يصلون الظهر والعصر ركعتني ركعتني)‪ .‬مث شرط‬
‫السفر‪ :‬أن يكون يف غري معصية‪ ،‬فيش مل ال واجب؛ كسفر احلج وقض اء ال ديونوحتومها‪ ،‬ويش مل‬
‫املن دوب؛ كحج التط وع وص لة ال رحم وحنومها‪ ،‬ويش مل املب اح؛ كسفرالتجارة والت نزه‪ ،‬ويش مل‬
‫املكروه؛ كسفر املنفرد عن رفيق‪.‬‬
‫قال الشيخ أبو حممد‪ :‬ومن األغراض الفاسدة‪ :‬طواف الصوفية لرؤية البالد‪ .‬قال اإلمام‪ :‬وال‬
‫يشرتط كون السفر طاعة باالتفاق‪ ،‬وعن صاحب "التلخيص" اشرتاط الطاعة‪.‬‬

‫واح رتز الش يخ بقول ه‪( :‬يف غري معصية) عن سفر املعصية؛ كالسفر لقط ع الطريق‪ ،‬وأخ ذ‬
‫املكوس‪ ،‬وجلب اخلمر واحلش يش‪ ،‬ومن تبعث ه الظلمة يف أخ ذ الرشا‪ ،‬وسفر املرأة بغ ري إذن زوجه ا‪،‬‬

‫وسفر العبد اآلبق‪ ،‬وسفر املديون القادر على الوفاء بغري إذن صاحب الدين‪ ،‬وحنو َو َأن َتُك وَن َم َس اَفْتُه‬
‫ِس َّتَة َعَش َر َفْر َس َح ا‪ ،‬ذلك‪ ،‬فهؤالء وأشباههم ال يرتخصون بالقصر؛ ألن القصر رخصة وهذا السفر‬
‫معصية‪ ،‬والرخصال تناط باملعاصي‪.‬‬

‫وكما ال يقصر العاص ي بسفره‪ .‬ال جيمع بني الصالتني‪ ،‬وال يتنق ل على الراحلة‪ ،‬وال ميسح‬
‫ثالثة أيام‪ ،‬وال يأكل امليتة عند االضطرار‪ ،‬قال "شرح املهذب"‪ :‬بال خالف‪ ،‬وىف "الروضة" حكاية‬
‫خالف يف أكل امليتة‪ ،‬وال معول عليه‪.‬‬

‫ولو وجد ظاملًا يف مفازة‪ .‬فال يسقه وإن مات‪ ،‬أفىت بذلك سفيان الثوري؛ لتسرتيح منه البالد‬
‫والعباد والشجر والدواب‪ ،‬وهي مسألة مهمة نفيسة‪.‬‬

‫واح رتز الش يخ (بالصالة الرباعية) عن املغ رب والصبح؛ فإهنما ال يقصران‪ ،‬قال ال رافعي‬
‫والنووي‪ :‬باإلمجاع‪ ،‬لكن نقل العبادي عن حممد بن نصر املروزي من أصحابنا‪ :‬أنه جيوز قصرالصبح‬
‫إىل ركعة يف اخلوف‪ ،‬كمذهب ابن عباس‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫قال‪( :‬وأن تكون مسافته ستة عشر فرسخًا) يشرتط يف جواز القصر كون السفر طويًال‪ ،‬وهو‬
‫ستة عش ر فرسخًا‪ ،‬كما ذك ره الش يخ‪ ،‬وه و مثانية وأربعون ميًال باهلامشي‪ ،‬وهي أربعة برد ‪ -‬أعين‪:‬‬
‫الفراسخ ‪ -‬وهي مسرية يومني معتدلني‪ ,‬وهذا الضبط حتديد على الراجح‪ ،‬والبحر كالرب‪ ،‬ولو حبسه‬
‫الريح‪ .‬قال الدارمي‪ :‬هو كاإلقامة يف البلد من غري نية‪.‬‬
‫والعلم‪ :‬أن مسافة الرجوع ال حتسب‪ ،‬فلو قصد موضعًا على مرحلة بنية أال يقيم‪ .‬فليس له أن‬
‫يقصر ال ذهابًا وال إيابًا وإن ناله مشقة مرحلتني؛ ألنه ال يسمى طويًال‪.‬‬

‫واعلم ايضا‪ :‬أنه ال بد للمسافر من ربط قصده مبوضع معلوم‪ ،‬فال يقصر اهلائم وإن طالسفره‪،‬‬
‫ويسمى هذا أيضًا راكب التعاسيف‪.‬‬

‫فرع‬

‫"علق سفره بعد نيته مسافة قصر"‬

‫نوى مسافة القصر‪ ،‬مث نوى بعد خروجه أنه إن وجد فالن ًا رجع‪ ،‬وإال مضى‪ .‬فاألصح‪ :‬أن‬
‫هيرتخص ما مل يلقه‪ ،‬فإذا لقيه‪ .‬خرج عن السفر وصار مقيمًا‪ ،‬ولو نوى مسافة القصر‪ ،‬مث نوى بعد‬
‫خروجه أنه إذا وصل بلد كذا ‪ -‬والبلد يف وسط الطريق ‪ -‬أقام أربعة أيام فأكثر‪ :‬فإن كان من موضع‬
‫خروج ه إىل املقصد الث اين مسافة القصر‪ .‬ت رخص‪ ،‬وإن ك ان أقل‪ .‬ت رخص أيض ًا على األص ح‪ .‬واهلل‬
‫أعلم‪.‬‬

‫َو َأْن َيُك وَن ُمَؤ ِّدَيا ِللَّص الِة ‪َ ،‬و َأْن َيْنِو َي اْلَق ْص َر َمَع اِإْل ْح َر اِم قال‪( :‬وأن يكون مؤديًا للصالة‪ ،‬وأن‬
‫ين وي القصر مع اإلح رام) حج ة ك ون الصالة ال يت تقصر أن تكون مؤداة‪ :‬ما مر من األدل ة‪ ،‬أما‬
‫املقض ية‪ :‬فإن فاتت يف احلض ر وقض اها يف السفر‪ .‬وجب عليه اإلمتام؛ ألهنا ت رتبت يف ذمت ه أربعًا‪،‬‬
‫وادعى ابن املن ذر واإلمام أمحد اإلمجاع على ذل ك‪ ،‬وقال املزين‪ :‬ل ه قصرها‪ ،‬وحكى املاوردي وجه ًا‬
‫مثله؛ ألن االعتب ار بوقت القض اء‪ ،‬كما ل و ت رك ص الة يف الصحة‪ .‬ل ه قض اؤها يف املرض قاعدًا‪،‬‬
‫والقائلون باملذهب فرقوا؛ بأن املرض حالة ضرورة‪ ،‬فيحتمل فيه ما ال حيتمل يف السفر؛ ألنه رخصة‪،‬‬
‫أال ترى أنه لو شرع يف الصالة قائمًا مث طرأ املرض‪ .‬له أن يقعد‪ ،‬ولو شرع يف الصالة يف احلضر‪ ،‬مث‬
‫سارت به السفينة‪ .‬مل يكن له أن يقصر ؟!‬
‫وإن فاتت الصالة يف السفر‪ ،‬فقض اها يف السفر أو يف احلض ر‪ .‬فه ل يقصرها ؟ فيه أقوال‬
‫أظهره ا‪ :‬إن قض اها يف السفر‪ .‬قصر وإن ختللت إقامة‪ ،‬وإن قض اها يف احلض ر‪ .‬أمت ‪ ،‬ه ذا ما ص ححه‬
‫ال رافعي والن ووي‪ ،‬وص حح ابن الرفعة اإلمتام مطلق ًا‪ ،‬ول و شك ه ل فانت يف احلض ر أويف السفر‪ .‬مل‬
‫يقصر‪.‬‬

‫واعلم‪ :‬أن شرط القصر‪ :‬أن ينويه؛ ألن األصل اإلمتام‪ ،‬فإذا مل ينو القصر‪ .‬انعقد إحرامه على‬
‫األصل‪ ،‬ويشرتط أن تكون نية القصر وقت التحرم بالصالة كنيته‪ ،‬وال يشرتط دوام ذكرهاللمشقة‪.‬‬

‫نعم؛ يشرتط االنفكاك عما خيالف اجلزم بالنية‪ ،‬فلو نوى القصر‪ ،‬مث نوى اإلمتام‪ .‬أمت‪ ،‬وكذا لو‬
‫ت ردد بني أن يقصر أو يتم‪ .‬أمت‪ ،‬ول و شك ه ل ن وى القصر أم ال‪ .‬لزمه اإلمتام وإن ت ذكريف احلال أن ه‬
‫نوى القصر؛ ألنه بالرتدد لزمه اإلمتام‪.‬‬

‫واعلم‪ :‬أن للقصر أربعة شروط‪:‬‬

‫أحدها‪ :‬النية كما ذكره الشيخ‪.‬‬

‫الث اين‪ :‬أن يكون مسافرًا من أول الصالة إىل آخره ا‪ ،‬فلو ن وى اإلقامة يف أثنائه ا‪ ،‬أو انتهت‬
‫هبسفينته إىل دار اإلقامة‪ .‬لزمه اإلمتام‪.‬‬

‫الث الث‪ :‬أن يعلم جبواز القصر‪ ،‬فلو جه ل ج وازه فقصر‪ .‬مل تصح ص الته؛ لتالعب ه‪ ،‬نصعليه‬
‫الشافعي يف (األم)‪ ،‬قال النووي‪ :‬ويلزمه إعادة هذه الصالة أربعًا‪َ .‬و ُجَيوُز ِلْلُم اِفِر َأْن ْجَيَم َع َبَنْي الُّظْه ِر‬
‫َس‬
‫َو اْلَعْص ِر ‪َ ،‬و اْلَم ْغِر ِب َو اْلِعَش اِء يِف َو ْقِت َأْيِه َم ا َش اَء‪.‬‬

‫الشرط الرابع‪ :‬أال يقتدي مبقيم أو مبتم يف جزء من صالته‪ ،‬فإن فعل‪ .‬لزمه اإلمتام‪ ،‬ولو صلى‬
‫الظه ر خلف من يصلي الصبح مسافرًا ك ان أو مقيمًا‪ .‬مل جيز ل ه القصر على األص ح؛ ألهنا ص الة ال‬
‫تقصر‪ ،‬ول و ص لى الظه ر خلف من يصلي اجلمعة‪ .‬فاملذهب‪ :‬أن ه ال جيوز ل ه القصر‪ ،‬ويلزمه اإلمتام‪،‬‬
‫وسواء كان إمام اجلمعة مسافرًا أو مقيمًا‪ ،‬ولو نوى الظهر مقصورة خلف من يصلي العصر مقصورة‪.‬‬
‫جازا‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫فرع‬

‫"اقتداء املسافر مبن علم أو ظن إقامته أو سفره"‬

‫اقت دى املسافر مبن علمه أو ظن ه مقيمًا‪ .‬لزمه اإلمتام‪ ،‬وك ذا ل و شك ه ل ه و مقيم أو مسافر‬
‫يلزمه اإلمتام‪ ،‬وإن اقتدى مبن علمه أو ظنه مسافرًا أو علم أو ظن أنه قصر‪ .‬جاز له أن يقصر خلفه‪،‬‬
‫وكذا لو مل يدر أنه نوى القصر‪ .‬فال يلزمه اإلمتام هبذا الرتدد؛ ألن الظاهر من حال املسافر أنه ينوي‬
‫القصر‪ ،‬وكذا لو عرض هذا الرتدد يف أثناء الصالة‪ .‬ال يلزمه اإلمتام‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫قال‪( :‬وجيوز للمسافر أن جيمع بني الظه ر والعصر‪ ،‬واملغ رب والعش اء يف وقت أيهما شاء)‬
‫جيوز اجلمع بني الظهر والعصر‪ ،‬وبني املغرب والعشاء مجع تقدمي يف وقت األوىل‪ ،‬ومجع تأخري يف وقت‬
‫الثانية يف السفر الطويل‪ ،‬وال جتمع الصبح إىل غريه ا‪ ،‬وال العصر إىل املغ رب‪ ،‬واألص ل يف ذل ك‪ :‬ما‬
‫رواه معاذ رضي اهلل عن ه قال‪ ( :‬خرجن ا مع رسول اهلل ص لى اهلل عليه وسلم يف غزوة تب وك‪ ،‬فكان‬
‫جيمع بني الظهر والعصر‪ ،‬واملغرب والعشاء‪ ،‬فأخر الصالة يومًا مث خرج فصلى الظهر والعصر مجيعًا‪،‬‬
‫مث دخل‪ ،‬مث خرج فصلى املغرب والعشاء مجيعًا)‪ .‬مث جلمع التقدمي ثالثة شروط‪:‬‬

‫أح دها‪ :‬أن يب دأ باألوىل؛ بأن يصلي الظه ر قب ل العصر‪ ،‬واملغ رب قب ل العش اء؛ ألن ال وقت‬
‫لألوىل‪ ،‬والثانية تبع هلا‪ ،‬والتابع ال يتقدم على املتبوع‪ ،‬فلو بدأ بالثانية‪ .‬مل تصح‪ ،‬ويعيدهابعد األوىل‪.‬‬

‫الش رط الث اين‪ :‬نية اجلمع عن د حترم األوىل أو يف أثنائه ا على األظه ر‪ ،‬وال جيوز بعد سالم‬
‫األوىل‪.‬‬
‫الش رط الث الث‪ :‬املواالة بني األوىل والثانية؛ ألن الثانية تابعة‪ ،‬والت ابع ال يفصل عن متبوعه‪,‬‬
‫وألنه الوارد عنه عليه الصالة والسالم‪ ،‬وهلذا ترتك الرواتب بينهما‪ ،‬فلو وقع الفصل الطويل بينهما‪.‬‬
‫امتنع ضم الثانية إىل األوىل‪ ،‬ويتعني تأخريها إىل وقتها‪ ،‬سواء طال بعذر كالسهو واإلغماء وغريه أم‬
‫ال‪ ،‬وال يضر الفصل القصري‪ ،‬واحتج له بأنه عليه الصالة والسالم ملا مجع بنمرة‪ .‬أمر باإلقامة بينهما‪.‬‬

‫مث مجه ور األص حاب ج وزوا اجلمع بني الصالتني بالتيمم‪ ،‬وفيه فصل مع ن وع طلب للماء‬
‫بشرط أن يكون خفيفًا‪ ،‬والصحيح‪ :‬أن الرجوع يف الفصل إىل العرف‪.‬‬

‫هذا يف مجع التقدمي‪ ،‬أما مجع التأخري‪ .‬فال يشرتط الرتتيب بني الصالتني‪ ،‬وال نية اجلمع حال‬
‫الصالة على الصحيح‪ ،‬وال املواالة‪ .‬نعم؛ جيب أن ين وي يف وقت األوىل ك ون الت أخري ألج ل اجلمع؛‬
‫متييزًا عن التأخري متعديا‪ ،‬ولئال خيلو الوقت عن الفعل أو العزم‪ ،‬فإن مل ينو‪ .‬عصى‪ ،‬وصارت األوىل‬
‫قضاء‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫قال‪( :‬وجيوز للحاضر يف املط ر أن جيمع يف وقت األوىل منهما) جيوز للمقيم اجلمع باملطر يف‬
‫وقت األوىل من الظه ر والعصر‪ ،‬واملغ رب والعش اء على الصحيح‪ ،‬وقيل‪ :‬خيتص ذل ك باملغرب‬
‫والعش اء؛ للمش قة‪ ،‬وه ذا بش رط أن تق ع الصالة يف موضع ل و سعى إليه‪ .‬أص ابه املط ر‪ ،‬وتبت ل ثيابه‪،‬‬
‫واقتصر الرافعي والنووي على ذلك وإن كان املطر قليًال إذا بل الثوب‪ ،‬واشرتط القاضي حسني مع‬
‫ذلك أن يبتل النعل كالثوب‪ ،‬وذكر املتويل يف (التتمة) مثله‪ ،‬واحتج للجمع مبا رواه البخاري ومسلم‬
‫عن ابن عباس رضي اهلل عنهما‪( :‬أن النيب صلى اهلل عليه وسلم صلى باملدينة مثانيًا مجيعًا‪ ،‬وسبعًا مجيعًا‪:‬‬
‫الظهر والعصر‪ ،‬واملغرب والعشاء)‪ ،‬ويف رواية مسلم‪( :‬من غري خوف وال سفر)‪ .‬وكما جيوز اجلمع‬
‫بني الظهر والعصر جيوز اجلمع بني اجلمعة والعصر‪.‬‬
‫مث إذا مجع بالتقدمي‪ .‬فيشرتط يف ذلك ما شرطناه يف مجع السفر‪ ،‬ويشرتط حتقق وجود املطر يف‬
‫أول األوىل وأول الثانية‪ ،‬وكذا يشرتط أيض ًا وجوده عند السالم من األوىل على الصحيح الذي قطع‬
‫به العراقيون‪ ،‬وقيل‪ :‬ال يشرتط‪ ،‬ونقله اإلمام عن معظم األصحاب‪ ،‬وال يشرتط وجوده يف غري هذه‬
‫األحوال الثالثة‪ ،‬هذا هو الذي نص عليه الشافعي‪ ،‬وقطع به األصحاب‪.‬‬

‫وقول الش يخ‪( :‬يف وقت األوىل) يؤخ ذ من ه‪ :‬أن ه ال جيوز اجلمع باملطر يف وقت الثانية‪ ،‬وه و‬
‫كذلك على األظهر‪ ،‬ويف قول‪ :‬جيوز قياسًا على مجع السفر‪ ،‬والقائلون باألظهر فرقوا؛ بأن السفر إليه‬
‫فيمكن أن يستدميه‪ ،‬خبالف املطر؛ فإنه ليس إليه‪ ،‬فقد ينقطع قبل اجلمع‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫فرع‬

‫"اجلمع باملرض والوحل واخلوف"‬

‫املعروف من املذهب‪ :‬أنه ال جيوز اجلمع باملرض وال الوحل وال اخلوف‪ ،‬وادعى إمام احلرمني‬
‫اإلمجاع على امتناعه باملرض‪ ،‬وك ذا ادعى إمجاع األمة على ذل ك الرتمذي‪ ،‬ودعوى اإلمجاع منهما‬
‫ممنوع ؛ فقد ذهب مجاعة من أصحابنا وغريهم إىل جواز اجلمع باملرض؛ منهم القاضي حسني واملتويل‬
‫والروياين واخلط ايب واإلمام أمحد ومن تبعه على ذل ك‪ ،‬وفعله ابن عب اس فأنكره رج ل من بين متيم‪،‬‬
‫فقال له ابن عباس‪ :‬أتعلمين السنة ال أم لك ؟! وذكر أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فعله‪ ،‬قال‬
‫ابن شقيق‪ :‬فحاك يف صدري من ذلك شيء‪ ،‬فأتيت أبا هريرة رضي اهلل عنه فسألته عن ذلك‪ ،‬فصدق‬
‫مقالته‪ ،‬وقصة ابن عباس وسؤال ابن شقيق ثابتان "يف صحيح مسلم"‪.‬‬

‫قال النووي‪ :‬القول جبواز اجلمع باملرض ظاهر خمتار؛ فقد ثبت يف "صحيح مسلم"‪( :‬أن النيب‬
‫صلى اهلل عليه وسلم مجع باملدينة من غري خوف وال مطر)‪ ،‬قال اإلسنائي‪ :‬وما اختاره النووي نص‬
‫عليه الشافعي يف "خمتصر املزين"‪ ،‬ويؤيده املعىن أيض ًا؛ فإن املرض جيوز الفطر كالسفر‪ ،‬فاجلمع أوىل‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫بل ذهب مجاعة من العلماء إىل جواز اجلمع يف احلضر للحاجة ملن‪.‬‬

‫تقي الدين أبو بكر بن حممد بن عبد املؤمن اخلصين‪ ,‬كفاية األخيار ىف حّل غاية اإلختصار‪( ,‬العربية‬ ‫‪1‬‬

‫السعودية‪ :‬دار املنهاج‪ 1437 ,‬ه) ص‪227 - 221 .‬‬


‫باب صالة المسافر‬

‫أي‪ :‬كيفيتها‪ ،‬شرعت ختفيفًا عليه؛ ملا يلحقه من تعب السفر‪ ،‬وهي نوعان‪ :‬القصر واجلمع‪،‬‬
‫وذكر فيه اجلمع باملطر للمقيم‪ ،‬وأمهها القصر؛ وهلذا بدأ املصنف به كغريه‪ ,‬فقال‪:‬‬

‫‪#‬وفائب يف سفر ِإن َفَص ًد ا‪#‬‬ ‫‪#‬رخص َقْص ُر َأْر َبِع َفْر ٍض َأذا‪#‬‬

‫‪#‬يف النفر املباح حىت آبا‪#‬‬ ‫‪#‬ستة عشر فرحًا ذهاًبا‪#‬‬

‫"قصر الفرائض الرباعية"‬

‫أي‪ :‬رخص قصر ص الة ذات أربع من الركعات‪ ،‬فرض من الصلوات اخلمس‪ ،‬أداء؛ أي‪:‬‬
‫مؤدى ولو بإدراك ركعة منه يف وقته‪ ،‬وفائت يف سفر سواء أقضاه يف ذلك السفر أم يف سفر آخر إىل‬
‫ركعتني باإلمجاع‪ ،‬وقال تعاىل‪َ( :‬و ِإَذا َض َر ْبُتْم يِف اَأْلْر ِض ) اآلية‪ ،‬قال يعلى بن أمية‪ :‬قلت لعمر‪ :‬إمنا قال‬
‫تعاىل‪( :‬إن ِخ ْف ُتم)‪ .‬وقد أمن الناس‪ ،‬فقال‪ :‬عجبت مما عجبت منه‪ ،‬فسألت رسول اهلل صلي اهلل عليه‬
‫وسلم‪ ،‬فقال‪ ( :‬صدقة تصدق اهلل هبا عليكم‪ ،‬فاقبلوا صدقته)‪ ,‬رواه مسلم‪.‬‬

‫وعلم من كالمه‪ :‬أنه لو أمت‪ .‬جاز‪ ،‬وهو كذلك؛ فقد روى البيهقي بإسناد صحيح عن عائشة‬
‫قالت‪ :‬يا رسول اهلل‪ ,‬قصرت وأمتمت وأفط رت وص مت ؟ قال‪" :‬أحسنت يا عائش ة" وأما خ رب‪:‬‬
‫"فرضت الصالة ركعتني"‪ ،‬أي‪ :‬يف السفر‪ ،‬فمعناه‪ :‬ملن أراد االقتصار عليهما؛ مجعًا بني األخبار‪ ،‬قاله‬
‫يف "اجملموع"‪ ،‬ولكن القصر أفض ل من اإلمتام إذا بلغ السفر ثالث مراح ل؛ لالتب اع‪ ،‬رواه الش يخان‪.‬‬
‫وللخ روج من خالف من يوجب القصر حينئ ذ ك أيب حنيفة‪ ،‬إال ملالح يسافر يف البح ر ومعه أهله‬
‫وأوالده‪ ،‬ومن ال وطن له وعادته السري أبدًا‪ .‬فاألفضل هلما اإلمتام كما يف "الروضة" وغريها‪ ،‬فإن مل‬
‫يبلغها‪ .‬فاإلمتام أفضل؛ ألنه األصل‪ ،‬إال يف صالة اخلوف؛ فالقصر أفضل‪ ،‬وكذا يف حق من وجد يف‬
‫نفسه كراهة القصر‪ ،‬بل يكره له اإلمتام إىل أن تزول الكراهة ‪ ،‬وكذا القول يف سائر الرخص‪.‬‬
‫و خرج مبا ذكره‪ :‬الثنائية والثالثية والنافلة واملنذورة؛ فال تقصر إمجاعًا‪ ،‬وفائت احلض ر؛ فال‬
‫يقصر يف السفر كاحلضر‪ ،‬والستقرار األربع يف ذمته‪ ،‬وما شك يف أنه فاتنة سفر أو حضر؛ فال يقصر‬
‫احتياط ًا؛ ألن األصل اإلمتام‪ ،‬وأما خرب مسلم‪" :‬فرضت الصالة يف احلضر أربعًا‪ ،‬ويف السفر ركعتني‪،‬‬
‫ويف اخلوف ركعة"‪ .‬فمحمول على أن املراد‪ :‬ركعة مع اإلمام‪ ،‬وينفرد باألخرى‪.‬‬

‫"املسافة اليت يرتخص املسافر فيها بالقصر"‬

‫والرتخص بالقصر؛ أي‪ :‬وحنوه؛ إن قصد ستة عشر فرسخًا يقين ًا أو ظن ًا ولو باجتهاد‪ ،‬وخلرب‪:‬‬
‫(كان ابن عمر وابن عباس يقصران ويفطران يف أربعة برد)‪ ،‬علقه البخاري بصيغة‪ ،‬وأسنده البيهقي‬
‫بسند صحيح‪ ،‬ومثله إمنا يفعل‪ .‬عن توقيف‪ ،‬وهي سنة عشر فرسخًا؛ إذ كل بريد أربعة فراسخ‪ ،‬وكل‬
‫فرسخ ثالثة أميال‪ ،‬فهي مثانية وأربعون ميًال هامشية؛ نسبة لبين هاشم وقت خالفتهم ال هاشم نفسه‬
‫كما وقع للرافع‪ ،‬وامليل‪ :‬أربعة آالف خطوة‪ ،‬واخلطوة ثالثة أقدام‪ ،‬فهي اثنا عشر ألف قدم‪ ،‬وبالذراع‬
‫ستة آالف ذراع‪ ،‬وال ذراع‪ :‬أربعة وعش رون إص بعًا معرتضات‪ ،‬واإلص بع‪ :‬ست شعريات معت دالت‬
‫معرتضات‪ ،‬والشعرية‪ :‬ست شعرات من شعر الربدون‪.‬‬

‫فمسافة القصر بالربد‪ :‬أربعة‪ ،‬وبالفراسخ‪ :‬ستة عشر‪ ،‬وباألميال‪ :‬مثانية وأربعون‪ ،‬وباألقدام‪:‬‬
‫مخس مئة ألف وستة وسبعون ألفًا‪ ،‬وباألذرع‪ :‬مئتا ألف ومثانية ومثانون ألفًا‪ ،‬وباألصابع‪ :‬ستة آالف‬
‫ألف وتسع مئة ألف واثنا عشر ألف‪ ،‬وبالشعريات أحد وأربعون ألف ألف‪ ،‬وأربع مئة ألف واثنان‬
‫وسبعون ألفًا‪ ،‬وبالشعرات مئتا ألف ألف ومثانية وأربعون ألف ألف ومثان مئة ألف واثنان وثالثون‬
‫ألفًا‪.‬‬

‫وال زمن يوم وليلة مع املعت اد؛ من ال نزول واالسرتاحة‪ ،‬واألك ل والصالة وحنوه ا‪ ،‬وذل ك‬
‫مرحلت ان بسري األثق ال‪ ،‬ودبيب األقدام ‪ ،‬وضبطها بذلك حتديد؛ لثب وت تق ديرها باألميال عن‬
‫الصحابة‪ ،‬وألن القصر أو اجلمع على خالف األصل‪ ،‬فيحتاط فيه بتحقق تقدير املسافة‪ ،‬خبالف تقدير‬
‫القلتني وتقدير مسافة اإلمام واملأموم‪.‬‬

‫والبحر كالرب يف املسافة املذكورة‪ ،‬فلو قطع األميال فيه يف ساعة أو حلظة لشدة جري السفينة‬
‫باهلواء ‪ ..‬قصر فيها كما يقصر لو قطع األميال يف الرب يف يوم بالسعي‪.‬‬

‫"شرط الترخص بالقصر"‬

‫وشرط ال رتخص بالقصر وحنوه‪ :‬قصد موضع معني أول السفر؛ ليعلم أن ه طويل فيقصر‪ ،‬فال‬
‫ت رخص لله ائم‪ ،‬وه و‪ :‬ال ذي ال يدري أين يتوج ه وإن سلك طريق ًا‪ ،‬وال ل راكب التعاسيف‪ ،‬وه و‪:‬‬
‫الذي ال يدري أين يتوجه وال يسلك طريق ًا‪ ،‬سواء أطال سفرمها أم ال‪ ،‬ونقل اإلمام عنةالصيدالين أن‬
‫اهلائم عاص؛ أي‪ :‬ألن إتعاب النفس بالسفر بال غرض حرام‪ ،‬ومثله‪ :‬راكب التعاسيف‪ ،‬بل أوىل‪.‬‬

‫وخرج بقوله‪( :‬إن قصد سنة عشر فرسخًا) ما لو قصد دوهنا؛ فإنه ال يرتخص بالقصر وحنوه‪،‬‬
‫وما لو شك يف بلوغ سفره هلا كالرقيق والزوجة واجلندي إذا اتبعوا متبوعهم ومل يعرفوا مقصده فإهنم‬
‫ال يرتخصون‪ ،‬فلو ن ووا مسافة القصر‪ .‬قصر اجلن دي دوهنما؛ ألن ه ليس حتت قه ر األمري‪ ،‬خبالفهما؛‬
‫فنيتهما كالعدم‪ ،‬ذكره الشيخان‪.‬‬

‫وال خيالفه يف اجلندي قوهلما‪ :‬لو نوى العبد أو الزوجة أو اجليش إقامة أربعة أيام ومل ينو السيد‬
‫وال الزوج وال األمري‪ .‬فأقوى الوجهني‪ :‬أن هلم القصر؛ ألهنم ال يستقلون‪ ،‬فنيتهم كالعدم؛ ألنه ال يلزم‬
‫من عدم حجر األمري على األحاد عدمه على اجليش؛ لعظم الفساد مبخالفة اجليش دون اجلندي‪ ،‬فلو‬
‫ساروا مرحلتني‪ .‬قصروا‪ ،‬ذكره يف اجملموع أخذًا من مسألة النص املذكورة يف الروضة‪ ،‬وهي‪ :‬لو أسر‬
‫الكفار رجًال فساروا به ومل يعلم أين يذهبون به‪ .‬مل يقصر‪ ،‬وإن سار معهم يومني‪ .‬قصر بعد ذلك‪،‬‬
‫وما تفقهه‪ ،‬صرح به يف التنمة‪.‬‬
‫ويؤخ ذ مما مر‪ :‬أهنم ل و عرفوا أن سفره مرحلت ان‪ .‬قصروا ؛ كما ل و عرفوا أن مقصده‬
‫مرحلتان‪.‬‬

‫وقوله‪( :‬ذهابًا) أي‪ :‬إمنا تعترب املسافة ذهابًا‪ ،‬فلو قصد مكان ًا على مرحلة بعزم العود من غري‬
‫إقامة‪ .‬فال ترخص له بقصر وحنوه وإن نالته مشقة سفر مرحلتني؛ خلرب الشافعي بإسناد صحيح عن ابن‬
‫عب اس‪ :‬أن ه سئل أنقصر الصالة إىل عرفة ؟ فق ال‪ :‬ال‪ ،‬ولكن إىل ُعْس َف ان‪ ،‬وإىل ج دة‪ ،‬وإىل الط ائف‪،‬‬
‫فقدره بالذهاب وحده‪ ،‬وألن ذلك ال يسمى سفرًا طويًال‪ ،‬والغالب يف الرخص االتباع‪.‬‬

‫مث إن سافر من بلد هلا سور يف جهة مقصده‪ .‬فابتداء سفره جماوزته وإن تعدد كما قاله اإلمام‬
‫وإن ك ان داخله مزارع وخ راب؛ ألن ذل ك معدود من البلد؛ فإن ك ان وراءه عمارة‪ .‬مل يش رتط‬
‫جماوزهتا يف األص ح؛ ألهنا ال تعد من البلد‪ ،‬وهلذا يق ال‪ :‬مدرسة ك ذا خ ارج البلد‪ ،‬وص حح ال رافعي‬
‫جماوزهتا؛ لتبعيتها للبلد باإلقامة فيها‪.‬‬

‫ولو مجع سور قرى متفاصلة‪ .‬مل تشرتط جماوزته‪ ،‬وكذا لو قدر ذلك يف بلدتني متقاربتني‪ .‬وإن‬
‫مل يكن هلا سور أو مل يكن يف صوب مقصده‪ .‬فمجاوزة العمران وإن ختلله خراب أو هنر أو ميدان؛‬
‫ليفارق موضع اإلقامة‪.‬‬

‫ولو خرب طرف البلد وبقايا احليطان قائمة‪ ،‬ومل يتخذوه مزارع وال هجروه بالتحويط على‬
‫العامر‪ .‬اشرتط جماوزته على األصح يف اجملموع‪ ،‬وإال فال تشرتط جماوزته کالبساتني واملزارع املتصلة‬
‫بالبلد ولو حموطة؛ ألهنا مل تتخذ لإلقامة‪ ،‬فإن كان فيها دور أو قصور تسكن يف بعض فصول السنة‪.‬‬
‫ففي (الروضة‪ ،‬كـه أص لها‪ ،‬وه الش رح الصغري)‪ :‬اشرتاط جماوزهتا‪ ،‬وأطلق (املنه اج‪ ،‬كـه أص له‪ ،‬عدم‬
‫اشرتاطها)‪ ،‬وقال يف اجملموع‪ :‬مل يذكره اجلمهور‪ ،‬والظاهر‪ :‬عدم اشرتاطها؛ ألن ذلك ال جيعلها من‬
‫البلد‪ ،‬ويف املهمات‪ :‬أن الفتوى عليه‪.‬‬
‫والقريتان املتصلتان‪ .‬يشرتط جماوزهتما ال املنفصلتان‪ ،‬خالفًا البن سريج يف املتقاربتني‪.‬‬

‫أو من ص حراء‪ .‬فمج اوزة بقعة رحله‪ ،‬أو من خيام‪ .‬فمج اوزة حلت ه‪ ،‬وضابطها‪ :‬أن جيتمع‬
‫أهلها للسمر يف ناد واحد‪ ،‬ويستعري بعضهم من بعض وإن تفرقت منازهلم‪ ،‬ومنها‪ :‬مرافقها كمطرح‬
‫رماد‪ ،‬وملعب ص بيان‪ ،‬ون اٍد‪ ،‬وعطن‪ ،‬وماء‪ ،‬وحمتطب‪ ،‬إال أن يتسعا حبيث ال خيتصان بالن ازلني‪،‬‬
‫واحللتان كالقريتني‪.‬‬

‫أو من واد سافر يف عرضه‪ .‬فمجاوزة العرض‪ ،‬إال أن تفرط سعته‪ .‬فيشرتط جماوزة ما يعد من‬
‫منزله أو من حلة هو فيها؛ كما لو سافر من طوله‪.‬‬

‫أو من ربوة‪ .‬فأن يهبط‪ ،‬أو وهدة‪ .‬فأن يصعد إن اعتدلنا‪ ،‬وإال فما يعد من منزله‪ ،‬أو من حلة‬
‫هو فيها‪.‬‬

‫"ترخص المسافر في السفر المباح"‬

‫وإمنا يرتخص املسافر يف السفر املباح؛ أي‪ :‬اجلائز وإن عصى فيه‪ ،‬واجبًا كان؛ كحجة اإلسالم‬
‫واجلهاد‪ ،‬أو مندوبًا؛ كزيارة قرب رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬أو مباح ًا؛ كالتجارة‪ ،‬أو مكروه ًا؛‬
‫كسفر من تلزمه اجلمعة ليلتها‪ ،‬أو خالف األوىل؛ فال يرتخص العاصي بسفره؛ كأن هرب رقيق من‬
‫سيده‪ ،‬أو زوج ة من زوجه ا‪ ،‬أو غرمي موسر من غرميه‪ ،‬أو سافر ليسرق أو يزين‪ ،‬أو يقت ل بريئ ًا‪ ،‬أو‬
‫يأخذ املكوس؛ فال يرتخص بقصر وال مجع وال إفطار‪ ،‬وال تنقل على راحلة وال مسح اخلف ثالث ًا‪،‬‬
‫وال سقوط مجعة‪ ،‬وال أكل ميتة وحنوها؛ ملا فيه من اإلعانة على املعصية‪.‬‬

‫وقوله‪( :‬حىت أبا) أي‪ :‬يرتخص بالقصر وحنوه حىت رجع إىل مكان شرط جماوزته ابتداء؛ من‬
‫سور أو عمران أو غري ذلك‪ ،‬فينقطع ترخصه بعوده إىل وطنه وإن نوى أنه إذا رجع إليه‪ .‬خرج يف‬
‫احلال على املذهب‪ ،‬وبوصوله املوضع عزم أن يقيم به مدة متنع الرتخص‪ ،‬وبنية إقامة أربعة أيام مبوضع‬
‫وإن مل يصلح هلا ‪ ،‬وال حيسب منها يوما دخوله وخروجه على األصح‪ ،‬ولو أقام مبكان بنية أن يرحل‬
‫إذا حصلت حاج ة يتوقعه ا ك ل وقت‪ .‬ت رخص مثانية عش ر يومًا يف األظه ر‪ .‬وأل ف (قصدا) و (آبا)‬
‫لإلطالق‪.‬‬

‫"شرط القصر نيته وترك منافيها"‬

‫‪َ#‬و َش ْر ُطُه‪ :‬النية يف اِإل ْح َر اِم ‪َ# #‬و َتْر ك َم ا َخ اَلَف يف الدوام‪#‬‬

‫أي‪ :‬شرط القصر‪ :‬نيت ه يف اإلح رام؛ لئال تنعق د ص الته على األص ل وه و اإلمتام‪ ،‬وت رك ما‬
‫خالف حكم نية القصر يف دوام الصالة؛ كنية اإلمتام‪ ،‬واالقتداء مبتم ولو حلظة‪ ،‬فلو نوى اإلمتام أو مل‬
‫ين و قصرًا وال إمتامًا‪ ،‬أو ت ردد يف أن ه يقصر أو يتم ول و يف بعض الصالة‪ .‬لزمه اإلمتام؛ ألن ه املن وي يف‬
‫األوىل‪ ،‬واألصل يف األخريتني‪.‬‬

‫ويشرتط أيضًا‪ :‬علمه جبوازه‪ ،‬فلو قصر جاهًال جبوازه‪ .‬مل تصح صالته ؛ لتالعبه؛ إذ هو عابث‬
‫يف اعتقاده غري مصل‪.‬‬

‫فيه ا ثالث مسائل‪ :‬األوىل‪ :‬جيوز للمسافر سفرًا ط ويًال مباح ًا أن جيمع بني العصرين ‪ -‬تثنية‬
‫الظهر والعصر تغليب ًا‪ ،‬وغلبت العصر؛ خلفة لفظها وشرفها ‪ -‬يف وقت إحدامها تقدميًا أو تأخريًا‪ ،‬وبني‬
‫العشاءين ‪ -‬تثنية املغرب والعشاء تغليب ًا‪ ،‬وغلبت العشاء؛ ملا مر ‪ -‬تقدميًا أو تأخريًا‪ ،‬وروى الشيخان‬
‫عن أنس‪( :‬أن النيب صلى اهلل عليه وسلم كان إذا ارحتل قبل أن تزيغ الشمس‪ .‬أخر الظهر إىل وقت‬
‫العصر‪ ،‬مث نزل فجمع بينهما‪ ،‬فإن زاغت الشمس قبل أن يرحتل‪ .‬صلى الظهر والعصر‪ ،‬مث ركب‪.‬‬

‫ورويا أيضًا واللفظ ملسلم عن ابن عمر‪( :‬أنه صلى اهلل عليه وسلم كان إذا جد به السري‪ .‬مجع‬
‫بني املغرب والعشاء)‪.‬‬
‫وروى مسلم عن أنس‪( :‬أنه صلى اهلل عليه وسلم كان إذا عجل به السري‪ .‬يؤخر الظهر إىل‬
‫وقت العصر جيمع بينهما‪ ،‬ويؤخر املغرب حىت جيمع بينها وبني العشاء حىت يغيب الشفق)‪.‬‬

‫وروى أبو داوود عن معاذ‪( :‬أنه صلى اهلل عليه وسلم كان يف غزوة تبوك إذا غابت الشمس‬
‫قب ل أن يرحتل‪ .‬مجع بني املغ رب والعش اء‪ ،‬وإن ارحتل قب ل أن تغيب الش مس‪ .‬أخ ر املغ رب ح ىت ينزل‬
‫للعش اء‪ ،‬مث مجع بينهما) وحسنه الرتمذي‪ ،‬وقال ال بيهقي‪ :‬ه و حمفوظ‪ ،‬والسفر فيه ا حممول على‬
‫الطويل؛ ألن ذلك إخراج عبادة عن وقتها فاختص بالطويل؛ كالفطر‪ ،‬والقصر جبامع الرخصة‪.‬‬

‫وخرج بـ (العصرين) و (العشاءين)‪ :‬الصبح مع غريها‪ ،‬والعصر مع املغرب‪ ،‬فال جيمعان؛ ألنه‬
‫مل يرد‪ ،‬وجيوز مجع اجلمعة والعصر بالسفر تقدميًا كما قاله بعضهم واعتمده الزركشي‪ ،‬ويستثىن من‬
‫مجع التقدمي املتحرية؛ كما يف "الروضة" يف باهبا‪.‬‬

‫"جواز الجمع ألجل المطر وشروطه"‬

‫الثانية‪ :‬جيوز اجلمع بني الظهر والعصر‪ ،‬وبني املغرب والعشاء للمقيم ألجل املطر ولو ضعيفًا‪،‬‬
‫إن ك ان حبيث يب ل ثيابه‪ ،‬لكن مجع تق دمي ال ت أخري؛ خلرب الصحيحني‪ ،‬عن ابن عب اس‪( :‬أن ه ص لى اهلل‬
‫عليه وسلم صلى باملدينة سبعًا مجيعًا ومثانيًا مجيعًا؛ الظهر والعصر واملغرب والعشاء‪ ،‬ويف رواية ملسلم‪:‬‬
‫(من غري خ وف وال سفر‪ ،‬قال الش افعي رضي اهلل عن ه كمال ك‪ :‬أرى ذل ك بعذر املط ر‪ ،‬وجيوز مجع‬
‫اجلمعة والعصر باملطر كما يف"الروضة" و "أصلها"‪.‬‬

‫وإمنا امتن ع اجلمع به ت أخريًا؛ ألن استدامته ليست إليه‪ ،‬خبالف السفر‪ ،‬ومث ل املط ر الش فان‪،‬‬
‫وكذا الثلج والربد وإن ذابا؛ لتضمنها القدر املبيح من بل الثوب‪.‬‬

‫وقوله‪( :‬إن مطرت) إىل آخره؛ أي‪ :‬شرط اجلمع باملطر تقدميًا‪ :‬وجوده عند افتتاح األوىل اليت‬
‫يب دأ هبا‪ ،‬وعن د ختامه ا؛ أي‪ :‬سالمها احمللل منه ا‪ ،‬وعن د ابت داء الثانية‪ ،‬أما اشرتاط وج وده عن د‬
‫التحرمني‪ .‬فليقارن اجلمع العذر‪ ،‬وأما عند حتلل األوىل‪ .‬فليتحقق اتصال آخرها بأول الثانية مقرون ًا‬
‫بالعذر‪ ،‬وعلم‪ :‬أنه ال يضر انقطاعه يف أثناء األوىل أو الثانية أو بعدها‪.‬‬

‫وإمنا جيوز اجلمع باملطر تقدميًا ملن يصلي مع مجاعة إذا جاء املسجد من مكان بعيد يناله األذى‬
‫باملطر يف طريقه ببل ثيابه‪ ،‬خبالف من يصلي منفردًا أو مع مجاعة ببيته أو مبسجد قريب‪ .‬فال جيمع؛‬
‫االنتفاء املشقة لغريه عنه‪.‬‬

‫وأما مجعه صلى اهلل عليه وسلم مع أن بيوت أزواجه كانت جينب املسجد‪ .‬فأجيب عنه بأن‬
‫بيوهتن كانت خمتلفة‪ ،‬وأكثرها كانت بعيدة‪ ،‬فلعله حني مجع مل يكن بالقريب‪ ،‬وبأن لإلمام أن جيمع‬
‫باملأمومني وإن مل يتأذ باملطر كما صرح به ابن أيب هريرة وغريه‪.‬‬

‫قال احملب الطربي‪ :‬وملن خرج إىل املسجد قبل وجود املطر فاتفق وجوده وهو يف املسجد أن‬
‫جيمع؛ ألنه لو مل جيمع‪ .‬الحتاج إىل صالة العصر أيض ًا يف مجاعة‪ ،‬وفيه مشقة يف رجوعه إىل بيته مث‬
‫عوده‪ ،‬أو يف إقامت ه يف املسجد‪ .‬انتهى‪ .‬وذك ر املسجد ج ري على الغ الب؛ إذ مثله يف ذل ك الرباط‬
‫وحنوه من أمكنة اجلماعة‪.‬‬

‫"شروط جمع التقديم"‬

‫الثالثة‪ :‬شرطه؛ أي‪ :‬اجلمع بالسفر أو املطر تقدميًا ثالثة‪:‬‬

‫أوهلا‪ :‬نية اجلمع يف الصالة األوىل؛ متييزًا للتقدمي املشروع عن التقدمي سهوًا أو عبئًا‪ ،‬سواء أن واء‬
‫عند التحرم‪ ،‬أم التحلل‪ ،‬أم بينهما؛ ألن اجلمع ضم الثانية إىل األوىل فيكفي سبق النية حالة اجلمع ‪،‬‬
‫ويفارق القصر بأنه لو تأخرت نيته‪ .‬لتأدى جزء على التمام فيمتنع القصر‪ .‬ومشل كالمه‪ :‬ما لو نواه مث‬
‫نوى تركه مث نواه‪ ،‬وقد صرح به يف الروضة‪ ،‬وما لو شرع يف األوىل بالبلد فسارت السفينة فنوى‬
‫اجلمع‪ ،‬وقد نقله يف "اجملموع" عن املتويل وأقره‪.‬‬
‫وثانيه ا‪ :‬ال رتتيب بني الصالتني وه و تق دمي الظه ر على العصر‪ ،‬واملغ رب على العش اء؛ ألن ه‬
‫املأثور عنه صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وقال‪( :‬صلوا كما رأيتموين أصلي‪ ،‬وألن الوقت هلا والثانية تبع‪ ،‬فلو‬
‫ص لى الثانية قب ل األوىل‪ .‬مل تصح‪ ،‬أو األوىل قب ل الثانية وبان فسادها‪ .‬فسدت الثانية أيض ًا؛ النتفاء‬
‫الرتتيب‪.‬‬

‫وثالثها‪ :‬الوالء بينهما؛ ألن اجلمع جيعلهما كصالة واحدة فوجب الوالء كركعات الصالة‪،‬‬
‫وألن ه ص لى اهلل عليه وسلم ملا مجع بني الصالتني بنمرة‪ .‬واىل بينهما‪ ،‬وت رك ال رواتب‪ ،‬وأقام الصالة‬
‫بينهما‪ ،‬رواه الشيخان‪ ،‬ولوال اشرتاط الوالء‪ .‬ملا ترك الرواتب‪ ،‬وإن تيمم للثانية أو أقام هلا أو صالها‬
‫بعد بأن طلب املاء ومل يطل الفصل عرفًا‪ .‬فالوالء حاصل‪ ،‬أما اإلقامة‪ .‬فللخرب السابق‪ ،‬وأما التيمم‬
‫والطلب‪ .‬فألن كًال منهما فصل يسري ملصلحة الصالة كاإلقامة‪ ،‬بل أوىل؛ ألنه شرط دوهنا‪ ،‬خبالف ما‬
‫إذا طال الفصل ولو بعذر كسهو وإغماء‪.‬‬

‫ول و مجع ت أخريًا‪ .‬مل جتب نية اجلمع وال رتتيب وال والء‪ ،‬ولكن تستحب‪ ،‬وجيب ك ون الت أخري‬
‫بنية اجلمع قبل خروج وقت األوىل بزمن لو ابتدئت فيه‪ .‬كانت أداء‪ ،‬وإال‪ .‬فيعصي وتكون قضاء‪،‬‬
‫نقله يف الروضة‪ ،‬كـه أصلها عن األصحاب‪ ،‬ويف (اجملموع مسلم‪ ،‬عنهم‪ :‬بزمن يسعها أو أكثر وهو‬
‫مبني مبنی؛ إذ املراد باألداء يف الروضة‪ :‬األداء احلقيقي؛ بأن يؤتى جبميع الصالة قب ل خ روج وقته ا‪،‬‬
‫خبالف اإلتيان بركعة منه ا يف ال وقت والب اقي بعده‪ ،‬فتسميته أداء بتبعية ما بعد ال وقت ملا فيه‪ ،‬لكن‬
‫جرى مجاعة من املتأخرين على و شرح ما اقتضاه كالم الروضة وأصلها‪ ،‬يف االكتفاء بقدر ركعة‪.‬‬

‫ولو مجع تقدميًا فصار قبل الشروع يف الثانية مقيمًا‪ .‬بطل اجلمع‪ ،‬أو يف الثانية وبعدها‪ .‬فال يف‬
‫األصح؛ النعقادها أو متامها قبل زوال العذر‪ ،‬أو تأخريًا فأقام بعد فراغها‪ .‬مل يضر‪ ،‬وقبله جيعل األوىل‬
‫قضاء؛ ألهنا تابعة للثانية يف األداء للعذر وقد زال قبل متامها‪.‬‬
‫قال صاحب (التعليقة)‪ :‬وإمنا اكتفي يف مجع التقدمي بدوام السفر إىل عقد الثانية‪ ،‬ومل يكتف به‬
‫يف مجع الت أخري‪ ،‬بل شرط دوامه إىل متامهما؛ ألن وقت الظه ر ليس وقت العصر إال يف السفر وقد‬
‫وجد عند عقد الثانية‪ ،‬فيحصل اجلمع‪ ،‬وأما وقت العصر‪ .‬فيجوز فيه الظهر بعذر السفر وغريه‪ ،‬فال‬
‫ينصرف فيه الظهر إىل السفر إال إذا وجد السفر فيهما‪ ،‬وإال جاز أن ينصرف إليه ؛ لوقوع بعضها‬
‫فيه‪ ،‬وأن ينصرف إىل غريه؛ لوقوع بعضها يف غريه الذي هو األصل‪.‬‬

‫وقوله‪( :‬جا) و (الوال) بالقصر للوزن‪ ،‬وألف (تيمما) لإلطالق‪.‬‬

‫"أفضلية التقديم والتأخير بحسب األرفق"‬

‫‪#‬واَجْلْمُع ِبالتقدمي والتأخري‪َ# #‬حبَس ِب اَألْر نِن اْلَم ْع ُد وِر ‪#‬‬

‫أي‪ :‬واجلمع الفاضل بالتق دمي والت أخري ك ائن حبسب األرفق للمسافر‪ ،‬فإن ك ان سائرًا وقت‬
‫األوىل‪ ,‬فتأخريها أفضل‪ ،‬وإن مل يكن سائرًا وقت األوىل‪ ,‬فتقدميها أفضل؛ ملا مر يف األحاديثالسابقة‪.‬‬

‫قال بعضهم‪ :‬وسكتوا عما إذا كان سائرًا فيهما فيحتمل أن التقدمي أفضل؛ رعاية الفضيلة أول‬
‫ال وقت‪ ،‬وحيتمل ‪ -‬وه و ظ اهر كالم كث ري ‪ -‬عكسه؛ لظ اهر األخب ار السابقة‪ ،‬والنتفاء سهولة مجع‬
‫التقدمي مع اخلروج من خالف من منعه‪.‬‬

‫"حكم الجمع بالمرض"‬

‫‪#‬واخلتاَر ُه ْمَحٌد َو ْحَيىَي الَّنَو ِو ي‪#‬‬ ‫‪#‬يف َم َر ِض َقْو ٌل ُح ِكي َو ُقوي‪#‬‬

‫أي‪ :‬أن ه جيوز اجلمع تق دميًا وت أخريًا باملرض يف قول حكي وقوي مبا يف (ص حيح مسلم) عن‬
‫ابن عباس‪ :‬أنه صلى اهلل عليه وسلم مجع باملدينة من غري خوف وال مطر‪ ،‬ويف رواية‪ :‬من غري خوف‬
‫وال سفر‪ ،‬واختاره محد اخلطايب وحيىي النووي واملاوردي يف "اإلقناع"‪.‬‬
‫ويستحب أن يراعي األرفق باملريض واألسهل عليه يف مرضه كاملسافر‪ ،‬فإن ك ان حيم يف وقت‬
‫الثانية‪ .‬قدمها إىل األوىل بالش روط املتقدمة‪ ،‬وإن ك ان حيم يف وقت األوىل‪ .‬أخره ا إىل الثانية‪ ،‬فإن‬
‫استوى يف حقه األمران فالتأخري أوىل؛ ألنه أخذ باالحتياط‪ ،‬وخروج من اخلالف‪ ،‬ولكن املشهور‪ :‬أنه‬
‫ال مجع مبرض وال ريح وال ظلمة وال خ وف وال وح ل وال حنوه ا؛ ألن ه مل ينق ل‪ ،‬وخلرب املواقيت؛ فال‬
‫‪2‬‬
‫خيالف إال بصريح‪.‬‬

‫شهاب الدين أىب العباس أمحد بن أمحد بن مهزة الرملى‪ ,‬فتح الرمحن بشرح زبد بن رسالن‪( ,‬العربية‬ ‫‪2‬‬

‫السعودية‪ :‬دار املنهاج‪ 1430 ,‬ه) ص‪374 - 364 ,‬‬

You might also like