Professional Documents
Culture Documents
بحث عن اقصوصة مضجع العروس
بحث عن اقصوصة مضجع العروس
مقرر
ّ
العربي الحديث :األدباء ()2
ّ األدب
دراسة أقصوصة "مضجع العروس" من كتاب " األرواح المتم ّردة" لجبران خليل جبران
إعداد
ال ّطالب محمد خاسكية
مقدّم إلى
الدّكتور جورج سلهب
و بذلك انتهت حياة إنسان و فنان ،أديب شاعر و فيلسوف انتصب أمام تيار الوجود انتصاب
العنفوان ،و الذي كان تمثاال حيا من تماثيل الفن الذي قلما تجود بها عبقرية الوجود .جبران خليل جبران
هو رجل الطبيعة الفنية التي توترت أعصابها ،و رقت مالمسها ،و دقت مناطق حساسيتها ،فكانت عالما
مزيجا من فكر عميق و إشراق نوراني و عاطفة متحسسة ألخفى المعاني و أخفى المحسوسات ،و هو رجل
االنفرادية االجتماعية التي تريد أن تنمي الفرد بغداء المجتمع ،و انه ذو شخصية محبوبة و حديث ممتع ،و
عاطفة و فكر عميق ،و لقد وصفته الشاعرة و الناقدة األمريكية الشهيرة "بربارة يونغ" أنه نوع من أنواع
اآللهة ،إذ تقول " :هناك جنس من أنواع اآللهة ،ال يزال باقيا على األرض ،ننظر إليهم حينا من الزمن
داعين إياهم رجاال و لكنهم من عنصر خالد ،أكثر ألوهية منا نحن إن جاز لنا التعبير" .فجبران هو خلق
جبار و رجل ساحر ،يتمتع بقدرة عقلية عظيمة إستطاع أن يتحدى بها كل ظروف حياته الصعبة ،إضافة
إلى هذا نجد أن األسلوب الذي مزج فيه بين مختلف المؤثرات النفسية و الثقافية التي توالت عليه غدا مدرسة
قائمة بذاتها ،إذ حاول الكثيرون تقليدها ،و لكنهم لم يرتقوا بتقليدهم إلى مراحل أسلوب جبران العالية و في
هذا السياق يقول المؤرخ "شارل قرم" " :خلق هذا اللبناني أسلوبا أدبيا جديدا ،و أوجد مدرسة في التعبير
لم تكن معروفة في اآلداب العربية ،كان عليها أن تبقى إلى اليوم مثاال منقطع النظير للشعراء المحدثين،
هؤالء الشعراء الذين يدعون جبران أباهم و معلمهم" .و على اإلجمال فإن السمة الخاصة التي اتسمت بها
روائع جبران الفنية سواء سطرها قلم أو خطتها ريشة هي على حد تعبير "شارل قرم" " :في الصفاء
البسيط لذلك الماس الخالص الذي نشأ مركبا فريدا و متألقا من جميع حكمة الشرق و الغرب اللتين ألف
الحضارة يشرف أن يمكنه الذي السامي الشعر من نادر جوهر و بينهما،
اإلنسانية".
لتلخيص كل ما سبق ،نستنتج أن جبران خليل جبران هو أديب عربي لبناني مسيحي ذو نزعة إنسانية
سامية ،ناقد إجتماعي ،مفكر روحاني ثائر و متمرد ،صاحب عقل حكيم و خيال واسع و أقل ما يمكن
أن يقال عنه أنه عبقري بطبعه .
لقد تولت المرأة المركز األول في حياة جبران و في أعماله الفنية .فالمرأة هي مصدر إلهامه و
منها يستمد قوته و قوة فنه البراق .يأتي الحب بالتساوي مع صورة المرأة حيث جبران يفرغ ما في داخله
من حب و عاطفة و أحاسيس دافئة مستمدة من هذه "المرأة-الشمس" .نجد في كتابات جبران حقول شاسعة
مفعمة بالورود و الحياة ،فكل وردة تجسد صورة امرأة تختلف عن غيرها :فنجد المرأة الحنونة و المرأة
األم و المرأة المظلومة و المرأة الثائرة و المرأة الضعيفة و المرأة القوية و الخ ...يقول جبران خليل جبران
" :سعادة المرأة ليست بمجد الرجل وسؤده ،وال بكرمه وحلمه ،بل بالحب الذي يضم روحها إلى روحه،
ويسكب عواطفها في كبده ،ويجعلها ويجعله عضوا واحدا من جسم الحياة و كلمة واحدة على شفتي هللا".
فمن خالل ما يقوله و ما يجسده في كتاباته يمكننا مالحظة مدى اهتمامه و تعلقه بمسألة المرأة حيث يعظمها
و يجردها من اوهام و ماديات هذه الحياة الفانية المنغمسة بالملذات و خاصة ملذ ات الجسد .فجبران يريد
ان يسترجع مكانة المرأة في المجتمع لكي تتمكن من أخذ حقوقها للوصول الى شرخ عالقة العبودية التي
بينها و بين الرجل و المجتمع.
المرأة الجبرانية هي المرأة الشامخة المتمسكة اغصانها بجذور حريتها و التي تقف بعنفوان في
وجه الظلم و العبودية و السلطات الديني ة الفاسدة و الحاكمة التي ال تكف عن غرز مخالبها في عقل و فكر
و جسد المرأة التي اصبحت ممسوحة و منعدمة الوجود .يزيد جبران و يقول بال خوف" :أنا مديون بكل ما
هو أنا الى المرأة منذ كنت طفال حتى الساعة ،و المرأة تفتح النوافذ في بصري و األبواب في روحي .و
لوال المرأة األم و المرأة الشقيقة و المرأة الصديقة ،لبقيت هاجعا مع هؤالء النائمين الذين ينشدون سكينة
العالم بغطيطهم" .هكذا أحب جبران المرأة و قدر دورها العظيم في مراحل حياته ،و ذلك يتضح جليا من
خالل كتابات جبران ،فتلك كانت كلماته الى حبيبته مي زيادة في احدى رسائله إليها ليخبرها كيف أنه لوال
المرأة ما أصبح جبران هو جبران خليل جبران الفنان الذي عشقته أوروبا ،منذ كان طفال و حملته أمه مع
إخوته إلى بوسطن مهاجرة من لبنان و تشجيعها المستمر له و حرصها على تعليمه الفنون و بث روح
الطموح فيه ،و المرأة الشقيقة التي يقصد بها أخته "مريانا" التي تكر ست لخدمته و رعايته أيام مرضه،
مرورا بالمعلمة "فلرونس بيرس" في مدرسته بالمهجر و التي رأت فيه موهبة الفنان و راسلت صديقة لها،
ذات نفوذ أعلى تدعى "جيسي فريمونت بيل" و هي بدورها راسلت الفنان "فريد هوالند داي" و الذي
ساعده بشكل كبير على بداية طريقه في الرسم ،وصوال إلى "ماري هاسكل" المرأة الصديقة والتي كانت
تكبره بعشرة أعوام لكنها كانت الملهمة و المساندة طوال فترة حياته منذ عرفها حتى وفاته ،و مي زيادة
المرأة التي عشقها و ظل يراسلها حتى أنه تمنى أن يعود و يتزوج منها لتحقق له الرومانسية الشرقية .كان
للمرأة دور بالغ األهمي ة في تكوين شخصية "جبران" و إعطاء المالمح العامة ألعماله فقد رافقته المرأة
منذ سنين شبابه األولى ،لذلك كثرت أسماء النساء في حياة جبران و لكن األسماء األبرز منها و الالتي كان
لهن دور كبير في حياة جبران خليل جبران هن :أمه كاملة رحمة ،و ماري هاسكل ،و اميلي ميشيل أو
ميشلين ،و سلمى كرامة أو حال الضاهر و مي زيادة.
من شدة حب سليم لليلى لم يشأ أن يفسد زوجها ويعرضها أللقاويل ،لهذا لم ينكر ما سمعته ليلى
بل أكد خيانته لها وبأنه لم يعد يحبها وأحب أخرى ،هنا نارا واشتعلت في قلب ليلى" ،فصارت كلبؤة فقدت
أشبالها أو كبحر أثارت أعماقه الزوابع" وأخرجت خنجرا كان بحوزتها وطعنته به هنا وعندما تراء له
الموت ،اعترف بحبه لها وبأنه فضل كرامتها وسمعتها على حبه وهنا صعقت ليلى من هول ما سمعت
وبصوت هائل ورأس مرفوع نادت ليلى كل الحاضرين الى العرس بأن يأتوا الى العرس الحقيقي ،وكشفت
الحقائق وعن خبث ومكر نجيبة من أجل إبعادها عن حبيبها وتزويجها لشخص آخر ،لتغمد هي األخرى
ا لخنجر في صدرها لتلتحق بسليم ،ثم يتقدم الكاهن في نهاية المطاف العنا كل من يفكر في مساعدة هاذان
الجسدان الملطخان بالعار "وملعونة هي األعين التي تذرف دموع الحزن على الهالكين قد حملت األبالسة
روحيهما الى الجحيم" .إلى أن تقدمت سوسان والتي اختيرت لتكون لسانا معبرا عن كل ما يختلج الكاتب
بداخله من تمرد على الشرائع التي تستبيح قتل األحبة ،إذا فكانت ليلى تلك العروس المتمردة التي كسرت
القيود الظالمة وفضلت الموت مع حبيبها على البقاء مع رجل اختاره الخبث والكذب عريسا لها ،متمردة
على التقاليد والشرائع القاسية التي تحد من حرية القلب وتتحكم في العواطف باسم القانون والهيئات
االجتماعية.
ليلى :الشخصية الرئيسية في مضجع العروس ،انها شخصية محورية ذات أهمية كبيرة في
األحداث حيث ان جميع تلك األحداث تدور حولها من بداية األقصوصة حتى نهايتها .قامت بدور بارز ومهم
حيث كانت رمز للتمرد على كل التقاليد والشرائع التي تحد من حرية القلب والعواطف ،وصفها الكاتب
على أنها عروس جميلة وكئيبة في آن واحد " :والعروس الجميلة تنظر بعينين كئيبتين" .كانت ليلى ضحية
مؤامرة خبيثة وماكرة من أجل التفريق بينها وبين محبوبها سليم الذي أتهم بخيانتها مع نجيبة هذه األخيرة
التي وجدت قواها مع زوج ليلى ونصب هذه المكيدة من أجل مصالحهم وقبول ليلى الزواج منه " :قد
أخبرتني نجيبة بأنك سلوتني وكرهتني و شغفت بحبها ،قد ظلمتني تلك الخبيثة واحتالت على عواطفي لكي
أرضى بنسيبها عريسا" وفعال حدث ما كانت تخطط له نجيبة من خالل تسميم قلبها وعقلها وبث الشك
فيهما ،لحين عرفت ليلى الحقا بالحقيقة الكاملة يوم زفافها ،راجية من محبوبها السماح على سوء ظنها به،
الى أنه رفض وأكد كل تلك األقاويل عن خيانة حبها وكرهها ،هذا كله من أجل مصلحتها وسمعتها وخوفا
عليها من كثرة كالم الناس " :ابتعدي عني أيتها المرأة فقد سلوتك نعم سلوتك وكرهك وتعلقت بهوى غيرك
فلم يقل الناس غير الصحيح" ،الشيء الذي صدم ليلى ألنها لم تكن تتوقع هذه االجابة إذ انها جاءت اليه
وهي متأكدة أنه سيقبل بعرضها ويسامحها بسبب حبها له " :ال أصدق كالمك فأنت تحبني وقد قرأت معنى
الحب في عينيك وشعرت بمالمسته عندما لمست جسدك" ،فكان ردها أنها قتلته عقابا على ما سمعته ليعترف
لها وعلى شفى خطوة من الموت بأنه كذب بكالمه حماية لها وأنه لم يتخذ غيرها حبيبة له .هنا كانت صدمة
ليلى الكبرى ،مما أدى الى قتل نفسها بنفس الخنجر ومعانقة روحه الطاهر.
شخصية ليلى ،شخصية تعاني القهر والحزن ،الندم والخيبة ،وسط مجتمع تكبله العادات والتقاليد
والشرائع الظالمة على الرغم من أنها فتاة كسائر البنات أحبت شابا ،لم يكن من نصيبها ولكم أن تتخيلوا
حالة الحزن واليأس التي تنتابها السيما وأنها زفت الى غير حبيبها نتيجة مؤامرة خبيثة وتبين هذا الوضع
النفسي لديها في حديثها مع سليم " :اسمعني يا حبيبي ،اسمعني جيدا ،ها قد ندمت على جهالتي وتسرعي،
قد ندمت يا سليم حتى سحقت الندامة كبدي ...وقد أخبروني بأنك سلوتني وهجرتني وتعلقت بهوى غيري،
أخبروني بكل ذلك يا سليم وسمموا قلبي بألسنتهم ومزقوا صدري بأظافرهم ومألوا نفسي بكذبهم" .فهي
تصف حالتا الندم والحزن اللتان خيما عليها منذ معرفتها للحقيقة بأن سليم لم يخن حبها وال لحظة .ويظهر
أيضا في قول الكاتب" :فارتعشت العروس لهذه الكلمات وتململت كزهرة ذابلة أمام الريح ثم قالت متوجعة:
"ال أعود الى هذا المنزل ولي رمق من الحياة"" ،هنا يصف الكاتب حالتها النفسية بعد أن صدها سليم
ورفض األخذ بيدها واتهمها بالخيانة وأيضا في قوله " :فقالت الصبية متفجعة " :ال أصدق كالمك""...
ونلمس أيضا هذا البعد النفسي من خالل وصفها ..." :فتغيرت مالمحها وأبرقت عيناها وتحولت بكليتها
من االستعطاف والرجاء والتوجع والقساوة وصارت كلبؤة فقدت أشبالها" .هنا الكاتب يصف الحالة التي
آلت اليها ليلى من تحول في مالمح الوجه والمشاعر نتيجة الصدمة التي تعرضت إليها بعدما سمعت ما قاله
محبوبها سليم.
من زاوية الحالة االجتماعية الخاصة بليلى نجدها فتاة في مقتبل العمر أحبت شخص من بني
جيلها ..." :من زوايا تلك القاعة حيث جلس فتى في العشرين من عمره" ،داللة على أنها من مثل هذا
العمر .انها شخصية ثابتة في حبها لسليم ،ولكن نتيجة تسميم أفكارها هجرته لتذهب الى رجل آخر غني.
يظهر هذا البعد أيضا من خالل حديثها مع سوسان عندما دعتها من أجل أن تتوسل الى حبيبها حتى يلتقيان
تقو ل" :أستحلفك يا رفيقتي بالعواطف التي ضمت نفسينا مذ كنا صغيرتين ،أستحلفك بكل ما هو عزيز لديك
في هذه الحياة ...أستحلفك بالحب الذي يالمس أرواحنا و يجعلنا شعاعا "...حيث يظهر هنا أن ليلى هي
شخصية وفية ومخلصة لصداقتها ووعودها ،هي شخصية ظهرت في حالتين ،من جهة ظهرت بشخصيتها
الضعيفة المنقاضة ،تشغل نفسها بأقاويل الناس ،و النادمة فيما بعد عندما تعرف حقيقة األمر وكل ذلك ما
هو اال تدبير خبيث لتزويجها بشخص آخر ،الشيء الذي جعلها تترك سليم لتتزوج من غيره نتيجة ما سمعته
عنه لتذهب هي األخيرة الى رجل غني كهل يكبرها ال يرى فيها سوى إشباع لرغباته الجنسية .لتظهر فيما
بعد تلك الشخصية القوية ،بكل ما تحمله الكلمة من معنى بعد أن قتلت حبيبها حبا فيه وهوى وغيرتها عليه،
هذا الحب الذي أعطاها القوة والشجاعة لتترك روحها وتذهب الى حبيبها حيث تلتقي على جثة حبيبها وعلى
مسامع الحاضرين للعرس خطبة في جمال الحب وقساوة التقاليد التي تحاول حصرها وخنقها وتقول " :أنتم
ال تفهمون كالمي اآلن اللجة ال تعي أغاني الكواكب".
يظهر هذا البعد أيضا من خالل شخصيتها المتمردة التي رفضت الزواج حيث تركت العريس و
تركت الزهور التي ظفرها الكاهن إكليال فهي تترك كل شيء وراء ظهرها غير مبالية وتلحق بحبيبها مغمدة
الخنجر في صدرها لتكسر بذلك القيود الظالمة قبل أن تكبلها وتحكم عليها وتركت الشرائع التي حبكتها
التقاليد قيودا .فضلت البطلة الرحيل مع محبوبها الى عالم اخر على أن تعيش أكبر كذبة وهي زواجها
المخطوط باألكاذيب ،تحت قيد المادة وسيطرتها على الروح النافرة .وفي األخير نستنتج أن البعد االجتماعي
لهذه الشخصية تشكل من خالل وعيها لما يدور حولها فهي شخصية جسدت جميع القيم
االنسانية.
-5مقارنة قصة "ليلى" و شخصيتها مع قصة و شخصية "دونا سول دي سيلفا" في مسرحية
"هيرناني" ل "فيكتور هوغو".
"دونا سول دي سيلفا" ،عشيقة "هيرناني" ،يجب ان تتزوج من دوق باستريانا .من هنا نالحظ
مباشرة التشابه بين الشخصيتين النسويتين :حيث "ليلى" اضطرت ان تترك الشاب "سليم" الذي احبته حبا
جما و عشقته حتى الموت و حتى تمردت على المجمتع و وقفت في وجه الظلم القاتل" .دونا سول" تتجنب
هذا الزواج الذي ال تريده ،فهي تمثل شخصية البطلة الرومانسية ،التي يقدم لها جميع القصور ولكنها بدافع
الوالء سترفض كل ما يقدم لها إلتباع قلبها حتى لو كان يؤدي بها الى خسارة نفسها .انها متعلقة بشكل قاتل
ب"هيرناني" والحب الذي يربطهما هو نفسه ما سيقودهما الى خسارة نفسهما .بعد تجنبها لزفافها المجبر
ستتم حفلة الزفاف لهذين العاشقين ،يرن القرن ويفهم "هيرناني" انه عليه ان يترك حبه فتقرر "دونا سول"
ان تموت مع حبها وتسمم نفسها مع "هيرناني"" .دون روي جوميز" الذي احبها و كان هذا الحب فقط من
طرفه لن يجد لديه اي رغبة في العيش بعد ذلك ،فيطعن نفسه وينكب على اجسادهم.
فقصة "ليلى" شبيهة لقصة "دونا" حيث كانت افعال "ليلى" افعال بطلة رومانسية بطعنها لحبيبها
ظنا منها انه كان يخونها مع غيرها :فكانت ترفض اية خسارة و خاصة خسارة حب تعتبره اعظم من اي
شيء .لم تكتف "ليلى" بطعن حبيبها بل طعنت نفسها بعده بعد ادراكها لخسارته" .ليلى" و "دونا" جمعا
روحيهما بأرواح كل من "سليم" و "هيرناني" ليجتمعوا جميعا في عالم اخر خال من سموم المجتمعات و
المعتقدات القذرة .فكان الموت هو نتيجة اتباع صوت القلب .ف"ليلى" و "دونا" هما ضحايا حب طاهر ال
يعرف الفساد.
ف من خالل هذه المقارنة نستنتج ان كل من العاشقتان هي بطلة رومانسية تتمرد و تتجه نحو التغيير .فكانت
االمرأتان صوتا يريد ان يتلعلع و يدخل في صميم كل امرأة قد عانت من ظلم المجتمع و اضطرت الى ترك
حب عمرها لتتعفن في قفص زواجها المدبر مع زوج ال يرى فيها اال جسدها و ما يشبع رغباته فقط .نالحظ
ان قصة مضجع العروس و قصة هيرناني تتشابهان ايضا مع قصص شكسبير كقصة "روميو و جولييت"
مثال...
نلخص كل ما سبق بعبارات رائعة لجبران حيث تختصر كل شيء عن مسألة المرأة :
"إن العبودية الخرساء هي تلك التي تعلق الرجل بأذيال الزوجة التي يمقتها ...وتلصق جسد المرأة بِمضجع
الزوج التي تركها وتجعلهما من الحياة بِمنزلة النعل من القدم" .
"إن قلب المرأة ال يتغير مع الزمن و ال يتحول مع الفصول ،قلب المرأة ينازع طويال و لكنه ال يموت.
قلب المرأة يشابه البرية التي يتخذها اإلنسان ساحة لحروبه و مذابحه ،فهو يقتلع أشجارها ويحرق أعشابها
ويل طخ صخورها بالدماء ويغرس تربتها بالعظام و الجماجم ،ولكنها تبقى هادئة ساكنة مطمئنة ويظل فيها
الربيع ربيعا و الخريف خريفا إلى نهاية الدهور" .
كانت المرأة باألمس عمياء تسير في نور النهار ،فأصبحت مبصرة تسير في ظلمة الليل