Professional Documents
Culture Documents
الثلاثون القلبية رمضان 44
الثلاثون القلبية رمضان 44
لالنتفاع برمضان
كتبها
0
الحمد لله الذي أكرمنا برمضان ،والصالة والسالم على خير من صام وقام ،وعلى آله وصحبه ومن
تبعهم بإحسان؛ فهذه كلمات تتعلق بالقلب في رمضان ،نفعني الله وإياكم بها:
()4
()8
إذا ثبت أن ثمرة الصيام محلها القلب فينبغي أن يكون التركيز األكبر عليه ،وال ينبغي أن تشغلنا
جدا ،ال غنى عنها -عن األعمال القلبية المصاحبة
أعمال الجوارح المشروعة في رمضان – وهي مهمة ً
لها ،فليكن هدفُنا في رمضان إحياءَ (تقوى الله) وزيادتها في قلوبنا ،مع تقواه –سبحانه -في جوارحنا.
()١
تقوى الله وإن تعددت صورها وآثارها إال أنها ترجع ابتداء إلى شيء يزرع في القلب اسمه المراقبة؛
فلنجعل هدفنا المحدد األخص في الشهر الكريم (تقوية مراقبة الله).
()1
المراقبة التي نريد أن تسكن في قلوبنا كالزرع ال بد لها من (وقت) كاف كي تثبت ،وال بد لها من
(تعميق) كي ترسخ ،وال بد لها من (رعاية) لتنمو في القلب وتزيد ،والله وحده المستعان.
()5
البد لمن أراد أن يمتأل قلبه بمعنى من المعاني -والمعنى الذي نهدف إليه في شهر رمضان هو
المراقبة -من أمرين:
1
/8االنشغال به عن غيره لمدة من الزمن .
وبتعاضد األمرين ينتقل المعنى من (فكرة عقلية) إلى ( شعور قلبي) -بإذن الله تعالى.-
()6
ال بد لمن أراد أن يخطو أول الخطوات في مقام المراقبة من العلم بماهية المراقبة وثمارها...إلخ،
وسبيل ذلك القراءة أو السماع فلتقرأ عن منزلة المراقبة ،ولتستمع عن اسم الله ":الرقيب" ،أدم التأمل
في أحسن ما قرأت وسمعت طوال الشهر الكريم بشكل شبه ثابت حتى ترسخ المعاني العظيمة في
قلبك ....وللحديث بقية.
()7
المراقبة التي تريد غرسها في قلبك تحتاج إلى (وقت) تفرغ فيه نفسك عن الشواغل والمشوشات
الحسية ،ألن هذه الشواغل والمشوشات تمنع من مراقبة الله أو تضعفها في القلب بحيث تزول المراقبة
عن القلب ألدنى شهوة تتزين أو فتنة تتعرض ،وبعبارة أسهل أقولِ :
أعط نفسك ما ال يقل عن عشر
دقائق يوميا خالل الشهر المبارك تجلس فيها وحدك وتفكر فيها في الحقيقة الغائبة ،وهي :أن الله
ينظر إلى قلبك ويعلم ما يدور بخاطرك – إلى أن تسكن جوارحك ويبدأ قلبك باالستحضار لهذا األمر
بل والتلذذ به...وقد يحركك هذا للدعاء فادعُ ،او للبكاء ِ
فابك ،أو للصالة ِ
فصل ،او لقراءة القرآن
فاقرأ ،أو للذكر فاذكر ،ومن الله وحده المدد والعون...
()2
(المعركة الداخلية) بينك وبين نفسك أهم من كل المعارك الخارجية؛ فال تصدق من يوهمك خالف
ذلك.
()9
إن من أعظم ما يعين على إصالح القلب أن يعطي اإلنسان نفسه حظاً من (العزلة الشرعية) بغرض
التفكر والتأمل في الحقائق التي يريد (تعميق) اإليمان بها في قلبه ،ومن األدلة الشرعية على هذا األمر
2
:سنة االعتكاف التي مقصودها األعظم البعد عن الخلق والتوجه إلى الخالق ،وكثيرا ما يفوت هذا
ِ
المعتكف الناس فانشغل بهم عن رب الناس. المقصود إذا خالط
()41
من األوقات الجميلة المناسبة كي يخلو اإلنسان بنفسه ليتفكر ويتأمل ما قبل صالة التراويح حيث
يبكر المؤمن للمسجد مستحضرا هذا األمر العظيم وهو أن الله يراه ،ويحاول استدامة هذا األمر و(
ترسيحه ) في قلبه حتى تحين الصالة ...وأثر هذه الجلسة على العشاء والتراويح كبير بإذن الله...اللهم
فتحا من عندك يمأل قلوبنا يقينا وإيمانًا.
افتح علينا ً
()44
مما ينفع القلب في التراويح أبلغ نفع أن يتذكر المؤمن أن الصيام شرع كي يصل بقلبه إلى التقوى،
إلي في صالة التراويح فهل سيراني قد حققت المهمة
وهنا يسأل العبد نفسه سؤاالً :عندما ينظر الله َّ
وجنيت الثمرة أم أني عنها بعيد؟ و مع هذا السؤال تبدأ محاسبة العبد نفسه ،ويحاول التخلص من كل
ما يلوث قلبه ،ويستغفر من كل ما حصل طوال نهاره -وربما بعد فطره -من أعمال تعارض التقوى،
وبدوام هذا المحاسبة و( الرعاية) في كل ليالي الشهر تزيد التقوى ويسطع نورها في القلب...بإذن
الرب.
()48
مثل عزله ،يدخل بها ميدا َن فكره " ،حكمة جليلة تستحق أن تقف معها و تطيل
القلب ُ
" ما نفع َ
التأمل لتعرف كيف تدخل ميدان الفكرة ،فتخرج من رمضان بأنفع شيء لقلبك؟
()4١
هل تستطيع أن تصلي وحدك في المنزل قبل الفجر لنصف ساعة يومياً طوال شهر رمضان؟
3
إن هذا األمر ثقيل على النفس إال أن له (ثمرة) تفوق صالة التراويح بمراحل؛ إذ هو أدعى لإلخال،،
وأعظم في التربية على القيام ،مع كونه أحضر للقلب ،وأجمع للنفس ؛فالوقت أهدأ ،والنفس أسكن،
وال أحد يراك ...إال الذي خلقك وهداك.
()41
/4العلم باطالع الحق –سبحانه -على الظاهر والباطن ،و هذا العلم عظيم األثر على القلب.
ولذلك فالطريق ليس سهال ،والمطلوب ليس مما يناله كل أحد ،وللحديث بقية...
()45
()46
إن مراقبة الله أصل عظيم في الخشوع في الصالة ، ،وفي الحديث الذي في سنده كالم وقُوي
بشواهده ِ " :
صل صالة مودع ،كأنك تراه ،"...ولهذه المراقبة وسائل تعين عليها ،وتوصل بإذن
الوهاب إليها 1..وللحديث بقية.
َّ
()47
4
االستعداد النفسي للوقوف بين يدي الله في الصالة أصل مهم في الشعور بشيء يسير من حقيقة ذلك
أمور كثيرةٌ تعيننا على هذا االستعداد ،لكننا نغفل عنها فوجب التذكير
الموقف العظيم ،وقد شرعت لنا ٌ
والتذاكر بيننا بها؛ فمن ذلك :
/4الترديد مع األذان ،ونستشعر فيه أننا مدعون للقاء الملك الكريم في بيته.
/8الوضوء ،ونتذكر فيه أن ذنوبنا تتساقط مع الماء ونحن صامتون ،فكيف إذا وقفنا بعدها وسألنا رب
العالمين.
/1الدعاء عند دخول المسجد ...":وافتح لي أبواب رحمتك" ،والله يسمعنا –سبحانه.-
()42
إذا استمعت إلى قراءة اإلمام في صالة التراويح فاجعل من أول أولوياتك البحث عن
اآليات التي يمكن أن تزيد من (تقوى الله) في قلبك ...وهذا أحد مقاصد إنزال القرآن؛
قال تعالى :ﭽ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ
ﭼ [طه... ]44١ :وابحث خصوصاً عما يعرفك بالله أكثر فإن التقوى تزيد بمعرفته سبحانه،
مأل الله قلبي وقلبك بالتقوى...
()49
من خرج من صالة التراويح كل ليلة وقد تزود بشيء ولو يسير من التقوى فقد خرج بخير كثير...
()81
إن تقوية الشعور بالمراقبة يحتاج إلى وقت ،ومما يعين على االستمرار -بل قد يعجز اإلنسان عن
االستمرار بدونه -ثالثة أمور يومية :المشارطة والمراقبة والمحاسبة؛ أما المشارطة فهي أن تجلس في
5
بداية يومك جلسة هادئة مع نفسك تذكرها بهدفك في رمضان ،وما تصبو إليه من تقوية المراقبة في
قلبك ،وتذكرها في تلك الجلسة باطالع الله عليك وما يتبع ذلك من معان ،ثم تشترط على نفسك أن
تراقب الله سبحانه وتعالى في كل أقوالك وأعمالك ...إلخ...وللحديث بقية.
()84
يحتاج العبد بعد المشارطة إلى مراقبة نفسه طوال يومه ،ومن األمور المساعدة على المراقبة:
/4تقسيم اليوم –عبر منبه الجوال –مثال--إلى ساعات كلما مضت ساعة راعيت أمر الله فيها ولم
تقبل بقول أوسماع غيبة –مثال -شعرت باإلنجاز وحمدت الله ،وكلما زللت في ساعة أخرى فنظرت
إلى ما ال يرضي الله –مثالً -استغفرت على أقل تقدير ،وإن صليت ركعتي التوبة المشروعة في
الحديث الصحيح كان أحسن.
/8انظر إلى الصلوات الخمس -بكل ما يتبعها -على أنها محطات تذكيرية تذكرك بالهدف المرجو
مر.
الذي تسعى إليه ،مع كونها هي في نفسها من وسائل تقوية المراقبة كما َّ
وللحديث بقية...
()88
في نهاية اليوم نحتاج إلى المحاسبة على التزامنا بالمشارطة والمراقبة ثم االستغفار والتوبة من الخلل
والتقصير والعزم على يوم قادم أفضل ،وقد تكلم أهل العلم على هذه الثالثة :المشارطة والمراقبة
والمحاسبة بشئ من التفصيل فتحسن مراجعة كالمهم ،واالقتباس من أنوارهم.
()8١
مما يقوي استشعار مراقبة الله في الصالة أن نتذكر أنه –سبحانه -السميع ...فمع كل ذكر من أذكار
جل في عاله...وهكذا كرر المحاولة في كل صالة إلى
الصالة استشعر أن الله يسمعك ،وأنك تناجيه َّ
أن يعم الشعور الجميل معظم الصالة ثم تسري الطمأنينة إلى ما بعد الصالة...ومن الله وحده المدد.
()81
6
السحور ...وماأدراك ما السحور...لحظات هادئة جميلة فكيف إذا نورتها بشي من استشعار مراقبة
الله الذي يحب منك هذا العمل ،ويثيبك عليه...تذكر أن الله يراك وأنت تقتدي برسول الله صلى الله
عليه وسلم فتتسحر.
()85
وللفطور طعم خا ،يجده الصائمون ،وهم ينتظرون األذان ...ابحث عن قلبك هناك تجده بيسر
بإذن الله.
()86
العين ،ولذلك ال تستغرب إذا لم تجد قلبك في التراويح كما تريد إذا
من أعظم المؤثرات على القلب ُ
نظرت إلى الحرام قبلها.
()87
" وإنما السيل اجتماع النقط" معنى ال يحسن أن يغيب عنا في شهر الصيام ،قد يتأخر المدد وقد
يكون ضعيفا لكن ال بد من االستمرار.
()82
قطع المادة الفاسدة عن القلب أصل أصيل في إصالحه ،ومن أهم مصادر إمداد القلب بما يفسده
العين واللسان واألذن ،فراقب ما يصدر من هذه الثالثة أشد المراقبة.
()89
والعين واألذن واللسان من أهم مصادر إصالح القلب؛ فال تحرم نفسك من (نظر) يوصل إلى التفكر،
و(سماع)يوصل إلى التدبر ،و(ذكر) لله يصحبه تذكر.
7
()١1
ﭷ ﭼ [الشعراء] 29 - 22 :
وظاهرا وباطنًا.
ً خرا ،
والحمد لله أ ًوال وآ ً
8