You are on page 1of 1

‫عالج قسوة القلب‬

‫أعلمنا سبحانه أنه ال يقبل من عبد يوم القيامة عمله الصاحل إال إذا أتاه بقلب سليم‪ ،‬فالقلب السليم إذن هو الطريق‬
‫ال َواَل َبنُ و َن * ِإاَّل َم ْن‬
‫الوحيد للنجاة من عذاب اهلل يوم القيامة‪ ،‬قال سبحانه على لسان إبراهيم عليه السالم‪َ { :‬ي ْو َم اَل َي ْن َف ُع َم ٌ‬
‫ْب سلِ ٍيم} سورة الشعراء‪ ،89-88 :‬فهو قلب ٍ‬
‫خال من الشبهات ومن الشهوات‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫َأتَى اللَّهَ بَِقل ٍ َ‬
‫‪ .1‬توحيد اهلل عز وجل وسالمة العقيدة‪:‬‬
‫أعظم خط وات إص الح للقلب ه و التوحيد‪ ،‬وس المة العقي دة‪ ،‬ق ال س بحانه عن إب راهيم علي ه الس الم‪ِ{ :‬إ ْذ َج َ‬
‫اء َربَّهُ‬
‫موحد خالص‪ ،‬فقد جاء ربه بتوحيده وإخالصه‪ ،‬ولذلك هو خليل الرمحن‪.‬‬ ‫ْب َسلِ ٍيم} الصفات‪ 88 :‬أي ِّ‬ ‫بَِقل ٍ‬
‫‪ .2‬ابتعاد القلب عن والقوع في الشبهات‬
‫ك ذلك ف إن ابتع اد القلب عن الوق وع في الش بهات خط وة أساس ية ورئيس ة يف إص الح القلب‪ ،‬فالش بهات هي ال يت‬
‫تدمر القلب وتفسده‪.‬‬
‫ف ِم ْن َب ْع ِد ِه ْم‬
‫أيض ا البعد عن الشهوات‪ ،‬ألن الشهوات ظلمة‪ ،‬وهي تنكت يف القلب نكت اً؛ فتكاد أن تُظلمه (فَ َخلَ َ‬ ‫ً‬
‫الش َهو ِ‬
‫ف َي ْل َق ْو َن غَيًّا)‬
‫ات فَ َس ْو َ‬ ‫الصاَل ةَ َو َّاتَبعُوا َّ َ‬
‫َأضاعُوا َّ‬
‫ْف َ‬‫َخل ٌ‬
‫التعبد من المحرمات والذنوب‬ ‫‪.3‬‬
‫كذلك على المؤمن إذا أراد إصالح قلبه‪ ،‬إذا وقع يف معصية أن يبادر إىل التوبة واالستغفار منها‪ ،‬كما يبادر إذا وقع‬
‫على ثوب ه ش يء بغس له مباش رة ومن واق ع احلي اة ق د تالحظ ون أن من يغس ل ثوب ه مباش رة إذا أص ابه أذى أس رع وأجنع أث راً ممن‬
‫يغسله بعد أن يصيبه ويدنسه‪ ،‬فكذلك إذا أصاب معصية يتوب إىل اهلل ويستغفر فورا‪ ،‬قال سبحانه‪{ :‬والَّ ِذين ِإ َذا َفعلُوا فَ ِ‬
‫اح َش ةً‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫الذنُوب ِإاَّل اللَّهُ ولَم ي ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُّروا َعلَى َم ا َف َعلُ وا َو ُه ْم َي ْعلَ ُم و َن)‪.‬‬ ‫َ ُْ‬ ‫ِر ُّ َ‬ ‫َْأو ظَلَ ُم وا َأْن ُف َس ُه ْم ذَ َك ُروا اللَّهَ فَ ْ‬
‫اس َت ْغ َف ُروا لِ ُذنُوب ِه ْم َو َم ْن َي ْغف ُ‬
‫مريم ‪59 :‬‬
‫وعلى املؤمن أال ييأس من روح اهلل جل وعال‪ ،‬فليتب قبل أن تتكاثر عليه معاصيه فتهلكه‪.‬‬

‫الذكر هلل عز وجل‬ ‫‪.4‬‬


‫ِ‬
‫وذ ْكر اهلل سبحانه‪ ،‬هو دواء القلب وشفاؤه‪ ،‬وهو حياة القلوب‪ ،‬وال يكاد القلب أن يصري حياً وهو بعيد عن ذكر اهلل‪.‬‬

‫وأخ يرا ف القلب كالب دن ل ه مغ ذيات‪ ،‬وغ ذاؤه بق راءة الق رآن وت دبره‪ ،‬ونواف ل الطاع ات من الص الة والص يام‬
‫والت َّع ُو ُد على خبيئة الصالحات من الصدقات لتقوي اإليمان وسجود جوف الليل اآلخر بالخشوع والخضوع‬
‫والزكاة‪َ ،‬‬
‫وحسن األخالق‪.‬‬

You might also like