إنّ منهجية التّعليق على الحكم أو القرار القضائي هي دراسة نظرية وتطبيقية في آن واحد لمسألة قانونية معينة

‫السنة الثانية حقوق فوج ‪ 23‬د منهجية التعليق على قرار أو حكم قضائي‬
‫منهجية التعليق على قرار أو حكم قضائي‬
‫خطة البحث ‪-‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪:‬مقدمة‬
‫مفهوم منهجية التعليق على قرار أو حكم قضائي‬ ‫المبحث االول ‪:‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬تعريف منهجية التغليق على قرار أو حكم قضائي‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف االحكم و القرارات القضائية و مكّو ناتها‬
‫المرحلة التحضيرية و المرحلة التحريرية‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬المرحلة التحضيرية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المرحلة التحريرية‬
‫‪ :‬الخاتمة‬
‫‪:‬المصادر و المراجع‬
‫‪1‬‬
‫‪:‬مقدمة‬
‫يمثل التعليق على االحكام والقرارات القضائية اهم الدراسات التطبيقية في مجال القانون ألنه‬
‫يسعى الى تبيان وتوضيح االسس و السبل المادية والقواعد القانونية التي اعتمدت في منطوق‬
‫اي قرار او حكم قضائي وما يقتضي من جمع بين المعارف النظرية في المواد القانونية و‬
‫‪ .‬طرق واساليب المنهجية التي تتسم بتقسيم اي حكم او قرار بث فيه من القضاء‬
‫ولهدا وجب على المعلق عند تعليقه على اي حكم او قرار قضائي تطبيق الطريقة المنهجية‬
‫والتي تفضي إلى إجابة متكاملة ومنطقية بناء على خطة مدروسة تمكنه من تحقيق نتيجة من‬
‫وراء تعليقه على الحكم أو القرار‪ ،‬بغيت التوصل إلى معرفة مدى صحة الحكم أو القرار بناء‬
‫على تحليل منطقي وقرائن وأدلة في ضوء المنظور الفقهي والتشريعي واالجتهاد القضائي في‬
‫وبناء على ما تقدم‪ ،‬تطرح اإلشكالية االتية‬ ‫‪ :‬الموضوع إن وجد‪.‬‬
‫ما هي منهجية التعليق على األحكام والقرارات القضائية ؟‬
‫مفهوم منهجية التعليق على قرار أو حكم قضائي‬ ‫‪:‬‬ ‫المبحث االول‬
‫‪2‬‬
‫هو دراسة نظرية وتطبيقية في آن واحد لمسألة قانونية‪ ،‬يشمل التعليق على أحكام و قرارات‬
‫هيئات القضاء الوطني و هيئات القضاء الدولي ( محكمة العدل الدولية‪ ،‬المحكمة الجنائية‬
‫الدولية‪ ،‬مجلس اال من‬ ‫(‪....‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬تعريف منهجية التغليق على قرار أو حكم قضائي‬
‫هي النضر الى مسعى‬ ‫ان منهجية التعليق على قرار أو حكم قضائي لمسألة قانونية معينة‬
‫القاضي والتعرف على كيفية دراسته لهده االخيرة‪ ،‬وما هي االدلة التي اعتمد عليها في ذلك‬
‫والقواعد والمناهج التي طبقها على مختلف وقائع القضية وكيفية رده على طلبات الخصوم‪ ،‬ومن‬
‫خالل ذلك رصده للمشكل القانوني المطروح في النزاع ثم أخيرا الحل الذي قرره من حيث أسسه‬
‫‪.‬الواقعية والقانونية‬
‫دكتور‪ .‬علي محي الدين ‪ -‬محاضرات منهجية التعليق على حكم أو قرار قضائي جامعة الشاذلي بن جديد –الطارف‪ -‬كلية الحقوق ‪-‬‬
‫‪ -‬والعلوم السياسية ‪ -‬قسم الحقوق‬
‫‪ .‬محفوظ موهوب ‪ ،‬محاضرات في منهجية البحث العالي موجهة لطلبة سنة أولى ماستر ‪ ،‬جامعة عبد الرحمن ميرة ‪- 2019/2020‬‬
‫‪3‬‬
‫إن المطلوب من المعلق في أثناء التعليق على القرار‪ ،‬ليس العمل على إيجاد حّل للمشكل‬
‫القانوني باعتبار أن القضاء قد بث فيه‪ ،‬و لكنه مناسبة للتأمل و محاولة لفهم االتجاه الذي ذهب‬
‫إليه القضاء هذا من ناحية ‪ ،‬و من ناحية أخرى فالمطلوب هو التعليق على قرار ليس دراسة‬
‫قرار بشكل يتجاهل كليا موضوع الدعوى المعروضة‪ ،‬لذلك ال يجوز الغوص في بحث نظري‬
‫للموضوع الذي تناوله ذلك القرار‪ .‬فالمطلوب ليس بحث قانوني في موضوع معين‪ ،‬و إنما‬
‫التعليق على قرار يتناول مسألة قانونية معينة‪ ،‬الن التعليق على حكم او قرار قضاءي ما هو في‬
‫الحقيقة اال مناقشة تطبيقية لمسألة قانونية نظرية انطالقا من المعلومات الشخصية للمعلق في‬
‫ما يخص الدراسة النظرية حول الموضوع وبصفة عامة التعليق على حكم او قرار هو‬
‫تطبيق للقانون بصفة درا سية استناد للواقع العلمي المعاش وهو اطار تنازعي لحل‬
‫‪.‬اشكالية قائمة تتمثل في وجود مصلحتين او اكثر متنازعتين‬
‫)ان اغلب التعاليق تصب على القرارات الصادرة عن المحاكم العليا باعتبارها مرجع قضائيا‬
‫‪4‬‬
‫لباقي المحاكم اال ان التعليق يمكنه ان يتناول قرارات محاكم االستئناف او محاكم درجة( ‪1‬‬
‫" هو المنهج‬ ‫اولى كما يمكن االشارة الى ان حكم او قرار يعد تعبير عن المنهج القارئ‬
‫السليم ُيؤِّد ي إلى االعتقاد السليم " الدي يتبعه القاضي بعد ان يكون قد كييف الواقعة قانونيا‬
‫وحدد المشكلة المعروضة امامه و القاعدة المناسبة لحله والتي ترتكز على نص قانوني مناسب‬
‫"وهي الوقائع من األسباب الواقعية واالسباب القانونية "‬ ‫ال بد ان يكون الحكم مسببا‬
‫وهدا يتطلب من المعلق على القرار ان يفصل بوضوح كل من الوقائع و االدعاءات و ادلة‬
‫الخصوم على تعليل القاضي ثم مناقشة هدا التعليل والحل الدي توصل اليه طبعا و كل دللك‬
‫‪.‬في ظل القواعد العامة التي تحكم الموضوع‬
‫و لكي يكون التعليق على قرار سليما‪ ،‬يجب أن يكون الباحث "المعّلق" ملّما أساسا بالنصوص‬
‫القانونية التي تحكم النزاع‪ ،‬و أيضا بالفقه قديمه و حديثه الذي تعّر ض للمسألة‪ ،‬و كذا باالجتهاد‬
‫‪5‬‬
‫الذي تناول هذه المسألة و بالمراحل التاريخية التي مّر بها تطّو ره توّصال إلى الموقف األخير في‬
‫‪.‬الموضوع و من ثّم بيان انعكاسات ذلك الحّل من الوجهة القانونية‬
‫إن أول ما يتطلبه التعليق هو قراءة القرار أو الحكم عدة مرات دون تدوين أّي شيء‪ ،‬و يجب‬
‫دراسة كّل كلمة وردت في القرار ألنه من الصعب التعليق على قرار غير مفهوم ‪ ،‬ألن المهمة‬
‫سوف تكون معالجة العناصر و الجهات المختلفة للقرار موضوع التعليق في الشكل و األساس َو‬
‫وففق منهجية مرسومة مسبقا لحاالت التعليق‪ ،‬فال يترك من القرار ناحية عالجها إّال و يقتضي‬
‫التعّر ض لها في التعليق بإعطاء حكم تقييمي للقرار ككّل‪ ،‬و في كافة النقاط القانونية التي‬
‫‪.‬عالجها‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف االحكم و القرارات القضائية و مكّو ناتها‬
‫‪6‬‬
‫‪:‬االحكم و القرارات القضائية ‪1-‬‬
‫هي تلك االحكام والقرارات القضائية التي تصدر عن جهات القضاء بمختلف درجاتها بمناسبة‬
‫الفصل في النزاعات وكل منهما يعتبر تطبيقا للقانون وعمل قضائي بمعنى ان كليهما من مهام‬
‫‪.‬السلطة القضائية في ما يخص تطبيق القانون على المنازعات التي تثور بين االفراد‬
‫‪.‬وسنبين مدلول الحكم والقرار القضائي في الفقه القانوني وكدلك في التشريع القانوني تباعا‬
‫‪:‬أ‪ -‬في الفقه القانوني‬
‫إن مدلول الحكم أو القرار القضائي ال يثير أي إشكال من الناحية الفقهية‪ ،‬إذ ينصرف إلى مدلوله‬
‫‪.‬الواسع أو في معناه العام الذي ال يفرق بين الحكم القضائي والقرار القضائي‬
‫فعموم مدلول الحكم القضائي في فقه القانون‪ :‬كل قرار يصدر عن أية هيئة قضائية مختصة‬
‫‪.‬إقليميا وموضوعيا في إطار قواعد النظام القانوني السائد في الدولة‬
‫‪7‬‬
‫وهكذا فإن الحكم القضائي بهذا المعنى يشمل جميع صور وأشكال ما يصدر عن الجهات‬
‫القضائية المختلفة مهما كانت تسمياتها ودرجاتها وتشكيالتها واختصاصاتها‪ ،‬وهكذا فإنه ال فرق‬
‫‪.‬بين الحكم القضائي والقرار القضائي‬
‫‪:‬ب ‪ -‬في التشريع القانوني‬
‫إن الحكم القضائي في معناه الخاص التشريعي يفرق ‪Jugement‬‬
‫والقرار ‪ arrêt‬بين الحكم‬
‫‪،‬ويستند إلى معيار الهيئة القضائية المصدرة للحكم أو القرار القضائيين‬
‫فما يصدر عن محكمة الدرجة االولى(المحكمة االبتدائية في القضاء العادي أو المحكمة اإلدارية ‪-‬‬
‫يسمى‪ :‬حكما قضائيا‬ ‫‪،‬في القضاء االداري)‬
‫أما ما يصدر عن هيئات قضاء الدرجة الثانية (المجلس القضائي والمحكمة العليا في القضاء ‪-‬‬
‫‪ .‬العادي أو مجلس الدولة في القضاء اإلداري)‪ ،‬فيسمى قرارا قضائيا‬
‫‪8‬‬
‫‪:‬مكّو نات األحكام والقرارات القضائية ‪2-‬‬
‫إن أي حكم أو قرار قضائي يتضّمن أجزاء ومكّو نا ت تمّث ل وحدة كاملة بينهما‪ ،‬وتتجّلى في‬
‫‪:‬العناصر اآلتية‬
‫‪.‬أ‪ -‬ديباجة الحكم أو القرار‪ :‬تشمل الجهة القضائية‪ ،‬تشكيلتها واألطراف‬
‫‪ :‬ويتضمن‬
‫اسم المحكمة‪-‬‬
‫تاريخ ومكان اصدار الحكم ‪-‬‬
‫اسماء الخصوم وصفاتهم ‪-‬‬
‫اسماء القضاة عضو النيابة و كاتب الجلسة ‪-‬‬
‫ب ‪ -‬األسس الجرائية والقانونية التي تجدد طبيعة الطعن‪ ،‬مثل االستئناف أو النقض وطبيعة‬
‫‪.‬النزاع‬
‫‪9‬‬
‫ج‪ -‬الوقائع ‪ :‬هي التي تفسر طبيعة وجود النزاع بين االطراف اي وصف النزاع قبل‬
‫وصوله الى القضاء و وصف االجراءات التي اتبعت بدا بإصدار الحكم االول الى عرضها‬
‫‪.‬للدرجة (‪)2‬الثانية‬
‫د‪ -‬الحيثيات ‪ :‬تتكون من االسباب المادية والقانونية التي سيبنى عليها منطوق الحكم او القرار‬
‫وهي االسباب الموضوعية القانونية التي دفعت القاضي الى منطوق الحكم دون غيرها ولمادا ثم‬
‫‪.‬تأييد او رفض طلبات الخصوم‬
‫‪.‬تكون الحيثيات في شكل فقرات متعددة وتأخذ عادتًا الحيز االكبر من الحكم او القرار‬
‫ويتضمن الفصل في النزاع وحل المشكل القانوني المعروض في‬ ‫ه‪ -‬منطوق الحكم او القرار ‪:‬‬
‫‪ .‬الوقائع اي النتيجة التي توصل اليها القاضي‬
‫‪10‬‬
‫الثاني ‪ :‬المرحلة التحضيرية و المرحلة التحريرية‬ ‫المبحث‬
‫المرحلة التحضيرية ‪:‬المطلب االول‬
‫في هذه المرحلة يستخرج المعلق من القرار قائمة‪ ،‬يقصد منها إبراز جوهر عمل القاضي وصوال‬
‫‪:‬إلى الحكم أو القرار الذي توصل إليه‪ .‬و هدا ما سنتناوله في ما يلي‬
‫‪:‬أطراف النزاع ‪1-‬‬
‫يذكر المعلق طبيعة النص‪ :‬حكم أو قرار‪ ،‬ثم رقمه وتاريخ إصداره والجهة المصدرة له‪،‬‬
‫ثم يذكر أسماء أطراف النزاع وصفاتهم ( مدعي أو مدعى عليه)‪ ،‬الطاعن المطعون ضده‪....‬‬
‫شخص طبيعي أو معنوي‪....‬الخ‬
‫‪2-‬‬ ‫الوقائع‬
‫‪"،‬أي كّل األحداث التي أّد ت إلى نشوء النزاع ‪ :‬مثاال ‪ - :‬تصرف قانوني "كالبيع والتسويق‬
‫‪".‬أقوال مثل "وعد"‪ ،‬أو‪ -‬أفعال مادية "كالضرب ‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫محفوظ موهوب ‪ ،‬محاضرات في منهجية البحث العالي موجهة لطلبة سنة ‪-‬‬
‫أولى ماستر ‪ ،‬جامعة عبد الرحمن ميرة ‪ ، 2019/2020‬ص‪16‬‬
‫‪.‬حمزة عباس‪ ،‬محاضرات السداسي الربع ليسانس مقياس منهجية العلوم القانونية (تقسيمات البحث العلمي)‪ ،‬جامعة عاشور الجلفة ‪-‬‬
‫‪:‬و يشترط‬
‫‪11‬‬
‫أّال يستخرج الباحث إّال الوقائع التي تهّم في حّل النزاع ‪-‬‬
‫عند القراءة المتأّن ية قد يقع المعّلق على واقعة قد تكون جوهرية‪ ،‬و من شأنها أن تؤثر في الحّل –‬
‫الذي وضعه القاضي إيجابا أو سلبا‬
‫‪ -‬البّد من استخراج الوقائع متسلسلة تسلسال زمنّيا حسب وقوعها‪ ،‬و مرتبة في شكل نقاط‬
‫– االبتعاد عن افتراض وقائع لم تذكر في القرار ‪.‬‬
‫اإلجراءات ‪3-‬‬
‫هي مختلف المراحل القضائية التي مّر بها النزاع عبر درجات التقاضي إلى غاية صدور القرار‬
‫محّل التعليق‪ .‬فإذا كان التعليق يتناول قرارا صادرا عن مجلس قضائي‪ ،‬يجب اإلشارة إلى الحكم‬
‫الصادر عن المحكمة االبتدائية ‪ ،‬و الذي كان موضوعا للطعن باالستئناف أمام المجلس القضائي‪،‬‬
‫و إذا كان القرار موضوع التعليق صادرا عن المحكمة العليا‪ ،‬يصبح جوهريا إبراز مراحل‬
‫‪.‬عرض النزاع على المحكمة و المجلس القضائي‬
‫‪-‬‬ ‫ص ‪- 19‬‬ ‫نفس المرجع محفوظ موهوب‪،‬‬
‫‪12‬‬
‫الكن بفرض أن محّل التعليق هو حكم محكمة‪ ،‬فقد تكون لبعض المراحل اإلجرائية في الدعوى‬
‫أهميتها في تحديد معنى الحكم‪ ،‬مثال‪ :‬يجدر بالمعّلق اإلشارة إلى الخبرة‪ ،‬إذا تمّت إحالة الدعوى‬
‫‪.‬إلى الخبرة‬
‫االدعاءات ‪4-‬‬
‫و هي مزاعم و طلبات أطراف النزاع التي استندوا عليها للمطالبة بحقوقهم‬
‫يجب أن تكون االدعاءات مرّت بة‪ ،‬مع شرح األسانيد القانونية‪ ،‬أي ذكر النص القانوني الذي‬
‫"اعتمدوا عليه‪ ،‬وال يجوز االكتفاء بذكر "سوء تطبيق القانون"‪ ،‬أو "مخالفة القانون‬
‫فالبناء كّله يعتمد على االدعاءات‪ ،‬و ذلك بهدف تكييفها و تحديد األحكام القانونية التي تطبق‬
‫عليها‪ ،‬أي أن األحكام و القرارات البّد أن تستند إلى اّد عاءات الخصوم للمطالبة بحقوقهم بما أن‬
‫‪.‬ادعاءات الطرفين تكون متضاربة ومتقابلة وهدا التضارب يصبح يطرح مشكل قانوني‬
‫ص ‪- 20-19‬‬ ‫نفس المرجع محفوظ ‪،‬‬
‫‪13‬‬
‫المشكل القانوني ‪5-‬‬
‫و هو السؤال الذي يتبادر إلى ذهن القاضي عند الفصل في النزاع‪ ،‬ألّن تضارب االدعاءات يثير‬
‫مشكال قانونّيا يقوم القاضي بحّله في أواخر حيثيات القرار‪ ،‬قبل وضعه في منطوق الحكم‪ .‬إذن‬
‫المشكل القانوني ال يظهر في القرار و إّن ما يستنبط من االدعاءات و من الحّل القانوني الذي‬
‫‪.‬توّصل إليه القاضي‬
‫ومن شروط طرح المشكل القانوني ‪:‬‬
‫‪ -‬البّد أن يطرح في شكل سؤال أو عّد ة أسئلة‪ ،‬أي سؤال رئيسي و أسئلة فرعية ‪.‬‬
‫‪، -‬أن يطرح بأسلوب قانوني‬
‫أّال ٌيستشكل ماال مشكلة فيه‪ :‬فعلى المعّلق أن يبحث عن المشكل القانوني الذي يوصله إلى حّل النزاع‪- .‬‬
‫أّما المسائل التي لم يتنازع عليها األطراف‪ ،‬فال تطرح كمشكل قانونّي‬
‫بقدر ما طرح اإلشكال بطريقة صحيحة بقدر ما ٌيوَّفق المعّلق في تحليل المسألة القانونّية المعروضة‬
‫‪ -.‬من خالل الحكم أو القرار القضائي‬
‫ص ‪- 20-19‬‬ ‫نفس المرجع محفوظ ‪،‬‬
‫الحل القانوني ‪6 -‬‬
‫‪14‬‬
‫يذكر الباحث السند القانوني الذي اعتمده القاضي كحل للنزاع المعروض عليه‬
‫منطوق القرار – ‪7‬‬
‫يذكره الباحث المعلق كما ورد حرفيا في نص القرار ‪.‬‬
‫إذن المرحلة التحضيرية هي عبارة عن عمل وصفي من قبل المعّلق و عليه أن يتوّخ ى في شأنه الّد قة‬
‫‪.‬على اعتبار أّن تحليالته الّالحقة‪ ،‬سوف تنبني على ما استخلصه في هذه المرحلة‬
‫المرحلة التحريرية‪:‬المطلب الثاني‬
‫‪15‬‬
‫تقتضي هذه المرحلة وضع خّط ة لدراسة المسألة القانونية و اإلجابة على اإلشكال القانوني الذي‬
‫‪.‬يطرحه القرار ثّم مناقشتها‬
‫و يشترط في هذه الخّط ة ‪:‬‬
‫أن تكون خّط ة مصّممة في شكل مقّد مة‪ ،‬صلب موضوع يحتوي على مباحث و مطالب و ‪-‬‬
‫‪.‬خاتمة‬
‫أن تكون خطة تطبيقّية‪ ،‬أي تتعّلق بالقضّية و أطراف الّن زاع من خالل العناوين‪ .‬فعلى المعّلق ‪-‬‬
‫تجّن ب الخطة النظرية‪ ،‬كما عليه تجنب الخطة المكونة من مبحث نظري و مبحث تطبيقي ألن هذه‬
‫‪ .‬الخطة‪ ،‬ستؤّد ي حتما إلى تكرار المعلومات‬
‫‪.‬أن تكون خطة دقيقة‪ ،‬فمن األحسن تجّن ب العناوين العامة ‪-‬‬
‫محفوظ موهوب ‪ ،‬ص‪- 21‬‬
‫‪16‬‬
‫أن تكون خطة متوازنة و متسلسلة تسلسال منطقيا بحيث تكون العناوين من حيث مضمونها ‪-‬‬
‫متتابعة وفقا لتتابع وقائع القضية‪ ،‬فتظهر بذلك بداية القضية في بداية الخّط ة‪ ،‬كما تنتهي القضية‬
‫‪.‬بنهاية الخطة‬
‫أن توضع خطة تجيب على المشكل القانوني المطروح‪ ،‬فإذا كان ممكنا يتّم استخراج اشكاليتين ‪-‬‬
‫قانونيتين‪ ،‬و تعالج كل واحدة منهما في مبحث‪ ،‬و هي الخطة المثالية في معالجة أغلب المسائل‬
‫القانونية المطروحة من خالل األحكام و القرارات القضائّية‬
‫بعدما يضع المعّلق الخّط ة بّك ل عناوينها‪ ،‬يبدأ من خاللها في مناقشة المسألة القانونية التي يتعّلق‬
‫بها الحكم أو القرار القضائي محّل التعليق ابتداء بالمقدمة مرورا بصلب الموضوع‪ ،‬إلى أن يصل‬
‫‪.‬إلى الخاتمة‬
‫المقدمة ‪:‬‬
‫في المقدمة‪ ،‬يبدأ المعّلق بعرض موضوع المسألة القانونية محّل التعليق في جملة وجيزة‪ ،‬بعدها‬
‫يلخص قضية الحكم أو القرار فقرة متماسكة‪ ،‬يسرد فيها بإيجاز كّل من الوقائع و اإلجراءات و‬
‫‪-‬نفس المرجع ص‪- 24-23-‬‬
‫‪17‬‬
‫االدعاءات منتهيا بطرح المشكل القانوني بصفة مختصرة تعتبر كمدخل إلى صلب الموضوع ‪.‬‬
‫فاالنطالق من المحكمة مصدرة القرار مثال له أهمّية قصوى‪ ،‬حيث يمّك ن الباحث من المقارنة في‬
‫التحليل بين قضاة عّد ة محاكم لمعرفة االتجاه الغالب بالنسبة لالجتهاد القضائي‪ .‬أّما إذا كان القرار‬
‫صادرا من المحكمة العليا‪ ،‬فيمكن مقارنته مع غيره من القرارات الصادرة من المحكمة العليا‪.‬‬
‫كما أن ذكر تاريخ صدور القرار له أهمية لمعرفة ما إذا كان قد وقع هناك تحّو ل لالجتهادات‬
‫السابقة‪ ،‬أم وقع تفسير جديد لقاعدة قانونية معينة‪ ،‬أم تّم اللجوء إلى قاعدة قانونية أخرى ‪....‬إلخ‬
‫الموضوع ‪:‬‬
‫في صلب الموضوع يقوم المعلق في كّل نقطة من نقاط الخّط ة بوضع "عنوان" ومناقشة كل جزء‬
‫من المسألة القانونية المطلوب دراستها‪ ،‬مناقشة نظرية و تطبيقية مع إعطاء رأيه في الحّل النزاع‬
‫‪.‬القانوني فالدراسة تكون موضوعية و شخصية‬
‫الدراسة الموضوعية‪ ::‬أوال‬
‫نشير في هذه الدراسة إلى موقف هذا الحل بالنسبة للنصوص القانونية‪ ،‬هل استند إلى نّص‬
‫قانوني؟‬
‫ص ‪- 23‬‬ ‫‪-‬نفس المرجع ‪،‬‬
‫‪18‬‬
‫هل هذا النص واضح أم غامض ؟ ‪-‬‬
‫كيف تّم تفسيره؟ ‪-‬‬
‫‪ -‬وفق أّي اتجاه؟‬
‫موقف الحّل بالنسبة للفقه‪ ،‬ماهي اآلراء الفقهية بالنسبة لهذه المسألة‪ ،‬ما هو الرأي الذي اعتمده ‪-‬‬
‫‪.‬القرار المنطوق به‬
‫موقف هذا الّح ل بالنسبة لالجتهاد‪ ،‬هل يتوافق مع االجتهاد السابق‪ ،‬أم يطّو ره أم أنه يشّك ل نقطة ‪-‬‬
‫تحّو ل بالنسبة له؟‬
‫و بالتالي يجب على المعّلق االستعانة بالمعلومات النظرية المتعّلقة بالمسألة القانونية محّل التعليق‪،‬‬
‫ثّم الرجوع في كّل مّر ة إلى حيثيات الحكم أو القرار محّل التعليق لتطبيق تلك المعلومات على‬
‫‪.‬القضية المطروحة‬
‫‪19‬‬
‫دراسة شخصية‪ : :‬ثانيا‬
‫من خالل إعطاء حكم تقييمي للحّل الذي جاء به القرار ‪ .‬و هل يرى المعلق بأن هناك حكم‬
‫‪.‬أفضل‪ ،‬له نفس محاسن الحّل المعطى‪ ،‬دون أن تكون له سيئاته‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫في الخاتمة يخرج الباحث بنتيجة مفادها أّن المشكل القانوني الذي يطرحه الحكم أو القرار‬
‫القضائي محّل التعليق يتعّلق بمسألة قانونية معينة لها حّل قانوني معّين يذكره المعّلق معالجا بذلك‬
‫الحّل الذي توصل إليه القضاة إّما باإليجاب أي بموافقته أو رفضه مع عرض البديل‪ ،‬و بهذا يختم‬
‫‪.‬المعّلق تعليقه على القرار‬
‫‪-‬محفوظ موهوب مرجع سبق دكره ص ‪- 23-‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ :‬الخاتمة‬
‫و ختاما فإننا نستطيع القول ان منهجية التعليق على قرار أو حكم قضائي هي دراسة نظرية‬
‫و تطبيقية في آن واحد لمسألة قانونية معينة‪ ،‬إذ أن القرار أو الحكم القضائي هو عبارة عن بناء‬
‫منطقي‪ ،‬فجوهر عمل القاضي يتمثل في إجراء قياس منطقي بين مضمون القاعدة القانونية التي‬
‫تحكم النزاع‪ ،‬وبين العناصر الواقعية لهذا النزاع‪ ،‬وهو ما يفضي إلى نتيجة معينة‪ ،‬هي الحكم‬
‫الذي يتم صياغته في منطوق الحكم‪ ،‬وهي نفس الحظوات أو نفس المنهجية التي يتبعها المعلق‬
‫‪.‬عند تعليقه على قرار او حكم قضائي‬
‫‪21‬‬
‫‪:‬قائمة المراجع و المصادر‬
‫‪-‬‬
‫دكتور‪ .‬علي محي الدين ‪ -‬محاضرات منهجية التعليق على حكم أو قرار قضائي جامعة الشاذلي بن ‪1-‬‬
‫‪-‬جديد الطارف‪ -‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ -‬قسم الحقوق‬
‫محفوظ موهوب ‪ ،‬محاضرات في منهجية البحث العالي موجهة لطلبة سنة أولى ماستر ‪ ،‬جامعة عبد ‪2-‬‬
‫‪.‬الرحمن ميرة ‪2019/2020‬‬
‫حمزة عباس‪ ،‬محاضرات السداسي الربع ليسانس مقياس منهجية العلوم القانونية (تقسيمات البحث ‪3-‬‬
‫‪.‬العلمي)‪ ،‬جامعة عاشور الجلفة‬
‫‪22‬‬

إنّ منهجية التّعليق على الحكم أو القرار القضائي هي دراسة نظرية وتطبيقية في آن واحد لمسألة قانونية معينة

Uploaded by

Document Information

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

إنّ منهجية التّعليق على الحكم أو القرار القضائي هي دراسة نظرية وتطبيقية في آن واحد لمسألة قانونية معينة

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫السنة الثانية حقوق فوج ‪ 23‬د منهجية التعليق على قرار أو حكم قضائي‬

‫منهجية التعليق على قرار أو حكم قضائي‬

‫خطة البحث ‪-‬‬ ‫‪-‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬تعريف منهجية التغليق على قرار أو حكم قضائي‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف االحكم و القرارات القضائية و مكّو ناتها‬

‫المرحلة التحضيرية و المرحلة التحريرية‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬المرحلة التحضيرية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المرحلة التحريرية‬

‫وبناء على ما تقدم‪ ،‬تطرح اإلشكالية االتية‬ ‫‪ :‬الموضوع إن وجد‪.‬‬

‫ما هي منهجية التعليق على األحكام والقرارات القضائية ؟‬

‫الدولية‪ ،‬مجلس اال من‬ ‫(‪....‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬تعريف منهجية التغليق على قرار أو حكم قضائي‬

‫‪.‬اشكالية قائمة تتمثل في وجود مصلحتين او اكثر متنازعتين‬

‫‪.‬في ظل القواعد العامة التي تحكم الموضوع‬

‫‪.‬الموضوع و من ثّم بيان انعكاسات ذلك الحّل من الوجهة القانونية‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف االحكم و القرارات القضائية و مكّو ناتها‬

‫‪:‬أ‪ -‬في الفقه القانوني‬

‫‪.‬إقليميا وموضوعيا في إطار قواعد النظام القانوني السائد في الدولة‬

‫‪.‬بين الحكم القضائي والقرار القضائي‬

‫‪:‬ب ‪ -‬في التشريع القانوني‬

‫إن الحكم القضائي في معناه الخاص التشريعي يفرق ‪Jugement‬‬

‫والقرار ‪ arrêt‬بين الحكم‬

‫‪،‬ويستند إلى معيار الهيئة القضائية المصدرة للحكم أو القرار القضائيين‬

‫يسمى‪ :‬حكما قضائيا‬ ‫‪،‬في القضاء االداري)‬

‫‪ .‬العادي أو مجلس الدولة في القضاء اإلداري)‪ ،‬فيسمى قرارا قضائيا‬

‫‪.‬أ‪ -‬ديباجة الحكم أو القرار‪ :‬تشمل الجهة القضائية‪ ،‬تشكيلتها واألطراف‬

‫تاريخ ومكان اصدار الحكم ‪-‬‬

‫اسماء الخصوم وصفاتهم ‪-‬‬

‫اسماء القضاة عضو النيابة و كاتب الجلسة ‪-‬‬

‫‪.‬تأييد او رفض طلبات الخصوم‬

‫‪ .‬الوقائع اي النتيجة التي توصل اليها القاضي‬

‫الثاني ‪ :‬المرحلة التحضيرية و المرحلة التحريرية‬ ‫المبحث‬

‫المرحلة التحضيرية ‪:‬المطلب االول‬

‫‪:‬أطراف النزاع ‪1-‬‬

‫شخص طبيعي أو معنوي‪....‬الخ‬

‫‪".‬أقوال مثل "وعد"‪ ،‬أو‪ -‬أفعال مادية "كالضرب ‪-‬‬

‫الذي وضعه القاضي إيجابا أو سلبا‬

‫– االبتعاد عن افتراض وقائع لم تذكر في القرار ‪.‬‬

‫‪.‬عرض النزاع على المحكمة و المجلس القضائي‬

‫‪-‬‬ ‫ص ‪- 19‬‬ ‫نفس المرجع محفوظ موهوب‪،‬‬

‫و هي مزاعم و طلبات أطراف النزاع التي استندوا عليها للمطالبة بحقوقهم‬

‫ص ‪- 20-19‬‬ ‫نفس المرجع محفوظ ‪،‬‬

‫‪.‬توّصل إليه القاضي‬

‫ومن شروط طرح المشكل القانوني ‪:‬‬

‫‪، -‬أن يطرح بأسلوب قانوني‬

‫‪ -.‬من خالل الحكم أو القرار القضائي‬

‫ص ‪- 20-19‬‬ ‫نفس المرجع محفوظ ‪،‬‬

‫الحل القانوني ‪6 -‬‬

‫منطوق القرار – ‪7‬‬

‫يذكره الباحث المعلق كما ورد حرفيا في نص القرار ‪.‬‬

‫المرحلة التحريرية‪:‬المطلب الثاني‬

‫‪.‬يطرحه القرار ثّم مناقشتها‬

‫و يشترط في هذه الخّط ة ‪:‬‬

‫‪ .‬الخطة‪ ،‬ستؤّد ي حتما إلى تكرار المعلومات‬

‫محفوظ موهوب ‪ ،‬ص‪- 21‬‬

‫القانونية المطروحة من خالل األحكام و القرارات القضائّية‬

‫‪-‬نفس المرجع ص‪- 24-23-‬‬

‫‪.‬القانوني فالدراسة تكون موضوعية و شخصية‬

‫الدراسة الموضوعية‪ ::‬أوال‬

‫ص ‪- 23‬‬ ‫‪-‬نفس المرجع ‪،‬‬

‫كيف تّم تفسيره؟ ‪-‬‬

‫‪ -‬وفق أّي اتجاه؟‬

‫‪.‬القرار المنطوق به‬

‫تحّو ل بالنسبة له؟‬