You are on page 1of 6

‫المملكة المغربية‬

‫وزارة العدل‬
‫محكمة االستئناف اإلدارية بمراكـش‬
‫الغـرفـة األولى‬
‫قرار رقــم‪86 :‬‬
‫بتاريـخ‪ 22 :‬صفر‪ 1430‬موافـق‪ 18 :‬فبرايـر‪2009‬‬
‫رقمه بالمحكمة اإلداريـة‪2007/443 :‬‬
‫رقمه بمحكمة االستئناف اإلدارية‪1-08/8/308:‬‬

‫أصل القرار المحفـوظ بكتابـة الضبـط‬


‫بمحكمة االستئناف اإلدارية بمراكـش‬
‫باسم جـاللة المـلك‬
‫القاعـدة‪:‬‬
‫‪ -‬تسـويـة الوضعـيـة الفرديـة‪:‬‬
‫‪ -‬مناط التمييز بين دعوى قضاء اإللغاء ودعوى القضاء الشامل في مجال الوضعية الفردية هو مصدر الحق‬
‫المطالب به‬
‫‪ -‬كون الحق المدعى به يجد سنده في القانون يجعل المنازعة مصنفة ضمن القضاء الشامل وهو ما يجعل‬
‫صاحب الشأن غير مقيد بأي أجل قصد اللجوء إلى القضاء‪.....‬نعـم‬

‫بتاريـخ‪ 22 :‬صفـر‪ ،1430‬الموافق ‪ .2009 / 02 / 18‬أصدرت محكمة االستئناف اإلدارية بمراكش في‬
‫جلستها العلنية وهي مؤلفة من السادة‪:‬‬
‫……………………‪ .‬رئـيـسا‬
‫……………………‪ .‬مستشـارا مـقـررا‬
‫……………………‪ .‬مستشـارا‬
‫………………………‪ .‬مفـوضا ملكيـا‬
‫……………………‪ ..‬كاتبـا للضبـط‬

‫بـيـن‪ .………………… - :‬والجاعل محل المخابرة معها بمكتب األستاذ ………‪ .‬المحامي بهيئة‬
‫أكادير‪ .‬بصفتها مستأنفـة‬
‫‪-‬مـن جهـة‪-‬‬
‫وبـيـن‪ ،.…………… -:‬الساكن ……………‪ .‬أكادير‪.‬‬
‫ينـوب عنه األستاذ ………… المحامي بهيئة أكاديـر بصفته مستأنفا عليه‬
‫‪-‬من جهة أخرى‪-‬‬
‫بحضـور السـادة‪:‬‬
‫‪ -‬وزير الداخلية بمكاتبه بالرباط‬
‫‪ -‬الوكيل القضائي للمملكة بالرباط‬
‫‪ -‬الدولة المغربية في شخص الوزير األول بالرباط‬
‫‪ -‬من جهة أخـرى‪-‬‬

‫الـقـرار التالـي‪:‬‬
‫بـنـاء على مقال االستئناف والحكم المستأنف ومستنتجات الطرفين ومجموع الوثائق المدرجة بالملـف‪.‬‬
‫وبنـاء على تقرير المستشـار المقرر الذي لم تقع تالوتـه في الجلسـة بإعفاء من الرئيس وعـدم معارضـة‬
‫الطرفيـن‪.‬‬
‫وبنـاء على األمر بالتخلي الصادر بتاريـخ ‪ 2008/12/25‬والمبلغ بصفة قانونية إلى الطرفين‬
‫وتطبيقـا لمقتضيات الفصل‪ 134‬وما يليه والفصل‪ 328‬وما يليه والفصل ‪ 429‬من قانون المسطرة المدنية‬
‫والقانون رقم ‪ 80-03‬المحدثة بموجبه محاكم استئناف إداريـة‪.‬‬
‫وبعد االستماع إلى مستنتجات السيد المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق والمداولة طبقا للقانـون‪.‬‬

‫الـوقـائـع‬
‫وبنـاء على المقال المرفوع بتاريخ ‪ 2008/09/02‬من طرف ………… بأكادير بواسطة نائبها والذي‬
‫تستأنف بموجبه الحكم عدد ‪ 2008/309‬الصادر عن المحكمة اإلدارية بأكادير بتاريخ ‪ 2008/05/21‬في‬
‫الملف عدد ‪ 2007/443‬والقاضي بالحكم على الوكالة المذكورة بتسوية الوضعية المعاشية للمدعي بتصنيفه‬
‫بالسلم‪ 11‬الدرجة ‪ 6‬ابتداء من ‪ 1997/01/01‬مع ما يترتب عن ذلك قانونا‪.‬‬
‫وبناء على االستئناف الفرعي المقدم من طرف السيد ……‪ .‬بواسطة نائبه ضد نفس الحكم المشار إلى‬
‫مراجعه أعـاله‪.‬‬
‫‪ -1‬في الشكـل‪:‬‬
‫‪ -‬حيث بلغ الحكم االبتدائي إلى الوكالة الطاعنة بتاريخ ‪ 2008/08/04‬حسب الثابت من طي التبليغ الموجود‬
‫بالملف فبادرت إلى استئنافه بتاريخ ‪ 2008/09/02‬أي داخل األجل المقرر قانونا‪.‬‬
‫‪ -‬وحيث قدم االستئناف عالوة على ذلك ممن له الصفة والمصلحة فيتعين قبوله شكـال‪.‬‬
‫‪ -‬حيث إن االستئناف الفرعي يعتبر ناتجا عن االستئناف األصلي فيتعين قبوله هو اآلخر‪.‬‬
‫‪ -2‬في الموضـوع‪:‬‬
‫حيث يؤخذ من وثائق الملف ومن محتوى الحكم المستأنف أنه بتاريخ ‪ 2007/10/10‬تقدم السيد……‪..‬‬
‫بمقال أمام المحكمة اإلدارية بأكادير عرض فيه أنه التحق بالوكالة المستقلة للنقل الحضري بأكادير في إطار‬
‫الخدمة المدنية ابتداء من ‪ 1982/12/03‬إلى غاية ‪ 1984/12/02‬وبتاريخ ‪ 1984/12/03‬عين مستخدما‬
‫رسميا بها كرئيس مكتب الموظفين السلم ‪ 9‬واستمر في هذه المهمة إلى غاية ‪ 1987/01/01‬حيث تمت‬
‫ترقيته إلى السلم ‪ 10‬من الدرجة ‪ 2‬وعين رئيسا للمصلحة اإلدارية واستمر في هذه المهمة إلى غاية‬
‫‪ 2005/12/31‬تاريخ تمتيعه بالمغادرة الطوعية وأنه بقي مجمدا بالسلم ‪ 10‬لمدة ‪ 19‬سنة خاصة وأنه كان‬
‫محقا بمجرد ترقيته إلى الدرجة السابعة السلم العاشر بتاريخ ‪ 1997/01/01‬أن تتم ترقيته إلى السلم ‪11‬‬
‫الدرجة ‪ 6‬طبقا للقانون األساسي للوكالة‪ ،‬وهو الشيء الذي أهملته المدعى عليها رغم مطالباته المتكررة‪،‬‬
‫وأن النظام األساسي للوكالة وكذا المرسوم رقم ‪ 2-62-345‬بشأن النظام األساسي الخاص بأسالك اإلدارة‬
‫المركزية والموظفين المشتركين باالدارات العمومية يخوالنه حق الترقية إلى السلم ‪ 11‬الدرجة ‪ 6‬والتمس‬
‫اعتبارا لذلك الحكم بتسوية وضعيته اإلدارية والمالية بترتيبه في السلم‪ 11‬ابتداء من ‪ 1997/01/01‬إلى‬
‫‪ 2006/01/01‬مع ما يترتب عن ذلك قانونا والحكم بتسوية تعويضه عن المغادرة الطوعية على أساس‬
‫السلم‪ 11‬الدرجة ‪ 9‬والحكم له بالتعويض عن اإلهمال والضرر الالحق به قدره ‪ 10.000,00‬درهم مع‬
‫شمول الحكم بالنفاذ المعجل وبغرامة تهديدية قدرها ‪ 500,00‬درهمعن كل يوم تأخير عن التنفيذ وتحميل‬
‫المدعى عليهم الصائر‪.‬‬
‫وأجابت الوكالة المستقلة للنقل الحضري بأن الدعوى غير مقبولة لكون المدعي كان على علم بالقرار‬
‫الضمني الرافض لتسوية وضعيته دون أن يبادر إلى الطعن فيه داخل األجل القانوني وفي الموضوع‬
‫أوضحت أن النظام األساسي للوكالة وكذا الرسوم رقم ‪ 2.62.345‬المحتج بهما ال تنطبق أية حالة ومن‬
‫الحاالت الثالث الواردة بهما على حالة المدعي كما أن هذا األخير وقع إشهادا أكد فيه أنه غادر الوكالة‬
‫طوعا في إطار المغادرة الطوعية وأنه اطلع على مبلغ التعويض المخول في هذا الباب وقبله وأقر بأنه غير‬
‫دائن بأي شيء للوكالة بعد تسلمه مبلغ التعويض هذا فضال عن أن الطلب قد طاله التقادم بمرور سنة والمدة‬
‫الطويلة التي مرت على طلباته أثناء اشتغاله لديها أو عندما غادر ها طوعيا والتمست رفض الطلب‪.‬‬
‫وبعد التعقيب وانتهاء اإلجراءات قضت المحكمة بالحكم على الوكالة المستقلة للنقل الحضري بأكادير في‬
‫شخص ممثلها القانوني بتسوية الوضعية المعاشية للمدعي بتصنيفه بالسلم‪ 11‬الدرجة ‪ 6‬ابتداء من‬
‫‪ 1997/01/01‬مع ما يترتب على ذلك قانونا ورفض باقي الطلبات وتحميل المدعى عليها الصائر وهذا هو‬
‫الحكم المستأنف‪.‬‬

‫في أسبـاب االستئنـاف األصلـي‪:‬‬


‫‪ -‬حيث ركزت المستأنفة طعنها على األسباب التالية‪:‬‬
‫أن الحكم االبتدائي قضى لفائدة المدعي بتسوية وضعيته رغم تقادم طلبه طبقا ألحكام الفصل ‪ 388‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع وكذا مقتضيات مدونة الشغل‪.‬‬
‫أن المحكمة استجابت للطلب رغم أن الدعوى غير مقبولة باعتبار أن المستأنف عليه سبق له أن تقدم بنفس‬
‫الطلب إلى اإلدارة غير أنها لم ترد عليه الشيء الذي يعد رفضا ضمنيا ولم يبادر مع ذلك إلى الطعن فيه‬
‫باإللغاء داخل األجل المقرر قانونا وأن محكمة الدرجة األولى لم ترد على هذا الدفع المشار أمامه ال بالسلب‬
‫وال باإليجـاب‪.‬‬
‫أن المستأنف عليه أسس طلبه على مقتضيات المرسوم عدد ‪ 2.62.345‬الصادر بتاريخ ‪1963 /07/08‬‬
‫والمتعلق بالنظام األساسي الخاص بأسالك اإلدارة المركزية والموظفين التابعين لإلدارات العمومية وكذا‬
‫على النظام األساسي للوكالة المستقلة للنقل الحضري والحال أنه ليس بخريج السلك العالي وال هو بحامل‬
‫لدبلوم الدراسات العليا وال هو مختار من طرف اإلدارة وال تتوفر فيه الشروط المنصوص عليها بموجب‬
‫النظام األساسي للوكالة‪.‬‬
‫أن المستأنف عليه وبعدما صدر لفائدته القرار رقم ‪ 873‬بتاريخ ‪ 2005/11/29‬والذي تمت إحالته بمقتضاه‬
‫على التقاعد النسبي واستفاد من المغادرة الطوعية وتمتع بكل الحقوق المخولة له قانونا وسلم للوكالة إشهادا‬
‫أكد فيه أنه غادر العمل لديها في إطار المغادرة الطوعية وأنه اطلع على مبلغ التعويض المخول له والذي‬
‫قبله وأقر بأنه غير دائن للوكالة بأي شيء بعد تسلمه مبلغ التعويض‪.‬‬
‫والتمست اعتبارا لذلك إلغاء الحكم المطعون فيه والحكم من جديد بسقوط حق المستأنف عليه بالتقادم عمال‬
‫بمقتضيات الفصل ‪ 388‬من ق‪.‬ل‪.‬ع واحتياطيا الحكم بعدم قبول الطلب لعدم الطعن في القرار اإلداري‬
‫الضمني بخصوص المطالبة بتسوية الوضعية اإلدارية والمالية واحتياطيا أكثر الحكم برفض الطلب‪.‬‬
‫وأدلى المستأنف عليه بمذكرة جواب مشفوعة باستئناف فرعي أوضح في األولى أن ما ورد ضمن وسائل‬
‫المثارة من طرف الوكالة المستقلة للنقل الحضري بأكادير في مقالها ال يرتكز على أساس مؤكدا أن التقادم‬
‫المتمسك به استنادا إلى مقتضيات الفصل ‪ 388‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ال ينطبق على نازلة الحال والتي تحكمها‬
‫مقتضيات القانون رقم ‪ 56-03‬المتعلق بتقادم الديون المستحقة على الدولة والجماعات المحلية كما أن‬
‫الدعوى مرفوعة في إطار القضاء الشامل وهو ما يجعلها غير مقيدة بآجال الطعن باإللغاء واحتياطيا أشار‬
‫إلى أن الحكم االبتدائي صادف الصواب فيما قضى به من تسوية الوضعية اإلدارية وفي االستئناف الفرعي‬
‫عاب على محكمة الدرجة األولى كونها رفضت طلبه الرامي إلى الحكم له بتعويض قدره ‪10.000,00‬‬
‫درهم دون تعليل والتمس إلغاء الحكم المستأنف في هذا الشق وبعد التصدي الحكم على المستأنف عليها بأن‬
‫تؤدي له تعويضا قدره ‪10.000,00‬درهم وبتحميلها الصائـر‪.‬‬
‫وعقبت المستأنفة بمذكرة أكدت فيها مقالها والتمست الحكم وفقه‬
‫وبناء على المستنتجات الكتابية المدلى بها من طرف السيد المفوض الملكي والرامية إلى تأييد الحكم‬
‫المستأنف باعتبار أن ما عابـه عنه الطرف المستأنف ال يرتكز على أساس‪.‬‬
‫وبناء على إدراج القضية بجلسة ‪ 2009/02/11‬فتخلف الطرفان رغم التوصل وأكد السيد المفوض الملكي‬
‫مستنتجاته الكتابية فتقرر بذلك حجز الملف للمداولة لجلسة ‪.2009/02/18‬‬

‫وبعد المداولـة طبق القانـون‬


‫التعلـيـل‪.‬‬
‫‪ )I‬حـول االستئنـاف األصلـي‬
‫‪ -‬فيما يخص الوسيلـة المتخذة من كون الدعوى طالها التقـادم‬
‫‪ -‬حيث تعيب المستأنفة على محكمة الدرجة األولى كونها قضت بتسوية وضعية المدعيرغم تقادم طلبه طبقا‬
‫ألحكام الفصل ‪ 388‬من ق‪.‬ل‪.‬ع وكذا مقتضيات مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ -‬لكن حيث لما كان األمر في نازلة الحال يتعلق بتسوية وضعية إدارية ألحد العاملين بمرفق عام فإنه ال‬
‫مجال للتمسك بالتقادم المنصوص عليه بموجب المقتضيات القانونية أعاله مادام أن المشرع قد نظم تقادم‬
‫الديون المستحقة على الدولة والجماعات المحلية بموجب القانون رقم ‪ 56-03‬الصادر بتنفيذه الظهير‬
‫الشريف رقم ‪ 1-04-10‬الصادر في فاتح ربيع األول ‪ 21( 1425‬أبريل ‪ )2004‬والذي بعد أن نص في‬
‫مادته األولى على أنه "تتقادم وتنقضي بصفة نهائية‪ ،‬لفائدة الدولة والجماعات المحلية جميع الديون التي لم‬
‫تتم تصفيتها واألمر بدفعها وتسديدها داخل أجل أربع سنوات تبتدئ من اليوم األول للسنة المالية التي أصبحت‬
‫خاللها الحقوق مكتسبة بالنسبة للدائنين المعينين موطنهم بالمغـرب‪ "....‬نص في مادته الثانية على ما يلي‪:‬‬
‫« ال تنطبق أحكام المادة االولى أعاله على الديون التي لم يتم األمر بدفعها وتسديدها داخل اآلجال المحددة‪،‬‬
‫بفعـل اإلدارة أو نتيجـة دعـوى قضائيـة‪.‬‬
‫وال تطبق كذلك على الديون الناتجة عن الترقيات الخاصة بموظفي وأعوان الدولة والجماعات المحلية»‪.‬‬
‫‪ -‬وحيث إنه واعتبارا لما تقدم يبقى ما أثير بالوسيلة غير مرتكز على أساس‪.‬‬
‫‪ -‬فيما يخص الوسيلة المتخذة من كون الدعوى غير مقبولة لعدم تقديمها داخل أجل الطعن باإللغـاء‪.‬‬
‫‪ -‬حيث تؤاخذ المستأنفة على المحكمة اإلدارية كونها لم تأخذ بعين االعتبار أنه سبق للمستأنف عليه ان تقدم‬
‫إليها بطلب يرمي إلى ترقيته إلى السلم ‪ 11‬غير أنها لم ترد عليه وهو ما يعتبر رفضا ضمنيا كان يجب عليه‬
‫أن يطعن فيه عن طريق دعوى اإللغاء داخل األجـل القانونـي‪.‬‬
‫‪ -‬لكن حيث إن مناط التمييز بين دعوى قضاء اإللغاء ودعوى القضاء الشامل في مجال الوضعية الفردية‬
‫للموظفين والعاملين في المرافق العامة هو مصدر الحق المطالب به‪ ،‬وعليه فإذا كان هذا الحق يجد سنده في‬
‫القانون مباشرة بحيث يقتصر دور اإلدارة على تطبيق القانون على حالة من يعنيه األمر كإجراء تنفيذي فقط‬
‫فإن المنازعة في هذه الحالة تصنف ضمن القضاء الشامل ودون أن يكون صاحب الشأن مقيدا بأي أجل‬
‫قصد اللجوء إلى القضاء‪ ،‬أما إذا كان الحق المدعى به مستمدا من قرار إداري فإنه ال يمكن تجاوز أجل‬
‫الطعن باإللغاء كما هو محدد قانونا‪.‬‬
‫‪ -‬وحيث ان الثابت من وثائق الملف أن المستأنف عليه تدرج خالل عمله كمستخدم لدى الوكالة المستقلة‬
‫للنقل الحضري في عدة مهام وأنه باستقراء طلباته كما هي مسطرة بمقاله يتبين أنها إنما تهدف فقط إلى‬
‫تطبيق المقتضيات القانونية الواردة في النظام األساسي الخاص بمستخدمي الوكالة المذكورة على حالته‬
‫وترتيبه في الدرجة والرتبة المطابقتين لوضعيته الشيء الذي يجعل طلباته مستمدة من القانون وبالتالي فهي‬
‫ال تخرج عن إطار دعوى القضاء الشامل التي ال يتقيد سلوكها بأجل الطعن باإللغاء‪.‬‬
‫‪ -‬فيما يخص الوسيلتين الثالثة والرابعة الرتباطهما والمتخذتين من كون المستأنف عليه غير محق في طلب‬
‫تسوية وضعيته اإلدارية لعدم توفره على شروط ذلك وألنه سلمها إشهادا بإبراء الذمة عند مغادرته للعمل‬
‫لديها عند إحالته على التقاعد النسبي‪.‬‬
‫‪ -‬وحيث إنه باالطالع على اإلشهاد المستدل به من طرف المستأنفة والمؤرخ في ‪ 2005/12/30‬يتبين أن‬
‫السيد …………… لم يتنازل صراحة عن حقوقه المترتبة عن تسوية وضعيته اإلدارية هذا إضافة إلى‬
‫أن المرسوم رقم ‪ 2-04-811‬الصادر بتاريخ ‪ 23‬ديسمبر‪ 2004‬المحدث بموجبه بصفة استثنائية تعويض‬
‫عن المغادرة الطوعية لموظفي الدولة المدنيين ال يتضمن أي مقتضى يمنع المستفيدين من هذه المغادرة من‬
‫المطالبة الحقا بحقوقهم المتعلقة بوضعيتهم اإلدارية والتي لم يتمكنوا من التمتع بها أثناء ممارستهم لوظائفهم‬
‫مما يتعين معه عدم اعتبار ما تمسكت به المستأنفة في هذا الصدد‪.‬‬
‫‪ -‬وحيث من ناحية أخرى فإنه بالرجوع إلى الملحق الرابع من النظام األساسي للوكاالت المستقلة للنقل‬
‫الحضري الخاص بنظام ترقية وتعيين مستخدمي هذه الوكاالت يتبين أن الترقي في السلم ‪ 11‬عن طريق‬
‫االختيار يقتضي أن يكون المستخدم المعني باألمر مرتبا في السلم ‪ 10‬الدرجة ‪ 7‬وهو شرط يتوفر في‬
‫المستأنف عليه الذي رقي إلى الدرجة ‪ 7‬السلم ‪ 10‬منذ ‪ 1997/01/01‬حسب الثابت من القرار الصادر عن‬
‫مدير الوكالة بتاريخ ‪ 1998/02/17‬تحت عدد ‪ 98/518‬ومن تم يبقى ما تمسكت به اإلدارة لتبرير موقفها‬
‫في هذا الصدد غير مؤسس‪.‬‬
‫‪ -II‬حـول االستئنـاف الفرعـي‬
‫‪ -‬حيث يعيب المستأنف فرعيا على المحكمة اإلدارية ما قضت به من رفض طلب التعويض الذي حدده في‬
‫مبلغ ‪ 10.000,00‬درهـم‪.‬‬
‫‪ -‬لئن حيث لئن كان الثابت أن اإلدارة استنكفت عن تمتيع المستأنف بحقه في الترقية رغم استيفائه الشروط‬
‫المطلوبة كما تم بيانه أعاله فإنه لم يثبت الضرر الالحق به من جراء ذلك ونوعه الشيء الذي تكون معه‬
‫موجبات االستجابة لطلبه المذكور منتفية‪.‬‬
‫‪ -‬وحيث إنه وتأسيسا على كل ما تقدم تكون محكمة الدرجة األولى قد صادفت الصواب فيما انتهت إليه في‬
‫قضائها وبالتالي يبقى معه ما عابه عنها الطرفان غير جدير باالعتبار وينبغي رده والتصريح تبعا لذلك‬
‫بتأييد الحكم االبتدائي في جميع مقتضياته‪.‬‬

‫لـهـذه األسـبـاب‬
‫إن محكمـة االستئنـاف اإلداريـة وهي تقضـي علنيـا انتهائيـا وحضوريـا تصـرح‪:‬‬
‫‪ -1‬في الشكـل‪:‬بقبـول االستئنافين األصلي والفرعـي‪.‬‬
‫‪ -2‬في الموضوع‪ :‬بتأييـد الحكـم المستأنـف‪.‬‬
‫وبهذا صدر القـرار بالتاريخ أعـاله بالقاعة العادية للجلسـات بمقـر محكمة االستئناف اإلداريـة بمراكـش‪.‬‬
‫إمـضـاء‪:‬‬
‫الرئيـس المستشارالمقـرر كاتب الضبـط‬

You might also like