Professional Documents
Culture Documents
صادرات مصر و تونسو المغرب
صادرات مصر و تونسو المغرب
7
7
د .علي عبد الوهاب نجا
الملخص
يهدف البحث التحقق من طبيعة العالقة بين كل من( :ث ج م) والصادرات والنمو االقتصادي
بهدف تقدير العالقات الكمية ،وتحديد اتجاهاتها السببية بينهم ،وذلك في مصر وتونس والمغرب .ويتم
ذلك من خالل دراسة العالقة بين هذه المتغيرات الثالثة في األدب االقتصادي ،وتطورها في االقتصاديات
المعنية بالدراسة خالل العقود األربعة الماضية ،ثم من خالل نموذج قياسي يعتمد على أسلوب التكامل
المشترك لجوهانسون ،ونموذج ( )VECMيتم قياس العالقات بينهم في األجل الطويل ،فضالً عن
تحديد اتجاه العالقات السببية في كل من األجل القصير واألجل الطويل من خالل تحليل جرانجر
للسببية استناداً إلى نتائج نموذج (.)VECM
توضح دراسة تطور القطاع الخارجي بالدول الثالث محل الدراسة تواضع األهمية النسبية
لتدفقات (ث ج م) إليها على المستويين الداخلي والخارجي ،حتى رغم زيادتها في العقدين األخيرين بعد
تطبيق برامج اإلصالح االقتصادي ،ومن ثم ،محدودية دورها في تحقيق أهداف التنمية .وكذلك انخفاض
الصادرات كنسبة من الناتج في مصر والمغرب مقارنة بتونس ومستوياتها اإلقليمية .وقد انعكس ذلك
في تواضع مستوى األداء االقتصادي بالدول الثالث ،متمثالً في انخفاض معدل نمو الناتج الحقيقي
ومتوسط نصيب الفرد منه ،فضالً عن تراجعه عبر الزمن.
توضح نتائج عالقات السببية في األجل القصير أن تأثير (ث ج م) والصادرات على النمو
االقتصادي كان موجوداً بالدول الثالث محل الدراسة ،مما يدلل على أهميتهم في تحقيق النمو االقتصادي
بهذه الدول .كما أن تأثير النمو االقتصادي والصادرات على تدفقات (ث ج م) كان له دور بارز في
مصر وتونس ولم يظهر هذا الدور في حالة المغرب.
توضح نتائج عالقات السببية في األجل الطويل أهمية النمو االقتصادي والصـادرات كمحـددات
لتدفقـات (ث ج م) في كل من مصر وتونس ،بينما العكس في المغرب يعد (ث ج م) محدداً للصادرات.
كما تتحقق فرضية أن الصادرات تقود النمو االقتصادي في مصر والمغرب ،بينما تتحقق الفرضية
العكسية في تونس وهو أن النمو االقتصادي هو الذي يقود الصادرات .ولذا ،يجب أن تركز السياسات
على القطاع الحقيقي في تونس بهدف االرتفاع بمعدل النمو االقتصادي ،بينما في مصر والمغرب يجب
االهتمام بزيادة الصادرات وعالج المشكالت التي تواجهها ،وهذا بدوره يسهم في االرتفاع بمعدل النمو
االقتصادي.
9
)2010-1970( العالقة بين االستثمار األجنبي المباشر والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة
Abstract
The research aims to verify the relationship between FDI, exports and economic
growth; in order to estimate the quantitative relationships, and the causal trends
between these variables in Egypt, Tunisia and Morocco. This aim can be achieved
by studying the relationship between these three variables in the economic
literature; studying the development of these variables over the last four decades,
and then using the Johansen co-integration approach and the VECM to estimate
the long-run relations. Finally, the causality relations are estimated, using Granger
causality test, to verify the causal relationships among the variables.
The development of the external sector in the three countries under study
illustrates the relative weakness of FDI inflows to these countries on both the
internal and external level, even though these FDI inflows increased in the last
two decades after the application of economic reform programs. Therefore, the
role of the FDI inflows to the three countries was very limited and cannot achieve
the development goals in these countries, which is reflected in low exports as a
percentage of GDP in Egypt, Morocco and Tunisia, compared to the regional
levels. Therefore, the level of economic performance in the three countries was
low, represented by the low rate of real output and the average output per capita,
as well as its decline over time.
The results of the causal relationships in the short term illustrate the important
effect of the FDI inflows and the exports on economic growth in the three
countries under study, which confirms their importance in achieving economic
growth in these countries. Moreover, the effect of economic growth and exports
on the FDI inflows is proved in Egypt and Tunisia, but such effect has not proved
in the case of Morocco.
The results of the causal relationships in the long term illustrate the importance of
economic growth and exports as determinants of FDI inflows in both Egypt and
Tunisia, while, the FDI inflows cause exports in Morocco. In addition, the
hypothesis that exports lead economic growth has been verified in both Egypt and
Morocco, whereas the economic growth leads exports in Tunisia. Therefore,
policies should focus on the real sector in Tunisia in order to increase the economic
growth rate, while in Egypt and Morocco, care must be taken to increase exports
and fix the problems they face, and this in turn contributes to increase the rate of
economic growth.
10
د .علي عبد الوهاب نجا
: 1مقدمة
تتمثل القض ــية الرئيس ــة لدى صـ ـ انعي الس ــياس ــات االقتص ــادية في كيفية االرتفاع بمعدل النمو
االقتصـ ـ ــادي ،أو بمعنى آخر ما هى العوامل التي تؤثر في مسـ ـ ــتوى األداء االقتصـ ـ ــادي في المجتمع
غير أنه ال يوجد توافق بين االقتصـاديين في اإلجابة على هذا التسـالل ،حيث يرى البعض أن ذلك يتم
من خالل انتهاج اسـ ـ ـ ـ ــتراتيجية تشـ ـ ـ ـ ـ جيع الصـ ـ ـ ـ ــادرات ،والبعض اآلخر يرى أنه يتم من خالل تشـ ـ ـ ـ ــجيع
االسـ ـ ـ ــتثمار األجنبي المبا ـ ـ ـ ــر (ث ج م)( ،)1باعتباره المسـ ـ ـ ــار الرئيس للنمو ،كما يؤمن البعض اآلخر
بأهمية االنفتاح على العالم الخارجي بالنسبة لألداء االقتصادي في الدولة ،غير أن هذا ال يتوقف على
التجارة الخارجية ،بل يتعداه ويتضـ ـ ـ ـ ـ ــمن تدفقات رلوس األموال الدولية التي تزايدت بصـ ـ ـ ـ ـ ــورة كبيرة في
العقود األخيرة وبخاصة (ث ج م) منها ( .)Alguacil, et al., 2002, P. 375ونتيجة للتعارض بين
وجهات النظر المختلفة في هذا الش ـ ــأن ،فقد اس ـ ــتحوذت د ارس ـ ــة العالقة بين (ث ج م) والص ـ ــادرات من
ناحية والنمو االقتصـ ـ ـ ـ ـ ــادي من ناحية أخرى على اهتمام كبير في الد ارسـ ـ ـ ـ ـ ــات التطبيقية ،بهدف معرفة
العالقة الكمية والسببية بينهم.
لقد مرت السياسة االقتصادية الخارجية بالمنطقة العربية بتطورات كبيرة خالل العقود األربعة
الماضية كما هو الحال في معظم الدول النامية ،تمثلت في التحول من استراتيجية اإلحالل محل
الواردات إلى التوجه للتصدير واالنفتاح على العالم وتشجيع تدفقات (ث ج م) ،والتنافس في تقديم
الضمانات والحوافز لها وبخاصة مع تطبيق برامج اإلصالح االقتصادي المدعمة من قبل البنك الدولي
وصندوق النقد الدولي منذ بداية عقد الثمانينيات ،وترتب على هذه اإلصالحات تطو اًر كبي ًار فيما يتعلق
بالقطاع الخارجي ،وأثر هذا بدوره في مستوى األداء االقتصادي بالدول العربية محل الدراسة.
:1 - 1مشكلة البحث
تتمثل مشكلة البحث في التحقق من طبيعة العالقة بين كل من( :ث ج م) والصادرات والنمو
االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب ،بغرض قياس تأثير كل منها على اآلخر ،فضالً عن
التعرف على العالقات السببية بين هذه المتغيرات الثالثة ،وتحديد أي منهم يؤثر في اآلخر ويكون
السبب فيه ويمكن التمييز في هذا الصدد بين ثالثة آراء (Meerza, ( ،)Klasra, 2011, P. 123
)2012, PP. 1,2األول :أن العالقة بين كل متغيرين منهم تكون ثنائية االتجاه ،الثاني :أن العالقة
بين كل متغيرين منهم تكون أحادية االتجاه ،الثالث :أنه ال توجد عالقة سببية بين هذه المتغيرات .وقد
هدت الدول العربية محل الدراسة تطورات كبيرة فيما يتعلق بتشجيع تدفقات (ث ج م) ،وزيادة االنفتاح
على العالم الخارجي ،مما أدي إلى ارتفاع مستوى العولمة االقتصادية بها ،غير أن تدفقات (ث ج م)
ومستوى األداء االقتصادي متمثالً في معدل النمو االقتصادي لم تكن عند المستوى المطلوب والمتوقع،
وبالتالي ،لم تنجح هذه السياسات في تحقيق أهدافها بفاعلية ،األمر الذي يثير عديد من التسالالت
(( )1ث ج م) تشير إلى االستثمار األجنبي المبا ر أو االستثمارات األجنبية المبا رة وفق ًا للسياق الواردة به.
11
العالقة بين االستثمار األجنبي المباشر والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة ()2010-1970
أهمها :إلى أي مدى أسهمت سياسات اإلصالح المتعاقبة في تطوير القطاع الخارجي وهل أسهم تطور
هذا القطاع في ارتفاع معدل النمو االقتصادي بها وما هي طبيعة العالقة السببية بين كل من( :ث ج
م) والصادرات والنمو االقتصادي في هذه الدول وأي منهم يسبب اآلخر أم أن العالقة بينهم تكاملية
ووفق ًا لذلك فإن الهدف األساسي لهذا البحث يتمثل في تحليل العالقة بين كل من( :ث ج م)
والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة ( ،)2010 –1970بهدف
تقدير العالقات الكمية بينهم وتحديد أي منهم يسبب اآلخر ،فضالً عن القنوات التي يتم من خاللها
انتقال هذا التأثير ،ويتحقق ذلك من خالل ما يلي:
دراسة العالقات بين (ث ج م) والصادرات والنمو في األدب االقتصادي. •
دراسة تطور (ث ج م) والصادرات والنمو االقتصادي في الدول محل الدراسة. •
قياس العالقات بين (ث ج م) والصادرات والنمو االقتصادي في األجلين القصير والطويل. •
تحديد اتجاه العالقات السببية بين (ث ج م) والصادرات والنمو االقتصادي بالدول محل الدراسة. •
تقديم بعض التوصيات في ضوء ما يتم التوصل إليه من نتائج. •
:3 - 1فروض البحث
يُتوقع أن تكون هناك تأثيرات إيجابية متبادلة بين كل من تدفقات (ث ج م) والصادرات والنمو
االقتصادي ،كما ُيتوقع وجود عالقة سببية ثنائية االتجاه بين كل ا ثنين من المتغيرات الثالثة ،ومن ثم،
تكون العالقة بينهم تكاملية ،وإن اختلفت أهمية هذه العالقات واتجاهاتها فيما بين الدول محل الدراسة.
:4 - 1منهج البحث
يستخدم البحث األسلوب الكمي في التحليل باالعتماد على المنهج التحليلي القياسي ،حيث
يتم استقراء البيانات الكمية عن (ث ج م) والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس
12
د .علي عبد الوهاب نجا
والمغرب خالل الفترة ( ،)2010–1970واستنباط العالقات بينهم ،ثم من خالل النموذج القياسي الذي
يعتمد على أسلوب التكامل المشترك لجوهانسون ،وباستخدام نموذج ( ،)VECMيتم قياس العالقات
الكمية بينهم ،فضالً عن تحديد اتجاه العالقات السببية في كل من األجل الطويل واألجل القصير ،وذلك
باستخدام البرنامج اإلحصائي (.)EViews
:5 - 1خطة البحث
ينقسم البحث إلى أربعة أقسام -فضالً عن المقدمة -تتناول على الترتيب :العالقات بين
تدفقات (ث ج م) والصادرات والنمو في األدب االقتصادي ،ودراسة تطور هذه العالقات في الدول
الثالث محل الدراسة خالل الفترة ( ،)2010–1970وقياس العالقات الكمية والسببية بينهم في الدول
محل الدراسة خالل تلك الفترة ،والنتائج والتوصيات.
13
العالقة بين االستثمار األجنبي المباشر والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة ()2010-1970
االقتصادي غير حاسمة ،ويعزى ذلك إلى اختالف المنهجيات والنماذج التي تناولت هذه العالقة ،فضالً
عن اختالف ظروف الدول .والنقطة الرئيسة في هذا البحث تتمثل في تحليل أثر سياسة التحرير واالنفتاح
ليس لزيادة التجارة فقط ،ولكن أيضاً لتأثيرها على تدفـقات رلوس األمـوال وبخاصـة (ث ج م)( ،)2الذي
تزايد معدل نموه بما يفوق معدل نمو التجارة العالمية والناتج العالمي بكثير بين عامي ،1995 ،1975
وما نتج عنه من ارتفاع حجم رصيد رأس المال من %4.5إلى %9.7من الناتج العالمي فيما بين
العامين السابقين( ،)3كما ارتفعت قيمة مبيعات الشركات متعددة الجنسيات بما يفوق قيمة الصادرات
العالمية خالل تلك الفترة ( .)Cuadros, et al., 2006, P. 168وسوف يتم تناول األدبيات النظرية
بهذا البند من خالل تناول :العالقة بين تدفقات (ث ج م) والنمو االقتصادي ،وعالقة الصادرات بالنمو
االقتصادي ،وأخي اًر العالقة بين تدفقات (ث ج م) والصادرات.
ل قد أكدت عديد من الدراسات على األثر اإليجابي لتدفقات (ث ج م) على األداء االقتصادي
بالدول النامية ،حيث يعزز النمو بالدولة المضيفة ،نظ اًر ألن تدفقات رلوس األموال المصاحبة لهذه
االستثمارات تقترن بعديد من المزايا السابق اإل ارة إليها ( Balamuurali & Bogahawatte, 2004,
،)PP. 37,38وقد أيدت الدراسات التطبيقية أن الدول التي يتدفق إليها قدر أكبر من هذه التدفقات
( (2فقد كانت تدفقات (ث ج م) على المستوى العالمي حوالي 500بليون دوالر في المتوسط سنوياً خالل عقد التسعينيات
ارتفعت إلى ما يفوق 1.25تريليون دوالر في المتوسط سنوي ًا خالل العقد األول من األلفية الثالثة (.)UNCTAD, 2012
( (3حيث إنه خالل الفترة ( ،)1986-1999كان معدل نمو تدفقات (ث ج م) على المستوى العالمي %17.7في المتوسط
سنوياً ،بينما كان معدل نمو الناتج العالمي ،والصادرات العالمية %5.6 ،%2.5في المتوسط سنوياً لكل منهما على التوالي
(.)Durlauf & Blume, 2008, P. 459
14
د .علي عبد الوهاب نجا
تحقق معدالت نمو أعلى ،كما في دول جنوب رق آسيا والصين ،4والعكس صحيح ،كما هو الحال
في الدول األفريقية( .)5ومن ناحية أخرى يمكن أن يترتب على تدفقات (ث ج م) آثا اًر سلبية على األداء
االقتصادي بالدولة المضيفة ،فقد تكون تدفقات (ث ج م) بديل عن المدخرات المحلية ،ويترتب عليه
أثر المزاحمة ل الستثمارات المحلية ونقل التكنولوجيا التقليدية ،كما يمكن استخدام تكنولوجيا تحل محل
العمل وتقلل من فرص العمل في هذه الحالة ،كما ال ت سهم في زيادة التصدير وتحسين الميزة التنافسية
بالدولة المضيفة ،فضالً عن التدفق العكسي لتحويالت األرباح – اذا ما أخذ في االعتبار ممارسات
التسعير التحويلي ( -)Duttaray, et al., 2001, P. 1929والتنازالت الكبيرة الممنوحة في الدول
المضيفة لجذب هذه االستثمارات (Kiran, 2011, P. ( ،)Shahbaz & Rahman, 2011, P. 3
.)150
جعت دراسة العالقة بين (ث ج م) والنمو االقتصادي على وجود عديد من الدراسات
التطبيقية في األدب االقتصادي سواء بالدول المتقدمة أو النامية ،وقدمت ضمن نماذج النمو
النيوكالسكية من خالل نماذج النمو الذاتية( ، )6وقد تم دراسة هذه العالقة من خالل أربع قنوات رئيسة
هى ( :)Chowdhury & Mavrotas, 2003, P. 9محددات النمو االقتصادي ،ومحددات (ث ج
م) ،ودور الشركات متعددة الجنسيات في الدولة المضيفة( ،)7واتجاه العالقة السببية بين (ث ج م) والنمو
االقتصادي .ويالحظ أن بعض الدراسات لم تجد عالقة سببية بين (ث ج م) والنمو االقتصادي ،بينما
البعض اآلخر وجد عالقة أ حادية االتجاه ،وعلى العكس وجد البعض منها أن العالقة بينهما تكون ثنائية
االتجاه ( .)Duttaray, et al., 2011, P. 1927( ،)Tekkin, 2012, P. 869
غير أنه تؤكد التجربة العملية للعالقة بين (ث ج م) والنمو في الدول النامية التي يمكن
استنباطها من خالل عديد من الدراسات التطبيقية ،وأن اآلثار اإليجابية لتدفقات (ث ج م) على النمو
تتوقف على مدى توافر عدد من الشروط في اقتصاديات الدولة المضيفة ،لعل أهمها :مستوى رأس
المال البشري ،ونظام التجارة ،ودرجة االنفتاح االقتصادي ،ومدى االستقرار السياسي واالقتصادي..،إلخ
( (4فقد كانت تدفقات (ث ج م) إلى الصين حوالي 101مليار دوالر في المتوسط سنوي ًا خالل العقد األول من األلفية
الثالثة ،وبما يمثل % 9 ، %27من إجمالي التدفقات إلى الدول النامية ،والتدفقات العالمية على التوالي ،وبمعدل نمو %15
في المتوسط سنوي ًا (.)UNCTAD, 2012
( (5فق د انخفضت تدفقات (ث ج م) إلى الدول األفريقية من إجمالي التدفقات إلى الدول النامية من حوالي %19في
المتوسط سنوي ًا خالل عقد السبعينيات من القرن الماضي إلى % 9في عقد الثمانينيات ،ثم إلى %3في عقد التسعينيات
(.)Chowdhury & Mavrotas, 2003, P. 10
( (6تلك النماذج التي ترى أن التقدم التكنولوجي والقوة العاملة متغيرات خارجية ،ولذا ،يؤثر (ث ج م) على النمو من خالل
تأثيره في المستوى التكنولوجي (.)Hsiao & Hsiao, 2006, P. 1083 ( ،)Miankhel, et al., 2009, P. 5
( (7حيث تعد الشركات متعددة الجنسيات أهم األ كال التي يأخذها (ث ج م) ،وأنها مسئـولة عن أكـثر من %80من
تدفـقات (ث ج م) على مستوى العالم ،وتؤكد الشواهد العلمية القدرة المتزايدة لهذه الشركات في االقتصاد العالمي حتى أنها
أصبحت ظاهرة يمكن أن تفسر من خاللها حركة انتقال رلوس األموال العالمية ( Demirhan & Masca, 2008, P.
.)357
15
العالقة بين االستثمار األجنبي المباشر والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة ()2010-1970
( .)Chowdhury & Mavrotas, 2003, P. 10إذ يتطلب تحقيق اآلثار اإليجابية لتدفقات
(ث ج م) حد أدني من هذه الشروط ،تلك التي تتوفر إلى حد ما في بعض الدول النامية ذات الدخل
المتوسط والمرتفع (.)Cuadros, et al., 2006, PP. 172, 173
:2-1-2العالقة بين الصادرات والنمو االقتصادي :لقد استحوذ دور السياسة التجارية وأثرها في النمو
االقتصادي على جانب كبير من االهتمام في األبحاث سواء النظرية أو التطبيقية في األدب االقتصادي،
وهناك عديد من الدراسات تؤكد على اآلثار اإليجابية لالنفتاح التجاري وأثره على النمو في الدولة ،حيث
يسهم في تحسين األداء االقتصادي بها ،وذلك ألن تحرير التجارة يقلل من التحيز ضد الصادرات
ويجعل الدولة أكثر قدرة على المنافسة في األسواق الدولية ،فضالً عن تحقيق االستغالل األفضل للموارد
المتاحة وفق ًا لمنطق الميزة النسبية ،والحصول علي المدخالت بتكلفة أقل وجودة أعلي ،ومواكبة التطورات
التكنولوجية بصورة مستمرة ،وكلها أمور تسهم في رفع كفاءة عوامل اإلنتاج وزيادة إنتاجيتها ( Agénor,
.)Klasra, 2011, P. 224( ،)2002, P. 4وأكدت عديد من الدراسات على وجود عالقة إيجابية
بين االنفتاح التجاري والنمو ( .)Kose, et al., 2006, P. 179ومعظم البحوث التطبيقية التي تناولت
أثر االنفتاح التجاري على النمو ركزت على اآلثار المفيدة للصادرات على األداء االقتصادي ،وفقاً
لفرضية أن الصادرات تقود النمو ،وذلك في مواجهة الفرضية العكسية وهى أن النمو يقود الصادرات
( .)Tekkin, 2012, P. 869وتستند الفرضية األولى إلى أن الصادرات تعد واحدة من المحددات
الرئيسة للنمو االقتصادي نتيجة آل ثارها المتعددة في تعزيز النمو سواء بصورة مبا رة أو غير مبا رة
من خالل ( : )Araujo & Soares, 2011, P. 2التأثير اإليجابي في اإلنتاجية ،وزيادة الطلب على
المنتجات المحل ية ،وتحسين تقنيات اإلنتاج والحصول على التكنولوجيا الحديثة ،وزيادة استخدام رأس
المال واالستفادة من وفورات الحجم الكبير ،وتوفير الصرف األجنبي وزيادة قدرة الدولة االستيرادية .كما
أن الصادرات من المرجح أن تزيد من النمو االقتصادي في األجل الطويل من خالل تشجيع االرتفاع
بمعدل االبتكار التكنولوجي والتعليم والتدريب تلك األمور التي تتم بصورة ديناميكية نتيجة للتعامل مع
العالم الخارجي وزيادة درجة المنافسة (Meerza, ( ،)Cuadros, et al., 2006, PP. 170, 171
.)2012, P. 1وتستند الفرضية الثانية إلى أن التقدم التكنولوجي والتطور باالقتصاد النامي قد يحدث
نتيجة لتراكم رأس المال المادي والبشري أو زيادة تدفقات (ث ج م) ،ومن ثم ،زيادة االنتاجية وزيادة نمو
الناتج ،األمر الذي يشجع المصدرين على البحث عن أسواق خارجية لبيع منتجاتهم ،وبالتالي ،فإن النمو
المتزايد هو الذي يقود الصادرات (.)8
( (8قد ال تكون هذه العالقة بالضرورة إيجابية ،بل قد تكون سلبية ،حيث قد يؤدي نمو الناتج وزيادة القوة الشرائية المحلية
إلى انخفاض نمو الصادرات نتيجة لزيادة الطلب على سلع االستهالك المحلية في قطاع التصدير ،مما يحد من الصادرات
بدالً من زيادتها (.)Miankhel, et al., 2009, P. 6
16
د .علي عبد الوهاب نجا
رغم تأكيد عديد من االقتصاديين على األثر اإليجابي للصادرات على النمو وفقاً لفرضية أن
الصادرات تقود النمو نظ اًر لما يرتبط بها من الجوانب اإليجابية المتعددة على مستوى األداء االقتصادي
بالدولة ،ووجود عديد من الدراسات تؤيد هذه الفرضية ،إال أن البعض اآلخر يشكك فيها ( Cuadros,
.)et al., 2006, P. 183ويعزى عدم االتفاق على أن الصادرات تقود النمو إلى أن التحرير واالنفتاح
على العالم ينطوي على أكثر من مجرد التجارة بالدول النامية ،حيث يتضمن تحركات رلوس األموال،
وقد تنطوي هذه التحركات على تقلبات اقتصادية تضعف األداء االقتصادي وال تدعمه بسبب عدم توافر
الشروط المالئمة محلياً لذلك بالدولة.
يتضح من ذلك أن طبيعة العالقة بين الصادرات والنمو ال تزال موضع نقاش بين عديد من
االقتصاديين والباحثين ،وما إذا كان األداء االقتصادي قائم على أساس أن الصادرات تقود النمو أم أن
النمو هو الذي يقود الصادرات ،أم أن العالقة بينهما تكاملية ويدعم كل منهما اآلخر ،كما أن اآلثار
المترتبة على التحرير واالنفتاح مرهونة بالظروف المحلية ومدى االختالالت التي يعاني منها االقتصاد
وجودة المؤسسات وفاعليتها ،وتلك األمور تختلف من دولة إلى أخرى (،)Klasra, 2011, P. 224
(.)Meerza, 2012, P. 1
:3-1-2العالقة بين تدفقات (ث ج م) والصادرات :رغم أن النظريات التي تتعلق بالتجارة الخارجية
و(ث ج م) مختلفة ،حيث إن نظريات التجارة تحاول أن تفسر لماذا يكون هناك تعامل فيما بين الدول
وبعضها ،بينما نظريات (ث ج م) تحاول أن تفسر لماذا تقوم الشركات باإلنتاج في الخارج في دولة
معينة ،غير أن العالقة بين (ث ج م) والتجارة كانت موضوعاً لعديد من الدراسات التطبيقية .وهناك
أدلة متضاربة بشأن أثر االنفتاح التجاري على تدفقات تلك االستثمارات ،ويتوقف ذلك على نوع
االستثمار ،حيث في حالة (ث ج م) الباحث عن األسواق ،فإن القيود على التجارة ،وبالتالي ،درجة أقل
من االنفتاح يكون لها تأثير إيجابي على تدفقات تلك االستثمارات ،حيث يكون هدفها القفز على الرسوم
الجمركية وإقامة تلك االستثمارات كبديل عن التصدير إلى الدولة المضيفة ( Demirhan & Masca,
.)2008, P. 359بينما في حالة االستثمار الموجه نحو التصدير وخاصة من قبل الشركات متعددة
الجنسيات تفضل االستثمار في االقتصاديات األكثر انفتاحاً ،نظ اًر للعديد من العيوب التي تصاحب
القيود على حركية السلع ورلوس األموال وارتفاع تكاليف المعامالت الخاصة بالتصدير ،وهو ما تؤيده
تجربة الصين الناجحة في السنوات األخيرة (Shahbaz, et al., ( ،)Tang, et al., 2008, P. 13
.)2008, P. 480ويمكن تفسير هذه العالقة بصورة أكثر تفصيالً وفقاً للمدخلين التاليين ( Kiran,
:)2011, PP.150,151
17
العالقة بين االستثمار األجنبي المباشر والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة ()2010-1970
المدخل األول :إذا ما كان (ث ج م) بديالً للتجارة أو مكمالً لها :يعتمد هذا -وفقاً لنظرية التجارة -
على دوافع (ث ج م) ،فإذا كان من النوع الرأسي ،حيث إن الشركات متعددة الجنسيات تقسم مراحل
اإلنتاج جغرافياً ،فيكون (ث ج م) من النوع المحفز للتجارة ومتكامالً معها ،ومن ثم ،يستفيد اإلنتاج
المحلي من االستثمارات الخارجية ( .)Dunning, 2009, P.11بينما إذا كان (ث ج م) من النوع
األفقي ،حيث تقوم الشركات متعددة الجنسيات بإنتاج السلع النهائية في مواقع متعددة ويمثل طريقاً
لتصريف اإلنتاج األجنبي في السوق المحلي بالدولة المضيفة ،وفي هذه الحالة يكون (ث ج م) بديالً
عن التجارة( .)9ووفق ًا للنظرية النيوكالسيكية يتم توضيح العالقة بين تحركات رلوس األموال وتجارة
السلع في إطار نظرية "هيكشر أولين -سامويلسون ( ،)10(")HO-SSوتبنى نظرية التجارة هذه على
عدد من االفتراضات النظرية المبسطة ،لعل أهمها :تجانس السلع ،ثبات ظروف اإلنتاج ،ثبات غلة
الحجم ،تماثل األذواق بكافة الدول ،والمنافسة الكاملة بكافة األسواق..،إلخ .وبالتالي ،فإن التجارة الدولية
يمكن أن تكون بديالً عن الحركة الدولية لعوامل اإلنتاج فيما بين الدول ،بما في ذلك (ث ج م) ويتم
التخصص وفق ًا للمزايا النسبية المرتبطة بالوفرة والندرة النسبية لعوامل اإلنتاج ،ومن ثم ،يكون (ث ج م)
والتجارة متكاملين( .)11غير أنه نظ اًر لعدم تحقق االفتراضات الخاصة بنظرية التجارة سالفة الذكر،
ووجود عديد من القيود والحواجز ،وارتفاع الحماية الجمركية ،وارتفاع تكاليف النقل..،إلخ ،يؤدي هذا
إلى التوسع األفقي في اإلنتاج لدى الشركات متعددة الجنسيات عبر الحدود ،وبالتالي ،يكون (ث ج م)
بديالً عن التجارة ويحد منها .ولذا ،فإنه يصعب التكهن إذا ما كان (ث ج م) بديل أو مكمل للتجارة في
ظل اختالف الظروف الواقعية وعدم تحقق االفتراضات الخاصة بنظريات التجارة الدولية ،وهو ما
أوضحته عديد من الدراسات التطبيقية في هذا الشأن (.)Huilu, 2010, PP. 123, 124
المدخل الثاني :إذا ما كان (ث ج م) يسبب التجارة أو العكس :فهى عالقة معقدة – أيضاً -حيث إن
عديد من الدراسات وجدت أنها تكون عالقة ثنائية االتجاه ،والبعض اآلخر وجد أنها تكون أحادية االتجاه
وعادة ما تكون من (ث ج م) إلى كل من الصادرات والواردات .فمن ناحية يؤدي (ث ج م) إلى حفز
الصادرات من خالل تراكم رلوس األموال والمساعدة على نقل التكنولوجيا والمنتجات الجديدة إلى
الصادرات ،فضالً عن الوصول إلى األسواق العالمية الجديدة ،وتدريب القوى العاملة المحلية ،وتحديث
( (9وذلك في حالة (ث ج م) الباحث عن السوق الذي يهدف إلى خدمة السوق المحلي بالدولة المضيفة ويعمل على تكرار
مرافق اإلنتاج بها والقفز على الحواجز الجمركية وإحالل (ث ج م) بدالً من التصدير ،ولذا ،ينجذب إلى الدول ذات األسواق
الواسعة وسريعة النمو (.)Dunning & Lundan, 2008, PP. 67-73
( (10وهو مـ ــا يعرف بنموذج ( )HO - SSالـ ــذي يجمع بين تحليـ ــل كـ ــل من (–Hecksher – Ohlin, Stolper
.)Samuelson
( (11وذلك في حالة (ث ج م) الباحث عن المواد الخام أو الموقع أو التكلفة المنخفض ــة مثل العمالة الرخيص ــة ،ومن ثم،
يسهم في زيادة الصادرات بالدولة المضيفة وتحسين وضع ميزان المدفوعات بها (.)Huilu, 2010, PP. 123, 124
18
د .علي عبد الوهاب نجا
التقنية والمهارات اإلدارية والتجارية ( .)Kiran, 2011, P. 150ومن ناحية أخرى يؤثر (ث ج م) على
الواردات في الدولة المضيفة ،سواء المرتبطة باالستثمار في مرحلته األولى أو مرحلة عمليات اإلنتاج،
حيث في مرحلة االستثمار األولى يتم استيراد المعدات واآلالت وتجهيزات اإلنشاءات والخبراء وعادة ما
تكون ركات (ث ج م) لديها ميول مرتفعة الستيراد رأس المال والسلع الوسيطة والخدمات التي ال تتوفر
بسهولة في الدولة المضيفة ،وكلها أمور ترفع من قيمة الواردات في الميزان التجاري ( Huilu, 2010,
،)P. 125وفي المرحلة الالحقة أثناء عمليات اإلنتاج يتوقف األمر على طبيعة المدخالت ونوع اإلنتاج
والعالقة مع األنشطة األخرى ،فإذا كان (ث ج م) يستخدم المواد الخام المحلية والمستلزمات األخرى
محلياً ،فإنه يكون له تأثير سلبي كبير على الواردات ،وعلى العكس من ذلك إذا كان يعتمد على
المدخالت المستوردة مثل :المواد الخام والمهارات البشرية وغيرها من األصول غير الملموسة فإنه يؤثر
على الواردات بشكل إيجابي (.)Kiran, 2011, P. 150
هذا االستعراض الموجز لألدب االقتصادي يكشف عن فـ ـ ـهم العالقـ ـ ـ ـ ـ ـة بـ ـ ـ ـين الص ـ ـ ـادرات
و(ث ج م) ،من أجل تحديد مدى االرتباط بينهما وأثر ذلك على األداء االقتصادي في الدول النامية،
حيث يسـهم ( ث ج م) في زيادة الصادرات بصورة غير مبا رة ،ويؤثر هذا في اإلنتاجية ،وبالتالي ،في
معدل النمو االقتصادي ،وهو ما سوف يتم التحقق منه في الدول محل الدراسة في الجانب التطبيقي.
:2 – 2األدبيات التطبيقية
استحوذت دراسة العالقة بين كل من( :ث ج م) والنمو االقتصادي من ناحية ،و(ث ج م) والتجارة
الخارجية وبخاصة الصادرات من ناحية أخرى ،فضالً عن الصادرات وعالقتها بالنمو االقتصادي على
اهتمام كبير في الدراسات التطبيقية ،وبما يتناسب مع أهمية العالقات بين هذه المتغيرات وتأثيرها في
مستوى األداء االقتصادي بالمجتمع .وإن كانت األدلة التطبيقية المستمدة من الدراسات المختلفة ال تتفق
بشأن اتجاه هذه العالقات بسبب االختالفات فيما بين الدول من حيث الهيكل االقتصادي ،واستراتيجيات
التنمية..،إلخ .وسوف يتم التركيز على الدراسات التي تتعلق بالدول النامية واالقتصاديات التي تمر
بالمراحل االنتقالية ،لالستفادة منها في الدول العربية المعنية بالدراسة وبما يتما ى مع هدف البحث،
وسوف يتم استعراض أهم هذه الدراسات بإيجاز وفقاً لتسلسلها الزمني التي جاءت تحت العناوين التالية:
"(ث ج م) والصادرات واألداء المحلي في المكسيك :تحليل السببية" ،باستخدام بيانات ربع سنوية •
خالل الفترة ( ،) 1999-1980وتحليل جرانجر للسببية .وتدعم النتائج فاعلية التوجه إلى الخارج
بالمكسيك ،حيث تؤكد على فرضية أن الصادرات تقود النمو االقتصادي ،كما يؤثر (ث ج م)
إيجابياً ع لى كل من الصادرات والنمو ،وكذلك على الدخل القومي وإن كان بصورة غير مبا رة
من خالل تأثيره على الصادرات (.)Alguacil, et al., 2002,
19
العالقة بين االستثمار األجنبي المباشر والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة ()2010-1970
"(ث ج م) والنمو االقتصادي :من يسبب من " وذلك في كل من :يلي وماليزيا وتايالند خالل •
الفترة ( ،)1996-2000واستخدمت الدراسة نموذج ( )Toda-Yamamotoفي تحليل السببية.
وتشير النتائج أن العالقة بين (ث ج م)( ،ن م ج) ،تكون أحاديـة االتجاه في يلـ ـي ،حـيـ ـث إن
(ن م ج) يسبب (ث ج م) ويكون سابق عليه ،بينما تكون العالقة بينهما ثنائية االتجاه وقوية في
كل من ماليزيا وتايالند (.)Chowdhury & Mavrotas, 2003
"(ث ج م) والنمو االقتصادي في سريالنكا" ،وذلك خالل الفترة ( ،)2003-1977واستخدمت •
الدراسة نموذج ( )ECMوتحليل جرانجر للسببية .وتوضح النتائج أن العالقة تكون ثنائية االتجاه
بين كل من( :ث ج م)( ،ن م ج) ،واالستثمار المحلي و(ن م ج) ،واالنفتاح التجاري و( ن م ج)،
وتؤكد على التأثير اإليجابي لتدفقات (ث ج م) وأهمية برنامج اإلصالح االقتصادي في دعم النمو
االقتصادي في سريالنكا (.)Balamuurali & Bogahawatte, 2004
"االنفتاح والنمو االقتصادي :إعادة فحص الروابط بين (ث ج م) والتجارة والناتج في أمريكا •
الالتينية" ،وذلك في المكسيك والبرازيل واألرجنتين خالل عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن
الماضي ،واستخدمت الدراسة تحليل ( )VARوتحليل جرانجر للسببية .وتدعم النتائج فاعلية
االنفتاح التجاري في المكسيك واألرجنتين وتؤكد صحة فرضية أن الصادرات تقود النمو االقتصادي،
فضالً عن وجود عالقة قوية بين (ث ج م) والنمو االقتصادي ،بينما في البرازيل ال تدعم النتائج
فرضية أن الصادرات تقود النمو االقتصادي ،بل أن النمو هو الذي يقود الصادرات ،كما ال توجد
عالقة بين (ث ج م) والنمو االقتصادي (.)Cuadros, et al., 2006
"(ث ج م) وال صادرات والنمو االقتصادي في جنوب آسيا وبعض الدول النا ئة :تحليل ()VAR •
متعدد المتغيرات" باستخدام السالسل الزمنية خالل الفترة ( )2005-1970في ست من
االقتصاديات النا ئة التي تمر بمراحل نمو مختلفة وهى :الهند وباكستان وماليزيا وتايالند و يلي
والمكسيك .وتدعم النتائج تحقق فرضية أن الصادرات تقود النمو االقتصادي في دول جنوب رق
آسيا ،كما تكون العالقة ثنائية االتجاه بين الصادرات و(ث ج م) والنمو االقتصادي في ماليزيا،
وأحادية االتجاه ومن النمو االقتصادي إلى الصادرات في تايالند .وفي دول جنوب آسيا نمو الناتج
المحلي يسهم في نمو الصادرات في باكستان وزيادة (ث ج م) في الهند ،وفي دول أمريكا الالتينية
تختلف نتائج األجل القصير ،بينمـ ـا في األجـ ـ ـل الطوي ـ ـ ـل الصادرات تـ ـ ـؤدي إلى زيـ ـادة تدفقـ ـ ـ ـات
(ث ج م) والنمو االقتصادي (.)Miankhel, et al., 2009
"(ث ج م) والصادرات في تركيا :خالل الفترة ( ،")2008-1991وذلك باستخدام بيانات هرية، •
من خالل نموذج ( )VECMواختبار جرانجر للسببية .وتوضح النتائج أن العالقة بين (ث ج م)
والصادرات تكون أحادية االتجاه ،وتكون من الصادرات إلى (ث ج م) وليس العكس ،سواء في
األجل القصير أو األجل الطويل (.)Temiz & Gokmen, 2009
20
د .علي عبد الوهاب نجا
21
العالقة بين االستثمار األجنبي المباشر والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة ()2010-1970
يستخدم منهج قياسي يجمع بين عمليات التقدير للعالقات بين المتغيرات كمياً في األجلين القصير ▪
والطويل ،فضالً عن تحديد اتجاه العالقات السببية بين المتغيرات.
ندرة مثل هذه الدراسات في المنطقة العربية. ▪
يتناول فترة زمنية أطول ،فضالً عن كونها أحدث نسبياً مقارن ًة بمعظم الدراسات السابقة. ▪
( (12لقد تم ذلك في عام 1983وانتهجت المغرب سياسة التوجه نحو التصدير ،غير أن التطبيق الفعلي لهذه السياسة
تحقق مع اإلصالحات الكبيرة في السياسات التجارية عام .)Currie & Harrison , 1997, P. 7( 1990
( (13قد كان ذلك في عام ،1986كما انضمت تونس إلى منظمة التجارة العالمية في عام ،1990ووقعت اتفاقية الشراكة
مع االتحاد األوربي في عام .)Bechri & Naccache, 2003, P. 33( 1995
22
د .علي عبد الوهاب نجا
2.000
0.000
1978
1992
2006
1970
1972
1974
1976
1980
1982
1984
1986
1988
1990
1994
1996
1998
2000
2002
2004
2008
2010
-2.000
مصر تونس المغرب السنوات
المصدر :إعداد الباحث ،باستخدام بيانات الجدول رقم ( )1م ،وبيانات (.)WDI, 2012
جدول رقم ( ) 1
تدفقات (ث ج م) وأهميتها النسبية بالدول محل الدراسة خالل الفترة ()2010-1970
-1970 -2000 -1990 -1980 -1970 البيان /الفترة الدولة
2010 2010 1999 1989 1979
1773.9 4943.2 804.5 859.6 171.2 متوسط تدفقات (ث ج م) مليون $
20173.4 38595 14411.5 5676.1 - متوسط رصيد (ث ج م) مليون $
10.26 19.84 6.85 9.76 3.64 (ث ج م) %من االستثمار القومي الثابت
9.48 13.77 6.51 13.37 3.83 (ث ج م) %من صادرات السلع والخدمات مصر
2.35 3.82 1.38 2.66 1.39 (ث ج م) %من (ن م ج)
13.81 12.76 12.01 39.04 15.23 (ث ج م) بمصر %التدفقات للدول ألفريقية
1.29 1.29 0.68 4.17 2.89 (ث ج م) بمصر %التدفقات للدول النامية
0.41 0.43 0.20 0.93 0.71 (ث ج م) بمصر %من التدفقات العالمية
524.6 1361.3 419.8 179.1 54.6 متوسط تدفقات (ث ج م) مليون $
12002.1 20672.1 9921.8 4545 - متوسط رصيد (ث ج م) مليون $
10.20 18.08 9.64 7.14 5.94 (ث ج م) %من االستثمار القومي الثابت
6.36 8.75 5.90 5.64 5.15 (ث ج م) %من صادرات السلع والخدمات تونس
2.62 4.30 2.49 2.08 1.44 (ث ج م) %من (ن م ج)
7.45 3.76 7.01 13.87 5.51 (ث ج م) في تونس %التدفقات األفريقية
0.69 0.35 0.45 1.06 0.94 (ث ج م) بتونس %التدفقات للدول النامية
0.19 0.11 0.14 0.27 0.23 (ث ج م) في تونس %التدفقات العالمية
632.5 1779.2 557.3 65.2 13.7 متوسط تدفقات (ث ج م) مليون $
10535.7 23902.2 5183.3 2571.7 - متوسط رصيد (ث ج م) مليون $
5.44 10.81 7.59 1.58 1.23 (ث ج م) %من االستثمار القومي الثابت
4.82 9.53 6.43 1.70 1.17 (ث ج م) %من صادرات السلع والخدمات المغرب
1.35 2.96 1.68 0.37 0.21 (ث ج م) %من (ن م ج)
4.81 5.35 8.10 4.48 1.26 (ث ج م) بالمغرب %التدفقات األفريقية
0.42 0.53 0.52 0.35 0.28 (ث ج م) بالمغرب %التدفقات للدول لنامية
0.12 0.17 0.16 0.08 0.07 (ث ج م) في المغرب %التدفقات العالمية
المصدر :إعداد الباحث ،باستخدام بيانات الجدول رقم ( )1م ،وبيانات (.)UNCTAD, WDI, 2012
23
العالقة بين االستثمار األجنبي المباشر والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة ()2010-1970
لتوضيح األهمية النسبية لتدفقات (ث ج م) على المستوى الداخلي ،فقد تم مقارنة هذه التدفقات ▪
بكل من :إجمالي االستثمار القومي ،واإليرادات من صادرات السلع والخدمات ،و(ن م ج) ،حيث
مثلت حولي %2.4 ،%9.5 ،%10.3في المتوسط سنوياً خالل فترة الدراسة بالنسبة لهذه
المتغيرات الثالثة على الترتيب في مصر ،بينما مثلت في تونس حوالي %2.6 ،%6.4 ،%10.2
في المتوسط سنوياً ،وقد كانت هذه النسب أقل في المغرب ومثلت حوالي %1.4 ،%4.8 ،%5.4
في المتوسط سنوياً .وتبين هذه النسب تواضع األهمية النسبية لهذه التدفقات على المستوى الداخلي،
حتى رغم تحسنها النسبي في السنوات األخيرة بالدول الثالث ،وإن كانت أهميتها النسبية داخلياً
أعلى في مصر وتونس مقارنة بالمغرب نتيجة للتوسع في تطبيق برامج اإلصالح والخصخصة في
تلك الدولتين.
لتوضيح األهمية النسبية لتدفقات (ث ج م) على المستوى الخارجي ،فقد تم مقارنة هذه التدفقات ▪
بنظيراتها على المستوى اإلقليمي والعالمي ،وذلك من خالل مقارنتها بالتدفقات إلى كل من :الدول
األفريقية ،والدول النامية ككل ،والمستوى العالمي ،وقد مثلت تدفقات (ث ج م) إلى مصر حوالي
%0.4 ،%1.3 ،%13.8في المتوسط سنوي ًا لكل منها على الترتيب خالل فترة الدراسة ،بينما
مثلت في تونس حوالي ،%0.2 ،%0.7 ،%7.5في المتوسط سنوي ًا ،وقد كانت هذه النسب أقل
أيض ًا في المغرب ،إذ كانت حوالي %0.1 ،%0.4 ،%4.8في المتوسط سنوي ًا .ويالحظ من ذلك
تواضع األهمية النسبية لهذه التدفقات خارجي ًا بهذه الدول ،فضالً عن تراجعها المستمر خالل فترة
الدراسة في مصر وتونس ،ولكن ارتفاعها في المغرب ،مما يعكس وجود عديد من المشكالت تواجه
24
د .علي عبد الوهاب نجا
هذه التدفقات وعدم فاعلية السياسات التي اتبعتها مصر وتونس في سبيل تشجيع هذه االستثمارات
(.)14()Dumludag, 2010, PP. 16, 17
يتضح مما سبق ،زيادة تدفقات (ث ج م) وأرصدتها بالدول الثالث محل الدراسة بعد تطبيق برامج
اإلصالح االقتصادي وعمليات الخصخصة بها في العقدين األخيرين ،ورغم ذلك يالحظ تواضع األهمية
النسبية لهذه التدفقات على المستويين الداخلي والخارجي ،مما يبين محدودية دورها في تحقيق أهداف
التنمية بهذه الدول ،وعدم نجاح السياسات الحكومية في تحقيق أهدافها ،األمر الذي يتطلب إعادة النظر
في هذه السياسات وإصالحها على غرار النماذج الناجحة مثل دول جنوب رق آسيا وجنوبها التي
تجذب النصيب األكبر من تدفقات (ث ج م) إلى الدول النامية ( Hossain & Hossain, 2012, P.
.)10
1986
1990
1970
1972
1974
1976
1978
1980
1984
1988
1992
1994
1996
1998
2000
2002
2004
2006
2008
2010
المصدر :إعداد الباحث ،باستخدام بيانات الجدول رقم ( )1م ،وبيانات (.(WDI, 2012
( (14يعزى ارتفاع النصيب النسبي للدول الثالث من التدفقات األفريقية إلى تواضع تدفقات (ث ج م) إلى الدول األفريقية،
حيث كانت حوالي 16.7مليار دوالر في المتوسط سنوياً وبما يمثل حوالي %2.9 ، %9.2من التدفقات إلى كل من الدول
النامية والتدفقات العالمية خالل فترة الدراسة (.)UNCTAD, 2012
25
العالقة بين االستثمار األجنبي المباشر والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة ()2010-1970
26
د .علي عبد الوهاب نجا
يتضح مما سبق ،انخفاض األهمية النسبية للصادرات في مصر والمغرب مقارنة بتونس وكذلك
دول المقارنة اإلقليمية سواء الدول األفريقية أو دول الشرق األوسط أو الدول العربية ،فضالً عن أن
معدل نمو الصادرات كنسبة من الناتج عبر الزمن خالل فترة الدراسة كان أقل في مصر والمغرب مقارنة
بتونس ،مما يتطلب إعادة النظر في السياسة التجارية وتذليل الصعوبات التي تواجه الصادرات بهما.
0.00
1976
1980
1994
1998
1970
1972
1974
1978
1982
1984
1986
1988
1990
1992
1996
2000
2002
2004
2006
2008
2010
-5.00
مصر تونس المغرب السنوات
-10.00
المصدر :إعداد الباحث ،باستخدام بيانات الجدول رقم ( )1م ،وبيانات (.)WDI, 2012
جدول رقم ( ) 3
تطور النمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة ()2010-1970
-1970 -2000 -1990 -1980 -1970 البيان /الفترة الدولة
2010 2010 1999 1989 1979
71139 125371 77514 50492 25757 القيمة (مليون)$
(ن م ج) الحقيقي
5.23 4.62 3.75 4.89 5.58 معدل النمو%
1134.0 1616.8 1220.1 1000.8 650.2 القيمة $ مصر
متوسط نصيب
3.13 3.25 1.95 2.41 3.51 معدل النمو% الفرد من (ن م ج)
14233 24585 15055 10090 6165 القيمة (مليون)$
(ن م ج) الحقيقي
4.92 4.13 4.26 2.77 6.60 معدل النمو%
1676.1 2439.1 1695.0 1402.0 1092.0 القيمة $ تونس
متوسط نصيب
3.09 3.21 2.73 0.53 4.57 معدل النمو% الفرد من (ن م ج)
30344 48245 32482 23436 15424 القيمة (مليون)$
(ن م ج) الحقيقي
3.97 4.46 2.20 3.44 4.83 معدل النمو%
1196.1 1575.1 1215.0 1062.1 894.3 القيمة $ المغرب
متوسط نصيب
2.13 3.48 0.81 1.21 2.55 معدل النمو% الفرد من (ن م ج)
المصدر :إعداد الباحث ،باستخدام بيانات الجدول رقم ( )1م ،وبيانات (.)UNCTAD, WDI, 2012
27
العالقة بين االستثمار األجنبي المباشر والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة ()2010-1970
28
د .علي عبد الوهاب نجا
ثانياً :اختيار النموذج القياسي المالئم وفقاً للمعايير القياسية تما ياً مع طبيعة المتغيرات وهدف البحث.
ثالثاً :تقدير العالقات بين المتغيرات المدرجة في النموذج في الدول محل الدراسة.
رابعاً :تحديد اتجاه العالقات السببية بين متغيرات النموذج بالدول محل الدراسة.
تما ياً مع ذلك ،سوف يتم تناول هذا القسم من خالل خمسة بنود هي :توصيف النموذج
ومصادر البيانات ،والمنهج القياسي المستخدم ،وتحليل التكامل المشترك ،وتقدير العالقات بين
المتغيرات ،وتحليل عالقات السببية بين المتغيرات ،وذلك بالدول المعنية بالدراسة.
النمو االقتصادي ( :)GDPيقاس من خالل الناتج المحلي اإلجمالي مقد اًر بالمليون دوالر ▪
وباألسعار الجارية ،وزيادة قيمته مع مر الزمن تعني ارتفاع مستوى النمو االقتصادي بالمجتمع.
االستثمار األجنبي المباشر ( :)FDIيقاس من خالل حجم تدفقات (ث ج م) إلى الدولة مقدرة ▪
بالمليون دوالر وباألسعار الجارية ،وزيادة هذه القيمة تعني زيادة تدفقات هذه االستثمارات ونجاح
السياسات الحكومية في هذا الشأن ،والعكس صحيح.
الصادرات ( :)EXتقاس بقيمة إيرادات الدولة من صادرات السلع والخدمات مقدرة بالمليون دوالر ▪
وباألسعار الجارية ،وزيادة هذه القيمة تعني زيادة صادرات الدولة وزيادة قدرتها التنافسية في األسواق
الخارجية ونجاح استراتجية التوجه الخارجي بالدولة ،والعكس صحيح.
وفقاً لذلك ،تكون معادلة النموذج الذي يهدف إلى تقدير العالقات بين المتغيرات الثالثة على
الصورة التالية:
ويتم تحويل كل متغير مستقل إلى متغير تابع بنفس الصيغة السابقة في هذه الدالة لتقدير
العالقات بين المتغيرات الثالثة ،وتحديد اتجاهات العالقات السببية بينهم على النحو الذي سوف يوضح
في البنود التالية .كما تم اختيار الشكل اللوغاريتمي الخطي المزدوج ( Double Log Linear
،)Function Formفي تقدير معلمات المتغيرات الثالثة التي يتضمنها النموذج ويعزى ذلك إلى:
29
العالقة بين االستثمار األجنبي المباشر والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة ()2010-1970
يساعد التحويل اللوغاريتمي المزدوج على موافاة افتراض خطية الدالة الستخدام طريقة ▪
المربعات الصغرى العادية ( )OLSفي التحليل القياسي.
إن هذا الشكل تتسم نتائجه بجودة توفيق عالية ( ،)Superior Fitنظ اًر لتحقيقه أقل خطأ ▪
معياري للبواقي مقارنة باأل كال األخرى للدوال.
إ ن المعلمات المقدرة في هذا الشكل تمثل المرونات ،األمر الذي يسهل تحديد التأثير النسبي ▪
لكل متغير مستقل على المتغير التابع دون التأثر بوحدات القياس الخاصة بكل متغير.
توضح بيانات الجدول رقم ()2م اإلحصاءات الوصفية ومصفوفة معامالت االرتباط لمتغيرات
النموذج في الدول الثالث ،ويالحظ من اختبار ( )Jarque-Beraأن سالسل البيانات لمتغيرات النموذج
في الدول الثالث محل الدراسة تأخذ كل التوزيع المعتدل الطبيعي في ظل وجود تباين ثابت وتغاير
يساوي الصفر .وتوضح معامالت االرتباط أن متغيرات النموذج الثالثة ترتبط مع ًا بعالقة طردية في
الدول محل الدراسة ،ولكن تتفاوت قوة االرتباط فيما بينها ،حيث تكون درجة االرتباط ضعيفة بين هذه
المتغيرات في مصر وقوية في كل من تونس والمغرب.
يستخدم البحث بيانات سنوية تغطي الفترة ( ،)2010-1970وقد تم تجميع هذه البيانات من
المصادر الدولية ،من خالل مؤ رات التنمية الدولية { World Development Indicators
) }(WDIللبنك الدولي لعام ،2012في تقدير بيانات الناتج المحلي والصادرات ،وبيانات
( )UNCTADفي تقدير (ث ج م) وذلك لعام ،2012وقد روعي أن تكون كافة المتغيرات المستخدمة
في النموذج القياسي محسوبة على أساس الدوالر في حالة البيانات النقدية مراعاة للتجانس فيما بين
الدول ،كما تكون كافة المتغيرات المستخدمة في النموذج في صورة اللوغاريتم الطبيعي ،ولذا ،فإن
المعلمات المقدرة تُعبر عن المرونات.
:2 - 4المنهج القياسي
تعتمد الدراسات التطبيقية عادة في دراسة العالقات الكمية والسببية بين المتغيرات االقتصادية
على نموذج تصحيح الخطأ {( ،}Error Correction Model )ECMويُستخدم هذا النموذج عندما
تتصف المتغيرات بخاصية التكامل المشترك ،ويطبق عادة للتوفيق بين سلوك العالقات االقتصادية في
كل من األجل القصير واألجل الطويل ،حيث يفترض أن المتغيرات االقتصادية عادة ما تتجه في األجل
الطويل نحو حالة من االستقرار يطلق عليها وضع التوازن ( .)Steady State Equilibriumونظ اًر
ألنه في كثير من األحيان تكون أغلب سالسل البيانات للمتغيرات االقتصادية غير مستقرة ( Non
،)stationaryوفي مثل هذه الحالة ال تصلح الطرق التقليدية في دراسة عالقات االنحدار بين المتغيرات
وهي في صورتها األصلية ( ،) Levelحيث يؤدي ذلك إلى الحصول على ما يسمي باالنحدار الزائف
30
د .علي عبد الوهاب نجا
( ،) Spurious Regressionوبالتالي ،فإن االختبـارات اإلحصائيـة العاديـة ( )R2, DW, F, Tال
يمكن االعتماد عليها ،ولذا ،يجب أخذ الفرق األول لجميع المتغيرات لتجنب هذه الظاهرة ،إال أن ذلك
يؤدي إلى فقدان العالقات طويلة األجل بين المتغيرات ،تلك التي تتميز بأهميتها الكبيرة خاصة لدى
متخذي السياسات االقتصادية ( .)Christopoulos & Tsionas, 2004, P. 57غير أنه إذا كانت
بيانات السالسل الزمنية للمتغيرات غير مستقرة كل على حده ،ولكنها تتصف بخاصية التكامل المشترك
فيما بينها كمجموعة ( ،)Co-integration Relationshipفإن البواقي تكون مستقرة ،مما يعني أن
متغيرات النموذج تتحرك معاً في نفس االتجاه ،ومن ثم ،يتحقق لها التوازن في األجل الطويل ،وبالتالي،
يمكن قياس العالقات بين المتغيرات بدون أخذ الفرق األول لتحديد العالقات طويلة األجل بين المتغيرات
باستخدام نموذج {( ،}Vector Error Correction Model )VECMفضالً عن تحديد العالقات
بين المتغيرات في األجل القصير في الوقت نفسه ( Vazakidis & Adamopoulos, 2010, P.
.)581كما أنه من مزايا نموذج ( ) VECMأنه يساعد في تحديد عالقات السببية بين المتغيرات ،حيث
إنه من خالل اختبار ( ) Wald Testيتم تحديد عالقات السببية في األجل القصير ،كما أنه من خالل
معنوية معامل تصحيح الخطأ ( )ECTيتم تحديد عالقات السببية في األجل الطويل ( Zaman, et
.)al., 2011, P. 249وبالتالي ،فإنه من خالل هذا النموذج يمكن قياس عالقات السببية بين (ث ج
م) والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة ()2010-1970
باستخدام أسلوب جرانجر للسببية (Furuoka, 2007, P. ( )Multivariate Granger Causality
،)6ويتم ذلك من خالل اتباع الخطوات التالية:
أوالً :تحليل التكامل المشترك بين متغيرات النموذج ،حيث يتطلب تطبيق نموذج ( )VECMفي دراسة
العالقات الكمية والسببية طويلة األجل بين المتغيرات االقتصادية أن تكون هذه العالقات بها خاصية
التكامل المشترك ( ،)Co-integration Relationshipويتم الكشف عن خاصية التكامل المشترك
بين متغيرات النموذج على مرحلتين:
المرحلة األولى :اختبار جذر الوحدة ( ،)Unit Root Testلتحديد مدى استقرار أو عدم استقرار
المتغيرات الداخلة في النموذج ،وبالتالي ،يتم تحديد درجة التكامل ( )Integration Orderلكل متغير
على حده ،فضالً عن تحديد فترات التباطؤ الزمني المثلى ( )Optimal Lag Lengthلمتغيرات
النموذج.
المرحلة الثانية :الكشف عن مدي توافر خاصية التكامل المشترك ( )Co-integrationبين متغيرات
النموذج وهي :النمو االقتصادي ( ،)GDPواالستثمار األجنبي المبا ر ( ،)FDIوالصادرات (،)EX
31
العالقة بين االستثمار األجنبي المباشر والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة ()2010-1970
ويتم ذلك من خالل بحث عالقة التكامل المشترك بين هذه المتغيرات معاً بكل دولة ،وذلك باستخدام
أسلوب جوهانسون للتكامل المشترك (.)Johansen maximum likelihood Procedure
ثانياً :بعد التأكد من وجود خاصية التكامل المشترك بين متغيرات النموذج ،فإنه يتم تطبيق نموذج
تصحيح الخطأ متعدد المتغيرات ( ،) VECMوفيه يتم تقدير معلمات النموذج لكل من :النمو
االقتصادي ،واالستثمار األجنبي المبا ر ،والصادرات ،سواء للعالقات في األجل الطويل أو في األجل
القصير ،ونظ اًر لتداخل العالقات بين متغيرات النموذج وهو ما يعني أن أي من هذه المتغيرات يؤثر
في المتغيرين اآلخرين داخلي ًا ،والعكس صحيح ،وبالتالي ،فإن النموذج المستخدم الختبار العالقة بينهم،
يتعين أن يكون نموذج ًا آني ًا يحتوي على عدد من المعادالت مساوي ًا لعدد المتغيرات الموجودة بالنموذج،
وذلك بوضع المتغيرات في صيغة نموذج ( )VECMمتعدد المعادالت.
ثالثاً :يتم أخي اًر تحديد اتجاه عالقات السببية بين كل من :النمو االقتصادي ،واالستثمار األجنبي
المبا ر ،والصادرات ،في كل من األجل القصير واألجل الطويل ،وذلك من خالل تحليل جرانجر للسببية
( ،)Multivariate Granger Causalityاستناداً لنتائج نموذج (.)VECM
سوف يتم التعرض لدراسة هذه الخطوات الثالث بنفس الترتيب ،حيث يتم الجمع بين التأصيل
النظري لكل منها بإيجاز ،ثم تقديم النتيجة التطبيقية للقياس.
:3 - 4تحليل التكامل المشترك
:1-3-4اختبار جذر الوحدة ( :)Unit Root Testيستخدم اختبار جذر الوحدة ( )URلتحديد مدى
استقرار بيانات السالسل الزمنية للمتغيرات المدرجة بالنموذج وعند أي مستوى من الفروق يتحقق لها
هذا االستقرار ،ومن خالل ذلك يتم تحديد رتبة التكامل لمتغيرات النموذج ،ويوضح الجدول رقم ()4
النتائج الموجزة الختبار جذر الوحدة ( )URسواء للمتغيرات في صورتها األصلية أو بعد إجراء الفرق
األول لها ،وذلك من خالل اختباري :ديكي – فوالر الموسع { Augmented Dickey-Fuller
) ،}(ADFوفيليبس بيرون {) ،}Phillips-Perron (PPباستخدام البرنامج اإلحصائي (.)EViews
و يالحظ من بيانات هذا الجدول ما يلي:
في مصر :توضح ال نتائج عدم استقرار كافة متغيرات النموذج في صورتها األصلية سواء عند •
مستوى معنوية %1أو %5في ظل وجود الحد الثابت فقط بالدالة ووجود كل من الحد الثابت
واالتجاه ( )Trendمع ًا .بينما تكون كافة المتغيرات مستقرة بعد إجراء الفروق األولى لها ،وذلك
عند مستوى معنوية ،%1وهذا يعني أن هذه المتغيرات يكون تكاملها من الرتبة األولى
{).}Integrated of order (1
32
د .علي عبد الوهاب نجا
المصدر :إعداد الباحث باستخدام البرنامج اإلحصائي ( )EViewsاعتماداً على بيانات الجدول رقم
()1م.
-القيم الحرجة في ( )Levelفي حالة وجود الحد الثابت عند مستوي معنوية ،3.61 - = %1وعند
،2.94 - = %5وفي حالة وجود الحد الثابت واالتجاه معا ً عند مستوى معنوية ،4.21- = %1وعند
.3.53- = %5
-القيم الحرجة في الفرق األول في حالة وجود الحد الثابت عند مستوي معنوية ،3.61 - = %1وعند
،2.94 - = %5وفي حالة ( )Noneعند مستوى معنوية ،2.63- = %1وعند .1.95- = %5
في تونس :توضح النتائج عدم استقرار (ث ج م) في صورته األصلية سواء عند مستوى معنوية •
%1أو ،% 5في ظل وجود ثابت الدالة فقط أو وجود كل من ثابت الدالة واالتجاه (،)Trend
ويتحقق له االستقرار مع الفرق األول عند مستوى معنوية ،%1ولذا ،يكون متكامل من الرتبة
األولى ( ، I)1بينما كل من الناتج المحلي والصادرات يكونان غير مستقران في صورتهما األصلية
حتى مستوى معنوية %5وبخاصة وفقاً الختبار فيلبس بيرون ( ،)PPبينما يكونان مستقران في
حالة وجود كل من الحد الثابت واالتجاه ( )Trendمعاً بالدالة ،وهذا يعني أنهما متكامالن من
33
العالقة بين االستثمار األجنبي المباشر والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة ()2010-1970
الرتبة صفر ( ، I)0وهذا يعني أن هذان المتغيران غير مستقران في صورتهما األصلية مع وجود
ثابت الدالة وبدون االتجاه ( )Trendومستقران مع الفرق األول بوجود ثابت الدالة ،ولذا ،فإنه
يراعى ذلك في حالة اختبار التكامل المشترك ويتم بدون إدخال االتجاه.
في المغرب :توضح النتائج عدم استقرار كل من( :ن م ج) والصادرات في صورتهما األصلية •
سواء عند مستوى معنوية %1أو ،% 5في ظل وجود ثابت الدالة فقط أو وجود كل من ثابت
الدالة واالتجاه ( ،)Trendويتحقق لهما االستقرار بعد إجراء الفرق األول عند مستوى معنوية ،%1
ولذا ،يكونان متكامالن من الرتبة األولى ( ، I)1بينما (ث ج م) يكون غير مستقر في صورته
األصلية في حالة وجود ثابت الدالة ،بينما يتحقق له االستقرار في حالة وجود ثابت الدالة واالتجاه
( ،)Trendوهذا يعني أن رتبة تكامله صفر ( ، I)0ولذا ،يراعى ذلك في حالة اختبار التكامل
المشترك ويتم ادخال المتغير بدون االتجاه (.)Trend
نتيجة لذلك سوف يتم إجراء اختبارات التكامل المشترك بين متغيرات النموذج في ظل إدراج الحد •
الثابت فقط بالدالة وبدون االتجاه ( ،) Trendوفي هذه الحالة تشترك كل متغيرات النموذج في نفس
درجة التكامل ( ، I)1وذلك باستخدام أسلوب جوهانسون للتكامل المشترك ( ،)JMLالذي يشترط
الستخدامه أن تكون كافة المتغيرات لها نفس رتبة التكامل ( Muhammed, et al., 2011, P.
.)59
يتم تحديد فترات التباطؤ الزمني المثلى ( )Optimal Lag Lengthللمتغيرات في النموذج من
خالل نموذج متجهة االنحدار الذاتي ( ،)VARوذلك من خالل اختبار كل منLR, FPE, AIC, ( :
)SC, HQكما هو موضح بالجدول رقم ()3م ،الذي يتضح منه أنها تكون بحد أقصى ثالث فترات
في مصر وتونس وفترة واحدة بالمغرب في معظم االختبارات.
34
د .علي عبد الوهاب نجا
35
العالقة بين االستثمار األجنبي المباشر والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة ()2010-1970
يمكن الحصول على حد تصحيح الخطأ ( 𝑡𝑇𝐶𝐸) الذي يقيس سرعة التعديل أو سرعة التكيف
( )Speed of Adjustmentالختالل التوازن في األجل القصير لكي يتم تحقيق التوازن في األجل
الطويل ،وبالتالي ،يتم تحديد عدد الفترات الزمنية الالزمة لتحقيق التوازن في األجل الطويل وذلك من
خالل المعادالت الثالث السابقة ،التي يتم منها ا تقاق المعادالت التي على الصورة التالية:
)𝟓( … … … … … … … … … … 𝑬𝑪𝑻𝟏𝒕 = 𝒍𝒏 𝑮𝑫𝑷𝒕 − 𝜶𝟏 𝒍𝒏 𝑭𝑫𝑰𝒕 − 𝜶𝟐 𝒍𝒏 𝑬𝒙𝒕 … … … … … .
وبأخذ الفرق األول لمعادالت األجل الطويل لكل متغير ،فإنه يتم الحصول على المعادالت
التي تمثل نموذج ( ) VECMوذلك لتقدير المعلمات في األجل القصير باإلضافة إلى حد تصحيح
الخطأ لكل متغيرات النموذج كما يلي:
𝒑 𝒑 𝒑
)𝟖( 𝜟𝒍𝒏 𝑮𝑫𝑷𝒕 = 𝜶 𝟎 + ∑ 𝜶𝟏𝒊 𝜟𝒍𝒏 𝑮𝑫𝑷𝒕−𝒊 + ∑ 𝜶𝟐𝒊 𝜟𝒍𝒏 𝑭𝑫𝑰𝒕−𝒊 + ∑ 𝜶𝟑𝒊 𝜟𝒍𝒏 𝑬𝑿𝒕−𝒊 + 𝝋 𝑬𝑪𝑻𝒕−𝟏 + 𝒖 𝟏𝒕 . .
𝟎=𝒊 𝟎=𝒊 𝟎=𝒊
)𝟗( … 𝜟𝒍𝒏 𝑭𝑫𝑰𝒕 = 𝜷 𝟎 + ∑ 𝜷𝟏𝒊 𝜟𝒍𝒏 𝑭𝑫𝑰𝒕−𝒊 + ∑ 𝜷𝟐𝒊 𝜟𝒍𝒏 𝑮𝑫𝑷𝒕−𝒊 + ∑ 𝜷𝟑𝒊 𝜟𝒍𝒏 𝑬𝑿𝒕−𝒊 + 𝝋 𝑬𝑪𝑻𝒕−𝟏 + 𝒖 𝟐𝒕 … .
𝟎=𝒊 𝟎=𝒊 𝟎=𝒊
𝒑 𝒑 𝒑
𝜟𝒍𝒏 𝑬𝑿𝒕 = 𝝀 𝟎 + ∑ 𝝀𝟏𝒊 𝜟𝒍𝒏 𝑬𝑿𝒕−𝒊 + ∑ 𝝀𝟐𝒊 𝜟𝒍𝒏 𝑮𝑫𝑷𝒕−𝒊 + ∑ 𝝀𝟑𝒊 𝜟𝒍𝒏 𝑭𝑫𝑰𝒕−𝒊 + 𝝋𝑬𝑪𝑻𝒕−𝟏 + )𝟎𝟏( 𝒖 𝟑𝒕 .
𝟎=𝒊 𝟎=𝒊 𝟎=𝒊
حيث تعبر كل من ، 𝜟𝒍𝒏 𝑬𝑿𝒕 ، 𝜟𝒍𝒏 𝑭𝑫𝑰𝒕 ،𝜟𝒍𝒏 𝑮𝑫𝑷𝒕 :عن الفرق األول لمتغيرات النموذج الثالثة
والفجوات الزمنية المختلفة لها ) P( ،هي العدد األمثل للفجوات الزمنية بالنموذج ،التي تم تحديدها بحد
تمثل حد تصحيح الخطأ، 𝟏𝑬𝑪𝑻𝒕− أقصى ثالث فجوات باستخدام المعايير المبينة في الجدول رقم ()3م،
𝒕 𝒖 تمثل حد الخطأ العشوائي الذي يكون وسطه الحسابي صفر وتباينه ثابت .ويالحظ من هذه المعادالت
أنها تتضمن العالقات بين المتغيرات في كل من األجل القصير واألجل الطويل ،الذي يتضح من خالل
حد تصحيح الخطأ الخاص بكل معادلة ( ،)𝐸𝐶𝑇𝑡−1وتوضح بيانات الجدول رقم ( )6النتائج الموجزة
التي تم تقديرها من خالل البرنامج اإلحصائي ( ،)EViewsللعالقات بين متغيرات النموذج في األجل
الطويل المناظرة للمعادالت ( )4–2السابقة.
36
د .علي عبد الوهاب نجا
المصدر :إعداد الباحث باستخدام البرنامج اإلحصائي ( ،)EViewsاعتماداً على بيانات الجدول رقم ()1م.
* تشير إلي أن المتغير معنوي إحصائيا ً عند مستوى معنوية .%1
-القيم بين األقواس تشير إلى قيمة (.)t-statistics
يتضح من هذا الجدول ما يلي:
أوالً -في مصر:
▪ أن كل من( :ث ج م) ،والصاد ارت يؤثر إيجابي ًا ومعنوي ًا على الناتج المحلى كمؤ ر للنمو
االقتصادي ،وتشير قيمة المعلمات المقدرة إلى أن زيادة (ث ج م) ،والصادرات بنسبة %10يترتب
عليها زيادة الناتج بنفس النسبة تقريب ًا %10.4 ،%9.7 -لكل منهما على التوالي .كما أن معامل
تصحيح الخطأ يكون معنوي عند مستوى ،%1وذات إ ارة سالبة ،وقيمة معلمته 0.34تدل على
أن معامل سرعة التعديل تكون مرتفعة ،األمر الذي يعني سرعة التكيف وتصحيح أي اختالل في
مستوى الناتج واستعادته إلى حالة التوازن المستقر في حدود ثالث سنوات.
أن النمو االقتصادي والصادرات يؤثران إيجابي ًا ومعنوي ًا على تدفقات (ث ج م) ،وتشير قيمة ▪
المعلمات المقدرة إلى أن زيادة كل منهما بنسبة %10يترتب عليها زيادة في هذه االستثمارات
بنسبة %10.7 ،%10.3لكل منهما على التوالي .كما أن معامل تصحيح الخطأ يكون معنوي
عند مستوى ،%1وذات إ ارة سالبة ،وقيمة معلمته 0.53تشير إلى ارتفاع سرعة التعديل ،حيث
37
العالقة بين االستثمار األجنبي المباشر والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة ()2010-1970
يمكن تصحيح أي اختالل في تدفقات هذه االستثمارات واستعادتها إلى حالة التوازن في أقل من
سنتين.
أن النمو االقتصادي و(ث ج م) يؤثران إيجابياً ومعنوياً على الصادرات ،وتشير قيمة المعلمات ▪
المقدرة أن الصادرات تكون متكافئة المرونة تقريباً مع كل منهما ،غير أن معامل تصحيح الخطأ
يكون غير معنوي إحصائياً.
ثانياً -في تونس:
أن كل من( :ث ج م) ،والصادرات يؤثر إيجابياً ومعنوياً على النمو االقتصادي ،وتشير قيمة ▪
المعلمات المقدرة إلى أن زيادة كل منهما بنسبة %10يترتب عليها زيادة في مستوى الناتج بنسبة
%8.1 ،%5.4لكل منهما على التوالي ،ولكن معامل تصحيح الخطأ غير معنوي إحصائياً.
أن النمو االقتصادي والصادرات يؤثران إيجابياً ومعنوي ًا على تدفقات (ث ج م) ،وتشير قيمة ▪
المعلمات المقدرة إلى أن (ث ج م) يكون مرن بالنسبة لهما ،حيث إن زيادة كل منهما بنسبة %1
يترتب عليها زيادة في تدفقات (ث ج م) بنسبة %1.5 ،%1.9لكل منهما على التوالي .كما أن
معامل تصحيح الخطأ يكون معنوي عند مستوى ،%1وذات إ ارة سالبة ،وقيمة معلمته 0.64
تشير إلى ارتفاع سرعة التعديل ،حيث يمكن تصحيح أي اختالل في تدفقات هذه االستثمارات
واستعادتها إلى حالة التوازن في غضون سنة ونصف تقريب ًا.
أن النمو االقتصادي و(ث ج م) يؤثران إيجابي ًا ومعنوي ًا على الصادرات ،وتشير قيمة المعلمات ▪
الصادرت بنسبة ،%12.3
ا المقدرة إلى أن زيادة كل منهما بنسبة % 10يترتب عليها زيادة في
%6.6لكل منهما على التوالي .كما أن معامل تصحيح الخطأ يكون معنوي عند مستوى ،%1
وذات إ ارة سالبة ،وقيمة معلمته 2.5تشير إلى ارتفاع سرعة التعديل والتصحيح ألي اختالل في
الصادرات في غضون أقل من نصف سنة.
ثالثاً -في المغرب:
أن (ث ج م) ،والصادرات يؤثران إيجابي ًا ومعنوي ًا على النمو االقتصادي ،وتشير قيمة المعلمات ▪
المقدرة إلى أن زيادة كل منهما بنسبة %10يترتب عليها زيادة في مستوى الناتج بنسبة ،%3.5
%7.9لكل منهما على التوالي .كما أن معامل تصحيح الخطأ يكون معنوي عند مستوى ،%1
وذات إ ارة سالبة ،وقيمة معلمته 0.62تدل على ارتفاع سرعة التعديل والتكيف ،وتصحيح أي
اختالل في مستوى الناتج واستعادته إلى حالة التوازن المستقر في غضون سنة ونصف تقريب ًا.
أن النمو االقتصادي والصادرات يؤثران إيجابي ًا ومعنوي ًا على تدفقات (ث ج م) ،وتشير قيمة ▪
المعلمات المقدرة إلى ارتفاع مرونة (ث ج م) لهما ،حيث تكون 2.3 ،2.9لكل منهما على التوالي.
كما أن معامل تصحيح الخطأ يكون معنوي عند مستوى ،%1وذات إ ارة سالبة ،وقيمة معلمته
38
د .علي عبد الوهاب نجا
0.57تشير إلى ارتفاع سرعة التعديل ،حيث يمكن تصحيح أي اختالل في تدفقات هذه االستثمارات
واستعادتها إلى حالة التوازن في أقل من سنتين.
أن النمو االقتصادي و(ث ج م) يؤثران إيجابياً ومعنوياً على الصادرات ،وتشير قيمة المعلمات ▪
المقدرة إلى أن زيادة كل منهما بنسبة %10يترتب عليها زيادة الصادرات بنسبة %4.4 ،%12.7
لكل منهما على التوالي ،غير أن معامل تصحيح الخطأ غير معنوي إحصائياً.
يتضح من هذه النتائج ،وجود توافق كبير فيما يتعلق بتأثير كل من (ث ج م) والصادرات والنمو
االقتصادي في الدول الثالث محل الدراسة ،ولكن الذي يختلف هو مدى هذا التأثير فيما بين المتغيرات
وفيما بين الدول ،وهذا يدلل على الدور الفعال للقطاع الخارجي متمثالً في كل من (ث ج م) والصادرات
على النمو االقتصادي بالدولة وكذلك تأثير النمو عليهما .وسوف يتم االقتصار في تقدير العالقات بين
المتغيرات على األجل الطويل فقط ،ألن العالقات بين هذه المتغيرات في األجل القصير يتم تجميعها
بطريقة حسابية دقيقة وفقاً لتحليل ( )VECMوتنعكس بالكامل وبصورة مبسطة في عالقات السببية
باألجل القصير ،األمر الذي سوف يتم توضيحه في البند التالي الخاص بتحليل السببية.
أوالً :تحليل السببية في األجل القصير :يتم ذلك من خالل تقدير العالقات الخاصة بالمعادالت (- 10
)8في الدول الثالث ،وتوضح بيانات الجدول رقم ( )7النتائج الموجزة التي تم تقديرها من خالل البرنامج
اإلحصائي ( ،)EViewsلعالقات السببية بين المتغيرات الثالثة بالنموذج في األجل القصير المناظرة
للمعادالت الثالث السابقة وذلك من خالل اختبار (.)Wald test
39
العالقة بين االستثمار األجنبي المباشر والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة ()2010-1970
40
د .علي عبد الوهاب نجا
والصادرات معاً يسببا النمو االقتصادي ،وكذلك النمو االقتصادي والصادرات معاً يسببا تدفقات
(ث ج م) ،وتتحقق النتائج السابقة حتى مستوى معنوية .%10
بالنسبة للمغرب فإن العالقة بين (ث ج م) والنمو االقتصادي كانت أحادية االتجاه ،حـيث يسبب ▪
(ث ج م) النمو االقتصادي ،وليس العكس .كما أن العالقة بين الصادرات والنمو االقتصادي أيضاً
كانت هى األخرى أحادية االتجاه ،وكانت من الصادرات إلى النمو االقتصادي ،وليس العكس،
وتتحقق تلك النتائج عند مستوى معنوية ،%10كما أن (ث ج م) والصادرات معاً يسببا النمو
االقتصادي عند مستوى معنوية .%5
خالصة ذلك ،أن تأثير (ث ج م) والصادرات على النمو االقتصادي كان موجوداً بالدول الثالث
محل الدراسة ،مما يدلل على أهميتهما في تحقيق النمو االقتصادي بهذه الدول .كما أن تأثير النمو
االقتصادي والصادرات على تدفقات (ث ج م) كان له دور بارز في مصر وتونس ولم يظهر هذا الدور
في حالة المغرب .بينما تأثير النمو االقتصادي وتدفقات (ث ج م) على الصادرات لم يظهر بالدول
الثالث وربما يعزى هذا إل ى ضعف القدرة التصديرية بهذه الدول واعتمادها على تصدير عدد محدود
من المنتجات األولية التي تتميز بانخفاض مرونة الطلب الخارجي عليها ولم تتأثر كثي اًر بالتحسن في
هذه المتغيرات ،وبخاصة أن هذا يظهر في األجل الطويل وليس في األجل القصير ،ألنها بطبيعتها
متغيرات طويلة األجل.
ثانياً :تحليل السببية في األجل الطويل :يتم استنباط عالقات السببية في األجل الطويل من خالل
معامالت تصحيح الخطأ {( } Error Correction term )ECTt_1التي تربط عالقات األجل
الطويل واألجل القصير معاً ،وذلك من خالل تقديرات التحليل الديناميكي متعدد المتغيرات وفقاً
لنموذج ( ،)Smsu, et al., 2008, P. 180( )VECMوتوضح بيانات الجدول رقم ( )8النتائج
الموجزة التي تم تقديرها من خالل البرنامج اإلحصائي ( ،)EViewsلعالقات السببية بين متغيرات
النموذج في األجل الطويل .ويتضح من بيانات هذا الجدول أن:
في مصر ،يتأثر كل من النمو االقتصادي و(ث ج م) بالقيم المحققة لهما في الفترات السابقة، ▪
ولذا ،فإن كل منهما يسبب القيمة المحققة في الفترة الحالية ،وأن النمو االقتصـادي يسـبب (ث ج
م) ويكون سابق عليه ،كما أن الصادرات تسبب كل من النمو االقتصادي و(ث ج م) وليس
العكس ،وتتحقق هذه النتائج عند مستوى .%1توضح هذه النتائج أهمية النمو االقتصادي
والصادرات كمحددات لتدفقات (ث ج م) ،وأهمية الصادرات في دعم النمو االقتصادي ،ومن ثم،
تؤيد فرضية أن الصادرات تقود النمو االقتصادي ،بينما ال يوجد تأثير لكل من (ث ج م) والنمو
على الصادرات.
41
العالقة بين االستثمار األجنبي المباشر والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة ()2010-1970
في تونس ،كل من (ث ج م) والصادرات في الفترات السابقة يسببان القيم المحققة لكل منهما في ▪
الفترة الحالية ،كما أن النمو االقتصادي يسبب كل من (ث ج م) والصادرات ويكون سابق عليهما،
وكذلك الصادرات تسبب (ث ج م) وليس العكس .وتوضح هذه النتائج أهمية الصادرات والنمو
االقتصادي كمحددات لتدفقات (ث ج م) ،كما تؤيد هذه النتائج فرضية أن النمو االقتصادي يقود
الصادرات ،وليس العكس.
في المغرب ،أن النمو االقتصادي و(ث ج م) في الفترات السابقة يسبب القيم الخاصة بهما في ▪
الفترة الحالية ،وأن (ث ج م) يسبب الصادرات ويكون سابق عليها ،وكذلك فإن الصادرات تسبب
النمو االقتصادي وتتحقق فرضية أن الصادرات تقود النمو .وهذا يؤكد على أهمية (ث ج م) في
تحفيز وتشجيع الصادرات التي بدورها تدعم النمو االقتصادي ،ولذا ،ينعكس أثر (ث ج م) على
النمو من خالل دفع الصادرات.
جدول رقم ( ) 8
نتائج عالقات السببية في األجل الطويل من خالل تحليل ()VECM
المتغير التابع
اتجاه العالقة السببية المتغير المستقل الدولة
𝑿𝑬 𝒏𝑳 𝑷𝑫𝑮 𝒏𝑳 𝑰𝑫𝑭 𝒏𝑳
Ln GDP ← ln GDP 0.113 2.204- 0.340-
𝑷𝑫𝑮 𝒏𝑳
Ln FDI ← ln GDP )(0.71 (*)2.92-( *)4.32-
Ln FDI ← ln FDI 0.009- 0.538- 0.009-
()0.41- (*)5.00- ()0.82- 𝑰𝑫𝑭 𝒏𝑳 مصر
Ln GDP ← ln EX 0.108- 2.877 0.365
()0.60- (* )3.53 (* )4.07 𝑿𝑬 𝒏𝑳
Ln FDI ← ln EX
Ln FDI ← ln GDP 3.126 4.080- 0.761 𝑷𝑫𝑮 𝒏𝑳
Ln EX ← ln GDP (* )4.44 (** )1.75 ()1.42
Ln FDI ← ln FDI -0.031 0.641- 0.010
()0.57- (* )3.54- ()0.29 𝑰𝑫𝑭 𝒏𝑳 تونس
Ln FDI ← ln EX 2.497- 4.287 0.634-
(* )4.62- (* )2.40 ()1.54- 𝑿𝑬 𝒏𝑳
Ln EX ← ln EX
Ln GDP ← ln GDP 0.134- 2.495 0.620-
()0.54- ()1.32 (* )3.41- 𝑷𝑫𝑮 𝒏𝑳
Ln FDI ← ln FDI 0.070 0.570- 0.011
)* (2.54 (* )2.74- 𝑰𝑫𝑭 𝒏𝑳 المغرب
Ln EX ← ln FDI )(0.55
Ln GDP ← ln EX 0.054- 0.671- 0.463
()0.24- ()0.40- (* )2.87 𝑿𝑬 𝒏𝑳
المصدر :إعداد الباحث باستخدام البرنامج اإلحصائي ( ،)EViewsاعتماداً على بيانات الجدول رقم ()1م.
* تشير إلي أن المتغير معنوي إحصائيا ً عند مستوى معنوية .%1
-القيم بين األقواس تشير إلي قيمة (.)t-statistics
يتضح من هذه النتائج ،أنه يوجد تداخل كبير بين نتائج األجل الطويل مع نتائج األجل القصير
بالدول الثالث محل الدراسة ،وإن كان هناك اختالف في تأثير متغير على اآلخر يكون في أنه يتم
42
د .علي عبد الوهاب نجا
بصورة مبا رة أو غير مبا رة وفي حدود صغيرة ،مما يدعم الثقة في النتائج التي تم التوصل إليها هذا
من ناحية .ويالحظ فيما يتعلق بنتائج األجل الطويل الذي يمكن االعتماد عليها في توجيه السياسات
االقتصادية بالمجتمع من ناحية أخرى ،أهمية النمو االقتصادي والصـ ـ ـ ـ ـادرات كمح ـ ـ ـددات لتدفق ـ ـ ـ ـ ـات (ث
ج م) في كل من مصر وتونس ،بينما على العكس في المغرب يعد (ث ج م) محدداً للصادرات .كما
تتحقق فرضية قيادة الصادرات للنمو في كل من مصر والمغرب ،بينما تتحقق الفرضية العكسية في
تونس وهو أن النمو االقتصادي هو الذي يقود الصادرات .ووفقاً لذلك يجب أن تركز السياسات على
القطاع الحقيقي في تونس بهدف االرتفاع بمعدل النمو االقتصادي ،وهذا يسهم بدوره في زيادة الصادرات،
فضالً عن زيادة تدفقات (ث ج م) سواء بصورة مبا رة أو غير مبا رة ،بينما في مصر والمغرب يجب
االهتمام بزيادة الصادرات وعالج كافة المشكالت التي تواجهها ،وهذا بدوره يسهم في االرتفاع بمعدل
النمو االقتصادي ،كما أنه يسهم في مصر في زيادة تدفقات (ث ج م) سواء بصورة مبا رة أو غير
مبا رة ،ولكن بالمغرب يجب البحث عن العوامل التي تحفز (ث ج م) ودعمها بما يعمل على زيادة
تدفقات هذه االستثمارات ،بهدف زيادة الصادرات التي بدورها تدعم النمو االقتصادي.
43
العالقة بين االستثمار األجنبي المباشر والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة ()2010-1970
توضح نتائج القياس في األجل الطويل وجود تداخل كبير فيما يتعلق بتأثير كل من (ث ج م) ▪
والصادرات والنمو االقتصادي في الدول الثالث محل الدراسة ،ولكن الذي يختلف هو مدى هذا
التأثير فيما بين هذه المتغيرات وفيما بين الدول ،وهذا يدلل على الدور الفعال للقطاع الخارجي
متمثالً في كل من (ث ج م) والصادرات على النمو االقتصادي بالدولة وكذلك تأثير النمو عليهما.
توضح نتائج عالقات السب بية في األجل القصير أن تأثير (ث ج م) والصادرات على النمو ▪
االقتصادي كان موجوداً بالدول الثالث محل الدراسة ،مما يدلل على أهميتهم في تحقيق النمو
االقتصادي بهذه الدول .كما أن تأثير النمو االقتصادي والصادرات على تدفقات (ث ج م) كان له
دور بارز في مصر وتونس ولم ي ظهر هذا الدور في حالة المغرب .بينما تأثير النمو االقتصادي
وتدفقات (ث ج م) على الصادرات لم يظهر بالدول الثالث وربما يعزى إلى ضعف القدرة التصديرية
بهذه الدول واعتمادها على تصدير عدد محدود من المنتجات األولية.
توضح نتائج عالقات السببية في األجل الطويل أهمية النمو االقتصادي والصـادرات كمحـددات ▪
لتدفقـات (ث ج م) في كل من مصر وتونس ،بينما على العكس في المغرب يعد (ث ج م) محددًا
للصادرات .كما تتحقق فرضية أن الصادرات تقود النمو االقتصادي في مصر والمغرب ،بينما
تتحقق الف رضية العكسية في تونس وهو أن النمو االقتصادي هو الذي يقود الصادرات.
:2 – 5التوصيات :في ضوء النتائج التي تم التوصل إليها تتمثل أهم التوصيات التي يمكن أن تسهم
في تحسين األداء االقتصادي في الدول المعنية بالدراسة فيما يلي:
➢ وفق ًا لفرضية قيادة الصادرات للنمو التي تتحقق في مصر والمغرب ،فإنه يجب تفعيل سياسة
االنفتاح التجاري واتخاذ السياسات التي تعالج كافة االختالالت والمشكالت بما يعمل على تهيئة
البيئة المحلية لزيادة الصادرات وتذليل الصعوبات التي تواجهها ،بما يسهم في زيادة الصادرات
وزيادة قدرتها التنافسية ،األمر الذي يسهم بدوره في االرتفاع بمعدل النمو االقتصادي.
➢ وفق ًا لفرضية قيادة النمو االقتصادي للصادرات التي تتحقق في تونس ،فإنه يجب التركيز على
الجانب الحقيقي وزيادة االنتاجية من خالل االهتمام برأس المال البشري وزيادة االستثمارات المحلية
لالرتفاع بمعدل النمو االقتصادي ،األمر الذي يسهم بدوره في زيادة الصادرات وزيادة قدرتها
التنافسية ،فضالً عن زيادة تدفقات (ث ج م) سواء بصورة مبا رة أو غير مبا رة.
➢ نظ اًر لألثر اإليجابي للنمو على (ث ج م) في كل من مصر وتونس ،فإن هذا يلقي الشكوك حول
صحة المبادئ التوجيهية العامة التي تؤكد على أهمية (ث ج م) في دعم النمو وتحقيق االستقرار
االقتصادي وفقاً لفرضية "أن (ث ج م) يسبب النمو" ولذا ،يجب االهتمام بالجانب الحقيقي محلياً
نظ اًر للدور العام للنمو ونوعيته كعامل جذب لهذه االستثمارات جنباً إلى جنب مع االنفتاح على
44
علي عبد الوهاب نجا.د
فضالً عن مراعاة حسن االستغالل والتوجيه لهذه،إلخ..،العالم الخارجي وتحسين البنية التحتية
.االستثمارات بما يحقق أهداف التنمية بالدول المعنية
فإنه يجب تصحيح السياسات االقتصادية التي تؤثر في مناخ االستثمار،➢ وفقاً للنتائج في المغرب
حيث يسهم،)وبيئة األعمال المحلية واتخاذ كافة اإلجراءات التي تسهم في زيادة تدفقات (ث ج م
واالرتفاع بمعدل النمو االقتصادي بصورة غير مبا رة،ذلك في زيادة الصادرات بصورة مبا رة
.من خالل زيادة الصادرات
من البحوث التي يمكن تناولها مستقبالً في هذا المجال هو تناول العالقة: البحوث المستقبلية:3 – 5
العالقة بين (ث ج م) أو:بين (ث ج م) أو الصادرات وعديد من المتغيرات االقتصادية الكلية مثل
، وميزان المدفوعات، ومستوى التوظف،الصادرات أو كالهما ومعدالت االستثمار المحلي اإلجمالي
أو محددات الصادرات وذلك على مستوى أي دولة،) وكذلك تناول محددات (ث ج م.وسعر الصرف
وكذلك تناول أثر (ث ج م) أو الصادرات.مثل مصر أو في صورة دراسة مقارنة في دولتين أو أكثر
واألثر على، األثر على معدل النمو االقتصادي: مثل،على عديد من المتغيرات االقتصادية الكلية
سواء،إلخ..، وعلى توزيع الدخل، وعلى الفقر، وأثرهما على مستوى التعليم،معدالت االدخار واالستثمار
.على مستوى الدولة أو في دولتين أو أكثر
قائمة المراجع
1) Agenor P. R., (2002), “Does Globalization Hurt the Poor?”, Policy Research Working
Paper, No. 2922, World Bank, Washington, http://ideas.repec.org/.
2) Ahmadi R. & Ghanbarzadeh M., (2011), “FDI, Exports and Economic Growth: Evidence
from Mena Region”, Middle-East Journal of Scientific Research, Vol. 10, No. 2, PP.
174- 182, http://idosi.org/mejsr/.
3) Alguacil M. T., Cuadros A. & Orts V., (2002), “F oreign direct investment, exports and
domestic performance in Mexico: a causality analysis”, Economics Letters, Vol. 77, Issue
3, PP. 371–376, http://www.sciencedirect.com/.
4) Anyanwu J. C., (2011), “Determinants of Foreign Direct Investment Inflows to Africa,
1980-2007”, Working Paper Series, No. 136, African Development Bank Group, Tunisia,
http://www.afdb.org/.
5) Araujo R. A. & Soares C., (2011), “‘Export Led Growth’ x ‘Growth Led Exports’: What
Matters for the Brazilian Growth Experience after Trade Liberalization?”, MPRA Paper,
No. 30562, Online at http://mpra.ub.uni-muenchen.
6) Balamuurali N. & Bogahawatte C., (2004), “Foreign Direct Investment and Economic
Growth in Sri Lanka”, Sri Lankan Journal of Agricultural Economics, Vol. 6, No. 1,
PP. 37-50, http://sljol.info/index.
7) Bechri M. Z. & Naccache S., (2003), The Political Economy of Development Policy in
Tunisia, http://depot.gdnet.org/.
8) Bhaskara R. B., Rup T. & Chaitanya V. K., (2008), “Financial developments and the rate
of growth of output: An alternative approach”, MPRA Paper, No. 8605,
http://mpra.ub.uni-muenchen.
9) Chowdhury A. & Mavrotas G., (2003), “FDI and Growth: What Causes What?”, The
World Economy, Vol. 29, Issue 1, PP. 9-19, http://onlinelibrary.wiley.com/doi/.
45
)2010-1970( العالقة بين االستثمار األجنبي المباشر والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة
10) Christopoulos D. K. & Tsionas E. G., (2004), “Financial development and economic
growth: evidence from panel unit root and co integration tests”, Journal of Development
Economics, Vol. 73, PP. 55–74, www.elsevier.com/locate/econbase.
11) Currie J. & Harrison A., (1997),”Sharing the Costs: The Impact of Trade Reform on
Capital and Labor in Morocco”, Journal of Labor Economics, VOL. 15, No. 2, Online
from British Library Direct, http://www.econ.ucla.edu/.
12) Cuadros A., Vicente O. & Maite A., (2006), “Openness and Growth: Re-Examining
Foreign Direct Investment, Trade and Output Linkages in Latin America”, The Journal
of Development Studies, Vol. 40, No. 4, PP. 167–192, http://www.tandfonline.com/.
13) Demirhan E. & Masca M., (2008), “Determinants of Foreign Direct Investment Inflows
to Developing Countries: A Cross-Sectional Analysis”, Prague Economic Papers, Issue
4, PP. 356-369, http://econpapers.repec.org/.
14) Dumludag D., (2010), “A Comparison of Foreign Direct Investment in Turkey and Egypt:
Motivations and Obstacles”, MPRA Paper, No. 27520, http://mpra.ub.uni-muenchen.
15) Dunning J. H. & Lundan S. M., (2008), Multinational Enterprises and the Global
Economy, Second Edition, Edward Elgar Publishing Limited, UK, Google Book, Online:
http://books.google.co.uk/.
16) Dunning J. H., (2009), “Location and the multinational enterprise: A neglected factor?”,
Journal of International Business Studies, No. 40, PP. 5–19, http://www.palgrave-
journals.com/.
17) Durlauf S. N. & Blume L. E., (2008), The New Palgrave: Dictionary of Economics,
Second Edition, Vol. (3), Macmillan Publishers Ltd, New York.
18) Duttaray M., Dutt A. K. & Mukhopadhyay K., (2008), “Foreign direct investment and
economic growth in less developed countries: an empirical study of causality and
mechanisms”, Applied Economics, Vol. 40, Issue 15, PP. 1927-1939,
http://www.tandfonline.com/.
19) Furuoka F., (2007), “Does the “Phillips Curve” Really Exist? New Empirical Evidence
from Malaysia”, Economics Bulletin, Vol. 5, No. 16, PP. 1-14,
http://economicsbulletin.vanderbilt.edu/.
20) Hossain A. & Hossain M. K., (2012), “Empirical Relationship between Foreign Direct
Investment and Economic Output in South Asian Countries: A Study on Bangladesh,
Pakistan and India”, International Business Research, Vol. 5, No. 1, PP. 9-21,
www.ccsenet.org/ibr.
21) Hsiao F. S. T. & Hsiao M. C. W., (2006), “FDI, exports, and GDP in east and southeast
Asia-Panel data versus time series causality analyses”, Journal of Asian Economics, Vol.
17, Issue 6, PP.1082-1106, http://www.sciencedirect.com/.
22) Huilu Z. A., (2010), “Impact of Foreign Direct Investment on Trade of African
Countries”, International Journal of Economics and Finance, Vol. 2, No. 3, PP. 122-
133, www.ccsenet.org/ijef.
23) Iqbal M. S., Shaikh F. M. & Shar A. H., (2010), “Causality Relationship between Foreign
Direct Investment, Trade and Economic Growth in Pakistan”, Asian Social Science, Vol.
6, No. 9, PP. 82-89, www.ccsenet.org/ass.
24) Khorshid M, Kamaly A., El-Laithy H. & El-Enein S. A., (2011), Assessing Development
Strategies to Achieve the MDGGs in the Arab Republic of Egypt, United Nations
Department for Social and Economic Affairs, http://www.un.org/en/.
25) Kiran B., (2011), “Causal Links between Foreign Direct Investment and Trade in Turkey”,
International Journal of Economics and Finance, Vol. 3, No. 2, PP. 150-158,
www.ccsenet.org/ijef.
26) Klasra M. A., (2011), “Foreign direct investment, trade openness and economic growth
in pakistan and turkey: an investigation using bounds test”, Quality & Quantity, Vol. 45,
No. 1, PP. 223–231, http://www.springerlink.com/.
27) Kose M. A., Prasad E. S. & Terrones M. E., (2005), Growth and Volatility in an Era of
Globalization, IMF, Vol. 52, Special Issue, http://www.imf.org/.
46
علي عبد الوهاب نجا.د
28) Kose M., A., Prasad E., S. & Terrones M., E., (2005), “Growth and Volatility in an Era of
Globalization”, IMF, Staff Papers, Vol. 52, Special Issue,
http://www.imf.org/external/pubs/.
29) Mah J. S., (2010), “Foreign direct investment inflows and economic growth of China”,
Journal of Policy Modeling, Vol. 32, Issue 1, PP. 155–158,
http://www.sciencedirect.com/.
30) Meerza S. I. A., (2012), “Causal links between trade, foreign direct investment and
economic growth for Bangladesh”, SIA Meerza - SDSU Working Papers,
ftp://ftp.repec.org/.
31) Miankhel A. K., Tangavelu S. M. & Kalirajan K., (2009), “Foreign Direct Investment,
Exports, and Economic Growth in Selected Emerging Countries: Multivariate VAR
Analysis”, Working Paper Series, JEL Classifications: F43, http://papers.ssrn.com/.
32) Rahman M., (2009), Contributions of Exports, FDI and Expatriates’ Remittances to Real
GDP of Bangladesh, India, Pakistan and Sri Lanka, South-western Economic Review,
PP. 141-154, http://www.ser.tcu.edu/.
33) Richter T., (2010), “When Do Autocracies Start to Liberalize Foreign Trade? Evidence
from Four Cases in the Arab World”, GIGA Working Papers, No. 131, GIGA Research
Unit: Institute of Middle East Studies, www.giga‐hamburg.de.
34) Shahbaz M. & Rahman M., (2011), “The Dynamic of Financial Development, Imports,
Foreign Direct Investment and Economic Growth: Cointegration and Causality Analysis
in Pakistan”, MPRA Paper, No. 32181, Online at http://mpra.ub.uni-muenchen.
35) Shahbaz M., Ahmad K. & Chaudhary A. R., (2008), “Economic Growth and Its
Determinants in Pakistan”, The Pakistan Development Review, Vol. 47, No. 4, Part II,
PP. 471–486, http://www.pide.org.
36) Smsu S. H., Derus A. M., Ooi A. Y. &Ghazali M. F., (2008), “Causal Links between
Foreign Direct Investment and Exports: Evidence from Malaysia”, International Journal
of Business and Management, Vol. 3, No. 12, PP. 177-183, http://journal.ccsenet.org/.
37) Tang S., Selvanathan E. A. & Selvanathan S., (2008), Foreign Direct Investment,
Domestic Investment and Economic Growth in China: A Time Series Analysis, UNU-
WIDER, Research Paper, No. 19, http://www.rrojasdatabank.info/.
38) Tekkin R. B., (2012), “Economic growth, exports and foreign direct investment in Least
Developed Countries: A panel Granger causality analysis”, Economic Modelling, Vol.
29, PP. 868-878, Issue 3, http://www.sciencedirect.com/.
39) Temiz D. & Gokmen A., (2009), “Foreign Direct Investment and Export in Turkey: The
Period of 1991-2008”, Paper presented at EconAnadolu 2009: Anadolu International
Conference in Economics, Ju. 17-19, 2009, Eskişehir, Turkey,
http://econ.anadolu.edu.tr/.
40) UNCTAD, (2012), UNCTADstat, http://www.unctad.org/en/Pages/Home.aspx.
41) UNDP, (2002), Egypt Human Development Report 2001/2002, executed by: United
Nations Development Programme (UNDP), and The Institute of National Planning (INP),
Egypt, http://www.undp.org.eg.
42) Vazakidis A. & Adamopoulos A., (2010), “A Causal Relationship between Financial
Market Development and Economic Growth”, American Journal of Applied Sciences,
Vol. 7, PP. 575-583, http://scipub.org.
43) World Bank, (2012), World Development Indicators (WDI), (ESDS) International,
University of Manchester, http://esds80.mcc.ac.uk/WDS.
44) Zaman K., Khan M. M., Ahmad M. & Ikram W., (2011), “Inflation, Unemployment and
the NAIRU in Pakistan (1975-2009)”, International Journal of Economics and Finance,
Vol. 3, No. 1, PP. 245-254, http://www.ccsenet.org/journal/index.
47
العالقة بين االستثمار األجنبي المباشر والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة ()2010-1970
الملحق اإلحصائي
جدول رقم ( ) 1م متغيرات النموذج بالدول الثالث محل الدراسة خالل الفترة ()2010-1970
المغرب تونس مصر البيان/
الصادرات (ن م ج) (ث ج م) (ن م ج) الصادرات (ث ج م) (ن م ج) الصادرات (ث ج م) السنة
698 3956 20.0 317 1439 16.0 1090 7683 0.68 1970
739 4357 23.1 406 1685 23.0 1140 8266 2.31 1971
942 5074 13.0 567 2238 33.0 1170 8764 0.03 1972
1301 6242 5.5 712 2731 58.0 1345 9617 0.70 1973
2115 7675 5.0 1254 3546 28.0 1849 9015 0.13 1974
2019 8985 5.0 1344 4329 45.0 2308 11438 8.00 1975
1717 9584 38.0 1311 4508 109.6 2975 13361 61.00 1976
1867 11050 8.0 1512 5110 93.3 3291 14636 104.8 1977
2167 13237 11.8 1848 5968 91.3 3229 14850 318.2 1978
2707 15912 7.2 2802 7189 49.2 5396 18150 1216.3 1979
3273 18821 89.4 3518 8743 246.5 6992 22913 548.3 1980
3082 15280 58.6 3487 8429 327.2 7811 23405 752.6 1981
2969 15424 79.5 3002 8134 370.7 6919 25592 293.6 1982
2966 13942 46.1 2870 8351 209.2 7170 28137 490.0 1983
3038 12751 47.0 2721 8255 141.5 6849 30643 729.1 1984
3262 12870 20.0 2700 8410 138.9 6908 34690 1177.6 1985
3740 16995 0.6 2722 9018 85.9 5645 35880 1217.4 1986
4426 18746 59.6 3377 9697 102.8 5087 40508 947.7 1987
5756 22198 84.5 4242 10096 76.2 6069 35045 1190.0 1988
5391 22847 167.1 4480 10102 91.8 7094 39648 1250.2 1989
6830 25821 165.0 5353 12291 88.7 8647 43130 734.0 1990
6712 27837 317.0 5278 13075 172.8 10284 36971 253.0 1991
7134 28451 424.0 6127 15497 583.6 11886 41856 459.0 1992
6986 26801 491.0 5909 14609 656.2 12035 46579 1206.5 1993
7555 30351 551.0 7024 15632 566.4 11714 51898 1133.4 1994
9045 32986 332.0 8097 18031 377.5 13565 60159 595.2 1995
9629 36639 322.0 8248 19587 351.1 14033 67630 636.4 1996
9510 33415 1207.2 8271 18897 365.3 14779 78437 886.9 1997
9770 40022 400.3 8529 19813 668.1 13754 84829 1075.5 1998
10459 39734 1363.9 8843 20799 367.9 13654 90711 1065.3 1999
10359 37021 422.2 8661 19443 779.3 16175 99839 1235.4 2000
11095 37725 2807.7 9530 19988 486.5 17066 97632 509.9 2001
12186 40416 481.3 9520 21047 821.0 16091 87851 646.9 2002
14282 49823 2314.5 10950 24992 583.6 18074 82924 237.4 2003
16726 56948 894.8 13199 28129 639.0 22258 78845 2157.4 2004
19234 59524 1654.0 14402 28968 782.9 27214 89686 5375.6 2005
22449 65637 2449.4 15600 30962 3307.9 32191 107484 10042.8 2006
26892 75226 2804.5 18958 35620 1616.1 39469 130473 11578.1 2007
33312 88883 2487.1 24588 40845 2758.4 53800 162836 9494.6 2008
26121 91375 1951.7 20568 39561 1687.6 47185 188984 6711.6 2009
25748 91196 1303.7 - 44291 1512.5 46612 218912 6385.6 2010
المصدر.)UNCTAD, 2012( ، ) World Bank, World Development Indicator, 2012( :
-قيمة (ن م ج) بالمليون دوالر باألسعار الجارية.
( -ث ج م) يشير إلى تدفقات االستثمار األجنبي المباشر إلى الدولة بالمليون دوالر باألسعار الجارية.
-الصادرات تمثل إيرادات الدولة من صادرات السلع والخدمات بالمليون دوالر باألسعار الجارية.
48
علي عبد الوهاب نجا.د
49
)2010-1970( العالقة بين االستثمار األجنبي المباشر والصادرات والنمو االقتصادي في كل من مصر وتونس والمغرب خالل الفترة
50