You are on page 1of 14

‫جملة البحوث االقتصادية واملالية‬

‫‪ISSN : 2352 - 9822‬‬


‫العدد السادس ‪ /‬ديسمرب ‪2016‬‬
‫‪OEB Univ. Publish. Co.‬‬

‫احلوكمة اجليدة والنمو االقتصادي‪ :‬حماولة لنمذجة العالقة‬


‫بالتطبيق على حالة اجلزائر‬
‫‪Good governance and economic growth: an attempt to model the‬‬
‫‪relationship -case of Algeria‬‬

‫أ‪ .‬عدلي إبراهيم‬ ‫د‪ .‬شقبقب عيسى‬


‫جامعة أم البواقي‬ ‫جامعــــــة اجلزائـــــــر‪03‬‬

‫تصنيف ‪ O43 :JEL‬تاريخ االستالم‪ 2016/10 /29 :‬تاريخ قبول النشر‪2016/12/05 :‬‬

‫الملخص ‪:‬‬
‫كثيرة هي الدراسات التي حاولت معرفة أثر نوعية الحوكمة على النمو االقتصادي أو‬
‫اختبار العالقة بينهما‪ ،‬إال أن اغلب هذا الدراسات استندت إلى بيانات مقطعية من خالل‬
‫أخذ إحصاءات لمجموعة من البلدان في سنة معينة‪ ،‬ولم تأخذ عنصر الزمن في‬
‫الحسبان‪ ،‬فتأتي هذه الدراسة لمحاولة دراسة العالقة بين هذين المتغيرين بالنسبة للجزائر‬
‫ولفترة زمنية طويلة نسبيا (من ‪ 1996‬إلى ‪ ،)2013‬حيث أثبتت النتائج وجود عالقة‬
‫توازنية طويلة األجل بين كل من المؤشر التجميعي للحوكمة ( تم بناؤه من خالل‬
‫المؤشرات الفرعية التي يصدرها البنك الدولي) والنمو االقتصادي (معبر عنه بالناتج‬
‫الفردي) إال أن هذه العالقة ضعيفة جدا (قيمة المرونة طويلة األجل ‪ ،)0,003‬كما بين‬
‫اختبار جرونجر للسببية وجود عالقة تأثير في اتجاه واحد وهو من الحوكمة الجيدة نحو‬
‫النمو االقتصادي وليس العكس‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الحوكمة الجيدة‪ ،‬النمو االقصادي‪ ،‬التكامل المشترك‪ ،‬السببية‪.‬‬

‫‪281‬‬ ‫العدد السادس‬


‫ إبراهيم عدلي‬/‫عيسى شقبقب أ‬/‫د‬ ‫جملة البحوث االقتصادية واملالية‬
Abstract :
Il ya de nombreuses études qui ont tentées de déterminer l'impact
de la bonne gouvernance sur la croissance économique ou tester la
relation entre eux, mais la plupart de ces études ont été basées sur des
données transversales en prenant des statistiques pour un nombre de
pays avec une année bien préciset ne prennes pas en considération la
dimension temporelle.
Cette étude vise à examiner la relation entre ces deux variables
dans l'Algérie et avec une période relativement long (de 1996 à 2013),
les résultats ont été prouvés l'existence d'une relation d'équilibre à long
terme entre l'indicateur agrégé de la bonne gouvernance (a été créé
par l’utilisation des sous-indicateurs de la Banque Mondiale) et la
croissance économique (exprimée en production individuelle)
seulement que cette relation est très faible (la valeur de l’élasticité à
long terme est égale à: 0.003), le test de Granger de causalité a montré
aussi qu’il existe une relation d’impact avec un seul sens, de la bonne
gouvernance vers la croissance économique et non pas l'inverse.
Mots clés: Bonne gouvernance, Croissance économique, Cointégration,
Causalité
‫مقدمة‬
‫بالرغم من االعتراف بأهمية المؤسسات في الحياة االقتصادية إال أن شأنها أهمل في‬
‫نظريات النمو والتنمية االقتصادية لصالح العوامل الكمية مثل العمل ورأس المال المادي‬
‫ لكن وبعد فشل برامج اإلصالح االقتصادي المصممة من قبل المؤسسات المالية‬،‫والبشري‬
‫الدولية تزايد االهتمام كثي ار بالجوانب المؤسسية – تقريبا منذ بداية التسعينات من القرن‬
‫ منذ ذلك الوقت والدراسات متواصلة حول‬،‫ على غرار مفهوم الحوكمة الجيدة‬-‫الماضي‬
‫ إال أن اغلب هذه الدراسات استندت إلى بيانات‬،‫العالقة بين النمو االقتصادي والحوكمة‬
‫ ولم تأخذ عنصر‬، ‫مقطعية من خالل أخذ إحصاءات لمجموعة من البلدان في سنة معينة‬
‫ فتأتي هذه الدراسة لمحاولة دراسة العالقة بين المتغيرين بالنسبة‬،‫الزمن في الحسبان‬
‫ وبالتالي اإلجابة على إشكالية‬.)2013 ‫ إلى‬1996 ‫للجزائر ولفترة زمنية طويلة نسبيا (من‬
‫ ما هي العالقة بين الحوكمة الجيدة والنمو االقتصادي في الجزائر؟‬:‫هامة‬
‫ ال شك أن من أهم المواضيع التي تناولها االقتصاديون بالدراسة هو معرفة‬:‫أهمية الدراسة‬
‫ فبمعرفة هذه العوامل‬،‫العوامل المحركة للنمو االقتصادي وأسباب تراكم الثروة في المجتمع‬

2016‫جامعة أم البواقي ديسمرب‬ 282


‫جملة البحوث االقتصادية واملالية‬ ‫احلوكمة اجليدة والنمو االقتصادي‬
‫يستطيع أصحاب القرار التحكم فيها من اجل تحقيق نمو اقتصادي مرتفع‪ ،‬وتأتي دراستنا‬
‫هذه لتسلط الضوء على أحد أهم العوامل المهملة وهي الحوكمة التي تساهم في خلق بيئة‬
‫عمل تحفز االستثمار وتزيل العوائق اإلدارية والسياسية وغيرها‪.‬‬
‫أهداف ومنهج الدراسة‪ :‬ترمي هذه الدراسة إلى اختبار العالقة بين الحوكمة والنمو‬
‫االقتصادي في الجزائر من خالل استخدام بيانات سالسل زمنية للفترة (‪، )1996-2013‬‬
‫وذلك باالستعانة ببعض تقنيات االقتصاد القياسي واالختبارات اإلحصائية المناسبة على‬
‫غرار اختبار التكامل المشترك والسببية‬
‫الدراسات السابقة‪ :‬هناك دراسات كثيرة حاولت اختبار العالقة بين الحوكمة ‪-‬أو أحد‬
‫أبعادها‪ -‬والنمو االقتصادي‪ ،‬إال أن اغلب هذا الدراسات استندت إلى بيانات مقطعية من‬
‫خالل أخذ إحصاءات لمجموعة من البلدان في سنة معينة‪ ،‬من بينها‪:‬‬
‫‪ :‬استخدم الباحثين مؤشرات الحوكمة الصادرة‬ ‫‪1‬‬
‫دراسة ‪ Kaufmann‬و ‪KRAAY.A‬‬
‫عن البنك الدولي – وهما من المساهمين في بناء هذه المؤشرات‪ -‬لـ ‪ 150‬دولة لـسنة‬
‫‪ ،1999‬وباستخدام االنحدار الخطي توصل الباحثين إلى وجود عالقة موجبة وقوية بين‬
‫الحوكمة والنمو االقتصادي؛‬
‫دراسة ‪ :Compos et Nugent2‬استخدم الباحثين خمس مؤشرات للحوكمة لـ ‪ 108‬دولة‬
‫لـسنة ‪ ، 1999‬وتوصال إلى وجود عالقة طردية بين جميع المؤشرات والنمو االقتصادي‬
‫(مقاسا بـمتوسط الناتج الداخلي الخام للفرد) ؛‬
‫دراسة ‪ Mauro3‬استخدم مؤشر مدركات الفساد الصادرة عن مؤسسة األعمال الدولية لـ‬
‫‪ 67‬دولة وكل من نصيب االستثمار من الناتج الداخلي الخام ومعدل النمو االقتصادي‬
‫للفرد فتوصل الى وجود عالقة سالبة ومعنوية بين الفساد واالستثمار ووجود عالقة سالبة‬
‫وغير معنوية بين الفساد والنمو االقتصادي؛‬
‫أما بالنسبة للجزائر فلم أقف على دراسة قياسية تناولت اختبار العالقة بين الحوكمة والنمو‬
‫االقتصادي ‪ ،‬ولعل دراستنا هي أول محلولة الختبار هذه العالقة‪.‬‬
‫‪ _1‬مفهوم الحوكمة الجيدة‬
‫كثر تداول مفهوم الحوكمة الجيدة منذ مطلع التسعينات من قبل المؤسسات المالية‬
‫الدولية والدول المتقدمة المانحة للمساعدات‪ ،‬حيث اعتبرت هذه الدول والمؤسسات تطبيق‬
‫مبادئ الحوكمة الجيدة أحد العوامل الرئيسية إلحداث نمو اقتصادي وتنمية مستدامة‬

‫‪283‬‬ ‫العدد السادس‬


‫د‪/‬عيسى شقبقب أ‪ /‬إبراهيم عدلي‬ ‫جملة البحوث االقتصادية واملالية‬
‫خاصة في الدول النامية المستقبلة للمساعدات‪ ،‬لذلك ظهرت عدة محاوالت لتقديم تعريف‬
‫دقيق لهذا المفهوم وتحديد أبعاده ومبادئه‪.‬‬
‫أ‪ -‬الحوكمة‬

‫على الرغم من كثرة تداول هذا المفهوم من قبل المؤسسات الدولية‪ ،‬السياسيين‬
‫واألكاديميين إال أننا ال نجد اتفاق في تعريف هذا المصطلح مع انه يمكن القول أن هناك‬
‫اتفاق حول المبادئ العامة لهذا المفهوم‪ ،‬ولعلنا نكتفي بتعريف البنك الدولي لوضوحه‬
‫" الطريقة ال تي تمارس بها السلطة في إدارة الموارد‬ ‫‪4‬‬
‫واختصاره حيث يعرف الحوكمة بأنها‬
‫االقتصادية واالجتماعية للبالد من أجل التنمية"‬
‫ب ‪ -‬الحوكمة الجيدة‬

‫أن هناك صعوبة في‬ ‫إن المتأمل فيما كتب عن موضوع الحوكمة الجيدة يجد ّ‬ ‫ّ‬
‫تحديد النموذج األمثل الذي ينبغي إتباعه لتحقيق حوكمة جيدة‪ ،‬لكن وبما أننا سنسنتخدم‬
‫مؤشرات البنك الدولي لدراسة العالقة بين النمو االقتصادي والحوكمة فسنقتصر على‬
‫تعريف البنك الدولي للحوكمة الجيدة‪ ،‬حيث عرفها في تقريره الصادر سنة ‪1992‬م حول "‬
‫الحوكمة الجيدة والتنمية " بأنها‪ " 5‬عملية التسيير واإلصالح المؤسساتي المتعلق باإلدارة‪،‬‬
‫وباختيار السياسات‪ ،‬وبتحسين مستوى التنسيق‪،‬وتقديم الخدمات في المرافق‬
‫العمومية‪،‬باستخدام األساليب السليمة‪،‬وروح المسؤولية‪ ،‬والشفافية‪ ،‬للوصول إلى‬
‫األهداف والنتائج المسطرة وتحقيق التنمية المستدامة"‬
‫‪ _2‬مؤشرات الحوكمة‬
‫برزت عدة وكاالت دولية ومحلية لبناء مؤشرات حول نوعية الحوكمة في الدول‬
‫المتقدمة‪ ،‬وفي النامية على وجه الخصوص‪ ،‬لتكون كقاعدة من خاللها يمكن اتخاذ القرار‬
‫في منح المساعدات أو توطين االستثمار أو إمضاء اتفاقيات التعاون‪ ،‬وهذا ما أسفر على‬
‫وجود مؤشرات كثيرة جدا قد تتجاوز المئتي مؤشرـ إال أننا في هذه الدراسة سنقتصر على‬
‫مؤشر البنك الدولي نظ ار الستخدامه الواسع ولتوفر سالسل زمنية طويلة مع تغطية كبيرة‬
‫ألكثر من ‪ 213‬دولة في العالم‪ ،‬مما يجعله المقياس الوحيد الذي يشمل كل الدول‬
‫األعضاء في األمم المتحدة‪.6‬‬

‫جامعة أم البواقي ديسمرب‪2016‬‬ ‫‪284‬‬


‫جملة البحوث االقتصادية واملالية‬ ‫احلوكمة اجليدة والنمو االقتصادي‬
‫حيث قام البنك الدولي وبفضل جهود كوفمان وزمالئه بإنتاج مؤشر مركب تم تجميعه‬
‫من مؤشرات فرعية تنتجها ‪ 31‬هيئة مختصة في هذا المجال‪ ،‬أطلق على هذا المؤشر اسم‬
‫المؤشرات العالمية للحوكمة (‪ )Indicators Worldwide Governance‬أو اختصا ار‬
‫‪ ،WGI‬كما يحتوي هذا المؤشر على ست مؤشرات فرعية كل مؤشر منها يقيس موضوع‬
‫أو بعد من أبعاد الحوكمة الجيدة هذه المؤشرات كالتالي‪:7‬‬
‫‪ -1‬مؤشر السيطرة على الفساد (‪ :)CC( ) Control of Corruption‬يقيس هذا‬
‫المؤشر المدى الذي يمكن من خالله للسلطة العامة أن تحجم المكاسب‬
‫الشخصية الصغيرة والكبيرة‪ ،‬وكذلك الحد من سيطرة النخب وأصحاب المصالح‬
‫الشخصية على الحكم‪.‬‬
‫‪ -2‬مؤشر فعاليية الحكومة ( ‪ :)GE( ) Government Effectiveness‬يقيس‬
‫هذا المؤشر مدة جودة الخدمات العامة‪ ،‬جودة الخدمات المدنية‪ ،‬ودرجة استقاللية‬
‫عمل الحكومة عن الضغوط السياسية‪ ،‬جودة األنظمة وتطبيقها ومصداقية التزام‬
‫الحكومة بهذه األنظمة‪.‬‬
‫‪(Political Statbility and absent of‬‬ ‫‪ -3‬مؤشر االستقرار السياسي‬
‫‪ :)PS( )violance‬يقيس هذا المؤشر احتمال زعزعة استقرار الحكومة أو حدون‬
‫انقالب غير شرعي‪ ،‬أو استخدام العنف وهذا يشمل العنف ذو الطابع السياسي‬
‫واإلرهابي‪.‬‬
‫‪ -4‬مؤشر جودة التشريعات وتطبيقها (‪ :)RQ( (Regulatory Quality‬يعبر‬
‫عن مدى قدرة الحكومة على صياغة وتنفيذ سياسات ولوائح فعالة من شانها دعم‬
‫التنمية في القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ -5‬مؤشر سيادة القانون ( ‪ :)RL( )Rule of Law‬ويقيس مدى ثقة المتعاملين‬
‫بتطبيق القانون من قبل الحكومة بشكل متساوي على كل االفراد والمنظمات‪،‬‬
‫وبشكل خاص الثقة في مدى إنفاذ العقود‪ ،‬حماية حقوق الملكية‪ ،‬عمل الشرطة‬
‫والمحاكم‪ ،‬فضال عن احتمال حدوث الجرائم والعنف‪.‬‬

‫‪285‬‬ ‫العدد السادس‬


‫د‪/‬عيسى شقبقب أ‪ /‬إبراهيم عدلي‬ ‫جملة البحوث االقتصادية واملالية‬
‫‪ -6‬مؤشر المشاركة والمساءلة (‪ :)VA( )Voice and Accountability‬يقيس‬
‫مؤشر المشاركة والمساءلة مدى قدرة مواطني بلد ما على المشاركة في انتخاب‬
‫حكومتهم‪ ،‬باإلضافة الى حرية التعبير وحرية تكوين الجمعيات وحرية االعالم‪.‬‬

‫‪ _3‬بناء مؤشر تجميعي للحوكمة‪:‬‬


‫نظ ار لصغر حجم العينة فال يمكن إدخال المؤشرات الفرعية الستة كمتغيرات مستقلة في‬
‫النموذج إذ لو اضفناها ألصبح عدد المتغيرات المستقلة تسعة مقابل ‪ 16‬مشاهدة‪ ،‬لذلك تم‬
‫بناء مؤشر تجميعي يختزل المعلومات الموجودة في هذه المؤشرات وذلك باستخدام طريقة‬
‫التحليل إلى مركبات أساسية (‪ ،)ACP‬حيث أوضحت نتائج التحليل أن المؤشر التجميعي‬
‫(المركبة األساسية األولى) يفسر أكثر من ‪ %90‬من المعلومات التي تحتويها المؤشرات‬
‫الستة‪ ،‬كما تم بناء المؤشر باستخدام المعادلة التالية‪:‬‬
‫‪IAG = 0.49AV +0.42PS+0.48GE+0.05RQ+0.43RL+0.42CC‬‬

‫حيث نالحظ من خالل المعادلة أعاله أن المؤشرات الفرعية تقريبا لها نفس الوزن وتساهم‬
‫بنفس النسبة في بناء المؤشر التجميعي للحوكمة ماعدا جودة التشريعات وتطبيقها‪.‬‬
‫‪ _4‬الحوكمة والنمو االقتصادي‪ :‬توصيف النموذج‬
‫سنستخدم في هذه الدراسة نموذج في إطار فرضيات النمو الداخلي ودالة إنتاج من النوع‬
‫كوب دوغالس‪:8‬‬

‫حيث ‪ Y‬يمثل الناتج الداخلي الخام الحقيقي‪ K ،‬يمثل مخزون رأس المال الثابت‪ H ،‬يمثل‬
‫مخزون رأس المال البشري‪ L ،‬يمثل عنصر العمل‪ ،‬و ‪ A‬يمثل المستوى التكنولوجي‪ ،‬كما‬
‫تم افتراض وجود غلة ثابتة‬
‫أي أن ‪.α+β=1‬‬
‫يعبر عن المستوى التكنولوجي بالدالة التالية‪:‬‬

‫جامعة أم البواقي ديسمرب‪2016‬‬ ‫‪286‬‬


‫جملة البحوث االقتصادية واملالية‬ ‫احلوكمة اجليدة والنمو االقتصادي‬
‫حيث‪ g ،‬معدل النمو الخارجي للمستوى التكنولوجي‪ p،‬يمثل شعاع المتغيرات المؤسساتية‬
‫يمثل المعلمات التي بين هذه‬ ‫التي يمكن أن تؤثر في مستوى التقدم التكنولوجي‪،‬‬
‫المتغيرات‪.‬‬
‫بقسمة المعادلة (‪ )1‬على متغير العمل )‪ (L‬نحصل على دالة اإلنتاج الفردي كالتالي‪:‬‬

‫بتطبيق اللوغاريتم على المعادلة (‪ ،)5‬وبتعويض المتغيرات ‪ At Lt Kt‬بالعادالت الخاصة‬


‫بها نحصل على النموذج التالي‪ ،‬والذي يوضح العالقة بين نوعية المؤسسات والناتج‬
‫الفردي‪:‬‬

‫‪ _ 5‬العالقة بين النمو والحوكمة ‪ :‬تطبيق على الجزائر‬


‫في حالة تطبيق طريقة المربعات الصغرى على السالسل غير المستقرة قد تكون نتائج‬
‫التقدير مضللة‪ ،‬وهو ما يعرف باالنحدار الزائف‪ ،‬لذلك وقبل تقدير النموذج السابق سنقوم‬
‫بسلسلة من االختبارات لدراسة استق اررية السالسل وتحديد درجة تكاملها‪ ،‬ومن ثم نقوم‬
‫باختبار التكامل المشترك‪.‬‬
‫دراسة استقرارية السالسل‬
‫لمعرفة درجة تكامل كل سلسلة تم تطبيق اختبار ديكي فوللر المطور على السالسل في‬
‫المستوى وبعد أخذ الفروق األولى فكانت النتائج كما هي موضحة في الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)1‬اختبار (‪ )ADF‬الستق اررية السالسل‬
‫بعد أخذ الفروق األولى‬ ‫قبل أخذ الفروق‬
‫درجة‬
‫جذر‬ ‫النموذج‬ ‫االتجاه‬ ‫جذر‬ ‫النموذج‬ ‫االتجاه‬ ‫المتغيرات‬
‫التكامل‬ ‫الثابت‬ ‫الثابت‬
‫الوحدة‬ ‫المناسب‬ ‫العام‬ ‫الوحدة‬ ‫المناسب‬ ‫العام‬
‫بدون اتجاه‬
‫)‪I(1‬‬ ‫‪0.02‬‬ ‫الثابت‬ ‫‪0.06‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪0.99‬‬ ‫‪0.35‬‬ ‫‪0.48‬‬ ‫)‪Log(pibh‬‬
‫عام وثابت‬
‫اتجاه عام‬
‫)‪I(1‬‬ ‫‪0.001‬‬ ‫الثابت‬ ‫‪0.003‬‬ ‫‪0.88‬‬ ‫‪0.12‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪0.009‬‬ ‫)‪Log(L‬‬
‫وثابت‬
‫بدون اتجاه‬ ‫اتجاه عام‬
‫)‪I(1‬‬ ‫‪0.008‬‬ ‫‪0.08‬‬ ‫‪0.97‬‬ ‫‪0.07‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪0.008‬‬ ‫)‪Log(K‬‬
‫عام وثابت‬ ‫وثابت‬
‫بدون اتجاه‬
‫)‪I(1‬‬ ‫‪0.0002‬‬ ‫الثابت‬ ‫‪0.40‬‬ ‫‪0.49‬‬ ‫‪0.11‬‬ ‫‪0.52‬‬ ‫‪0.14‬‬ ‫‪IAG‬‬
‫عام وثابت‬

‫من إعداد الباحثين باستخدام برنامج ‪EVIEWES‬‬


‫‪ :pibh‬الناتج المحلي اإلجمالي للفرد‬
‫‪ :L‬يتم قي اسه باستخدام ساعات العمل أو عدد العمال ‪ ،‬إال انه في الجزائر ال تتوفر لدينا‬
‫إحصائيات ساعات العمل لذلك سنستخدم عدد العمال (‪)EPM‬‬

‫‪287‬‬ ‫العدد السادس‬


‫د‪/‬عيسى شقبقب أ‪ /‬إبراهيم عدلي‬ ‫جملة البحوث االقتصادية واملالية‬
‫‪ :K‬هناك عدة طرق تستخدم إليجاد قيمة تقريبية لرصيد رأس المال‪ ،‬إال أنه تم استخدام‬
‫قيمة التراكم الخام لألصول الثابتة(‪ ) ABFF‬بدال من رصيد رأس المال لعدم توفر‬
‫‪9‬‬
‫إحصائيات خاصة بالجزائر وألنه يعتبر بديل مناسب له لالرتباط القوي بينهما‬
‫الجدول أعاله يلخص نتائج اختبار االستق اررية ديكي فوللر المطور(‪ ،)ADF‬وإلجراء هذا‬
‫االختبار قمنا أوال باختيار النموذج المناسب من بين ثالث نماذج (نموذج يحتوي على‬
‫االتجاه العام والثابت‪ ،‬نموذج يحتوي على الثابت فقط‪ ،‬نموذج ال يحتوي ال على االتجاه‬
‫العام وال على الثابت)‪ ،‬وبدال من عرض القيم الحرجة والجدولية قمنا بعرض االحتمالية‬
‫(‪ ) Prob‬مباشرة ألنها تقود إلى نفس النتيجة‪ ،‬فإذا كانت االحتمالية أكبر من ‪ 0,05‬تم‬
‫قبول الفرضية الصفرية واال يتم رفضها‪.‬‬
‫نتائج هذا االختبار بينت أن جميع السالسل غير مستقرة في المستوى‪ ،‬ثم بعد إجراء‬
‫الفروق األولى أصبحت السالسل جميعها مستقرة‪ ،‬أي أنها متكاملة من نفس الدرجة وهي‬
‫الدرجة األولى )‪ ، I(1‬وهذا ما يعني تحقق الشرط الضروري لوجود التكامل المشترك‪ ،‬أي‬
‫أ ن هناك احتمال وجود عالقة توازنية طويلة األجل بين المتغيرات محل الدراسة ينبغي‬
‫اختبارها باستخدام الطرق المناسبة‪.‬‬
‫هناك طريقتين الختبار التكامل المشترك‪ ،‬الطريقة األولى مقترحة من طرف ‪Engle et‬‬
‫‪ Granger‬والثانية من طرف ‪.Johansen‬‬
‫اختبار التكامل المشترك باستخدام طريقة انجل وجرونجر ذات المعادلة الواحدة‬

‫تطبق هذه الطريقة على مرحلتين‪ ،‬أوال نقدر العالقة التوازنية طويلة األجل بين‬
‫المتغيرات التي لها نفس درجة التكامل‪ ،‬وبعد ذلك نقوم باستخراج سلسلة البواقي ونطبق‬
‫عليها اختبار ديكي فوللر فإذا اثبت االختبار أنها مستقرة دل ذلك على وجود عالقة تكامل‬
‫مشترك‪.‬‬
‫‪ -1‬تقدير العالقة التوازنية طويلة األجل‬

‫تم التقدير باستخدام طريقة المربعات الصغرى العادية‪ ،‬والنتائج موضحة في الجدول‬
‫التالي‪:‬‬

‫جامعة أم البواقي ديسمرب‪2016‬‬ ‫‪288‬‬


‫جملة البحوث االقتصادية واملالية‬ ‫احلوكمة اجليدة والنمو االقتصادي‬
‫الجدول رقم(‪ : )2‬نتائج تقدير العالقة التوازنية طويلة األجل‬
‫المتغير التابع‪Log(PIBH) :‬‬
‫طريقة التقدير‪Least Squares :‬‬
‫‪Prob.‬‬ ‫‪t-Statistic‬‬ ‫الخطأ المعياري‬ ‫المعلمات المقدرة‬ ‫المتغيرات المستقلة‬
‫‪0.0000‬‬ ‫‪7.565717‬‬ ‫‪0.101567‬‬ ‫‪0.768426‬‬ ‫)‪Log(L‬‬
‫‪0.9513‬‬ ‫‪0.062219‬‬ ‫‪0.060849‬‬ ‫‪0.003786‬‬ ‫)‪Log(K‬‬
‫‪0.0006‬‬ ‫‪4.391370‬‬ ‫‪0.000762‬‬ ‫‪0.003346‬‬ ‫‪IAG‬‬
‫‪0.0000‬‬ ‫‪21.54132‬‬ ‫‪0.658338‬‬ ‫‪14.18146‬‬ ‫‪C‬‬

‫‪346.9596‬‬ ‫‪F-statistic‬‬ ‫‪0.986728‬‬ ‫معامل التحديد‬


‫‪0.000000‬‬ ‫)‪Prob(F-statistic‬‬ ‫‪1.913707‬‬ ‫‪Durbin-Watson‬‬
‫من إعداد الباحثين باستخدام برنامج ‪EVIEWES‬‬

‫من خالل القيمة العالية لمعامل التحديد (‪ ،)%98,6‬معنوية اختبار فيشر‪ ،‬وأيضا معنوية‬
‫معظم المتغيرات تتضح صالحية النموذج لتفسير العالقة طويلة األجل بين متغيرات‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫كما توضح نتائج التقدير األهمية الكبيرة لعنصر العمل في تفسير التغيرات الحاصلة‬
‫للمتغير التابع في األجل الطويل حيث قدرت مرونة عنصر العمل بـ ‪ ،0,76‬أما بالنسبة‬
‫لرأس المال فقد بينت النتائج عدم معنوية العالقة بينه وبين اإلنتاج الفردي في األجل‬
‫الطويل‪ ،‬أيضا بينت النتائج معنوية تأثير نوعية الحوكمة على اإلنتاج في األجل الطويل‬
‫إال أن هذا التأثير ضئيل جدا حيث قدرت مرونته بـ ‪ .0,003‬بعد تقدير العالقة طويلة‬
‫األجل تم أخذ سلسلة البواقي لدراسة استق ارريتها ‪.‬‬
‫‪ -2‬استقرارية سلسلة البواقي‬

‫من اجل دراسة استق اررية سلسلة البواقي تم تطبيق اختبار دكي فوللر والنتائج موضحة في‬
‫الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)3‬اختبار (‪ )ADF‬الستقرارية سلسلة البواقي‬
‫اختبار ‪ADF‬‬
‫المتغير‬
‫جذر الوحدة‬ ‫النموذج المناسب‬ ‫الثابت‬ ‫االتجاه العام‬
‫‪0.0001‬‬ ‫بدون اتجاه عام وثابت‬ ‫‪0.65‬‬ ‫‪0.71‬‬ ‫‪E‬‬

‫من إعداد الباحثين باستخدام برنامج ‪EVIEWES‬‬

‫‪289‬‬ ‫العدد السادس‬


‫د‪/‬عيسى شقبقب أ‪ /‬إبراهيم عدلي‬ ‫جملة البحوث االقتصادية واملالية‬
‫من خالل الجدول أعاله نالحظ أن النموذج األول (بدون اتجاه عام وثابت) هو النموذج‬
‫المناسب الختبار جذر الوحدة‪ ،‬حيث بين هذا األخير أن السلسلة مستقرة (رفض فرضية‬
‫وجود جذر الوحدة)‪.‬‬
‫إذن وبعد تحقق استق ارري ة سلسلة البواقي يتبين لنا وجود عالقة تكامل مشترك بين‬
‫السالسل المدروسة‪ ،‬لذلك نقوم بتقدير نموذج تصحيح الخطأ‪.‬‬
‫‪ -3‬نموذج تصحيح الخطأ (‪)ECM‬‬

‫نموذج تصحيح الخطأ يصف العالقة قصيرة األجل الموجودة بين المتغير التابع‬
‫والمتغيرات المستقلة‪ ،‬كما يعمل على تصحيح االنحراف عن العالقة التكاملية طويلة األجل‬
‫من خالل معامل سرعة التصحيح‪ .‬نموذج تصحيح الخطأ يكتب وفق الصيغة التالية‪:‬‬

‫‪:‬‬ ‫عن الفروق األولى للمتغيرات‪ : ،‬يمثل معامل سرعة التصحيح‪،‬‬ ‫حيث يعبر‬
‫يمثل سلسلة بواقي نموذج العالقة طويلة األجل مؤخرة بفترة زمنية واحدة‪.‬‬
‫تم استخدام طريقة المربعات الصغرى العادية لتقدير العالقة السابقة والنتائج موضحة‬
‫في الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول رقم(‪ : )4‬نتائج تقدير العالقة قصيرة األجل‬
‫المتغير التابع‪DLPIB :‬‬
‫طريقة التقدير‪Least Squares :‬‬
‫‪Prob.‬‬ ‫‪t-Statistic‬‬ ‫الخطأ المعياري‬ ‫المعلمات المقدرة‬ ‫المتغيرات المستقلة‬
‫‪0.0877‬‬ ‫‪1.915707‬‬ ‫‪0.099532‬‬ ‫‪0.190675‬‬ ‫‪DLL‬‬
‫‪0.0203‬‬ ‫‪2.812287‬‬ ‫‪0.379764‬‬ ‫‪1.068005‬‬ ‫‪DLK‬‬
‫‪0.0121‬‬ ‫‪3.113924‬‬ ‫‪0.000158‬‬ ‫‪0.000492‬‬ ‫‪DIAG‬‬
‫‪0.0166‬‬ ‫‪-2.936013‬‬ ‫‪0.174840‬‬ ‫‪-0.513332‬‬ ‫)‪E(-1‬‬
‫‪0.0125‬‬ ‫‪3.111861‬‬ ‫‪0.039894‬‬ ‫‪0.124144‬‬ ‫‪C‬‬
‫‪0.0006‬‬ ‫‪5.175112‬‬ ‫‪0.122032‬‬ ‫‪0.631530‬‬ ‫)‪AR(2‬‬
‫‪2.582389‬‬ ‫‪F-statistic‬‬ ‫‪0.589265‬‬ ‫معامل التحديد‬
‫‪0.102439‬‬ ‫)‪Prob(F-statistic‬‬ ‫‪1.913375‬‬ ‫‪Durbin-Watson stat‬‬
‫من إعداد الباحثين باستخدام برنامج ‪EVIEWES‬‬

‫يتبين لنا من خالل نتائج تقدير العالقة قصيرة األجل أو نموذج تصحيح الخطأ معنوية‬

‫جامعة أم البواقي ديسمرب‪2016‬‬ ‫‪290‬‬


‫جملة البحوث االقتصادية واملالية‬ ‫احلوكمة اجليدة والنمو االقتصادي‬
‫أغلب المتغيرات ‪ ،‬كما تبين معنوية معامل سرعة تصحيح الخطأواشارته السالبة صحة‬
‫النموذج وهذا ما يؤيد النتائج السابقة‪ ،‬حيث بلعت قيمة هذا المعامل ‪ 0,51‬والتي يتم‬
‫تفسيرها بنسبة التصحيح السنوية أي إذا حصل انحراف عن العالقة التوازنية طويلة األجل‬
‫بـ ‪ %1‬فان ‪ 0,51‬من هذا االنحراف يصحح في السنة األولى ‪.‬‬
‫أيضا نالحظ معنوية معلمة متغير نوعية الحوكمة مما يؤكد وجود عالقة بينها وبين النمو‬
‫االقتصادي في األجل القصير كما هو الحال في األجل القصير إلى أن قيمة المرونة‬
‫توضح التأثير الضعيف جدا حيث بلغت قيمتها ‪0.00049‬أي تقريبا عشر قيمة المرونة‬
‫في األجل الطويل وهذا ما يمكن تفسيره على أن ثمرة اإلصالح المؤسسي ذات تأثير بعيد‬
‫المدى وال تظهر ثمرتها إال في األجل الطويل‪.‬‬
‫‪ _ 6‬اختبار السببية بين النمو االقتصادي ونوعية الحوكمة‬

‫نموذج االنحدار يمكن أن يختبر لنا وجود العالقة بين المتغيرات ومدى قوتها‪ ،‬لكن ال‬
‫يحدد اتجاه هذه العالقة‪ ،‬فوجود عالقة ببن ‪ x‬و‪ y‬من خالله معادلة االنحدار ال يعني ان ‪x‬‬
‫يسبب‪ . Y10‬لذلك كان من المناسب إجراء اختبار آخر يبين لنا اتجاه العالقة بين الحوكمة‬
‫الجيدة والنمو االقتصادي‪ ،‬هذا االختبار هو اختبار السببية لـ ‪ ،GRANGER11‬حيث‬
‫عرف هذا األخير السببية بين متغيرين (‪ x‬يسبب‪ ) y‬إذاتحسنت القيم التنبؤية لـ ‪ y‬عند‬
‫إدخال قيم ‪ x‬في نموذج التنبؤ‪.‬لكن وقبل اجراء هذا االختبار ينبغي اختيار درجة االبطاء‬
‫المثلى لنموذج شعاع االنحدار الذاتي المستخدم كوسيلة للقيام بهذا االختبار‪ ،‬الجدول التالي‬
‫يوضح قيم معايير المعلومات عند درجات ابطاء مختلف‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :) 5‬قيم معايير المعلومات عند درجات إبطاء مختلفة‬

‫من إعداد الباحثين باستخدام برنامج ‪EVIEWES‬‬

‫‪291‬‬ ‫العدد السادس‬


‫د‪/‬عيسى شقبقب أ‪ /‬إبراهيم عدلي‬ ‫جملة البحوث االقتصادية واملالية‬
‫من خالل الجدول أعاله نالحظ أن اغلب المعايير اختارت الدرجة الثانية كدرجة إبطاء‬
‫مثلى‪ ،‬لذلك تم اعتمادها عند القيام باختبار السببية‪ ،‬والجدول التالي يوضح نتائج هذا‬
‫االختبار‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :) 6‬اختبار السببية بين النمو االقتصادي ونوعية الحوكمة‬

‫من إعداد الباحثين باستخدام برنامج ‪EVIEWES‬‬

‫يتم استخدام اختبار فيشر المعروف الختبار الفرضية الصفرية والتي تنص على عدم‬
‫وجود سببية من ‪ X‬نحو ‪ ،Y‬حيث نالحظ من خالل قيمة االحتمالية (‪ )Prob‬أّنه تم قبول‬
‫فرضية عدم وجود سببية من ‪ pibh‬نحو ‪ ،IAG‬في حين تم رفض فرضية عدم وجود سببية‬
‫من ‪ IAG‬نحو ‪ ، pibh‬أي هناك سببية في اتجاه واحد وهي من الحوكمة الجيدة نحو النمو‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫خاتمة‬

‫بعد ما كان اهتمام اقتصاديي التنمية منصبا بشكل كبير على العوامل المادية للنمو‬
‫االقتصادي المتمثلة أساسا في العمل ورأس المال‪ ،‬بدأت تظهر في أواخر القرن المنصرم‬
‫عوامل جديدة وأبعاد أخرى أبرزها البعد المؤسساتي وبالخصوص الحوكمة أو الحكم الراشد‪،‬‬
‫خاصة بعد فشل منظومة السياسات االقتصادية المقترحة من طرف المؤسسات‬
‫الدولية(صندوق النقد الدولي والبنك الدولي) وتزايدت معها الدراسات النظرية والتجريبية‬
‫على حد سواء‪ ،‬فظهرت ع دة محاوالت لتكميم هذا المفهوم وقياسه من خالل مؤشرات‬
‫متنوعة ثم دراسة العالقة بينه وبين النمو االقتصادي‪ ،‬فتعددت الطرق اإلحصائية‬
‫والمؤشرات المستخدمة‪ .‬كما تباينت النتائج بين مثبت لوجود عالقة طردية بين المتغيرين‬
‫وناف لوجود هذه العالقة‪ ،‬إال أن أغلب هذه الدراسات اعتمدت على بيانات مقطعية لعدة‬

‫جامعة أم البواقي ديسمرب‪2016‬‬ ‫‪292‬‬


‫جملة البحوث االقتصادية واملالية‬ ‫احلوكمة اجليدة والنمو االقتصادي‬
‫دول مهملة للبعد الزمني‪ ،‬فحاولنا في هذه الدراسة نمذجة العالقة بين نوعية الحوكمة والنمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬فبدأنا أوال ببناء مؤشر تجميعي للحوكمة‪ ،‬ثم قمنا بدراسة العالقة من خالل‬
‫تطبيق تقنيات التكامل المشترك ونماذج تصحيح الخطأ‪ ،‬حيث أثبتت النتائج وجود عالقة‬
‫توازنية طويلة األجل بين كل من المؤشر التجميعي للحوكمة والنمو االقتصادي (معبر‬
‫عنه بالناتج الفردي) إال أن هذه العالقة ضعيفة جدا (قيمة المرونة طويلة األجل‬
‫‪ ،) 0,003‬لكن رغم ضعف هذه العالقة إال أنها اكبر بعشرة أضعاف من المرونة قصيرة‬
‫األجل‪ ،‬كما بين اختبار جرونجر للسببية وجود عالقة تأثير في اتجاه واحد وهو من‬
‫الحوكمة الجيدة نحو النمو االقتصادي وليس العكس‪.‬‬
‫قائمة اإلحاالت والمراجع‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪KAUFMANN.D, et KRAAY.A. (2003). «Governance and Growth: Causality which‬‬
‫‪way? Evidence for the world, in brief », The World Bank, Washington,‬‬
‫‪www.worldbank.org/wbi/gouvernence.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ouidade CHATTI, Gouvernance et croissance économique, Thèse du‬‬
‫‪Doctorat, UNIVERSITE DE NICE SOPHIA-ANTIPOLIS,2010,p290‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Mauro, P. (1995). Corruption and Growth, Quarterly Journal of Economics, Vol.110,‬‬
‫‪681–712.‬‬
‫‪4‬‬
‫بسام عبد هللا البسام‪ ،‬الحوكمة الرشيدة ‪ :‬المملكة العربية السعودية حالة دراسية‪ ،‬االكاديمية‬
‫للدراسات االجتماعية واالنسانية ‪ ،‬العدد ‪ ،2004 ،11‬ص ‪04‬‬
‫‪5‬‬
‫‪World Bank ,"Governance & Development" , Washington : World Bank , 1992‬‬
‫‪,P01‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Kaufmann, D., Kraay, A., &Mastruzzi, M. (2010a). The Worldwide Governance‬‬
‫‪Indicators:‬‬ ‫‪Methodology and Analytical Issues (World Bank Policy Research‬‬
‫‪Working Paper No.‬‬ ‫‪5430).‬‬ ‫‪Washington, DC: The World Bank.‬‬
‫‪7‬‬
‫بسام عبد هللا البسام‪ ،‬الحوكمة الرشيدة‪ ،2004 :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪13-12‬‬
‫‪8‬‬
‫‪Montasar Zayati, Relation gouvernance et croissance économique: Un‬‬
‫‪essai de modélisation par application au cas de la Tunisie,International‬‬
‫‪Journal of Innovation and Applied Studies,June2013 ,p472‬‬
‫‪ 9‬البشير عبد الكريم‪ ،‬دخمان بواعلي سمير قياس أثر التطور التكنولوجي على النمو االقتصادي‪-‬‬
‫حالة االقتصاد الجزائري‪،-‬مداخلة لدى منتدى االقتصاديين المغاربة ‪ ،‬ص‪10‬‬
‫‪10‬‬
‫‪Damodar.Gujarati, Econométrie, 4 ed,De Boeck,2004,Bruxelle,p23‬‬
‫‪GRANGER, C. W: “Investigating Causal Relations by Econometric‬‬
‫‪11‬‬

‫‪Models and Cross Spectral Methods,” Econometrica, 37, (1969), 424–438.‬‬

‫‪293‬‬ ‫العدد السادس‬


‫د‪/‬عيسى شقبقب أ‪ /‬إبراهيم عدلي‬ ‫جملة البحوث االقتصادية واملالية‬

‫الملحق رقم ‪ :01‬البيانات الخاصة بمتغيرات الدراسة‬


‫السنة‬ ‫‪VA‬‬ ‫‪PS‬‬ ‫‪GE‬‬ ‫‪RQ‬‬ ‫‪RL‬‬ ‫‪cc‬‬ ‫‪PIB‬‬ ‫‪EMP‬‬ ‫‪ABFF‬‬
‫‪1996‬‬ ‫‪-1.27‬‬ ‫‪-1.86‬‬ ‫‪-0.95‬‬ ‫‪-0.77‬‬ ‫‪-1.19‬‬ ‫‪-0.48‬‬ ‫‪3058431521‬‬ ‫‪5625‬‬ ‫‪760918741‬‬

‫‪1998‬‬ ‫‪-1.38‬‬ ‫‪-1.96‬‬ ‫‪-0.81‬‬ ‫‪-0.72‬‬ ‫‪-1.18‬‬ ‫‪-0.97‬‬ ‫‪3035063374‬‬ ‫‪5717‬‬ ‫‪781471123‬‬

‫‪2000‬‬ ‫‪-1.21‬‬ ‫‪-1.50‬‬ ‫‪-0.96‬‬ ‫‪-0.69‬‬ ‫‪-1.17‬‬ ‫‪-0.95‬‬ ‫‪4296655157‬‬ ‫‪6179.99‬‬ ‫‪888402656‬‬

‫‪2002‬‬ ‫‪-1.12‬‬ ‫‪-1.70‬‬ ‫‪-0.61‬‬ ‫‪-0.59‬‬ ‫‪-0.59‬‬ ‫‪-0.94‬‬ ‫‪4459009465‬‬ ‫‪6411.64‬‬ ‫‪1095641625‬‬

‫‪2003‬‬ ‫‪-1.14‬‬ ‫‪-1.78‬‬ ‫‪-0.61‬‬ ‫‪-0.55‬‬ ‫‪-0.54‬‬ ‫‪-0.67‬‬ ‫‪4966733901‬‬ ‫‪6684.06‬‬ ‫‪1196373050‬‬

‫‪2004‬‬ ‫‪-0.82‬‬ ‫‪-1.37‬‬ ‫‪-0.52‬‬ ‫‪-0.54‬‬ ‫‪-0.55‬‬ ‫‪-0.63‬‬ ‫‪5592648204‬‬ ‫‪7798.41‬‬ ‫‪1343249295‬‬

‫‪2005‬‬ ‫‪-0.76‬‬ ‫‪-0.93‬‬ ‫‪-0.44‬‬ ‫‪-0.43‬‬ ‫‪-0.70‬‬ ‫‪-0.42‬‬ ‫‪6783874047‬‬ ‫‪8044.22‬‬ ‫‪1517574504‬‬

‫‪2006‬‬ ‫‪-0.92‬‬ ‫‪-1.12‬‬ ‫‪-0.52‬‬ ‫‪-0.58‬‬ ‫‪-0.64‬‬ ‫‪-0.49‬‬ ‫‪7454305831‬‬ ‫‪8868.8‬‬ ‫‪1726837264‬‬

‫‪2007‬‬ ‫‪-1.00‬‬ ‫‪-1.13‬‬ ‫‪-0.60‬‬ ‫‪-0.62‬‬ ‫‪-0.71‬‬ ‫‪-0.52‬‬ ‫‪7910086604‬‬ ‫‪8594.24‬‬ ‫‪2082310893‬‬

‫‪2008‬‬ ‫‪-0.99‬‬ ‫‪-1.09‬‬ ‫‪-0.61‬‬ ‫‪-0.79‬‬ ‫‪-0.71‬‬ ‫‪-0.56‬‬ ‫‪8907649218‬‬ ‫‪9146‬‬ ‫‪2603922568‬‬

‫‪2009‬‬ ‫‪-1.06‬‬ ‫‪-1.22‬‬ ‫‪-0.58‬‬ ‫‪-1.07‬‬ ‫‪-0.76‬‬ ‫‪-0.55‬‬ ‫‪7603375515‬‬ ‫‪9472‬‬ ‫‪2907260946‬‬

‫‪2010‬‬ ‫‪-1.03‬‬ ‫‪-1.26‬‬ ‫‪-0.48‬‬ ‫‪-1.17‬‬ ‫‪-0.75‬‬ ‫‪-0.49‬‬ ‫‪8802439918‬‬ ‫‪9736‬‬ ‫‪3193806283‬‬

‫‪2011‬‬ ‫‪-1.00‬‬ ‫‪-1.36‬‬ ‫‪-0.58‬‬ ‫‪-1.19‬‬ ‫‪-0.79‬‬ ‫‪-0.51‬‬ ‫‪1.0197E+10‬‬ ‫‪9599‬‬ ‫‪3244825339‬‬

‫‪2012‬‬ ‫‪-0.90‬‬ ‫‪-1.32‬‬ ‫‪-0.55‬‬ ‫‪-1.29‬‬ ‫‪-0.77‬‬ ‫‪-0.49‬‬ ‫‪1.0215E+10‬‬ ‫‪10170‬‬ ‫‪3218834300‬‬

‫‪2013‬‬ ‫‪-0.89‬‬ ‫‪-1.17‬‬ ‫‪-0.60‬‬ ‫‪-1.19‬‬ ‫‪-0.68‬‬ ‫‪-0.48‬‬ ‫‪1.0419E+10‬‬ ‫‪10788‬‬ ‫‪3521559678‬‬

‫المصدر‪ :‬البنك الدولي‪ ،‬مؤشرات التنمية العالمية‪ ،WGI ،‬موقع البنك الدولي‬

‫جامعة أم البواقي ديسمرب‪2016‬‬ ‫‪294‬‬

You might also like