Professional Documents
Culture Documents
Le Maroc A L Horizon 2040
Le Maroc A L Horizon 2040
www.finances.gov.ma/depf/depf.htm
ﺃﺑﺮﻳﻞ 2018 ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻤﻞ:
ﺃﺣﻼﻡ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻧﻰ
ﻣﻮﻧﻴﺔ ﺑﻄﺎﺡ
الحكامة ،الجودة المؤسساتية والتنمية االقتصادية :ما هي الدروس التي استخلصها المغرب؟
2
الحكامة ،الجودة المؤسساتية والتنمية االقتصادية :ما هي الدروس التي استخلصها المغرب؟
ال يمكن ألحد أن ينكر التطور الديمقراطي لبلدنا ،والذي يجسده بشكل خاص دستور ،2011ونظام حقوق "
اإلنسان والحريات الذي يتمتع به ،وانطالقة ورش الجهوية المتقدمة .ومع ذلك ،فإن األثر الملموس لهذه
"
. تنفيذها لضمان المؤهلة النخب وتعبئة تنزيلها على يتوقف وغيرها اإلصالحات
3
الحكامة ،الجودة المؤسساتية والتنمية االقتصادية :ما هي الدروس التي استخلصها المغرب؟
ملخص
تعد الحكامة المؤسساتية من المرتكزات الحتمية للتنمية االقتصادية .فقد أبرزت العديد من الدراسات التحليلية النظرية
والتجريبية بوضوح أن جودة الحكامة المؤسساتية تعتبر من العوامل الرئيسية التي تعزز النمو االقتصادي المستدام
والشامل .وهذا ما أكدته بعض التجارب الدولية ذات الصلة بهذا المجال.
وتندرج هذه الدراسة في هذه الرؤية ،إذ ترتكز على نماذج االقتصاد القياسي عن طريق مقارنة عينة من 94دولة ،من
بينها المغرب ،من أجل تسليط الضوء على العالقة بين الجودة المؤسساتية واألداء االقتصادي .حيث تم تقسيم بلدان العينة
إلى ثالث مجموعات ،وفقا لمستوى الدخل (مرتفع ،متوسط ،منخفض) بغية الكشف عن التأثير المتباين للحكامة على
أدائها االقتصادي ،مع تحديد آليات هذه الحكامة.
وهكذا ،فقد أظهرت التحاليل التي تم القيام بها في إطار هذه الدراسة بشكل جلي أن بناء مؤسسات قوية وترسيخ مبادئ
الحكامة الجيدة يشكالن معيارين أساسيين لتعزيز التنمية االقتصادية لبلد ما على نحو مستدام .وباإلضافة إلى الربح
االقتصادي الصافي الذي ينتج عن ذلك ،فإن الرفع من جودة الحكامة المؤسساتية يؤدي إلى تأثيرات أخرى أكبر بكثير من
خالل المساهمة في إعادة نسج الروابط االجتماعية وتعزيز الثقة في بعدها المزدوج :بين األشخاص و المؤسسات .حيث
يشكل هذان العامالن رافعتين أساسيتين لتعزيز مقومات العيش المتناغم م ًعا.
وفي السياق المغربي ،فقد سمحت اإلصالحات المتعددة األبعاد التي قادتها المملكة خالل العقدين األخيرين ،مدفوعة
باإلصالح الدستوري لعام ،2011بتسجيل تقدم كبير في هذا المجال ،مما جعل منها نموذ ًجا إقليميا .غير أن هذه التطورات
المشجعة ال ينبغي أن تحجب عن األنظار عددا من التحديات الهامة التي ينبغي على المغرب رفعها من أجل تعبئة إمكانات
تنميته المؤسساتية بالكامل .إذ ينبغي القيام بتدابير قوية ،ال سيما فيما يتعلق بتعميم تأهيل اإلدارة العمومية ،والتنسيق الوثيق
بين األطراف الفاعلة ،وبتحسين شفافية المعلومات المتعلقة بجودة السلع والخدمات ،وكذا تشجيع االبتكار وتعزيز أمن
المعامالت والعقود.
وتجدر اإلشارة إلى أن هذه التحديات قد تم إبرازها في التقارير التي أعدتها بعض المؤسسات الدولية والوطنية (البنك
الدولي ،و منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ،والمجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي .)...حيث أن رفع هذه
التحديات سيمكن من توسيع التطلعات التنموية للمغرب وسيسمح له بتبوء مكانة مواتية بين األمم.
4
ينبغي على األقل اعتماد خمس رافعات تنموية ذات أولوية لتحقيق قفزة نوعية للتطور المؤسساتي بالمغرب وتحسين أدائه
االقتصادي واالجتماعي ،وهي :
إتمام بناء رأس المال المؤسساتي واالرتقاء به ،مع إيالء اهتمام خاص للهيئات المسؤولة عن التنظيم االقتصادي
والهيئات المهتمة بالوساطة االجتماعية.
تسريع عملية تراكم رأس المال البشري ،من خالل اعتماد جيل جديد من اإلصالحات تهم مختلف مكونات منظومة
التعليم والتكوين ،وترتكز أساسا على قابلية التشغيل والتقيد بمبادئ المساواة بين الجنسين وتحسين جودة الصحة.
تعزيز تناسق البرامج العمومية وإخضاعها بشكل منتظم آلليات للتتبع والتقييم لضمان تحقيق األهداف المرجوة.
تشجيع اعتماد سياسات عمومية على المستوى الترابي للسماح للجهات بالتخطيط لتنميتها بشكل أفضل ،وإضفاء قيمة
على مكامن قوتها ،واإلسهام في نهاية المطاف في تعزيز الثروة الوطنية وتنويع مصادرها.
إرساء النظام اإلنتاجي الوطني على استراتيجية تحديث تنافسية متجددة ،مع العمل على خلق منظومة ابتكار مواتية
ومرتبطة بأولويات االستراتيجية الوطنية للتنمية.
5
الفهرس
مقدمة
.1التقييم التجريبي للعالقة بين الحكامة و التنمية االقتصادية
1.1اختيار المتغيرات
3.2التحليل المعمق لمؤشرات الحكامة )قاعدة بيانات المالمح المؤسساتية ) IPD 2016 .2.2
المراجع
6
قائمة الرسومات البيانية
الرسم البياني : 1إسقاط البلدان على مستوى النقاط المحصل عليها بخصوص الوظائف المقارنة
الرسم البياني :3إسقاط البلدان على المحورين األولين لتحليل المكونات الرئيسية المتشكلة من مؤشرات قاعدة بيانات
الخصائص المؤسساتية لسنة 2016
الرسم البياني :4تحسن المؤشرات المؤسساتية في كوريا الجنوبية و المغرب بين ( 2016-2009بالنقاط) مرتبة حسب
األهمية
الرسم البياني :5تحسن المؤشرات المؤسساتية لليتوانيا والمغرب بين ( 2016 -2009بالنقاط) ،مرتبة حسب األهمية
الرسم البياني :6تقدم المؤشرات المؤسساتية للشيلي والمغرب بين ( 2016 -2009بالنقاط) ،مرتبة حسب األهمية
قائمة الجداول
Granger اختبار غرانجر نتيجة الجدول :1
الجدول :2مصفوفة البنية
7
مقدمة
إن الدور المركزي للمؤسسات في التنمية االقتصادية هو اليوم واقع معترف به بشكل عام .فقد أظهرت العديد من
األعمال التحليلية النظرية والتجريبية بوضوح أن جودة الحكامة المؤسساتية ،المكون األساسي في رأس المال غير المادي
لألمم ،تعد من العوامل الهامة التي تعزز النمو االقتصادي المستدام والشامل.
وفي الواقع ،تدعم العديد من الدراسات فكرة أن االختالفات في أنماط النمو وديناميات تطور االقتصادات تُعزى بشكل
كبير إلى جودة المؤسسات القائمة .وهكذا فإن إقالع عملية التسريع واللحاق االقتصادي تتطلب وضع إطار مؤسساتي
قيم المجتمع و قواعد السلوك الظاهر والخفي لتشجيع سلوك اقتصادي مالئم( يأخذ بعين االعتبار
SUBRAMANIAN ،RODRIKو . )2002 ،TREBBIووفقا لهذه الدراسات ،فإن الموقع الجغرافي واالنفتاح
التجاري والموارد الطبيعية ال تفضي بالضرورة إلى مستوى دخل متشابه ،حيث ترجع هذه الفوارق باألساس إلى
االختالفات المؤسساتية.
وهذا ما تؤكده بعض التجارب الدولية ذات الصلة ،حيث استطاعت بعض البلدان ،التي كان مستوى الدخل الفردي فيها
منخفضا ً في الستينات ،أن تطلق عملية تسريع اقتصادي أدت إلى الرفع التدريجي لمستوى العيش ليتناسب مع معايير
البلدان ذات الدخل المرتفع ،وذلك بفضل بناء مؤسسات حديثة وفعالة.
وقد اعتمد المغرب مجموعة من اإلصالحات وجعل مسألة تعزيز الحكامة المؤسساتية في قلب مشروعه التنموي .فقد
كرس اإلصالح الدستوري لسنة 2011خيارات البالد التي ال رجعة فيها والتي تهم بناء مؤسسات ديمقراطية و فعالة
قادرة على ضمان تفعيل المشروع المجتمعي للمملكة .و بهذا الخصوص ،أكد صاحب الجاللة الملك محمد السادس في
خطابه الموجه بمناسبة عيد العرش في 30يوليوز " : 2014ال يمكن ألحد أن ينكر التطور الديمقراطي لبلدنا،
والذي يجسده بشكل خاص دستور ،2011ونظام حقوق اإلنسان والحريات الذي يتمتع به ،وانطالقة ورش
الجهوية المتقدمة .ومع ذلك ،فإن األثر الملموس لهذه اإلصالحات وغيرها يتوقف على تنزيلها وتعبئة النخب
المؤهلة لضمان تنفيذها...".
وإذا كانت الجهود التي يبذلها المغرب في العديد من المجاالت جديرة بالثناء و االحترام ،فإن الطريق التي قطعها تبقى
دون طموحات البلد و إمكانياته .لذلك ،ينبغي إعطاء زخم قوي لعمل الفاعلين المؤسساتيين ،وخاصة اإلدارة العمومية،
بهدف الرفع من جودة التسيير بشكل كبير و جعلها في نهاية المطاف حافزا حقيقيا للتنمية التي انخرط فيها المغرب.
و تعكس الحقائق المثيرة للقلق التي كشف عنها خطاب العرش لسنة 2017ضرورة العمل بقوة لتقديم إجابات جوهرية
لهذه القضية الشائكة ... " :إن برامج التنمية البشرية والترابية ،التي لها تأثير مباشر على تحسين ظروف عيش
المواطنين ،ال تشرفنا ،وتبقى دون طموحنا .وذلك راجع باألساس ،في الكثير من الميادين ،إلى ضعف العمل المشترك،
وغياب البعد الوطني واالستراتيجي والتنافر بدل التناسق وااللتقائية ،والتبخيس والتماطل ،بدل المبادرة والعمل الملموس.
إن من بين المشاكل التي تعيق تقدم المغرب هو ضعف اإلدارة العمومية ،سواء من حيث الحكامة ،أو مستوى النجاعة أو
جودة الخدمات التي تقدمها للمواطنين " ...مقتطف من خطاب جاللة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش 29
يوليوز .2017
و لمعالجة هذه اإلشكالية البنيوية ،ارتأت إدارة الدراسات والتوقعات المالية أنه من المالئم إجراء دراسة معمقة حول
مسألة جودة المؤسسات و تأثيرها على التنمية االقتصادية .و تأتي هذه الدراسة في وقت شرع فيه المغرب في التفكير في
مستقبل نموذجه التنموي .إن حكامة المؤسسات هي بحق ،من بين الركائز الرئيسية إلعادة تأهيل هذا النموذج و جعله
يتماشى مع تطلعات المغرب ،و من الناحية الشكلية ترتكز هذه الدراسة على ثالثة أجزاء:
الجزء األول :يهدف إلى تسليط الضوء على تأثير الحكامة على التنمية االقتصادية من خالل تقدير اقتصادي قياسي
يغطي عينة من 94دولة موزعة حسب الدخل ،خالل الفترة .2016-2002
8
الجزء الثاني :يقدم المتغيرات المؤسساتية التي تميز مجموعات مختلفة من البلدان وفقا لمستوى تنميتها من خالل تحليل
العوامل اإلقصائية .كما يضم إعداد تحليالت تحاليل تجريبية ( تحليل العناصر األساسية ) على أساس نسخ أعوام
2012 ،2009و " 2016لقاعدة بيانات المالمح المؤسساتية" ) ) IPDمما يسمح بدراسة دينامية مميزات المؤسسات
العامة و الخاصة من جهة ،وبإلقاء الضوء على المؤشرات المؤسساتية األكثر أهمية (قاعدة بيانات المالمح المؤسساتية
المصنفة لعام ) 2016كأساس للحكامة الجيدة.
الجزء الثالث :خصص هذا الجزء من الدراسة لتحليل الوضع المؤسساتي للمغرب و موقعه بالنسبة للعينة المختارة.
و على مستوى هذا الجزء ،ال بد من إصدار بعض التوصيات التي من شأنها أن تعطي دفعة للحكامة المؤسساتية في
السياق المغربي و المستوحاة من التجارب األجنبية الناجحة ،مع مراعاة االستنتاجات الصادرة عن بعض األعمال
التحليلية التي أجريت في نفس الموضوع (صندوق النقد الدولي ،1البنك الدولي.)... ،2
الهدف من هذا القسم هو تسليط الضوء على العالقة بين الحكامة و مستوى التنمية ،من خالل فهم الفجوة بين مستويات
الدخل الموجودة بين البلدان التي تتشابه من حيث المؤهالت االقتصادية و الجغرافية ،ولكنها تتباين من حيث الدينامية
المؤسساتية.
و لهذا الغرض ،تم استخدام نماذج اقتصادية قياسية تضم عينة من 94دولة ،حيث تم تصنيف دول العينة حسب ثالث
مستويات من الدخل (دخل عالي ،متوسط و منخفض ) من أجل الكشف عن التأثير المتباين للحكامة و آليات تفعيلها على
مختلف مجموعات البلدان.
و تستند هذه النماذج على مقاربة اقتصادية قياسية لقاعدة بيانات لمجموعة دينامية تمتد من سنة 2002إلى سنة ،2016
حيث تم إجراء التقديرات باستخدام طريقة المربعات الصغرى العادية أو نموذج التأثيرات الخاصة أو طريقة اللحظات
) (GMMفي حالة وجود عالقة سببية بين الحكامة وتحسين مستوى التنمية .فهذه الطريقة األخيرة تسمح المعممة
)1بتحليل السلوك الدينامي للمتغيرات وتباين الﺒلﺪان )2( ،بإقصاء الﺘأثﻴﺮات الﺨاصة بالﺒلﺪان وتوحيد المتغيرات
التوضيحية حسب قيمتها ،حسب المستوى ،المتأخرة بفترة أو أكثر و ( )3بحل مشاكل تحيز التزامن ،والسببية العكسية،
والمتغيرات التي تم إغفالها.
وفقا للبنك الدولي " :الحكامة هي فن إدارة الشؤون العمومية لتحقيق الرفاهية الفردية و الجماعية و كذا التنمية المستدامة
للمجموعات الوطنية " ،فيما تعرف منظمة التعاون االقتصادي والتنمية الحكامة على أنها " استخدام السلطة السياسية و
ممارسة الرقابة على تسيير موارد مجتمع ما من أجل تحقيق تنمية اقتصادية و اجتماعية " .و تستخدم مؤسسات اإلقراض
الدولية مفهوم الحكامة لإلشارة إلى المؤسسات و الممارسات و المعايير السياسية الضرورية للنمو و التنمية االقتصادية
للبلدان المقترضة .و حسب برنامج األمم المتحدة للتنمية ،فإن الحكامة هي وجود السلطة اإلدارية ( تنفيذ السياسات ) و
السلطة السياسية ( صياغة السياسات ) و السلطة االقتصادية ( اتخاد القرارات االقتصادية).
و قد تم استخالص مؤشرات قياس الحكامة المستخدمة في هذه الدراسة من قواعد البيانات التالية :
-قاعدة بيانات " المؤشرات الدولية للحكامة ) " (WGIالتي أعدها البنك الدولي والتي تتألف من ستة مؤشرات مجمعة :
االستقرار السياسي وغياب العنف ،مكافحة الفساد ،الصوت و المسؤولية ،سيادة القانون و جودة التنظيم.
1خاصة أعمال د .رودريك ،أD . RODRI K, A . SUBRAMANIAN ( 2002) et al et J.D . SA CHS ( 2003) .
2الدراسة التي أجراها د .دوالر ،أ D . DOLL AR. A . KRAAY(2003),
9
" -قاعدة بيانات المالمح المؤسساتية ) " ( IPDالتي تقترح قياس المالمح المؤسساتية للدول من خالل مؤشرات مركبة
منبثقة عن دراسات استقصائية .وتصنف هذه المؤشرات حسب الوظيفة المؤسساتية ( 9وظائف ) و حسب القطاع ( 4
قطاعات) .ويغطي اإلصدار األخير لقاعدة بيانات المالمح المؤسساتية ) ( IPDالمنجز سنة 2016ما مجموعه 144
دولة و 320متغيرا أساسيا يهم المالمح المؤسساتية التي تم تجميعها للحصول على 127مؤشرا (من ثالثة أرقام).
1.1اختيار المتغيرات
لتسليط الضوء على الصلة بين الحكامة و التنمية االقتصادية ،تم إجراء سلسلة من التحاليل االقتصادية القياسية
لالنحدار في بيانات العينة .3حيث اعتبرت الدراسة الناتج المحلي اإلجمالي الفردي كمتغير تابع متساو مع القدرة الشرائية،
فيما اعتبرت الحكامة 4كمتغير مستقل ،باإلضافة إلى متغيرات اقتصادية أخرى ( تسمى متغيرات الضبط).
تتألف العينة التي شملتها الدراسة من 94دولة من بينها 13 :دولة من شرق آسيا و المحيط الهادي 26 ،دولة من
أوربا و آسيا الوسطى 17 ،دولة من أمريكا الالتينية و منطقة البحر الكاريبي 9 ،دول من الشرق األوسط و شمال إفريقيا،
بلدان من أمريكا الشمالية 3 ،بلدان من جنوب آسيا و 24دولة من إفريقيا جنوب الصحراء.
تم استخراج متغيرات الحكامة من قاعدة بيانات البنك الدولي "المؤشرات الدولية للحكامة " ) . ( WGIو مع ذلك ،فإن
تعدد األبعاد ال يجعل من الممكن فهم التفاعالت بين هذه المؤشرات ،و يجعل المقارنات الزمنية و المعايرة صعبة ،و في
إطار هذا العمل ،تم التعامل مع الحكامة بواسطة المؤشر التركيبي للحكامة ( ICG ) 5تم الحصول عليه من خالل تحليل
المكونات الرئيسية ) ( ACPعلى أساس المؤشرات الدولية للحكامة .وهنا يتعلق األمر بالمحور األول للعوامل الذي يمثل
ما يقارب 87 %من إجمالي المعلومات.
أما متغيرات المراقبة الواردة في المعادالت فتتعلق بمعدل االستثمار ،تراكم رأس المال المادي ،النفقات العمومية ،التوازن
المالي ،معدل االنفتاح ،االستثمارات األجنبية المباشرة بالنسبة إلى الناتج المحلي اإلجمالي ،النمو السكاني ،و االرتفاع
(المسافة من خط االستواء ) .وقد تم استخراج متغيرات المراقبة هاته من قاعدة بيانات صندوق النقد الدولي ومن مؤتمر
األمم المتحدة للتجارة والتنمية.
يؤكد اختبار غرانجر Grangerوجود 6عالقة سببية متزامنة بين المتغيرين المتعلقين بالتنمية االقتصادية و الحكامة
في كل بلدان العينة ( 94دولة) .وفي الواقع ،فإن االحتمالية المرتبطة باختبار انعدام السببية بين الناتج المحلي اإلجمالي
الفردي و المؤشر المركب للحكامة و العكس ،باستعمال الخوارزميات ،تبقى أقل من عتبة 5 %مما يؤدي إلى رفض
فرضية العدم وغياب عالقة السببية حسب مفهوم غرانجر Grangerوالقبول بالفرضية البديلة التي تقول بوجود عالقة
سببية في كال االتجاهين بين المتغيرين اللذين تمت دراستهما.
و هكذا ،فإن الحكامة الجيدة تسمح بالحصول على أداء اقتصادي جيد .كما أن وجود بيئة اقتصادية موثوقة يخلق
الظروف المناسبة لتطبيق حكامة جيدة .وعليه ،فإن النتائج التي تم الحصول عليها تشكل أيضا شرطا أساسيا لتقدير
المعادالت االقتصادية القياسية و للتأكد من صحة الطريقة المختارة.
3يتيح هذا االختبار مراعاة التباين ،بعبارة أخرى ،المتغيرات الخاصة بكل بلد.
4انظر تفاصيل قياس مؤشرات الحكامة بالملحق .1
5انظر الملحق 2لترتيب بلدان العينة وفقا للمؤشر المركب للحكامة.
6رفض فرضية العدم :غياب العالقة السببية حسب غرانجر.
10
غرانجرGranger 7 الجدول : 1نتائج اختبار
أظهرت نتائج مختلف تقديرات االقتصاد القياسي وجود صلة تجريبية إيجابية وهامة بين الحكامة والتنمية االقتصادية
بالنسبة للمجموعات الثالث .وهكذا فإن النتائج التي تم الحصول عليها ،بعد تصحيح التحيز الداخلي بواسطة الطريقة
العامة للحظات ، GMMبالنسبة لجميع البلدان في العينة المختارة تؤكد أن الحكامة هي المحدد الرئيسي لألداء
االقتصادي .وعلى هذا األساس ،فإن تحسن الحكامة بنسبة 1٪تصاحبها زيادة الدخل الفردي ب 1.13نقطة .وتتوافق هذه
النتائج مع تلك التي خلصت إليها أعمال د .كوفمان ، D. Kaufmannأ .كراي A. Kraayو م .ماستروزي M.
. Mastruzzy
وتجدر اإلشارة إلى أن تأثير الحكامة على التنمية االقتصادية يختلف حسب مستوى دخل الفردي في كل بلد .إال أن هذا
التأثير محدود نسبيا بالنسبة للبلدان ذات الدخل المنخفض ( )0.12مقارنة بالبلدان ذات الدخل المتوسط والمرتفع (.8)0.18
هذه النتائج تؤكد الدور الحاسم للحكامة في تحسين مستوى تنمية الدول .ونتيجة لذلك ،فإن االختالفات في األداء االقتصادي
على المستوى العالمي ال تعزى فقط إلى التراكم الكمي لعوامل اإلنتاج ،بل أيضا إلى جودة الحكامة والمؤسسات التي
تؤطر استخدام عوامل اإلنتاج وتنظم طريقة عمل األسواق .وهذا يدفعنا إلى التساؤل ،في الجزء الموالي ،عن أبعاد
المؤسسات العمومية أو الخاصة التي تميز البلدان حسب مستوى تنميتها.
الغرض من هذا الجزء هو تحديد المتغيرات المؤسساتية التي تشكل رافعات رئيسية لصالح التنمية االقتصادية المستدامة
والشاملة من خالل تحليل تمييزي للعوامل )( Analayse Factorielle Discriminanteمطبق على قاعدة البيانات
"قاعدة بيانات المالمح المؤسساتية )" (IPD 2016
من أجل تحليل مقارن لعوامل الحكامة ،تم تحديد وظيفتين تمييزيتين(الرسم البياني ) 1حيث أكدت االختبارات اإلحصائية
عليها.9 الحصول تم التي النتائج أهمية التمييز عوامل بتحليل المتعلقة
إذ يعتمد تحديد المتغيرات التي تحدد الوظيفتين التمييزيتين على تحليل مصفوفة البنية ،والتي تظهر معامالت الترابط بين
المتغيرات المؤسساتية التي تم تحليلها وهاتين الوظيفتين التمييزيتين .وبالتالي ،ترتبط الوظيفة األولى ارتبا ً
طا قويًا
بالمؤشرات المتعلقة بتغطية الخدمات العمومية لكل التراب الوطني ،وبمستوى الفساد ،وبأهمية العمل غير المهيكل،
وبتوحيد المعلومات حول جودة السلع والخدمات ،وبفعالية إدارة الضرائب ،بينما ترتبط الوظيفة الثانية بمؤشر "الشعور
القومي" .
7أسفرت نتائج هذا االختبار عن نتائج متباينة بالنسبة للبلدان الموزعة حسب فئات الدخل.
8انظر تفاصيل تقديرات االقتصاد القياسي المبينة بالملحق .3
9في الواقع ،تظهر إحصائيات اختبار بوكس Boxمستوى عاليًا ،ويؤول االحتمال المتعلق باختبار فيشر Fisherإلى صفر .إضافة إلى ذلك،
فإن القيمة المنخفضة لالمدا ويلكس Lambda de Wilksوأهميتها التي تؤول إلى صفر تعكس مدى مالءمة النموذج.
11
البنية 10 الجدول : 2مصفوفة
فيما يتعلق بالمتغير " تغطية الخدمات العمومية لكل التراب الوطني" ،فإن قاعدة بيانات المالمح المؤسساتية IPDتمنح
نقطة عالية للدول التي تغطي الخدمات العمومية مجموع ترابها ،بما في ذلك المدارس العمومية والخدمات الصحية
األساسية وشبكات المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي والشبكات الكهربائية والبنية التحتية للنقل ومعالجة النفايات
. الصلبة
أما "مستوى الفساد" فإنه يعكس مستوى الفساد "الصغير" بين المواطنين واإلدارات ومستوى "الفساد السياسي" (شراء
األصوات ،تمويل الحمالت االنتخابية بشكل غير قانوني ،الرشاوى )...ومستوى الفساد بين السلطات العمومية والشركات
المحلية ومستوى الفساد بين السلطات العمومية و الشركات األجنبية.
ويعطي مؤشر "أهمية العمل غير المهيكل" نقطة عالية للبلدان التي تبذل جهودا للقضاء على العمل غير المهيكل في
المناطق الحضرية والقروية.فيما يمنح متغير "توحيد المعلومات حول جودة السلع والخدمات" معلومات عن وضع نظام
للمعايير الوطنية أو الدولية (.)... Codex ،ISO
أما مؤشر "فعالية إدارة الضرائب" فإنه يقيس درجة فعالية إدارة الضرائب في تحصيل الضريبة على الشركات ) (ISفي
القطاعات االقتصادية غير المعفاة والضريبة على الدخل ( )IRبالنسبة لألسر التي تتوفر على دخل مهيكل (باستثناء تدابير
إعفاء األسر ذات الدخل المحدود) على صعيد كل التراب الوطني (باستثناء التدابير القانونية المتعلقة بإعفاء أجزاء من
التراب الوطني ألسباب محددة) .و يشمل هذا المتغير أيضًا قدرة اإلدارة على محاربة االحتيال والتهرب الضريبي .في
حين يعكس مؤشر "الشعور القومي" درجة تعلق المواطنين ببلدهم ،وضمنيا مستوى ثقتهم بآفاقه وتطلعاته.
ويبين الرسم البياني التالي إسقاط هذه البلدان اعتمادا على الوظائف التمييزية.
10يتم ترتيب االرتباطات البينية المشتركة بين متغيرات التمييز والمتغيرات الوظيفية القياسية الموحدة حسب الحجم المطلق لالرتباطات داخل
الوظيفة المعنية.
12
الرسم البياني : 1إسقاط البلدان على مستوى النقاط المحصل عليها بخصوص الوظائف التمييزية
الوظيفة المقارنة 2
يستنتج من هذا الرسم البياني أن المجموعة األولى من البلدان ذات الدخل المرتفع ) (G1حصلت على نقاط عالية
بخصوص مﺆشﺮات الﺤﻜامة الجيدة التي تشكل الﻮﻇﻴفﺘﻴﻦ التمييزيتين .وتتكون هذه المجموعة أساسا من دول االتحاد
األوروبي والواليات المتحدة األمريكية وأستراليا وكندا وسنغافورة واليابان وكوريا الجنوبية والشيلي .كما تضم هذه
ضا بعض دول الخليج ،السيما الكويت وعمان. المجموعة أي ً
• فيما تتكون المجموعة الثانية ) (G2من دول متوسطة الدخل مثل دول منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا
(كالمغرب وتونس)،وبعض الدول األوروبية (رومانيا ،هنغاريا ،تركيا ،بلغاريا ،روسيا ،)...ودول أمريكا
الالتينية (المكسيك ،البرازيل ،األرجنتين ،فنزويال ،اإلكوادور ،)...وآسيا (الصين ،الفلبين ،باكستان ،كازاخستان ) ...
وتتميز هذه المجموعة بنقاط متوسطة بخصوص الوظيفتين التمييزيتين .وتجدر اإلشارة إلى أن بعض بلدان هذه
المجموعة ،بما في ذلك الصين واندونيسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا لديها نقاط عالية بخصوص الوظيفة التمييزية الثانية
القومي. باالنتماء قوي شعور وجود بفضل
• أما المجموعة الثالثة ) (G3فتتكون من البلدان المنخفضة الدخل ،وال سيما بلدان إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى،
وقد حصلت هذه المجموعة على نقاط ضعيفة بخصوص المتغيرات التي تميز الوظيفتين ،وتتكون من بلدان مثل
جمهورية إفريقيا الوسطى ،ومالي ،وتشاد ،والبنين.
يحلل هذا القسم دينامية العالقة بين خصائص مؤسسات الحكامة العمومية والخاصة ،انطالقا من نسخ قاعدة بيانات
المالمح المؤسساتية IPDلسنوات 2009و 2012و .2016
وفي هذا الصدد ،فقد تم اعتماد تحليل المكونات األساسية ) (ACPالكتشاف البيانات ألنه يسمح بتلخيص المعلومات المتعلقة
لمحوريْن يعكسان أهم خصائص المؤسسات العمومية والخاصة .وبالتالي ،فقد تم إجراء تحليلين َ ببلدان العينة وفقا ً
للمكونات األساسية لكل من السنوات الثالث التي تم تحليلها :يتعلق أحدهما بمؤشرات الحكامة العمومية واآلخر بمؤشرات
الحكامة الخاصة ،وذلك من أجل تحليل التقاطع بين محاور العوامل السائدة المحصل عليها انطالقا من هذه التحاليل.
13
والختبار العالقة بين مؤشرات الحكامة العمومية والحكامة الخاصة ،فقد تم إسقاط العينة على مستوى يجمع بين المحور
األول لعوامل مؤشرات الحكامة العامة على المحور األفقي و المحور األول لعوامل مؤشرات الحكامة الخاصة 11على
المحور الرأسي( ،انظر الرسم البياني 2aو 2bو .)2cو بشكل عام ،تظهر النتائج المحصلة وجود عالقة قوية وإيجابية
بين مؤسسات الحكامة العمومية ومؤسسات الحكامة الخاصة . 12
وهكذا ،يبين الرسم البياني أن بلدان المجموعة ) (G1تتركز فوق خط التراجع (انظر الرسم البياني ،)2aحيث تشكل هذه
البلدان مرجعا للحكامة الجيدة والتنمية االقتصادية المتقدمة ،وال سيما كندا) ، (CANوالواليات المتحدة األمريكية ()USA
ودول أوروبا الوسطى والشرقية ( ،)PECOوتجمع بين مستويات عالية من الحكامة الصغرى (الحكامة الخاصة) والحكامة
الكبرى (الحكامة العمومية) .إذ يتم تحديد هذان الجانبان من جوانب الحكامة العمومية من خالل األداء الجيد لإلدارات
العمومية ،والقدرة على اتخاذ القرار والتنسيق بين مكونات الدولة وأمن المعامالت والعقود العمومية وصفقات السلع
والخدمات وكذا التماسك االجتماعي و الحركية االجتماعية على مستوى سوق العمل.
وفي مركز الرسم البياني نفسه ،تبرز مجموعتان من البلدان :المجموعة الوسطى العليا ) (G2التي تجمع البلدان التي
نجحت في تقوية نظام الحكامة العمومية والخاصة والتي هي في طور االنتقال إلى المجموعة المرجعية ) . (G1وتضم هذه
المجموعة أساسا بعض دول أوروبا (اليونان وقبرص)،وآسيا (سنغافورة ،وكوريا الجنوبية ،والهند) ودول الميركوسور،
أي السوق المشتركة الجنوبية (البرازيل ،وكولومبيا ،واألرجنتين) وإفريقيا جنوب الصحراء (أفريقيا الجنوبية وغانا).
والمجموعة الوسطى الدنيا ) (G3التي تتكون من بلدان انخرطت في عملية التسريع االقتصادي والمؤسساتي ،وال سيما
بعض بلدان أوروبا (رومانيا وروسيا) وأمريكا الالتينية (المكسيك وكوبا) وآسيا ( إندونيسيا وتايالند وباكستان وفيتنام)،
ومنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا (المغرب وتونس ومصر والكويت وسلطنة عمان )...وأفريقيا جنوب الصحراء
الكبرى (البنين وبوركينا فاسو وبوتسوانا وكينيا والسنغال وتنزانيا .)...حيث تعتبر منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا
ومنطقة آسيا بمثابة أرض خصبة للبلدان التي تمر بمرحلة انتقالية والتي شرعت في تطبيق حزمة من اإلصالحات،
والبرامج التحفيزية والتدابير لتحسين بيئتها االقتصادية والمؤسساتية.
فيما نجد المجموعة الرابعة ) (G4أسفل خط التراجع ،والتي تتكون من بلدان ذات مستويات منخفضة للحكامة العمومية
والخاصة ،تنتمي لمنطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا (الجزائر والسودان وموريتانيا )...وآسيا (بنغالديش وأوزبكستان)
وأفريقيا جنوب الصحراء (أنغوال والكونغو والكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى .)...إذ يمكن تفسير نقاط الضعف التي
أظهرتها هذه المجموعة من البلدان فيما يتعلق بالحكامة من خالل ضعف عمل مختلف الجهات الفاعلة (اإلدارة العمومية
والسلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية والمجتمع المدني.)... ،
وتجدر اإلشارة إلى أنه في الفترة ابين عامي 2009و ،2012نجحت العديد من البلدان في تحقيق تحسن في مستويات
حكامتها ،ال سيما الحكامة العمومية ،وفق نفس مؤشرات سنة 2009مثل سنغافورة واليابان اللتان قفزتا من المجموعة
الثانية G2إلى المجموعة المرجعية . G1
وعلى نفس المنوال ،شهدت بعض البلدان تحسنا في مستويات حكامتها سنة 2016مقارنة بسنة ( 2012الرسم البياني )2c
مثل كوريا الجنوبية التي عادت إلى المجموعة األولى ،و الكويت وغانا والسنغال التي انضمت إلى المجموعة الوسطى
العليا ) (G2بدالً من المجموعة الثالثة ) . (G3و باإلضافة إلى ذلك ،كشف تحليل بيانات المالمح المؤسساتية IPDلعام
2016عن تراجع في رتب عدد من بلدان العينة .حيث تنتمي البلدان التي سجلت تراجعا في مستويات حكامتها العمومية
والخاصة إلى دول أوروبا (قبرص واليونان وبولندا والدانمارك) وآسيا (هونج كونج والهند) ومنطقة الشرق األوسط
وشمال أفريقيا ( تونس ومصر ،والسودان وموريتانيا) وأمريكا الالتينية (فنزويال والشيلي واألوروغواي) ،وأفريقيا جنوب
الصحراء (النيجر وتشاد وإثيوبيا).
11النتائج المحصلة باستعمال تطبيق اإلحصائيات SPSSحول مالءمة الطريقة المعتمدة بالملحق .4
12في الواقع ،بلغت معامالت االرتباط R 2لخطوط االنحدار 0.88سنة ، 2009و 0.77سنة 2012و 0.82سنة .2016
14
وفيما يتعلق بالمغرب ،فقد تحسن موقعه بشكل ملحوظ في عام 2012مقارنة بعام ،2009حيث اقترب من بلدان
المجموعة الثانية G2من حيث مؤشرات الحكامة العمومية ،بشكل خاص ،والتي تعكس تحسن أداء اإلدارات العمومية
(المؤشر ،) A3وتنسيق الجهات الفاعلة ،والرؤية االستراتيجية ،واالبتكار (المؤشر ) A5وأمن المعامالت والعقود
(المؤشر .) A6
وعلى الرغم من التراجع 13الطفيف سنة 2016مقارنة مع ،2012ال تزال رتبة المغرب ،ال سيما فيما يتعلق بالحكامة
العمومية ،مالئمة مقارنة ببلدان المنطقة ،وكذا ببلدان أخرى مثل تركيا ،والصين ،واليونان ،والمكسيك .وباإلضافة إلى
ذلك ،يعكس إسقاط المغرب على عاملَي الحكامة (انظر الرسم البياني )2cالجهود الرامية إلى زيادة تقنين القواعد وتعزيز
الحكامة الجيدة العمومية والخاصة.
13قد يكون هذا التغير الطفيف في موقع المغرب سنة 2016راجع أيضا ً إلى تغير في المتغيرات التي تشكل مؤشرات الحكامة العامة والخاصة.
15
الرسم البياني :2cقاعدة بيانات المالمح المؤسساتية لسنة 2016
من أجل تحديد مؤسسات الحكامة العمومية والخاصة ذات الصلة التي تميز مختلف خصائص البلدان ،يقدم القسم التالي
بحثا عميقا تجريبيا من خالل االستغالل المفصل للبيانات (ذات 3أرقام) المستخرجة من قاعدة بيانات المالمح المؤسساتية
لعام . 2016
3.2التحليل المعمق لمؤشرات الحكامة )قاعدة بيانات المالمح المؤسساتية ) IPD 2016
في هذا القسم ،سيركز التحليل على 117مؤشرا مكونا من 3أرقام ،.حيث تم استخراج البيانات الموحدة باستخدام تحليل
المكونات الرئيسية .وقد أكدت االختبارات اإلحصائية المتعلقة بـتحليل المكونات الرئيسية على مالءمة النتائج المحصل
عليها (انظر الملحق .14 )4
الرسم البياني :3إسقاط البلدان على المحورين األولين لتحليل المكونات الرئيسية المتشكلة من مؤشرات قاعدة بيانات المالمح
المؤسساتية لسنة 2016
14تجدر اإلشارة إلى أن مؤشر KMOلهذا التحليل (≈ )0.86يشير إلى وجود حل عاملي مقبول إحصائيًا.
16
ومن أجل تشكيل مخطط العوامل الذي يتم إسقاط جميع البلدان عليه ،تم اعتماد محورين اثنين من العوامل الرئيسية،
واللذين يشتمالن على ٪ 57من المعلومات الواردة في قاعدة البيانات بأكملها (انظر الرسم البياني .)3
يمثل المحور األفقي نسبة ٪49من التباين الكلي ،و يتم تحديده من خالل المتغيرات المؤسساتية المتعلقة بتقنين قواعد
(أداء اإلدارات العمومية ،التماسك االجتماعي ،الحركية االجتماعية وأمن المعامالت والعقود):15
•على الجانب األيمن من المحور ،يتم إسقاط البلدان التي تتسم باألداء الجيد لهذه المؤسسات من خالل تطبيق واحترام
القواعد الرسمية ،خاصة فيما يتعلق بفعالية عمل اإلدارة العمومية والعدالة ،فضال عن التماسك االجتماعي والحركية
االجتماعية وأمن المعامالت والعقود .ومن بين هذه الدول نجد ،على وجه الخصوص ،بعض البلدان المتقدمة وذات الدخل
المرتفع ،مثل سويسرا)، (SWEوالنرويج)، (NORوهولندا)، (NLDوألمانيا)، (DEUوالمملكة المتحدة)، (GBRوأستراليا
. )(CAN وكندا ) (AUS
• وعلى الﺠانﺐ األيﺴﺮ مﻦ الﻤﺤﻮر تم إسقاط البلدان التي تتسم فيها الﻮﻇائﻒ الﻤﺬكورة أعاله بضعف احترام القوانين
مقارنة مع بلدان العينة ،كما تتسم بأهمية مستوى الفساد ،وعوائق التقدم االجتماعي ،والعمل غير المهيكل وعمالة األطفال.
ومن بين هذه الدول ،نجد على وجه الخصوص ،بعض بلدان أفريقيا جنوب الصحراء ،مثل تشاد) ،(TCDالسودان
)،(SDNجمهورية أفريقيا الوسطى)، (CAFمدغشقر)، (MDGوبعض بلدان منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا مثل
مصر ( ) EGYوالجزائر )،(DZAوكذا بعض بلدان أمريكا الالتينية ،وال سيما هايتي ). (HTI
أما بالنسبة إلى المحور الرأسي ،الذي يمثل ٪9من إجمالي المعلومات ،فيتم تحديده من خالل المتغيرات المؤسساتية
المتعلقة بـدرجة تدخل الدولة وحرية عمل األسواق :16
• على الجانب األعلى من المحور ،تم إسقاط البلدان التي تضمن حرية إنشاء واشتغال المنظمات السياسية ،واالنفتاح
المالي ،17وحرية اشتغال األسواق 18التي يكون وجود الدولة فيها ضعيفًا .وتضم هذه البلدان أساسا رومانيا)، (ROU
17
تشاد) ،(TCDجمهورية أفريقيا الوسطى) ، (CAFهايتي) ،(SEN) ، (HTIمدغشقر) ، (MDGالبنين) ، (BENالشيلي
) ،(CHLكمبوديا)، (KHMوالباراغواي ). (PRY
• وأسفل هذا المحور ،تم إسقاط البلدان التي تميزت بأهمية عمل الدولة في التنظيم االقتصادي والسياسي واالجتماعي،
وعلى وجه الخصوص ،الصين) ، (CHNتركيا) ، (TURروسيا)، (RUSو سلطنة عمان )... (OMNإلخ .كما تتميز
هذه االقتصادات بدعم عمومي قوي لالبتكار والبحث والتطوير في القطاعين العمومي والخاص وبفعالية آليات نقل
تكنولوجيا ومهارات الفاعلين األجانب لصالح الفاعلين المحليين.
وفي وسط الرسم البياني 3نالحظ البلدان التي تتميز بمستوى مؤسساتي متوسط ،ومن بينها المغرب الذي يتمركز في
مرتبة أفضل من بعض دول منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا (تونس ،ومصر ،والجزائر) من حيث الحكامة الجيدة
(المحور األفقي) ،وتقريبا في نفس مرتبة تركيا والصين .بينما تتقدمه الهند وإندونيسيا وتايلند والبرازيل والشيلي ،وكذا
). ... والسنغال غانا (كينيا، الصحراء جنوب أفريقيا بلدان بعض
أما على مستوى المحور الرأسي ،فإن المملكة تتموقع قرب الدول التي تضمن ،أكثر فأكثر ،حريات عمل األسواق وخلق
منظمات جديدة ،حيث تدخل الدولة أضعف نسبيا .ومع ذلك ،فإن المغرب في وضع أفضل من البرازيل وتركيا والصين و
بعض دول الشرق األوسط وشمال أفريقيا (تونس ،والجزائر ،ومصر )...في هذا الباب .19
و بفضل هذه التطورات ،سجل المغرب ارتفاعا في الناتج المحلي اإلجمالي الفردي حسب تكافؤ القدرة الشرائية بمعدل
3 %في المتوسط ما بين 2000و 2016وهو أعلى من المتوسط العالمي
( )2.4 %و متوسط منطقة الشرق األوسط و شمال إفريقيا ( ،) 2 %مقابل 0.9 %بإسبانيا 0.7 % ،بفرنسا- 0.1 % ،
بإيطاليا و 0.4 %بالبرتغال.
و في الوقت نفسه ،أحرز المغرب تقدما كبيرا على مستوى التنمية البشرية من خالل القضاء على الفقر المتمثل في
أقل من دوالر واحد للفرد في اليوم سنة . 2014كما تمكنت البالد من خفض معدل الفقر من 15.3 %سنة 2001إلى %
4.8سنة 2014ومعدل الهشاشة من 38.1 %سنة 2001إلى 12.5 %سنة ،2014في حين أن مؤشر التنمية البشرية
للبالد انتقل من 0.530سنة 2000إلى 0.647سنة . 2015وإضافة إلى ذلك ،تم تخفيض معدل البطالة من 13%سنة
2000إلى 10.2 %سنة .2017
غير أن معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي الفردي الذي حققه المغرب ال يزال أقل من معدل النمو الذي حققته بعض
البلدان الناشئة ذات اإلمكانيات العالية مثل :إندونيسيا ( ،) 3.9 %تركيا ( ،) 3.5 %الصين ( ،) 8.8 %كوريا الجنوبية
( )3.6%و تايالند ( .) 3.4 %و للتذكير ،فإن الناتج المحلي اإلجمالي الفردي الذي سجلته هذه الدول في الستينات يعادل
ما سجله المغرب.
19وتجدر اإلشارة إلى أنه وفقا لرودريك ، RODRIKفإن االقتصادات األكثر ازدهارا لم تكن تلك التي تعرف أقل تدخل من جانب الدولة .فالصين
والهند ،وهما من أكثر الدول الناشئة ازدهارا ً ،تعرفان تدخال قويا للدولة .ومن المؤكد أن األشكال المتطرفة للتدخل كالتخطيط المركزي تخنق
النشاط الخاص وبالتالي تقوض النمو .إال أن تراجع تدخل الدولة ال يبدو بالضرورة مؤثرا ً في النمو بالنسبة للبلدان التي اعتمدت نموذجا ً وسطيا بين
ً
التخطيط المركزي وغياب التدخل ،وهو الحال بالنسبة ألغلب البلدان.
18
1.3المالمح المؤسساتية للمغرب
يبين التحليل الديناميكي لقاعدة بيانات المالمح المؤسساتية لسنوات 2012 ،2009و 2016بالفقرة 2.2أن على
المغرب قطع أشواط أخرى مقارنة مع بلدان العينة ،سواء من حيث الحكامة العمومية أو الخاصة .ومع ذلك ،فإن موضعه
القريب جدا من خطوط التراجع (الرسوم البيانية )2c ،2b ، 2aيشهد على الجهود التي يضطلع بها لتعزيز الحكامة
العمومية و الخاصة .كما أن ترتيبه ،السيما من حيث الحكامة العمومية بين 2009و ،2016يبقى إيجابيا مقارنة بدول
المنطقة و كذا مقارنة مع دول أخرى مثل :تركيا ،الصين ،اليونان والمكسيك.
كما كشف هذا التحليل عن تغير وضع المغرب سنة 2016مقارنة بسنة 2009سواء من حيث الحكامة العمومية أو
الخاصة ،حيث يعكس هذا التطور في آن واحد تحسن تصنيف البالد على مستوى بعض المؤشرات المؤسساتية و تراجعه
في أخرى.
وعموما ،فقد حسن المغرب وضعه على مستوى مؤشرات الحكامة العمومية المتعلقة بقدرة الدولة على صنع القرار
والتنسيق في المجال العمومي والتشاور بين الفاعلين ( ) A5وكذا على مستوى اشتغال اإلدارات العمومية ( ،) A3
خاصة المتغيرات المتعلقة بأهمية اإلعفاءات الضريبية الممنوحة للقطاعات االقتصادية وتحسين شفافية السياسات
االقتصادية و ضعف تأثير كبار الفاعلين االقتصاديين الوطنيين ( جماعات الضغط ،واللوبيات )... ،والدوليين في تطوير
السياسات العمومية.
أما على مستوى الحكامة الخاصة ،فقد حسن المغرب وضعه المتعلق أساسا بضمان أمن المعامالت و العقود على
مستوى سوق السلع و الخدمات ( ) B6وبتنظيم المنافسة و حكامة المقاوالت ( ) B7وكذا بتجزئة سوق الشغل والحركية
االجتماعية ( ) D9و احترام قانون الشغل.
من ناحية أخرى ،فلدى المغرب فجوات كبيرة عليه تداركها وفقا لقاعدة بيانات المالمح المؤسساتية ،وخصوصا على
مستوى مؤشرات الحكامة العمومية المتعلقة بأمن حقوق الملكية و العقود ( ) A6و بالحقوق و الحريات العامة ( .) A1
وعلى مستوى الحكامة الخاصة ،فقد سجلت البالد تراجعا في تصنيفها ،خصوصا على مستوى اشتغال سوق الشغل (
الجمود و التمييز على مستوى سوق الشغل ( ... ،D400. D901إلخ) ،والعالقات التجارية و المالية مع الخارج ( ،) B8
وعلى مستوى تنظيم السوق المالية و الحوار االجتماعي ( .) C7
وباإلضافة إلى ذلك ،فإن التحليل المعمق لمؤشرات الحكامة لسنة 2016مكن من استنتاج المتغيرات المؤسساتية
األكثر أهمية التي تميز مختلف دول العينة .كما أن موقع المغرب على المحور األفقي لتحليل المكونات األساسية ( ACP
الرسم البياني ) 3يبين الجهود التي على المغرب أن يبذلها لضمان تقنين أكثر للقواعد وتعزيز آليات الحكامة الجيدة (
اشتغال اإلدارة العمومية ،التماسك االجتماعي والحركية االجتماعية و أمن المعامالت و العقود ) .وبالفعل ،فعلى طول هذا
المحور تحتل البالد مرتبة أفضل مقارنة مع بعض بلدان منطقة الشرق األوسط و شمال إفريقيا ( تونس ،مصر ،الجزائر،
وموريتانيا ) ،وتقريبا نفس مرتبة تركيا و الصين ،فيما تتقدمها الهند وإندونيسيا وتايالند والبرازيل والشيلي و بعض بلدان
إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ( كينيا ،غانا والسينغال ) و البلدان المتقدمة في أمريكا الشمالية و في منظمة التعاون
االقتصادي والتنمية ،وفي االتحاد األوروبي.
وعلى مستوى المحور الرأسي ( الرسم البياني ،) 3تتميز المملكة بمستوى مؤسساتي متوسط يعكس بذل المزيد من
الجهود لالنضمام إلى مجموعة الدول التي تضمن حرية األسواق وحرية إنشاء منظمات جديدة حيث تدخل الدولة يقل أكثر
فأكثر .كما تحتل مرتبة أعلى من البرازيل وتركيا والصين وبعض بلدان الشرق األوسط و شمال إفريقيا ( تونس ،الجزائر
ومصر .) ...ورغم ذلك ،فهناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز الدعم العمومي لالبتكار والبحث والتنمية في
القطاعين العمومي و الخاص و كذلك لتحسين فعالية آليات نقل التكنولوجيا والمهارات.
كما أن ترتيب المغرب بين البلدان ذات المستوى المتوسط بالنسبة إلى الوظيفتين التمييزيتين (الرسم البياني ) 1يعكس
الجهود الكبيرة المبذولة لتحسين جودة مؤسساته .ومع ذلك ،فإن مثل هذا الترتيب يثير التحديات التي يجب رفعها لتعزيز
التعافي االقتصادي للبالد و التعجيل بالتحاقها بالبلدان ذات األداء القوي .و تتعلق هذه التحديات على وجه الخصوص بتقنين
19
سوق الشغل ،مكافحة الفساد ،تعزيز تغطية الخدمات العمومية لكل التراب الوطني ،توحيد المعلومات المتعلقة بجودة السلع
و الخدمات وتعزيز فعالية إدارة الضرائب في تحصيل الضرائب و قدرتها على الحد من التهرب الضريبي.
وفي هذا السياق ،يمثل دستور 2011الذي وضع أسس و مبادئ الحكامة الجيدة خطوة كبيرة إلى األمام في بناء دولة
الحق والقانون بالمغرب ،وميثاقا حقيقيا للحقوق و الحريات األساسية للمواطنة يرتكز على المرجعية العالمية لحقوق
اإلنسان .وباعتبارهم حجر األساس لدولة الحق والقانون ،فإن المواطنات و المواطنين أصبحوا يتمتعون بالعديد من
الصالحيات للمشاركة في عملية صنع القرار وفي إدارة الشأن العام.
و امتدادا لذلك ،فإن اإلصالح الترابي لسنة 2015و المراسيم الوزارية الالزمة لتفعيل القوانين التنظيمية للجماعات
الترابية المعتمدة سنة 2016ستساهم في تعزيز الموارد المالية وتوسيع صالحيات السلطات المحلية فيما يتعلق بالتنمية
وتسيير الشأن المحلي.
و في الوقت نفسه ،تم إطالق وتسريع العديد من اإلصالحات وخاصة في مجال تعزيز الشفافية و تدبير المالية
العمومية ،أهمها اعتماد قانون جديد سنة 2015يتعلق بقانون المالية (القانون التنظيمي لقانون المالية) ويهدف إلى وضع
األسس الالزمة لوضع ميزانية أكثر وضوحا ،وضمان مراقبة أكثر صرامة لتنفيذ السياسات القطاعية و فهم أفضل للنتائج
المرغوبة و تحديد مسؤوليات الجهات المعنية ووضع آليات لمقاربة تدبيرية تكون في خدمة التنمية و رفاهية السكان.
و في نفس السياق ،جعلت بالدنا من تحسين مناخ األعمال ركيزة لبناء اقتصاد قوي قادر على مواجهة تحديات تحسين
اإلنتاجية و القدرة التنافسية لنظامه اإلنتاجي .كما أن العديد من اإلصالحات التي قامت بها السلطات العمومية بشراكة مع
القطاع الخاص في إطار اللجنة الوطنية لمناخ األعمال ( ،)CNEAالتي أنشئت سنة 2009و يرأسها رئيس الحكومة،
همت العديد من المجاالت أهمها المجال التشريعي والتنظيمي والمؤسساتي لتيسير ممارسة األعمال في المغرب وذلك
بتوفير قواعد تجذب المستثمرين الوطنيين و الدوليين .وبالتالي ،فقد ساهمت المبادرات واإلجراءات المتخذة في سياق
استراتيجية التدخل لهذه اللجنة منذ إنشائها بشكل كبير في تحسين جاذبية االقتصاد المغربي و قدرته التنافسية ،كما يتضح
من التقدم المستمر في ترتيب المغرب حسب مؤشر "ممارسة األعمال التجارية" الذي يصدره البنك الدولي.
إضافة إلى ذلك ،يتواصل إصالح النظام القضائي لتمكينه من االضطالع بدوره كامال في تعزيز الشفافية و ترسيخ
سيادة القانون .حيث تم إطالق العديد من األوراش لجعل اإلدارة العمومية أكثر تفاعال و فعالية ،ولتحسين جودة الخدمات
المقدمة للمواطنين و المقاوالت.
و على نفس المنوال ،يمثل اعتماد االستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد للفترة الممتدة بين 2016و 2025مرحلة هامة
من أجل تحسين حكامة الخدمات العمومية .كما توجه المغرب نحو إضفاء الطابع الجهوي على سياساته العمومية لضمان
تنمية جهوية متكاملة ومستدامة ،وذلك من خالل اعتماد الجهوية المتقدمة و وضع اآلليات الكفيلة بتفعيلها.
إن تعدد اإلصالحات المعتمدة والوضوح في خيارات السياسة االقتصادية الداخلية والخارجية للمغرب قد أتاح لبالدنا
التمتع بمصداقية كبيرة على المستوى الدولي .إن جودة القرض السيادي الذي تتمتع به المملكة لدى وكاالت التصنيف
الدولية وتزايد جذب استثمارات المجموعات الصناعية الكبرى كلها عوامل تجسد التقدم الذي أحرزه المغرب كجزء من
استراتيجية التنمية الشاملة.
ورغم التقدم الواضح الذي أحرزه المغرب فال ينبغي إغفال بعض التحديات الهامة التي يجب رفعها من أجل تأمين
مسار التنمية االقتصادية و االجتماعية للبالد و تأهيلها لالستفادة بشكل أفضل من اندماجها في النسيج االقتصادي العالمي.
و باإلضافة إلى تثمين الرأس المال البشري و االجتماعي ،فإن تحسين اشتغال المؤسسات و تقوية االستثمار العمومي
20
وتعزيز تماسك االستراتيجيات القطاعية تشكل خطوات أساسية من شأنها أن تؤهل المغرب للدخول بقوة في مصاف الدول
الصاعدة.
في الستينات ،كان الناتج المحلي اإلجمالي الفردي للبالد ( 944دوالر) مماثال للمغرب ( 815دوالر) و إندونيسيا
( 690دوالر) و لبلدان إفريقيا وآسيا االقل تقدما .وفي الوقت الراهن ضاعفت كوريا الجنوبية الناتج المحلي اإلجمالي
الفردي 27مرة ليصل إلى 25458دوالر سنة 2016لتقترب من مستوى بلدان االتحاد األوروبي ( 35787دوالر في
المتوسط ) مثل فرنسا ( 42013دوالر) وإسبانيا ( 31532دوالر) وهونغ كونغ ( 36725دوالر) والبلدان الغنية بالموارد
الطبيعية كاإلمارات العربية المتحدة ( 40864دوالر) و الكويت ( 35250دوالر).
أما على المستوى المؤسسي ،فقد تمكنت كوريا الجنوبية من تحسين موقعها على صعيد الحكامة بين 2009و 2016
ملتحقة بذلك بالمجموعة المرجعية المكونة من البلدان ذات المستويات العالية للحكامة .و الواقع أن هذا الرائد اآلسيوي
يصنف من بين البلدان التي يضمن فيها االشتغال السليم للمؤسسات من خالل تطبيق واحترام القواعد الرسمية والتي تتعلق
بشكل خاص بفعالية اشتغال اإلدارة العمومية والعدالة والتماسك و الحركية االجتماعية وأمن المعامالت و العقود.
وباإلضافة إلى ذلك ،فإن كوريا الجنوبية واحدة من الدول ذات الشعور القوي باالنتماء القومي (مثل الشيلي ،الصين،
إندونيسيا والبرازيل) والتي تضمن تغطية الخدمات العمومية لمجموع التراب الوطني و مستوى ضئيل للفساد والعمل غير
المهيكل وتوحيد المعلومات حول جودة السلع و الخدمات وفعالية إدارة الضرائب (تحتل نفس رتبة اليابان وتسبقها دول
االتحاد األوروبي والواليات المتحدة األمريكيةوأستراليا وكندا وسنغافورة ).
الرسم البياني :4تحسن المؤشرات المؤسساتية في كوريا الجنوبية و المغرب بين ( 2016-2009بالنقاط) مرتبة حسب األهمية
21
من خالل فحص النقط الممنوحة لكوريا الجنوبية على مستوى قاعدة بيانات المالمح المؤسساتية IPDلعامي 2009و
2016نستنتج التقدم الكبير لمرتبة كوريا الجنوبية ،بين هاتين السنتين ،على مستوى أغلب المؤشرات المؤسساتية (الرسم
البياني ) 4وذلك بفضل الجهود المبذولة لضمان :
حرية اشتغال األسواق المالية ) (C4والتي تتجلى في الحد من تدخل السلطات العمومية في السوق المصرفية
وخاصة فيما يتعلق بالسياسة االئتمانية؛
تشجيع القروض الصغرى ( )C 9المؤسساتية أو غير المهيكلة ؛
20
احترام قانون الشغل ) (D6بالموازاة مع فعالية عمل مفتشي الشغل وعدالة الشغل
تعزيز األمن العمومي الداخلي والنظام العام ومكافحة العنف ) (A2؛
توطيد العالقات مع العالم الخارجي ) (C8من خالل االنفتاح المتزايد للنظام المالي على الخارج.
االشتغال الفعال لإلدارات العمومية ) (A3من خالل ضمان شفافية الصفقات العمومية ودعم قدرة السلطات على
إقرار وتنفيذ إصالحات تهم الدستور والحقوق المدنية والسياسية والعدالة ؛
قدرة الدولة على صنع القرار والتنسيق في المجال العمومي وتضافر جهود الجهات الفاعلة) ،(A5مع ضمان
استقاللية قرار السلطة السياسية وتظافر جهود القطاعين العمومي والخاص وجعل التنمية والنمو من أولويات
صناع القرار السياسيين ونخب القطاع العمومي (الموظفون السامون ومديري المؤسسات العمومية) ؛
المساواة في المعاملة من قبل الدولة والحركية االجتماعية والتضامن المؤسساتي) ، (A9ال سيما
على مستوى قدرة السلطات العمومية على تنفيذ سياسة تعميرية مستدامة (السكن،البنى التحتية والتهيئة
والتخطيط) وكذا على مستوى أهمية جزء الساكنة التي يشملها التضامن المؤسساتي (المضمون من الدولة أو
مؤسسات القطاعين العمومي والخاص الذي يهم خصوصا المرض والبطالة واإلعاقة.
ويبين الرسم البياني 4أعاله تحسن تصنيف المغرب بين عامي 2009و 2016وتقاربه من تصنيف كوريا
الجنوبية ،ال سيما من حيث بعض المالمح المؤسساتية المتعلقة بالمؤشرات التالية:
ومن ناحية أخرى ،يجب على المغرب بذل جهود كبرى لتحقيق أداء يشبه أداء كوريا الجنوبية ،ال سيما فيما
يتعلق بتنسيق الجهات الفاعلة في السوق المالية) ، (C5حرية اشتغال سوق السلع والخدمات) (B4وسالمة
األشخاص والسلع) (A2و المساواة في المعاملة من قبل الدولة والحركية االجتماعية والتضامن المؤسساتي
) (A9واشتغال اإلدارات العمومية ومحاربة الفساد ). (A3
20عضو محكمة الشغل :عضو منتخب في محكمة ،تتألف من األجراء والمشغلين ،قادر على الحكم في النزاعات بين هذين الطرفين.
22
2.3.3ليتوانيا :استقرار وشفافية البيئة المؤسساتية
تعتبر ليتوانيا ،كواحدة من دول أوروبا الوسطى والشرقية ،اقتصادًا منفت ًحا يتميز عموما ببيئة مؤسساتية مستقرة وشفافة
وتحترم قواعد السوق .انضم هذا البلد إلى المنظمة العالمية للتجارة عام ،2001ثم أصبح عضوا في االتحاد األوروبي عام
2004وفي منطقة اليورو عام .2015
على المستوى االقتصادي ،سجلت ليتوانيا منذ ،2011انتعاشا قويا ومتسارعا القتصادها بعد األزمة المالية التي تعزى إلى
المرونة الكبيرة القتصادها ونسبة نموها التي تعد أحد أعلى نسب النمو بين الدول األوروبية .حيث لعبت اإلصالحات
المؤسساتية التي انخرط فيها هذا البلد دورا ً حاسما في هذا الصدد ،مما مكنها من احتالل المرتبة العشرين في تصنيف
"مؤشر سهولة ممارسة أنشطة األعمال" لعام 2015الذي يعده البنك الدولي .كما تم بذل الجهود لتعزيز تأطير المالية
والميزانية من خالل اعتماد االتفاق المالي والمشاركة في النظام األوروبي للمراقبة المالية .21
كبيرا بين 2009و 2016هم غالبية المؤشراتً وعلى مستوى قاعدة بيانات المالمح المؤسساتية ، IPDحققت ليتوانيا تقد ًما
التي تغطي القطاعات المؤسساتية األربعة ،حيث صنفت من بين الدول األوروبية التي تتميز بأنظمة حكامة قوية تضمن
تطبيق واحترام قواعد السوق ،ال سيما تلك المتعلقة بفعالية اشتغال اإلدارة العمومية والعدالة ،وكذا بالتماسك االجتماعي
والحركية االجتماعية وأمن المعامالت والعقود.
الرسم البياني :5تحسن المؤشرات المؤسساتية لليتوانيا والمغرب بين ( 2016 -2009بالنقاط) ،مرتبة حسب األهمية
الشيلي عضو في منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ،وينظر إليها على أنها نموذج للشفافية السياسية
و المالية .ويعتبر اقتصادها األكثر تطورا وواحدا من األكثر استقرارا في أمريكا الالتينية (يبلغ الناتج المحلي
اإلجمالي الفردي حسب تكافؤ القدرة الشرائية 23.500دوالر أمريكي ،وهو األعلى في منطقة أمريكا الالتينية
والكاريبي).
21دراسة اقتصادية لمنظمة التعاون االقتصادي والتنمية ،ليتوانيا (مارس )2016؛ ملخص.
23
ويتمتع هذا البلد بتصنيف إيجابي وف ًقا لقاعدة بيانات المالمح المؤسساتية يعادل تصنيف البلدان التي تضمن
حرية إنشاء واشتغال المنظمات السياسية ،واالنفتاح المالي 22وحرية اشتغال األسواق 23التي يضعف فيها تدخل
الدولة.
بييين عييامي 2009و ،2016تمكنييت الشيييلي ميين تحسييين تصيينيفها علييى مسييتوى المؤشييرات المؤسسيياتية المتعلقيية
عليى وجيه الخصيوص بحريية اشيتغال األسيواق الماليية) (C4وتنقيل األشيخاص والمعلوميات) (A8واشيتغال سيوق
السلع والخدمات ) (B4وأمن المعامالت والعقود على مستوى سوق الشغل ) (D6واالنفتاح المالي) (C8و تنسييق
الجهات الفاعلة والرؤية االستراتيجية على مستوى سوق الرساميل ) (C5وكذا على مستوى التكوين المهني ).(D5
الرسم البياني :6تحسن المؤشرات المؤسساتية للشيلي والمغرب بين ( 2016 -2009بالنقاط) ،مرتبة حسب األهمية
إن اإلصالحات المتعددة األبعاد التي اعتمدها المغرب على مدى العقدين الماضيين ودعمها اإلصالح الدستوري
الشامل لسنة ،2011مكنت البالد من إحراز تقدم كبير في هذا المجال وجعلت منها نموذجا يحتذى به في
24
منطقتها .ومهما كان هذا التطور مشجعا فال ينبغي إغفال عدد من التحديات المهمة التي يجب على المغرب
مواجهتها لتعبئة إمكانات تطوره المؤسساتي .إذ يجب اتخاذ تدابير صارمة ال سيما فيما يتعلق بتعميم تأهيل
اإلدارة العمومية ،و التنسيق الوثيق بين الجهات الفاعلة ،وتحسين شفافية المعلومات المتعلقة بجودة السلع
والخدمات ،وكذا تشجيع االبتكار ،وتعزيز أمن المعامالت والعقود.
وفي هذا الصدد ،فقد تمت اإلشارة إلى هذه التحديات في التقارير التي أعدتها بعض المؤسسات الدولية والوطنية
(البنك الدولي و منظمة التعاون االقتصادي والتنمية والمجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي .)...إن رفع هذه
التحديات سيكون حافزا لتوسيع اآلفاق التنموية للمغرب وسيؤهله الحتالل رتبة مالئمة بين األمم.
ينبغي على األقل اعتماد خمس رافعات تنموية ذات أولوية لتحقيق قفزة نوعية للتطور المؤسساتي بالمغرب وتحسين أدائه
االقتصادي وتحريره من "فخ البلدان ذات الدخل المتوسط ":
• إتمام بناء رأس المال المؤسساتي وترسيخ نتائجه :يفتح دستور 2011آفاقا واسعة أمام المغرب ويسمح له ببناء
مؤسسات قوية تشتغل وفق أفضل المعايير الدولية للفعالية والحكامة الجيدة .فباإلضافة إلى ضرورة التنزيل الكلي
على المدى القصير لجميع أحكام النص الدستوري ،فإن الدفع برأس المال المؤسساتي يعني العمل الجدي من
أجل تحسين فعالية الهيئات المسؤولة عن التنظيم االقتصادي ،لضمان االشتغال السليم لألسواق وفق ممارسات
الشفافية والمنافسة الشريفة .كما ينتظر مﻦ مﺆسﺴات الﻮساﻃة االجﺘﻤاعﻴة أن تبرهن على نفس الفعالية من أجل
االستجابة لمطالﺐ الﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ وضﻤان ﺤﻞ ﺴلﻤي للﻨﺰاعات االجﺘﻤاعﻴة.
• تسريع عملية تراكم رأس المال البشري :ينبغي تسريع بناء رأس مال بشري ذو جودة عالية من خالل اعتماد
جيل جديد من اإلصالحات تهم مختلف مكونات منظومة التعليم والتكوين وفق رؤية شمولية متوسطة وطويلة المدى،
وترتكز أساسا على قابلية التشغيل والتقيد بمبادئ المساواة بين الجنسين .كما أن تثمين رأس المال البشري يقتضي
ضرورة ضمان جودة صحية مالئمة لجعله رافعة حقيقية للنمو والتماسك االجتماعي.
• تعزيز تماسك البرامج العمومية والرؤى القطاعية :يجب اعتبار االنتقال السريع نحو مقاربات شاملة ومتسقة
لتصميم وتنفيذ السياسات العمومية أولوية قصوى للرفع من التأثير االقتصادي واالجتماعي لهذه السياسات .كما
أن استخدام آليات المراقبة والتقييم يجب أن يتم بشكل منهجي إلضفاء مزيد من الوضوح بخصوص تنفيذ البرامج
العمومية والسماح بإجراء التعديالت الالزمة في الوقت المناسب لضمان تحقيق األهداف المسطرة.
• تعزيز جهوية السياسات العمومية :تحقيقا لهذه الغاية ،يجب تسريع تنزيل الجهوية المتقدمة .فهذا الورش
الهام ،الذي سيسمح للجهات بتقرير مصيرها يظل رهينا بتوفر هذه الجهات على الموارد البشرية والمالية
المناسبة لتمكينها من تخطيط أفضل لتنميتها وتسليط الضوء على مؤهالتها الجوهرية والمساهمة في نهاية
المطاف في تعزيز الثروة الوطنية وتنويع مواردها.
• إرساء النظام اإلنتاجي الوطني وفقا الستراتيجية تحدي تنافسية جديدة :بغية كسب رهان التنافسية العالمية
وتوفير الظروف المناسبة لبروز قطاع خاص ذو مردودية عالية ،فعلى المغرب أن يجعل من االبتكار والتقدم
التكنولوجي المحددان الرئيسيان لمزاياه المقارنة .كما ينبغي على المغرب أن يسهر على أن تكون مجاالت البحث
العلمي والتطوير مرتبطة بشكل وثيق مع أولويات استراتيجيته الوطنية للتنمية الصناعية ،مع العمل على إنشاء
منظومة ابتكار مناسبة تتمتع بحكامة فعالة وموارد مالية كافية.
25
المراجع
1. BANQUE MONDIALE, « Vers une meilleure gouvernance au Moyen-Orient et en Afrique du
Nord, Améliorer l’inclusivité et la responsabilisation », rapport sur le développement de la Banque
Internationale pour la Reconstruction et le Développement, 2003 ;
4. CHAUFFOUR Jean-Pierre, “Le Maroc à l’horizon 2040 : Investir dans le capital immatériel pour
accélérer l’émergence économique », Banque Mondiale, 2017.
6. DOLLAR. D, KRAAY. A, “Institutions, Trade, and Growth: Revisiting the Evidence” The World
Bank, 2003.
8. HEC Paris, W. HAVAS Design+, ERNST & YOUNG, Cap, “Enquête Nation Good-will Observer”,
2012.
10. JHA. S & ZHUANG. J : « La gouvernance dans tous ses états », Finances & Développement, Juin
2014.
11. KAUFMANN. D & KRAAY. A, «Growth without Governance». The World Bank, July 2002.
13. KAUFMANN. D- Brookings Institution & Karaay. A, Matruzzi. M -World Bank, Global
Economy Developpement, « The WorldWide Governance Indicators » : Methodology and Analytical
Issues”, septembre 2010.
26
16. KHAN. M, “State failure in developing countries and strategies of institutional reform”, SOAS
working paper, University of London, 2004.
17. MEISEL Nicolas et OULD AOUDIA Jacques, “La bonne gouvernance est-elle une bonne stratégie
de développement ? ”, Document de travail de la DGTPE, n° 11, 2007.
18. MEISEL Nicolas et OULD AOUDIA Jacques, “Version 2009 de la base de données des profils
institutionnels par pays : Institutional Profiles Database 2009”, Trésor-Eco, n°72, 2010.
19. MILEVA. E, « Using Arellano - Bond Dynamic Panel GMM Estimators in Stata », Tutorial with
Examples using Stata 9.0, Economics Department, Fordham University.
20. NORTH. D. C, “Economic Performance through Time”, American Economic Review, 1994.
22. Oman. C & Arndt. C, « La mesure de la gouvernance », cahier de politique économique N°39,
centre de développement de l’OCDE, 2010.
23. RODRIK Dani, SUBRAMANIAN Arvind & TREBBI Francesco, “Institutions Rule : The Primacy
of Institutions over Geography and Integration in Economic Development”, NBER Working Paper,
n°9305, 2002.
25. RODRIK. Dani, “Economic structural change vital to successful development”, IMF Survey
Interview, 2013.
26. RODRIK. Dani, “The past, present, and future of economic growth”, Global Citizen Foundation,
working paper n°1, juin 2013.
27. SACHS. J.D, “Les institutions n’expliquent pas tout : Le rôle de la géographie et des ressources
naturelles dans le développement ne doit pas être sous-estimé”, 2003.
28. SENAT, « La Corée du Sud : richesse d’un pays développé, dynamisme d’un pays émergent »,
Rapport d’information n° 388, 2012.
29. THIEBAULT J.L, « Comment les pays émergents se sont-ils développés économiquement ? La
perspective de l’économie politique » Revue internationale de politique comparée 2011/3 (Vol. 18), p.
11-46.
27
الملحق :1مؤشرات قياس الحكامة
من بين أكثر األدوات واآلليات شيو ًعا لقياس الحكامة نجد :مؤشر مدركات الفساد الخاص بمنظمة الشفافية
الدولية ) ، (IPCقاعدة بيانات مناخ األعمال) ، (WBESالدليل الدولي للمخاطر القطرية) ، (ICRGمؤشرات
الحكامة العالمية ) (WGIالصادرة عن للبنك الدولي ،وقاعدة بيانات المؤسسات السياسية (قاعدة بيانات المالمح
المؤسساتية).
تبحث الدراسة العالمية حول بيئة األعمال ) (WBESمجموعة واسعة من التفاعالت بين المقاوالت و الدولة .وقد
تم تصميم هذه الدراسة لقياس عدة مجاالت :الفساد ،السلطة القضائية ،مجموعات الضغط ،مناخ االستثمار وجودة
بيئة األعمال .وتهدف الدراسة إلى تقييم ظروف نمو المقاوالت الخاصة وذلك بالتركيز على :السياسة االقتصادية
المحلية ،والحكامة ،والحواجز التنظيمية والمالية ،والمرتبطة بالبنية التحتية والخدمات المقدمة للمقاوالت .وتوفر
سا للمقارنات اإلقليمية لمناخ االستثمار وبيئة المقاوالت ،كما تسمح بمقارنة حدة القيود التي تؤثر الدراسة أسا ً
على المقاوالت حسب خصائصها ،كالحجم أو الملكية.
24منذ عام ،2008أدرج معهد البنك الدولي بعض مؤشرات قاعدة بيانات المالمح المؤسساتية (نسخة )2006في مؤشرات الحكامة العالمية،
) .(KAUFMANN, KRA AY et M ASTRUZZI, 2009حيث تمثل مؤشرات قاعدة بيانات المالمح المؤسساتية 7.2 ٪من مؤشرات الحكامة
العالمية بالنسبة للمصادر 33المختلفة المساهمة في تشكيلها.
28
القطاعات
-د- -ج- -ب- -أ-
والعالقات سوق الشغل سوق الرساميل سوق السلع والخدمات المؤسسات العمومية،
االجتماعية والمجتمع المدني
الحرية ،والتعددية النقابية والحريات -1المؤسسات السياسية الحقوق
الوظائف
العامة
األشخاص أمن -2األمن والنظام العام
والسلع
رصد خلق المقاولة اإلدارات الشفافية، -3اشتغال
واستقالل الفساد، العمومية
القضاء
القطاع نصيب التشغيل في نصيب القطاع نصيب اشتغال -4حرية
الخاص ،واالستقاللية القطاع العمومي ،وليونة الخاص، األسواق
سوق الشغل المهيكل عن البنك المركزي والخصخصة،
ومراقبة األسعار
التكوين المهني رأس مال المجازفة التكنولوجية الفاعلين ،قدرة الدولة على البيئة -5تنسيق
القرار ،للمقاوالت الرؤية االستراتيجية ،صنع
على والتنسيق واالبتكار
المستوى العمومي،
الضمانات ،احترام قانون الشغل أنظمة المعامالت أمن حقوق الملكية معلومات حول جودة -6أمن
وواجبات اإلعالم ووضعية السلع، والعقود والعقود
المقاوالت ،والملكية
الفكرية
المنافسة ،الحوار االجتماعي تقنين المنافسة، تقنين األسواق، -7تقنين
والقواعد االحترازية، وحكامة المقاولة والحوار االجتماعي
واإلشراف
تنقل العمال االنفتاح المالي األشخاص ،االنفتاح التجاري -8العالقات مع الخارج تنقل
والمعلومات
تجزئة السوق القروض الصغرى -9التماسك االجتماعي العدالة في التعامل،
والحركية والحركية االجتماعية
و االجتماعية،
التضامن
المصدر :مركز الدراسات االستطالعية والمعلومات الدولية ()CEPII
بيانات بيانات قاعدة بيانات قاعدة بيانات قاعدة بيانات قاعدة قاعدة
المالمح المالمح المالمح المالمح المالمح
المؤسساتية المؤسساتية المؤسساتية المؤسساتية المؤسساتية
2016 2012 2009 2006 2001
144 143 123 85 البلدان 51 عدد
المشمولة
320 330 367 238 238 25
عدد المتغيرات
127 130 133/93 26
96 96 عدد المؤشرات
المصدر :مركز الدراسات االستطالعية والمعلومات الدولية ()CEPII
25يتطابق عدد المتغيرات مع عدد األسئلة في الدراسة ثم يتم تجميع المتغيرات للحصول على المؤشرات .من المهم اإلشارة إلى أنه ال يمكن
.مقارنة المتغيرات والمؤشرات من نسخة إلى أخرى ألن استمارة األسئلة تغيرت من سنة إلى أخرى.
26تقترح نسخة 2009طريقتين لتجميع المتغيرات ،إحداهما تتميز ب 133مؤشرا واألخرى 93مؤشرا.
29
مؤشرات إجمالية تهم أكثر من 200دولة ،ويتم تطعيمها من 35مصدرا وتنتجها حوالي ثالثين منظمة منها
الدليل الدولي للمخاطر القطرية ( ،)ICRGومنظمة بيت الحرية ،وغيرها .وتتعلق هذه المؤشرات بالمجاالت
التالية:
•االستقرار السياسي وغياب العنف :يقيس هذا المؤشر احتمالية حدوث تغييرات عنيفة للنظام أو الحكومة،
وكذا احتمالية وجود تهديدات خطيرة تهدد النظام العام ،بما في ذلك اإلرهاب .فهو يجمع بين األسباب الداخلية
والخارجية لمخاطر انعدام االستقرار السياسي والصراعات بين مكونات المجتمع واإلضرابات والعنف
والجريمة في الشوارع وتهديدات اإلرهاب.
• رصد الفساد :يقيس هذا المؤشر استخدام امتيازات السلطة ألغراض شخصية وخاصة إثراء األفراد الذين
يتمتعون بالسلطة .ويغطي هذا المؤشر أبعاد الحكامة المتعلقة بسياسات الشفافية ومكافحة الفساد وثقة
الجمهور في نزاهة السياسيين وتردد أعمال الفساد واختالس المال العام بسبب الفساد.
•الصوت والمساءلة :عملية يتم بموجبها اختيار الحكومات ومراقبتها وتغييرها .ويغطي هذا المؤشر العديد
من األبعاد مثل :حقوق اإلنسان وحرية التعبير وتكوين الجمعيات ،وحرية الصحافة والمشاركة السياسية
للمواطنين وحرية االنتخابات والشفافية وتميز العمل الحكومي بالمساواة في المعاملة وفعالية الرقابة البرلمانية
على المؤسسات العمومية.
• دولة الحق والقانون :يتعلق هذا المؤشر بدرجة ثقة واحترام المواطنين والدولة للمؤسسات التي تحكم
تفاعالتهم .ويشمل هذا المؤشر حقوق الملكية ،ودرجة الثقة في المحاكم والشرطة ،ونزاهة النظام القضائي،
ومستوى حماية الملكية الفكرية ،وتردد التهرب الضريبي ،ودرجة أمن البضائع واألشخاص.
• فعالية الحكومة :يحدد هذا المؤشر مدى كفاءة البيروقراطية العمومية وجودة الخدمات العمومية .كما يهم
أيضا تقييم السياسات الرامية إلى تحسين فعالية القطاع العام من خالل التسيير المالي ،وقدرة الحكومة على
حل مشاكل التنمية ،وجودة البنية التحتية الالزمة لتنمية المقاوالت ،ودرجة تنفيذ القرارات ،وتماسك القيادة
السياسية.
• ﺠﻮدة الضوابط التنظيمية :يقيم هذا المؤشر المشاكل الﺘﻨﻈﻴﻤﻴة الﺘي تعﻴق اشتغال األﺴﻮاق ،ويقيس قﺪرة
السلطات العمومية على تﻄﻮيﺮ وتﻨفﻴﺬ ﺴﻴاسات ﺠﻴﺪة وضوابط تنظيمية تحفز تنمية القطاع الخاص .ويشمل
هذا المؤشر عدة عناصر منها اتساق تفسير القوانين واألنظمة ،وعيوب وتعقيد النظام الضريبي ،والممارسات
التنافسية غير النزيهة.
30
الملحق :2ترتيب الدول حسب المؤشر اإلجمالي للحكامة
الترتيب مؤشرات البلد الترتيب مؤشرات البلد الترتيب مؤشرات البلد
الحكامة الحكامة الحكامة
65 -0.76 أوغندا 33 0.37 ماليزيا 1 1.71 سويسرا
31
البلدان ذات الدخل المتوسط :جنوب إفريقيا ،الجزائر ،أنغوال ،األرجنتين ،بوليفيا ،البرازيل ،بلغاريا ،الكاميرون،
الصين ،كولومبيا ،الكونغو ،ساحل العاج ،دومينيكا ،اإلكوادور ،مصر ،الغابون ،غانا ،غواتيماال ،هندوراس،
هنغاريا ،الهند ،اندونيسيا ،األردن ،كازاخستان ،ماليزيا ،موريتانيا ،موريشيوس ،المكسيك ،المغرب ،نيكاراغوا،
نيجيريا ،باكستان ،بنما ،باراغواي ،بيرو ،الفلبين ،رومانيا ،روسيا ،السنغال ،السودان ،تايالند ،تونس ،تركيا،
وفيتنام فنزويال، أوروغواي، أوكرانيا،
البلدان ذات الدخل المنخفض :بنغالديش ،البنين ،بوركينا فاسو ،كمبوديا ،جمهورية أفريقيا الوسطى ،إثيوبيا،
تشاد. تنزانيا، النيجر، موزمبيق، مالي، مدغشقر، كينيا، هايتي، غينيا،
متغيرات النماذج:
: ICGالمؤشر المركب للحكامة : SB ،الميزانية : DP ،النفقات العامة : TINV،معدل االستثمار: TINF ،معيدل
لتضييخم :Touv،معييدل االنفتيياح : CDEMO ،النمييو السييكاني : LAT،خييط العييرض :IDE،االسييتثمارات األجنبي ية
المباشرة : SP،االستقرار السياسي : CC ،رصيد الفسياد : VR ،الصيوت والمسيؤولية : ED،دولية الحيق والقيانون،
: EGالفعالية الحكومية : QR ،جودة الضوابط التنظيمية.
أسلوب اللحظات المعممة في النظام 27 التأثيرات الثابتة الناتج الداخلي طريقة المربعات الصغرى العادية
GMM اإلجمالي الفردي MCO
النموذج 3النموذ النموذج النموذج 2 النموذج 1 النموذج النموذج النموذج
3 ج1 3 28 2 1
*0,539 *1,13 ***0,224 *** 0, ***0,667 ***0,861 ICG
0,014 -0,003 ***-0,003 ***0,033 ***0,039 SB
0,0003 ***-0,002 ***-0,002 **0,001 ***0,003 DP
-0,004 ***0,071 ***0,006 **-0,004 0,000 TINV
0,05 ***-0,017 ***-0,002 ***0,010 ***0,006 TINF
**-0,000 0,000 -0,000 TOUV
-0,116 ***0,000 ***-1,137 CDEMO
***0,014 LAT
0,000 0,000 -0,000 IDE
***-0,002 -0,001 VR
**-0,001 *0,002 SP
-0,000 ***0,038 EG
***0,008 *-0,005 ED
***8,957 9,33 ***9,27 ***8,97 ***9,19 ***9,15 ***7,84 ***9,12 ثابتة
0,015 0,044 Arellano-Bond
)test for AR(1
0,611 0,630 Arellano-Bond
)test for AR(2
0,368 0,339 Sargan test
0,676 0,923 Hansen test
*هام عند عتبة ** ،٪10هام عند عتبة *** ،٪5هام عند عتبة .٪1
32
نتائج البلدان ذات الدخل المنخفض
التأثيرات الثابتة طريقة المربعات الصغرى العادية
MCO
النموذج 2 النموذج 1 النموذج 2 النموذج 1
*0,118 ***0,133 ICG
0,001 *-0,009 SB
***-0,002 ***-0,002 ***-0,005 ***-0,005 DP
***0,007 0,004 *0,004 ***0,014 TINV
-0,013 0,021 TINF
-0,004 ***0,007 TOUV
***-0,061 ***0,956 CDEMO
0 ***-0,008 LAT
0,006 ***-0,028 IDE
-,001 ***-0,006 CC
-0,001 ***0,006 QR
*0,007 ***0,014 ED
*-0,004 ***-0,009 EG
***7,17 ***7,27 ***7,09 ***7,04 ثابتة
210 عدد المالحظات
14 عدد البلدان
*هام عند عتبة ** ،٪10هام عند عتبة *** ،٪5هام عند عتبة .٪1
33
نتائج البلدان ذات الدخل المرتفع
التأثيرات الثابتة طريقة المربعات الصغرى العادية
MCO
النموذج 3 النموذج 1 النموذج 1 النموذج 1النموذج 2النموذج 3
(تأثيرات عشوائية) (تأثيرات ثابتة) (تأثيرات عشوائية)
***0,194 ***0,181 ***0,068 ***0,138 ICG
**0,003 **0,002 ***0,026 ***0,031 SB
-0,000 ***0,001 ***0,000 ***0,002 ***0,031 ***0,003 DP
***0,007 ***0,008 0,014 ***0,010 TINV
-0,003 -0,004 ***-0,028 ***-0,062 TINF
***0,004 ***0,002 TOUV
-0,007 ***0,138 CDEMO
LAT
-0,000 **-0,001 IDE
***0,009 ***0,0011 QR
-0,002 ***0,014 EG
-0,000 -0,008 VR
***10,11 ***9,71 ***10,05 ***10,12 ***8,87 ***9,99 ثابتة
عدد المالحظات
عدد البلدان
*هام عند عتبة ** ،٪10هام عند عتبة *** ،٪5هام عند عتبة .٪1
34
المتغيرات التوضيحية للمحور الرأسي
35
36