You are on page 1of 37

‫أكاديمية الدراسات العليا‪-‬بنغازي‬

‫كلية االقتصاد والعلوم االدارية‬


‫قسم التمويل والمصارف‬

‫استخدام نموذج " ‪ " Altman‬في التنبؤ بتعثر المؤسسات المالية‬


‫" دراسة تطبيقية على شركات التأمين الليبية "‬

‫إعداد‪ :‬زكريا رمضان البرغثي‬

‫بكالوريوس تمويل ومصارف‪ /‬كلية االقتصاد‬


‫جامعة' بنغازي‬

‫إشراف‪ :‬د‪ .‬إبراهيم' مسعود الفرجاني‬

‫مقترح مقدم لغرض استكمال' متطلبات الحصول على درجة اإلجازة' العليا‬
‫(الماجستير)' في التمويل والمصارف‬

‫ربيع ‪2020‬‬

‫‪. 1‬المقـــــدمة‪:‬‬
‫تُعد المؤسس ات المالية حلقة وصل تجمع بين الم دخرين المنظم ات ال تي ل ديها ف ائض في‬

‫األم وال من جه ة‪ ،‬والمس تثمرين المنظم ات ال تي ل ديها عجز في األم وال من جهة أخ رى‪ ،‬وتوجد‬

‫عدة أنواع للمؤسسات المالية المحلية أهمها مؤسسات االدخار‪ ،‬حيث أنها تقبل مبالغ مالية كوديعة‬

‫‪0‬‬
‫زمنية من االفراد والمؤسسات إلقراضها للمستثمرين أو استثمارها بصورة مباشرة في مشاريع‬

‫تغلب عليها صفة الديمومة وطول الوقت‪ ،‬ثم تقوم بإعطائها للمودعين في تاريخ آخر‪ ،‬ومن أبرز‬

‫هذه المؤسسات شركات التأمين(الفرجاني‪.)2020،‬‬

‫حيث تعت بر ش ركات الت أمين من بين المؤسس ات المالية الهامة لما لها من أهمية اجتماعية‬

‫واقتص ادية‪ ،‬حيث أنها تختلف عن المؤسس ات األخ رى ألنها تم ارس دورا مزدوج ا‪ ،‬فهي مؤسسة‬

‫ت أمين تق دم خدمة تأمينية لمن يطلبها مقابل قسط معين وخالل ف ترة معين ة‪ ،‬كما أنها مؤسسة مالية‬

‫تحصل على األم وال من الم ؤمن لهم لتعيد اس تثمارها مقابل عائد معين‪ ،‬وه ذا ما يجعلها معرضة‬

‫لمخاطر الفشل المالي والذي يؤدي إلى اإلفالس (سعيدة‪ ،‬شنوف‪.)2018 ،‬‬

‫ولدعم النشاط االقتصادي ألي دولة فإن الشركات والهيئات المختلفة تجد في التأمين الدرع‬

‫الواقي والوسيلة الفعالة لحماية ممتلكاتها ورؤوس أموالها ضد المخاطر المتوقعة‬

‫وضمان استمرارها (طبايبية‪.)2011 ،‬‬

‫ونظ راً ألهمية ش ركات الت أمين في الحي اة االقتص ادية ك ان ال بد من االهتم ام بأدائها من خالل‬

‫التقييم الدوري لها وذلك عن طريق التحليل المالي للشركات‪ ،‬وذلك لما يوفره من معلومات حول‬

‫التأكد من ق درة الش ركة على االس تمرار في الوف اء بالتزاماتها وحماية حق وق حملة الوث ائق وع دم‬

‫اإلضرار بسوق التأمين واالقتصاد ككل‪( .‬زهور‪ ،‬نسيمة‪.)2015 ،‬‬

‫ف التنبؤ بفشل الش ركات من المواض يع ال تي القت اهتم ام الكث ير من الب احثين والدارس ين في‬

‫مي دان العل وم المالي ة‪ ،‬لكونه من أهم األدوات المس تخدمة في الكشف عن الوضع الم الي المتع ثر‬

‫للشركات‪ ،‬وقد بدأ االهتمام بهذا الموضوع منذ الثالثينات من القرن الماضي بصورة فردية‪ ،‬وزاد‬

‫االهتم ام بالموض وع وخصوص اً في الوالي ات المتح دة األمريكية إثر ح االت اإلفالس ال تي ح دثت‬

‫‪1‬‬
‫في ع دد من الش ركات األمريكي ة‪ ،‬ومن هنا ظه رت الكث ير من الدراس ات ال تي ق امت على إنش اء‬

‫نماذج لها ذات المقدرة العالية بالتنبؤ بالفشل المالي قبل وقوعه‪( .‬أبوشهاب‪.)2018 ،‬‬

‫المبكر للتع ثر‬


‫حيث تُعد نم اذج التنبؤ بالفشل الم الي من أهم األدوات المس تخدمة في الكشف ُ‬

‫خصوصاً أنها ُبنيت في األساس استناداً إلى مجموعة من النسب المالية المهمة‪.‬‬

‫واستخدام هذه النماذج من شأنه مساعدة الشركات على الكشف المبكر للتعثر المالي واتخاذ‬

‫اإلجراءات التصحيحية‪ ،‬واتباع سياسات مالية جديدة تُجنب الشركة الوقوع في اإلفالس مستقبالً‪،‬‬

‫وتُجنب االقتصاد المشكالت الناجمة عن إفالس هذه الشركات وهو ما شكل دافع اً كبيراً الستخدام‬

‫نماذج التنبؤ بالفشل المالي لشركات التأمين (قصيري‪ ،‬العمار‪.)2015 ،‬‬

‫‪ .2‬الدراسات السابقة‪:‬‬

‫نشط الباحثون في الواليات المتحدة منذ بداية الستينيات من القرن العشرين في إجراء‬

‫الدراسات الهادفة إلى تحديد المؤشرات التي يمكن االسترشاد بها في التنبؤ باحتماالت الفشل‬

‫والتعثر المالي‪ ،‬وذلك بتشجيع من ‪ AICPA‬وهو اختصار (المعهد األمريكي للمحاسبين‬

‫القانونيين ) (‪ ) American Institute of Certified Public Accountants‬وهو عبارة‬

‫عن تنظيم مهني للمحاسبين القانونيين في أمريكا وهيئة البورصات ‪ SEC‬وهو اختصار‬

‫( هيئة تبادل األوراق المالية ) (‪ )Securities and Exchange Commission‬وهى هيئة‬

‫حكومية مهمتها تنفيذ قوانين األوراق المالية‪ ،‬واإلشراف على تطبيق قانون تداولها وذلك في‬

‫المراجع الخارجي عن حوادث إفالس الشركات‬ ‫ِ‬


‫خضم الجدل الذي احتدم حول مدى مسؤولية ُ‬

‫التي أخذت تتزايد ُملحقة أضراراً كبيرة بالمساهمين والمقرضين وغيرهم ( مطر‪.) 2003 ،‬‬

‫وفيما يلي عرض لمجموعة من تلك الدراسات ُمرتبة حسب التسلسل التاريخي من األقدم إلى‬

‫األحدث‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫دراسة (‪:)Altman ،8196‬‬

‫أُجريت هذه الدراسة في الواليات المتحدة األمريكية والتي تُعد من أولى الدراسات التي‬

‫استخدمت التحليل التمييزي متعدد المتغيرات في التنبؤ بالفشل‪ ،‬حيث قام الباحث بدراسة على‬

‫عينة مكونة من ‪ 33‬شركة أفلست و‪ 33‬شركة أخرى غير ُمفلسة مماثلة للمفلسة من حيث نوع‬

‫الصناعة وحجم األصول‪ ،‬وذلك خالل الفترة من ‪ 1946‬إلى ‪ ،1965‬وحلل ‪ 22‬نسبة مالية‪،‬‬

‫وباستخدام التحليل التمييزي توصل الباحث إلى نموذج مكون من ‪ 5‬نسب مالية هي‪ :‬نسبة رأس‬

‫المال العامل إلى إجمالي األصول‪ ،‬نسبة األرباح المحتجزة إلى إجمالي األصول‪ ،‬نسبة دخل‬

‫التشغيل إلى إجمالي األصول‪ ،‬نسبة القيمة السوقية لحقوق الملكية إلى القيمة الدفترية إلجمالي‬

‫االلتزامات‪ ،‬نسبة المبيعات إلى إجمالي األصول‪ ،‬وبلغت دقة النموذج في التمييز ‪ %95‬و ‪%72‬‬

‫و ‪ %48‬و ‪ %41‬و ‪ %36‬للسنوات األولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة على التوالي‪.‬‬

‫دراسة (‪ :)Altman et al. , 1995‬نقال عن (‪)Paolone and Rangone, 2015‬‬

‫قام ألتمان وزمالئه بصياغة نموذج للشركات الصناعية وغير الصناعية في البلدان النامية من‬

‫ُم َي النموذج بنموذج ‪ EMS‬حيث متغيرات‬


‫خالل التطبيق على عينة من الشركات المكسيكية‪ ،‬وس ّ‬

‫النموذج هي نفسها الخاصة بالنموذج (‪ )Altman ،8196‬المنقح مع استبعاد المتغير الخامس)‬

‫إي رادات المبيع ات‪ /‬إجم الي األص ول (وبالت الي يتم تق ديم المع امالت الموزونة على النحو الت الي‬

‫‪:EMS=6.26x1+3.26x2+6.72x3+1.05x4+3.25‬‬

‫دراسة (البرعصي‪:)1998 ،‬‬

‫أُجريت هذه الدراسة في ليبيا‪ ،‬حيث قامت الباحثة بتطبيق نموذج (‪ )Altman 1968‬على‬

‫عينة مكونة من ‪ 7‬شركات عامة تمت تصفيتها و‪ 9‬شركات ال زالت مستمرة وذلك خالل الفترة‬

‫من ‪ 1980‬إلى ‪ ،1990‬باإلضافة إلى أن هذه الدراسة قد استهدفت كذلك تحديد ما إذا كان هناك‬

‫‪3‬‬
‫أسباب أخرى أدت إلى توقف الشركات التي شملتها عينة الدراسة بخالف العوامل التي تنعكس‬

‫في متغيرات النموذج المذكور‪ ،‬وقد توصلت الدراسة إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ ‬انخفاض قيمة محصلة النموذج المطبق بشكل عام على جميع الشركات التي شملتها عينة‬

‫الدراسة‪.‬‬

‫‪ ‬انخفاض درجة دقة التنبؤ للنموذج تعتبر مؤشراً على عدم مالءمته للبيئة الليبية‪.‬‬

‫كما تبين كذلك أن المصاعب التي واجهت مشروعات القطاع العام هي نتيجة لعوامل داخلية مثل‬

‫نقص كفاءة مديري تلك المشروعات‪ ،‬وعوامل خارجية أخرى ترجع إلى حالة االقتصاد الوطني‬

‫بشكل عام‪.‬‬

‫دراسة (انتصار‪:)2017 ،‬‬

‫أُجريت هذه الدراسة في الجزائر‪ ،‬وهدفت إلى معرفة مدى مالئمة نموذج التمان للتنبؤ بالتعثر‬

‫الم الي للمؤسس ات االقتص ادية الجزائري ة‪ ،‬وذلك اعتم اداً على عينة دراسة مكونة من ‪ 24‬مؤسسة‬

‫نصفها متعثر والنصف اآلخر غير متعثر‪ ،‬وقد تم استخدام نموذج التمان كونه أثبت جدارة كبيرة في‬

‫تص نيف المؤسس ات األمريكية في محاولة لمعرفة م دى مالئمة ه ذا النم وذج مع البيئة الجزائري ة‪،‬‬

‫وقد كانت النتائج مرضية والتي أظهرت مالئمة هذا النموذج للبيئة الجزائرية‪.‬‬

‫دراسة (الرفاعي‪:)2017 ،‬‬

‫أُج ريت ه ذه الدراسة في األردن‪ ،‬وه دفت إلى معرفة فيما إذا ك ان نم وذج التم ان لديه ق درة على‬

‫التنبؤ ب التعثر الم الي قبل ح دوث التع ثر بس نتين على األق ل‪ ،‬وتم إج راء االختب ار على الش ركات‬

‫المس تمرة وال تي تت وفر بياناتها المالي ة‪ ،‬خالل ف ترة الدراسة الممت دة ما بين ع ام (‪)2015-2011‬‬

‫وتمثلت عينة الدراسة ب(‪ )61‬ش ركة ص ناعة مدرجة في بورصة عم ان‪ ،‬وأظه رت نت ائج الدراسة‬

‫أن لنموذج (‪ )Altman ،1968‬القدرة على التنبؤ بتعثر الشركات خالل سنتين قبل حدوث التعثر‬

‫‪4‬‬
‫في الش ركات الص ناعية المدرجة في س وق بورصة عم ان‪ ،‬وكما أظه رت وج ود أثر ذو داللة‬

‫إحص ائية لمحتوي ات نم وذج التم ان المتمثلة بكل من (‪ )X1- X2- X3 & X4‬مجتمعة ومنف ردة‬

‫على األداء الفعلي المقاس بالعائد على السهم للشركات الصناعية المدرجة في بورصة عمان‪.‬‬

‫دراسة (عبد الستار والبريفكاني‪:)2017 ،‬‬

‫أُجريت هذه الدراسة في العراق‪ ،‬وهدفت إلى التعرف على مدى فاعلية نموذج التمان وقدرته على‬

‫التنبؤ ب التعثر الم الي للمص ارف العراقية االهلي ة‪ ،‬وتم إج راء االختب ار على عينة مق دارها (‪)19‬‬

‫مص رف ع راقي أهلي‪ ،‬وأظه رت نت ائج الدراسة أن نم وذج (‪ )Altman‬مالئم للتط بيق على‬

‫المصارف العراقية االهلية ليساعدها على التنبؤ بمستقبل المصارف سنوياً‪.‬‬

‫‪))Al-Manaseer and Al-Oshaibat, 2018‬‬

‫أُجريت هذه الدراسة في األردن‪ ،‬وهدفت إلى التعرف إلى قدرة نموذج التمان على التنبؤ بالتعثر‬

‫المالي لشركات قطاع التأمين المدرجة في بورصة عمان‪ ،‬خالل فترة الدراسة (‪)2016 -2011‬‬

‫وتوصلت الدراسة إلى أن نموذج التمان يتمتع بقدرة تنبؤية كبيرة في كشف التعثر المالي‪.‬‬

‫دراسة (معلم‪ ،‬طيار‪:)2019 ،‬‬

‫أُجريت هذه الدراسة في الجزائر‪ ،‬وهدفت إلى التعرف إلى قدرة نموذج التمان على التنبؤ‬

‫بالتعثر المالي لشركات قطاع التأمين في الجزائر‪ ،‬تم جمع بيانات الدراسة من القوائم المالية لـ‬

‫‪ 12‬شركة تأمين خالل فترة الدراسة (‪ )2015 -2013‬وتوصلت الدراسة إلى أن نصف‬

‫الشركات المكونة لعينة الدراسة متعثرة‪ ،‬وأن نموذج التمان قد أظهر قدرة تنبؤية كبيرة في كشف‬

‫هذا التعثر المالي‪.‬‬

‫(‪)Apoorva, Sneha and Namratha, 2019‬‬

‫‪5‬‬
‫أُج ريت ه ذه الدراسة في الهن د‪ ،‬وه دفت الى التحقق من كف اءة نم وذج ألتم ان في التنبؤ ب إفالس‬

‫الشركات الهندية قبل ثالث سنوات من وقوع الحدث‪ ،‬تم اختيار سبع شركات للتحقق من كفاءة ودقة‬

‫هذا النموذج‪.‬‬

‫توص لت الدراسة إلى أن نم وذج التم ان يمكنه توقع إفالس ه ذه الش ركات قبل ثالث س نوات من‬

‫وقوع الحدث‪.‬‬

‫مما سبق يمكن استخالص مدى أهمية النسب المالية في التنبؤ بتعثر المنشآت‪ ،‬وبالتالي أهمية‬

‫البيانات المالية في اتخاذ القرارات‪ ،‬هذه النتيجة تدعمها نتائج الدراسات السابقة‪.‬‬

‫‪ .3‬طبيعة مشكلة الدراسة وأبعادها‪:‬‬

‫تعاني أغلب الشركات في الوقت الحالي من مشاكل كثيرة‪ ،‬تتمثل في تعثرها مالياً وعدم‬

‫قدرتها على االستمرار في عملها‪ ،‬وقد يصل األمر بها إلى التصفية من دون وجود سابق إنذار‬

‫لتخطي ومواجهة مثل تلك الظروف في األجل القريب‪ ،‬ولتجنب مخاطر الخسائر المحتملة التي قد‬

‫تؤثر في مستقبل تلك الشركات والجهات المستفيدة منها‪ ،‬وانعكاسها على االقتصاد الوطني‬

‫(عليوي‪ ،‬نهود‪.)2015 ،‬‬

‫وفي ظل الظروف االقتصادية العالمية التي يمر بها العالم اآلن وما يترتب عليها من زيادة عدد‬

‫حاالت التعثر المالي واإلفالس في شركات التأمين‪ ،‬أصبح من األهمية بمكان وجود نظام أو إطار‬

‫للتحليل المالي يسمح بالتنبؤ باألزمات المالية التي تتعرض لها شركات التأمين والتي قد تؤدي إلى‬

‫تعثر الشركة أو إفالسها (ابوبكر‪.)2010 ،‬‬

‫ومع تزايد أهمية قط اع الت أمين في الحي اة االقتص ادية وتوجه ليبيا في الس نوات األخ يرة نحو‬

‫الخصخصة وتحرير قط اع الت أمين أم ام القط اع الخ اص‪ ،‬مما أدى إلى ظه ور العديد من ش ركات‬

‫‪6‬‬
‫الت أمين الخاص ة‪ ،‬ج اءت ه ذه الدراسة كمحاولة الس تخدام نم وذج كمي وهو نم وذج التم ان للتنبؤ‬

‫بالتعثر المالي لشركات قطاع التأمين في ليبيا‪.‬‬

‫بناءاً على ما تقدم فإن مشكلة الدراسة تتركز في ضرورة توفير نظام إنذار مبكر في الكشف‬

‫عن الحاالت التي من المحتمل أن تكون في طريقها إلى التعثر‪.‬‬

‫عليه فإن مشكلة الدراسة تتمثل في السؤال التالي‪:‬‬

‫هل يستطيع نموذج "‪ " Altman‬التنبؤ بتعثر شركات التأمين الليبية؟‬

‫‪ .4‬هدف الدراسة‪:‬‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى اختبار القدرة التنبؤية لنموذج من نماذج التنبؤ بتعثر الشركات وذلك‬

‫للكشف عن الص عوبات والمش اكل المالية ال تي من الممكن أن ت ؤدي إلى تع ثر الش ركات‪ ،‬ه ذا‬

‫النموذج هو نموذج "‪ " Altman‬المعدل‪.‬‬

‫‪ .5‬أهمية الدراسة‪:‬‬

‫تكمن أهمية هذه الدراسة في توفير أنظمة إنذار مبكرة ضد التعثر والفشل المالي لشركات‬

‫التأمين الليبية‪ ،‬وما لها من تأثير على االقتصاد الوطني وعلى قاعدة المتعاملين مع شركات‬

‫التأمين والمهتمين بوضع قطاع التأمين الذين يتضررون بتأثر هذا القطاع الحساس‪ ،‬باإلضافة‬

‫إلى وضع أسس يمكن االسترشاد بها لتوجيه البحث األكاديمـ ــي بما يعزز االستكشاف المبكر لهذه‬

‫الحاالت (العسر والفشل والتعثر) وما قد يترتب على ذلك من خفض التكاليف المتعلقة باإلفالس‬

‫ورفع الكفاءة على المستوى الكلي‪.‬‬

‫تجلت أهمية استخدام نموذج رياضي"‪ "Altman‬المعدل‪ ،‬بحيث يقوم‬


‫من هذا المنطلق ّ‬

‫باإلنذار المبكر عن هذا الخطر وهو تعثر شركات التأمين‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ .6‬فرضية الدراسة‪:‬‬
‫يستطيع نموذج "‪ " Altman‬التنبؤ بتعثر شركات التأمين الليبية‪.‬‬

‫‪ .7‬منهجية الدراسة‪:‬‬
‫س يتم االعتم اد في ه ذه الدراسة على المنهج الوص في التحليلي‪ ،‬وك ذلك س يتم االعتم اد على‬

‫البيانات الثانوية المتمثلة في النسب المالية المستمدة من ميزانيات شركات التأمين محل الدراسة‪.‬‬

‫‪ .8‬مجتمع وعينة الدراسة‪:‬‬


‫المدرجة بس وق األوراق المالية اللي بي‪ ،‬وه ذه‬
‫يتك ون مجتمع الدراسة من ش ركات الت أمين ُ‬

‫الشركات هي‪:‬‬

‫شركة ليبــيا للتـأمين‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪ -2‬شركة الصحارى للتأمين‪.‬‬

‫‪ -3‬شركة المتحـدة للتأمين‪.‬‬

‫‪ -4‬شركة القـافلة للتـأمين‪.‬‬

‫‪ -5‬شركة الثقــة للتـأمين‪.‬‬

‫صعب‬
‫ونتيجةً الستمرار حالة االنقسام وازدواجية السلطات بوجود حكومتين بالدولة الليبية‪ ،‬مما ّ‬

‫الحصول على القوائم المالية من جميع الشركات المدرجة بالسوق المالية‪ ،‬وكذلك لتوافر البيانات‬

‫عن هذه الشركات في الفترة المحددة من عام (‪ 2014‬إلى ‪ )2018‬وهذه الشركات هي‪:‬‬

‫‪ -1‬شركة لـيبيـا للتـأمين‪.‬‬

‫‪ -2‬شركة الصحارى للتأمين‪.‬‬

‫‪ -3‬شركة المتحـدة للتـأمين‪.‬‬

‫‪ .9‬طرق جمع البيانات‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫تمثلت بيانات الدراسة بالقوائم المالية المنشورة لشركات التأمين المذكورة سابقاً‪ ،‬والتي تم‬
‫التوصل إليها من خالل التقارير السنوية للشركات التي اشتملت عليها عينة الدراسة‪.‬‬

‫‪ .10‬محددات الدراسة‪:‬‬
‫تتمثل محددات الدراسة في اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬محددات مكانية‪ :‬وهي شركات التأمين المدرجة في سوق األوراق المالية الليبي‪.‬‬
‫‪ -‬محددات زمنية‪ :‬وتتمثل في البيانات المستمدة من القوائم المالية لشركات التأمين‬
‫المستهدفة خالل الفترة الزمنية من سنة ‪ 2014‬حتى ‪ 2018‬م‪.‬‬
‫كما سيتم استخدام نموذج ‪ Altman‬المعدل في تحقيق هدف الدراسة‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫الجانب النظري‬
‫‪9‬‬
‫‪ 1. 2‬نشأة التأمين‬

‫ُيعد التأمين ضرورة ملحة تحمي الفرد من الخسائر المادية الناشئة عن تحقق الحوادث‬
‫بأنواعها المختلفة‪ ،‬حيث يعتبر في مفهومه البسيط الحصول على األمان في مواجهة خطر‬
‫معين أو لتفادي نتائجه الضارة إن حدث‪ ،‬أو على أقل تقدير حصر هذا الخطر في أضيق نطاق‬
‫ممكن‪ ،‬ولكون التأمين أصبح ضرورة هامة لدى الشركات واألفراد‪ ،‬ويشكل حيزاً من األهمية‬
‫واالهتمام لديهم‪ ،‬لذا ينبغي التعرف على النشأة التاريخية لجذور التأمين وتطوره عبر الزمن‬
‫ووصوله إلى ما هو عليه اآلن‪ ،‬ونشأت فكرة التأمين بنشوء فكرة التعاون أو التضامن في تحمل‬
‫األخطار التي قد يتعرض لها األفراد أو الجماعات‪ ،‬وذلك بتوزيع الخسائر التي تلحق بالفرد‬
‫على الجماعة بالمشاركة فيما بينهم‪ ،‬وتطورت فكرة التأمين بتطور المجتمعات‪ ،‬فقد ورد في‬
‫التاريخ القديم أن في مجتمعات الحضارات القديمة كالحضارة الفرعونية في مصر في زمن‬
‫سيدنا يوسف عليه السالم عندما كان يقوم بتخزين القمح في سنوات الرخاء لمواجهة سنوات‬
‫القحط والجفاف (رمضان أبو السعود‪ ،‬أصول التأمين‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ص ‪.)3‬‬

‫ويذكر الفنجري (‪ )1978‬أن التأمين أول ما بدأ تعاونيا منذ قرون قبل الميالدي‪ ،‬حيث‬
‫تولته مجموعات يعرف بعضهم بعضاً وتجمعهم األخطار التي يتعرضون لها فيلتزم األعضاء‬

‫‪10‬‬
‫بتعويض من يلحقه الضرر منهم‪ ،‬ذلك من االشتراك الذي يؤديه كل عضو‪ ،‬والذي يزيد أو‬
‫ينقص حسب قيمة التعويضات‪ ،‬وقد يدفع العضو اشتراكه عند وقوع الخطر‪ ،‬بقدر نصيبه من‬
‫التعويض‪ ،‬أو يدفع مبلغاً معيناً في بداية السنة‪ ،‬ثم يتم حسابه في نهاية العام‪ ،‬فإما أن يزيد على‬
‫ما دفعه أو يسترد ما زاد‪(.‬إدارة الخطر والتأمين‪ ،‬محمد هاشم جبر ‪.)2012‬‬

‫ويعتبر القدماء المصريين أول من عرف التأمين‪ ،‬فالتاريخ المسجل على أوراق البردي‬
‫وعلى جدران معبد األقصر في صعيد مصر يثبت ذلك‪ ،‬حيث كوّن القدماء المصريين ما يسمى‬
‫بنظام جمعيات دفن الموتى منذ أكثر من سبعة االف سنة‪ ،‬وكان الدافع وراء تكوينها القيام بدفع‬
‫مصروفات التحنيط والدفن وبناء القبور لألعضاء الذين يتوفون وال يتركون المال الالزم‬
‫مبلغا كبيراً في ذلك الوقت (إدارة الخطر والتأمين‬
‫ً‬ ‫والكافي لهذه المصروفات والتي كانت تمثل‬
‫‪ /‬كتاب) ممدوح حمزة‪.‬‬

‫كما عرف الرومان أيضا نظام شبيه بهذا النظام‪ ،‬كانت تقوم بموجبه جمعيات الطوائف‬
‫المسماه‪ Collegia Tenuiorum‬بدفع نفقات الجنازة لمن يتوفى من أعضائها مقابل‬
‫الحرفية ُ‬
‫مبلغ معين يدفع كل شهر‪( .‬عبد الودود يحي‪ ،‬التأمين والحياة‪ ،‬مكتبة القاهرة الحديثة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬مصر‪ ،1964 ،‬ص ‪)6‬‬

‫وقد ذكر بن خلدون في مقدمته أن العرب قد مارسوا تأمينات الممتلكات بأكثر من صورة‪،‬‬
‫فكانوا يتفقون أثناء رحلتي الشتاء والصيف على المساهمة كل بنسبة ما حققه من أرباح أو‬
‫بنسبة رأس ماله لتعويض كل من َينفق له جمل أو تبور تجارته بسبب ُنفوق جمله‪.‬‬
‫(إدارةالخطر والتأمين ‪/‬ممدوح حمزة)‪.‬‬

‫والجدير بالذكر إلى أنه لم يتوصل الباحثون في تاريخ التأمين إلى معرفة زمان ومكان‬
‫بدايته وظهوره على وجه التحديد‪ ،‬ولكن إجماعهم منعقد على أن أقدم أنواع التأمين وأولها هو‬
‫التأمين البحري‪( .‬التأمين علما وعمال‪ /‬بديع أحمد السيفي)‪.‬‬

‫‪ 1.1.2‬ظهور التأمين البحري‬

‫‪11‬‬
‫يعتبر التأمين البحري من أقدم أنواع تأمينات الممتلكات حيث ظهر منذ أمد بعيد جداً‬
‫ويمكن القول بأن أصل التأمين البحري يرجع إلى عام ‪ 215‬قبل الميالد‪( .‬إدارة الخطر‬
‫والتأمين‪ ،‬ممدوح حمزة‪ ،‬ناهد عبد الحميد‪ 2003 ،‬القاهرة)‬

‫ويُرجع البعض نشوء التأمين إلى عام ‪ 916‬قبل الميالد حيث صدر في رودس أول‬
‫تشريع يبحث في الخسارة العامة ‪ General Average‬وهي الخسارة التي تنشأ على التضحية‬
‫التي يقوم بها ربان السفينة بإلقاء بعض البضائع في البحر بقصد السالمة العامة‪ ،‬ولذا يجري‬
‫توزيعها على جميع الشحنات بما فيها الشحنة المضحى بها والسفينة‪ ،‬حيث أن الجميع يستفيدون‬
‫من تحقق هذه السالمة‪.‬‬

‫ويقول األستاذ دي نورهوت أنه قد ورد في تلمود بابل في القرن السادس بعد الميالد‬
‫نص يفيد أن البابليين قد عرفوا كذلك التأمين البحري بمعناه التبادلي‪.‬‬

‫عرف في نهاية القرن الثاني عشر‪،‬‬


‫وأن التأمين كعملية تقوم على توزيع عبء الخطر ُ‬
‫سكنة المدن الشمالية في إيطاليا المعروفة باللومبارد ومنها‬
‫حيث مارسه جماعة اللومبارديين َ‬
‫فلورنسا وجنوى‪ ،‬حيث كانت المدن المذكورة مركزا للتجارة هاماُ ومن ثم للتأمين البحري‪ ،‬لقد‬
‫أمن على‬
‫مارس هؤالء أعمال التأمين في مدنهم كما مارسوها في فرنسا وكانوا أول من ّ‬
‫البضائع واستوفوا مقابل ذلك قسط التأمين‪.Premium‬‬

‫ومن بعد ذلك وفي القرنين الثالث عشر والرابع عشر نزح بعض اللومبارديين وهاجروا‬
‫من المدن الشمالية في إيطاليا (موطنهم األصلي) إلى انجلترا وأقاموا فيها ومارسوا أعمال‬
‫حيا خاصاً في لندن يعرف باسمه وال يزال شارعه يعرف باسم (شارع‬
‫التأمين‪ ،‬أنشأوا لهم ً‬
‫لومبارد)‪ ،‬لقد كانت إنجلترا من أولى البالد التي مارس فيها التجار أعمال التأمين البحري‬
‫والفضل في ذلك يرجع إلى التجار اللومبارديين المذكورين‪ ،‬بل إن هؤالء قد كانوا سبباً رئيسياً‬
‫من األسباب التي أعطت إنجلترا عراقتها في حقول التأمين بمختلف أنواعه‪.‬‬

‫وفي عام ‪ 1668‬تأسست أول شركة تأمين بحري في باريس أما في إنجلترا فلم تنشأ‬
‫شركات التأمين البحري إال في عام ‪ 1720‬وفي األعوام بين ‪ 1847‬و‪ 1867‬ظهرت شروط‬
‫التأمين البحري في همبورغ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫وحدث بارز في أعمال التأمين البحري حصل عام ‪ 1688‬حيث افتتح شخص يدعى‬
‫(ادوارد لويدز) مقهى في لندن قرب مرافئ السفن على نهر التايمز فكان التجار يجتمعون فيها‬
‫إلجراء معامالت التامين البحري وبشكل فردي حيث يكتتب كل منهم لحسابه وعلى مسئوليته‬
‫الخاصة‪ ،‬وبالنظر الزدياد الرواد المذكورين فقد تطورت المقهى فصارت أشبه ما تكون‬
‫بالنادي ثم سوقاً للتأمين‪ ،‬ومع مرور السنين أصبحت أهم سوق في العالم للتأمين على السفن‬
‫والطائرات والبضائع وكافة أنواع التأمين االخرى‪.‬‬

‫وفي عام ‪ 1906‬شرع قانون التأمين البحري المعروف بقانون التأمين البحري‬
‫اإلنجليزي لعام ‪ 1906‬ووضع موضع التنفيذ اعتباراً من اليوم األول من كانون الثاني عام‬
‫‪ 1907‬ويتضمن ‪ 94‬مادة ال تزال المرجع الرئيسي في التأمين البحري‪(.‬التأمين علما وعمال‪،‬‬
‫بديع أحمد السيفي‪ 1972 ،‬بغداد)‬

‫‪ 2.1.2‬ظهور التأمين على الحرائق‬

‫يصف مؤرخوا التأمين عام ‪1666‬م بالعام الحاسم في نشأة التأمين‪ ،‬حيث وقع في هذا‬
‫العام حريق هائل في لندن التهم حوالي ‪ %85‬من مبانيها‪ ،‬وأصيب الناس جراءه بذعر وهلع‬
‫شديدين‪ ،‬دفع بهم إلى البحث العاجل عن وسائل تجنبهم مثل هذه الكوارث المدمرة في المستقبل‪،‬‬
‫فكانت الفرصة النادرة أمام محترفي التجارة‪ ،‬وخاصة من جماعة اللمبارد اليهود الذين كانوا قد‬
‫نزحوا من إيطاليا بسبب الحروب والغزوات‪ ،‬واتخذوا لندن مستقراً لهم‪ ،‬فقد انتهزوا هذا‬
‫الوضع المضطرب وما تولّد عنه من فزع وخوف في المجتمع‪ ،‬واستغلوا االثار النفسية التي‬
‫لتقبل أي فكرة تقدم إليهم يجيدون فيها‬
‫تركها الحادث لدى الناس‪ ،‬كما استغلوا استعدادهم ّ‬
‫بصيصاً من أمل يخلّصهم مما هم فيه من رعب وتخوفات نحو المستقبل المجهول‪ ،‬فقاموا‬
‫بالدعوة إلى تأمين جديد هو التأمين ضد الحريق‪ ،‬وبه فتحت األبواب من أوسع مصاريعها‬
‫للتأمين البري بأنواعه المتعددة‪.‬‬

‫وخالل القرن الثامن عشر الميالدي انتشر هذا النوع من التأمين في أنحاء أوروبا كاملة‪،‬‬
‫وكذلك الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬ومع التطور الصناعي الذي حدث في القرن التاسع عشر‬
‫الميالدي الذي انتشرت فيه اآلالت الميكانيكية والمعامل والمختبرات والمصانع أحدث نوع‬
‫جديد من التأمين هو ما يسمى بالتأمين ضد المسئولية‪ ،‬وذلك مثل التأمين ضد حوادث المصانع‬

‫‪13‬‬
‫والمختبرات العلمية والسيارات‪( .‬سليمان بن إبراهيم بن ثنيان‪ ،‬التأمين وأحكامه‪ ،1993 ،‬ص‬
‫‪)45-44‬‬

‫‪ 3.1.2‬ظهور التأمين على الحياة‬

‫تأخر ظهور التأمين على الحياة حتى القرن التاسع عشر‪ ،‬وعلى الرغم من أهميته فقد‬
‫واجه صعوبات في االنتشار منها ما يتعلق بسوء األحوال الصحية‪ ،‬ومنها ما يتعلق بأسباب‬
‫دينية واجتماعية‪ ،‬ومنها في األكثر بسبب عدم توفر معلومات إحصائية عن الوفيات (يوسف‬
‫حجيم الطائي‪ ،‬ستان كاظم الموسوي‪، ،‬إدارة التأمين والمخاطر‪ ،2011،‬دار اليازوري العلمية‬
‫للنشر والتوزيع)ص‪34‬‬

‫فقد ظهر في بادئ األمر مقترناً بالتأمين البحري من خالل التأمين على ربان السفينة‬
‫وكان لمدة قصيرة ال تتجاوز سنة‪ ،‬نظرا لعدم توافر األدوات العلمية الالزمة لعقد التأمين‬
‫لفترات طويلة‪( .‬إدارة الخطر والتأمين‪ ،‬ممدوح حمزة احمد‪ ،‬ناهد عبد الحميد‪ ،‬كلية التجارة‪،‬‬
‫جامعة القاهرة‪ )2003 ،‬ص ‪240‬‬

‫وتَعد أول وثيقة للتأمين على الحياة هي الوثيقة التي صدرت في بريطانيا عام ‪ 1583‬م‬
‫على حياة شخص يدعى وليم جيبونز بمبلغ ‪ 383‬جنيها استرلينياً لصالح أحد المحامين ولمدة‬
‫سنة‪ ،‬وقد توفي هذا الشخص خالل السنة وتَال ذلك ظهور جدول للوفيات في عام ‪ 1693‬م ثم‬
‫صدر أول تشريع في إنجلترا عام ‪ 1774‬م لينظم عمليات التأمين على الحياة‪( .‬إدارة الخطر‬
‫والتأمين‪ ،‬ممدوح حمزة احمد‪ ،‬ناهد عبد الحميد‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة القاهرة‪ )2003 ،‬ص‬
‫‪.240‬‬

‫حيث في عام ‪ُ 1859‬أسّس صندوق ضمان على حياة القسس في فيالدلفيا‪ ،‬وكان هذا‬
‫الصندوق يقدم دفعات دورية إلى ورثة القسيس بعد وفاته‪ ،‬وقبل نهاية القرن الثامن عشر كانت‬
‫قد تأسست ثالثون شركة للتأمين منها خمس لتعاطي أعمال التأمين على الحياة (التأمين علما‬
‫وعمال‪ ،‬بديع أحمد السيفي‪ 1972 ،‬بغداد)ص ‪13‬‬

‫وهناك بعض جمعيات التأمين في انجلترا حوالي عام ‪ 1860‬التي مارست (إلى جانب‬
‫وبرزت في انجلترا في هذا المجال‬
‫أعمالها) بعض أشكال من التأمين على الحياة على األخص‪َ ،‬‬
‫‪14‬‬
‫شركة (نورج يونيون) التي تعتبر كبرى شركات التأمين اإلنجليزية التي مازالت تمارس أعمال‬
‫التأمين كافة حتى االن‪ ،‬إال أن التأمين على الحياة ما لبث أن انتشر بفضل خبراء الرياضيات‬
‫في مجال التأمين على الحياة ووضعها جداول الوفيات على أسس رياضية علمية‪ .‬كما وظهر‬
‫التأمين على الحياة في وقت الحق في بعض الدول األوروبية وفي فرنسا على األخص التي‬
‫سجلت فيها أول شركة للتأمين على الحياة عام ‪ 1787‬ولكنها لم تدم طويالً‪ ،‬وفي أمريكا كان‬
‫ظهور التأمين على الحياة الحقاً لظهوره في أوروبا (يوسف حجيم الطائي‪ ،‬ستان كاظم‬
‫الموسوي‪ ،‬إدارة التأمين والمخاطر‪ ،2011،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع) ص‪34‬‬

‫ومع ذلك ففي النصف الثاني من القرن التاسع عشر بدأ هذا النوع من التأمين في االنتشار‪،‬‬
‫وإ ن كان قد سبق تطبيقه قبل ذلك التاريخ في كل من بريطانيا والواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬
‫(التأمين أنواعه المعاصرة‪ ،‬أبي الفضل هاني الحديدي المالكي‪ ،‬سوريا دمشق‪)2009 ،‬‬

‫ُيجمع خبراء االجتماع واالقتصاد بأنه ليس شيء في هذا العصر له األثر البالغ في حياة‬
‫اإلنسان الغربي كما التأمين‪ ،‬فقد أرجفت اآللة والتكنولوجيا بهذا اإلنسان حتى أصبح يخاف كل‬
‫شيء من حوله‪ ،‬وال يهدأ وال يطمئن له بال‪ ،‬حتى يؤمن على كل شيء في حياته‪ ،‬حتى على‬
‫أعضاء جسمه ومنافعه‪ ،‬والحق أنه ليست اآللة وحدها التي أرجفت به‪ ،‬و إنما كان لشركات‬
‫التأمين دور عظيم في هذا المجال فقد صورت له المستقبل والناس من حوله وكأنهم أشباح‬
‫ووحوش مترصدة لالنقضاض عليه‪ ،‬وأنه ليس له ملجأ إال التأمين‪ ،‬الذي َبسطوه ويسروه‬
‫وجملوه وعرضوه له بصورة المنقذ الوحيد‪ ،‬فانقاد لتأمين كل شيء‪ ،‬وإ نه ال ُيتصور شيء البتة‬
‫في جوانب حياة الغربيين دون أن يرتبط بالتأمين‪ ،‬تافها كان ذلك الشيء أو خطيراً‪ ،‬صغيراً أو‬
‫عاما‪ ،‬للفرد أو الجماعة أو الدولة‪ ،‬فالصناعة بمصانعها وآالتها ورجالها‬
‫كبيراً‪ ،‬خاصاً أو ً‬
‫وتسويقها‪ ،‬والعمارات ببنائها ومحتوياتها‪ ،‬والمواصالت بطيرانها وقطاراتها وسفنها وسياراتها‬
‫وهواتفها وسائر وسائلها‪ ،‬والكهرباء بمولداتها وتمديداتها وخزاناتها و‪.........‬و‪ .........‬إلى‬
‫غير ذلك مما ال ُيحصر‪ ،‬كله مؤمن عليه والبد‪ ،‬بتأمين واحد أو بعدة تأمينات‪ ،‬بين إجبارية‬
‫واختيارية‪ ،‬وحتى أصبح بحق هذا العصر يدعى عصر التأمين عند الغربيين( التأمين و‬
‫احكامه‪ ،‬سليمان بن إبراهيم بن ثنيان )‬

‫‪ 4.1.2‬ظهور التأمين في ليبيا‬

‫‪15‬‬
‫بوصفها من دول العالم الثالث‪ ،‬فقد َبرز التأمين في الدول العربية بوضع مشابه لذلك‬
‫الجزء من العالم‪ ،‬ففي النصف الثاني من القرن التاسع عشر نشأ التأمين ببداية خجولة على هيئة‬
‫توكيالت وفروع لشركات التأمين األجنبية‪ ،‬التي تم تأسيسها بهدف حماية رؤوس أموال و‬
‫ممتلكات أفراد الجاليات األجنبية التي تم استثمارها في الدول العربية‪ ،‬وفي مصر وتحديدا في‬
‫أوائل القرن العشرين ظهرت نواة شركات التأمين في العالم العربي متمثلة بشركة التأمين‬
‫االهلية المصرية عام ‪1900‬م‪ ،‬وتالها نشوء عدد من الشركات الوطنية في الدول العربية‪،‬‬
‫ومن ثم تعزيز األواصر والروابط بين هيئات وأسواق التأمين وإ عادة التأمين العربية‪ ،‬والعمل‬
‫على تقوية خيوط التكافل فيما بينها‪ ،‬وبالتالي إيجاد نوع من التناغم بين مختلف أنشطة التأمين‪،‬‬
‫ومن ثم تطوير صناعة التأمين العربية وتنميتها‪ ،‬فبرز نتيجة لذلك االتحاد العام العربي للتأمين‬
‫ليدخل تحت مظلته أعضاء من شركات التأمين التي تعمل في الدول العربية‪ ،‬وبلغ عدد أعضاء‬
‫االتحاد في عام ‪2010‬م ‪ 285‬عضواً‪ ،‬بينما تراوحت شركات التأمين وإ عادة التأمين ما يقارب‬
‫( ماهر الحسين‪ ،‬إدارة الخطر و التأمين ‪،‬‬ ‫‪ 400‬شركة تعمل في أسواق التأمين العربية‬
‫مجلة التأمين العربي المجلد ‪ 112‬العدد‪ ،2012 ، 1‬ص ‪) 37‬‬

‫أما في ليبيا فقد ظهر التأمين في أيام الحكم العثماني حيث كانت ليبيا خاضعة للقوانين‬
‫ّ‬
‫والقواعد التي يفرضها الحكم ومن بينها قوانين التأمين‪ ،‬وكانت بدايته من خالل التأمين البحري‬
‫حيث طُّبق قانون التأمين البحري العثماني كجزء من المدونة البحرية الصادرة في عام ‪.1849‬‬

‫وفي عام ‪ 1911‬نتيجة لالستعمار االيطالي خضعت ليبيا لقوانينهم وفتحت شركات التأمين‬
‫االيطالية فروعاً ووكاالت لها في ليبيا وكانت تخضع مباشرةً أو ضمنياً إلى القوانين االيطالية‪.‬‬

‫في عام ‪ 1934‬صدر قانون رقم (‪ )2011‬والذي ينص على وجوب تطبيق القوانين المدنية‬
‫صراحة على االراضي والمجتمع الليبي‪ ،‬مما أدى إلى خضوع‬
‫ً‬ ‫والتجارية والعقوبات االيطالية‬
‫التأمين إلى تلك القوانين‪ ،‬واستمر الوضع في السوق المحلي الليبي على ما هو عليه حتى‬
‫الخمسينيات‪.‬‬

‫أما في بداية الستينيات بدأت الشركات الوطنية تزاول أعمال التأمين في ليبيا‪ ،‬وتأسست‬
‫شركة ليبيا للتأمين عام ‪ 1964‬برأس مال قدره (‪ )100‬ألف دينار ليبي‪ ،‬باإلضافة الى وجود‬
‫فروع ومكاتب لشركات أجنبية تمارس نشاط التأمين وكان عددها (‪ )24‬وكالة وفرع‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫وفي عام ‪ 1967‬تأسست شركة الصحارى للتأمين ومن َثم شركة المختار للتأمين عام‬
‫‪ ،1968‬وفي ‪ 1969‬تأسست شركة شمال افريقيا للتأمين‪.‬‬

‫أما في عام ‪ 1970‬صدر قانون رقم (‪ )131‬اإلشراف والرقابة على شركات التأمين والذي‬
‫نظّم عمليات التأمين في ليبيا بشكل يخدم االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫وفي عام ‪ 1971‬صدر قانون التأمين االجباري والذي ضمن تغطية تأمينية لجميع المواطنين‬
‫الذين قد يتعرضون إلصابات جسمانية أو وفاة نتيجة لحوادث المركبات‪ ،‬وفي نفس العام صدر‬
‫قانون تأميم شركات التأمين وكان له دور فاعل في دعم قطاع التأمين في ليبيا‪ ،‬وعليه تم إحالل‬
‫شركات التأمين الليبية محل الشركات االجنبية‪.‬‬

‫مع بداية الثمانينات أصبحت شركة ليبيا للتأمين وعلى مدى ما يقارب عقدين من الزمن هي‬
‫الشركة الوحيدة التي تمارس نشاط التأمين في ليبيا والحرص على مواكبة وتوفير كل ما هو‬
‫جديد ومتطور من أغطية الحماية والبرامج التأمينية لتلبية مختلف احتياجات المؤسسات‬
‫واالفراد ضد المخاطر التي يتعرضون لها‪.‬‬

‫في اواخر التسعينات تم السماح للقطاع الخاص بتأسيس شركات تأمين وظهرت عدة شركات‬
‫تمارس نشاط التأمين‪.‬‬

‫في عام ‪ 2005‬صدر القانون رقم (‪ )3‬عن مؤتمر الشعب العام سابقا بشأن اإلشراف‬
‫والرقابة على نشاط التأمين‪ ،‬حيث تضمن القانون واحد وسبعون مادة تبين أنواع التأمين في‬
‫ليبيا‪ ،‬كما وأنه قانون منظم لعمل شركات التأمين العاملة في سوق التأمين الليبي والذي بموجبه‬
‫تمت المراقبة على شركات التأمين عن طريق امانة االقتصاد (متمثلة في هيئة االشراف‬
‫والرقابة على التأمين)‪ ،‬مما زاد من مشاركة القطاع الخاص‪( .‬سيد‪ ،‬التأمين المبادئ واألسس‬
‫والنظريات ‪ )2015‬ص ‪.29‬‬

‫حاليا تمارس العديد من شركات التأمين الليبية أعمالها في مجال التأمين غير أن الشركات‬
‫المسجلة في اإلتحاد العام العربي للتأمين ‪ GAIF‬حسب تاريخ تأسيسها من االقدم فاألحدث كما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬شركة ليبيا للتأمين تأسست سنة ‪ 1964‬م برأس مال مدفوع قدره ‪70,000.000‬‬
‫دينار ليبي وتتخذ من العاصمة طرابلس مقرا رئيسيا لها‪.‬‬
‫‪ -‬الشركة المتحدة للتأمين تأسست سنة ‪ 1997‬م ورأس مالها المدفوع‬
‫‪ 20,000,000.000‬دينار ليبي ومقرها الرئيسي مدينة طرابلس‪.‬‬
‫‪ -‬الشركة األفريقية للتأمين وتأسست سنة ‪ 2004‬م برأس مال قدره‬
‫‪ 10,000,000.000‬دينار ليبي وتتخذ من مدينة طرابلس مقرا لها‪.‬‬
‫‪ -‬شركة الصحارى للتأمين تأسست سنة ‪ 2004‬م ورأس مالها المدفوع‬
‫‪ 15,000,000.000‬دينار ليبي ومقرها الرئيسي مدينة طرابلس‪.‬‬
‫‪ -‬شركة الثقة للتأمين وتأسست في سنة ‪ 2006‬م برأس مال مدفوع قدره‬
‫‪ 10,000,000.000‬دينار ليبي ومقرها الرئيسي في مدينة طرابلس‪.‬‬
‫‪ -‬شركة التكافل للتأمين وتأسست عام ‪ 2007‬م ورأس مالها المدفوع‬
‫‪ 6,384,000.000‬دينار ليبي ومقرها الرئيسي مدينة طرابلس‪.‬‬
‫‪ -‬شركة القافلة للتأمين وتأسست سنة ‪2009‬م برأس مال مدفوع قيمته‬
‫‪ 20,000,000.000‬دينار ليبي ومقرها الرئيسي مدينة طرابلس‪.‬‬
‫‪ -‬شركة االتحادية للتأمين تأسست سنة ‪ 2010‬م ورأس مالها المدفوع قدره‬
‫‪ 10,000,000.000‬دينار ليبي ومقرها الرئيسي في مدينة مصراته‪.‬‬
‫‪ -‬شركة المختار للتأمين وتأسست في سنة ‪ 2010‬م برأس مال مدفوع‬
‫‪ 10,000,000.000‬دينار ليبي ومقرها الرئيسي في مدينة طرابلس‪.‬‬
‫‪ -‬شركة تيبستي للتأمين وتاريخ تأسيسها ‪ 2011‬م برأس مال مدفوع قدره‬
‫‪ 3,000,000.000‬دينار ليبي وتتخذ من مدينة طرابلس مقرا لها‪.‬‬
‫‪ -‬شركة العالمية للتأمين وتأسست سنة ‪ 2011‬م برأس مال مدفوع ‪3,000,000.000‬‬
‫دينار ليبي ومقرها الرئيسي مدينة طرابلس‪.‬‬
‫‪ -‬شركة الشرق األوسط للتأمين تأسست في سنة ‪2014‬م برأس مال مدفوع قيمته‬
‫‪ 10,000,000.000‬دينار ليبي ومقرها الرئيسي في مدينة طرابلس‪.‬‬
‫‪ -‬شركة ميثاق للتأمين والتأمين التكافلي وتأسست في سنة ‪ 2015‬م برأس مال مدفوع‬
‫قيمته ‪ 3,000,000.000‬دينار ليبي ومقرها الرئيسي بمدينة بنغازي‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬المجموعة الدولية للتأمين تاريخ تأسيسها ‪ 2015‬م ورأس مالها المدفوع‬
‫‪ 3,000,000.000‬دينار ليبي ومقرها الرئيسي في مدينة طرابلس‪.‬‬
‫‪ -‬شركة أمانة للتأمين وتاريخ تأسيسها ‪ 2015‬م برأس مال مدفوع قيمته‬
‫‪ 3,000,000.000‬دينار ليبي وتتخذ من مدينة طرابلس مقرا لها‪.‬‬
‫‪ -‬شركة األوائل للتأمين وتأسست في سنة ‪ 2016‬م برأس مالها المدفوع‬
‫‪ 3,000,000.000‬دينار ليبي ومقرها الرئيسي في مدينة بنغازي‪.‬‬
‫‪ -‬الشركة الليبية التضامنية للتأمين وتأسست سنة ‪2017‬م ورأس مالها المدفوع‬
‫‪ 3,000,000.000‬دينار ليبي ومقرها الرئيسي في مدينة بنغازي‪.‬‬
‫‪ -‬شركة المتوسطية الليبية للتأمين تأسست سنة ‪ 2018‬م ورأس مالها المدفوع‬
‫‪ 20,000,000.000‬دينار ليبي ومقرها الرئيسي مدينة بنغازي‪.‬‬
‫‪ -‬شركة السبق للتأمين وتأسست سنة ‪ 2018‬م برأس مال مدفوع قدره‬
‫‪ 3,000,000.000‬دينار ليبي ومقرها الرئيسي مدينة طرابلس‪(. .‬قائمة االتحاد‬
‫العربي للتأمين " انترنت" ) ‪.‬‬

‫‪ 1.4.1.2‬نظرة عامة عن تشريع التأمين في ليبيا‬


‫أوال‪ :‬القانون المدني الليبي‬
‫نص القانون الليبي بشكل مفصل عن التأمين واألحكام المتعلقة به في عدة مواد نختصرها‬
‫في االتي‪:‬‬
‫عرف عقد التأمين بأنه عقد يلتزم المؤمن بمقتضاه أن يؤدي إلى المؤمن له أو إلى‬
‫حيث َ‬
‫المستفيد الذي اشترط التأمين لصالحه مبلغاً من المال أو إيراداً (مرتبا) أو أي عوض مالي آخر‬
‫في حالة وقوع الحادث أو تحقق الخطر المبين بالعقد‪ ،‬ثم ارجع القانون األحكام المتعلقة بعقد‬
‫التأمين وتنظيمها إلى القوانين الخاصة‪.‬‬
‫ثم بين القانون الشروط الباطلة في وثيقة التأمين وحصرها في خمسة شروط‪ ،‬وأن المؤمن‬
‫ال يلتزم في تعويض المؤمن له إال عن الضرر الناتج عن الخطر المؤمن شريطة أال يجاوز‬
‫ذلك قيمة التأمين‪.‬‬
‫وفيما يخص المدة المحددة لسقوط الدعاوى الناشئة عن عقد التأمين بالتقادم فقد حددها‬
‫القانون المذكور بثالث سنوات مع بعض االستثناءات‪ ،‬كما الزم القانون العمل به وبطالن كل‬

‫‪19‬‬
‫اتفاق يخالف احكامه‪ ،‬أما بخصوص أنواع التأمين فقد بينها القانون المدني الليبي في نوعين‬
‫رئيسيين هما التأمين على الحياة والتأمين ضد األضرار‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بالتأمين على الحياة والخاصة باستحقاق التأمين أن المؤمن يلتزم بدفع المبلغ‬
‫إلى المؤمن له أو إلى المستفيد عند وقوع الحادث المؤمن منه أو حلول االجل المنصوص عليه‬
‫في وثيقة التأمين‪ ،‬كما اشترط القانون موافقة الغير في حال التأمين على حياته‪ ،‬فإذا كان هذا‬
‫الغير ال تتوفر فيه األهلية فال يكونوا عقد التأمين صحيحا إال بموافقة من يمثله قانونا‪.‬‬
‫أما في حاالت االنتحار فقد بين القانون حقوق والتزامات كال من المؤمن والمؤمن له في‬
‫عدة نقاط أبرزها أن تبرأ ذمة المؤمن من التزامه بدفع مبلغ التأمين إذا انتحر الشخص المؤمن‬
‫على حياته ومع ذلك يلتزم المؤمن أن يدفع لمن يؤول إليهم الحق مبلغا يساوي قيمة احتياطي‬
‫التأمين‪.‬‬
‫كما فصّل القانون في حال وفاة الغير مؤمن على حياته نتيجة فعل المؤمن له في نقاط‬
‫محددة وواضحة حسب حالة وفاة المؤمن على حياته‪.‬‬
‫ثم أورد القانون حاالت تعيين مستحق مبلغ التأمين‪ ،‬فعلى سبيل المثال ّبين القانون أنه‬
‫يجوز في التأمين على الحياة االتفاق على أن يدفع مبلغ التأمين إما إلى أشخاص معينين أو إلى‬
‫أشخاص يعينهم المؤمن له فيما بعد‪.‬‬
‫كما أجاز القانون للمؤمن له الذي التزم بدفع أقساط دورية أن يتحلل في أي وقت من العقد‬
‫بإخطار كتابي يرسله إلى المؤمن قبل انتاء الفترة الجارية‪ ،‬وتبرأ ذمته من األقساط الالحقة في‬
‫هذه الحالة‪.‬‬
‫أما فيما يخص تخفيض قيمة التأمين في العقود المبرمة مدى الحياة فقد اشترط القانون أن‬
‫يدفع المؤمن له ثالثة أقساط سنوية على األقل في مقابل تخفيض قيمة مبلغ التأمين‪ ،‬وال يكون‬
‫قابالً للتخفيض التأمين على الحياة إذا كان مؤقتاً‪ ،‬ثم بين حدود تخفيض التأمين والتي فصلها في‬
‫نوعان وهما العقود المبرمة مدى الحياة والعقود المتفق فيها على دفع مبلغ التأمين بعد عدد‬
‫معين من السنين‪..‬‬
‫ثم ذكر القانون في حال تصفية التأمين‪ ،‬أنه يجوز للمؤمن له متى دفع ثالث أقساط سنوية‬
‫على األقل أن يصفي التأمين‪ ،‬وفيما يخص التأمين على الحياة المؤقت فإنه غير قابل للتصفية‪،‬‬
‫وبخصوص شروط التخفيض والتصفية فقد ذكر القانون أنها يجب أن تذكر في وثيقة التأمين‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ثم أوضح القانون أثر البيانات الخاطئة والضوابط المتعلقة بها مفصلة في ثالث نقاط‪ ،‬وقد‬
‫ورد في القانون أيضا بأنه في حال التأمين على الحياة ال يكون للمؤمن الذي دفع مبلغ التأمين‬
‫حق في الحلول محل المؤمن له أو المستفيد في حقوقه قبل من تسبب في الحادث المؤمن منه أو‬
‫قبل المسؤول عن هذا الحادث‪.‬‬
‫بعد ذلك تطرق القانون المدني الليبي إلى النوع الثاني من أنواع التأمين أال وهو التأمين‬
‫ضد األضرار‪ ،‬حيث ذكر أن عقد التأمين ضد األضرار يعتبر باطال إذا كانت ال توجد مصلحة‬
‫للمؤمن له في التعويض‪ ،‬كما ويجب على المؤمن أن يعوض المؤمن له على الضرر الالحق به‬
‫من جراء وقوع الحادث وطبقا لشروط العقد‪ ،‬كما ذكر القانون حاالت العيب في الشيء المؤمن‬
‫عليه‪.‬‬
‫أما بخصوص التأمين الجزئي فقد نص القانون على أن المؤمن مسؤول عن التعويض‬
‫وعدد بعض النقاط الخاصة بتقدير قيمة‬
‫بالنسبة للجزء المذكور ما لم يتفق على خالف ذلك‪ ،‬كما َ‬
‫الشيء المؤمن عليه‪.‬‬
‫وفي حال تجاوز القيمة الحقيقية أو حصول غش من قبل المؤمن له فإن التأمين يعتبر باطالً‪،‬‬
‫وللمؤمن له الحق في الحصول على تخفيض نسبي في األقساط‪.‬‬
‫تطرق القانون بوضوح لحاالت التأمينات المتعددة وما ينبغي على المؤمن له فعله في عدة‬
‫نقاط ذكرها‪ ،‬ثم ذكر التزامات المؤمنين المتعددين في الحالة‪.‬‬
‫أما في حاالت القوة القاهرة والخاصة بالزالزل والحروب فإن المؤمن غير ملزم بالتعويض‬
‫عن األضرار الناتجة عن الزالزل أو الحروب ما لم يتفق خالف ذلك‪.‬‬
‫كما وحدد القانون مدة إعالن المؤمن له عن وقوع الحادث المؤمن عليه في بحر ثالثة أيام‬
‫من وقوعه‪ ،‬وفي حال التأمين على موت الحيوان عن آفة فإن المدة المحددة لإلعالن عن ذلك‬
‫هي أربعة وعشرون ساعة‪ ،‬ما لم يتفق على خالف ذلك‪ ،‬أما في حال انقاذ الشيء المؤمن عليه‬
‫فقد بينها القانون في عدة نقاط‪ ،‬وإ ذا أهمل المؤمن له عن خطأ القيام بواجبه المذكور‪ ،‬فللمؤمن‬
‫الحق في خصم التعويض بالنسبة لما لحقه من ضرر‪ ،‬ويفقد المؤمن له حقه في التعويض إذا لم‬
‫يفي عن سوء نية بشرط اإلعالن أو اإلنقاذ‪.‬‬
‫أما حاالت حلول المؤمن محل المؤمن له فقد ذكرها القانون في عدة نقاط مفصلة‪ ،‬وفي‬
‫التأمين على المسؤولية المدنية‪ ،‬يلزم المؤمن بتعويض المؤمن له عما يجب عليه دفعه للغير‬
‫نتيجة للحادث الذي حصل خالل مدة التأمين حسب المسؤولية المترتبة بمقتضى العقد‪ ،‬وتستثنى‬

‫‪21‬‬
‫األضرار الناتجة عن أعمال الغش‪ ،‬ويجوز للمؤمن بعد إخطار المؤمن له أن يؤدي التعويض‬
‫رأساً للشخص الثالث المتضرر‪ ،‬غير أن المؤمن ملزم بدفع التعويض رأساً إذا طلب إليه‬
‫المؤمن له ذلك‪.‬‬
‫وأخيراً تطرق القانون لألحكام المتعلقة بالتصرف في األموال المؤمن عليها إلى عدة نقاط‬
‫مفصلة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬قانون رقم ‪ 3‬لسنة ‪1373‬و‪.‬ر بشأن اإلشراف والرقابة على نشاط التأمين‪:‬‬
‫حيث بين القانون أنواع التأمين‪ ،‬حيث يشمل التأمين في تطبيق أحكام هذا القانون ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تأمينات األشخاص وعمليات تكوين األموال وتشمل (تأمينات الحياة ‪ /‬عمليات تكوين‬
‫األموال ‪ /‬تأمينات المسؤولية الطبية ‪ /‬تأمينات الحوادث الشخصية والعالج الطبي)‬
‫ثانياً‪ :‬تأمينات الممتلكات والمسؤوليات وتشمل (التأمين ضد الحرائق ‪ /‬التأمين ضد األخطار‬
‫البري والبحري والجوي ‪ /‬التأمين على أجسام السفن واالتها ومهماتها ‪ /‬التأمين على أجسام‬
‫الطائرات واالتها ومهماتها ‪ /‬التأمين على السيارات ‪ /‬التأمين الهندسي ‪ /‬تأمينات النفط ‪/‬‬
‫التأمين ضد اخطار الحوادث المتنوعة)‪.‬‬
‫ثم ذكر األغراض التي يهدف هذا القانون إلى تحقيقها وأوجزها في خمسة نقاط‪ ،‬وبين‬
‫اختصاصات اللجنة الشعبية العامة لالقتصاد والتجارة باإلشراف والرقابة على نشاط التأمين‪.‬‬
‫وفرض القانون رسوم سنوية على الشركات المسجلة وفقا ألحكام هذا القانون‪ ،‬وذلك لمواجهة‬
‫تكاليف اإلشراف في نوعين رئيسيين‪ ،‬وال يجوز في أي حال من األحوال أن تتقاضى هذه‬
‫الشركات قيمة الرسوم من حملة الوثائق أو المؤمن لهم‪.‬‬
‫هذا وأوضح القانون المشار إليه أدوات مزاولة نشاط التأمين في خمسة أنواع‪ ،‬واشترط أن‬
‫تتخذ شركات التأمين أو إعادة التأمين شكل شركة مساهمة‪ ،‬وحدد الحد األدنى من رأس المال‬
‫المكتتب به والمدفوع‪ ،‬كما واشترط أال تقل األسهم االسمية الصادرة عن الشركة في جميع‬
‫األحوال عن ‪ %50‬من مجموع أسهمها‪ ،‬وأال تقل نسبة مساهمة الليبيين في شركات التأمين‬
‫المباشر عن ‪ % 51‬من رأس المال‪.‬‬
‫وال يجوز في القانون تأسيس شركة التأمين أو إعادة التأمين إال بعد الحصول على إذن من‬
‫اللجنة الشعبية العامة لالقتصاد والتجارة‪ ،‬حيث بين المستندات المطلوبة لذلك‪ ،‬وحدد أيضا‬
‫تاريخ استيفاء شروط التسجيل‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫واشترط القانون أن يكون من بين المسؤولين عن إدارة الشركة من ذوي الخبرة في مجال‬
‫التأمين والمؤهل العلمي على أن يكونا متمتعين بالجنسية الليبية‪.‬‬
‫كما وألزم على الشركات التي تحصلت على اذن مزاولة عمليات التأمين وإ عادة التأمين أن‬
‫يتم تسجيلها في السجل الخاص بأمانة اللجنة الشعبية العامة لالقتصاد والتجارة‪ ،‬ويجب عليها‬
‫اخطار اللجنة الشعبية العامة لالقتصاد والتجارة بكل تعديل أو تغيير يطرأ على بيانات طلب‬
‫التسجيل واإلذن بالمزاولة‪ ،‬وال يجوز أن يعمل بهذه التعديالت إال بعد اعتمادها من اللجنة‬
‫الشعبية العامة لالقتصاد والتجارة‪ ،‬كما وضح القانون االلتزامات المتعلقة بشركات التأمين‬
‫وإ عادة التأمين‪.‬‬
‫أما بخصوص اإلعفاءات من ضريبة الدخل والدمغة وما في حكمهما‪ ،‬فإن القانون أعفى‬
‫ايرادات األوراق المالية والقروض التي تمنحها شركات التأمين أو شركات إعادة التأمين‬
‫والودائع واالستثمارات بجميع أنواعها والناتجة عن توظيف األموال المخصصة‪ .‬وبين القانون‬
‫السجالت والحسابات الواجب على شركات التأمين أن تمسكها‪.‬‬
‫وفيما يخص األمور المالية فقد ورد في القانون القوائم الواجب تقديمها كل سنة إلى أمانة‬
‫اللجنة الشعبية العامة لالقتصاد والتجارة وشروطها‪ ،‬على أن يقوم بمراجعتها مراجع قانوني‪،‬‬
‫مع تقديم تقرير سنوي صادر من المراجع القانوني المختص بصحة القوائم المالية‪.‬‬
‫كما وألزم القانون شركات التأمين وإ عادة التأمين بإخطار اللجنة الشعبية العامة لالقتصاد‬
‫والتجارة بموعد ومكان انعقاد جمعياتها العمومية‪ ،‬وعليها كذلك تقديم صورة من محضر كل‬
‫جمعية عمومية للمساهمين‪ ،‬وطبقا ألحكام هذا القانون فإن لموظفي اللجنة الشعبية العامة‬
‫لالقتصاد والتجارة الذين لديهم صفة مأمور ضبط قضائي حق االطالع في أي وقت على دفاتر‬
‫وسجالت شركات التأمين‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بتأمين األشخاص وتكوين األموال فإنه ال يجوز التمييز بين وثيقة تأمين‬
‫وأخرى من الوثائق التي تكون من نفس النوع‪ ،‬مع بعض االستثناءات الواردة‪ ،‬ووضح القانون‬
‫لشركات التأمين أن تفحص المركز المالي لفرعي التأمين المشار إليهما وأن تقدر قيمة‬
‫التعهدات القائمة لكل منهما بواسطة خبراء على األقل كل ثالثة سنوات مرة‪ ،‬وفي حال أن هذا‬
‫التقرير تبين أنه ال يدل على الحالة المالية للشركة فيجوز إعادة الفحص بموافقة اللجنة الشعبية‬
‫العامة لالقتصاد والتجارة‪ ،‬كما وأشارالقانون إلى األموال الواجب توزيع األرباح منها‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫هذا ويمنع القانون إقراض المسؤولين في شركات التأمين وكذلك الموظفين مع بعض‬
‫االستثناءات‪ ،‬وأجاز اإلذن بسحب الجوائز بطريقة االقتراع بعد تحديد شروط السحب من اللجنة‬
‫الشعبية العامة لالقتصاد والتجارة‪.‬‬
‫وعين القانون على أمانة اللجنة الشعبية العامة لالقتصاد والتجارة إجراء فحص دوري‬
‫لشركات التأمين وإ عادة التأمين للتأكد من سالمة المركز المالي بشكل مفصل‪ ،‬وبين اإلجراءات‬
‫الواجب اتباعها عند تحويل الوثائق‪.‬‬
‫وبشأن وقف العمل فقد أوضح القانون أنه في حال قررت احدى الشركات وقف عملياتها‬
‫أن تقدم طلباً مشفوعاً ببعض اإلجراءات إلى اللجنة الشعبية العامة لالقتصاد والتجارة‪ ،‬ووفقا‬
‫ألحكام القانون فقد بين األحوال التي يتم فيها إلغاء اإلذن وشطب التسجيل‪.‬‬
‫وال يجوز قانونا للخبراء اإلكتواريين أن يزاولوا أعمالهم ما لم تكن أسمائهم مقيدة في‬
‫السجل المعد لذلك بأمانة اللجنة الشعبية العامة لالقتصاد والتجارة‪ ،‬مع بعض االشتراطات‬
‫المذكورة‪ ،‬أما فيما يخص الخبراء االستشاريون وخبراء المعاينة وتقدير األضرار وكذلك‬
‫وسطاء التأمين و وكالءهم فقد بين القانون المذكور أنه ال يجوز لهم مزاولة أعمالهم ما لم‬
‫يكونوا مقيدين في السجل المعد لذلك بأمانة اللجنة الشعبية العامة لالقتصاد والتجارة وبين كل‬
‫األحكام والشروط المتعلقة بذلك‪.‬‬
‫هذا وسرد القانون أدوات التأمين األخرى كما يلي‪:‬‬
‫جمعيات التأمين التعاوني‪.‬‬
‫صناديق التأمين األهلية‪.‬‬
‫صناديق التأمين العامة‪.‬‬
‫اتحادات واألجهزة المعاونة‪.‬‬
‫اما فيما يخص العقوبات المتعلقة بالتأمين فقد فصلها القانون حسب نوع العقوبة والغرامة‬
‫المحددة لها‪ ،‬ولا يجوز لألشخاص الطبيعيين واالعتباريين التعاقد على عمليات تأمين مباشرة‬
‫إال لدى أدوات التأمين المنصوص عليها في هذا القانون‪ ،‬ويحظر على موظفي أمانة اللجنة‬
‫الشعبية لالقتصاد والتجارة أن يشتركوا في إدارة أي من أدوات التأمين الخاضعة لهذا القانون‪.‬‬
‫أما فيما يخص إجراءات التظلم فقد أوضحها القانون باشتراطات تتخذها أمانة اللجنة‬
‫الشعبية العامة لالقتصاد والتجارة‪ ،‬وتقوم أمانة اللجنة الشعبية العامة لالقتصاد والتجارة‬
‫بمراجعة التعريفات واألسعار المعمول بها لدى كافة أنواع التأمين‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ال يجوز للشركة نشر أي بيان من البيانات الواجب تقديمها وفقا ألحكام هذا القانون إال إذا‬
‫كانت مطابقة للبيانات التي قدمت ألمانة اللجنة الشعبية العامة لالقتصاد والتجارة‪ ،‬كما يجوز‬
‫لكل ذي مصلحة االطالع على األوراق والبيانات التي تقدم طبقا لهذا القانون‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق باألحكام الختامية فقد بينها القانون لشركات التأمين وإ عادة التأمين في فتح‬
‫حسابات بالنقد األجنبي بالداخل والخارج لمقابلة التزاماتها‪ ،‬وعلى شركات التأمين في أن تسوي‬
‫أوضاعها خالل مدة أقصاها سنتين من تاريخ العمل‪ ،‬واشرط أن يكون لموظفي اللجنة الشعبية‬
‫العامة لالقتصاد والتجارة صفة مأموري الضبط القضائي‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن هذا القانون قد ألغى القانون رقم ‪ 131‬لسنة ‪ 1970‬بشأن اإلشراف والرقابة‬
‫على شركات التأمين والقانون رقم ‪ 156‬لسنة ‪ 1970‬في شأن مشاركة الدولة في شركات‬
‫التأمين المؤسسة في ليبيا على أن يستمر العمل باللوائح النافذة إلى أن يصدر ما يلغيها أو‬
‫يعدلها‪.‬‬

‫‪ 2.2‬مفهوم التأمين‬

‫بما أن اإلنسان يتعرض لمخاطر عديدة ينتج عن تحقق مسبباتها خسائر مالية‪ ،‬فال بد من‬
‫استخدام سياسة تقلل من آثار تلك المخاطر‪ ،‬ومن أنجح هذه السياسات هي سياسة التأمين التي‬
‫ترتبط ارتباطا وثيقا بالعلوم األخرى مثل العلوم االقتصادية واالحصائية والرياضية والقانونية‪،‬‬

‫‪25‬‬
‫اذ يعمل التأمين على توفير التغطية لتأمين األفراد والمنشآت وذلك من خالل أنه يعتمد على‬
‫توزيع الخطر باإلضافة إلى كونه طريقة لتحويل أو نقل الخطر إذ تقوم الشركات بتحصيل‬
‫أقساط دورية من المؤمن له مقابل التزامها بدفع التعويضات عن الخسائر المادية المتحققة‬
‫نتيجة تحقق الخطر المؤمن ضده‪ ،‬وتقوم شركات التأمين بإدارة هذه المبالغ واستثمارها وتنميتها‬
‫بهدف مقابلة االلتزامات المستقبلية المستحقة عليها وتحقيق األرباح وتكون مسؤوليات الشركة‬
‫مستقبلية‪ ،‬ويتوقف حجم هذه المسؤولية والوقت الممنوح لوقوع الخطر على نوع التأمين (غيدق‬
‫إسماعيل ناصر‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬استخدام التوزيعات االحتمالية لدراسة التأمين‬
‫اإللزامي‪ ،‬ص ‪ 23-22‬نقال عن مرجع أجنبي)‪.‬‬

‫فمن حيث الوصف العام ُعرف التأمين بأنه‪:‬‬

‫" تنظيم وإ دارة صورة من صور التكامل بين مجموعة من األفراد أو الشركات أو الهيئات في‬
‫تحمل ما قد يحدث من أخطار ألحدهم أو بعضهم أو حتى جميعهم " (الناغي ‪ ،1990‬ص‪)13‬‬
‫رسالة أبوالجود‪.‬‬

‫وللتأمين عدة تعريفات تعتمد على الزاوية (قانونية‪ ،‬فنية‪ ،‬محاسبية) وهي كاآلتي‪:‬‬

‫حسب التعريف القانوني للتأمين‪ ،‬فقد أنصب اهتمام المشرعين على بيان أطراف التأمين‬
‫والتزاماته فقد عرفه المشرع األمريكي بأنه‪" :‬عقد يتعهد بمقتضاه شخص بتعويض آخر عن‬
‫الخسارة أو تلف أو المسؤولية الناشئة عن عارض أو غير معروف مقدما"‪( .‬كفية شنافي‪،‬‬
‫رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬أثر تطبيق توجيهات المالءة ‪ 2‬على شركات التأمين‪،2016 ،‬‬
‫الجزائر)‬

‫وعرفه (جوسران) بأنه‪ " :‬عقد بمقتضاه يأخذ الضامن على عاتقه المخاطر التي يتوقعها‬
‫الفريقان أثناء العقد التي ال يرغب المضمون ان يتحمل وحده نتائجها النهائية لقاء ما يدفعه هذا‬
‫األخير إليه من األقساط واالشتراك "‪( .‬عبد الهادي السيد‪ ،‬محمد تقي الحكيم‪ ،‬عقد التأمين‬
‫حقيقته ومشروعيته‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات حلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،2003 ،‬ص ‪)46‬‬

‫أما القانون الليبي فقد عرفه في المادة ‪ 747‬على أنه‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫" عقد يلتزم المؤمن بمقتضاه أن يؤدي إلى المؤمن له أو إلى المستفيد الذي اشترط التأمين‬
‫لصالحه مبلغا من المال أو إيرادا أو مرتبا أو عوض (عوضا) مالي (ماليا) آخر في حالة وقوع‬
‫الحادث أو تحقق الخطر المبين بالعقد‪ ،‬وذلك في نظير قسط أو دفعة مالية يؤديها المؤمن له‬
‫للمؤمن‪( .‬القانون المدني الليبي‪ ،‬اللجنة الشعبية العامة للعدل)‬

‫ومن الناحية الفنية ُعرف التأمين على أنه‪:‬‬

‫" وسيلة لتعويض الفرد عن الخسارة المالية المعنوية التي تحل به نتيجة لوقوع خطر معين‬
‫وذلك بواسطة توزيع هذه الخسارة على مجموعة كبيرة من األفراد يكونون جميعهم معرضين‬
‫لهذا الخطر‪ ،‬وذلك بمقتضى اتفاق سابق "(طعيمة‪ ،2005 ،‬ص ‪.)6‬‬

‫ومن الناحية المحاسبية ُعرف التأمين على أنه‪:‬‬

‫" وعاء مالي يتم فيه تجميع مصادر األموال من الراغبين في التكامل أو التضامن لتخفيف أثر‬
‫االضرار التي تلحق بعضهم نتيجة لحدوث الخطر المتفق على التضامن ضد أثاره المتوقعة‬
‫المحسوبة‪ ،‬خالل مدة معينة‪ ،‬واستثمار تلك األموال المتجمعة لتنميتها‪ ،‬واستخدام األموال‬
‫المجمعة نتيجة لذلك في سداد قيمة الضرر وفق شروط االتفاق بين جماعة المشتركين‪ ،‬مع‬
‫الحفاظ على قدر منها يسمح باالستمرار وتدعيم المركز المالي للوحدة المسؤولة عن إدارة‬
‫وتنظيم هذا النشاط " (الناغي‪ ،1990،‬ص ‪)16‬‬

‫‪ 3.2‬خصائص التأمين‬

‫من خالل تعريفات التأمين يتضح أن خصائص التأمين تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ .1‬أن التأمين هو أسلوب يهدف إلى مواجهة الخسائر المالية فقط‪ ،‬أي يستبعد الخسائر‬
‫المعنوية‪.‬‬
‫‪ .2‬أن التأمين كنظام يعتمد على تجميع أكبر عدد ممكن من الوحدات المتشابهة المعرضة‬
‫للخطر حتى تتساوى النتائج الفعلية مع النتائج المتوقعة‪.‬‬
‫‪ .3‬أن التأمين كنظام يعتمد على تجميع أقساط من جميع المعرضين للخطر تكون كافية‬
‫لسداد الخسائر التي يتعرض لها بعضهم‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ .4‬من وجهة نظر المشترك في النظام (المستأمن أو المؤمن له)‪ ،‬فالتأمين هو وسيلة‬
‫لتحويل تمويل الخسارة إلى طرف آخر‪ ،‬أما من وجهة نظر المنظم (المؤمن) فالتأمين‬
‫هو تحميل وتجميع لألخطار‪.‬‬
‫‪ .5‬السمة المميزة للتأمين كوسيلة لتحويل الخطر أنها تتضمن المنظم من خالل تجميع أكبر‬
‫عدد من الوحدات المعرضة للخطر ان يتنبأ بدقة عالية بالخسائر المتوقعة‪(.‬ممدوح‬
‫حمزة‪ ،‬إدارة الخطر والتأمين) ص ص ‪314،315‬‬

‫‪ 4.2‬مبادئ التأمين‪:‬‬

‫هنالك مبادئ أساسية يقوم عليها عقد التأمين‪ ،‬هذه المبادئ تشكل مفاهيم العملية التأمينية‬
‫وذلك من خالل المبادئ التي تقوم عليها عالقة المؤمن له بكل من شركة التأمين وكذلك المؤمن‬
‫لهم اآلخرين‪ ،‬ويمكن تقسيم هذه المبادئ إلى ستة مبادئ هامة وأساسية في عقد التأمين وهو‬
‫تقسيم أعم وأشمل‪ ،‬وأي خلل في أي من هذه المبادئ من المؤمن أو المؤمن له يعرض التأمين‬
‫إلى انتفاء الغرض منه‪ ،‬ويخضع عقد التأمين كغيره من العقود إلى العديد من هذه المبادئ والتي‬
‫يمكن تصنيفها ضمن المجموعتين التاليتين‪:‬‬

‫المجموعة االولى‪:‬‬

‫‪ .3‬مبدأ السبب القريب‬ ‫‪ .2‬مبدأ المصلحة التأمينية‬ ‫‪ .1‬مبدأ حسن النية‬

‫وهذه مبادئ ثالث تخضع لها جميع أنواع عقود التأمين دون استثناء‪.‬‬

‫المجموعة الثانية وتضم‪:‬‬

‫‪ .3‬مبدأ المشاركة‬ ‫‪ .2‬مبدأ الحلول‬ ‫‪ .1‬مبدأ التعويض‬

‫أما هذه المبادئ الثالث األخيرة فتقتصر على تأمينات الممتلكات وتأمينات المسؤولية‪ ،‬ويمكن‬
‫توضيح المبادئ الستة على النحو التالي )ماجد أبو شنب‪ ،‬اثر التحديات الميدانية على صناعة‬
‫التأمين التكافلي‪)2013 ،‬‬

‫أوال‪ :‬مبدأ منتهى حسن النية‬

‫‪28‬‬
‫يقوم التأمين بصفة أساسية على مبدأ منتهى حسن النية سواء تعلق األمر بالمؤمن أو‬
‫بالمؤمن له ويقضي هذا المبدأ بأن يكون التعامل بين المؤمن والمؤمن له بصدق شفافية‪ ،‬وأن‬
‫يظهر كل منهم عند التعاقد كافة الحقائق المتعلقة بالتأمين‪ ،‬ويجب على المؤمن له اإلدالء بجميع‬
‫الحقائق الجوهرية المتعلقة بالخطر المراد تأمينه واإلفصاح الكامل عن المعلومات المتصلة‬
‫بموضوع التأمين‪ ،‬والتي يمكن أن تؤثر على قرار المؤمن في قبوله أو رفضه أو القبول‬
‫بشروط معينة التأمين على الخطر(برعي عبدالعزيز‪ ،‬تقويم أثر إعادة التأمين على إدارة‬
‫األخطار المكتتبة لدى شركات التأمين المباشر‪)2016،‬‬

‫ثانيا‪ :‬مبدأ المصلحة التأمينية‬

‫يقصد بمبدأ المصلحة التأمينية أن يكون الشخص طالب خدمة الحماية التأمينية – المؤمن‬
‫له فيما بعد‪ -‬مصلحة مادية أو معنوية أو االثنين معا مشروعة في بقاء التأمين األصل موضوع‬
‫التأمين على ما هو عليه‪ ،‬أي أن طالب خدمة الحماية التأمينية يجب أن يكون له استفادة مادية‬
‫أو معنوية أو االثنين معا في بقاء األصل موضوع التأمين على ما هو عليه وأن ضار ماديا أو‬
‫معنويا أو االثنين معا من تحقق ظاهرة الخطر المؤمن منه في صورة حادث‪ ،‬وتنص‬
‫التشريعات التأمينية في معظم دول العالم على ضرورة توافر المصلحة التأمينية لدى المؤمن له‬
‫حتى يكون له الحق في الحصول على خدمة الحماية التأمينية‪ ،‬وهذه المصلحة قد تكون مادية‬
‫مثل مصلحة صاحب السيارة في بقاء السيارة سليمة دون تعرضها لإلصابة بخطر الحريق أو‬
‫السرقة حيث أنه سوف يضار ماديا من تحقق هذه الحوادث وقد تكون له المصلحة معنوية مثل‬
‫مصلحة األب ف بقاء ابنه على قيد الحياة حيث أنه سوف يضار معنويا بوفاة ولده‪(.‬محمد وحيد‬
‫عبدالباري‪ ،‬إدارة الخطر والتأمين التجاري واالجتماعي‪)1997،‬‬

‫ثالثا‪ :‬مبدأ السبب القريب‬

‫بمعنى أن الخطر المؤمن منه هو السبب المباشر لألحداث التي تنتهي بحدوث الخسارة‬
‫المادية دون مؤثرات خارجية أخرى‪ ،‬فالخسارة الناتجة من استخدام المياه في إطفاء الحريق‬
‫تلزم المؤمن من الحريق بدفع التعويض الناتج عنها باعتبار أن اشتغال الحريق هو السبب‬
‫المباشر الستخدام المياه في إطفاء الحريق وبالتالي تلف البضائع مثالً‪(.‬االكتاب الخضر)‬

‫‪29‬‬
‫رابعا‪ :‬مبدأ التعويض‬

‫يهدف مبدأ التعويض لمنع المؤمن له من تعمد وقوع الخطر المؤمن ضده أو عل األقل‬
‫يعمل على االحتياط‪ ،‬يطبق هذا المبدأ على جميع أنواع التأمين‪ ،‬فيما عدا تأمينات االشخاص‬
‫حيث أن حياة اإلنسان وقيمة أي عضو ف جسمه ال تقدر بالنقود‪ ،‬أما بالنسبة للتأمينات االخرى‬
‫فالمؤمن غير ملزم بدفع القيمة الكلية للخسارة‪ ،‬إال إذا كان القسط مساويا لقيمة الخطر المؤمن‬
‫ضده قبل وقوع الخسارة مباشرة‪ ،‬أما إذا كان أقل فيكون ملزما بدفع جزء من الخسارة والتي‬
‫تتناسب مع مبلغ االتأمين‪(.‬طبايبية سليمة‪ ،‬دور محاسبة شركات التأمين في اتخاذ القرارات وفق‬
‫معايير اإلبالغ المالي الدولية‪)2014،‬‬

‫خامسا‪ :‬مبدأ الحلول‬

‫يعتبر قرينا بمبدأ التعويض وينطبق على التأمينات التي تخضع لهذا األخير‪ ،‬فللمؤمن الحق‬
‫في الحلول والحقوق والدعاوى التي تكون للمؤمن له قبل وقوع الخطأ والخسارة الناتجة عنه‪. .‬‬
‫(طبايبية سليمة‪ ،‬دور محاسبة شركات التأمين في اتخاذ القرارات وفق معايير اإلبالغ المالي‬
‫الدولية‪)2014،‬‬

‫سادسا‪ :‬مبدأ المشاركة‬

‫ويسري هذا المبدأ على تأمينات الخسائر فقط(تأمينات الممتلكات والمسؤولية المدنية)‪ ،‬وال‬
‫يسري على التأمينات النقدية والغرض األساسي منه أيضاً‪ ،‬أال يكون التأمين وسيلة لإلثراء غير‬
‫المشروع ‪ ،‬ويقضي هذا المبدأ بأنه إذا تحقق الخطر المؤمن منه في وقت يكون فيه المؤمن له‬
‫مؤمن على نفس الشيء موضوع التأمين وعلى نفس الخطر ولنفس المدة بوثائق تأمين سارية‬
‫المفعول لدى أكثر من مؤمن‪ ،‬فإن مجموعة المؤمنين تشترك جميعها في تحمل الخسارة نتيجة‬
‫تحقق الخطر المؤمن منه‪(.‬زينب ناجم‪ ،‬إشكالية النهوض بفرع التأمين على الحياة ‪)2012،‬‬

‫‪ 5.2‬أركان التأمين‬

‫ال يقتصر دور التأمين على تحقيق األمان والحماية للمؤمن له من خالل تغطية ما يتعرض‬
‫له من مخاطر‪ ،‬بل يلعب دوراً فعاالً في تنشيط االئتمان وتكوين رؤوس األموال‪ ،‬هذا فضال عن‬

‫‪30‬‬
‫كونه عامل من عوامل الوقاية والتقارب بين النظم الدولية وتطوير كثير من نظم القانون‬
‫الخاص ( محمد حسين منصور‪ ،‬احكام التأمين‪ /‬مبادئ وأركان التأمين‪ /‬دار الجامعية للنشر‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬بدون سنة نشر) ص ‪. 13‬‬

‫ال يمكن ان تتم العملية التأمينية إال باجتماع ثالثة عناصر أساسية وهي‪ :‬الخطر والقسط ومبلغ‬
‫التأمين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬الخطر‬

‫لقد اختلف الكتاب والدارسون في تعريفهم للخطر‪ ،‬ويرجع ذلك إلى اختالف في وجهات‬
‫النظر التي استند إليها كل منهم في تعريفه للخطر‪ ،‬فعلماء االقتصاد واالستثمار يعتمدون عند‬
‫تعريفهم للخطر على ما يتعلق بنقص أو فقدان الثروة أو الدخل ‪ ،‬بينما يعتمد علماء التأمين عند‬
‫تعريفهم للخطر على األساليب الرياضية واإلحصائية التي تستخدم في اكتشاف وتحليل وقياس‬
‫وإ دارة الخطر‪( .‬غيدق إسماعيل ناصر ‪ ،‬استخام التوزيعات االحتمالية للتأمين ‪،2015 ،‬‬
‫( رسالة ماجستير غير منشورة ) ‪ ،‬جامعة تشرين ‪ ،‬سوريا‪،‬ص‪. 11‬‬

‫ومن أهم هذه التعاريف‪:‬‬

‫عرف كل من ويليامز وهاينز(‪ )Williams and Heimz‬الخطر كما يلي‪" :‬الخطر هو‬
‫حالة من عدم التأكد"‪ ،.‬ولكن هذا التعريف ال يعطي مؤشرا ماديا لشركات التأمين من أجل‬
‫قياسها‪Arther Williams.jr, Richard M .Heins(1989).Risk management.‬‬
‫‪and insurance. Mc graw-Hil,New York. P.8‬‬

‫تعريف البروفيسور نايت (‪" )knight‬الخطر هو حالة عدم التأكد الممكن قياسها" ‪.‬وهذا‬
‫التعريف يركز على أنه حالة عدم التأكد يمكن قياسها‪ ،‬ولكن حالة عدم التأكد هي شيء معنوي‬
‫ال يمكن قياسها بالمقاييس المادية‪.‬عريقات ‪ ،‬حربي محمد ‪ ،‬عقل‪ ،‬سعيد جمعة(‪ ،)2008‬التأمين‬
‫وإ دارة الخطر( النظرية والتطبيق)‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار وائل‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫وذهب اخرون في تعريف الخطر" الخطر يعني احتمال اختالف صافي التدفقات النقدية التي‬
‫سوف تتحقق في المستقبل وتوقيت حدوثها عن التقديرات الحالية لها‪ ،‬أما عدم التأكد فيشير إلى‬

‫‪31‬‬
‫عدم القدرة على صياغة توقعات محددة بشأن التدفقات النقدية وتوقيت حدوثها بسبب عدم كفاية‬
‫المعلومات الالزمة للقيام بذلك"‪ ،‬نالحظ أن هذا التعريف ينظر إلى الخطر بعين شركة التأمين‬
‫وهو عبار عن االختالف في تقدير التدفقات النقدية‪Gitman,Lawrence. J. (1991).‬‬
‫‪Principles of Managerial Finance.N.Y.Harper and Row-publisher.P158-‬‬
‫‪159‬‬

‫بينما يعرف الدكتور ممدوح حمزة أحمد الخطر بأنه ‪":‬الخوف من تجاوز الخسائر المادية‬
‫الفعلية للخسائر المتوقعة نتيجة حادث مفاجئ أحمد ‪ ،‬ممدوح حمزة(‪ ،)1997‬نحو نموذج كمي‬
‫لتحديد مدى تأثر كل من الخطر المطلق والخطر النسبي بالسياسة المتبعة إلدارة الخطر‪ ،‬المجلة‬
‫المصرية للدراسات التجارية‪ ،‬مجلد ‪ ،20‬العدد‪ ،1‬ص ‪.890-889‬‬

‫ويعرف الدكتور محمد جودة ناصر الخطر بأنه‪":‬االنحراف الحاصل في األحداث التي قد تقع‬
‫خالل فترة زمنية معينة في موقع معين"‪ ،‬ركز هذا التعريف على أن الخطر هو االنحراف وهو‬
‫يقصد االنحراف غير المرغوب فيه أو االنحراف العكسي عن االحداث المتوقعة‪ ،‬بينما‬
‫االنحرافات المرغوب فيها ال تمثل خطرا على الشركة‪ .‬ناصر‪ ،‬محمد جودة (‪ ،)1998‬إدارة‬
‫أعمال التأمين بين النظرية والتطبيق‪ ،‬عمان ‪ ،‬دار مجدالوي‪ ،‬ص ‪. 17‬‬

‫تعريف عقد التأمين‬

‫يمكن تعريف عقد التأمين في أبسط صورة بأنه‪ :‬اتفاق بين طرفين بموجبه يتعهد الطرف األول‬
‫بأن يدفع للطرف الثاني مبلغا معينا عند وقوع حدث معين محدد في العقد‪ ،‬وذلك في مقابل قيام‬
‫الطرف الثاني بدفع مبلغ بسيط نسبيا‪ ،‬و يسمى الطرف األول المؤمن ‪ Insurer‬ويسمى الطرف‬
‫فيسمى مبلغ التأمين‬
‫الثاني المؤمن له أو المستأمن ‪ Insured‬أما المبلغ الذي يدفعه المؤمن ُ‬
‫‪ Premium‬ويطلق على الشخص أو الشيء المعرض لوقوع الخطر الشيء موضوع التأمين‬
‫‪ The Subject Matter of Insurance‬كما يطلق على المستند الذي يثبت العقد ويحتوى‬

‫‪32‬‬
‫على بنوده وشروطه وثيقة أو بوليصة التأمين ‪(.Insurance Policy‬التأمين المبادئ و األسس‬
‫والنظريات‪ ،‬سالم رشدي سيد‪ )2015 ،‬ص‪.57‬‬

‫‪ .10‬المراجع‪:‬‬

‫‪ .1‬أبوش هاب‪ ،‬ع زت ه اني (‪" ،)2018‬مــدى فاعلية نمــوذج كيــدا بــالتنبؤ بالفشل المــالي في‬

‫الشركات المساهمة المدرجة في بورصة عمان"‪( ،‬رسالة ماجستير غير منشورة)‪ ،‬جامعة‬

‫الشرق األوسط‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫‪ .2‬أبوبكر عيد (‪" ،)2010‬تطوير التحليل المالي باألس اليب الكمية للتنبؤ باألزم ات المالية في‬

‫شركات التأمين على الحياة"‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة بني سويف‪ ،‬مصر‪ ،‬بدون عدد‪ ،‬ص ص‬

‫‪.41-1‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ .3‬البريفك اني‪ ،‬عب دالغني وعبد الس تار‪ ،‬آش تي (‪" ،)2017‬نم وذج ‪ Altman‬بين النظرية‬

‫والتطبيق"‪ :‬دراسة تحليلية لعينة من المصارف العراقية األهلية للتنبؤ بالفشل المالي‪ ،‬مجلة‬

‫تكــريت للعلــوم اإلدارية واالقتصــادية‪ ،‬جامعة تك ريت‪ ،‬مجلد‪ ،1‬الع دد‪ ،37‬ص ص ‪-263‬‬

‫‪.285‬‬

‫"اس ــــــــتخدامـ النسب المالية في التنبؤ بفشل‬ ‫‪ .4‬البرعص ي‪ ،‬نج اة عبدالل ه (‪،)1998‬‬

‫المشروعات"‪( ،‬رسالة ماجستير غير منشورة)‪ ،‬جامعة بنغازي‪ ،‬بنغازي‪ ،‬ليبيا‪.‬‬

‫‪ .5‬الرف اعي‪ ،‬هاشم احمد (‪" ،)2017‬التنبؤ بتعـثر الشـركات باسـتخدام نمـوذج التمـان‪ :‬دراسة‬

‫على الشـ ــركات الصـ ــناعية المدرجة في سـ ــوق بورصة عمـ ــان"‪( ،‬رس الة ماجس تير غ ير‬

‫منشورة)‪ ،‬كلية األعمال‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫‪ .6‬العمار‪ ،‬رضوان وقصيري‪ ،‬حسين (‪" ،)2015‬دراسة مقارنة لنماذج التنبؤ بالفشل المالي"‪،‬‬

‫مجلة جامعة تشـرين للبحـوث والدراسـات العلمية‪ ،‬س وريا‪ ،‬المجلد ‪ ،37‬الع دد ‪ ،5‬ص ص‬

‫‪.147-127‬‬

‫‪ .7‬انتص ار‪ ،‬س ليماني (‪" ،)2017‬دراسة م دى مالئمة نم وذج التم ان للتنبؤ ب التعثر الم الي‬

‫للمؤسس ات االقتص ادية الجزائري ة"‪ ،‬جوليــات جامعة قالمة للعلــوم االجتماعية واالنســانية‪،‬‬

‫العدد‪ ،22‬ص ص ‪.684-663‬‬

‫‪ .8‬زه ور‪ ،‬ميل ود ونس يمه‪ ،‬حالل (‪" ،)2015‬تقــييم األداء المــالي لشــركات التــأمين‪ :‬دراسة‬

‫حالة شــركة ســالمة لتأمينــات الجزائر"‪( ،‬رس الة ماجس تير غ ير منش ورة)‪ ،‬جامعة الجيالني‬

‫بونعامية بخميس مليانة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ .9‬س عيدة‪ ،‬رحيش وش نوف‪ ،‬ش عيب (‪" ،)2018‬التنبؤ بالفشل الم الي في ش ركات الت أمين‬

‫باس تخدام نم وذجي ‪ Sherrod‬و‪ :"Kida‬دراسة عينة من ش ركات الجزائ ر‪ ،‬مجلة البشــائر‬

‫االقتصادية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جامعة امحمد أبوقرة‪ ،‬المجلد ‪ ،5‬العدد‪ ،1‬ص ص ‪.569-556‬‬

‫‪ .10‬طبايبية‪ ،‬سليمة (‪" ،)2011‬تقييم األداء المالي لشركات التأمين باستعمال النسب المالية"‪:‬‬

‫دراسة حالة في الش ركة الجزائرية للت أمين‪ ،‬مجلة دراسـ ــات محاسـ ــبية ومالية‪ ،‬الع راق‪،‬‬

‫جامعة قالمة‪ ،‬المجلد ‪ ،6‬العدد ‪ ،16‬ص ص ‪.97-68‬‬

‫‪ .11‬علي وي‪ ،‬زه رة ونه ود‪ ،‬محمد (‪" ،)2015‬نم وذج مق ترح للتنبؤ ب التعثر الم الي‪ :‬دراسة‬

‫تطبيقية في عينة من الش ركات الص ناعية المختلطة"‪ ،‬مجلة اإلدارة واالقتص ـ ــاد‪ ،‬األردن‪،‬‬

‫العدد ‪ ،130‬جامعة المستنصرية‪ ،‬ص ص ‪.249-231‬‬

‫‪ .12‬مط ر‪ ،‬محمد (‪ " ،)2003‬االتجاه ــات الحديثة في التحليل الم ــالي واالئتم ــاني"‪ ،‬الطبعة‬

‫االولى‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬الأردن‪.‬‬

‫‪ .13‬معلم‪ ،‬رقية وطي ار‪ ،‬أحسن (‪" ،)2019‬اس تخدام نم وذج التم ان للتنبؤ ب التعثر الم الي‬

‫لشركات قطاع التأمين في الجزائر"‪ ،‬مجلة الباحث االقتصادي‪ ،‬مجلد‪ ،7‬العدد‪ ،11‬ص ص‬

‫‪.209-190‬‬

‫‪14.‬‬ ‫‪Al-Manaseer, S.R. & Al-Oshaibat, S.D(2018). Validity of Altman‬‬


‫‪Z-Score to predict Financial Failure: Evidence Form Jordan,‬‬
‫‪International of Economics and Finance, VOL. 10, P181.‬‬
‫‪15.‬‬ ‫‪Altman, E. I. (1968). Financial ratios, discriminant analysis and the‬‬
‫‪prediction of corporate bankruptcy. The Journal of Finance, Vol.23‬‬
‫‪PP 589-610.‬‬
‫‪16.‬‬ ‫‪Apoorva, D.V., Sneha, P.C. & Namratha, M. (2019). Application of‬‬
‫‪Altman Z-Score Model on Selected Indian Companies to Predict‬‬

‫‪35‬‬
bankruptcy. International Journal of Business and Management
Invention (IJBMI), Volume 8, Issue 01, P.77.
17. Paolone, F., Rangone, A. (2015). The Application of the Emerging
Marker Score Model in Chinese During the Global Crisis Period: A
Countertrend, Chinese Business Review, Vol. 14, p484,491.

36

You might also like