Professional Documents
Culture Documents
مسؤوليات المدقق الخارجي اتجاه مخاطر التدقيق- دراسة حالة شركة انرون
مسؤوليات المدقق الخارجي اتجاه مخاطر التدقيق- دراسة حالة شركة انرون
ملخص
،تهدف هذه الدراسة إلى محاولة معرفة أهمية التزام املدقق الخارجي بمسؤولياته اتجاه مخاطر التدقيق
وسعيا لتحقيق أهداف الدراسة تم االعتماد على املنهج الوصفي التحليلي في كل،وانعكاس ذلك على الشركات
أين تم الحصول على معلومات حول التدقيق الخارجي ومخاطر،من الجانب النظري والجانب التطبيقي
وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج أبرزها أن تواطؤ املدقق، واسقاط إشكالية الدراسة على شركة انرون،التدقيق
،الخارجي في مهامه ومسؤولياته اتجاه مخاطر التدقيق املتعلقة بشركة انرون أدت في النهاية إلى انهيار الشركة
. مما أدى ذلك إلى إنتاج فضيحة مالية عاملية،والتي كانت تعد من أكبر الشركات نجاحا
. شركة انرون، مخاطر التدقيق، تدقيق خارجي:كلمات مفتاحية
G01،M42 :JEL تصنيف
Abstract
This study aims to try to know the importance of the external auditor's commitment to his
responsibilities towards the risks of audit, and its reflection on companies, and in an effort to
achieve the goals of the study, the descriptive analytical approach was relied upon in both
theoretical and applied side, where information was obtained about external audit and the risks
of auditing, and dropping The problem of the study on Enron Company, and the study concluded
with several results, most notably that the external auditor's complicity in his duties and
responsibilities towards the audit risks related to the company of Enron led to the collapse of the
company, which was one of the largest success companies, which led to the production of a global
financial scandal.
Keywords: External Audit; Audit Risk; Enron Corporation.
Jel Classification: M42, G01
.*املؤلف املرسل
عبد الحميد مهري- 2 منشورات جامعة قسنطينة
مسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطرالتدقيق – دراسة حالة شركة انرون-
مقدمة
يعد املدقق الخارجي أكثر طرف مستقل عن املؤسسة ،والذي يتكفل بإعداد تقرير مالي
يلخص فيه الوضعية املالية لها ،موضحا فيه بدقة رأيه الفني املحايد حول ما إذا كانت القوائم
املالية معدة وفقا ملبادئ املحاسبة املتعارف عليها عموما ،وأنها ال تحتوي في مضمونها على مخاطر
جوهرية تؤثر على مركزها املالي ،حيث يلتزم املدقق الخارجي بدقة تحديد مخاطر التدقيق ،والتي
تشمل مجموع هذه األخطاء الجوهرية إضافة إلى تقدير احتمالية عدم اكتشافه لبعض
األخطاء ،ومن ثم العمل على تخفيضها إلى املستوى املقبول بحيث ال تؤثر سلبا على املؤسسة
محل الفحص.
لذلك فقد اهتمت هيئات التدقيق الدولية بموضوع مخاطر التدقيق كل االهتمام ،وأولت
مسؤوليات تقدير هذه املخاطر للمدقق الخارجي ،باعتباره جهة مستقلة عن املؤسسة يمكن
االعتماد على تقاريره في اتخاذ القرارات املهمة واملناسبة من قبل األطراف الداخلية وكذلك
الخارجية ذات املصلحة ،وان هذا االهتمام ليس من العدم ،بل تسبقه العديد من األزمات املالية
العاملية ،بسبب انهيار شركات كبرى ،التي أثرت بشكل سلبي على االقتصاد العاملي ،كان من أكثر
أسباب حدوثها هو التهاون بمسؤوليات املدقق الخارجي نحو مخاطر التدقيق ،وعدم بذل العناية
املهنية الالزمة.
مشكلة الدراسة :تسعى هذه الدراسة إلى بيان مسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطر
التدقيق ،وكيف كان تأثير هذه املسؤوليات نحو شركة انرون العاملية ،ومنه ارتأينا إلى طرح
التساؤل الرئيس ي التالي:
ما مدى تأثيرمسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطرالتدقيق على شركة انرون للطاقة؟
فرضيات الدراسة :لإلجابة على إشكالية الدراسة قمنا بوضع الفرضيات التالية:
-يحرص املدقق الخارجي في إطار مسؤولياته اتجاه مخاطر التدقيق باالعتماد على مبدأ الشك
املنهي عند تدقيق البيانات املالية؛
-يحرص املدقق الخارجي في إطار مسؤولياته اتجاه مخاطر التدقيق بالتعرف على مخاطر
األخطاء الجوهرية واالستجابة لها؛
املجلد 10العدد – 1 :جوان 2023 480 مجلة دراسات اقتصادية
آمنة بوالقارة ،مهدي شباركة
-يحرص املدقق الخارجي في إطار مسؤولياته اتجاه مخاطر التدقيق بإبداء رأي فني محايد حول
القوائم املالية؛
-يعتبر التهاون بمسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطر التدقيق السبب الرئيس ي النهيار
شركة انرون األمريكية.
منهجية الدراسة :تم االعتماد على املنهج الوصفي التحليلي في كل من الجانب النظري والجانب
التطبيقي ،أين تم الحصول على معلومات حول التدقيق الخارجي ومخاطر التدقيق ،ووصف
وتحليل واقع مسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطر التدقيق في شركة انرون وكيف أثر ذلك
على الشركة.
الدراسات السابقة :تناولت العديد من الدراسات كال من موضوعي املدقق الخارجي ومخاطر
التدقيق ،نذكر منها:
-دراسة (تومي و علون ،)2017 ،بعنوان " مساهمة عدم االلتزام بأخالقيات وقواعد السلوك
املنهي ملهنة التدقيق في انهيار شركتي انرون للطاقة وآرثر أندرسون للتدقيق" ،هدفت هذه
الدراسة إلى بيان مساهمة عدم االلتزام بأخالقيات ومبادئ التدقيق الخارجي في انهيار شركتي
انرون وآرثر أندرسون ،حيث اعتمدت على املنهج الوصفي التحليلي لإلملام بالجانب النظري
للدراسة ،ومنهج وصفي إحصائي لإلسقاط إشكالية الدراسة على شركة انرون وآرثر أندرسون،
وتوصلت الدراسة إلى أن املدقق الخارجي املتمثل في شركة آرثر أندرسون تواطئ في مسؤولياته،
ولم يصدر تقرير نظيف حول شركة انرون ،كما أن هذه األخيرة لم تتقيد بآليات القياس
واالفصاح املناسبة ،مما أدى إلى انهيارهما.
-دراسة (مزيمش و شريقي ،)2020 ،بعنوان " التدقيق الخارجي كأحد أهم اآلليات الخارجية
للحوكمة ودوره في الحد من ممارسات املحاسبة اإلبداعية" ،هدفت هذه الدراسة إلى التعرف
على دور التدقيق الخارجي في الحد من ممارسات املحاسبة اإلبداعية ،حيث اعتمدت على املنهج
الوصفي التحليلي ،من خالل إجراء مسح مكتبي لكل ما له عالقة باملوضوع ،توصلت الدراسة إلى
أن التدقيق الخارجي يلعب دورا مهما في كشف األخطاء والتالعبات املحاسبية وأشكال الفساد
املالي واإلداري في الشركات ،من خالل اإلجراءات التي يقوم بها املدقق على مستوى القوائم املالية.
-دراسة (عمروش ،)2022 ،بعنوان " دور تقنيات الذكاء االصطناعي في التقليل من مخاطر
التدقيق دراسة استطالعية للخبراء املحاسبين ومحافظي الحسابات" ،هدفت هذه الدراسة
إلبراز دور استخدام تقنيات الذكاء االصطناعي في عملية التدقيق من أجل التقليل من مستوى
مخاطر التدقيق ،حيث تم توزيع استبيان لعينة من محافظي الحسابات والخبراء املحاسبين،
وقد قدر حجم العينة 73مفردة ،توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج أهمها أن أفراد العينة
كانوا على اتفاق حول دور استخدام تقنيات الذكاء االصطناعي في التقليل من مستويات مخاطر
التدقيق إلى املستوى املقبول.
يتضح من خالل الدراسات السابقة للموضوع أن هناك جهود ومحاوالت من قبل الباحثين
في إبراز التقنيات التي تساهم في تخفيض مخاطر التدقيق ،إال أن القليل منها تناولت أهمية
التزام املدققين الخارجيين بمسؤولياتهم اتجاه مخاطر التدقيق ،وهذا هو الجانب الذي تختلف
فيه دراستنا عن الدراسات السابقة ،وهو ما سنحاول توضيحه من خالل هذه الدراسة.
إن كبر حجم املؤسسات وتعقد معامالتها ،قد نتج عنه االهتمام بالتدقيق الخارجي
للمؤسسة ،والتركيز أكثر على مخاطر التدقيق ومحاولة االستجابة لها.
التدقيق الخارجي وأهميته :يعد التدقيق الخارجي وظيفة مستقلة عن املؤسسة، .1.1
تكمن أهميتها بشكل أساس ي في الحكم على جودة القوائم املالية ،ومدى موثوقيتها بالدرجة
األولى ،ومدى احترام املؤسسة للقوانين واملبادئ املحاسبية.
يتمثل في التدقيق الذي يتم بواسطة طرف من خارج املؤسسة ،بغية فحص البيانات
والسجالت املحاسبية ،والوقوف على تقييم نظام الرقابة الداخلية ،من أجل ابداء رأي فني
محايد حول صحة وصدق املعلومات املحاسبية الناتجة عن نظام املعلومات املحاسبية ،وذلك
إلعطائها املصداقية حتى تنال القبول والرض ى لدى مستعملي هذه املعلومات من األطراف
الخارجية خاصة (املساهمين ،املستثمرين ،البنوك)( .طواهر و صديقي ،2014 ،صفحة )30
يعرف التدقيق الخارجي بأنه عملية فحص ملجموعة من املعلومات ،تقوم على االستقصاء،
بهدف التحقق من سالمة القوائم املالية ،وذلك وفقا ملجموعة من املعايير املوضوعة ،تعكس
احتياجات مستخدمي تلك القوائم ،مع ضرورة إيصال هذا الرأي إلى األطراف املعنية ،ملساعدتها
في الحكم على مدى جودة ونوعية هذه املعلومات ،وتحديد مدى االعتماد عليها( .الصبان و
ابراهيم ،2012 ،صفحة )15
من خالل التعاريف السابقة يمكن القول أن التدقيق الخارجي هو مجموعة اإلجراءات التي
تشمل الفحص والتحليل لكل العمليات املنجزة من طرف املؤسسة خالل الفترة املالية ،ومن ثم
إبداء رأي فني محايد حول صحة وموثوقية بياناتها املالية.
أهمية التدقيق الخارجي :يمثل التدقيق الخارجي وسيلة تهم عدة أطراف ،تتمثل 2.1.1
-املقرضون والبنوك :تعتمد هذه الفئة على البيانات املالية املدققة من قبل شخص مستقل
عن املؤسسة ،حتى يتمكنون من معرفة الوضع املالي لها ،التخاذ قرار منح القروض والتسهيالت
االئتمانية من عدمه.
-املستثمرون :يتم اللجوء إلى البيانات املالية املدققة لغرض اتخاذ قرار بشأن توجيه املدخرات
واالستثمارات ملؤسسة ما بهدف تحقيق أكبر عائد ممكن.
-الجهات الحكومية :تعتمد على القوائم املالية املدققة كجزء من الرقابة وفرض الضرائب.
.2.1مخاطر التدقيق :تمثل مجموعة األخطاء الجوهرية الواردة ضمن البيانات املالية،
وتشمل املخاطر املالزمة ،مخاطر الرقابة ،مخاطر االكتشاف.
.1.2.1تعريف مخاطر التدقيق :تعرف مخاطر التدقيق حسب معيار التدقيق الدولي رقم
400بأنها خطر ابداء املدقق لرأي غير مناسب ،عندما تكون القوائم املالية محرفة بشكل
جوهري ،حيث تدل على كل من مخاطر األخطاء الجوهرية ومخاطر االكتشاف( .عمروش،
،2022صفحة ،)170كما عرفه مجمع املحاسبين القانونيين األمريكي ) ،(AICPAبأنه الخطر
الذي يؤدي إلى فشل املدقق دون أن يدري في إبداء رأيه بشكل مناسب ،عندما يوجد خطأ
جوهري في القوائم املالية( .الصبان و ابراهيم ،2012 ،صفحة )128
.2.2.1مكونات مخاطرالتدقيق :تتكون مخاطر التدقيق من ثالث مكونات ،تتمثل فيما يلي
(عمروش ،2022 ،صفحة )171
تعرف بأنها قابلية إقرار عن فئة معاملة معينة ،أو رصيد حساب لوجود تحريف يمكن أن
يكون جوهريا إما بشكل فردي أو عند تجميعه مع تحريفات أخرى ،دون األخذ في عين االعتبار
أدوات الرقابة ذات العالقة ،وهي مخاطر تنتج عن عوامل ظروف عمل املؤسسة أو خصائص
متعلقة لحساب معين.
عرفت من قبل معهد املحاسبين القانونيين األمريكيين بأنها املخاطر التي تنتج عن حدوث
خطأ في أحد األرصدة أو نوع معين من العمليات ،ويكون جوهريا إما بمفرده أو إذا تم جمعه مع
خطأ رصيد أو عملية أخرى وال يمكن منعه أو اكتشافه في الوقت املناسب بسبب ضعف أنظمة
الرقابة الداخلية املطبقة.
ت -مخاطراالكتشافDetection Risk :
تشمل املخاطر التي ال يمكن إلجراءات التدقيق الجوهرية املنجزة اكتشاف املعلومات
الخاطئة املوجودة في رصيد حساب أو مجموعة من املعامالت ،والتي يمكن أن تكون جوهرية
منفردة ،أو عندما تجمع مع معلومات خاطئة في أرصدة حسابات أو مجموعات أخرى.
تجدر اإلشارة إلى أن املخاطر املالزمة ومخاطر الرقابة ترتبط باملؤسسة محل التدقيق ،أي
أن هذان النوعان ال يتحكم فيهما املدقق ،على عكس مخاطر االكتشاف التي ترتبط بفاعلية
إجراء التدقيق ،وبأسلوب تطبيقه من قبل املدقق ،لذلك يستطيع املدقق التحكم في هذا النوع،
كما يعمل على تخفيضه.
إن تحديد مستوى كل نوع من مخاطر التدقيق ،يوضح للمؤسسة محل التدقيق أي خطر
من شأنه أن يؤثر على استمراريتها ،كما يساعد املدقق على وضع برنامج التدقيق األمثل ،وتساعد
هذه العملية املدقق في عدة جوانب ،نذكر أهمها ما يلي( Askary, Arnaout , & Abughazaleh , :
)2018, p. 22
بتحديد األخطاء الجوهرية الواردة في القوائم املالية ،وذلك بااللتزام بمبادئ ومعايير املهنة
املتعارف عليها ،نذكر أهمها ما يلي:
.1.2االعتماد على مبدأ الشك املنهي في تدقيق البيانات املالية :يعرف الشك املنهي وفقا
ملعيار التدقيق الدولي رقم ( 200األهداف العامة التي تحكم تدقيق البيانات املالية) ،بأنه عدم
إهمال الحاالت التي تؤدي إلى وجود تشويه في البيانات املالية ،حيث يلجأ املدقق الخارجي في عمله
إلى الشك املنهي في كل مراحل عمليات الفحص ،وذلك من خالل ما يلي (Hamshari, Haitham , :
)& Alqam , 2021, p. 109
-عقلية االستجواب :يتمثل في التفكير العقلي للمدقق الذي يعزز من استقالليته ،ويساعده
على العمل بنزاهة وشفافية ،حيث يلتزم بطرح التساؤالت بشكل مستمر حول كفاية ومالئمة
األدلة التي يحصل عليها ،وتوخي الحدر في حالة وجود أدلة متضاربة ،أو أي ظروف تدل على وجود
غش وأخطاء في البيانات املالية.
-تعليق الحكم :أي عدم التسرع في اتخاذ القرار من قبل املدقق الخارجي ،اتجاه األدلة التي
حصل عليها ،وذلك بالحصول من اإلدارة على إجابات ألسئلته واستفساراته حول القوائم
املالية ،وإذا كانت ردود اإلدارة متناقضة ،فيجب على املدقق أال يكون سريعا في اتخاذ أي قرار.
-البحث عن املعرفة :إن مقدار فضول املدقق في الحصول على أدلة كافية ومقنعة ،يدفعه إلى
البحث أكثر عن صحة وموثوقية هذه املعلومات ،وهذا يؤدي على تقليل عوامل عدم اليقين.
-الفهم الشخص ي :فهم املدقق وتقييمه لشخصية اإلدارة ،ومعرفة الدوافع والحوافز
والضغوط التي تجعل اإلدارة تقدم تقارير مالية تحتوي على تحريفات أو بيانات مضللة.
-االستقالل الذاتي :ضرورة تمتع املدقق باالستقاللية التامة في عمله ،والتعبير عن رأيه عن
عدالة القوائم املالية دون التعرض ألية تأثيرات من شأنها إضعاف رأيه ،لذلك فإن ممارسة
املدقق بصفة مستمرة لتشكيك املنهي تعزز موثوقية األدلة.
-الثقة بالنفس :كلما زادت الخبرة العلمية واملهنية لدى املدقق ،زادت ثقته بنفسه ،وكلما مارس
املدقق الشك املنهي لتقييم املصادر واملعلومات.
املجلد 10العدد – 1 :جوان 2023 486 مجلة دراسات اقتصادية
آمنة بوالقارة ،مهدي شباركة
.2.2التعرف على مخاطر األخطاء الجوهرية وتقييمها :تشمل مخاطر األخطاء الجوهرية كل
من املخاطر املالزمة ومخاطر الرقابة ،وهي مخاطر تخضع لسيطرة املؤسسة محل الفحص،
حيث يلتزم املدقق الخارجي بتقييمهما ،وعلى أساس ذلك التقييم يقوم بتقييم مخاطر
االكتشاف.
-تعريف مخاطراألخطاء الجوهرية :تتمثل مخاطر األخطاء الجوهرية في خطر وجود تحريفات
بالبيانات املالية ،وذلك قبل مباشرة عملية التدقيق ،حيث تؤدي إلى رأي تدقيق غير مناسب،
وال يمكن للمدقق أن يخفض منها ألنها تتعلق باملؤسسة محل التدقيق ،حيث تمثل مجموع كل
من املخاطر املالزمة ومخاطر الرقابة ،ويتم تقييمها بصفة مشتركة ،وفي حالة املخاطر الكبيرة
فإن كل خطر يقيم على حدا ) ،( Askary, Arnaout , & Abughazaleh , 2018, p. 22وهي مخاطر
تنتج إما عن خطأ أو احتيال ،حيث يعرف الخطأ حسب معيار التدقيق الدولي رقم 240بأنه
إجراء غير مقصود يؤدي إلى تحريف بالبيانات املالية ،في حين تم تعريف االحتيال بأنه إساءة
استخدام البيانات املالية أو التحريف املتعمد لها ،حيث يشمل التالعب بالسجالت واملستندات
املحاسبية ،إما عن طريق الحذف املتعمد للبيانات املالية ،وعدم كفاية اإلفصاح املناسب ،أو
سوء االستخدام املتعمد لتطبيق السياسات املحاسبية(Hamshari, Haitham , & Alqam , .
)2021, p. 110
-تقييم مخاطراألخطاء الجوهرية :يجب على املدقق الخارجي تقييم طبيعة ومدى تأثير مخاطر
التحريفات الجوهرية على مستوى القوائم املالية ،وكذلك على مستوى االقرارات ،وذلك بتقييم
املخاطر املالزمة عن طريق تقييم احتمالية التحريف وحجمه ،واألخذ بعين االعتبار تأثير هذه
املخاطر على مستوى االقرارات وعلى مستوى البيانات املالية ،إضافة إلى تقييم مخاطر الرقابة
وذلك من خالل اختبار الفاعلية التشغيلية ألدوات الرقابة ،حيث يعتمد في ذلك على العديد من
الطرق نذكر أهمها ،2021 ،ISA 315( :الصفحات )20-10
-االستفسار من اإلدارة واألفراد اآلخرين داخل املؤسسة ،حيث يعتمد على تقارير املدقق
الداخلي في الوصول إلى حقائق األحداث املالية؛
-استخدام اإلجراءات التحليلية لتوفير مؤشرات مبدئية عن احتمالية وجود تحريف جوهري؛
االكتشاف حيث أنها تخضع لسيطرة املدقق نفسه وبالتالي يستطيع أن يقلل منها من أجل
التخفيض من مخاطر التدقيق.
يجب على املدقق أن يصمم وينفذ إجراءات تدقيق إضافية تستند وتستجيب من حيث
طبيعتها وتوقيتها ومداها إلى مخاطر التحريف الجوهرية املقيمة ،حيث يجب على املدقق القيام
بما يلي ،2017 ،ISA 330( :الصفحات )7-1
-النظر في األسباب التي أدت إلى التقييم الذي توصل إليه لخطر التحريف الجوهري على
مستوى االقرارات لكل فئة معامالت وكل رصيد حساب وكل إفصاح؛
-تقييم احتمال وجود تحريف جوهري بسبب الخصائص املعينة لفئة املعامالت أو رصيد
الحساب أو اإلفصاح ذي الصلة؛
-الحصول على أدلة أكثر إقناعا؛
-التأكيد على فريق التدقيق بضرورة الحفاظ على نزعة الشك املنهي؛
-تعيين موظفين أكثر خبرة أو ذوي مهارة معينة أو االستعانة بخبراء؛
-إحراء تغييرات عامة في طبيعة وتوقيت إجراءات التدقيق اإلضافية؛
-زيادة عدد املواقع التي يشملها نطاق التدقيق.
.4.2ابداء رأي فني محايد :ينبغي على املدقق الخارجي أن يوضح ويشير في التقرير املقدم
وبكل صراحة عن رأي فني محايد حول مدى داللة القوائم املالية الختامية على املركز املالي
الحقيق للمؤسسة ،وذلك من خالل العناصر التالية( :طواهر و صديقي ،2014 ،الصفحات
)55-53
-تقديم إيضاحات كافية من املسيرين حول القوائم املالية ،وكل الوثائق املتضمنة للمعلومات
املحاسبية في نهاية كل دورة؛
-إبداء رأي فني محايد حول مسار عملية املراجعة واختيار نوع التقرير املقابل لذلك ،حيث
نجد التقرير النظيف ،التقرير التحفظي ،التقرير السالب ،تقرير عدم إبداء الرأي؛
-تقليل الخطر خاصة ما يتعلق بعنصر ذا أهمية كبيرة ،وذلك باستعمال برنامج للرقابة موجه
لكشف مواطن الضعف في نظام الرقابة الداخلية للمؤسسة.
.3النتائج املترتبة عن التهاون بمسؤوليات املدقق الخارجي ،حالة شركة انرون ()Enron
.1.3التعريف بشركة انرون :يعود أصل شركة انرون إلى شركة Northern Natural Gas
Companyالتي تأسست سنة 1932في أوماها نيبراسكا الواليات املتحدة ،ثم أعيد تنظيمها سنة
1979باعتبارها الشركة الرئيسية التابعة للشركة القابضة InteNorth of Omahaشركة
طاقات متنوعة وشركة منتجات ذات صلة بالطاقة ،ومن األعمال الرئيسية لها إنتاج منتجات
الغاز الطبيعي والنقل والتسويق وكذلك سوائل الغاز الطبيعي وصناعة البالستيك ،ثم تأسست
شركة انرون اثر اندماج شركتي Houston Natural Gasو ( InteNorth of Omahaطبيب ،
،2022صفحة )220
كانت شركة انرون من أنجح وأكبر الشركات في تاريخ أمريكا ،تمثل شكلها النهائي بعد توحيد
كل من شركة Houston Natural Gasو ، Inter Northوذلك بعد إلغاء القيود الفيدرالية
لخطوط أنابيب الغاز الطبيعي ،كان الرئيس التنفيذي للشركة هو Kenneth Layالذي كلف
Jeffrey Skillingبتطوير استراتيجيات األعمال في انرون ،الذي عين هو اآلخر Andy Fastow
كرئيس تنفيذي للشؤون املالية سنة ،1998ارتفعت سمعة انرون بسرعة داخل وخارج أمريكا،
حيث تجاوزت اإليرادات 100مليار دوالر ،وسعر السهم 90دوالر( Hasan Mousa, 2022, p. .
)02
املجلد 10العدد – 1 :جوان 2023 489 مجلة دراسات اقتصادية
مسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطرالتدقيق – دراسة حالة شركة انرون-
يوضح الجدول التالي تطور نشاط شركة انرون من 1985إلى :2001
الجدول رقم ( :)01تطورشركة انرون.
سنة 2000 سنة 1985 البيان
18000 +عامل حول العالم 15076عامل عدد العمال
30 +بلد 04بلدان البلدان الناشطة فيها
33مليار دوالر 12.1مليار دوالر األصول
32000 +ميل 37000ميل طول خط األنابيب
14مشروع في 11بلد 01 املشاريع الضخمة قيد النجاز
51مشروع في 15بلد 01 املشاريع الضخمة العاملة
املرتبة 18 ال توجد ترتيبها ضمن 500شركة ناجحة
املصدر( :رحيش ،2021 ،صفحة )487
نالحظ أن الشركة حققت نموا مرتفعا خالل بداية األلفية خاصة قيمة األصول التي شهدت
ارتفاعا هائال ،إضافة إلى ترتيبها ضمن الشركات الناجحة عامليا ضمن رتبة ،18بعد أن كانت غير
مدرجة في الثمانيات ،وانتشار مشاريعها حول العالم حيث وصلت إلى 51مشروعا ضخما عامال
في 15بلد ،و 14مشروع قيد اإلنجاز ،وهذا ما صاحبه ازدياد في عدد العمال بقيمة 18000عامل
حول العالم ،كذلك زيادة في طول خط األنابيب قدرت ب 32000ميل.
.2.3نبذة عن فضيحة شركة انرون :من املحتمل أن تكون فضيحة انرون هي أكبر فضيحة
محاسبية وأكثرها تعقيدا ،من خالل استعمال الخدع املحاسبية ،تمكنت من خداع مستثمريها
لالعتقاد بأن أداء الشركة كان أفضل بكثير مما كان عليه في الواقع ،حيث تم تداول أسهم
الشركة في منتصف سنة 2001عند أعلى مستوى لها إلى 90.75دوالرا ،لتنخفض عند الكشف
عن الفضيحة إلى أدنى مستوى لها على االطالق عند 0.26دوالر في نوفمبر ،2001حيث
استعملت الشركة طريقة محاسبية تعرف باسم محاسبة القيمة حسب السوق *)،(MTM
يمكن تسجيل بموجبها األصول في امليزانية العمومية للشركة بقيمتها السوقية العادلة على عكس
قيمتها الدفترية ،حيث يمكن للشركات سرد أرباحها كتوقعات بدال من األرقام الفعلية لها،
*
MTM : Mark to Market Accounting
املجلد 10العدد – 1 :جوان 2023 490 مجلة دراسات اقتصادية
آمنة بوالقارة ،مهدي شباركة
وبالتالي يصعب تحديد القيم العادلة ،وحتى الرئيس التنفيذي للشركة Jeff Skillingوجد
صعوبة في شرح جميع األرقام الواردة في البيانات املالية للمراسلين املاليين ،واكتفى بالتصريح
بأنها يصعب تحديدها بسبب الطبيعة بالجملة للشركة ،لكن يمكن الوثوق بها ،حيث كانت
التدفقات النقدية الناتجة عن أصولها أقل بكثير من التدفقات النقدية التي أبلغت عنها للجنة
األوراق املالية والبورصات ( ،)SECوإلخفاء الخسائر أنشأت انرون العديد من الشركات الوهمية
الخاصة املعروفة باسم الكيانات ذات األغراض الخاصة ( ،)SPEsالتي كانت معظمها موجودة
فقط على الورق ،وبالتالي فإن املحللين واملراسلين املاليين ببساطة لم يعرفوا بوجودهم ،ناهيك
عن الحوافز الشخصية التي تلقاها فريق اإلدارة عند وصول األسهم إلى مستويات أسعار محددة
مسبقا ،ما جعلهم يصممون على زيادة سعر السهم على أمل أن تترجم حوافزهم اإلدارية إلى
تعويض أكبر لهم( CFI Team, 2020).
تعد شركة آرثر أندرس ) (Arthur Andersenمن أكبر شركات التدقيق العاملية في فترة
التسعينيات ،حيث كانت ضمن أكبر خمس شركات تدقيق ومحاسبة في العالم ،كانت تتبع بدقة
قواعد محاسبية واضحة مبنية على الصدق واالحترام ،وتحتوي على محاسبين من الدرجة
األولى ،خالل هذه الفترة شهدوا مدخولهم يرتد من 8ماليين دوالر إلى 190مليون دوالر ،عززت
هذه القفزة مكانتها كثاني أكبر شركة تدقيق .بغض النظر عن سلسلة عمليات الدمج التي مرت
ً
عبر الشركة خالل التسعينيات ،ظل أندرسن مستقال خالل هذه الفترة األساسية ،ثم بدأ التركيز
املركزي للشركة في االنتقال من التدقيق إلى الخدمات االستشارية ).(urja-sggscc, 2021
-تجاهل األخطاء الجوهرية الواردة في البيانات املالية :نتيجة لقواعد املحاسبة في الواليات
املتحدة ،سمح للشركات بإنشاء كيانات ذات أغراض خاصة SPEsللتعامل مع األصول التي لم
تكن مدرجة في امليزانية العمومية ،نفدت انرون معامالت احتيالية مع شركات تابعة وهمية
لتزوير البيانات املالية للشركة ،تم تحويل الدين املوجود في امليزانية العمومية للشركة إلى
امليزانية العمومية للشريك الظاهر ،وحسب التحقيق زعم أن البنوك االستثمارية واملحامين
واملستثمرين متورطين في هذه املعامالت االحتيالية ،ونتيجة للمساعدات التي قدمتها هذه
الشركات ذات األغراض الخاصة ،كانت البيانات املالية لشركة انرون مبالغ فيها ،وكان زوال
انرون مؤكدا عمليا عندما انهارت معامالت SPEالزائفة في خريف ،2001تم قبول املعامالت في
األصل من قبل الشركة ولكن بعد تدقيقها من قبل آرثر أندرسون قرر أنها ال تتوافق مع قواعد
املحاسبة ويجب إلغائها نتيجة لذلك ،بدال من التدقيق الشامل لهذه املعامالت االحتيالية وإبالغ
مديري الشركة باملخاطر التي تنجر عنها ،اختار املدققون تجاهلها ،مما ساهم في الصورة
املنحرفة للشركة في السوق(Khan, Khan, Khan, & Jamshed, 2022, p. 18) .
-عدم الكشف عن االحتيال املالي :كجزء من مسؤولية املدقق في إعطاء تأكيد معقول في
التقرير املالي ،فإن الحصول على أدلة كافية ومناسبة مطلوب ،حيث يتم تنفيذ إجراءات
االختبارات املوضوعية على أرصدة الحسابات وفئة املعامالت التي ال تقلل فقط من مخاطر
االكتشاف ومخاطر التدقيق ،ولكن الستنتاج أن هناك تأكيد معقوال في جميع نواحي التقرير
املالي ،وبالتالي لم يكتشف املدقق الخارجي عملية الدمج الفاشلة لشركة انرون إلخفاء الخسائر
والديون من املستثمرين(stanislav idowu ca, 2015).
توصلت شركة انرون بين 08جانفي 2008و 31ديسمبر 2009حوالي 1843حالة احتيال
منهي عاملي ،وأن % 25من حاالت االحتيال تسببت على األقل في خسارة مليون دوالر أمريكي،
وكشفت أن عمليات االحتيال هذه لم يتم اكتشافها مبكرا حتى 18شهرا على األقل في املتوسط
املجلد 10العدد – 1 :جوان 2023 492 مجلة دراسات اقتصادية
آمنة بوالقارة ،مهدي شباركة
بعد حدوثها ،حيث بدأت حاالت االحتيال في أواخر التسعينيات ،واستمرت في حدوثها إلى أن أدت
في النهاية إلى أكبر إفالس في تاريخ الواليات املتحدة األمريكية ،وبالتالي فشل املدققون في أداء
واجبهم االنتمائي املتمثل في رعاية املساهمين ،ولم يتم تدقيق البيانات املالية كما يجب ،حيث
كانت تحتوي على أرباح وهمية حيث سجلت 1.41مليار دوالر كأرباح قبل الضرائب سنة 2002
باستخدام طريقة املحاسبة من السوق إلى السوق ،وتالعبت انرون بمشتقاتها وأبلغت عن زيادة
من 1.8مليار دوالر إلى 10.5مليار دوالر ،وأظهرت البيانات املالية لسنة 2000مكاسب تزيد عن
16مليار دوالر من املشتقات ) ،(maccarthy, 2017, pp. 159-160حيث أخفقت شركة آرثر
أندرسون في اكتشاف ما تم إخفاؤه من قبل شركة انرون من حقائق وأحداث مالية سلبية من
خالل اختراع أدوات استثمارية معقدة يصعب معالجتها محاسبيا ،وبالتالي شهدت شركة آرثر
اندرسون بعدالة التقارير املالية وأنها أعدت حسب معايير املحاسبة املتعارف عليها ،دون النظر
إلى عدالتها املجردة كما يطالب بها عامة املستفيدين( .تومي و علون ،2017 ،صفحة )45
نوضح فيما يلي بيانات شركة انرون املتعلقة بأرباحها ،قبل إعادة هيكلة قوائمها املالية:
املصدر :من إعداد الباحثين باالعتماد على (عياد ،2016 ،صفحة )247
املصدر :من إعداد الباحثين باالعتماد على (عياد ،2016 ،صفحة )247
نالحظ من خالل الشكلين السابقين والخاصة ببيانات شركة انرون املتعلقة بأرباحها ،قبل
إعادة هيكلة قوائمها املالية والتي عللت سبب التعديل وجود أخطاء محاسبية متعلقة بالشراكة
مع الشركات االستثمارية ،وباملقارنة مع البيانات الواردة فيهما ،أنه يوجد انخفاض في األرباح
املحققة طيلة السنوات األربعة األخيرة حيث شهدت الشركة تخفيض في األرباح قدره 28مليون
دوالر سنة ،1997و 133مليون دوالر سنة ،1998و 248مليون دوالر سنة ،1999وما قيمته 99
مليون دوالر سنة ،2000حيث شمل مجموع التخفيض ما قيمته 508مليون دوالر.
-عدم االدالء برأي صادق حول القوائم املالية :جمعت شركة آرثر أندرسون بين تقديم
خدمات استشارية للشركة وتدقيق حساباتها ،إضافة إلى القيام بمهمة التدقيق الداخلي
للشركة نفسها وهو ما يتعارض مع مبادئ التدقيق ،ما أدى إلى استياء كبير من قبل الخبراء،
وبالتالي فشلت شركة آرثر أندرسون في اإلدالء برأي صادق وعادل حول وضعية الشركة،
ومركزها املالي ،كما أن شركة آرثر أندرسون استمرت في تدقيق حسابات شركة انرون منذ أن
كانت مجرد منتج وموزع للغاز ،إلى أن أصبحت التاجر الرئيس ي للسندات املالية واملسؤولة عن
املضاربات الجديدة في السوق.
فرغم التطورات التي شهدتها الشركة لم يتم تغيير هؤالء املدققين ،ولم يكونوا مدربين على
العمل بمبدأ الشك املنهي ،لذلك كانوا يقبلون وبكل سهولة بتقديرات وتوجهات اإلدارة في القضايا
والصفقات املالية ،مما أدى بهم إلى عدم القدرة على فهم البيانات املالية لذلك النوع املعقد من
املجلد 10العدد – 1 :جوان 2023 494 مجلة دراسات اقتصادية
آمنة بوالقارة ،مهدي شباركة
الشركات ،حيث أخفقت الشركة في اكتشاف ما تم إخفاؤه من قبل مديري الشركات من حقائق
وأحداث مالية سلبية من خالل اختراع أدوات استثمارية معقدة يصعب معالجتها محاسبيا،
وبالتالي شهدت شركة آرثر اندرسون بعدالة التقارير املالية وأنها أعدت حسب معايير املحاسبة
املتعارف عليها ،دون النظر إلى عدالتها املجردة كما يطالب بها عامة املستفيدين( .تومي و علون،
،2017الصفحات )45-44
وبالتالي فكان تقرير املدقق الخارجي بدون تحفظ ،حيث ذكر أن البيانات املالية قدمت
صحيحة وعادلة وكانت متوافقة مع مبادئ املحاسبة املقبولة عموما عندما كانت األخطاء املادية
شديدة لدرجة أدت النهيار شركة انرون ،عندما كان ينبغي أن يكون الرأي الصحيح رأيا معارضا،
مع التركيز على أن مبادئ GAAPلم تكن كافية خالل اإلفصاح الكامل في بياناتهم املالية ،ولم
تكن انرون تتصرف بشكل صحيح وعادل في اعداد تقاريرها املالية ،حيث كانت هناك عدم
اكتمال في امليزانية العمومية وبيان الدخل ،حيث تشير املواد والتقارير املنتشرة بعد ذلك أنها
كانت تعمل وفق مبدأ االستمرارية ،دون النظر إلى األرباح املحققة فعال(stanislav idowu ca, .
)2015
-إخفاء أدلة الثبات :أعلنت شركة انرون في أكتوبر 2001أنها ستسجل خسارة قدرها 638
مليون دوالر للربع الثالث ،إلى جانب رسوم غير متكررة بعد خصم الضرائب تزيد عن مليار دوالر،
حيث دخل كل من آرثر أندرسون وانرون في وضع إدارة األزمات للتحضير لتحقيق متوقع من
هيئة األوراق املالية والبورصات ،وكما هو متوقع طلبت هذه األخيرة من انرون وثائق تدقيق
البيانات املالية ،وبالتالي أتهمت آرثر أندرسون بعرقلة العدالة حيث أدينت بتهمة تمزيق كمية غير
مسبوقة من األدلة تمثلت في مختلف املستندات والوثائق ذات العالقة ،وحذف رسائل البريد
اإللكتروني وملفات الكمبيوتر ،إضافة إلى تخويف أحد مدققي أندرسون حيث قامت بحبسه
بالتعاون مع بعض موظفي شركة انرون وإجباره على تقديم خطاب يدعم اعتمادا ضريبيا بقيمة
270مليون(Bondarenko, 2022).
-عدم احترام مبدأ االستقاللية :أظهر املدققون في انرون عدم استقاللية عملهم طوال فترة
عملهم هناك ،حيث تم الكشف أن آرثر أندرسون تلقى مدفوعات ليس فقط لعمليات التدقيق
.5.3انهيارشركة انرون
أعلنت شركة انرون في 16أكتوبر 2001أنها خفضت 544مليون دوالر أمريكي مقابل أرباح
ترتبط بمعامالت مع شركة LJM2وهي شركة زميلة أسسها وسيرها ،FASTOWكما أعلنت
تخفيض في حقوق املساهمين ب 1.2مليار دوالر أمريكي ،وبعد أقل من شهر أعلنت عن تعديل
قوائمها املالية من سنة 1997حتى 2001نتيجة ألخطاء محاسبية مرتبطة بمعامالت مع شركاتها
االستثمارية ،ويديرها FASTOWو KOPPERوهو أحد إطارات شركة انرون ،حيث أدى ذلك
التعديل إلى تخفيض الدخل الصافي لشركة انرون ب 28مليون دوالر أمريكي خالل سنة ،1997
133مليون دوالر سنة 99 ،1998مليون دوالر سنة ،2000وأدى إلى تخفيض حقوق املساهمين
ب 754مليون دوالر سنة ،2000كما أدى إلى رفع ديونها املفصح عنها إلى 628مليون دوالر سنة
،2000مما أدى ذلك إلى تحطيم أمانة السوق املالي وفقدان ثقة املستثمرين في شركة انرون،
وبعد أقل من شهر أفلست شركة انرون( .الزين و حسياني ،2016 ،صفحة )386
املجلد 10العدد – 1 :جوان 2023 496 مجلة دراسات اقتصادية
آمنة بوالقارة ،مهدي شباركة
انتشر إفالس وفضيحة انرون ،وتم اتهام العديد من مؤسس ي الشركة ومديريها التنفيذيين
بالتآمر واالحتيال في األوراق املالية والتداول من الداخل واالحتيال ،حيث أدين الرئيس التنفيذي
السابق كينيث الي بست تهم باالحتيال والتآمر وأربع تهم باالحتيال املصرفي ،لكنه توفي بنوبة
قلبية قبل أن يحكم عليه( Hasan Mousa, 2022, p. 02) .
شكل رقم ( :)03تحركات أسهم شركة انرون من جانفي 2000إلى ديسمبر .2002
نالحظ من خالل املنحنى البياني الخاص بحركة أسهم شركة انرون خالل الفترة من جانفي
2000إلى ديسمبر ،2002أنها شهدت ارتفاع خالل بداية سنتي 2000وبداية سنة ،2001ثم
استمرت باالنخفاض خالل األشهر األخيرة من سنة ،2001لتصل إلى أقل مستوى (مستوى
الصفر) 31 ،ديسمبر .2002
ولإلشارة فإن انهيار شركة انرون قد ساهم بشكل أساس ي في انهيار الشركة الشهيرة في ميدان
التدقيق آرثر أندرسون التي كانت مسؤولة عن تدقيق حساباتها ،فلقد خسرت شركة آرثر
أندرسون الكثير من عمالئها الكبار نتيجة دورها في سقوط انرون ،بحيث وصلت تلك الخسائر
إلى حوالي 30شركة من أكبر عمالئها( .سدرة ,أنيسة; بن قطاف ,محمد)2019 ،
ومنه فإن تهاون املدقق الخارجي في مسؤولياته اتجاه مخاطر التدقيق ،وعدم اإلفصاح عنها
ضمن رأيه املنهي ،ال يؤدي إلى خسائر مستقبلية للعميل فحسب ،وإنما يؤثر سلبا على سمعة
املدقق نفسه ،ومستقبله املنهي ،كما يؤثر على االقتصاد العام للبلد ،وتغيير في السياسات
والقوانين ،في حالة الشركات الكبرى ،التي تمس االقتصاد العاملي ،مثل انرون.
خاتمة
بعد التطرق ملختلف املفاهيم املتعلقة بمسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطر التدقيق،
وإسقاط إشكالية دراستنا على شركة انرون ،تم تأكيد صحة فرضيات الدراسة فيما يتعلق
بمسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطر التدقيق ،حيث توصلت الدراسة إلى أن املدقق
الخارجي لشركة انرون لم يلتزم بتطبيق هذه املسؤوليات رغم أهميتها ،األمر لذي ساهم بشكل
أساس ي في انهيار الشركة ،حيث توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج نوجزها فيما يلي:
-يمثل املدقق الخارجي هيئة مستقلة عن املؤسسة ،تتمثل أهم مهامه في الحكم على مصداقية
القوائم املالية بالدرجة األولى ،وهو ما يقوده إلى الحكم على وضعية املؤسسة املالية بموضوعية؛
-تتمثل مخاطر التدقيق في مجموعة مخاطر األخطاء الجوهرية والتي تشمل كل من املخاطر
املالزمة ،مخاطر الرقابة ،إضافة إلى مخاطر االكتشاف والتي تشمل مجموعة األخطاء املادية
التي يفشل املدقق في اكتشافها؛
-إن التزام املدقق الخارجي بمسؤولياته اتجاه مخاطر التدقيق ،والواردة ضمن معايير التدقيق
الدولية ،تساهم في التعبير عن الوضع الحقيق للمؤسسة ،وبالتالي تفادي مخاطر مستقبلية،
والعمل على تصحيح األخطاء الحالية؛
قائمة املراجع:
.)2021 ,12 15( .ISA 315التعرف على مخاطر التحريف الجوهري وتقييمه ،معيار التدقيق الدولي رقم .96-1 .315السعودية:
ترجمة الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين .تاريخ االسترداد ،2022 ,08 10من
https://www.ifac.org/system/files/publications/files/ISA -315_Full-Standard_ar_secure.pdf
.)2017 ,01 01( .ISA 330استجابات املدقق للمخاطراملقيمة ،معيار التدقيق الدولي رقم .21-1 .330السعودية :الهيئة السعودية
للمراجعين واملحاسبين .تم االسترداد من https://socpa.org.sa/getattachment/Socpa/Professional-
standards/International-Standards/2024/ISA-330.pdf.aspx?lang=ar-SA
ابراهيم عمروش .)2022 ,09 01( .دور تقنيات الذكاء االصطناعي في التقليل من مخاطر التدقيق دراسة استطالعية للخبراء
املحاسبين ومحافظي الحسابات ،مجلة االقتصاد الجديد ،جامعة خميس مليانة ،)02(13 ،الصفحات .186-168تم
االسترداد من https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/296/13/2/200901
أسامة طبيب .)2022 ,03 31( .أثر استخدام أساليب املحاسبة البداعية في إعداد القوائم املالية ودورها في تضليل مستخدميها
(حالة الشركة األمريكية للطاقة أنرون) ،مجلة الدراسات األكاديمية ،املركز الجامعي آفلو ،)01(04 ،الصفحات -211
.225تم االسترداد من https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/794/4/1/183911
أسماء مزيمش ،و عمر شريقي .)2020 ,06 29( .التدقيق الخارجي كأحد أهم اآلليات الخارجية للحوكمة ودوره في الحد من ممارسات
املحاسبة البداعية ،)01(05 .مجلة املال واألعمال ،جامعة الواد ،الصفحات .260-247تم االسترداد من
https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/468/5/1/118355
السعدي عياد .)2016 ,04 15( .مدى إدراك مراجع الحسابات ألساليب التالعب في النتائج واملراكز املالية ودوره في منع حدو
الغش املحاسبي ،)01(02 .مجلة إدارة األعمال والدراسات االقتصادية ،جامعة زيان عاشور ،الجلفة ،الصفحات -228
.251
سدرة ,أنيسة; بن قطاف ,محمد .)2019 ,06( .انهيار شركة انرون لطاقة سنة 2001من منظور مبادء حوكمة الشركات،)01(06 .
مجلة أبحاث ودراسات التنمية ،جامعة برج بوعريريج ،الصفحات .120-104تم االسترداد من
https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/57/6/1/110663
سعيدة رحيش .)2021 ,12 31( .املحاسبة البداعية في شركة إنرون من االنهيارالى االزدهار ،)02(06 .مجلة الدراسات االقتصادية،
من االسترداد تم .492-481 الصفحات مسيلة، جامعة
https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/469/6/2/174087
محمد التهامي طواهر ،و مسعود صديقي ،)2014( .كتاب املراجعة وتدقيق الحسابات الطار النظري واملمارسة التطبيقية (املجلد
.)04الجزائر ،ورقلة :ديوان املطبوعات الجامعية.
محمد سمير الصبان ،و حسن ابراهيم ابراهيم ،.)2012( .كتاب أصول املراجعة الخارجية (املجلد .)01االسكندرية :دار التعليم
الجامعي.
ميلود تومي ،و محمد ملين علون .)2017 ,04 30( .مساهمة عدم االلتزام بأخالقيات وقواعد السلوك املنهي ملهنة التدقيق في انهيار
شركتي انرون للطاقة وأرثر أندرسون للتدقيق ،)01(02 .مجلة اقتصاديات األعمال والتجارة ،جامعة مسيلة ،الصفحات
.51-32تم االسترداد من https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/480/2/1/65150
يونس الزين ،و عبد الحميد حسياني .)2016 ,12 06( .خطراملحاسبة االبداعية -حالة فضيحة شركة انرون ،)02(03 .-مجلة العلوم
اإلنسانية ،جامعة العربي ين مهيدي ،أم البواقي ،الصفحات ،393-377تم االسترداد من
https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/93/3/2/9051
Askary, S., Arnaout , J. P., & Abughazaleh , N. (2018). Audit evidences and modelling audit risk using goal
programming. 11(01), pp. 18-35,
- CFI Team. (2020, 05 12). Enron Scandal. Retrieved 07 20, 2022, from corporate finance institute:
https://corporatefinanceinstitute.com/resources/knowledge/other/enron-scandal/
Hasan Mousa, a. (2022, 04 30). Two Enrons for Rescuing Enron in Lucy Prebble’s Enron. 15(01), pp. 1-16.