You are on page 1of 23

501-479 .

‫ ص‬،)2023/ ‫ (جوان‬1 :‫ الع ــدد‬/10 ‫املجلد‬ ‫مجلـة دراسات اقتصادية‬

-‫مسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطرالتدقيق– دراسة حالة شركة انرون‬


The external auditor's responsibilities towards audit risks- Enron case study-

‫مهدي شباركة‬ *‫آمنة بوالقارة‬

‫ الجزائر‬،‫عبد الحميد مهري‬- 2 ‫جامعة قسنطينة‬


‫ الجزائر‬،‫عبد الحميد مهري‬- 2 ‫جامعة قسنطينة‬
‫مخبر الدراسات والبحوث التسويقية‬
chebarka.mehdi@univ-constantine2.dz
amina.boulkara@univ-constantine2.dz
2023/06/01 :‫تاريخ النشر‬ 2023/01/08 :‫تاريخ القبول‬ 2022/10/21 :‫تاريخ االستالم‬

‫ملخص‬
،‫تهدف هذه الدراسة إلى محاولة معرفة أهمية التزام املدقق الخارجي بمسؤولياته اتجاه مخاطر التدقيق‬
‫ وسعيا لتحقيق أهداف الدراسة تم االعتماد على املنهج الوصفي التحليلي في كل‬،‫وانعكاس ذلك على الشركات‬
‫ أين تم الحصول على معلومات حول التدقيق الخارجي ومخاطر‬،‫من الجانب النظري والجانب التطبيقي‬
‫ وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج أبرزها أن تواطؤ املدقق‬،‫ واسقاط إشكالية الدراسة على شركة انرون‬،‫التدقيق‬
،‫الخارجي في مهامه ومسؤولياته اتجاه مخاطر التدقيق املتعلقة بشركة انرون أدت في النهاية إلى انهيار الشركة‬
.‫ مما أدى ذلك إلى إنتاج فضيحة مالية عاملية‬،‫والتي كانت تعد من أكبر الشركات نجاحا‬
.‫ شركة انرون‬،‫ مخاطر التدقيق‬،‫ تدقيق خارجي‬:‫كلمات مفتاحية‬
G01،M42 :JEL ‫تصنيف‬
Abstract
This study aims to try to know the importance of the external auditor's commitment to his
responsibilities towards the risks of audit, and its reflection on companies, and in an effort to
achieve the goals of the study, the descriptive analytical approach was relied upon in both
theoretical and applied side, where information was obtained about external audit and the risks
of auditing, and dropping The problem of the study on Enron Company, and the study concluded
with several results, most notably that the external auditor's complicity in his duties and
responsibilities towards the audit risks related to the company of Enron led to the collapse of the
company, which was one of the largest success companies, which led to the production of a global
financial scandal.
Keywords: External Audit; Audit Risk; Enron Corporation.
Jel Classification: M42, G01

.‫*املؤلف املرسل‬
‫عبد الحميد مهري‬- 2 ‫منشورات جامعة قسنطينة‬
‫مسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطرالتدقيق – دراسة حالة شركة انرون‪-‬‬

‫مقدمة‬
‫يعد املدقق الخارجي أكثر طرف مستقل عن املؤسسة‪ ،‬والذي يتكفل بإعداد تقرير مالي‬
‫يلخص فيه الوضعية املالية لها‪ ،‬موضحا فيه بدقة رأيه الفني املحايد حول ما إذا كانت القوائم‬
‫املالية معدة وفقا ملبادئ املحاسبة املتعارف عليها عموما‪ ،‬وأنها ال تحتوي في مضمونها على مخاطر‬
‫جوهرية تؤثر على مركزها املالي‪ ،‬حيث يلتزم املدقق الخارجي بدقة تحديد مخاطر التدقيق‪ ،‬والتي‬
‫تشمل مجموع هذه األخطاء الجوهرية إضافة إلى تقدير احتمالية عدم اكتشافه لبعض‬
‫األخطاء‪ ،‬ومن ثم العمل على تخفيضها إلى املستوى املقبول بحيث ال تؤثر سلبا على املؤسسة‬
‫محل الفحص‪.‬‬

‫لذلك فقد اهتمت هيئات التدقيق الدولية بموضوع مخاطر التدقيق كل االهتمام‪ ،‬وأولت‬
‫مسؤوليات تقدير هذه املخاطر للمدقق الخارجي‪ ،‬باعتباره جهة مستقلة عن املؤسسة يمكن‬
‫االعتماد على تقاريره في اتخاذ القرارات املهمة واملناسبة من قبل األطراف الداخلية وكذلك‬
‫الخارجية ذات املصلحة‪ ،‬وان هذا االهتمام ليس من العدم‪ ،‬بل تسبقه العديد من األزمات املالية‬
‫العاملية‪ ،‬بسبب انهيار شركات كبرى‪ ،‬التي أثرت بشكل سلبي على االقتصاد العاملي‪ ،‬كان من أكثر‬
‫أسباب حدوثها هو التهاون بمسؤوليات املدقق الخارجي نحو مخاطر التدقيق‪ ،‬وعدم بذل العناية‬
‫املهنية الالزمة‪.‬‬

‫مشكلة الدراسة‪ :‬تسعى هذه الدراسة إلى بيان مسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطر‬
‫التدقيق‪ ،‬وكيف كان تأثير هذه املسؤوليات نحو شركة انرون العاملية‪ ،‬ومنه ارتأينا إلى طرح‬
‫التساؤل الرئيس ي التالي‪:‬‬

‫ما مدى تأثيرمسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطرالتدقيق على شركة انرون للطاقة؟‬

‫فرضيات الدراسة‪ :‬لإلجابة على إشكالية الدراسة قمنا بوضع الفرضيات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬يحرص املدقق الخارجي في إطار مسؤولياته اتجاه مخاطر التدقيق باالعتماد على مبدأ الشك‬
‫املنهي عند تدقيق البيانات املالية؛‬

‫‪ -‬يحرص املدقق الخارجي في إطار مسؤولياته اتجاه مخاطر التدقيق بالتعرف على مخاطر‬
‫األخطاء الجوهرية واالستجابة لها؛‬
‫املجلد ‪ 10‬العدد‪ – 1 :‬جوان ‪2023‬‬ ‫‪480‬‬ ‫مجلة دراسات اقتصادية‬
‫آمنة بوالقارة‪ ،‬مهدي شباركة‬
‫‪ -‬يحرص املدقق الخارجي في إطار مسؤولياته اتجاه مخاطر التدقيق بإبداء رأي فني محايد حول‬
‫القوائم املالية؛‬

‫‪ -‬يعتبر التهاون بمسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطر التدقيق السبب الرئيس ي النهيار‬
‫شركة انرون األمريكية‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‪ :‬نهدف من خالل هذه الدراسة إلى ما يلي‬

‫‪ -‬التعرف على اإلطار النظري للتدقيق الخارجي ومخاطر التدقيق؛‬


‫‪ -‬التعرف على مسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطر التدقيق؛‬
‫‪ -‬إسقاط الجانب النظري على شركة انرون‪ ،‬وكيف أثرت مسؤوليات املدقق الخارجي عليها‪.‬‬

‫منهجية الدراسة‪ :‬تم االعتماد على املنهج الوصفي التحليلي في كل من الجانب النظري والجانب‬
‫التطبيقي‪ ،‬أين تم الحصول على معلومات حول التدقيق الخارجي ومخاطر التدقيق‪ ،‬ووصف‬
‫وتحليل واقع مسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطر التدقيق في شركة انرون وكيف أثر ذلك‬
‫على الشركة‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪ :‬تناولت العديد من الدراسات كال من موضوعي املدقق الخارجي ومخاطر‬
‫التدقيق‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬دراسة (تومي و علون‪ ،)2017 ،‬بعنوان " مساهمة عدم االلتزام بأخالقيات وقواعد السلوك‬
‫املنهي ملهنة التدقيق في انهيار شركتي انرون للطاقة وآرثر أندرسون للتدقيق"‪ ،‬هدفت هذه‬
‫الدراسة إلى بيان مساهمة عدم االلتزام بأخالقيات ومبادئ التدقيق الخارجي في انهيار شركتي‬
‫انرون وآرثر أندرسون‪ ،‬حيث اعتمدت على املنهج الوصفي التحليلي لإلملام بالجانب النظري‬
‫للدراسة‪ ،‬ومنهج وصفي إحصائي لإلسقاط إشكالية الدراسة على شركة انرون وآرثر أندرسون‪،‬‬
‫وتوصلت الدراسة إلى أن املدقق الخارجي املتمثل في شركة آرثر أندرسون تواطئ في مسؤولياته‪،‬‬
‫ولم يصدر تقرير نظيف حول شركة انرون‪ ،‬كما أن هذه األخيرة لم تتقيد بآليات القياس‬
‫واالفصاح املناسبة‪ ،‬مما أدى إلى انهيارهما‪.‬‬

‫املجلد ‪ 10‬العدد‪ – 1 :‬جوان ‪2023‬‬ ‫‪481‬‬ ‫مجلة دراسات اقتصادية‬


‫مسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطرالتدقيق – دراسة حالة شركة انرون‪-‬‬
‫‪ -‬دراسة (‪ :)Askary, Arnaout , & Abughazaleh , 2018‬بعنوان " ‪Audit evidences and‬‬
‫‪ ،" modelling audit risk using goal programming‬هدفت هذه الدراسة إلى تعريف املدققين‬
‫الخارجيين ببرمجة الهدف (‪ ،)GP‬وهي تقنية مبتكرة تم اقتراحها من طرف الباحثين‪ ،‬يمكن‬
‫استخدامها في نماذج مخاطر التدقيق‪ ،‬توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها أن‬
‫استخدام تقنية (‪ ،)GP‬عند حساب مخاطر التدقيق يؤدي إلى تحسين جودة التدقيق‪ ،‬ومساعدة‬
‫املدققين على إدارة اتخاذ القرارات‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة (مزيمش و شريقي‪ ،)2020 ،‬بعنوان " التدقيق الخارجي كأحد أهم اآلليات الخارجية‬
‫للحوكمة ودوره في الحد من ممارسات املحاسبة اإلبداعية"‪ ،‬هدفت هذه الدراسة إلى التعرف‬
‫على دور التدقيق الخارجي في الحد من ممارسات املحاسبة اإلبداعية‪ ،‬حيث اعتمدت على املنهج‬
‫الوصفي التحليلي‪ ،‬من خالل إجراء مسح مكتبي لكل ما له عالقة باملوضوع‪ ،‬توصلت الدراسة إلى‬
‫أن التدقيق الخارجي يلعب دورا مهما في كشف األخطاء والتالعبات املحاسبية وأشكال الفساد‬
‫املالي واإلداري في الشركات‪ ،‬من خالل اإلجراءات التي يقوم بها املدقق على مستوى القوائم املالية‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة (عمروش‪ ،)2022 ،‬بعنوان " دور تقنيات الذكاء االصطناعي في التقليل من مخاطر‬
‫التدقيق دراسة استطالعية للخبراء املحاسبين ومحافظي الحسابات"‪ ،‬هدفت هذه الدراسة‬
‫إلبراز دور استخدام تقنيات الذكاء االصطناعي في عملية التدقيق من أجل التقليل من مستوى‬
‫مخاطر التدقيق‪ ،‬حيث تم توزيع استبيان لعينة من محافظي الحسابات والخبراء املحاسبين‪،‬‬
‫وقد قدر حجم العينة ‪ 73‬مفردة‪ ،‬توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج أهمها أن أفراد العينة‬
‫كانوا على اتفاق حول دور استخدام تقنيات الذكاء االصطناعي في التقليل من مستويات مخاطر‬
‫التدقيق إلى املستوى املقبول‪.‬‬

‫يتضح من خالل الدراسات السابقة للموضوع أن هناك جهود ومحاوالت من قبل الباحثين‬
‫في إبراز التقنيات التي تساهم في تخفيض مخاطر التدقيق‪ ،‬إال أن القليل منها تناولت أهمية‬
‫التزام املدققين الخارجيين بمسؤولياتهم اتجاه مخاطر التدقيق‪ ،‬وهذا هو الجانب الذي تختلف‬
‫فيه دراستنا عن الدراسات السابقة‪ ،‬وهو ما سنحاول توضيحه من خالل هذه الدراسة‪.‬‬

‫املجلد ‪ 10‬العدد‪ – 1 :‬جوان ‪2023‬‬ ‫‪482‬‬ ‫مجلة دراسات اقتصادية‬


‫آمنة بوالقارة‪ ،‬مهدي شباركة‬
‫الطارالنظري للتدقيق الخارجي ومخاطرالتدقيق‬ ‫‪.1‬‬

‫إن كبر حجم املؤسسات وتعقد معامالتها‪ ،‬قد نتج عنه االهتمام بالتدقيق الخارجي‬
‫للمؤسسة‪ ،‬والتركيز أكثر على مخاطر التدقيق ومحاولة االستجابة لها‪.‬‬

‫التدقيق الخارجي وأهميته‪ :‬يعد التدقيق الخارجي وظيفة مستقلة عن املؤسسة‪،‬‬ ‫‪.1.1‬‬

‫تكمن أهميتها بشكل أساس ي في الحكم على جودة القوائم املالية‪ ،‬ومدى موثوقيتها بالدرجة‬
‫األولى‪ ،‬ومدى احترام املؤسسة للقوانين واملبادئ املحاسبية‪.‬‬

‫تعريف التدقيق الخارجي‬ ‫‪1.1.1‬‬

‫يتمثل في التدقيق الذي يتم بواسطة طرف من خارج املؤسسة‪ ،‬بغية فحص البيانات‬
‫والسجالت املحاسبية‪ ،‬والوقوف على تقييم نظام الرقابة الداخلية‪ ،‬من أجل ابداء رأي فني‬
‫محايد حول صحة وصدق املعلومات املحاسبية الناتجة عن نظام املعلومات املحاسبية‪ ،‬وذلك‬
‫إلعطائها املصداقية حتى تنال القبول والرض ى لدى مستعملي هذه املعلومات من األطراف‬
‫الخارجية خاصة (املساهمين‪ ،‬املستثمرين‪ ،‬البنوك)‪( .‬طواهر و صديقي‪ ،2014 ،‬صفحة ‪)30‬‬

‫يعرف التدقيق الخارجي بأنه عملية فحص ملجموعة من املعلومات‪ ،‬تقوم على االستقصاء‪،‬‬
‫بهدف التحقق من سالمة القوائم املالية‪ ،‬وذلك وفقا ملجموعة من املعايير املوضوعة‪ ،‬تعكس‬
‫احتياجات مستخدمي تلك القوائم‪ ،‬مع ضرورة إيصال هذا الرأي إلى األطراف املعنية‪ ،‬ملساعدتها‬
‫في الحكم على مدى جودة ونوعية هذه املعلومات‪ ،‬وتحديد مدى االعتماد عليها‪( .‬الصبان و‬
‫ابراهيم‪ ،2012 ،‬صفحة ‪)15‬‬

‫من خالل التعاريف السابقة يمكن القول أن التدقيق الخارجي هو مجموعة اإلجراءات التي‬
‫تشمل الفحص والتحليل لكل العمليات املنجزة من طرف املؤسسة خالل الفترة املالية‪ ،‬ومن ثم‬
‫إبداء رأي فني محايد حول صحة وموثوقية بياناتها املالية‪.‬‬

‫أهمية التدقيق الخارجي‪ :‬يمثل التدقيق الخارجي وسيلة تهم عدة أطراف‪ ،‬تتمثل‬ ‫‪2.1.1‬‬

‫فيما يلي‪( :‬مزيمش و شريقي‪ ،2020 ،‬الصفحات ‪)254-253‬‬

‫املجلد ‪ 10‬العدد‪ – 1 :‬جوان ‪2023‬‬ ‫‪483‬‬ ‫مجلة دراسات اقتصادية‬


‫مسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطرالتدقيق – دراسة حالة شركة انرون‪-‬‬
‫‪ -‬إدارة املؤسسة‪ :‬تعتمد إدارة املؤسسة كليا على البيانات املحاسبية املدققة من قبل طرف‬
‫مستقل عنها‪ ،‬وذلك فيما يخص التخطيط ومراقبة األداء وتقييمه‪.‬‬

‫‪ -‬املقرضون والبنوك‪ :‬تعتمد هذه الفئة على البيانات املالية املدققة من قبل شخص مستقل‬
‫عن املؤسسة‪ ،‬حتى يتمكنون من معرفة الوضع املالي لها‪ ،‬التخاذ قرار منح القروض والتسهيالت‬
‫االئتمانية من عدمه‪.‬‬

‫‪ -‬املستثمرون‪ :‬يتم اللجوء إلى البيانات املالية املدققة لغرض اتخاذ قرار بشأن توجيه املدخرات‬
‫واالستثمارات ملؤسسة ما بهدف تحقيق أكبر عائد ممكن‪.‬‬

‫‪ -‬الجهات الحكومية‪ :‬تعتمد على القوائم املالية املدققة كجزء من الرقابة وفرض الضرائب‪.‬‬

‫‪ .2.1‬مخاطر التدقيق ‪ :‬تمثل مجموعة األخطاء الجوهرية الواردة ضمن البيانات املالية‪،‬‬
‫وتشمل املخاطر املالزمة‪ ،‬مخاطر الرقابة‪ ،‬مخاطر االكتشاف‪.‬‬

‫‪ .1.2.1‬تعريف مخاطر التدقيق‪ :‬تعرف مخاطر التدقيق حسب معيار التدقيق الدولي رقم‬
‫‪ 400‬بأنها خطر ابداء املدقق لرأي غير مناسب‪ ،‬عندما تكون القوائم املالية محرفة بشكل‬
‫جوهري‪ ،‬حيث تدل على كل من مخاطر األخطاء الجوهرية ومخاطر االكتشاف‪( .‬عمروش‪،‬‬
‫‪ ،2022‬صفحة ‪ ،)170‬كما عرفه مجمع املحاسبين القانونيين األمريكي )‪ ،(AICPA‬بأنه الخطر‬
‫الذي يؤدي إلى فشل املدقق دون أن يدري في إبداء رأيه بشكل مناسب‪ ،‬عندما يوجد خطأ‬
‫جوهري في القوائم املالية‪( .‬الصبان و ابراهيم‪ ،2012 ،‬صفحة ‪)128‬‬

‫‪ .2.2.1‬مكونات مخاطرالتدقيق‪ :‬تتكون مخاطر التدقيق من ثالث مكونات‪ ،‬تتمثل فيما يلي‬
‫(عمروش‪ ،2022 ،‬صفحة ‪)171‬‬

‫أ‪ -‬املخاطراملالزمة‪Inherent Risk :‬‬

‫تعرف بأنها قابلية إقرار عن فئة معاملة معينة‪ ،‬أو رصيد حساب لوجود تحريف يمكن أن‬
‫يكون جوهريا إما بشكل فردي أو عند تجميعه مع تحريفات أخرى‪ ،‬دون األخذ في عين االعتبار‬
‫أدوات الرقابة ذات العالقة‪ ،‬وهي مخاطر تنتج عن عوامل ظروف عمل املؤسسة أو خصائص‬
‫متعلقة لحساب معين‪.‬‬

‫املجلد ‪ 10‬العدد‪ – 1 :‬جوان ‪2023‬‬ ‫‪484‬‬ ‫مجلة دراسات اقتصادية‬


‫آمنة بوالقارة‪ ،‬مهدي شباركة‬
‫ب‪ -‬مخاطرالرقابة‪Control Risk :‬‬

‫عرفت من قبل معهد املحاسبين القانونيين األمريكيين بأنها املخاطر التي تنتج عن حدوث‬
‫خطأ في أحد األرصدة أو نوع معين من العمليات‪ ،‬ويكون جوهريا إما بمفرده أو إذا تم جمعه مع‬
‫خطأ رصيد أو عملية أخرى وال يمكن منعه أو اكتشافه في الوقت املناسب بسبب ضعف أنظمة‬
‫الرقابة الداخلية املطبقة‪.‬‬
‫ت‪ -‬مخاطراالكتشاف‪Detection Risk :‬‬

‫تشمل املخاطر التي ال يمكن إلجراءات التدقيق الجوهرية املنجزة اكتشاف املعلومات‬
‫الخاطئة املوجودة في رصيد حساب أو مجموعة من املعامالت‪ ،‬والتي يمكن أن تكون جوهرية‬
‫منفردة‪ ،‬أو عندما تجمع مع معلومات خاطئة في أرصدة حسابات أو مجموعات أخرى‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن املخاطر املالزمة ومخاطر الرقابة ترتبط باملؤسسة محل التدقيق‪ ،‬أي‬
‫أن هذان النوعان ال يتحكم فيهما املدقق‪ ،‬على عكس مخاطر االكتشاف التي ترتبط بفاعلية‬
‫إجراء التدقيق‪ ،‬وبأسلوب تطبيقه من قبل املدقق‪ ،‬لذلك يستطيع املدقق التحكم في هذا النوع‪،‬‬
‫كما يعمل على تخفيضه‪.‬‬

‫إن تحديد مستوى كل نوع من مخاطر التدقيق‪ ،‬يوضح للمؤسسة محل التدقيق أي خطر‬
‫من شأنه أن يؤثر على استمراريتها‪ ،‬كما يساعد املدقق على وضع برنامج التدقيق األمثل‪ ،‬وتساعد‬
‫هذه العملية املدقق في عدة جوانب‪ ،‬نذكر أهمها ما يلي‪( Askary, Arnaout , & Abughazaleh , :‬‬
‫)‪2018, p. 22‬‬

‫‪ -‬الفهم الشامل لطبيعة أنشطة املؤسسة وبيئتها؛‬


‫‪ -‬ممارسة العناية املهنية الالزمة؛‬
‫‪ -‬معرفة مستوى نزاهة املديرين على جميع املستويات؛‬
‫‪ -‬إدراك مدى أهمية اعتماد مساهمي املؤسسة على البيانات املالية في صنع القرار‬
‫االقتصادي؛‬
‫‪ -‬االقرار بأي مخاطر للمؤسسة قد تؤدي إلى أزمة مالية في املستقبل‪.‬‬

‫املجلد ‪ 10‬العدد‪ – 1 :‬جوان ‪2023‬‬ ‫‪485‬‬ ‫مجلة دراسات اقتصادية‬


‫مسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطرالتدقيق – دراسة حالة شركة انرون‪-‬‬
‫مسؤوليات املدقق الخارجي ذات العالقة بمخاطر التدقيق‪ :‬يلتزم املدقق الخارجي‬ ‫‪.2‬‬

‫بتحديد األخطاء الجوهرية الواردة في القوائم املالية‪ ،‬وذلك بااللتزام بمبادئ ومعايير املهنة‬
‫املتعارف عليها‪ ،‬نذكر أهمها ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1.2‬االعتماد على مبدأ الشك املنهي في تدقيق البيانات املالية ‪ :‬يعرف الشك املنهي وفقا‬
‫ملعيار التدقيق الدولي رقم ‪( 200‬األهداف العامة التي تحكم تدقيق البيانات املالية) ‪ ،‬بأنه عدم‬
‫إهمال الحاالت التي تؤدي إلى وجود تشويه في البيانات املالية‪ ،‬حيث يلجأ املدقق الخارجي في عمله‬
‫إلى الشك املنهي في كل مراحل عمليات الفحص‪ ،‬وذلك من خالل ما يلي ‪(Hamshari, Haitham , :‬‬
‫)‪& Alqam , 2021, p. 109‬‬

‫‪ -‬عقلية االستجواب‪ :‬يتمثل في التفكير العقلي للمدقق الذي يعزز من استقالليته‪ ،‬ويساعده‬
‫على العمل بنزاهة وشفافية‪ ،‬حيث يلتزم بطرح التساؤالت بشكل مستمر حول كفاية ومالئمة‬
‫األدلة التي يحصل عليها‪ ،‬وتوخي الحدر في حالة وجود أدلة متضاربة‪ ،‬أو أي ظروف تدل على وجود‬
‫غش وأخطاء في البيانات املالية‪.‬‬

‫‪ -‬تعليق الحكم‪ :‬أي عدم التسرع في اتخاذ القرار من قبل املدقق الخارجي‪ ،‬اتجاه األدلة التي‬
‫حصل عليها‪ ،‬وذلك بالحصول من اإلدارة على إجابات ألسئلته واستفساراته حول القوائم‬
‫املالية‪ ،‬وإذا كانت ردود اإلدارة متناقضة‪ ،‬فيجب على املدقق أال يكون سريعا في اتخاذ أي قرار‪.‬‬

‫‪ -‬البحث عن املعرفة‪ :‬إن مقدار فضول املدقق في الحصول على أدلة كافية ومقنعة‪ ،‬يدفعه إلى‬
‫البحث أكثر عن صحة وموثوقية هذه املعلومات‪ ،‬وهذا يؤدي على تقليل عوامل عدم اليقين‪.‬‬

‫‪ -‬الفهم الشخص ي‪ :‬فهم املدقق وتقييمه لشخصية اإلدارة‪ ،‬ومعرفة الدوافع والحوافز‬
‫والضغوط التي تجعل اإلدارة تقدم تقارير مالية تحتوي على تحريفات أو بيانات مضللة‪.‬‬

‫‪ -‬االستقالل الذاتي‪ :‬ضرورة تمتع املدقق باالستقاللية التامة في عمله‪ ،‬والتعبير عن رأيه عن‬
‫عدالة القوائم املالية دون التعرض ألية تأثيرات من شأنها إضعاف رأيه‪ ،‬لذلك فإن ممارسة‬
‫املدقق بصفة مستمرة لتشكيك املنهي تعزز موثوقية األدلة‪.‬‬

‫‪ -‬الثقة بالنفس‪ :‬كلما زادت الخبرة العلمية واملهنية لدى املدقق‪ ،‬زادت ثقته بنفسه‪ ،‬وكلما مارس‬
‫املدقق الشك املنهي لتقييم املصادر واملعلومات‪.‬‬
‫املجلد ‪ 10‬العدد‪ – 1 :‬جوان ‪2023‬‬ ‫‪486‬‬ ‫مجلة دراسات اقتصادية‬
‫آمنة بوالقارة‪ ،‬مهدي شباركة‬
‫‪ .2.2‬التعرف على مخاطر األخطاء الجوهرية وتقييمها‪ :‬تشمل مخاطر األخطاء الجوهرية كل‬
‫من املخاطر املالزمة ومخاطر الرقابة‪ ،‬وهي مخاطر تخضع لسيطرة املؤسسة محل الفحص‪،‬‬
‫حيث يلتزم املدقق الخارجي بتقييمهما‪ ،‬وعلى أساس ذلك التقييم يقوم بتقييم مخاطر‬
‫االكتشاف‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف مخاطراألخطاء الجوهرية‪ :‬تتمثل مخاطر األخطاء الجوهرية في خطر وجود تحريفات‬
‫بالبيانات املالية‪ ،‬وذلك قبل مباشرة عملية التدقيق‪ ،‬حيث تؤدي إلى رأي تدقيق غير مناسب‪،‬‬
‫وال يمكن للمدقق أن يخفض منها ألنها تتعلق باملؤسسة محل التدقيق‪ ،‬حيث تمثل مجموع كل‬
‫من املخاطر املالزمة ومخاطر الرقابة‪ ،‬ويتم تقييمها بصفة مشتركة‪ ،‬وفي حالة املخاطر الكبيرة‬
‫فإن كل خطر يقيم على حدا )‪ ،( Askary, Arnaout , & Abughazaleh , 2018, p. 22‬وهي مخاطر‬
‫تنتج إما عن خطأ أو احتيال‪ ،‬حيث يعرف الخطأ حسب معيار التدقيق الدولي رقم ‪ 240‬بأنه‬
‫إجراء غير مقصود يؤدي إلى تحريف بالبيانات املالية‪ ،‬في حين تم تعريف االحتيال بأنه إساءة‬
‫استخدام البيانات املالية أو التحريف املتعمد لها‪ ،‬حيث يشمل التالعب بالسجالت واملستندات‬
‫املحاسبية‪ ،‬إما عن طريق الحذف املتعمد للبيانات املالية‪ ،‬وعدم كفاية اإلفصاح املناسب‪ ،‬أو‬
‫سوء االستخدام املتعمد لتطبيق السياسات املحاسبية‪(Hamshari, Haitham , & Alqam , .‬‬
‫)‪2021, p. 110‬‬
‫‪ -‬تقييم مخاطراألخطاء الجوهرية‪ :‬يجب على املدقق الخارجي تقييم طبيعة ومدى تأثير مخاطر‬
‫التحريفات الجوهرية على مستوى القوائم املالية‪ ،‬وكذلك على مستوى االقرارات‪ ،‬وذلك بتقييم‬
‫املخاطر املالزمة عن طريق تقييم احتمالية التحريف وحجمه‪ ،‬واألخذ بعين االعتبار تأثير هذه‬
‫املخاطر على مستوى االقرارات وعلى مستوى البيانات املالية‪ ،‬إضافة إلى تقييم مخاطر الرقابة‬
‫وذلك من خالل اختبار الفاعلية التشغيلية ألدوات الرقابة‪ ،‬حيث يعتمد في ذلك على العديد من‬
‫الطرق نذكر أهمها‪ ،2021 ،ISA 315( :‬الصفحات ‪)20-10‬‬

‫‪ -‬االستفسار من اإلدارة واألفراد اآلخرين داخل املؤسسة‪ ،‬حيث يعتمد على تقارير املدقق‬
‫الداخلي في الوصول إلى حقائق األحداث املالية؛‬

‫‪ -‬استخدام اإلجراءات التحليلية لتوفير مؤشرات مبدئية عن احتمالية وجود تحريف جوهري؛‬

‫‪ -‬املالحظة والفحص املادي لتوفير معلومات حول بيئة املؤسسة‪.‬‬


‫املجلد ‪ 10‬العدد‪ – 1 :‬جوان ‪2023‬‬ ‫‪487‬‬ ‫مجلة دراسات اقتصادية‬
‫مسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطرالتدقيق – دراسة حالة شركة انرون‪-‬‬
‫االستجابة ملخاطر التحريف الجوهري‪ :‬يقيم املدقق في هذه املرحلة مخاطر‬ ‫‪.3.2‬‬

‫االكتشاف حيث أنها تخضع لسيطرة املدقق نفسه وبالتالي يستطيع أن يقلل منها من أجل‬
‫التخفيض من مخاطر التدقيق‪.‬‬

‫يجب على املدقق أن يصمم وينفذ إجراءات تدقيق إضافية تستند وتستجيب من حيث‬
‫طبيعتها وتوقيتها ومداها إلى مخاطر التحريف الجوهرية املقيمة‪ ،‬حيث يجب على املدقق القيام‬
‫بما يلي‪ ،2017 ،ISA 330( :‬الصفحات ‪)7-1‬‬

‫‪ -‬النظر في األسباب التي أدت إلى التقييم الذي توصل إليه لخطر التحريف الجوهري على‬
‫مستوى االقرارات لكل فئة معامالت وكل رصيد حساب وكل إفصاح؛‬
‫‪ -‬تقييم احتمال وجود تحريف جوهري بسبب الخصائص املعينة لفئة املعامالت أو رصيد‬
‫الحساب أو اإلفصاح ذي الصلة؛‬
‫‪ -‬الحصول على أدلة أكثر إقناعا؛‬
‫‪ -‬التأكيد على فريق التدقيق بضرورة الحفاظ على نزعة الشك املنهي؛‬
‫‪ -‬تعيين موظفين أكثر خبرة أو ذوي مهارة معينة أو االستعانة بخبراء؛‬
‫‪ -‬إحراء تغييرات عامة في طبيعة وتوقيت إجراءات التدقيق اإلضافية؛‬
‫‪ -‬زيادة عدد املواقع التي يشملها نطاق التدقيق‪.‬‬

‫‪ .4.2‬ابداء رأي فني محايد‪ :‬ينبغي على املدقق الخارجي أن يوضح ويشير في التقرير املقدم‬
‫وبكل صراحة عن رأي فني محايد حول مدى داللة القوائم املالية الختامية على املركز املالي‬
‫الحقيق للمؤسسة‪ ،‬وذلك من خالل العناصر التالية‪( :‬طواهر و صديقي‪ ،2014 ،‬الصفحات‬
‫‪)55-53‬‬

‫‪ -‬مدى سالمة مسار املعالجة املحاسبية للبيانات؛‬

‫‪ -‬مدى احترام املبادئ املحاسبية املقبولة عموما؛‬

‫املجلد ‪ 10‬العدد‪ – 1 :‬جوان ‪2023‬‬ ‫‪488‬‬ ‫مجلة دراسات اقتصادية‬


‫آمنة بوالقارة‪ ،‬مهدي شباركة‬
‫‪ -‬االلتزام باالستمرار في تطبيق الطرق املحاسبية املطبقة من سنة إلى أخرى‪ ،‬وفي حالة العكس‬
‫يجب على اإلدارة تقديم الحسابات والقوائم األخرى طبقا للطرق السالفة التطبيق والجديدة‪،‬‬
‫وكذلك تقديم الفرق الناتج عن هذا التغيير؛‬

‫‪ -‬تقديم إيضاحات كافية من املسيرين حول القوائم املالية‪ ،‬وكل الوثائق املتضمنة للمعلومات‬
‫املحاسبية في نهاية كل دورة؛‬

‫‪ -‬إبداء رأي فني محايد حول مسار عملية املراجعة واختيار نوع التقرير املقابل لذلك‪ ،‬حيث‬
‫نجد التقرير النظيف‪ ،‬التقرير التحفظي‪ ،‬التقرير السالب‪ ،‬تقرير عدم إبداء الرأي؛‬

‫‪ -‬تقليل الخطر خاصة ما يتعلق بعنصر ذا أهمية كبيرة‪ ،‬وذلك باستعمال برنامج للرقابة موجه‬
‫لكشف مواطن الضعف في نظام الرقابة الداخلية للمؤسسة‪.‬‬

‫‪ .3‬النتائج املترتبة عن التهاون بمسؤوليات املدقق الخارجي‪ ،‬حالة شركة انرون (‪)Enron‬‬

‫‪ .1.3‬التعريف بشركة انرون‪ :‬يعود أصل شركة انرون إلى شركة ‪Northern Natural Gas‬‬
‫‪ Company‬التي تأسست سنة ‪ 1932‬في أوماها نيبراسكا الواليات املتحدة‪ ،‬ثم أعيد تنظيمها سنة‬
‫‪ 1979‬باعتبارها الشركة الرئيسية التابعة للشركة القابضة ‪ InteNorth of Omaha‬شركة‬
‫طاقات متنوعة وشركة منتجات ذات صلة بالطاقة‪ ،‬ومن األعمال الرئيسية لها إنتاج منتجات‬
‫الغاز الطبيعي والنقل والتسويق وكذلك سوائل الغاز الطبيعي وصناعة البالستيك‪ ،‬ثم تأسست‬
‫شركة انرون اثر اندماج شركتي ‪ Houston Natural Gas‬و ‪( InteNorth of Omaha‬طبيب ‪،‬‬
‫‪ ،2022‬صفحة ‪)220‬‬

‫كانت شركة انرون من أنجح وأكبر الشركات في تاريخ أمريكا‪ ،‬تمثل شكلها النهائي بعد توحيد‬
‫كل من شركة ‪ Houston Natural Gas‬و‪ ، Inter North‬وذلك بعد إلغاء القيود الفيدرالية‬
‫لخطوط أنابيب الغاز الطبيعي‪ ،‬كان الرئيس التنفيذي للشركة هو ‪ Kenneth Lay‬الذي كلف‬
‫‪ Jeffrey Skilling‬بتطوير استراتيجيات األعمال في انرون‪ ،‬الذي عين هو اآلخر ‪Andy Fastow‬‬
‫كرئيس تنفيذي للشؤون املالية سنة ‪ ،1998‬ارتفعت سمعة انرون بسرعة داخل وخارج أمريكا‪،‬‬
‫حيث تجاوزت اإليرادات ‪ 100‬مليار دوالر‪ ،‬وسعر السهم ‪ 90‬دوالر‪( Hasan Mousa, 2022, p. .‬‬
‫)‪02‬‬
‫املجلد ‪ 10‬العدد‪ – 1 :‬جوان ‪2023‬‬ ‫‪489‬‬ ‫مجلة دراسات اقتصادية‬
‫مسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطرالتدقيق – دراسة حالة شركة انرون‪-‬‬
‫يوضح الجدول التالي تطور نشاط شركة انرون من ‪ 1985‬إلى ‪:2001‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)01‬تطورشركة انرون‪.‬‬
‫سنة ‪2000‬‬ ‫سنة ‪1985‬‬ ‫البيان‬
‫‪ 18000 +‬عامل حول العالم‬ ‫‪ 15076‬عامل‬ ‫عدد العمال‬
‫‪ 30 +‬بلد‬ ‫‪ 04‬بلدان‬ ‫البلدان الناشطة فيها‬
‫‪ 33‬مليار دوالر‬ ‫‪ 12.1‬مليار دوالر‬ ‫األصول‬
‫‪ 32000 +‬ميل‬ ‫‪ 37000‬ميل‬ ‫طول خط األنابيب‬
‫‪ 14‬مشروع في ‪ 11‬بلد‬ ‫‪01‬‬ ‫املشاريع الضخمة قيد النجاز‬
‫‪ 51‬مشروع في ‪ 15‬بلد‬ ‫‪01‬‬ ‫املشاريع الضخمة العاملة‬
‫املرتبة ‪18‬‬ ‫ال توجد‬ ‫ترتيبها ضمن ‪ 500‬شركة ناجحة‬
‫املصدر‪( :‬رحيش‪ ،2021 ،‬صفحة ‪)487‬‬
‫نالحظ أن الشركة حققت نموا مرتفعا خالل بداية األلفية خاصة قيمة األصول التي شهدت‬
‫ارتفاعا هائال‪ ،‬إضافة إلى ترتيبها ضمن الشركات الناجحة عامليا ضمن رتبة ‪ ،18‬بعد أن كانت غير‬
‫مدرجة في الثمانيات‪ ،‬وانتشار مشاريعها حول العالم حيث وصلت إلى ‪ 51‬مشروعا ضخما عامال‬
‫في ‪ 15‬بلد‪ ،‬و‪ 14‬مشروع قيد اإلنجاز‪ ،‬وهذا ما صاحبه ازدياد في عدد العمال بقيمة ‪ 18000‬عامل‬
‫حول العالم‪ ،‬كذلك زيادة في طول خط األنابيب قدرت ب ‪ 32000‬ميل‪.‬‬

‫‪ .2.3‬نبذة عن فضيحة شركة انرون‪ :‬من املحتمل أن تكون فضيحة انرون هي أكبر فضيحة‬
‫محاسبية وأكثرها تعقيدا‪ ،‬من خالل استعمال الخدع املحاسبية‪ ،‬تمكنت من خداع مستثمريها‬
‫لالعتقاد بأن أداء الشركة كان أفضل بكثير مما كان عليه في الواقع‪ ،‬حيث تم تداول أسهم‬
‫الشركة في منتصف سنة ‪ 2001‬عند أعلى مستوى لها إلى ‪ 90.75‬دوالرا‪ ،‬لتنخفض عند الكشف‬
‫عن الفضيحة إلى أدنى مستوى لها على االطالق عند ‪ 0.26‬دوالر في نوفمبر ‪ ،2001‬حيث‬
‫استعملت الشركة طريقة محاسبية تعرف باسم محاسبة القيمة حسب السوق *)‪،(MTM‬‬
‫يمكن تسجيل بموجبها األصول في امليزانية العمومية للشركة بقيمتها السوقية العادلة على عكس‬
‫قيمتها الدفترية‪ ،‬حيث يمكن للشركات سرد أرباحها كتوقعات بدال من األرقام الفعلية لها‪،‬‬

‫*‬
‫‪MTM : Mark to Market Accounting‬‬
‫املجلد ‪ 10‬العدد‪ – 1 :‬جوان ‪2023‬‬ ‫‪490‬‬ ‫مجلة دراسات اقتصادية‬
‫آمنة بوالقارة‪ ،‬مهدي شباركة‬
‫وبالتالي يصعب تحديد القيم العادلة‪ ،‬وحتى الرئيس التنفيذي للشركة ‪ Jeff Skilling‬وجد‬
‫صعوبة في شرح جميع األرقام الواردة في البيانات املالية للمراسلين املاليين‪ ،‬واكتفى بالتصريح‬
‫بأنها يصعب تحديدها بسبب الطبيعة بالجملة للشركة‪ ،‬لكن يمكن الوثوق بها‪ ،‬حيث كانت‬
‫التدفقات النقدية الناتجة عن أصولها أقل بكثير من التدفقات النقدية التي أبلغت عنها للجنة‬
‫األوراق املالية والبورصات (‪ ،)SEC‬وإلخفاء الخسائر أنشأت انرون العديد من الشركات الوهمية‬
‫الخاصة املعروفة باسم الكيانات ذات األغراض الخاصة (‪ ،)SPEs‬التي كانت معظمها موجودة‬
‫فقط على الورق‪ ،‬وبالتالي فإن املحللين واملراسلين املاليين ببساطة لم يعرفوا بوجودهم‪ ،‬ناهيك‬
‫عن الحوافز الشخصية التي تلقاها فريق اإلدارة عند وصول األسهم إلى مستويات أسعار محددة‬
‫مسبقا‪ ،‬ما جعلهم يصممون على زيادة سعر السهم على أمل أن تترجم حوافزهم اإلدارية إلى‬
‫تعويض أكبر لهم‪( CFI Team, 2020).‬‬

‫‪ .3.3‬التعريف باملدقق الخارجي لشركة انرون‬

‫تأسست على يد أستاذ املحاسبة ‪ Arthur Andersen‬سنة ‪ ،1913‬بشيكاغو‪ ،‬عمل حوالي‬


‫‪ 85000‬شخص في ذروته في ‪ 84‬دولة‪ ،‬ووجد اآلالف منهم وظائف في الخدمات املهنية‪ ،‬أفادت‬
‫الشركة بحوالي ‪ 09‬مليارات دوالر من اإليرادات العاملية للسنة املالية ‪ ،2001‬أدينت سنة ‪2002‬‬
‫من قبل هيئة محلفين في هيوستن بعرقلة تحقيق الحكومة في انرون عن طريق تمزيق آالف‬
‫السجالت وحذف عشرات اآلالف من رسائل البريد اإللكتروني‪ ،‬مما أعاق تحقيق األوراق املالية‪.‬‬
‫ولجنة الصرف)‪( Maurer, 2022‬‬

‫تعد شركة آرثر أندرس )‪ (Arthur Andersen‬من أكبر شركات التدقيق العاملية في فترة‬
‫التسعينيات‪ ،‬حيث كانت ضمن أكبر خمس شركات تدقيق ومحاسبة في العالم‪ ،‬كانت تتبع بدقة‬
‫قواعد محاسبية واضحة مبنية على الصدق واالحترام‪ ،‬وتحتوي على محاسبين من الدرجة‬
‫األولى‪ ،‬خالل هذه الفترة شهدوا مدخولهم يرتد من ‪ 8‬ماليين دوالر إلى ‪ 190‬مليون دوالر‪ ،‬عززت‬
‫هذه القفزة مكانتها كثاني أكبر شركة تدقيق‪ .‬بغض النظر عن سلسلة عمليات الدمج التي مرت‬
‫ً‬
‫عبر الشركة خالل التسعينيات‪ ،‬ظل أندرسن مستقال خالل هذه الفترة األساسية‪ ،‬ثم بدأ التركيز‬
‫املركزي للشركة في االنتقال من التدقيق إلى الخدمات االستشارية )‪.(urja-sggscc, 2021‬‬

‫املجلد ‪ 10‬العدد‪ – 1 :‬جوان ‪2023‬‬ ‫‪491‬‬ ‫مجلة دراسات اقتصادية‬


‫مسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطرالتدقيق – دراسة حالة شركة انرون‪-‬‬
‫‪ .4.3‬تهاون آرثرأندرسون بمسؤولياته عن مخاطر التدقيق و انعكاس ذلك على شركة انرون‪:‬‬
‫إن مسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطر وفقا ملعايير املهنة‪ ،‬هو استخراج كل األخطاء‬
‫والتحريفات الجوهرية التي قد تؤثر في املركز املالي للمؤسسة‪ ،‬لكن ما حدث في شركة انرون هو‬
‫تهاون املدقق الخارجي بمسؤولياته اتجاه مخاطر التدقيق‪ ،‬نذكر أهمها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تجاهل األخطاء الجوهرية الواردة في البيانات املالية‪ :‬نتيجة لقواعد املحاسبة في الواليات‬
‫املتحدة‪ ،‬سمح للشركات بإنشاء كيانات ذات أغراض خاصة ‪ SPEs‬للتعامل مع األصول التي لم‬
‫تكن مدرجة في امليزانية العمومية‪ ،‬نفدت انرون معامالت احتيالية مع شركات تابعة وهمية‬
‫لتزوير البيانات املالية للشركة‪ ،‬تم تحويل الدين املوجود في امليزانية العمومية للشركة إلى‬
‫امليزانية العمومية للشريك الظاهر‪ ،‬وحسب التحقيق زعم أن البنوك االستثمارية واملحامين‬
‫واملستثمرين متورطين في هذه املعامالت االحتيالية‪ ،‬ونتيجة للمساعدات التي قدمتها هذه‬
‫الشركات ذات األغراض الخاصة‪ ،‬كانت البيانات املالية لشركة انرون مبالغ فيها‪ ،‬وكان زوال‬
‫انرون مؤكدا عمليا عندما انهارت معامالت ‪ SPE‬الزائفة في خريف ‪ ،2001‬تم قبول املعامالت في‬
‫األصل من قبل الشركة ولكن بعد تدقيقها من قبل آرثر أندرسون قرر أنها ال تتوافق مع قواعد‬
‫املحاسبة ويجب إلغائها نتيجة لذلك‪ ،‬بدال من التدقيق الشامل لهذه املعامالت االحتيالية وإبالغ‬
‫مديري الشركة باملخاطر التي تنجر عنها‪ ،‬اختار املدققون تجاهلها‪ ،‬مما ساهم في الصورة‬
‫املنحرفة للشركة في السوق‪(Khan, Khan, Khan, & Jamshed, 2022, p. 18) .‬‬

‫‪ -‬عدم الكشف عن االحتيال املالي‪ :‬كجزء من مسؤولية املدقق في إعطاء تأكيد معقول في‬
‫التقرير املالي‪ ،‬فإن الحصول على أدلة كافية ومناسبة مطلوب‪ ،‬حيث يتم تنفيذ إجراءات‬
‫االختبارات املوضوعية على أرصدة الحسابات وفئة املعامالت التي ال تقلل فقط من مخاطر‬
‫االكتشاف ومخاطر التدقيق‪ ،‬ولكن الستنتاج أن هناك تأكيد معقوال في جميع نواحي التقرير‬
‫املالي‪ ،‬وبالتالي لم يكتشف املدقق الخارجي عملية الدمج الفاشلة لشركة انرون إلخفاء الخسائر‬
‫والديون من املستثمرين‪(stanislav idowu ca, 2015).‬‬

‫توصلت شركة انرون بين ‪ 08‬جانفي ‪ 2008‬و‪ 31‬ديسمبر ‪ 2009‬حوالي ‪ 1843‬حالة احتيال‬
‫منهي عاملي‪ ،‬وأن ‪ % 25‬من حاالت االحتيال تسببت على األقل في خسارة مليون دوالر أمريكي‪،‬‬
‫وكشفت أن عمليات االحتيال هذه لم يتم اكتشافها مبكرا حتى ‪ 18‬شهرا على األقل في املتوسط‬
‫املجلد ‪ 10‬العدد‪ – 1 :‬جوان ‪2023‬‬ ‫‪492‬‬ ‫مجلة دراسات اقتصادية‬
‫آمنة بوالقارة‪ ،‬مهدي شباركة‬
‫بعد حدوثها‪ ،‬حيث بدأت حاالت االحتيال في أواخر التسعينيات‪ ،‬واستمرت في حدوثها إلى أن أدت‬
‫في النهاية إلى أكبر إفالس في تاريخ الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬وبالتالي فشل املدققون في أداء‬
‫واجبهم االنتمائي املتمثل في رعاية املساهمين‪ ،‬ولم يتم تدقيق البيانات املالية كما يجب‪ ،‬حيث‬
‫كانت تحتوي على أرباح وهمية حيث سجلت ‪ 1.41‬مليار دوالر كأرباح قبل الضرائب سنة ‪2002‬‬
‫باستخدام طريقة املحاسبة من السوق إلى السوق‪ ،‬وتالعبت انرون بمشتقاتها وأبلغت عن زيادة‬
‫من ‪ 1.8‬مليار دوالر إلى ‪ 10.5‬مليار دوالر‪ ،‬وأظهرت البيانات املالية لسنة ‪ 2000‬مكاسب تزيد عن‬
‫‪ 16‬مليار دوالر من املشتقات )‪ ،(maccarthy, 2017, pp. 159-160‬حيث أخفقت شركة آرثر‬
‫أندرسون في اكتشاف ما تم إخفاؤه من قبل شركة انرون من حقائق وأحداث مالية سلبية من‬
‫خالل اختراع أدوات استثمارية معقدة يصعب معالجتها محاسبيا‪ ،‬وبالتالي شهدت شركة آرثر‬
‫اندرسون بعدالة التقارير املالية وأنها أعدت حسب معايير املحاسبة املتعارف عليها‪ ،‬دون النظر‬
‫إلى عدالتها املجردة كما يطالب بها عامة املستفيدين‪( .‬تومي و علون‪ ،2017 ،‬صفحة ‪)45‬‬

‫نوضح فيما يلي بيانات شركة انرون املتعلقة بأرباحها‪ ،‬قبل إعادة هيكلة قوائمها املالية‪:‬‬

‫شكل رقم (‪ :)01‬أرباح شركة انرون قبل التخفيض‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثين باالعتماد على (عياد‪ ،2016 ،‬صفحة ‪)247‬‬

‫املجلد ‪ 10‬العدد‪ – 1 :‬جوان ‪2023‬‬ ‫‪493‬‬ ‫مجلة دراسات اقتصادية‬


‫مسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطرالتدقيق – دراسة حالة شركة انرون‪-‬‬
‫شكل رقم (‪ :)02‬أرباح شركة انرون بعد التخفيض‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الباحثين باالعتماد على (عياد‪ ،2016 ،‬صفحة ‪)247‬‬

‫نالحظ من خالل الشكلين السابقين والخاصة ببيانات شركة انرون املتعلقة بأرباحها‪ ،‬قبل‬
‫إعادة هيكلة قوائمها املالية والتي عللت سبب التعديل وجود أخطاء محاسبية متعلقة بالشراكة‬
‫مع الشركات االستثمارية‪ ،‬وباملقارنة مع البيانات الواردة فيهما‪ ،‬أنه يوجد انخفاض في األرباح‬
‫املحققة طيلة السنوات األربعة األخيرة حيث شهدت الشركة تخفيض في األرباح قدره ‪ 28‬مليون‬
‫دوالر سنة ‪ ،1997‬و‪ 133‬مليون دوالر سنة ‪ ،1998‬و‪ 248‬مليون دوالر سنة ‪ ،1999‬وما قيمته ‪99‬‬
‫مليون دوالر سنة ‪ ،2000‬حيث شمل مجموع التخفيض ما قيمته ‪ 508‬مليون دوالر‪.‬‬

‫‪ -‬عدم االدالء برأي صادق حول القوائم املالية‪ :‬جمعت شركة آرثر أندرسون بين تقديم‬
‫خدمات استشارية للشركة وتدقيق حساباتها‪ ،‬إضافة إلى القيام بمهمة التدقيق الداخلي‬
‫للشركة نفسها وهو ما يتعارض مع مبادئ التدقيق‪ ،‬ما أدى إلى استياء كبير من قبل الخبراء‪،‬‬
‫وبالتالي فشلت شركة آرثر أندرسون في اإلدالء برأي صادق وعادل حول وضعية الشركة‪،‬‬
‫ومركزها املالي‪ ،‬كما أن شركة آرثر أندرسون استمرت في تدقيق حسابات شركة انرون منذ أن‬
‫كانت مجرد منتج وموزع للغاز‪ ،‬إلى أن أصبحت التاجر الرئيس ي للسندات املالية واملسؤولة عن‬
‫املضاربات الجديدة في السوق‪.‬‬

‫فرغم التطورات التي شهدتها الشركة لم يتم تغيير هؤالء املدققين‪ ،‬ولم يكونوا مدربين على‬
‫العمل بمبدأ الشك املنهي‪ ،‬لذلك كانوا يقبلون وبكل سهولة بتقديرات وتوجهات اإلدارة في القضايا‬
‫والصفقات املالية‪ ،‬مما أدى بهم إلى عدم القدرة على فهم البيانات املالية لذلك النوع املعقد من‬
‫املجلد ‪ 10‬العدد‪ – 1 :‬جوان ‪2023‬‬ ‫‪494‬‬ ‫مجلة دراسات اقتصادية‬
‫آمنة بوالقارة‪ ،‬مهدي شباركة‬
‫الشركات‪ ،‬حيث أخفقت الشركة في اكتشاف ما تم إخفاؤه من قبل مديري الشركات من حقائق‬
‫وأحداث مالية سلبية من خالل اختراع أدوات استثمارية معقدة يصعب معالجتها محاسبيا‪،‬‬
‫وبالتالي شهدت شركة آرثر اندرسون بعدالة التقارير املالية وأنها أعدت حسب معايير املحاسبة‬
‫املتعارف عليها‪ ،‬دون النظر إلى عدالتها املجردة كما يطالب بها عامة املستفيدين‪( .‬تومي و علون‪،‬‬
‫‪ ،2017‬الصفحات ‪)45-44‬‬

‫وبالتالي فكان تقرير املدقق الخارجي بدون تحفظ‪ ،‬حيث ذكر أن البيانات املالية قدمت‬
‫صحيحة وعادلة وكانت متوافقة مع مبادئ املحاسبة املقبولة عموما عندما كانت األخطاء املادية‬
‫شديدة لدرجة أدت النهيار شركة انرون‪ ،‬عندما كان ينبغي أن يكون الرأي الصحيح رأيا معارضا‪،‬‬
‫مع التركيز على أن مبادئ ‪ GAAP‬لم تكن كافية خالل اإلفصاح الكامل في بياناتهم املالية‪ ،‬ولم‬
‫تكن انرون تتصرف بشكل صحيح وعادل في اعداد تقاريرها املالية‪ ،‬حيث كانت هناك عدم‬
‫اكتمال في امليزانية العمومية وبيان الدخل‪ ،‬حيث تشير املواد والتقارير املنتشرة بعد ذلك أنها‬
‫كانت تعمل وفق مبدأ االستمرارية‪ ،‬دون النظر إلى األرباح املحققة فعال‪(stanislav idowu ca, .‬‬
‫)‪2015‬‬

‫‪ -‬إخفاء أدلة الثبات‪ :‬أعلنت شركة انرون في أكتوبر ‪ 2001‬أنها ستسجل خسارة قدرها ‪638‬‬
‫مليون دوالر للربع الثالث‪ ،‬إلى جانب رسوم غير متكررة بعد خصم الضرائب تزيد عن مليار دوالر‪،‬‬
‫حيث دخل كل من آرثر أندرسون وانرون في وضع إدارة األزمات للتحضير لتحقيق متوقع من‬
‫هيئة األوراق املالية والبورصات‪ ،‬وكما هو متوقع طلبت هذه األخيرة من انرون وثائق تدقيق‬
‫البيانات املالية‪ ،‬وبالتالي أتهمت آرثر أندرسون بعرقلة العدالة حيث أدينت بتهمة تمزيق كمية غير‬
‫مسبوقة من األدلة تمثلت في مختلف املستندات والوثائق ذات العالقة‪ ،‬وحذف رسائل البريد‬
‫اإللكتروني وملفات الكمبيوتر‪ ،‬إضافة إلى تخويف أحد مدققي أندرسون حيث قامت بحبسه‬
‫بالتعاون مع بعض موظفي شركة انرون وإجباره على تقديم خطاب يدعم اعتمادا ضريبيا بقيمة‬
‫‪ 270‬مليون‪(Bondarenko, 2022).‬‬

‫‪ -‬عدم احترام مبدأ االستقاللية‪ :‬أظهر املدققون في انرون عدم استقاللية عملهم طوال فترة‬
‫عملهم هناك‪ ،‬حيث تم الكشف أن آرثر أندرسون تلقى مدفوعات ليس فقط لعمليات التدقيق‬

‫املجلد ‪ 10‬العدد‪ – 1 :‬جوان ‪2023‬‬ ‫‪495‬‬ ‫مجلة دراسات اقتصادية‬


‫مسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطرالتدقيق – دراسة حالة شركة انرون‪-‬‬
‫وإنما أيضا لخدمات تقديم املشورة‪ ،‬وأن الشركة قامت بتبديل موظفيها مع انرون‪ ،‬باإلضافة الى‬
‫تلقيها رسوم ضخمة لترتيب معامالت ‪،(Khan, Khan, Khan, & Jamshed, 2022, p. 19) SPE‬‬
‫وامتالك ثالثة أعضاء من مكتب التدقيق لشركة آرثر أندرسون حوالي ‪ 100‬ألف سهم في شركة‬
‫انرون‪ ،‬ما يقارب ‪ 7.5‬مليون دوالر‪ ،‬ما يخالف مبادئ املهنة‪ ،‬وهذا ما جعلهم يتغاضون عن‬
‫املخالفات املوجودة في القوائم املالية‪ ،‬حيث كانت شركة انرون تخصص مكافآت لشركة آرثر‬
‫أندرسون في ضوء النمو والربحية‪ ،‬باإلضافة إلى االتفاق على تمزيق مئات األرطال من وثائق‬
‫انرون مقابل ‪ 52‬مليون دوالر سنويا (سدرة و بن قطاف‪ ،2019 ،‬صفحة ‪ ،)115‬خاصة وأن كبير‬
‫املدققين لشركة آرثر أندرسون ديفيد دنكان وضع هدف سنوي مرتبط بأرباح العميل‪ ،‬تمثل في‬
‫زيادة املبيعات بنسبة ‪ ،% 20‬واستعراض عمل كبير مسؤولي املحاسبة لشركة انرون ريك كوزي‬
‫بشكل إيجابي رغم خطورة الوضع )‪ ،(Bondarenko, 2022‬وكشفت البيانات املالية لسنة ‪2001‬‬
‫أنه تم دفع ‪ 25‬مليون دوالر و‪ 27‬مليون دوالر ألندرسون كرسوم تدقيق وأتعاب استشارية على‬
‫التوالي‪ ،‬حيث أن الرسوم املرتفعة غير العادية التي يتقاضاها املدققون مقابل خدمات غير‬
‫تدقيقية قد تضر باستقاللية املدقق‪ ،‬حيث كانت هناك العديد من األنشطة بين انرون‬
‫وأندرسون التي هددت استقالل املدقق‪(maccarthy, 2017, p. 160) .‬‬

‫‪ .5.3‬انهيارشركة انرون‬

‫أعلنت شركة انرون في ‪ 16‬أكتوبر ‪ 2001‬أنها خفضت ‪ 544‬مليون دوالر أمريكي مقابل أرباح‬
‫ترتبط بمعامالت مع شركة ‪ LJM2‬وهي شركة زميلة أسسها وسيرها ‪ ،FASTOW‬كما أعلنت‬
‫تخفيض في حقوق املساهمين ب ‪ 1.2‬مليار دوالر أمريكي‪ ،‬وبعد أقل من شهر أعلنت عن تعديل‬
‫قوائمها املالية من سنة ‪ 1997‬حتى ‪ 2001‬نتيجة ألخطاء محاسبية مرتبطة بمعامالت مع شركاتها‬
‫االستثمارية‪ ،‬ويديرها ‪ FASTOW‬و ‪ KOPPER‬وهو أحد إطارات شركة انرون‪ ،‬حيث أدى ذلك‬
‫التعديل إلى تخفيض الدخل الصافي لشركة انرون ب ‪ 28‬مليون دوالر أمريكي خالل سنة ‪،1997‬‬
‫‪ 133‬مليون دوالر سنة ‪ 99 ،1998‬مليون دوالر سنة ‪ ،2000‬وأدى إلى تخفيض حقوق املساهمين‬
‫ب ‪ 754‬مليون دوالر سنة ‪ ،2000‬كما أدى إلى رفع ديونها املفصح عنها إلى ‪ 628‬مليون دوالر سنة‬
‫‪ ،2000‬مما أدى ذلك إلى تحطيم أمانة السوق املالي وفقدان ثقة املستثمرين في شركة انرون‪،‬‬
‫وبعد أقل من شهر أفلست شركة انرون‪( .‬الزين و حسياني‪ ،2016 ،‬صفحة ‪)386‬‬
‫املجلد ‪ 10‬العدد‪ – 1 :‬جوان ‪2023‬‬ ‫‪496‬‬ ‫مجلة دراسات اقتصادية‬
‫آمنة بوالقارة‪ ،‬مهدي شباركة‬
‫انتشر إفالس وفضيحة انرون‪ ،‬وتم اتهام العديد من مؤسس ي الشركة ومديريها التنفيذيين‬
‫بالتآمر واالحتيال في األوراق املالية والتداول من الداخل واالحتيال‪ ،‬حيث أدين الرئيس التنفيذي‬
‫السابق كينيث الي بست تهم باالحتيال والتآمر وأربع تهم باالحتيال املصرفي‪ ،‬لكنه توفي بنوبة‬
‫قلبية قبل أن يحكم عليه‪( Hasan Mousa, 2022, p. 02) .‬‬

‫شكل رقم (‪ :)03‬تحركات أسهم شركة انرون من جانفي ‪ 2000‬إلى ديسمبر ‪.2002‬‬

‫املصدر‪(Troy Segal, Julius, & Marcus, 2021) :‬‬

‫نالحظ من خالل املنحنى البياني الخاص بحركة أسهم شركة انرون خالل الفترة من جانفي‬
‫‪ 2000‬إلى ديسمبر ‪ ،2002‬أنها شهدت ارتفاع خالل بداية سنتي ‪ 2000‬وبداية سنة ‪ ،2001‬ثم‬
‫استمرت باالنخفاض خالل األشهر األخيرة من سنة ‪ ،2001‬لتصل إلى أقل مستوى (مستوى‬
‫الصفر)‪ 31 ،‬ديسمبر ‪.2002‬‬

‫ولإلشارة فإن انهيار شركة انرون قد ساهم بشكل أساس ي في انهيار الشركة الشهيرة في ميدان‬
‫التدقيق آرثر أندرسون التي كانت مسؤولة عن تدقيق حساباتها‪ ،‬فلقد خسرت شركة آرثر‬
‫أندرسون الكثير من عمالئها الكبار نتيجة دورها في سقوط انرون‪ ،‬بحيث وصلت تلك الخسائر‬
‫إلى حوالي ‪ 30‬شركة من أكبر عمالئها‪( .‬سدرة ‪ ,‬أنيسة; بن قطاف ‪ ,‬محمد‪)2019 ،‬‬

‫املجلد ‪ 10‬العدد‪ – 1 :‬جوان ‪2023‬‬ ‫‪497‬‬ ‫مجلة دراسات اقتصادية‬


‫مسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطرالتدقيق – دراسة حالة شركة انرون‪-‬‬
‫أدى انهيار شركة انرون والدمار املالي الذي أحدثه على مساهميها وموظفيها إلى لوائح‬
‫وتشريعات جديدة‪ ،‬لتعزيز دقة التقارير املالية للشركات اململوكة ملكية عامة‪ ،‬في جويلية ‪،2002‬‬
‫حيث وقع الرئيس آنذاك ‪ George W. Bush‬على قانون ‪ ،Sarbanes-Oxley‬الذي ركز على‬
‫عواقب اتالف وتغيير أو تلفيق البيانات املالية‪ ،‬ومحاولة االحتيال على املساهمين‪(Troy Segal, .‬‬
‫)‪Julius, & Marcus, 2021‬‬

‫ومنه فإن تهاون املدقق الخارجي في مسؤولياته اتجاه مخاطر التدقيق‪ ،‬وعدم اإلفصاح عنها‬
‫ضمن رأيه املنهي‪ ،‬ال يؤدي إلى خسائر مستقبلية للعميل فحسب‪ ،‬وإنما يؤثر سلبا على سمعة‬
‫املدقق نفسه‪ ،‬ومستقبله املنهي‪ ،‬كما يؤثر على االقتصاد العام للبلد‪ ،‬وتغيير في السياسات‬
‫والقوانين‪ ،‬في حالة الشركات الكبرى‪ ،‬التي تمس االقتصاد العاملي‪ ،‬مثل انرون‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫بعد التطرق ملختلف املفاهيم املتعلقة بمسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطر التدقيق‪،‬‬
‫وإسقاط إشكالية دراستنا على شركة انرون‪ ،‬تم تأكيد صحة فرضيات الدراسة فيما يتعلق‬
‫بمسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطر التدقيق‪ ،‬حيث توصلت الدراسة إلى أن املدقق‬
‫الخارجي لشركة انرون لم يلتزم بتطبيق هذه املسؤوليات رغم أهميتها‪ ،‬األمر لذي ساهم بشكل‬
‫أساس ي في انهيار الشركة‪ ،‬حيث توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج نوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يمثل املدقق الخارجي هيئة مستقلة عن املؤسسة‪ ،‬تتمثل أهم مهامه في الحكم على مصداقية‬
‫القوائم املالية بالدرجة األولى‪ ،‬وهو ما يقوده إلى الحكم على وضعية املؤسسة املالية بموضوعية؛‬
‫‪ -‬تتمثل مخاطر التدقيق في مجموعة مخاطر األخطاء الجوهرية والتي تشمل كل من املخاطر‬
‫املالزمة‪ ،‬مخاطر الرقابة‪ ،‬إضافة إلى مخاطر االكتشاف والتي تشمل مجموعة األخطاء املادية‬
‫التي يفشل املدقق في اكتشافها؛‬
‫‪ -‬إن التزام املدقق الخارجي بمسؤولياته اتجاه مخاطر التدقيق‪ ،‬والواردة ضمن معايير التدقيق‬
‫الدولية‪ ،‬تساهم في التعبير عن الوضع الحقيق للمؤسسة‪ ،‬وبالتالي تفادي مخاطر مستقبلية‪،‬‬
‫والعمل على تصحيح األخطاء الحالية؛‬

‫املجلد ‪ 10‬العدد‪ – 1 :‬جوان ‪2023‬‬ ‫‪498‬‬ ‫مجلة دراسات اقتصادية‬


‫آمنة بوالقارة‪ ،‬مهدي شباركة‬
‫‪ -‬إن تحايل شركة انرون في تطبيق الطرق املحاسبية‪ ،‬أدى بها إلى عدم التحكم في النتائج‬
‫الوخيمة‪ ،‬وبالتالي اإلعالن عن اإلفالس في وقت قصير؛‬
‫‪ -‬إن تواطئ شركة آرثر أندرسون في مهامها ومسؤولياتها اتجاه مخاطر التدقيق املتعلقة بشركة‬
‫انرون أدت في النهاية إلى انهيار الشركتين معا‪ ،‬والتي تعدان أكبر شركتين ناجحتين‪ ،‬مما أدى ذلك‬
‫إلى إنتاج فضيحة مالية عاملية‪.‬‬
‫االقتراحات‪ :‬من خالل النتائج املتوصل إليها يمكن اقتراح ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة حفاظ املدقق الخارجي على استقالليته‪ ،‬وعدم االنحياز إلى إدارة املؤسسة بشكل‬
‫مباشر أو غير مباشر؛‬
‫‪ -‬التأكيد على االلتزام بتطبيق معايير املحاسبة املتعارف عليها بشكل صحيح من قبل الشركات؛‬
‫‪ -‬التأكيد على االلتزام بمعايير التدقيق من قبل املدقق الخارجي وعدم التواطؤ في تطبيق‬
‫اإلرشادات التي تحتويها؛‬
‫‪ -‬ضرورة حصول املدققين الخارجيين على تدريبات مستمرة‪ ،‬وذلك ليكونوا على اتصال دائم مع‬
‫آخر مستجدات املهنة؛‬
‫‪ -‬التزام فريق التدقيق بالدقة الكاملة في اكتشاف االحتيال املالي وذلك بتقسيم العمل بشكل‬
‫متناسق؛‬
‫‪ -‬ضرورة استشارة املدققين الخارجيين لخبراء في مجال غير املحاسبة والتدقيق‪ ،‬وذلك‬
‫ملساعدته في اكتشاف األخطاء الجوهرية ذات العالقة؛‬
‫‪ -‬وضع عقوبات صارمة لكل مؤسسة ثبت عليها ممارسات املحاسبة اإلبداعية‪.‬‬
‫آفاق الدراسة‪ :‬انطالقا من النتائج املتوصل إليها‪ ،‬والتوصيات املقترحة ندعو الباحثين إلى‬
‫محاولة دراسة مساهمة ممارسات املحاسبة اإلبداعية في رفع مستويات مخاطر التدقيق‪،‬‬
‫والعراقيل التي تواجه املدقق الخارجي أثناء فحص وتدقيق القوائم املالية للعميل‪.‬‬

‫املجلد ‪ 10‬العدد‪ – 1 :‬جوان ‪2023‬‬ ‫‪499‬‬ ‫مجلة دراسات اقتصادية‬


‫مسؤوليات املدقق الخارجي اتجاه مخاطرالتدقيق – دراسة حالة شركة انرون‪-‬‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫‪ .)2021 ,12 15( .ISA 315‬التعرف على مخاطر التحريف الجوهري وتقييمه‪ ،‬معيار التدقيق الدولي رقم ‪ .96-1 .315‬السعودية‪:‬‬
‫ترجمة الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين‪ .‬تاريخ االسترداد ‪ ،2022 ,08 10‬من‬
‫‪https://www.ifac.org/system/files/publications/files/ISA -315_Full-Standard_ar_secure.pdf‬‬
‫‪ .)2017 ,01 01( .ISA 330‬استجابات املدقق للمخاطراملقيمة‪ ،‬معيار التدقيق الدولي رقم ‪ .21-1 .330‬السعودية‪ :‬الهيئة السعودية‬
‫للمراجعين واملحاسبين‪ .‬تم االسترداد من ‪https://socpa.org.sa/getattachment/Socpa/Professional-‬‬
‫‪standards/International-Standards/2024/ISA-330.pdf.aspx?lang=ar-SA‬‬
‫ابراهيم عمروش‪ .)2022 ,09 01( .‬دور تقنيات الذكاء االصطناعي في التقليل من مخاطر التدقيق دراسة استطالعية للخبراء‬
‫املحاسبين ومحافظي الحسابات‪ ،‬مجلة االقتصاد الجديد‪ ،‬جامعة خميس مليانة‪ ،)02(13 ،‬الصفحات ‪ .186-168‬تم‬
‫االسترداد من ‪https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/296/13/2/200901‬‬
‫أسامة طبيب ‪ .)2022 ,03 31( .‬أثر استخدام أساليب املحاسبة البداعية في إعداد القوائم املالية ودورها في تضليل مستخدميها‬
‫(حالة الشركة األمريكية للطاقة أنرون)‪ ،‬مجلة الدراسات األكاديمية‪ ،‬املركز الجامعي آفلو‪ ،)01(04 ،‬الصفحات ‪-211‬‬
‫‪ .225‬تم االسترداد من ‪https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/794/4/1/183911‬‬
‫أسماء مزيمش‪ ،‬و عمر شريقي‪ .)2020 ,06 29( .‬التدقيق الخارجي كأحد أهم اآلليات الخارجية للحوكمة ودوره في الحد من ممارسات‬
‫املحاسبة البداعية‪ ،)01(05 .‬مجلة املال واألعمال‪ ،‬جامعة الواد‪ ،‬الصفحات ‪ .260-247‬تم االسترداد من‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/468/5/1/118355‬‬
‫السعدي عياد‪ .)2016 ,04 15( .‬مدى إدراك مراجع الحسابات ألساليب التالعب في النتائج واملراكز املالية ودوره في منع حدو‬
‫الغش املحاسبي‪ ،)01(02 .‬مجلة إدارة األعمال والدراسات االقتصادية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الصفحات ‪-228‬‬
‫‪.251‬‬
‫سدرة ‪ ,‬أنيسة; بن قطاف ‪ ,‬محمد‪ .)2019 ,06( .‬انهيار شركة انرون لطاقة سنة ‪ 2001‬من منظور مبادء حوكمة الشركات‪،)01(06 .‬‬
‫مجلة أبحاث ودراسات التنمية‪ ،‬جامعة برج بوعريريج‪ ،‬الصفحات ‪ .120-104‬تم االسترداد من‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/57/6/1/110663‬‬
‫سعيدة رحيش‪ .)2021 ,12 31( .‬املحاسبة البداعية في شركة إنرون من االنهيارالى االزدهار‪ ،)02(06 .‬مجلة الدراسات االقتصادية‪،‬‬
‫من‬ ‫االسترداد‬ ‫تم‬ ‫‪.492-481‬‬ ‫الصفحات‬ ‫مسيلة‪،‬‬ ‫جامعة‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/469/6/2/174087‬‬
‫محمد التهامي طواهر‪ ،‬و مسعود صديقي‪ ،)2014( .‬كتاب املراجعة وتدقيق الحسابات الطار النظري واملمارسة التطبيقية (املجلد‬
‫‪ .)04‬الجزائر‪ ،‬ورقلة‪ :‬ديوان املطبوعات الجامعية‪.‬‬
‫محمد سمير الصبان‪ ،‬و حسن ابراهيم ابراهيم‪ ،.)2012( .‬كتاب أصول املراجعة الخارجية (املجلد ‪ .)01‬االسكندرية‪ :‬دار التعليم‬
‫الجامعي‪.‬‬
‫ميلود تومي ‪ ،‬و محمد ملين علون‪ .)2017 ,04 30( .‬مساهمة عدم االلتزام بأخالقيات وقواعد السلوك املنهي ملهنة التدقيق في انهيار‬
‫شركتي انرون للطاقة وأرثر أندرسون للتدقيق‪ ،)01(02 .‬مجلة اقتصاديات األعمال والتجارة‪ ،‬جامعة مسيلة‪ ،‬الصفحات‬
‫‪ .51-32‬تم االسترداد من ‪https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/480/2/1/65150‬‬
‫يونس الزين‪ ،‬و عبد الحميد حسياني‪ .)2016 ,12 06( .‬خطراملحاسبة االبداعية ‪ -‬حالة فضيحة شركة انرون‪ ،)02(03 .-‬مجلة العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة العربي ين مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪ ،‬الصفحات ‪ ،393-377‬تم االسترداد من‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/93/3/2/9051‬‬
‫‪Askary, S., Arnaout , J. P., & Abughazaleh , N. (2018). Audit evidences and modelling audit risk using goal‬‬
‫‪programming. 11(01), pp. 18-35,‬‬
‫‪- CFI Team. (2020, 05 12). Enron Scandal. Retrieved 07 20, 2022, from corporate finance institute:‬‬
‫‪https://corporatefinanceinstitute.com/resources/knowledge/other/enron-scandal/‬‬
‫‪Hasan Mousa, a. (2022, 04 30). Two Enrons for Rescuing Enron in Lucy Prebble’s Enron. 15(01), pp. 1-16.‬‬

‫املجلد ‪ 10‬العدد‪ – 1 :‬جوان ‪2023‬‬ ‫‪500‬‬ ‫مجلة دراسات اقتصادية‬


‫ مهدي شباركة‬،‫آمنة بوالقارة‬
Maurer, M. (2022, 08 31). Arthur Andersen’s Legacy, 20 Years After Its Demise, Is Complicated. Retrieved 09 01,
2022, from The Wall Street Journal: https://www.wsj.com/articles/arthur-andersens-legacy-20-years-after-
its-demise-is-complicated-11661938200
Bondarenko, p. (2022, 08 13). Enron scandal United States history. Retrieved 09 05, 2022, from britannica:
https://www.britannica.com/event/Enron-scandal
Hamshari, Y. M., Haitham , Y. A., & Alqam , M. A. (2021, 03 05). The Relationship of Professional Skepticism to the
Risks of Auditing and Internal Control, and the Discovery of Fraud and Core Errors in the Financial
Statements in Jordan. 10(02), pp. 105-117.
Khan, M. A., Khan, U. N., Khan, A. J., & Jamshed, J. (2022, 03 31). The Factors Contributing to a Corporation's
Demise :An Analysis of Enron. 06(02), pp. 15-21.
maccarthy, j. (2017, 11). using altman Z-score and beneish M-score models to detect financial fraud and corporate
failure: a case study of enron corporation. 06(06), pp. 159-166.
stanislav idowu ca. (2015, 11 04). How Arthur Andersen’s contributory negligence led to the biggest corporate
collapses in US history. Retrieved 09 12, 2022, from linkedin: https://www.linkedin.com/pulse/enron-
how-arthur-andersens-contributory-negligence-led-idowu
Troy Segal, Julius, M., & Marcus, R. (2021, 11 26). Enron Scandal: The Fall of a Wall Street Darling. Retrieved 10
01, 2022, from investopedia: https://www.investopedia.com/updates/enron-scandal-summary/
urja-sggscc. (2021, 10 21). From Big 5 to Bankruptcy-The Rise & Fall of Arthur Andersen. Retrieved 08 14, 2022,
from linkedin: https://www.linkedin.com/pulse/from-big-5-bankruptcy-the-rise-fall-arthur-andersen-urja-
sggscc

2023 ‫ – جوان‬1 :‫ العدد‬10 ‫املجلد‬ 501 ‫مجلة دراسات اقتصادية‬

You might also like