Professional Documents
Culture Documents
مط 208
مط 208
ﻣﺤﺎﺿﺮات
اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ
اﻟﺳداﺳﻲ اﻟﺛﺎﻟث و اﻟراﺑﻊ
1
ﻣﻘدﻣﺔ :ﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن دراﺳﺔ ﻣﻘﯾﺎس اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﯾﮭدف ﺗدرﯾس ﻣﻘﯾﺎس اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟطﺎﻟب ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة
وذﻟك ﺑطرح ﻋدد ﻣن اﻟﻣﻔﺎھﯾم واﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﮭﺎ ﺛم ﺗﺣﻠﯾﻠﮭﺎ ﺑﺷﻛل ﻣﻘﺎرن ،ﻛﻣﺎ ﻧﺗﻧﺎول ﻓﯾﮫ اﻷطر
اﻟﻧظرﯾﺔ واﻷدوات اﻟﺑﺣﺛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗوظﯾﻔﮭﺎ ﻟﻔﮭم دﯾﻧﺎﻣﯾﺎت اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
وﯾﺑﻘﻰ اﻷھم ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ھو ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﮭﺎرات اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ اﻟﻧﻘدي
ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻧظم و ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ.
و ﻟﻠوﺻول اﻟﻰ ھذه اﻻھداف وﺿﻌﻧﺎ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺗﺎﻟﻲ :
ﻣﺎھﯾﺔ اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﺗﻌرﯾف اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ و اﻟﻣﻧﺗظم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
ﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﻣﻛوﻧﺎﺗﮫ ،ﺧﺻﺎﺋﺻﮫ و وظﺎﺋﻔﮫ
ﻣﺳﺗوﯾﺎت دراﺳﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻷﻧﻣﺎط اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ )اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ واﻟرﺋﺎﺳﻲ وﺷﺑﮫ
اﻟرﺋﺎﺳﻲ واﻟﻣﺟﻠﺳﻲ( وﻧﻣﺎذج ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻟﻛل ﻣﻧﮭﺎ
اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻣﻘﺎرن ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
ﻣﻔﮭوم اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ وﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﮭﺎ.
ﻣﺷﻛﻼت اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﻘل اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
اﻟﻣداﺧل و اﻟﻣﻘﺎرﺑﺎت ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ .
اﻗﺘﺮاﺑﺎت اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ
اﻻﻗﺘﺮاب اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ
اﻻﻗﺘﺮاب اﻟﻤﺆﺳﺴﻲ
2
اﻻﻗﺘﺮاب اﻟﻨﺴﻘﻲ
اﻻﻗﺘﺮاب اﻻﺗﺼﺎﻟﻲ
اﻗﺘﺮاب اﻟﻮظﯿﻔﯿﺔ اﻟﺒﻨﯿﻮﯾﺔ
اﻗﺗراب اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ:
اﻗﺘﺮاب اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
اﻗﺘﺮاب اﻟﻄﺒﻘﻲ /اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ /اﻟﻨﺨﺒﺔ
اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ ) ﻣﻔﮭوﻣﮫ ،اﺷﻛﺎﻟﮫ ،آﻟﯾﺎﺗﮫ و دراﺳﺔ ﺑﻌض ﻧﻣﺎذﺟﮫ
ﻣﻘﺎرﻧﺔ أوﻟﯾّﺔ ﻷھم اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،ﻣﺛل اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﻓرﻧﺳﺎ،
أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ،اﻟﯾﺎﺑﺎن ،اﻟﺻﯾن وأﻣﺛﻠﺔ ﻣن اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ
اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻣﺳﺄﻟﺔ اﻻزﻣﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.
اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺟزاﺋري
3
ﻣﻘدﻣﺔ :
اﺧﺗﻠﻔت اﻟﺗﻌﺎرﯾف و ﺗﻌددت ﺣول ﻣﻔﮭوم ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻ ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧﻼﺻﮫ ان ﺗﻌرﯾف ﻣﻔﮭوم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
ارﺗﺑط ﺑﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻟدوﻟﺔ ،أﻧﮫ ﻋﻠم اﻟﺳﻠطﺔ وﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠﮫ ﻣن ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر واﻟﻧﻔوذ واﻟﻘوة.
وورد ﻓﻲ ﻣوﺳوﻋﺔ ﺑﻼﻛوﯾل أن اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ھﻲ ﻛل ﻋﻣﻠﯾﺔ وﻧﺷﺎط ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺎس ﺗﻛون آراؤھم
وﻣواﻗﻔﮭم ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﯾﺗوﺻﻠون إﻟﻰ ﻗرار ﺟﻣﺎﻋﻲ ،ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗدﻋﯾم اﻷھداف اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ،ﺑﺣﯾث أن اﻟﻘرار
ﯾﺗﺿﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ.
ﻣﺎ ﯾﻣﯾز ھذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت أﻧﮫ ﻻﯾﺷﻣل اﻟظﺎھرة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟدول ﻓﻘط ،ﺑل اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
وﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ
و ھذا اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎرﯾف ،ﺑدوره ﯾﻌﻛس اﻧﻘﺳﺎم اﻟدراﺳﺎت ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺑﯾن ﻣدرﺳﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن
ھﻣﺎ:
-اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟدﺳﺗورﯾﺔ أو اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ :وھﻲ ﺗﻧطﻠق ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﺗرﻛﯾز
ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﺔ واﻷﺑﻧﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ.
-اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ :وھﻲ اﻻﺗﺟﺎه اﻟﻣﻧﮭﺟﻲ واﻟﺑﺣﺛﻲ واﻟﻧظري واﻟذي اﺧذ ﯾطﻐﻰ ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد دراﺳﺎت ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ،وﺑﺗﺑﻧﯾﮫ ﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ أﻛﺛر ﺷﻣوﻻ ﺑﺎﻋﺗﻣﺎده ﻋﻠﻰ دراﺳﺎت ﻋﻠم
اﻻﺟﺗﻣﺎع و اﻻﻗﺗﺻﺎد و اﻟﻌﻠوم اﻻﺧرى
وﺗُﻌ ﱡد اﻟﻧُظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺣﻘﻼ )ﻓرﻋﯾﺎ( ﻣن ﺣﻘول ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ،ﺣﯾث اﺳﺗﻘرت ﺗﻘﺳﯾﻣﺎت ﻣﻧظﻣﺔ
اﻟﯾوﻧﺳﻛو ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد ﺣﻘول ھذا اﻟﻌﻠم وﻓﻘﺎ ﻟﻼھﺗﻣﺎﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺻﱠب ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺗرﻛﯾز ﻛل واﺣد
ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻧﮭﺎ )اﻟﻣﯾﺎدﯾن( ﻟﯾﺳت ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ ﻋن ﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻓﮭﻲ ﺗﺗداﺧل وﺗﺗﺷﺎﺑك ﻣﻊ
ﺑﻌﺿﮭﺎ ،وھﻲ:
● اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
● اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ
● اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
● اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ
●
اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ و اﻟﻣﻧﺗظم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
و رﻏم ﺗﻌدد ﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ و ﺗﺑﺎﯾن اﻟﻧظرة اﻟﺗﻲ ﯾوﻟﯾﮭﺎ ﻛل ﺑﺎﺣث ﻓﻲ ھذا اﻟﺧﺻوص اﻻ اﻧﮫ
ﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾﻔﮭﺎ ﻓﻲ اطﺎرﯾن اﺳﺎﺳﯾن ،اﺣدھﻣﺎ ﺿﯾق و ھو اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻘﻠﯾدي و اﻟﺛﺎﻧﻲ اوﺳﻊ و ھو اﻟﺗﻌرﯾف
اﻟﺣدﯾث
4
أن دراﺳﺎت اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ) اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ( و اﻟﺗﻲ ا اﺳﺗﻣرت ﻣن أواﺧر اﻟﻘرن
19ﺣﺗﻰ ﻋﺷرﯾﻧﯾﺎت اﻟﻘرن ، 20ﻗد ﺗﻣﯾزت ﺑﺎﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ و ﻣؤﺳﺳﺎﺗﮭﺎ و دﺳﺗورھﺎ و ﻧظﺎﻣﮭﺎ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ھو ﻋﻠم اﻟدوﻟﺔ و أن اﻟدوﻟﺔ ھﻲ اﻟﻔﺎﻋل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟوﺣﯾد داﺧﻠﯾﺎ و
ﺧﺎرﺟﯾﺎ
ﯾراد ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻧظﻣﺔ اﻟﺣﻛم اﻟﺗﻲ ﺗﺳود دوﻟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ . ،وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﯾﻛون ھﻧﺎك
ﺗرادف ﺑﯾن ﺗﻌﺑﯾر اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺣﺳب ﻧظرھﺎ ھو
ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻧظﺎم اﻟﺣﻛم .وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻧظﯾم اﻟﺳﻠطﺔ ﻣن ﺣﯾث ﺗﻌرﯾف اﻟدوﻟﺔ وأرﻛﺎﻧﮭﺎ )ﺷﻛل اﻟدوﻟﺔ ) ﺑﺳﯾط أو
ﻣرﻛب( وﺷﻛل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ) ﻣﻠﻛﯾﺔ ،ﺟﻣﮭورﯾﺔ( وأﻧواع اﻟﺣﻛوﻣﺎت ) ﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ،رﺋﺎﺳﯾﺔ( ووﺳﺎﺋل ﺑﻧﺎء اﻟﺳﻠطﺔ
ﻣن ﺣﯾث ﺗﻧظﯾم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت أو اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻼﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ،وﻧظﺎم اﻟﺗﻌﯾﯾن ،أو ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ وﺗوﻟﯾﮭﺎ ﻋن
طرﯾق اﻟوراﺛﺔ ،ودراﺳﺔ وظﺎﺋف اﻟدوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﺷرﯾﻊ واﻟﺗﻧﻔﯾذ واﻟﻘﺿﺎء.
و ﻛﺎﻧت ﺗﻌرف اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﮫ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ
اﻟدوﻟﺔ وﺗﺣدد اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﮭﺎ ووظﺎﺋﻔﮭﺎ واﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﮭﺎ . 1و ﻛذﻟك اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﺑﯾن ﺣﻘوق اﻻﻓراد و ﺣرﯾﺎﺗﮭم
و ﺿﻣﺎﻧﺎﺗﮭم ،وﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺎن ذھب ﺟورج ﺑﯾردو اﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻧﮫ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ
و ﻻ ﯾزال ھذا اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻗﺎﺋﻣﺎ و ان طوره اﻧﺻﺎره ﺑﻌض اﻟﺷﻲء ﻟﯾﺷﻣل
ﻣن ﺣﯾث اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﻌﻧﺎﺻر اﺧرى ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل ﻛﺎﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ و اﻷﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺎت
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
اﻻ أن ھذا اﻟﻣﻔﮭوم ﺗراﺟﻊ ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وازدﯾﺎد ﻋدد اﻟدول ،وﺗوﺟﯾﮫ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻟﺳﻠوﻛﯾون اﻧﺗﻘﺎدات ﻋﻧﯾﻔﺔ ﻟﺣﺻر اﻟﺗﻌرﯾف ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺷﻛﻠﻲ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،وﺗﻔﺿﯾﻠﮭم ﺑذﻟك اﺳﺗﺧدام
ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺑﻣﻔﮭوم political systemﺑدﻻ ﻋن political regimeﻛون
ﺑﯾﻧﻣﺎ systemأوﺳﻊ وأﺷﻣل ﯾﺗﻛون ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﺗراﺑطﺔ ﻣن regimeﯾﺄﺧذ ﺑﻌدا ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ
اﻟﻣواﺿﯾﻊ واﻟﻌﻧﺎﺻر واﻟﻧظم اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻔﺎﻋﻠﺔ ،و ﻣﺟﺎﻻت ﻧﺷﺎط اﻟﺳﻠطﺔ ﻻ ﺷﻛﻠﮭﺎ ﻓﻘط ،ﺣﯾث أﺻﺑﺣت
اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻧﺻرا ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟدراﺳﺔ وﻟﯾﺳت ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ اﻟﻛﻠﻲ
و ﯾﺳﻣﯾﮭﺎ ﻣورﯾس دروﻓرﺟﻲ ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻛﻠﯾﺔ ،أي ھﻲ اﻟﻧظم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧدﻣﺞ ﻓﯾﮭﺎ
وﺗﺧﺿﻊ ﻟﮭﺎ ﺳﺎﺋر اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت واﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻋﻠﻰ إﻗﻠﯾم ﻣﻌﯾن)’ﻣورﯾس
دروﻓرﺟﻲ ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ1 (.
ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻧﮫ اﺻﺑﺢ ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﺷﺑﻛﺔ اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت واﻟﻌﻼﻗﺎت واﻷدوات اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑط ﺑظﺎھرة اﻟﺳﻠطﺔ ﺳواءا ﻣن ﺣﯾث
ﻣﻧطﻠﻘﮭﺎ )اﻟﺟﺎﻧب اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﻲ( ،أو اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺗﮭﺎ )اﻟﻧﺧﺑﺔ( ،أو اﻹطﺎر اﻟﻣﻧظم ﻟﮭﺎ )اﻟﺟواﻧب
اﻟﻣؤﺳﺳﯾﺔ(.
ﻣﺣدودا ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﻼد ﻣن اﻻﻋﺗداء اﻟﺧﺎرﺟﻲ وﺑﺿﻣﺎن اﻷﻣن ﻓﻲ اﻟداﺧل وﺗﺣﻘﯾق ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﺑﯾن
اﻷﻓراد ،اﺗﺳﻊ ﻧﺷﺎط اﻟدوﻟﺔ .،واﺗﺳﻌت ﻓﻛرة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ودﺧﻠت ﻓﯾﮭﺎ ﻋﻧﺎﺻر اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ،ﯾﺿم اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻻﺧرى ﻏﯾر ﺗﻠك ﺗﻠــك اﻟﻘـوى اﻟﺗـﻲ أﻗﺎﻣﮭـﺎ اﻟدﺳﺗـور وأﻋطﺎھـﺎ ﺣـق ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ
،واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ :اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻘواﻋد اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟوﻋﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،واﻟﺗﻲ ﯾؤﺛر
ﻛل ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻵﺧر وﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﮫ ،ﻛﻣﺎ أن ﺗﻔﺎﻋل ھذه اﻟﻌﻧﺎﺻر ھو اﻟذي ﯾﺟﻌل ﻣﻧﮭﺎ ﻧظﺎﻣﺎ ﻛوﻧﮭﺎ أﻧظﻣﺔ
ﻓرﻋﯾﺔ ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻛﻠﻲ.
و ﺗؤدي ھذه اﻟﻣؤﺳﺳﺎت وظﺎﺋف ذات اھﻣﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻋﻠﻣﺎ ان ھذه اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻻ ﺗﻣﻠك ﺳﻠطﺔ
اﻹﻛراه اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﮭﺎ ﺳﻠطﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و ﻟﻛن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻠﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن
ان ﺗﻘﺎم او ﺗﺟﺳد اﻻ ﻣن ﺧﻼل ھذه اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ،ﺛم ان اﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻻ ﯾﺷﺎرﻛون ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻻ ﻋن طرﯾق ھذه اﻟﻣؤﺳﺳﺎت و ﻻ ﺗﺻﺎغ اﻻھداف اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻻ ﺑﻣﺳﺎﻋدﺗﮭﺎ
2
51ﺣﺴﻦ ﺻﻌﺐ ص
6
3
وﻗد ﺳﻣﻲ اﻷوﻟون اﻟﺣﻛﺎم اﻟظﺎھرﯾن أو اﻟﻘوى اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ أطـﻠق ﻋﻠﻰ اﻵﺧرﯾن اﻟﻘوى اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ
وﻗد أﺻﺑﺣت ھذه اﻟظﺎھرة ،أي وﺟود ﻗوى ﻓﻌﻠﯾﺔ وﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻘوى اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻣن أوﺿﺢ
ﻣﻣﯾزات اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ .و ﻋﻠﻰ ھذا اﻻﺳﺎس ﯾﺗم ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺑﻠد ﻣﺎ
ﺑﻣﻌﻧﻰ ان ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺑﻠد ﻣﺎ ﯾﺗطﻠب اﻟﯾوم ﺗﺣدﯾد ﺗﻠك اﻟﻘوى اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺎرك ﻓﻲ
ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ ﺑطرﯾق ﻣﺑﺎﺷر أم ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ،أي ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻗوى رﺳﻣﯾﺔ أﻗﺎﻣﮭﺎ اﻟدﺳﺗور ،أم ﻗوى ﻓﻌﻠﯾﺔ
ﺗﻣﺎرس اﻟﺳﻠطﺔ ﺑطرﯾق ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر.
3
ﻣورﯾس دروﻓرﺟﻲ ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
7
و ﻟﻛن ﯾﺟب ان ﻧوﺿﺢ ان ھﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺑﺎﺷرة و اﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ و اﻟﻣﻧﺗظم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ و
اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻧﺳق اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﺔ ﯾﺳﺗﻧد ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗظم ﺳﯾﺎﺳﻲ
دﯾﻣوﻗراطﻲ ،وﻛذﻟك اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ ﯾﺳﺗﻧد ﺑدوره ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗظم ﺳﯾﺎﺳﻲ ﺷﯾوﻋﻲ و اﻟذي
ﻟﮫ ﻣﻣﯾزات ﻣﺳﺗﻣدة ﻣن اﻟﻌﻘﯾدة اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ
و ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺗداﺧل ﻗوﯾﺎ و ﻣﺗﻼزﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﺻطﻠﺣﯾن ،اﻻ اﻧﮫ ﯾﺟب اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻛﻣﺻطﻠﺣﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن
ﯾدﻻن ﻋﻠﻰ ﻣﻔﮭوﻣﯾن ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﯾن و ان ﻛﺎن ﻣﺗداﺧﻠﯾن
وﻟﻠﺗوﺿﯾﺢ اﻛﺛر ﯾﻣﻛن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟرواد ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
ﺗﻌرﯾف داﻓﯾد إﯾﺳﺗن :ﯾﻌرف اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ أو اﻟﻧﺳق اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺑﺻﻔﺔ أدق ﺑﺄﻧﮫ اﻟﻧظﺎم اﻟﻔرﻋﻲ ﻣن اﻟﻧظﺎم
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﯾﺧﺗص ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻘﯾم داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،أو ﯾﻣﺎرس وظﯾﻔﺔ اﻟﺳﻠطﺔ واﻻﻛراه ﻋﻠﻰ ﺑﻘﯾﺔ
اﻷﻧﺳﺎق اﻷﺧرى.
و ﺣﺳب ﻏــﺎﺑرﯾل أﻟﻣوﻧد "Almond Gabrielان اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ھو ﻣن ﯾؤﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﺗﮭدف إﻟﻰ اﻟﺗﻛﯾف واﻻﻧﺳﺟﺎم ﺳواء داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ذاﺗﮫ أو إﺗﺟﺎه اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻷﺧرى و ھو
اﻟﻘﺎﺋم اﻟﺷرﻋﻲ ﻋﻠﻰ أﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،واﻟﺻﺎﻧﻊ اﻟﺷرﻋﻲ ﻟﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﯾﮫ ﻣن ﺗﻐﯾر .– 4وﺗدﻋم ﻗرارات اﻟﻧظﺎم
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻋﺎدة ﺑﺎﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻘﺳرﯾﺔ ،و ﺗﺷﻣل اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣؤﺳﺳﺎت او اﻟﺑﻧﻰ و اﻟﮭﯾﺋﺎت
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،و اﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ و اﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ و ﻛذا اﻻﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻐﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ
اﻻﺧرى ،واﻟﺗﻲ ﺑدورھﺎ ﺗﻣﻛن اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣن ﺻﯾﺎﻏﺔ ﺳﯾﺎﺳﺎﺗﮫ .
وﯾﻌرف اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻛذﻟك ﺑﺎﻧﮫ اﻟﻧظﺎم اﻟذي ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛﻣﮭﺎ،
ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻘوى اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻷﺧرى ﻣﺛل اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺗﻲ ﺗﺗدﺧل ﻓﻲ
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،وﻛذا ﻣﺟﻣوع ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻌﺑﺋﺔ واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ واﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﻰ ﻋﺑرھﺎ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﺣﻛﺎم
واﻟﻣﺣﻛوﻣﯾن.
ﯾﺑﻘﻰ ھﻧﺎك ﻛذﻟك ﺿرورة اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وﻧظﺎم اﻟﺣﻛم Regimeاﻟذي ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﻣﺟﻣوع
5
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗوزع ﻓﯾﻣﺎ ﻻﺑﯾﻧﮭﺎ آﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
أﻣﺎ ﺛروت ﺑدوى ﻓﯾرى أن اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن " ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد واﻷﺟﮭزة اﻟﻣﺗﻧﺎﺳﻘﺔ
واﻟﻣﺗراﺑطﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ ﺗﺑﯾن ﻧظﺎم اﻟﺣﻛم ووﺳﺎﺋل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ وأھداﻓﮭﺎ وطﺑﯾﻌﺗﮭﺎ وﻣرﻛز اﻟﻔرد ﻣﻧﮭﺎ
وﺿﻣﺎﻧﺎﺗﮫ ﻗﺑﻠﮭﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺣدد ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻘوة اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ( وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠﮭﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺿﮭﺎ واﻟدور اﻟذي ﺗﻘوم ﺑﮫ ﻛل ﻣﻧﮭﺎ
إن ﺗﺣدﯾد ﻣﻛوﻧﺎت وﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ ﻓﮭم اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﻓﺎﻟﻣدرﺳﺔ
اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﮭﻣت اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﺑﺎﻟذات اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ.
وﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﺗﺧذ ﻣﻔﮭوم اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وﻣﻛوﻧﺎﺗﮫ أﺑﻌـﺎدا ﺟدﯾدة ،ﻓﻠم ﯾﻌد ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ
اﻟﺷﻛل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﺣﻛم ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ،ﺑل ﺗﺟﺎوزه ﻟﯾﺷﻣـل ﺗـﻧظﯾﻣﺎت أﺧرى ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ ،وأدوارا وﻋﻼﻗﺎت
وﺷﺑﻛﺔ ﻣن اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت ﺗرﺗﺑط ﺑظﺎھرة اﻟﺳﻠطﺔ وﺻﻧـﻊ اﻟﻘرار.
اﺗﻔـق ﻣﻌظم اﻟﻛﺗﺎب ﻋﻠﻰ أن دراﺳﺔ ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺗﺗﺟﮫ اﻟﻰ دراﺳﺔ ﺛﻼث ﻋﻧﺎﺻر اﺳﺎﺳﯾﺔ
ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺣﻛوﻣﺔ و اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ و اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻘﺳم ﺑدورھﺎ اﻟﻰ ﻋﻧﺎﺻر ﻓرﻋﯾﺔ
9
2اﻻطﺎر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ و ﯾﺷﻣل اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ) دﯾﻧﯾﺔ ،اﺛﻧﯾﺔ ،ﻟﻐوﯾﺔ اﻟﺦ ( و
اﻟﻘوى اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن اﺣزاب ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و ﻣﺧﺗﻠف ﻣؤﺳﺳﺎت و ﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ
ﻣن ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻣﺻﺎﻟﺢ و ﺟﻣﺎﻋﺎت ﺿﺎﻏطﺔ
3اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ و ﻧﻣط اﻟﺳﻠوك اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ :و ﯾﺷﻣل ذﻟك اﻧﻣﺎط اﻟﻘﯾم و اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ و ﻓﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد اﻟﺷﻛل اﻟذي ﺗﺗﺧذه اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،وﻧﻣط اﻻﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﮭﯾﻣﻧﺔ ،و اﻻدوار
اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻼﻓراد و اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ ) ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ(.
و ﻣن ھذه اﻟﻣﻛوﻧﺎت ﺗﺗﺣدد ﻋﻧﺎﺻر و ﻣﺳﺗوﯾﺎت دراﺳﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
.ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﯾﺣدد " دﯾﻔﯾد إﯾﺳﺗون " ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ أرﺑﻌﺔ :
أ .اﻟﻣدﺧﻼت ﺗﺗﻛون ﻣن ﻣطﺎﻟب وﻣﺳﺎﻧدة )ﻣﺳﺎﻧدة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻔﺎﻋل أﻋﺿﺎﺋﮫ ﺗﻔﺎﻋﻼ
ﺳﻠﻣﯾﺎ ،ﻣﺳﺎﻧدة اﻟﻧظﺎم وﺗﺄﯾﯾد اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﺑﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣﺳﺎﻧدة اﻟﺣﻛوﻣﺔ.
ب.ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣوﯾل ﺗﺗم داﺧل اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺑﻌد اﺳﺗﻘﺑﺎﻟﮫ ﻟﻠﻣدﺧﻼت.
ج .اﻟﻣﺧرﺟﺎت ﻋﺑﺎرة ﻋن اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣدﺧﻼت.
د .اﻟﺗﻐذﯾﺔ اﻻﺳﺗرﺟﺎﻋﯾﺔ.
وﻗد ﻗدم "أﻟﻣوﻧد " ﺗﻘﺳﯾﻣﺎ أﻛﺛر ﺗﻌﻘﯾدا ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣدﺧﻼت واﻟﻣﺧرﺟﺎت ﻧﻔﺳﮭﺎ ،ﻓﺎﻟﻣدﺧﻼت ﺗﺳﺗﻧد
إﻟﻰ أرﺑﻊ وظﺎﺋف ھﻲ:
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ. أ.
ب .رﻋﺎﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ.
ج .ﺿﺑط اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ و ﺗﻧظﯾﻣﮭﺎ.
د .اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ.
أﻣﺎ اﻟﻣﺧرﺟﺎت ﻓﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ:
أ .ﺻﻧﻊ اﻟﻘﺎﻋدة )اﻟﻘﺎﻧون(.
ب .ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون.
ج .اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون.
أﻣﺎ ﺑﯾرﻧﺎرد ﺑراون Bernard Brownﻓﯾﺣدد ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ
اﻟﺣﻛوﻣﺔ. أ.
ب .ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺿﻐط.
ج .ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘﯾم.
د .ﻧﻣط اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.
أﻣﺎ داﻧﻛوارت روﺳﺗو Dankwart A Rustowﻓﯾﻘﺳم اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن ﻣن
اﻟﻌﻧﺎﺻر:
10
أ .ﻣؤﺳﺳﺎت رﺳﻣﯾﺔ و ﺗﺷﻣل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺳﻠطﺎﺗﮭﺎ اﻟﺛﻼﺛﺔ واﻟﺟﮭﺎز اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ.
ب .ﻋﻧﺎﺻر ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ وﺗﺷﻣل:
اﻟﺗراب اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ. .1
.2اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ.
.3اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ.
.4اﻟﺑﻧﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
.5اﻟﻧظم اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ واﻟﻘﯾﻣﺔ.
.6ﺷﻛل اﻟﺣﻛم.
.7اﻷﺣزاب واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ.
أﻣﺎ اﻟدﻛﺗور ﻓوزي أﺣﻣد واﻟدﻛﺗور ﻋطﺎ ﻣﺣﻣد ﺻﺎﻟﺢﻓﻘد ﺣددا ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾرات
اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻟﻧﺑﻲ اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ أ-
ب -اﻟﺑﻧﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ج -اﻟﺑﻧﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.
د -اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.
ه -اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ.
ﻟدراﺳﺔ أي ﻧظﺎم ﺳﯾﺎﺳﻲ ﻻﺑد ﻣن دراﺳﺗﮫ ﻋﺑر ﺛﻼث ﻣﺳﺗوﯾﺎت
اﻟﻣﺳﺗوى اﻻول :او اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻘﺎﻋدي :و اھم ﻣﺎ ﯾﺷﻣل :
اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﺑﻠد او اﻟﺑﻠدان ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ ،ﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻼﻣﺢ واﻟﻣﺣطﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻟﻧﺷوﺋﮭﺎ وﺗطورھﺎ،
او اﺟراء دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻟﻧﻔس اﻟﺑﻠد ﻋﺑر ﻓﺗرات ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أو ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﻠدان.
. -دراﺳﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ :دراﺳﺔ ﻧﺳق اﻻﻓﻛﺎر واﻟﻘﯾم واﻟﻣﻌﺗﻘدات واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدراﺳﺔ.
. -اﻷﺳﺎس واﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ :ﻣن ﺣﯾث ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ،طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺑﻧﯾﺗﮫ ،اﻟﺑﻧﯾﺔ
اﻟطﺑﻘﯾﺔ واﻟﺑﻧﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ) ﻗﺑﺎﺋل ،اﺛﻧﯾﺎت.و ﻏﯾرھﺎ
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺛﺎﻧﻲ دراﺳﺔ اﻟﺣرﻛﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم ﻣن ﺣﯾث دراﺳﺔ :
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟدﺳﺗوري ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و ﻧﻣط اﻻﺟﮭزة اﻻدارﯾﺔ و
اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ و اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ،و ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﻧظﺎم ﺻﻧﻊ اﻟﻘرار ﻓﻲ
اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ) :ﻣن ﯾﺻﻧﻊ اﻟﻘرار ،آﯾف ﯾﺗم ﺻﻧﻌﮫ ،اﻻطراف اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﯾﮫ
اﻻﺣزاب و اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺿﺎﻏطﺔ ان وﺟدت و اﻟﻘوى اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﮭﺎ ﺗﺎﺛﯾر ﺳﯾﺎﺳﻲ و ﻧظم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت
و ﻧﻣط اﻟﻘﯾﺎدة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و ﻧﻣط اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و ﻛذا اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ و اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﺗﺻﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث
11
طرﯾﻘﺔ اﻻﺗﺻﺎل ،أدوات اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺟﻣﺎھﯾري ،ﻣن ﯾﻣﻠﻛﮭﺎ ،ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻣن ،وھﺎﻣش اﻟﺣرﯾﺔ واﻟﺣرﻛﺔ اﻟذي
ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﮫ .
اﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ دراﺳﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟداﺧﻠﻲ او اﻟﺧﺎرﺟﻲ :).دراﺳﺔ اﻟﻘرارات واﻟﻧﺷﺎطﺎت
اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﮭدف إﻟﻰ ﺗﻐﯾﯾر اﻻوﺿﺎع وادارة اﻷﻣور اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ( .
12
ﯾﻣﺛل اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ رﻛﻧﺎ ﻣن أرﻛﺎن اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﮫ ﺗﻧظم و ﺗﺳﯾر ،واﻟواﻗﻊ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺻور دوﻟﺔ
ﻟﯾس ﻟﮭﺎ ﻧظﺎﻣﺎ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن ﺑداﺋﯾﺎ وﺑﺳﯾطﺎ ،وإﻻ ﻓﻘدت أﺣد اﻟﻣﻘوﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺑﻧﺎء اﻟدوﻟﺔ ،ذﻟك أن
اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ھو اﻟذي ﺗﻧﺑﺛق ﻣﻧﮫ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.
إن ﻣﻔﮭوم " اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ " ﯾﻌﺗﻣد ﻓﻲ وﺟوده ﻋﻠﻰ ﻧﻣط ﻣﺳﺗﻣر ﻣن اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ،
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗطﻠب وﺟود " اﻟدوﻟﺔ " ﻋﻧﺎﺻر أﺧرى ﻛﺎﻹﻗﻠﯾم واﻟﺷﻌب واﻟﺳﯾﺎدة
ﯾﺧﺗﻠف اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻋن اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري اﻟذي ﯾﻧﺣﺻر ﻧطﺎﻗﮫ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻣن
ﺧﻼل اﻟﻧﺻوص اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﯾﮭدف إﻟﻰ دراﺳﺔ ﻣﺎ ﯾﻛﻣن وراء اﻟﺷﻛل.
اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﺣﻛوﻣﺔ:
وﯾﺧﺗﻠف ﻋﻠﻣﺎء اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﮭوم اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ﻓﻣﻧﮭم ﻣن ﯾﻌطﯾﮭﺎ ﻣﻌﻧﻰ أوﺳﻊ و ﯾﺣددھﺎ ﻓﻲ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،وﻟﮭذا ﯾﺧﻠطون ﺑﯾﻧﮭﺎ وﺑﯾن اﻟﻧظﺎم
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣدﯾد أرﻛﺎن اﻟدوﻟﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﺑﮭذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﺗﺻﺑﺢ ﺗﻌﻧﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻛﻛل.
أﻣﺎ اﻻﺗﺟﺎه اﻟﻐﺎﻟب ﻓﮭو اﻟذي ﯾﺣدد ﻟﻔظ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،.وأھم
ﻣؤﺳﺳﺎﺗﮫ ،وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈﻧﮭﺎ أداة اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺎﺗﮫ وﺗﻧﻔﯾذ ﺳﯾﺎﺳﺎﺗﮫ وﺑراﻣﺟﮫ.
واﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺗﻌﻧﻲ وﺗﺷﻣل ﻛﺎﻓﺔ أﺟﮭزة اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،أي ﻣﻧظﻣﺎت اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻧظﺎم
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺛﻼث ﺟﻣﯾﻌﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
ﯾﺑﻘﻰ ھﻧﺎك ﻛذﻟك ﺿروة اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وﻧظﺎم اﻟﺣﻛم اﻟذي ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﻣﺟﻣوع اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗﺗوزع ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ آﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،وھذا ﯾﺷﻣل ﻣؤﺳﺳﺎت وأﺑﯾﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ واﻟدﺳﺗورﯾﺔ،
اﻣﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﮭو ﯾﺗﺿﻣن ﻋﻧﺎﺻر أﺷﻣل ﻣن ذﻟك.
وﯾﻌرف اﻻﻏﻠﺑﯾﺔ ﻧظﺎم اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻧﮫ :ﺑﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،وﻣﺟﻣوع اﻷدوار واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت
اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،ﻓﻧظﺎم اﻟﺣﻛم ﯾﺷﻣل طرﯾﻘﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﺗﻣﺛﯾﻠﯾﺔ ﻋﺑر اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ،اﻻﻧﻘﻼب ،ﻗرار
ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ أو اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ( واﻵﻟﯾﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﻲ .اﻟﺗﻣﺛﯾل
15
ﺗﻌﻧﻲ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﺑﯾن اﻷﻓراد أو ﺑﯾﻧﮭم وﺑﯾن اﻹدارة ،وﺗﻛون ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﺻل
اﺳﺗﻧﺎد إﻟﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﮭﺎ داﺧل اﻟدوﻟﺔ .وﺗﻘوم ﺑﮭذه اﻟوظﯾﻔﺔ ﻋﺎدة اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،و
ﯾﺗوﻟﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ھذه اﻟوظﯾﻔﺔ ﺟﮭﺎز ﻣﺳﺗﻘل وﻏﯾر ﻣﺗﺣﯾز.
وظﯾﻔﺔ اﻻﺗﺻﺎل :وظﯾﻔﺔ اﻻﺗﺻﺎل ھﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗدﻓق اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑﯾن وﺣدات
اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن اﻟﻧظم اﻷﺧرى داﺧل وﺧﺎرج اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ذﻟك أن ﺻﺎﻧﻊ اﻟﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﺣﺗﺎج
إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﮭﻣوم اﻟﻣواطﻧﯾن وﻣطﺎﻟﺑﮭم ،وھذا ﻻ ﯾﺗم إﻻ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن
ﻧﺧﺑﺔ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻘرار وأﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﺗﻧﺗﺳب إﻟﯾﮫ ﺗﻠك اﻟﻧﺧﺑﺔ .و ﺑدون ھذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻧظﺎم
وﻻ ﯾﻣﻛﻧﮫ أﯾﺿﺎ اﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ ﺑﯾﺋﺗﮫ أو اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺋﮫ واﺳﺗﻣرار أداﺋﮫ ووظﺎﺋﻔﮫ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
ﯾﻌﺗﺑر اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ،أو وظﯾﻔﺔ رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻣن وظﺎﺋف اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﺑدوﻧﮭﺎ
ﯾﺗﻌذرﻋﻠﯾﮫ اﻟﻘﯾﺎم ﺑوظﺎﺋﻔﮫ اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ.
ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن إﻧﺟﺎز اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﻣن ﺟﺎﻧﺑﻲ اﻟﻣدﺧﻼت واﻟﻣﺧرﺟﺎت،وﺑدون ھذه اﻟوظﯾﻔﺔ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ
اﻟﻧظﺎم اﻻﺳﺗﻘرار واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ وﺣدﺗﮫ وﺗﻛﺎﻣﻠﮫ،
وﺑﻣﺎ أن اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣرﺗﺑط ﺑﯾﺋﺗﮫ ،وﯾﻌﺗﻣد ﻓﻲ أداﺋﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺗدﻓق ﻣن ﻣﻌﻠوﻣﺎت)ﻣدﺧﻼت( ﻣﻧﮭﺎ ،ﺳواء
ﻛﺎﻧت ھذه اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻣطﺎﻟب وﺿﻐوط ﺗﻠﻘﻰ ﻋﻠﯾﮫ ،أو ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣواﻗف اﻟﺗﺄﯾﯾد واﻟﻣؤازرة ﻟﻘراراﺗﮫ
وﺳﯾﺎﺳﺎﺗﮫ ،أو ﻣﺟرد ردود أﻓﻌﺎل إزاء ﻣﺎ ﯾﺻدر ﻋﻧﮫ ﻣن ﻗرارات )ﻣﺧرﺟﺎت( .وﺑﻣﺎ أن
اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻓﻲ أداﺋﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﯾﺎر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟواﻓدة إﻟﯾﮫ ﻋن طرﯾق ﺷﺑﻛﺎت اﻻﺗﺻﺎل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ،
ﻓﮭو إذن ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻣﺎرس أﯾﺎ ﻣن وظﺎﺋﻔﮫ إﻻ ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺗﺻﺎل.
17
ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﺻﻧﯾف اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
ﺗوﺟد ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻛﺛﯾرة ﻟﻠﺗﺻﻧﯾﻔﺎت اﻟﺧﺎﺻﱠﺔ ﺑﺎﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،وﯾﺗﻣﺛل أھﻣﮭﺎ ﻓﻲ أرﺑﻌﺔ ﻣﻌﺎﯾﯾر:
-1ﻣن ﺣﯾث ﺧﺿوﻋﮭﺎ أو ﻋدم ﺧﺿوﻋﮭﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون:
اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟﻣﺳﺗﺑدة) :اﻻﺳﺗﺑدادﯾﺔ( ﺣﯾث ﻻ ﯾﺧﺿﻊ اﻟﺣﺎﻛم ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ و ﺗﻌﺗﺑر ﻗراراﺗﮫ
وإرادﺗﮫ ھﻲ اﻟﻘﺎﻧون.
اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ :ﺗﺧﺿﻊ وﺗﻠﺗزم ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن ،ﺗﺿﻣن ﺣﻘوق اﻷﻓراد وﺣرﯾﺎﺗﮭم
ﯾرﻛز اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺿﻣن ھذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ وﻟﯾس اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﻣﻔﮭوم اﻟواﺳﻊ.
-2ﻣن ﺣﯾث ﺗوزﯾﻊ اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ ﯾد اﻟﺣﺎﻛم:
اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ :ﺗﻛون ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺳﻠطﺎت ﻓﯾﮭﺎ ﻣرﻛزة ﻓﻲ ﯾد ﺷﺧص واﺣد أو ھﯾﺋﺔ واﺣدة .و ھﻲ
ﻟﯾﺳت اﺳﺗﺑدادﯾﺔ ﺑﺎﻟﺿرورة )ﻓﻘد ﺗﻛون ﻣطﻠﻘﺔ وﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت
اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻣﻘﯾدة :وﺗﺗوزع ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺳﻠطﺎت ﺑﯾن ھﯾﺋﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﯾﺷرف ﺑﻌﺿﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض
-3ﻣن ﺣﯾث طرﯾﻘﺔ اﺧﺗﯾﺎر رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ:
ﺣﻛوﻣﺔ ﻣﻠﻛﯾﺔ :ﯾﺳﺗﻣد ﻓﯾﮭﺎ "اﻟﻣﻠك" ﺣﻘﮫ ﻓﻲ ﺗوﻟﻲ اﻟﺣﻛم ﻣن اﻟوراﺛﺔ
ﺣﻛوﻣﺔ ﺟﻣﮭورﯾﺔ :ﯾﺧﺗﺎر ﻓﯾﮭﺎ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻻﻧﺗﺧﺎب ﻟﻣدة ﻣﺣدودة
-4ﻣن ﺣﯾث ﻋدد اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛم) :ﺻﺎﺣب أو ﻣﺻدر اﻟﺳﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ(
ﺣﻛوﻣﺔ ﻓردﯾﺔ :ﺗﻧﺣﺻر ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ ﯾد ﺷﺧص أو ﺣﺎﻛم واﺣد.
ﺣﻛوﻣﺔ ارﺳﺗﻘراطﯾﺔ) :ﺣﻛوﻣﺔ أﻗﻠﯾﺔ( ﯾﺗرﻛز اﻟﺣﻛم ﻓﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﯾد ﻓﺋﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻣن اﻟﻧﺎس ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھم
اﻷﺻﻠﺢ ﻟﻠﺣﻛم.
ﺣﻛوﻣﺔ دﯾﻣﻘراطﯾﺔ :ﯾﻣﺎرس ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺳﻠطﺔ أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺷﻌب.
و ھذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ ﻣن اﺣﺳن اﻻﻧظﻣﺔ ﻟﻛوﻧﮫ ﯾﺗﻣﯾز ﺑـ
أن اﻟﺷﻌب ھو ﺻﺎﺣب اﻟﺳﯾﺎدة )ﺣﻛم اﻟﺷﻌب ﺑﺎﻟﺷﻌب(.
ﯾﺣﻘق اﻟﺣرﯾﺔ واﻟﻣﺳﺎواة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ )ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺣﺎﻛم ،اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ(...،
دور اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻷﻓراد واﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ اﻻﻧﺗﺧﺎب اﻟﻌﺎم.
اﻟﺗﺻﻧﯾﻔﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ:
اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺣزﺑﻲ:
اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺗﻌدد )اﻟﺗﻌددي( )اﻷﻧظﻣﺔ اﻻﺋﺗﻼﻓﯾﺔ(،
ﻧظﺎم اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺣزﺑﯾﺔ
18
ﻧظﺎم اﻟﺣزب اﻟواﺣد )اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ،اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ ( و ھﻲ أﻧظﻣﺔ اﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ واﻟﺗﺳﻠطﯾﺔ
اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﻲ:
اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ ،اﻷﻧظﻣﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،اﻷﻧظﻣﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ.
ﻣﻌﯾﺎر اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت
ﯾﻌﺗﺑر ﻣوﻧﺗﯾﺳﻛﯾو ھو ﺣﻠﻘﺔ اﻟوﺻل ﺑﯾن اﻟﻔﻛر "اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ" اﻟﻘدﯾم واﻟﺣدﯾث ﻓﻲ ﺗﺻﻧﯾف اﻷﻧظﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺑدأ
اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت
و ﻋﻠﻰ اﺳﺎس ھذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﺗﺻﻧف اﻻﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ )اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ،اﻟﻧظﺎم ﺷﺑﮫ
اﻟرﺋﺎﺳﻲ( ،ﻧظﺎم ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ و ھذا ﻣﺎ ﺳﻧﺗﻧﺎوﻟﮫ ﺑﺎﺧﺗﺻﺎر.
ھو اﺣد أﻧظﻣﺔ اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم واﻟﺗﻲ ﯾﻛون اﻟﺣﻛم ﻓﯾﮭﺎ ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻟﺑرﻟﻣﺎن .و ﯾﻌود اﺻل ﻧﺷﺎة ھذا اﻟﻧظﺎم
اﻟﻰ اﻧﺟﻠﺗرا ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻷﺣداث اﻟﺗﻲ ﺳﺎھﻣت ﻓﻲ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺳﻠطﺔ ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﻣن اﻟﻣﻠك إﻟﻰ رﺋﯾس
وزراﺋﮫ ،ﺑﻌد ان ﻣر )اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ( ﺑﺗطورات ﻋدﯾدة ﻛﺎﻧت ﻣوازﯾﺔ ﻟﻠﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
ﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻓﻣن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟوﺳطﻰ إﻟﻰ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﻘﯾدة ﻣﻧذ اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻟث ﻋﺷر إﻟﻰ
اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ اﻟذي أﺧذ ﺻورﺗﮫ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر
وھو ﻧظﺎم دﺳﺗوري ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﺗﻌﺎون وﺗﺑﻌﯾﺔ ) ( (Cabinetوﺗﺳﻣﻰ أﯾﺿﺎ ﺑﺣﻛوﻣﺎت اﻟوزارة
اﻟﺳﻠطﺎت ﻟﺑﻌﺿﮭﺎ ﺑﻌض ،ﯾﻌرﻓﮫ ﺟورج ﺑﯾردو ﺑﺄﻧﮫ " ﺣﻛوﻣﺔ ﻣﺳؤوﻟﺔ أﻣﺎم ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻷﻣﺔ ،ﺗﻘود
6
ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟدوﻟﺔ ﺑدرﺟﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﻘﻼل ﺗﺧوﻟﮭﺎ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺗﻠك اﻟﻣﮭﻣﺔ
اﻣﺎ ﻓﻲ ﺻورﺗﮫ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﯾﻘوم اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﯾﺎﺑﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ رﻛﯾزﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن وھﻣﺎ:
6اﻟﻐزال ،إﺳﻣﺎﻋﯾل ،اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري واﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ط ،4ﺑﯾروت :اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر .واﻟﺗوزﯾﻊ ، 1989 ،ص 1
19
رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻧظﺎم ﻟﮫ ﻣﮭﺎم ﺷرﻓﯾﺔ و رﻣزﯾﺔ ذات طﺎﺑﻊ ﺑروﺗوﻛوﻟﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﺟﺳﯾد وﺣدة
اﻟدوﻟﺔ و ھو ﻏﯾر ﻣﺳؤول ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ.
و ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص ﺣدود ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ وﺻﻼﺣﯾﺎت رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
-1ﻋدم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ً ﻋن اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺷﺋون اﻟﺣﻛم وذﻟك ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻧظﺎم
اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﻓﺈذا ﻛﺎن رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ ﻣﺳؤول ﻣﻊ ذﻟك ﻋن اﻟﺟﻧﺢ واﻟﺟﻧﺎﯾﺎت
اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺗرﻓﮭﺎ ،ﻓﺈن رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻣﻌﻔﻰ ﻣن ﻛل ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻛﺎﻧت أو
ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ.
-2رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﯾﻠزم أن ﯾﻛونﻣﺳﺗﻘﻼ ً ﺗﺟﺎه اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ وﺗﺟﺎه
ﻣﺟﻠس اﻟوزراء ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ،أﻣﺎ اﺳﺗﻘﻼﻟﮫ أﻣﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻋزﻟﮫ
ﻣن ﻣﻧﺻﺑﮫ ﺑوﺻﻔﮫ رﺋﯾﺳﺎ ً ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻏﯾر ﻣﺳؤول ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ً أﻣﺎﻣﮫ ،أﻣﺎ اﺳﺗﻘﻼل رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ
أﻣﺎم اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﯾﻌﻧﻲ ذﻟك وﺟوب اﻟﻔﺻل ﺑﯾن ﻣﻧﺻب رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ وﻣﻧﺻب رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ وﻻ
ﯾﺟوز اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺻﺑﯾن ﻓﻲ آن واﺣد.
. -3ﯾﻣﻠك رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﻌﯾﯾن رﺋﯾس اﻟوزراء اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺗﻌﯾﯾن وزراﺋﮫ ﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺷؤون
اﻟﺣﻛم اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻠك رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ اﻟﺣق ﻓﻲ إﻗﺎﻟﺔ اﻟوزارة ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻠزم اﻷﻣر.
ﺛﺎﻧﯾﺎ ً :اﻟوزارة
ﺗﻌد اﻟوزارة ھﻲ اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻣﻛون ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑﺟﺎﻧب رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ : ،ﺗﻌﺗﺑر اﻟوزارة روح و
ﻣﺣور اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ و ھﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺧﺻﺎﺋص ﺗﻣﯾزھﺎ ﻋن ﺳﺎﺋر اﻟوزارات او اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ
اﻟدﺳﺗورﯾﺔ .وﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻛﮭﯾﺄة وزارﯾﺔ ﺑﺛﻘﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﻟذﻟك ﻻ ﺑد ﻣن ﻣواﻓﻘﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﯾﯾن
رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠوزﯾر اﻷول ﺛم اﺧﺗﯾﺎر اﻟوزراء ﻣن ﺑﯾن اﻟﻧواب.
إن رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﯾﻌﯾن اﻟوزﯾر اﻷول ﻓﻘط وھذا اﻷﺧﯾر ھو اﻟذي ﯾﺧﺗﺎر اﻟوزراء أﻋﺿﺎء اﻟﺣﻛوﻣﺔ
وﯾﻌرﺿﮭم ﻋﻠﻰ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ .ﻋﻠﻣﺎ أﻧﮭم ﯾﻛوﻧون ﻣن اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧواب ﻣن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻏﺎﻟﺑﺎ
.ﺑﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺟﻣﻊ اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻋﺿوﯾﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن وﻋﺿوﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ .
ﺑرﻟﻣﺎن ﻣﻧﺗﺧب ﻣﻛون ﻣن ﻣﺟﻠﺳﯾن أو ﻣن ﻣﺟﻠس واﺣد )اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ( :ﯾﻣﺎرس اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم
اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﺗﻌددة أھﻣﮭﺎ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ .ﻟﻛﻧﮫ ﯾﺷﺎرك ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ
اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﻣراﻗﺑﺗﮫ ﻧﺷﺎط اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﻌدة وﺳﺎﺋل ﻣﻧﮭﺎ اﻻﺳﺗﺟواب و اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ و اﻟﺷﻔﺎھﯾﺔ و
ﻟﺟﺎن اﻟﺗﺣﻘﯾق .وﺗﻛون اﻟوزارة ﻣﺳؤوﻟﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ً أﻣﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻋن أﻋﻣﺎﻟﮭﺎ ﻛﺎﻓﺔ ،ﺑﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﮫ ﺑﺣق ﺣﺟب
اﻟﺛﻘﺔ ﻋن اﻟﺣﻛوﻣﺔ .و ﻧﻔس اﻟوﻗت ﯾﺣق ﻟﮭﺎ ﺣل اﻟﺑرﻟﻣﺎن و اﻻﺣﺗﻛﺎم ﻟﻠﺷﻌب ﻓﻲ ﺣﺎل ﺧﻼﻓﮭﺎ ﻣﻌﮫ .ﻓﺣق
اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﺣﺟب اﻟﺛﻘﺔ ﻋن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﯾﻘﺎﺑﻠﮫ ﺣق اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ ﺣل اﻟﺑرﻟﻣﺎن
20
اﻟﻔﺻل اﻟﻣرن ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت )اﻟﻔﺻل اﻟﻧﺳﺑﻲ(:
ﺗﻘوم اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺗﻌﺎون واﻟﺗوازن .ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ و اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،رﻏم أن اﻟﺟﮭﺎز اﻟﺗﻧﻔﯾذي واﻟﺟﮭﺎز اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﯾﻣﺎرﺳﺎن ﻣﮭﺎﻣﮭﻣﺎ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ،ﻓﺈن ﻛﻼ
ﻣﻧﮭﻣﺎ ﯾﺳﺎھم ﻓﻲ ﺑﻌض إﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺟﮭﺎز اﻵﺧر.
و ﻣن ﻣظﺎھر اﻟﺗداﺧل ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت
-ﻣظﺎھر ﺗدﺧل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
ﺣق ﺣل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻋﻧد اﻟﺿرورة .
طرح ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺛﻘﺔ أﻣﺎﻣﮫ ﺣﯾث ﺗﻠزﻣﮫ ﺑﺎﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻣوﻗﻔﮫ ﻣﻧﮭﺎ .
ﺣق اﻗﺗراح اﻟﻘواﻧﯾن و إﺻدار اﻟﻘرارات اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻟﻠواﺋﺢ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
دﻋوة اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻟﻼﻧﻌﻘﺎد ﺧﺎرج اﻟﻔﺗرات اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ.
ﺳﻠطﺔ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﯾﯾن ﻋدد ﻣن أﻋﺿﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن
ﺗدﺧل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﯾر اﻟﻌﻣل اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺄﺟﯾل ﻋﻣل اﻟﺑرﻟﻣﺎن.
.ﻣظﺎھر ﺗدﺧل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
· أﻣﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﺗﺳﺎھم ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﺑوﺳﺎﺋل
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻛﺎﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ،واﻟﺷﻔوﯾﺔ ،واﻻﺳﺗﺟواﺑﺎت ،واﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت...
ﺟواز ﻗﯾﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﺈﺻدار ﻗرارات ﻓردﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﺣق ﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت إﺻدار ﻗرارات ﻓردﯾﺔ
ﺗﻛون ﻧﺎﻓذة وﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﺟﮭﺎت اﻟﻣوﺟﮫ ﻟﮭﺎ ھذه اﻟﻘرارات.
إﻗرار اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻼزﻣﺔ
اﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎھدات واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ :ھﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﻣﻌﺎھدات اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﮭﻣﺔ ﯾﺷﺗرط ﻟﮭﺎ
اﻟدﺳﺗور ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﺑرﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﯾﮭﺎ إﻻ ﺑﻌد ﺣﺻوﻟﺔ
ﻋﻠﻰ ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن.
21
.ﺣﺟب اﻟﺛﻘﺔ ﻋن اﻟﺣﻛوﻣﺔ
اﺳﺗﺟواب اﻟوزراء و طرح اﻷﺳﺋﻠﺔ .
اﻧﺷﺎء ﻟﺟﺎن ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﻣوﺿوع .
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺣﻛوﻣﺔ و إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻋدم اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﯾﮫ .
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ أﻋﺿﺎء اﻟﺣﻛوﻣﺔ داﺧل اﻟﻠﺟﺎن اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ .
أ -اﻟﻣزاﯾﺎ:
- 1إﻧﮫ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺛﻼث اﻟﺗﻲ ﺗﻌدﻛﻼ ً ﻣﻧﮭﺎ ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻸﺧرى.
-2إﻧﮫ ﯾرﺳﺦ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ وﯾﻣﻧﻊ اﻻﺳﺗﺑداد.
-3ﯾﻔرض اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﮭرب ﻣن اﻟﺧطﺄ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وﺳﮭوﻟﺔ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺳؤول
اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻋن اﻟﺧطﺄ.
-4إﻧﮫ ﯾؤدي إﻟﻰ وﺣدة اﻟﺳﯾﺎدة ﻟﻠدوﻟﺔ.
ب -اﻟﻌﯾوب:
1إﻧﮫ ﻗد ﯾؤدي ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدول إﻟﻰ ظﺎھرة ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ
-2ﻓﻲ ظل اﻻﺗﺟﺎھﺎت اﻟﺣزﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ واﻟﻣﺗﺿﺎرﺑﺔ ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺔ ﺑﻣﻛﺎن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﺄﯾﯾد ﻗوي
ﻟﻌﻣل اﻟﺣﻛوﻣﺔ
-3إن رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻗد ﻻ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺷﻌﺑﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻛﺷﺧص ﻣﻣﺎ ﻗد ﻻ ﯾﻔﺿﻲ ﻋﻠﯾﮫ ﻣن اﻟﮭﯾﺑﺔ واﻟرﻣزﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻛرﻣز ﻟﻸﻣﺔ.
-4إن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺳﺗﻛون ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﺗﺄﺛﯾر ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻣﮭﻣﺔ وﺳﺗﻛون اﻟوﻻءات اﻟﺿﯾﻘﮫ ﺣزﺑﯾﺎ ً طﺎﻓﯾﮫ
ﻋﻠﻰ اﻟﺳطﺢ.
-إن ﻧظﺎم ﻏﯾر ﻓﻌﺎل ﻓﻲ اﻟدول ذات اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﮭو ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ وﻋﻲ وإدراك 5
ﺳﯾﺎﺳﯾﯾن ﻋﺎﻟﯾﯾن ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻌﻣق اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺣزﺑﯾﺔ.
22
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ أﻧﮫ اﻟﻧظﺎم اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻹﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣطﻠق ﺑﯾن
اﻟﺳﻠطﺎت ﻣﻊ اﻟﺗوازن و اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ ،ﺗﻛون ﻓﯾﮫ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ )اﻟﺣﻛوﻣﺔ( ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ )اﻟﺑرﻟﻣﺎن( وﻻ ﺗﻘﻊ ﺗﺣت ﻣﺣﺎﺳﺑﺗﮭﺎ وﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘوم ﺑﺣﻠﮭﺎ
و ﺗﻌود اﻟﻧﺷﺄة اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ إﻟﻰ ھذه اﻟﻧظﺎم إﻟﻰ دﺳﺗور اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺳﻧﺔ .1789
-اﻧﻔراد اﻟرﺋﯾس ﺑﺗﻌﯾﯾن ﺳﻛرﺗﯾرﯾﮫ )اﻟوزراء( وﻋزﻟﮭم دون أي ﻋرض أو ﻣواﻓﻘﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ.
-ﺧﺿوع اﻟوزراء ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟرﺋﯾس ﻓﮭذا اﻷﺧﯾر ھو اﻟذي ﯾﺗوﻟﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و
اﻟﺣﻛوﻣﺔ و ﻣﮭﻣﺔ اﻟوزراء ھﻲ ﺗطﺑﯾق ھذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ.وﻻ ﯾﻣﻠك أي وزﯾر اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻧﺗﮭﺎج ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ
ﻋن ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟرﺋﯾس.
- 2اﻟﻔﺻل اﻟﻣطﻠق ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت:
ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ ﯾﻘوم اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﺗوازن و إﺳﺗﻘﻼل اﻟﮭﯾﺋﺎت ﻋن ﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض دون
وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن وﯾﻌﻧﻲ ﻗﯾﺎم ﻛل ﺳﻠطﺔ ﺑﻣﺑﺎﺷرة وظﯾﻔﺗﮭﺎ دون ﺗدﺧل ﺑﺄي ﺷﻛل ﻣن
اﻷﺷﻛﺎل ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻷﺧرى .ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻋدم اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻛل ﺳﻠطﺔ أن ﺗﺷﺎرك ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺳﻠطﺔ اﻷﺧرى.
وﺣﺗﻰ ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﺣدود اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ﻓﻲ ھذا اﻟﻧظﺎم ،ﺳﻧﻘوم ﺑدراﺳﺔ ﻣظﺎھر اﺳﺗﻘﻼل ﻛل ﺳﻠطﺔ
ﻓﯾﮫ ﻋن اﻷﺧرى.
23
اﺳﺗﻘﻼل اﻟرﺋﯾس اﻟﻣﻧﺗﺧب ﺑﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﻓﺎﻟرﺋﯾس ﯾﻣﺎرس اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ و ﯾﻘرر ﻋﻠﻰ
ﻗدم اﻟﻣﺳﺎواة ﻣﻊ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﮭو ﯾﺳﺗﻣد ﺳﻠطﺗﮫ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻣن اﻟﺷﻌب و ﻛذﻟك ﯾﻧﻔرد ﺑﺗﻌﯾن اﻟوزراء ،و إﻗﺎﻟﺗﮭم
و ﺗﻘرﯾر ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮭم أﻣﺎﻣﮫ ﻓﻼ ﯾﻛون ﻟﮭؤﻻء اﻟوزراء أﯾﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻊ اﻟﺑرﻟﻣﺎن .ﻓﻼ ﯾﺣق ﻟﮭم اﻟﺟﻣﻊ
ﻣﻧﺻب وزﯾر و ﻧﺎﺋب ﻓﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن و ﻻ ﯾﺣق ﻟﮭذا اﻷﺧﯾر ﻣﺳﺎءﻟﺔ أو إﺳﺗﺟواب أو ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ
،ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗﻘل اﻟرﺋﯾس ﺑوﺿﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ واﻟداﺧﻠﯾﺔ ،وھو اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻣراﻗﺑﮫ
ﺟﮭﺎزه اﻟﺗﻧﻔﯾذي ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ ﺗﻧﻔﯾذه ﻟﺳﯾﺎﺳﺎﺗﮫ ،وھو اﻟﻘﺎﺋد اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ واﻟﻣﺳؤول ﻋن ﺗﻧظﯾﻣﮭﺎ،
ﻛﻣﺎ ﺗﺗﺳﻊ ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟرﺋﯾس ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟطوارئ.
ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟرﺋﯾس أو وزراﺋﮫ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ً ، ،ﻓﺎﻟرﺋﯾس ﯾﺳﺗﻣد ﻧﻔوذه ﻣن اﻟﺷﻌب
ﻣﺑﺎﺷرة واﻟوزراء ﯾﺳﺗﻣدون ﻧﻔوذھم ﻣن اﻟرﺋﯾس اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺗﻌﯾﯾﻧﮭم.
اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ھﻲ ﺣق ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن وﺣده ﻣﻊ ﻋدم ﺟواز ﺗدﺧل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣل اﻟﺑرﻟﻣﺎن
ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟرﺋﯾس اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ أو أﺣد ﺳﻛرﺗﯾرﯾﮫ اﻟﺗدﺧل ﺑﺄي ﺷﻛل ﻣن اﻷﺷﻛﺎل ﺑﺳﯾر اﻟﻌﻣل
اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ أو اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﯾﮫ ،ﻓﻼ ﯾﺣق ﻟرﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ دﻋوة اﻟﺑرﻟﻣﺎن إﻟﻰ اﻹﻧﻌﻘﺎد أو ﺗﺄﺟﯾل إﺟﺗﻣﺎﻋﮫ أو إﻧﮭﺎءه،
ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺣق ﻟﮫ ﺣل اﻟﺑرﻟﻣﺎن
ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻋﺿوﯾﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎن وﻋﺿوﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑل ﻻ ﯾﺣق ﻟﻠوزراء ﺣﺿور
إﺟﺗﻣﺎع اﻟﺑرﻟﻣﺎن .و ﻻ اﻟﺗﻘدم ﺑﺈﻗﺗراح ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻘواﻧﯾن
ﻟﻛن ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﻛﻔﺔ ﺗﻣﯾل ﻟرﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﻹﻧﺗﺧﺎﺑﮫ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷﻌب و ﺑﺗرﻛﯾز اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
ﺑﯾدﯾﮫ.
و ﻛذﻟك ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن ھﻧﺎك ﺑﻌض اﻹﺳﺗﺛﻧﺎءات ﻓرﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﺣق اﻹﻋﺗراض
اﻟﺗوﻓﯾﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ واﻓق ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺗﻌﯾﯾن ﺑﻌض ﻛﺑﺎر ﻣوظﻔﻲ اﻟدوﻟﺔ،
25
راﺑﻌﺎ -اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺷﺑﮫ اﻟرﺋﺎﺳﻲ )اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺧﺗﻠط(:
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻧظﺎم ﺷﺑﮫ اﻟرﺋﺎﺳﻲ ﺑﺎﻧﮫ اﻟﻧظﺎم اﻟﺧﻠﯾط ﺑﯾن ﻛل ﻣن اﻟﻧظﺎﻣﯾن اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ و اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،ﺣﯾث ﯾﺄﺧذ
ﺟزءا ً ﻣن ﺧﺻﺎﺋص ﻛل ﻧظﺎم ،وھو ﻧظﺎم ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﯾﻛون ﻓﯾﮫ رﺋﯾس
اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ ورﺋﯾس اﻟوزراء ﺷرﯾﻛﺎن ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر ﺷﺋون اﻟدوﻟﺔ .وﺗوزﯾﻊ ھذه اﻟﺳﻠطﺎت ﺑﯾن رﺋﯾس
اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ ورﺋﯾس اﻟوزراء ﯾﺧﺗﻠف ﻣن ﺑﻠد إﻟﻰآ ّﺧر .وﯾﺧﺗﻠف ھذا اﻟﻧظﺎم ﻋن اﻟﻧظﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ أن
رﺋﯾس اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎره ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷﻌب .وﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻧظﺎم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ﻓﻲ أن رﺋﯾس اﻟوزراء ﻣﺳﺋول
أﻣﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎن وﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻣﺣﺎﺳﺑﺗﮫ وﻋزﻟﮫ اذا أراد.
و أﺣﺳن ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻧظﺎم ھو اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ظل دﺳﺗور 1958أو ﻣﺎ ﯾﺳﻣّﻰ
ﺑﺎﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ.
-ﻣﻛوﻧﺎت واﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺛﻼث ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم ﺷﺑﮫ اﻟرﺋﺎﺳﻲ ) دراﺳﺔ اﻟﻧﻣوذج اﻟﻔرﻧﺳﻲ (
1اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ:
رﺋﯾس اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ رﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ ﯾﻧﺗﺧب ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷﻌب ﻣﺑﺎﺷرة و ﯾﻣﺎرس اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت واﺳﻌﺔ ﻓﻲ
اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،ﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻓﻔﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧﻔﯾذي ،ﯾﻌﯾن اﻟوزﯾر اﻷول وﻟﻛن ﻻ ﯾﺣق ﻟﮫ
ﻋزﻟﮫ ﺑﻌد أن ﯾﻌﯾﻧﮫ ،وﯾﻌﯾن اﻟوزراء ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻗﺗراح ﻣن اﻟوزﯾر اﻷول ،وﯾﻌﯾن ﻛﺑﺎر اﻟﻣوظﻔﯾن ،وﯾﺑرم
اﻟﻣﻌﺎھدات وﯾﺻﺎدق ﻋﻠﯾﮭﺎ وﯾﺗرأس ﻗﯾﺎدة اﻟﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ،وﯾﺗوﻟﻰ رﺋﺎﺳﺔ ﻣﺟﻠس اﻟوزراء ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗوﻟﻰ
اﻟوزﯾر اﻷول رﺋﺎﺳﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﺣﻛوﻣﺔ
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻠك رﺋﯾس اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ ﺑﻣوﺟب أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة ) (16ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺻﻼﺣﯾﺎت اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،وذﻟك
ﻓﻲ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﮭدھﺎ اﻟﺑﻼد ،ﺑوﺻﻔﮭﺎ ﺗﮭدﯾدا ً ﺧطﯾرا ً ﯾﮭدد اﺳﺗﻘراراھﺎ ،أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك :ﻣﺣﺎوﻟﺔ
اﻧﻘﻼب داﺧﻠﻲ ،أو اﻋﺗداء ﺧﺎرﺟﻲ ،أو إﺿراﺑﺎت ﺷﺎﻣﻠﺔ وﻣﺗﻌددة ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت ﺣﯾوﯾﺔ ،وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻻت
ﯾﺣق ﻟﮫ اﺗﺧﺎذ أﯾﺔ إﺟراءات ﯾراھﺎ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ وﺗﻛون اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﺑﯾده.
:2اﻟوزﯾر اﻷول )رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ(
ﯾﻌﯾن اﻟوزﯾر اﻷول ﻣن ﻗﺑل رﺋﯾس اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ ،وﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎره ﻣن أﻛﺑر اﻷﺣزاب اﻟﻔﺎﺋزة ﻓﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن،
وﯾﺗوﻟﻰ اﻟوزﯾر اﻷول رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛون ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟوزراء ﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾﻧﮭم ﻣن ﻗﺑل رﺋﯾس
اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ ﺑﺗﻧﺳﯾب ﻣن اﻟوزﯾر اﻷول وﺗﻘوم اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﻣﺳﺎﻋدة رﺋﯾس اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﺳﯾﺎﺳﺎﺗﮫ
اﻟﻌﺎﻣﺔ .وﯾﺗوﻟﻰ اﻟوزﯾر اﻷول ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗوﺟﯾﮫ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﻟﻠوزراء وﺗﻧﺳﯾق أﻋﻣﺎﻟﮭم ،وﯾﻣﺎرس اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌدﻋﻣﻼ ً ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎ ً أي ﯾﺻدر ﻣراﺳﯾم ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﮭﺎ ﻗوة اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرھﺎ
اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﻛﻣﺎ ﯾﺻدر ﻣراﺳﯾم ﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،وﯾﺗوﻟﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟدﻓﺎع ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون ﻧﺷﺎطﺎﺗﮫ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل
ﺑﺎﻟﺗﻧﺳﯾق ﻣﻊ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟذي ﯾﻌد اﻟﻘﺎﺋد اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ.
- 3اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ:
26
ﯾﺗﻛون اﻟﺑرﻟﻣﺎن ) اﻟﻔرﻧﺳﻲ ( ﻣن ﻏرﻓﺗﯾن ھﻣﺎ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ وﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ ،وﺗﻧﺗﺧب اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ
ﻣن اﻟﺷﻌب ﺑطرﯾق اﻻﻗﺗراع اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻣدة ﺧﻣس ﺳﻧوات ،وﺗﺟرى ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﻗﺗراع ﻓﻲ دورﺗﯾن وﻟﻛﻲ
ﯾﻔوز اﻟﻣﺗرﺷﺢ ﻻﺑد أن ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ،وﻓﻲ اﻟدورة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﯾﻛﺗﻔﻰ ﺑﺎﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ،أﻣﺎ
ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ ﻓﯾﻧﺗﺧب أﻋﺿﺎءه ﻟﻣدة ﺗﺳﻊ ﺳﻧوات ﯾﺟدد ﺛﻠث أﻋﺿﺎء ھذا اﻟﻣﺟﻠس ﻛل ﺛﻼث ﺳﻧوات ،وﯾﺗم
اﻧﺗﺧﺎﺑﮭم ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ وأﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ.
ﻣظﺎھر ﺗدﺧل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ:
: 1ﺣق رﺋﯾس اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ ﺑﺣل اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ :ﺑﻣوﺟب أﺣﻛﺎم اﻟدﺳﺗور ﯾﺣق ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ ﺣل
اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ دون اﺷﺗراط ﻣواﻓﻘﺔ ﺟﮭﺔ أﺧرى ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﻘوم ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻻ ﺗﺗﻌدى 40ﯾوﻣﺎ ً ﻣن ﺣل
اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ﺑﺎﻟدﻋوة إﻟﻰ ﺗﻧظﯾم اﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﻧﯾﺎﺑﯾﺔ ﺟدﯾدة.
: 2ﺣق رﺋﯾس اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ ﻓﻲ إﺟراء اﺳﺗﻔﺗﺎء ﺗﺷرﯾﻌﻲ ﺑﺣﯾث ﯾﺣق ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ طرح ﻣﺷروﻋﺎت
ﻗواﻧﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌب ﻣﺑﺎﺷرة وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﺑرﻟﻣﺎن وﻻ ﯾﻌرض ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌد
ﺗﻌطﯾﻼ ً ﻟﻌﻣل اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﺷﻌب ﻋﻠﻰ ﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺗم إﺻداره ﻣن ﻗﺑل اﻟرﺋﯾس وﻛﺄﻧﮫ
ﺻدر ﻋن اﻟﺑرﻟﻣﺎن.
:3ﺣق رﺋﯾس اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ ﺑﺎﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻧﯾن :ﯾﻣﻠك رﺋﯾس اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻻﻋﺗراض ﻋﻠﻰ
اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻘرة ﻣن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻋﻧد إرﺳﺎﻟﮭﺎ ﻟﮫ ﻟﻠﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ ،ﻛﻣﺎ ﻟﮫ ﺣق طﻠب ﺗﻌدﯾل ﺑﻌض اﻟﻣواد،
وﯾﺟﻌﻠﮭﺎ ﺷرطﺎ ً ﻟﻠﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون.
: 4ﺣق رﺋﯾس اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ ﺑﺎﻗﺗراح ﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور :ﻣﻧﺢ اﻟدﺳﺗور اﻟرﺋﯾس اﻟﺣق ﻓﻲ اﻗﺗراح ﺗﻌدﯾل
اﻟدﺳﺗور ،ﺑﻣﺎ ﯾﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻷزﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺧﻼف ﻋﻠﻰ ﻧص دﺳﺗوري
أو ﻏﯾر ذﻟك
: 5ﺣق رﺋﯾس اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ ﺑدﻋوة اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻟﻼﻧﻌﻘﺎد وﻣﺧﺎطﺑﺗﮫ :ﯾﺣق ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ دﻋوة اﻟﺑرﻟﻣﺎن
ﻟﻼﻧﻌﻘﺎد ﻓﻲ ﻏﯾر دورات اﻧﻌﻘﺎده وﯾطﻠب ﻣﻧﮫ ﺑﺣث ﻣوﺿوع ﻣﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺣق ﻟﮫ ﻣﺧﺎطﺑﺗﮫ ،وﺣق اﻟﺧطﺎب
ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟرﺋﯾس ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻣﺧﺎطﺑﺔ أﻋﺿﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ﺑﮭدف إﻋﺎرة ﻣواﺿﯾﻊ ﻣﻌﯾﻧﺔ اھﺗﻣﺎم
اﻟﺑرﻟﻣﺎن.
: 6ﺣق اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺈﺻدار ﺗﺷرﯾﻌﺎت :ﯾﻣﻠك اﻟوزﯾر اﻷول )رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ( ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌدﻋﻣﻼ ً ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎ ً ،أي ﯾﺻدر ﻣراﺳﯾم ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﮭﺎ ﻗوة اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ
ﯾﺻدرھﺎ اﻟﺑرﻟﻣﺎن.
27
:2اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
-3اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎھدات واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ
:4اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ إﻋﻼن اﻟﺣرب ﻣن ﻗﺑل رﺋﯾس اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ
ً :5اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ إﻋﻼن ﺣﺎﻟﺔ اﻟطوارئ ﻣن ﻗﺑل رﺋﯾس اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ
ﻛﻣﺎ ﺗﻣﺎرس اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎ ًﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ً ،وذﻟك ﻋن طرﯾق ﻗﯾﺎﻣﮭﺎ
ﺑﺗﺷﻛﯾل ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋﻠﯾﺎ ﺗﺧﺗص ﺑﻣﺣﺎﻛﻣﺔ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺧﯾﺎﻧﺔ اﻟﻌظﻣﻰ ،وﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎر
ﻣﺗﺳﺎو ﻣن ﺑﯾن أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ
ٍ أﻋﺿﺎﺋﮭﺎ ﻋن طرﯾق ﻣﺟﻠس اﻟﺑرﻟﻣﺎن ،ﺣﯾث ﯾﺗﻛون ﻣن ﻋدد
واﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ .وھذه اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟﻰ ﺑﻣﻔردھﺎ ﺗﺣدﯾد ﻣدى ﺗواﻓر ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺧﯾﺎﻧﺔ
اﻟﻌظﻣﻰ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻗرار اﻟﺗﮭﻣﺔ ﻋﻠﯾﮫ ﯾﺗم ﻋزﻟﮫ.
28
اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻣﻘﺎرن ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
ﺗُ ﻌﱠد اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻋﻣوﻣﺎ ﻣن أھم اﻟﻣﻧﺎھﺞ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ )ﻓﮭﻲ ﻟﯾﺳت ﺣﻘﻼ ﻣﻌرﻓﯾﺎ أو ﻣوﺿوﻋﺎ
ﻟﻠدراﺳﺔ ﺑل ﻣﻧﮭﺞ ﻟﻠﺑﺣث واﻟﺗﺣﻠﯾل(.
ﺗﺣدﯾد دﻻﻟﺔ ﻣﻔﮭوم اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟظواھر اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ :ﺗﺧﺗﻠف ﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻣﻔﮭوم اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ وﺗﺗﻧوع ﻏﯾر
أﻧﮭﺎ ﺗﻛﺎد ﺗﻧطﻠق ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ﻣن ﺗراث ﺟون ﺳﺗوارت ﻣﯾل اﻟذي ﻋرﻓﮭﺎ ﺑﺄﻧﮭﺎ " دراﺳﺔ ظواھر ﻣﺗﺷﺎﺑﮭﺔ
أو ﻣﺗﻧﺎظرة ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ أو ھﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻧظم ﻟﻺﺧﺗﻼﻓﺎت ﻓﻲ ﻣوﺿوع أو أﻛﺛر ﻋﺑر
ﻣﺟﺗﻣﻌﯾن أو أﻛﺛر " .و ﻗد ﻣﺛل ھذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻣﺣورا أو ﺑؤرة ﺗدور ﺣوﻟﮭﺎ ﻣﺟﻣل ﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌﻠوم اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﮭﺎ ﻓﺣص ﻣﺳﺗﻣر ﻟﻠﺗﺷﺎﺑﮭﺎت و اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت .ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ
اﻓﺗراض وﺟود ﻗدر ﻣن اﻟﺗﺷﺎﺑﮫ و اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟوﺣدات ﻣوﺿوع اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﻣﻘﺎرﻧﺔ
وﺣدات ﻣﺗﻣﺎﺛﻠﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ أو ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ .
أھﻣﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ:
ﺗﻛﻣن أھﻣﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ أﻧﮭﺎ ﺷرط أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﺻﺣﯾﺢ ،واﻟذي ﺗطﻠب ﺻﯾﺎﻏﺔ
اﻟﻣﻔﺎھﯾم واﻟﻔرﺿﯾﺎت ودراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻻت واﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾﻧﮭﺎ ،وذﻟك ﺑﺎﺣﺗرام وﻣراﻋﺎة ﺧطوات اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ
واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑﺣﺛﯾﺔ ،ﺗﺣدﯾد وﺣدة اﻟﺗﺣﻠﯾل ،ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻔرﺿﯾﺎت ،ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻔﺎھﯾم ،
ﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ،وﺗﺣﻠﯾل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت وﺗﻔﺳﯾرھﺎ.
وﻓﻲ إطﺎر اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﺗﻛﻣن أھﻣﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﺻﻧﯾف اﻷﻧطﻣﺔ
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،إظﮭﺎر آﻟﯾﺔ ﻋﻣﻠﮭﺎ ،إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗراآم اﻟﻣﻌرﻓﻲ.
ﻷن اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﺟزءا أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻣن اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻘد ﺟﻌﻠﮭﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻟﺑدﯾل ﻋن اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﻣؤدﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن أھداﻓﮭﺎ )أي اﻟﺗﺟرﺑﺔ( إﻟﻰ
ﺣد ﻗول 'أﻟﻛﺳﯾس دي ﺗوﻛﻔﯾل' ﺑﻛوﻧﮭﺎ "ﺟوھر اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
و ﻣن اھداف اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻧﮭﺎ ﺗﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣن اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ،وﺣدود ھذه
اﻟﻣﻌرﻓﺔ وﻣﺻداﻗﯾﺗﮭﺎ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘق ﻣﻧﮭﺎ ودورھﺎ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء ﻧظرﯾﺎت أو ﻣﻧﺎھﺞ ﺗُﻌﯾن اﻟﻌﻘل اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ
ﻋﻠﻰ ﻓﮭم اﻟواﻗﻊ وﺣﺳن إدراﻛﮫ وﻣن ﺛﻣﺔ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﮫ،
ﺗﮭدف اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ إﻟﻰ ﺗﻘدﯾم اﻟﺑداﺋل واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺻﻧﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺳواءًا اﻟداﺧﻠﯾﺔ أو اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ.
ﺗﻘوﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ :اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻘﺎرن ﯾﮭدف إﻟﻰ ﺗﻘوﯾم اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ )ﻣؤﺳﺳﺎت ،ﻗرارات ،ﻋﻣﻠﯾﺎت(...،
اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﺎﻷﺣداث واﻻﺗﺟﺎھﺎت :ﻣﻧذ "دي ﺗوﻛﻔﯾل" ﯾﻌﺗﺑر ھدف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ھو اﻟﺗﻧﺑؤ )اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑظﮭور
اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،ﻛذﻟك ﻣﺎرﻛس اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑظﮭور اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ(
29
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻟدى اﻟﺑﻌض ھو ﻋﻠم ﺗﺷﺧﯾص وﺗﻔﺳﯾر أﻛﺛر ﻣﻧﮫ ﻋﻠم ﺗﻧﺑؤ وھذا ﻣﺎ ﯾﺛﯾر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟﺧﻼف.
ﺷروط اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ:
ھﻧﺎك ﻗواﻋد وﻣﺑﺎدئ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻻﻟﺗزام ﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻘﺎرن ﻟﻠﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻷھداف اﻟﻣرﺟوة
ﻣن اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،وھﻲ:
● ﺷﻣوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻟﻛﺎﻓﺔ أوﺟﮫ اﻻﺧﺗﻼف واﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻟوﺣدات اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎرﻧﺔ )ﻣﺛﻼ
ﻓﻲ دراﺳﺗﻧﺎ ﻟظﺎھرة اﻹرھﺎب ،ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣرأة ،اﻟﻌﻧف اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ(...،
● اﻟﺗﺣدﯾد اﻟواﺿﺢ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﺑﺎﺣث ﻟﻠوﺣدات أو اﻟﻌﻧﺎﺻر أو اﻟظواھر اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺗم اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﺑﯾﻧﮭﺎ وﺿرورة إﺧﺿﺎﻋﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل ﻟﻧﻔس اﻟﻣﻧﺎھﺞ ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻘق اﻟدﻗﺔ ﻓﻲ رﺻد ﺟواﻧب
اﻻﺗﻔﺎق واﻻﺧﺗﻼف.
● ﻣراﻋﺎة أﻻ ﺗﻛون اﻟوﺣدات أو اﻟظواھر اﻟﻣراد اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾﻧﮭﺎ ﻣﺗﻣﺎﺛﻠﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ أو ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
ﺗﻣﺎﻣﺎ ،ﻓﻼ ﺑد أن ﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ أوﺟﮫ وﻧﻘﺎط اﻻﺧﺗﻼف وأﺧرى ﻟﻠﺗﻣﺎﺛل واﻻﺗﻔﺎق وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
وﺟوب وﺟود ﻗدر ﻣن اﻟﺗﺷﺎﺑﮫ اﻟﺟزﺋﻲ ﺑﯾن اﻟظواھر وﺿرورة ارﺗﺑﺎط ذﻟك ﺑﺎﻧﺗﻣﺎء ھذه
اﻟوﺣدات إﻟﻰ إطﺎر ﺣﺿﺎري أو ﺛﻘﺎﻓﻲ واﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﺣد وﻣﺗﻘﺎرب.
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟدوﻟﺔ ھﻲ اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺣﻠﯾل إﻻ أن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﯾرى أن ﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﺣﻘل
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻋﻠﻰ دراﺳﺎت ﻋﺑر-اﻟدوﻟﺔ ﺑﮭدف اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﺑﺎدئ ﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ وﺗﻌﻣﯾﻣﺎت ﻧظرﯾﺔ ﺑل
اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ وﺣدات وﻣؤﺳﺳﺎت وأﻗﺎﻟﯾم داﺧل دول ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻓﺎﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻘﺎرن ﯾﺗﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﺗرﻛﯾز
ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت داﺧل اﻟدول أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﯾرﻛز ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﯾن اﻟدول.
● ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺧﺎرﺟﯾﺔ) :ﻋﺑر اﻟﻣﻛﺎن( وﺗﺗم ﺑﯾن اﻟوﺣدة اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ )ﻧظﺎﻣﺎ ،ﻋﻧﺻرا ،ظﺎھرة ،أو ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻣﺗﻐﯾرﯾن(
ﻓﻲ دوﻟﺔ وﻣﺎ ﯾﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ﻓﻲ دوﻟﺔ أﺧرى أو ﻓﻲ ﻋدة دول أﺧرى )ﻣﺛﻼ :اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ،اﻟﻌﻧف
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ(...،
● ﻣﻘﺎرﻧﺔ داﺧﻠﯾﺔ) :ﻋﺑر اﻟزﻣﺎن( وﺗﺗم داﺧل ﻧﻔس اﻟﻧظﺎم ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋن وﺣدﺗﮭﺎ )ﻣﺛﻼ دراﺳﺔ اﻟﻧظﺎم
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺟزاﺋري أو أﺣد ﻣؤﺳﺳﺎﺗﮫ :اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ أو اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ...،أو ﻧﻣط اﻟﻘﯾﺎدة اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ،أو اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗﺑل ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻌددﯾﺔ ،وﺑﻌدھﺎ ،أو ﻓﻲ ﻋﮭد اﻟرﺋﯾس "س" واﻟرﺋﯾس "ع" ،أو ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣوﺿوﻋﻲ :ﻣوﺿوﻋﺎت وﻗﺿﺎﯾﺎ ﻣﻌﯾﻧﺔ.(...
30
وﺗﺄﺧذ ھذه اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺷﻛﻠﯾن:
أ /ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣوﻗف ﻋﻧﺻرﯾن أو أﻛﺛر ﻣن ﻋﻧﺎﺻر ووﺣدات اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ إزاء ﻧﻔس اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ) :ﻣﺛﻼ ﻣواﻗف اﻟﻘﯾﺎدة
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ وأﺣزاب اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ وﻏﯾرھﺎ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﻗﺿﯾﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﻛﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣرأة،
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،أو ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻛﺎﻟﻣوﻗف ﻣن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرق اﻷوﺳط أو اﻟﻣﺗوﺳط(...
ب /ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣوﻗف اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ أو اﺣد ﻋﻧﺎﺻره ﻣن ﺻورﺗﯾن أو ﺗطﺑﯾﻘﯾن أو أﻛﺛر ﻟﻧﻔس اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ) :ﻣﺛﻼ:
ﻣواﻗف اﻟﻘﯾﺎدة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌراق ﻣن اﻷﻛراد واﻟﺷﯾﻌﺔ.(...
-ﺑدأت ﻣﻊ 'ﺟﯾﻣس ﺑراﯾس' اﻟذي ﻗﺎم ﺑدراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻧظم اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ ﻗﺑل اﻟﺣرب
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ )ﺑﯾن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة واﻷﻣم اﻷوروﺑﯾﺔ( ﻣدﺧﻼ ﻟﻌﻧﺎﺻر ﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل ﻣﺛل :اﻟرأي
اﻟﻌﺎم ،ﻧظﺎم اﻷﺣزاب واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
-ﺛم ﺟﺎء 'ﺗﺷﺎرﻟز ﻣﯾرﯾﺎم' ﻣؤﺳس ﻣدرﺳﺔ ﺷﯾﻛﺎﻏو اﻟذي رﻛزﱠ ﻋﻠﻰ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ورﺻد ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓطرح اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﻟﻣﺎذا ﻛﺎن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺣرب ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻋﻣﯾﻘﺎ رﻏم ﺗﺄﺧر اﻟﺗﺣﺎق اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﺑﮭﺎ )أي اﻟﺣرب(؟
اﻧﺗﮭﻰ 'ﻣﯾرﯾﺎم' إﻟﻰ ﺗﺻﻧﯾف اﻷﺳﺑﺎب ﻣن ﺣﯾث ﺗﺄﺛﯾرھﺎ )وﻓﻘﺎ ﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗﺄﺛﯾر إﻟﻰ ﺛﻼث أﺻﻧﺎف:
.1أﺳﺑﺎب ﻣﺣددة :causes déterminantesﺗﺄﺛﯾر ﻛﺑﯾر ﻓﻲ إﺣداث اﻟﺗﻐﯾﯾر )اﻋﺗﻣدت ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟدراﺳﺎت
اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ(.
.2أﺳﺑﺎب ﻓﺎﻋﻠﺔ :causes effectivesأﻗل ﺗﺄﺛﯾرا /ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ إﺣداث اﻟﺗﻐﯾﯾر.
.3أﺳﺑﺎب ھﺎﻣﺷﯾﺔ :causes marginalesﻟﮭﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻊ اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟطﺎرئ ﻋﻠﻰ اﻟظﺎھرة ﻣﺣل
اﻟدراﺳﺔ.
طرح ﻣﺷﻛﻠﺔ إھﻣﺎل اﻟﺻﻧﻔﯾن اﻟﺛﺎﻧﻲ واﻟﺛﺎﻟث )ﻣن اﻷﺳﺑﺎب( واﻗﺗرح اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎھﺞ اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم
اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ وﻛذا ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ )ﻣن أﺟل ذﻟك اﻋﺗﺑر
أب اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ( ،ﻟﻛﻧﮫ اﺻطدم ﺑﻣﺷﻛﻠﺔ اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﺟرﯾب ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻓﻛﺎن اﻟﺣل
اﻷﻣﺛل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﮫ ﻓﻲ:
32
.1اﻟﻣﻼﺣظﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ :l’observation activeﻣﻼﺣظﺔ ﻛل اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣؤﺛرة ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﮭﺎﻣﺷﯾﺔ.
.2ﺑﻧﺎء اﻷطر ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ ﺑدﯾﻠﺔ ﻋن اﻟﺗﺟرﺑﺔ :اﻟﻣﺳﺢ ،اﻻﺳﺗﺑﯾﺎن ،اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ.
ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﯾﮫ ،رﻛزت ﻣدرﺳﺔ ﺷﯾﻛﺎﻏو ﻋﻠﻰ:
.1اﻻﺳﺗﻘراء induction
.2ﺳﺑﺑﯾﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾر la causalité du changement
● اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ:
ﺑداﯾﺔ اﻷرﺑﻌﯾﻧﯾﺎت :ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗمﱠ اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن دراﺳﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ )اﻟﺗﻐﯾﯾر (...إﻟﻰ دراﺳﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﺗرﻛﯾز
ﻋﻠﻰ ﺳﻠوك ﺻﺎﻧﻌﻲ اﻟﻘرار )ﻋﻘﻼﻧﯾﺔ اﻟﺳﻠوك /اﻟﻘرار( ،ﺣﯾث أﺿﯾﻔت إﻟﻰ طراﺋق 'ﻣﯾرﯾﺎم' وﻣدرﺳﺔ
ﺷﯾﻛﺎﻏو ،أطر ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ أﺧرى ﻋﻠﻰ رأﺳﮭﺎ:
-دراﺳﺔ اﻟﺗرﻛﯾﺑﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻣﺗﺧذ اﻟﻘرار) :اﻟدراﺳﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﻧﻣط اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،اﻟدواﻓﻊ(.
-دراﺳﺔ اﻟﻣﺿﻣون /إﺿﺎﻓﺔ اﻟﺑﻌد اﻟﻧﻘدي )ﺗوظﯾف ﻧظرﯾﺎت 'ﻣﺎﻛس ھورﻛﮭﺎﯾﻣر' max Horkheimerوﻣدرﺳﺔ
ﻓراﻧﻛﻔورت(.
● اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ:
ﺑدأت ﻣﻊ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﯾﺎت ،ﻛﺎن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺛورة اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﺟﻠﯾﺎ ،ﻧﺧص ﺑﺎﻟذﻛر اﻟوظﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺳﺳﮭﺎ 'ﻏﺎﺑ﷼
آﻟﻣوﻧد' ’ ‘Gabriel Almondاﻟذي رﻛز ﻋﻠﻰ وظﺎﺋف اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ )وظﺎﺋف اﻟﻣدﺧﻼت /وظﺎﺋف
اﻟﻣﺧرﺟﺎت( ﺣﯾث أن اﻷداء اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﻲ اﻟﻣﺗﻛﺎﻣل ﻟﮭذه اﻟوظﺎﺋف ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ھدف اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻧظﺎم اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر اﻟوﺣدة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل )ﻋدم ﺧروج ﻋن اﻟﺳﯾﺎق اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣدﺧل اﻟﻧظﻣﻲ(.
ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﺳﺗﯾﻧﯾﺎت ،ﻗﺎم 'آﻟﻣوﻧد' ﺑﻣﻌﯾﺔ "ﻓﯾرﺑﺎ' ’ ‘verbaﺑﻣراﺟﻌﺔ اﻟﻣدﺧل اﻟوظﯾﻔﻲ ،أﯾن ﺗمﱠ :
.1دﻣﺞ اﻟوظﺎﺋف.
.2اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ )ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ(.
.3اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن وظﺎﺋف اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ إﻟﻰ وظﺎﺋف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ.
● اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟراﺑﻌﺔ:
ﺑداﯾﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت إﻟﻰ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﯾﺎت :أﯾن أﻋطﻰ "آﻟﻣوﻧد' و'ﺑﺎول' اﻷوﻟوﯾﺔ ﻟدراﺳﺔ ﻣﺣﯾط اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ أي
ﻋﻼﻗﺗﮫ ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ )ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﻋودة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ(.
33
-ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗمﱠ اﻟﺗرﻛﯾز أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎھﻣﺔ 'داﻓﯾد أﺳﯾﺗون" ﺧﺻوﺻﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣُدﺧﻼت/اﻟﻣُﺧرﺟﺎت
inputs/outputsواﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗرﺟﺎﻋﯾﺔ أو اﻟﺗﻐذﯾﺔ اﻟﻌﻛﺳﯾﺔ feedbackواﻟﺗﻲ ﻧدرك ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ﻣدى
ﺗﻘﺑل اﻟﻣﺣﯾط ﻟﻣﺧرﺟﺎت اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ.
ﻓﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دراﺳﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت وﺻﺎﻧﻌﻲ اﻟﻘرار ،اﻧﺻﱠب اﻻھﺗﻣﺎم أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ،اﻟﺗﻐﯾﯾر وﺧﺻوﺻﺎ
ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻣﺣدد ﺑﺎﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ:
.1اﻟرﺿﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻲ.
.2اﻻﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﻣطﺎﻟب اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
طرﺣت ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ أﯾﺿﺎ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻌﻣﯾم اﻟﻧﺳق اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ
أﻧظﻣﺔ ﺗﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ،ﺑﯾد أن ﺛﻣﺔ ﺻﻌوﺑﺎت ﺟﻣﺔ اﻋﺗرﺿﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻻﺧﺗﻼف اﻟﻛﺑﯾر ﺑﯾن
اﻷﻧظﻣﺔ واﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت :اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ /اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ /اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ /اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﯾﺔ...
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ:
أدﱠت اﻟﺛورة اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ﺛم ﺗﻌﻣﯾم اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻻﻧﺗرﻧت ﺳﻧﺔ 1993إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام طرق ﺟدﯾدة ﻓﻲ أداء اﻟوظﺎﺋف
اﻟﺗراﺑطﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﻠطوﯾﺔ واﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ وﺑرزت ﻣﻔﺎھﯾم ﺟدﯾدة ﻣﺛل :اﻟرﺷﺎدة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو
اﻟﺣﻛم اﻟراﺷد ،7اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،اﻟذﻛﺎء اﻻﺻطﻧﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ...
7
ﻋرﱠف اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻋﺎم 1994اﻟرﺷﺎدة good governanceﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ " :اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺑواﺳطﺗﮭﺎ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻘوة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إدارة اﻟﺛروات
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟدوﻟﺔ ﻣﺎ وذﻟك ﺑﮭدف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ"
34
.3ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻣﻘﺎرن :ﻣﻊ ﺗرﻛﯾز اﻟﺛورة اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﮭﺞ أو اﻟﻣﻧﺎھﺞ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،
اﻧﺻبﱠ اﻻھﺗﻣﺎم ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻣﻘﺎرن/ﻣدى ﻋﻠﻣﯾﺔ/ﻣدى اﺳﺗﺧدام ﺑدﯾل ﻟﻠﺗﺟرﯾب...
ﻣﻘﺎرﺑﺎت او ﻣداﺧل
ھﻧﺎك ﺛﻼﺛﺔ ﻣداﺧل وﻣدارس ﻓﻛرﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ وﺟﮭﺎت ﻧظرھﺎ ﺣول طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺑﺣث اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وﻏﺎﯾﺎﺗﮫ
وأھداﻓﮫ وﻣﻧﺎھﺞ ﺑﺣﺛﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ:
اﻟﻣدﺧل اﻟﺗﻘﻠﯾدي اﻟذي ﯾﺳﺗﻣد ﺟذوره ﻣن اﻟﺗﯾﺎر اﻟﻣﺣﺎﻓظ. .1
اﻟﻣدﺧل اﻟﺳﻠوﻛﻲ اﻟذي ﺗﻣﺗد أﺻوﻟﮫ إﻟﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ. .2
اﻟﻣدﺧل ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺳﻠوﻛﻲ اﻟذي ﯾﺳﺗﻧد إﻟﻰ اﻻﺗﺟﺎھﺎت اﻟرادﯾﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة. .3
اﻻﻗﺗراﺑﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ
ﺗﻌرف اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺛورة اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ .ﺑدأ ﻓﯾﮭﺎ ﻋﻠم
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼل ﻋن اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ واﻟﻘﺎﻧون واﻟﺗﺎرﯾﺦ وﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع .ﺑرزت ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﺛﻼث
ﻣدارس ﻓﻛرﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ وﻣﻧﮫ إﻟﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ وھﻲ:
اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ اﻟرﺷﯾدة )اﻟﻘﺎﻧون/اﻟﻣؤﺳﺳﺔ(.
اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ )اﻟﻘوة/اﻟواﻗﻊ/اﻟﻣﺎدة .1
اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ )اﻟﻔرد/اﻟﺳﻠوك/رد اﻟﻔﻌل/اﻟﺗﺄﺛﯾر( .2
ﻓﻲ ظل اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ واﻟوﺿﻌﯾﺔ ھﻧﺎك ﺛﻼث اﻗﺗراﺑﺎت :اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣؤﺳﺳﻲ.
ﻓﻲ ﺣﯾن ظﮭر ﻓﻲ ظل اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ :اﻗﺗراب اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺑﻧﺎﺋﻲ اﻟوظﯾﻔﻲ.
اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ
ﯾﻌﺗﺑر دﯾﻔﯾد ھﯾوم أﺣد اﻟرواد اﻷواﺋل ﻟﻠوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ،إذ ﻧﺎدى ﺑﺄن اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺳﺗﻧدة ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑرة
)اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ( ﻣﻌرﻓﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ .ﺗرى اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ أن اﻟﻣﻘوﻻت واﻷطروﺣﺎت ﺗﻛﺗﺳب ﻣﻌﻧﺎھﺎ
اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﻘط ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗم اﻟﺗﺣﻘق ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﻣﻼﺣظﺔ اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ ،ﻓﮭﻲ ﺗﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﻌﻠوم اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ وﻏﯾرھﺎ ﻣﺛل
اﻟﻣﻧطق واﻟرﯾﺎﺿﯾﺎت .وﻛذﻟك وﻓرت اﻷﺳﺎس اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻟﻠﻣدرﺳﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ.
إن ﻣﻔﺎھﯾم وﻗواﻧﯾن وﻧظرﯾﺎت اﻟﻌﻠم اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﺗﺻورات اﻷﺧرى ﺣول اﻟﻌﺎﻟم واﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻣﺛل
اﻟﺗﺻورات اﻟﻣﯾﺗﺎﻓﯾزﯾﻘﯾﺔ .وﻋﻠﯾﮫ ،ﺗﻔﺗرض اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ أﻧﮫ ﯾﻣﻛن اﻟوﺛوق ﺑﺎﻟﺗﻌﻣﯾﻣﺎت ﺣول اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻘط
إذ ﺗم ﺻﯾﺎﻏﺗﮭﺎ واﺧﺗﺑﺎرھﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ.
ارﺗﺑط ﺗطور اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻘﺎرن ﻟﻠﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﺗطور طرق اﻟﺑﺣث ﻣن ﻣرﺣﻠﺔ إﻟﻰ أﺧرى ،ﻓﻣن اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺑﺣث ﺑطرق ،ووﺣدات ﺗﺣﻠﯾل أﺿﻔت ﻋﻠﯾﮫ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺷﻛﻠﻲ ،اﻟﺗﺄﻣﻠﻲ ،اﻟوﺻﻔﻲ ،اﻟﻛﯾﻔﻲ،
ﻏﯾر اﻟﻣﻘﺎرن واﻟذي رﻛز ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻟﻧظم اﻟﻐرﺑﯾﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﺳﺗﺎﺗﯾﻛﻲ رﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﮭﯾﻛل
اﻟرﺳﻣﻲ اﻟﺣﻛوﻣﻲ واﻟدﺳﺗوري ،إﻟﻰ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺑﺣث ﺑﻔﺻل اﻟواﻗﻊ ﻋن اﻟﻘﯾم،
35
اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ،ﺗطﺑﯾق اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻛﻣﻲ واﻻﻣﺑرﯾﻘﻲ ،واﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗوﺳﻊ ﺧﺎرج اﻟﺣﯾز اﻟﺟﻐراﻓﻲ
اﻷوروﺑﻲ واﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟوظﺎﺋف واﻷﺑﻧﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻣوذج
اﻻﻧﺟﻠوأﻣرﯾﻛﻲ وأﻗطﺎر أﺧرى ،ﻓﺎﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺑﺣث ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻣﻧﺎھﺞ اﻟﻛﻣﯾﺔ
واﻟﻛﯾﻔﯾﺔ ،واﻟﻣﻌﯾﺎرﯾﺔ اﻟﻣوﺟﮭﺔ ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻔرد وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣﺷﺎﻛل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟواﺳﻌﺔ
ﻋﺑر أﻗطﺎر ﻋدﯾدة ،واﻻھﺗﻣﺎم ﺗﺣدﯾدا ﺑدول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻲ إطﺎر ﻣوﺟﮫ ﻧﺣو اﻟﺗﻐﯾﯾر ،ﻣﻊ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ
ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺻراع ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت واﻟطﺑﻘﺎت ،وﻧظرة ﻛﻠﯾﺔ ﺗﮭﺗم ﺑﺎﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣو ﻋﻠﻰ اﻷﺟزاء
اﻟﻣﻧﻔﺻﻠﺔ اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﮭﺎ.
وﻟﺗوﺿﯾﺢ اﻟدراﺳﺔ واﻟﺗﺣﻠﯾل ﻋﺑر ھذه اﻟﻣراﺣل ﺿﻣن ھذه اﻟﻣداﺧل واﻷطر ،ﯾﺟب اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ أھم اﻟﻣﻘﺎرﺑﺎت
اﻟﻣوظﻔﺔ ﻣن ﻗﺑل ﺑﺎﺣﺛﻲ وﻣﻧظري اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ/ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻘﺎرن ﻟﻠﻧظم )ﻣن اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ
اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻘﺎرن ﻟﻠﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ(.
36
اﻟﻣدﻧﻲ :ﻟﺗﻘﯾﯾد ﻟﺳﻠطﺎت ﻣن اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﻣﺑدأ رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣدﻧﯾﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺳﻛرﯾﯾن
ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻟﻠﺳﻠطﺔ.
ﺣدود اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻻﻗﺗراب اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ:
واﻧﺗﻘد ھذا اﻻﻗﺗراب ﺑﺄﻧﮫ ﻏﯾر ﻛﺎف ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻵﻧﮫ ﯾﮭﻣل اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺑﺣﻛم طﺑﯾﻌﺗﮫ ،وﯾﮭﻣل
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك دور اﻟﻔواﻋل اﻷﺧرى ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻼﻋب ﺑﮭﺎ.
ﺳﺎد اﻻﻗﺗراب اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل ﻧظم اﻟﺣﻛم ﻓﻲ ظل اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺑداﺋﯾﺔ ،ارﺗﺑط ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن
ﺑﺛورة اﻧﺗﺷﺎر اﻟدﺳﺎﺗﯾر ﻓﻲ أوروﺑﺎ وأﻣرﯾﻛﺎ ،واﻟﻣﻔﺎھﯾم اﻟﺳﺎﺋدة آﻧذاك ﻓﻲ أﻗﺳﺎم اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑرﺑط ﻓﮭم
اﻟﻧظﺎم ﺑﺗﺣﻠﯾل اﻟﻘﺎﻧون.
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ھﻲ ﻣﺟﻣوع اﻟﻣظﺎھر واﻷﻧﻣﺎط اﻟﺳﯾﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟﺧﯾﺎرات اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺣدد
وﺗﻘﯾد وﺗﻌطﻲ اﻟﻔرص ﻟﻠﺳﻠوك اﻟﻔردي ،وﯾﻌرﻓﮭﺎ ﺻﻣوﺋﯾل ھﻧﺗﻧﻐﺗون ﻧﻘﻼ ﻋن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت
اﻟﺳوﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ آﻣﺎ ﻋﻧد ﺗﺎﻟﻛوت ﺑﺎرﺳوﻧز ،وﺻﻣوﺋﯾل إزﻧﺳﺗﺎدت ﺑﺄﻧﮭﺎ" :ھﻲ أﻧﻣﺎط ﻣن اﻟﺳﻠوك
9
اﻟﺛﺎﺑت واﻟﻣﻘﯾم
وﺟﺎء اﻻﻗﺗراب اﻟﻣؤﺳﺳﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﺗﻔﺎدي ﻣﺣدودﯾﺔ اﻻﻗﺗراﺑﺎت :اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ،اﻟﻣﺛﺎﻟﻲ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ،
وإدراك ﻋﻠﻣﺎء اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ أن أھﻣﯾﺔ دراﺳﺔ اﻟظﺎھرة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺗﻧﺑﻊ ﻣن دراﺳﺔ اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣن
ﺧﻼل دراﺳﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ )اﻟﻣﺣﺎﻛم( ،دون إﻏﻔﺎل دور اﻹدارة،
وظﺎﺋف اﻟرﺋﯾس ،ﻧظم اﻻﻧﺗﺧﺎب ،اﻷﺣزاب ،ﻟذا رﻛز ھذا اﻟﺗﺣﻠﯾل ﻋﻠﻰ اﻟوﺻف واﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت )ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﺷﺎﺑﮫ واﻻﺧﺗﻼف( داﺧل اﻟدوﻟﺔ أو ﺑﯾن اﻟدول ﻓﻲ ظل ارﺗﺑﺎط ﻣﻔﮭوم
اﻟﻧظﺎم "اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ" ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟدوﻟﺔ.
ووﻓﻘﺎ ﻟدراﺳﺔ ﺻﻣوﺋﯾل ھﻧﺗﻧﻐﺗون ﻓﺈن اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﻗوة اﻟﺣﻛم ودرﺟﺗﮫ ﻻ
ﻓﻲ ﺷﻛل اﻟﺣﻛم أي ﻣدى اﻣﺗﻼك اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﻌﺎﻟﺔ وﻣﺗﻌددة اﻷﺑﻧﯾﺔ واﻟوظﺎﺋف .وﻗد
ﺻﺎغ ﻣﻔﮭوم اﻟﻣؤﺳﺳﯾﺔ ﻟﻘﯾﺎس ﻗوة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ،وﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ ﺗﻠك " اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺗﺳب ﺑﮭﺎ اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت
واﻹﺟراءات ﺣﺗﻣﯾﺔ وﺛﺑﺎﺗﺎ" 2 2اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،اﻟﻣﻛﺎن ﻧﻔﺳﮫ.
وﻣﻊ ھذا اﻧﺗﻘد ھذا اﻟﻣﻘﺎرب ﺑﺳﺑب:
-ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗﺧداﻣﮫ ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﻠو ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ.
-ﻋدم اﻟرﺑط ﺑﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وأﻋﺿﺎﺋﮭﺎ ﺣﯾث أن ھذه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺗﻛﺎﻣﻠﯾﺔ وﻣﺟرد اﻟﻔﺻل ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺷوﯾﮫ ﻟﻠواﻗﻊ.
9واﻟﻣﺗواﺗرﺻﻣوﺋﯾل ھﻧﺗﻧﻐﺗون ،اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻣﺗﻐﯾره ،ﺗرﺟﻣﺔ :ﺳﻣﯾﺔ ﻓﻠو ﻋﺑود ،ﺑﯾروت :دار اﻟﺳﺎﻗﻲ ،[ 1968 .،ص 1993[ 21
37
( ،ﻣﺑدأ ﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون ودوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧون ﻟﺗﻘﯾﯾد ﻣﻣﺎرﺳوا اﻟﺳﻠطﺔ ﻣن اﻟﺗﻌﺳف ،ﻣﺑدأ ﻓﺻل اﻟدﯾن ﻋن اﻟدوﻟﺔ أو
اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ ﻋن اﻟدوﻟﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻟﮭﺎ ﻋدة ﻣﻌﺎن وﻟﻌل أﺑرز ﻣﻌﺎﻧﯾﮭﺎ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ،
ھﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗدﯾن ﺑﺗﻘﯾﯾد اﻟﺳﻠطﺎت ﻓﻲ اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟدﯾﻧﯾﺔ ،ﻣﺑدا اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
اﻟﻣدﻧﻲ :ﻟﺗﻘﯾﯾد ﻟﺳﻠطﺎت ﻣن اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﻣﺑدأ رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣدﻧﯾﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺳﻛرﯾﯾن
ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻟﻠﺳﻠطﺔ.
ﺣدود اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻻﻗﺗراب اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ:
واﻧﺗﻘد ھذا اﻻﻗﺗراب ﺑﺄﻧﮫ ﻏﯾر ﻛﺎف ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻵﻧﮫ ﯾﮭﻣل اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺑﺣﻛم طﺑﯾﻌﺗﮫ،
وﯾﮭﻣل ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك دور اﻟﻔواﻋل اﻷﺧرى ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻼﻋب ﺑﮭﺎ.
وﻗد اﻧظﻠق داﻓﯾد إﯾﺳﺗون ﻓﻲ ﻋﻣﻠﮫ اﻟﻧظري ﻣن اﻻطﺎر اﻟﺳﻠوآي اﻟﻧﺎﻗد ﻟﻼﺗﺟﺎه اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻓﻲ
دراﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ ،واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﯾﺗوﺟب اﻟﺗوﺟﮫ ﻧﺣو ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ .وﻗد
cybernetic ،اﺳﺗﻧد داﻓﯾد إﯾﺳﺗن ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺗﮫ ﻟﻼطﺎر اﻟﻧظري إﻟﻰ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻧﺳﺎق
ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﻔﺎھﯾم اﻟوظﯾﻔﺔ ،ﺻﻧﻊ اﻟﻘرار ،واﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻔروع ﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻣﺛل ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع
واﻻﻧﺛﺑروﺑوﻟوﺟﯾﺎ واﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،ﻣﻊ ﻣﻔﮭوﻣﮫ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﯾرى ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺗوزﯾﻌﯾﺔ ﺗﮭﺗم ﺑﺎﻟﺗوزﯾﻊ
واﻟﺗﺧﺻﯾص .ﻟذاﻻ ﯾﺷﯾر وﻟﯾم ﻣﯾﺗﺷل إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ھﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗوزﯾﻌﯾﺔ ﻣﺛﻠت ﻓرﺿﯾﺔ
10
ھﯾﻣﻧت ﻋﻠﻰ ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻷﻣﯾرآي ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ
10ﻋﺑد اﻟﻐﻔﺎر رﺷﺎد ،ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻧظرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ،اﻟﻘﺎھرة :ﻣرآز اﻟﯾﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ1993 ،
38
-وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن رﻓﺿﮫ )ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﻐرﺑﻲ(وﻧﺳْ ﺑ ِﮫ إﻟﻰ ﻣﺎرﻛس اﻟذي ﻟم ﯾﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠﮫ )اﻟذي ﻛﺎن ﺧﻠﯾطﺎ
ﻣن اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻔﻠﺳﻔﻲ واﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ( ﻣﻔﮭوم اﻟطﺑﻘﺔ ،ورﺑطﮫ ﺑﺎﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ )اﻟﺗﻲ ﺗﮭدد اﻟﻘﯾم
اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ( ﺧﺎﺻﺔ ﺗزاﻣﻧﮫ ﻣﻊ ظﮭور أﻧظﻣﺔ ﺷﻣوﻟﯾﺔ ﺷﯾوﻋﯾﺔ )اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺎﺗﻲ( ،ﻧُ ﻘِ َل ھذا
اﻟﻔﻛر ﻣن ﻧظرﯾﺔ ذات ﺻﺑﻐﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﻣذھب ﺳﯾﺎﺳﻲ وإﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﻟﻣواﺟﮭﺔ ھﯾﻣﻧﺔ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ
ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣﻧذ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ.
-وﻷن ﺟذور اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟطﺑﻘﻲ ﺗﻌود إﻟﻰ اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺎرﻛﺳﻲ اﻟذي ﻟم ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺣﻠﯾﻼ ﻋﻠﻣﯾﺎ ﺑﺎﻟﻣﻔﮭوم اﻟذي ﻧﺻت
ﻋﻠﯾﮫ اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﻧطﻘﯾﺔ وﻻ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ،ﻟم ﯾدرج ھذا اﻟﺗﺣﻠﯾل ﺿﻣن طروﺣﺎت اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ،
أو اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﺣﯾث ﺑﻘﻲ طرﺣﺎ واﻛب اﻟﺗطور ﻓﻲ ﺣﻘل دراﺳﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ وﺗﻛﯾﱠفَ ﻣﻊ
أطروﺣﺎت ﻛل ﻣرﺣﻠﺔ ،واﺳﺗﻣرت ﻣﻔﺎھﯾم اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟطﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﺗﺣت ﻣﺳﻣﯾﺎت
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻛـ :اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ،اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ،ﻋﻼﻗﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ...،ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻋﺗﺑﺎره
ﻣﺟرد دراﺳﺎت ﺧﺎرج ﺣﻘل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﻘول ﻣﺎ ﺑﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ،واﻻﺟﺗﻣﺎع واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،أو إﺳﮭﺎﻣﺎت اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﯾن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﺑﻌﯾدا ﻋن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ.
-وﻣﻊ ھذا ﺣرﱠ ك ھذا اﻟطرح "اﻟﻣﺎرﻛﺳﻲ" اﻟذي ﻟم ﯾﺗم ﺗﺑﻧﯾﮫ ﻣن ﻗِﺑَل اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن اﻟذﯾن ﺗطوﱠ ر ﻋﻠﻰ
أﯾدﯾﮭم اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻘﺎرن ،اﻟﻔﻛر اﻷوروﺑﻲ ﻹﯾﺟﺎد ﻧظرﯾﺎت أﺧرى ﻣﺛﻠت:
ﻓﻲ ﺑُﻌدھﺎ اﻻﺑﺳﺗﯾﻣوﻟوﺟﻲ ﺗطﺎﺑﻘﺎ ﻣﻌرﻓﯾﺎ ﻣﻊ ﻣﻘوﻻت واﻓﺗراﺿﺎت اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟطﺑﻘﻲ.
وﻓﻲ ﺑُﻌدھﺎ اﻟﻌﻠﻣﻲ/اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﻲ ﺑدﯾﻼ ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل اﻟطﺑﻘﻲ وذﻟك ﻣﺎ ﺑرز ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﺧﺑوي وﻧظرﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻧـﺧـﺑــﺔ:
-وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻠﯾﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﯾﻌود إﻟﻰ ﺑداﯾﺎت اﻟﻔﻛر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻋﻧد اﻟﯾوﻧﺎن "ﻣن ﯾﺣﻛم؟"
ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻧوع اﻟﻧظﺎم واﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻧظم ،ﻓﺈن اﺗﺧﺎذ اﻟﻧﺧﺑﺔ ﻛوﺣدة ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﻌود إﻟﻰ
ﻣﺣﺎوﻻت ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟطﺑﻘﻲ وإﯾﺟﺎد اﻟﺑدﯾل ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل.
-ﺣﯾث ﺣﺎول ﻛل ﻣن ﺑﺎرﯾﺗو وﻣوﺳﻛﺎ )اﻷواﺋل( ﺗﺣوﯾل ﻣﻔﮭوم اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻣﺎرﻛﺳﻲ اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎت اﻹﻧﺗﺎج
واﻗﺗراب اﻟﺻراع إﻟﻰ ﻣدﺧل ﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﻘﺳم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ إﻟﻰ ﺣﺎﻛم وﻣﺣﻛوﻣﯾن ،وﻗد ﺳﺎﻋد ھذا اﻟﺗوﺟﮫ ﻋﻠﻰ
اﻟﺑروز ﻓﺷل اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﺎرﻛﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﺻورة أو إطﺎر ﻋﺎم ﻟﺗﻔﺳﯾر ﺗﺣوّ ل اﻟﺗﺟﺎﻧس اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠطﺑﻘﺔ
اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ ھﯾﻣﻧﺔ أو ﺳﯾطرة ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠطﺑﻘﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ.
-وﻣﻊ ذﻟك ﻟم ﺗﺳﺗطﻊ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻧﺧﺑﺔ اﻟﺧروج ﻣن اﻹطﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟطﺑﻘﺔ اﺑﺳﺗﯾﻣوﻟوﺟﯾﺎ ،ﻓﻧﺧﺑﺔ
اﻟﻘوة/اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﻣﺟرد ﺻﯾﺎﻏﺎت ﺑُﻧﯾَت ﻋﻠﻰ ﻧﻔس ﻓﻛرة ﻣﺎرﻛس ﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أﻓﻘﯾﺎ إﻟﻰ طﺑﻘﺗﯾن:
-طﺑﻘﺔ ﻣُﺳﯾطِ رَ ة.
ُﺳﯾطر ﻋﻠﯾﮭﺎ.
-طﺑﻘﺔ ﻣ َ
-إن ﻣﻘﺗرب اﻟﻧﺧﺑﺔ اﻟذي ﺗزاﻣن ﻣﻊ اﻟﻣﻘﺗرﺑﯾن اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﻣؤﺳﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﺳﺗطﺎع طرح
ﻧﻣوذج ﻣﻌرﻓﻲ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن إطﺎر اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻣن ﺧﻼل:
39
اﻷﺳس اﻟﻧظرﯾﺔ
اﻹﺷﻛﺎﻻت
اﻟﻣﻔﺎھﯾم
وﻣداﺧل اﻟﺗﻔﺳﯾر
ﺑﺎﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺳﻠوك اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺻﻐﯾرة ﻟﺻﺎﻧﻌﻲ اﻟﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺑدل اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣؤﺳﺳﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ
اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺗﻣﮭﯾد ﻻﻗﺗراب اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻟﻧﻔﻲ ھﯾﻣﻧﺔ ﻧﺧﺑﺔ أو ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،واﻋﺗﺑﺎر ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
ﻣﺗﻔﺎﻋﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟدرﺟﺔ ﻣن اﻷھﻣﯾﺔ واﻟﺗﺄﺛﯾر.
-ﺗطور اﺳﺗﺧدام ﻣﻘﺗرب اﻟﻧﺧﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ،واﺗﺳﻊ ﻧطﺎﻗﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟوﺻف وﺗﺣﻠﯾل اﻷﻗﻠﯾﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﺣﯾث ﺗﻌددت اﻟﻣﻔﺎھﯾم ﻛـ :اﻟﻧﺧﺑﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ،اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ،
اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ...،
اﻟﺟـﻣــﺎﻋـﺔ:
-ﻧﻣط آﺧر ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﻠﻧظم ،وﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟطﺑﻘﻲ وطرح اﻟﺑدﯾل ،أﺳﮭم ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن
اﻟﻣﻧﮭﺟﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﮭﺟﯾﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ،ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺟﺎوز اﻟطرح اﻻﺑﺳﺗﯾﻣوﻟوﺟﻲ ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل
اﻟطﺑﻘﻲ ،أي:
-ﻧﻔس اﻟﻣﻧطﻠﻘﺎت واﻟﻣﺳﻠﻣﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺣددات واﻷﺳس ﻣﻊ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻘوة ،اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
واﻟﺻراع.
-ارﺗﻛزت ﻧظرﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ أھم اﻓﺗراﺿﺎت اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟطﺑﻘﻲ ﺑﺎﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﺎﻧﻘﺳﺎم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ إﻟﻰ وﺣدات ﻋﻠﻰ
أﺳس ﻣﺻﻠﺣﯾﺔ ﯾﺣﻛﻣﮭﺎ اﻟﺻدام واﻟﺻراع.
-وﺗﻔرد ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻣﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﺟﻣﺎﻋﺎت:
أﻓﻘﯾﺎ :طﺑﻘﺎت /ﻧﺧﺑﺔ وﺟﻣﺎھﯾر
ورأﺳﯾﺎ :ﺑﻧﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ /وﺑﻧﯾﺔ اﻟﻧظﺎم
-ﻛﻣﺎ أﺿﺎف ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ وأﺳﮭم ﻓﻲ ﺑروز اﻟﺑﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﻋﻧد أﻟﻣوﻧد وﺑﺎول.
ﺑﺳﺑب اﻟﻣراﺟﻌﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻟﻧظرﯾﺔ ﻓﺻل اﻟﺳﻠطﺎت اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻋدم ﻣطﺎﺑﻘﺗﮭﺎ ﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ اﻟﻧظﺎم
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﺗﺷﻌﺑت وﺟﮭﺎت ﻧظر ﺑﺎﺣﺛﻲ ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ،وﺗﻌددت ﻣﻘﺗرﺑﺎت اﻟﺗﺣﻠﯾل وﻛﺎن ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ ﻣﻘﺗرﺑﺎت
اﻟﺑﻧﯾوﯾﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ وﺗﺣﻠﯾل 'ﺗﺎﻟﻛوت ﺑﺎرﺳﻧز' ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻛﺈﺣدى اﻟﺑﻧﯾﺎت اﻟﺟزﺋﯾﺔ ،،ﻟﻠﻧظﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
)اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ(،و ﻛﻧﺳق اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓرﻋﻲ ﻻ ﯾﺗﺷﻛل ﻣن أﺷﺧﺎص ﺑل ﻣن أدوار ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﯾؤدى )ھذا اﻟﻧظﺎم(
وظﯾﻔﺔ ﺗﻧظﯾم وﺗﺣرﯾك اﻟﻣوارد اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﯾﮭدف إﻟﻰ اﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ
واﻟﺗﺄﻗﻠم ﻣﻊ ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﺣﯾط ،ﻟﯾﺄﺗﻲ 'داﻓﯾد اﯾﺳﺗون' ﻓﻲ اﺗﺟﺎه ﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﻣﻐﺎﯾر ﻟﻺطﺎر اﻟﻣرﺟﻌﻲ ﻟﻠوظﯾﻔﯾﺔ-
اﻟﺑﻧﯾوﯾﺔ )ﺗﺣﻠﯾل اﻷدوار واﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ( ﻋﻧد 'ﺑﺎرﺳوﻧز' ﻟﯾﺿﻊ ﺗﺣﻠﯾﻠﮫ اﻟﻧﺳﻘﻲ
40
)اﻟﻧظﻣﻲ( ﺛم ﻣن ﺑﻌده 'آﻟﻣوﻧد' وﺗﺣﻠﯾﻠﮫ اﻟوظﯾﻔﻲ ﺣﯾث اﻟﺗﻘﻰ اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﻧظﺎم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﺟزءا ﻣن
ﻧظﺎم ﻛﻠﻲ ھو اﻟﻧظﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﺧﺗﻠﻔﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘوى واﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛوﻧﺔ
ﻟﮭذا اﻟﻧظﺎم ،ﻓﻲ ظل اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﻣوﺟﮭﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺗوﺟﮭﺎت اﻟﺗدرﯾﺟﯾﺔ ﻧﺣو ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ
ﺟدﯾدة ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل ﻓﻲ ظل دراﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ.
ﻟذا ﯾرﺗﻛز ﺗﺣﻠﯾل 'اﺳﯾﺗون' ﻟوظﺎﺋف اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻗﺗراﺣﮫ ﻟوظﯾﻔﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن:
11راﺟﻊ ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ﻣﺣﻣد طﮫ ﺑدوي اﻟﻧظرﯾﺔاﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣرﺟﻊ و ﻟﻧﻔس اﻟﻣؤﻟﻔﻣﻔﮭوم اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺑﯾن اﻻﻧﺗظﺎﻣو اﻟﺗﻧظﯾم و ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
– ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟرﯾﺎض اﻟﻌدد اﻟراﺑﻊ 1986
41
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻘوم ﺑﮫ اﻟﻧظﺎم ،ﺛم ﺗﻧﺎوﻟﮫ ﻣﻧظروا اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﻘرﻧﯾن 19 ،18ﻣن ﻣﻧطﻠق
اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ واﻟﻣﻌﯾﺎرﯾﺔ.( ..،
إن اﻟﺗﺄﺳﯾس ﻟﻠﻣدﺧل اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟذي ﯾﻌود إﻟﻰ 'أﻓﻼطون' و'أرﺳطو' ﺑﺎﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾؤدﯾﮭﺎ اﻟﻧظﺎم
"اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ" ﻣن أﺟل ﺗدﻋﯾم وﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻣﺣﻠﻲ ،ﺑﻠﻎ ﻣﻊ ﺗﺑﻠور ﻧظرﯾﺔ اﻟﻧظم )اﻟﺗﻲ ﺧرﺟت
ﻣﻧﮭﺎ ﻣﻌظم اﻟﺗﺣﻠﯾﻼت ﻓﻲ ﺣﻘل ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ( ودراﺳﺔ اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻣدىً ﻣﻊ ﺗﺣﻠﯾل 'آﻟﻣوﻧد' اﻟذي
أﺿﺎف إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟوظﯾﻔﻲ أﺑﻌﺎدا وﻣﻔﺎھﯾم ﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﻧظم وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗرﻛﯾز
ﻋﻠﻰ:
اﻷﺑﻧﯾﺔ واﻟوظﺎﺋف وﺗﺟﻧب اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟدﺳﺎﺗﯾر واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ.
اﺳﺗﺧدام ﻣﻔﮭوم اﻟﻧظﺎم ﻣﺣل اﻟدوﻟﺔ.
واﻟوظﯾﻔﺔ ﻣﺣل اﻟﺳﻠطﺔ واﻟﻘوة.
واﻷدوار ﻣﺣل اﻟﻣﻧﺎﺻب.
واﻷﺑﻧﯾﺔ ﺑدﻻ ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت.
اﻋﺗﺑر 'آﻟﻣوﻧد' اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ذﻟك اﻟﻧظﺎم اﻟذي ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗداﺧﻼت اﻟﻣﺗواﺟدة ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت وﯾﻘدم ﻣن
ﺧﻼﻟﮭﺎ ﺑذﻟك اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺟزھﺎ ﺑواﺳطﺔ اﻟﻘوة اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ أو اﻟﺗﮭدﯾد ﺑﺎﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ،إﻻ أﻧﮫ
ﯾﺧﺗﻠف ﻋن 'أﺳﺗون' وﻏﯾره ﻣن اﻟﻧﺳﻘﯾﯾن ﺑﺗﺣدﯾده ﻟﻣﻔﮭوم "اﻟوظﯾﻔﺔ" وﻣﺎ ﯾﺻﺎﺣﺑﮭﺎ ﻣن ﻗوة ،ﻛﻣﻧطﻠق ﻟﺗﺣﻠﯾل
وظﺎﺋف اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ.
ﯾﻌﺗﺑر'آﻟﻣوﻧد' اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻧﺳق ﯾﺗﻌرض ﻟﺗﻐﯾﯾرات ﻣﺳﺗﻣرة ،وﯾﺣﺗﺎج داﺋﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﻛﯾف ﻟﻛﻲ ﯾﺿﻣن اﺳﺗﻣراره
وﺑﻘﺎﺋﮫ وذﻟك ﻓﻲ ﺳﯾﺎق ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ﯾﻘﯾﻣﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﻧظم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
ﻧﻔﺳﮫ.
ﻣﻘوﻣﺎت ﺗﺣﻠﯾل 'آﻟﻣوﻧد' ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ:
● اﻋﺗﺑر اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣﺗﻐﯾر ﻣﺳﺗﻘل ﺑذاﺗﮫ ،ﯾﺣﺗوي داﺧﻠﮫ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣول واﻟﺗﻲ ﺑﻣﻘﺗﺿﺎھﺎ ﯾﻘوم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﻠﻘﻲ
اﻟﻣطﺎﻟب أو اﻟﻣدﺧﻼت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﺗﺣوﯾﻠﮭﺎ إﻟﻰ ﻣﺧرﺟﺎت ﻓﻲ ﺷﻛل ﻗرارات ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻗواﻧﯾن.
● اﻧﺗﻘد طرق ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧظم ﻟوظﺎﺋف اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺳواء داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أو ﻓﻲ اﻟﻣﺣﯾط اﻟدوﻟﻲ ،وﻗدﱠم أﻣﺛﻠﺔ
ﻋﻠﻰ أداء اﻟﻧظم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ذات اﻷﻧﻣﺎط اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ وﻓﻲ ﺣﻘﺑﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﺣﺗﻰ ﻓﻲ أوﻗﺎت ﺗﻘﺎرﺑﮭﺎ
وﺗﺷﺎﺑﮭﮭﺎ ﻛﺎﻷزﻣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدورﯾﺔ.
● اﻗﺗرح ﻣﻔﮭوم اﻟﻘدرة ﻟﺗﺣﻠﯾل أداء اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟظواھر اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻹﺣﺎطﺔ ﺑﮭﺎ ،أو اﻛﺗﺷﺎﻓﮭﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ
أﻛﺛر دﻗﺔ وﺷﻣوﻻ.
● ﻗدﱠم أﺳﻠوب 'آﻟﻣوﻧد' اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﺗﺻﻧﯾﻔﺎ ﻟﻠﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل:
ﻣﻣﺎرﺳﺗﮭﺎ وﻧظﻣﮭﺎ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ أداﺋﮭﺎ اﻟداﺧﻠﻲ ﻛﻧظﻣﮭﺎ اﻟﺣزﺑﯾﺔ أو ﺷﻛل ﺣﻛوﻣﺎﺗﮭﺎ ﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ أو رﺋﺎﺳﯾﺔ.
42
وإﺿﺎﻓﺔ ﻣﻔﮭوم اﻟﻘدرة ،ﻛﻣﻌﯾﺎر ﻟﺗﺣﻠﯾل وﻣﻘﺎرﻧﺔ أﻧﻣﺎط ﻗراراﺗﮭﺎ )أداﺋﮭﺎ( وﺗﻔﺎﻋﻠﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﺣﯾط اﻟداﺧﻠﻲ واﻟدوﻟﻲ.
ھﻛذا ﯾﻘوم اﻟﻣدﺧل اﻟوظﯾﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام ﻧظرة إﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﺎول اﻷﺑﻧﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻛﻣﻧظوﻣﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﻻ
ﻛﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻣن اﻷﻓراد ،أو اﻟﻌﻧﺎﺻر أو اﻟوﺣدات ،ﻛون اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﻌﺗﺑر ذﻟك اﻟﻧﺳق ﻣن اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت
اﻟﺗﻲ ﺗوﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق وظﺎﺋف اﻟﺗﻛﺎﻣل واﻟﺗﻛﯾف داﺧﻠﯾﺎ ،واﻟﺷﺎﻣل ﻟﻛﺎﻓﺔ اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﺳد ﻓﻲ ھﯾﺋﺔ وﺣدات ﺑﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗؤدي ﻛل ﻣﻧﮭﺎ أدوارً ا وأﻧﺷطﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻻ ﺗوﺟد ﻓﻲ ﻣﻌزل ﻋن
ﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض ،ﻓﻲ إطﺎر ارﺗﺑﺎط وﺗﺄﺛﯾر ﻣﺗﺑﺎدل ﺑﯾﻧﮭﺎ.
اﻗﺗراﺑﺎت اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ:
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن إﺳﮭﺎﻣﺎت اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ وﺗﻘدﯾﻣﮭﺎ ﻟﺗﺻور ﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠـ:اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،وﻣﻘﺎوﻣﺗﮭﺎ ﻟﺗﺳﯾﯾس ﻋﻠم
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ودﻓﺎﻋﮭﺎ ﻋن ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ اﻟﻧزﻋﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﺳﻠوك اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﺑﺎﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻷھداف اﻟﻔﻛرﯾﺔ
أﻛﺛر ﻣن اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣﺎ ﺟﻌﻠﮭﺎ ھدﻓﺎ ﻟﻼﻧﺗﻘﺎدات ﻣن ﻗِﺑَل ﺗﯾﺎر ﻓﻛري )ﺗوﺟﮭﺎت ﻓﻛرﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ( أﺟ ﻣَﻊَ ﻋﻠﻰ
إﻋﺎدة ﺗرﺗﯾب اﻷوﻟوﯾﺎت ﻟﺗﻛون "اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ" ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﻌد اﻻﻟﺗزام ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﺑﺣث ﻓﻲ طرق
ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﮭﺎ ،إﻟﻰ درﺟﺔ ﺳﻌﻲ ﺑﻌض روادھﺎ وﻋﻠﻰ رأﺳﮭم 'أﺳﺗون' إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣدﱠة ھذه اﻻﻧﺗﻘﺎدات
واﻟﻣﻧﺎداة إﻟﻰ ﺛورة ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ) ،(1969وﺟَ ﻌْ ل اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺗﻲ طوﱠ رھﺎ اﻟﺳﻠوﻛﯾون وﺧﺎﺻﺔ
ﻧظرﯾﺔ اﻟﻧظم ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻟﯾﻌود ﺑذﻟك ﻣﻔﮭوم "اﻟدوﻟﺔ" ﻟﯾﺗﺻدﱠر أﺟﻧدة اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ھذا
اﻟﺣﻘل ﺑﻌد ﺗراﺟﻌﮫ )ﻛﻣﻔﮭوم ﻣَﺛﱠل ﻣﺣور اھﺗﻣﺎم اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﯾن( ،ﻟﻛن ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ )ﻣﺎ ﺑﻌد
اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ( أﺻﺑﺢ ﯾﺳﺗﺧدم ﻛـ:ﻣﺗﻐﯾر ﻣﺳﺗﻘل ﻟﺗﻔﺳﯾر ﺳﻠوك ﻣﺳؤوﻟﻲ اﻟدوﻟﺔ ،وھذا ﻣﺎ ﻋﺑﱠر ﻋﻧﮫ 'آﻟﻣوﻧد' ﺑﺄن
اﻟﻧزﻋﺔ اﻟدوﻻﺗﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻻ ﺗﻣﺛل ﺛورة ﻋﻠﻣﯾﺔ أو ﺗﺣوﻻ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظور ،ﺑل ﻣﺟرد ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺑﺣﺛﻲ ﯾطﻣﺢ إﻟﻰ
اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻷﻧظﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣدى ﺗﺄﺛﯾرھﺎ ﻋﻠﻰ أداء اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﺣﻛوﻣﯾﯾن ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻛﺗﺧﺻص ﺛﺎﻧوي أﺳﮭم 'داﻓﯾد اﺳﺗون' ﻛﺛﯾرا ﻓﻲ ﺑروزه.
وإن ﻛﺎﻧت اﻟﺗوﺟﮭﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﺳﻠوﻛﯾﯾن ﻗد أﻓرزت ﺣﻘﻼ ﻓرﻋﯾﺎ ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﯾرﺑط اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻷﻧظﻣﺔ ﺑﻣدى
ﺗﺄﺛﯾرھﺎ ﻋﻠﻰ اﻷداء اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،ﻓﻘد ﺑرزت ﺗوﺟﮭﺎت ﻓﻛرﯾﺔ أﺧرى ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ذات
اﻟﺟذور اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﻣﻧﮭﺟﯾﺔ اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ ﻟﺑﺣث وﺿﻌﯾﺔ دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻲ ﺣﻘل اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﺣﯾث
ﻗدﱠم 'اﯾﻣﺎﻧوﯾل ووﻟرﺷﺗﺎﯾن' أھم روادھﺎ طرْ ﺣً ﺎ ﯾﮭﺗم ﺑﺄوﻟوﯾﺔ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻛﻠﮭﺎ واﻟﺗﻲ ﯾﺟب
أن ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل ﺿﻣن ﺳﯾﺎق ﻧظﺎم ﻋﺎﻟﻣﻲ ،ورﻛﱠز ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻟدول اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﺿﻣن ﻛُ ﱟل ﻋﺎﻟﻣﻲ ﻻ
ﯾﺗﺟزأ وﺟﻌل ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ وﺣدة اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟدراﺳﺔ اﻟﺳﻠوك اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ )ﺳﻠوك اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت(،
واﻋﺗﻣد ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎھﯾم أﺳﺎﺳﮭﺎ اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﺟﻐراﻓﻲ ﻟﻠﻌﻣﺎﻟﺔ ﻛﺎﻟﻣرﻛز واﻷطراف وﺷﺑﮫ اﻷطراف
)ﻛﻧطﺎق اﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺗوﺳط اﻻﺛﻧﯾن(.
ھﻛذا ﻋﺎد اﻟﻌﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﯾُﻌْ ﺗَ ﻣَد ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ واﻟﺗﺣﻠﯾل ،وﺣظﯾت اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻣﺗﺄﺛرة ﺑﺎﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ ﺑرواج ﻛﺑﯾر
وأﺧذت ﺗﺗطور ﺑﺳرﻋﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟﺗﺑرز ﺑذﻟك:
43
● ﻣدرﺳﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ )اﻻﻋﺗﻣﺎدﯾﺔ( :ﻣن ﺧﻼل ﺑﺎﺣﺛﯾن درﺳوا اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﯾن دول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ
واﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺗﻘدم ،وارﺗﺑﺎطﺎ ﺑﺄﻓﻛﺎر 'ووﻟرﺗﺳﺗﺎﯾن' ﻗﺳﱠﻣوا دول اﻟﻌﺎﻟم إﻟﻰ ﻣﻧﺎطق ﺛﻼث :اﻟﻣرﻛز ،اﻷطراف
وﺷﺑﮫ اﻷطراف واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺑﻌد اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ "اﻟﺟﻐراﻓﻲ" ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،وﻗد ﻣﺛل ھذا اﻟﺗوﺟﮫ إﺳﮭﺎﻣﺎ
ﺟدﯾدا ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﻣﺎد ﻣﻔﮭوم اﻟدوﻟﺔ-اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣن ﻣﻧظور اﻗﺗﺻﺎدي رادﯾﻛﺎﻟﻲ ﻟطﺑﯾﻌﺔ
اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ )اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ( ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘﺳﯾم ﺛﻼﺛﻲ ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ:
-دول اﻟﻣرﻛز :ﺣﻛوﻣﺎت دﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،ووﺿﻊ اﻗﺗﺻﺎدي ﻣزدھر ،رﻓﺎه اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ...،
-دول أطراف :ﺣﻛوﻣﺎت ﻏﯾر دﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،وﺿﻊ اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺗوﺳط إﻟﻰ ﻣﺗدﻧﻲ ،رﻓﺎه ﻣﺗدﻧﻲ...،
-دول ﺷﺑﮫ أطراف :ﺣﻛوﻣﺎت اﺳﺗﺑدادﯾﺔ ،وﺿﻊ اﻗﺗﺻﺎدي ﺟد ﻣﺗدﻧﻲ ،رﻓﺎه ﻏﯾر ﻣﺗﺎح...،
● اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة:
وﻷن اﻟﻌﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ودوره ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟظواھر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﯾﺑﻘﻰ ذو أھﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟدى ﻣﻌﺗﻧﻘﻲ اﻟﻔﻛر
اﻟﻣﺎرﻛﺳﻲ ،ﻓﻘد طوﱠ ر ھؤﻻء اﻟطرح اﻟﻣﺎرﻛﺳﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﺑﻔﺻل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻋن اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟدوﻟﺔ ﻋن رأس
اﻟﻣﺎل ،ﺑﺗﺟﺎوزھم اﻟﺻورة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ )ﻛﺎﻧﻌﻛﺎس ﺑﺳﯾط ﻟﻠﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ( ،وإﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ
اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ ،وﺗوﺻﻠﮭم إﻟﻰ أن ﻛل ﻣﺟﺗﻣﻊ دﯾﻣﻘراطﻲ أﺻﯾل ﻻ ﺑد أن ﯾﻛون اﺷﺗراﻛﯾﺎ ،وأن أﻛﺛر
44
اﻷﺷﻛﺎل ﺗﻌﺑﯾرا ﻋن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ھو اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻌددي )ﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ واﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ( ﻣﻊ
اﻗﺗﻧﺎﻋﮭم ﺑﺄن ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ.
45
اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ
اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ
ﺗﻌﺗﺑر اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻣﻌﯾﺎرا ً ﯾﻘﺎس ﺑﮫ واﻗﻊ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ وﻣﺳﺗﻘﺑﻠﮭﺎ ،و اول ﻣﺎ ﯾﺟﺳد
ﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ ھو اﻟـدﺳﺗور واﻟﻘـواﻋد اﻟﻘﺎﻧـوﻧﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﺗﺗﺿﻣﻧﮫ ﻣن ﻣﻔﺎھﯾم اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ وﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،و اﻟﺗﻲ ﺗُﻌدﱡ
أﺳﺳﺎ ً وﻣرﺗﻛزات ﯾﺟب اﻟﻧظر إﻟﯾﮭﺎ ﻛدﻋﺎﺋم ﺗﻛﻔل اﻟﺣراك ﻧﺣو اﻹﺻﻼح اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻣﻧﺷود.
وﺗﺗﻣﺛل أرﻛﺎن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻣﺧض ﻋن ﺳﯾﺎدة اﻟﺷﻌب ﻣن:
ا ( ﺣﻛم ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ رﺿﻰ اﻟﻣﺣﻛوﻣﯾن.
( 2ﺣﻛم اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ،وﺿﻣﺎن ﺣﻘوق اﻷﻗﻠﯾﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺳﺎﻣﺢ.
( 3ﺿﻣﺎن ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر )اﻟرأي( ،وﺣرﯾﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ،
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺣرﯾﺔ اﻟدﯾﺎﻧﺔ ،وﺣرﯾﺔ اﻻﻧﺗﻣﺎء إﻟﻰ ﺟﻣﻌﯾﺎت وﻣﻧظﻣﺎت ،وﺣق اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ
ﻣن ﻗﺑل اﻟﻘﺎﻧون ......اﻟﺦ
( 5اﺗﺑﺎع اﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣدة ،ووﺿﻊ اﻟﻘﯾود اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ.
( 6اﻟﻣﺳﺎواة واﻟﻘﺎﻧون ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛﺎﻓؤ اﻟﻔرص .ﺣﯾث ﯾُﻌَ ﱡد ھذا اﻟﺣق أﺳﺎﺳﺎ ً ﯾﺗوﻓر ﻓﻲ أي ﻣﺟﺗﻣﻊ
ﻋﺎدل دﯾﻣﻘراطﻲ ،ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻟﻣوﻗﻊ ﻟﻠﻔرد وإﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﮫ واﻧﺗﻣﺎءاﺗﮫ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻟﮭم ﺣق
اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧون .وھذا ﯾؤدي إﻟﻰ ﺣﻛم اﻟﺗﺳﺎﻣﺢ واﻟواﻗﻌﯾﺔ ،ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌـﺎون،
واﻟﺗواﻓـق ،واﻟﺗراﺿـﻲ .
ﻻ ﯾﺑﻌد ﻛﺛﯾرً ا ﻣﻔﮭوم اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﻋن ﻣﻔﮭوم اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،وﯾﻌد ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ إﺟراء ﻋﻣﻠﻲ ﯾﺄﺗﻲ ﺑﻌد
ﺗواﻓر ﻣﺑﺎدئ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﺣدﯾث ﻋﻧﮭﺎ .
وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ أو اﻟدﻣﻘرطﺔ أﺣد أھم اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺗﺷﮭدھﺎ اﻟﻌدﯾد ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم
اﻟﺛﺎﻟث ،ﺧﺻوﺻﺎ ﺑﻌد ﺗﺳﻌﯾﻧﯾﺎت اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن
-ﯾﻌرف اﻻﺳﺗﺎذ ﺻﺎﻣوﯾل ھﻧﺗﺟﺗون ﻣوﺟﺔ اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﺑﺄﻧﮭﺎ" ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن ﺣرﻛﺎت اﻻﻧﺗﻘﺎل
ﻣن اﻟﻧظﺎم ﻏﯾر اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ إﻟﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ،ﺗﺣدث ﻓﻲ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة "
ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ھو اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن ﻧظﺎم ﺳﻠطوي ﺗﻘوم ﻓﯾﮫ ﻋﻼﻗﺎت ﺳﻠطوﯾﺔ ﻣُؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺳﯾطرة واﻟﺧﺿوع ،وﻣﺎ ﺗﻔﺗرﺿﮫ ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﻘوة اﻟردع ،إﻟﻰ ﻧظﺎم أﻛﺛر دﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺗﻘوم ﻓﯾﮫ
اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻋﻠﻰ وﺟود ﻗﯾﺎدة ﺗﻧﺗﺞ ﻋﻧﮭﺎ طﺎﻋﺔ وﻟﯾس إذﻋﺎن ،وﯾُﻌﺑر ﻋن وﺟود إﺟﻣﺎع داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
ﺑﻣﺎ ﯾُﺿﻔﻲ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻧظﺎم ﻣﺷروﻋﯾﺔ ،أي ﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻔﺋﺔ ﻣﺎ أن ﺗﻘرر ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ وُ ﺗَﺗرﺟم ﻗراراﺗﮭﺎ إﻟﻰ
ﻗواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
46
-وﯾﻌرﻓﮫ ﺗﺷﺎرﻟز أﻧدرﯾﺎن ﺑﺄﻧﮫ“:اﻟﺗﺣول ﻣن ﻧظﺎم إﻟﻰ آﺧر ،أي ﺗﻐﯾر اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﺋم وأﺳﻠوب ﺻﻧﻊ
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟذي ﯾﺗﺑﻧﺎه اﻟﻧظﺎم ،وﯾﺳﻣﯾﮫ اﻟﺗﻐﯾر ﺑﯾن اﻟﻧظم ،وﻋﻠﯾﮫ اﻟﺗﺣول ﯾﻌﻧﻲ ﺗﻐﯾﯾرات ﻋﻣﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻷﺑﻌﺎد
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم ،اﻟﺑﻌد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ،اﻟﺑﻌد اﻟﮭﯾﻛﻠﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت وھذه اﻟﺗﻐﯾرات ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن وﺟود
ﺗﻧﺎﻗﺿﺎت ﺑﯾن ھذه اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺛﻼﺛﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋﺟز اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﮭﺎ ﻓﻲ ظل اﻹطﺎر
واﻷﺳﻠوب اﻟﻘدﯾم
وﻋﺑر أﺣﻣد ﺟﺎﺑر ﻋن ﻣﻔﮭوم اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﺑﺄﻧﮫ " :ﺷﻛل ﻣن أﺷﻛﺎل ﺗﻧظﯾم اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻟﺷﻌب ھو ﻣﺻدر اﻟﺳﻠطﺔ وﻋﻠﻰ أﺳس اﻟﻌداﻟﺔ واﻟﻣﺳﺎواة واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺻﻧﻊ اﻟﻘرار .
وﺳﺎر ﺑﺎﻻﺗﺟﺎه ﻧﻔﺳﮫ اﻟﺑﺎﺣث ﻟﯾث زﯾدان اﻟذي ﯾﻘول " :إن أﺳﺎس ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ھو ﺗﻐﯾﯾر ﺑﻧﯾﺔ
اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻏﯾر اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﺑﻧظﺎم آﺧر دﯾﻣﻘراطﻲ ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ﺣرة وﻧزﯾﮭﺔ وﻋﻠﻧﯾﺔ
ودورﯾﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ واﻟﺗﻧﺎﻓس ﻣﻊ ﺗوﻓﯾر اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ودﻋم ھذا اﻟﻧظﺎم
ﻟﺿﻣﺎن اﺳﺗﻣرارﯾﺔ واﺳﺗداﻣﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﻣن ﺧﻼل إﻗرار دﺳﺗور دﯾﻣﻘراطﻲ ودﻋم
اﻻﻗﺗﺻﺎد وﺗوﻓﯾر اﻻﺳﺗﻘرار ودﻋم ﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻧظﺎم ﺑﺗﻌزﯾز دور اﻹﺻﻼﺣﯾﯾن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﯾن وﺗﻌزﯾز دور
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ
-وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ أﯾﺿﺎ ،ﺑﺄﻧﮫ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﻲ إطﺎرھﺎ ﺻﯾﺎﻏﺔ أﺳﺎﻟﯾب
وﻗواﻋد ﺣل اﻟﺻراﻋﺎت ﺑطرق ﺳﻠﻣﯾﺔ ،وﺻوﻻ إﻟﻰ وﺿﻊ دﺳﺗور دﯾﻣﻘراطﻲ وﻋﻘد اﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﺣرة
وﻧزﯾﮭﺔ ،وﺗوﺳﯾﻊ ﻧطﺎق اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻣﻌﯾﺎرً ا ﻟﻧﻣو اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وﻣؤﺷرً ا داﻻ
ﻋﻠﻰ.دﯾﻣﻘراطﯾﺗﮫ
ﺑﺈﺧﺗﺻﺎر ﯾﻌرف اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ھو“:ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣراﺣل اﻟﻣﺗﻣﯾزة ﺗﺑدأ ﺑزوال اﻟﻧظم اﻟﺳﻠطوﯾﺔ
ﯾﺗﺑﻌﮭﺎ ظﮭور دﯾﻣﻘراطﯾﺎت ﺣدﯾﺛﺔ ﺗﺳﻌﻰ ﻟﺗرﺳﯾﺦ ﻧظﻣﮭﺎ ،وﺗﻌﻛس ھذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟﻘوة ﺑﺣﯾث
ﯾﺗﺿﺎءل ﻧﺻﯾب اﻟدوﻟﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﺿﻣن ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﺗوازن ﺑﯾن ﻛل ﻣن
اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ،ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﺗﺗﻣﺣور ﻓﻲ ﺗﻐﯾﯾر ﺣﻛوﻣﺔ ﻟم ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎرھﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ دﯾﻣﻘراطﯾﺔ
واﺳﺗﺑداﻟﮭﺎ ﺑﺄﺧرى ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎرھﺎ ﻓﻲ اﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﺣرة وﻋﻠﻧﯾﺔ وﻧزﯾﮭﺔ .وﻣن ھﻧﺎ ﯾﻛون أﺳﺎس ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ھو ﺗﻐﯾﯾر ﺑﻧﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻏﯾر اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﺑﻧظﺎم آﺧر دﯾﻣﻘراطﻲ ﻣن ﺧﻼل
ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ واﻟﺗﻧﺎﻓس ﻣﻊ ﺗوﻓﯾر اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ .
و أﺛﻧﺎء ھذا اﻟﺗﺣول ﯾﺗم اﻟﺗﺄﺳﯾس ﻟﺑﻌض اﻹﺟراءات و اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل اﻟﺑﻧﻰ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺗﺟﮫ إﻟﻰ ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﺣﺎﻛﻣﯾن ﺑﺎﻟﻣﺣﻛوﻣﯾن ﻣن ﺧﻼل ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻷﻓراد ﻓﻲ اﻟﻌﻣل
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
47
اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ و اﻻﻧﺗﻘﺎل اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ:
ﯾﻣﯾز اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻔﻛرﯾن ﺑﯾن اﻻﻧﺗﻘﺎل اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ واﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ،ﺣﯾث ﯾﻌﺗﻘدون أن اﻻﻧﺗﻘﺎل
اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ھو أﺣد ﻣراﺣل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ وﯾﻌد ﻣن أﺧطر اﻟﻣراﺣل ﻧظرا ﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻌرض
اﻟﻧظﺎم ﻓﯾﮭﺎ ﻻﻧﺗﻛﺎﺳﺎت ،ﺣﯾث أن اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﯾﻛون ذو طﺑﯾﻌﺔ ﻣﺧﺗﻠطﺔ ﺣﯾث ﺗﺗﻌﺎﯾش ﻓﯾﮫ ﻛل ﻣن
ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻧظﺎم اﻟﻘدﯾم واﻟﺣدﯾث وﯾﺷﺎرك ﻛل ﻣن ذوي اﻻﺗﺟﺎھﺎت اﻟﺳﻠطوﯾﺔ واﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ
ﺳواء ﻋن طرﯾق اﻟﺻراع أو اﻻﺗﻔﺎق .
و ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣول ﺑﻣﻌﻧﻰ " "Trantistionاﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺗﺣول ﻧﺣو اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ،و ھﻲ
ﻓﺗرة اﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ ﺗﻣﺗد ﺑﯾن ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻘوﯾض دﻋﺎﺋم ﻧظﺎم ﺳﯾﺎﺳﻲ ﺳﺎﺑق و ﺗﺄﺳﯾس ﻧظﺎم ﺳﯾﺎﺳﻲ ﻻﺣق .ﻓﻲ ﺣﯾن
ﯾﻌﺗﺑر" رﺳوخ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ " ھو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣُﺗﻘدﻣﺔ ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ .ﻓﺣدوث اﻟﺗﺣول
اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﻻ ﯾﻌﻧﻲ اﺳﺗﻣراره وﺗﻌزﯾزه .وﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻗد ﺗرﺳﺧت ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺎ ،
اﻻ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘﺑل ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﺎﻋﻠﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن اﻷﺳﺎﺳﯾﯾن ﺣﻘﯾﻘﺔ أن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد وﺗﻣﻠﻲ
اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻓﻲ داﺧل اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
آﻟﯾﺎت اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ) ﺷروط اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ ( ،
اول ﻣﺎ ﻧﺷﯾر اﻟﯾﮫ ھو وﺟوب اﻟوﺻول اﻟﻰ اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﺑﯾن اﻟدوﻟﺔ وﻧظﺎﻣﮭﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وﺑﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ و
ﺗوﻓﯾر ﺿﻣﺎﻧﺎت دﺳﺗورﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وأﺧﻼﻗﯾﺔ ،ﺗﻛﻔل ﺣق ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣواطﻧﯾن ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺻﻧﻊ اﻟﻘرارات
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺷؤون ﺣﯾﺎﺗﮭم وﻣﺳﺗﻘﺑﻠﮭم .
اﻟﺷروط اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ
1اﻟﺗداول ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ ) :اﻟﺗداول اﻟﺳﻠﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ (
واﻟﺗداول اﻟﺳﻠﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ ﯾﻌﺗﺑر أﺣد اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﻟوﺟود ﻧظﺎم دﯾﻣﻘراطﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻣظﮭر ﻣن ﻣظﺎھرھﺎ.
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗداول ،ﺗﻧﺎوب ﻗوى ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻟﯾد اﻟﺣﻛم وﯾﺗﻌﯾن أن ﯾراﻋﻲ اﻟﺗداول ﺛﻼﺛﺔ ﺷروط
أﺳﺎﺳﯾﺔ ھﻲ :
-1ﺿﻣﺎن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﺗوﻓر اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟوﺣدات ﻣرة أو ﻋدة ﻣرات.
-2اﻻﺣﺗﻛﺎم إﻟﻰ اﻟﺷﻌب .
-3اﻹﺟﻣﺎع ﺣول اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ) اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،اﻟدﻓﺎع اﻟوطﻧﻲ(
وﻛل ھذه اﻟﺷروط ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر ﻋن ﺟدول اﻟﺗداول ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ وﻻ ﯾﺟب ﺗﺟﺎوزھﺎ )"ﻋﻛس
اﻻﻧﻘﻼب"(.
48
اﻟﻣﻧظر اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﮫ ،ﻧﺟد ھذا اﻟﻣﺑدأ ﻓﻲ أﻏﻠﺑﯾﺔ دﺳﺎﺗﯾر دول .ﯾﻘﺳم اﻟﺳﻠطﺔ إﻟﻰ -اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ-
اﻟﺳﻠطﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ -اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
: 3اﻻﻧﺗﺧــﺎﺑﺎت :اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﻧزﯾﮭﺔ ،وھﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗداول اﻟﺳﻠﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ .ﻓﺎﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ھﻲ
اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗداول اﻟدوري ﻟﻠﺳﻠطﺔ و ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣظﮭر اﻟﺑﺎرز ﻟﻠدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،واﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت آﻟﯾﺔ
ﻟﺗﻛرﯾس اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺑر ﺣﻘﺎ ﻋن إرادة اﻟﺷﻌب.
: 4اﻟﺗﻌددﯾﺔ اﻟﺣزﺑﯾﺔ :ﯾرﺗﺑط اﻟﺗداول اﻟﺳﻠﻣﻲ ﻟﻠﺳﻠطﺔ ﺑوﺟود ﺗﻌدد ﺣزﺑﻲ ﺣﻘﯾﻘﻲ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺗﻧﺎﻓس ﻓﻌﻠﻲ ﺑﯾن
ﻋدد ﻣن اﻷﺣزاب ذات اﻟﺗوﺟﮭﺎت اﻟﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻘل اﻟﺳﻠطﺔ ﻣن ﺣزب إﻟﻰ ﺣزب آﺧر وﻻﺑد ﻣن وﺟود
ﺗﻌددﯾﺔ ﺣزﺑﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻷﺣزاب وﺳﯾطﺔ ﺑﯾن اﻟﻣواطﻧﯾن و اﻟدوﻟﺔ.
ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻻﺣزاب ان ﺗﻣﻠـك ﺑـراﻣﺞ إﻧﻣﺎﺋﯾﺔ و ان ﺗﻛون ﻣﺧﻠﺻﺔ ﻓﻲ وﻻﺋﮭﺎ ﻟﻠدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،و أن
ﯾﻛون اﻟﺣزب ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺧدﻣﺔ اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم و ﻟﯾس اﻟﺧﺎص،وان ﺗﻛون اﻷﺣزاب ﺗؤدي وظﯾﻔﺗﮭﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ
ﺟﯾدة،وﻟﯾﺳت ﺗﻌددﯾﺔ ﺷﻛﻠﯾﺔ ﻓﻘط ﺗظﮭر ﻓﻲ وﻗت اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت
وﺗﺳﺎھم اﻷﺣزاب ﻓﻲ:
أ -اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ :اﻟﺗﻲ ﺗﮭدف إﻟﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺣﻛﺎم و اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾؤذوﻧﮭﺎ ،وﻛذا اﻟﺗﺄﺛﯾر
ﻓﻲ اﻟﻘرارات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ.
وﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ھﻧﺎك أرﺑﻊ أﻧﻣﺎط ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ وھﻲ :اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ،اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻣﻼت
اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ،اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻻﺗﺻﺎل ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾن.
-وﺗﻌد اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻣﻌﯾﺎر ﻟﻧﻣو اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وﻣؤﺷرا ﻋﻠﻰ دﯾﻣﻘراطﯾﺔ وھﻲ ﺗﺷﺟﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻌزﯾز دور
اﻟﻣواطﻧﯾن ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺑﺿﻣﺎن ﻣﺳﺎھﻣﺗﮭم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ وﺿﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت .
-ﺗزﯾد اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن اﻟوﻋﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن.
ب -اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻣواطﻧﯾن اﻟﻘﯾم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ
ﺗزﯾد ﻣن وﻋﯾﮫ وﺗﺣدد ﺳﻠوﻛﮫ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،وﻗﺑوﻟﮫ أو رﻓﺿﮫ ﻷﻧﻣﺎط ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.
ج -اﻷﺣزاب ﻓﻲ اﻟﺗﺟﻧﯾد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ،ھذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺑﻣوﺟﺑﮭﺎ إﻟﺣﺎق اﻷﻓراد ﻓﻲ اﻷدوار اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
اﻟﻧﺷطﺔ،وﺣﺗﻰ ﺗؤدي ھذه اﻷﺣزاب وظﺎﺋﻔﮭﺎ ﻻ ﺑد أن ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﺗﻛرﯾس اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ
: 5اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ وﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻣن اﻟرﻛﺎﺋز اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻘدم واﻻزدھﺎر،وھو ﻣظﮭر
ﻣن ﻣظﺎھر اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ و آﻟﯾﺔ ﻟﺗﻛرﯾﺳﮭﺎ ،ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ أن ﯾﺷﺗﻐل إﻻ ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ دﯾﻣﻘراطﻲ
ﯾﺣﺗرم ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن وﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺛﺑﯾﺗﮭﺎ و ﺗﻛرﯾﺳﮭﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺟﺎﻻت
واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ھﯾﺋﺎت ﻣدﻧﯾﺔ )اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ودﯾﻧﯾﺔ( ﺣرة ﺗﻘوم
ﺑﺄﻋﻣﺎل ﺗطوﻋﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎرﯾﮫ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺗﻧﺳﯾق ﻣﻊ اﻟدوﻟﺔ،أو ﻓﻲ اﺳﺗﻘﻼل ﻋﻧﮭﺎ ﻣن اﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ..ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﻟﮫ ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ داﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﮭو ﺑذﻟك ﯾﻛرس اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟدوﻟﺔ ﺗﺗﺑﻧﻰ
دﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺷﻛﻠﯾﺔ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺳوف ﺗﮭﻣﺷﮫ وﺗﺿﻊ ﻗواﻋد وﺑﻧود ﺗﺣد ﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﮫ.
49
: 6اﻹﻋﻼم واﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻛﺂﻟﯾﺔ ﻟﺗﻛرﯾس اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ
إن اﻹﻋﻼم واﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﯾﻌﺗﺑران اﻟﺳﻠطﺔ اﻟراﺑﻌﺔ داﺧل أي دوﻟﺔ ،ﻟﻣﺎ ﻟﮭﺎ ﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﺣﻘوق
و،وﻟﺗﺣﻘﯾق ھذا اﻟﮭدف ﯾﺟب ﺗوﻓر ﺣرﯾﺔ وﺳﺎﺋل اﻷﻋﻼم واﻟﺻﺣﺎﻓﺔ وﻋدم اﺣﺗﻛﺎرھﺎ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟدوﻟﺔ أو
ﺟﻣﺎﻋﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،وﻛذاﻟك ﺣرﯾﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ.
اﻟﺷروط اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ:
وﯾﻛون ذﻟك ﺑـذﻟك ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﮭوض اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ .ﺣﯾث أﺛﺑت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن وﺟود ﺗزاﻣن وﺗراﺑط ﺑﯾن اﻷزﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وأﻛدوا أن اﻻﺳﺗﻘرار
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺗوﻟد ﻋﻧﮫ اﺳﺗﻘرار ﺳﯾﺎﺳﻲ وﯾﺗﺣﻘق ذﻟك ﺑـ :
* ﺗوﻓﯾر ﻗﺎﻋدة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ، :ﺗﺳﺎھم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻓﺿل ﻟﻠﻣﻌﯾﺷﺔ واﻟدﺧل اﻟﻔردي ،و ﺗﺟﻌل
اﻟﻣواطن ﯾﺳﮭم ﺑﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ.
* إﻗﺎﻣﺔ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :وذﻟك ﺑﻣﻧﻊ ﺳﯾطرة ﻓﺋﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣوارد اﻟﺑﻼد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻌﺎدل ﻟﻠﺛروات.
*اﻟﺣد ﻣن اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :اﻟﺗﻲ ﺑﺎﺗت ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار داﺧل اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ،ﻣﺎ ﯾﻌرﻗل
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻛﻣدﺧل ﻟﻠﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ.
*ﺗﻧﺷﯾط اﻟﻣﺑﺎدﻻت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ :وذﻟك ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻊ اﻟدول
اﻷﺧرى ،وﻓﻘﺎ ﻷﺳس وﻣﻌﺎﯾﯾر ﻻ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺧرق اﻟﺳﯾﺎدة اﻟوطﻧﯾﺔ ،وﺗﺳﮭم ﻓﻲ دﻓﻊ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد ،ﻣﺎ ﯾﺳﮭم ﻓﻲ ﺗﻛرﯾس اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ.
50
-ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ وﻧﺷرھﺎ :وﯾﻛون ذﻟك ﺑﻧﺷر اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺟﮭل واﻷﻣﯾﺔ ،وﺗﺷﺟﯾﻊ
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،واﻻﻧﺧراط ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت وﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ.
-إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣدﻧﻲ ﻓﻌﺎل :ﯾدﻋم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ وﯾﺣوﻟﮭﺎ إﻟﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
وأﺧﻼﻗﯾﺔ ،وﯾﺳﮭم ﻓﻲ ﺗﻔﻌﯾل ﻣﺑﺎدئ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ...
ھذا إﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف دول اﻟﻌﺎﻟم ،ﻟﻼﺗﺟﺎه ﻧﺣو اﻟﺗﺣول
اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ .ﺣﯾث ﺗوﺻﻠت اﻷدﺑﯾﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة إﻟﻰ ﻋدد ﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ،ﺳﺎھﻣت ﻓﻲ اﻟﺗﺣول ﻧﺣو
اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺗﻣﺛﱠل أھﻣﮭﺎ ﻓﻲ:
-ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟداﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﻓﺷل اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺗﺳﻠطﯾﺔ ﻓﻲ إرﺿﺎء اﻟﺗطﻠﻌﺎت اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،ﺑﻣﺎ ﻗﺎدھﺎ إﻟﻰ
أزﻣﺔ ﺷرﻋﯾﺔ ﺛم اﻹطﺎﺣﺔ ﺑﮭذه اﻟﻧظم
-اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ إدراك اﻟﻘﯾﺎدة و اﻟﻧﺧب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ :و ﯾؤﻛد ﻛل ﻣن " دﺑﺎﻣون ،وﻟﯾﻧز ،و ﻣﺎرﺗن ﻟﯾﺳت "
ﻋﻠــﻰ اﻟدور اﻟﺣﺎﺳم ﻟﻠﻘﯾﺎدة -اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﻛﻔﺎءة و اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ -ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎدرة إﻟﻰ إدﺧﺎل
إﺻﻼح ﺳﯾﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﻠطوي ،ھذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻧﺎﻣﻲ إدراك ھذه اﻟﻘﯾﺎدة ﺑﺄن
اﺳﺗﻣرارھﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﯾؤدي إﻟﻰ إﺿﻌﺎف ﺑﻧﯾﺗﮭﺎ وﯾﻌرﺿﮭﺎ ﻟﻠﺗﺂﻛل.
و ھﻧﺎك ﻋدد ﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻗﺎدة اﻟﻧظم اﻟﺳﻠطوﯾﺔ ﯾﺗﺟﮭون ﻧﺣو ﺗﺄﯾﯾد اﻟﺧﯾﺎر اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ
ﻣﺛل:
-ﺗردي اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم
-اﻧﮭﯾﺎر ﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﻠطوي :ﺑﺳﺑب اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ
ا-ﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ھو ﻣﺎ ﯾﺗم اﻟﺗﻌــﺑﯾر ﻋﻧﮫ ﻓﻲ ﺻــورة ﻛﺛﯾر ﻣن اﻻﺿطراﺑﺎت و اﻟﺗظﺎھرات
اﻟﺟﻣﺎھﯾرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطﺎﻟب ﺑﺈدﺧﺎل ﻣزﯾد ﻣن اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻟﻣﻧﻊ ﺳﯾطرة ﻓﺋﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣوارد اﻟﺑﻼد.
-ﺗزاﯾد ﻗوة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ
أﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺧﺎرﺟﻲ
-دور اﻟﻘوى اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ دﻓﻊ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل طرح اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ودول
أورﺑﺎ ﻋﺑر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ واﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺎﺳﺗﻣرار؛
ﺣﯾث رﺑطت ھذه اﻟدول ﺗﻘدﯾم ﻣﻌوﻧﺎﺗﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﺑﺷروط
أﺳﺎﺳﯾﺔ أھﻣﮭﺎ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ واﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن .واﻟﺣرﯾﺔ
-اﻟﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﺑﺎردة :ﻟﻘد ﺷﮭدت اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺗﻐﯾرات ﺟذرﯾﺔ ﻓﻲ أﻧظﻣﺔ اﻟﺣﻛم اﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ
ﻓﻲ أورﺑﺎ اﻟﺷرﻗﯾﺔ و اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﯾﺗﻲ ،و ﺗﺣول أﻏﻠﺑﮭﺎ إﻟﻰ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣط اﻟﻐرﺑﻲ.
اﻧﻣﺎط اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ
51
ﺗﺗﺣدد اﻧﻣﺎط اﻟﺗﺣول ﺣﺳب ﺻﺎﻣوﯾل ھﻧﺗﺟﺗون 12ﻓﻲ :أرﺑﻌﺔ أﻧﻣﺎط وھﻲ ﺑﺈﯾﺟﺎز ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ
اﻟﺗﺣول ﻣن أﻋﻠﻰ .ﯾﻛون ﻓﯾﮫ اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﺑﻣﺑﺎدرة ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﺣﺎﻛم ﻧﻔﺳﮫ دون ﺗدﺧل ﺟﮭﺎت
أﺧرى.
اﻟﺗﺣول ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷﻌب :.ﺗﺣدث ﻓﯾﮫ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣول ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺿﻐوطﺎت اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،وﺑﺳﺑب ﺣدوث أزﻣﺔ
وطﻧﯾﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﻌﺑﺋﺔ ﺟﻣﺎھﯾرﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﺿد اﻟﻧظﺎم ،اﻟذي ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺣل ھذه اﻷزﻣﺔ .ﻓﺎﻟﺗﺣول ﯾﻛون
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺿﻐوطﺎت اﻟﻣﻧﺑﺛﻘﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ) ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎﻟﻲ و اﻟﺟزاﺋر(،
اﻟﺗﺣول ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻔﺎوض :اﻟذي ﯾﺣدث ﻓﯾﮫ اﻟﺗﺣول ﺑﻣﺑﺎدرات ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﺧب اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ واﻟﻧﺧب
اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ، .ﺑﺳﺑب ﺣدوث ﺗوازن ﻓﻲ ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﻘوة ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ،ﻓﺗواﻓق اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﺎوض ﻣﻊ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ.
ذﻟك رﻏﺑﺔ ﻓﻲ وﺿﻊ أﺳس ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻹﻧﮭﺎء اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﻠطوي و إﻗﺎﻣﺔ ﻧظﺎم دﯾﻣﻘراطﻲ ﺑدﯾل ).ﺣﺎﻟﺔ ﺟﻧوب
إﻓرﯾﻘﯾﺎ(
ﻧﻣط اﻟﺗدﺧل اﻷﺟﻧﺑﻲ:اﻟﺗﺣول ﻓﯾﮫ ﯾﻛون ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗدﺧﻼت وﺿﻐوطﺎت أطراف أﺟﻧﺑﯾﺔ.
اﻟﺗرﺳﯾﺦ اﻟدﯾﻣوﻗراطﻲ
أن ﺗﻌزﯾز اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ورﺳوﺧﮭﺎ ،ﯾﺗطﻠب وﻗﺗﺎ وﺟﮭدا ﻛﺑﯾرﯾن وﺑﺷﻛل ﺗدرﯾﺟﻲ ،ﻋﺑر ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ طوﯾﻠﺔ ﻗد
ﺗﺳﺗﻣر ﻟﻌدة ﻋﻘود ،ﻛﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺣﺎل ﻣﻊ ﺗرﺳﯾﺦ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ
وﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ،إﻻ أﻧﮭﺎ ﺧطوة ﻻﺑد ﻣﻧﮭﺎ ﻓﮭﻧﺎك ﻣن اﻋﺗﺑره ﻣرادﻓﺎ ﻟﻣﻔﮭوﻣﻲ اﻻﺳﺗﻘرار واﻟﻣﺄﺳﺳﺔ اﻟﻧظﺎم
وﻟﻘد أﻛد ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ﻛل ﻣن اﻷﺳﺗﺎذﯾن Guentherو Higleyأن ﺑداﯾﺔ رﺳوخ اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ
ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﻧﺧﺑﺔ ﺣول ﻣﺧﺗﻠف اﻹﺟراءات ،ﻣﻊ ﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺷﻌﺑﯾﺔ واﺳﻌﺔ اﻟﻧطﺎق ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت
وﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣؤﺳﺳﯾﺔ اﻷﺧرى
ﻓﺈن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺎت اﻟراﺳﺧﺔ ،ھﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺗﻧﻊ ﻓﯾﮭﺎ ﻛل ﻣن اﻟﻔﺎﻋﻠﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن واﻷﺣزاب ،وﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ .وﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺑﻌدم وﺟود ﺑدﯾل ﻟﻠﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ وھو ﻣﺎ رﻛزت ﻋﻠﯾﮫ أھم
اﻟﻣداﺧل اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﺗرﺳﯾﺦ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ وﺗﻌزﯾزھﺎ ﻣﻧﮭﺎ :
-ﻣدﺧل اﻟوﻋﻲ ﺑﺎﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ :ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ آﻟﯾﺔ اﺟﺗﮭﺎدﯾﺔ ﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﺑﻼد.
-ﻣدﺧل ﺿرورة اﺣﺗرام اﻟﺗﻧوع اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻲ :ﻛﺎﻧطﻼﻗﺔ ﻧﺎﺟﺣﺔ ﻟﻠﺗﺄﺳﯾس اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﻟﻠدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،ﻣن ﺧﻼل
ﺑﻧﺎء اﻟﻣواطن اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ وﺗﻌﻣﯾق ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﻌدد واﻻﺧﺗﻼف.
و ﯾﻣﻛن ﺗﻌزﯾز ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ وﺗرﺳﯾﺧﮭﺎ ،ﻣن ﺧﻼل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺣددات اﻟﻣﺗداﺧﻠﺔ أھﻣﮭﺎ:
• اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ :اﺣﺗرام اﻟﺗﻧوع اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﺗطﻠﺑﮫ ﻣن ﺗﻌﻣﯾق ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﻌدد واﻻﺧﺗﻼف ﺣﯾث أﻛد
اﻷﺳﺗﺎذ ﻻري دﯾﺎﻣوﻧد ﻋﻠﻰ أھﻣﯾﺔ وﺿرورة ﺗطوﯾر ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ .دﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻛﻌﺎﻣل أﺳﺎﺳﻲ ﻟﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﺗرﺳﯾﺦ ،ﺑﺈﻋﺗﺑﺎرھﺎ ◌ُ ﺗﻣﺛل اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
12
ﺻﺎﻣﻮﯾﻞ ھﻨﺘﻐﺘﻮن":اﻟﻤﻮﺟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ:اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﻲ ﻓﻲ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ"ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻮھﺎب ﻋﻠﻮب،دار ﺳﻌﺎد اﻟﺼﺒﺎح،اﻟﻘﺎھﺮة ،1993 ،
52
ﺑﻧﺎء وﺗدﻋﯾم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ:
ﯾﻌﻧﻲ ذﻟك ﺣﺳب ﻣﺎ أﺳﻣﺎه اﻷﺳﺗﺎذ ﺻﺎﻣوﯾل ھﻧﺗﺟﺗون اﺿﻔﺎء اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠوك اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺈﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﮭﻧدﺳﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺻﯾﺎﻏﺔ أطر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ودﺳﺗورﯾﺔ ﺗﺗﻔق
وﻣﺑﺎدئ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،وإﻗﺎﻣﺔ ﻧظﺎم ﺣزﺑﻲ ﺗﻌددي وإﺟراءاﻧﺗﺧﺎﺑﺎت دورﯾﺔ ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ؛ ﻓﺗﻌزﯾز ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ وﺗرﺳﯾﺦ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻻ ﯾﻌﺗﻣد ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﺷروط ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺑل
ﯾﺣﺗﺎج أﯾﺿﺎ إﻟﻰ ﺧﻠق ﻣؤﺳﺳﺎت ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻗوﯾﺔ .وﻓﻌﺎﻟﺔ ،ﯾُﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ﺗﻌزﯾز ﻣﺑدأ ﻓﺻل اﻟﺳﻠطﺎت
وﺳﯾﺎدة اﻟﻘﺎﻧون
وﻗد وﺿﻊ ﺻﺎﻣوﯾل ھﻧﺗﺟﺗون أرﺑﻌﺔ ﺷروط أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﻛﺗﺳب اﻟﺗﻧظﯾم طﺎﺑﻌﺎ ﻣؤﺳﺳﯾﺎ ھﻲ
-اﻟﺗﻛﯾف :أي ﻣﻘدرة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠﺗﺄﺛﯾرات اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،وﻣواﺟﮭﺗﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل
ﺗرﺗﯾﺑﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻛﺈﺣداث ﺗﻐﯾﯾرات ﻓﻲ اﻷﺷﺧﺎص أو اﻟوظﺎﺋف.
-اﻟﺗﻌﻘﯾد :ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﺗﺿم اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟوﺣدات اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ،ﺗﻘوم ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟوظﺎﺋف ﺑﻣﺎ
ﯾﻛﻔل ﻟﮭﺎ اﻻﺳﺗﻣرار ،وﯾُﻘﺎس ﺑﻣدى درﺟﺔ ﺗﻌدد وﺗﻧوع وﺣدات اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ووظﺎﺋﻔﮭﺎ.
-اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ :ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﻣدى ﺣرﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،وﺗﻘﺎس ﺑﻣدى اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻣﯾزاﻧﯾﺗﮭﺎ وﻗدرﺗﮭﺎﻋﻠﻰ
ﺗﺟﻧﯾد اﻷﻋﺿﺎء.
-اﻟﺗﻣﺎﺳك :وﯾﻘﺻد ﺑﮫ درﺟﺔ اﻟرﺿﺎ أو اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻷﻋﺿﺎء داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
وﺗﻘف ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ ھذه اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟواﺟب ﺗدﻋﯾﻣﮭﺎ وﺗﻘوﯾﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺳس واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ،ﻟﻣﺎ ﯾﻣﺛﻠﮫ ھذا اﻷﺧﯾر ﻣن رﻛﯾزة أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗطور اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ
ﺗﺑﻧﻲ ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻻﺧﺗﻼل ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروات ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺿﻣن ﺗﺣﻘﯾق ﻣزﯾد ﻣن اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
وﺗﻘﻠﯾص ﺣدة اﻟﺗﻔﺎوﺗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
إﯾﻣﺎن اﻟﻧﺧب اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﺑﺎﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ وﻟﻘد ﺷدد ﺻﺎﻣوﯾل ھﻧﺗﺟﺗون ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺑﻘوﻟﮫ" :إن
اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺳﺗﻧﺗﺷر ﺑﻘدر ﻣﺎ ﯾَو ُد ﻟﮭﺎ ﻣن ﯾﺷﻐﻠون ﻣﻘﺎﻋد اﻟﺳﻠطﺔ أن ﺗﻧﺗﺷر،
ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ :ذﻟك أن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣُﺳﺗﻘرة ﺗوﺟد ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ
ﺣﻘﻘت ﻣﻌدﻻت ﻋﺎﻟﯾﺔ أو ﻣﺗوﺳطﺔ ﻣن اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
وھو ﻣﺎ أﻛده أﯾﺿﺎ اﻟﺑﺎﺣث ﻻري دﯾﺎﻣوﻧد ﻓﻲ دراﺳﺗﮫ ﺣول ﺗﻌزﯾز اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،ﺑﺄن اﻟﻧظم اﻟدﺳﺗورﯾﺔ
اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ دول آﺳﯾﺎ وإﻓرﯾﻘﯾﺎ وأﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ،ﻗد ﺗﻧﮭﺎر إن ﻟم ﺗﺗﻣﻛن ﻣن وﺿﻊ ﺣد .ﻟﻠﺗﺣدﯾﺎت
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮭﮭﺎ
53
ﻟﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺗﺣوﻻت ﺑدأت اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ رﺑطﮭﺎ ﺑﯾن اﻟﺗﻧظﯾر واﻟﺑرادﯾﻐم .ﺣﯾث ظﮭر ﺗﻌدد اﻟﻣداﺧل
ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ و اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺳﺎر دﯾﻣﻘراطﻲ ﻋﻠﻰ أﻣد ﻣﺗوﺳط .و ﻟﺟﺄ
اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن و اﻟدارﺳﯾن ﻟﻠﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ اﻟﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣداﺧل و ﻓق زاوﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ و ﻣن ﺑﯾن ھذه
اﻟﻣداﺧل .
اﻟﻣدﺧل اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ:
ﺣﯾث أﺷﺎر اﻟﺑﺎﺣث اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ "داﻧﻛورت روﺳﺗو" ) ( Dankwart Rustowﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﺗﮫ " Transition
to "Democracyﻓﻲ ،1970إﻟﻰ أن اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﯾﺗطﻠب ﻣدﺧﻼ ﺗطورﯾﺎ
ﺗﺎرﯾﺧﯾﺎ ﯾﺳﺗﺧدم ﻣﻧظورا ﻛﻠﯾﺎ ﻟدراﺳﺔ ﺣﺎﻻت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﺣﺳﺑﺎن أن ذﻟك ﯾوﻓر ﻣﺟﺎﻻ ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل أﻓﺿل ﻣن ﻣﺟرد
اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﻟﻠدﯾﻣﻘراطﯾﺔ.
و إﺳﺗﻧد اﻟﺑﺎﺣﺛون إﻟﻰ دراﺳﺔ ﺑﻌض اﻟﻧﻣﺎذج اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺑرﯾر اﻟﻣدﺧل اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﻲ ﻓدرﺳوا اﻟﻧﻣوذج
اﻟﺗرﻛﻲ واﻟﺳوﯾدي وﺣددوا أرﺑﻌﺔ ﻣراﺣل أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﺗﺑﻌﮭﺎ ﻛل اﻟﺑﻠدان ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟدﻣﻘرطﺔ وھﻲ:
أ -ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺣﻘﯾق اﻟوﺣدة اﻟوطﻧﯾﺔ:
وﺗﺷﻛل اﻟﺷرط اﻷول ،وﻓﻲ رأي روﺳﺗو ﻓﺈن ﺗﺣﻘﯾق اﻟوﺣدة اﻟوطﻧﯾﺔ ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﺗواﻓر اﻹﺟﻣﺎع ،إﻧﻣﺎ ﺣﯾث
ﯾﺗم اﻟﺑدء ﺑﺗﺷﻛﯾل ھوﯾﺔ وطﻧﯾﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟدى اﻟﻐﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻌظﻣﻰ ﻣن اﻟﻣواطﻧﯾن.
ب -ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺻراع اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻏﯾر اﻟﺣﺎﺳم:
ﺣﯾث ﯾﻣر اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻘوﻣﻲ ﺑﻣرﺣﻠﺔ إﻋدادﯾﺔ ،و ﺗﺷﮭد ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺻراﻋﺎ ﺣﺎدا ﺑﯾن ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻣﺗﻧﺎزﻋﺔ
ﺗﻛون اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ أﺣد ﻧواﺗﺟﮫ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ وﻟﯾﺳت ﻧﺗﺎﺟﺎ ﻟﺗطور ﺳﻠﻣﻲ.
ج -ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻘرار:
وﺗﺑدأ ھﻧﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎل واﻟﺗﺣول اﻟﻣﺑدﺋﻲ،وھﻲ ﻟﺣظﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺣﺎﺳﻣﺔ ﺗﻘرر ﻓﯾﮭﺎ أطراف اﻟﺻراع
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺣﺳوم اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﺗﺳوﯾﺎت وﺗﺑﻧﻲ ﻗواﻋد دﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺗﻣﻧﺢ اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺣق اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ
اﻟﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ.
د -ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻌود:
:وﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺗﻌود اﻷطراف اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻗواﻋد اﻟﻠﻌﺑﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،وﯾرى روﺳﺗو أن ﻗرار
اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﺣول ﺗﺑﻧﻲ ﻗواﻋد دﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻗد ﻻ ﯾﻛون ﻧﺎﺗﺟﺎ ﻋن ﻗﻧﺎﻋﺔ ،وﻟﻛن ﻣﻊ ﻣرور اﻟوﻗت ﺗﺗﻌود
اﻷطراف ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻘواﻋد وﺗﺗﻛﯾف ﻣﻌﮭﺎ.
وﻗد ﻗﺎم اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﮭﺗﻣﯾن ﺑﺗﻔﺳﯾر ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟدﻣﻘرطﺔ ﺑﺗطوﯾر اﻟﻣدﺧل اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﻲ ﻟروﺳﺗو.وﻣن أھم
اﻟﻣﺣﺎوﻻت دراﺳﺔ "ﺟوﯾﻠرﻣو أودﯾﻧﯾل" ) (G.O'DONNELLوزﻣﻼﺋﮫ ﻋﺎم 1986ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺗﺣت
ﻋﻧوان:
) ،(TRANSITION TO AUTORIAN RULEودراﺳﺔ ﻟـ"ﺟون ﻟﯾﻧز" )(JUAN LINZ
1995ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺗﺣت ﻋﻧوانBetween states: Interim Governments and ":
54
"Democratic Consolidation
وﯾﻣﯾز ﺟﻣﯾﻊ ھؤﻻء اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﺑﺷﻛل واﺿﺢ ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻓﻌل روﺳﺗو ﺑﯾن ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎل واﻟﺗﺣول اﻟﻣﺑدﺋﻲ ﻣن
اﻟﺣﻛم اﻟﺗﺳﻠطﻲ وﺑﯾن ﻣرﺣﻠﺔ ﺗرﺳﯾﺦ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ .و ﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ أن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻻﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﺑدﺋﯾﺔ
ﻗد ﺗﻧﺟﺢ أﺣﯾﺎﻧﺎ و ﺗﺗرﺳﺦ ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻗد ﺗﻔﺷل وﺗﺗﻌﺛر ﻓﻲ أﺣﯾﺎن أﺧرى
و ﺧﻼﺻﺔ ھذا اﻟﻣدﺧل ھو أﻧﮫ ﯾرى أن ﻣﺻدر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ھو ﻣﺑﺎدرات وأﻓﻌﺎل اﻟﻧﺧب
اﻟﻣوﺟودة.
-اﻟﻣدﺧل اﻟﺑﻧﯾوي:
ﺗرى ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ ﻣن أن اﻟﺗﻐﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ و اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ھو ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟظﮭور طﺑﻘﺔ وﺳطﻰ ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎء
اﻟطﺑﻘﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﺑﺣﯾث ﺗﺳﻌﻰ ﻟﺗﻘﺎﺳم اﻟﺳﻠطﺔ ﻣﻊ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ،ﺳﺎﻋﯾﺔ إﻟﻰ ھدم اﻟﺑﻧﺎء اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ
،ﻟﺗﻌوﺿﮫ ﺑﺑﻧﺎء ﺟدﯾد ﯾﺄﺧذ ﻣوﻗﻌﮭﺎ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر .
وﺗﺗﻣﺛل اﻟدراﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻟﻠﻣدﺧل اﻟﺑﻧﯾوي ﻓﻲ دراﺳﺔ "ﺑﺎرﻧﺟﺗون ﻣور") (Barington Mooreاﻟذي
ﻗدم ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﺗﻔﺳﯾر اﺧﺗﻼف اﻟﻣﺳﺎر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟذي اﺗﺧذﺗﮫ إﻧﺟﻠﺗرا واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة).ﻣﺳﺎر اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ
اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ(ﻋن اﻟﻣﺳﺎر اﻟذي اﺗﺑﻌﺗﮫ اﻟﯾﺎﺑﺎن و أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ )ﻣﺳﺎر اﻟﻔﺎﺷﯾﺔ(ﻋن ﻣﺳﺎر اﻟﺻﯾن وروﺳﯾﺎ )ﻟﺛورة
اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ ( واﺳﺗﻧدت ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻣور ﻟﯾس ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎدرات اﻟﻧﺧب وإﻧﻣﺎ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻣﺗﻔﺎﻋﻠﺔ ﻷرﺑﻊ
ﺑﻧﻰ ﻣﺗﻐﯾرة ﻟﻠﻘوة واﻟﺳﻠطﺔ ﺛﻼث ﻣﻧﮭﺎ طﺑﻘﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وھﻲ:اﻟﻔﻼﺣﯾن ،طﺑﻘﺔ ﻣﻼك اﻷراﺿﻲ،اﻟﺑرﺟوازﯾﺔ
اﻟﺣﺿرﯾﺔ واﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ھﻲ اﻟدوﻟﺔ ،وﺗوﺻل إﻟﻰ أن ﺷﻛل اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ ﻛﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﻔﺎﻋل
ﻣﺧﺗﻠف ھذه اﻟﺑﻧﻰ) (.
وﺑﺎﻟﻧظر ﻹﻏﻔﺎل ﺗﺣﻠﯾﻼت ﻣور دور اﻟﻌﻼﻗﺎت واﻟﺗﻔﺎﻋﻼت اﻟدوﻟﯾﺔ وﻋﺑر اﻟﻘوﻣﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺣرب،وﻟذا
ﻓﻘد ﻗﺎم دﯾﺗرﯾك روﺷﻣﺎﯾر وزﻣﻼؤه ﺑﺗدارك ھذا اﻟﻧﻘص ،وﺿﻣﻧوا ھذه اﻟﻌواﻣل ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾﻼﺗﮭم.
ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻣدﺧل اﻟﺑﻧﯾوي ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ أن ﻣﺻدر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ھو ذﻟك اﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾن
ﻣﺧﺗﻠف ﺑﻧﻰ اﻟﻘوة واﻟﺳﻠطﺔ ،وﺗﺧﺗﻠف طﺑﯾﻌﺔ ھذا اﻟﺗﻔﺎﻋل ﻣن ﻧظﺎم ﻵﺧر وﻣن ﺑﻠد ﻵﺧر.
اﻟﻣدﺧل اﻻﻗﺗﺻﺎدي:
إن اﻟﻣدﺧل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن اﻟﻣداﺧل اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗؤﺳس ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣول ﻣن أﻧظﻣﺔ ﺗﺳﻠطﯾﺔ إﻟﻰ أﻧظﻣﺔ
أﻛﺛر دﯾﻣﻘراطﯾﺔ .وھﻧﺎ ﻧﺷﯾر ﻟﺗﺟرﺑﺔ " ﺑوﻟوﻧﯾﺎ " إذ ﻋرﻓت ﺗﺣوﻻ ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ ﻧظﺎم اﻟﺣﻛم ،ﻣن اﻟﻧظﺎم
اﻟﺷﯾوﻋﻲ إﻟﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ اﻟﺗﻌددي ذي اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ .
ﯾﻧطﻠق أﻧﺻﺎر ھذا اﻻﺗﺟﺎه ﻓﻲ ﻣن أن طﺑﯾﻌﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟرﯾﻊ اﻟﻧﻔطﻲ ھو اﻟﺳﺑب اﻷﺳﺎﺳﻲ
ﻓﻲ دﻓﻊ اﻟﺗﺣول اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﺣﯾث ﺗﺧﺿﻊ ﻛل اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺑﻧﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﻛﻠﻣﺎ زاد ﺳﻌر اﻟﻧﻔط ﻛﻠﻣﺎ ﺳﺎد اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،و ﻛﻠﻣﺎ اﻧﺧﻔض ﺳﻌر اﻟﻧﻔط ﻛﻠﻣﺎ ظﮭرت اﺿطراﺑﺎت
ﺗؤدي ﻟﻠﺗﻐﯾﯾر.
55
ﻓﻘد ﻋرﻓت اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺣﻛم " اﻟﺷﺎذﻟﻲ ﺑن ﺟدﯾد " ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﯾﺎت 1986اﻧﺧﻔﺎض
ﻣﻠﻣوس ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط ،ﺣﯾث اﻧﺧﻔض ﺳﻌر اﻟﺑرﻣﯾل اﻟﻰ 10دوﻻر ،اﻷﻣر اﻟذي أدى إﻟﻰ إﺿﻌﺎف
إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻷﻧﮫ ﯾﻌﺗﻣد أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋدات اﻟﻧﻔط ،ﻛﻣﺎ أﺿﻌف اﻟﺑﻧﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻻﻋﺗﻣﺎده
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻋدات اﻟدوﻟﺔ ،ﻛل ھذا أدى إﻟﻰ أزﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
إن اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺗﺟﺎوزات ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻗﺻد اﻟﻘطﻊ ﻣﻌﮭﺎ و ﺿﻣﺎن ﻋدم
ﺗﻛرارھﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل .و اﻟﻘطﯾﻌﺔ ھﻧﺎ ﻻ ﺗﻌﻧﻲ اﻻﻧطﻼق ﻣن اﻟﺻﻔر ﺑل ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺗﻐﯾﯾر و اﻟﺗﺟدﯾد و ﺑﻧﺎء
ﺧطوات ﺗواﺻل اﻟﻣراﺣل اﻟﻣﺄﺳﺎوﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎﺿﻲ اﻟﺷﻌوب و ﺗﺎرﯾﺧﮭﺎ .
ھﻧﺎك ﺗﺟﺎرب دوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺻﺎﻟﺣﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻛﺗﺟرﺑﺔ ﺟﻧوب إﻓرﯾﻘﯾﺎ و اﻟﺷﯾﻠﻲ ﺣﯾث ﻓﺗﺢ ﺣوار وطﻧﻲ ﺣول
ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻷطﯾﺎف اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻗﺿﯾﺔ اﻻﻧﺗﮭﺎﻛﺎت و ﻣﺻﯾر اﻟﻣﻌﺗﻘﻠﯾن و ﻟﮭذه
اﻟﻐﺎﯾﺔ أﻧﺷﺄت ﻟﺟﺎن ﻟﻠﺑﺣث و اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﮭدف اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ.
وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﺳﻼم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ“:ﻗدرة ﺑﻌض اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻋﻠﻰ ﺣل ﺧﻼﻓﺎﺗﮭﺎ وﻧزاﻋﺎﺗﮭﺎ
ﺑﺻورة ﺳﻠﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن إﻣﺗﻼﻛﮭﺎ وﺳﺎﺋل اﻟﻌﻧف“.
وﻗد إﻗﺗرﻧت ﻧظرﯾﺔ اﻟﺳﻼم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ إﻟﻰ ﺣد ﺑﻌﯾد ﺑﻛﺗﺎﺑﺎت ﻣﺎﯾﻛل دوﯾل) ( Michael Doyleو ﺑروس
راﺳت).(Bruce Russetاﻟﻠذﯾن ﺗﺄﺛرا ﺑﻛﺎﻧط،وﯾﺷﯾر دوﯾل إﻟﻰ أن اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ واﻹﻟﺗزام
اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﻲ ﺑﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ،واﻟﺗراﺑط اﻟﻌﺎﺑر ﻟﻠﺣدود اﻟوطﻧﯾﺔ،ﻛل ذﻟك ﯾﻔﺳر إﺗﺟﺎھﺎت اﻟﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﺳﻼم
اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﮭﺎ اﻟدول اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ.وﯾﺟﺎدل أﯾﺿﺎ ﺑﺄن ﻏﯾﺎب ﻣﺛل ھذه اﻟﺻﻔﺎت ﯾﻔﺳر اﻟﺳﺑب اﻟذي ﯾﺟﻌل
اﻟدول ﻏﯾر اﻟدﯾﻣﻘرطﯾﺔ ﻣﯾﺎﻟﺔ ﻟﻠﺣرب.ﻓﻣن دون ھذه اﻟﻘﯾم واﻟﻘﯾود ﻓﺈن ﻣﻧطق اﻟﻘوة ﺳﯾﺣل ﻣﺣل ﻣﻧطق
اﻟﺗوﻓﯾق.
-ﺗﺳﺗﻧد ﻧظرﯾﺔ اﻟﺳﻼم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ إﻟﻰ ﻣﻧطق ﻛﺎﻧط اﻟذي ﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻋﻧﺎﺻر :
-1اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ اﻟﺟﻣﮭوري
-2إﻟﺗزام إﯾدﯾوﻟوﺟﻲ ﺑﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.
-3اﻟﺗراﺑط اﻟﻌﺎﺑر ﻟﻠﺣدود اﻟوطﻧﯾﺔ.
-وﯾرى اﻟﻠﺑﯾراﻟﯾون أﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾق ﺳﻼم ﻋﺎﻟﻣﻲ ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻠﺑﯾراﻟﯾﺔ،ﻋﻠﻰ إﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﻌﻣل وﺗﺗﻔﺎﻋل ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ ،وﻟﻛن ذﻟك ﯾﺗطﻠب إﯾﺟﺎد آﻟﯾﺎت ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ذﻟك دوﻟﯾﺎ .ﻛﻣﺎ
56
ھﻧﺎك ﺷﺑﮫ إﺟﻣﺎع ﻋﻠﻰ أن اﻟدول اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻠﺑﯾراﻟﯾﺔ ﻧﺎﺟﺣﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﮭﺎ ﻣﻊ اﻟدول اﻟﻠﺑﯾراﻟﯾﺔ اﻷﺧرى
ﻓﻘط ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﮭﺎ ﻣﻊ اﻟدول ﻏﯾر اﻟﻠﺑﯾراﻟﯾﺔ ﻓﺎﻟﺻورة ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
57
ﻓﻲ اﻟﻧﺳﯾﺞ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗوﻟد ﺣرﻛﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ داﻓﻌﺔ.
رﻏم أن أھﻣﯾﺔ اﻟدﺳﺗور وﻛوﻧﮫ ﯾﺗﺿﻣن ﺑﻌض اﻟﻣﺑﺎدىء ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﻧﺎء ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ،إﻻ أن ھذا اﻟدﺳﺗور ﻻ
ﯾﻣﺛل ﺳوى إﺣدى اﻟﻣﺻﺎدر ﻟﻠﻘﯾم اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺳك ﺑﮭﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إرﺳﺎء ﺻﯾﻐﺔ ﺗﻌﯾد إﺣﯾﺎء اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد واﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻼﺋم ﻟﻸﺑﻧﯾﺔ واﻷﻓﻛﺎر اﻟﺣدﯾﺛﺔ
واﻟﺟدﯾدة اﻟواﻓدة.
وﻗد أوﻟت اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة إھﺗﻣﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑدور اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﻣؤﺳﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ،
وﻋﻣوﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄھﻣﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻛﺷرط ﻟﻘﯾﺎم اﻟدﻣﻘرطﺔ،وﻓﻲ دﻓﻊ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﺧﺎﺻﺔ
ﻓﯾﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑدور اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﻣﺛل اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺳﯾﺎدة اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ
اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ:
ﺗرﻛز ھذه اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺗﻐﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ و اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ،ﺣﯾث ﺗﺿم
ﺗﻔﺳﯾرﯾن ھﻣﺎ:
أ -ﻧظرﯾﺔ اﻹﺣﺑﺎط:
ﺗﻧطﻠق ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ ﻣن اﻻﻓﺗراض اﻟﺗﺎﻟﻲ :ﯾﺣدث اﻟﺗﻐﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻺﺣﺑﺎط ،أي ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﺗﺗواﻓق
ﺗﺻورات اﻟﻔرد و اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺑوﺟودھم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ أو اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣﻊ أﻣر اﻟواﻗﻊ ﻟوﺟود ﺣﺎﺋل دون ذﻟك.
ﯾرى " ﺑرﻛورﯾت " أن إدراك اﻟﻔرد أو اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻟﻠوﺿﻊ ﯾﺧﻠق ﻏﺿﺑﺎ ﺷدﯾدا ﯾﺗﺣول ﺑدوره إﻟﻰ داﻓﻊ
ﻟﻠﻌدواﻧﯾﺔ ﯾﺳﺗﮭدف اﻟواﻗﻊ اﻟﻘﺎﺋم ﻗﺻد ﺗﻐﯾﯾره ،ﻣﺛﺎل ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻋﺎش اﻟﺷﻌب اﻟﺟزاﺋري ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ ظل
اﻷﺣﺎدﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻋﺟز اﻟﻧظﺎم ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﺣﺎﺟﯾﺎﺗﮫ ﺧﺎﺻﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﺷﺣن ھذا اﻟﺷﻌور
ﻓﻲ ﺷﻛل ﺳﻠوك ﻋﻧﯾف اﻧﻔﺟر ﻋﺎم 1988ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣظﺎھرات ،أﻋﻣﺎل ﻋﻧف اﺳﺗﮭدﻓت ﺗﻐﯾﯾر اﻟوﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋم.
ب -ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎھﯾر:
ﯾﻧطﻠق ھذا اﻟﺗﻔﺳﯾر ﻣن اﻓﺗراض أﺳﺎﺳﻲ ھو أن ﻟﻛل ﺷﻌب ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺗﮫ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗطور ﺑﻧﯾوﯾﺎ ﻣﺗﺄﺛرة
ﺑﺎﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﺎﺷﮭﺎ ،ﻟﺗﺧﻠق ﻟدﯾﮫ ﻧﻣط ﻣن اﻟﺳﻠوك اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ و اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﻣﯾزه ﻋن
ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺷﻌوب اﻷﺧرى.
طﺑق اﻟﻣﺣﻠل اﻟﻧﻔﺳﺎﻧﻲ " راﯾﺦ وﯾﻠﮭم " ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎھﯾر ،ھذا اﻟﻧﻣوذج ﻋﻠﻰ ﺻﻌود اﻟﻧﺎزﯾﺔ
ﻓﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ،1932ﻛﻣﺎ طﺑﻘﮫ " ﻣﺎﻟك ﺑن ﻧﺑﻲ " ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر ظﺎھرة اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر ﻋن طرﯾق ﻣﺎ اﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﮫ
ﺑـ" ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر " .ﻓﺎﻟﺧوف و ﻋدم اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ ﺟﮭﺎز اﻟدوﻟﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ أرﺳت دﻋﺎﺋم اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ.
ﻣدﺧل اﻟﻧﺧﺑﺔ:
ﺗﻧطﻠق ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرھﺎ ﻟﻠﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﻣن اﻓﺗراض أﺳﺎﺳﻲ ھو أن اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ھو
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟوﺻول ﻧﺧﺑﺔ ﺗؤﻣن ﺑﺎﻟﻘﯾم اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ،ﺗﺳﻌﻰ ﺟﺎھدة ﻟﺗطﺑﯾق أﻓﻛﺎرھﺎ و ﺗوﺟﯾﮫ اﻟدوﻟﺔ
ﻧﺣو وﺟﮭﺗﮭﺎ ،ھﺎدﻣﺔ ﺑذﻟك اﻟﺑﻧﺎء اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻘدﯾم
58
59
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ:
أﻟﻤﻮﻧﺪ ،ﺟﺎﺑﺮﯾﺎل ،ﺑﻨﺠﺎم ﺑﺎول و روﺑﺮت ﻣﻨﺪت .اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ :إطﺎر ﻧﻈﺮي .ﺗﺮﺟﻤﺔ :
.ﻣﺤﻤﺪ زاھﻲ ﺑﺸﯿﺮ اﻟﻤﻐﯿﺮﺑﻲ .ﺑﻨﻐﺎزي ،ﻟﯿﺒﯿﺎ :ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎر ﯾﻮﻧﺲ1996 ،
.ﻣﻮﻧﯿﺎﻏﻮ ،أﺷﻠﻲ .اﻟﺒﺪاﺋﯿﺔ ،ﺗﺮﺟﻤﺔ :ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺼﻔﻮر ،اﻟﻜﻮﯾﺖ :ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ 1982 ،
ﺑﺎدي ،ﺑﺮﺗﺮان .اﻟﺪوﻟﺘﺎن :اﻟﺪوﻟﺔ و اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﻐﺮب وﻓﻲ دار اﻹﺳﻼم .ﺗﺮﺟﻤﺔ :ﻧﺨﻠﺔ
.ﻓﺮﯾﻔﺮ ،اﻟﺪار اﻟﺒﯿﻀﺎء :اﻟﻤﺮآز اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ1996 ،
ﺣﺮب ،أﺳﺎﻣﺔ اﻟﻐﺰاﻟﻲ .اﻷﺣﺰاب اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ .اﻟﻜﻮﯾﺖ :ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ،ﻋﺪد
، 117 .ﺳﺒﺘﻤﯿﺮ 1987
ﺣﺴﻨﯿﻦ ،ﺗﻮﻓﯿﻖ إﺑﺮاھﯿﻢ ،اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ :اﻻﺗﺠﺎھﺎت اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ ﻓﻲ دراﺳﺘﮭﺎ ،ﺑﯿﺮوت :
.ﻣﺮآز دراﺳﺎت اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ2005 ،
ﺣﻤﺪي ،ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﺎن ﺣﺴﻦ ،دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻻﻓﺮﯾﻘﯿﺔ ،ﻗﺴﻢ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ :
.ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺪراﺳﯿﺔ ،اﻟﻘﺎھﺮة :ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎھﺮة2002 ،
اﻟﺨﺰرﺟﻲ ،ﺛﺎﻣﺮ آاﻣﻞ ﻣﺤﻤﺪ ،اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ واﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ :دراﺳﺔ
.ﻣﻌﺎﺻﺮة ﻓﻲ اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ إدارة اﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻋﻤﺎن ،اﻷردن :درا ﻣﺠﺪﻻوي2004 ،
ﺧﺸﯿﻢ ،ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺒﺪ ﷲ .ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ :ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﻣﺨﺘﺎرة .ﺑﻨﻐﺎزي ،ﻟﯿﺒﯿﺎ :
.اﻟﺪار اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ واﻹﻋﻼن1994 ،
داﯾﻤﻮﻧﺪ ،ﻻري ،ﻣﺼﺎدر اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ ،
دﻧﻜﺎن ،ﺟﻮن ﻣﺎري ،ﻋﻠﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ ،ﺗﺮﺟﻤﺔ :
دوھﺎﻣﯿﻞ ،أوﻟﯿﻔﯿﮫ ،اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺎت :أﻧﻈﻤﺘﮭﺎ ،ﺗﺎرﯾﺨﮭﺎ وﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﮭﺎ ،ﺗﺮﺟﻤﺔ :ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺷﺎ ،
.دﻣﺸﻖ :ﻣﻨﺸﻮرات وزاؤة اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ1998 ،
دوھﺎﻣﯿﻞ ،أوﻟﯿﻔﯿﮫ و اﯾﻒ ﻣﯿﻨﻲ ،اﻟﻤﻌﺠﻢ اﻟﺪﺳﺘﻮري ،ﺗﺮﺟﻤﺔ :ﻣﻨﺼﻮر اﻟﻘﺎﺿﻲ ،ﺑﯿﺮوت :
.اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ1996 ،
رﺷﺎد ،ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻔﺎر .ﻗﻀﺎﯾﺎ ﻧﻈﺮﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ .اﻟﻘﺎھﺮة :ﻣﺮآز اﻟﺒﺤﻮث و
.اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ1993 ،
ﻋﺎرف ،ﻧﺼﺮ ﻣﺤﻤﺪ .إﺑﺴﺘﯿﻤﻮﻟﻮﺟﯿﺎ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ :اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ،اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ ،
.اﻟﻤﻨﮭﺞ .ﺑﯿﺮوت :اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺎت و اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮزﯾﻊ2002 ،
ﻋﺎرف ،ﻧﺼﺮ ﻣﺤﻤﺪ .ﻧﻈﺮﯾﺎت اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة :دراﺳﺔ ﻧﻘﺪﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ ﺿﻮء
.اﻟﻤﻨﻈﻮر اﻟﺤﻀﺎري اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻓﯿﺮﺟﯿﻨﯿﺎ ،اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة :اﻟﻤﻌﮭﺪ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﻔﻜﺮ اﻻﺳﻼﻣﻲ1993 ،
ﻏﺪﻧﺰ ،أﻧﺘﻮﻧﻲ ،ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع ،ﺗﺮﺟﻤﺔ :ﻓﺎﯾﺰ اﻟﺼﯿﺎغ ،ﺑﯿﺮوت :ﻣﺮآز دراﺳﺎت اﻟﻮﺣﺪة
.اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ2005 ،
ﻏﺮاھﺎم ،ﻟﻮراﻧﺲ ،رﯾﺘﺸﺎرد ﻓﺎرآاس ،روﺑﺮت ﻏﺮﯾﺪي ،ﺟﻮرﺟﻦ راﺳﻤﻮﺳﻦ و ﺗﯿﻜﺘﺴﻮ ﺟﻮ
ﺗﺴﻮروﺗﺎﻧﻲ ،اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ واﻟﺤﻜﻮﻣﺔ :ﻣﻘﺪﻣﺔ ____________ﻟﻸﻧﻈﻤﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة وﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ
وﻓﺮﻧﺴﺎ وأﻟﻤﺎﻧﯿﺎ وروﺳﯿﺎ وأوروﺑﺎ اﻟﺸﺮﻗﯿﺔ واﻟﯿﺎﺑﺎن واﻟﻤﻜﺴﯿﻚ واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﺗﺮﺟﻤﺔ :ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ
.ﻓﮭﺪ ﻋﺒﺪ ﷲ اﻟﻠﺤﯿﺪان ،اﻟﺮﯾﺎض :ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﺳﻌﻮد2000 ،
اﻟﺴﻮاح ،ﻓﺮاس .دﯾﻦ اﻹﻧﺴﺎن :ﺑﺤﺚ ﻓﻲ ﻣﺎھﯿﺔ اﻟﺪﯾﻦ وﻣﻨﺸﺄ اﻟﺪاﻓﻊ اﻟﺪﯾﻨﻲ ،ط ،4دﻣﺸﻖ :
.ﻣﻨﺸﻮرات دار ﻋﻼء اﻟﺪﯾﻦ2002 ،
اﻟﻐﺰال ،إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ،اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪﺳﺘﻮري واﻟﻨﻈﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ،ط ،4ﺑﯿﺮوت :اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ
.اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ1989 ،
اﻟﻤﻨﻮﻓﻲ ،آﻣﺎل .أﺻﻮل اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ .اﻟﻜﻮﯾﺖ :ﺷﺮآة اﻟﺮﺑﯿﻌﺎن ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ1978. ،
اﻟﻤﻨﻮﻓﻲ ،آﻣﺎل .ﻧﻈﺮﯾﺎت اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ .
اﻟﻤﻐﯿﺮﺑﻲ ،ﻣﺤﻤﺪ زاھﻲ ،ﻣﻌﺠﻢ اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ .
،ھﺎﯾﺪي ،ﻓﯿﺮﯾﻞ .اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﻣﻨﻈﻮر ﻣﻘﺎرن .ﺗﺮﺟﻤﺔ :ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺎﺳﻢ اﻟﻘﺮﯾﻮﺗﻲ .ظ 2
.اﻟﺠﺰاﺋﺮ :دﯾﻮان اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ1983 ،
60
: ﺑﯿﺮوت، ﺳﻤﯿﺔ ﻓﻠﻮ ﻋﺒﻮد: ﺗﺮﺟﻤﺔ، اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻣﺘﻐﯿﺮه. ﺻﻤﻮﺋﯿﻞ،ھﻨﺘﻨﻐﺘﻮن
1993 ،[ دار اﻟﺴﺎﻗﻲ1968].
. اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﻲ ﻓﻲ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ: اﻟﻤﻮﺟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ. ﺻﻤﻮﺋﯿﻞ،ھﻨﺘﻨﻐﺘﻮن
1993 ، ﻣﺮآز اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻹﻧﻤﺎﺋﯿﺔ: اﻟﻘﺎھﺮة. ﻋﺒﺪ اﻟﻮھﺎب ﻋﻠﻮب: ﺗﺮﺟﻤﺔ.
ﻗﺎﻣﻮس ﻋﻠﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت، ﺑﯿﺎر ﺑﯿﺮﻧﺒﻮم و ﻓﯿﻠﯿﺐ ﺑﺮو، ﺑﺮﺗﺮان ﺑﺎدي. ﻏﻲ،ھﺮﻣﯿﮫ
2005 ، اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ: ﺑﯿﺮوت، ھﯿﺜﻢ اﻟﻠﻤﻊ: ﺗﺮﺟﻤﺔ، اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ.
ﺷﻔﯿﻖ، ﻋﻠﻲ ﻣﻘﻠﺪ: ﺗﺮﺟﻤﺔ. اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪﺳﺘﻮري و اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ. أﻧﺪرﯾﮫ،ھﻮرﯾﻮ
1977 ، اﻷھﻠﯿﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ: ﺑﯿﺮوت،2 ط، ﺟﺰءان. ﺣﺪاد وﻋﺒﺪ اﻟﻤﺤﺴﻦ ﺳﻌﺪ.
دﻟﯿﻞ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ واﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺣﻮل، و ﺑﻦ رﯾﻠﻲ، أﻧﺪروا،رﯾﻨﻮﻟﺪز
2002 ، اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ واﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت: ﺳﺘﻮآھﻮﻟﻢ، أﺷﻜﺎل اﻟﻨﻈﻢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﯿﺔ.
:ﻣﺮاﺟﻊ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷﺟﻨﺒﯿﺔ
:Books
Kamrava, Mehran, (1996) Understanding Comparative Politics: a
.Framwork for Analyis, New York: Taylor & Francis
Lagroy, Jaques. (2002). sociologie politique. 4em ed, France: presse
.de la foundation nationale des sciences politiques et Dalloz
.MClain ,(1996) The concise Oxford Dictionary of Politics
:Mény, Yves. (1991), Politique Comparée: les démocraties
: rd ed, Paris3Allemagne, Etat-Unis, France, Grand-Bretagne, Italie,
.Montchrestien
Miller, David (ed), (2000) The Blackwell Encyclopedia of Political
.Thought, 7THed, UK: Oxford
Posusney, Marsha Pripstein. (2005)Authoritarianism in the Middle
.East: Rgimes and resistance, London: Lynne Rienner Publisher
Quandt, William B. (1999). Société et pouvoir en Algérie: la
décennie des ruptures. Traduction: Mohammed Bensemmane, Mustapha
.Benabdelazize et Abdessalam Benzenache. Alger: Casbah édition
،Roy ,S.N.(2004) Modern Comparative Politics: Approaches
.Methods and Issues, PHI Learning
،Schwantzenberg,Roger-Gerard.(1998) Sociologie Politique, 5 ed
.Paris : Montchrestien
:eme ed, Paris 2Seiler, Daniel-Louis.(2000) Les parties politiques,
.Armand Colin
Steinmo, Sven. ()“ The New Institutionalism”, in: Barry Clark and-
:Joe Foweraker (eds), The Encyclopedia of Democratic Thought, London
.Routledge
Wiarda Howard,(1996) Corporatism and corporate politics, the
.other great’Ism, NY: M.E Shape
Wirada, Howard,(2007) Comparative Politics: Approaches and
.Issues, New York: Romwman & Littelfield Publishers
دورﯾﺎت: Periodic
Deutsch, Karl W.(1961), “Social mobilization and Political
development”, American Political Science review, No.3, September, pp
.514-493
61
Evans, Peter, (1997), “The eclipse of the state: reflections on
Stateness in an Era of Globalization”, World politics, No.50, October, pp
.87-62
Hall, Peter A. (1996) “Political Science and The Three New
.957-936 Institutionalism”, Political Studies, Vol:XLIV, p
،Janos, Andrew C, (1997), “Paradigms Revisited: Production
،Globality, and Postmodernity in Comparative Politics”, World politics
.149-118 No.50, October, pp
،“Lustick, Ian S, (1997), “Lijphart, Lakatos, and Consociationalism
.117-88 World politics, No.50, October, pp
Remmer, Karen L, (1997),”Theoretical decay and Theoretical
،Development: The resurgence of institutional Analysis”, World politics
.61-35 No.50, October, pp
:ﻣﺮاﺟﻊ أﺧﺮى
ﻣﺮاﺟﻊ ﻋﺮﺑﯿﺔ
:ﻣﺮاﺟﻊ أﺟﻨﺒﯿﺔ
James Bryce, “The relations of political science to history and to -1
.1909 practice”, American political science review, Vol 3, No. 1, February
،Raymond G. Gettell, Nature and scope of present political theory -2
American political science review, Vol 18, supplement, February 1914
62