You are on page 1of 68

‫االستثمار في‬

‫القوة الجوية‬
‫دول القارة تتحرك لرفع‬
‫مستوى األمن من الجو‬

‫وتقرأون أيضاً‬
‫حوار مع اللواء هندريك ثوثو راكغانتسوانا‪،‬‬
‫قائد القوات الجوية البوتسوانية‬
‫َّ‬
‫تفضلوا بزيارتنا على ‪ADF-MAGAZINE.COM‬‬
‫المجلد ‪ | 16‬العدد ‪3‬‬

‫املحتويات‬
‫املحتويات‬

‫قوة في الجو‬ ‫‪8‬‬


‫البلدان اإلفريقية تستثمر في القوة‬
‫الجوية وتسلك سبل التعاون‬

‫‪ 12‬التعاون ينطلق في ندوة‬


‫قادة القوات الجوية من ربوع القارة‬
‫يناقشون التحديات والموارد المشتركة‬

‫‪“ 18‬نعلم أهمية امتالك أجواء آمنة”‬


‫اللواء البوتسواني هندريك ثوثو راكغانتسوانا‬
‫يناقش العقبات التي تعترض النقل الجوي‬
‫االستراتيجي والصيانة والتكنولوجيا‬

‫‪ 24‬نيجيريا تُحكم قبضتها الجوية‬


‫والمتمردون يتشتتون‬
‫باقة من األصول متعددة االستخدامات‬
‫تساعد الدولة على نقل المعركة الى‬
‫حيث تتخندق الجماعات المتطرفة‬

‫‪ 32‬خفيفة‪ ..‬متعددة االستخدامات‪..‬‬


‫ميسورة التكلفة‬
‫الحرب غير المتناظرة في بؤر الصراع‬
‫في إفريقيا تفضل طائرات مكافحة‬
‫التمرد الصغيرة على المقاتالت النفاثة‬

‫‪ 38‬تقاسم العبء‬
‫الدول تدرس سبل تلبية احتياجات‬
‫القارة من النقل الجوي‬

‫‪ 44‬فوائد ومخاطر الطائرات المسيَّر‬

‫‪32‬‬
‫الطائرات المسيَّرة‪ ..‬فوائد في مجال الدفاع‬
‫ومخاطر بسبب هجمات المتطرفين‬
‫واستخدام الذكاء االصطناعي‬

‫‪ 50‬الحفاظ على صالحية األسطول للطيران‬


‫تجاهل التكلفة وقطع الغيار والتدريب الالزم‬
‫للحفاظ على الطائرات حتى فوات األوان‬
‫األقسام‬
‫‪ 4‬وجهة نظر‬
‫‪ 5‬رؤية أفريقية‬
‫‪56‬‬
‫‪ 6‬أفريقيا اليوم‬
‫‪ 30‬نبض أفريقيا‬
‫‪ 56‬العدة والعتاد‬
‫‪ 58‬قوة املستقبل‬
‫‪ 60‬الدفاع واألمن‬
‫‪ 62‬حفظ السالم‬
‫‪ 64‬التكاتف‬
‫‪ 66‬نظرة للوراء‬
‫‪ 67‬أين أنا؟‬

‫مجلة منبر الدفاع األفريقي‬


‫متوفرة اآلن على اإلنترنت‪.‬‬
‫تفضَّ لوا بزيارتنا على‬
‫‪adf-magazine.com‬‬

‫موضوع الغالف‪:‬‬
‫يوضح هذا الغالف سبل‬
‫االستفادة من القوة الجوية‬
‫في مهام مثل نقل القوات‬
‫واالستجابة للكوارث‬

‫‪32‬‬
‫الطبيعية واإلجالء الطبي‪.‬‬
‫جميع الصور بعدسة وكالة األنباء الفرنسية‪/‬‬
‫صور غيتي‬
‫وجهة نظر‬

‫‪A F R I C A‬‬ ‫‪D E F E N S E‬‬ ‫‪F O R U M‬‬


‫االستثمار في القوة الجوية بالعمل الهين‪ ،‬فالميزانيات محدودة‪ ،‬والمطالب تأتي‬
‫من كل صوب وحدب‪ ،‬والطائرات مكلفة‪ ،‬ويصعب صيانتها‪ ،‬وتتطلب تدريباً مكثفاً‬
‫لتشغيلها‪ ،‬بيد أن الدول التي تستثمر فيها بحكمة وفطنة تجد أنها تؤتي ثمارها‪.‬‬
‫ليس‬
‫فالدول التي تمتلك قدرات استراتيجية للنقل الجوي تتمكن من سرعة االستجابة لألزمات المحلية‬
‫واإلقليمية‪ ،‬وتستطيع القوات الجوية التي تمتلك قدرات االستخبارات والمراقبة واالستطالع تحديد مواقع‬
‫القوة الجوية‬ ‫العدو والتعامل معه إما جواً أو براً‪ ،‬والجيوش التي تستخدم طائرات هجومية خفيفة خير من يستطيع‬
‫المجلد ‪ ،16‬العدد ‪3‬‬ ‫القيام بعمليات اإلسناد الجوي القريب الالزمة لدحر حركات التمرد‪.‬‬
‫كما تثبت الدول أهمية الشراكات في تقليل التكاليف وزيادة االستفادة من ثمار القوة الجوية‪.‬‬
‫ففي حوض بحيرة تشاد‪ ،‬يقوم طيارو القوات الجوية النيجيرية الذين يحلقون بطائرات هجومية‬
‫القيادة العسكرية األمريكية لقارة أفريقيا‬ ‫خفيفة بتدمير معسكرات بوكو حرام‪ ،‬فيساعدون قوة المهام المشتركة متعددة الجنسيات على‬
‫مكافحة هذه الحركة المتمردة‪ .‬ونقل طيارون كينيون قوات من جنوب السودان وبوروندي إلى بعثة‬
‫مجموعة شرق إفريقيا العاملة شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية‪ .‬ونقل طيارون أنغوليون تابعون‬
‫لمجموعة تنمية الجنوب اإلفريقي القوات والعتاد من بقاع قاصية مثل ليسوتو للمساعدة في إحالل‬
‫السالم شمال موزمبيق‪.‬‬
‫ويشجع نجاح هذه الشراكات على بذل المزيد من الجهود لتوسيعها‪ ،‬إذ يدرس االتحاد اإلفريقي‬
‫وبعض المجموعات االقتصادية اإلقليمية في القارة السبل التي يمكن أن تعمل آليات تبادل قدرات‬
‫النقل الجوي من خاللها على توفير الجسر الجوي حيثما لزم األمر‪ .‬وتدعو مقترحات أخرى الدول إلى‬
‫تجميع الموارد لشراء طائرات يجتمع الجميع على امتالكها وتشغيلها ونشرها عند الحاجة‪.‬‬
‫لالتصال بنا‬ ‫بل يمكن أن تصل الجهود اإلقليمية إلى إنشاء أكاديميات لتدريب الطيارين وكوادر اإلمداد‬
‫والتموين‪ .‬ويمكن أن يساعد رفع مستوى تبادل المعلومات االستخبارية الدول على تشكيل صورة أفضل‬
‫‪U.S. AFRICA COMMAND‬‬ ‫عن طبيعة التهديدات التي تعبر الحدود‪ .‬وتسمح الجهود القارية مثل «ندوة قادة القوات الجوية‬
‫‪Attn: J3/Africa Defense Forum‬‬ ‫اإلفريقية» للقادة بتبادل األفكار ووضع الحلول التي من شأنها التصدي للتحديات القارية‪.‬‬
‫‪Unit 29951‬‬
‫‪APO-AE 09751 USA‬‬
‫ال يوجد جيش بمفرده يمتلك الوسائل الالزمة للتعامل مع التحديات األمنية المعقدة في القارة‪.‬‬
‫‪ADF.Editor@ADF-Magazine.com‬‬
‫ولكن يمكن أن يكون للقوات الجوية عظيم األثر وتتمكن من نشر األمن في بعض المناطق األكثر‬
‫اضطراباً في القارة من خالل التشارك في استخدام القوة الجوية بكفاءة وفعالية‪.‬‬
‫‪HEADQUARTERS‬‬
‫‪U.S. AFRICA COMMAND‬‬ ‫أعضاء القيادة األمريكية لقارة أفريقيا‬
‫‪Attn: J3/Africa Defense Forum‬‬
‫‪Geb 3315, Zimmer 53‬‬
‫‪Plieninger Strasse 289‬‬
‫‪70567 Stuttgart, Germany‬‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي هو مجلة ربع سنوية عسكرية‬


‫مهنية تقوم بنشرها القيادة األمريكية لقارة أفريقيا‬
‫ً‬
‫دوليا للعسكريين األفريقيين‪ .‬إن اآلراء‬ ‫لتوفر منتدى‬
‫المعروضة في المجلة ال تمثل بالضرورة السياسات أو‬
‫وجهات النظر الخاصة بالقيادة األمريكية أو أي وكالة‬
‫أخرى تابعة لحكومة الواليات المتحدة األمريكية‪ .‬كما أن‬
‫اختيار المقاالت يتم كتابتها من ِق َبل أسرة منبر الدفاع‬
‫األفريقي‪ ،‬حسب الحاجة‪ .‬وكان وزير الدفاع قد قرر أن‬ ‫مقاتالت «إف‪ »-5‬تابعة للقوات‬
‫ضروري لمواصلة األعمال‬ ‫نشر مثل هذه المجلة هو أمر‬
‫ّ‬ ‫الجوية الكينية تحلق خالل‬
‫ً‬
‫وفقا لمتطلبات القانون‬ ‫العامة‬
‫ّ‬ ‫المتعلقة بالشؤون‬
‫احتفال بعيد الجمهورية‪.‬‬
‫الخاص بوزارة الدفاع األمريكية‪.‬‬
‫وكالة األنباء الفرنسية‪ /‬صور غيتي‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪4‬‬


‫“التهديد يتجاوز حدودنا”‬
‫رؤية أفريقية‬

‫يشغل العميد بابا سليمان سار منصب رئيس أركان القوات الجوية السنغالية منذ تشرين‬
‫الثاني‪/‬نوفمبر ‪ .2020‬وقد التحق بالقوات الجوية في عام ‪ ،1985‬فدرس في الدورة الخاصة‬
‫بالمدرسة الجوية في فرنسا‪ ،‬حيث نال رتبة طيار وشهادة في الهندسة‪ .‬وحصل على وسام‬
‫األمم المتحدة ووسام الشرف الفرنسي للطيران لخدمته في صفوف البعثات األممية‪.‬‬
‫وقد تولى مناصب قيادية في كافة مستويات القوات الجوية‪ ،‬ومنها رئيس الجناح‬
‫العملياتي‪ ،‬ومخابرات القوات الجوية‪ ،‬وإدارة تعليم القوات الجوية‪ ،‬وآمر أكاديمية‬
‫القوات الجوية‪ .‬وشارك في استضافة «ندوة قادة القوات الجوية اإلفريقية» لعام‬
‫‪ 2023‬في العاصمة السنغالية داكار خالل الفترة الممتدة من ‪ 28‬شباط‪/‬فبراير إلى‬
‫‪ 3‬آذار‪/‬مارس‪ .‬وألقى كلمة في حفل االفتتاح‪ ،‬و ُترجمت من اللغة الفرنسية التي‬
‫أُلقيت بها‪ ،‬واضطررنا إلى تحريرها حفاظاً على المساحة والوضوح‪.‬‬

‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬

‫شهدت عدة مناطق في‬


‫القارة اإلفريقية على‬
‫مدار السنوات الـ ‪15‬‬
‫المنصرمة تحركات قامت‬
‫بها العناصر اإلرهابية‪ ،‬أمثال جماعة نصرة اإلسالم‬
‫والمسلمين‪ ،‬وتنظيم الدولة اإلسالمية في الصحراء‬
‫الكبرى‪ ،‬وبوكو حرام في منطقة بحيرة تشاد‪ ،‬وحركة‬
‫الشباب في القرن اإلفريقي‪ ،‬وتنظيم الدولة اإلسالمية‬
‫في المغرب العربي‪.‬‬
‫العميد بابا سليمان سار‪ ،‬يسار الصورة‪ ،‬رئيس أركان القوات الجوية السنغالية‪ ،‬والفريق أول جيمس‬
‫وتسببت هذه الجماعات في مقتل عدة آالف‬
‫هيكر‪ ،‬قائد القوات الجوية األمريكية في أوروبا والقوات الجوية في إفريقيا‪ ،‬يترأسان الحفل الختامي‬
‫لندوة قادة القوات الجوية اإلفريقية في العاصمة السنغالية داكار يوم ‪ 3‬آذار‪/‬مارس ‪.2023‬‬
‫وتهجير عدة ماليين‪ ،‬فأحدثت فاجعة إنسانية غير‬
‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫مسبوقة‪ .‬وعلينا أن نعترف بأن هذه الجماعات‬
‫الصغيرة تحاول بسط سيطرتها على مساحات‬
‫وقبل تحقيق هذه األهداف‪ ،‬ربما يتوجب علينا‬ ‫وفي نهاية هذه الندوة‪ ،‬سيكون علينا الخروج‬ ‫شاسعة بين عدة دول‪.‬‬
‫تنفيذ مشاريع مختلفة لشراء طائرات نقل تعبوية‬ ‫ببعض الحلول المشتركة التي قد تأخذها قواتنا‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن وجود مساحات‬
‫الستخدامها في عدد كبير من المهام الجوية والبرية‪،‬‬ ‫الجوية بعين االعتبار من أجل النهوض بدورها في‬ ‫شاسعة يصعب السيطرة عليها‪ ،‬فض ًال عن سهولة‬
‫وهذا يم ِّكننا من توفير تغطية جوية مناسبة ألراضينا‪.‬‬ ‫إدراج التهديدات العابرة للحدود في أساليب العمل‬ ‫اختراق الحدود وانتشار مختلف أنواع االتجار‪،‬‬
‫إن تمكين قواتنا الجوية اإلفريقية وتحديثها‪ ،‬مع‬ ‫التي تتزايد تطوراً‪.‬‬ ‫يقتضي منا أن نتبنى نهجاً يقوم على التآزر‬
‫أهمية هذين العملين‪ ،‬ما هما إال خطوة واحدة نحو‬ ‫وهكذا‪ ،‬فعلى قواتنا الجوية واجب االرتقاء‬ ‫وتوحيد الصف‪.‬‬
‫غنى‬
‫اجتثاث هذه التهديدات العابرة للحدود‪ .‬وال ً‬ ‫بقدراتها العملياتية على كافة المستويات بهدف‬ ‫وفي مواجهة هذا الوضع المثير ألقصى‬
‫لنا عن وضع نهج ُيعلي من قيمة التعاون لمواجهة‬ ‫تحسين مستوى التصدي للتحديات األمنية من خالل‬ ‫درجات القلق‪ ،‬فلزاماً علينا‪ ،‬نحن المكلفون‬
‫التحديات األمنية المشتركة من خالل تبادل مواردنا‪.‬‬ ‫عدم التخلي عن يقظتنا وتكثيف التعاون فيما بيننا‪.‬‬ ‫بالذود عن أوطاننا‪ ،‬أن نغتنم الفرصة التي تتيحها‬
‫وتعد اللقاءات التي تجمعنا‪ ،‬مثل هذه الندوة‪،‬‬ ‫فالتهديد يتجاوز حدودنا ومعتقداتنا وفكرنا‪.‬‬ ‫لنا هذه الندوة للحديث عن تجاربنا وتبادل‬
‫فرصة ممتازة‪ ،‬للحديث عن المصاعب التي تواجهنا‬ ‫ولهذا السبب يكثر استدعاء القوات المسلحة‬ ‫مختلف السبل نحو الحلول الممكنة الحتواء هذه‬
‫ورأينا فيها‪ ،‬ولتعزيز أواصر التعاون فيما بيننا لقمع‬ ‫في البلدان اإلفريقية‪ ،‬وعلى رأسها قواتها الجوية‪،‬‬ ‫التهديدات التي تؤثر على أمن شعوبنا وتشكل‬
‫عدونا المشترك الذي ال يعرف ُحرمة الحدود‪.‬‬ ‫للتدخل‪.‬‬ ‫عقبة أمام التنمية‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫موزمبيق تشرعن امليليشيات احمللية حملاربة املتمردين‬ ‫أفريقيا اليوم‬

‫صوت أمريكا‬

‫أجازت‬
‫الرسمي على الميليشيات المحلية لتعزيز هذه‬ ‫موزمبيق تشكيل‬
‫الجهود للتصدي النتشار توغالت المتشددين‬ ‫ميليشيات محلية‬
‫واحتوائها وحماية األهالي والبنية التحتية‪.‬‬ ‫لمساعدتها على دحر المتطرفين العنيفين في‬
‫وأضاف أن المرسوم سيسمح برفع مستوى‬ ‫ظل االستمرار في قتالهم في محافظة كابو‬
‫التنظيم ودعم اإلمداد والتموين لميليشيات‬ ‫ديلجادو من خالل قوة عسكرية إقليمية‪.‬‬
‫الدفاع عن النفس المحلية‪.‬‬ ‫فقد وافقت الحكومة في مابوتو على ذلك‬
‫وأوضح أن المرسوم يحدد القوة المحلية‬ ‫المرسوم يوم ‪ 5‬نيسان‪/‬أبريل ‪ ،2023‬وذلك بعد‬
‫ونظامها األساسي‪ ،‬ويعرف مفهوم القوة المحلية‪،‬‬ ‫حصولها على موافقة البرلمان على تلك الخطوة‬
‫وتفعيلها وتفكيكها‪ ،‬وتكوينها‪ ،‬وأشكال حيازة‬ ‫في تشرين الثاني‪/‬نوفمبر ‪ .2022‬وكانت وزارة‬
‫السالح‪ ،‬وحقوقها وواجباتها‪.‬‬ ‫الدفاع قد اعترفت بأن الجيش الموزمبيقي ال‬
‫وتتألف هذه القوة في الغالب من مقاتلين‬ ‫يستطيع التصدي لهؤالء المتشددين بمفرده‪.‬‬
‫سابقين ومدنيين يدعمون القتال في كابو‬ ‫وتقاتل موزمبيق المتشددين الموالين‬
‫ديلجادو منذ عام ‪.2020‬‬ ‫لداعش في كابو ديلجادو منذ عام ‪.2017‬‬
‫وكشف مشروع بيانات مواقع وأحداث‬ ‫تساعد ميليشيات الدفاع عن النفس‬
‫النزاعات المسلحة أن الصراع في كابو‬ ‫المحلية بالفعل القوات المسلحة الموزمبيقية‬
‫ديلجادو أسفر عن مقتل ما يقرب من‬ ‫والوحدات العسكرية القادمة من رواندا وبعض‬
‫‪ 5,000‬شخص خالل خمس سنوات‪ ،‬وكشفت‬ ‫دول مجموعة تنمية الجنوب اإلفريقي في‬
‫الرئيس الموزمبيقي فيليب نيوسي يتحدث مع أفراد‬
‫المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون‬ ‫القتال في محافظة كابو ديلجادو الغنية بالنفط‪.‬‬ ‫إحدى جماعات الدفاع المحلية المعروفة باسم «فورسا‬
‫الالجئين أنه تسبب كذلك في تهجير ما يقرب‬ ‫وص َّرح السيد فيليماو سوازي‪ ،‬المتحدث‬ ‫لوكال» في مويدا بكابو ديلجادو‪ ،‬وأشاد بجهودهم وتعهد‬
‫من مليون آخرين‪.‬‬ ‫باسم مجلس الوزراء‪ ،‬أن الدولة ستضفي الطابع‬ ‫مكتب الرئيس‪ ،‬موزمبيق‬ ‫بمواصلة الدعم الحكومي‪.‬‬

‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫قادة الجيوش اإلفريقية يتبادلون الدروس املستفادة ويبنون جسور التعاون‬
‫وجاء موضوع المؤتمر بعنوان «كيف تؤثر الموارد واالحتياجات على‬ ‫أتاح «مؤتمر قادة الجيوش اإلفريقية» السنوي لعام ‪ 2023‬فرصة نادرة لقادة‬
‫واقعنا المشترك وعلى سمعتنا»‪ .‬وتناولت خمس حلقات نقاشية ومتحدث‬ ‫بعض‬
‫القوات المسلحة لالستفادة من زمالئهم الرابضين على جبهات القتال في ٍ‬
‫رئيس واحد قضايا عدم االستقرار‪ ،‬وحماية الموارد‪ ،‬وتعظيم االستفادة‬ ‫ٍ‬ ‫من أشرس المعارك في القارة‪.‬‬
‫من التكنولوجيا‪ ،‬واالستعداد لألزمات واالستجابة لها‪ ،‬فض ًال عن باقة من‬ ‫فقال الفريق بالسيد سيغوكغو‪ ،‬قائد قوات الدفاع البوتسوانية‪ ،‬للحضور‪:‬‬
‫التحديات األخرى‪.‬‬ ‫"التعلم مسؤولية القيادة في الجيوش والمهام المنوطة بنا جميعاً؛ فينبغي أن‬
‫انتهز العشرات من قادة الجيوش الفرصة إلقامة العالقات وتوطيدها‬ ‫يسير عمودياً من األسفل لألعلى ومن األعلى لألسفل‪ ،‬وينبغي أن يسير أفقياً‬
‫وتنمية الشراكات وتعزيزها ومناقشة رؤاهم المشتركة لمستقبل التنسيق‬ ‫بحيث يؤثر الزمالء في بعضهم البعض‪".‬‬
‫والعمليات والتوافق العملياتي بين القوات متعددة الجنسيات في إفريقيا‪.‬‬ ‫اجتمع كبار قادة القوات المسلحة من ‪ 43‬دولة إفريقية في «مؤتمر قادة‬
‫كانت قضية االستقرار من الملفات األساسية التي استمرت طوال المؤتمر‪،‬‬ ‫الجيوش اإلفريقية» لعام ‪ 2023‬في روما خالل الفترة الممتدة من ‪ 27‬شباط‪/‬فبراير‬
‫إذ تطرقت المناقشات لألسباب الجذرية لعدم االستقرار ومؤشرات واتجاهات‬ ‫إلى ‪ 2‬آذار‪/‬مارس للتواصل وإقامة الشراكات والمساعدة على إيجاد حلول إفريقية‬
‫عدم االستقرار‪.‬‬ ‫للتحديات األمنية اإلفريقية‪.‬‬
‫وفي غضون بضع دقائق‪ ،‬روى ماو مهد قصصاً وحكى دروساً تعلمها في‬ ‫وكان الحاضرون يصغون خالل حديث العميد شيك أويز ماو مهد‪ ،‬الملحق‬
‫الصومال‪ ،‬وذكر أن التصدي لغياب األمن يأتي ضمن سبل النهوض بالدولة‪.‬‬ ‫العسكري للصومال في روما‪ ،‬عن الخبرات التي اكتسبها الصومال بشق األنفس من‬
‫فقال‪" :‬علينا أن نعود إلى الناس‪ ،‬علينا أن نذهب إلى القرية‪ ،‬ونحاول أن‬ ‫أعمال العنف التي دمرت بالده‪.‬‬
‫نوفر ألهلها الماء‪ ،‬ونحاول أن نعطيهم الدواء‪ ،‬ونحاول أن نوفر لهم المدارس‪ ،‬حتى‬ ‫وقال‪" :‬تكمن المشكلة الحقيقية في أننا ال ننصت إلى الناس‪ ،‬وال نقدم‬
‫قل الفساد‪ ،‬وزادت المساءلة والشفافية‪،‬‬ ‫تكون الحكومة موجودة بقوة‪ ".‬وإذا َّ‬ ‫الخدمات الالزمة لهم‪ ،‬وال نوفر لهم الماء والغذاء والكهرباء‪ ،‬ولهذا يفضلون‬
‫فهذا‪ ،‬في رأيي‪ ،‬سيكون السبيل للشروع في مكافحة اإلرهاب‪".‬‬ ‫اإلرهابيين على الحكومة‪".‬‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪6‬‬


‫مالوي تكافح تهديدين ناجمني عن‬
‫الك ولي را واإلعصار أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬

‫انشغلت مالوي بمواجهة ما سيتحول إلى موجة تفشي الكوليرا األكثر فتكاً‬ ‫بينما‬
‫في تاريخها‪ ،‬كان ينتظرها خطر آخر على الشاطئ‪ :‬إعصار فريدي‪.‬‬
‫وصلت العاصفة إلى اليابسة في مدغشقر وموزمبيق في أواخر شباط‪/‬فبراير‬
‫‪ ،2023‬وإذ بها تضرب اليابسة من جديد بعد أن اكتسبت قوة فوق قناة موزمبيق‪،‬‬
‫مواطنون يعبرون مياه الفيضانات الناجمة عن إعصارفريديفي‬
‫رويترز‬ ‫مولوزا بمالوي على الحدود مع موزمبيق‪.‬‬
‫فلم تسلم منها مالوي في آذار‪/‬مارس‪ ،‬وأفادت وكالة أنباء «رويترز» أن ارتفاع‬
‫منسوب المياه فيها ورياحها العاتية جعالها واحدة من أعنف العواصف التي‬
‫الصحية والمدارس‪ ،‬كما سيمول مواد وحمالت الوقاية من الكوليرا‪ ،‬ومن المتوقع‬ ‫ضربتها خالل العقدين الماضيين‪.‬‬
‫أن تساعد هذه الجهود الطالب على العودة إلى مدارسهم في بالنتير من خالل‬ ‫وبحلول منتصف نيسان‪/‬أبريل‪ ،‬ذكر الرئيس الزاروس تشاكويرا أنها أودت‬
‫توفير مستلزمات التنظيف ورفع مستوى النظافة ومراقبة المياه ومعالجتها‪.‬‬ ‫بحياة ما يزيد على ‪ 1,000‬مواطن‪ ،‬وأوضحت رويترز أنها أضرت بأكثر من مليوني‬
‫والكوليرا عبارة عن عدوى حادة تسبب اإلسهال تنتج عن تلوث الطعام أو‬ ‫مواطن وتسببت في تهجير أكثر من ‪ 500,000‬آخرين‪.‬‬
‫الماء‪ ،‬ويمكن أن تسبب الوفاة من خالل الجفاف إذا لم ُيعالج المصاب بها‪.‬‬ ‫كما تسببت في تفاقم االستجابة المطولة للكوليرا التي تفشت في آذار‪/‬مارس‬
‫ويمكن أن تتسبب الفيضانات مثل الفيضان الناجم عن إعصار فريدي في نشر‬ ‫‪ .2022‬فكشف التحالف العالمي للقاحات والتطعيم (جافي) يوم ‪ 26‬نيسان‪/‬أبريل‬
‫األمراض المنقولة بالمياه‪.‬‬ ‫‪ 2023‬أن مالوي سجلت ‪ 58,063‬إصابة و‪ 1,741‬حالة وفاة‪.‬‬
‫وأوضح الدكتور جيانفرانكو روتيغليانو‪ ،‬ممثل اليونيسف في مالوي‪ ،‬أن الدولة‬ ‫فما كان من الوكالة األمريكية للتنمية الدولية إال أن قدمت ‪ 2.5‬مليون دوالر‬
‫يجب أن تكون مستعدة لتفشي المرض في المستقبل‪ .‬فقال‪" :‬مع إصابة أكثر من‬ ‫إلى اليونيسف للنهوض بجهود مكافحة الكوليرا في مالوي‪ ،‬وسيعمل اليونيسف‬
‫‪ 14,000‬طفل ووفاة ‪ 230‬آخرين‪ ،‬يمثل تفشي المرض تهديداً كبيراً لصحة األطفال‬ ‫مع وزارتي الصحة والمياه والصرف الصحي في مالوي لتوفير خدمات النظافة في‬
‫وحياتهم في ربوع مالوي؛ وبينما نعمل مع شركائنا لتلبية احتياجاتهم العاجلة‪ ،‬فعلينا‬ ‫المدارس والمجتمعات المجاورة لها‪ .‬وذكر اليونيسف أنه من المتوقع أن تخدم هذه‬
‫أن نولي األولوية لالستثمار في الرعاية الصحية المتميزة والمياه النظيفة ومرافق‬ ‫الجهود ‪ 300,000‬شخص على األقل‪ ،‬أكثر من ‪ 120,000‬منهم من األطفال‪.‬‬
‫الصرف الصحي وتوفيرها في المجتمعات الفقيرة‪".‬‬ ‫وسيشمل العمل رفع مستوى مرافق المياه والصرف الصحي في المراكز‬

‫الفريق كايانجا موهانغا‪ ،‬قائد القوات البرية لقوات الدفاع الشعبي‬


‫األوغندية‪ ،‬يتحدث خالل «مؤتمر قادة الجيوش اإلفريقية» في روما‪.‬‬
‫رئيس رقباء جيريميا ميني‪/‬القيادة العسكرية األمريكية لقارة إفريقيا‬
‫قوة‬
‫في‬
‫الجو‬
‫رسومات منبر الدفاع اإلفريقي‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪8‬‬


‫الفعال في البلدان اإلفريقية‬
‫ّ‬ ‫األسطول الجوي‬
‫‪959‬‬ ‫طائرات مقاتلة‬

‫‪1,631‬‬ ‫مروحيات مقاتلة‬

‫‪59‬‬ ‫طائرات مهام خاصة‬

‫‪7‬‬ ‫طائرات تزود بالوقود‬ ‫البلدان اإلفريقية تستثمر‬


‫‪1,035‬‬ ‫طائرات‪/‬مروحيات تدريب‬

‫‪427‬‬ ‫طائرات نقل‬


‫في القوة الجوية‬
‫‪4,118‬‬
‫‪%1+‬‬
‫اإلجمالي‬
‫التغير السنوي‬
‫وتسلك سبل التعاون‬
‫المصدر‪ :‬فاليت إنرناشيونال‪ ،‬دليل القوات الجوية العالمية لعام ‪2023‬‬

‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫المقاتالت النفاثة التي تمتلكها القوات الجوية اإلفريقية‬
‫الجزائر‬
‫تكن القوات الجوية في إفريقيا من األولويات العسكرية طيلة‬ ‫لم‬
‫أنغوال‬ ‫معظم السنوات التي أعقبت االستقالل‪ ،‬وكان ُينظر إلى القوة الجوية‬
‫بوتسوانا‬ ‫التي تتسم بارتفاع تكاليفها وصعوبة صيانتها على أنها ترف ال يفيد الواقع‬
‫مصر‬
‫إثيوبيا‬
‫والتهديدات الفريدة التي تواجهها القارة‪ .‬ولم تتجاوز القوات الجوية نسبة‬
‫كينيا‬ ‫‪ 10٪‬من حجم القوات النظامية في عدة بلدان بسبب الميزانيات المحدودة‬
‫ليبيا‬ ‫وهيمنة القوات البرية على قيادة القوات المسلحة‪.‬‬
‫المغرب‬
‫نيجيريا‬
‫بيد أن هذا الوضع أخذ يتغير‪ .‬فقد أثبتت الطائرات الهجومية الخفيفة‬
‫جنوب أفريقيا‬ ‫أنها عامل مضاعف للقوة يمنح الجيش اليد الطولى في ظل تهديد‬
‫السودان‬ ‫التنظيمات المتطرفة العنيفة الذي يواجه دول القارة‪ .‬وتبرز أهمية قدرات‬
‫تونس‬
‫زامبيا‬
‫االستخبارات والمراقبة واالستطالع لشن ضربات موجهة في المعارك الدائرة‬
‫زيمبابوي‬ ‫ضد الجماعات المتمردة التي تعيث فساداً في المناطق النائية‪ .‬وبالنسبة‬
‫للبلدان التي تسعى إلى نقل األفراد أو العتاد أو إمدادات اإلغاثة إلى مناطق‬
‫‪300‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪0‬‬
‫األزمات‪ ،‬يعتبر النقل الجوي الثقيل الحل األمثل‪.‬‬
‫الجيل الرابع والنصف‬ ‫الجيل الرابع‬ ‫ما قبل الجيل الرابع‬ ‫*مفتاح الجدول‪:‬‬
‫كانت إفريقيا بين عامي ‪ 2022‬و‪ 2023‬واحدة من منطقتين في العالم‬
‫*مقاتالت الجيل الرابع دخلت الخدمة منذ مطلع ثمانينيات القرن العشرين وحتى‬
‫يومنا هذا‪ .‬ومقاتالت الجيل الرابع ونصف مزودة برادار ووصلة بيانات وإلكترونيات‬ ‫شهدتا زيادة بدرجة مئوية كاملة في حجم أسطولها القاري‪ ،‬بإضافة ‪41‬‬
‫طيران متقدمة وأدوات أخرى‪.‬‬
‫المصادر‪ :‬إيرو تايم‪ ،‬الدليل العالمي للطائرات العسكرية‪ ،‬فاليت غلوبال ‪2021‬‬
‫طائرة عسكرية‪.‬‬
‫فوسعت القوات الجوية الكبيرة والعريقة من حجم أساطيل النقل‬
‫الخاصة بها‪ ،‬فأضافت الجزائر طائرتي نقل «إل إم‪ 100-‬جيه»‪ ،‬وطلبت تونس‬
‫إجمالي الطائرات التي تمتلكها القوات الجوية اإلفريقية‬ ‫ثماني طائرات تدريب توربينية من طراز «بيتشكرافت تي‪ 6-‬سي»‪ ،‬وطلبت‬ ‫َ‬
‫الجزائر‬ ‫أنغوال ثالث طائرات من طراز «إيرباص سي ‪ 295‬إس» لمهام المراقبة والنقل‬
‫أنغوال‬
‫بوتسوانا‬
‫البحرية‪ .‬وفي غضون ذلك‪ ،‬من المتوقع أن تتسلم القوات الجوية المغربية‬
‫مصر‬ ‫‪ 25‬مقاتلة من طراز «إف‪ 16-‬بلوك ‪ »72‬بين عامي ‪ 2025‬و‪.2027‬‬
‫إثيوبيا‬ ‫ويكمن سبب االستثمار في الطائرات في النجاح المحقق على أرض‬
‫كينيا‬
‫ليبيا‬
‫الواقع‪ .‬لخص اللواء عبد الخليفة إبراهيم‪ ،‬قائد قوة المهام المشتركة متعددة‬
‫المغرب‬ ‫الجنسيات في منطقة بحيرة تشاد‪ ،‬هذه الظاهرة بقوله إن القوة الجوية‬
‫نيجيريا‬ ‫تعتبر “سالحاً أساسياً” لقدرة قواته على دحر الجماعات المتطرفة العنيفة‪.‬‬
‫جنوب أفريقيا‬
‫السودان‬
‫وقال لمنبر الدفاع اإلفريقي‪“ :‬يعتبر استخدام القوة الجوية من أبرز‬
‫تونس‬ ‫القضايا المطروحة في الحرب الحديثة؛ ألنها تمنح القوات قدرة إضافية على‬
‫زامبيا‬
‫يتيسر للقوات البرية الوصول إليها‪،‬‬
‫الوصول‪ ،‬إذ تسمح لنا ببلوغ أماكن ال َّ‬
‫زيمبابوي‬
‫فكانت من األدوات التي نهضت بقدرات القوة نهضة كبيرة‪”.‬‬
‫‪1000‬‬ ‫‪800‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪0‬‬
‫المصادر‪ :‬إيرو تايم‪ ،‬الدليل العالمي للطائرات العسكرية‪ ،‬فاليت غلوبال ‪2021‬‬
‫طائرات االستخبارات والمراقبة‬
‫واالستطالعتمثل عيونا في الجو‬
‫بينما تحارب القوات الجوية حركات التمرد التي تعمل في بعض البيئات األشد‬
‫وعور ًة وعزل ًة على وجه األرض‪ ،‬فإن القدرة على تعقبها من الجو والتخطيط للرد‬
‫السريع عليها مسألة شديدة األهمية‪ .‬وينطبق نفس المبدأ على جهود مكافحة‬
‫االتجار بالمخدرات والقرصنة والصيد غير القانوني والصيد الجائر للحياة البرية‪.‬‬
‫يمكن استخدام طائرة «مواري» للقيام بمهام االستخبارات والمراقبة واالستطالع أو‬
‫فليست طائرات االستخبارات والمراقبة واالستطالع كسائر الطائرات‪ ،‬وإنما‬
‫اإلسناد الجوي القريب‪ .‬وتعتزم البلدان التي تواجه تهديدات غير متناظرة واالتجار‬
‫بالبشر والصيد الجائر للنهوض بقدرات االستخبارات والمراقبة واالستطالع‪.‬‬
‫أنظمة ُتستخدم لجمع المعلومات ومعالجتها ووضعها في أيدي صانعي القرار‪.‬‬
‫مجموعة باراماونت‬ ‫ولذا ال تقل القدرة على جمع المعلومات من الجو أهمية عن القدرة على‬
‫“معالجتها واستغاللها ونشرها‪”.‬‬
‫وتتعدد الخيارات‪ ،‬فبعض الدول تشتري طائرات مج َّددة أخرجتها قوات جوية‬ ‫ومعظم طائرات االستخبارات والمراقبة واالستطالع مزودة بكاميرا عالية الدقة‬
‫أخرى من الخدمة‪ ،‬وتتعاقد دول أخرى مع شركات إلجراء مهام المراقبة‪ ،‬ويرى‬ ‫ومسجل فيديو مدمج مع نظام خرائط‪ ،‬وتستطيع الطائرات المزودة بإمكانيات‬
‫بعضها أن الطائرات المس َّيرة تقدم ح ًال مجدياً لها من حيث التكلفة‪.‬‬ ‫األشعة تحت الحمراء تتبع المركبات أو األفراد لي ًال‪ ،‬وتشمل الطرازات الشائعة منها‬
‫وأفاد موقع «تايمز إيروسبيس»‪“ :‬بالنسبة للبلدان ذات الموارد والموازنات‬ ‫طائرات «بيتشكرافت ‪ 350‬إي آر كينج إير» و «سيسنا ‪ 208‬كارافان» و«دايموند‬
‫المحدودة لهذه المهام‪ ،‬فال داعي إلى شراء نظام مكلف و«شديد التعقيد»؛ إذ‬ ‫دي إيه ‪ .»42‬وأنتجت مجموعة باراماونت بجنوب إفريقيا طائرة «مواري» التي‬
‫توجد اليوم الكثير من خيارات االستخبارات والمراقبة واالستطالع غير التقليدية‬ ‫تتسع لفردين وجهزتها بقدرات االستخبارات والمراقبة واالستطالع الهجينة واإلسناد‬
‫المحمولة جواً [أو المجوقلة] التي تتصف بأنها رخيصة نسبياً ويمكنها القيام‬ ‫الجوي القريب‪ .‬وتروج لها على أنها طائرة متينة مصممة للبيئات الوعرة التي‬
‫بهذه المهام‪”.‬‬ ‫تتطلب الحد األدنى من دعم اإلمداد والتموين‪.‬‬

‫خفيفة وفعالة‬
‫تبتعد القوات الجوية اإلفريقية عن المقاتالت النفاثة المكلفة التي توفر قوة‬
‫نارية جبارة ولكنها مناسبة أكثر في حاالت الصراع بين الدول‪ ،‬وإنما تستثمر في‬
‫الطائرات الصغيرة ثابتة األجنحة أو المروحيات التي تتمتع بقدرات هجومية في‬
‫شكل مدافع رشاشة أو صواريخ جو‪-‬أرض‪.‬‬
‫وتتسم هذه الطائرات بأنها أرخص وأسهل في صيانتها ومناسبة أكثر للتعامل‬
‫مع تهديد التنظيمات المتطرفة العنيفة‪ ،‬ومن أمثلتها طائرة «إيرو إل‪»39-‬‬
‫المستخدمة كطائرة تدريب أو مزودة بقدرات الهجوم األرضي في ‪ 10‬بلدان‬
‫إفريقية‪ ،‬نق ًال عن موقع «تايمز إيروسبيس»‪ .‬واختارت دول أخرى الطائرات‬
‫التوربينية‪ ،‬ومن أشهرها الطائرة «إيه‪ 29-‬سوبر توكانو»‪.‬‬
‫طائرة «إيه‪ 29-‬سوبر توكانو» عبارة عن طائرة توربينية‬ ‫وما عاد ُينظر إلى الطائرات الهجومية الخفيفة على أنها ترضية عوضاً عن‬
‫أثبتت فعاليتها في عمليات مكافحة التمرد‪.‬‬ ‫المقاتالت النفاثة المكلفة‪ ،‬وإنما تعتبرها دول عدة اآلن أداة أفضل للحرب غير‬
‫المتناظرة‪.‬‬
‫يونيفا» بعنوان القوة الجوية اإلفريقية‪ :‬المفهوم»‪“ :‬تتطلب القوات الجوية‬ ‫وجاء على موقع «تايمز إيروسبيس»‪“ :‬مع أن الكثير من القوات الجوية‬
‫اإلفريقية طائرات هجومية خفيفة سهلة الصيانة والتشغيل بتكاليف مقبولة‬ ‫اإلفريقية أولت األولوية لشراء المقاتالت النفاثة السريعة‪ ،‬فقد امتلك بعضها عتاداً‬
‫لساعات الطيران؛ وستتضاعف فوائدها إذا كان من الممكن إقران القدرة الهجومية‬ ‫أكثر نفعاً بكثير‪ ،‬إما بفضل ممارسات الشراء الذكية‪ ،‬أو بسبب حوادث تاريخية‪ ،‬أو‬
‫بقدرة استخبارات ومراقبة واستطالع على الطائرة نفسها‪،‬‬ ‫ج َّراء ضعف الميزانية‪”.‬‬
‫إذ يعمل هذا الجمع بين االستخبارات والمراقبة واالستطالع وتوجيه الضربات‬ ‫ظفرت الدول التي ارتقت بقدرات االستخبارات والمراقبة واالستطالع إلى‬
‫الجوية على بدن الطائرة على تسريع سلسلة الفتك بالعدو بشدة‪ ،‬بحيث يسمح‬ ‫جانب أسطول من الطائرات الهجومية الخفيفة بأفضل النتائج‪.‬‬
‫للطائرة باستهداف [التنظيم المتطرف العنيف] فور العثور عليه‪”.‬‬ ‫فيقول المفكر ستيفن بير ِغس في بحثه المنشور في مجلة «ريفيستا دا‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪10‬‬


‫النقل الجوي االستراتيجي‬
‫مسؤولية مشتركة‬
‫مسؤول تحميل وأخصائي عمليات الموانئ الجوية يقومان بتحميل‬
‫طائرة نقل من طراز «سي‪ 130-‬هيركوليز» في كامب سيمبا بكينيا‪.‬‬
‫طيار أول دوين يانغ‪/‬القوات الجوية األمريكية‬

‫تمثل إفريقيا ُخمس مساحة اليابسة في العالم‪ ،‬وتواجه‬


‫الكثير من دولها تحديات بسبب مساحاتها الشاسعة‬
‫منخفضة الكثافة السكانية وطرقها غير الممهدة‪ .‬وفي‬
‫اللواء طيار بالقوات الجوية النيجيرية‬
‫تشارلز أوهو‪ ،‬يسار الصورة‪ ،‬يحيي اللواء‬
‫نهج مشترك‬ ‫حاالت الطوارئ‪ ،‬ال ب َّد من نقل األفراد أو اإلمدادات على‬
‫برينس تشارلز جونسون‪ ،‬رئيس أركان‬ ‫أظهرت مناطق العالم أن التعاون وتقاسم الموارد‬ ‫جناح السرعة إلى األماكن التي تشتد حاجتها إليها‪ ،‬ولذلك‬
‫القوات المسلحة الليبيرية‪ ،‬لمناقشة دعم‬ ‫غنى عنها لجهود‬
‫الجوية في المناطق ذات االهتمام المشترك‬ ‫يعد الجسر الجوي االستراتيجي ضرورة ال ً‬
‫نيجيريا لليبيريا للنهوض بقوتها الجوية‪.‬‬
‫القوات الجوية النيجيرية‬
‫يحقق نفعاً كبيراً‪ .‬وتواجه إفريقيا‪ ،‬مثل بقاع شتى‬ ‫حفظ السالم واالستجابات اإلنسانية‪.‬‬
‫من العالم‪ ،‬تحديات تعيق التعاون‪ ،‬ومنها غياب‬ ‫إال أن القارة تعاني من نقص طائرات النقل الجوي‬
‫التوافق العملياتي في العتاد والتدريب وتباين‬ ‫االستراتيجي‪ ،‬فقد كشف تحليل نشره مركز إفريقيا‬
‫جديدة تشترك فيها عدة دول‪ ،‬وتوحيد المعدات‪،‬‬ ‫منظومات القوات والتدريب‪ ،‬والحواجز اللغوية‪،‬‬ ‫للدراسات االستراتيجية أن قلة منها فقط تمتلك األصول‬
‫والتدريب المشترك‪ ،‬وتبادل بيانات االستخبارات‬ ‫وغياب الثقة‪.‬‬ ‫الالزمة لنقل وحدات القوات والمعدات الثقيلة لمسافات‬
‫والمراقبة واالستطالع المتعلقة بالتهديدات‬ ‫ويتحدث المفكر ستيفن بير ِغس في بحثه‬ ‫طويلة في فترات قصيرة‪.‬‬
‫المشتركة‪.‬‬ ‫المنشور في مجلة «ريفيستا دا يونيفا» بعنوان‬ ‫تستطيع أكبر الطائرات‪ ،‬التي تبلغ حمولتها القصوى‬
‫وثمة تحرك في هذا االتجاه‪ ،‬إذ يعمل‬ ‫«القوة الجوية اإلفريقية‪ :‬المفهوم» عن نقطة‬ ‫نحو ‪ 75,000‬كيلوجرام‪ ،‬نقل المعدات الكافية إلى منطقة‬
‫االتحاد اإلفريقي على إنشاء المركز اإلفريقي‬ ‫انطالق جيدة للتعاون تتمثل في إنشاء مراكز‬ ‫العمليات الخاصة بلواء كامل‪ .‬وتعتبر طائرات النقل الجوي‬
‫لقيادة النقل الجوي‪ ،‬والذي سيكون وحدة نقل‬ ‫تدريب إقليمية‪ .‬وبقيادة المجموعات االقتصادية‬ ‫متوسطة الحجم التي تتراوح حمولتها القصوى من نحو‬
‫جوي متعددة الجنسيات لتبادل الموارد القارية‬ ‫اإلقليمية‪ ،‬بوسع الدول إنشاء برامج تدريب‬ ‫‪ 18,000‬إلى ‪ 36,000‬كيلوجرام مناسبة أفضل لنقل المعدات‬
‫لنقل األفراد والعتاد‪ .‬وسيتطلب تقاسم النقل‬ ‫للطيارين وتخصيص أعداد معينة لكل دولة في‬ ‫لدعم كتيبة أو كتيبتين خالل فترة وجيزة من تكليفها بذلك‪.‬‬
‫الجوي االستراتيجي تبني عقيدة وإجراءات‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫وهذه الطائرات مكلفة لشرائها وصيانتها وتدريب الكوادر‬
‫مشتركة يمكن أن تكون نقطة انطالق لمزيد من‬ ‫ويمكن إنشاء مراكز تدريب مماثلة للصيانة‬ ‫التي ستشغلها‪.‬‬
‫سبل التعاون‪.‬‬ ‫وتخصصات أخرى‪ ،‬وهذا يبني أواصر مشتركة‬ ‫ويؤمن الخبراء بضرورة تنسيق الجهود نظراً لعدم توزيع‬
‫قال العميد كولين ماسترسي ماروبينغ‪ ،‬القائم‬ ‫ومجتمع من الخبراء بين كوادر الطيران في‬ ‫القدرات بالتساوي في القارة‪ ،‬ويمكن أن يترتب على ذلك‬
‫بأعمال نائب قائد الذراع الجوي بقوات الدفاع‬ ‫المنطقة‪.‬‬ ‫تقاسم الموارد أو تجميع التمويل لزيادة القوة الشرائية‪،‬‬
‫البوتسوانية‪“ :‬علينا التوصل إلى آليات لالرتقاء‬ ‫ومع تطور الشراكات التي تبرمها القوات‬ ‫ويبدأ بالشفافية وتوثيق القدرات في كل دولة على حدة‬
‫باستغالل الموارد الضئيلة المتوفرة لنا‪”.‬‬ ‫الجوية‪ ،‬يمكن أن تلوح فرص لشراء طائرات‬ ‫لتحديد مواطن القوة والضعف‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫التعاون‬
‫ينطلق في‬
‫ندوة‬
‫قادة القوات الجوية من ربوع‬
‫القارة يناقشون التحديات‬
‫والموارد المشتركة‬

‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬

‫رسومات منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫الحاضرون في «ندوة قادة القوات الجوية اإلفريقية» لعام ‪ 2023‬يشاهدون فيديو‬
‫ترحيبي من الفريق أول تشارلز براون‪ ،‬رئيس أركان القوات الجوية األمريكية‪،‬‬
‫خالل حفل االفتتاح يوم ‪ 28‬شباط‪/‬فبراير ‪ 2023‬في العاصمة السنغالية داكار‪.‬‬
‫رقيب فني بيتر تومسون‪/‬القوات الجوية األمريكية‬

‫االستراتيجي واإلغاثة اإلنسانية واالستجابة للكوارث‬ ‫إن انتهى قادة القوات الجوية من تفريغ‬
‫ما‬
‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬

‫حاضرة في أذهانهم‪.‬‬ ‫حقائبهم وعادوا إلى عملهم بعد عودتهم‬


‫قال اللواء إيان ماكلويد تشيروا‪ ،‬قائد القوات‬ ‫من ندوة قارية استضافتها السنغال‪ ،‬أكدت الطبيعة‬
‫الجوية المالوية‪ ،‬لمنبر الدفاع اإلفريقي في داكار‪،‬‬ ‫بمنتهى الوحشية بعض الموضوعات والتحديات التي‬
‫إن القوات الجوية لبالده لم تخرج إلى النور إال منذ‬ ‫ناقشوها خالل فعاليات الندوة‪.‬‬
‫ما يزيد على عامين‪ ،‬بعد أن كانت مجرد جناح جوي‬ ‫فقد قطع إعصار فريدي المداري أكثر من ‪8,000‬‬
‫أصغر‪ .‬وفي منتصف آذار‪/‬مارس‪ ،‬دعت مالوي جارتها‬ ‫كيلومتر خالل ‪ 34‬يوماً‪ ،‬وضرب محافظة زامبيزيا‬
‫زامبيا إلى إعارتها مروحيات لمهمة اإلنقاذ الجارية‪،‬‬ ‫الواقعة شمالي موزمبيق يوم ‪ 11‬آذار‪/‬مارس ‪،2023‬‬

‫“ترمي رؤية قادة‬


‫مما أظهر روح التعاون التي نوقشت خالل الندوة‪.‬‬ ‫بعد ثمانية أيام من ختام «ندوة قادة القوات الجوية‬
‫قال السيد هاري ماكانداوير‪ ،‬وزير الدفاع‬ ‫اإلفريقية» في داكار‪ .‬وكانت هذه هي المرة الثانية‬
‫المالوي‪ ،‬لموقع «نياسا تايمز» اإلخباري المالوي يوم‬
‫‪ 15‬آذار‪/‬مارس‪ “ :‬لقد طلبنا من نظرائنا الزامبيين‬
‫القوات الجوية اإلفريقية‬ ‫التي تضرب فيها هذه العاصفة الجبارة اليابسة‪.‬‬
‫وتسببت الرياح العاتية واألمطار الغزيرة‬
‫مساعدتنا في عملية اإلنقاذ‪ ،‬فعلينا التعاون في هذه‬
‫المهمة‪ ،‬وال سيما ألننا نحتاج معدات كالمروحيات‬
‫إلى التعاون وتوطيد‬ ‫والعواصف الشديدة في حدوث دمار وخراب في‬
‫مالوي وموزمبيق وجنوب شرقي زامبيا وشمال‬
‫لمساعدتنا على الوصول إلى سكان المناطق التي‬ ‫العالقات اإلفريقية من‬ ‫شرقي زيمبابوي‪ .‬وضرب هذا اإلعصار الذي حطم‬
‫يصعب الوصول إليها‪”.‬‬ ‫الرقم القياسي اليابسة ألول مرة في مدغشقر يوم‬
‫لم يكن إعصار فريدي أول عاصفة من نوعها‬ ‫حيث األمن واألمان‬ ‫‪ 21‬شباط‪/‬فبراير‪ ،‬أي قبل انعقاد الندوة بأسبوع‪.‬‬

‫والسالم؛ فهذا محفل‬


‫تضرب جنوب شرق إفريقيا‪ ،‬ولن تكون األخيرة؛ إذ‬ ‫وبعد هطول أمطار غزيرة وفيضانات في موزمبيق‬
‫تسبب إعصار إيداي في تدمير المنطقة في آذار‪/‬‬ ‫وزيمبابوي‪ ،‬انتقل إلى قناة موزمبيق‪ ،‬حيث أعادت‬
‫مارس ‪ ،2019‬وتسبب في وفاة أكثر من ‪1,500‬‬
‫شخص‪ .‬ولهذا السبب‪ ،‬تشتد الحاجة إلى قدر من‬
‫مم َّيز إذن‪”.‬‬ ‫المياه الدافئة تنشيطه قبل أن يضرب مدغشقر مرة‬
‫أخرى ويعود نحو موزمبيق‪ .‬وحتى منتصف آذار‪/‬‬
‫التعاون الذي نوقش بين قادة القوات الجوية‪.‬‬ ‫~ اللواء إيان ماكلويد تشيروا‪،‬‬ ‫مارس‪ ،‬لقي أكثر من ‪ 500‬شخص مصرعهم‪ ،‬وحققت‬
‫فقد التقى قادة القوات الجوية وأفراد آخرون‬ ‫المالوية‬ ‫الجوية‬ ‫القوات‬ ‫قائد‬ ‫مالوي مكاسب ضد موجة عنيدة من تفشي الكوليرا‬
‫من نحو ‪ 40‬دولة في داكار خالل الفترة الممتدة من ‪ 28‬شباط‪/‬فبراير إلى ‪ 3‬آذار‪/‬‬ ‫خالل طوفان فريدي‪.‬‬
‫مارس لحضور فعاليات النسخة الـ ‪ 12‬من «ندوة قادة القوات الجوية اإلفريقية»‬ ‫وفي بعض البلدان‪ ،‬عاد قادة القوات الجوية إلى حياة غارقة في مياه‬
‫لمناقشة التحديات المشتركة بين مختلف القوات الجوية في القارة‪.‬‬ ‫الفيضانات واألنقاض وشبح الموت‪ ،‬وكانت المناقشات حول الجسر الجوي‬

‫‪13‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫العميد محمود شيخ علي محمد‪ ،‬قائد‬
‫القوات الجوية الصومالية‪ ،‬وسط‬
‫الصورة‪ ،‬يوقع ميثاق اتحاد القوات‬
‫الجوية اإلفريقية خالل فعاليات «ندوة‬
‫قادة القوات الجوية اإلفريقية»‬
‫يوم ‪ 28‬شباط‪/‬فبراير ‪ 2023‬في‬
‫العاصمة السنغالية داكار‪.‬‬
‫رئيس رقباء مادلين جينكس‪/‬القوات الجوية األمريكية‬

‫أن الشركاء الدوليين سيكونون على استعداد لتمويل مثل هذه الدوريات الجوية‪.‬‬
‫ً‬
‫حاسما إلى‬ ‫سيضيف الجمع بين الدوريات الجوية ودوريات السفن ُب ً‬
‫عدا‬
‫قادة القوات الجوية يستمعون إلى محاضرة‬
‫المنظومة البحرية للمدونة ويساعد على تأمين االقتصاد األزرق للمنطقة برمتها‪،‬‬ ‫إلضافة الطيران إلى المنظومة البحرية‬
‫وقد نما هذا االقتصاد خالل السنوات األخيرة ليشمل اكتشافات النفط والغاز‬
‫الطبيعي‪ .‬وقال هيل لمنبر الدفاع اإلفريقي إن هذه الخطوة يمكن أن تساهم في‬ ‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬
‫ً‬
‫دخال لتلبية مجموعة كبيرة من االحتياجات األخرى‪ ،‬مثل التعليم وتخفيف‬ ‫إدرار‬ ‫حققت دول غرب إفريقيا مكاسب ملموسة في مجال األمن البحري بعد‬
‫حدة الفقر‪“ :‬ولكن إذا لم تحكمها‪ ،‬فسينهبها الجميع‪”.‬‬ ‫مرور ‪ 10‬سنوات على توقيع «مدونة ياوندي لقواعد السلوك»‪.‬‬
‫ً‬
‫طويال في اآلونة‬ ‫ً‬
‫شوطا‬ ‫قطعت الوكالة النيجيرية لإلدارة والسالمة البحرية‬ ‫فالمعلومات تتدفق بانسيابية من مراكز التنسيق في كل منطقة من‬
‫األخيرة نحو تأمين مجالها البحري من خالل مشروع «البنية التحتية المتكاملة‬ ‫مناطق التعاون الخمس وإلى المراكز اإلقليمية في بوانت نوار بجمهورية‬
‫لحماية األمن القومي والممرات المائية» الشهير بمشروع «ديب بلو» الذي تبلغ‬ ‫الكونغو‪ ،‬وأبيدجان بساحل العاج‪ ،‬وإلى مركز التنسيق األقاليمي في‬
‫ميزانيته ‪ 195‬مليون دوالر أمريكي‪ .‬لكنه أوضح أن نيجيريا اشترت أصولها البرية‬ ‫ياوندي بالكاميرون‪.‬‬
‫والبحرية والجوية‪.‬‬ ‫وتسمح التكنولوجيا التي دخلت الخدمة في عام ‪ 2020‬بتبادل السجالت‬
‫وقال لمنبر الدفاع اإلفريقي‪“ :‬ما نتحدث عنه هنا هو االستفادة من األصول‬ ‫والصور والتسجيالت‪ ،‬وتساعد المستخدمين على تجميع بيانات المراقبة‬
‫الموجودة‪ ،‬قوة جوية حالية‪ ،‬ال تقوم بالفعل بمهمة بحرية لالستخبارات والمراقبة‬ ‫الكتشاف السفن المشبوهة‪ .‬وأسفر ذلك عن تحقيق نتائج كبيرة‪.‬‬
‫واالستطالع‪ ،‬ونطلب منها المساهمة بذلك؛ فنحن ال نشتري طائرات جديدة‪ ،‬بل‬ ‫فقد تراجعت مستويات القرصنة في خليج غينيا من ‪ 81‬حادثة مسجلة‬
‫نكتفي باستخدام ما لدينا؛ ألن إحدى المبادرات االستراتيجية تتمثل في تحسين‬ ‫في عام ‪ 2020‬إلى ‪ 34‬حادثة فقط في عام ‪ .2021‬ولم تشهد التسعة أشهر‬
‫مستوى التنسيق بين أجهزتك‪ ،‬وال يكلفك ذلك أي شيء إضافي‪ ،‬فأنت تدفع‬ ‫ً‬
‫نقال عن مشروع اإلبالغ عن الجريمة‬ ‫األولى من عام ‪ 2022‬سوى ‪ 13‬حادثة‪،‬‬
‫جميعا يعملون ً‬
‫معا للقيام بمهام معينة؟‬ ‫ً‬ ‫لهم على أي حال‪ .‬فلما ال تجعلهم‬ ‫المنظمة والفساد‪.‬‬
‫وقال العميد بابا سليمان سار‪ ،‬رئيس أركان القوات الجوية السنغالية‬ ‫يقول االستشاري الجوي والبحري فيليب هيل إن الذراع الجوي يعتبر الشيء‬
‫والمشارك في استضافة «ندوة قادة القوات الجوية اإلفريقية»‪ ،‬لمنبر الدفاع‬ ‫الوحيد الذي تفتقده منظومة ياوندي‪.‬‬
‫اإلفريقي إنه “من أشد المؤيدين” لهذه الفكرة‪.‬‬ ‫وقال للمسؤولين في «ندوة قادة القوات الجوية اإلفريقية» في العاصمة‬
‫وقال‪“ :‬السنغال من الدول المساهمة في ذلك‪ ،‬إذ وضعنا أصولنا للقيام‬ ‫السنغالية داكار‪“ :‬ثمة شيء واحد اآلن لم نفعله منذ ‪ 10‬سنوات‪ ،‬وهو سبب‬
‫بالمراقبة البحرية؛ وأنا أؤيد ما يفعلونه هناك‪ ،‬وبالطبع سنضيف صوتنا ألصوات‬ ‫ً‬
‫جويا لمدونة ياوندي لقواعد السلوك‪”.‬‬ ‫ً‬
‫ذراعا‬ ‫وجودي هنا‪ ،‬وهو أننا لم ننشئ‬
‫اآلخرين لتحقيق ذلك‪ ،‬وأعتقد أننا سنكون قادرين على تحقيقه‪ ،‬وال سيما أنه‬ ‫وأوضح أن المجموعة االقتصادية لدول غرب إفريقيا (اإليكواس) ترغب في‬
‫يتحدث [يقصد هيل] عن بعض التمويل المحتمل الذي يمكن للبلدان اإلفريقية‬ ‫إضافة ذراع جوي إلى استراتيجيتها البحرية المتكاملة‪.‬‬
‫الحصول عليه من المانحين أو من سواهم‪ .‬وأعتقد أن هذا هو المجال الذي‬ ‫ً‬
‫بحرا بدون طائرات‪ ،‬فال‬ ‫ً‬
‫جميعا‪ ،‬ال يمكنكم اإلمساك باألشرار‬ ‫“كما تعلمون‬
‫يمكننا البحث فيه إليجاد حلول‪”.‬‬ ‫غنى لنا عنها‪”.‬‬
‫ً‬
‫وأوصى هيل قادة القوات الجوية بضرورة التنسيق مع اإليكواس‬ ‫وهيل‪ ،‬صاحب شركة «هيل جروب»‪ ،‬متعاقد مع القوات الجوية األمريكية‬
‫والمجموعة االقتصادية لدول وسط إفريقيا لنشر أفراد القوات الجوية في مراكز‬ ‫ويعمل مع اإليكواس على مفهوم الطيران‪ .‬وقال إن المحاضرة التي ألقاها كانت‬
‫المراقبة المنتشرة في مختلف المناطق‪.‬‬ ‫أول محاضرة يسمعها قادة القوات الجوية اإلفريقية حول هذه الفكرة‪ .‬وأوضح أن‬
‫وقال‪“ :‬سيؤدي األمن البحري‪ ،‬مع الذراع الجوي‪ ،‬إلى تحقيق تنمية‬ ‫بعض القوات الجوية‪ ،‬مثل غانا ونيجيريا والسنغال‪ ،‬تشارك في الدوريات البحرية‪،‬‬
‫اقتصادية؛ وهذا بيت القصيد‪”.‬‬ ‫ولكن ليس بالمستوى المطلوب للسيطرة على المجال البحري بالكامل‪ .‬وأضاف‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪14‬‬


‫“من أهدافنا توطيد العالقات بين القوات الجوية وفي‬
‫نفس الوقت مناقشة الموضوعات المهمة لتعاوننا‪”.‬‬
‫~ العميد بابا سليمان سار‪ ،‬رئيس أركان القوات الجوية السنغالية‬
‫وشارك سار في استضافة هذه الندوة مع الفريق أول جيمس هيكر‪،‬‬ ‫قال العميد بابا سليمان سار‪ ،‬رئيس أركان القوات الجوية السنغالية‪،‬‬
‫قائد القوات الجوية األمريكية في أوروبا والقوات الجوية في إفريقيا‪ ،‬وكانت‬ ‫للصحفيين المحليين بالفرنسية خالل مؤتمر صحفي في الندوة التي استمرت‬
‫تحت عنوان «دور القوات الجوية اإلفريقية في مكافحة التهديدات العابرة‬ ‫أربعة أيام‪“ :‬من أهدافنا توطيد العالقات بين القوات الجوية وفي نفس الوقت‬
‫للحدود»‪.‬‬ ‫مناقشة الموضوعات المهمة لتعاوننا‪”.‬‬

‫الرأس‬ ‫خريطة للمراكز المناطقية‬


‫األخضر‬ ‫واإلقليمية والدولية التي أنشأتها‬
‫غامبيا‬ ‫غينيا بيساو‬ ‫مدونة ياوندي لقواعد السلوك‬
‫مالي‬ ‫‪ECOWAS‬‬ ‫رسومات منبر الدفاع اإلفريقي‬
‫‪ECCAS‬‬
‫المنطقة [ز]‬
‫السنغال‬ ‫النيجر‬
‫بوركينا فاسو‬
‫تشاد‬
‫غينيا‬ ‫بنين‬ ‫نيجيريا‬ ‫‪ICC‬‬
‫ياوندي‬
‫ساحل‬
‫توغو‬

‫غانا‬ ‫‪ECOWAS‬‬
‫‪MMCC‬‬ ‫العاج‬ ‫أبوجا‬ ‫إفريقيا الوسطى‬
‫برايا‬ ‫ليبيريا‬
‫المنطقة [و]‬ ‫المنطقة [هـ]‬
‫الكاميرون‬
‫‪CRESMAO‬‬
‫أبيدجان‬
‫غينيا‬ ‫‪ECCAS‬‬
‫جمهورية الكونغو‬
‫سيراليون‬
‫االستوائية‬ ‫ليبرفيل‬ ‫الديمقراطية‬
‫الغابون‬
‫‪MMCC‬‬ ‫المنطقة [د]‬
‫جمهورية‬ ‫رواندا‬
‫أكرا‬ ‫الكونغو‬
‫بوروندي‬
‫‪MMCC‬‬
‫خليج غينيا‬ ‫‪GGC‬‬
‫لواندا‬
‫كوتونو‬
‫المنطقة [أ]‬

‫‪MMCC‬‬
‫ساو تومي‬ ‫أنجوال‬ ‫‪CRESMAC‬‬
‫بوانت نوار‬

‫دواال‬ ‫وبرينسيبي‬

‫‪MMCC‬‬
‫لواندا‬

‫السلوك العملياتي‬ ‫تنفيذ الحوكمة‬ ‫االستراتيجية والحوكمة‬


‫•‪ :MMCC‬مركز التنسيق البحري‬ ‫•‪ :CRESMAC‬المركز اإلقليمي لألمن‬ ‫•‪ :ECCAS‬المجموعة االقتصادية‬
‫متعدد الجنسيات‬ ‫البحري لوسط إفريقيا‬ ‫لدول وسط إفريقيا‬
‫•‪ :ICC‬مركز التنسيق األقاليمي‬ ‫•‪ :GGC‬لجنة خليج غينيا‬
‫•‪ :CRESMAO‬المركز اإلقليمي لألمن‬ ‫•‪ :ECOWAS‬المجموعة االقتصادية‬
‫البحري لغرب إفريقيا‬ ‫لدول غرب إفريقيا‬
‫المصدر‪ :‬بيان االتحاد األوروبي لحقائق األمن البحري‬
‫وساحل العاج وغانا والسنغال‪.‬‬
‫“تساهم الندوة في توطيد عالقاتنا؛‬

‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫وقال للصحفيين المحليين‪“ :‬أمست‬
‫التهديدات اآلن عابرة للحدود؛ ولدينا عدو‬
‫مشترك يحاول القضاء على كل جهود‬
‫إذ نستعرض جهود قواتنا الجوية‬
‫أوطاننا‪ ،‬فعلينا جميعاً أن نعمل يداً بيد‬ ‫خالل العروض التقديمية وخالل‬
‫االجتماعات الثنائية‪”.‬‬
‫للنجاح في صد هذا العدو‪”.‬‬
‫وذكر أن السنغال قادرة على الحفاظ‬
‫على أمنها‪ ،‬لكنه ش َّدد على أهمية التعاون‬ ‫~ العميد هرمالس نداباشينزي‪ ،‬قائد القوات الجوية البوروندية‬
‫بين الدول في مواجهة تلك التهديدات‪،‬‬
‫مضيفاً أن السنغال ستبسط “يداً ممدودة لجميع أصدقائنا‪”.‬‬ ‫وعُ قدت الندوة تحت رعاية اتحاد القوات الجوية اإلفريقية‪ ،‬وهو عبارة عن‬
‫تتصف المجاعات والكوارث الناجمة عن الطقس‪ ،‬شأنها شأن المجرمين‬ ‫رابطة تعاونية بين القوات الجوية تأسس في عام ‪ 2015‬حين وقع على ميثاقه‬
‫كل من ساحل العاج وموريتانيا والسنغال والواليات المتحدة‪ .‬وخالل نسخة ‪ 2023‬العابرين للحدود والتنظيمات المتطرفة العنيفة‪ ،‬بأنها ال تتوقف عند الحدود‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫من الندوة‪ ،‬أصبح الصومال الدولة اإلفريقية الـ ‪ 29‬التي تنضم إلى االتحاد بتوقيع وستتطلب دائماً استجابات منسقة وتعاونية؛ وكان هذا التعاون في أذهان‬
‫العميد محمود شيخ علي محمد‪ ،‬قائد القوات الجوية الصومالية‪ ،‬على ميثاقه خالل الحاضرين في الندوة‪ ،‬وأسفر عن أحد التصويتين الرئيسيين اللذين ُأجراهما قادة‬
‫القوات الجوية خالل الندوة‪.‬‬ ‫حفل االفتتاح‪.‬‬
‫ال تزال التهديدات العابرة للحدود تعصف بمساحة كبيرة من القارة‪ ،‬مثل‬
‫تجميع الموارد‬ ‫تهريب األسلحة من ليبيا والتنظيمات المتطرفة العنيفة التي ترهب منطقة‬
‫كان المسؤولون األفارقة يفكرون في إنشاء مستودع مشترك لألصول الجوية يمكن‬ ‫الساحل وشمال موزمبيق‪ .‬وتجد بعض الدول الساحلية في غرب إفريقيا نفسها‬
‫أن يوفر استجابات منسقة وفي الوقت المناسب للكوارث اإلنسانية بمختلف‬ ‫تستخدم األصول الجوية للمشاركة في مكافحة الجرائم البحرية بجميع أنواعها‪.‬‬
‫أنواعها‪ .‬وأمضى مسؤولو االتصال العام الذي سبق الندوة يناقشون فكرة الجناح‬ ‫ويدل تركيز ندوة ‪ 2022‬على الجسر الجوي االستراتيجي على أن التحديات التي‬
‫اإلفريقي للنقل الجوي‪ ،‬وصوت قادة القوات الجوية للموافقة على المفهوم هذا‬ ‫تواجه قادة القوات الجوية كبيرة ومزمنة‪.‬‬
‫العام‪ .‬ثم سيوافق اتحاد القوات الجوية اإلفريقية على الفكرة‪ ،‬وسيشجع قادة‬ ‫وتحدث سار عن تهديد التطرف العنيف الذي يجتاح شمال مالي منذ‬
‫القوات الجوية وزراء الدفاع في أوطانهم على طرحها أمام االتحاد اإلفريقي‬ ‫أكثر من عقد من الزمان وبلغ دول جوارها في منطقة الساحل مثل بوركينا‬
‫للموافقة عليها‪.‬‬ ‫فاسو والنيجر‪ ،‬وبدأ خالل السنوات األخيرة إلى الدول الساحلية مثل بنين‬
‫مواطنون تونسيون ينزلون من طائرة نقل عسكرية في تونس العاصمة‬
‫بعد إجالئهم من السودان في نيسان‪/‬أبريل ‪ .2023‬تشكل قدرات النقل‬
‫وكالة األنباء الفرنسية‪/‬صور غيتي‬ ‫الجوي تحدياً لعدة بلدان إفريقية‪.‬‬
‫وفي تصويت آخر‪ ،‬وافق قادة القوات الجوية على تقاسم التكاليف المرتبطة‬ ‫قال السيد أوليانجو أندرو بوبوال‪ ،‬مدير األمانة الدائمة لالتحاد‪ ،‬إن جناح النقل‬
‫بفعاليات «ندوة قادة القوات الجوية اإلفريقية» المستقبلية حتى ال تتحمل دولة‬ ‫الجوي سيكون على غرار جناح النقل الجوي الثقيل التابع لوحدة قدرات الجسر‬
‫واحدة عبء تمويلها بالكامل‪.‬‬ ‫الجوي االستراتيجي في بابا بالمجر وجناح نظام اإلنذار المبكر والتحكم المحمول‬
‫جواً [المجوقل] التابع لحلف الناتو في غايلنكيرشن بألمانيا‪.‬‬
‫قيمة التجمع‬ ‫يضم جناح النقل الجوي الثقيل في المجر ‪ 12‬دولة‪ ،‬وهو األول من نوعه الذي‬
‫وخالل الندوة‪ ،‬اجتمع قادة القوات الجوية أو من ينوبون عنهم إللقاء عروض‬ ‫يهدف إلى “تعظيم قدرة الجسر الجوي االستراتيجي العسكري من خالل تبادل‬
‫تقديمية حول العمل اإلنساني واإلغاثة في حاالت الكوارث‪ ،‬وعمليات االستخبارات‬ ‫الموارد وتجميع القدرات”‪ ،‬كما ورد على موقعه اإللكتروني‪ .‬وباشر مهامه في عام‬
‫والمراقبة واالستطالع‪ ،‬والمرأة والسلم واألمن‪ ،‬وعدة ومواضيع أخرى‪ .‬وشهدت‬ ‫‪ 2008‬باستالم أول طائرة نقل من طراز «سي‪ 17-‬غلوب ماستر» في تموز‪/‬يوليو‬
‫الندوة اجتماعات ثنائية بين قادة القوات الجوية حتى يتمكنوا من مناقشة‬ ‫‪ .2009‬وتسلم طائرتين أخريين بعد ثالثة أشهر‪ .‬وتضم قائمة الدول األعضاء ك ًال‬
‫القضايا النوعية على انفراد‪.‬‬ ‫من الواليات المتحدة و‪ 11‬دولة أوروبية‪.‬‬
‫كما تضمنت منتدىً لكبار الضباط وعروضاً‬
‫ثقافية لتعزيز روح الود والزمالة بين الحاضرين‪.‬‬
‫وتحدث قادة القوات الجوية عن ثمار التالقي‬
‫لمناقشة المخاوف والتحديات‪.‬‬
‫فقال العميد هرمالس نداباشينزي‪ ،‬قائد القوات‬
‫الجوية البوروندية‪“ :‬تساهم الندوة في توطيد‬
‫عالقاتنا؛ إذ نستعرض جهود قواتنا الجوية خالل‬
‫العروض التقديمية وخالل االجتماعات الثنائية‪”.‬‬
‫وقال َّإن قادة القوات الجوية يمكنهم االستفادة من‬
‫أفضل الممارسات التي تؤتي ثمارها في أي مكان‬
‫طائرة من طراز «كنداير» تابعة‬
‫ويطبقونها على قواتهم الجوية‪.‬‬
‫للقوات الجوية الملكية المغربية تعمل‬
‫ووافقه تشيروا‪ ،‬قائد القوات الجوية المالوية‪،‬‬ ‫على إخماد حرائق الغابات في منطقة‬
‫الرأي‪ ،‬وقال‪“ :‬تتعدد مزايا هذا المؤتمر؛ فمالوي‬ ‫شفشاون في عام ‪ .2021‬ناقش قادة القوات‬
‫كدولة تقدر األمن واألمان والسالم‪ ،‬فرؤية قادة‬ ‫الجوية فكرة الجناح اإلفريقي للنقل الجوي‬

‫القوات الجوية اإلفريقية ترمي إلى التعاون وتوطيد‬ ‫ال مشتركة لمختلف األزمات‪.‬‬ ‫الذي سيوفر أصو ً‬
‫وكالة األنباء الفرنسية‪/‬صور غيتي‬
‫العالقات اإلفريقية من حيث األمن واألمان والسالم‪.‬‬
‫فهذا محفل مم َّيز للمساهمة كمالوي وكقوة جوية‬
‫وس َّير الجناح مهاماً جوية إلى كلٍ من أفغانستان وجمهورية إفريقيا الوسطى في إرساء هذه الشراكة المهمة مع الكثير من البلدان األخرى‪”.‬‬
‫وأوضح سار أن الندوة تساهم في بناء عالقات يمكن أن تؤتي ثمارها‬ ‫وهايتي والعراق وليبيا‪ ،‬على سبيل المثال ال الحصر‪ .‬وساند المجموعة االقتصادية‬
‫لدول غرب إفريقيا في مالي في عام ‪ .2013‬ويعمل طاقم متعدد الجنسيات يتألف فيما بعد‪ ،‬وقال لمنبر الدفاع اإلفريقي‪“ :‬حين تلتقون‪ ،‬وحين تتعارفون‪ ،‬فهذا‬
‫يذلل العقبات حين يقع أي مكروه‪ ،‬فلنفترض أنه حدثت كارثة في دولة ما‪،‬‬ ‫من ‪ 150‬فرداً على تشغيل أسطول مكون من ثالث طائرات «سي‪ .»17-‬وحتى‬
‫فسيكون قائد القوات الجوية قادراً على االعتماد على نظرائه‪ ،‬وسيرفع هاتفه‬ ‫مطلع نيسان‪/‬أبريل ‪ ،2023‬نجح الجناح في تسيير ‪ 3,200‬مهمة‪ ،‬ونقل ‪98,000‬‬
‫ويتصل بهم‪ ،‬وسيساعدونه‪ .‬وهذه أول ثمرة نجنيها من هذه الندوات‪ ،‬هذه‬ ‫طن من الحمولة‪ ،‬وتسجيل ‪ 36,000‬ساعة طيران‪.‬‬
‫التجمعات‪”.‬‬ ‫وقال سار لمنبر الدفاع اإلفريقي إن الهدف يكمن في امتالك جناح جوي‬
‫وتشمل قائمة البلدان اإلفريقية المشاركة في الندوة ك ًال من الجزائر‬ ‫يمتلك أصوله الخاصة ويديره األفارقة‪ ،‬وس ُينشأ في دولة أو دولتين‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫ستساهم دول مختلفة بتزويد كوادر وقطع الغيار‪ .‬وسيتولى مهام الصيانة وسيكون وأنغوال وبنين وبوتسوانا وبوروندي والكاميرون وجمهورية إفريقيا الوسطى‬
‫وتشاد وساحل العاج وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومصر وغينيا االستوائية‬ ‫متاحاً للمساعدات اإلنسانية واالستجابة للكوارث وسائر أنواع الجسر الجوي‬
‫وإسواتيني والغابون وغانا وغينيا بيساو وكينيا وليسوتو وليبيا ومدغشقر‬ ‫االستراتيجي‪.‬‬
‫ومالوي وموريتانيا والمغرب وموزمبيق والنيجر ونيجيريا وجمهورية الكونغو‬ ‫وقال سار‪“ :‬سيكون كأي جناح من أجنحتنا في قواتنا الجوية‪ ،‬لكنه سيكون‬
‫جناحاً متعدد الجنسيات‪ ،‬أي ستتولى إدارته قوات جوية مختلفة؛ ولذا سنتفق على ورواندا والسنغال وسيراليون والصومال وتنزانيا وتوغو وتونس وأوغندا وزامبيا‪.‬‬
‫ومن المقرر عقد النسخة القادمة من «ندوة قادة القوات الجوية‬ ‫دور كل واحد منا‪ ،‬وسيكون هذا الجناح للبلدان اإلفريقية كافة‪ ،‬فإذا كان لديك‬
‫كارثة مث ًال‪ ،‬فعلينا [على سبيل المثال] نقل وحدة محددة في مهمة‪ ،‬وسنقوم بمثل اإلفريقية» في مطلع عام ‪ 2024‬في تونس‪ ،‬وسيركز موضوعها على بناء قدرات‬
‫الجيل القادم إلفريقيا‪q .‬‬ ‫هذه المهمة على هذا النحو‪”.‬‬

‫‪17‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫“نعلم أهمية امتالك‬

‫أجواء آمنة”‬

‫اللواء البوتسواني هندريك ثوثو‬


‫راكغانتسوانا يناقش العقبات التي‬
‫تعترض النقل الجوي االستراتيجي‬
‫والصيانة والتكنولوجيا‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪18‬‬


‫طائرة نقل من طراز «سي‪ 130-‬هيركوليز» تابعة‬
‫لقوات الدفاع البوتسوانية تنتظر في «مطار‬
‫سير سيريتسي خاما الدولي» في غابورون‪.‬‬
‫رويترز‬

‫‪19‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫اللواء هندريك ثوثو راكغانتسوانا قيادة الذراع الجوي البوتسوانية في عام ‪2021‬‬ ‫ترأس‬
‫بعد مسيرة من العمل في صفوف القوات الجوية منذ عام ‪ .1986‬وكان آمر سرب النقل الجوي‬
‫ثابت الجناحين وقاد الطائرة الرئاسية‪ ،‬كما شغل منصب مدير عمليات القوات الجوية‪ ،‬وقائد‬
‫قاعدة ثيبيفاتشوا الجوية‪ ،‬وهي القاعدة الجوية الرئيسية لقوات الدفاع البوتسوانية‪ ،‬على مسيرة‬
‫‪ 100‬كيلومتر تقريب ًا خارج العاصمة غابورون‪ .‬وتحدث مع منبر الدفاع اإلفريقي يوم ‪ 28‬شباط‪/‬‬
‫فبراير ‪ ،2023‬في اليوم األول من فعاليات «ندوة قادة القوات الجوية اإلفريقية» التي استضافتها‬
‫العاصمة السنغالية داكار‪ .‬اضطررنا إلى تحرير هذه المقابلة حفاظ ًا على المساحة والوضوح‪.‬‬

‫ويفجرون تلك القنابل‪ ،‬وتلك القنابل اليدوية‪ ،‬فرأيت‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‪ :‬ما الذي دفعك لالنضمام‬
‫الناس يموتون؛ أرواح بريئة‪ .‬وهذا ما حملني على السعي‬ ‫إلى الجيش؟‬
‫للدفاع عن وطني ضد تلك االعتداءات‪.‬‬
‫راكغانتسوانا‪ :‬حباً فيه‪ ،‬ولكن في ذلك الوقت‪ ،‬كانت‬
‫منبر الدفاع اإلفريقي‪ :‬اشتهرت بوتسوانا في اآلونة‬ ‫بوتسوانا تتعرض لهذه االجتياحات من جنوب إفريقيا‪،‬‬
‫األخيرة بسالمها على الصعيد الداخلي وسالمها مع‬ ‫فكانوا في معظم األوقات يحلقون فوق بوتسوانا لمالحقة‬
‫دول الجوار؛ فما االستخدام األساسي إذن للقوات‬ ‫َمن كان ُيطلق عليهم آنذاك إرهابيون‪ .‬وكانوا يشنون هذه‬ ‫طيار بوتسواني يستعد للهبوط بطائرة‬
‫الجوية وما الغرض منها في هذا السياق؟‬ ‫الهجمات على القواعد العسكرية‪ ،‬والهجوم على القرى‬ ‫من طراز «سي‪ .»130 -‬أجرى أفراد‬
‫من قوات الدفاع البوتسوانية قفزات‬
‫المجاورة‪ ،‬الواقعة على مقربة من الحدود‪ .‬وأنا من أبناء‬
‫سقوط حر مع أفراد أمريكيين في إطار‬
‫راكغانتسوانا‪ :‬مبدئياً‪ ،‬نواجه جرائمنا الداخلية والعابرة‬ ‫قرية صغيرة ُتسمى راموتسوا‪ ،‬كانت تقع على مرمى‬ ‫تدريب مشترك في آذار‪/‬مارس ‪.2022‬‬
‫للحدود‪ ،‬وأقصد بذلك قضية الصيد الجائر‪ .‬وهنا تبرز‬ ‫حجر من حدود جنوب إفريقيا‪ .‬وكان هؤالء الرجال يأتون‬ ‫رئيس رقباء جوشوا دي غوزمان‪/‬القوات الجوية األمريكية‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪20‬‬


‫جنود من قوات الدفاع‬ ‫‪ .]2012‬وذهبنا إلى مالوي‪ ،‬وذهبنا إلى زيمبابوي‪ ،‬وذهبنا إلى‬ ‫أهمية القوات الجوية‪ ،‬ألننا باإلضافة إلى نقل القوات إلى‬
‫البوتسوانية يركبون طائرة نقل‬ ‫موزمبيق خالل إعصار إيداي‪ ،‬وقد تسبب هذا اإلعصار في‬ ‫تلك المناطق‪ ،‬فإننا نوفر أيضاً قدرات االستخبارات والمراقبة‬
‫من طراز «سي‪ 130-‬هيركوليز»‬
‫شل دول جنوب إفريقيا قاطبة‪.‬‬ ‫واالستطالع‪ ،‬بحيث نتأكد من اكتشاف هؤالء الرجال حين‬
‫في تموز‪/‬يوليو ‪ 2021‬لنقلهم إلى‬
‫المشاركة في بعثة مجموعة تنمية‬
‫يأتون إلى بالدنا‪ ،‬ويؤكد ذلك بالفعل لرجالنا على األرض أن‬
‫الجنوب اإلفريقي في موزمبيق‪.‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‪ :‬ما األصول الجوية األساسية‬ ‫لديهم دعماً جيداً في عملياتهم‪ .‬ولذا فإن مجرد الحفاظ‬
‫مقونديسي دوبي‪/‬صوت أمريكا‬ ‫للقوات الجوية البوتسوانية؟‬ ‫على تلك العمليات في سبيل مكافحة الصيد الجائر يعد أمراً‬
‫طيباً بالنسبة لهم‪ .‬فهذه واحدة‪ .‬أما الثانية‪ ،‬فإننا نساعد اآلن‬
‫راكغانتسوانا‪ :‬لدينا في الجسر الجوي طائرات نقل ثابتة‬ ‫هذه الدولة على مكافحة اإلرهابيين على أرضها‪ ،‬وأقصد‬
‫الجناحين‪« :‬سي‪ 130 -‬هيركوليز» و«كاسا ‪ »235‬و«كاسا ‪.»212‬‬ ‫بذلك موزمبيق‪ .‬فالقوات الجوية شديدة األهمية الستمرارية‬
‫ولدينا مروحيات‪ ،‬أنواع صغيرة مثل «يوروكوبتر إيه إس‬ ‫تلك العملية‪ ،‬وهذا ما ُيسمى بعثة مجموعة تنمية الجنوب‬
‫‪ »350‬و«بيل ‪ .»412‬وأنواع أخرى للرحالت الرئاسية وطائرات‬ ‫اإلفريقي في موزمبيق (السادك) أو بعثة القوة االحتياطية في‬
‫التدريب‪ .‬وندرب طيارينا بأنفسنا؛ فال نستعين بجهات‬ ‫موزمبيق‪ .‬فنقوم بالكثير من الرحالت الجوية إلى موزمبيق‪،‬‬
‫خارجية للتدريب إال حين نشتري نوعاً جديداً من الطائرات‪،‬‬ ‫ونواصل العمليات‪ ،‬ونحافظ على تناوب األفراد‪.‬‬
‫بهدف التحول من النظام القديم إلى النظام الجديد‪ .‬وبعد‬ ‫ومن العمليات األخرى التي نقوم بها عمليات اإلغاثة‬
‫ذلك نتولى التدريب بأنفسنا ألننا ندرب مدربين على ذلك‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬فدولة مثل موزمبيق مث ًال تتع َّرض كل عام لفيضانات‬
‫النوع الجديد‪.‬‬ ‫عارمة‪ ،‬فمعظم األنهار في دول جنوب إفريقيا تصب مياهها‬
‫وال شك أننا نعمل على النهوض بقدراتنا من الطائرات‬ ‫في موزمبيق قبل أن تصل إلى المحيط‪ .‬وهذا يشكل تحدياً‬
‫المقاتلة‪ .‬فلدينا في الوقت الحالي مقاتالت «إف‪ »5-‬التي‬ ‫جسيماً‪ ،‬وتجمع حكومتنا رؤساءنا معاً‪ ،‬وتقول‪ :‬دعونا نساهم‬
‫تكلف أمواالً طائلة لصيانتها بسبب مشاكل التقادم‪ ،‬ولذلك‬ ‫في التخفيف عن موزمبيق‪ .‬وهنا نحشد جهودنا‪ ،‬وتعمل‬
‫نبحث عن مقاتالت يمكنها أن تحل محلها‪ .‬وما زلنا هنا‬ ‫أصولنا على جمع المواد الغذائية ونقلها إلى موزمبيق‬
‫نتعامل مع المبادئ السياسية للحصول على التمويل الالزم‬ ‫لتوزيعها على مناطق أخرى يصعب الوصول إليها‪.‬‬
‫لشراء المقاتالت التي حددناها‪ ،‬وال زلنا نبحث عن األنواع‬ ‫وقدمنا مساعداتنا اإلنسانية إلى غيرها من دول الجوار‪،‬‬
‫التي يمكننا االختيار من بينها‪ ،‬ولم نحدد نوعاً بعينه‪،‬‬ ‫وأعتقد أن أبعد نقطة وصلنا إليها حتى اآلن هي الكونغو‪-‬‬
‫وسيتوقف ذلك على التمويل‪ .‬وتكمن الغاية من ذلك في‬ ‫برازافيل عقب حدوث انفجار في مستودع الذخيرة [في عام‬

‫‪21‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫يمكننا االستفادة من قوات زامبيا أو أنغوال‪.‬‬ ‫رغبتنا في الحفاظ على قدراتنا‪ ،‬ألننا نعلم أهمية امتالك‬
‫ثم يشكل وقت التنفيذ تحدياً آخر‪ ،‬فإذا كانت لديَّ‬ ‫أجواء آمنة‪.‬‬
‫تلك القدرة‪ ،‬فمن الواضح أنني سأرد في غمضة عين‪.‬‬
‫علي اآلن أن أعتمد على هذا الدولة حتى تزيل‬ ‫ولكن َّ‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‪ :‬ما حجم مشكلة الجسر‬
‫التعارض بين عملياتها وبين العملية التي أقول إنها مسألة‬ ‫الجوي االستراتيجي في القارة‪ ،‬وكيف تستطيع‬
‫ملحة من جانبي أيضاً‪ .‬ويكون مصيري الفشل في هذه‬ ‫بوتسوانا المساهمة في تلك القدرة القارية؟‬
‫المسألة من حيث تحقيق ما أريده خالل فترة زمنية‬
‫معقولة‪ .‬وما نناقشه في هذه القمة هو أهمية توفير ذلك‪،‬‬ ‫راكغانتسوانا‪ :‬يشكل ذلك تحدياً‪ ،‬ونحن كرؤساء للقوات‬
‫وهذا بالطبع يتماشى مع هيكل السلم واألمن اإلفريقي‪.‬‬ ‫الجوية نعرف ذلك‪ .‬وربما نكون عاجزين عن حل هذه‬
‫وليست الغاية تشكيل مجرد كيان مستقل‪ ،‬بل سينصهر‬ ‫المشكلة أو إقناع القيادة السياسية بالمشكلة التي‬
‫مع الهيكل الحالي لالتحاد اإلفريقي‪ .‬وسيكون تحت لواء‬ ‫نواجهها‪ .‬فتجد أننا نشارك في هذه العمليات‪ ،‬أو أنهم‬
‫االتحاد اإلفريقي لتحديد األماكن التي تحتاج هذا الجسر‪،‬‬ ‫لديهم توقعات منا كرؤساء للقوات الجوية؛ فيقولون‪:‬‬
‫ثم سيخرج إلى النور‪ .‬ما نقترحه هو أننا سنحتاج ست‬ ‫عليكم بهذه العملية‪ ،‬دون أن يعلموا أنهم لم يمدونا‬
‫طائرات‪ ،‬وربما من نوع «سي‪ »130 -‬شاملة كافة خدماتها‪،‬‬ ‫بالموارد الالزمة للقيام بها‪ .‬ما نراه اآلن هو أننا سنواجه‬
‫مثل خدمات اإلمداد والتموين والتدريب الفني والعمليات‬ ‫هذه المشكلة المتمثلة في االضطرار إلى نقل األفراد جواً‪،‬‬
‫بالتأكيد من حيث وجود طيارين قادرين على تشغيل تلك‬ ‫ونقل الحموالت جواً‪ ،‬وسنتعثر‪ .‬وإليك هذا المثال‪ :‬يصعب‬
‫الطائرات؛ فهذه قدرة جبارة ينبغي أن نسعى إلى امتالكها‪.‬‬ ‫الحفاظ على عمليات بعثة السادك في موزمبيق‪ ،‬ويرجع‬
‫اللواء البوتسواني هندريك ثوثو‬
‫ذلك في المقام األول إلى الجسر الجوي‪ ،‬أو غياب الجسر‬
‫راكغانتسوانا‪ ،‬وسط الصورة‪،‬‬
‫منبر الدفاع اإلفريقي‪ :‬من التحديات التي تواجه‬ ‫الجوي‪ .‬إال أننا قطعنا على أنفسنا تعهدات في مجموعة‬ ‫يتحدث خالل فعاليات «ندوة‬
‫القوات الجوية اإلفريقية هو القدرة على إصالح‬ ‫تنمية الجنوب اإلفريقي‪ .‬وكانت أنغوال‪ ،‬وبالطبع زامبيا‪ ،‬من‬ ‫قادة القوات الجوية اإلفريقية»‬
‫طائراتها وصيانتها؛ فما مدى صعوبة الصيانة وقطع‬ ‫بين الدول التي تعهدت بتقديم الجسر الجوي؛ فعرضت‬ ‫في األول من آذار‪/‬مارس ‪2023‬‬

‫الغيار واإلصالح بالنسبة لك بصفتك من قادة‬ ‫زامبيا طائرات نقل متوسط‪ ،‬وعرضت أنغوال طائرات نقل‬ ‫في العاصمة السنغالية داكار‪.‬‬
‫رقيب تقني ستيفن أدكينز‪/‬‬
‫القوات الجوية؟‬ ‫ثقيل‪ .‬وتقدمنا بطلب من خالل مجموعة السادك حتى‬ ‫القوات الجوية األمريكية‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪22‬‬


‫يمكنك تدريبهم لنا‪ ،‬فساعديني في هذه المسألة‪ .‬وبالتأكيد‬ ‫راكغانتسوانا‪ :‬ما أكبر هذا التحدي في الوقت الحالي‪،‬‬
‫سيكون هذا أرخص بكثير من ابتعاث هؤالء الفنيين إلى‬ ‫فالطائرات التي نعمل بها في ظل اقتصادنا المتعثر عبارة‬
‫أوروبا أو الواليات المتحدة‪ .‬ونحن اآلن نبحث داخلنا ونحدد‬ ‫عن طائرات رخيصة أو قديمة؛ نشغلها لمدة خمس أو ست‬
‫القدرات التي نمتلكها حتى يتمكن جميع األعضاء اآلن من‬ ‫سنوات‪ ،‬وبعد ذلك يحين الوقت إلجراء صيانة شاملة لها‪،‬‬
‫االستفادة منها‪.‬‬ ‫وال نستطيع القيام بذلك بأنفسنا‪ .‬ويحين الوقت إلصالح‬
‫مكوناتها‪ ،‬وسيتعين علينا الحصول على هذه المكونات من‬
‫الشركة المصنعة للمعدات األصلية‪ ،‬وبما أنها معدات قديمة‬

‫“سنواجه هذه المشكلة المتمثلة‬


‫ستقول‪ :‬ال يمكنني تصنيع هذا المكون‪ ،‬وال سيما ألنك تريد‬
‫قطعة واحدة فقط‪ .‬ألن ذلك يعني إحياء المصنع الذي كاد‬

‫في االضطرار إلى نقل األفراد‬


‫ُيغلق‪ ،‬ولذا فإن الحد األدنى الذي يمكنني توفيره لك من‬
‫المحتمل أن يكون ‪ 100‬قطعة أو نحو ذلك‪ .‬لكنني أقول‪:‬‬
‫كال‪ ،‬ال أحتاج ‪ 100‬قطعة‪ ،‬بل قطعة واحدة فقط من تلك‬

‫جوا‪ ،‬ونقل الحموالت ً‬


‫جوا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫المكونات‪ .‬ويكمن التحدي اآلن في البحث عن هذا المكون‬
‫لدى بائعين آخرين‪ ،‬وهذا صعب المنال في بعض األحيان‪.‬‬

‫وسنتعثر‪ ... .‬ويرجع ذلك في‬


‫وال نجده في نهاية المطاف‪ ،‬ونضطر اآلن إلى البحث‬
‫داخل طائرة أخرى أمتلكها وأقول‪ :‬حسناً‪ ،‬إذا كان لديَّ ثالث‬
‫طائرات ربما ينبغي أن أستخدم تلك الطائرة كمصدر لقطع‬

‫المقام األول إلى الجسر الجوي‪،‬‬


‫الغيار لدعم الطائرتين األخريين‪ .‬ولذا نواجه مشكلة مع‬
‫هذه الطائرات الثالث التي ال تطير‪ ،‬أو واحدة منها تطير في‬
‫حين ُتستخدم األخريان لدعمها حتى نتمكن من الحفاظ‬
‫أو غياب الجسر الجوي‪”.‬‬ ‫على عملياتنا‪.‬‬
‫لكن الشيء اآلخر الذي ظهر مؤخراً‪ ...‬ال سيما قضية‬
‫التكاليف‪ .‬في ظل هذه الحرب بين روسيا وأوكرانيا‪ ،‬رأينا‬
‫أن مشكلة النقل قد ارتفعت أكثر من ‪ 10‬أضعاف‪ .‬ففي‬
‫الماضي‪ ،‬كنت أشحن بعض المكونات إلى مصنعي المعدات‬
‫منبر الدفاع اإلفريقي‪ :‬تعمل الكثير من الجيوش‪،‬‬ ‫األصلية‪ ،‬في الواليات المتحدة مث ًال‪ ،‬بأقل من ‪ 100,000‬دوالر‬
‫المسيرات في‬
‫َّ‬ ‫ومنها جيوش إفريقيا‪ ،‬على دمج‬ ‫أمريكي‪ ،‬ولكن اآلن‪ ،‬في آخر مرة تابعت فيها األسعار‪ ،‬كان‬
‫ً‬
‫كثيرا في مكافحة الصيد‬ ‫أصولها؛ وبما أنك تعمل‬ ‫السعر يقارب ‪ 800,000‬دوالر‪ .‬يمكنك أن ترى حجم التكلفة‪،‬‬
‫الجائر‪ ،‬فهل فكرت قواتك الجوية في االستعانة‬ ‫وهذا ذهاباً فقط‪ ،‬فهذا مكلف للغاية‪ ،‬لدرجة أننا نجلس اآلن‬
‫المسيرة؟‬
‫َّ‬ ‫بالطائرات‬ ‫مع هذه المكونات هنا‪ ،‬نجلس هنا مع هذه الطائرات التي‬
‫ال تفعل شيئاً لنا‪.‬‬
‫راكغانتسوانا‪ :‬لدينا طائرات استخبارات ومراقبة واستطالع‬
‫من نوعية الطائرات ثابتة الجناحين‪ ،‬تطير بطيار مقارنة‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‪ :‬في ظل التحديات التي ذكرتها‪،‬‬
‫بالطائرة المس َّيرة‪ ...‬لكنها قدرة جيدة علينا امتالكها بالتأكيد‪،‬‬ ‫ما مدى أهمية ندوات مثل «ندوة قادة القوات الجوية‬
‫ونرى أهميتها اآلن في عملياتنا في موزمبيق؛ فتخيل أنك‬ ‫اإلفريقية» في معالجة هذه التحديات بالنسبة لكم‬
‫أرسلت هؤالء الرجال إلى هناك ولكن بال عيون في السماء‪،‬‬ ‫ولدول جواركم وللقارة بأسرها؟‬
‫فسيقعون في الكمائن‪ ،‬وهذه هي أهمية الطائرات المس َّيرة‪،‬‬
‫وهذه هي أهمية قدرة االستخبارات والمراقبة واالستطالع‪.‬‬ ‫راكغانتسوانا‪ :‬يرغب اتحاد القوات الجوية اإلفريقية في‬
‫ونحن نبحث عن طائرة مس َّيرة قادرة على القيام بمهام‬ ‫بناء التعاون أو إظهار أهمية التعاون‪ ،‬وأن كل دولة بمفردها‬
‫االستخبارات والمراقبة واالستطالع ألن ميزة هذه الطائرة أنها‬ ‫ال يمكنها امتالك كل ما تحتاج‪ .‬وبالتالي‪ ،‬انظر إلى دول‬
‫تستطيع التحويم لفترة طويلة (‪ 24‬ساعة‪ 18 ،‬ساعة) مقارنة‬ ‫الجوار وشاهد قدراتها‪ ،‬وقل‪ :‬يا أنغوال‪ ،‬لديك هذه القدرة‬
‫بالطائرة التي تحتاج إلى العودة للتزود بالوقود بعد نحو‬ ‫وأنت‬
‫التي ال أمتلكها‪ ،‬فساعديني في مسألة النقل الجوي‪ِ .‬‬
‫خمس ساعات أو نحو ذلك‪.‬‬ ‫أيتها الدولة‪ ،‬لعلك تستطيعين زيادة عدد الفنيين الذين‬

‫‪23‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫نيجيريا ُتحكم قبضتها الجوية‬
‫والمتمردون يتشتتون‬

‫طيار في القوات الجوية النيجيرية‬


‫يطلق صاروخين من طراز «هيدرا ‪»70‬‬
‫من طائرة هجومية خفيفة من طراز‬
‫«إيه‪ 29-‬سوبر توكانو» خالل تدريب‪.‬‬
‫طيار أول ريبيكا ميديروس‪/‬القوات الجوية األمريكية‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪24‬‬


‫باقة من األصول متعددة االستخدامات‬
‫تساعد الدولة على نقل المعركة الى‬
‫حيث تتخندق الجماعات المتطرفة‬

‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬

‫ُتعرف غابة سامبيسا الشهيرة‪ ،‬الواقعة شمال شرقي نيجيريا‪،‬‬


‫بأشجارها القصيرة وأجماتها الكثيفة‪ ،‬وتعاقب أي أخرق يجتازها‬
‫دون منجل في يده‪ .‬وتمتد على مساحة ‪ 512‬كيلومتراً مربعاً في‬
‫والية بورنو وكانت ملجأ لبوكو حرام وأتباعها المتشددين‪.‬‬
‫ولطالما استغلت بوكو حرام ووالية تنظيم الدولة اإلسالمية‬
‫في غرب إفريقيا هذه الغابة التي ال ترحم كقاعدة للعمليات‪،‬‬
‫فكانت بوكو حرام تختطف الفتيات الصغيرات وتختبئ فيها‪،‬‬
‫وكان مقاتلوها يخرجون منها ويهاجمون قوات األمن ثم يختفون‬
‫في أوكارها‪.‬‬
‫ولكن خالل عدة سنوات ماضية‪ ،‬بدأت القوات النيجيرية‬
‫في قصف الغابة من الجو‪ ،‬فالذ المتشددون وأعوانهم بالفرار‬
‫مستسلمين‪ ،‬وفي اآلونة األخيرة‪ ،‬ساعدت األصول الجوية التي‬
‫اشترتها الدولة حديثاً (وخاصة ‪ 12‬طائرات هجومية خفيفة من‬
‫طراز «إيه‪ 29-‬سوبر توكانو») في رفع مستوى الجيش والقوات‬
‫الجوية على الحركة في المنطقة بتكلفة ميسورة‪.‬‬
‫وجاءت الـ ‪ 12‬طائرة «توكانو» في إطار صفقة اقتربت قيمتها من‬ ‫تأتي طائرات «توكانو» ضمن قائمة متنامية من األصول الجوية التي تشتريها‬
‫‪ 500‬مليون دوالر مع الواليات المتحدة في عام ‪ .2021‬ووفرت الصفقة‬ ‫نيجيريا لكافة أفرع أجهزتها العسكرية واألمنية‪ ،‬إذ أضافت خالل السنوات القليلة‬
‫هذه الطائرات التوربينية إلى نيجيريا في إطار حزمة تشمل قطع غيار لتوفير‬ ‫الماضية منظومات تساهم في مراقبة وتأمين البر والبحر‪ ،‬كالطائرات المس َّيرة‪،‬‬
‫الدعم للعمليات لعدة سنوات‪ ،‬وعقود لدعم اإلمداد والتموين‪ ،‬وذخيرة‪ ،‬ومشروع‬ ‫منها المتصل بقواعد بأسالك ومنها غير المتصل‪،‬‬
‫إنشائي على مدار عدة سنوات لتحديث البنية التحتية في «قاعدة كاينجي‬ ‫والمروحيات وأنواع كثيرة من الطائرات‪ .‬وفي قارة تندر فيها حرب القوات‬
‫الجوية» بوالية النيجر‪.‬‬ ‫المسلحة ضد بعضها البعض‪ ،‬ويمثل الجسر الجوي االستراتيجي تحدياً مستمراً‪،‬‬
‫وكانت طائرات «إيه‪ 29-‬سوبر توكانو» من أبرز األسلحة المشاركة في عملية‬ ‫فإن وجود باقة من األصول الجوية منخفضة التكلفة يمكن أن يسهم في الحفاظ‬
‫«هادن كاي»‪ ،‬وهي عبارة عن عملية جارية لمكافحة اإلرهاب بدأت في نيسان‪/‬‬ ‫على فعالية المهام وقيمتها‪.‬‬
‫أبريل ‪ 2021‬لتحل محل عملية «الفيا دولي» التي استمرت ست سنوات‪.‬‬ ‫يمكن أن يبلغ سعر الطائرات المتقدمة ماليين الدوالرات‪ ،‬وتكلف عشرات‬
‫وأفادت صحيفة «ليدرشيب» في شباط‪/‬فبراير ‪ 2023‬أن ضربتين جويتين‬ ‫اآلالف من الدوالرات في الساعة لتشغيلها‪ ،‬وهو ما يشبه “استخدام ساعة رولكس‬
‫وجهتهما طائرات «سوبر توكانو» أسفرت عن مقتل العشرات من مقاتلي بوكو‬ ‫إلدخال مسمار”‪ ،‬على حد وصف أحد الخبراء في حديثه مع صحيفة «إير فورس‬
‫حرام خالل اجتماعهم في غايزوا على حافة غابة سامبيسا؛ إذ أطلقت طائرات‬ ‫تايمز»‪ .‬وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬تستطيع طائرة «سوبر توكانو» التحليق مقابل ما‬
‫«إيه‪ 29-‬سوبر توكانو» واب ًال من الصواريخ والقنابل أسفر عن مقتل البعض وإجبار‬ ‫يقرب من ‪ 1,000‬دوالر أمريكي في الساعة‪.‬‬
‫اآلخرين على الفرار‪.‬‬ ‫كما توفر طائرات «توكانو» مجموعة من خيارات التسليح‪ ،‬كالمدافع الرشاشة‬
‫كما أجرت نيجيريا عمليات جوية خالل الفترة الممتدة من ‪ 23‬شباط‪/‬فبراير‬ ‫المثبتة على الجناحين وهيكل الطائرة‪ ،‬وصواريخ الجو‪-‬جو‪ ،‬والقنابل الموجهة بالليزر‪.‬‬
‫وتصميم الطائرة المتين يجعلها مثالية للتضاريس الوعرة التي تتميز بالمدارج‬ ‫إلى ‪ 9‬آذار‪/‬مارس ‪ ،2023‬استسلم خاللها أكثر من ‪ 1,300‬شخص‪ ،‬بينهم ‪ 699‬طف ًال‬
‫غير الممهدة وفي قواعد العمليات المتقدمة‪ ،‬ويمكن تعديلها لتحمل طياراً واحداً‬ ‫و‪ 411‬امرأة و‪ 222‬رج ًال‪ .‬وأوضحت السلطات النيجيرية أن هذا العدد يشمل‬
‫في اإلصدار المزود بمقعد واحد‪ ،‬أو طياراً واحداً ومعه مالح أو ضابط في اإلصدار‬ ‫اإلرهابيين وذويهم‪.‬‬
‫المزود بمقعدين‪.‬‬ ‫وأفادت إذاعة «صوت نيجيريا» أن المعلومات االستخبارية كشفت أن شرذمة‬
‫تبلغ سرعتها القصوى ‪ 593‬كيلومتراً في الساعة وسرعة الطيران المعتادة‬ ‫من المتمردين كانوا قد خططوا لمهاجمة مواقع في غامبورو وكوا ومونغونو‬
‫‪ 520‬كيلومتراً في الساعة‪ ،‬ويبلغ أقصى ارتفاع للطيران لها ‪ 10,668‬متراً‪ ،‬ويبلغ‬ ‫بوالية بورنو لتعطيل االنتخابات الوطنية‪ .‬وكشف اللواء موسى دنمدامي‪ ،‬مدير‬
‫وزنها األقصى عند اإلقالع ‪ 5,400‬كيلوجرام‪ ،‬وتزيد حمولتها الخارجية قلي ًال عن‬ ‫العمليات اإلعالمية بوزارة الدفاع‪ ،‬عن “تنفيذ سلسلة من عمليات االعتراض الجوي‬
‫‪ 1,551‬كيلوجراماً‪.‬‬ ‫في هذه المواقع المحددة‪ ،‬وكشفت ردود الفعل أن الضربة استهدفت اإلرهابيين‪،‬‬
‫فقضت على الكثير من اإلرهابيين ودمرت سبل اإلمداد والتموين لديهم‪”.‬‬
‫تاريخ حافل بالنجاح الفوري‬
‫راحت طائرات «إيه‪ 29-‬سوبر توكانو» تساعد القوات النيجيرية في الضغط على‬ ‫أصول جوية رشيقة‬
‫قوات المتمردين والقضاء عليهم فور وصولها في عام ‪ .2021‬فبينما كانت شاحنة‬ ‫توفر طائرة «إيه‪ 29-‬سوبر توكانو» قدرة مخصصة للجيش النيجيري لعمليات‬
‫تقل أربعة متطرفين من جماعة بوكو حرام تتحرك في منطقة غابة سامبيسا‪،‬‬ ‫اإلسناد الجوي الخفيف والقتال واالستطالع‪ .‬وتقوم شركة «سييرا نيفادا»‬
‫كانت الطائرات الجديدة تراقبها وتتحين اللحظة المناسبة‪.‬‬ ‫بتصنيع هذه الطائرات في الواليات المتحدة مع شريكتها «إمبراير للدفاع‬
‫فنجحت طائرتان من طراز «إيه–‪ 29‬سوبر توكانو» في تدمير الشاحنة في‬ ‫واألمن» البرازيلية‪.‬‬
‫قرية جرجش في عملية دامت يومين استهدفت ثالثة مخيمات لبوكو حرام‬
‫وأسفرت عن مقتل ‪ 49‬إرهابياً‪ .‬وص َّرح الجيش النيجيري أن الضربات الجوية التي‬
‫شنها يومي ‪ 30‬و‪ 31‬آب‪/‬أغسطس ‪ 2022‬كانت في إطار عملية «هادن كاي»‪.‬‬
‫وكشفت صحيفة «فانغارد» النيجيرية َّأن الضربات الجوية استهدفت أيضاً‬ ‫طائرة نيجيرية من طراز «إيه‪ 29-‬سوبر توكانو» تسير ببطء على المدرج‬
‫في «قاعدة مودي الجوية» بوالية جورجيا في أيلول‪/‬سبتمبر ‪.2021‬‬
‫أوكاراً في قريتي مينا وغازوا‪ .‬وأكدت الصحيفة الهجمات نق ًال عن موقع زكازوال‬ ‫طيار أول ريبيكا ميديروس‪/‬القوات الجوية األمريكية‬

‫مكاما‪ ،‬المختص بشؤون مكافحة التمرد بمنطقة بحيرة تشاد‪ ،‬ون َّوه الموقع إلى‬
‫َّأن الضربات أسفرت عن مقتل ‪ 29‬من مقاتلي بوكو حرام في غازوا و‪ 16‬في مينا‪،‬‬
‫باإلضافة إلى من كانوا على متن الشاحنة‪.‬‬
‫وفي ‪ 5‬كانون األول‪/‬ديسمبر ‪ 2021‬أيضاً‪ ،‬وفي إطار عملية «هادن كاي»‪،‬‬
‫استخدم الطيارون طائرات «سوبر توكانو» لقتل القيادي أبو سفيان‪ ،‬أمير والية‬
‫غرب إفريقيا‪ ،‬والعشرات من مقاتليه في سلسلة من الهجمات في كوسوما وسيغير‬
‫الواقعتين بالقرب من بحيرة تشاد بوالية بورنو‪ ،‬نق ًال عن موقع «صحاري ريبورترز»‪.‬‬
‫وضربت قاعدة لترسانة أسلحة بعد أن رصدت مهام االستخبارات واالستطالع‬
‫مقاتلي والية غرب إفريقيا يستعدون لمهاجمة القوات النيجيرية في المنطقة‪.‬‬
‫وكشف التقرير َّأن الضربات أصابت منشأة لتصنيع األسلحة‪ ،‬وترسانة األسلحة‪،‬‬
‫ومبنى مليئاً بالمركبات والدراجات النارية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ومستودع وقود‪،‬‬
‫وقبل ذلك بأسبوع‪ ،‬أفادت صحيفة «ديلي بوست» َّأن الطائرات النيجيرية‬
‫دمرت شاحنات مسلحة بمدافع في منطقة غاجيرام بوالية بورنو‪ ،‬إذ كان مقاتلو‬
‫والية غرب إفريقيا بها يحاولون اجتياح المدينة وقاعدة عمليات متقدمة حين‬
‫وجه طيارو القوات الجوية النيجيرية ضرباتهم لهم‪ .‬وص َّرح العميد أونيما‬
‫نواتشوكو‪ ،‬المتحدث باسم الجيش‪َّ ،‬أن قوات األمن ضبطت ‪ 10‬بنادق كالشنكوف‬
‫ومدفع مضاد للطائرات ومدفع هاون عيار ‪ 60‬ملم وذخيرة‪.‬‬
‫استخدمت القوات الجوية النيجيرية الطائرات الجديدة للحفاظ على هذا‬
‫الضغط خالل عام ‪ .2022‬ففي كانون الثاني‪/‬يناير‪ ،‬ورد َّأن ضربة جوية أخرى في‬
‫إطار «عملية هادن كاي» أسفرت عن قتل المدعو ماالم آري‪ ،‬القيادي البارز بوالية‬
‫غرب إفريقيا الذي كان مسؤوالً عن منطقة كيرتا ُولغو بوالية بورنو وأشرف على‬
‫المرتزقة األجانب الذين صنعوا عب َّوات ناسفة محلية الصنع لإلرهابيين‪ .‬وأفاد‬
‫موقع «صحاري ريبورترز» َّأن ضربات طائرات «سوبر توكانو» أسفرت عن مقتل‬

‫‪27‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫اللواء بشير صالحي ماغاشي‪ ،‬وزير الدفاع النيجيري‪ ،‬يقص الشريط إلدخال طائرات «إيه–‪ 29‬سوبر توكانو»‬
‫القيادة العسكرية األمريكية لقارة إفريقيا‬ ‫الخدمة بالقوات الجوية النيجيرية رسمياً يوم ‪ 31‬آب‪/‬أغسطس ‪.2021‬‬

‫وقال بوكار غريما‪ ،‬وهو مقاتل ميليشيا يعمل مع الجيش‪ ،‬لوكالة األنباء‬ ‫مبنى في المنطقة‪.‬‬
‫آري والكثير من مقاتلي والية غرب إفريقيا وتدمير ً‬
‫الفرنسية في أيلول‪/‬سبتمبر ‪“ :2022‬غرق معظم عناصر بوكو حرام في النهر‪،‬‬ ‫وكشفت مجلة «نورث إيست ستار» النيجيرية أن الضربات الجوية‬
‫وعُ ثر على جثثهم المنتفخة تطفو على السطح‪ ،‬وأخرج رجالنا ما يزيد على‬ ‫الموجهة يوم ‪ 13‬شباط‪/‬فبراير ‪ 2022‬أسفرت عن مقتل ماالم بوبا دانفوالني‪،‬‬
‫‪ 100‬جثة من النهر ودفنوها‪”.‬‬ ‫وهو قيادي بارز آخر بوالية غرب إفريقيا‪ ،‬بالقرب من بحيرة تشاد بوالية بورنو‪،‬‬
‫يبدو َّأن أهالي والية بورنو سعيدون بتزايد كفاءة قوات األمن النيجيرية‬ ‫وعناصر أخرى‪ .‬وكان دانفوالني مسؤوالً عن تنسيق نشر الجواسيس وجباية‬
‫بفضل طائرات «سوبر توكانو»‪ .‬فقال المواطن أدامو علي أدامو‪ ،‬أحد سكان‬ ‫الضرائب والزكاة وإصدار التصاريح‪.‬‬
‫بورنو‪ ،‬لموقع «ديفنس بوست»‪“ :‬ننتصر في الحرب بطائرات «توكانو»‪ ،‬وندفع‬ ‫وفي خريف عام ‪ ،2022‬هاجمت قوات تسير بإسناد جوي قرىً واقعة خارج‬
‫اإلرهابيين إلى غابة سامبيسا‪”.‬‬ ‫مدينة باما على طول أطراف غابة سامبيسا‪ ،‬فركض المتشددون الفارون إلى نهر‬
‫وأشاد المواطن إسياكو عمر‪ ،‬أحد سكان بورنو‪ ،‬باألثر الكبير الذي تحدثه‬ ‫يزرام المغمور بمياه األمطار هرباً من القصف‪ ،‬فمات العشرات منهم غرقاً‪.‬‬
‫ألن أهل الشر يريدون العبث باألمن؛‬ ‫الطائرات‪ .‬وقال للصحيفة‪“ :‬تنشب الحرب َّ‬
‫ٌ‬
‫مبارك لطائرات «توكانو» لدحر هؤالء األشرار هنا‪”.‬‬
‫وإذ كانت هذه الطائرات تواصل المساعدة في دحر العناصر اإلرهابية من‬
‫الجو‪ ،‬عمل المسؤولون األمريكيون مع شركائنا النيجيريين للوفاء بااللتزامات‬
‫الواردة في الصفقة إلنشاء مرافق لدعم طائرات «سوبر توكانو»‪ .‬ففي شباط‪/‬‬
‫فبراير ‪ ،2022‬تواجد لفيف من المسؤولين النيجيريين واألمريكيين في «قاعدة‬
‫كاينجي الجوية» لوضع حجر األساس للمرحلة األخيرة من مشروع بناء منشآت‬
‫دعم بتكلفة ‪ 38‬مليون دوالر‪.‬‬
‫وهذه التكلفة جزء من الصفقة األكبر التي تبلغ قيمتها ‪ 500‬مليون‬
‫دوالر‪ ،‬وكان من المقرر أن يشمل ذلك إنشاء مظالت لطائرات «سوبر توكانو»‪،‬‬
‫ومناطق لتجميع الذخيرة وتخزينها‪ ،‬وملحق لبرنامج محاكاة الطيران لهذه‬
‫الطائرات‪.‬‬
‫ليست نيجيريا الدولة اإلفريقية الوحيدة التي تستخدم طائرات «إيه‪29-‬‬
‫سوبر توكانو»‪ ،‬فقد تسلمت بوركينا فاسو ثالث طائرات منها في عام ‪2011‬‬
‫واستخدمتها في إجراء الدوريات الحدودية‪ .‬وتسلمت القوات الجوية‬ ‫طيار في القوات الجوية النيجيرية يستخدم جهاز محاكاة طيران في «قاعدة‬
‫الموريتانية الصغيرة طائرة واحدة على األقل منها في عام ‪ 2012‬لتحل محل‬ ‫السفارة األمريكية في نيجيريا‬ ‫كاينجي الجوية» بنيجيريا يوم ‪ 15‬شباط‪/‬فبراير ‪.2022‬‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪28‬‬


‫طائرات قديمة‪ .‬وتسلمت أنغوال ست طائرات منها لمراقبة الحدود‪ .‬وتسلمت مالي‬
‫أربعة طائرات «توكانو» مخصصة لتنفيذ “الهجوم خفيف واإلسناد الجوي القريب”‪،‬‬
‫نق ًال عن موقع «ديفنس ويب»‪.‬‬

‫األصول الجوية األخرى‬


‫كانت نيجيريا تستخدم مجموعة من األصول الجوية قبل استالم طائرات «إيه‪29-‬‬
‫سوبر توكانو»‪ ،‬فأفادت عدة تقارير أنها استخدمت طائرات مس َّيرة لقصف بوكو‬
‫ويلتشاير سبوتر‬ ‫مروحية من طراز «تي ‪ 129‬أتاك»‬
‫حرام ألول مرة في شباط‪/‬فبراير ‪ ،2016‬وأفاد موقع «ديفنس ويب» أن أجهزة‬
‫الشرطة تستخدم مس َّيرات «أوريون» المتصلة بالقواعد منذ مطلع عام ‪2022‬‬
‫لمراقبة الحدود ومسارح الجريمة‪.‬‬
‫وكشف «ديفنس ويب» أن القوات الجوية النيجيرية أكدت في آذار‪/‬مارس‬
‫‪ 2023‬أنها حصلت على إذن بشراء أكثر من ‪ 50‬طائرة جديدة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫•ست مروحيات من طراز «تي ‪ 129‬أتاك»‪ :‬وهي مروحية تركية ذات‬


‫محركين مخصصة للهجوم واالستطالع‪ ،‬وتحتوي على مقعدين ويمكنها‬
‫إطالق النيران من مدفع ‪ 20‬ملم وعشرات الصواريخ الموجهة المضادة‬ ‫أدريان بينغستون‪/‬ويكيبيديا‬ ‫طائرة تدريب متعددة المهام من طراز «إم‪»346-‬‬

‫للدبابات‪.‬‬
‫•‪ 24‬طائرة تدريب متعددة المهام من طراز «إم‪ :»346-‬توفر هذه الطائرة‬
‫النفاثة ثنائية المحرك ذات المقعد الكبير تدريباً متقدماً للطيارين من‬
‫خالل باقة من التقنيات‪ ،‬كما تتيح للطيارين التفاعل في البيئات الحية‬
‫واالفتراضية والمنشأة بالكمبيوتر‪.‬‬
‫•طائرتا نقل من طراز «بيتشكرافت كينج إير ‪ :»360‬تستطيع هذه الطائرة‬
‫حمل ‪ 11‬فرداً وتتميز بتصميم داخلي قابل للتعديل إما لنقل الحمولة أو‬
‫لإلسعاف الجوي‪.‬‬ ‫شركة أفريكا إير‬ ‫طائرة من طراز «بيتشكرافت كينج إير ‪»360‬‬

‫•أربع طائرات مراقبة من طراز « دايموند دي إيه ‪ :»62‬يمكن استخدام‬


‫هذه الطائرة في مهام إنفاذ القانون والبحث واإلنقاذ والمراقبة وإدارة‬
‫الكوارث‪.‬‬
‫•‪ 12‬مروحية من طراز «أغستا ويستالند إيه دبليو ‪ 109‬تريكر» متعددة‬
‫المهام‪ :‬تسمح أبواب هذه الطائرة بمختلف أنواع النزول السريع على‬
‫الحبال‪ ،‬ويمكن استخدامها في مهام المراقبة واالستطالع والمرافقة‬
‫المسلحة ونقل القوات والبحث واإلنقاذ واإلجالء الطبي‪.‬‬

‫على الرغم من نجاح الحملة الجوية التي تشنها نيجيريا للقضاء على‬ ‫آنا زفيريفا‪/‬ويكيبيديا‬ ‫طائرة من طراز «دايموند دي إيه ‪ »62‬بمستشعرات مراقبة‬

‫المتمردين‪ ،‬ص َّرح الفريق طيار إسياكا أوالدايو أماو‪ ،‬رئيس أركان القوات الجوية‪،‬‬
‫غنى‬
‫لوسائل اإلعالم في آذار‪/‬مارس ‪ 2022‬أن جميع أفرع الجيش تنهض بمهام ال ً‬
‫عنها ألمن نيجيريا على المدى الطويل‪.‬‬
‫وقال‪“ :‬يعد استغالل ضعف العدو من التكتيكات الرئيسية في أي حرب؛‬
‫ويمنحنا احتكارنا للسيطرة على المجال الجوي قوة قتالية وأفضلية في الجو‪ ،‬فال‬
‫سبيل للمتمردين واإلرهابيين لشراء الطائرات أو التحليق بها أو صيانتها‪”.‬‬
‫وأضاف قائ ًال‪“ :‬ولكن من غير الدقيق إذا استنتجنا أن األصول الجوية‬
‫باتت اآلن أهم من األصول البرية أو البحرية‪ .‬فالقتال ديناميكي‪ ،‬وجميع‬
‫الخدمات تبني القدرات لألحداث الحالية ولحماية أراضي نيجيريا على‬
‫المديين القريب والطويل‪q ”.‬‬ ‫ليوناردو‬ ‫مروحية من طراز «أغستا ويستالند إيه دبليو ‪ 109‬تريكر»‬

‫‪29‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫نبض أفريقيا‬

‫سائقات الدبابات يشاركن‬


‫في نشر األمن في الصومال‬
‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬

‫انبرت البلدان اإلفريقية طيلة سنوات في تجهيز حكومة الصومال‬


‫الوليدة لنشر األمن واالستقرار‪ ،‬واستمر العمل مع انتهاء بعثة االتحاد‬
‫اإلفريقي لحفظ السالم وانطالق بعثة االتحاد اإلفريقي االنتقالية في‬
‫الصومال‪ .‬وكانت المرأة ركيزة أساسية في ذلك الجهد الدؤوب‪ .‬فها‬
‫هي جندية أولى دورين تشيكويمبوي‪ ،‬سائقة دبابة أوغندية تخدم في‬
‫صفوف البعثة المنتشرة في مقديشو‪ ،‬وزميالتها يواصلن المساهمة في‬
‫نشر السالم واألمن مع شروع الصومال في إحكام قبضته على مصيره‪.‬‬

‫مختار نور‪/‬األتميس‬
‫‪31‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬
‫خفيفة‪..‬‬
‫متعددة االستخدامات‪..‬‬
‫ميسورة التكلفة‬
‫النوعية من الحرب‪ .‬وكثيراً ما ُصممت طائرات مكافحة التمرد على أنها طائرات‬ ‫الحرب غير المتناظرة في بؤر‬
‫لتدريب الطيارين‪ ،‬وال تكاد ُتقارن تكلفتها بتكلفة الطائرة المقاتلة‪ ،‬كما أنها‬
‫أسهل وأرخص منها بكثير في صيانتها‪ ،‬ويمكن تعديلها لالستخدامات الجديدة في‬
‫الصراع في إفريقيا تفضل طائرات‬
‫الهجوم الخفيف واالستطالع والنهوض بدور «شاحنات السماء» للقيام بمهام كثيرة‪.‬‬ ‫مكافحة التمرد الصغيرة على‬
‫المقاتالت النفاثة‬
‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬

‫المقاتالت‬
‫النفاثة الحديثة أعجوبة في القوة‬
‫والتعقيد‪ ،‬فهي مسلحة بصواريخ جو‪-‬جو‪،‬‬
‫ويمكن أن تصل سرعتها إلى ‪ 1,600‬كيلومتر في الساعة‪ ،‬لكنها فاحشة الغالء‪،‬‬
‫إذ يبدأ سعر الجيل الحالي منها من نحو ‪ 100‬مليون دوالر أمريكي لكل طائرة‪،‬‬
‫وتشير التقديرات إلى أن كل طائرة ستكلف مليار دوالر على النفقات التشغيلية‬
‫والصيانة على مدار عمرها األمثل‪.‬‬
‫وهنالك أيضاً مشكلة النفع الذي ُيرجى منها؛ ألن استخدام الطائرة المقاتلة في أي‬
‫مروحية «ويستالند لينكس» المصنعة في عام ‪ 1978‬كانت ُتستخدم في‬
‫شيء دون مستوى القتال الجوي والضربات الصاروخية هو استخدام مفرط‪ .‬ومنذ نهاية‬
‫بقاع شتى من العالم‪ ،‬مثل نيجيريا وجنوب إفريقيا‪ .‬وربما ال يزال بعضها‬
‫في الخدمة‪ ،‬وهذه الطائرة تابعة ألسطول البحرية الجنوب إفريقية‪.‬‬ ‫الحرب الباردة‪ ،‬نادراً ما حلقت القوات الجوية في أجواء متنازع عليها بشدة‪ ،‬وما أندر‬
‫مواجهة العدو المتقدم الذي يستخدم أنظمة دفاع وإلكترونيات طيران متطورة‪.‬‬
‫أوضح موقع «كي إيرو» المعني بقضايا الطيران أن الطائرات الهجومية الخفيفة‬ ‫فالحرب غير متناظرة إلى حد بعيد هذه األيام‪ ،‬إذ ُتشن ضد المتمردين‬
‫تعتبر “مصدراً من مصادر القوة الجوية الرخيصة والجاهزة” للبلدان التي تخشى‬ ‫واإلرهابيين‪ ،‬وينطبق ذلك بشدة على بقاع كثيرة من إفريقيا‪ ،‬فال يوجد قتال‬
‫التكلفة وتواجه حركات متمردة‪ ،‬فمن المعهود أن تكلفة تشغيل هذه الطائرات في‬ ‫جو‪-‬جو‪ ،‬وتشتد الحاجة إلى الطائرات األصغر واألقدر على المناورة في هذه‬
‫الساعة تبلغ نحو ‪ 2,000‬دوالر‪ ،‬أو ما يتراوح من ‪ 2٪‬إلى ‪ 4٪‬من تكلفة المقاتالت‬
‫المتقدمة‪ .‬ون َّوه الموقع إلى أن التكلفة األولية لمقاتلة مكافحة التمرد أقل من‬
‫على اليمين‪ :‬تاريخ طائرة «سيسنا بيرد دوج» حافل باستخدامها في‬
‫المقاتالت المتقدمة أيضاً‪ ،‬إذ تبدأ من نحو ‪ 10‬ماليين دوالر للطائرة الواحدة‪.‬‬ ‫مكافحة التمرد للقيام بمهام االتصال واالستطالع والمراقبة‪ .‬ودخلت‬
‫تمتلك نيجيريا إحدى أكبر القوات الجوية في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى‪،‬‬ ‫الخدمة في عام ‪ 1950‬واس ُتخدمت في بقاع شتى من العالم‪.‬‬

‫حرب فيتنام تطلبت إنتاج طائرات أفضل لمكافحة التمرد‪ ،‬وقد خدمت طائرة «سيسنا إيه‪ 37-‬دراغون‬
‫فالي» في ربوع العالم‪ ،‬وقيل إن بعضها كان ال يزال في الخدمة حتى عام ‪.2016‬‬

‫‪33‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫طائرة تجريبية من طراز «بيتشكرافت إيه تي‪ 6-‬وولفرين» تحلق فوق ميدان وايت ساندز للرماية‬
‫واختبار الصواريخ في نيو مكسيكو‪ .‬وهي طائرة هجومية خفيفة مخصصة لمكافحة التمرد وخرجت‬
‫إيثان فاغنر‪/‬القوات الجوية األمريكية‬ ‫من رحم طائرة التدريب «بيتشكرافت تي‪ 6-‬سي تكسان ‪.»2‬‬

‫وحوش صغيرة‬
‫أليك سميث‪ ،‬المحلل المختص بشؤون االستخبارات والدفاع‬

‫يقول خبراء الطيران إن لطائرات مكافحة‬


‫التمرد استخدامات شتى‪:‬‬

‫جمع المعلومات االستخبارية‪ ،‬ويشمل ذلك االستطالع‬


‫طائرة من طراز «أو‪ 2-‬سكاي ماستر» تابعة للقوات الجوية األمريكية تلقي منشورات‬
‫والمراقبة‪.‬‬
‫رقيب ويليام ديبولد‪/‬القوات الجوية األمريكية‬ ‫فوق جمهورية فيتنام في تموز‪/‬يوليو ‪.1970‬‬

‫القصف الجوي واإلسناد الجوي القريب‪.‬‬


‫وكانت واحدة من أوائل البلدان التي أدركت مزايا الطائرات الصغيرة‪.‬‬
‫أفاد موقع «تايمز إيروسبيس» اإلخباري‪“ :‬من خالل باعها في القتال‪ ،‬أوالً في‬
‫ليبيريا في إطار المجموعة االقتصادية لدول غرب إفريقيا التي تراقب قوة حفظ‬ ‫النقل لدعم المقاتلين والمدنيين‪ ،‬بما يشمل إجالء‬
‫السالم‪ ،‬ثم في الحرب الطويلة التي تخوضها ضد بوكو حرام‪ ،‬سرعان ما أدركت‬ ‫المصابين على نطاق محدود‪ .‬وكانت المروحيات‬
‫القوات الجوية النيجيرية أن مقاتالتها النفاثة السريعة على جبهات القتال كانت‬ ‫الصغيرة عبر التاريخ أنجح الطائرات في عمليات إجالء‬
‫المصابين‪.‬‬
‫أقل نفعاً بكثير لإلسناد الجوي القريب من طائراتها التدريبية المتقدمة «إيرو‬
‫إل‪ »39-‬و«داسولت ألفا جت»‪ .‬فقد شكلت الطائرة األخيرة العمود الفقري لحملة‬
‫نيجيريا الجوية ضد الجماعة اإلسالمية المتمردة‪ ،‬في حين استخدمت الكاميرون‬ ‫العمليات النفسية‪ ،‬ويشمل ذلك مكبرات الصوت والبث‬
‫ومصر والمغرب وتوغو تلك النوعية من الطائرات في عملياتها العسكرية‪”.‬‬ ‫اإلذاعي‪ .‬كما ُتستخدم إلسقاط مواد الدعاية المضادة‪،‬‬
‫كالمنشورات‪.‬‬
‫ون َّوه السيد أليك سميث‪ ،‬محلل االستخبارات والدفاع بموقع «غري‬
‫دايناميكس»‪ ،‬إلى أن الواليات المتحدة قيل إنها فكرت في تقليص برنامج طائراتها‬
‫المس َّيرة مع التركيز على استخدام طائرات مكافحة التمرد غير المس َّيرة‪.‬‬ ‫خدمات اإلمداد والتموين‪ ،‬مثل إسقاط إمدادات‬
‫الطوارئ‪.‬‬
‫وكتب يقول‪“ :‬مع ندرة الحرب بين الدول القومية‪ ،‬وتعقد الوضع بسبب‬
‫حركات التمرد المحلية وصعوبة التعامل معها‪ ،‬ستنهض طائرات مكافحة التمرد‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪34‬‬


‫بدور كبير في التخفيف من نطاق العمليات المتمردة في المستقبل والحد منها‪”.‬‬
‫ال تعتمد طائرات مكافحة التمرد هذه على طائرات التدريب دائماً‪ .‬فقد‬
‫أعلنت القوات الجوية األمريكية في عام ‪ 2022‬أنها اختارت طائرات «إيه‬
‫تي‪ 802-‬يو سكاي واردن»‪ ،‬التي تنتجها شركة «إل ‪ 3‬هاريس تكنولوجيز» وشركة‬
‫«إير تراكتور» لتصنيع الطائرات الزراعية‪ ،‬لتنفيذ مهمة «أر ِمد أوفرواتش» بإجراء‬
‫عمليات مكافحة اإلرهاب والحرب غير النظامية في أماكن مثل إفريقيا‪ .‬وأفادت‬
‫مجلة «فوربس» أن طائرات «سكاي واردن» تعتمد على جهاز لرش المحاصيل‬
‫بمروحة واحدة‪.‬‬
‫ون َّوهت فوربس إلى أن طائرات «سكاي واردن» ُاختيرت بفضل حمولتها‬
‫الكبيرة‪ ،‬وقدرتها على إطالق الصواريخ والمس َّيرات والذخائر الصغيرة‪ ،‬وقدرتها على‬
‫الطائرة «أنتونوف آن‪ »2-‬دخلت الخدمة في عام ‪ 1947‬وظلت ُتنتج‬
‫ألكثر من ‪ 50‬عاماً‪ ،‬واستخدمتها دول كثيرة في العالم مثل مصر‪.‬‬
‫حمل أجهزة استشعار متعددة وما يصل إلى سبعة أجهزة راديو تكتيكية لكشف‬
‫خط الرؤية وما وراء خط الرؤية‪.‬‬
‫يقول المؤرخون إن طائرات مكافحة التمرد الحديثة تعود إلى مطلع خمسينيات‬ ‫ليست طائرات مكافحة التمرد مجرد طائرات ثابتة الجناحين يقودها‬
‫القرن العشرين‪ ،‬وذلك حين شرعت الواليات المتحدة في تجربة طائرات التدريب‬ ‫طيار؛ ذلك ألن الحرب غير المتناظرة شهدت أيضاً استخدام الطائرات المس َّيرة‬
‫في كوريا وبعد ذلك بسنوات في فيتنام‪.‬‬ ‫والمروحيات‪ .‬ولكن للمروحيات نقاط ضعف واضحة أمام إطالق النار‪ ،‬ويغلب‬
‫كتب السيد روبرت دور في مجلة «عام حافل بالدفاع‪ :‬العدد الخاص بالفضاء»‬ ‫على الطائرات المس َّيرة أنها محدودة بسبب مشاكل خط الرؤية‪.‬‬
‫في عام ‪ 2010‬يقول‪“ :‬حلق الطيارون األمريكيون في كوريا بنسخ مسلحة من‬ ‫ون َّوه سميث إلى كثرة استخدام المروحيات في مكافحة التمرد لكنها ال تخلو‬
‫طائرات التدريب «نورث أمريكان تي‪ 6-‬تيكسان» ذات المحرك المكبس المسماة‬ ‫من العيوب‪.‬‬
‫«الطائرة البعوضة» بهدف اكتشاف مواقع المدفعية وإجراء المراقبة الجوية‬ ‫فقال لمنبر الدفاع اإلفريقي عبر البريد اإللكتروني‪“ :‬على الرغم مما تبدو‬
‫األمامية‪ .‬وإجراء المراقبة الجوية األمامية‪”.‬‬ ‫عليه‪ ،‬فإن المراوح ضعيفة وهشة‪ ،‬ويمكن أن تفتك نيران األسلحة الصغيرة‬
‫وعلى مر السنين‪ ،‬وضع الخبراء العسكريون قائمة بالمعايير المقبولة لطائرات‬ ‫بالمروحيات‪ ،‬ويتزايد تعرضها لهذه النيران األرضية القاتلة نظراً لتحليقها على‬
‫مكافحة التمرد الناجحة‪ ،‬وتشمل‪:‬‬ ‫ارتفاعات وبسرعات أقل من الطائرات ثابتة الجناحين‪ .‬وال شك أن للمروحيات‬
‫أدوار مهمة في عمليات مكافحة التمرد‪ ،‬مثل تعزيز النقل الجوي وإجالء‬
‫•يجب أن تتصف الطائرة بمتانتها وقدرتها على تحمل فترات طويلة من‬ ‫المصابين‪ ،‬إال أن فوائدها تتوقف على ما تسمح به الظروف‪”.‬‬
‫االستخدام دون صيانة المحرك أو إلكترونيات الطيران‪.‬‬
‫•ويجب أن تكون مجدية من حيث التكلفة من حيث سعر شرائها وتكاليف‬ ‫بدايات طائرات مكافحة التمرد‬
‫صيانتها‪.‬‬ ‫يكاد يعود تاريخ استخدام الطائرات في مكافحة التمرد إلى فجر الطيران‪ ،‬ولكن‬

‫طائرات المراقبة والهجوم «غرومان أو‬


‫في‪ 1-‬موهوك» اس ُتخدمت على نطاق‬
‫واسع في حرب فيتنام ثم في دول أخرى‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫شركة جنوب إفريقية تنتج‬

‫طائرة جديدة لمكافحة التمرد‬


‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬

‫الناجحة «إمبراير إيه–‪ 29‬سوبر توكانو»‪ ،‬إذ توجد أكثر من ‪ 260‬طائرة «سوبر‬
‫توكانو» في الخدمة في بقاع شتى من العالم‪ ،‬مثل موريتانيا ونيجيريا‪.‬‬
‫أول طائرة هجومية للقيام بمهام المراقبة‬
‫وتوجيه الضربات الدقيقة من طراز‬ ‫شوهدت‬
‫ظلت طائرة «مواري» في مرحلة التصنيع ألكثر من عقد من الزمان‪ ،‬وهي‬ ‫«مواري»‪ ،‬و ُتعرف في األصل بطائرة «أهرالك»‪ ،‬في موزمبيق‪ ،‬تتزين بأعالم‬
‫أول طائرة عسكرية غير مس َّيرة مصممة حديثاً في جنوب إفريقيا منذ أن‬ ‫وكتابات موزمبيقية‪.‬‬
‫دخلت مروحية «رويفالك» الهجومية الخدمة ألول مرة في عام ‪ .1999‬وتأخر‬ ‫فقد أفاد موقع «ديفنس ويب» في آذار‪/‬مارس ‪ 2023‬أن هذه الطائرة‪،‬‬
‫التي يمكن استخدامها في عمليات مكافحة التمرد‪ ،‬شوهدت في محافظة كابو اإلنتاج في شباط‪/‬فبراير ‪ 2019‬بسبب خالفات تتعلق بالتعاقد والملكية الفكرية‬
‫والتمويل‪ ،‬و ُوضعت خطة إنقاذ واستُؤنف اإلنتاج في أيلول‪/‬سبتمبر ‪.2022‬‬ ‫ديلجادو‪ .‬وكشفت بيانات تتبع الرحالت الجوية أنها كانت تحلق حول مدينة‬
‫ً‬
‫تسوق الشركة طائرة «مواري» كبديل غير مكلف نسبيا للطائرات‬ ‫ناكاال في أواخر كانون الثاني‪/‬يناير ‪.2023‬‬
‫العسكرية المتطورة للقيام بمهام‬
‫المراقبة والدوريات البحرية‬
‫وعمليات مكافحة التمرد‪ ،‬كما‬
‫يمكن استخدامها ألغراض التدريب‪.‬‬
‫ويصل أقصى ارتفاع للطيران لها إلى‬
‫‪ 9.5‬كيلومتراً‪ ،‬وتبلغ سرعتها القصوى‬
‫‪ 460‬كيلومتراً في الساعة‪ ،‬ويزيد‬
‫مدى مهمتها على ‪ 1,000‬كيلومتر‬
‫بالذخيرة‪ ،‬ويصل إجمالي وقت‬
‫تحليقها إلى ‪ 6.5‬ساعة‪.‬‬
‫وأوضح مسؤولو الشركة أن‬
‫الطائرة قادرة على اإلقالع والهبوط‬
‫على مسافات قصيرة‪ ،‬ومزودة‬
‫بمعدات هبوط قابلة للسحب‬
‫متطورة لتناسب مواقع الهبوط شبه‬
‫وغير الممهدة‪ .‬وتتميز بمحرك غير‬
‫عادي ثنائي الذيل وأحادي الدفع‬
‫وجناحين علويين مائلين لألمام‪.‬‬
‫وأعلنت الشركة عن خطط لبيع‬ ‫مصنعة في جنوب إفريقيا‪.‬‬
‫َّ‬ ‫طائرة «مواري» عبارة عن طائرة جديدة للقيام بمهام المراقبة وتوجيه الضربات الدقيقة‬
‫مجموعة باراماونت‬
‫الطائرة بسعر يقرب من ‪ 10‬ماليين‬
‫دوالر‪ ،‬وهذا السعر قريب من سعر‬
‫طائرات مكافحة التمرد الشبيهة بها في بقاع أخرى من العالم‪.‬‬ ‫وكلمة «أهرالك» هي االختصار اإلنجليزي لمصطلح طائرة االستطالع‬
‫وأفاد موقع «ناشيونال إنترست» أن الشركة تسوق طائرات «مواري»‬ ‫الخفيفة المتقدمة عالية األداء‪ .‬وذكر «ديفنس ويب» أنها ثالث طائرة‬
‫للبلدان اإلفريقية باألخص‪ ،‬ونقل عن الشركة قولها‪“ :‬لقد تغيرت أنواع‬ ‫«أهرالك» ُتصنع‪ ،‬بعد نموذجين أوليين‪ ،‬وهي واحدة من طائرتين مخصصتين‬
‫التهديدات التي تواجهها دول العالم تغيراً كبيراً خالل السنوات القليلة الماضية‪،‬‬ ‫لمرحلة ما قبل اإلنتاج‪ ،‬وحلقت ألول مرة في نيسان‪/‬أبريل ‪.2022‬‬
‫والكثير من التهديدات التي نواجهها ال تبرر تكلفة تشغيل المقاتالت النفاثة‬ ‫وهذه الطائرة من إنتاج شركة «مجموعة باراماونت لصناعات الطيران»‬
‫السريعة‪”.‬‬ ‫بجنوب إفريقيا‪ ،‬وقالت باراماونت في أيلول‪/‬سبتمبر ‪ 2022‬إن أربع طائرات‬
‫كما تعتزم الشركة تصنيع طائرة ثانية‪ ،‬اسمها «برونكو ‪ ،»2‬بحيث تراعي في‬ ‫كانت على خط اإلنتاج في مصنع مطار وندربوم بالقرب من بريتوريا‪ ،‬وتقدم‬
‫تصميمها سرعة تفكيكها ونقلها وإعادة تجميعها في ميدان القتال عن طريق‬ ‫عميالن بطلبات لشراء تسع طائرات‪ .‬وهذه الطائرات مصممة لمنافسة‬
‫طاقم صغير‪ ،‬وتعتزم تصنيعها في مدينة كريستفيو بوالية فلوريدا األمريكية‪.‬‬ ‫الطائرات الصغيرة األخرى التي تعمل بالمراوح‪ ،‬وال سيما الطائرة البرازيلية‬
‫طائرة «روكويل أو في‪ »10-‬دخلت الخدمة في عام ‪ ،1959‬واشترت القوات‬
‫الجوية الملكية المغربية ست طائرات منها لعمليات مكافحة التمرد‪.‬‬

‫تحل محل طائرات مكافحة التمرد غير المس َّيرة في المستقبل‪.‬‬


‫يقول موقع «كي إيرو» إنه من السابق ألوانه أن نفترض أن الطائرات المس َّيرة‬
‫ستحل محل طائرات مكافحة التمرد في نهاية المطاف‪“ :‬ومن أسباب ذلك أن‬
‫الطائرات المس َّيرة ليست بالضرورة «الخيار األرخص» كما يشيع االعتقاد بذلك؛‬
‫فقد ن َّوه تقرير حديث صادر عن… مركز الدراسات االستراتيجية والدولية إلى أن‬
‫تكاليف الطائرات المس َّيرة يمكن أن تضاهي تكاليف الطائرات غير المس َّيرة على‬
‫المدى الطويل‪ ،‬فالتكاليف السنوية لطائرة «إم كيو‪ 9-‬ريبر» [المس َّيرة]‪ ،‬على سبيل‬
‫المثال‪ ،‬تقارب ‪ 3‬ماليين دوالر‪”.‬‬
‫وفي حديثه مع «كي آيرو»‪ ،‬أوضح السيد دوغ باري من المعهد الدولي‬
‫للدراسات االستراتيجية أن مقارنات التكلفة بين الطائرات المس َّيرة وطائرات‬ ‫طياران يستعدان للتحليق بطائرة هجومية خفيفة من طراز‬
‫مكافحة التمرد غير المس َّيرة يمكن أن تكون مضللة‪.‬‬ ‫وكالة األنباء الفرنسية‪/‬صور غيتي‬ ‫«سوبر توكانو» وصلت حديثاً‪.‬‬
‫فقال إن تكلفة طائرة مكافحة التمرد غير المس َّيرة ستكون أكثر في البداية‪:‬‬
‫“إال أن هذا ال يأخذ في الحسبان تكاليف التدريب‪ ،‬أو األقمار الصناعية التي‬ ‫•يجب أن تكون قادرة على الطيران بسرعة في حاالت الطوارئ‪.‬‬
‫عليك توفيرها في المدار حتى تعمل الطائرة المس َّيرة‪ ،‬أو الدعم الخلفي للتشغيل‬ ‫•يجب أن تكون شديدة القوة بحيث تصمد في حاالت الهبوط على األراضي‬
‫واالستغالل‪ ”.‬وفي حالة استخدام الطائرات المس َّيرة‪“ ،‬فإن لم يكن لديك رابط قمر‬ ‫الوعرة وغير الممهدة‪ .‬وحبذا لو كانت قادرة على تنفيذ عمليات إقالع‬
‫صناعي‪ ،‬فأنت مقيد برابط بيانات مباشر من خط الرؤية‪ ،‬وعليك االستثمار في‬ ‫وهبوط قصيرة من المدارج المؤقتة‪.‬‬
‫قدرة أقمار صناعية أو تكليف غيرك بالقيام بذلك‪”.‬‬ ‫•يجب أن تكون قيادتها سهلة‪ ،‬ألن إجراءات التشغيل البسيطة تسهل عملية‬
‫وقال سميث لمنبر الدفاع اإلفريقي إنه “من شبه المؤكد” أن الطائرات‬ ‫تدريب الطيارين‪ .‬كما أن بساطة تشغيلها تسهل صيانتها؛ وهذه نقطة شديدة‬
‫المس َّيرة ستهيمن على المجال الجوي لعمليات مكافحة التمرد في المستقبل‪،‬‬ ‫األهمية للحفاظ على تشغيل األسطول الجوي‪.‬‬
‫ولكن لن تنتفي الحاجة إلى الطائرات الهجومية الخفيفة‪.‬‬ ‫•يجب أن تتمتع هذه الطائرات بسرعات «تحويم» منخفضة‪ ،‬مع قطع‬
‫فيقول‪“ :‬ال يعني ذلك بالضرورة أن الطائرات الخفيفة غير المس َّيرة لن يكون‬ ‫مسافات جيدة وقلة استهالك الوقود‪.‬‬
‫لها مكان في قابل األيام؛ وإنما يعني أن دورها سيقل بشدة‪ .‬وستظل الطائرات‬ ‫•يجب أن تكون قادرة على الوصول إلى المناطق النائية بسرعة مع دعم‬
‫غير المس َّيرة األداة األساسية لتنفيذ العمليات في المجال الجوي المتنازع عليه‪،‬‬ ‫القوات بالتعزيزات واإلمدادات‪.‬‬
‫ويتجلى نفعها عند الحاجة إلى درجة معينة من التدخل البشري الفوري في‬
‫عملية اتخاذ القرار‪ ،‬وتتصف بأنها أسرع‪ ،‬ولذلك حين يتطلب األمر سرعة التعامل‬ ‫تزايدت أهمية برامج مكافحة التمرد إبان نهاية القرن العشرين مع شيوع‬
‫مع وضع متطور‪ ،‬فإن الطائرات المس َّيرة ليست الخيار األفضل بكل تأكيد‪q ”.‬‬ ‫الحروب غير المتناظرة‪ ،‬ويذهب بعض الخبراء إلى أن الطائرات المس َّيرة يمكن أن‬

‫‪37‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫تقاسم العبء‬
‫الدول تدرس سبل تلبية احتياجات القارة من النقل الجوي‬
‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬

‫طائرتان من طراز «سي‪ 130 -‬هيركوليز» تسلمتهما القوات المسلحة النيجرية تقفان على خط الطيران‬
‫في نيامي؛ تظل الطائرة «سي‪ »130 -‬أشهر طائرات النقل العسكرية في العالم بفضل تصميمها ومتانتها‪.‬‬
‫رقيبة فنية ستيفاني لونغوريا‪/‬القوات الجوية األمريكية‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪38‬‬


‫إلى الكونغو الديمقراطية في آذار‪/‬مارس ‪.2023‬‬
‫لطالما تعرقلت بعثات حفظ السالم بسبب نقص إمكانيات‬
‫نزل جنود حفظ السالم من أبناء جنوب السودان‬ ‫لما‬
‫َّ‬
‫من على متن طائرة نقل عسكرية تابعة للقوات الجوية‬
‫الكينية من طراز «سي‪ 27 -‬جيه سبارتان» على أراضي جمهورية النقل الجوي‪ ،‬فلم يكن بوسع البلدان نقل القوات والعتاد إلى‬
‫األماكن التي احتاجت إليهم في الوقت المناسب‪.‬‬ ‫الكونغو الديمقراطية‪ ،‬كانوا يوفون بوعد قطعته بالدهم على‬
‫قال اللواء جون موغ َرفاي أومندا‪ ،‬قائد القوات الجوية‬ ‫نفسها‪.‬‬
‫الكينية‪ ،‬لمنبر الدفاع اإلفريقي‪“ :‬يعتبر الجسر الجوي‬ ‫فقد كان رئيس جنوب السودان قد وعد بإرسال ‪750‬‬
‫االستراتيجي من األصول التي تحلم بها كل دولة‪ ،‬ولكن حيازة‬ ‫جندياً للمشاركة في القوة اإلقليمية لمجموعة شرق إفريقيا‪.‬‬
‫وترتب على وصولهم إلى غوما يومي ‪ 2‬و‪ 3‬نيسان‪/‬أبريل ‪ 2023‬مثل هذه المعدات مكلفاً للغاية؛ وبالنظر إلى [ناتجنا المحلي‬
‫اإلجمالي]‪ ،‬في إفريقيا بشكل عام‪ ،‬فإن تشغيل الجسر الجوي‬ ‫أن بلغت تلك البعثة المصممة إلحالل السالم شرقي الكونغو‬
‫االستراتيجي ال يخلو من التحديات‪”.‬‬ ‫الديمقراطية المضطرب مرحلة نشرها الكامل‪.‬‬
‫ولحل هذا النقص‪ ،‬تبحث دول القارة عن طرق مبتكرة‬ ‫وبالنسبة لجنوب السودان‪ ،‬تلك الدولة التي استضافت‬
‫لشراء الطائرات وصيانتها وتجميع الموارد‪ .‬وبالنسبة للقارة‪،‬‬ ‫قوات حفظ سالم أجنبية منذ استقاللها‪ ،‬كانت القدرة على‬
‫قد يشكل ذلك الفرق بين التدخل في الوقت المناسب لتدارك‬ ‫إرسال قوات إلى الخارج لحظة تاريخية‪.‬‬
‫األزمة والوصول بعد فوات األوان‪.‬‬ ‫قالت السيدة أنجلينا تيني‪ ،‬وزيرة الدفاع وشؤون‬
‫المحاربين القدامى آنذاك‪ ،‬قبل إرسال الجنود‪“ :‬كلنا فخر اليوم‬
‫التحديات‬ ‫ألن علم جمهورية جنوب السودان س ُيرفرف في ظل سعي‬
‫أفراد من القوة اإلقليمية‬ ‫الكثير من حكومات إفريقيا التي تبلغ مساحتها ‪ 30‬مليون‬ ‫المنطقة إلى نشر االستقرار والسالم؛ وهذه فرصة عظيمة لنا‬
‫لمجموعة شرق إفريقيا‬ ‫كيلومتر مربع مسؤولة عن مساحات شاسعة من األراضي التي‬ ‫لتغيير صورة هذه الدولة‪”.‬‬
‫يرحبون بأفراد من قوات‬
‫تتصف ببنية تحتية محدودة للطرق أو السكك الحديد أو‬ ‫كما أظهر وصول هؤالء الجنود أهمية شراكات الجسر‬
‫الدفاع الشعبي لجنوب‬
‫السودان في غوما‪.‬‬ ‫الموانئ‪ .‬ويثير ذلك مشكلة ُتعرف أحياناً بمصطلح «استبداد‬ ‫الجوي‪ ،‬فربما لم يكن نشرهم ممكناً لوال دعم القوات الجوية‬
‫القوة اإلقليمية لمجموعة شرق إفريقي‬ ‫الكينية‪ .‬كما نقلت القوات الجوية الكينية ‪ 100‬جندي بوروندي المسافة»‪.‬‬

‫‪39‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫موغرفاي أومندا‪ ،‬قائد القوات الجوية الكينية‬
‫َ‬ ‫اللواء جون‬
‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬

‫لم تكن لديك وسائل النقل الجوي لنقلهم إلى هناك‪ ،‬وال يمكنك االحتفاظ بالقوات‬ ‫تحتوي القارة على ‪ 204‬كيلومتر من الطرق لكل ‪ 1,000‬كيلومتر مربع‪ ،‬أي‬
‫في منطقة العمليات لمدة ثالثة أشهر إذا لم تكن قادراً على إطعامهم‪”.‬‬ ‫نحو ‪ 22٪‬من المتوسط العالمي‪ .‬وما يقرب من ربع طرقها فقط ممهد‪ .‬والبنية‬
‫التحتية ليست موزعة بالتساوي؛ أي إن المراكز السكانية المتقدمة كثيراً ما تكون‬
‫البحث عن الطائرة المناسبة‬ ‫بعيدة عن مناطق الصراع في المناطق النائية‪.‬‬
‫الجسر الجوي نوعان‪ :‬استراتيجي وتكتيكي‪ .‬فأما الجسر الجوي االستراتيجي‪ ،‬فيتوفر‬ ‫وقال الفريق أول جان جاك موبينزي‪ ،‬أحد رجال القوات الجوية الرواندية‪،‬‬
‫من خالل الطائرات الكبيرة المصممة لنقل القوات والعتاد الثقيل إلى المواقع‪.‬‬ ‫لمجلة «القوات الجوية والفضائية»‪“ :‬منطقتنا شاسعة وتتصف بأن البنية التحتية‬
‫وأما الجسر الجوي التكتيكي‪ ،‬فيتوفر من خالل الطائرات الصغيرة أو المروحيات‬ ‫لقطاع النقل محدودة‪ ،‬ولذلك تتطلب آليات نقل جوي فعالة لتقريب المسافات‬
‫التي تزود القوات باإلمدادات طوال فترة نشرها‪.‬‬ ‫وإعادة إمداد القوات في مسرح العمليات‪ ...‬وتوصيل المساعدات اإلنسانية‪”.‬‬
‫والخيارات محدودة بالنسبة ألثقل متطلبات النقل االستراتيجي‪ ،‬وهي طائرات‬ ‫يمكن أن تكون العواقب وخيمة حين ال يتوفر هذا النقل الجوي‪.‬‬
‫ذكر مركز إفريقيا للدراسات االستراتيجية أنها قادرة على نقل العتاد للواء واحد‪،‬‬ ‫ففي عام ‪ ،2012‬حين تقدم المتمردون للسيطرة على مالي‪ ،‬تأخر تدخل‬
‫وتتراوح حمولتها القصوى من ‪ 45,000‬إلى ‪ 136,000‬كيلوجرام‪ ،‬وتتصف بأنها‬ ‫المجموعة االقتصادية لدول غرب إفريقيا لعدة أشهر بسبب غياب الجسر الجوي‪.‬‬
‫مكلفة في شرائها وصيانتها‪ ،‬إذ يمكن أن يتجاوز سعر طائرة من طراز «سي‪17 -‬‬ ‫وحدثت تأخيرات مماثلة في منطقة دارفور بالسودان في عام ‪ ،2010‬وذلك حين‬
‫غلوب ماستر» ‪ 300‬مليون دوالر أمريكي‪ ،‬وتكاد تحتاج نفس المبلغ إلجراء أعمال‬ ‫ظلت قوات االتحاد اإلفريقي واقفة عن األرض والصراع يتفاقم‪ .‬وفي النهاية‪،‬‬
‫اإلصالح والصيانة على مدار دورة حياتها‪.‬‬ ‫تدخلت هولندا لفتح الجسر الجوي الالزم‪.‬‬
‫وبالنسبة لمعظم عمليات حفظ السالم واالستجابة للطوارئ في القارة‪،‬‬ ‫ويشكل نقص الطرق تحدياً إلمداد القوات بما يلزمها فور وصولها إلى دولة‬
‫تتصف قدرات الجسر الجوي المتوسط بأنها األكثر عملية‪ .‬ويع ِّرفها المركز بأنها‬ ‫من الدول‪ .‬خالل بعثة األمم المتحدة في مالي‪ ،‬أمضت قوات حفظ السالم أسابيع‬
‫طائرات قادرة على نقل كتيبة أو كتيبتين بالعتاد إلى الموقع خالل عدة رحالت‬ ‫في نقل اإلمدادات عبر قوافل من الشاحنات من العاصمة باماكو إلى النقاط‬
‫على مدار ‪ 14‬يوماً‪ .‬وتتراوح حمولتها من ‪ 9,000‬إلى أكثر من ‪ 36,000‬كيلوجرام‬ ‫النائية في أماكن مثل تمبكتو‪ .‬وتذكر قائد قطاع سابق بالبعثة «كابوس اإلمداد‬
‫وبأسعار ميسورة عن الطائرات األخرى‪.‬‬ ‫والتموين» المتمثل في مكافحة العواصف الترابية والفيضانات والصخور التي‬
‫ولتلبية هذه الحاجة‪ ،‬لجأت بعض الدول إلى الطائرة «سي‪ ،»130 -‬التي‬ ‫تثقب اإلطارات لنقل اإلمدادات في ربوع البالد‪.‬‬
‫ُصنعت ألول مرة في عام ‪ ،1957‬إذ أثبتت جدارتها وجدواها من حيث التكلفة‪،‬‬ ‫فقال العميد متقاعد ديفيد بابورام‪ ،‬رئيس إدارة دعم البعثات باالتحاد اإلفريقي‬
‫وتعد اليوم أشهر طائرات النقل التي تستخدمها القوات الجوية في شتى بقاع‬ ‫سابقاً‪“ :‬عاد ًة ما يقولون إن العمليات تحرك اإلمداد والتموين‪ ،‬لكنني أعتقد أن سبل‬
‫العالم‪ ،‬إذ ُتستخدم ‪ 858‬طائرة «سي‪ »130 -‬أو اإلصدار «إل‪ »100 -‬منها‪ ،‬لتشكل‬ ‫اإلمداد والتموين هي التي تحرك العمليات في إفريقيا؛ ألن العمليات تتوقف على‬
‫بذلك نسبة ‪ 20٪‬من أسطول النقل العسكري العالمي‪.‬‬ ‫سبل اإلمداد والتموين المتاحة؛ فال يمكنك نقل القوات إلى الموقع «أ» أو «ب» إذا‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪40‬‬


‫وصول أفراد من قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان تمهيد ًا‬ ‫وفي تحليل لمختلف أنواع الطائرات‪ ،‬أوضح الرائد بالقوات الجوية األمريكية ريان‬
‫لنشرهم إلى مطار غوما الدولي بجمهورية الكونغو الديمقراطية‪.‬‬
‫مكون أن الطائرة «سي‪ »130 -‬هي األنسب للمهام اإلقليمية نظراً لقدرتها على التحليق‬
‫وكالة األنباء الفرنسية‪/‬صور غيتي‬
‫لمسافة تتجاوز ‪ 2,700‬كيلومتر‪ ،‬وحمل ‪ 19,000‬كيلوجرام‪ ،‬والهبوط في بيئات وعرة‪.‬‬
‫وكتب في تحليل منشور في عام ‪ 2019‬يقول‪“ :‬الطائرة «سي‪ »130 -‬هي الخيار‬
‫طائرات النقل العسكرية في العالم‬ ‫المناسب إلفريقيا؛ فمن حيث الحمولة‪ ،‬وزمن الطيران‪ ،‬والقدرة على الهبوط على‬
‫األسطح غير الممهدة‪ ،‬فهذه الطائرة فهذه الطائرة ضالة المنطقة‪ ”.‬تستخدم ‪ 10‬دول‬
‫النسبة‬ ‫األسطول النشط‬ ‫النوع‬ ‫إفريقية هذه الطائرة‪.‬‬
‫‪%20‬‬ ‫‪858‬‬ ‫سي‪/130 -‬إل‪100 -‬‬

‫‪%7‬‬ ‫‪289‬‬ ‫كينج إير‬


‫جهد مشترك‬
‫تدرس دول القارة سبل العمل بروح الفريق الواحد لتعظيم االستفادة من مواردها‪ .‬ومن‬
‫‪%7‬‬ ‫‪284‬‬ ‫سي ‪/295‬سي إن ‪235‬‬
‫مشاريع االتحاد اإلفريقي إنشاء «المركز اإلفريقي لقيادة النقل الجوي‪ »،‬والذي سيشمل‬
‫‪%6‬‬ ‫‪281‬‬ ‫سي‪17 -‬‬ ‫آلية لتبادل قدرات النقل الجوي‪ .‬ومن شأن ذلك أن يوفر طريقة الستخدام موارد الجسر‬
‫‪%5‬‬ ‫‪221‬‬ ‫آن‪26/24 -‬‬
‫الجوي للقارة لدعم متطلبات السلم واألمن‪.‬‬
‫وتقتضي هذه الخطة موافقة الدول ذات القدرات الجوية على تقديم الدعم عند‬
‫‪%5‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪76-11‬‬
‫استدعائها لذلك‪ ،‬بحيث يمكن استخدام طائراتها لنقل القوات أو العتاد لتنفيذ العمليات‬
‫‪%3‬‬ ‫‪141‬‬ ‫آن‪32/30 -‬‬ ‫األمنية‪ ،‬أو إلجالء المواطنين خالل األزمات اإلنسانية‪ ،‬أو لنقل المساعدات في حالة‬
‫‪%3‬‬ ‫‪129‬‬ ‫سيسنا ‪208‬‬ ‫الكوارث الطبيعية‪.‬‬
‫قال العقيد بالقوات الجوية التونسية قيس الصغير خالل مؤتمر استضافته بوتسوانا‬
‫‪%3‬‬ ‫‪116‬‬ ‫واي‪8 -‬‬
‫في عام ‪ 2022‬ناقش خالله فريق عمل فكرة مركز القيادة‪“ :‬أعتقد أن كل إفريقي يحلم‬
‫‪%2‬‬ ‫‪109‬‬ ‫إيه ‪ 400‬إم‬ ‫برؤية طائرة إفريقية تحمل جميع األعالم اإلفريقية على ذيلها‪ ،‬تطير في سماء القارة‬
‫‪%39‬‬ ‫‪1,655‬‬ ‫أنواع أخرى‬ ‫إلغاثة األفارقة ومساندتهم‪”.‬‬
‫وقد نجحت هذه االتفاقيات في بقاع أخرى من العالم‪ .‬ومثال ذلك أن مركز تنسيق‬
‫‪%100‬‬ ‫‪4,289‬‬ ‫اإلجمالي‬
‫الحركة في أوروبا‪ ،‬ومقره هولندا‪ ،‬عبارة عن شراكة بين ‪ 28‬دولة توفر الجسر الجوي‪،‬‬
‫المصدر‪ :‬دليل القوات الجوية العالمية لعام ‪2023‬‬
‫والجسر البحري‪ ،‬والتزود بالوقود جواً‪ ،‬والنقل البري إلى الدول األعضاء‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫الطائرة «سي‪ »130 -‬هي الخيار المناسب‬
‫إلفريقيا؛ فمن حيث الحمولة‪ ،‬وزمن‬
‫”‬
‫الطيران‪ ،‬والقدرة على الهبوط على األسطح‬
‫غير الممهدة‪ ،‬فهذه الطائرة ضالة المنطقة‪”.‬‬
‫~ الرائد بالقوات الجوية األمريكية ريان مكون‬

‫رويترز‬ ‫طائرة تابعة للقوات الجوية الجنوب إفريقية من طراز «سي‪ »130 -‬تقلع من «قاعدة ووتركلوف الجوية»‪.‬‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪42‬‬


‫طائرة نقل عسكرية تابعة للقوات الجوية الكينية «سي‪ 27 -‬جيه سبارتان» تهبط في غوما بجمهورية الكونغو الديمقراطية‬
‫القوة اإلقليمية لمجموعة شرق إفريقيا‬ ‫حاملة قوات قادمة من جنوب السودان للمشاركة في بعثة تدخل إقليمية‪.‬‬
‫ً‬

‫كما تبحث دول القارة عن سبل لتجميع مواردها لتعزيز قوتها الشرائية‪،‬‬ ‫كما تدرس دول القارة ضرورة إنشاء آليات لتبادل قدرات الجسر الجوي‬
‫على المستوى اإلقليمي‪ ،‬وال سيما لدعم القوة االحتياطية اإلفريقية‪ ،‬وهذه القوة وتكمن إحدى األفكار في توافق مجموعة من الدول على شراء أسطول صغير من‬
‫طائرات النقل تكون ملكها جميعاً‪ ،‬وكلها تشارك في تشغيلها‪ .‬ويأتي ذلك على‬ ‫تتوافق مع المجموعات االقتصادية اإلقليمية‪ ،‬وهي مكلفة باالستجابة لألزمات‬
‫غرار جناح النقل الجوي الثقيل التابع لوحدة قدرات الجسر الجوي االستراتيجي‬ ‫في أقل من ‪ 14‬يوماً‪ ،‬لكنها كثيراً ما عجزت عن االلتزام بهذا الموعد‪.‬‬
‫قال اللواء هندريك ثوثو راكغانتسوانا‪ ،‬قائد القوات الجوية البوتسوانية‪ ،‬لمجلة بالمجر‪ ،‬وهو عبارة عن شراكة تضم ‪ 12‬دولة تتبادل مواردها الجوية‪.‬‬
‫وخالل فعاليات «ندوة قادة القوات الجوية اإلفريقية» لعام ‪ 2023‬التي‬ ‫«القوات الجوية والفضائية»‪“ :‬في مجموعتنا االقتصادية اإلقليمية‪ ،‬مجموعة تنمية‬
‫الجنوب اإلفريقي‪ ،‬نعاني من كوارث وأزمات شتى‪ ،‬وليس لدينا قدرات الجسر الجوي استضافتها العاصمة السنغالية داكار‪ ،‬أعرب قادة القوات الجوية عن تفاؤلهم‬
‫بتطور مثل هذه الشراكات والجهود المشتركة‪.‬‬ ‫الالزمة‪ .‬ولهذا يتوجب علينا اآلن أن نتعاون ونجمع مواردنا‪”.‬‬
‫تحسن كل شيء‪،‬‬ ‫فقال اللواء أومندا‪ ،‬قائد القوات الجوية الكينية‪“ :‬إذا َّ‬ ‫تجلى هذا التعاون في عامي ‪ 2022‬و‪ 2023‬حين فتحت زامبيا وأنغوال‬
‫فأعتقد أننا نستطيع التعاون مع دول أخرى‪ ،‬ألن هذه هي الغاية من هذا‬ ‫جسراً جوياً لنقل األفراد والعتاد إلى بعثة مجموعة تنمية الجنوب اإلفريقي في‬
‫المنتدى‪ ،‬أي محاولة تجميع كل هذه األصول لالستخدام المشترك واستغاللها‬ ‫موزمبيق‪.‬‬
‫كلما دعت الحاجة إلى ذلك؛ لذا‪ ،‬نعم [الطائرات] مكلفة‪ ،‬وقليلة‪ ،‬ولكن يمكننا‬ ‫وقال راكغانتسوانا‪“ :‬هذه اآللية ضالتنا؛ وعلينا اآلن أن نجعلها تتناسب مع‬
‫توفيرها من خالل التعاون بين الدول‪”.‬‬ ‫الهياكل القائمة‪”.‬‬

‫‪43‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫ومخاطر‬
‫الجبارة‬ ‫فوائد‬
‫اإلمكانيات‬
‫المسيررة‬
‫المسي‬
‫َّ َّ‬ ‫الطائرات‬
‫للطائرات‬

‫رسومات منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪44‬‬
‫تعتبر نيجيريا نموذجاً لما يحدث في إفريقيا بشكل عام‬
‫بينما تنم سرعة انتشار تكنولوجيا المس َّيرات عن سباق تسلح‬
‫الطائرات المس َّيرة‪..‬‬
‫يلوح في األفق‪ ،‬إذ تعمل الطائرات المس َّيرة بالفعل على إعادة‬
‫تشكيل منهاج الجيوش من المغرب إلى جنوب إفريقيا في حماية‬ ‫فوائد في‬
‫مجال الدفاع‬
‫مواطنيها‪ ،‬ومراقبة سواحلها‪ ،‬ومكافحة الصيد الجائر للحياة البرية‪،‬‬
‫وغيرها الكثير والكثير‪.‬‬
‫ويسير نمو تكنولوجيا المس َّيرات العسكرية بالتوازي مع توافر‬
‫المس َّيرات المدنية بخطوات متسارعة‪ ،‬والكثير منها تصنعها الصين‬
‫وتسوقها‪ ،‬ويمكن أن تستخدمها الجماعات المتطرفة كسالح‪.‬‬
‫ومخاطر‬
‫قال السيد آدم روزمان‪ ،‬العضو المنتدب لشركة «حلول‬
‫المراقبة الجوية» الجنوب إفريقية لتصنيع الطائرات المس َّيرة‪،‬‬ ‫بسبب‬
‫لمنبر الدفاع اإلفريقي‪“ :‬إنها تكنولوجيا بسيطة تتطور بسرعة‪،‬‬
‫واالحتماالت كثيرة في إفريقيا‪”.‬‬ ‫هجمات المتطرفين‬
‫مسيرة؟‬
‫َمن يمتلك طائرات َّ‬
‫حلقت أول طائرات مس َّيرة في إفريقيا في عام ‪ ،1978‬وأطلقتها‬
‫واستخدام الذكاء‬
‫جنوب إفريقيا لمتابعة مجريات الحرب األهلية الدائرة فيما كان‬
‫ُيعرف بروديسيا آنذاك‪ .‬وأنتجت جنوب إفريقيا أول طائرات‬ ‫االصطناعي‬
‫مس َّيرة محلية الصنع‪ ،‬و ُتعرف أيضاً بالطائرات بدون طيار‪ ،‬في‬
‫القارة في أواخر ثمانينيات القرن العشرين‪ .‬وبدأ استخدام‬

‫تنشر‬
‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬

‫نيجيريا طائرات مس َّيرة على المعابر الحدودية‬


‫لرفع مستوى األمن على طول حدودها التي يسهل اختراقها‬
‫واكتشاف التهديدات المحتملة وهي ال تزال على ُبعد عدة‬
‫كيلومترات‪.‬‬
‫تعمل مس َّيرات «أوريون»‪ ،‬التي تصنعها شركة «إليستير»‬
‫الفرنسية األمريكية‪ ،‬على طرف سلك بألياف كيفالر بطول ‪100‬‬
‫متر‪ .‬ويمدها السلك بالطاقة الالزمة للتحليق لما يصل إلى ‪50‬‬
‫ساعة واالتصال اآلمن بالكوادر األرضية دون التأثر بالتشويش‪.‬‬
‫وهذه الطائرات المس َّيرة جزء من أسطول المس َّيرات النيجيري‬
‫الذي يجعلها واحدة من أبرز دول القارة في تكنولوجيا المس َّيرات‪.‬‬
‫ومن المحتمل أن اإلرهابيين الذين تراقبهم السلطات‬
‫المسيرات في ظل بحثها عن وسيلة منخفضة‬
‫َّ‬ ‫جيوش إفريقيا تستخدم‬
‫النيجيرية يراقبونها بطائراتهم المس َّيرة؛ إذ كشف محللون‬
‫وكالة األنباء الفرنسية‪/‬صور غيتي‬ ‫التكلفة للنهوض بقدراتها جو ًا وبر ًا وبحر ًا‪.‬‬
‫أن الجماعات اإلرهابية مثل بوكو حرام وفرعها (والية تنظيم‬
‫الطائرات المس َّيرة الحديثة في عام ‪ 2001‬حين طلبت بوتسوانا‬ ‫الدولة اإلسالمية في غرب إفريقيا) تستخدمها لجمع المعلومات‬
‫عدداً من مس َّيرات «سيلفر أرو ميكرو‪-‬في» إسرائيلية الصنع‪.‬‬ ‫االستخبارية مع تجريب استخدام األنواع الرخيصة والمتوفرة في‬
‫وأمست الطائرات المس َّيرة منذ ذلك الحين تكنولوجيا يجب أن‬ ‫األسواق منها في حمل العب َّوات الناسفة محلية الصنع التي يمكنها‬
‫تمتلكها الحكومات في ربوع القارة‪.‬‬ ‫استخدامها في استهداف أهداف مدنية وعسكرية‪.‬‬

‫‪45‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫المسيرات‬
‫َّ‬ ‫"تتحول القارة اإلفريقية إلى موقع رئيسي الستخدام‬
‫بما يتناسب مع الكثير من األغراض العسكرية وغير العسكرية‪".‬‬
‫— السيد نيكوال هيراس‪ ،‬مدير أول االستراتيجية واالبتكار بمعهد نيو الينز لالستراتيجيات والسياسات‬

‫مسيرة «بيرقدار تي بي ‪ »2‬التركية‪ ،‬التي ُنشرت خالل الحرب األهلية الليبية‪ ،‬حظيت باهتمام عدة بلدان‬
‫َّ‬
‫وكالة األنباء الفرنسية‪/‬صور غيتي‬ ‫المسيرات إلى ترساناتها‪.‬‬
‫َّ‬ ‫إفريقية تتطلع إلى إضافة تكنولوجيا‬

‫وعلقت مؤسسة «باكس» المعنية بقضايا السالم‪ ،‬ومقرها‬ ‫تكاد تستخدم كل دولة من دول القارة الطائرات المس َّيرة بشكل‬
‫هولندا‪ ،‬في تقرير حول استخدام المس َّيرات في القارة بقولها‪:‬‬ ‫أو بآخر‪ ،‬وهذه االستخدامات سلمية في الغالب‪ ،‬مثل توصيل لوازم‬
‫“هذا يعيق المناقشات الشفافة حول استخدام المس َّيرات في‬ ‫الرعاية الصحية إلى المجتمعات النائية ومراقبة محميات الحياة‬
‫األغراض العسكرية في إفريقيا‪ ”.‬وأورد تقريرها ‪ 20‬دولة في شمال‬ ‫البرية التي ال تسلم من الصيادين الجائرين‪ .‬وسلطت جائحة كورونا‬
‫إفريقيا والساحل والقرن اإلفريقي حصلت على مس َّيرات عسكرية‪،‬‬ ‫(كوفيد‪ )19-‬الضوء على قدرة المس َّيرات الوليدة في إفريقيا مع‬
‫كما يصنعها المغرب‪.‬‬ ‫استخدام المس َّيرات الجوية واألرضية منها لنشر المعلومات الحيوية‬
‫وتقول باكس‪“ :‬يتزايد استخدام عد ٍد ال ُيحصى من الطائرات‬ ‫عن الصحة العامة ومراقبة قرارات الحظر العام‪.‬‬
‫المس َّيرة في مراقبة حياة الناس في ربوع شمال إفريقيا والساحل‬ ‫قال السيد نيكوال هيراس‪ ،‬مدير أول االستراتيجية واالبتكار‬
‫والقرن اإلفريقي وترك أثر في حياتهم‪”.‬‬ ‫بمعهد نيو الينز لالستراتيجيات والسياسات‪ ،‬لمنبر الدفاع اإلفريقي‪:‬‬
‫وفي إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى‪ ،‬باتت جنوب إفريقيا‬ ‫“تتحول القارة اإلفريقية إلى موقع رئيسي الستخدام المس َّيرات بما‬
‫من أبرز الدول في تصنيع الطائرات المس َّيرة‪ ،‬فتصنعها لبيعها إلى‬ ‫يتناسب مع الكثير من األغراض العسكرية وغير العسكرية‪”.‬‬
‫دول أخرى‪ ،‬وفكرت في نشرها على طول حدودها البالغ طولها‬ ‫وتقل شفافية الدول بشأن استخدام المس َّيرات في جيوشها‪.‬‬
‫‪ 5,244‬كيلومتراً‪ .‬كما تصنع نيجيريا هي األخرى طائراتها المس َّيرة‪،‬‬ ‫ويقول النقاد إن غياب الشفافية يثير بواعث القلق بشأن ما‬
‫وتسلمت الكاميرون مس َّيرات عسكرية صغيرة في عام ‪.2018‬‬ ‫إذا كان ُتستخدم وفقاً للمعايير الدولية لحقوق اإلنسان وقواعد‬
‫ونشرت كينيا طائرات مس َّيرة لمراقبة متمردي حركة الشباب‬ ‫االشتباك المتعارف عليها أم ال‪.‬‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪46‬‬


‫وهي أداة مفيدة لمراقبة الصيادين الجائرين الذين كثيراً ما‬ ‫في جارها الصومال‪ .‬كما نشرت جمهورية الكونغو الديمقراطية‬
‫ينشطون تحت ستار الليل‪ .‬كما يمكنها التحليق فوق هدف بل‬ ‫وموزمبيق طائرات مس َّيرة على جبهات القتال‪.‬‬
‫ومراقبة هدف لفترة طويلة‪ .‬ويصعب اكتشافها بل وإسقاطها‬ ‫وأضافت بوتسوانا وساحل العاج والسودان وزامبيا طائرات‬
‫بسبب حجمها الصغير‪.‬‬ ‫مس َّيرة تكتيكية متوسطة الحجم إلى أسطولها العسكري‪ .‬وأدى‬
‫ويرى روزمان أن وجود طائرات مس َّيرة فوق سفينة صيد‪ ،‬أو‬ ‫نجاح مس َّيرات «بيرقدار تي بي ‪ »2‬التركية في الحرب األهلية‬
‫على طول الحدود‪ ،‬أو فوق متنزه للحياة البرية‪ ،‬يمكن أن يبث‬ ‫الليبية إلى زيادة شهرة المس َّيرات المسلحة؛ واشترتها جيوش‬
‫الخوف في نفوس من تسول لهم أنفسهم ارتكاب ما يخالف‬ ‫إثيوبيا والمغرب ورواندا وتوغو وتونس‪ ،‬كما تدرس أنغوال إضافتها‬
‫القانون؛ خوف يمكن أن يثنيهم عن نواياهم الخبيثة‪.‬‬ ‫إلى أسطولها‪.‬‬
‫ولكن للطائرات المس َّيرة حدود مع كل ما تتمتع به من‬ ‫وقال هيراس‪“ :‬أظهر استخدام المس َّيرات التركية في ليبيا‬
‫قدرات‪ ،‬إذ يمكن تعطيلها من خالل التشويش أو االختراق‬ ‫للدول متوسطة ومحدودة الدخل في ربوع العالم أن الطائرات‬
‫وقلبها على مشغليها‪ ،‬ويمكن أال تحلق بسبب العواصف‬ ‫المس َّيرة ستوفر لها قوة جوية رخيصة يمكن أن تسحق عدوها في‬
‫الرملية أو األشجار الكثيفة أو الغيوم‪ ،‬وكل هذه الظروف‬ ‫ساحة المعركة‪”.‬‬
‫شائعة في إفريقيا‪.‬‬
‫كما تعمل لفترات زمنية محدودة قبل أن تضطر إلى إعادة‬ ‫أداة لمضاعفة القوة‪ ..‬ولكن بحدود‬
‫التزود بالوقود أو إعادة الشحن‪ ،‬ويمكن أن يشكل ذلك تحدياً‬ ‫سواء أكانت تتعقب قوارب الصيد غير القانوني في البحر‪ ،‬أم‬
‫الستخدامها لتغطية مسافات شاسعة بكفاءة وفعالية‪.‬‬ ‫تالحق الصيادين الجائرين في محمية للحياة البرية‪ ،‬أم تستهدف‬
‫وقال روزمان لمنبر الدفاع اإلفريقي‪“ :‬ليست الطائرة المس َّيرة‬ ‫الخاليا اإلرهابية‪ ،‬فقد أمست الطائرات المس َّيرة إضافة قوية‬
‫ح ًال سحرياً سيحل كل مشاكلك؛ فال زلت تحتاج كوادر على األرض‪”.‬‬ ‫لترسانة األجهزة األمنية في ربوع القارة‪.‬‬
‫ون َّوه إلى كثرة تجاهل تلك القيود في ظل الهالة المرتبطة‬ ‫تقول المحللة كارين ألن في مقالها لمركز إفريقيا للدراسات‬
‫بتكنولوجيا المس َّيرات‪ ،‬فتنهال الدول والشركات على القادة‬ ‫االستراتيجية‪“ :‬يمثل استخدام الطائرات المس َّيرة نسخة جديدة‬
‫األفارقة بعروض المس َّيرات‪ ،‬وبعضها يعدهم بوعود ال تستطيع‬ ‫للتكنولوجيا الرقمية‪”.‬‬
‫مس َّيراتها الوفاء بها‪.‬‬ ‫تستطيع الجيوش المتعثرة مالياً إضافة قدرات جديدة إلى‬
‫ترسانتها العسكرية بفضل انخفاض تكلفة تكنولوجيا المس َّيرات‬
‫قادة عسكريون نيجيريون ومسؤولون من شركة‬
‫مسيرات «أوريون» التي‬ ‫«إليستير» يستعرضون‬
‫مقارنة بسفينة بحرية كبيرة أو طائرة مقاتلة‪ .‬والطائرات المس َّيرة‬
‫َّ‬
‫إليستيه‬ ‫تنشرها نيجيريا لتأمين الحدود‪.‬‬ ‫المزودة بتقنية األشعة تحت الحمراء يمكنها أن ترى في الظالم‪،‬‬
‫مسيرات تجارية إلجراء مهام‬
‫َّ‬ ‫المقاتلون على جانبي الحرب األهلية الليبية استخدموا‬
‫وكالة األنباء الفرنسية‪/‬صور غيتي‬ ‫ومسيرات عسكرية لمهاجمة األهداف‪.‬‬
‫َّ‬ ‫المراقبة واالستخبارات‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪48‬‬


‫زاكاري كالينبورن‪ ،‬الزميل غير المتفرغ في برنامج التكنولوجيا‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬يتوقع القادة العسكريون أحياناً أن تقوم‬
‫االستراتيجية التابع لمركز الدراسات االستراتيجية والدولية‬ ‫الطائرات المس َّيرة بأشياء ال يمكنها القيام بها‪ ،‬كالرؤية داخل دبابة‪.‬‬
‫والمتخصص في دراسة الطائرات المس َّيرة‪ ،‬أن التقرير أشار إلى‬ ‫ويقول روزمان مازحاً‪“ :‬يمكنك دائماً معرفة األفالم التي كانوا‬
‫أن هذه هي المرة األولى التي اكتشف فيها نظام أسلحة مزود‬ ‫يشاهدونها‪”.‬‬
‫بتقنيات الذكاء االصطناعي أشخاصاً وقتلهم دون أي تدخل بشري‪.‬‬ ‫أنتج البحث عن الطائرات المس َّيرة األكثر تقدماً خليطاً‬
‫وقال لمنبر الدفاع اإلفريقي إن جميع المكونات الالزمة إلنتاج‬ ‫تكنولوجياً من دول شتى‪ ،‬كالصين وإيران وإسرائيل وتركيا‪.‬‬
‫مثل هذه الطائرة المس َّيرة موجودة بالفعل‪.‬‬ ‫وذكر روزمان أن المستخدمين باتوا تائهين وسط دوامة من‬
‫البرامج واللغات‪.‬‬
‫المستقبل‪ :‬هجمات األسراب‬ ‫وبعد شراء التكنولوجيا‪ ،‬يرفض بعض القادة بعد ذلك إنفاق‬
‫أوضح السيد بريندان كانون‪ ،‬الذي يدرس اآلثار المترتبة على‬ ‫مبالغ إضافية لتدريب المشغلين‪ ،‬بل يتركونهم يستكشفونها‬
‫تكنولوجيا المس َّيرات في جامعة خليفة بدولة اإلمارات العربية‬ ‫بأنفسهم‪ .‬ويمكن أن يؤدي منهج «افعل ذلك بنفسك» إلى فقدان‬
‫المتحدة‪ ،‬أن تجربة ليبيا مع الطائرات المس َّيرة كانت فريدة من‬ ‫الطائرات المس َّيرة في قاع المحيط أو في كومة حطام على األرض‪،‬‬
‫نوعها في القارة‪ ،‬ولكن قد ال يدوم الحال طوي ًال‪.‬‬ ‫بل ال تكاد تستطيع التحليق على اإلطالق أحياناً‪.‬‬
‫وقال لمنبر الدفاع اإلفريقي عبر البريد اإللكتروني‪“ :‬أود أن‬ ‫ويقول روزمان‪“ :‬في هذه القارة عتاد كثير ال ُيستخدم‪”.‬‬
‫أقول إن سباق تسلح بات وشيكاً‪ ،‬لكن بدايته بطيئة ألسباب تتعلق‬
‫بقلة الموارد وتوفر الطائرات المس َّيرة‪ ”.‬وأضاف أن هذا السباق‬ ‫سباق تسلح بالذكاء االصطناعي‬
‫يمكن أن يقوي شوكة الجماعات المتطرفة حين يبدأ إذا لم تحاذر‬ ‫في إطار تهافتها على شراء الطائرات المس َّيرة‪ ،‬يمكن أن تجد‬
‫الدول‪ ،‬إذ يمكن تحويل الطائرات المس َّيرة المتوفرة في األسواق‬ ‫البلدان اإلفريقية نفسها قريباً أنها تحولت إلى ساحة اختبار‬
‫إلى أسلحة مع أنها ال تستطيع أن تحمل سوى أوزان خفيفة‪.‬‬ ‫للخطوة التالية في تكنولوجيا المس َّيرات؛ ونقصد بذلك الذكاء‬
‫وقال‪“ :‬يمكن أن تمنحها أفضلية لشن هجمات مسلحة (وإن‬ ‫االصطناعي‪.‬‬
‫كان ذلك على نطاق محدود) على أهداف تمثل سلطة الدولة تتصف‬ ‫فقال هيراس لمنبر الدفاع اإلفريقي‪“ :‬باتت إفريقيا سوقاً‬
‫بحساسيتها ووضوحها للعيان‪ ،‬كالقصور الرئاسية أو مراكز الشرطة‪،‬‬ ‫ناشئة لهذا االتجاه‪ .‬ويمكن أن تكون موقعاً رئيسياً لعمل النماذج‬
‫بسبب ضعف الدفاعات الجوية أو غيابها في معظم الدول‪”.‬‬ ‫األولية من المس َّيرات ذاتية التحكم في السياقات العسكرية عند‬
‫ويرى كالينبورن أن تقدم البرمجيات يمكن أن يساعد‬ ‫تزويدها بقدرات قادرة على تنفيذ مهام عسكرية‪”.‬‬
‫المتطرفين على مواجهة التكنولوجيا العسكرية للحكومات من‬ ‫ربما قدمت الحرب األهلية الليبية بالفعل لمحة عن هذا‬
‫خالل استخدام عشرات أو مئات الطائرات المس َّيرة المتوفرة في‬ ‫المستقبل‪ ،‬إذ أمست ليبيا خير نموذج الستخدام الطائرات‬
‫األسواق لشن هجمات في «أسراب»‪.‬‬ ‫المس َّيرة في القتال بعد توجيه ما يقرب من ‪ 1,000‬ضربة جوية‬
‫وقال لمنبر الدفاع اإلفريقي إن تكنولوجيا المس َّيرات مكنت‬ ‫باستخدامها‪ .‬وما كان من السيد غسان سالمة‪ ،‬المبعوث الخاص‬
‫العناصر غير التابعة للدولة ألول مرة في التاريخ من السيطرة على‬ ‫لألمم المتحدة في ليبيا‪ ،‬إال أن وصف الصراع الليبي بأنه يمثل‬
‫األجواء فوق منطقة معينة‪.‬‬ ‫“أكبر مسرح لحرب الطائرات المس َّيرة في العالم‪”.‬‬
‫وأشارت ألن أن الدول تكافح سباق التسلح المحتمل بالطائرات‬ ‫خرج تقرير لألمم المتحدة عن ساحة المعركة الليبية‬
‫المس َّيرة من خالل تشديد المراقبة وربما فرض قيود على استيراد‬ ‫يشير إلى أن مس َّيرة «كارغو‪ »2-‬التركية المزودة بتقنيات الذكاء‬
‫تكنولوجيا المس َّيرات؛ وهذه خطوة يرى محللون آخرون أنه‬ ‫االصطناعي قد تكون “الحقت” مقاتلي العدو “واشتبكت معهم‬
‫يصعب تنفيذها بفعالية‪ ،‬نظراً لسهولة اختراق حدود القارة وكثرة‬ ‫عن ُبعد” دون أوامر من الكوادر البشرية‪.‬‬
‫االستخدامات المشروعة للطائرات المس َّيرة التجارية؛ فيقول روزمان‬ ‫وتصف الشركة المصنعة لمس َّيرات «كارغو‪ »2-‬هذه الطائرة‬
‫إن الجماعات تستطيع استيراد مس َّيرات السباق‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬ ‫رباعية المراوح بأنها مصممة للتحويم فوق الهدف بقدرات مالحة‬
‫ثم تستغلها في حمل العب َّوات الناسفة محلية الصنع‪.‬‬ ‫وضربات دقيقة مستقلة تماماً‪ ،‬وتتطلب عملية توجيه الضربة‬
‫ويقول هيراس‪“ :‬ال يوجد حالياً وسيلة ناجعة لمكافحة‬ ‫الجوية تدخل عنصر بشري‪ ،‬نق ًال عن موقع «كارغو‪ »2-‬اإللكتروني‪.‬‬
‫استخدام الطائرات المس َّيرة بهذه الطريقة؛ وإن وبال استخدام‬ ‫والتقرير األممي غير متأكد مما إذا كانت هذه هي الطريقة‬
‫القوات غير الحكومية ألساطيل كبيرة من المس َّيرات التجارية‬ ‫التي حدث بها الهجوم بالفعل‪.‬‬
‫الصغيرة سريعة الحركة وغير الملفتة لألنظار ضد معظم الجيوش‬ ‫وجاء في التقرير‪“ :‬تعرضوا مع انسحابهم لمضايقات مستمرة‬
‫اإلفريقية ينبغي أن يجعل قيادات األركان العامة في ربوع القارة‬ ‫من المس َّيرات القتالية وأنظمة األسلحة الفتاكة ذاتية التحكم‪”.‬‬
‫ال تهنأ بنوم‪q ”.‬‬ ‫وفي حديثه مع صحيفة «نيويورك تايمز»‪ ،‬أوضح السيد‬

‫‪49‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫احلفاظ على‬

‫صالحيةاألسطول‬
‫للطيران‬

‫رسومات منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫جتاهل التكلفة وقطع الغيار والتدريب الالزم‬
‫للحفاظ على الطائرات حتى فوات األوان‬
‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬

‫القوات الجوية الجنوب إفريقية واحدة من أكبر‬ ‫تعتبر‬


‫القوات في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى‪ ،‬فأسطولها من‬
‫المقاتالت النفاثة من األساطيل األكثر تقدماً في القارة‪ ،‬إذ يتألف‬
‫من طائرات «ساب جاس‪ 39-‬غريبن»‪ ،‬ويضم ‪ 15‬مروحية هجومية‪.‬‬
‫ولكن حتى منتصف عام ‪ ،2023‬توقفت نصف طائرات «غريبن»‬
‫عن الطيران‪ ،‬كما توقفت أعداد كبيرة من أهم مروحيات األسطول‪،‬‬
‫وهي مروحيات النقل «أوريكس» ومروحيات «رويفالك» الهجومية‪.‬‬
‫وأفاد موقع «ديفنس ويب» أن بدن أربع طائرات فقط من‬
‫أصل ‪ 11‬طائرة في أسطول مروحيات «رويفالك» كان صالحاً‬
‫للخدمة‪ ،‬في حين كان بدن السبع األخرى إما غير صالح للخدمة‬
‫أو يخضع للصيانة‪ .‬ولم يكن يصلح للخدمة سوى ‪ 13‬محركاً من‬
‫أصل ‪ 23‬محركاً في األسطول‪.‬‬
‫كما كان الوضع مع مروحيات «أوريكس» على نفس القدر‬
‫من التدهور‪ ،‬إذ يتضمن ‪ 39‬مروحية‪ ،‬ال يعمل سوى سبع منها‪،‬‬
‫ويقف ‪ 13‬منها في مركز إصالح مملوك للدولة‪ ،‬وتقف ‪ 19‬أخرى‬
‫في أسراب منتظرة دورها في اإلصالح‪.‬‬
‫كانت المشكلة تكمن في نقص التمويل الالزم للصيانة‬
‫واإلصالح‪ .‬فكانت مروحيات «رويفالك» تخضع لعملية إصالح‬
‫شامل للمحرك وأنظمة نقل الحركة بعد مرور ‪ 15‬عاماً‪ ،‬ولكن ص َّرح‬
‫يكف إلصالح أكثر من أربعة‬ ‫مسؤولون حكوميون أن التمويل لم ِ‬
‫محركات‪ .‬ومن غير المحتمل أن تتحسن حالة أسطول القوات‬
‫الجوية من المروحيات في المستقبل المنظور‪ ،‬في ظل خفض‬
‫ميزانيتها بنسبة ‪ 30٪‬للعام المالي ‪.2024-2023‬‬
‫أوقف المسؤولون أسطول «غريبن» في آب‪/‬أغسطس ‪2021‬‬
‫بعد أن حرمت تخفيضات الميزانية القوات الجوية من عقود‬
‫الصيانة‪ .‬فلم ُيسمح لها بالطيران بسبب عدم صيانتها‪ ،‬مما حرم‬
‫البالد من مقاتالتها الرئيسية‪.‬‬
‫وأفاد موقع «إيرو تايم» اإلخباري أن عقداً جديداً دخل‬
‫حيز التنفيذ في أيلول‪/‬سبتمبر ‪2022‬؛ ولكن على نطاق محدود‪.‬‬
‫فبعد مفاوضات بين هيئة المشتريات العسكرية في البالد‬
‫وشركتي «ساب» السويدية و«جي كيه إن» البريطانية للصيانة‪،‬‬
‫استشاري بالقوات الجوية األمريكية يتحدث‬ ‫توصل الجانبان إلى حل وسط‪ .‬ويستمر هذا العقد لمدة ثالث‬
‫مع طيارين جيبوتيين حول صيانة الطائرة‬ ‫سنوات وال يقدم خدمات الصيانة سوى لـ ‪ 13‬طائرة من أسطول‬
‫« إل‪ 410‬تربوليت» في جيبوتي‪.‬‬
‫«غريبن» المؤلف من ‪ 25‬طائرة‪ .‬وخرجت الـ ‪ 12‬طائرة المتبقية‬
‫رقيب فني إيان دين‪/‬القوات الجوية األمريكية‬
‫من الخدمة‪.‬‬

‫‪51‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫أنواع شتى من الطائرات‬ ‫مشكلة شائعة‬
‫كشف تقرير القوات الجوية العالمية لعام ‪ 2023‬حجم مشكلة امتالك أنواع‬ ‫من المشكالت الشائعة التي تواجهها البلدان الساعية إلى بناء قوة جوية أنها‬
‫تشتري الطائرات ولكن ال تضع ميزانية للحفاظ على صالحيتها للطيران‪ .‬فإما أنها ال شتى من الطائرات في القوات الجوية اإلفريقية‪ .‬تضم القارة ‪ 54‬دولة‪ ،‬ولكن ال‬
‫تخصص أمواالً كافية للصيانة أو تضطر إلى خفض النفقات‪ .‬وبما أن القوات الجوية تمتلك منها قوات جوية سوى ‪ 28‬دولة‪ .‬وتوجد أساطيل تتألف من أنواع شتى من‬
‫عاد ًة ما تكون أصغر أفرع الجيش في ربوع إفريقيا‪ ،‬فإنها تعاني من نقص مستمر الطائرات‪ ،‬من أمثلتها‪:‬‬
‫في التمويل للحفاظ على سالمة أساطيلها الجوية واالستفادة منها‪ .‬ويقول الباحثون  •زامبيا‪ :‬تعتبر واحدة من أفضل القوات الجوية وسط دول جنوب إفريقيا‪،‬‬
‫وتمتلك أسطوالً يضم نحو ‪ 100‬طائرة‪ ،‬من ‪ 16‬نوعاً مختلفاً؛ بحيث تمتلك‬ ‫إن األمر يبدأ بشراء الطائرات غير المناسبة للدولة‪.‬‬
‫طائرة واحدة في كل نوع من ثالثة أنواع‪ ،‬وطائرتين في كل نوع من أربعة‬ ‫ففي ورقة بحثية منشورة في عام ‪ 2020‬بعنوان «القوة الجوية اإلفريقية‪:‬‬
‫أنواع أخرى‪.‬‬ ‫المفهوم»‪ ،‬يقول المؤلف والمفكر ستيفن بير ِغس إن الكثير من القوات الجوية‬
‫ •تنزانيا‪ :‬تمتلك نحو ‪ 40‬طائرة‪ ،‬من ‪ 14‬نوعاً مختلفاً؛ بحيث تمتلك طائرة‬ ‫“تعاني للحفاظ على أساطيل شتى من طائرات العمليات‪ ”.‬وأضاف‪“ :‬في حين‬
‫واحدة في كل نوع من ثالثة أنواع‪ ،‬وطائرتين في كل نوع من سبعة‬ ‫أن األساطيل قد تبدو ُمرضية على الورق‪ ،‬فإن غالبية الطائرات كثيراً ما تخرج من‬
‫أنواع أخرى‪.‬‬ ‫الخدمة بسبب غياب الصيانة أو نقص قطع الغيار‪”.‬‬
‫ •كينيا‪ :‬تمتلك نحو ‪ 80‬طائرة‪ ،‬من ‪ 18‬نوعاً مختلفاً؛ وال تمتلك أكثر من ثالث‬ ‫وتحدث عن مشكلة أخرى ُتعرف بمصطلح «أسطول األحاديات»؛ و ُيراد به‬
‫طائرات في كل نوع من ثمانية أنواع‪.‬‬ ‫أسطول يتكون من طائرة أو اثنتين من أنواع شتى من الطائرات‪.‬‬
‫تنجم مشكالت كثيرة عن تعدد أنواع الطائرات المستخدمة‪ ،‬إذ يصعب توفير‬ ‫وتحدث اللواء جون موغ َرفاي أومندا‪ ،‬قائد القوات الجوية الكينية‪ ،‬عن شيوع‬
‫هذه المشكلة‪ .‬فخالل فعاليات «ندوة قادة القوات الجوية اإلفريقية» لعام ‪ 2023‬قطع غيار كافية ألنواع شتى من الطائرات‪ .‬ولكل نوع مشكالت معينة لصيانته‬
‫ويتطلب تدريباً خاصاً إلصالحه‪ ،‬ويجب إرسال أنواع كثيرة إلى بلدان أخرى‬ ‫في العاصمة السنغالية داكار‪ ،‬قال لمنبر الدفاع اإلفريقي إن بالده تمتلك أنواع‬
‫إلصالحها‪ ،‬وال تتوفر قطع الغيار في أحيان كثيرة‪ ،‬ويصعب تدريب الطيارين على‬ ‫شتى من الطائرات العسكرية يصعب صيانتها وتوفير قطع غيار لها‪.‬‬
‫وقال‪" :‬يكمن التحدي األول في تنوعها [أي الطائرات]؛ وهكذا علينا توفير قطع قيادة أنواع شتى من الطائرات‪.‬‬
‫وفي تقرير بعنوان «بناء قدرة النقل الجوي في إفريقيا‪ :‬استراتيجية لرفع الكفاءة‬ ‫الغيار من كل صوب وحدب‪ ،‬ومعظم هذه األصول متقادمة‪ ،‬ودعمها يتضاءل بسرعة‪،‬‬
‫وتشكل بعض المصاعب من حيث توفير هذه القطع وتدريب الفنيين على صيانتها‪ ".‬العسكرية»‪ ،‬يقول المؤلفون بيرامي ديوب وديفيد بيتون وجين ماكونفيل‪" :‬وفض ًال‬

‫طيار يقود طائرة «إيه‪ 29-‬سوبر توكانو» يجري فحصاً أولياً في «قاعدة‬
‫مودي الجوية» بالواليات المتحدة في أيلول‪/‬سبتمبر ‪ .2021‬تسلمت نيجيريا‬
‫الدفعة األخيرة من هذه الطائرات بعد تدريب دام أكثر من عام‪.‬‬
‫طيار أول ريبيكا ميديروس‪/‬القوات الجوية األمريكية‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪52‬‬


‫ميكانيكيون من الواليات المتحدة ونيجيريا‬
‫يعملون على صيانة طائرة نقل نيجيرية من طراز‬
‫«سي‪ »130-‬في أحد الملتقيات العسكرية‪.‬‬
‫النقيب بحري المقدم ديفيد ماكنزي‪/‬القوات الجوية األمريكية‬

‫الشركات المصنعة أو إرسال الطائرة بأكملها إلى الشركة المصنعة إلصالحها‪" ،‬وهذه‬ ‫عن ارتفاع التكاليف‪ ،‬تحتاج طائرات الجسر الجوي إلى الدعم على المدى الطويل‪.‬‬
‫تكلفة كبيرة‪ ،‬وتح ٍد جسيم‪".‬‬ ‫وكثيراً ما تتجاوز تكلفة دورة حياة أنظمة الجسر الجوي‪ ،‬مثل تكاليف الصيانة والوقود‬
‫ويقول بير ِغس‪" :‬في معظم الحاالت‪ ،‬سيكون من األفضل للقوات الجوية‬ ‫والكوادر‪ ،‬سعر شراء الطائرة نفسها‪ .‬وقد أدى تجاهل هذه التكاليف إلى كثرة خروج‬
‫تشغيل بضعة أنواع من الطائرات فقط مع ما يكفي من كل نوع من الطائرات‬ ‫الطائرات من الخدمة أو تشغيلها وهي ال تستوفي معايير السالمة‪".‬‬
‫لتحقيق أقصى قدر من كفاءة التدريب واإلمدادات‪".‬‬ ‫ون َّوه بير ِغس إلى أن بعض القوات الجوية اإلفريقية تعاني أيضاً من‬
‫مشكلة الكوادر‪.‬‬
‫قصص النجاح‬ ‫فكتب يقول‪" :‬يعتبر االحتفاظ بالكوادر من التحديات التي يقل الحديث عنها‪،‬‬
‫تحرص الكثير من القوات الجوية على تغيير منهاجها في شراء الطائرات‪ ،‬فقد‬ ‫فال تكاد تراعي القوات الجوية اإلفريقية التزامات الخدمة‪ .‬ففي عدة بلدان‪ ،‬ما إن‬
‫خلص بعضها إلى حاجتها إلى طائرات أصغر وأرخص‪ ،‬وانتهى بعضها إلى حاجتها‬ ‫يخضع الطيار لتدريب جيد في تخصصات الطيران الرئيسية حتى يجد فرصة عمل‬
‫إلى وضع منظومة صيانة متطورة في ميزانياتها الدفاعية‪.‬‬ ‫أفضل في قطاع الطيران المدني ويترك الخدمة‪ .‬وهكذا ال يبقى للقوات الجوية‬
‫سوى القليل من الطيارين المتحمسين‪ ،‬يقوم الكثير منهم بعمل مثير لإلعجاب‬
‫النهوض بقدرات الدعم‪ :‬بعد أقل من عامين على نجاح القوات الجوية النيجيرية‬ ‫وال يتدربون التدريب الكافي‪ .‬وال مناص من أن يؤدي ذلك إلى خروج عدد كبير‬
‫في إضافة ‪ 12‬طائرة خفيفة من طراز «إيه‪ 29‬سوبر توكانو» ألسطولها‪ ،‬انتهت من‬ ‫من طائرات األسطول من الخدمة‪ ،‬وضعف سجالت سالمة الطيران‪ ،‬وسوء السمعة‬
‫مشروع بقيمة ‪ 38‬مليون دوالر أمريكي إلنشاء مرافق دعم جديدة لها في «قاعدة‬ ‫داخل منظومة الدفاع‪".‬‬
‫كاينجي الجوية»‪.‬‬ ‫وفي مقابلة مع منبر الدفاع اإلفريقي في ندوة داكار‪ ،‬ذكر العميد هرمالس‬
‫وانتهت من أعمال تطوير القاعدة على مرحلتين رئيسيتين‪ ،‬إذ اكتملت‬ ‫نداباشينزي‪ ،‬قائد القوات الجوية البوروندية‪ ،‬أن تدريب الطيارين‪ ،‬في أوروبا عاد ًة‪،‬‬
‫المرحلة األولى في عام ‪ 2021‬تمهيداً الستالم الدفعة األولى من طائرات «سوبر‬ ‫يستنزف مبالغ كبيرة من ميزانية القوات الجوية‪ .‬فالقوات الجوية البوروندية من‬
‫توكانو» بأمان‪ ،‬وأمست هذه المقاتالت الصغيرة سالحاً شديد األهمية في حرب‬ ‫أصغر القوات الجوية في القارة‪ ،‬لكنه أوضح أن الحفاظ على أسطوله الجوي "يمثل‬
‫نيجيريا على جماعة بوكو حرام اإلرهابية والمتمردين الموالين لها‪.‬‬ ‫تحدياً شائعاً" تواجهه معظم القوات الجوية اإلفريقية‪ ،‬مثل شراء قطع غيار من‬

‫‪53‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫وقال الخبير العسكري المغربي عبد الحميد حريفي لموقع «بريكينغ‬ ‫وقد أشرف سالح المهندسين بالجيش األمريكي على إنشاء تلك المشاريع‪.‬‬
‫ديفنس» إن المغرب “ال يتوقع صيانة طائرات «إف‪ »16-‬و«سي‪ 130-‬هيركوليز»‬ ‫وتتضمن بعض أعمال التطوير الرئيسية إنشاء منطقة لتخزين الذخيرة مزودة‬
‫لقواته الجوية فحسب‪ ،‬بل ولدول الجوار اإلفريقية التي تشغل هذه الطائرات‪”.‬‬ ‫بمخازن مغطاة بالتراب‪ ،‬ومنشأة لصيانة الذخيرة وتجميعها‪ ،‬ومدرج جديد‪ ،‬ومنصة‬
‫فالكثير من دول المنطقة إما تمتلك بالفعل طائرات «سي‪ »130-‬أو تسعى‬ ‫للعتاد‪ .‬وتتضمن القاعدة اآلن غرفاً لتخطيط المهام واستخالص المعلومات وجهازاً‬
‫ثماني منها‪ ،‬وتنتظر استالم اثنتان أخريان‪ .‬كما تستخدمها‬
‫َ‬ ‫لشرائها‪ ،‬فتونس تمتلك‬ ‫للتدريب على طيران المعارك‪.‬‬
‫كل من تشاد ومصر وليبيا والنيجر‪ .‬وتمتلك مصر ‪ 220‬مقاتلة من طراز «إف‪»16-‬؛‬ ‫ٌ‬ ‫وأفاد موقع «ديفنس ويب» أن القوات الجوية النيجيرية أيضاً منحت شارة‬
‫ويعد أسطولها من أكبر أساطيل «إف‪ »16-‬في العالم‪ .‬وورد أن المغرب يمتلك ‪23‬‬ ‫طيران لستة طيارين إضافيين للتحليق بطائرات «سوبر توكانو»‪ ،‬ويشكل هؤالء‬
‫طائرة «إف‪ »16-‬و‪ 12‬طائرة «سي‪.»130-‬‬ ‫الطيارون الدفعة األخيرة من إجمالي ‪ 24‬طياراً تدربوا على قيادة طائرات «إيه‪29-‬‬
‫وتشمل الشراكة إنشاء مركز صيانة وإصالح وتجديد على مساحة ‪ 15,000‬متر‬ ‫سوبر توكانو»‪.‬‬
‫مربع للطائرات والمروحيات العسكرية في «مطار بن سليمان»‪ ،‬وسيوفر ما يصل‬
‫إلى ‪ 300‬فرصة عمل جديدة‪.‬‬ ‫مركز صيانة إقليمي‪ :‬يعتزم المغرب أن يغدو مركزاً عسكرياً لصيانة الطائرات لدول‬
‫الجوار‪ ،‬ووقع اتفاقيات مع شركات بلجيكية وأمريكية لصيانة مقاتالت «إف‪»16-‬‬
‫إنشاء مركز إصالح‪ :‬في نيسان‪/‬أبريل ‪ ،2023‬وافق الرئيس األوغندي يوري موسفني‬ ‫وطائرات الشحن «سي‪ 130-‬هيركوليز» وتوفير الدعم الالزم لها‪ .‬وكشف موقع‬
‫على دخول أول مروحية مقاتلة من طراز «ميل مي‪ »24-‬أصلحتها الدولة محلياً‬ ‫«بريكينغ ديفنس» أن تلك االتفاقيات موقعة مع شركتي «سابكا» و«سابينا‬
‫الخدمة‪ .‬وأفاد موقع «ميليتري أفريكا» أن الهيئة الوطنية للمشاريع‪ ،‬الذراع اإلنتاجي‬ ‫إيروسبيس» البلجيكيتين‪ ،‬ووقعت شركة «لوكهيد مارتن» األمريكية والمغرب‬
‫والتجاري لقوات الدفاع الشعبي األوغندية‪ ،‬أجرت عملية اإلصالح الشاملة للطائرة‪.‬‬ ‫االتفاقية يوم ‪ 14‬نيسان‪/‬أبريل ‪.2022‬‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪54‬‬


‫استشاريون بالقوات الجوية األمريكية يعملون مع‬
‫كوادر كينية على عمليات اإلصالح والصيانة والتدريب‬
‫على الطيران في «قاعدة موي الجوية» بكينيا‪.‬‬
‫رئيس رقباء دانيال غارسيا‪/‬القوات الجوية األمريكية‬

‫وقبل ذلك بشهر‪ ،‬أعلنت أوغندا عن نجاح ‪ 12‬طياراً لمروحيات «مي‪ 28-‬إن‬ ‫وقامت أوغندا‪ ،‬بالتعاون مع الهيئة وشركة «برو هيلي إنترناشيونال»‪ ،‬بافتتاح‬
‫إي» الهجومية و‪ 52‬مهندس صيانة في إتمام دورة تدريبية استمرت لمدة ثمانية‬ ‫مصنع صيانة وإصالح وتجديد المروحيات في «قاعدة ناكاسونغوال الجوية»‪.‬‬
‫أشهر في «جناح سوروتي الجوي»‪.‬‬ ‫وتعتبر مروحية «مي‪ »24-‬من األصول الرئيسية في ترسانة أوغندا العسكرية‪ ،‬وكثر‬
‫استخدامها في عمليات مكافحة التمرد ضد الجماعات المتمردة‪ .‬وكشف دليل‬
‫االهتمام بالتدريب‪ :‬أضافت القوات الجوية النيجرية رسمياً طائرة «سي‪130-‬‬ ‫القوات الجوية العالمية لعام ‪ 2023‬أن أوغندا تمتلك خمس مروحيات من هذا‬
‫هيركوليز» ثالثة إلى أسطول الشحن الخاص بها في حفل ُأقيم في مطلع عام‬ ‫الطراز‪.‬‬
‫‪ ،2023‬وتضمنت الحزمة تدريباً على صيانتها‪.‬‬ ‫وأفاد موقع «ميليتري أفريكا» أن عملية اإلصالح تضمنت تفكيك المروحية‬
‫بالكامل‪ ،‬ثم فحص جميع مكوناتها وإصالحها‪ .‬وقام المتخصصون بتحديث محركات وتعد طائرة «سي‪ »130-‬األخيرة في صفقة مع الحكومة األمريكية‪ ،‬إذ كانت قد‬
‫سلمت الطائرة األولى في كانون الثاني‪/‬يناير ‪ .2021‬وأفاد موقع «ميليتري أفريكا»‬ ‫المروحية وإلكترونيات الطيران وأنظمة األسلحة بها‪ .‬وأخذ الطيارون المروحية‬
‫بعد االنتهاء من إصالحها في سلسلة من الرحالت التجريبية للتأكد من أنها تعمل أن الحزمة تضمنت تدريب ‪ 16‬طياراً نيجرياً‪ ،‬و‪ 19‬من كوادر الصيانة‪ ،‬وخمسة‬
‫من عمال الحمولة‪ ،‬ومهندس طيران‪ .‬وتدرب الطيارون النيجريون في الواليات‬ ‫بكامل طاقتها وقادرة على تلبية متطلبات المهام المنشودة‪ .‬وص َّرح المسؤولون‬
‫المتحدة‪ ،‬وأتمت أول امرأة في القوات الجوية النيجرية تقود طائرة تدريبها الذي‬ ‫أن عملية اإلصالح استغرقت ‪ 15‬شهراً‪ ،‬بدالً من الوقت المعتاد إلجراء اإلصالح‬
‫استمر ستة أشهر في نيسان‪/‬أبريل ‪.2020‬‬ ‫باالستعانة بمصادر خارجية على مدار ثالث سنوات‪.‬‬
‫وفي كانون الثاني‪/‬يناير ‪ ،2020‬سلمت القيادة العسكرية األمريكية لقارة‬ ‫و ُزودت المروحية بفالتر غبار جديدة‪ ،‬مما قد يدل على نشرها خارج البالد‬
‫إفريقيا حظيرة طائرات جديدة لطائرات «سي‪ »130-‬بتكلفة ‪ 7‬ماليين دوالر‬ ‫في المستقبل‪ .‬كما ُروعي في تطويرها أن تصبح مناسبة للعمليات النهارية‬
‫أمريكي في «القاعدة الجوية ‪ »201‬بالقرب من أغاديز بالنيجر‪q .‬‬ ‫والليلية ومكافحة سرقة الماشية واإلرهاب في المنطقة‪.‬‬

‫‪55‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫العدة والعتاد‬

‫مروحية سوبر بوما‬


‫تيم فيلس‬

‫«إيروسباسيال»‪ .‬أما مروحية «إتش ‪ 125‬إم»‪ ،‬المعروفة أيضاً بمروحية «فنك»‪،‬‬


‫فهي مروحية عسكرية خفيفة الوزن متعددة األغراض تصنعها شركة «إيرباص‬
‫مروحيات «سوبر بوما»‬
‫هيليكوبترز»‪.‬‬ ‫تنضم إلى القوات الجوية البنينية‬
‫وطائرتا «إتش ‪ 125‬إم» مجهزتان بكاميرات «تراكا سيستمز تي سي‪»-300‬‬
‫بعيدة المدى عالية الدقة كهرو ضوئية‪/‬أشعة تحت الحمراء‪.‬‬ ‫ديفنس ويب‬
‫وأفاد معهد ستوكهولم الدولي ألبحاث السالم أن جيش بنين سبق أن تسلم‬
‫مروحيتين من طراز «إيه إس ‪ 550‬فنك» في عام ‪ ،2020‬وال تمتلك القوات الجوية‬
‫بنين خمس مروحيات جديدة إلى أسطولها الجوي‪ :‬ثالث‬ ‫أضافت‬
‫طائرات من طراز «إتش ‪ 215‬سوبر بوما» واثنتين من طراز «إتش ‪ 215‬إم»‪.‬‬
‫سوى القليل من الطائرات الصالحة للخدمة‪ :‬وهي مروحية واحدة من طراز «مي‪-‬‬
‫ومن المقرر استخدامها لمكافحة اإلرهاب المنتشر شمال غربي البالد‪ ،‬حيث‬
‫‪ ،»8‬وطائرات نقل واحدة من طراز «دي إتش سي‪ »-6‬وأخرى من طراز «إم إيه‬
‫ُينشر ‪ 3,000‬جندي لمجابهة المتطرفين في إطار عملية «ميرادور» التي بدأت‬
‫‪ ،»600‬وطائرتين خفيفتين من طراز «همبرت تيترا سي إس إم»‪ ،‬وطائرة نقل من‬
‫في عام ‪ .2022‬كما تنتشر قوات حكومية وطائرات ومدرعات على حدودها مع‬
‫طراز «بي إيه إي ‪.»748‬‬
‫بوركينا فاسو والنيجر‪.‬‬
‫وفي كانون الثاني‪/‬يناير ‪ ،2023‬تسلمت بنين ثماني عربات مد َّرعة من طراز‬
‫ومروحية «إيرباص إتش ‪ 215‬سوبر بوما» من تصميم وتصنيع شركة الطيران‬
‫«فاب» من فرنسا للقيام بمهام مكافحة اإلرهاب ومهام أمنية أخرى‪ .‬ومن المتوقع‬
‫الفرنسية «إيروسباسيال»‪ ،‬وتتولى شركتا «يوروكوبتر» و«إيرباص هيليكوبترز»‬
‫أن تتسلم سبع عربات أخرى مجهزة بمدافع رشاشة في األبراج العلوية وأنظمة‬
‫تصنيعها اآلن؛ وهي عبارة عن مروحية متوسطة الحجم متعددة األغراض‪،‬‬
‫للرؤية الليلية‪.‬‬
‫وتعتبر نسخة أكبر من مروحية «إس إيه ‪ 330‬بوما» األصلية التي كانت تصنعها‬
‫وفي نيسان‪/‬أبريل ‪ ،2023‬أعلنت الحكومة تجنيد ‪ 5,000‬جندي جدد لتكثيف‪.‬‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪56‬‬


‫أحد أفراد سالح المهندسين‬
‫بالجيش األمريكي يقيس‬
‫عرض رصيف إلطالق‬
‫الزوارق مشيد حديثاً‬ ‫مستودع زوارق وورشة‬
‫في كوتونو ببنين‪.‬‬ ‫صيانة في كوتونو ببنين‬

‫وصيانتها‪ ،‬وأظن أنها ستوفر فوائد عظيمة للمجتمع ككل‪ ،‬فهي مشروع جيد حقاً وأنا‬
‫بنين تستخدم أدوات جديدة لتسيير‬
‫دوريات أمنية في خليج غينيا‬
‫فخور بالمشاركة فيه‪”.‬‬
‫ومع أن المنطقة تعتبر إحدى بؤر القرصنة على مستوى العالم‪ ،‬فقد انخفض عدد‬
‫حوادث القرصنة في اآلونة األخيرة‪ ،‬إذ كشف مركز جنيف للسياسات األمنية أن ‪90‬‬
‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي | الصور بعدسة كريستوفر غاردنر سالح المهندسين بالجيش األمريكي‬
‫حادثة قرصنة وسطو مسلح ُسجلت على مستوى العالم بين شهري كانون الثاني‪/‬يناير‬
‫وأيلول‪/‬سبتمبر ‪ ،2022‬وقعت ‪ 13‬حادثة منها في خليج غينيا‪ ،‬مقارنة بـ ‪ 27‬حادثة خالل‬ ‫حرصاً على مساعدة بنين على مكافحة القرصنة والجرائم البحرية األخرى في خليج‬
‫الفترة ذاتها من عام ‪.2021‬‬ ‫غينيا‪ ،‬سلمتها الحكومة األمريكية زورق دورية جديد في كانون األول‪/‬ديسمبر ‪.2022‬‬
‫كما يعتبر خليج غينيا إحدى بؤر الصيد غير القانوني دون إبالغ ودون تنظيم على‬ ‫كما شاركت الواليات المتحدة في إنشاء مستودع زوارق وورشة صيانة ورصيف إطالق‬
‫مستوى العالم‪ ،‬وهو يحرم منطقة غرب إفريقيا مما ُيق َّدر بنحو ‪ 2.3‬إلى ‪ 9.4‬مليار دوالر‬ ‫جديد لخدمة الزورق‪.‬‬
‫وقامت القيادة العسكرية األمريكية لقارة إفريقيا (األفريكوم)بتدريب وحدة الشرطة سنوياً ويقضي على الثروة السمكية ويدمر النظم البيئية‪.‬‬
‫وفي عام ‪ ،2021‬وقعت بنين اتفاقاً مع كلٍ من غانا وتوغو للتعاون على الحد من‬ ‫النهرية والبحرية الخاصة البنينية‪.‬‬
‫الصيد غير القانوني‪.‬‬ ‫وقال السيد ماثيو بريغز‪ ،‬نائب مسؤول الشؤون السياسية والعسكرية بالسفارة‬
‫وباتت بنين في عام ‪ 2022‬أول دولة إفريقية تنشر تحركات أسطول الصيد العامل‬ ‫األمريكية في بنين‪ ،‬في بيان صحفي‪“ :‬شهد خليج غينيا قدراً من أبرز حوادث القرصنة‬
‫البحرية في العالم‪ ،‬وقبل استالم الزورق والجوانب األخرى من البرنامج‪ ،‬لم تكد الشرطة في مياهها من خالل اتفاق مع مرصد الصيد العالمي‪ ،‬إذ ينص االتفاق على تعقب‬
‫زوارق بنين بأحد أنظمة مراقبة السفن واطالع المرصد على بياناتها‪ ،‬بحيث تعرضها‬ ‫البحرية تمتلك قدرات كافية للقيام بدوريات أو عمليات اعتراض‪”.‬‬
‫وقد س َّلم المسؤولون مستودع الزوارق وورشة الصيانة قبل جائحة كورونا (كوفيد‪ )19-‬على خريطتها اإللكترونية‪.‬‬
‫وقال السيد جاستون كوسي دوسوهوي‪ ،‬وزير الزراعة والثروة الحيوانية‬ ‫واستخدمتهما الوحدة البنينية لدعم عملياتها العادية واحتياجات الصيانة‪ ،‬ويحل رصيف‬
‫والمصايد السمكية في بنين‪ ،‬لموقع «سي فود سورس» إن حكومة بنين“حريصة‬ ‫اإلطالق الخرساني الجديد محل رصيف من الحصى ال يناسب الزورق الجديد‪.‬‬
‫على القضاء على الصيد غير القانوني في مياهنا واتخاذ جميع اإلجراءات الالزمة‬ ‫قال السيد كريس دي بووتر‪ ،‬مهندس مشاريع منطقة أوروبا لسالح المهندسين‬
‫الستدامة المصايد‪”.‬‬ ‫بالجيش األمريكي‪ ،‬في البيان‪“ :‬هذه مرافق حديثة وعملية قدمناها إلطالق الزوارق‬

‫مصر تشتري مروحيات جديدة‬


‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬

‫أرسى الجيش األمريكي على شركة «بوينغ» عقداً إلنتاج ‪ 12‬مروحية‬


‫جديدة من طراز «سي إتش‪ 47-‬إف شينوك» لصالح القوات الجوية المصرية‪.‬‬
‫ومن خالل هذه الصفقة التي تبلغ قيمتها ‪ 426‬مليون دوالر أمريكي‪ ،‬ستستبدل‬
‫جنود ينزلون من مروحية تابعة للقوات الجوية المصرية من‬
‫طراز «سي إتش‪ 47-‬شينوك» خالل مناورة في عام ‪.2021‬‬
‫مصر أسطولها من طائرات «سي إتش‪ 47-‬دي» بطراز «إف» الحديث الذي يتميز‬
‫وكالة األنباء الفرنسية‪/‬صور غيتي‬ ‫بتكنولوجيا متعددة المهام‪.‬‬
‫قال السيد كين إيالند‪ ،‬نائب رئيس «بوينغ» ومدير برنامج «إتش‪“ :»47-‬ستنهض‬
‫القصوى إلى ‪ 310‬كيلومتر في الساعة‪ ،‬ويمكن أن تحمل ما يصل إلى ‪ 55‬جندياً‬ ‫الطائرات من طراز «إف» بقدرات مصر من طائرات «شينوك» ومساعدتها بفعالية‬
‫وسميت «شينوك» نسبة إلى شعب‬ ‫أو حمولة مختلطة يصل وزنها إلى ‪ 10‬أطنان‪ُ ،‬‬ ‫في تحقيق أهداف النقل الثقيل الخاصة بها‪ .‬وتظل شراكة «بوينغ» مع القوات‬
‫«شينوك» من سكان أمريكا األصليين الذين يقطنون شمال غربي الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫الجوية المصرية وطيدة إذ نواصل مسيرة التعاون معاً لتحديث أسطولها‪”.‬‬
‫وتحتوي مروحية «سي إتش‪ 47-‬إف» على نظام إدارة قمرة قيادة رقمي‬ ‫دخلت أول طائرة من طراز «شينوك» الخدمة في عام ‪ .1962‬وطائرة «بوينغ‬
‫متكامل‪ ،‬وقمرة قيادة مشتركة بنظام هندسة إلكترونيات الطيران‪ ،‬وقدرات متقدمة‬ ‫سي إتش‪ 47-‬إف شينوك» عبارة عن مروحية تعمل بمروحتين مترادفتين أنتجتها‬
‫للتعامل مع الحمولة تكمل أداء المهام ومزايا التعامل مع الحمولة‪.‬‬ ‫شركة «فيرتول» األمريكية للمروحيات‪ .‬وهي مروحية نقل ثقيل تصل سرعتها‬

‫‪57‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫قوة املستقبل‬

‫نيجيريا مستعدة لالنطالق‬

‫في التصنيع العسكري المحلي‬


‫الهيئة الوطنية للعلوم والبنية التحتية الهندسية‬

‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬

‫عدد من كبار الشخصيات ومنهم السيد‬


‫ييمي أوسينباجو‪ ،‬نائب الرئيس النيجيري‬
‫وفي مؤتمر صحفي عُ قد في‬
‫كانون الثاني‪/‬يناير ‪ 2023‬لموافاة‬
‫الهيئة الوطنية للعلوم والبنية التحتية الهندسية بنيجيريا إلى‬
‫«صنع في نيجيريا» لدعم الجهود المبذولة‬
‫تسعى‬
‫إنتاج أسلحة وآليات وعتاد عسكري ُ‬
‫آنذاك‪ ،‬الثاني من جهة اليمين‪ ،‬يضعون‬
‫حجر األساس لخط إلنتاج الخاليا‬
‫وسائل اإلعالم بآخر مستجدات‬ ‫لمكافحة الجماعات المتطرفة وقطاع الطرق وسائر التهديدات األمنية‪.‬‬
‫الشمسية في غورا في آذار‪/‬مارس‬ ‫مشروع إنتاج المروحيات‪ ،‬أوضح‬ ‫أوضح السيد أولوسيغون أيوينيكان‪ ،‬نائب المسؤول اإلعالمي بالهيئة‪ ،‬أن‬
‫‪ .2023‬تسعى الهيئة الوطنية للعلوم‬ ‫قادة عسكريون ومدنيون أنهم‬ ‫سالح المهندسين الكهربائيين والميكانيكيين بالجيش النيجيري تولى أحد‬
‫والبنية التحتية الهندسية بنيجيريا إلى‬ ‫يخططون لمواصلة التعاون للنهوض‬ ‫المشاريع األولى إلنتاج مدفع مضاد للطائرات عيار ‪ 12.7‬ملم‪ .‬وستشمل‬
‫تصنيع المزيد من المنتجات محلياً‪.‬‬
‫بقطاع الصناعات الدفاعية المحلية‪.‬‬ ‫المشاريع األخرى إنتاج ناقالت جند مدرعة وطائرات مس َّيرة وأسلحة خفيفة‬
‫فقال اللواء طيار بول جيميتوال‪ ،‬آمر معهد القوات الجوية للتكنولوجيا في‬ ‫لالستخدام العسكري‪.‬‬
‫كادونا‪“ :‬يمكنكم التعويل على تعاوننا بنسبة ‪ ،110٪‬فسنواصل التعاون في كل‬ ‫ونقل موقع «ميليتري أفريكا» عنه قوله‪“ :‬أخذت الهيئة تتعاون مع بعض‬
‫ُبعد وبكل شكل وسبيل ألننا سنستفيد أيضاً‪”.‬‬ ‫الشركات الصناعية والمؤسسات البحثية المحلية ومع بعض مصنعي المعدات‬
‫وص َّرح األستاذ الدكتور محمد هارون‪ ،‬نائب الرئيس التنفيذي للهيئة‪ ،‬أن النمو‬ ‫األصلية األجانب بهدف توطين إنتاج األسلحة والمعدات العسكرية في نيجيريا من‬
‫الصناعي في نيجيريا سيرفع مستوى االكتفاء الذاتي للبالد‪.‬‬ ‫خالل تطوير البنية التحتية ونقل التكنولوجيا‪”.‬‬
‫وقال في حديثه مع قناة «تشانلز تيليفيجن»‪“ :‬تكمن الغاية من ذلك في توفير‬ ‫ويهدف مشروع آخر بدأ في عام ‪ 2017‬إلى تصنيع أول مروحية مصنوعة في‬
‫جميع المركبات الرئيسية التي نستخدمها هنا‪ ،‬وتوفير قطع غيارها هنا‪ ،‬وينبغي أن‬ ‫نيجيريا‪ ،‬إذ أبرمت الدولة اتفاقية مع شركة «دينالي هليكوبتر» البلجيكية إلنتاج‬
‫يكون للشركة المصنعة لهذه المركبات موقع هنا وتنتج قطع غيار هنا‪”.‬‬ ‫المروحيات ونقل التكنولوجيا لتصنيعها محلياً‪.‬‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪58‬‬


‫شركة مصرية تروج‬
‫لمنظومة عسكرية جديدة‬
‫تتصف باألمان والتوافق العملياتي‬
‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬
‫‪ECOWAS‬‬
‫أزاحت‬
‫تتبنى نهج ًا مشترك ًا‬
‫شركة مصرية الستار عن منظومة قيادة وتحكم واتصاالت‬
‫وكمبيوتر وإنترنت واستخبارات ومراقبة واستطالع (سي ‪ 5‬آي إس آر) محلية‬

‫لألمن السيبراني‬
‫الصنع‪ ،‬وتعمل هذه المنظومة مع منظومات دفاع من دول شتى‪ ،‬وهي‬
‫سمة مهمة لبلدان مثل مصر التي تشتري عتادها العسكري من عدة شركات‬
‫عالمية‪.‬‬
‫عرضت شركة «أكمي سايكو للنظم الهندسية المتكاملة» هذه‬
‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫المنظومة في معرض الدفاع الدولي في أبوظبي بدولة اإلمارات العربية‬

‫مع‬
‫المتحدة‪ .‬وأفاد موقع «بريكينغ ديفنس» أن مصر تعاني لتنسيق عمليات‬
‫أنظمتها الدفاعية منذ سبعينيات القرن العشرين ألنها استوردتها من أماكن‬
‫المجموعة االقتصادية لدول‬ ‫نمو استخدام اإلنترنت في غرب‬ ‫مختلفة‪ ،‬ويشمل ذلك الطائرات وأنظمة الدفاع الجوي واألنظمة البحرية‬
‫غرب إفريقيا تعمل على‬ ‫إفريقيا‪ ،‬يدعو القادة إلى رفع مستوى التعاون‬ ‫وغيرها‪.‬‬
‫تحسين األمن السيبراني‬ ‫اإلقليمي في مجال األمن السيبراني‪ ،‬إذ ترى خبيرة‬ ‫والمنظومة الجديدة مصممة لحل هذه المشكلة‪.‬‬
‫في غرب إفريقيا من خالل‬ ‫األمن السيبراني فوالكي أوالغونجو أن تبني نهج‬ ‫قال المهندس زياد بدوي‪ ،‬رئيس قسم الصناعات اإللكترونية بالشركة‪،‬‬
‫تدريب مسؤولي إنفاذ‬ ‫مشترك يمكن أن يحمي المواطنين والشركات‬ ‫للموقع‪“ :‬تستطيع منظومة «سي ‪ 5‬آي إس آر» التعامل مع أنظمة دفاع‬
‫القانون ومساعدة الدول‬ ‫والمشاريع التجارية والمؤسسات الحكومية والبنية‬ ‫هجينة من دول شتى وباستخدام بروتوكوالت مختلفة‪”.‬‬
‫األعضاء على تحديث‬ ‫وهي عبارة عن منظومة متكاملة تمنح المقاتلين في ساحة المعركة‬
‫التحتية الحيوية من شرور الهجمات اإللكترونية‪.‬‬
‫قطاعات االتصاالت لديها‪.‬‬ ‫والضباط في مركز القيادة القدرة على التواصل واالطالع على المعلومات‬
‫وقالت خالل مقابلة بودكاست أجرتها‬
‫معها أكاديمية الشركاء الدوليين لالتحاد األوروبي‪“ :‬يجب أن يكون نهجاً يشارك‬ ‫لحظة بلحظة بكل سالسة وانسيابية‪ .‬وذكر الجيش األمريكي أن أفضل‬
‫تقنيات هذه المنظومة تعطي “الجندي المتصل بالشبكة القدرة على‬
‫فيه المجتمع بأسره‪ ”.‬وتشغل أوالغونجو منصب مسؤول برنامج اإلنترنت واألمن‬
‫الهيمنة على المعلومات وقوة الفتك الحاسمة‪”.‬‬
‫السيبراني بالمجموعة االقتصادية لدول غرب إفريقيا (اإليكواس)‪.‬‬
‫وأوضح بدوي للموقع أن الشركة أنتجت في عام ‪ 2018‬مركز قيادة‬
‫توسع استخدام اإلنترنت في غرب إفريقيا بنسبة تقارب ‪ 25٪‬منذ عام ‪،2019‬‬ ‫َّ‬ ‫للتكامل والمراقبة بالرادار وحدثته بعد ذلك ألداء مهام مشتركة مع‬
‫ولكن ليست جميع دول المنطقة سواء في ذلك النمو‪ ،‬إذ بلغ نسبة ‪ 62٪‬في الرأس‬ ‫الرادارات والصواريخ والطائرات والقوات البرية ومكافحة اإلرهاب‪ .‬وابتكرت‬
‫األخضر و‪ 14.5٪‬في النيجر‪.‬‬ ‫الشركة مراكز قيادة للعمليات البرية والبحرية‪.‬‬
‫ويستفيد مجرمو اإلنترنت من انتشار اإلنترنت‪ ،‬إذ يستخدمون التصيد االحتيالي‬ ‫وص َّرحت الشركة أن تقنيتها تلبي أعلى معايير األمن السيبراني‪.‬‬
‫للوصول إلى أنظمة الكمبيوتر عن طريق إرسال رسائل عبر البريد اإللكتروني‬ ‫فقال‪“ :‬نبني القاعدة الخاصة بأجهزة نظام األمن السيبراني التي‬
‫تبدو وكأنها من مصادر شرعية‪ ،‬لكنها تحتوي على برامج مصممة الختراق شبكات‬ ‫ننتجها بحيث ال تحتاج إلى تحديثات من اإلنترنت‪ ،‬والنظام عبارة عن عميل‬
‫الكمبيوتر أو سرقة البيانات الشخصية‪ .‬وفي هجمات برامج الفدية‪ ،‬يهاجم المخترقون‬ ‫سحابي مغلق يستطيع المشغل التحكم فيه دون تدخل فنيي الشركة‪ ،‬وال‬
‫الشركات والمؤسسات‪ ،‬كالبنوك‪ ،‬ويحرمون المستخدمين من فتح أنظمة الكمبيوتر‬ ‫توفر الشركة سوى نقل التكنولوجيا ألجزاء التكامل‪ ،‬ويتولى المشغل عملية‬
‫إلى أن يفتدوها‪.‬‬ ‫التكامل بين األنظمة‪”.‬‬
‫وعلى مستوى القارة‪ ،‬كشفت بيانات متخصصة َّأن ‪ 10.7‬مليون إفريقي تع َّرضوا‬
‫شركة «أكمي سايكو للنظم الهندسية المتكاملة»‬
‫لهجمات التصيد االحتيالي في الربع الثاني من عام ‪،2022‬‬
‫عرضت منظومة قيادة وتحكم واتصاالت وكمبيوتر‬
‫ومن خالل برنامجها المعروف باسم «الجريمة المنظمة‪ :‬استجابة غرب إفريقيا‬
‫وإنترنت واستخبارات ومراقبة واستطالع في معرض‬
‫لألمن السيبراني ومكافحة الجرائم السيبرانية»‪ ،‬د َّربت اإليكواس مسؤولي إنفاذ‬ ‫مؤمن عصمت‬ ‫الدفاع الدولي في أبو ظبي باإلمارات‪.‬‬
‫القانون على مواجهة مجرمي اإلنترنت وجمع األدلة لتسهيل محاكمتهم‪.‬‬
‫وتساعد اإليكواس الدول األعضاء بها على تحديث قطاعات االتصاالت لديها‬
‫لزيادة قوتها وصالبتها‪.‬‬
‫ويحرص أحد محاور خطة اإليكواس على التأكد من التنسيق والتناغم بين دول‬
‫غرب إفريقيا خالل عملها على وضع خطط األمن السيبراني حتى يتسنى لها تبادل‬
‫المعلومات ومد جسور الثقة فيما بينها‪.‬‬
‫وتؤمن أوالغونجو بإمكانية تعميم نموذج اإليكواس في التكتالت اإلقليمية‬
‫األخرى بالقارة‪ ،‬بحيث يسمح ذلك لقادتها بتصميم حلول تتناسب مع مشكالت األمن‬
‫السيبراني لديهم التي تختلف عن غيرهم‪.‬‬
‫وتقول‪“ :‬ربما يكون من المنطقي أكثر أن تتواصل البلدان في نفس التكتل مع‬
‫بعضها البعض؛ فال داعي للتنافس‪ ،‬بل التعاون أَولى‪”.‬‬

‫‪59‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫الدفاع واألمن‬

‫مركز الدمج البحري‬


‫يستهدف الجرائم البحرية‬
‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬

‫بنادق كالشنكوف هجومية تهربها إيران وغايتها تسليح المتمردين الحوثيين‬ ‫السلطات في ضبط ‪ 3,000‬بندقية ومئات من األعيرة النارية‬ ‫نجحت‬
‫القيادة المركزية األمريكية‬ ‫في اليمن معروضة على متن سفينة أمريكية‪.‬‬ ‫والصواريخ المضادة للدبابات على متن سفينة صيد في خليج عُ مان يوم ‪ 15‬كانون‬
‫الثاني‪/‬يناير ‪ ،2023‬وكانت تلك األسلحة اإليرانية في طريقها إلى مليشيا الحوثي‬
‫قائ ًال‪“ :‬كما أن عدم اعتقال المجرمين المشتبه بهم الذين ُيعترضون في البحر‬ ‫في اليمن‪.‬‬
‫يسمح بتوسع الشبكات وعمليات التهريب‪”.‬‬ ‫وكشف المركز اإلقليمي لدمج المعلومات البحرية بمدغشقر عن نجاح‬
‫ويتبادل المركز المعلومات مع المركز الشقيق له‪ ،‬وهو المركز اإلقليمي لتنسيق‬ ‫المسؤولين في اعتراض ‪ 2,000‬قطعة سالح إيراني متنوعة متجهة إلى اليمن على‬
‫العمليات بسيشيل‪ ،‬ومع أي دولة تواجه تهديداً بحرياً؛ وإذا لم تكن الدولة قادرة‬ ‫متن سفينة صيد في نفس المنطقة قبل ذلك بـ ‪ 11‬يوماً‪.‬‬
‫على االعتراض‪ ،‬فيمكنها طلب المساعدة من المركز اإلقليمي لتنسيق العمليات‪.‬‬ ‫ولوال المعلومات التي وفرها المركز للسلطات المحلية عن السفينة‪ ،‬فلربما‬
‫وذكر لفاني َّأن ضبطيات األسلحة المتكررة تسلط الضوء على “تهديد مقلق‬ ‫وصلت بعض األسلحة إلى الصومال وبيعت للجماعات المتطرفة العنيفة أمثال‬
‫في المنطقة”‪ ،‬وأوصى بأن تنضم بلدان المنطقة كافة إلى مشروع برنامج األمن‬ ‫حركة الشباب وتنظيم الدولة اإلسالمية في الصومال؛ وقد استغلت إيران الصومال‬
‫البحري حتى تتمكن من استقبال المعلومات من المراكز اإلقليمية‪ .‬ويتولى االتحاد‬ ‫لنقل األسلحة إلى مليشيا الحوثي منذ نحو عام ‪.2016‬‬
‫األوروبي تمويل البرنامج وتقوده لجنة المحيط الهندي في منطقة شرق إفريقيا‬ ‫وكشف المركز أن تهريب األسلحة يتزايد في منطقة شرق إفريقيا ودول‬
‫ودول جنوب إفريقيا والمحيط الهندي‪.‬‬ ‫جنوب إفريقيا والمحيط الهندي‪ ،‬ويتصدى المركز لهذه القضية من خالل تبادل‬
‫كل من جزر القمر وجيبوتي‬ ‫وتشارك في هذا البرنامج في الوقت الراهن ٌ‬ ‫معلومات األمن البحري حول السفن المشتبه في أنها ترتكب جرائم بحرية‪.‬‬
‫وفرنسا (ممثلة لجزيرة ريونيون) وكينيا ومدغشقر وموريشيوس وسيشيل‪ ،‬وذكر‬ ‫ويساهم في التعرف على السفن المشبوهة التي يمكن أن تكون مرتبطة‬
‫لفاني أن تنزانيا من المحتمل أن تنضم قريباً‪.‬‬ ‫بجرائم بحرية مثل تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية والصيد غير القانوني‪.‬‬
‫وكشف تقرير لمعهد الدراسات األمنية أن شبكة تهريب األسلحة اإليرانية‬ ‫وتساعد المراقبة المستمرة التي تجريها غرفة المراقبة بالمركز على تحذير أجهزة‬
‫من المحتمل أنها تمتد للجماعات الموالية لحركة الشباب في إثيوبيا وكينيا‬ ‫إنفاذ القانون البحري من التهديدات في الوقت المناسب‪.‬‬
‫وموزمبيق‪ .‬كما تصل األسلحة اإليرانية إلى جمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب‬ ‫وقال النقيب بحري سعيد لفاني‪ ،‬مسؤول االتصال الدولي بالمركز وهو من‬
‫السودان وتنزانيا‪.‬‬ ‫دولة جزر القمر‪ ،‬لمنبر الدفاع اإلفريقي عبر البريد اإللكتروني‪ ،‬إن إيقاف هاتين‬
‫وذكر السيد عبد السالم محمد‪ ،‬رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث‬ ‫السفينتين في كانون الثاني‪/‬يناير “ال يسلط الضوء فحسب على أن استخدام سفن‬
‫باليمن‪ ،‬أن إيران أكدت صالتها أيضاً بالكثير من شبكات تهريب المخدرات في‬ ‫الصيد والمراكب الشراعية ال يزال يساعد أنشطة المجرمين‪ ،‬بل إن استغالل طرق‬
‫ربوع القرن اإلفريقي‪.‬‬ ‫التهريب واالتجار المعروفة يساهم كذلك في التجارة غير المشروعة‪ ”.‬وأضاف‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪60‬‬


‫قناة موزمبيق‬
‫تنزانيا تنشر سفينة حربية للقيام بدوريات في‬

‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬

‫نشرت البحرية التنزانية سفينة في قناة موزمبيق لمساعدة‬


‫مجموعة تنمية الجنوب اإلفريقي (السادك) وشركائها الدوليين على‬
‫التصدي لمجموعة من الجرائم البحرية‪ ،‬كالصيد غير القانوني وتهريب‬
‫المخدرات وسرقة النفط واالتجار بالبشر واألسلحة‪.‬‬
‫فعلى الرغم من تراجع مستويات القرصنة في المنطقة‪ ،‬فإن ضعف‬
‫األمن البحري على طول القناة يترك المدن الساحلية والدول الجزرية‬

‫كلية الدفاع لمجموعة الساحل الخمس‬


‫عرضة للتهديدات البحرية‪.‬‬
‫وهذه القناة عبارة عن ممر مائي بطول ‪ 1,600‬كيلومتر ممتد بين‬
‫مدغشقر وشرق إفريقيا‪ ،‬تمر بها نحو ‪ 30٪‬من حركة الناقالت العالمية‪ ،‬لكنها‬
‫من أبرز طرق االتجار بالمخدرات واألسلحة والبشر‪ ،‬وهي تجارة غير مشروعة‬ ‫تغدو «منارة لنشر األمن اإلقليمي»‬
‫يشيع االعتقاد بأنها تساهم في تمويل الجماعات اإلرهابية في المنطقة‪.‬‬
‫تنضم سفينة البحرية التنزانية إلى ثالث سفن حربية تابعة لبحرية‬ ‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬
‫جنوب إفريقيا في القناة‪ ،‬فض ًال عن سفن الحلفاء الدوليين‪ .‬وأعلن‬
‫المسؤولون عن نشرها في االجتماع السنوي للجنة البحرية الدائمة‬
‫لمجموعة السادك في آذار‪/‬مارس ‪.2023‬‬ ‫بدأت أعمال وضع حجر األساس إلنشاء مرافق جديدة بكلية الدفاع‬
‫وخالل اجتماع السادك‪ ،‬ص َّرح الفريق بحري موندي لوبيزي‪ ،‬قائد‬ ‫لمجموعة الساحل الخمس يوم ‪ 14‬شباط‪/‬فبراير ‪ 2023‬في العاصمة الموريتانية‬
‫البحرية الجنوب إفريقية‪َّ ،‬أن أساطيل المنطقة “يجب أن تكفل عدم‬ ‫موسعة‪ ،‬وقاعات دراسية‪ ،‬ومختبر لتعلم اللغات‬ ‫نواكشوط‪ .‬وستشمل فور تمامها مكتبة َّ‬
‫وجود تهديدات متربصة بحرية التجارة‪”.‬‬
‫بسعة ‪ 20‬مقعداً‪ ،‬وأجهزة كمبيوتر ومعدات للترجمة الصوتية‪ .‬تبلغ تكلفة المشروع‬
‫‪ 5‬ماليين دوالر أمريكي‪ ،‬بتمويل من الحكومة‬
‫السفيرة األمريكية سينثيا كيرشت‪،‬‬ ‫األمريكية‪ ،‬ومن المتوقع أن يستغرق عاماً واحداً‬
‫ح َن َّنه ولد‬‫وسط الصورة‪ ،‬والسيد َ‬ ‫حتى يكتمل‪.‬‬
‫سيدي‪ ،‬وزير الدفاع الموريتاني‪،‬‬ ‫قالت السيدة سينثيا كيرشت‪ ،‬سفيرة الواليات‬
‫الوسط يميناً‪ ،‬وشخصيات مرموقة‬ ‫المتحدة لدى موريتانيا‪“ :‬ستكون المكتبة‬
‫أخرى‪ ،‬يحضرون حفل وضع‬ ‫رمزاً مادياً لدورين مهمين تنهض بهما الكلية‪:‬‬
‫حجر األساس إلنشاء مكتبة في‬ ‫وهما أنها مؤسسة للتعليم العسكري المهني‪،‬‬
‫كلية الدفاع لمجموعة الساحل‬
‫ومنارة لنشر األمن اإلقليمي‪ .‬والحق أنها تعكس‬
‫الخمس‪ .‬السفارة األمريكية في موريتانيا‬
‫التزام الواليات المتحدة دائماً وأبداً بالعمل مع‬
‫موريتانيا لنشر السلم واألمن في ربوع الساحل‪”.‬‬
‫عرض قارب دفاعي بطول ‪ 8‬أمتار تملكه البحرية التنزانية؛‬ ‫ُسميت كلية الدفاع لمجموعة الساحل الخمس بهذا االسم نسبة إلى المجموعة‬
‫تنشر البحرية التنزانية سفينة في قناة موزمبيق للمساعدة‬ ‫الخماسية لمنطقة الساحل‪ ،‬وهي عبارة عن تحالف تأسس في عام ‪ 2014‬للتعامل مع‬
‫القيادة البحرية التنزانية‬ ‫على مكافحة الجرائم البحرية اإلقليمية‪.‬‬ ‫التحديات اإلقليمية من منظور موحد لقضيتي األمن السياسي والتنمية‪ .‬وكانت تضم عند‬
‫إنشائها ك ًال من بوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر‪.‬‬
‫وقال في تقرير نشره موقع «إندبندنت أونالين» اإلخباري الجنوب‬ ‫تطورت الكلية لتغدو مشروعاً إقليمياً حقيقياً‪ ،‬ولديها مركز محاكاة قادر على وضع‬
‫“لست بحاجة لتذكير إخواننا في الدول الحبيسة بمجموعة‬‫ُ‬ ‫إفريقي‪:‬‬ ‫المتدربين في مواقف ميدانية‪ ،‬وتتصل بمراكز مجموعة الخمس الشرقية والغربية‪،‬‬
‫السادك بأنه حتى تجارتهم تتدفق عبر موانئ جيرانهم في الدول الساحلية؛‬ ‫ويمكنها أن تجري معها تمارين متزامنة‪.‬‬
‫وحضر االجتماع كبار ممثلي البحرية من بوتسوانا وجمهورية‬
‫الكونغو الديمقراطية وناميبيا وجنوب إفريقيا وتنزانيا وزيمبابوى‪.‬‬
‫وتتولى تدريب ‪ 40‬من مرشحي الضباط من جيوش غرب إفريقيا كل عام‪ ،‬كما‬
‫وعملوا على استراتيجية األمن البحري المتكاملة لمجموعة السادك‪،‬‬ ‫تستقبل ضباطاً من خارج الساحل‪.‬‬
‫إذ من شأنها مساعدة الدول األعضاء على االستجابة لحاالت الطوارئ أو‬ ‫وتحدث اللواء إبراهيم فال ولد الشيباني الشيخ أحمد‪ ،‬مدير الكلية‪ ،‬عن ضرورة‬
‫القضايا التي تهدد السيادة‪ .‬وستستضيف جنوب إفريقيا دورة لممثلي‬ ‫جمع قادة القوات المسلحة لمجموعة الخمس حول نفس البرنامج التدريبي‪.‬‬
‫المنطقة حول «التنسيق البحري وتوجيه المالحة» تساعد القوات البحرية‬ ‫ونقل موقع «أفريكا نيوز» عنه قوله‪“ :‬تقوم المجموعة الخماسية لمنطقة الساحل‬
‫على مراقبة الشحن في مياهها‪ .‬وتخطط البحرية الجنوب إفريقية إلجراء‬ ‫على محورين‪ :‬محور التنمية ومحور الدفاع واألمن‪ .‬وتواجه جيوش دول الساحل الخمس‬
‫دورة لتدريب المدربين حول نفس الموضوع‪.‬‬
‫وأوضح قادة البحرية أن التدريب وتكثيف الشراكات اإلقليمية‬
‫نفس التهديد‪ ،‬وكان من الحكمة أن يخضع القادة الذين يقودون القوات على األرض‬
‫سيؤديان إلى تأمين الشحن البحري وحماية النمو االقتصادي‪.‬‬ ‫لنفس التدريب‪ ،‬ونفس الرؤية للتهديد‪ ،‬ونفس النهج المنهجي‪ ،‬ونفس إجراءات العمل؛‬
‫وقال لوبيزي‪“ :‬يرتبط السالم واالستقرار في منطقة السادك بأكملها‬ ‫ألنهم سيجدون أنفسهم غداً‪ ،‬في نهاية المطاف‪ ،‬في نفس مسرح العمليات يعملون‬
‫أشد االرتباط بقدرتنا على الحد من التهديدات التي تنال من أمننا البحري‪”.‬‬ ‫لمواجهة نفس العدو‪”.‬‬

‫‪61‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫حفظ السالم‬

‫عضوة في الفريق النسائي التابع لألمم المتحدة المسؤول عن البحث عن‬


‫هرندين ديكو‪/‬المينوسما‬ ‫العبوات الناسفة واكتشافها في مالي‬

‫وحدة نسائية تشق طريقاً جديد ًا في مالي‬


‫عمليات األمم المتحدة لحفظ السالم‬

‫وخالل انتقال عناصر الفريق إلى مستودع األسلحة إلحضار األسلحة ومعدات‬ ‫وحدة الشرطة المش َّكلة المصرية‪ ،‬المنتشرة في دوينتزا‬ ‫شكلت‬
‫الكشف‪ ،‬أعطى المقدم إبراهيم راضي التعليمات األخيرة قبل التوجه إلى موقع‬ ‫بمالي في إطار بعثة األمم المتحدة (المينوسما) في عام ‪ ،2017‬ثالثة فرق‬
‫األلغام‪ .‬واكتشف الفريق لغماً أرضياً وأبطل مفعوله فور وصوله‪.‬‬ ‫للتصدي لخطر العب َّوات الناسفة محلية الصنع‪ ،‬تألف أحدها من عناصر نسائية‬
‫وكان ذلك تمريناً هذه المرة لضمان استعداد الفريق للتعامل مع المخاطر‬ ‫بالكامل‪ ،‬وكان أول فريق بحث عن العبوات الناسفة واكتشافها من نوعه ُينشر في‬
‫الحقيقية‪ ،‬فقد تضاعف عدد الهجمات على قوات حفظ السالم في مالي ستة‬ ‫عملية سالم أممية‪.‬‬
‫أضعاف منذ عام ‪ ،2013‬من حادثتين ج َّراء العبوات الناسفة في تشرين األول‪/‬‬ ‫تتد َّرب الفرق على اكتشاف العبوات الناسفة بحيث يتسنى لخبراء مكافحة‬
‫أكتوبر ‪ 2013‬إلى ‪ 12‬حادثة في عام ‪ .2022‬ووقعت ‪ 19‬حادثة في عام ‪2014‬‬ ‫المتفجرات تفكيكها بأمان‪.‬‬
‫و‪ 15‬حادثة في عام ‪.2021‬‬ ‫عمل فريق دوينتزا بالقرب من الطرق الترابية التي يستخدمها المدنيون الذين‬
‫وفقدت بعثة المينوسما ‪ 162‬من جنود حفظ السالم العسكريين بسبب‬ ‫كثيراً ما تستهدفهم العناصر اإلرهابية والجماعات المسلحة‪ .‬وكشف مؤشر اإلرهاب‬
‫األلغام األرضية وغيرها من األعمال العدائية منذ انتشارها في عام ‪ ،2013‬وكثيراً‬ ‫العالمي أن مالي سجلت ثاني أكبر ارتفاع في حصيلة قتلى اإلرهاب في صفوف‬
‫ما استهدفت العبوات الناسفة القوات والقوافل التي كانت تتنقل عبر األراضي‬ ‫المدنيين وقوات حفظ السالم بين عامي ‪ 2020‬و‪ ،2021‬وصوت مجلس األمن الدولي‬
‫المالية لحماية المدنيين‪ ،‬ال سيما في المنطقتين الشمالية والوسطى‪.‬‬ ‫على إنهاء البعثة‪ ،‬ومن المتوقع أن يغادر معظم أفرادها بنهاية عام ‪.2023‬‬
‫وقالت النقيب رنا غراب‪“ :‬كلنا فخر بأن نكون أول نساء يتدربن على‬ ‫كل لحظة مهمة فور صدور األمر بتنفيذ المهمة‪ ،‬فقد تتعرض سالمة القافلة‬
‫التخفيف من حدة تهديد العبوات الناسفة؛ فهذه أداة من شأنها مساعدتنا كثيراً‬ ‫وأمنها للخطر إذا لم يعثر الفريق على عبوة ناسفة أو لغم أرضي‪ ،‬وتدرك الرائد‬
‫في تمكين المرأة في مصر والشرق األوسط‪ ،‬كما ستساعدنا هذه التجربة على أن‬ ‫دعاء موسى‪ ،‬آمرة الفريق‪ ،‬ذلك‪“ :‬هذا الفريق مكلف بحماية قوات حفظ السالم‪،‬‬
‫نثبت أن المرأة قادرة على القيام بكل ما يقوم به الرجل‪”.‬‬ ‫وحماية المدنيين‪ ،‬وهذه مسؤولية ثقيلة‪”.‬‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪62‬‬


‫دراسات‪ :‬بعثات األمم‬
‫المتحدة تثبت نجاحها‬
‫األمم المتحدة‬

‫حظيت الحاالت التي أخفقت فيها بعثات حفظ السالم التابعة لألمم المتحدة‬
‫بدعاية كبيرة‪ ،‬بيد أن الدراسات الحديثة توصلت إلى سبب يدعو للتفاؤل‪.‬‬

‫بعثة الكونغو الديمقراطية‬


‫تكشف األدلة التي ُجمعت في ‪ 16‬دراسة مح َّكمة أن قوات حفظ السالم تنهض‬
‫بدور كبير في تقليل الخسائر في صفوف المدنيين‪ ،‬وتقصير أمد الصراعات‪ ،‬واحترام‬
‫اتفاقيات السالم‪ .‬والواقع أن غالبية بعثات حفظ السالم األممية تنجح في تحقيق هدفها‬ ‫تستعين بوحدة جراحية متنقلة‬
‫األساسي‪ ،‬وهو الحفاظ على استقرار المجتمعات وإنهاء الحرب‪.‬‬
‫خلصت الدكتورة ليز هوارد‪ ،‬األستاذة بجامعة جورج تاون‪ ،‬إلى هذا الرأي‪“ :‬إذا نظرنا‬ ‫عمليات األمم المتحدة لحفظ السالم‬
‫إلى التاريخ نظرة منهجية‪ ،‬فإن حفظ السالم يؤتي ثماره في معظم األحيان‪ ”.‬ويستند‬
‫كتابها «القوة في حفظ السالم» إلى بحث ميداني مكثف لمختلف البعثات األممية‪.‬‬ ‫كوادر الرعاية‬ ‫التزاماً بتكليفهم بحماية المدنيين‪ ،‬كثيراً‬
‫وقالت في مقابلة مع فيديو األمم المتحدة‪“ :‬إذا نظرنا إلى البعثات المكتملة منذ‬ ‫الصحية يستعدون‬ ‫ما يواجه جنود حفظ السالم العاملين في‬
‫نهاية الحرب الباردة‪ ،‬فقد نجح جنود حفظ السالم في تنفيذ مهامهم والمغادرة في ثلثي‬ ‫إلجراء عملية لمريض‬ ‫صفوف بعثة منظمة األمم المتحدة لتحقيق‬
‫داخل الوحدة‬ ‫االستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية‬
‫الحاالت؛ وهذا ال يدل على أن كل شيء كان على ما يرام في الدول في كل تلك الحاالت‪،‬‬
‫الجراحية الخفيفة‬
‫وإنما يدل على توقف الحرب‪”.‬‬ ‫(المونوسكو) أهواالً في المناطق النائية‪ ،‬إذ‬
‫المتنقلة‪ .‬المونوسكو‬
‫وأوضحت أن بعثات حفظ السالم أنقذت ماليين األرواح منذ تشكيلها في‬ ‫يصعب عليهم الوصول إلى الخدمات الطبية‪.‬‬
‫عام ‪ ،1948‬و ُولدت فكرة استخدام الجنود للمشاركة في الحفاظ على السالم خالل‬ ‫ساهمت وحدة جراحية خفيفة متنقلة تتحرك مع الكتيبة المالوية‬
‫المفاوضات التي جرت في الشرق األوسط في عام ‪ ،1948‬حين كانت دولة إسرائيل‬ ‫في النهوض بمستوى أمن جنود حفظ السالم وسالمتهم‪.‬‬
‫الحديثة في صراع مع جيرانها‪.‬‬ ‫فتعمل الوحدة الجراحية الخفيفة المتنقلة على مدار الساعة‪ ،‬وتقوم‬
‫وتعد ناميبيا واحدة من النماذج التي تناولتها هوارد‪ .‬ففي عام ‪ ،1989‬ساهمت بعثة‬ ‫على محور ثابت وآخر متنقل يديره ‪ 31‬جندياً من قوات حفظ السالم‪.‬‬
‫أممية في إنهاء حرب أهلية وساندت أول انتخابات حرة ونزيهة في تاريخ البالد‪ ،‬ولم‬ ‫أما المحور الثابت‪ ،‬فيعتبر مركزاً طبياً لإلحالة لمستشفيات المستوى‬
‫يكن ذلك بالعمل الهين‪.‬‬ ‫األول ويحتوي على غرفة عمليات ومنطقة طوارئ وأشعة ومختبر‬
‫فتقول هوارد‪“ :‬تجرعت ناميبيا مرارة صعوبات جسام؛ فكان يحكمها الكثير من‬ ‫وصيدلة ووحدة عناية مركزة‪ .‬وأما المحور المتنقل‪ ،‬فهو عبارة عن شاحنة‬
‫الحكام االستعماريين‪ ،‬وتعرضت إلبادة جماعية‪ ،‬وعانت من ويالت حرب إقليمية وغوائل‬ ‫مجهزة بغرفة عمليات وأجهزة حديثة تتنقل مع القوات في المناطق‬
‫حرب أهلية‪ ،‬والعجيب أنها سلمت من هذا التاريخ الشائك‪”.‬‬ ‫التي يصعب الوصول إليها‪ ،‬وبدأت عملياتها في أ َّيار‪/‬مايو ‪.2022‬‬
‫تعد ناميبيا اليوم دولة مستقرة وذات دخل متوسط مرتفع‪ ،‬ويسودها نظام‬ ‫تقول منظمة الصحة العالمية إن الخدمات الطبية عن ُبعد عبارة‬
‫ديمقراطي؛ وهو إنجاز منقطع النظير بالنظر إلى تاريخها‪.‬‬ ‫عن “مداواة المرضى عن ُبعد‪ ”.‬وهذه طريقة ممتازة للجراحين لمساندة‬
‫كانت البعثة األممية في ناميبيا بعثة مبتكرة في عصرها‪ ،‬إذ شكلت المرأة نسبة‬ ‫المسؤولين الطبيين دون التواجد بأنفسهم في ميدان القتال حين يكون‬
‫‪ 40٪‬من أفرادها‪ .‬وأوضحت هوارد أن بعثات حفظ السالم األممية تكون أكثر فعالية‬ ‫لدى قوات حفظ السالم والشركاء حاالت طوارئ طبية‪.‬‬
‫حين ال تكتفي باالعتماد على قوة السالح‪.‬‬ ‫فيقول النقيب تادزيوانا كابيني‪“ :‬يموت تسعون بالمئة من‬
‫ً‬
‫وترى أنها تكون أنجح حين تستخدم اإلقناع واإلغراء‪ ،‬بدال من القوة العسكرية‪.‬‬ ‫المصابين في القتال بسبب النزيف الحاد‪ ،‬وهذه الوحدة دائماً أقرب إلى‬
‫ولكن أياً ما كانت االستراتيجية الكامنة وراء النجاح‪ ،‬فإن البيانات المستمدة من‬ ‫القوات‪”.‬‬
‫الدراسات المستفيضة تدل على أن بعثات حفظ السالم تؤتي ثمارها في معظم األوقات‪.‬‬ ‫حين يتعذر إجالء أحد قوات حفظ السالم بعد إصابته‪ ،‬فبوسع‬
‫“إذا نظرنا إلى الحاالت نظرة مختلفة‪ ،‬فإن قوات حفظ السالم تساعد المواطنين‪،‬‬ ‫المسعفين في الوحدة المتنقلة إجراء تدابير اإلنعاش الجراحية الفورية‬
‫في حياتهم اليومية‪ ،‬على االنتقال من وضع يسوده حرب وصراع عنيف إلى وضع ينعم‬ ‫قبل نقله إلى مستوى رعاية أعلى‪.‬‬
‫بقدر أكبر من السالم‪”.‬‬ ‫ُ‬
‫وأثناء القتال الشرس في كيوانجا شرقي الكونغو الديمقراطية‪ ،‬أصيب‬
‫جنود حفظ سالم أمميون من رواندا يقومون بدورية خارج‬
‫ثالثة جنود مغاربة يخدمون في صفوف بعثة المونوسكو بجروح خطيرة‪،‬‬
‫آسوشييتد بريس‬ ‫بانغي بجمهورية إفريقيا الوسطى‪.‬‬ ‫فاتخذ الفريق الجراحي المتنقل إجراءات اإلنعاش والجراحة الفورية‬
‫تحت نيران البنادق والمدافع‪ .‬ولوالهم لماتوا في غضون ساعات بسبب‬
‫تعذر إجالؤهم وسط استمرار النيران في إحدى مناطق حظر الطيران‪.‬‬
‫وقال المقدم فيليب تشيتيكوي‪ ،‬قائد الوحدة من الكتيبة المالوية‪:‬‬
‫“تعتبر هذه التكنولوجيا قوة مضاعفة وينبغي دمجها في الرعاية‬
‫الطبية القتالية الحديثة حتى في السياق المدني‪ .‬أعتقد أن السالم ليس‬
‫مستحي ًال‪ ،‬ويبدأ بنا جميعاً كصانعي سالم‪”.‬‬

‫‪63‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫الرأس األخضر ترحب‬ ‫طائرة من طراز «سي‬
‫إن‪ »235-‬مستخدمة‬
‫التكاتف‬
‫بقمة القوات البحرية اإلفريقية‬ ‫في الزراعة‬

‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬

‫قادة البحرية اإلفريقية إلى نظرائهم الدوليين في جزيرة سال بالرأس‬ ‫انضم‬
‫األخضر في أول قمة للقوات البحرية إفريقية‪.‬‬
‫ُعقدت القمة في آذار‪/‬مارس ‪ ،2023‬واستمرت فعالياتها على مدار ثالثة أيام‪،‬‬
‫وشارك في استضافتها الفريق أول ستيوارت مونش‪ ،‬قائد القوات البحرية األمريكية‬
‫في أوروبا وإفريقيا‪ .‬وشارك فيها قادة القوات البحرية وخفر السواحل ومشاة البحرية‬
‫من ‪ 38‬دولة لمناقشة المناهج االستراتيجية والعملياتية لألمن البحري‪.‬‬
‫وقال مونش‪“ :‬إن ديناميات األمن التي تؤثر على البلدان اإلفريقية تشكل‬
‫حاضرنا‪ ،‬وستشكل مستقبلنا‪ ،‬ويمكن أن تكون الشراكة حجر األساس لنشر‬
‫االستقرار في إفريقيا وتنامي االزدهار لكل دولة إفريقية‪ .‬لقد ُأتيحت لنا هذا‬
‫غينيا وإندونيسيا يستكشفان سبل‬
‫األسبوع الفرصة لتوطيد شراكاتنا الحالية وإقامة شراكات جديدة‪ ،‬استعداد ًا‬
‫لمواجهة التحديات المشتركة سوي ًا‪”.‬‬
‫التعاون في قطاع الطيران‬
‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬

‫وقع السيد بودي كاريا سومادي‪ ،‬وزير النقل اإلندونيسي‪،‬‬


‫ونظيره الغيني فيليكس الما خطاب نوايا؛ وهي الخطوة‬
‫األولى في إطار التزام البلدين باستكشاف سبل التعاون‬
‫في قطاع الطيران‪ .‬وهذا مقترح غريب من نوعه‪ ،‬إذ يبعد‬
‫البلدان عن بعضهما البعض مسيرة ‪ 13,700‬كيلومتر‪.‬‬
‫وأفادت مجلة «بوليتين» ألخبار الفضاء أن الفكرة‬
‫األولية للتعاون جاءت في أيلول‪/‬سبتمبر ‪ ،2022‬وذلك حين‬
‫أقرت غينيا بحاجتها إلى تحديث قطاع التجارة والنقل‬
‫وأعربت عن اهتمامها بالتعاون مع إندونيسيا‪.‬‬
‫القادة العسكريون المشاركون في «قمة القوات البحرية اإلفريقية» يقفون أمام‬ ‫وبعد استقبال وزير النقل الغيني في جاكرتا‪ ،‬أفادت‬
‫السفينة «بولكيلي» التابعة للبحرية األمريكية في جزيرة سال بالرأس األخضر‪.‬‬ ‫المجلة أن وزير النقل اإلندونيسي قال في بيان مكتوب‪:‬‬
‫جندي أول ماري لينيمان‪/‬مشاة البحرية األمريكية‬
‫“نرحب بهذه الفرصة ومستعدون للتعاون مع الحكومة‬
‫الغينية‪”.‬‬
‫تطرقت الجلسات النقاشية إلى المناهج االستراتيجية والعملياتية لألمن‬ ‫يرغب الرئيس الغيني مامادي دومبويا في إنشاء‬
‫البحري‪ ،‬واالستجابة للتهديدات البحرية من خالل مشاة البحرية‪ ،‬والتحديات‬
‫المشتركة داخل األجهزة البحرية‪ ،‬ومبادرات التوافق العملياتي اإلقليمية‪.‬‬
‫شركة طيران وطنية اسمها «غينيا للطيران»‪ .‬وستحل هذه‬
‫كما تضمنت القمة زيارة السفينة «بولكيلي»‪ ،‬وهي مدمرة من فئة «أرلي‬ ‫الشركة محل المشروع الفاشل لشركة «الخطوط الجوية‬
‫بيرك» محملة بصواريخ موجهة تابعة للبحرية األمريكية‪ ،‬لمشاهدة بيانات عملية‬ ‫الغينية» الخاصة التي باشرت عملها في عام ‪ .2017‬ثم‬
‫لمكافحة الحرائق‪ ،‬وتدريبات مشتركة لخفر سواحل الواليات المتحدة والرأس‬ ‫ُألغي المشروع في عام ‪ 2021‬بسبب تردي حالة المطارات‬
‫األخضر للصعود على متن السفن‪ ،‬ومحاكاة لروبوتات إبطال مفعول القنابل‬ ‫الغينية والخالفات بين المساهمين الرئيسيين‪.‬‬
‫أجراها مشاة البحرية األمريكية‪.‬‬ ‫وترغب غينيا في استخدام طائرات من تصنيع شركة‬
‫وأكدت الكلمة الختامية التي ألقاها اللواء بحري أنطونيو دوارتي مونتيرو‪،‬‬ ‫«إندونيسيا للفضاء» المملوكة للدولة‪ ،‬وذكرت المجلة أن‬
‫رئيس أركان القوات المسلحة لدولة الرأس األخضر‪ ،‬على أهمية التعاون بين‬ ‫غينيا ترغب في شراء ما ال يقل عن ‪ 13‬نسخة مدنية من‬
‫الشركاء اإلقليميين والدوليين‪.‬‬ ‫طائرات «سي إن‪ »235-‬لتشغيل أكثر من ‪ 80‬مساراً في‬
‫فقال‪“ :‬إن التهديدات المتربصة باألمن البحري ال تراعي الحدود السياسية‪،‬‬
‫غينيا وغرب إفريقيا‪.‬‬
‫وال تستطيع أي دولة أن تفعل شيء ُيذكر بمفردها؛ وضرورة التعاون مع اآلخرين‬
‫ركيزة أساسية لمفهوم نشر األمن البحري والتنمية المستدامة لالقتصاد األزرق‪.‬‬ ‫وهذه الشركة تنتج طائرات «سي إن‪ »235-‬منذ عام‬
‫وال ينبغي النظر إلى التعاون مع الدول األخرى في مجاالت األمن وإنفاذ القانون‬ ‫‪ 2011‬بموجب ترخيص في إطار تعاون صناعي مع شركة‬
‫وحماية البيئة على أنه انتقاص من السيادة‪ ،‬وإنما على أنه وسيلة لمضاعفة فرض‬ ‫«كاسا» اإلسبانية‪ ،‬وقد ُأدمجت هذه الشركة في شركة‬
‫سيادتنا بكفاءة وفعالية‪”.‬‬ ‫«إيرباص للدفاع والفضاء»‪.‬‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪64‬‬


‫تقديم الخدمات الطبية‬
‫للمجتمعات الكينية النائية‬
‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬

‫األول في‬
‫جذب اليوم أ‬ ‫طاقم طبي من قوات الدفاع الكينية‬ ‫اختتم‬
‫«مستشفى آرتشر بوست الفرعي»‬ ‫األمريكي أحد برامج العمل المدني الطبي‬ ‫والجيش أ‬
‫وقالت الدكتورة ألويز ليكوبي‪ ،‬الطبيبة الكينية‬ ‫أكثر من ‪ 300‬مريض‪ ،‬معظمهم‬ ‫استمر لمدة يومين في مقاطعة سامبورو الكينية في‬
‫المسؤولة عن المستوصف‪“ :‬أنا شخصي ًا أفضل‬ ‫يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي والعظام‬ ‫اإلنسانية المقدمة خالل فعاليات‬ ‫إطار المساعدات إ‬
‫اإلكثار من هذه البرامج الطبية المشتركة‪ ،‬فمعظم‬ ‫إ‬ ‫األفاعي‪.‬‬
‫والعضالت‪ ،‬وبعض الملدوغين من أ‬ ‫تمرين «الوفاق المبرر» لعام ‪.2023‬‬
‫الناس في هذه المنطقة يعيشون تحت خط الفقر‪،‬‬ ‫وقالت داير‪“ :‬تمكنا من عالج كل هؤالء‪ ،‬ولكن‬ ‫وكان أحدث مبادرة في سلسلة الحمالت الطبية‬
‫ولذا يبقون في المنزل حين يحتاجون إلى العالج‪،‬‬ ‫لعل أبرز ما حدث في ذلك اليوم هو زيارة مريضة‬ ‫التي تنفذها القوة المشتركة بين البلدين‪.‬‬
‫وال ينفقون الجنيهات القليلة التي يكسبونها إال في‬ ‫حامل للعيادة‪ ،‬وتمكنت كوادرنا من توليدها في‬ ‫األمريكي روندا داير‪،‬‬ ‫قالت المقدم بالجيش أ‬
‫شراء الطعام‪ ،‬وتظل الخدمات الطبية من رفاهيات‬ ‫غضون دقائق من وصولها‪”.‬‬ ‫ممرضة الصحة العامة‪“ :‬يعد هذا العمل تتويج ًا‬
‫الحياة بالنسبة لهم‪”.‬‬ ‫أحضر معظم المرضى الذين زاروا العيادة‬ ‫لجميع الفعاليات السابقة‪ ،‬لالرتقاء بها‪ ،‬واالستمرار‬
‫عدة أطفال معهم‪ ،‬بعضهم رافقوا أطقم التصوير‬ ‫في توسيع العالقات القائمة بالفعل وتوطيدها؛‬
‫العسكرية وشاركوا في التقاط الصور خالل مداواة‬ ‫فلدينا عالقات بالفعل مع كل دولة على حدة‪ ،‬بيد‬
‫ذويهم‪.‬‬ ‫أن هذا التمرين جمع كافة الشركاء مع ًا‪”.‬‬
‫مرضى كينيون ينتظرون دورهم في الفحص‬
‫ُوأقيم اليوم الثاني من البرنامج في‬ ‫نظم المسؤولون برنامج العمل المدني الطبي‬
‫الطبي خالل عيادة مجانية استضافتها قرية‬
‫«مستوصف الريسورو» في كاالما‪ ،‬حيث عالج‬ ‫خالل أكبر تمرين عسكري للقيادة العسكرية‬
‫آرتشرز بوست في كينيا‪ ،‬وأجرتها قوات‬
‫الدفاع الكينية والجيش األمريكي‪.‬‬
‫واألمريكي أكثر من‬
‫مسعفون من الجيش الكيني أ‬ ‫األمريكية لقارة إفريقيا في شرق إفريقيا‪ .‬وتتولى‬
‫أ‬
‫‪ 450‬مريض ًا‪ .‬ويعد هذا المستوصف من أجنحة‬ ‫قوة مهام جنوب أوروبا‪-‬إفريقيا التابعة للجيش‬
‫لصورة الصغيرة‪ :‬أطفال كينيون ينظرون‬ ‫الوالدة‪ ،‬وقدَّ م الفريق المشترك خدمات طبية‬ ‫األمريكي قيادة التمرين‪ ،‬ويضم ما يقرب من‬ ‫أ‬
‫من إحدى الكاميرات أثناء أحد برامج العمل‬ ‫مجانية مثل فحوصات ضغط الدم وداء السكري‬ ‫‪ 1,000‬مشارك من ‪ 20‬دولة تمثل أربع قارات‪.‬‬
‫المدني الطبي في قرية آرتشرز بوست‪.‬‬ ‫األدوية لمعالجة‬‫والفحوصات المعملية ووصف أ‬ ‫اإلقليمي‬ ‫األمن إ‬‫ويكمن الغرض من التمرين في دعم أ‬
‫عريف جينيسيس ميراندا‪/‬الجيش األمريكي‬ ‫أمراض مختلفة‪.‬‬ ‫اإلنسانية‪.‬‬‫لألزمات والمساعدات إ‬
‫واالستجابة أ‬

‫‪65‬‬ ‫منبر الدفاع اإلفريقي‬


‫ديهيا‪..‬‬
‫نظرة للوراء‬

‫الملكة األمازيغية التي‬


‫حكمت شمال إفريقيا‬
‫أسرة منبر الدفاع اإلفريقي‬

‫حاكم طاغية‪ ،‬ثم قتلته في ليلة زواجها‪ .‬لكننا ال نكاد‬


‫نعرف شيئاً عنها على وجه اليقين‪ ،‬وال حتى شكلها‪.‬‬
‫الدقيقة لميالدها وحكمها ووفاتها‪ ،‬و ُيعتقد أنها وصلت‬
‫إلى الحكم في ثمانينيات القرن السابع الميالدي‪،‬‬
‫القرن السابع‪ ،‬راح اإلسالم ينتشر من الجزيرة‬
‫العربية غرباً إلى ما ُيعرف اآلن بإسبانيا‪،‬‬
‫في‬
‫وتقول إحدى الروايات إنها عاشت ‪ 127‬عاماً‪.‬‬ ‫واختلف المؤرخون في نسبها‪ ،‬فنسبوها إلى ثالث‬ ‫وشرقاً إلى شمال الهند‪ ،‬وانتشر الدين وسلطته‬
‫لكنها كانت ملكة ذات قوة وبأس‪ ،‬وما كان‬ ‫قبائل مختلفة‪ ،‬بل إنهم لم يتفقوا على أبيها وأمها‪.‬‬ ‫السياسية عن طريق التجار والحجاج والدعاة‪.‬‬
‫حسان بن النعمان‪ ،‬قائد الجيش العربي‪ ،‬ليتهاون مع‬ ‫كما انتشر من خالل الفتوحات العسكرية‪ ،‬إذ‬
‫مقاومتها‪ .‬فالحقها‪ ،‬وفي عام ‪ ،698‬التقت جيوشهما‬ ‫اجتاحت جيوش العرب المسلمين مناطق شاسعة‬
‫في معركة مسكيانة‪ ،‬أو «معركة الجمال»‪ ،‬وهزمته‬ ‫وأقامت مراكز تابعة لدولة اإلسالم‪ .‬وحدث معظم‬
‫الملكة األمازيغية شر هزيمة‪ ،‬فاضطر إلى الفرار‬ ‫هذا التوسع في عهد الخلفاء الراشدين من عام ‪632‬‬
‫واستقر أخيراً فيما ُيعرف اآلن بليبيا لمدة خمس‬ ‫إلى عام ‪.661‬‬
‫سنوات‪.‬‬ ‫كما وضع الفاتحون أعينهم على شمال إفريقيا‪،‬‬
‫كانت ديهيا تعرف أن عدوها القوي سيعود يوماً‬ ‫وعندئذ اصطدموا بديهيا‪ ،‬ملكة البربر التي عاشت في‬
‫ما‪ ،‬ويعتقد معظم المؤرخين أنها بدأت حملة األرض‬ ‫جبال الجزائر حالياً‪ ،‬لكنها قاومت زحفهم‪.‬‬
‫المحروقة لتدمير األخضر واليابس في إمبراطوريتها‬ ‫ظل البربر‪ ،‬الذين ُيشار إليهم أحياناً بأنهم «سكان‬
‫حتى ال ينفع العدو الزاحف وراءها‪ .‬ولم يكد يؤثر‬ ‫شمال إفريقيا»‪ ،‬تحت سيطرة إ ْك ِس ْرخية قرطاج‪ ،‬وهي‬
‫ذلك على القبائل الجبلية والصحراوية‪ ،‬لكنه دمر‬ ‫جزء من اإلمبراطورية البيزنطية‪ .‬وأمست إكسرخية‬
‫رجال قبائلها الذين كانوا يعيشون في الواحات‬ ‫واحدة من أهداف العرب بعد أن فتحوا مصر‪،‬‬
‫الفقيرة‪.‬‬ ‫وسقطت قرطاج عاصمة الروم بعد ذلك في أيدي‬
‫وانقلب شعبها عليها بسبب ما فعلته من تدمير‬ ‫جيوش حسان بن النعمان‪ ،‬في عهد األمويين‪ ،‬لتنتهي‬
‫بعض القرى والمعاقل داخل مملكتها‪ ،‬وعلم حسان‬ ‫بذلك سيطرة الروم على المنطقة‪.‬‬
‫بذلك‪ ،‬فعاد بجيشه‪ ،‬وانتصر هذه المرة في معركة‬ ‫وأصبح ما تبقى من البربر بعد رحيل قادتهم‬
‫طبرقة فيما ُيعرف اآلن بتونس والجزائر‪.‬‬ ‫عبارة عن بؤر من المقاومة القبلية الصغيرة؛ وصاروا‬
‫وتقول األساطير إنها ماتت في المعركة‪ ،‬وتدعي‬ ‫المعارضين الوحيدين لحكم العرب في إفريقيا في‬
‫أساطير أخرى أنها شربت السم لكيال تقع في أسر‬ ‫ذلك الوقت‪ .‬والتف البربر المشتتون حول ديهيا‪،‬‬
‫العرب‪ .‬وأياً ما كانت طريقة وفاتها‪ ،‬فقد ُقطع رأسها‬ ‫فأثبتت أنها قائدة ذات قوة وبأس‪ ،‬ونجحت في بناء‬
‫بعد موتها ُوأرسل إلى دمشق إلثبات خبر وفاتها‪.‬‬ ‫جيش قوي‪.‬‬
‫وباتت اليوم مثاالً ساطعاً للحركة النسوية‪ ،‬ولكن‬ ‫تمثال للملكة ديهيا في مدينة بغاي‬
‫وكانت ُتعرف بالكاهنة‪ ،‬وقيل إنها كانت تعرف‬
‫بوالية خنشلة الجزائرية‪.‬‬
‫استُغلت ذكراها غير مرة عبر العصور لجعلها رمزاً‬ ‫الغيب‪.‬‬
‫لبطولة البربر واستقاللهم‪.‬‬ ‫ويعتقد المؤرخون أنه كان لديها ثالثة أبناء‪،‬‬ ‫ويكاد يكون كل شيء عنها لغزاً محيراً‪ ،‬فألسباب‬
‫وكل ما نعرفه على وجه اليقين هو أنها كانت‬ ‫كانت تتبنى أحدهم‪ ،‬وتذهب إحدى القصص إلى أنها‬ ‫سياسية‪ُ ،‬وضعت «الحقائق» المعروفة عنها وضعاً بعد‬
‫ملكة ذات شأن وبأس في فترة من الزمن‪.‬‬ ‫حررت قومها في شبابها بموافقتها على الزواج من‬ ‫وفاتها‪ ،‬ال سيما في القرن التاسع‪ .‬وال نعرف التواريخ‬

‫منبر الدفاع اإلفريقي‬ ‫‪66‬‬


‫أين أنا؟‬

‫مفاتيح الحل‬
‫يضم هذا الموقع مدينة ملكية ومقابر‬ ‫‪1‬‬
‫ومقدسات أخرى‪ ،‬وال يزال من المواقع‬
‫التاريخية والروحانية المهمة‪.‬‬

‫يحتوي على تحصينات تتكون من سلسلة‬ ‫‪2‬‬


‫من الخنادق و‪ 14‬بوابة حجرية‪.‬‬

‫ً‬
‫ملكيا وعاصمة سياسية في عهد‬ ‫ً‬
‫قصرا‬ ‫كان‬ ‫‪3‬‬
‫الملك أندريانتس إيميتوفيا مينياندريانا‬
‫أندريان درازاكا في القرن الثامن عشر‪.‬‬

‫كان قرص حجري ضخم يُ دحرج أمام البوابة‬ ‫‪4‬‬


‫الرئيسية إلغالقها في أوقات الخطر‪.‬‬

‫اإلجابة‬ ‫تلة أمبوهيمنغا الملكية‪ ،‬مدغشقر‬

You might also like