You are on page 1of 9

‫د‪ .

‬وليد الفهداوي‬ ‫إجهاد بيئي‬ ‫المحاضرة الثالثة‬

‫اإلجهاد الملحي ‪:Salt Stress‬‬

‫تؤثر األمالح بشكل عام على العديد من العمليات في النبات كاإلنبات والنمو والشكل‬
‫الظاهري وعلى عدد من العمليات الفسيولوجية واأليضية التي يقوم بها النبات ‪ .‬وهناك نوعين‬
‫من الملوحة هما‪ :‬ملوحة التربة وملوحة الماء‪ ،‬ويقصد بملوحة التربة ‪ -‬بأنها األراضي التي تتميز‬
‫بارتفاع نسبة األمالح الذائبة وأهمها الكلوريدات والكبريتات والكربونات بدرجة ضارة لنمو‬
‫النبات‪ .‬إن احتواء التربة على األمالح الذائبة بكميات عالية سوف تقلل من الجهد المائي للماء‬
‫فيصبح سالباً‪ .‬ال بد من التفريق بين اإلجهاد الملحي ‪ Salt stress‬واإلجهاد األيوني ‪Ion stress‬‬
‫وذلك الن المصطلح األول يستعمل حينما يكون تركيز الملح عاليا لدرجة ينخفض معه الجهد‬
‫المائي ‪ Water stress‬لوسط النمو لمستوى محسوس (‪ 0.1 – 0.05‬ميجاباسكال)‪ ،‬أما إذا كان‬
‫االنخفاض في الجهد المائي طفيفا وغير محسوس فان ذلك يعني أن التأثير هنا يكون بشكل إجهاد‬
‫أيوني ‪ .Ion stress‬ويمكن إعطاء تعريف مبسط لإلجهاد الملحي بأنه عبارة عن زيادة تركيز‬
‫الملح في خاليا النبات لدرجة تؤثر على الخواص الفسيولوجية للنباتات بسبب انخفاض الجهد‬
‫المائي لوسط النمو‪ .‬وإن الجهد المائي هو الذي يحدد اتجاه حركة الماء بين‪:‬‬

‫أ‪ -‬خلية وأخرى‪.‬‬

‫ب‪ -‬التربة والجذور‪.‬‬

‫ج‪ -‬الجذور واألوراق‪.‬‬

‫ويتحرك الماء نتيجة الفرق بين المنطقة ذات الجهد المرتفع والمنطقة ذات الجهد المنخفض‬
‫(القيمة السالبة للمحلول تعتمد على نوع األمالح وكمية األيونات الذائبة في الماء) فيدخل الماء‬
‫إلى الجذور عندما يكون الجهد المائي لمحول التربة أعلي من الجهد المائي لمحول الخاليا‬
‫الداخلية للجدر‪ .‬أن زيادة تركيز األمالح يقلل من سرعة دخول الماء إلى الجذور مما يسبب هبوط‬
‫الجهد المائي للجذور فيتوقف امتصاص الماء والذي ينتج عنه تعرض النبات إلى جهد مائي كبير‬
‫يؤدي إلى موت النبات ويسمى ذلك الجهد بالجهد األزموزي في ‪[ .Osmotic Stress‬اإلزموزية‬
‫‪ :Osmosis‬هي صافي حركة انتقال جزيئات الماء عبر غشاء نصف نافذ من منطقة ذات كثافة‬
‫مائية مرتفعة (تركيز مخفف للذوائب) إلى منطقة ذات كثافة مائية منخفضة (تركيز أعلى‬
‫للذوائب) دون الحاجة الستهالك طاقة الغشاء النصف نافذ يسمح بنفوذ الماء (المذيب) وال يسمح‬

‫‪16‬‬
‫بنفوذ الذوائب (‪ )solute‬مما يؤدي إلى تدرج في الضغط عبر الغشاء]‪ .‬إن ارتفاع الجهد‬
‫اإلزموزي الناتج عن زيادة نسبة األمالح يؤدي إلى ‪:‬‬

‫‪ -1‬نقص عدد الثغور التي تنتح الماء‪.‬‬

‫‪ -2‬نقص في مساحة الورقة‪.‬‬

‫‪ -3‬انخفاض في نمو المجموع الجذري‪.‬‬

‫ولألمالح تأثير آخر باإلضافة إلى الجهد اإلزموزي وهو التأثير المباشر على فاعلية الخاليا‬
‫من خالل ظهور بعض التغيرات الفسيولوجية والمورفولوجية‪.‬‬

‫فمن التغييرات الفسيولوجية‪:‬‬

‫‪ -1‬وجود األيونات في السايتوبالزم يقلل من ترطيب البروتين واألنزيمات مما يؤدي إلى خلل في‬
‫عمل األنزيمات‪.‬‬

‫‪ -2‬نقص في تركيز ‪ DNA‬و‪. RNA‬‬

‫‪ -3‬زيادة في سرعة التنفس والتي يتبعها زيادة في هدم المواد‪ ،‬مما يؤدي إلى التقليل في نمو‬
‫النبات وانخفاض في سرعة عملية التمثيل الضوئي‪.‬‬

‫‪ -4‬كما توجد هناك بعض التأثيرات الخاصة لبعض األيونات‪ ،‬فمثال أيونات الصوديوم‬
‫والمغنيسيوم والبوتاسيوم والكبريت والكالسيوم والكلور لها تأثير مباشر على الخلية النباتية‪.‬‬

‫‪ -5‬قصور في الجهاز الثغري للنبات (غلق الثغور)‪.‬‬

‫‪ -6‬تغير في قابلية امتصاص النبات للعناصر الغذائية المختلفة (‪ N‬و‪ P‬و‪.)k‬‬

‫‪ -7‬تنشيط نشاط استطالة الخاليا وانقسامها‪.‬‬

‫ومن التغيرات المورفولوجية (المظهرية)‪:‬‬

‫‪ -1‬تقزم النبات‪.‬‬

‫‪ -2‬تلون أوراقه بلون أخضر داكن‪.‬‬

‫‪ -3‬زيادة سمك األوراق‪.‬‬

‫‪ -4‬حروق على األوراق للنباتات الخشبية التي تسممت بأيونات الصوديوم والكلوريد إذ أن‬
‫األجزاء الخضرية تكون أكثر تأثرا ً باألمالح الضارة من الجذور‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫أسباب الملوحة‪:‬‬

‫‪ -1‬التربة األم (المادة األصل)‪ :‬إذ أن التحلل المستمر للحبيبات التربة بفعل عوامل التعرية يترك‬
‫أمالح كثيرة مثل الكلوريد والصوديوم والكلور وغيرها والتي مصدرها الصخور والتي قد تتجمع‬
‫إذا كانت األمطار قليلة وغير كافية‪.‬‬

‫‪ -2‬قلة األمطار‪ :‬حيث أن في األراضي قليلة األمطار يتم إضافة مياه الري خالل عملية السقي‬
‫إلى التربة فيتبخر الماء وتتراكم األمالح سنويا في التربة و بذلك تصبح التربة ملحية وتقل‬
‫صالحيتها للزراعة‪.‬‬

‫‪ -3‬حركة الماء األرضي‪ :‬نتيجة لصعود الماء إلى السطح بفعل الخاصية الشعرية وعند التبخر‬
‫سوف تزداد األيونات وتتركز عند السطح‪.‬‬

‫‪ -4‬إضافة األسمدة‪ :‬إن اإلضافة المستمرة وبكميات غير مناسبة لألسمدة الكيميائية التي تحمل‬
‫بعض األيونات الضارة (مثل الكبريتات أوالكلوريدات) سوف تؤدي إلى زيادة تركيز‬

‫أيونات هذه األمالح في محلول التربة‪.‬‬

‫‪ -5‬البحار والمحيطات‪ :‬إن األراضي التي كانت مغمورة بمياه البحار والمحيطات ثم جفت على‬

‫مرور السنين فإن مكوناتها الكيميائية تترسب على صورة رواسب أرضية أهمها كلوريد‬
‫الصوديوم‪.‬‬

‫‪ -6‬التلوث الجوي‪ :‬أن الغالف الجوي محمل باألتربة الحاملة لألمالح ورذاذ البحر والغازات‬

‫المختلفة المتصاعدة من المصانع أو الرماد المتصاعد من فوهات البراكين‪.‬‬

‫‪ -7‬الري بمياه غير صالحة‪ :‬إن الري بمياه المبازل أو مياه اآلبار االرتوازية شديدة الملوحة‬
‫ي ؤدي بالتأكيد لي رفع ملوحة التربة‪ ،‬كما أن اإلسراف في مياه الري يؤدي إلى ارتفاع مستوى‬
‫الماء األرضي ولذلك تكون األراضي المنخفضة عرضة النتقال المياه من األراضي المرتفعة‪.‬‬

‫األضرار الناتجة عن الملوحة‪:‬‬

‫‪ -1‬الجفاف الفسيولوجي‪ :‬على الرغم من وجود المياه بكميات كبيرة إال أن النباتات تعجز عن‬
‫امتصاصه بسبب الجهد األ زموزي الناشئ عن التركيز العالي لألمالح في محلول التربة (أي بيئة‬
‫الجنور) ‪ .Osmatic Potential‬إن ارتفاع الضغط األزموزي يؤدي إلى صعوبة امتصاص‬
‫الجذور للماء مما يؤدي إلى جفاف النبات‪.‬‬

‫‪ -2‬األثر السام لبعض األيونات خاصة الكلور والصوديوم ‪.Ion Toxicity‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -3‬عدم اتزان العناصر أو األيونات ‪ Ion Imbalance‬داخل النبات نتيجة تأثر واضطرب‬

‫عملية االمتصاص و توزيع و انتقال هذه األيونات‪.‬‬

‫‪ -4‬ارتفاع رقم حموضة تربة ‪ :pH‬فعندما تصبح درجة ‪ )10( pH‬فإن كاتيون الصوديوم سوف‬
‫يسود في محلول التربة مع حصول إنخفاض في نسبة األمالح الذائبة عند ذلك تسمي تربة ملحية‬
‫صودية ‪ Saline alkaline‬مما يؤدي إلى تلف وتدهور الخواص الطبيعية للتربة مما يؤثر على‬
‫المسامية في بروتوبالزم خاليا الجذر فتضعف قدرته على إمتصاص األغذية النباتية‪.‬‬

‫إن اإلجهاد الناشئ عن ملوحة التربة ومياه الري يسمى باإلجهاد الملحي ‪ Salt Stress‬وفيه‬
‫تحدث أضرار ناتجة عن إجهاد الماء ‪ ،Water Stress‬كما أن زيادة امتصاص النبات لألمالح‬
‫تؤدي لزيادة تركيزها في أنسجته عموما وفي السايتوبالزم والفجوات العصارية بصفة خاصة‬
‫مما يؤدي إلى تنشيط النشاط األيضي في النبات وأهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬بناء وتمثيل البروتينات‪.‬‬

‫‪ -2‬فقد الخاليا الماء‪.‬‬

‫‪ -3‬غلق الثغور‪.‬‬

‫‪ -4‬التأثير السام لأليونات الخاصة باألمالح الزائدة‪.‬‬

‫وبشكل عام يمكن القول بأن تأثير الشد الملحي الحاصل بسبب زيادة تركيز الملوحة على نمو‬
‫النبات يمكن أجمالها بالنقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬نقص معدل اإلنبات ونسبته‪.‬‬

‫‪ -2‬نقص في المجموع الخضري للنبات‪.‬‬

‫‪ -3‬نقص في طول الجذور‪.‬‬

‫‪ -4‬نقص في الوزن األخضر والجاف للنبات‪.‬‬

‫‪ -5‬نقص مساحة األوراق ومحتواها من الكلوروفيل‪.‬‬

‫‪ -6‬نقص المحتوى المائي للجذور والمجموع الخضري‪.‬‬

‫‪ -7‬نقص محتوي الكربوهيدرات للمجموع الجذري والخضري‪.‬‬

‫‪ -8‬زيادة البرولين‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫العوامل التي تحدد مدى استجابة النبات للملوحة‪-:‬‬

‫أوالً‪ -:‬عوامل التربة وتشمل‪:‬‬

‫‪ -1‬خصوبة تربة‪ :‬إن حساسية النباتات للملوحة تختلف تبعا لخصوبة التربة ففي األراضي غير‬
‫الخصبة تظهر أعراض الملوحة ونقص اإلنتاج مضاعفا‪.‬‬

‫‪ -2‬درجة حرارة التربة‪ :‬حيث تؤثر على دخول األيونات وحركتها في الجذور‪ ،‬فكلما قلت‬

‫درجة حرارة التربة تزداد لزوجة الماء وتزداد مقاومة الجذر لحركة الماء فيزداد تأثير الشد‬

‫الناتج من وجود األمالح‪.‬‬

‫‪ -3‬المحتوى الرطوبي‪ :‬عند استعمال السنادين في الزراعة فان التربة تكون محدودة الكمية‬

‫فيتغير محتوى الرطوبة فيها بسرعة‪ ،‬إن شدة تأثير األمالح تتناسب مع تركيزها في محلول‬
‫التربة وليس مع كميتها‪ ،‬فعند تبخر الماء من التربة تقل كمية الماء فيزداد تركيز األمالح رغم‬
‫بقاء كمية األمالح ثابتة في التربة‪ ،‬فتركيز األمالح عندما تكون رطوبة التربة ‪ %50‬تساوي‬
‫نصف تركيزها عندما تصل الرطوبة إلى ‪.%25‬‬

‫‪ -4‬تهوية التربة‪ :‬إن سوء التهوية يزيد من تركيز أيونات الكربونات كما ويتجمع الكحول من‬

‫التنفس الالهوائي فتزداد مقاومة الجذر لحركة الماء ويقل نشاطة في امتصاص العناصر الغذائية‬
‫الضرورية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -:‬عوامل تخص النبات وهذه تشمل‪:‬‬

‫‪ -1‬اختالف األصناف النباتية‪ :‬فهناك اختالفات كثيرة بين األصناف من حيث مقاومتها للملوحة‪.‬‬

‫‪ -2‬مرحلة نمو النبات‪ :‬وهذه تختلف من نبات آلخر ففي مرحلة إنبات البذور قد تمنع األمالح‬
‫الموجودة في مهد البذرة اإلنبات أو تأخر اإلنبات لما تسببه من ارتفاع في الضغط اإلزموزي‬
‫بحيث ال تستطيع البذور االستفادة من الماء الموجود‪ .‬وقد وجد أن المدة الالزمة إلنبات البذور‬
‫تناسب طرديا مع الضغط األزموزي أي مع قدرة البذور على امتصاص الماء‪ ،‬وفي مرحلة نمو‬
‫البادرات قد يكون أليونات بعض األمالح التأثيرات التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬تأثير سام على األجنة والبادرات‪ ،‬قنبات القطن يكون أكثر حساسية للملوحة خالل النمو‬
‫الخضري‪.‬‬

‫ب‪ -‬تأثير يؤدي إلى إسراع نضج بعض المحاصيل بصفات جودة أقل‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -3‬الظروف البيئية‪ :‬إن الحرارة العالية و الرطوبة النسبية تسبب زيادة في النتح فتزيد من الشد‬
‫المائي الذي يتعرض له النبات وبالتالي فإن درجات الحرارة العالية ستزيد من سرعة دخول‬
‫أيونات األمالح إلى النبات فيزداد التأثير الضار لهذه األيونات في الخاليا‪ ،‬كذلك فان لمواد التلوث‬
‫كالغيار وأبخرة المواد العضوية تقلل من مقاومة النبات للملوحة‪ ،‬أما الضوء الشديد فيسبب زيادة‬
‫في عملية النتح التي بدورها قد تعرض النبات الجفاف لذا نجد أن النباتات في الظل تكون مقاومة‬
‫أكثر من المعرضة للضوء الشديد‪.‬‬

‫‪ -4‬المواد المضافة‪ :‬حيث يمكن عكس التأثير السلبي لبعض األيونات وذلك بإضافة أيونات‬
‫أخرى‪ ،‬فعلى سبيل المثال لتقليل التأثير السلبي أليونات الصوديوم نضيف أيونات الكالسيوم ألنها‬
‫تقلل نفاذية األغشية الخلوية بينما أيونات الصوديوم تزيد من النفاذية‪ ،‬ويختلف التأثير العكسي‬
‫أليونات الكالسيوم من نبات ألخر كما يمكننا أن نجد بعض منظمات النمو تقلل من التأثير الضار‬
‫لبعض األمالح مثل الجبرالين والكاينيتين‪ ،‬كما أن للتأثير النوعي للكاتيونات مثل الصوديوم‬
‫الذائب فنجد إن زيادتها إلى نسبة ‪ %70‬في التربة تؤدي إلى موت النبات حيث أن زيادة‬
‫امتصاص الصوديوم تؤدي إلى نقص واضح في البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم‪.‬‬

‫تصنيف النباتات حسب تحملها للملوحة‪:‬‬

‫لقد صنفت النباتات في بعض المصادر وبحسب تحملها للملوحة إلى‪:‬‬

‫‪ -1‬نباتات متحملة للملوحة ‪ :Haplophytes‬وهي النباتات التي تنمو تحت ظروف الملوحة‬
‫بتراكيز عالية قد تصل إلى ‪ 250 - 100‬مول‪.‬م‪( 3‬ماء البحر يحتوى على نحو‪ 500‬مول ‪NaCl‬‬
‫‪.‬م‪ ) 3‬مع تواجد بعض األيونات السامة األخرى‪ .‬وهذا النوع من النباتات تستطيع التعامل مع المياه‬
‫المحتوية على تراكيز مرتفعة من األمالح في بيئة النمو بالتخلص منها أو إلغاء تأثيرها السام‪.‬‬

‫تتميز النباتات التي لها القدرة على تحمل التراكيز العالية من األمالح بقدرتها العالية على‬
‫استبعاد أيون الصوديوم أو أيون الكلوريد األكثر ضررا ً على النباتات أو األثنين معا ً وعدم‬
‫وصولهما إلى النموات الخضرية من خالل أنظمة فيزيوكيميائية خاصة ‪ ،‬وتختلف المحاصيل‬
‫فيما بينها في نوع األيون المستبعد وكذلك كميتة‪.‬‬

‫‪ -2‬نباتات حساسة للملوحة ‪ :Glycophytes‬إن التراكيز العالية من الملح تقلل الجهد‬


‫األزموزي لمحلول التربة وتسبب إجهادا ً مائيا للنباتات‪ ،‬كما إن بعض األيونات مثل ‪ Na+‬تسبب‬
‫سمية حادة كونه ال يعزل بسهولة داخل الفجوات‪ ،‬وأخيرا التفاعل مابين الملح والمغذيات يتسبب‬
‫بحدوث عدم توازن غذائي ‪.Imbalance nutrition‬‬
‫‪21‬‬
‫وهنـاك تقسيم آخر للملوحة من قبل باحثين آخرين تشمل ملوحة أولية ‪Primary salinity‬‬
‫(تنتج من تراكم األمالح لفترات طويلة وفق العمليات الطبيعية إذ يحصل في بادئ األمر عملية‬
‫تجوية للصخور الحاوية على أمالح ذائبة مختلفة تشخص بصورة رئيسة إلى كلوريدات الكالسيوم‬
‫والصوديوم والمغنسيوم)‪ ،‬والملوحة الثانوية ‪( Secondary salinity‬وهي تراكم الملح المنقول‬
‫بواسطة الرياح أو المطر وتتمثل بشكل رئيس بكلوريد الصوديوم ‪.)NaCl‬‬

‫تقسيمات التربة تبعا ً الحتوائها على األمالح‪:‬‬

‫تقسم الترب بشكل عام تبعا الحتوائها على األمالح إلى ثالثة أنواع وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬األرض الملحية الصودية ‪ :Saline sodic soils‬تحتوي هذه األراضي على كميات عالية‬
‫من األمالح المتعادلة‪ ،‬فضال عن ارتفاع الصوديوم المتبادل وتؤدي إلى اإلضرار بنمو النبات‪،‬‬
‫ويرتفع فيها التوصيل الكهربائي لمستخلص عجينة التربة المشبعة عن ‪ 4‬مليموز‪.‬سم‪ ، 1-‬وتزيد‬
‫نسبة الصوديوم المتبادل ‪ ESP‬عن ‪ ،%15‬وعادة يكون ‪ pH‬لها في حدود ‪ 8.5‬بسبب وجود‬
‫تراكيز مرتفعة من األمالح المتعادلة‪ .‬ويجب التخلص من األمالح الزائدة بالغسيل ثم إضافة‬
‫الجبس الزراعي كمصدر لعنصر الكالسيوم مع الغسيل لمعادلة قلوية التربة ولتحويل الطين‬
‫الصوديومي إلى طين مشبع بالكالسيوم ليالئم نمو النبات‪.‬‬

‫‪ -2‬التربة الصوديومية أو القلوية ‪ :Sodic or Alkali‬وتتصف بأن درجة حموضة التربة‬


‫تصل إلى ‪ ،8.4‬فضال عن احتوائها على نسبة مرتفعة من األمالح وزيادة نسبة الصوديوم‬
‫المتبادل ‪ ESP‬بها عن ‪.%15‬‬

‫‪ -3‬التربة الملحية الصودية‪ :‬وهي مزيج من التربة الملحية والصودية وتكون هذه التربة شديدة‬
‫الخطورة على نمو النبات تتصف بكون ‪ Ph‬أكبر من ‪ 8.4‬ودرجة التوصيل الكهربائي ‪ EC‬ترتفع‬
‫عن ‪ 2‬مليموز‪.‬سم‪ ،1-‬فضال عن كون نسبة الصوديوم المتبادل ‪ ESP‬بها أكبر من ‪.%15‬‬

‫إن تراكم األمالح يسبب ضررا ً كبيرا ً لتركيب التربة وفعالية النبات فتراكم أيونات الصوديوم‬
‫والكالسيوم والمغنسيوم والكلوريد والكبريتات يمكن أن تسهم في مشكلة الملوحة‪ .‬التراكيز العالية‬
‫من الصوديوم في التربة تسبب ضررا للنبات بشكل مباشر فضال عن تكسير تركيب التربة‬
‫وإنقاص المسامية ونفاذية الماء‪ .‬وتوصف التربة بأنها ملحية إذا احتوت على تلك االيونات بشكل‬
‫ذائب مما يؤدي إلى رفع قيمة التوصيل الكهربائي لمستخلص التربة المشبعة ‪Electrical‬‬
‫‪ )EC Soil Ext.( conductivity of soil extract‬إلى حدود تقدر بأكثر من ‪ 4‬ملي‬

‫‪22‬‬
‫‪1-‬‬
‫(‪( )ms/cm‬وتستخدم في الوقت الحاضر وحدة ‪ ds.m-1‬للتعبير عن التوصيل‬ ‫سيمنز‪.‬سم‬
‫الكهربائي لمستخلص التربة المشبعة أو محاليل األمالح)‪ .‬وعليه فقد صنفت النباتات المختلفة‬
‫حسب استجابتها إلى ثالثة مستويات رئيسة‪:‬‬

‫‪ -1‬النباتات الحساسة ‪ :Sensitive or susceptible plants‬وهي النباتات التي تقل‬


‫‪-‬‬
‫إنتاجيتها للنصف عندما تزداد الملوحة لمحلول التربة المشبعة بمدى من (‪ 8 - 4‬ملي سيمنز‪ .‬سم‬
‫‪.)1‬‬

‫‪ -2‬النباتات المعتدلة ‪ :Moderate plants‬وهي النباتات التي تقل إنتاجيتها للنصف عندما‬
‫تزداد الملوحة لمحلول التربة المشبعة بمدى من (‪ 12-8‬ملي سيمنز‪.‬سم‪.)1-‬‬

‫‪ -3‬النباتات المقاومة ‪ :Resistant plants‬وهي النباتات التي تقل إنتاجيتها للنصف عندما‬
‫تزداد الملوحة لمحلول التربة المشبعة بمدى من (‪ 15-12‬ملي سيمنز‪.‬سم‪.)1-‬‬

‫تأثير اإلجهاد الملحي على إنبات البذور‪:‬‬

‫يحدث تثبيط في معدل اإلنبات لبذور النباتات الحساسة لألمالح ‪ Glycophytes‬بسبب انخفاض‬
‫الجهد األزموزى في بيئة التربة المحيطة نتيجة زيادة تركيز األمالح‪ .‬كما إن بذور النباتات‬
‫الملحية ‪ Halophytes‬يثبط إنباتها كون أغلب هذه النباتات تفضل بذورها اإلنبات في الماء النقي‬
‫أو التركيزات المخففة من األمالح في الماء‪ .‬وربما يرجع تأثير األمالح على إنبات البذور إلى‬
‫سمية أيونية أو إلى تأثير إزموزى نتيجة نقص جهد الماء في البيئة المحيطة للبذور‪.‬‬

‫تأثير إجهاد الملوحة على الكائنات الحية الدقيقة في التربة‪:‬‬

‫تؤثر ملوحة التربة على نشاط وتكاثر الكائنات الحية الدقيقة بالتربة إذ تقلل من نمو النباتات‬
‫النامية والتي تلعب الكائنات الحية الدقيقة دورا في نموها وإنتاجها‪ .‬إن الكائنات الحية الدقيقة يقل‬
‫نشاطها بواسطة إجهاد الضغط األزموزي والسمية النوعية لأليونات ال سيما أيونات الصوديوم‬
‫والكلوريد‪ .‬وعليه قد تكون المناطق شديدة الملوحة خالية من الحياة النباتية ولكنها ال تزال تعد‬
‫ملجأ لميكروبات متعددة‪ ،‬وتعد الميكروبات المستوطنة في الترب الملحية متكيفة على النمو تحت‬
‫هذه الظروف حيث أن لها القدرة على تحمل التغيرات السريعة التي تحدث عندما تخفف محاليل‬
‫الترب الملحية بواسطة الري أو األمطار‪ .‬إن أعداد الكائنات الحية الدقيقة المستوطنة في التربة‬
‫الملحية الصودية منخفضة وهي مشغولة بوظائفها الحيوية العادية وال يتوقع أن تتأثر كثيرا ً في‬
‫ظل ظروف الملوحة‪ .‬إن المصلحات العضوية قد تشجع وتحفز النشاط الميكروبي الذي يكون‬

‫‪23‬‬
‫مفيدا لبناء التربة وقد تحسن نفاذية التربة وتزيد كمية المواد الغذائية المتيسرة‪ .‬وفي الترب‬
‫الصودية تزداد أهمية أحياء التربة نتيجة لدورها في إنتاج األحماض العضوية وغير العضوية‬
‫وعليه فإن المعامالت الكيميائية التي تهدف إلى تقليل نسب إدمصاص (‪)Adsorption‬‬
‫الصوديوم في الترب الملحية مثل مصلحات الجبس قد يكون لها تأثير مثبط على بعض أصناف‬
‫الكائنات الدقيقة‪ .‬لقد أوضحت دراسات عديدة أن عدد الميكروبات في الترب الملحية الصودية‬
‫منخفض وأنه ازداد بإضافة الجبس أو الكبريت وأن ‪ Streptomyces‬كانت موجودة بأعداد‬
‫كبيرة في البداية (قبل إضافة الجبس) ولكن بدأت تتناقص بعد ذلك بإضافة الجبس‪ .‬أما‬
‫‪ Azatobactor‬فإن أعدادها تزايدت مما يشير إلى وجود سالالت عديدة منها تستطيع أن تقاوم‬
‫الرقم الهيدروجيني (‪ ،)pH= 9-10‬كما تزايدت أعداد الميكروبات المحللة للسليلوز بوضوح‬
‫بإضافة الجبس‪ .‬وبالمقابل تناقصت أعداد الفطريات نسبيا ً مع زيادة الملوحة ولكن لم تتأثر أعداد‬
‫بالملوحة‪ .‬كما وجد أن هناك عالقة بين وجود الملح وتثبيط جنس‬ ‫الـ ‪Actinomyces‬‬
‫‪ Nitrobacter‬وربما يعود سببها لسمية األمونيا الحر تحت الظروف الصودية‪ .‬ومن كل ذلك‬
‫يتضح أن الكائنات الحية الدقيقة يقل نشاطها وتكاثرها وحيويتها في الترب الملحية والصودية‬
‫وذلك بسبب اإلجهادات األزموزية والسمية التي تنتج من ذلك‪.‬‬

‫المصادر‪:‬‬
‫صقر‪ ،‬محب طه‪ .2006.‬اساسيات كيموحيوية وفسيولوجية النبات‪ .‬كلية الزراعة‪-‬جامعة المنصورة‪ .‬مصر‪ .‬ع ص‪.230‬‬

‫المعيني‪ ،‬أياد حسين علي ومحمد عويد غدير العبيدي‪ .2018 .‬األسس العلمية إلدارة وإنتاج وتحسين‬
‫المحاصيل الحقلية ‪ .‬وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‪ -‬العراق‪.‬ع ص ‪.1067‬‬

‫‪Mahajan, S., N. Tuteja. 2005. Salinity and drought stresses: an overview.‬‬


‫‪Archives of Biochemistry and Biophysics. 444. 139-158.‬‬

‫‪24‬‬

You might also like