Professional Documents
Culture Documents
حمياز سمير
حمياز سمير
حمياز سمير
بعنوان:
البنية الجيوسياسية العربية في ظل المتغيرات الدولية الراهنة :بين مخاطر التدخالت األجنبية
0
البنية الجيوسياسية العربية في ظل المتغيرات الدولية الراهنة :بين مخاطر التدخالت األجنبية
وتحديات مشاريع التفكيك وإ عادة البناء
د.حمياز سمير ،أستاذ محاضر "ب"
جامعة بومرداس
samirhamiaz@hotmail.com
ملخص:
يحاول الموضوع محل الدراسة ،البحث في التحديات اإلستراتيجية التي تواجه العالم العربي في
ظل المتغيرات الدولية الراهنة ،بين مخاطر التدخالت األجنبية وتحديات مشNNاريع التفكيNNك وإ عNادة البنNNاء،
فضNNال عن إبNNراز المضNNاعفات الخطNNيرة الNNتي أفرزتهNNا هNNذه التNNدخالت والمشNNاريع على المنطقNNة ،واقNNتراح
أفضNN Nل الخيNN Nارات والبNN Nدائل اإلسNN Nتراتيجية ،الNN Nتي يمكن أن ترتكNN Nز عليهNN Nا الNN Nدول العربيNN Nة في المسNN Nتقبل،
لمواجهNNة التNNدخالت األجنبيNNة ومخNNاطر االخNNتراق والتقسNNيم الNNتي تعNNاني منهNNا البنيNNة الجيوسياسNNية العربيNNة
الراهنة.
Abstract:
This study aims to examine the strategic challenges facing the Arab World in the
context of the current international changes, between the risks of foreign interventions and the
challenges of division projects in the region. This paper also, attempts to highlight the dangers
repercussions of these projects on the region, and propose solutions and strategies capable of
confronting the dangers of division in the Arab world.
مقدمة:
يشكل العالم العربي في ظل المتغيرات الدوليNة الراهنNة ،أحNد الفضNاءات الجيوسياسNية "الحساسNة"
األكثر تأثرا بإستراتيجيات التدخل الدولي وبمشاريع التفكيك وإ ع?ادة البن??اء ،الNNتي تهندسNNها وتسNNعى إلى
تكريسها قوى الهيمنة الدولية في هذه المنطقة الNNتي تحظى بأهميNNة حيويNNة في الجيوسياسNNة العالميNNة ،بحكم
أهميتها الجيواستراتيجية والطاقوية في الصراع على الهيمنة العالمية.
والمالحNNظ أن المنطقNNة العربيNNة ،وبشNNكل أخص الNNدول المتNNأثرة "بNNالربيع العNNربي" ،أصNNبحت تمثNNل
إحNNدى السNNاحات المفتوحNNة أمNNام مختلNNف أسNNاليب وصNNور التNNدخل الNNدولي ،سNNواء كNNانت قمعيNNة مباشNNرة من
خالل تحري NNك الجي NNوش النظامي NNة ،وف??ق المنط??ق "الكالوزفي??تزي" "الح??رب هي اس??تمرار للسياس??ة ولكن
بوس ??ائل أخ ??رى" ،أو من خالل اللجNN Nوء إلى تكتيكNN Nات التNN Nدخل واالخNN Nتراق غNN Nير المباشNN Nر ،بغيNN Nة تحقيNN Nق
الرهانNN Nات اإلسNN Nتراتيجية المسNN Nطرة في مفكNN Nرة السياسNN Nات الخارجيNN Nة للقNN Nوى المتدخلNN Nة في هNN Nذه المنطقNN Nة
المركزية في السياسة الدولية ،والتي تحظى بأهمية بالغة في لعبة التوازنات الجيوسياسية والدولية.
عالوة على المخ NN Nاطر ال NN Nتي تفرزه NN Nا الت NN Nدخالت الدولي NN Nة ،ف NN Nإن البني???ة الجيوسياس???ية العربي???ة،
وبالخصوص تلك الدول الNNتي تنNNدرج ضNNمن "محور المقاومة أو الممانعة" المنNNاهض للسياسNNة األمريكيNNة
واإلسNNرائيلية في المنطقNNة ،تحNNولت بعNNد "الربيNNع العNNربي" إلى موضوع وه?دف لمش??اريع التفكي??ك وإ ع?ادة
1
البناء التي شرعت إدارة المحNافظين الجNدد على تجسNيدها في منطقNة الشNرق األوسNط في أعقNاب الحNادي
عشر من سبتمبر .2001
وتأسيس NNا على ذل NNك ،فNNNإن مخرج??ات وم??آالت "الربي NNع الع NNربي" ال NNتي تجلت باألس NNاس في تن NNامي
ظ NNاهرة الفوض NNى ،االنفالت األم NNني ،انهي NNار الدول NNة الوطني NNة ،االص NNطفافات والص NNراعات الطائفي NNة ،..ق NNد
اتس??قت وتم??اهت بش NNكل واض NNح م NNع الرهان NNات واأله NNداف ال NNتي انط NNوت عليه NNا المش NNاريع ال NNتي أطلقته NNا
الواليات المتحدة األمريكية في المنطقة بعد أحداث 11سبتمبر .2001
ومن هذا المنطلق ،فإن واقع الممارسة الدولية ،يقر بNأن مNا ُأطلNق عليNه "بثNورات الربيNع العNربي"
ال يعدو أن يكون سوى استمرار في تجسيد مشاريع التفكيك وإ عادة البناء ،المتمثلة أساس NNا في الفوضى
الخالقة ،الشرق األوسط الكبير ،فضال عن الطروحات االستشراقية الجديدة "لبرنارد لويس" التي تNNدعو
إلى إعادة تقسيم المنطقة العربية وفق منطق "سايكس بيكو جديد" ولكن على أسس عرقية ومذهبية.
ضNNف إلى ذلNNك المراهنNNة على إستراتيجية شد األطراف (دعم محNNور االعتNNدال) وإ ض?عاف دول
القلب وتفكيكه??ا ( محNNور المقاومNNة) ،وبNNذلك ينتظم المش??هد الجيوسياس??ي المس??تقبلي في المنطق??ة وف??ق
الرؤية األمريكية ،وبالشكل الذي يودي إلى استدامة المصالح الحيوية العليا للواليات المتح NNدة ،ويضمن
أمن إسرائيل ويخدم تطلعاتها اإلقليمية في المنطقة العربية.
بي NNد أن سياس NNات الت NNدخل ال NNدولي ،ومش NNاريع التفكي NNك وإ ع NNادة البن NNاء ال NNتي يس NNتمر تجس NNيدها تحت
مسNN Nمى "الربيNN Nع العNN Nربي" (االسNN Nتثمار في "الثNN Nورات" وتحويرهNN Nا) ،لم تNN Nؤدي فقNN Nط إلى إفNN Nراز مضNN Nاعفات
خط NNيرة على س NNيادة دول المنطق NNة وأمنه NNا الق NNومي ،وإ نم NNا أيض NNا أفض NNت إلى اإلجه??از على م??ا تبقى من
النظام اإلقليمي العربي.
األمNN N N Nر الNN N N Nذي يسNN N N Nتدعي "يقظ ? ??ة إس ? ??تراتيجية" ،تفضNN N N Nي إلى بنNN N N Nاء مجموعNN N N Nة من السياسNN N N Nيات
واإلس NN Nتراتيجيات المس NN Nتقبلية ،ال NN Nتي يمكن ترتك NN Nز عليه NN Nا ال NN Nدول العربي NN Nة لمواجه NN Nة الت NN Nدخالت األجنبي NN Nة
ومشNNاريع التفكيNNك وإ عNNادة البنNNاء في المنطقNNة .إذ يمكن أن تتNNوزع هNNذه البNNدائل اإلسNNتراتيجية ضNNمن ثالثNNة
مس NNتويات أساس NNية ،على المس??توى الوط??ني ،من خالل اس??تكمال مس??ار بن??اء الدول??ة الوطني??ة ومعالج??ة
الض??عف الهيكلي والعج??ز ال??وظيفي لألنظم NNة القائم NNة .على المس??توى اإلقليمي ،بالمراهن NNة على الخي??ار
التك??املي ،وك??ذا العم??ل على بن??اء ترتيب??ات أمني??ة إقليمي??ة ،أو ح NNتى على المس??توى ال??دولي ،من خالل
التنوي ??ع من الش ??ركاء ال ??دوليين ،وبالخصNN Nوص المراهنNN Nة على الNN Nدور الصNN Nيني والروسNN Nي ،..ليس فقNN Nط
لموازن?ة ومواجه?ة التNNدخالت واألدوار الNNتي تمارسNNها ق?وى التفكي?ك في المنطقNNة ،وإ نمNNا أيضNNا الكتس?اب
هامش أوسع من المناورة ومن حرية العمل في السياسة الدولية.
أهداف الورقة البحثية:
تتوخى هذه الورقة البحثية ،تحقيق األهداف التالية:
2
الكش NNف عن األبع NNاد والرهان NNات ال NNتي انط NNوت عليه NNا اإلس NNتراتجيات التدخلي NNة للق NNوى الك NNبرى في
المنطق NNة العربي NNة ،من NNذ أح NNداث 11س NNبتمبر إلى "الث NNورات العربي NNة" ،وك NNذا الوق NNوف على دراس NNة
مضNN Nامين مشNN Nاريع التفكيNN Nك وإ عNN Nادة البنNN Nاء (الفوضNN Nى الخالقNN Nة ،الشNN Nرق األوسNN Nط الكبNN Nير ،إذكNN Nاء
الص NNراعات الطائفي NNة) ال NNتي طرحته NNا اإلدارة األمريكي NNة بع NNد أح NNداث 11س NNبتمبر ،وتس NNتمر في
تجسيدها تحت مسمى "الربيNع العNربي" ،من خالل االسNتثمار في "الثNورات العربيNة" والعمNل على
تحويرها.
التأس ??يس ل ??وعي إس ??تراتيجي مس ??تقبلي" ،يقظ ??ة إس ??تراتيجية" ،بش NN Nأن المض NN Nاعفات والتبع NN Nات
الخطNNيرة الNNتي أفرزتهNNا إسNNتراتيجيات التNNدخل الNNدولي ومشNNاريع التفكيNNك وإ عNNادة البنNNاء على البنيNNة
الجيوسياسية العربية الراهنة.
اقتراح البNدائل والخيNارات اإلسNتراتيجية المتاحNة ،الNتي يمكن أن تNراهن عليهNا الNدول العربيNة في
المس NNتقبل ،لمواجه NNة الت NNدخالت الدولي NNة ومخ NNاطر االخ NNتراق والتقس NNيم ال NNتي تع NNاني منه NNا المنطق NNة
العربية وبخاصة دول "محور المقاومة".
إشكالية الورقة البحثية:
تأسيسا على ما سبق ،تحاول هذه الورقة البحثية اإلجابة على اإلشكالية التالية:
م NNا هي الرهان NNات واألبع NNاد ال NNتي تنط NNوي عليه NNا إس NNتراتيجيات الت NNدخل ال NNدولي ومش NNاريع التفكي NNك
وإ ع NNادة البن NNاء ال NNتي تس NNعى إلى تجس NNيدها ق NNوى الهيمن NNة الدولي NNة في الع NNالم الع NNربي؟ وم NNا هي الت NNداعيات
والمضاعفات التي أفرزتها هذه اإلستراتيجيات والمشاريع على البنية الجيوسياسية العربيNNة الراهنNNة؟ ومNNا
هي البNN Nدائل والخيNN Nارات اإلسNN Nتراتيجية المسNN Nتقبلية المتاحNN Nة الNN Nتي يمكن أن ترتكNN Nز عليهNN Nا الNN Nدول العربيNN Nة
لمواجهة التدخالت الدولية ومخاطر االخNتراق والتقسNيم الNتي تعNاني منهNا المنطقNة العربيNة ،وبالخصNNوص
دول "محور المقاومة" بعد "الربيع العربي"؟.
فرضيات الورقة البحثية:
اتسNN Nاقا مNN Nع اإلشNN Nكالية المطروحNN Nة ،فNN Nإن المنطNN Nق المنهجي يسNN Nتدعي فحص واختبNN Nار الفرضNN Nيات
التالية:
انتظام التوازنات الجيوسياسية واإلقليمية ،بالشكل الNNذي يضNNمن اسNNتدامة المصNNالح العليNNا للتحNNالف
األم NNريكي–اإلس NNرائيلي في المنطق NNة العربي NNة ،يتوق NNف على م NNدى نج NNاح اإلس NNتراتيجيات التدخلي NNة
لتغيير النظم (وبخاصة في محور المقاومة) ومشاريع التفكيك وإ عادة البناء.
الضعف الهيكلي والعجز الوظيفي لألنظمة السياسية القائمة في المنطقة ،أدى إلى تحفNNيز قNNوى
الهيمنNN Nة الدوليNN Nة للتNN Nدخل في شNN Nؤون المنطقNN Nة والعمNN Nل تقسNN Nيمها ،بالشNN Nكل الNN Nذي يخNN Nدم مشNN Nاريعها
ورهاناتها الجيوسياسية.
3
اإلس NNتراتيجية التدخلي NNة ومش NNاريع التفكي NNك وإ ع NNادة البن NNاء (الفوض NNى الخالق NNة" ،الربي NNع الع NNربي"،
الشرق األوسط الكبير) أدت إلى اإلجهاز على ما تبقى من النظام اإلقليمي واألمني العربي.
فعالية اإلستراتيجيات المستقبلية لمواجهNة التNدخالت األجنبيNة والتصNدي لمشNاريع التفكيNك وإ عNادة
البنNNاء ،مرهونNNة بمNNدى النجNNاح في اس?تكمال مس?ار بن?اء الدول?ة الوطني?ة ،بن?اء ترتيب?ات التكام?ل
اإلقليمي ،والتنويع من الشركاء الدوليين ،وبالخصوص التعامل مع روسيا ،الصNNين ،..لموازنNNة
ومواجهة مشاريع وأدوار قوى التفكيك في العالم العربي.
هيكلة وتقسيم الورقة البحثية:
سNNعيا لإلجابNNة على اإلشNNكالية واختبNNار الفرضNNيات ،فقNNد تم تقسNNيم هNNذه الورقNNة البحثيNNة إلى هيكل?ة
منهجية متضمنة للمحاور التالية:
المحور األول :في تحديد المجال الجغرافي والقيمة اإلستراتيجية للمنطقة العربية.
المحور الثاني :اإلستراتيجيات التدخلية في المنطقة العربية :منذ أحداث 11سبتمبر إلى "الربيع
العربي" :األبعاد والرهانات.
المح??ور الث??الث :البني NNة الجيوسياس NNية العربي NNة في مواجه NNة مش NNاريع التفكي NNك وإ ع NNادة البن NNاء :من
الفوضى الخالقة إلى ما بعد "الربيع العربي".
المح??ور الراب??ع :ت NNداعيات اإلس NNتراتيجيات التدخلي NNة ومش NNاريع التفكي NNك وإ ع NNادة البن NNاء على البني NNة
الجيوسياسية العربية الراهنة.
المح? ??ور الخ? ??امس :آلي NN Nات التص NN Nدي والمواجه NN Nة :بحث في الب NN Nدائل والخي NN Nارات اإلس NN Nتراتيجية
المستقبلية المتاحة.
المحور األول :في تحديد المجال الجغرافي والقيمة اإلستراتيجية للمنطقة العربية.
تشكل المنطقة العربية أحد الفضاءات الجيوسياسية "الحساسة" ،التي تحظى بأهمية بالغة في لعبNNة
التوازنNNات الدوليNNة ،وتحتNNل مكانNNة هامNNة في سNNلم اسNNتراتيجيات القNNوى الكNNبرى ،ليس فقNNط بحكم مركزي?ة
المنطقة في السياسة الدولية ،وإ نما أيضا بالنظر إلى أهميتها الحيوية على جميع األصعدة الجيوسياسNNية،
الجيواقتصادية ،والحضارية.
أوال :تحديد النطاق الجغرافي للمنطقة العربية:
ُيطل NNق مص NNطلح المنطق NNة العربي NNة (الع NNالم الع NNربي) ،للدالل NNة على ذل NNك النط NNاق الجغ NNرافي الش NNديد
االتسNNاع ،والممتNNد من المحيNNط إلى الخليج ،والNNذي يجمNNع بين المشNNرق والمغNNرب العNNربي .إذ يشNNكل هNNذا
الح NNيز الجغ NNرافي ملتقى تق NNاطع الق NNارات الثالث ،إفريقي NNا ،أوروب NNا وآس NNيا ،فض NNال عن كون NNه يمث NNل خط NNا
()1
حدوديا فاصال بين الشرق والغرب أو بين العالم اإلسالمي والعالم المسيحي.
والمالحظ أن النطاق الجغرافي للعالم العربي ،يتمNاهى مNع مصNطلح الشNرق األوسNط الNذي أطلقNة
"ألفري??د ماه??ان" ع NNام ،1902بي NNد أن الكتاب NNات اإلس NNتراتيجية الغربي NNة تفض NNل اس NNتخدام مص NNطلح الش NNرق
4
األوس NNط ب NNدال من مص NNطلح ال NNوطن الع NNربي ،وذل NNك من أج NNل ال NNزج بإس NNرائيل وجعله NNا كيان NNا طبيعي NNا في
المنطق NNة العربي NNة ،فض NNال عن اجتث NNاث الحس الوح NNدوي واستئص NNال العناص NNر الدافع NNة والمحف NNزة لتحقي NNق
الوح NNدة والتكام NNل بين دول المنطق NNة )2(.كم NNا أن االس NNتخدامات الغربي NNة لمص NNطلح الش NNرق األوس NNط يغلب
عليه???ا الط???ابع التحكمي ،باعتباره NN Nا اس NN Nتندت في تعريفاته NN Nا للش NN Nرق األوس NN Nط إلى مع???ايير واعتب???ارات
إستراتيجية أكثر منها جغرافية وموضوعية )3(.وعليه ،فالشرق األوسط من منظور غربي هو مص NNطلح
فضفاض ومطاط قد يضيق ويتسع بحسب الرؤى والمصالح الجيوسياسية لقوى الهيمنة الدولية.
ثانيا :األهمية الجيوسياسية للمنطقة العربية:
إذا تناولنNN Nا أهميNN Nة المنطقNN Nة العربيNN Nة على هNN Nدي النظريNN Nات الجيوسياسNN Nية ،فNN Nإن المنطقNN Nة حسNN Nب
طروحات "هالفورد ماكيندر" تشكل أحNد مراكNز الثقNل األساسNية في جزيNرة العNالم ،كمNا أن المنطقNة تمثNل
حلقNNة اتصNNال وربNNط بين قلNNبي األرض الشNNمالي والجنNNوبي ،وعليNNه ،فالمنطقNNة العربيNNة تعNNد بحNNق محNNورا
رئيس NN Nيا من مح NN Nاور إس NN Nتراتيجيات الهينم NN Nة العالمي NN Nة .كم NN Nا تع NN Nد المنطق NN Nة العربي NN Nة في ض NN Nوء النظري NN Nة
الجيوسياسNNية الNNتي طرحهNNا "نيكوالس سبيكمان" جNNزءا أساسNNيا من "المحيNNط األرضNNي" " "RimlandsالNNذي
()4
يعتبر التحكم فيه مدخال أساسيا لتحقيق السيطرة العالمية.
وتNNبرز األهميNNة الجيوسياسNNية للعNNالم العNNربي ،في كونNNه يشNNرف على مضNNائق إسNNتراتيجية ومعNNابر
()5
بحريNNة هامNNة ،ومن ذلNNك ،قنNNاة السNNويس ،مض NNيق عNNدن ،مض NNيق جبNNل طNNارق ،ومض NNيق بNNاب المنNNدب.
عالوة على ذلNNك ،فNNإن اتسNNاع الحNNيز الجغNNرافي للعNNالم العNNربي يNNوفر للمنطقNNة العمNNق اإلسNNتراتيجي والقNNدرة
على نشر القواعد العسكرية الكفيلة بالدفاع وتأمين المنطقة من التهديدات والمخاطر الخارجية.
بالنظر إلى أهمية المنطقة ومركزيتها في الجيوسياسية العالمي??ة ،يقNNول "ج??ورج لينزوس??كي" في
مؤلف NNه الش NNهير "الش??رق األوس??ط في الش??ؤون العالمي??ة"" :ال يمكن ألي??ة سياس??ة خارجي??ة رش??يدة تس??عى
()6
للهيمنة أن تتجاهل الشرق األوسط وأثره على بقية مناطق العالم".
ثالثا :األهمية الجيواقتصادية للمنطقة العربية:
تحظى المنطقة العربية بأهمية بالغة على الصعيد الجيواتصادي ،باعتبارها تمتاز بNوفرة المNوارد
الطبيعيNNة والNNثروات المعدنيNNة ومصNNادر الطاقNNة ،إذ تشNNير لغNNة األرقNNام إلى أن العNNالم العNNربي يحتNNوي على
ثلثي %63من االحتيNNاطي العNNالمي المؤكNNد من النفNط .وعلى حNNوالي % 24من االحتيNNاطي العNNالمي من
الغاز الطبيعي ،كموارد حيوية وإ ستراتيجية بالنسبة لحضارة التصنيع العالمية.
()7
كم NNا أن األهمي NNة الجيواقتص NNادية للع NNالم الع NNربي ،ال تكمن فق NNط في أهمي NNة موقع??ه المتوس??ط ال NNذي
يتحكم في طNNرق المواصNNالت الNNتي تعتNNبر بمثابNNة الشNNرايين الحيويNNة للتجNNارة الدوليNNة ،وإ نمNNا أيضNNا بحكم
اش NNتماله على س NNوق اس NNتهالكية واس NNعة ،مم NNا يجعل NNه يش NNكل إح NNدى الس NNاحات الرئيس NNية للح NNروب التجاري NNة
المحتدمة بين القوى الفاعلة التي تحكم حركة االقتصاد العولمي.
رابعا :األهمية الجيوحضارية للمنطقة العربية:
5
تكتسي المنطقة العربية أهمية بالغة على المستوى الجيوحضاري ،بالنظر إلى كونها تشNNكل مهNNدا
للحض NN Nارات ومرك NN Nزا لإلش NN Nعاع الثق NN Nافي والعلمي ،فض NN Nال عن كونه NN Nا تمث NN Nل مهبط NN Nا لل NN Nديانات الس NN Nماوية
التوحيدية الثالث (اليهوديNNة ،المسNNيحية واإلسNNالم) .وعليNNه ،فالمنطقNة تمثNNل مهبNNط الNNوحي وأرض األنبيNNاء،
ذلNNك أن الNNديانات السNNماوية الثالث ظهNNرت في منطقNNة الشNNرق األوسNNط ومنهNNا انتشNNرت إلى بNNاقي أنحNNاء
()8
العالم.
ول??ذلك ليس من الغ??ريب أن يك??ون للمنطق??ة ثق??ل دي??ني وحض??ور وج??داني عن??د معتنقي ال??ديانات
الثالث عبر العالم.
تأسيسNا على مNا تقNدم ،يتضNNح أن األهميNة البالغNة الNتي تحظى بهNا المنطقNة العربيNة ،جعلتهNا تشNكل
مركNز اسNتقطاب ومحNور انNدفاع السياسNات التدخليNة لقNوى الهيمنNة الدوليNة ،فضNال عن كونهNا تحNولت إلى
موض ??وع وه ??دف لمشNN Nاريع التفكيNN Nك وإ عNN Nادة البنNN Nاء ،قصNN Nد إضNN Nعاف المنطقNN Nة والسNN Nيطرة على ثرواتهNN Nا
ومقدراتها.
المح??ور الث??اني :اإلس??تراتيجيات التدخلي??ة في المنطق??ة العربي??ة :من??ذ أح??داث 11س??بتمبر إلى "الربي??ع
العربي" :األبعاد والرهانات.
ب NNالرغم من أن مب NNدأ ع NNدم الت NNدخل ،الس NNيادة ،اح NNترام ح NNق الش NNعوب في تقري NNر مص NNيرها واختي NNار
أنظمته NNا السياس NNية واالقتص NNادية ،..بش??كل ح??ر وس??يد ،تعت NNبر من "القواع??د اآلم??رة" ال NNتي أقره NNا الق NNانون
الدولي لنقل العالقات والتفاعالت الدولية من حالة الطبيعة إلى حالة المجتمع حسNNب التعبNNير األثNNير عنNNد
"ه?وبز" ،إال سياسNNات القNNوى الكNNبرى القائمNNة على منطNNق االسNNتخدام األحNNادي للقNNوة ،انتهكت كNNل القواعNNد
والمكاسب التي توصل إليها القانون الدولي.
والمالحNNظ أن البنيNNة الجيوسياسNNية العربيNNة منNNذ أحNNداث 11سNNبتمبر إلى "الربيNNع العNNربي" شNNكلت
موضوع وهدف لمختلف صور التدخل الدولي سNواء كNانت هNذه التNدخالت مباشNرة أم غNير مباشNرة ،كمNا
يوضح الشكل التالي:
()9
الشكل رقم ( :)1أبعاد اإلستراتيجيات التدخلية الشاملة في المنطقة العربية.
6
استخدام القوة العسكرية لإلطاحة
تدخالت مباشرة باألنظمة ،حروب إسباقية ،تدخالت
...عسكرية لحماية حقوق اإلنسان
7
وبين االزدهار االقتصادي واالستقرار السياسي ،وبين االس??تقرار السياس??ي وحماي??ة المص??الح الحيوي??ة
األمريكية في الشرق األوسط.
()12
ذلك أن االنطباع العام السائد في الدوائر اإلستراتيجية الغربية ،يقوم على فكرة مفادها أن الفشNNل
السياسNNي والعجNNز الNNديمقراطي ،..كلهNNا عوامNNل تNNوفر البيئNNة المالئمNNة لتنNNامي حركيNNات العنNNف واإلرهNNاب،
وفي هNNذا ()13
الNNذي عNNادة مNNا يتم تص NNديره إلى "العNNالم المتحض NNر" :الواليNNات المتحNNدة األمريكيNNة وأوروبNNا.
اإلط NNار أك NNد ال NNرئيس "ب??وش" (االبن) في خطاب NNه ال NNذي ألق NNاه أم NNام الك NNونجرس عن حال NNة اإلتح NNاد في 21
جانفي " :2004طالما بقي الشNرق األوسNط مكانNا لالسNتبداد واليNأس والغضNNب ،فNNإن المنطقNة ستسNتمر في
تف NNريخ الن NNاقمين والحرك NNات المه NNددة ألمن أمريك NNا وأص NNدقائها ،له NNذا ف NNإن الوالي NNات المتح NNدة مص NNرة على
المضNNي قNNدما في إسNNتراتيجيتها لتحقيNNق أكNNبر قNNدر ممكن من الحريNNة والديمقراطيNNة في الشNNرق األوسNNط".
وفي السNNياق ذاتNNه ،أكNNد "ريشارد هاس" أن قضNNية نشNNر وتوسNNيع رقعNNة الديمقراطيNNة كNNانت وال تNNزال ()14
تشNNكل قضNNية مركزيNNة وتقليNNد راسNNخ في مفكNNرة السياسNNة الخارجيNNة األمريكيNNة ،ذلNNك أن الواليNNات المتحNNدة
سوف تزدهر كشNعب وكدولNة في عNالم من الNديمقراطيات وليس وسNط األنظمNة االسNتبدادية والفوضNوية".
()15
بيد أن الديمقراطية هي ليست وصفة جاهزة يمكن تص?ديرها من مجتم?ع إلى آخ?ر ،أو فرض?ها
عبر الضغوطات والتدخالت الخارجية ،ذلك أن العنصر الخارجي قد يعزز التطور الديمقراطي لكنه أب??دا
ال يخلقه من العدم ،ذلك أن الديمقراطية تتطلب مجموعة من الشروط الموض??وعية والفني??ة المتع??ارف
()16
عليها في أدبيات علم التحول الديمقراطي.
إن الدوائر اإلسNNتراتيجية األمريكيNNة ،تNNرى أن تحقيNNق مصNNالحها األمنيNNة والجيوسياسNNية في الNNوطن
العربي ،يقتضي باألساس إعادة ترتيب وهيكلة مجمل المنطقة ،من خالل االعتماد على تكتيكNات التNدخل
()17
واالختراق غير المباشر إلحداث إصالحات بنيوية وظيفية في مجمل النظام اإلقليمي العربي.
وتأسيسNNا على ذلNNك ،فقNNد انطNNوت األبعNNاد المضNNامينية الشNNاملة للمبNNادرات اإلصNNالحية الوافدة على
المنطق??ة من الخ??ارج ،والNNتي عNNبر عنهNNا "مشNNروع الشNNرق األوسNNط الكبNNير" على مختلNNف أسNNاليب التNNدخل
غ NNير المباش NNر ،للت NNأثير على التركيب??ة الس??لطوية ل NNدول المنطق NNة ،فض NNال عن تغي NNير أنس NNاقها االجتماعي NNة
والثقافية والقيمية ،..وذلك من خالل التدخالت التالية:
آلي??ات الت??دخل الثق??افي :من خالل العمNNل على إحNNداث تغيNNيرات جذريNNة في األنسNNاق الثقافيNNة ونظNNام القيم
والمفNNاهيم والمعتقNNدات اإلسNNالمية ،فضNNال عن التNNدخالت األمريكيNNة في المنNNاهج التعليميNNة والتربويNNة ،وفي
نظNNام األسNNرة وقوانينهNNا ،بNNل حNNتى الNNدين اإلسNNالمي أصNNبح عرضNNة لإلصNNالح والتحNNديث الستئصNNال جميNNع
المعتقدات التي تدعو إلى التطرف واإلرهاب (حسب المنظور الغربي).
()18
8
آلي??ات الت??دخل اإلعالمي :وذل NNك ليس فق NNط من خالل استص NNدار الق NNوانين ال NNتي ته NNدف إلى غل NNق القن NNوات
اإلعالميNNNة الNNNتي تعتبرهNNNا الواليNNNات المتحNNNدة تحNNNرض على المقاوم NNة ،ولكن أيضNN Nا من خالل التNNNدخل في
مضامين الصحافة واإلعالم في الدول العربية بذريعة مكافحة اإلرهاب.
آليات التدخل السياسي :من خالل مشNNاريع اإلصNNالح الNNديمقراطي والسياسNNي الوافNNدة من الخNNارج ،والNNتي
تس NNتهدف تغي NNير األنظم NNة السياس NNية والت NNأثير على التركيب NNة الس NNلطوية ل NNدول المنطق NNة ،وبالخص NNوص تل NNك
المناهضة للسياسة األمريكية في الشNرق األوسNط ،فضNال عن التصNريحات والخطب الرسNمية الNتي تناشNد
شNN Nعوب دول المنطقNN Nة لإلطاحNN Nة بحكوماتهNN Nا من خالل تمويNN Nل المجتمNN Nع المNN Nدني وإ ثNN Nارة حركNN Nات التمNN Nرد
والثورة.
آليات التدخل الدبلوماسي :بواسNطة ممارسNة مختلNف أشNكال الضNغط واإلكNراه على دول المنطقNة لجرهNا
وإ دماجهNNا في المشNNاريع الجيوسياسNNية األمريكيNNة-الصNNهيونية كمشNNروع الشNNرق األوسNNط الكبNNير ،أو للNNزج
بها في دوائر التحNالف اإلسNتراتيجي واألمNني الNذي تقNوده قNوى الهيمنNة الدوليNة بزعامNة الواليNات المتحNدة
األمريكيNN Nة ،كالمبNN Nادرات األمنيNN Nة الNN Nتي يطرحهNN Nا الحلNN Nف األطلسNN Nي على دول المنطقNN Nة ،ضNN Nف إلى ذلNN Nك
الضNغوطات المختلفNة الNتي تمNارس على دول المنطقNة إلجبارهNا على التعNاون األمNني واالسNتخباراتي في
()19
إطار الحملة األمريكية على اإلرهاب.
كمNNا تجNNدر اإلشNNارة ،أن الواليNNات المتحNNدة عNNادة مNNا تلجNNأ إلى توظيNNف ورقNNة اإلصNNالح والتبشNNير
بالديمقراطي NN Nة وحق NN Nوق اإلنس NN Nان لمس NN Nاومة دول المنطق NN Nة ،والض NN Nغط عليه NN Nا إلجباره NN Nا لتق NN Nديم معلوم NN Nات
إستخباراتية والتعاون األمني مع الواليات المتحدة في إطار حربها الكونية على اإلرهاب.
آليات التدخل االقتصادي والعقوب??ات الدولي??ة :من خالل تفعيNNل آليNNات الحصNNار ،المقاطعNNة والضNNغوطات
االقتصNN Nادية لتلNN Nيين المواقNN Nف السياسNN Nية للNN Nدول المناهضNN Nة للسياسNN Nة األمريكيNN Nة ،والعمNN Nل على التNN Nأثير في
توجه NN Nات سياس NN Nاتها الداخلي NN Nة والخارجي NN Nة .وفي ه NN Nذا الس NN Nياق ،تج NN Nدر اإلش NN Nارة إلى مختل NN Nف العقوب NN Nات
والض NNغوطات األمريكي NNة ال NNتي ُم ورس NNت على س NNوريا للت NNأثير على توجه NNات سياس NNتها الخارجي NNة لتحقي NNق
األهداف التالية:
االمتنNNاع عن دعم حركNNات المقاومNNة ،الNNتي عNNادة مNNا توصNNف في الNNدوائر األمريكيNNة واإلسNNرائيلية
باإلرهابية.
عدم توفير مأوى لقادة النظام العراقي الذي أطاحت به الواليات المتحدة األمريكية ،وغيرهNNا من
()20
القضايا األخرى.
ثانيا :اإلستراتيجيات التدخلية في إطار الثورات العربية:
لقNNد شNNكلت المنطقNNة العربيNNة بعNNد "الربيNNع العNNربي" ،إحNNدى السNNاحات الرئيسNNية للتNNدخالت األجنبيNNة،
األمر الNذي تجلى باألسNاس من خالل التNدخل األطلسNي في ليبيNا ،وكNذا تحNول الدولNة السNورية إلى مركNز
استقطاب ومحور اندفاع القوى اإلقليمية والدولية وبأجندات ومصالح متباينة.
9
والمالحNNNظ أنNNNه بNNNالرغم من أن المNNNبررات والمسNNNوغات ال NNتي تق NNدمها الق NNوى المتدخلNNNة في إطNNNار
"الثNN Nورات العربيNN Nة" ،كمNN Nا توضNN Nح ذلNN Nك الحالNN Nة الليبيNN Nة تتمحNN Nور باألسNN Nاس حNN Nول حمايNN Nة حقNN Nوق اإلنسNN Nان
والديمقراطية ،..بيد أن الواقع الدولي ،يقر بأن هذه التدخالت انطوت على أهداف ورهانNNات إسNNتراتيجية
بامتي NNاز ،ومن ذل NNك ،تفكي NNك أنظم NNة دول الممانع NNة المناوئ NNة للمص NNالح األمريكي NNة ،فض NNال عن الت NNأثير على
()21
التوازنات اإلقليمية وجعل المشهد الجيوسياسي اإلقليمي ينتظم وفق الرؤية األمريكية واإلسرائيلية.
وُيضاف إلى ما سبق ،استهداف التدخالت التي تمارسها قوى الهيمنNة الدوليNة كمNا توضNح الحالNة
الليبيNN Nة ،تحقيNN Nق الرهانNN Nات الجيواقتصNN Nادية والطاقويNN Nة ،خاصNN Nة في ظNN Nل بNN Nروز مقولNN Nة "من يس ??يطر على
()22
مصادر الطاقة يتحكم في التوازنات الجيواتصادية الدولية ومن ثم يهيمن على العالم".
على ضوء ما سNبق ،يمكن القNول ،أنNه إذا كNانت التNدخالت العسNكرية المباشNرة في العNراق وليبيNا
(م NN Nؤخرا) هي وس NN Nيلة لتغي???ير األنظم???ة من األعلى ،ف NN Nإن المش NN Nاريع اإلص NN Nالحية الواف NN Nدة على المنطق NN Nة
و"ثNNورات الربيNNع العNNربي" ،هي بمثابNNة وسNNيلة لتغي??ير النظم من األس??فل ،من خالل تفعيNNل آليNNات التNNدخل
واالختراق غير المباشر.
المحور الثالث :البنية الجيوسياسية العربية في مواجهة مشاريع التفكي??ك وإ ع??ادة البن??اء :من الفوض??ى
الخالقة إلى ما بعد "الربيع العربي".
منNNذ "مؤتمر كامبل بانرمان" ( ،)1907إلى "الربيNNع العNNربي" ،والمنطقNNة العربيNNة تواجNNه تحNNديات
ومخاطر التفكيك وإ عادة البناء التي يمكن إبرازها في المشاريع التالية:
أوال :مشروع الشرق األوسط الكبير:
لق NNد ش NNكل مش NNروع الش NNرق األوس NNط الكب NNير ال NNذي أطلقت NNه إدارة المح NNافظين الج NNدد س NNنة ،2004أح NNد
المحاور األساسية في اإلستراتيجية األمنية األمريكيNة تجNاه الشNرق األوسNط ،وقNد تضNمن المشNروع ثالثNة
أبعاد رئيسية:
تش??جيع الديمقراطي??ة والحكم الص??الح :من خالل تش NNجيع االنتخاب NNات الح NNرة ،حري NNة واس NNتقاللية
()23
اإلعالم ،الشفافية ومكافحة الفساد ،تطوير وترقية منظمات المجتمعات المدني...الخ.
بن ??اء مجتم ??ع مع ??رفي :من خالل معالجNN Nة تحNN Nديات التعليم في المنطقNN Nة وتطNN Nوير وإ صNN Nالح التعليم
وتعزيNN N Nز الجهNN N Nود السNN N Nاعية لمحNN N Nو األميNN N Nة ،واسNN N Nتخدام التكنولوجيNN N Nات المتقدمNN N Nة ومنNN N Nاهج التعليم
الحديثة...الخ.
توس??يع الف??رص االقتص??ادية :من خالل إطالق ديناميكيNN Nة جديNN Nدة في المنطقNN Nة تسNN Nتهدف تحقيNN Nق
التنمي NNة والتح NNول االقتص NNادي ،وإ طالق ق NNدرات القط NNاع الخ NNاص وال NNزج بالمنطق NNة في الليبرالي NNة
()24
االقتصادية وتعزيز التجارة الحرة والتعاون اإلقليمي...الخ.
10
بNN Nالرغم من أن هNN Nذا المشNN Nروع وضNN Nع اليNN Nد على القضNN Nايا واإلشNN Nكاليات الرئيسNN Nية الNN Nتي عصNN Nفت
بالمنطقNNة العربيNNة وجعلتهNNا في "الثقب األسود" ،كانعNNدام الديمقراطيNNة والتنميNNة وضNNعف األداء االقتصNNادي
والسياس NNي لألنظم NNة القائم NNة ،إال أن ه NNذا المش NNروع ينط NNوي على أبع NNاد ومض NNامين جيوسياس NNية خط NNيرة،
باعتبNNاره يهNNدف إلى إعNNادة تNNرتيب الخارطNNة الجيوسNNتراتيجية للمنطقNNة ،عNNبر تفعيNNل آليNNة "التفكيNNك وإ عNNادة
البنNNاء" ،وبالتNNالي واإلجهNNاز على مNNا تبقى من النظNNام اإلقليمي العNNربي ،لتقNNوم على أنقاضNNه هيكل??ة وبن??اء
()25
جيوسياسي جديد يقوم على فكرة الشرق أوسطية التي يقودها التحالف األمريكي-اإلسرائيلي.
كمNا أن المشNروع يهNدف إلى جعNل إسNرائيل ككيNان طNبيعي في المنطقNة ،وكNذا العمNل على طمس
الهوي NN Nة العربي NN Nة واإلس NN Nالمية وإ ف NN Nراغ المنطق NN Nة من محتواه NN Nا الع NN Nربي واإلس NN Nالمي ،وب NN Nذلك ،يتم ض NN Nرب
المقومات الثقافية والحضارية اإلسالمية للوطن العربي وتذويبه في نطاق أوسط غير محدد العالم.
وبNNالنظر إلى المخNNاطر الجسNNيمة والنزعNNة التدخليNNة الNNتي ينطNNوي عليهNNا مشNNروع الشNNرق األوسNNط
الكبNNير ،تبلNNورت ممانعNNة كبNNيرة للمشNNروع من طNNرف شNNعوب وحكومNNات المنطقNNة ،بNNل حNNتى الNNدول الNNتي
ُي طلق عليها "بالمعتدلة والصديقة" في الدوائر األمريكية ،رفضت هذه المشروع الوافدة من الخارج.
ثانيا :مشروع الفوضى الخالقة:
تعتNN Nبر الفوضNN Nى الخالقNN Nة مشNN Nروع سياسNN Nي-إسNN Nتراتيجي أطلق ??ة اليمين السياس ??ي في الواليNN Nات
المتحدة ،وتم التنظير له في "معهد أمريكان أنتربرايز" الNNذي يعتNNبر "قلعة" المحافظين الجدد .وق NNد أطلقت
"كوندوليزا رايس" مصطلح الفوضى الخالقة في عام 2005في صNNحيفة "واشنطن بوست" للداللNNة على
رؤية إصالحية لتغيير الشرق األوسط "نحو األفضل".
ويشNN Nير مفهNN Nوم الفوضNN Nى الخالقNN Nة في إطارهNN Nا العNN Nربي الشNN Nرق أوسNN Nطي ،إلى فكNN Nرة مفادهNN Nا "أن
المجتمعات العربية راكNدة سياسNيا ،ولكي يتحNرك ركودهNا ال بNد من إحNداث شNيء من الفوضNى والخلخلNة
وعلى ه NNذا ،فالفوض NNى الخالق NNة تتأس NNس نظري NNا على ثنائية التفكيك والتركيب، ()26
حتى يحص NNل التغي NNير".
ومن فكرة أن النظام ينبثق من الفوضى.
وقد شكلت الفوضى الخالقة محورا هاما في إستراتيجية المحافظين الجدد تجNNاه مسNNارات التغيNNير
والحمالت الطويلة من الهندسة االجتماعية في الوطن العربي ،ولذلك ،ي NNرى "مايكل ليدن" "أن "الت??دمير
البناء" هو صفتنا المركزية ،فالوقت قد حان إلعادة صياغة المنطقة العربية ،عبر تغيNير ليس فقNط النظم
بمع NN Nنى ()27
بل الجغرافيا السياسية أيضا ،انطالقا من رؤية خاصة تقود إلى "تصميم جديد لبناء مختلف".
إحداث الفوضى لتفكيك الدول العربية وإ عادة تركيبهNا وفNNق منطNق سNايكس بيكNو جديNد ،ولكن على أسNس
عرقية ومذهبية.
والمالحظ أن العراق شكل إحدى الدول العربية األكثر تأثرا بنظريNة الفوضNى الخالقNة ،باعتبNاره
تعNNرض إلى آليNNة "العالج بالصدمة" وإ لى ثنائيNNة التفكيNNك وإ عNNادة البنNNاء ،وهNNو األمNNر الNNذي تجلى باألسNNاس
من خالل تعاليم "بول بريمر" والتدمير األمريكي للعراق وحل وتفكيك مؤسسات الدولة العراقي??ة .ومن
11
خالل هNNNذه الفوضNN Nى يتم بنNNNاء العNNNراق الجديNNNد الNNNذي ينقسNNNم وفNN Nق المخط NNط األم NNريكي إلى ثالث دويالت
()28
طائفية :دولة السنة ،وأخرى للشيعة وثالثة لألكراد.
وعليNNه ،إن مNNا اعتبرتNNه "رايس" "تغيNNير نحNNو األفضNNل" عنNNد طرحهNNا لمشNNروع الفوضNNى الخالقNNة،
اتضح أنه ال يعدو أن يكون سوى تغيير نحو األسNNوأ ،ذلNNك أن التجربNNة العراقيNNة أثبتت مNNدى فشNNل الثورة
الديمقراطي??ة الموع??ودة ال??تي تنطل??ق من الع??راق لتعم الش??رق األوس??ط بأكمل??ه ،ب NNل أن تط NNبيق مش NNروع
الفوضNNى الخالقNNة ،قNNاد العNNراق من أقص??ى الديكتاتوري??ة إلى أقص??ى درج??ات الفوض??ى واالنفالت األم??ني،
وهو ما ساهم أيضا في تحول العراق إلى أرض خصبة لتفشي ظاهرة اإلرهاب ومركزا الستقطابه عبر
العالم.
12
()31
الخريطة رقم ( :)1التقسيم الجديد للوطن العربي.
والمالح NNظ أن ه NNذه اإلس NNتراتيجية ،تلتقي تمام NNا م NNع السياس NNة الص NNهيونية ال NNتي ته NNدف إلى تقس NNيم
وإ ضNN Nعاف مجمNN Nل المنطقNN Nة العربيNN Nة خدمNN Nة لمطلب األمن القNN Nومي اإلسNN Nرائيلي ،وفي هNN Nذا الصNN Nدد يقNN Nول
"جوناثان كوك"" :إن المحNNافظين الجNNدد يشNNاركون إسNNرائيل بقNNوة في ضNNرورة مواصNNلة هNNذه االسNNتراتيجية
الNNتي تهNNدف إلى إلغNNاء أي دور لNNدول الشNNرق األوسNNط وإ غراقهNNا في المشNNكالت الداخليNNة الNNتي تعمNNق من
ضNNعفها ،وتصNNرفها على إتبNNاع سياسNNة موحNNدة لتحقيNNق الطموحNNات الNNتي عNNبرت عنهNNا شNNعوب المنطقNNة في
مراحNN N Nل تاريخيNN N Nة متعاقبNN N Nة ،والNN N Nتي ال يراهNN N Nا هNN N Nذا التيNN N Nار السياسNN N Nي مواتيNN N Nة إلسNN N Nرائيل ،وال للمصNN N Nالح
اإلستراتيجية األمريكية" ويتابع "كوك" قولNNه" :إن الهNNدف هNNو بNNدأ موجNNة من الصNNراع الطNNائفي انطالقNNا من
()32
العراق إلى كل المنطقة".
رابعا :الربيع العربي بين الثورة والفوضى وسيناريوهات التقسيم:
في ظل ما تشهده المنطقة العربية من حراك وتحوالت ،هناك عدة تسNاؤالت تطNرح نفسNها حNول
"ربيNNع" التغيNNير العNNربي ،في مNNا إذا كNNان اسNNتمرار للفوضNNى الخالقNNة الNNتي تبنتهNNا اإلدارة األمريكيNNة أو أنNNه
صNNنيعة مواقNNع التواصNNل االجتمNNاعي ضNNمن سNNياق مخططNNات أمريكيNNة تهNNدف إلى إعNNادة رسNNم الخريطNNة
الجيوسياس NNية للمنطق NNة ،أو أن NNه ك NNان رد فع NNل منطقي لش NNعوب عاش NNت حال NNة من االحتق NNان والتهميش لع NNدة
()33
عقود من الزمن.
13
من المعروف أن بداية الثورات ليست مثل نهايتها ،وهنNاك مسّNلمة في العلNوم االجتماعيNة ،تقNر
أن الحكم على الظاهرة خالل حNدوثها لن يوصNNلنا إلى اسNتنتاجات قطعيNة وموضNNوعية ،ذلNك أن الظNواهر
االجتماعية والسياسية تطلب رصدًا وتحليًال في حالة من االستمرارية والسيرورة والتقاطع مNع مجموعNة
بنيويNNة ،وهNNذا يتطلب فNNترة من الNNزمن حNNتى نسNNتطيع رصNNد التحNNوالت الهيكليNNة الكNNبرى ج ّNر اء "الثNNورات
العربيNNNة" بشNNNكل موضNNNوعي .وعليNNNه ،ليس من الحكمNNNة التعجيNNNل ب NNإطالق األحك NNام النهائي NNة على "الربيNNNع
الع NNربي" ،بي NNد أن الواق??ع يق??ر بع NNد م NNرور 6س NNنوات على انطالق "الث NNورات" أن حص NNاد ونت NNائج "الربي NNع
الع NN N Nربي" م ? ??دمرة حيث أدت إلى حال NN N Nة من الفوض NN N Nى واالنفالت األم NN N Nني ،تراج NN N Nع مع NN N Nدالت اإلنت NN N Nاج،
االضطرابات الطائفية ،انهيار الدولة الوطنية وتنامي دور الفواعل غير الدوالتية كالتنظيمات اإلرهابيNNة،
انهيار ما تبقى من النظام اإلقليمي العربي...الخ.
وعلى ه NNذا ،هن NNاك من المحللين من يعت NNبر أن ه??ذه الث??ورات ال تع??دو أن تك??ون س??وى اس??تمرار
لمش??اريع س??ابقة أطلقته??ا الوالي??ات المتح??دة في المنطق??ة ،كمش NNروع الش NNرق األوس NNط الكب NNير والفوض NNى
الخالقة ،ذلك أن مآالت ومخرجات هذه الثورات اتسقت وتماهت تمامNNا مNNع األهNNداف العليNNا الNNتي أطلقتهNNا
تلك المشاريع ،خصوصا ما يتعلق بتغيNير الخارطNة الجيوسياسNية للمنطقNة ،من خالل طNرح سNيناريوهات
لتقسNNNيم دول "الربيNNNع العNNNربي" على أسNNNس عرقيNNNة ومذهبيNNNة ،كم NNا ه NNو الح NNال بالنس NNبة "لس??وريا المفي??دة"
المرشحة للتقسيم ،نفس المنطق ينسحب على ليبيا واليمن.
كمNNا أن نتNNائج الثNNورات ،تؤكNNد على االسNNتمرار في تطNNبيق إس??تراتيجية ش??د األط??راف (دعم دول
االعتNN Nدال ،دول الخليج الصNN Nديقة للواليNN Nات المتحNN Nدة) وتمزي ??ق دول القلب (محNN Nور المقاومNN Nة) وإ غراقهNN Nا
بإذكNNاء الصNNراعات الطائفيNNة( ،)34كمNNا هNNو الحNNال بالنسNNبة لسNNوريا والعNNراق سNNابقا ،ولNNذلك ،فالNNدول األكNNثر
ت NNأثرا "ب NNالربيع الع NNربي" هي دول مح??ور المقاوم??ة المن NNاهض إلس NNرائيل والوالي NNات المتح NNدة األمريكي NNة،
األمNر الNذي يجعNل من التوازنNات اإلقليميNة في المنطقNة تنتظم وفNق الرؤيNة الخادمNة التحNالف األمNريكي-
اإلسرائيلي.
المح???ور الراب???ع :ت???داعيات اإلس???تراتيجيات التدخلي???ة ومش???اريع التفكي???ك وإ ع???ادة البن???اء على البني???ة
الجيوسياسية العربية الراهنة.
لق NNد أفض NNت األبع NNاد الكلي NNة لإلس NNتراتيجية التدخلي NNة ومش NNاريع تفكي NNك المنطق NNة وإ ع NNادة بنائه NNا ،إلى
إفNNراز مضNNاعفات خطNNيرة على البنيNNة الجيوسياسNNية العربيNNة ،كمNNا أدت السياسNNات التدخليNNة لقNNوى الهيمنNNة
الدوليNة إلى انتهNاك سNيادة دول المنطقNة والتعNدي على حNق شNعوبها في تقريNر مصNNيرها واختيNار أنظمتهNا
السياسNN N Nية واالقتصNN N Nادية والثقافيNN N Nة والدسNN N Nتورية (القانونيNN N Nة) بشNN N Nكل حNN N Nر وسNN N Nيد ،بعيNN N Nدا عن اإلمالءات
كم NNا أدت إلى اإلجهاز على م??ا تبقى من النظ??ام اإلقليمي واألم??ني الع??ربي ()35
والض NNغوطات الخارجي NNة.
الذي وصفه "أحمد داود أوغلو" في كتابه الشهير "العمق اإلستراتيجي" "بأنه كجدار مخلخNNل البنNNاء مفكNNك
()36
اللبنات ،وبالتالي فإن تحريك أية لبنة من لبناته سيؤدي حتما إلى انهياره".
14
وعليNNه ،فالعNNالم العNNربي ،وبالخصNNوص في المرحلNNة الممتNNدة منNNذ 11سNNبتمبر إلى مNNا بعNNد "الربيNNع
العNربي" أصNبح يواجNه تحNديات إسNتراتيجية خطNيرة ،باعتبNار المنطقNة شNكلت أحNد المجNاالت الجيوسياسNية
األكثر تأثرا بالحملة األمريكية على اإلرهاب وبمشاريع التفكيك وإ عادة البناء وبتداعيات الربيع العربي،
كم NNا مثلث إح NNدى الس NNاحات المفتوح NNة على ك NNل أس NNاليب وتكتيك NNات الت NNدخل ال NNدولي ال NNتي ك NNانت تس NNتهدف
اإلطاحNNة باألنظمNNة المناوئNNة للسياسNNة األمريكيNNة في المنطقNNة وتنصNNيب أخNNرى مواليNNة ،فضNNال عن اللجNNوء
أكNNثر إلى سياسNNات الهيمنNNة وبسNNط النفNNوذ ومختلNNف أسNNاليب القسNNر واإلكNNراه ،..كمNNا أن المنطقNNة أصNNبحت
تشNNكل موضوع وهدف للحروب والقواع?د العس?كرية األمريكي?ة ومختل?ف المش?اريع الجيوسياس?ية الNNتي
تقوم على منطق التفكيك وإ عادة البناء ،كالفوضى الخالقة ،الشرق األوسط الكبNير" ،الربيNع العNربي" على
الوجNNه الNNذي يخNNدم المصNNالح الحيويNNة للتحNNالف اإلسNNتراتيجي األمNNريكي-اإلسNNرائيلي ،األمNNر الNNذي أدى إلى
()37
وضع مجمل المنطقة العربية على خط اإلنكشافية.
ولذلك ،يرى "برهان غليون" "أن المشاريع والتدخالت األجنبية في الشNNرق األوسNNط ،منNNذ أحNNداث
11سبتمبر إلى "الربيع العربي" ،تهدف إلى وضع وصاية مباشNNرة على دول المنطقNNة ،من خالل إعNNادة
تشكيل وترسNيخ قواعNد نظNام شNرق أوسNطي شNبه اسNتعماري ،كمNا تهNدف هNذه المشNاريع إلى الحفNاظ على
نظام التدخالت األجنبية التي طبعت مصير الشNرق األوسNط وحNددت اتجاهNات تطNوره منNذ انقضNاء حقبNة
ومن هNNذا المنطلNNق ،فNNإن هNNذه المشNNاريع والسياسNNات التدخليNNة تعNNد ()38
التحرر من السيطرة االسNNتعمارية".
انتهاكا صارخا لسيادة دول المنطقة وأمنها القومي.
ولNN Nذلك ،إن اإلسNN Nتراتيجية التدخليNN Nة لتغيNN Nير النظم ومشNN Nاريع التفكيNN Nك وإ عNN Nادة البنNN Nاء المتمثلNN Nة في
الفوض NNى الخالق NNة ،الش NNرق األوس NNط الكب NNير" ،الربي NNع الع NNربي" ،أص??ابت في الص??ميم معاه??دة واس??تفاليا (
)1648ال NNتي لطالم NNا رس NNخت مجموع NNة من المب NNادئ المعياري NNة المكرس NNة لقدس NNية س NNيادة الدول NNة ومناع NNة
()39
حدودها اإلقليمية عبر إقرار مبدأ عدم التدخل كحصن منيع لحماية السيادة الوطنية للدولة.
وبصNN Nفة عامNN Nة ،ويمكن إبNN Nراز التNN Nداعيات الNN Nتي أفرزتهNN Nا اإلسNN Nتراتيجيات التدخليNN Nة لتغيNN Nير النظم
ومشاريع التفكيك وإ عادة البناء منذ أحداث 11سبتمبر إلى الربيع العربي ،في النقاط التالية:
تقNNويض سNNيادة دول المنطقNNة وأمنهNNا القNNومي ،بفعNNل التNNدخالت األجنبيNNة لتغيNNير ليس فقNNط األنظمNNة
السياسية ،وإ نما أيضا األنساق القيمية واالجتماعية والثقافية ،..األمر الذي يشكل انتهاكا صارخا
لحNNق شNNعوب المنطقNNة في اختيNNار طبيعNNة أنظمتهNNا السياسNNية واالقتصNNادية والقيميNNة ،..بشNNكل حNNر
وسيد.
تقNNويض الوحNNدة الترابيNNة والسNNالمة اإلقليميNNة لNNدول المنطقNNة ،من خالل مشNNاريع الفوضNNى الخالقNNة
الش NNرق األوس NNط الكب NNير" ،الربي NNع الع NNربي" ،ال NNتي أدت إلى تقس NNيم دول المنطق NNة كم NNا ه NNو الح NNال
بالنس NNبة للس NNودان ،واألم NNر ق NNد ينس NNحب أيض NNا على س NNوريا ،الع NNراق ،اليمن ،وليبي NNا بفع NNل م NNآالت
"الربيع العربي".
15
استهداف الدولة الوطنية السNيما دول "محNور المقاومNة" ،لتحNل محلهNا دويالت طائفيNة في درجNة
كبيرة من التناحر وعدم القدرة على التعايش.
انتهNNاك السNNيادة االقتصNNادية لNNدول المنطقNNة ،من خالل النهب الNNذي تمارسNNه قNNوى الهيمنNNة الدوليNNة
لل NNثروة للنفطي NNة في الع NNراق وليبي NNا ،الس NNيما بع NNد س NNيطرة تنظيم الدول NNة اإلس NNالمية (داعش) على
المنNNاطق النفطيNNة .وعليNNه ،فالمسNNاعي الغربيNNة للتحكم في الNNثروة النفطيNNة للمنطقNNة ،تتعNNارض مNNع
حق الدولة الكامل وغير المنقوص في السيادة على مواردها وثروتها الطبيعية.
تنNNامي ظNNاهرة الفوضNNى واالنفالت األمNNني ،انتشNNار السNNالح ،انهيNNار الدولNNة الوطنيNNة وتنNNامي دور
الفواعNN Nل غNN Nير الدوالتيNN Nة ،مثNN Nل تنظيم الدولNN Nة اإلسNN Nالمية في العNN Nراق والشNN Nام ،..نتيجNN Nة تNN Nداعيات
()40
"الربيع العربي".
بNN Nالنظر إلى التNN Nداعيات الخطNN Nيرة الNN Nتي أفرزتهNN Nا التNN Nدخالت األجنبيNN Nة لتغيNN Nير النظم ،والمشNN Nاريع
الجيوسياس NNية للتفكي NNك وإ ع NNادة البن NNاء ،فق NNد تح NNول الع NNالم الع NNربي إلى منطق??ة رخ??وة في درج??ة كب??يرة من
االختراق واالنكشافية ،وهو ما دفع "كارل براون" إلى القNNول" :إن المنطقة العربي??ة أص??بحت المنظوم??ة
()41
الفرعية األكثر اختراقا من بين منظومات العالقات الدولية".
المح??ور الخ??امس :آلي??ات التص??دي والمواجه??ة :بحث في الب??دائل والخي??ارات اإلس??تراتيجية المس??تقبلية
المتاحة.
تقتضي عملية مواجهة تحديات التدخالت األجنبية ،والتصدي لمشاريع التفكيNNك وإ عNادة البنNNاء في
المنطقNN N Nة ،أن تNN N Nراهن الNN N Nدول العربيNN N Nة في المسNN N Nتقبل المنظNN N Nور على مجموعNN N Nة من البNN N Nدائل والخيNN N Nارات
اإلستراتيجية ،التي يمكن إدراجها ضمن ثالث مستويات أساسية:
أوال :الخيارات والبدائل على المستوى الوطني:
يشNNكل اسNNتكمال مسNNار عمليNNة بنNNاء الدولNNة ،بكNNل مNNا تنطNNوي عليNNه هNNذه العمليNNة من أبعNNاد سياسNNية
ومؤسسNNNاتية واقتصNN Nادية وأمنيNNNة ،إحNNNدى اآلليNNNات الNNNتي يمكن أن ت NNراهن عليه NNا ال NNدول العربيNNNة لمواجهNNNة
التNNدخالت والمشNNاريع الNNتي تطرحهNNا ق??وى التفكي??ك على المنطقNNة ،خاصNNة وأن الض??عف الهيكلي والعج??ز
الوظيفي لألنظمة السياسية لدول المنطقة ،كان على الدوام هو السبب الرئيسNNي لتNNدويل قضNNاياها وتNNدخل
الق NNوى الك NNبرى في ش NNؤونها الداخلي NNة ،وه NNو أيض NNا الس NNبب الرئيس NNي ال NNذي جع NNل الكث NNير من دول المنطق NNة
تتحNNول إلى موضوع للتبعية الخارجية ولسياس?ات الهيمن?ة الدولي?ة .ولNNذلك ،يعNNد اسNNتكمال مسNNار عمليNNة
بناء الدولة حصنا منيعا أمام سياسات التدخل الدولي ومشاريع التفكيك وإ عادة البناء.
ثانيا :الخيارات والبدائل على المستوى اإلقليمي:
يتعين على الNNدول العربيNNة قصNNد مواجهNNة التNNدخالت والمشNNاريع الNNتي تطرحهNNا قNNوى التفكيNNك في
المنطقة ،المراهنNNة على طNNرح مشNNروع تكNNاملي خNNاص بهNNا ،يعكس مصNNالحها الحيويNNة ويعNNبر عن إرادتها
الس??يادية بعي??دا عن الض??غوطات ال??تي تمارس??ها الق??وى الك??برى ،ذلNNك أن التوجNNه نحNNو اإلقليميNNة (الخيNNار
16
التك NNاملي) ال يش NNكل فق NNط حص??نا منيع??ا لمواجه NNة المس NNاعي األمريكي NNة-واإلس NNرائيلية إلض NNعاف المنطق NNة
والسيطرة عليها ،وإ نمNNا أيضNNا كNNون الخيNNار التكNNاملي يعNNد ضرورة إستراتيجية ومسألة حتمية في عص?ر
العولم??ة ال??ذي ال تعيش في??ه إال التكتالت اإلقليمي??ة ،كم NNا أن التوج NNه نح NNو اإلقليمي NNة س NNيحقق الكث NNير من
المزايا للدول العربية ،ومن ذلك ،اكتساب القوة التفاوضية الNNتي تمكنهNNا من التعامNNل بنديNNة مNNع األطNNراف
الخارجية وفق مبدأ توازن القوى وتوازن المصالح ،وإ قامNNة عالقNNات تعNNاون وشNNراكة مNNع هNNذه األطNNراف
تكون من نوع كاسب/كاسب ،باإلضNNافة إلى تحقيNNق األمن والتنميNNة ،وكNNذا االنNNدماج في االقتصNNاد العNNالمي
وفي مسار العولمة بشكل إيجابي ،وتجنب مخاطر التهميش واإلقصاء...الخ.
بي NNد أن ال NNدول العربي NNة ال ت NNزال تفتق NNر إلى اإلرادة السياس NNية ولم ت NNدرك بع NNد أهمي NNة بن NNاء التكام NNل
اإلقليمي ،بNNل واألكNNثر من ذلNNك اتجهت كمNNا يقNNول "محمد الس??عيد إدريس" " :إلى التمس??ك بس??يادتها إلى
حد اإلسراف إبان الدعوة للمشاريع الوحدوية ،وتمسكت بقوة بمبدأ عدم الت??دخل في الش??ؤون الداخلي??ة
وجعلته حصنا منيعا لصد أية دعوة إلى الوحدة العربية ،كما كانت المشاحنات والخصومات تنفجر بين
الدول العربية بدافع الغيرة على السيادة ،ولكن كل هذا لم يحدث في عالقة الدول العربية مع األط??راف
()42
الخارجية ،حيث كان التساهل لدرجة التفريط في كل ما يمت بصلة لهذه السيادة الوطنية".
كم NN Nا يتعين على ال NN Nدول العربي NN Nة المراهن NN Nة على تفعي NN Nل هياك NN Nل األمن اإلقليمي "اتفاقي NN Nة ال NN Nدفاع
المشNNترك" لجامعNNة الNNدول العربيNNة ،بNNدال من االسNNتعانة بالتNNدخالت األجنبيNNة إلدارة األزمNNات في المنطقNNة،
األمNNر الNNذي جعNNل من األمن العربي قضية أطلسية أكثر منه?ا عربي?ة ،وبالتNNالي يصNNبح الحلNNف األطلسNNي
هو الحكم والفيصل السياسي والعسكري في حسNم النزاعNات واألزمNات الNتي تنشNب في المنطقNة العربيNة،
خاصNNة أن بعض دول المنطقNNة فتحت األبNNواب على مصNNراعيها للتNNدخالت األجنبيNNة ،األمNNر الNNذي سNNيؤدي
إلى أطلس??ة األمن الع??ربي ،حيث تص NNبح الحماي NNة األمني NNة األطلس NNية أهم بكث NNير من أي NNة إس NNتراتيجية أمني NNة
()43
عربية.
17
العالم العربي ،فضال عن كونها يمكن أن تشكل "ظهير معرفي" يعين األنساق العليا لدول المنطق??ة على
اتخ??اذ أفض??ل الخي??ارات والب??دائل اإلس??تراتيجية ال??تي من ش??أنها مواجه??ة الت??دخالت األجنبي??ة ومش??اريع
التفكيك وإ عادة البناء التي تعاني منها الكثير من الدول العربية.
خاتمة:
من خالل تضاعيف صفحات هذه الورقة البحثية ،تم التوصل إلى النتائج التالية:
التأكيد على أنه ،بالرغم من كNون العوامNل الNتي أدت إلى انكشNاف البنيNة الجيوسياسNية العربيNة ترجNع
إلى ح NNرب الخليج الثاني NNة ( ،)1991ال NNتي ع NNززت التواج NNد العس NNكري األجن NNبي في المنطق NNة ،إال أن
التNNدخالت األجنبيNNة ومشNNاريع التفكيNNك وإ عNNادة البنNNاء ،ومNNا أفرزتNNه "الثNNورات العربيNNة" من تNNداعيات،..
أدت إلى اإلجهاز على ما تبقي من النظام اإلقليمي واألمني العربي.
التأكيNNد على أنNNه ،إذا كNNانت سNNيادة الدولNNة وأمنهNNا القNNومي في المنطقNNة العربيNNة ،كNNانت ض??حية "للعب??ة
صفرية" في إطNNار الصراع القطبي والتنافس اإلس?تراتيجي األمNNريكي السNNوفياتي في مرحلNNة الحNNرب
الب NNاردة ،ف NNإن أح NNداث الح NNادي عش NNر من س NNبتمبر و"الربي NNع الع NNربي" أدت إلى إف NNراز مش NNاريع جدي NNدة
للتفكيك وإ عادة البناء ،ومن ذلك ،الشرق األوسط الكبير ،الفوضى الخالقة" ،ثورات الربيNNع العNNربي"،
إذكاء الصراعات الطائفية...الخ.
التأكي NNد على أن البني NNة الجيوسياس NNية العربي NNة الراهن NNة ،أص NNبحت مح??ل انته??اك واخ??تراق على نط NNاق
واسNNع من األعلى ،من خالل التNNدخالت األجنبيNNة في إطNNار "الثNNورات العربيNNة" ومكافحNNة اإلرهNNاب،..
ومن األسفل بفعل مشاريع التفكيك وإ عادة البناء ،كالفوضى الخالقة ،الشرق األوسط الكبير" ،الربيNNع
العNN Nربي" ،إذكNN Nاء الصNN Nراعات الطائفيNN Nة" ،إسNN Nتراتيجية شNN Nد األطNN Nراف" ،وغيرهNN Nا من السياسNN Nات الNN Nتي
تستهدف تفجير دول المنطقة من الداخل( ،وبخاصNNة في محNNور المقاومNNة) .وعليNNه ،فNNإذا كNNانت سNNيادة
الدولNNة في منطق?ة المرك?ز تحظى بدرج?ة كب?يرة من المناع?ة والحص?انة ،فNNإن األمNNر هNNو ليس كNNذلك
بالنسبة لدول المحيط ،وبالخصوص في المنطقة العربية.
التأكيNNNد على أن العNNNالم العNNNربي في ظNNNل المتغNNNيرات الدولي NNة الراهن NNة ،أص NNبح يواج NNه تحNNNديات بالغNNNة
الخطNN N Nورة خاصNN N Nة في ظ? ??ل تح? ??ول اإلسNN N Nتراتيجيات الNN N Nتي ترسNN N Nم للمنطقNN N Nة في الNN N Nدوائر األمريكيNN N Nة
واإلسرائيلية من تغيير النظم إلى تفكيك الدول وفق منطق "س??ايكس بيك??و" جدي??د ،ولكن على أس??س
عرقي???ة ومذهبي???ة ،بالش NN Nكل ال NN Nذي يجع NN Nل التوازن NN Nات الجيوسياس NN Nية واإلقليمي NN Nة تنتظم وف NN Nق الرؤي NN Nة
األمريكيNNNة ،وبمNNNا يNNNؤدي إلى اس??تدامة المص??الح العلي??ا للتح NNالف األم NNريكي–اإلس NNرائيلي في الNNNوطن
الع NNربي .ول NNذلك ،فاإلس NNتراتيجية المس NNتقبلية الكفيل NNة بمواجه NNة الت NNدخالت األجنبي NNة ومش NNاريع التفكي NNك
وإ ع NNادة البن NNاء ،مرهون NNة بم NNدى النج NNاح في اس??تكمال مس??ار بن??اء الدول??ة الوطني??ة ومعالج NNة الض??عف
الهيكلي والعج??ز ال??وظيفي لألنظمNNNة السياسNNNية القائمNNNة ،فضNN Nال عن أهمي NNة وضNN Nرورة بنNNNاء مش??اريع
18
تكاملي??ة وترتيب??ات أمني??ة إقليمي??ة ،وكNNذا التنوي??ع من الش??ركاء ال??دوليين ،وبالخصNNوص التعNNاون مNNع
روسيا ،الصين ،لموازنة ومواجهة مشاريع وأدوار قوى التفكيك في العالم العربي.
قائمة المراجع:
أوال :باللغة العربية:
الكتب: .1
األشNNهب نعيم والحسNNيني مNNازن ،مش?روع الش?رق األوس?ط الكب?ير أعلى مراح?ل التبعي?ة ،عمNNان :دار -
الشروق للنشر والتوزيع.2005 ،
أوغلNNو أحمNNد داود ،العمق اإلس?تراتيجي :موق?ع تركي?ا ودوره?ا في الس?احة الدولي?ة ،ترجمNNة :محمNNد -
جابر ثلجي وطارق عبد الجليل ،الدوحة :مركز الجزيرة للدراسات.2010 ،
جNNرجس فNNواز ،النظ??ام اإلقليمي الع??ربي والق??وى الك??برى ،بNNيروت :مركNNز دراسNNات الوحNNدة العربيNNة، -
.1997
الح NNوات محم NNد علي ،الع??رب وأمريك??ا من الش??رق أوس??طية إلى الش??رق األوس??ط الكب??ير ،الق NNاهرة: -
مكتبة مدبولي.2005 ،
الحيNNالي نNNزار إسNNماعيل ،دور حلف شمال األطلسى بع?د الح?رب الب?اردة ،أبوظNNبي :مركNNز اإلمNNارات -
للبحوث والدراسات اإلستراتيجية.2003 ،
دوغين ألكسندر ،أسس الجيوبوليتيكا ،مستقبل روسيا الجيوبوليتيكي ،ترجمة :عماد حاتم ،بيروت: -
دار الكتاب الجديد.2004 ،
السNNلطان جمNNال مصNNطفى عبNNد اهلل ،اإلستراتيجية األمريكي?ة في الش?رق األوس?ط ،عمNNان :دار وائNNل، -
.2002
الس NNيد مص NNطفى كام NNل ،اإلص??الح السياس??ي في ال??وطن الع??ربي ،الق NNاهرة :مرك NNز دراس NNات وبح NNوث -
الدول النامية.2006 ،
ش NNاهر إس NNماعيل الش NNاهر ،أولوي??ات السياس??ة الخارجي??ة األمريكي??ة بع??د أح??داث 11أيل??ول ،2001 -
دمشق :منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب.2009 ،
عباس سليم عبد الغفار ،مستقبل العقوبات الدولية باألمم المتحدة ،القاهرة :دار النهضة العربية، -
.2008
العس NNاف سوس NNن ،إس??تراتيجية ال??ردع :العقي??دة العس??كرية األمريكي??ة الجدي??دة واالس??تقرار ال??دولي، -
بيروت :الشبكة العربية لألبحاث والنشر.2008 ،
غليون برهان ،العرب والعالم بعد 11سبتمبر ،دمشق :دار الفكر .2005 ، -
19
_________ ،المتغيرات الدولية واألدوار اإلقليمية الجديدة ،بيروت :المؤسسNة العربيNة للدراسNات -
والنشر ،2005 ،ص .41
مراد محمد ،السياسة األمريكية تجاه الوطن العربي ،بيروت :دار المنهل اللبناني.2009 ، -
مس NNعد نيفين ،قض??ايا حق??وق اإلنس??ان ،الطري??ق إلى الديمقراطي??ة ،ب NNيروت :دار المس NNتقبل الع NNربي، -
.2004
المنياوي رمزي ،الفوضى الخالقة ،دمشق :دار الكتاب العربي.2012 ، -
ولد أباه السيد ،عالم ما بعد 11سبتمبر ،2001اإلشكاليات الفكري?ة واإلس?تراتيجية ،بNNيروت :الNNدار -
العربية للعلوم.2004 ،
المذكرات والرسائل الجامعية: .2
عب NNدو حس NNن ،النظ??ام الع??المي ومس??تقبل س??يادة الدول??ة في الش??رق األوس??ط ،م NNذكرة ماجس NNتير في -
الدراسات الشرق أوسطية ،جامعة األزهر (غزة) :كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية.2010 ،
ثانيا :باللغة األجنبية:
- Chateaux Jacque, La fin de l’ordre militaire et le retour des mercenaires, 1991-2001,
France : Aix-en-Provence, institut d’études politiques, 2003.
- Cooley John K, An alliance against Babylon : The M.S, Israel and Irak, London: Pluto
press, 2005.
- Coutau-Begarie Hervé, Traité de Stratégie, Paris : Economica, 2003.
- Lacoste Yves, Géopolitique, la longue histoire d’aujourd’hui, Paris Larousse, 2009.
- Lenezowski George, The Middle East in world Affairs, New-York: Connell university
press, 1982.
الهوامش
20
)(1
أحمد داود أوغلو ،العمق االستراتيجي :موقع تركيا ودورها في الساحة الدولية ،ترجمNNة :محمNNد جNNابر ثلجي وطNNارق عبNNد الجليNNل ،الدوحNNة :مركNNز الجزيNNرة
للدراسات ،2010 ،ص .358
)(2محمد مراد ،السياسة األمريكية تجاه الوطن العربي ،بيروت :دار المنهل اللبناني 2009 ،ص .358
)(3أحمد داود أوغلو ،المرجع السابق ،ص ص.156-155
)(4
ألكسندر دوغين ،أسس الجيوبوليتيكا ،مستقبل روسيا الجيوبوليتيكي ،ترجمة :عماد حاتم ،بيروت :دار الكتاب الجديد ،2004 ،ص.106
)(5
أحمد داود أوغلو ،المرجع السابق ،ص .360
)(6
George Lenezowski, The Middle East in world Affairs, New-York: Connell university press, 1982. P.10.
)(7
Yves Lacoste, Géopolitique, la longue histoire d’aujourd’hui, Paris : Larousse, 2009, P. 319.
)(8أحمد داود أوغلو ،المرجع السابق ،ص.362
)(9الشكل من إعداد الباحث.
)(10
Hervé Coutau-Begarie, Traité de Stratégie, Paris : Economica, 2003.p.97.
)(11للمزيد من التفاصيل حول موضوع الشركات األمنية الخاصة ،أنظر:
- Jacque Chateaux, La fin de lordre militaire et le retour des mercenaires, 1991-2001, France : Aix-en-Provence, institut
d’études politiques, 2003.
)(12نيفين مسعد" ،مقدمة تحليلية حول اإلصالح في الشرق األوسط" ،في :نيفين مسعد ،قضايا حقوق اإلنسان ،الطريق إلى الديمقراطية ،بNNيروت :دار المسNNتقبل
العربي ،2004 ،ص .11
)(13
زينب عبNNد العظيم محمNNد" ،الرؤيNNة األمريكيNNة للشNNرق األوسNNط الكبNNير" ،في :مصNNطفى كامNNل السNNيد ،اإلصالح السياسي في الوطن الع??ربي ،القNNاهرة :مركNNز
دراسات وبحوث الدول النامية ،2006 ،ص .62
)(14
نفس المرجع ،ص .70
)(15نفس المرجع ،ص .62
)(16
أحمد المنيسي" ،الواليات المتحدة وقضية الديمقراطية في الوطن العربي" ،في :نيفين مسعد ،المرجع السابق ،ص ص.30-29
)(17
السيد ولد أباه ،عالم ما بعد 11سبتمبر ،2001اإلشكاليات الفكرية واإلستراتيجية ،بيروت :الدار العربية للعلوم ،2004 ،ص ص.103-102
)(18
نفس المرجع ص .103
)(19نفس المرجع ،ص ص .104-103
)(20
عبد الغفار عباس سليم ،مستقبل العقوبات الدولية باألمم المتحدة ،القاهرة :دار النهضة العربية ،2008 ،ص ص.310-309
)(21
John K. Cooley, An alliance against Babylon: The M.S, Israel and Irak, London: Pluto press, 2005, pp.204-205.
)(22
أحمد داود أوغلو ،المرجع السابق ،ص.369
)(23
محمد علي الحوات ،العرب وأمريكا من الشرق أوسطية إلى الشرق األوسط الكبير ،القاهرة :مكتبة مدبولي ،2005 ،ص .133
)(24
نعيم األشهب ومازن الحسيني ،مشروع الشرق األوسط الكبير أعلى مراحل التبعية ،عمان :دار الشروق للنشر والتوزيع ،2005 ،ص.20
)(25
فهمي هويدي" ،العالم اليوم" ،في :برهان غليون ،المتغيرات الدولية واألدوار اإلقليمية الجديدة ،بNيروت :المؤسسNة العربيNة للدراسNات والنشNر ،2005 ،ص
.41
)(26
رمزي المنياوي ،الفوضى الخالقة ،دمشق :دار الكتاب العربي ،2012،ص.13
)(27
نفس المرجع ،ص.12
)(28
شاهر إسماعيل الشNNاهر ،أولويات السياسة الخارجية األمريكية بعد أحداث 11أيلول ،2001دمشNNق :منشNNورات الهيئNNة العامNNة السNNورية للكتNNاب،2009 ،
ص .132
)(29
رمزي المنياوي ،المرجع السابق ،ص ص 154-153
)(30نفس المرجع ،ص .155
)(31حسن عبدو ،النظام العالمي ومستقبل سيادة الدولة في الشرق األوسط ،مذكرة ماجستير في الدراسات الشرق أوسطية ،جامعة األزهر (غزة) :كلية اآلداب
والعلوم اإلنسانية ،2010 ،ص .125
)(32نفس المرجع ،ص .79
)(33
رمزي المنياوي ،المرجع السابق ،ص.5
)(34جمال مصطفى عبد اهلل السلطان ،اإلستراتيجية األمريكية في الشرق األوسط ،عمان :دار وائل ،2002 ،ص.111
)(35
برهان غليون ،العرب والعالم بعد 11سبتمبر ،دمشق :دار الفكر ،2005 ،ص.93
)(36
أحمد داود أوغلو ،المرجع السابق ،ص.357
)(37
فهمي هويدي ،المرجع السابق ،ص .41
)(38
حسن عبدو ،المرجع السابق ،ص .123
)(39
سوسن العساف ،إستراتيجية الردع :العقيدة العسكرية األمريكية الجديدة واالستقرار الدولي ،بNNيروت :الشNNبكة العربيNNة لألبحNNاث والنشNNر ،2008 ،ص ص
.198-197
)(40
رمزي المنياوي ،المرجع السابق ،ص .5
)(41
فواز جرجس ،النظام اإلقليمي العربي والقوى الكبرى ،بيروت :مركز دراسات الوحدة العربية ،1997 ،ص .17
)(42حسن عبدو ،المرجع السابق ،ص .92
)(43
نزار إسماعيل الحيالي ،دور حلف شمال األطلسى بعد الحرب الباردة ،أبوظبي :مركز اإلمارات للبحوث والدراسات اإلستراتيجية ،2003 ،ص .151