You are on page 1of 37

‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ‪ -‬المجلد ‪ - 35‬العدد األول ‪2019 -‬‬

‫اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية‪:‬‬


‫األسس النظرية والمقاربة الوطنية وتكامل السياسات‬

‫**‬
‫د‪ .‬أحمد صالح‬ ‫*‬
‫د‪ .‬زياد أيوب عربش‬
‫الملخص‬
‫تمر سورية بحررب اسرتاناةية تتطلرب مقاربرات جديردة تتصرل باليرمولية والتردر‬
‫والتيرراركية لملالجررة ملاعيررل األزمررة‪ -‬الحرررب‪ .‬يوظررل اررحا البحررال مرردخل اال تصرراد‬
‫السياسرري اليررامل لتقررديب مقاربررة سياسرراتية فرري جطررار اسررتراتيجي منبا ر م ر اإلرال‬
‫الحضررارو والرةيررة المسررتقبلية فرري مرحلررة جعررادة البنرراء فرري سررورية‪ .‬اح يررتب ادمررا‬
‫األُسررس اللكريررة ضررم ب ررامت وطنيررة تماررل ركيررزة نحررو الترردر فرري حالررة االسررتقرار‬
‫والتلافي اليامل والمستداب وباالعتماد على فرضيتي اانتي ‪:‬‬
‫‪ -‬األولى‪ :‬أ النمو اال تصادو ال يةدو بالضرورة جلى تنميرة يراملة فري مرحلرة‬
‫جعادة االعمار‪ ،‬والبرد مر أ تنمرو االسرتراتيجيات جميلهرا فري سريا ها المحلري‪ ،‬مر‬
‫ادمررا اسررتراتيجيات متلررددة فرري آ واحررد بحسررب السرريا ات وضررم منظررور التنميررة‬
‫المكانية‪ ،‬وا تصاد اللم ار ‪.‬‬
‫‪ -‬الاانيررة‪ :‬األاميررة الباليررة فرري محوريررة دور الدولررة‪ -‬المرواط فرري دفر عمليررة‬
‫التنميررة اليرراملة والمسررتدامة‪ ،‬وتجنررب الممارسررات الملتبسررة والمسررارات الليررواةية‪،‬‬
‫واالحساس ببطء سيرورة عملية البناء نتيجة الحاجرات الملحرة‪ ،‬بحيرال تلرود سرورية‬
‫وأكار م أو و ت مضى مكانا للجمي ‪ ،‬كو المجتم او األرضية والبناء والمحرور‬
‫والياية‪.‬‬

‫* مدرس في سب اال تصاد ‪ -‬كلية اال تصاد ‪ -‬جاملة دمي ‪.‬‬


‫** مدرس في سب اال تصاد ‪ -‬كلية اال تصاد ‪ -‬جاملة دمي ‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية‪ :‬األسس النظرية والمقاربة الوطنية‪ ...‬زياد عربش – أحمد الصالح‬

‫ادل البحال جلرى تقرديب مقاربرة كليرة إلعرادة االعمرار مر وجهرة نظرر اال تصراد‬
‫السياسرري ذوحلررد بلررد تيررخيص مسررار التنميررة الماضرري وملاعيررل األزمررة –الحرررب ‪،‬‬
‫وحلرررد ضرررم جطرررار اسرررتراتيجي منباررر مررر اإلرال الحضرررارو والرةيرررة المسرررتقبلية‬
‫لسورية‪.‬‬
‫الكلمرررات الملتاحيرررة‪ :‬جعرررادة البنررراء‪ ،‬اال تصررراد السياسررري‪ ،‬النمرررو اال تصرررادو‪،‬‬
‫التنمية اال تصادية‪ ،‬السياسات اال تصادية‪ ،‬التخطيط االستراتيجي‪.‬‬

‫‪50‬‬
2019 - ‫ العدد األول‬- 35 ‫ المجلد‬- ‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‬

Strategic Framework for Reconstruction in Syria:


Theoretical foundations, national approach
and policy integration

Dr. Ahmed Saleh* Dr. Ziad Ayoub Arbish**

Abstract

Syria is going through an exceptional war that requires new


approaches that are comprehensive, gradual and participatory in
order to deal with the effects of the crisis-war.
This research employs the approach of the overall political
economy to provide a policy approach within a strategic
framework that stems from the cultural heritage and the future
vision in the reconstruction phase in Syria.
Where the intellectual foundations are integrated into national
programs that represent the basis for gradualization in the event
of stability and comprehensive and sustainable recovery and based
on two assumptions:
First, economic growth does not necessarily lead to
comprehensive development in the reconstruction phase. All
strategies must be developed in their local context, with multiple
strategies being integrated at the same time according to the
contexts and within the spatial development and urbanization
perspectives.
Second: The centrality of the role of the state-citizen in
promoting the process of comprehensive and sustainable
development, avoiding ambiguous practices and random paths,
and the sense of slow process of construction as a result of urgent
needs, so that Syria is more than ever a place for all. .
The research aims at presenting a holistic approach to

*
Assist. Prof. at the Faculty of Economics - University of Damascus
**
Assist. Prof at the Faculty of Economics - University of Damascus.
51
‫ زياد عربش – أحمد الصالح‬...‫ األسس النظرية والمقاربة الوطنية‬:‫اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية‬

reconstruction from the point of view of the political economy


(after diagnosing the course of past development and the effects of
the crisis-war) within a strategic framework stemming from the
cultural heritage and the future vision of Syria.
Keywords: reconstruction, political economy, economic growth,
economic development, economic policies, strategic planning.

52
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ‪ -‬المجلد ‪ - 35‬العدد األول ‪2019 -‬‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫عاادة‪ ،‬لك ا دقااة المرحلااة الحاليااة تع اد األهاام‬ ‫تجاااوز سااورية من ا اسااتقهل ا صااعوبا‬
‫القاو العظما للسايطرة‬ ‫الجيوسياساية وتكالا‬ ‫الداخلياة ما المعطياا‬ ‫لتشابك االخاتهال‬
‫له سورية يعد مثاالً فرياداً فاي الةحاة الكاوار‬ ‫عل "الحيز" السوري‪ .‬إ عمق ما تعرض‬
‫الطرةاق التقليدياة‪ ،‬كاو تطاور دينامياة األزماة بشاكل شابه ياومي‬
‫ا‬ ‫والحرو ويفرض تجاوز‬
‫ُيعمق مفاعيل سابقة وصل بعض ا إل نقطة الهعودة‪ ،‬وينتج مفاعيال جديادة ت ادد آلياا‬
‫عماال منظومااا عاادة‪ ،‬وتعنااي فيمااا تعنيااه انكسااا اًر فااي مسااار النمااو التنمااوي ال ا ي كااا‬
‫جدياادة منفصاالة عا الماضااي‬ ‫ساااةداً قباال األزمااة وال ااش أصاهً‪ ،‬والتفكياار بطريقااة وبااودوا‬
‫دو اساتبعاد أهمياة معالجاة إرثااه ضام إطاار عقاد اجتماااعي جدياد متطاور ومساتدام ها‬
‫الواجبة فاي البيةاة الناظماة والان ج االقتصاادي وعهقاة ساورية‬ ‫المرة‪ ،‬والسيما أ السياسا‬
‫ترتكاز‬ ‫المتداولة م قبال "بارامج إعاادة اإلعماار"‪ ،‬بحيا‬ ‫بالعالم تستدعي تجاوز المقاربا‬
‫الرؤيااة عل ا محاااور الن ااوض االقتصااادي واالجتماااعي التااي تنتفااي مع ااا عواماال إعااادة‬
‫إنتا األزمة‪ ،‬وتضم تحول النمو إل تنمياة متوازناة جغرافيااً ‪،‬وتحقاق عدالاة التوزيا باي‬
‫متمايزة إل األجيال القادمة‪.‬‬ ‫األجيال‪ ،‬م الجيل الحاضر المن ك‪ ،‬وا بتباينا‬
‫بدايا اةً الرؤي ااة الوطني ااة إلع ااادة البن اااء ف ااي ض ااوء د ارس ااة إخفاق ااا‬ ‫تن اااول ها ا ا البحا ا‬
‫التنم ااوي واالعتم اااد علا ا التنمي ااة اإلقليمي ااة كموج ااه للمس ااار‪ ،‬فضا اهن عا ا د ارس ااة‬ ‫النم ااو‬
‫المبتغا ‪ ،‬وأخيا اًر يوضاح محااور الن اوض والبنااء‪ .‬ويخلا‬ ‫عوامل النجاا الكلياة للنماو‬
‫إل بيا دور الدولة وضرورة اعتماد التشاركية الوطنية لتحقيق النمو المستدام والشامل‪.‬‬
‫ميكلة البحال‪:‬‬
‫جماة‪ ،‬لكا دقااة المرحلااة‬ ‫سااورية من ا اسااتقهل ا (‪ )1946‬تجاااوز صااعوبا‬ ‫اسااتطاع‬
‫البنيوي ااة الداخلي ااة وتش ااابك ا ما ا‬ ‫الحالي ااة تعا اد األه اام ل اايس فق ااط بفع اال تا اراكم االخ ااتهال‬
‫الجيوسياسااية اإلقليميااة والدوليااة (التااي هااي باألصاال فااي غايااة التعقيااد) ضاام‬ ‫المعطيااا‬
‫إعادة تموض الفاعلي تجا سورية التي هي في مفترق التحوال ‪ ،‬بل أيضاً أل استمرار‬
‫‪53‬‬
‫اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية‪ :‬األسس النظرية والمقاربة الوطنية‪ ...‬زياد عربش – أحمد الصالح‬

‫األزم ااة الت ااي ب اادأ ف ااي آ ار‪/‬م ااارس ‪ 2011‬أخا ا ُيعم ااق مفاعي اال ت اادد وج ااود ع اادد ما ا‬
‫المنظوم ااا االقتص ااادية والخدمي ااة والمعيش ااية الداخلي ااة ما ا اتس ااا رقع ااة الح اار ‪ ،‬ويب اارز‬
‫مفاعي اال جدي اادة تبعا ااً لديناميكي ااة األزم ااة‪ .‬فبع ااد مرحل ااة الص اادمة ‪ 2012-2011‬ومرحل ااة‬
‫مكونااا‬ ‫‪ ،2014-2013‬باادأ‬ ‫االنكفاااء والناازو القسااري لبعضا م‪ ،‬أو تفضاايل االغتا ار‬
‫مختلفة خاصاةً ما اساتمرار الدولاة‬ ‫والتوقلم‪ ،‬وا بدرجا‬ ‫المجتم كل ا بمرحلة االستيعا‬
‫الضاغوطا ‪ ،‬لياادخل‬ ‫واساعة ما المجتما بالقياام بالم اام الجساام رغام كال أصانا‬ ‫وفةاا‬
‫الن وض والتعافي‪.‬‬ ‫البنيا السوري في مسا ار‬
‫العديااد م ا الاادول الخاارو م ا الركااام‪ ،‬وبناااء دولااة حديثااة مقارنااة باادول لاام‬ ‫اسااتطاع‬
‫تنجح في لملمة جراح ا رغم توفر التمويل‪ ،‬فالحكم الفصل يبق بالركيزة األساسية للتطور‬
‫والتنمية كفعال إرادي جاام بتفااهم وطناي‪ ،‬ويادعم الحال السياساي للن اوض واعاادة البنااء‪.‬‬
‫التقليديااة أو التقنيااة والتااي فااي مجمل ااا ال تنطلااق ما ماااض‬ ‫ف ناااك العديااد ما الطروحااا‬
‫فاي مساار‬ ‫تنموي يوخ بالحسبا الفجوة التي حدث‬ ‫وراه ومستقبل سورية إلعداد نمو‬
‫القر الماضاي (الا ي خضا منحاا للتغيار‬ ‫المعتمد من ستينيا‬
‫النمو التنموي السوري ُ‬
‫في مراحل متعاقبة) لغاية "ن اية نمو اقتصاد السوق االجتماعي" وبدء األزمة‪ ،‬وبي ما‬
‫التوسيس له لمستقبل سورية‪.‬‬ ‫يج‬
‫فباسااتبعاد المشاااري المتعلقااة بمطااام بعااض الاادول لطاار ب ارامج "تقاساام الكعكااة"‪ ،‬أو‬
‫إعادة سورية "لحيزها الطبيعي"‪ ،1‬فإ البارامج "التقنياة" تعاالج آثاار الادمار الحاصال بحيا‬
‫عليه سورية قبل عام ‪ 2011‬أمنية طموحة‪ ،‬وكاو‬ ‫العودة إل ما كان‬ ‫يصبح مع ا هد‬
‫األماار يختاازل بإعااادة تش اييد بناااء م اادم هنااا‪ ،‬أو مساااعدة عاجلااة هناااك‪ ،‬ريثم اا يااتم اعتماااد‬
‫حلااول بنيويااة‪ ،‬كمااا اقترحتااه ب ارامج أخاار تحتااا باادورها ال ا إعااادة صااياغة عل ا األقاال‬

‫‪ )1‬راج لد بعض ساسة الغر مقولة أ مكانة سورية الجيوسياسية في اإلقليم أصبح من سبعينيا القر‬
‫الماضي أكبر بكثير م مواردها‪ ،‬وم ثم البد م تحجيم ا‪ ،‬وم ه الزاوية يمك ف م سوء تقدير بعض م م‬
‫الرها عل إ رضاء القو الكبر التي ل تمول "الشو السوري" إال م منظور ضما إمدادا الطاقة م الخليج‬
‫وأم ما يسم با"إسراةيل"‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ‪ -‬المجلد ‪ - 35‬العدد األول ‪2019 -‬‬

‫ار ما ا المعطي ااا ‪ ،‬واألولوي ااا‬


‫لق اادم ا ‪،‬أل عام اال ال اازم ف ااي الحال ااة الس ااورية يغيا ار كثي ا ان‬
‫المقاربة الوطنية الصرفة والتنموياة الشااملة سايزيد ما فار‬ ‫وطراةق المعالجة‪ .‬إ غيا‬
‫التاي تعاالج‬ ‫فعالياة البارامج والسياساا‬ ‫تنموياة عشاواةية‪ ،‬ال بال ما ضاع‬ ‫تحقق مساا ار‬
‫مفاعيل األزمة والحر ‪.‬‬
‫أامية البحال‪:‬‬
‫عل ا الاارغم م ا آثااار الاادمار الحاصاال نتيجااة الحاار اإلرهابيااة ضااد الدولااة الوطنيااة‬
‫التنمويااة‬ ‫السااورية فااإ إع ااادة اإلعم ااار‪ ،‬أو البناااء م ا جدي ااد تف اارض معالجااة االخااتهال‬
‫والشرخ االجتماعي ضم برنامج وطناي محكام الصاياغة‪ ،‬ليمثال الركيازة األساساية للتنمياة‬
‫‪ ،)Inclusive‬وسا ااعي وطنا ااي اسا ااتباقي‬ ‫كفع اال إرادي جمعا ااي شا ااامل (‪Development‬‬
‫(‪ )Proactive‬يس م في التدر نحاو حالاة االساتقرار والتعاافي الشاامل والمساتدام لساورية‪،‬‬
‫الجااهزة المفروضاة ما‬ ‫من جية وتنفي ية متعددة وباساتبعاد المقارباا‬ ‫و لك بدمج مقاربا‬
‫الفعلاي للساكا‬ ‫الطلا‬ ‫الخار ‪ :2‬األول تتمثل بالصعود م األسفل إل األعل ‪ ،‬وبحس‬
‫الفعلي ا ااة والكامن ا ااة‪ ،‬والثاني ا ااة تكما ا ا ف ا ااي التت ا اااب‬ ‫‪،‬أي التنميا ااة التش ا اااركية وحش ا ااد الطاق ا ااا‬
‫ال ااديناميكي والمرون ااة العالي ااة لتحقي ااق األه اادا ‪ ،‬و ل ااك باالعتم اااد علا ا مرتكا ازي اثن ااي ‪:‬‬
‫جميع اا الساياق المحلاي الاوطني ببعادها القاومي‪ ،‬والثااني‪:‬‬ ‫األول‪ ،‬أ تنحاو االساتراتيجيا‬
‫تلااك الس ااياقا ‪ ،‬و لااك لتجميا ا المجا ا أز‬ ‫متعااددة ف ااي آ واح ااد بحسا ا‬ ‫ادمااا اس ااتراتيجيا‬
‫وتفعيل ااه والم م ااش لق ااو المجتما ا كاف ااة بإع ااادة هندس ااة منظومات ااه وتراكيب ااه كل ااا‪ ،‬و ل ااك‬
‫‪3‬‬

‫ع ا مخااار آنيااة‬ ‫انطهق ااً م ا محوريااة دور الدولااة‪-‬الم اواط والخاارو م ا حالااة البح ا‬
‫الجايش‬ ‫باالنتقال م الحلول اإلسعافية إل أسس االستدامة خاصة م تهحاق انتصاا ار‬

‫)‪2‬‬
‫‪P.B. Anand, "Addressing infrastructure needs", in "post-conflict reconstruction: An‬‬
‫‪introduction to alternative planning approaches", ed. D. Jensen and S. Lonergan:‬‬
‫‪Earthscan, Routledge, London 2012.‬‬
‫)‪3‬‬
‫‪Helen Young and Lisa Goldman, Livelihoods, Natural Resources and Post-Conflict‬‬
‫‪Peace building, Routledge (Simultaneously published in the USA and Canada), 711 Third‬‬
‫‪Avenue, New York, NY 10017, 2015. http://samples.sainsburysebooks.co.uk/9781136536496_sample_1067647.pdf‬‬
‫‪55‬‬
‫اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية‪ :‬األسس النظرية والمقاربة الوطنية‪ ...‬زياد عربش – أحمد الصالح‬

‫ااء للجمي ا ‪ ،‬وتسااير‬


‫العربااي السااوري‪ ،‬بحي ا تعااود سااورية وأكثاار م ا أي وق ا مض ا فضا ً‬
‫مكونا المجتم المتناغمة كل ا باالتجا نفسه و"بسرعة واحدة"‪.4‬‬
‫كل ااا المبلااورة تنفيا ياً وزمنيااً‪ ،‬لكا‬ ‫الدرجااة نفسا ا ما األهميااة لألولويااا‬ ‫يباارز البحا‬
‫جوهري ااة ومطلوبا ااة‬ ‫العواة ااق الجوهري ااة العديا اادة سا اتكو هن اااك حاج ااا‬ ‫عمهنيا ااً وبحسا ا‬
‫عااودة الم ج اري إل ا منااازل م‪ ،‬وتااومي الخاادما‬ ‫كتااومي ساابل المعيشااة وفاار‬ ‫بإلحااا‬
‫العمل واستعادة النشاط االقتصاادي بمكوناتاه‬ ‫األساسية م البنية التحتية إل تومي فر‬
‫الصا ا ااحية والتعليميا ا ااة‬ ‫كل ا ا ااا (الز ارعا ا ااي والصا ا ااناعي والخا ا اادمي)‪ ،‬ما ا اارو اًر بتلا ا ااك الخا ا اادما‬
‫والق اواني المق ارة‬ ‫مجتمعيااة نفعيااة وانسااانية‪ ،‬و لااك ضاام التش اريعا‬ ‫واالجتماعيااة كغايااا‬
‫والضاارورية بمجمل ااا التااي فااي حااال تلبيت ااا سااتجعل م ا الس الم فرص اان مولاادة آمااال فعليااة‬
‫أقاادام" النفعيااة الرجعيااة المدفوعااة م ا قااو خارجيااة‪ .‬وتتوصاال‬ ‫البساااط ما تحا‬ ‫و"تسااح‬
‫رقمية ووصفية‪ ،‬وقد‬ ‫إمكانية التنفي بعد إنجاز مسح استكشافي مفصل وبناء قاعدة بيانا‬
‫تفرض الشرو بتنفي مكو ما (أو جزءاً م مشرو أو مرحلة‪ -‬مقط منه) دو غير أو‬
‫لمنطقة جغرافية (دو امتدادات ا الضرورية)‪ ،‬لك تبق الصاورة الكلياة غاياة واجباة التنفيا‬
‫تنفي ا كاماال مكونات ااا (مف ااوم الشااجرة الصاااعدة عل ا أرضااية متينااة‬ ‫حااي تتاايح الظاارو‬
‫العشاواةية واالحسااس بابطء سايرورة عملياة‬ ‫المساا ار‬ ‫ومثمرة بكامل فروع ا) و لاك لتجنا‬
‫الملحااة‪ .‬فعل ا ساابيل المثااال ال الحصاار إعااادة توهياال طريااق أو‬ ‫البناااء نتيجااة الحاجااا‬
‫أ يك ااو متك ااامهن ما ا الخط ااة‬ ‫مرف ااق ع ااام حي ااوي يش اامل منطق ااة جغرافي ااة واس ااعة يجا ا‬
‫المتاحاة علا أدنا مسااتو محلااي التااي‬ ‫الظاارو‬ ‫وينفا بوج ازةااه المحليااة بحسا‬
‫الوطنياة‪ُ ،‬‬

‫‪)4‬‬
‫رغ م اخته السياق وطبيعة الحر ‪ ،‬راج خهصة تطبيق ه المقاربة في التجربة اليوغسهفية‪:‬‬
‫‪B. Banovac, V. katunarić, M. Mrakovčić , “From war to tolerance? bottom-up‬‬
‫‪and top-down approaches to (re)building interethnic ties in the areas of the‬‬
‫‪former Yugoslavia”, Collected papers of the Law Faculty of the University of‬‬
‫‪Rijeka, Vol.35 No.2 December 2014. http://hrcak.srce.hr/file/193873‬‬
‫‪56‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ‪ -‬المجلد ‪ - 35‬العدد األول ‪2019 -‬‬

‫ت ااوافر‬ ‫ه ااي ب اادورها متغيا ارة‪ ،5‬أي ينفا ا المقطا ا ف ااي المك ااا المت ااا أمنيا ااً وماليا ااً وبحسا ا‬
‫التكنولوجيااا والم اوارد البش ارية‪ ،‬عل ا أ تسااتكمل بقيااة المقاااط وتُاربط أج ازؤهااا حااي يتااا‬
‫تنفي ها تدريجياً‪ ،‬و لك لتحقيق أعل منفعة‪.6‬‬
‫فرضيات البحال‪:‬‬
‫التنمويااة والشاارخ االجتماااعي‪،‬‬ ‫إ إعااادة البناااء ما جديااد تفتاارض معالجااة االخااتهال‬
‫المسااتدام‬
‫و لااك ضاام برنااامج وطنااي اسااتراتيجي يصااا ُليس ا م فااي التاادر نحااو التعااافي ُ‬
‫لسورية‪ ،‬وباالعتماد عل فرضيتي اثنتي ‪:‬‬
‫‪ -‬األولرررى‪ :‬أ النم ااو االقتص ااادي ال ي ااؤدي بالض اارورة إلا ا تنمي ااة ش اااملة ف ااي مرحل ااة إع ااادة‬
‫االعمااار‪ ،‬والبااد ما أ تنمااو االسااتراتيجيا جميع ااا فااي سااياق ا المحلااي‪ ،‬ما ادمااا اسااتراتيجيا‬
‫متعددة في آ واحد بحس السياقا ‪ ،‬وضم منظور التنمية المكانية‪ ،‬واقتصاد العم ار ‪.‬‬
‫‪ -‬الاانيررة‪ :‬األهميااة البالغااة فااي محوريااة دور الدولااة‪-‬الماواط فااي دفا عمليااة التنميااة‬
‫العشاواةية‪ ،‬واالحسااس بابطء‬ ‫الملتبساة والمساا ار‬ ‫الممارساا‬ ‫الشاملة والمساتدامة‪ ،‬وتجنا‬
‫تعااود سااورية وأكثاار م ا أي وق ا‬ ‫الملحااة‪ ،‬بحي ا‬ ‫ساايرورة عمليااة البناااء نتيجااة الحاجااا‬
‫مض مكاناً للجمي ‪ ،‬كو المجتم هو األرضية والبناء والمحور والغاية‪.‬‬
‫منهت البحال‪:‬‬
‫اتبا المان ج الوصاافي التحليلاي ما خاهل مراجعااة لألدبياا االقتصااادية والتجاار والد ارسااا‬
‫الساابقة التااي تناولا االقتصاااد السياسااي إلعاادة البناااء‪ ،‬كماا أجريا مراجعااة تاريخياة لسااياق النمااو‬
‫والتنمية التاي مار ب اا ساورية‪ ،‬والخارو بمقارباة تنموياة وطنياة ت ارعاي خصوصاية الحالاة الساورية‬
‫في مرحلة إعادة البناء ضم إطار استراتيجي مبني عل تكامل السياسا ‪.‬‬

‫)‪5‬‬
‫‪Daron Acemoglu and James A. Robinson, Why Nations Fail :The Origins of Power,‬‬
‫‪Prosperity and Poverty, Random House - New York Feb 2013.‬‬
‫‪)6‬‬
‫ال يعني انت اء الحر أيضان السهم مادام عوامل إنتاجه قاةمة (تكال القو الخارجية)‪ .‬ومادام أ المجتم أوالً‬
‫وأخي اًر هو المعني‪ ،‬والغاية فه بد م مشاركته في صياغة الرؤية الكلية‪ ،‬والسيما أ طبيعة التغيير تتطل أفقاً طويل‬
‫األمد حت ‪ ،‬ولو تم البدء حاليا بتنفي برامج قصيرة المد ‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية‪ :‬األسس النظرية والمقاربة الوطنية‪ ...‬زياد عربش – أحمد الصالح‬

‫أوال‪ -‬الرةية الوطنية إلعادة البناء في سورية‬


‫تركز مفاهيم التنمياة االقتصاادية التقليدياة علا المساتو الكلاي‪ ،‬والمقارباة ما األعلا‬
‫الحوكمااة الاادور المركاازي لتعزيااز‬ ‫االقتصااادية ومؤسسااا‬ ‫إل ا األساافل وتااولي المؤسسااا‬
‫االقتصااد المؤسسااتي المادخل‬ ‫التنمية االقتصادية ورفاهية المجتم ‪ ،‬بينما تتبن من جياا‬
‫باي األفاراد والحاوافز‬ ‫الجزةي أي م األسفل إلا األعلا التاي توخا بالحسابا التفااعه‬
‫ولماا ا تتغيار‬ ‫معرفاة كيا‬ ‫خاصت م ليتبعوا أو ال يتبعاوا القواعاد المؤسسااتية‪ ،‬و لاك ب اد‬
‫أو تسااتمر المؤسسااا ‪ ،‬فااي حااي يركااز ماادخل االسااتدامة عل ا كااه المن جااي فااي مرحلااة‬
‫واألفكااار التاي تشاار‬ ‫إعااادة البناااء‪ .‬أي تطاار اسااتراتيجية التنميااة الشاااملة جملااة النظريااا‬
‫ماهياة العهقاة بااي الدولاة والمجتما وقطااا األعماال‪ .‬بعباارة أخاار تتنااول التنمياة بشااقي ا‬
‫خلق الثروة وتوزيع ا ضم إطار مف وم بناء الدولة‪ 7‬المرتكز عل أُسس الشرعية‬
‫)‪ (de jure‬المسااتمدة م ا قااوة الواق ا )‪ ،(de facto‬ا تاادرس ه ا العواماال فااي إطااار‬
‫مؤسسا اااتي دينا اااميكي أل الن ا ا از والتنميا ااة فا ااي المجتم ا ا يقا ااودا إل ا ا انزيا ااا مؤسسا اااتي‬
‫الدولاة (األماة)‪ ،‬ويت ارفاق ما أحادا‬ ‫تفاضلي يؤدي بدور إل تغيير ملحوظ في مؤسساا‬
‫جديا اادة‪ .8‬أي ال يمك ا ا د ارسا ااة بنا اااء الدولا ااة بإغفا ااال ديناميكيا ااة‬ ‫حاسا اامة تنا ااتج مؤسسا ااا‬
‫س اواء لج ااة االسااتم اررية أو التغي ار‪ .‬فااإ ا كااا النمااو االقتصااادي شاارطان الزم اان‬ ‫المؤسسااا‬
‫لبناء الدولة‪ ،‬فإ النمو ليس بالضرورة وتلقاةيا يؤدي إل تنمياة شااملة إال ما خاهل‪ :‬أوالً‬
‫اقتصااادية شاااملة تضاام حقااوق الملكيااة والقااانو والنظااام والحااق العااام والاادعم‬ ‫مؤسسااا‬
‫الم اواطني ‪ ،‬أي خلااق الح اوافز‬ ‫ألغل ا‬ ‫الحكااومي وعماال األس اواق والتعلاايم والثقافااة والفاار‬
‫أعااه ‪ ،‬وثانيااً ما خااهل مؤسسااا‬ ‫لهسااتثمار واإلباادا وايجاااد فضاااء الممارسااة للمكونااا‬

‫‪ )7‬قاد الثورة في إنكلت ار ‪ 1688‬إل الثورة الصناعية وتفاعل مع ا وخلق مجتمعاً –أمة‪ -‬جديداً‪.‬‬
‫‪ )8‬إ معظم المجتمعا عبر التاريخ محكومة ب ا النمط المؤسساتي‪ ،‬وكه المؤسستي مدعوم ومحكوم بمؤسسا‬
‫سياسية معينة فالمؤسسا االقتصادية الشاملة كون ا جماعية‪ ،‬تخض لمساءلة القانو والمحاسبة والتدقيق‪ ،‬أما‬
‫المؤسسا االقتصادية المستنبطة فقد تغدو مطلقة تصول بيد مجموعة (مجموعا معنية) ‪،‬وقد تحيد ع غايا‬
‫انشاة ا في حال غيا األطر القانونية التي تضم مركزية الدولة‪ ،‬وتحقيق غايات ا كممثلة لفةا المجتم كل ا‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ‪ -‬المجلد ‪ - 35‬العدد األول ‪2019 -‬‬

‫(القاو ) السياساية للحصاول علا الماوارد ما‬ ‫اقتصادية مستنبطة تصمم ما قبال النخا‬
‫المجتم ا (توزي ا الثااروة)‪ .‬ولك ا النمااو الضاامني الشااامل ممك ا فقااط فااي إطااار‬ ‫بقيااة فةااا‬
‫التااي تحك اام وتس ااود فااي الهتش اااركية تجعاال المؤسس ااا‬ ‫الشاااملة‪ ،‬أل النخ ا‬ ‫المؤسسااا‬
‫المستنبطة تدور في حلقة مفرغة دو حل لمشكلة الفعل الجمعي (المجتما غيار المانظم‪/‬‬
‫المنظم)‪ .‬وأل النماو الا ي ياؤدي إلا وجاود خاساري ورابحاي (اقتصااديي وسياسايي ) قاد‬
‫ينتج عنه قو تعيق االنص ار المجتمعي المنفتح وسعياً محموماً يقود الخاسرو ليشكلوا‬
‫الشاااملة وضااما النمااو المسااتدام‪ ،9‬فمنطااق‬ ‫عواةااق أساسااية كباار أمااام نشااوء المؤسس اا‬
‫التغيياار المؤسساااتي يفاارض االنتقااال إلا التشاااركية ضاام مف ااوم الشاارعية السياسااية لبناااء‬
‫االسااتثناةية كااالحرو تتاايح فرصاااً نااادرة للتغيي اار‬ ‫الدولااة‪-‬المجتماا ‪ ،‬والساايما أ األح ادا‬
‫يجا اسااتغهل ا ضاام ُبعااد وطنااي صاار وبحمايااة مصااالح الجميا وباسااتن اض القطااا‬
‫العام والقطا الخا الوطني كحامل سياساي للطبقاة االجتماعياة المتوساطة‪ ،‬مماا يجسار‬
‫الفجوة الكبيرة بي الشرعية والدولة م ج اة‪ ،‬والواقا المجتمعاي ما ج اة أخار ‪ ،‬وما ثام‬
‫خلق األزما ‪.10‬‬ ‫تجن‬
‫إ تهزم مف وم الشرعية التاريخية األخهقية المستندة إل فلسافة شااملة قومياة (حامال‬
‫تنمي ااة)‪ ،‬والثقافي ااة‬ ‫وطن ااي‪ ،‬دافا ا وحا اوافز)‪ ،‬ما ا الش اارعية االجتماعي ااة (العدال ااة‪ ،‬ح ااافز‬
‫‪11‬‬
‫تنمية) سيوسا ما نطااق الحوكماة الرسامية ‪ ،‬واعاادة مف اوم‬ ‫(منظومة أخهقية‪ ،‬حافز‬

‫‪ ) 9‬م تمايز األنظمة غير الرسمية ع المؤسسا غير الرسمية‪.‬‬


‫‪ )10‬ركز النظريا االقتصاادية الساابقة علا الشاق األول للتنمياة وهاو النماو وسياساا زياادة معدالتاه والساعي للحااق‬
‫برك الدول المتقدمة م خهل سد الفجوة التقنية‪ ،‬وتبني سياسا إما انفتاحياة أو موج اة نحاو الاداخل زاد ما تشاو‬
‫البن االجتماعية واالقتصادية في دول حديثة االستقهل‪ ،‬وكا لسياسا التصني أحادياة الجانا (التاي تادرس التادخل‬
‫ال اد والواعي للحكومة‪ -‬الممثل الرسمي لمصالح المجتم ‪ -‬لرف اإلنتاجية) األثر الكبير في تعميق ال وة بي الفةا‬
‫المجتمعيااة والنخا وخلااق فضاااء للاان ج الريعااي والفساااد‪ .‬فااي حااي تركااز النظريااا التنمويااة الحديثااة علا الشااق الثاااني‬
‫المتمث اال ف ااي التوزيا ا المنصا ا والع ااادل للث ااروة ب ااي فة ااا المجتما ا كل ااا‪ ،‬ف ااي إط ااار ف اام عهق ااة ال أرس اامال بالتركيب ااة‬
‫االجتماعية واس ام عناصر اإلنتا في عملية اإلنتا وكيفية توزي العواةد‪.‬‬
‫‪ )11‬تعيد الدولة الضعيفة إنتا األنماط التقليدية للتوقعا االجتماعية والسلوك السياسي م خهل استيعا المؤسسا‬
‫الجديدة والهعبي السياسيي والمجمعا االنتخابية والمكونا الجديدة‪ ،‬مما يفرض األخ بالحسبا المصالح والحوافز‬
‫لهعبي السياسيي ‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية‪ :‬األسس النظرية والمقاربة الوطنية‪ ...‬زياد عربش – أحمد الصالح‬

‫الدولااة القويااة وتقويااة العهقااة بااي الدولااة والمجتم ا م ا خااهل إعااادة الثقااة فااي الحكومااة‪،‬‬
‫والعمل عل قيام ا بوظاةف ا األساسية في حكم السكا واألرض وتطوير أرضاية مشاتركة‬
‫ضاام المجتما ‪ ،‬لينصا ر الجميا فااي مجتما متصااالح إراديااً ما‬ ‫‪،‬واعااادة بناااء العهقااا‬
‫إرثه ومنسجماً بتطلعاته بدالً م القو غير المنفتحة وغير الرسمية التي قد تكو م يمناة‬
‫الممارسااة‪-‬الحوكمااة والمشاارو التنمااوي‪ ،‬وم ا ثاام تس ا م فااي ت ارج ا‬ ‫وملتبسااة لج ااة آليااا‬
‫النمو المستمر والوصول إل الدولة ال شة‪.‬‬
‫التميياز باي مف اوم "الدولاة–‬ ‫بلورة اإلطار الحامل للحوكمة المؤسسااتية‪ ،‬يجا‬ ‫وب د‬
‫األمااة" أو "األمااة–الدولااة"‪ .‬وناار فااي الحالااة السااورية اعتماااد الماادخل الثاااني لمااا يمثلااه ما‬
‫مقاربة تاريخية حقيقية لواق المجتم الساوري‪ ،‬أي االنطاهق ما البعاد القاومي وماا يارتبط‬
‫با ااه م ا ا مف ا ااوم األم ا ا الشا ااامل المت ا ارابط (أم ا ا وطنا ااي– قا ااومي– شا ااعبي)‪ ،‬فض ا اهن ع ا ا‬
‫الملح ااة لبن اااء مف ااوم الدول ااة (مقوم ااا ) المتمث اال ف ااي األما ا الق ااومي بمكونات ااه‬
‫ُ‬ ‫المتطلب ااا‬
‫المتعددة (اإلنساني والماةي والغ اةي والطاقوي والثقافي‪ ،)..‬ال ي ياوفر الا ار االقتصاادي‬
‫الرشيد للدولة م خهل بناء قطاا عاام محاوكم يسا م فاي عملياة التنمياة ‪،‬ويضام تعزياز‬
‫الشا اارعية السياسا ااية ‪،‬واتاحا ااة المجا ااال للقا ااو االقتصا ااادية بالعما اال الخا ااهق والمبا ااد عبا اار‬
‫حقيقيااة قاةمااة عل ا تعظاايم المناااف وتوزي ا‬ ‫األشااكال التقليديااة‪ ،‬أو عباار صااياغة تفاهمااا‬
‫المخاطر‪.‬‬
‫إ تااوطير وموسسااة الشاارعية الحوكميااة فااي سااياق اقتصااادي تفاااعلي حقيقااي ومسااتمر‬
‫يفرض بناء ثقافيان أخهقيان علميان متكامهن داعمان م إرادة حقيقية فاي التنمياة (المساتندة إلا‬
‫التنميا ااة إل ا ا ما اادخل استقصا اااةي لرسا اام السياسا ااا‬ ‫الشا اارعية) ‪ ،12‬ا تحتا ااا اسا ااتراتيجيا‬
‫إعاادة البنااء التاي تفساح المجاال أماام اإلبادا والتطاوير‬ ‫بالتركيز الممن ج‪ ،‬وتحديد أهادا‬

‫‪ )12‬ن ج الصي إطا اًر إصهحياً اقتصادياً كلياً شامهً م خهل التركيز عل سياسا الحوكمة والتنظيم والتصني‬
‫والتجارة‪ ،‬في حي تبن دول أخر كوندونيسيا إطا اًر ميكروياً اجتماعياً يركز عل التعليم والصحة واالةتما الصغير‬
‫والخدما المقدمة للفقراء‪ ،‬أي نح بحاجة إل انفتا اقتصادي مدروس (غير منسوخ) في إطار استقرار اقتصادي‬
‫(كلي‪-‬جزةي) وتعاو دولي‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ‪ -‬المجلد ‪ - 35‬العدد األول ‪2019 -‬‬

‫الكلية والجزةياة علا األصاعدة كل اا وتادعيم‬ ‫المحلي (الوطني)‪ ،‬أي الترابط بي السياسا‬
‫كل ااا‪ ،‬ألنااه ال يمكا النظاار إلا‬ ‫المواطنااة عباار المشاااركة التداخليااة لألجيااال كل ااا وللفةااا‬
‫التنمية إال في اطار عقد اجتماعي شامل يضم تحصيل الحقوق وتودية الواجباا ‪ .‬وكماا‬
‫أ لكل فكرة تطبيقان‪ ،‬ال يمك فصل البناء الماواطني عا البنااء الاوطني‪ ،‬وال يمكا تجزةاة‬
‫البناء الفوقي ع البناء التحتي في إطار مشرو البناء الشامل ال ي يضم "وظيفة" لكال‬
‫الفاوري‪،‬‬ ‫والعقاا‬ ‫عل مبدأ الثوا‬ ‫العظيمة قام‬ ‫واجبا )‪ ،‬فالحضا ار‬ ‫مواط (عمل‬
‫فااي تعزيااز بنيااة اإلباادا والتطااوير م ا خااهل منظومااة‬ ‫وهنااا يكم ا دور القطااا الخااا‬
‫الحوافز التي تتيح ا األسواق المنضبطة العامة والخاصة‪.‬‬
‫اانيا‪ -‬جخلا ات النموح التنموو‬
‫يظ اار تحلياال مسااار التنميااة فااي سااورية للمرحلااة الطويلااة جلي ااً إغفااال ُبعاادها المكاااني‬
‫(‪ ،)spatial economics‬وغلبة النمو بإشكالية الريو عل حسا التنمية كوغلا الادول‬
‫الطبيعي ااة‪ ،‬وعواة ااد العب ااور‪ ،‬والتح ااويه‬ ‫العربي ااة (ريا ا ال اانفط والغ اااز‪ ،‬واس ااتخ ار الث ااروا‬
‫العمالة المرتبطة وا بشكل غيار مباشار بساعر الانفط)‪ ،‬وباطء التحاول أو‬ ‫المالية وتويه‬
‫العالميااة والتكنولوجيااة المتهحقااة ‪،‬كمااا فعل ا‬ ‫م ا التطااو ار‬ ‫هيكلااة االقتصاااد دو التكي ا‬
‫عدالاة‬ ‫العديد م دول أوربا الشرقية وأمريكا الهتينياة منا التساعينيا ‪ ،‬باالتزام ما غياا‬
‫المقدماة للساكا ‪ .‬تفتارض إعاادة‬ ‫التوزي والفقر والبطالة وتزايد ال وة بي الموارد والخادما‬
‫التنمي ااة ومفاعي اال الح اار علا ا س ااورية الت ااي يمكا ا‬ ‫مس ااا ار‬ ‫البن اااء ما ا جدي ااد تش ااخي‬
‫تلخيصا باآتي‪:‬‬
‫البلد اإل ليمي للتنمية ‪،‬وتوزي عواةد النمو بل األزمة‬ ‫أ اختالالت متراكمة وغياب ُ‬
‫يمكا ا ا ت ا ااوطير مس ا ااار نم ا ااو التنمي ا ااة المعتم ا ااد حسا ا ا المرحل ا ااة الزمني ا ااة المدروس ا ااة‬
‫اآتية‪:‬‬ ‫بالمنعطفا‬
‫الدولا ااة والبنيا ااة التحتيا ااة‪ :‬مرحلا ااة التعبةا ااة التنمويا ااة‬ ‫وبنا اااء مؤسسا ااا‬ ‫‪ ‬عقا ااد السا اابعينيا‬
‫التوسعية‬

‫‪61‬‬
‫اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية‪ :‬األسس النظرية والمقاربة الوطنية‪ ...‬زياد عربش – أحمد الصالح‬

‫واالنكشا ‪ :‬مرحلة األزمة ال يكلية‪.‬‬ ‫‪ ‬عقد الثمانينيا‬


‫وعواةااد الاانفط والطمونينااة الخادعااة‪ :‬عقااد اإلصااه الضاااة ‪-1991‬‬ ‫‪ ‬عقااد التسااعينيا‬
‫‪.2004‬‬
‫‪" ‬اقتص اااد الس ااوق االجتم اااعي" (‪ :)2005‬تنفيا ا الخط ااة الخمس ااية العاشا ارة ف ااي س ااياق‬
‫سياسي إقليمي ودولي ضاغط‪ ،‬ا كا "العنوا "‪ :‬مزيادان ما الضاغوط الخارجياة مزيادان‬
‫نمو مرتفعة (‪.)2008-2005‬‬ ‫م االنفتا وحقق الناتج المحلي معدال‬
‫عادة‪ ،‬جغرافيااً (التفااو باي‬ ‫التنمية في مناا ومساتويا‬ ‫اختهال‬ ‫لك‪ ،‬ازداد‬ ‫م‬
‫والمدينااة) كسااوء التااوز السااكاني (اكتظاااظ فااي من اااطق‪ ،‬وقلااة أعااداد السااكا فااي‬ ‫الري ا‬
‫‪13‬‬
‫السكنية ‪.‬‬ ‫الصناعية والعشواةيا‬ ‫مناطق أخر ) وعجز في الموارد م وجود العشواةيا‬
‫االشكالية تطر سؤاالً مشروعاً ع غلباة فلسافة النماو‬ ‫التنموي"‪ .14‬وأصبح‬ ‫وزاد "النزي‬
‫التنمية‪ :‬النمو م أجل م ؟‬ ‫عل حسا‬
‫ب الحرب وملاعيلها المبايرة وغير المبايرة والضمنية‬
‫بحكاام موقع ااا اإلقليمااي‪ ،‬ما ازلا سااورية مساات دفة بشااكل مباشاار ضاام سااياق التغيياار الا ي‬
‫الساايطرة علا‬ ‫ما القااو اإلقليميااة ب ااد‬ ‫كانا وما ازلا تعااد لااه العاادة القااو الغربيااة بالتحااال‬
‫المجااال الحيااوي السااوري‪ ،‬إلعااادة ترتي ا أوضااا المنطقااة‪ ،‬بمااا يخاادم مصااالح القااو المتكالبااة‬

‫‪ )13‬م تفاو التنمية بي مصادر الدخل الوطني وأماك تكوينه‪ ،‬حي يتمركز السكا بنسبة كبيرة عل محور درعا‪-‬‬
‫حل (مرو اًر بدمشق وحم وحماة)‪ ،‬في حي تشكل المنطقة الشرقية نسبة كبيرة م مصادر الناتج (القط ‪ ،‬النفط‪،‬‬
‫الميا ‪ ،‬المحاصيل الزراعية والخاما ‪ ،)..‬وتقط دمشق وحل معظم القيم المضافة‪ .‬فم الناحية النظرية فإ تباي‬
‫مصادر الدخل م أماك تكوينه ليس بالمطلق أم اًر سلبياً‪ ،‬كدول تستورد العديد م مدخه االنتا ‪ ،‬لك األهم هو‬
‫تبني سياسا تع ظيم القيم المضافة ضم االقتصاد الوطني بالتهزم م سياسا إعادة توزي الثروة عل كامل شراةح‬
‫المجتم ومناطقه ضم نمو تنموي مستدام‪.‬‬
‫‪ )14‬أو الفاقد التنموي كجزء م االستثما ار والناتج المحلي ال ي ال يستفاد منه داخلياً ‪،‬ال بل ينعكس سلباً عل‬
‫االقتصاد السوري‪ ،‬كاستيراد ‪ 4‬مليو ط م المازو بتكلفة ‪ 2‬مليار دوالر وبيعه داخلياً برب التكلفة وت ري جزء‬
‫منه عبر الحدود‪ ،‬مما يعني أ دول الجوار تستنز طاقة االقتصاد السوري ‪،‬وفوق لك تنافسه بمنتجات ا‪ ،‬أو دعم‬
‫عدد م مدخه اإلنتا (التي تقوم الدولة باستيرادها باألسعار العالمية) لدعم عملية اإلنتا المحلي وتصدير اإلنتا‬
‫دو إعادة توظي عواةد التصدير داخل البلد يعني عدم اإلفادة م آثار االستثما ار بالشكل األمثل‪ ،‬أو هجرة‬
‫المتعلمي واألطر بعد عدة سنوا م اال ستثمار في قطا التعليم والتوهيل يعني فقدا مكتسبا تنموية كا م‬
‫المفترض أ تجني ثمارها الدولة كل ا‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ‪ -‬المجلد ‪ - 35‬العدد األول ‪2019 -‬‬

‫عل سورية‪ ،‬و لاك ما خاهل محااور عادة لايس أقل اا المحاور االقتصاادي‪ .15‬إ أد العوامال‬
‫التااي تعاارض إلي ااا االقتصاااد السااوري دو اًر محوري ااً فااي مجريااا األزمااة وبانعكاسااا متع ااددة‬
‫الحكومة ومحاور المواج ة‪:‬‬ ‫عل سياسا‬ ‫المستويا‬
‫متهحقااة عل ا األف اراد والمؤسسااا ‪ ،‬م ا المفارقااة الصااارخة بااتهزم عقوبااا‬ ‫‪ ‬عقوبااا‬
‫غياار شاارعية متمثلااة بالسااما بش اراء الاانفط م ا المجموعااا‬ ‫االتحاااد األوربااي بق ا ار ار‬
‫المسلحة اإلرهابية‪.‬‬
‫البنية التحتية وت اديم ا خاصاة فاي‬ ‫قطا النفط والسياحة وحركة العم ار ‪ ،‬باست دا‬ ‫‪ ‬توق‬
‫‪،‬‬ ‫قط ا ااا الطاق ا ااة والص ا ااناعة والمنش ا ااي االنتاجي ا ااة والخدمياا ااة للقط ا اااعي الع ا ااام والخاا ااا‬
‫األسطول البري والبنياة التحتياة لقطاا النقال‪ ،‬وسايطرة الجماعاا المسالحة علا‬ ‫واست دا‬
‫جزء ما البنياة التحتياة ومادخه اإلنتاا األساساية‪ ،‬ا سايفرض الادمار فاي البنياة التحتياة‬
‫الكلية والفرعية‪.‬‬ ‫والعام إعادة التفكير بالمنظوما‬ ‫للقطا السكني والخا‬
‫المص ارفية‪ ،‬وتقييااد حركااة‬ ‫عل ا المؤسسااا‬ ‫الماليااة وفاارض عقوبااا‬ ‫‪ ‬تقييااد التحااويه‬
‫النقاال الاادولي والتااومي ‪ ،‬وت ارجا رؤوس األم اوال حت ا ن ايااة عااام ‪ ،2013‬واتخااا عاادد‬
‫رؤوس األم ا اوال م ا ا السا ااوق‪ ،‬وزيا ااادة‬ ‫فا ااي سا ااح‬ ‫أس ا ا م‬ ‫م ا ا دول الج ا اوار ق ا ا ار ار‬
‫عبا ااور غيا اار نظاميا ااة‬ ‫با ااالتوازي م ا ا با ااروز قن ا اوا‬ ‫الح ا اواال‬ ‫االعتما اااد عل ا ا شا ااركا‬
‫ولألموال‪.‬‬ ‫لألشخا‬
‫اء للبضااة‬
‫‪ ‬السيطرة عل عدد م المنافا الجمركياة والمعاابر‪ ،‬ما تقيياد فيزيااةي للعباور ساو ً‬
‫المنتجاا‬ ‫والسل أو لألفراد‪ ،‬مما شكل ضر اًر بالغااً فاي عملياا اإلماداد الادولي‪ ،‬وتصاري‬
‫العابرة لسورية‪.‬‬ ‫السورية وعل المنتجا‬

‫‪ )15‬كتقرير "مشرو األم األمريكي" ال ي يداف ع فكرة بو تدخل االدارة سيكو "مفيداً لتحقيق االستقرار"!‪:‬‬
‫‪Matt Freear, "Syrian Stabilization and Reconstruction: Lessons Learned for a Post-‬‬
‫‪Conflict Syria", www.AmericanSecurityProject.org, June 2016‬‬
‫أو التقرير المشبو لمركز عقد الا‪ 21‬لألم واالستخبا ار ‪ ،‬وال ي يرو لفكرة التقسيم تح شعار "الكونفدرالية"‪:‬‬
‫‪Michael O’Hanlon, "Deconstructing Syria Towards a regionalized strategy for a‬‬
‫‪confederal country", Center for 21st Century Security and Intelligence June 2015.‬‬
‫‪63‬‬
‫اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية‪ :‬األسس النظرية والمقاربة الوطنية‪ ...‬زياد عربش – أحمد الصالح‬

‫االقتصا ااادية الكليا ااة المنح ا ا السا االبي‪ ،‬م ا ا تفا اااقم البطالا ااة وت ارج ا ا‬ ‫‪ ‬دخا ااول المؤش ا ا ار‬
‫التباادل التجااري وت ارجا اإلنفااق وهجارة عوامال اإلنتاا‬ ‫االستثمار وانخفاض مستويا‬
‫سورية بومس الحاجة إلي م‪.‬‬ ‫ومازال‬ ‫التي كان‬ ‫واألطر والكفاءا‬
‫‪ ‬تغياار طبولوجيااا االقتصاااد السااوري ا أصاابح متقط ا األوصااال جغرافي ااً‪ ،‬بااالتزام م ا‬
‫ت اادهور س ااعر ص اار الليا ارة الس ااورية وتب اااطؤ االدخ ااار وتيكل ااه (االدخ ااار الع اااةلي بع ااد‬
‫المعيشة م ارتفا األسعار المحاررة‬ ‫المصرفي)‪ ،‬وانخفاض االستثمار وارتفا تكالي‬
‫النقاال وانكفاااء االساات هك (بااالتركيز عل ا الم اواد الغ اةيااة والساال األساسااية)‪،‬‬ ‫وتكااالي‬
‫االندما الجغرافي لهقتصاد الوطني‪.‬‬ ‫وضع‬
‫‪ ‬تن ااامي الش اارخ االجتم اااعي والتكاف اال‪ ،‬خاص ااة ما ا تموي اال الق ااو المعادي ااة لسا اورية لظ اااهرة‬
‫التط اار الع ااالمي في ااا مقارن ااة بإرث ااا الحض اااري ودوره ااا الق ااومي باس ااتقبال ا عب اار الت اااريخ‬
‫لمهيااي الم اااجري واألخااوة الع اار ‪ ،‬ماا بااروز ال جاارة والن اازو الااداخلي (الاا ي س اايتطل‬
‫س ا اانوا "لتض ا ااميد "‪ ،‬والب ا ااد ألي برن ا ااامج إع ا ااادة إعم ا ااار أ ُيع ا ااوض معنويا ا ااً ول ا ااو رمزيا ا ااً‬
‫للمتضاارري )‪ ،‬وانكفاااء الخب ا ار األجنبيااة التااي كان ا تعماال فردي اان‪ ،‬أو ضاام أطاار التعاااو‬
‫المختلفة بي سورية ودول العالم‪ ،‬بالتوازي م هجرة ملحوظة لعدد م األطر السورية‪.‬‬
‫مواجهة ملاعيل األزمة‪:‬‬
‫يمك ا القااول باادي ياً ا الشااق االقتصااادي كااا ومااازال مكون ااً رةيس ااً فااي الحاار عل ا‬
‫يمك القتصاد ماا كاالقتصااد الساوري الا ي‬ ‫بمكا تصور كي‬ ‫سورية‪ ،‬فإنه م الصع‬
‫التخطايط االشاتراكي إلا ن ااج‬ ‫هيكلياة كاالنتقاال ما آلياا‬ ‫كاا يمار قبال األزماة بتحاوال‬
‫‪16‬‬
‫اقتصاااد السااوق االجتماااعي ‪ ،‬والتحااول م ا اقتصاااد معتمااد عل ا الريااو وتصاادير الم اواد‬
‫السا ااعرية‬ ‫الخا ااام إل ا ا اقتصا اااد مبنا ااي عل ا ا تعظ اايم القا اايم المضا ااافة‪ ،‬ومعالجتا ااه التشا ااوها‬
‫مقومات ا ااه ورك ا اااةز‬ ‫عمل ا ااه‪ ،‬أ يواج ا ااه أزم ا ااة اس ا اات دف‬ ‫البنيوي ا ااة ف ا ااي آلي ا ااا‬ ‫واالخ ا ااتهال‬

‫‪ )16‬من بداية األزمة صدر تقارير تتوق ان يار االقتصاد السوري ومن ا م حدد المدة با‪ 100‬يوم في إطار الحر‬
‫النفسية أو عدم الدراية في أحس الظ ! لك الوقاة والقدرة عل التوقلم تجعل القراءة الفنية للمؤش ار مضللة!‬
‫‪64‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ‪ -‬المجلد ‪ - 35‬العدد األول ‪2019 -‬‬

‫عوامال االنتاا السالعي والخادمي إلا‬ ‫األساسية‪ ،‬م تدمير فاي البنياة التحتياة‪ ،‬واسات دا‬
‫تحجاايم التجااارة الخارجيااة والمضاااربة عل ا سااعر صاار اللي ارة السااورية ماارو اًر بمحاص ارة‬
‫التموي اال المص اارفي والتا ااومي واعا ااادة التاااومي ‪ ،‬والنقا اال والش ااح اإلقليماااي والا اادولي‬ ‫آلي ااا‬
‫وضمور االستثمار واالرتفا العام في مستو األسعار‪.‬‬
‫االقتصاااد الكامنااة بتقلااي‬ ‫لااك صاامد االقتصاااد السااوري بفعاال اسااتغهل طاقااا‬ ‫ما‬
‫فجوة الناتج (الفرق باي النااتج المحلاي النظاري والنااتج المحلاي الفعلاي) و لاك تبعاان لتطاور‬
‫الحاار عل ا‬ ‫الحكومااة فااي مواج ت ااا الرتاادادا‬ ‫األزمااة ومفاعيل ااا‪ ،‬ا كااا ومااازال هااد‬
‫سورية المحافظة عل الدور الخدمي واإلنتاجي م خهل‪:‬‬
‫األساسية م االست هك السلعي للمواطني (كالغ اء والدواء)‪ ،‬وتومي‬ ‫‪ ‬تومي الحاجا‬
‫التاادخل االيجااابي‪ ،‬وتركيااز عماال‬ ‫العاارض الساالعي ألهاام الم اواد م ا خااهل مؤسسااا‬
‫األساس ااية‬ ‫األساس ااية ما ا التعل اايم والص ااحة والخ اادما‬ ‫الدول ااة علا ا ت ااومي الحاج ااا‬
‫الطاقة وا بحدها األدن )‪.‬‬ ‫(كالصحة والتعليم ومشتقا‬
‫‪ ‬اساتمرار عمال الدولااة كمؤسساا داخاال ساورية بتقاديم الخاادما والرواتا حتا فاي مناااطق‬
‫الن از ‪ ،‬واالستمرار بتقديم معظم الخدما اإلدارية للماواطني داخال ساورية ‪ ،‬وتبسايط عادد‬
‫من ا ونقل أماك تقديم عادد من اا بحسا األوضاا األمنياة جغرافيااً‪ ،‬وتوهيال األضارار ولاو‬
‫السورية‪.‬‬ ‫بالحد األدن ‪ ،‬وك لك تقديم الخدما القنصلية خار سورية عبر السفا ار‬
‫‪ ‬مواج ة انعكاس تدهور قيمة الليرة السورية وانخفاض القاوة الشاراةية (ما خاهل تادخل‬
‫واألجاور‬ ‫المتتالياة فاي الرواتا‬ ‫المصر المركزي واتخاا التادابير القانونياة‪ ،‬والزياادا‬
‫المتتالية لألسعار)‪.‬‬ ‫وا لم تك تتوافق م االرتفاعا‬
‫اإلرهابيااة‪ ،‬وايصااال‬ ‫المسااتعادة كل ااا التااي دمرت ااا المجموعااا‬
‫‪ ‬إعااادة توهياال المناااطق ُ‬
‫خاادما البنيااة التحتيااة إلي ااا‪ ،‬وتس ا يل عماال مجماال المنشااي الخاصااة فااي المناااطق‬
‫اإلداريااة لتااومي‬ ‫األخاار ‪ ،‬و"التساااهل" بانتقال اا إل ا مناااطق آمنااة‪ ،‬وتس ا يل اإلج اراءا‬

‫‪65‬‬
‫اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية‪ :‬األسس النظرية والمقاربة الوطنية‪ ...‬زياد عربش – أحمد الصالح‬

‫الماليا ااة‬ ‫اإلما ااداد واإلنتا ااا والعا اارض السا االعي والخا اادمي‪ ،‬وتقا ااديم اإلعفا اااءا‬ ‫متطلب ااا‬
‫الضريبية‪.‬‬ ‫والتس يه‬
‫‪ ‬تحقياق انزيااا فااي عمليااا التجاارة الخارجيااة‪ ،‬واالفااادة القصااو ما القطا األجنبااي المتااا‬
‫تجا تومي استيراد سل االست هك الضروري بما في ا مشاتقا الطاقاة‪ ،‬وتاومي مساتلزما‬
‫التصديرية وايجاد البداةل‪.‬‬ ‫العملية اإلنتاجية وترميم سهسل اإلنتا بما يعزز القد ار‬
‫ب ااالتوازي ما ا‬ ‫التس ااعير اإلداري بج اادو فعلي ااة أق اال ما ا المس اات د‬ ‫‪ ‬اس ااتمرار سياس ااا‬
‫أساس ااية ك ااالتعليم‬ ‫الحكومي ااة لقطاع ااا‬ ‫سياس ااة الحكوم ااة بع اادم رفا ا أس ااعار الخ اادما‬
‫أقاال ما ارتفاا تكلفت ااا بتمااايز‪،‬‬ ‫أو بنسا‬ ‫والصاحة‪ ،‬أو رفع ااا بشاكل رماازي أو طفيا‬
‫م ا خف ااض نس اابة ال اادعم لع اادد ما ا الما اواد بم ااا في ااا حوام اال الطاق ااة‪ ،‬وم ااؤخ اًر األدوي ااة‬
‫لضما استم اررية عمل ا‪.‬‬
‫‪ ‬زيااادة التحااويه الماليااة للماواطني التااي أصاابح تماار عباار القناوا النظاميااة‪ ،‬رغاام أ جاازءاً‬
‫بقي غير ُمقيد‪ ،‬ال بل تنام في المناطق المتاخمة لدول الجوار‪.‬‬ ‫م ه التحويه‬
‫‪ ‬تطور الحركة المرفةية وزيادة دور لبنا في التجارة الخارجية السورية‪.‬‬
‫األسااعار‬ ‫لااك‪ ،‬يبق ا الرهااا األساسااي فااي المرحلااة الراهنااة عل ا ضاابط مسااتويا‬ ‫ما‬
‫اإلنتا ااا ‪ ،‬ومواج ا ااة‬ ‫م اادخه‬ ‫االسا اات هك الض اارورية ‪،‬وتخفا اايض كل ا ا‬ ‫لت ااومي متطلبا ااا‬
‫الض ااغوط الكبي ا ارة عل ا ا قيما ااة اللي ا ارة السا ااورية‪ ،‬با ااالتزام م ا ا التحا اادي المسا ااتمر باسا ااتعادة‬
‫التشااغيل اسااتعداداً لمرحلااة إعااادة البنيااة التحتيااة وهندساات ا ضاام برنااامج إعااادة‬ ‫مسااتويا‬
‫البناء المبتغ ‪ :‬و لك ضم الرؤية االقتصادية الوطنية الجديدة‪.‬‬
‫االاا‪ -‬جعادة البناء‪ :‬م برامت جعادة اإلعمار جلى مقاربة التنمية اال ليمية كرافلة للبناء‪:‬‬
‫أ‪ -‬أامية ملالجته االختالالت البنيوية‪:‬‬
‫إ الشروط الضرورية "للبناء أو لإلعماار ما جدياد"‪ ،‬تفارض االنطاهق ما تشاخي‬
‫الوطني ا ااة‪ .‬ف نا اااك كثيا اار ما ا ا‬ ‫طرة ا اق المعالج ا ااة ض ا اام الثواب ا ا‬
‫الواق ا ا ال ا اراه واعتما اااد ا‬
‫الدوليااة "ب ارامج إع ااادة اإلعمااار" التااي‬ ‫التقنيااة لمااا يساام م ا قباال المنظمااا‬ ‫الطروحااا‬

‫‪66‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ‪ -‬المجلد ‪ - 35‬العدد األول ‪2019 -‬‬

‫تعكااس األماال‪ ،‬وال تنطلااق ما ماضااي سااورية أو وضااع ا الاراه ‪ ،‬أو علا األقاال ال تُمكا‬
‫توسيسااه لمسااتقبل سااورية‪.‬‬ ‫تنمااوي يتجاااوز الفااالق الحاصاال‪ ،‬ومااا يج ا‬ ‫م ا إعااداد نمااو‬
‫فباساتبعاد مشااري تقاسام الكعكاة‪ ،‬واساتغهل أرساامال ا المجاالي فاإ البارامج األخار تُعااالج‬
‫تصاابح العااودة لمااا قباال عااام ‪ 2011‬أمنيااة طموحااة‪ ،‬وكااو‬ ‫آثااار الاادمار الحاصاال بحي ا‬
‫األمر مختزل بإعادة تشييد بناء م دم هنا أو هناك‪.‬‬
‫فقد استطا العديد م الدول الخرو م الركام وبناء دولة حديثة كما فعال الياباانيو‬
‫واأللما ‪ ،‬مقارنة بدول لم تنجح في لملمة جراح ا رغم توفر التمويل كالعراق مثهً‪.17‬‬
‫تنمااوي مسااتدام سيضاام عاادم اناادال أزمااا ال حصاار ل ااا فااي اليااوم‬ ‫إ اإلعااداد لنمااو‬
‫لااك‬ ‫التااالي والت يااؤ لااه‪ ،‬رغاام القناعااة الساااةدة بااو انت اااء الحاار لا يكااو بااي يااوم وتاليااه‪ ،‬ما‬
‫داللته في سياق السلم والتهحم المجتمعي داخلياً‪.‬‬ ‫فإ مصطلح التعافي المبكر يكتس‬
‫إ البناااء ما جديااد يفاارض أساسااً االسااتقرار والتصااالح ما الماضااي‪ ،‬وبناااء المسااتقبل‬
‫بااوطر مؤمنااة بعدالااة التنميااة‪ ،‬ويمثاال الركي ازة األساسااية لتفاااهم وطنااي كفعاال إرادي ويس ا م‬
‫البنيويااة بمثلثااي االسااتدامة‪ :‬أي‬ ‫باالسااتقرار والتعااافي الشااامل‪ ،‬و لااك بمعالجتااه لهخااتهال‬
‫اآخار بوبعااد االقتصاادية‬ ‫م الزاوياة الجغرافياة والقطاعياة والزمانياة‪ ،‬باالتهزم ما المثلا‬
‫والبيةية واالجتماعية‪ .‬فالتركيز عل حكومة مركزية فاعلة في اإلطار الشامل المتناغم م‬
‫الم اوارد بفعاليااة‪ ،‬وكف اااءة فااي أداء األس اواق‬ ‫األطاار الهمركزيااة‪ ،‬سيضاام آليااة تخصااي‬
‫الوقو في أفخاخ التنمياة العديادة‪ :‬كوجاود حكوماة كبيارة وادار‬ ‫ومن االحتكا ار ‪ ،‬ويجن‬
‫الملحاة‪ ،‬أو غيااا‬
‫ُ‬ ‫عاماة مشاتتة‪ ،‬أو حكوماة صااغيرة غيار قاادرة علا مواج ااة االحتياجاا‬

‫‪ )17‬في عدد م الكوار التي حدث في دول عدة‪ ،‬كا شرط انت اء الن از وعودة االستقرار كافيان للتعافي‪ ،‬أما في‬
‫الحالة السورية فالشق األمني أصبح متهزماً م عوامل أخر حاسمة‪ ،‬كالجان المؤسساتي‪ ،‬والتمويل الخا العربي‬
‫والمغتر والدولي‪ ،‬ناهيك ع أهمية إنشاء مراكز إعادة اندما الم جري ‪ ،‬والرعاية الصحية واالجتماعية والنفسية‬
‫للمعاقي والمصابي ‪ ،‬والتعويض المادي والمعنوي لكل م تضرر أو توف ضم إطار العدالة الممكنة‪ ،‬ووجود‬
‫اإلعماريي واألطر ومكات هندسية في ك ل منطقة منكوبة وفرز ما سيتوج توهيله أو هدمه م األبنية والبنية التحتية‬
‫‪،‬وتلك التي تبن عشواةياً ‪،‬وتنفي اإلعمار ضم المخططا حص اًر‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية‪ :‬األسس النظرية والمقاربة الوطنية‪ ...‬زياد عربش – أحمد الصالح‬

‫‪18‬‬
‫يقوم في جاوهر علا أعمادة ثهثاة‪ :‬الملكياة‬ ‫حقوق الملكية والشفافية والعدالة‪ .‬فاالزدهار‬
‫المصانة (الخاصاة) وحرياة األساواق (الحرياة التاي تشامل الملكياة أيضااً بووسا أشاكال ا والحرياة‬
‫في إطار االقتصاد الكلاي‪ ،‬وعلياه فاإ بنااء‬ ‫الفكرية ضمنياً)‪ ،‬ورف مستويا التشغيل والتوظي‬
‫مؤسسا الدولة دو اآخ بالحسبا النسايج المجتمعاي سايزيد ما هشاشاة معظام فةاتاه‪ ،‬التاي‬
‫هي باألصل منكوبة وقدم التضحيا طوال مراحل الحر ‪.19‬‬
‫ب‪ -‬أامية تأسيس الحوكمة اال تصادية‪:‬‬
‫‪20‬‬
‫والتج ااار التاريخي ااة وج ااود ع اادة حق اااةق إلع ااادة البن اااء‪ ،‬ويتمث اال‬ ‫أظ اار الد ارس ااا‬
‫الشاروط‬ ‫السؤال األساسي في إعادة البناء با ما ا وكي ؟‪ ،‬ففاي مرحلاة إعاادة البنااء ليسا‬
‫أ تكو شاملة‬ ‫كل ا مرغوبان في ا‪ ،‬وال تمثل بالضرورة طريقان للمستقبل‪ ،‬فإعادة البناء يج‬
‫االقتصا ااادية دو اًر حيوي ا ااً لا اايس فقا ااط لضا ااما‬ ‫وبمن جيا ااة واضا ااحة‪ .21‬وتا ااؤدي السياسا ااا‬
‫االزدهااار‪ ،‬وانمااا أيضااً لضااما الساالم‪ .‬وتتمحااور أولويااة السياسااة االقتصااادية فااي تخفاايض‬
‫المعيشة‪ ،‬و لك م خهل رف الدخول‪ ،‬وتخفيض اآثار السلبية‬ ‫الفقر‪ ،‬وتحسي مستويا‬
‫معاادل نمااو قصااير ومتوسااط‬ ‫لمرحلااة مااا قباال إعااادة البناااء‪ ،‬واحتماليااة عودت ااا واساات دا‬
‫أ تك ااو‬ ‫النم ااو ف ااي مرحل ااة إع ااادة البن اااء)‪ ،‬ويجا ا‬ ‫األج اال (ما ا التس االيم بتب اااي مع اادال‬
‫أو الممااولي‬ ‫اء عل ا صااعيد الحكومااا‬
‫ممي ازة س او ً‬ ‫فااي مرحلااة مااا بعااد األزمااا‬ ‫السياسااا‬

‫)‪18‬‬
‫& ‪Stiglitz, J.E. (2002), “Globalization and Its Discontents”, 1st edition, W. W. Norton‬‬
‫‪Company, NY.‬‬
‫‪." )19‬تكتس السياسا االقتصادية معن مجتمعيان عندما يرك الجمي مصعد النمو الصاعد وال تترك فةا اجتماعية‬
‫عل هامش الطريق‪ .‬فلم تعد مسولة األم االقتصادي مجرد مسولة "اقتصادوية" تُبح وفق عناصر مالية مرتبطة‬
‫بالربح والخسارة‪ ،‬بل مسولة أم المجتم واال ليس فقط ستضي ثمار اإلصه المتحقق بشق األنفس من (‪،)2005‬‬
‫بل قد نش د عودة ال سلوك اإلطفاةي والبح ع مخار لألزما ‪ ،‬بدل اعتماد من جية تحريض التغيير ال ي يضم‬
‫حقوق األجيال التي ستزداد متطلبات ا كماً ونوعاً‪ ،‬ول تكتر لماهية النظام ليبرالياً كا أم اشتراكياً بل تخش عدم‬
‫الوقو في الجو ‪ ،"...‬تقرير التنمية في سورية م منظور األم اإلنساني‪ ،‬ورقة د‪ .‬زياد أيو عربش في ورشة عمل‬
‫مناقشة التقرير‪ ،‬قاعة رضا سعيد‪ ،‬دمشق آ ‪.2010‬‬
‫(‪20‬‬
‫‪Evans, P. (2010). The Challenge of 21st Century Development: Building Capability -‬‬
‫‪Enhancing States. UNPD, New York.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪) Oliver Ramsbotham, Tom Woodhouse, Hugh Miall, Contemporary Conflict‬‬
‫‪Resolution, 4th Edition, Cambridge; Malden, MA: Polity Press, 2016‬‬
‫‪68‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ‪ -‬المجلد ‪ - 35‬العدد األول ‪2019 -‬‬

‫ممي ازة لج ااة احتمااال تجاادد األزمااة‪ .‬وانطهق ااً م ا محوريااة دور الدولااة فااي التنميااة ورساام‬
‫إعادة البناء في‪:22‬‬ ‫السياسا ‪ ،‬تتمثل أهدا‬
‫‪ ‬إعااادة توساايس الحوكمااة االقتصااادية بتحسااي إدارة الم اوارد‪ ،‬والتناسااق بااي السياسااتي‬
‫المالية والنقدية‪.‬‬
‫‪ ‬ضما شرعية الحكومة وسيطرت ا (برامج تزيد في موثوقية الحكوماة وتطبياق سياسات ا‬
‫ف ا ااي إمكاني ا ااا‬ ‫غي ا اار الرس ا اامية لتج ا اااوز ال ا اانق‬ ‫والمنظم ا ااا‬ ‫عب ا اار القط ا ااا الخ ا ااا‬
‫الحكومة)‪.‬‬
‫ف ا ااي التوزيا ا ا‬ ‫المعيش ا ااة‪ ،‬وض ا ااما اإلنص ا ااا‬ ‫‪ ‬مكافح ا ااة البطال ا ااة وتحس ا ااي مس ا ااتويا‬
‫واالستقرار االقتصادي‪.‬‬
‫عالية‪.‬‬ ‫‪ ‬تحقيق نمو مستدام بمعدال‬
‫إعادة البناء‪:23‬‬ ‫لك تجدر االشارة إل بعض النقاط اآتية عند رسم استراتيجيا‬
‫أ تباادو إعااادة البناااء الناجحااة‪ ،‬ولكاان م‬ ‫يج ا‬ ‫تمام ااً كي ا‬ ‫‪ ‬يعاار صااانعو السياسااا‬
‫لك‪.‬‬ ‫يصنعو‬ ‫يعرفو القليل جداً كي‬
‫لتلك المتحكم ب ا‪.‬‬ ‫غير المتحكم ب ا معيقا‬ ‫‪ ‬تشكل المتغي ار‬
‫‪ ‬تع اااني ج ااود إع ااادة البن اااء ما ا النزع ااة لمقارن ااة الحال ااة المثالي ااة ما ا الحال ااة الض ااعيفة‬
‫الساةدة‪.‬‬
‫الت ااي‬ ‫للمؤسس ااا‬ ‫والتفض اايه‬ ‫ف ااي الحا اوافز والف اار‬ ‫إع ااادة البن اااء تع ااديه‬ ‫تتطلا ا‬
‫الكلي ااة والسياس ااا‬ ‫س ااتقوم بإع ااادة البن اااء‪ ،‬ورغ اام األهمي ااة البالغ ااة للتناس ااق ب ااي السياس ااا‬
‫المعالجة لك قد ال يتحقق معيار الكفاءة دوماً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الملفا‬ ‫بحس‬ ‫الفرعية والتدخه‬

‫‪22‬‬
‫‪( Collier, Paul. 2007. “Post-Conflict Recovery: How Should Policies Be Distinctive?”.‬‬
‫‪Oxford University. http://users.ox.ac.uk/~econpco/research/pdfs/PostConflict-‬‬
‫‪Recovery.pdf‬‬
‫‪23‬‬
‫‪( Mezzera, M., et al. The Political Economy of State-building in Situations of Fragility‬‬
‫‪and Conflict: from Analysis to Strategy, Conflict Research Unit, Netherlands Institute of‬‬
‫‪International Relations ‘Clingendael’ January 2012.‬‬
‫‪69‬‬
‫اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية‪ :‬األسس النظرية والمقاربة الوطنية‪ ...‬زياد عربش – أحمد الصالح‬

‫أهمية التركيز عل رأس الماال االجتمااعي (بمعنا المعاايير والضاوابط واألساس التاي‬
‫الفاعلة في المجتم التي تتيح التفاعل‪ ،‬وخلق الثقة‬ ‫المكونا‬ ‫بي مختل‬ ‫تحكم العهقا‬
‫والعدال ااة‪ ،‬وضااما المش اااركة للجميا ا ‪ ،‬وخف ااض‬ ‫فيمااا بين ااا وتسا ا م فااي تحقي ااق اإلنص ااا‬
‫التوتر واالحتقا السياسي واالجتماعي)‪ ،‬والسيما وأ مساتو تراكماه سايؤدي الادور األهام‬
‫ف ااي اس ااتدامة النم ااو والتنمي ااة االقتص ااادية وف ااي تعزي ااز االس ااتقرار االقتص ااادي والسياس ااي‪،‬‬
‫المتعاددة للمجتما ‪.‬‬ ‫المبنياة علا المكوناا‬ ‫والتوافقاا‬ ‫والترابط االجتماعي‪ ،‬وبناء الشبكا‬
‫قصايرة األجال‬ ‫ويجا أ يكاو اإلصاه مختلفااً‪ ،‬ومتكاامهً‪ ،‬ومتمااي اًز‪ .‬ويجا أ تخادم األهادا‬
‫الطويلة األجل‪ .‬ويتحدد المطلو م أجل تحقيق النجا م خهل‪:‬‬ ‫في تحقيق األهدا‬
‫واضحة‪.‬‬ ‫وض أهدا‬ ‫‪‬‬
‫توكيد العهقة التفاعلية بي األبعاد االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضما التناسق المباشرة بتحقيق النمو االقتصادي مبك اًر بشكل مختل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وم ارعاااة التتاااب واالنتقااال إلا‬ ‫والبااد ما التركيااز عل ا األساساايا ‪ ،‬وتحديااد األولويااا‬
‫المد الطويل في أثناء تحقيق مراحل اإلنجاز‪ .24‬فعلا سابيل المثاال لايس ما الضاروري‬
‫زي ااادة االةتم ااا المص اارفي إ ا ل اام تكا ا الرقاب ااة المص اارفية ج اااهزة‪ .‬وبالمقاب اال ف ااإ ض ااما‬
‫النف ا المجتمعااي أهاام م ا‬ ‫االقتصااادية ا‬ ‫وممارسااة النشاااطا‬ ‫اسااتمرار عماال الشاابكا‬
‫م ماان جاداً فاي بداياة إعاادة‬ ‫التضييق عل االقتصاد غير الرسمي كو التشغيل والتوظي‬
‫البن اااء‪ .‬لكا ا ال ب ااد ما ا األخا ا بالحس اابا التغ ي ااة الراجع ااة الت ااي ن اااد اًر م ااا يتطلب ااا ع ااالم‬
‫شركة‪ ،‬ا غالباً ما ينظر رجال األعمال إل اقتصاد مضاطر‬ ‫األعمال‪ .25‬فالدولة ليس‬
‫والسااعي لتصاابح تنافسااية‪،‬‬ ‫كمااا ينظاارو إل ا شااركة مضااطربة تلجااو إل ا خفااض التكااالي‬

‫(‪24‬‬
‫‪Cimoli, Mario, Giovanni Dosi and Joseph E. Stiglitz, (2009). Industrial Policy and‬‬
‫‪Development: The Political Economy of Capabilities Accumulation. Toronto: Oxford‬‬
‫‪University Press.‬‬
‫( ‪25‬‬
‫‪Elbadawi, Ibrahim A., Linda Kaltani, and Klaus Schmidt-Hebbel. 2007. “Post-Conflict‬‬
‫‪Aid, Real Exchange Rate Adjustment, and Catch-up Growth.” Working Paper WPS 4187,‬‬
‫‪World Bank.‬‬
‫‪70‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ‪ -‬المجلد ‪ - 35‬العدد األول ‪2019 -‬‬

‫العماال أي "شااد األحزمااة"‪ ،‬أم اا فااي حااال‬ ‫وم ا خااهل خفااض األجااور يمك ا زيااادة فاار‬
‫غياار الكااافي) والحاال‬ ‫الدولااة فااإ خفااض األجااور واإلنفاااق يزيااد م ا تفاااقم الحالااة (الطل ا‬
‫أ تكاو قابلاة للتعاديل‪ ،‬واعطااء األولياة‬ ‫عناد وضا التشاريعا‬ ‫معاكس تماماً‪ .‬كماا يجا‬
‫فاي‬ ‫غيار الرسامية‪ ،‬وبشاكل خاا‬ ‫وقانو البنوك وقانو عمل المنظما‬ ‫لقانو الشركا‬
‫التعل اايم والص ااحة والز ارع ااة‪ .‬كم ااا تفااارض العقهني ااة االقتص ااادية لبن اااء العواة ااد المس ااتقبلية‬
‫ال ا ي يماثاال العواةااد المتوتيااة م ا التنميااة والتضااخم‪ .‬فض اهن‬ ‫االعتاادال فااي فاارض الض اراة‬
‫تخف اايض التض ااخم وتش ااجي‬ ‫عا ا أ اس ااتعادة رؤوس األما اوال الم اااجرة والق ااد ار تتطلا ا‬
‫المغتربي عل العودة‪.‬‬
‫أ تااوتي خطااة إعااادة اإلعمااار فااي سااياق اسااتراتيجية واضااحة تسااتند إل ا‬ ‫كمااا يج ا‬
‫وطنية حقيقية شاملة في بناء الاوط ‪،‬أي تازام خطاة إعاادة البنااء واتسااق ا ما‬ ‫معطيا‬
‫األم والسهم‪ ،‬وتشمل‪:‬‬
‫وضو الرؤية المشتركة لخطة إعادة اإلعمار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المجتمعي جميع ا‪.‬‬ ‫الطي‬ ‫بناء الثقة المتبادلة بي مكونا‬ ‫‪‬‬
‫عل المد القصير والمد الطويل‪.‬‬ ‫تحديد األولويا‬ ‫‪‬‬
‫المستو المحلي (اإلقليم‪ -‬المنطقة‪ -‬المدينة)‪.‬‬ ‫التركيز عل إمكانيا‬ ‫‪‬‬
‫العمل‪.‬‬ ‫خلق فر‬ ‫‪‬‬
‫التمويل الشفافة‪.‬‬ ‫قنوا‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬اعتماد مقاربة التنمية المحلية‪:‬‬
‫فاي إطااار إعاادة البناااء التنموياة مااا‬ ‫أ ت اد‬ ‫علا الصااعيد المحلاي يجا‬ ‫فالسياساا‬
‫بع ااد األزم ااة إلا ا بن اااء الس االم واألما ا المجتمع ااي‪ ،‬وتحقي ااق التفاع اال ب ااي الدول ااة والقط ااا‬
‫سياساية‬ ‫األم بمف ومه الشامل‪ ،‬ففي مرحلة ماا بعاد األزماة تتاا فار‬ ‫وتحديا‬ ‫الخا‬
‫والمؤسس ااا ‪ ،‬لكا ا س ااتطر أس ااةلة جوهري ااة ع اادة‪ :‬أي‬ ‫ج ري ااة ف ااي السياس ااا‬ ‫إلص ااهحا‬
‫ل ااا األولويااة؟ بعضا ا واضااح كإعااادة بناااء البنيااة التحتيااة (كمااا هااو معلااوم فااإ‬ ‫السياسااا‬

‫‪71‬‬
‫اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية‪ :‬األسس النظرية والمقاربة الوطنية‪ ...‬زياد عربش – أحمد الصالح‬

‫االسااتثمار ف ااي قطااا البن ا التحتيااة يخفااض التكلفااة غياار المباشا ارة لهسااتثمار‪ ،‬وم ا ثاام‬
‫األساسااية‬ ‫يخفااض األسااعار ويخفااض عجااز الموازنااة)‪ ،‬وبعض ا ا أقاال وضااوحاً كالحاج اا‬
‫وضرورة إدماج ا في السوق‪ ،‬وم ثم إصه السوق وتخفيض االنت ازياة عبار مؤسساا‬
‫قوية عامة وخاصة م خهل‪:‬‬
‫قانو تجاري قوي وواضح لتطبيق العقود وانقا ها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حماية الملكية لإلفادة م رؤوس األموال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تطوير القطا العام‪ :‬المحاسبة والمسؤولية‪ ،‬فالمحاسبة الفعالة تعد أفضال دفاا عا‬ ‫‪‬‬
‫المجتم ‪.‬‬
‫الت كير بو الناس يتوقعاو التغييار وما ثام يكاو أسا ل‪ ،‬مماا يفارض التركياز‬ ‫ويج‬
‫االقتصادية الكلية‪.‬‬ ‫االجتماعي أكثر منه عل السياسا‬ ‫عل الجان‬
‫الوطني ااة‬ ‫عملي ااة إع ااادة البن اااء ت اادخل الدول ااة ف ااي تحدي ااد األولوي ااا‬ ‫بالنتيج ااة‪ ،‬تتطلا ا‬
‫األساسااية‪ ،‬وأ تكااو خط ااط إعااادة اإلعم ااار جاازءان ماا األولويااة‬ ‫والااتحكم فااي القطاعااا‬
‫اقتصادية كلية وقطاعية ومناطقية واضحة‪ .‬ورغم أ المساؤولية يجا‬ ‫التنموية م أهدا‬
‫يشاامل‬ ‫أ تق ا عل ا عاااتق الااو از ار ‪ ،‬لك ا التطبيااق يفتاارض أ يكااو ال مركزي ااً‪ ،‬بحي ا‬
‫ل ااك ال يمكا ا تحقي ااق‬ ‫الخاص ااة‪ .‬ما ا‬ ‫األهلي ااة والش ااركا‬ ‫المحلي ااة والمنظم ااا‬ ‫المؤسس ااا‬
‫وطرةا اق تع ااامل م‪ .‬فق اايم‬
‫ا‬ ‫دو تحقياااق تحاااول ف ااي عقلي ااة النااااس‬ ‫االنتق ااال ف ااي المؤسس ااا‬
‫الهمركزية تس م وبتفاعال تاام ما محورياة دور الدولاة (المصالحة الوطنياة) فاي بنااء الثقاة‬
‫ياادعم نظااام الحوكمااة الساالم‬ ‫والشاافافية والتشاااركية م ا المجتم ا كشااركاء حقيقي اي ‪ ،‬بحي ا‬
‫واعادة البناء ومشاركة السلطة والمسؤولية عل المستو المحلاي وتحساي الماوارد واإلدارة‬
‫العامة وتطبيق القانو ‪-‬التنظيم‪ -‬وتقديم السل العامة‪ .‬ما ثام فاإ مقارباة التنمياة المحلياة‬
‫أال تستبعد أي مكو سكاني بتنوعه الثقافي والديني والفكري‪ ،‬وأي شاريحة‬ ‫واإلقليمية يج‬
‫اقتصااادية واجتماعيااة ومناطقيااة‪ ،‬و لااك بتح اريض المجتم ا وبناااء القااد ار والتاادعيم لشاافاء‬
‫نفسااه بعيااداً ع ا األطاار الدفاعيااة العقاةديااة وقااوة السااه والنفااو والتطاار ‪ ،‬وم ا خااهل‬

‫‪72‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ‪ -‬المجلد ‪ - 35‬العدد األول ‪2019 -‬‬

‫المصالحة م خاهل ديناميات اا ال اتياة عبار الازم ‪ ،‬ضام‬ ‫االندما الفاعل باستراتيجيا‬
‫المتطرفة لمف وم الهمركزية)‪.‬‬ ‫مقاربة مركزية الدولة المواط (وباستبعاد التوويه‬
‫رابلا‪ -‬عوامل نجاح النموح المبتيى ومحاور النهوض والبناء‪:‬‬
‫للس ااكا ق ااد يص ااطدم بمجموع ااة ما ا‬ ‫إ إع ااادة بن اااء البني ااة التحتي ااة وتق ااديم الخ اادما‬
‫العواة ااق‪ ،‬أول ااا االس ااتقرار األمن ااي‪ ،‬وثاني ااا التموي اال (المحل ااي والااادولي) ورفا ا العقوباااا‬
‫العامة والخاصة‪،‬‬ ‫والولو إل التقانة‪ ،‬وثالث ا اإلطار التشريعي والقانوني وحقوق الملكيا‬
‫األطر المؤهلة خاصة م هجرة العديد م الفنيي والتقنيي والعمال الم ارة‪،‬‬ ‫ورابع ا نق‬
‫"كال‬ ‫المحلياة كل اا علا طلا‬ ‫وخامس ا اإلطار الزمني خاصة في ظل إلحا المجتمعا‬
‫شيء واآ "‪.‬‬
‫الزمنيااة (آنااي وقصااير وطوياال األجاال)‪ ،‬واألولويااا‬ ‫فكمااا نااوقش سااابقاً فااإ األولويااا‬
‫وداخال‬ ‫ومديناة وداخال كال ريا‬ ‫وريا ‪ ،‬ومديناة ومديناة‪ ،‬وباي ريا‬ ‫المناطقية (باي ريا‬
‫القطاعياة‬ ‫التادمير)‪ ،‬واألولوياا‬ ‫نسا‬ ‫كل مديناة‪ ،‬وتحدياد المنااطق عاجلاة التادخل بحسا‬
‫إلا ا المي ااا والص اار الص ااحي م اارو اًر طبع ااا بقطاع ااا‬ ‫(ما ا الطاق ااة والنق اال واالتص اااال‬
‫التعليم والصحة والرعاياة االجتماعياة‪ ،‬وحتا داخال القطاا نفساه) ساتكو مصادر خاه‬
‫والتطعايم والرعاياة الصاحية االساتباقية لا‬ ‫مستمر وعل وجه حق‪(،‬فوولوية تقديم اللقاحاا‬
‫أكثااار ما ا ربا ا ملياااو طا اار‬ ‫تلبي ااة الحاجاااة الملح ااة لتركيا ا‬ ‫تك ااو م ااثهً علا ا حس ااا‬
‫صااناعي!)‪ .‬والبااد م ا اعتماااد الرؤيااة التنمويااة م ا قباال أج ازة الدولااة كل ااا لضااما حس ا‬
‫تنفي ا أي برنااامج كلااي أو فرع ااي فااي ظاال القي ااود المشااار إلي ااا أعااه ومحدوديااة الم اوارد‬
‫األمثاال ل ااا م ا ضااما التناااغم الكاماال بااي األطاار المركزيااة‬ ‫الماليااة‪ ،‬وأهميااة الخصااي‬
‫قانو اإلدارة المحلية رقم ‪ 107‬لعاام ‪ 2011‬وتعديهتاه الهحقاة)‪ ،‬ما‬ ‫والهمركزية (بحس‬
‫المطلوبااة علا وجااه الساارعة بااالتوازي ما تموياال‬ ‫ايااهء األهميااة واألولويااة لتقااديم الخاادما‬
‫االنتاجي ااة الت ااي ت ااؤدي إلا ا ت ااوفير الس اال والخ اادما ‪،‬‬ ‫البني ااة التحتي ااة المس اااندة للقطاع ااا‬
‫التشااغيل للعاااطلي ع ا العماال‪ ،‬وتحقيااق النمااو المسااتدام لكاماال األ ارضااي‬ ‫وتااومي فاار‬

‫‪73‬‬
‫اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية‪ :‬األسس النظرية والمقاربة الوطنية‪ ...‬زياد عربش – أحمد الصالح‬

‫السورية‪ ،‬وا ا كنا ال نتفق م مقولاة "البنا التحتياة العمرانياة ال تكفاي"‪ ،‬فاإ المزاوجاة باي‬
‫الساابقة ستسامح بتجااوز العدياد ما "األعنااق الزجاجياة"‪.‬‬ ‫المشروحة في الفق ار‬ ‫المقاربا‬
‫فوض الصورة الكلية والشاملة ال يعني تنفيا كامال مكونات اا زمنيااً وقطاعيااً وجغرافيااً‪ ،‬بال‬
‫إ تنفي أي جزء م ما صاغر سيسامح بتجميا بقياة األجازاء وتشابيك ا‪ .‬وما ثام وكمقتار ‪،‬‬
‫سيكو م الضروري اعتماد النقاط األتية‪:‬‬
‫أ اإلطار االستراتيجي التنظيمي‪:‬‬
‫لموسساة (‪ )Institutionalizing‬عمال‬
‫ن‬ ‫البد م إطار مرجعي يرتبط بوعل السلطا‬
‫كل ااا المش ارفة عل ا عمليااة إعااادة البناااء س اواء القاةمااة وتلااك المسااتنبطة‪ ،‬ضاام‬ ‫الج ااا‬
‫االنتقااال ما المركزيااة إلا الهمركزيااة علا المسااتو الكلاي والمناااطقي‪ ،‬واعتماااد‬ ‫محاددا‬
‫المؤسسااتي ك يكال‪ ،‬سايمثل‬ ‫للجميا ‪ ،‬أل ها ا التوليا‬ ‫ن ج التشااركية وسياساة فاتح الباا‬
‫يضام ممثلااي‬ ‫التنماوي المطلااو بحيا‬ ‫الا ار التنفيا ي لبرنااامج إعاادة البنااء وفااق النماو‬
‫الوطنيا ااة‬ ‫وأوس ا ا تمثيا اال نقا ااابي ممك ا ا ‪ ،‬والمكونا ااا‬ ‫واالتحا ااادا‬ ‫القطا ااا العا ااام والخا ااا‬
‫للمجتم ا ا بشا اات أطياف ا ااا‪ ،‬لتغطيا ااة المكا ااو االجتما اااعي والتصا ااالح والتعا ااويض المعنا ااوي‬
‫للسوريي كل م‪.‬‬
‫ب م عن الزجاجة جلى اللرص الجدية‪ :‬النظاب الوطني لالبتكار‪:‬‬
‫يعتقد بعض م بالمطلق بو مسولة التمويل ستكو عاةقاً جوهريااً أماام إعاادة البنااء فاي‬
‫سااورية‪ ،‬وساايتهزم لااك م ا قيااد آخاار يتمثاال بعاادم تااوافر األطاار الفنيااة التااي سااتنف ب ارامج‬
‫إعااادة البن اااء‪ .‬ودو التقلياال ما ا ها ا القي ااود الت ااي ق ااد تمثاال "عن ااق الزجاجااة"‪ ،‬نعتق ااد ب ااو‬
‫االنطهق من ا تكم أوالً وأخي اًر بالدور ال ي سيعط القتصاد‬ ‫الفرصة ال هبية التي يج‬
‫المعرفااة‪ ،‬ومجتم ا الااتعلم (‪،26)learning society and knowledge economy‬‬
‫ولكيفيااة كساار الااروابط بااي النمااو وانحسااار الم اوارد الطبيعيااة‪ ،‬أي االنتقااال م ا االقتصاااد‬

‫‪26) Joseph E. Stiglitz and Bruce C. Greenwald, Creating a Learning Society: A New‬‬
‫‪Approach to Growth, Development and Social Progress, Columbia University Press, Feb 2016.‬‬
‫‪74‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ‪ -‬المجلد ‪ - 35‬العدد األول ‪2019 -‬‬

‫مزياة كون اا غيار مؤهلاة‪ ،‬ورأس الماال)‬ ‫القديم (دور الريو ‪ ،‬والعمالة الرخيصة التاي ليسا‬
‫إل ا ا االقتصا اااد الجديا ااد (كا ااو األصا ااول الم ما ااة فيا ااه ها ااي المعرفا ااة الفنيا ااة‪ ،‬والمعلوما ااا‬
‫تفاوق أهمياة‬ ‫والخادما ‪ ،‬التاي أصابح‬ ‫التقاناة علا نطااق واسا ما المنتجاا‬ ‫وتطبيقا‬
‫‪27‬‬
‫م خاهل‬ ‫رأس المال‪ ،‬أو المواد األولية)‪ ،‬يبرز دور النمو االقتصادي الموجه باالبتكار‬
‫هجاار اسااتراتيجية اسااتبدال البن ا التحتيااة بمااا كااا قاةم ااً قباال ت ااديم ا‪ ،‬وعاادم االسااتمرار‬
‫إنتا السل والخدما ‪ ،‬وبتبني مقاربة‬ ‫باعتماد مبدأ الكلفة المنخفضة التقليدية في عمليا‬
‫منظوماتيااة للتجديااد واالبتكااار وانشاااء بنيااة تحتيااة للبحا ‪ ،‬والتطااوير التقاااني‪ ،‬ألن ااا ستسا م‬
‫في تحريك عجلة النمو االقتصادي والدخول في "حلزو اقتصادي صاعد"‪ ،28‬تتنام فيه‬
‫المتموضااعة اساتراتيجياً فااي مسااار تقاااني مولاد باادور لقاايم مضااافة‬ ‫القايم المضااافة للشااركا‬
‫الجدياادة‬ ‫أخاار ‪ ،‬وال ا نشااوء قطااا أعمااال تجدياادي وابتكاااري تطاار م ا خهلااه الشااركا‬
‫تنافسااية فااي بيةااة االقتصاااد العااالمي الجديااد الموجااه معرفيااً‪ .‬فلااو كااا رأس المااال‬ ‫منتجااا‬
‫العربيااة الساعودية أو العاراق أكثار ما‬ ‫الشارط األساساي للتنميااة أو إلعاادة اإلعمااار لكانا‬
‫دول متقدمااة (‪ ،)Over-developed‬م ا ثاام‪ ،‬ف ناااك فرصااة تنمويااة بالغااة األهميااة لرف ا‬
‫الشابا ‪ ،‬إ ا مااا تام إنشاااء علا ساابيل‬ ‫التشاغيل العااام والمساتدام (واعااادة توظيا‬ ‫مساتويا‬
‫ج ا رياً فااي آليات ااا اإلداريااة ومناهج ااا ع ا الطريقااة‬ ‫ال ا كر م اركااز للتكااوي الم نااي تختل ا‬
‫التقليدية)‪ ،‬يزداد معه الفرق اإليجابي بي عاةد التنمية وتكلفت ا‪.‬‬
‫خارطة "ارف اليد"‪ :‬أماك أارية‪ ،‬وموارد طبيلية‪ ،‬والمقيدات‪:‬‬
‫للتنمياة يمنا اساتثمارها قانونيااً وتنفيا ياً ما‬ ‫إعداد خارطة ارف اليد وصيانت ا بمقيادا‬
‫قباال أيااة ج ااة كانا ‪ ،‬فحتا مااا قباال األزمااة وخصوصااً بعاادها‪ ،‬أصاابح انتشااار العشاواةيا‬
‫الس ااكنية والص ااناعية والتجاري ااة ظ اااهرة معيق ااة للتنمي ااة وتس ااتنز رأس الم ااال المج ااالي ف ااي‬

‫‪27‬‬
‫‪( UNDP, 2008. Post-Conflict Economic Recovery: Enabling Local Ingenuity. Bureau‬‬
‫‪for Crisis Prevention and Recovery. UNDP, USA.‬‬
‫‪ )28‬أحمد صالح وزياد أيو عربش‪" ،‬اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية‪ :‬األسس النظرية والمقاربة الوطنياة"‪،‬‬
‫المؤتمر العلمي األول في االدارة والتمويل واالقتصاد‪ ،‬الجامعة العربية الدولية ‪ 9‬آ ار ‪.2017‬‬
‫‪75‬‬
‫اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية‪ :‬األسس النظرية والمقاربة الوطنية‪ ...‬زياد عربش – أحمد الصالح‬

‫المنطقة المعنية وعل المستو الكلي‪ ،‬فعل سبيل المثال ال الحصار يلازم اآ ماا يقاار‬
‫الساااعة الكاملااة للباادء باإلفااادة الساريعة ما طريااق دمشااق درعااا الاادولي‪ ،‬نظا اًر الا انتشااار‬
‫غير النظامية عل الطرياق‪ ،‬مقارناة بإعاادة توهيال مخار‬ ‫والتجمعا‬ ‫شت أنوا المعيقا‬
‫للوصول إل المد الشامالية‪ .‬كماا‬ ‫كثير م الج د والمحروقا‬
‫دمشق الشمالي ال ي وفر ان‬
‫األماك السياحية أو التعميار العشاواةي حتا فاوق األحاواض الماةياة‬ ‫أ المساس بحرما‬
‫يعن ا ا الوصا ااول إل ا ا نقطا ااة الهعا ااودة‪ .29‬م ا ا ه ا ا ا المنطلا ااق فا ااإ الخارطا ااة االسا ااتثمارية‬
‫للتنمياة أي منااطق ال‬ ‫التنظيمية البد أ تتضم "خارطة ارف الياد" بمقيادا‬ ‫والمخططا‬
‫يمك استثمارها ألن ا مناطق محاددة قانونيااً كحرماا ‪ ،‬وممناو اساتنزاف ا باوي شاكل كاا ‪،‬‬
‫ومناطق حصرية لتشييد الصناعا ‪ ،‬وأخر سكنية حص اًر‪ ،‬وهك ا‪.‬‬
‫د منظومة االستامار واإلطار القانوني‪ :‬تنمية مستدامة وتكللة مستدامة‪:‬‬
‫هاةلااة إلعااادة اإلعمااار وقيم ااا التقديريااة تخض ا اآ‬ ‫سااتحتا سااورية إل ا اسااتثما ار‬
‫عاادة‪ ،‬لك ا صااياغة البيةااة القانونيااة المفصاالة ولكاماال مناااحي إعااادة اإلعمااار‬ ‫لمضاااربا‬
‫يعنااي أ أي مسااتثمر ساايجد المنفعااة عل ا ساابيل المثااال بتشااييد الط اريقي الاادوليي شاامال‬
‫جنو (شرق الطرياق الحاالي دمشاق‪-‬حلا ) وشارق غار ‪ ،‬أو الطارق عاابرة المحافظاا ‪،‬‬
‫أو تنفي ا عقااد إنشاااء مدينااة صااناعية أو محطااة توليااد للطاقااة‪ .‬وأهاام نقطااة هنااا هااي كيفيااة‬
‫الصااياغة القانونيااة لعقااود التشاااركية أيااً كااا شااكل ا‪ ،‬وكيفيااة تنفيا ها بكاال شاافافية ومساااءلة‬
‫األمث ا ا اال للما ا ا اوارد واالس ا ا ااتثما ار ‪ ،‬أي أ تص ا ا اابح ها ا ا ا‬ ‫مؤسس ا ا اااتية‪ ،‬لبل ا ا ااو التخص ا ا ااي‬
‫لاايس فقااط معااز اًز لزيااادة القاايم المضااافة فااي المجااال المعنااي‪ ،‬أو أيض اان فااي‬ ‫االسااتثما ار‬
‫االقتصاااد الكلااي باال ايضااً محركااً لمصااادر نمااو جدياادة وبشااكل متصاااعد‪ ،‬ولتكااو التنميااة‬
‫مستدامة ال أ تتحول إل كلفة‪.30‬‬

‫المساتقبلية حتا العااام ‪ ،"2025‬سلساالة‬ ‫‪ )29‬جاور صااوم ومعا داود‪" ،‬واقا إدارة الماوارد الماةيااة فاي سااورية والتنباؤا‬
‫أوراق سورية‪ ،2025‬مشرو سورية ‪.2025‬‬
‫التنموي" المشرو سابقاً‪.‬‬ ‫‪ )30‬أي ليس فقط درء أي استثمار عقيم أو غير مجدي بل تجن حدو المزيد م "الفاقد أو النزي‬
‫‪76‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ‪ -‬المجلد ‪ - 35‬العدد األول ‪2019 -‬‬

‫ار مكانة سورية في اإل ليب‪:‬‬


‫انطهق اان م ا أ السااياق العااالمي واإلقليمااي الحااالي والمسااتقبلي يااؤثر جوهري ااً (بشااكل‬
‫الساالبية واإليجابيااة) فااي سااورية كل ااا ومحاااور‬ ‫مباشاار وغياار مباشاار ومزيجااا م ا التااوثي ار‬
‫التنمي ااة القطاعي ااة والجغرافي ااة‪ ،‬ف ااإ س ااورية وبحك اام انتماة ااا الجغ ارف ااي لمنطق ااة تا اربط ب ااي‬
‫القااو الكباار ‪ ،‬ماادعوة أكثاار ما أي وقا‬ ‫في ااا وعلي ااا تنازعااا‬ ‫وتتجااا‬ ‫الااثه‬ ‫القااا ار‬
‫مض ا لبلااورة رؤيااة تنمويااة تتفاعاال في ااا مكانت ااا الجيااو‪-‬سياسااة والجيااو‪-‬اقتصااادية‪ ،‬وتاادار‬
‫مواردها باستراتيجية تسمح بتعظيم منافع ا بماا في اا االقتصاادية‪ ،‬وبشاكل صااعد وباإلفاادة‬
‫البنيوياة الجارياة والبازغاة علا المساتويي العاالمي واإلقليماي بماا في اا تناامي‬ ‫م التغيا ار‬
‫دور دول "البريكس"‪ ،‬وخاصة حاجة الصي لزيادة ارتباطات ا االقتصادية ما منااطق عادة‬
‫فااي العااالم‪ ،‬وفااي المنطقااة العربيااة وأفريقي اة التااي ل ا يكااو أقل ااا ومحرك ااا طريااق "الحرياار"‬
‫المزما تنفي ا ‪ .‬وعل ا الاارغم ما هامشااية مكانااة االقتصاااد السااوري فااي االقتصاااد العااالمي‬
‫أنظمااة التبااادل التجاااري والطاقااة‪ .31‬وم ا ثاام‬ ‫لكا موقع ااا الجيوسياسااي يجعل ااا فااي قل ا‬
‫عدة ليس أقل ا الطاقة والنقال والتجاارة‬ ‫البد م تحديد محاور العمل اإلقليمي في قطاعا‬
‫اإلقليمية والسياحة‪.‬‬
‫وا ا ك ااا ما ا الص ااحيح الق ااول ا إمكاني ااة تنفيا ا أي مش اارو ما ا ال اادول اإلقليمي ااة س اايكو‬
‫محفوفان بالمخااطر‪ ،‬وحتا ولاو اعتا ر تلاك الادول التاي كانا (وما ازلا ) شاريكان باالحر علا‬
‫سااورية‪ ،‬لك ا عل ا المااد الطوياال وبحكاام موقع ااا الجغ ارفااي ال يمك ا ل ا الاادول إال التعاااو‬
‫اإلقليمااي خاصااة بعااد اخفاااق الرهانااا عل ا القااو الغربيااة ‪،‬وضااماناً لمصااالح شااعو المنطقااة‬
‫خاصة في ظل تنامي غطرسة "الكيا الص وني" اخفاق مشاري ال يمنة‪.‬‬

‫‪ )31‬زياد أياو عاربش‪" ،‬مكاناة ساورية فاي فضااء البحاور الخماس وارتباطات اا بمحااور التخطايط اإلقليماي"‪ ،‬تقريار خلفاي‬
‫معد لصياغة الفصل األول م اإلطار الوطني للتخطيط اإلقليمي‪ ،‬هيةة التخطايط اإلقليماي أيلاول ‪ .2010‬أيضااً ارجا‬
‫مش اارو س ااورية ‪ ،2025‬التقري اار ال ااوطني االستشا ارافي االول‪ :‬س ااورية ‪ ،2025‬القس اام المج ااالي والس ااكاني األول‪ ،‬القس اام‬
‫‪ 170-168‬و ‪.299‬‬ ‫الثاني‪،‬‬
‫‪77‬‬
‫اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية‪ :‬األسس النظرية والمقاربة الوطنية‪ ...‬زياد عربش – أحمد الصالح‬

‫و مراف النقل االستراتيجية‪:‬‬


‫االعمااار التنمويااة إ لاام تكا شاابكة م ارفااق النقاال الكليااة‬ ‫ال يمكا تحقيااق كاماال غايااا‬
‫مؤهل ااة للا اربط ب ااي المن اااطق الس ااورية كل ااا‪ .‬وا ا ك ااا ما ا الص ااحيح الق ااول ا الطرق ااا‬
‫عل ا ساابيل المثااال لاام تتعاارض نساابيان لاادمار شااامل مقارنااة بقطاعااا‬ ‫والم ارفااو والمطااا ار‬
‫أخر ‪ ،‬فإ إعادة رسام خريطاة النقال ضام الفضااء الكلاي تعاد جوهرياة لايس فقاط بإعاادة‬
‫فالمرفو البحرية ستؤدي‬
‫ا‬ ‫الموق الجغرافي وتفعيله‪.‬‬ ‫توهيل ا بل توسيع ا واالفادة م مي از‬
‫المسااتوردة إلعااادة االعمااار وفااي زيااادة التصاادير‬ ‫الاادور األساااس فااي تااومي المسااتلزما‬
‫وتخفيض الكل ‪ ،‬والسيما وأ الم ارفاو الساورية تعاد م ماة بالنسابة الا العاراق علا سابيل‬
‫الساف الكبيارة‪ .‬كماا أ‬ ‫التحديد‪ ،‬والبد م تجاوز مسولة عماق الم ارفاو الساورية‪ ،‬لتساتقط‬
‫المتاحااة وال اةلااة التااي سااتبرز م ا إعااادة‬ ‫ساايعزز م ا اسااتغهل الفاار‬ ‫توهياال المطااا ار‬
‫اإلعمار خاصة بعد "انكفاء" دورها وبروز دور مطار بيرو في أثناء الحر ‪ .‬ك لك الباد‬
‫ما توساي شاابكة الطارق العاابرة لسااورية‪ ،‬وداخال ساورية لتعزيااز االنادما المنااطق والاربط‬
‫المتكامل داخال الجغرافياة الساورية بتفعيال مشاروعي الطرياق الشامالي الجناوبي (ما تركياا‬
‫إل االرد )‪ ،‬والشارقي الغرباي (ما العاراق إلا لبناا ) الجديادي وامتادادات ما الداخلياة‪،32‬‬
‫كمحاااور للتنميااة المتوازنااة ولاايس كطاارق خدميااة‪ ،‬أي أ تصاابح محاااور تنمويااة‪ ،33‬يمك ا‬
‫التنمية الحالية وتفعيل مكانة سورية في اإلقليم‪ ،‬وتوليد مكاام جديادة‬ ‫مع ا تجاوز مقيدا‬
‫ه الشبكة م الضغط السكاني عل مناطق محاددة كمادينتي دمشاق‬ ‫تخف‬ ‫للنمو بحي‬
‫عمرانيااة وصااناعية جدياادة ضاام منظااور التنميااة‬ ‫وحل ا ‪ ،‬عناادما تكااو مرتبطااة بتجمعااا‬
‫االقليمية المتوازنة‪.‬‬

‫‪ )32‬خضااور رسااه وأيااو ع اربش زياااد‪” ،‬إعااادة البناااء م ا منظااور التنميااة االقليميااة “‪ ،‬ورقااة عماال مقدمااة فااي المااؤتمر‬
‫األول ع إعادة البناء والتنمية في سورية‪ ،‬جامعة دمشق‪-‬كلية االقتصاد‪ ،‬أ ار ‪.2014‬‬
‫‪ )33‬زياد أيو عربش‪ ،‬دور التنو االقتصادي في صياغة النمو التنموي السوري‪ :‬الرؤية الوطنية والمحاددا "‪ ،‬نادوة‬
‫الثهثاء االقتصادية جمعية العلوم االقتصادية السورية‪ ،‬دمشق ‪ 11‬نيسا ‪.2017‬‬
‫‪78‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ‪ -‬المجلد ‪ - 35‬العدد األول ‪2019 -‬‬

‫ز المناط الصناعية كأداة استراتيجية للتنمية اإل ليمية والمستدامة‪:‬‬


‫لم تربح سورية صناعيان في العقد الماضي م االنفتاا الواسا مقارناة بقطاا التجاارة‪،‬‬
‫وال بد م االفاادة القصاو عناد صاياغة بارامج تنفي ياة إلعاادة توهيال قطاا الصاناعة ما‬
‫الصناعية‪ ،‬الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وتلك التي تنتمي إلا فارو النشااط‬ ‫تعزيز دور الشركا‬
‫الص ااناعي والتق اااني الجدي اادة‪ ،‬والموج ااه للتص اادير‪ ،‬الت ااي تحق ااق قيما اان مض ااافة عالي ااة ما ا‬
‫الص ا ااناعية اإلنتاجي ا ااة والخدمي ا ااة‪ ،‬ا علا ا ا ال ا اارغم ما ا ا نج ا ااا تجرب ا ااة الم ا ااد‬ ‫النش ا اااطا‬
‫الصناعية‪ ،‬إال أ القطا الصناعي لم ياؤد الادور المناوط باه كمحارك للنماو وزياادة فار‬
‫البطالااة‪ ،‬وتحقيااق التنميااة المتوازنااة والمسااتدامة‪ ،‬ناهيااك ع ا أعمااال‬ ‫التشااغيل وامتصااا‬
‫له عدد م المد والمناطق الصناعية‪ .‬م ثم ال باد ما‬ ‫والت ديم ال ي تعرض‬ ‫التخري‬
‫الصاناعية‪ ،‬وتطاوير الماد والمنااطق الصاناعية القاةماة‬ ‫رسم استراتيجية لتنظايم التجمعاا‬
‫وانش اااء الجدي ااد من ااا برؤي ااة اقتص ااادية واساااتراتيجية وصاااناعية طويل ااة األما ااد‪ ،‬فالمنا اااطق‬
‫تنظيم اان إداري اان وعمراني اان فقااط‪ ،‬أل المناااطق الم يةااة تع اد م ا أهاام أدوا‬ ‫الصااناعية ليس ا‬
‫ساااورية تتمتا ا بميا ا از نس اابية مقارنا ااة‬ ‫االس ااتثمار وزي ااادة الق اايم المضا ااافة‪ ،‬فمازل ا ا‬ ‫جا ا‬
‫تجربااة تااونس ومصاار واألرد‬ ‫بالمنااطق الصااناعية الناجحااة فاي دول المنطقااة‪ .‬فااإ ا كانا‬
‫الكامن ااة وغي اار المس ااتغلة ف ااي‬ ‫قفا ا از ملموس ااة‪ ،‬ف ااإ الف اار‬ ‫واإلم ااا ار وتركي ااا ق ااد حققا ا‬
‫عاودة رأس الماال الم ااجر‪،‬‬ ‫اإلنتا لعدد م الصناعا ‪ ،‬وفار‬ ‫سورية‪ ،‬كتوفر مدخه‬
‫والمكانة الجغرافية‪ ،‬ستساعد في نجا استراتيجية تطوير المناطق الصناعية وانشاة ا‪.‬‬
‫م ثم وانطهقاً م الرؤياة المطلوباة للتنمياة الصاناعة بوصاف ا المحارك الارةيس للنماو‬
‫المتواز والمستدام‪ ،‬البد م تبناي اساتراتيجية متكاملاة لتنمياة المنااطق الصاناعية واحادا‬
‫تراعي المعايير اآتية‪:‬‬ ‫الجديد من ا بحي‬
‫ما قبال الجماعاا‬ ‫للتخريا‬ ‫‪ -‬إعادة توهيال الماد والمنااطق الصاناعية التاي تعرضا‬
‫يس ااتغل األمث اال للما اوارد المتاح ااة ف ااي‬ ‫االرهابي ااة المس االحة‪ ،‬واقام ااة الجدي ااد من ااا بحيا ا‬
‫المناطق األخر ‪.‬‬ ‫المنطقة (الفيزياةية والطبيعية والبشرية) بما يتكامل م نشاطا‬

‫‪79‬‬
‫اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية‪ :‬األسس النظرية والمقاربة الوطنية‪ ...‬زياد عربش – أحمد الصالح‬

‫‪ -‬اختيااار موق ا المناااطق بمااا يحقااق إمكانيااة التوس ا المسااتقبلي دو الحاجااة إل ا إنشاااء‬
‫بنية تحتية جديدة‪.‬‬
‫المرتبط ا ااة بإنتا ااا م ارح ا اال متقدم ا ااة م ا ا النش ا اااط‬ ‫‪ -‬زيا ااادة الحصا ااة النس ا اابية للصا ااناعا‬
‫الصناعي وزيادة القيم المضافة‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق االنتشار المتواز للمناطق الصناعية بما يتوافق م مناطق التركز السكاني‪.‬‬
‫اإلنتا الصناعي‪.‬‬ ‫‪ -‬دعم رأس المال الصغير والمتوسط في الولو إل نشاطا‬
‫النش ا اااطا‬ ‫الس ا ااتقطا‬ ‫التحفي ا ااز (بم ا ااا في ا ااا المالي ا ااة) والتسا ا ا يه‬ ‫‪ -‬وض ا ا سياس ا ااا‬
‫الصناعية بما يتوافق م مبدأ تحفيز التنمية المستدامة والمتوازنة‪.‬‬
‫‪ -‬تااوفير الشااروط المهةمااة لتنفي ا هاا المناااطق بفعاليااة زمنيااة ‪،‬وضاام قاادرة التموياال‬
‫ولألجاال ‪ 2025‬عل ا األقاال م ا إمكانيااة لحااظ مواق ا إضااافية تنف ا قباال بااروز الطل ا‬
‫الفعلي ال ي سينمو عند تقدم صيرورة إعادة االعمار الكلية‪.‬‬
‫االستنتاجات‪:‬‬
‫العالميااة ومفاعياال‬ ‫إ بيةااة عماال االقتصاااد السااوري لاايس فقااط تغياار م ا التطااو ار‬
‫األزمة الداخلية لك أيضاً أل ه البيةاة بحاد ات اا تحتاا الا أ تكاو ساباقة‪ ،‬وليسا‬
‫الحقاة لتاوطير ممارساة النشااط االقتصاادي‪ ،‬وتعزيااز سابل المواج اة والن اوض علا أسااس‬
‫لتغيي ار‬ ‫مقتاار برنااامج إعااادة البناااء أهميتااه‪ ،‬فقااد حااا الوق ا‬ ‫مسااتدامة‪ .‬م ا هنااا يكتس ا‬
‫والتشابيك‬ ‫إيجاابي وفاعال‪ ،‬يتجساد بالتكاات‬ ‫السلبي والمنفعل تجا األزماة‪ ،‬بموقا‬ ‫الموق‬
‫والما اؤازرة ب ااي ق ااو المجتما ا كل ااا‪ .‬دو التقلي اال ما ا األهمي ااة البالغ ااة والناجح ااة المتبع ااة‬
‫كاستراتيجية مواج ة‪ ،‬فاإ اإلطاار الفكاري لبرناامج إعاادة البنااء ومحااور الن اوض يفتارض‬
‫أ يكو مستنبطاً م الرؤية الوطنية الكلياة ل وياة االقتصااد الساوري خاصاة فاي المرحلاة‬
‫الكلياة والفرعياة‪ ،‬وبالتوليفاة‬ ‫القادماة ما البنااء ضام المروناة ‪،‬والتادر فاي تحقياق الغاياا‬
‫القطاعيااة والزمنيااة والجغرافيااة وبوبعادهااا االقتصااادية واالجتماعيااة والبيةيااة‪ .‬كا لك البااد ما‬
‫الوطنيااة العليااا لرساام مسااتقبل مسااتقر‬ ‫حوكمااة النشاااط االقتصااادي وتنميتااه ضاام الثواب ا‬

‫‪80‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ‪ -‬المجلد ‪ - 35‬العدد األول ‪2019 -‬‬

‫جديادة ضام‬ ‫المطلوبة تفرض التفكير بطريقاة وباودوا‬ ‫عل األقل والسيما وأ السياسا‬
‫إطاار عقااد اجتماااعي متطااور ومسااتدام وللسااوريي كل اام قباال أ يرساام اآخاارو مشاااهد ال‬
‫مااض‬ ‫تحقق مصالح الجيل القادم ال ي عاش أو ور أزمة نرجاو أ تكاو ما معطياا‬
‫أس م السوريو كل م بتجاوز تصالحياً وتوافقياً وبعدالة للجمي ‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫إعااادة مف ااوم الدولااة القوي ااة‪ ،‬وتقويااة العهق ااة بااي الدول ااة والمجتماا واع ااادة الثقااة ف ااي‬
‫ضم المجتم لينص ر الجمي في مجتم متصالح إراديااً‬ ‫الحكومة واعادة بناء العهقا‬
‫منسااجماً ما تطلعاتااه‪ .‬والتركيااز علا حكومااة مركزيااة فاعلااة فااي اإلطااار الشااامل المتناااغم‬
‫الماوارد بفعالياة وكفاااءة فاي أداء األساواق‬ ‫ما األطار الهمركزيااة‪ ،‬سيضام آلياة تخصااي‬
‫الوقو في أفخاخ التنمية‪.‬‬ ‫ومن االحتكا ار ‪ ،‬ويجن‬
‫وطرة اق المعالجااة ضاام‬
‫ا‬ ‫الواق ا ال اراه ‪،‬‬ ‫اعتماااد مقاربااة خهقااة انطهق ااً م ا تشااخي‬
‫الواجبااة فااي البيةااة الناظمااة تسااتدعي تجاااوز المقاربااا‬ ‫الوطنيااة‪ ،‬فااإ السياسااا‬ ‫الثواب ا‬
‫ترتكااز الرؤيااة عل ا محاااور الن ااوض‬ ‫المتداولااة م ا قباال "ب ارامج إعااادة اإلعمااار"‪ ،‬بحي ا‬
‫االقتصااادي واالجتماااعي التااي تنتفااي مع ااا عواماال إعااادة إنتااا األزمااة ‪،‬وتضاام تحااول‬
‫النمو إل تنمية متوازنة جغرافياً‪ ،‬وتحقق عدالة التوزي بي األجيال‪.‬‬
‫متعاددة فااي آ واحااد‬ ‫اعتمااد مقاربااة إلعاادة البناااء توخا بالحساابا ادماا اسااتراتيجيا‬
‫جميع ااا فااي سااياق ا المحلااي ما ضاارورة تبنااي‬ ‫األغاراض‪ ،‬وأ تنفا االسااتراتيجيا‬ ‫بحسا‬
‫اآخاار‬ ‫مثلثااي االسااتدامة أي م ا الزاويااة الجغرافيااة القطاعيااة الزمانيااة بااالتهزم م ا المثل ا‬
‫بوبعاد االقتصادية االجتماعية البيةية‪.‬‬
‫الت ااي‬ ‫للمؤسس ااا‬ ‫والتفض اايه‬ ‫ف ااي الحا اوافز والف اار‬ ‫إع ااادة البنا ااء تع ااديه‬ ‫تتطلا ا‬
‫الكلي ااة والسياس ااا‬ ‫س ااتقوم بإع ااادة البن اااء‪ ،‬ورغ اام األهمي ااة البالغ ااة للتناس ااق ب ااي السياس ااا‬
‫المعالجة لك قد ال يتحقق معيار الكفاءة دوماً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الملفا‬ ‫بحس‬ ‫الفرعية والتدخه‬

‫‪81‬‬
‫اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية‪ :‬األسس النظرية والمقاربة الوطنية‪ ...‬زياد عربش – أحمد الصالح‬

‫المؤسساااتي‬ ‫للجمياا ‪ ،‬ك ااو هاا ا التولياا‬ ‫اعتماااد ن ااج التش اااركية وسياسااة فااتح البااا‬
‫التنماوي المطلاو بحيا‬ ‫ك يكل سيمثل ال ار التنفي ي لبرنامج إعادة البناء وفق النماو‬
‫وأوس ا تمثياال نقااابي ممك ا ‪ ،‬والمكونااا‬ ‫واالتحااادا‬ ‫يضاام ممثلااي القطااا العااام والخااا‬
‫الوطنية للمجتم بشت أطياف ا‪ ،‬لتشمل المكو االجتماعي والتصاالح والتعاويض المعناوي‬
‫للسوريي كل م‪.‬‬
‫االنطااهق من ااا فااي الاادور ال ا ي ساايعط القتصاااد‬ ‫تكما الفرصااة ال هبيااة التااي يجا‬
‫المعرف ااة ومجتما ا ال ااتعلم لهنتق ااال ما ا االقتص اااد الريع ااي الق ااديم إلا ا االقتص اااد المعرف ااي‬
‫لااك م ا خااهل تبنااي مقاربااة منظوماتي اة للتجديااد واالبتكااار‪ ،‬وانشاااء بنيااة‬ ‫الجديااد‪ ،‬ويكااو‬
‫والتطااوير التقاااني يسا م فااي تحريااك عجلااة النمااو بشااكل صاااعد تتنااام فيااه‬ ‫تحتيااة للبحا‬
‫المتموضااعة فااي المسااار التقاااني‪ ،‬مم اا يااؤدي إل ا نشااوء قطااا‬ ‫القاايم المضااافة للشااركا‬
‫أعمال ابتكاري منافس في بيةة االقتصاد العالمي الجديد الموجه معرفياً‪.‬‬
‫تعظا ا اايم منافع ا ا ااا الطاقويا ا ااة‬ ‫إ دور سا ا ااورية المحتما ا اال كبلا ا ااد عبا ا ااور للطاقا ا ااة يتطل ا ا ا‬
‫واالقتصاادية والسياسااة تبعااً لمصااالح ا القومياة و لااك ما خااهل تطاوير خطااوط األنابيا ‪،‬‬
‫جديادة ومعامال تساييل ومعالجاة‪ .‬بماا يضام بالمحصالة‬ ‫ومرافو التصدير‪ ،‬واقامة مصا‬
‫أمنان طاقويان وتعزيز المكانة االستراتيجية لسورية فضهن ع عواةد العبور‪.‬‬
‫اعتم اااد الط اارق البري ااة الش اامالي‪ -‬الجن ااوبي والشا ارقي‪ -‬الغرب ااي كمح اااور للتنمي ااة المتوازن ااة‪،‬‬
‫وانشاء مد جديدة طرفية‪-‬مركزية تكاو مولادة للنماو‪ ،‬وناشارة للتنمياة مماا يفاك االختناقاا عا‬
‫العمااق السااوري ش ارقاً‪ .‬واقامااة الحي ا از الصااناعية الجدياادة‪ ،‬واعتماااد‬ ‫المااد الحاليااة ويساات د‬
‫مقاربة المنااطق المخصصاة للصاناعا الصاغيرة والمتوساطة‪ ،‬والمنااطق الحرفياة ‪،‬و لاك لت يةاة‬
‫بيةااة التشااغيل والنشاااط الصااناعي فااي مناااطق جدياادة مرتبطااة بالمحاااور الطرقيااة والمااد الجدياادة‬
‫مولدة للنمو‪.‬‬ ‫كمراكز استقطا‬
‫انطهق ااً م ا موق ا سااورية الجيوسياسااي البااد م ا تحديااد محاااور العماال اإلقليمااي فااي‬
‫عدة ليس أقل ا الطاقة والنقال والتجاارة اإلقليمياة والساياحة‪ ،‬ما العلام باو مطاام‬ ‫قطاعا‬

‫‪82‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ‪ -‬المجلد ‪ - 35‬العدد األول ‪2019 -‬‬

‫توكيااد علا أ تحقيااق نجاحااا‬ ‫القاو العظما واإلقليمياة ال تعااد وال تحصا ولا لك يجا‬
‫تكااامهن وتشاابيكان وتنساايقان م ا دول المنطقااة السااتغهل م اوارد ه ا المنطقااة‬ ‫تنمويااة تتطل ا‬
‫وامكانيات ا لصالح شعو المنطقة ولخدمت ا‪.‬‬
‫إ الخارطااة االسااتثمارية والمخططااا التنظيميااة البااد أ تتضاام "خارطااة ارف ا اليااد"‬
‫بمقيدا للتنمية أي مناطق ال يمك استثمارها ألن ا مناطق ُمقيدة قانونيااً كحرماا ممناو‬
‫اسااتنزاف ا بااوي شااكل كااا ‪ ،‬ومناااطق حص ارية لتشااييد الصااناعا ‪ ،‬وأخاار سااكنية حص ا اًر‪،‬‬
‫وهك ا‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية‪ :‬األسس النظرية والمقاربة الوطنية‪ ...‬زياد عربش – أحمد الصالح‬

‫المراج ‪:Referances‬‬
‫‪ -1‬القش محمد أكارم‪ .)2025( ،‬الواقا الساكاني فاي ساورية وآفااق تطاور ‪ ،‬مكتباة ساورية‬
‫‪ ،2025‬مشرو سورية‪.‬‬
‫‪ -2‬أيااو ع اربش زياااد‪" ،‬مكانااة سااورية فااي فضاااء البحااور الخمااس وارتباطات ااا بمحاااور‬
‫التخطاايط اإلقليمااي"‪ ،‬تقرياار معااد لصااياغة اإلطااار الااوطني للتخطاايط اإلقليمااي‪ ،‬هيةااة‬
‫التخطيط اإلقليمي أيلول ‪.2010‬‬
‫التنمااوي السااوري‪:‬‬ ‫‪ -3‬أيااو ع اربش زياااد‪" ،‬دور التنااو االقتصااادي فااي صااياغة النمااو‬
‫الرؤي ااة الوطني ااة والمح ااددا "‪ ،‬ن اادوة الثهث اااء االقتص ااادية جمعي ااة العل ااوم االقتص ااادية‬
‫السورية‪ ،‬دمشق ‪ 11‬نيسا ‪.2017‬‬
‫‪ -4‬خضااور رسااه وأيااو ع اربش زياااد‪” ،‬إعااادة البناااء م ا منظااور التنميااة االقليميااة “‪،‬‬
‫ورقاة عماال مقدمااة فااي الماؤتمر األول حااول إعااادة البناااء والتنمياة فااي سااورية‪ ،‬جامعااة‬
‫دمشق‪-‬كلية االقتصاد‪ ،‬أ ار ‪.2014‬‬
‫‪ -5‬صااالح أحمااد وأيااو ع اربش زياااد‪" ،‬اإلطااار االسااتراتيجي إلعااادة البناااء فااي سااورية‪:‬‬
‫األسا ااس النظريا ااة والمقاربا ااة الوطنيا ااة"‪ ،‬الما ااؤتمر العلما ااي األول فا ااي االدارة والتمويا اال‬
‫غير منشور للمؤلفي )‪.‬‬ ‫واالقتصاد‪ ،‬الجامعة العربية الدولية ‪ 9‬آ ار ‪( 2017‬بحي‬
‫المساتقبلية‬ ‫‪ -6‬صوم جور وداود مع ‪" ،‬واق إدارة الموارد الماةية في ساورية والتنباؤا‬
‫حت العام ‪ ،"2025‬سلسلة أوراق سورية‪ ،‬مشرو سورية ‪.2025‬‬
‫‪ -7‬مشا اارو س ا ااورية ‪ ،2025‬التقري ا اار الا ااوطني االستشا ا ارافي االول‪ :‬س ا ااورية ‪،2025‬‬
‫‪.299‬‬ ‫‪ 170-168‬و‬
‫‪8- Acemoglu Daron, Robinson, James A., Why Nations Fail: The‬‬
‫‪Origins of Power, Prosperity and Poverty, Random House - New‬‬
‫‪York Feb 2013.‬‬
‫‪9- Anand P.B., Addressing infrastructure needs, in "post-conflict‬‬
‫‪reconstruction: An introduction to alternative planning approaches,‬‬
‫‪Routledge, London, 2012.‬‬
‫‪10-‬‬ ‫‪Banovac, B., katunarić V., Mrakovčić M., “From war to‬‬
‫‪tolerance? bottom-up and top-down approaches to (re)building‬‬
‫‪84‬‬
2019 - ‫ العدد األول‬- 35 ‫ المجلد‬- ‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‬

interethnic ties in the areas of the former Yugoslavia”, Collected


papers of the University of Rijeka, Vol.35 No.2 December 2014.
11- Butter David, "Syria’s Economy Picking up the Pieces",
Middle East and North Africa Programme, Chatham House, the
Royal Institute of International Affairs, June 2015.
12- Cimoli. M, Giovanni. D, Stiglitz. J.E, (2009). Industrial Policy
and Development: The Political Economy of Capabilities
Accumulation. Toronto: Oxford University Press.
13- Collier, Paul. 2007. “Post-Conflict Recovery: How Should
Policies Be Distinctive?”. Oxford University.
14- Freear Matt,"Syrian Stabilization and Reconstruction:
Lessons Learned for a Post-Conflict Syria", www.AmericanSecurityProject.org ,
June 2016.
15- Elbadawi, I. A., Kaltani. L, Schmidt-Hebbel. K. 2007. “Post-
Conflict Aid, Real Exchange Rate Adjustment, and Catch-up
Growth” working paper 4187, World Bank.
16- Evans, P. (2010). The Challenge of 21st Century
Development: Building Capability -Enhancing States. New York:
United Nations Development Programme.
17- Godet Michel, Creating Futures: Scenario Planning As a
Strategic Management Tool, Second ed., Economica, Paris 2006.
18- O’Hanlon Michael, "Deconstructing Syria Towards a
regionalized strategy for a confederal country", Center for 21st
Century Security and Intelligence June 2015.
19- Ramsbotham Oliver, Tom Woodhouse, Hugh Miall,
Contemporary Conflict Resolution, 4th Edition, Cambridge; Malden,
MA: Polity Press, 2016
20- Stiglitz Joseph E. Greenwald Bruce C. Creating a Learning
Society: A New Approach to Growth, Development and Social
Progress, Columbia University Press, Feb 2016.
21- Stiglitz, J.E. (2002), “Globalization and Its Discontents”, 1st
edition, W. W. Norton & Company, NY.
22- Young Helen, Goldman Lisa, Livelihoods, Natural Resources
and Post-Conflict Peacebuilding, Routledge (Simultaneously
published in the USA and Canada), 711 Third Avenue, New York,
NY 10017, 2015

2017/12/27 :‫تاريخ ورود البحال‬


2018/4/22 :‫تاريخ الموافقة على نير البحال‬
85

You might also like