Professional Documents
Culture Documents
49 85
49 85
**
د .أحمد صالح *
د .زياد أيوب عربش
الملخص
تمر سورية بحررب اسرتاناةية تتطلرب مقاربرات جديردة تتصرل باليرمولية والتردر
والتيرراركية لملالجررة ملاعيررل األزمررة -الحرررب .يوظررل اررحا البحررال مرردخل اال تصرراد
السياسرري اليررامل لتقررديب مقاربررة سياسرراتية فرري جطررار اسررتراتيجي منبا ر م ر اإلرال
الحضررارو والرةيررة المسررتقبلية فرري مرحلررة جعررادة البنرراء فرري سررورية .اح يررتب ادمررا
األُسررس اللكريررة ضررم ب ررامت وطنيررة تماررل ركيررزة نحررو الترردر فرري حالررة االسررتقرار
والتلافي اليامل والمستداب وباالعتماد على فرضيتي اانتي :
-األولى :أ النمو اال تصادو ال يةدو بالضرورة جلى تنميرة يراملة فري مرحلرة
جعادة االعمار ،والبرد مر أ تنمرو االسرتراتيجيات جميلهرا فري سريا ها المحلري ،مر
ادمررا اسررتراتيجيات متلررددة فرري آ واحررد بحسررب السرريا ات وضررم منظررور التنميررة
المكانية ،وا تصاد اللم ار .
-الاانيررة :األاميررة الباليررة فرري محوريررة دور الدولررة -المرواط فرري دفر عمليررة
التنميررة اليرراملة والمسررتدامة ،وتجنررب الممارسررات الملتبسررة والمسررارات الليررواةية،
واالحساس ببطء سيرورة عملية البناء نتيجة الحاجرات الملحرة ،بحيرال تلرود سرورية
وأكار م أو و ت مضى مكانا للجمي ،كو المجتم او األرضية والبناء والمحرور
والياية.
ادل البحال جلرى تقرديب مقاربرة كليرة إلعرادة االعمرار مر وجهرة نظرر اال تصراد
السياسرري ذوحلررد بلررد تيررخيص مسررار التنميررة الماضرري وملاعيررل األزمررة –الحرررب ،
وحلرررد ضرررم جطرررار اسرررتراتيجي منباررر مررر اإلرال الحضرررارو والرةيرررة المسرررتقبلية
لسورية.
الكلمرررات الملتاحيرررة :جعرررادة البنررراء ،اال تصررراد السياسررري ،النمرررو اال تصرررادو،
التنمية اال تصادية ،السياسات اال تصادية ،التخطيط االستراتيجي.
50
2019 - العدد األول- 35 المجلد- مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية
Abstract
*
Assist. Prof. at the Faculty of Economics - University of Damascus
**
Assist. Prof at the Faculty of Economics - University of Damascus.
51
زياد عربش – أحمد الصالح... األسس النظرية والمقاربة الوطنية:اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية
52
مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية -المجلد - 35العدد األول 2019 -
المقدمة:
عاادة ،لك ا دقااة المرحلااة الحاليااة تع اد األهاام تجاااوز سااورية من ا اسااتقهل ا صااعوبا
القاو العظما للسايطرة الجيوسياساية وتكالا الداخلياة ما المعطياا لتشابك االخاتهال
له سورية يعد مثاالً فرياداً فاي الةحاة الكاوار عل "الحيز" السوري .إ عمق ما تعرض
الطرةاق التقليدياة ،كاو تطاور دينامياة األزماة بشاكل شابه ياومي
ا والحرو ويفرض تجاوز
ُيعمق مفاعيل سابقة وصل بعض ا إل نقطة الهعودة ،وينتج مفاعيال جديادة ت ادد آلياا
عماال منظومااا عاادة ،وتعنااي فيمااا تعنيااه انكسااا اًر فااي مسااار النمااو التنمااوي ال ا ي كااا
جدياادة منفصاالة عا الماضااي ساااةداً قباال األزمااة وال ااش أصاهً ،والتفكياار بطريقااة وبااودوا
دو اساتبعاد أهمياة معالجاة إرثااه ضام إطاار عقاد اجتماااعي جدياد متطاور ومساتدام ها
الواجبة فاي البيةاة الناظماة والان ج االقتصاادي وعهقاة ساورية المرة ،والسيما أ السياسا
ترتكاز المتداولة م قبال "بارامج إعاادة اإلعماار" ،بحيا بالعالم تستدعي تجاوز المقاربا
الرؤيااة عل ا محاااور الن ااوض االقتصااادي واالجتماااعي التااي تنتفااي مع ااا عواماال إعااادة
إنتا األزمة ،وتضم تحول النمو إل تنمياة متوازناة جغرافيااً ،وتحقاق عدالاة التوزيا باي
متمايزة إل األجيال القادمة. األجيال ،م الجيل الحاضر المن ك ،وا بتباينا
بدايا اةً الرؤي ااة الوطني ااة إلع ااادة البن اااء ف ااي ض ااوء د ارس ااة إخفاق ااا تن اااول ها ا ا البحا ا
التنم ااوي واالعتم اااد علا ا التنمي ااة اإلقليمي ااة كموج ااه للمس ااار ،فضا اهن عا ا د ارس ااة النم ااو
المبتغا ،وأخيا اًر يوضاح محااور الن اوض والبنااء .ويخلا عوامل النجاا الكلياة للنماو
إل بيا دور الدولة وضرورة اعتماد التشاركية الوطنية لتحقيق النمو المستدام والشامل.
ميكلة البحال:
جماة ،لكا دقااة المرحلااة سااورية من ا اسااتقهل ا ( )1946تجاااوز صااعوبا اسااتطاع
البنيوي ااة الداخلي ااة وتش ااابك ا ما ا الحالي ااة تعا اد األه اام ل اايس فق ااط بفع اال تا اراكم االخ ااتهال
الجيوسياسااية اإلقليميااة والدوليااة (التااي هااي باألصاال فااي غايااة التعقيااد) ضاام المعطيااا
إعادة تموض الفاعلي تجا سورية التي هي في مفترق التحوال ،بل أيضاً أل استمرار
53
اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية :األسس النظرية والمقاربة الوطنية ...زياد عربش – أحمد الصالح
األزم ااة الت ااي ب اادأ ف ااي آ ار/م ااارس 2011أخا ا ُيعم ااق مفاعي اال ت اادد وج ااود ع اادد ما ا
المنظوم ااا االقتص ااادية والخدمي ااة والمعيش ااية الداخلي ااة ما ا اتس ااا رقع ااة الح اار ،ويب اارز
مفاعي اال جدي اادة تبعا ااً لديناميكي ااة األزم ااة .فبع ااد مرحل ااة الص اادمة 2012-2011ومرحل ااة
مكونااا ،2014-2013باادأ االنكفاااء والناازو القسااري لبعضا م ،أو تفضاايل االغتا ار
مختلفة خاصاةً ما اساتمرار الدولاة والتوقلم ،وا بدرجا المجتم كل ا بمرحلة االستيعا
الضاغوطا ،لياادخل واساعة ما المجتما بالقياام بالم اام الجساام رغام كال أصانا وفةاا
الن وض والتعافي. البنيا السوري في مسا ار
العديااد م ا الاادول الخاارو م ا الركااام ،وبناااء دولااة حديثااة مقارنااة باادول لاام اسااتطاع
تنجح في لملمة جراح ا رغم توفر التمويل ،فالحكم الفصل يبق بالركيزة األساسية للتطور
والتنمية كفعال إرادي جاام بتفااهم وطناي ،ويادعم الحال السياساي للن اوض واعاادة البنااء.
التقليديااة أو التقنيااة والتااي فااي مجمل ااا ال تنطلااق ما ماااض ف ناااك العديااد ما الطروحااا
فاي مساار تنموي يوخ بالحسبا الفجوة التي حدث وراه ومستقبل سورية إلعداد نمو
القر الماضاي (الا ي خضا منحاا للتغيار المعتمد من ستينيا
النمو التنموي السوري ُ
في مراحل متعاقبة) لغاية "ن اية نمو اقتصاد السوق االجتماعي" وبدء األزمة ،وبي ما
التوسيس له لمستقبل سورية. يج
فباسااتبعاد المشاااري المتعلقااة بمطااام بعااض الاادول لطاار ب ارامج "تقاساام الكعكااة" ،أو
إعادة سورية "لحيزها الطبيعي" ،1فإ البارامج "التقنياة" تعاالج آثاار الادمار الحاصال بحيا
عليه سورية قبل عام 2011أمنية طموحة ،وكاو العودة إل ما كان يصبح مع ا هد
األماار يختاازل بإعااادة تش اييد بناااء م اادم هنااا ،أو مساااعدة عاجلااة هناااك ،ريثم اا يااتم اعتماااد
حلااول بنيويااة ،كمااا اقترحتااه ب ارامج أخاار تحتااا باادورها ال ا إعااادة صااياغة عل ا األقاال
)1راج لد بعض ساسة الغر مقولة أ مكانة سورية الجيوسياسية في اإلقليم أصبح من سبعينيا القر
الماضي أكبر بكثير م مواردها ،وم ثم البد م تحجيم ا ،وم ه الزاوية يمك ف م سوء تقدير بعض م م
الرها عل إ رضاء القو الكبر التي ل تمول "الشو السوري" إال م منظور ضما إمدادا الطاقة م الخليج
وأم ما يسم با"إسراةيل".
54
مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية -المجلد - 35العدد األول 2019 -
ع ا مخااار آنيااة انطهق ااً م ا محوريااة دور الدولااة-الم اواط والخاارو م ا حالااة البح ا
الجايش باالنتقال م الحلول اإلسعافية إل أسس االستدامة خاصة م تهحاق انتصاا ار
)2
P.B. Anand, "Addressing infrastructure needs", in "post-conflict reconstruction: An
introduction to alternative planning approaches", ed. D. Jensen and S. Lonergan:
Earthscan, Routledge, London 2012.
)3
Helen Young and Lisa Goldman, Livelihoods, Natural Resources and Post-Conflict
Peace building, Routledge (Simultaneously published in the USA and Canada), 711 Third
Avenue, New York, NY 10017, 2015. http://samples.sainsburysebooks.co.uk/9781136536496_sample_1067647.pdf
55
اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية :األسس النظرية والمقاربة الوطنية ...زياد عربش – أحمد الصالح
)4
رغ م اخته السياق وطبيعة الحر ،راج خهصة تطبيق ه المقاربة في التجربة اليوغسهفية:
B. Banovac, V. katunarić, M. Mrakovčić , “From war to tolerance? bottom-up
and top-down approaches to (re)building interethnic ties in the areas of the
former Yugoslavia”, Collected papers of the Law Faculty of the University of
Rijeka, Vol.35 No.2 December 2014. http://hrcak.srce.hr/file/193873
56
مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية -المجلد - 35العدد األول 2019 -
ت ااوافر ه ااي ب اادورها متغيا ارة ،5أي ينفا ا المقطا ا ف ااي المك ااا المت ااا أمنيا ااً وماليا ااً وبحسا ا
التكنولوجيااا والم اوارد البش ارية ،عل ا أ تسااتكمل بقيااة المقاااط وتُاربط أج ازؤهااا حااي يتااا
تنفي ها تدريجياً ،و لك لتحقيق أعل منفعة.6
فرضيات البحال:
التنمويااة والشاارخ االجتماااعي، إ إعااادة البناااء ما جديااد تفتاارض معالجااة االخااتهال
المسااتدام
و لااك ضاام برنااامج وطنااي اسااتراتيجي يصااا ُليس ا م فااي التاادر نحااو التعااافي ُ
لسورية ،وباالعتماد عل فرضيتي اثنتي :
-األولرررى :أ النم ااو االقتص ااادي ال ي ااؤدي بالض اارورة إلا ا تنمي ااة ش اااملة ف ااي مرحل ااة إع ااادة
االعمااار ،والبااد ما أ تنمااو االسااتراتيجيا جميع ااا فااي سااياق ا المحلااي ،ما ادمااا اسااتراتيجيا
متعددة في آ واحد بحس السياقا ،وضم منظور التنمية المكانية ،واقتصاد العم ار .
-الاانيررة :األهميااة البالغااة فااي محوريااة دور الدولااة-الماواط فااي دفا عمليااة التنميااة
العشاواةية ،واالحسااس بابطء الملتبساة والمساا ار الممارساا الشاملة والمساتدامة ،وتجنا
تعااود سااورية وأكثاار م ا أي وق ا الملحااة ،بحي ا ساايرورة عمليااة البناااء نتيجااة الحاجااا
مض مكاناً للجمي ،كو المجتم هو األرضية والبناء والمحور والغاية.
منهت البحال:
اتبا المان ج الوصاافي التحليلاي ما خاهل مراجعااة لألدبياا االقتصااادية والتجاار والد ارسااا
الساابقة التااي تناولا االقتصاااد السياسااي إلعاادة البناااء ،كماا أجريا مراجعااة تاريخياة لسااياق النمااو
والتنمية التاي مار ب اا ساورية ،والخارو بمقارباة تنموياة وطنياة ت ارعاي خصوصاية الحالاة الساورية
في مرحلة إعادة البناء ضم إطار استراتيجي مبني عل تكامل السياسا .
)5
Daron Acemoglu and James A. Robinson, Why Nations Fail :The Origins of Power,
Prosperity and Poverty, Random House - New York Feb 2013.
)6
ال يعني انت اء الحر أيضان السهم مادام عوامل إنتاجه قاةمة (تكال القو الخارجية) .ومادام أ المجتم أوالً
وأخي اًر هو المعني ،والغاية فه بد م مشاركته في صياغة الرؤية الكلية ،والسيما أ طبيعة التغيير تتطل أفقاً طويل
األمد حت ،ولو تم البدء حاليا بتنفي برامج قصيرة المد .
57
اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية :األسس النظرية والمقاربة الوطنية ...زياد عربش – أحمد الصالح
)7قاد الثورة في إنكلت ار 1688إل الثورة الصناعية وتفاعل مع ا وخلق مجتمعاً –أمة -جديداً.
)8إ معظم المجتمعا عبر التاريخ محكومة ب ا النمط المؤسساتي ،وكه المؤسستي مدعوم ومحكوم بمؤسسا
سياسية معينة فالمؤسسا االقتصادية الشاملة كون ا جماعية ،تخض لمساءلة القانو والمحاسبة والتدقيق ،أما
المؤسسا االقتصادية المستنبطة فقد تغدو مطلقة تصول بيد مجموعة (مجموعا معنية) ،وقد تحيد ع غايا
انشاة ا في حال غيا األطر القانونية التي تضم مركزية الدولة ،وتحقيق غايات ا كممثلة لفةا المجتم كل ا.
58
مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية -المجلد - 35العدد األول 2019 -
(القاو ) السياساية للحصاول علا الماوارد ما اقتصادية مستنبطة تصمم ما قبال النخا
المجتم ا (توزي ا الثااروة) .ولك ا النمااو الضاامني الشااامل ممك ا فقااط فااي إطااار بقيااة فةااا
التااي تحك اام وتس ااود فااي الهتش اااركية تجعاال المؤسس ااا الشاااملة ،أل النخ ا المؤسسااا
المستنبطة تدور في حلقة مفرغة دو حل لمشكلة الفعل الجمعي (المجتما غيار المانظم/
المنظم) .وأل النماو الا ي ياؤدي إلا وجاود خاساري ورابحاي (اقتصااديي وسياسايي ) قاد
ينتج عنه قو تعيق االنص ار المجتمعي المنفتح وسعياً محموماً يقود الخاسرو ليشكلوا
الشاااملة وضااما النمااو المسااتدام ،9فمنطااق عواةااق أساسااية كباار أمااام نشااوء المؤسس اا
التغيياار المؤسساااتي يفاارض االنتقااال إلا التشاااركية ضاام مف ااوم الشاارعية السياسااية لبناااء
االسااتثناةية كااالحرو تتاايح فرصاااً نااادرة للتغيي اار الدولااة-المجتماا ،والساايما أ األح ادا
يجا اسااتغهل ا ضاام ُبعااد وطنااي صاار وبحمايااة مصااالح الجميا وباسااتن اض القطااا
العام والقطا الخا الوطني كحامل سياساي للطبقاة االجتماعياة المتوساطة ،مماا يجسار
الفجوة الكبيرة بي الشرعية والدولة م ج اة ،والواقا المجتمعاي ما ج اة أخار ،وما ثام
خلق األزما .10 تجن
إ تهزم مف وم الشرعية التاريخية األخهقية المستندة إل فلسافة شااملة قومياة (حامال
تنمي ااة) ،والثقافي ااة وطن ااي ،دافا ا وحا اوافز) ،ما ا الش اارعية االجتماعي ااة (العدال ااة ،ح ااافز
11
تنمية) سيوسا ما نطااق الحوكماة الرسامية ،واعاادة مف اوم (منظومة أخهقية ،حافز
الدولااة القويااة وتقويااة العهقااة بااي الدولااة والمجتم ا م ا خااهل إعااادة الثقااة فااي الحكومااة،
والعمل عل قيام ا بوظاةف ا األساسية في حكم السكا واألرض وتطوير أرضاية مشاتركة
ضاام المجتما ،لينصا ر الجميا فااي مجتما متصااالح إراديااً ما ،واعااادة بناااء العهقااا
إرثه ومنسجماً بتطلعاته بدالً م القو غير المنفتحة وغير الرسمية التي قد تكو م يمناة
الممارسااة-الحوكمااة والمشاارو التنمااوي ،وم ا ثاام تس ا م فااي ت ارج ا وملتبسااة لج ااة آليااا
النمو المستمر والوصول إل الدولة ال شة.
التميياز باي مف اوم "الدولاة– بلورة اإلطار الحامل للحوكمة المؤسسااتية ،يجا وب د
األمااة" أو "األمااة–الدولااة" .وناار فااي الحالااة السااورية اعتماااد الماادخل الثاااني لمااا يمثلااه ما
مقاربة تاريخية حقيقية لواق المجتم الساوري ،أي االنطاهق ما البعاد القاومي وماا يارتبط
با ااه م ا ا مف ا ااوم األم ا ا الشا ااامل المت ا ارابط (أم ا ا وطنا ااي– قا ااومي– شا ااعبي) ،فض ا اهن ع ا ا
الملح ااة لبن اااء مف ااوم الدول ااة (مقوم ااا ) المتمث اال ف ااي األما ا الق ااومي بمكونات ااه
ُ المتطلب ااا
المتعددة (اإلنساني والماةي والغ اةي والطاقوي والثقافي ،)..ال ي ياوفر الا ار االقتصاادي
الرشيد للدولة م خهل بناء قطاا عاام محاوكم يسا م فاي عملياة التنمياة ،ويضام تعزياز
الشا اارعية السياسا ااية ،واتاحا ااة المجا ااال للقا ااو االقتصا ااادية بالعما اال الخا ااهق والمبا ااد عبا اار
حقيقيااة قاةمااة عل ا تعظاايم المناااف وتوزي ا األشااكال التقليديااة ،أو عباار صااياغة تفاهمااا
المخاطر.
إ تااوطير وموسسااة الشاارعية الحوكميااة فااي سااياق اقتصااادي تفاااعلي حقيقااي ومسااتمر
يفرض بناء ثقافيان أخهقيان علميان متكامهن داعمان م إرادة حقيقية فاي التنمياة (المساتندة إلا
التنميا ااة إل ا ا ما اادخل استقصا اااةي لرسا اام السياسا ااا الشا اارعية) ،12ا تحتا ااا اسا ااتراتيجيا
إعاادة البنااء التاي تفساح المجاال أماام اإلبادا والتطاوير بالتركيز الممن ج ،وتحديد أهادا
)12ن ج الصي إطا اًر إصهحياً اقتصادياً كلياً شامهً م خهل التركيز عل سياسا الحوكمة والتنظيم والتصني
والتجارة ،في حي تبن دول أخر كوندونيسيا إطا اًر ميكروياً اجتماعياً يركز عل التعليم والصحة واالةتما الصغير
والخدما المقدمة للفقراء ،أي نح بحاجة إل انفتا اقتصادي مدروس (غير منسوخ) في إطار استقرار اقتصادي
(كلي-جزةي) وتعاو دولي.
60
مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية -المجلد - 35العدد األول 2019 -
الكلية والجزةياة علا األصاعدة كل اا وتادعيم المحلي (الوطني) ،أي الترابط بي السياسا
كل ااا ،ألنااه ال يمكا النظاار إلا المواطنااة عباار المشاااركة التداخليااة لألجيااال كل ااا وللفةااا
التنمية إال في اطار عقد اجتماعي شامل يضم تحصيل الحقوق وتودية الواجباا .وكماا
أ لكل فكرة تطبيقان ،ال يمك فصل البناء الماواطني عا البنااء الاوطني ،وال يمكا تجزةاة
البناء الفوقي ع البناء التحتي في إطار مشرو البناء الشامل ال ي يضم "وظيفة" لكال
الفاوري، والعقاا عل مبدأ الثوا العظيمة قام واجبا ) ،فالحضا ار مواط (عمل
فااي تعزيااز بنيااة اإلباادا والتطااوير م ا خااهل منظومااة وهنااا يكم ا دور القطااا الخااا
الحوافز التي تتيح ا األسواق المنضبطة العامة والخاصة.
اانيا -جخلا ات النموح التنموو
يظ اار تحلياال مسااار التنميااة فااي سااورية للمرحلااة الطويلااة جلي ااً إغفااال ُبعاادها المكاااني
( ،)spatial economicsوغلبة النمو بإشكالية الريو عل حسا التنمية كوغلا الادول
الطبيعي ااة ،وعواة ااد العب ااور ،والتح ااويه العربي ااة (ريا ا ال اانفط والغ اااز ،واس ااتخ ار الث ااروا
العمالة المرتبطة وا بشكل غيار مباشار بساعر الانفط) ،وباطء التحاول أو المالية وتويه
العالميااة والتكنولوجيااة المتهحقااة ،كمااا فعل ا م ا التطااو ار هيكلااة االقتصاااد دو التكي ا
عدالاة العديد م دول أوربا الشرقية وأمريكا الهتينياة منا التساعينيا ،باالتزام ما غياا
المقدماة للساكا .تفتارض إعاادة التوزي والفقر والبطالة وتزايد ال وة بي الموارد والخادما
التنمي ااة ومفاعي اال الح اار علا ا س ااورية الت ااي يمكا ا مس ااا ار البن اااء ما ا جدي ااد تش ااخي
تلخيصا باآتي:
البلد اإل ليمي للتنمية ،وتوزي عواةد النمو بل األزمة أ اختالالت متراكمة وغياب ُ
يمكا ا ا ت ا ااوطير مس ا ااار نم ا ااو التنمي ا ااة المعتم ا ااد حسا ا ا المرحل ا ااة الزمني ا ااة المدروس ا ااة
اآتية: بالمنعطفا
الدولا ااة والبنيا ااة التحتيا ااة :مرحلا ااة التعبةا ااة التنمويا ااة وبنا اااء مؤسسا ااا عقا ااد السا اابعينيا
التوسعية
61
اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية :األسس النظرية والمقاربة الوطنية ...زياد عربش – أحمد الصالح
)13م تفاو التنمية بي مصادر الدخل الوطني وأماك تكوينه ،حي يتمركز السكا بنسبة كبيرة عل محور درعا-
حل (مرو اًر بدمشق وحم وحماة) ،في حي تشكل المنطقة الشرقية نسبة كبيرة م مصادر الناتج (القط ،النفط،
الميا ،المحاصيل الزراعية والخاما ،)..وتقط دمشق وحل معظم القيم المضافة .فم الناحية النظرية فإ تباي
مصادر الدخل م أماك تكوينه ليس بالمطلق أم اًر سلبياً ،كدول تستورد العديد م مدخه االنتا ،لك األهم هو
تبني سياسا تع ظيم القيم المضافة ضم االقتصاد الوطني بالتهزم م سياسا إعادة توزي الثروة عل كامل شراةح
المجتم ومناطقه ضم نمو تنموي مستدام.
)14أو الفاقد التنموي كجزء م االستثما ار والناتج المحلي ال ي ال يستفاد منه داخلياً ،ال بل ينعكس سلباً عل
االقتصاد السوري ،كاستيراد 4مليو ط م المازو بتكلفة 2مليار دوالر وبيعه داخلياً برب التكلفة وت ري جزء
منه عبر الحدود ،مما يعني أ دول الجوار تستنز طاقة االقتصاد السوري ،وفوق لك تنافسه بمنتجات ا ،أو دعم
عدد م مدخه اإلنتا (التي تقوم الدولة باستيرادها باألسعار العالمية) لدعم عملية اإلنتا المحلي وتصدير اإلنتا
دو إعادة توظي عواةد التصدير داخل البلد يعني عدم اإلفادة م آثار االستثما ار بالشكل األمثل ،أو هجرة
المتعلمي واألطر بعد عدة سنوا م اال ستثمار في قطا التعليم والتوهيل يعني فقدا مكتسبا تنموية كا م
المفترض أ تجني ثمارها الدولة كل ا.
62
مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية -المجلد - 35العدد األول 2019 -
عل سورية ،و لاك ما خاهل محااور عادة لايس أقل اا المحاور االقتصاادي .15إ أد العوامال
التااي تعاارض إلي ااا االقتصاااد السااوري دو اًر محوري ااً فااي مجريااا األزمااة وبانعكاسااا متع ااددة
الحكومة ومحاور المواج ة: عل سياسا المستويا
متهحقااة عل ا األف اراد والمؤسسااا ،م ا المفارقااة الصااارخة بااتهزم عقوبااا عقوبااا
غياار شاارعية متمثلااة بالسااما بش اراء الاانفط م ا المجموعااا االتحاااد األوربااي بق ا ار ار
المسلحة اإلرهابية.
البنية التحتية وت اديم ا خاصاة فاي قطا النفط والسياحة وحركة العم ار ،باست دا توق
، قط ا ااا الطاق ا ااة والص ا ااناعة والمنش ا ااي االنتاجي ا ااة والخدمياا ااة للقط ا اااعي الع ا ااام والخاا ااا
األسطول البري والبنياة التحتياة لقطاا النقال ،وسايطرة الجماعاا المسالحة علا واست دا
جزء ما البنياة التحتياة ومادخه اإلنتاا األساساية ،ا سايفرض الادمار فاي البنياة التحتياة
الكلية والفرعية. والعام إعادة التفكير بالمنظوما للقطا السكني والخا
المص ارفية ،وتقييااد حركااة عل ا المؤسسااا الماليااة وفاارض عقوبااا تقييااد التحااويه
النقاال الاادولي والتااومي ،وت ارجا رؤوس األم اوال حت ا ن ايااة عااام ،2013واتخااا عاادد
رؤوس األم ا اوال م ا ا السا ااوق ،وزيا ااادة فا ااي سا ااح أس ا ا م م ا ا دول الج ا اوار ق ا ا ار ار
عبا ااور غيا اار نظاميا ااة با ااالتوازي م ا ا با ااروز قن ا اوا الح ا اواال االعتما اااد عل ا ا شا ااركا
ولألموال. لألشخا
اء للبضااة
السيطرة عل عدد م المنافا الجمركياة والمعاابر ،ما تقيياد فيزيااةي للعباور ساو ً
المنتجاا والسل أو لألفراد ،مما شكل ضر اًر بالغااً فاي عملياا اإلماداد الادولي ،وتصاري
العابرة لسورية. السورية وعل المنتجا
)15كتقرير "مشرو األم األمريكي" ال ي يداف ع فكرة بو تدخل االدارة سيكو "مفيداً لتحقيق االستقرار"!:
Matt Freear, "Syrian Stabilization and Reconstruction: Lessons Learned for a Post-
Conflict Syria", www.AmericanSecurityProject.org, June 2016
أو التقرير المشبو لمركز عقد الا 21لألم واالستخبا ار ،وال ي يرو لفكرة التقسيم تح شعار "الكونفدرالية":
Michael O’Hanlon, "Deconstructing Syria Towards a regionalized strategy for a
confederal country", Center for 21st Century Security and Intelligence June 2015.
63
اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية :األسس النظرية والمقاربة الوطنية ...زياد عربش – أحمد الصالح
االقتصا ااادية الكليا ااة المنح ا ا السا االبي ،م ا ا تفا اااقم البطالا ااة وت ارج ا ا دخا ااول المؤش ا ا ار
التباادل التجااري وت ارجا اإلنفااق وهجارة عوامال اإلنتاا االستثمار وانخفاض مستويا
سورية بومس الحاجة إلي م. ومازال التي كان واألطر والكفاءا
تغياار طبولوجيااا االقتصاااد السااوري ا أصاابح متقط ا األوصااال جغرافي ااً ،بااالتزام م ا
ت اادهور س ااعر ص اار الليا ارة الس ااورية وتب اااطؤ االدخ ااار وتيكل ااه (االدخ ااار الع اااةلي بع ااد
المعيشة م ارتفا األسعار المحاررة المصرفي) ،وانخفاض االستثمار وارتفا تكالي
النقاال وانكفاااء االساات هك (بااالتركيز عل ا الم اواد الغ اةيااة والساال األساسااية)، وتكااالي
االندما الجغرافي لهقتصاد الوطني. وضع
تن ااامي الش اارخ االجتم اااعي والتكاف اال ،خاص ااة ما ا تموي اال الق ااو المعادي ااة لسا اورية لظ اااهرة
التط اار الع ااالمي في ااا مقارن ااة بإرث ااا الحض اااري ودوره ااا الق ااومي باس ااتقبال ا عب اار الت اااريخ
لمهيااي الم اااجري واألخااوة الع اار ،ماا بااروز ال جاارة والن اازو الااداخلي (الاا ي س اايتطل
س ا اانوا "لتض ا ااميد " ،والب ا ااد ألي برن ا ااامج إع ا ااادة إعم ا ااار أ ُيع ا ااوض معنويا ا ااً ول ا ااو رمزيا ا ااً
للمتضاارري ) ،وانكفاااء الخب ا ار األجنبيااة التااي كان ا تعماال فردي اان ،أو ضاام أطاار التعاااو
المختلفة بي سورية ودول العالم ،بالتوازي م هجرة ملحوظة لعدد م األطر السورية.
مواجهة ملاعيل األزمة:
يمك ا القااول باادي ياً ا الشااق االقتصااادي كااا ومااازال مكون ااً رةيس ااً فااي الحاار عل ا
يمك القتصاد ماا كاالقتصااد الساوري الا ي بمكا تصور كي سورية ،فإنه م الصع
التخطايط االشاتراكي إلا ن ااج هيكلياة كاالنتقاال ما آلياا كاا يمار قبال األزماة بتحاوال
16
اقتصاااد السااوق االجتماااعي ،والتحااول م ا اقتصاااد معتمااد عل ا الريااو وتصاادير الم اواد
السا ااعرية الخا ااام إل ا ا اقتصا اااد مبنا ااي عل ا ا تعظ اايم القا اايم المضا ااافة ،ومعالجتا ااه التشا ااوها
مقومات ا ااه ورك ا اااةز عمل ا ااه ،أ يواج ا ااه أزم ا ااة اس ا اات دف البنيوي ا ااة ف ا ااي آلي ا ااا واالخ ا ااتهال
)16من بداية األزمة صدر تقارير تتوق ان يار االقتصاد السوري ومن ا م حدد المدة با 100يوم في إطار الحر
النفسية أو عدم الدراية في أحس الظ ! لك الوقاة والقدرة عل التوقلم تجعل القراءة الفنية للمؤش ار مضللة!
64
مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية -المجلد - 35العدد األول 2019 -
عوامال االنتاا السالعي والخادمي إلا األساسية ،م تدمير فاي البنياة التحتياة ،واسات دا
تحجاايم التجااارة الخارجيااة والمضاااربة عل ا سااعر صاار اللي ارة السااورية ماارو اًر بمحاص ارة
التموي اال المص اارفي والتا ااومي واعا ااادة التاااومي ،والنقا اال والش ااح اإلقليماااي والا اادولي آلي ااا
وضمور االستثمار واالرتفا العام في مستو األسعار.
االقتصاااد الكامنااة بتقلااي لااك صاامد االقتصاااد السااوري بفعاال اسااتغهل طاقااا ما
فجوة الناتج (الفرق باي النااتج المحلاي النظاري والنااتج المحلاي الفعلاي) و لاك تبعاان لتطاور
الحاار عل ا الحكومااة فااي مواج ت ااا الرتاادادا األزمااة ومفاعيل ااا ،ا كااا ومااازال هااد
سورية المحافظة عل الدور الخدمي واإلنتاجي م خهل:
األساسية م االست هك السلعي للمواطني (كالغ اء والدواء) ،وتومي تومي الحاجا
التاادخل االيجااابي ،وتركيااز عماال العاارض الساالعي ألهاام الم اواد م ا خااهل مؤسسااا
األساس ااية األساس ااية ما ا التعل اايم والص ااحة والخ اادما الدول ااة علا ا ت ااومي الحاج ااا
الطاقة وا بحدها األدن ). (كالصحة والتعليم ومشتقا
اساتمرار عمال الدولااة كمؤسساا داخاال ساورية بتقاديم الخاادما والرواتا حتا فاي مناااطق
الن از ،واالستمرار بتقديم معظم الخدما اإلدارية للماواطني داخال ساورية ،وتبسايط عادد
من ا ونقل أماك تقديم عادد من اا بحسا األوضاا األمنياة جغرافيااً ،وتوهيال األضارار ولاو
السورية. بالحد األدن ،وك لك تقديم الخدما القنصلية خار سورية عبر السفا ار
مواج ة انعكاس تدهور قيمة الليرة السورية وانخفاض القاوة الشاراةية (ما خاهل تادخل
واألجاور المتتالياة فاي الرواتا المصر المركزي واتخاا التادابير القانونياة ،والزياادا
المتتالية لألسعار). وا لم تك تتوافق م االرتفاعا
اإلرهابيااة ،وايصااال المسااتعادة كل ااا التااي دمرت ااا المجموعااا
إعااادة توهياال المناااطق ُ
خاادما البنيااة التحتيااة إلي ااا ،وتس ا يل عماال مجماال المنشااي الخاصااة فااي المناااطق
اإلداريااة لتااومي األخاار ،و"التساااهل" بانتقال اا إل ا مناااطق آمنااة ،وتس ا يل اإلج اراءا
65
اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية :األسس النظرية والمقاربة الوطنية ...زياد عربش – أحمد الصالح
الماليا ااة اإلما ااداد واإلنتا ااا والعا اارض السا االعي والخا اادمي ،وتقا ااديم اإلعفا اااءا متطلب ااا
الضريبية. والتس يه
تحقياق انزيااا فااي عمليااا التجاارة الخارجيااة ،واالفااادة القصااو ما القطا األجنبااي المتااا
تجا تومي استيراد سل االست هك الضروري بما في ا مشاتقا الطاقاة ،وتاومي مساتلزما
التصديرية وايجاد البداةل. العملية اإلنتاجية وترميم سهسل اإلنتا بما يعزز القد ار
ب ااالتوازي ما ا التس ااعير اإلداري بج اادو فعلي ااة أق اال ما ا المس اات د اس ااتمرار سياس ااا
أساس ااية ك ااالتعليم الحكومي ااة لقطاع ااا سياس ااة الحكوم ااة بع اادم رفا ا أس ااعار الخ اادما
أقاال ما ارتفاا تكلفت ااا بتمااايز، أو بنسا والصاحة ،أو رفع ااا بشاكل رماازي أو طفيا
م ا خف ااض نس اابة ال اادعم لع اادد ما ا الما اواد بم ااا في ااا حوام اال الطاق ااة ،وم ااؤخ اًر األدوي ااة
لضما استم اررية عمل ا.
زيااادة التحااويه الماليااة للماواطني التااي أصاابح تماار عباار القناوا النظاميااة ،رغاام أ جاازءاً
بقي غير ُمقيد ،ال بل تنام في المناطق المتاخمة لدول الجوار. م ه التحويه
تطور الحركة المرفةية وزيادة دور لبنا في التجارة الخارجية السورية.
األسااعار لااك ،يبق ا الرهااا األساسااي فااي المرحلااة الراهنااة عل ا ضاابط مسااتويا ما
اإلنتا ااا ،ومواج ا ااة م اادخه االسا اات هك الض اارورية ،وتخفا اايض كل ا ا لت ااومي متطلبا ااا
الض ااغوط الكبي ا ارة عل ا ا قيما ااة اللي ا ارة السا ااورية ،با ااالتزام م ا ا التحا اادي المسا ااتمر باسا ااتعادة
التشااغيل اسااتعداداً لمرحلااة إعااادة البنيااة التحتيااة وهندساات ا ضاام برنااامج إعااادة مسااتويا
البناء المبتغ :و لك ضم الرؤية االقتصادية الوطنية الجديدة.
االاا -جعادة البناء :م برامت جعادة اإلعمار جلى مقاربة التنمية اال ليمية كرافلة للبناء:
أ -أامية ملالجته االختالالت البنيوية:
إ الشروط الضرورية "للبناء أو لإلعماار ما جدياد" ،تفارض االنطاهق ما تشاخي
الوطني ا ااة .ف نا اااك كثيا اار ما ا ا طرة ا اق المعالج ا ااة ض ا اام الثواب ا ا
الواق ا ا ال ا اراه واعتما اااد ا
الدوليااة "ب ارامج إع ااادة اإلعمااار" التااي التقنيااة لمااا يساام م ا قباال المنظمااا الطروحااا
66
مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية -المجلد - 35العدد األول 2019 -
تعكااس األماال ،وال تنطلااق ما ماضااي سااورية أو وضااع ا الاراه ،أو علا األقاال ال تُمكا
توسيسااه لمسااتقبل سااورية. تنمااوي يتجاااوز الفااالق الحاصاال ،ومااا يج ا م ا إعااداد نمااو
فباساتبعاد مشااري تقاسام الكعكاة ،واساتغهل أرساامال ا المجاالي فاإ البارامج األخار تُعااالج
تصاابح العااودة لمااا قباال عااام 2011أمنيااة طموحااة ،وكااو آثااار الاادمار الحاصاال بحي ا
األمر مختزل بإعادة تشييد بناء م دم هنا أو هناك.
فقد استطا العديد م الدول الخرو م الركام وبناء دولة حديثة كما فعال الياباانيو
واأللما ،مقارنة بدول لم تنجح في لملمة جراح ا رغم توفر التمويل كالعراق مثهً.17
تنمااوي مسااتدام سيضاام عاادم اناادال أزمااا ال حصاار ل ااا فااي اليااوم إ اإلعااداد لنمااو
لااك التااالي والت يااؤ لااه ،رغاام القناعااة الساااةدة بااو انت اااء الحاار لا يكااو بااي يااوم وتاليااه ،ما
داللته في سياق السلم والتهحم المجتمعي داخلياً. فإ مصطلح التعافي المبكر يكتس
إ البناااء ما جديااد يفاارض أساسااً االسااتقرار والتصااالح ما الماضااي ،وبناااء المسااتقبل
بااوطر مؤمنااة بعدالااة التنميااة ،ويمثاال الركي ازة األساسااية لتفاااهم وطنااي كفعاال إرادي ويس ا م
البنيويااة بمثلثااي االسااتدامة :أي باالسااتقرار والتعااافي الشااامل ،و لااك بمعالجتااه لهخااتهال
اآخار بوبعااد االقتصاادية م الزاوياة الجغرافياة والقطاعياة والزمانياة ،باالتهزم ما المثلا
والبيةية واالجتماعية .فالتركيز عل حكومة مركزية فاعلة في اإلطار الشامل المتناغم م
الم اوارد بفعاليااة ،وكف اااءة فااي أداء األس اواق األطاار الهمركزيااة ،سيضاام آليااة تخصااي
الوقو في أفخاخ التنمياة العديادة :كوجاود حكوماة كبيارة وادار ومن االحتكا ار ،ويجن
الملحاة ،أو غيااا
ُ عاماة مشاتتة ،أو حكوماة صااغيرة غيار قاادرة علا مواج ااة االحتياجاا
)17في عدد م الكوار التي حدث في دول عدة ،كا شرط انت اء الن از وعودة االستقرار كافيان للتعافي ،أما في
الحالة السورية فالشق األمني أصبح متهزماً م عوامل أخر حاسمة ،كالجان المؤسساتي ،والتمويل الخا العربي
والمغتر والدولي ،ناهيك ع أهمية إنشاء مراكز إعادة اندما الم جري ،والرعاية الصحية واالجتماعية والنفسية
للمعاقي والمصابي ،والتعويض المادي والمعنوي لكل م تضرر أو توف ضم إطار العدالة الممكنة ،ووجود
اإلعماريي واألطر ومكات هندسية في ك ل منطقة منكوبة وفرز ما سيتوج توهيله أو هدمه م األبنية والبنية التحتية
،وتلك التي تبن عشواةياً ،وتنفي اإلعمار ضم المخططا حص اًر.
67
اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية :األسس النظرية والمقاربة الوطنية ...زياد عربش – أحمد الصالح
18
يقوم في جاوهر علا أعمادة ثهثاة :الملكياة حقوق الملكية والشفافية والعدالة .فاالزدهار
المصانة (الخاصاة) وحرياة األساواق (الحرياة التاي تشامل الملكياة أيضااً بووسا أشاكال ا والحرياة
في إطار االقتصاد الكلاي ،وعلياه فاإ بنااء الفكرية ضمنياً) ،ورف مستويا التشغيل والتوظي
مؤسسا الدولة دو اآخ بالحسبا النسايج المجتمعاي سايزيد ما هشاشاة معظام فةاتاه ،التاي
هي باألصل منكوبة وقدم التضحيا طوال مراحل الحر .19
ب -أامية تأسيس الحوكمة اال تصادية:
20
والتج ااار التاريخي ااة وج ااود ع اادة حق اااةق إلع ااادة البن اااء ،ويتمث اال أظ اار الد ارس ااا
الشاروط السؤال األساسي في إعادة البناء با ما ا وكي ؟ ،ففاي مرحلاة إعاادة البنااء ليسا
أ تكو شاملة كل ا مرغوبان في ا ،وال تمثل بالضرورة طريقان للمستقبل ،فإعادة البناء يج
االقتصا ااادية دو اًر حيوي ا ااً لا اايس فقا ااط لضا ااما وبمن جيا ااة واضا ااحة .21وتا ااؤدي السياسا ااا
االزدهااار ،وانمااا أيضااً لضااما الساالم .وتتمحااور أولويااة السياسااة االقتصااادية فااي تخفاايض
المعيشة ،و لك م خهل رف الدخول ،وتخفيض اآثار السلبية الفقر ،وتحسي مستويا
معاادل نمااو قصااير ومتوسااط لمرحلااة مااا قباال إعااادة البناااء ،واحتماليااة عودت ااا واساات دا
أ تك ااو النم ااو ف ااي مرحل ااة إع ااادة البن اااء) ،ويجا ا األج اال (ما ا التس االيم بتب اااي مع اادال
أو الممااولي اء عل ا صااعيد الحكومااا
ممي ازة س او ً فااي مرحلااة مااا بعااد األزمااا السياسااا
)18
& Stiglitz, J.E. (2002), “Globalization and Its Discontents”, 1st edition, W. W. Norton
Company, NY.
." )19تكتس السياسا االقتصادية معن مجتمعيان عندما يرك الجمي مصعد النمو الصاعد وال تترك فةا اجتماعية
عل هامش الطريق .فلم تعد مسولة األم االقتصادي مجرد مسولة "اقتصادوية" تُبح وفق عناصر مالية مرتبطة
بالربح والخسارة ،بل مسولة أم المجتم واال ليس فقط ستضي ثمار اإلصه المتحقق بشق األنفس من (،)2005
بل قد نش د عودة ال سلوك اإلطفاةي والبح ع مخار لألزما ،بدل اعتماد من جية تحريض التغيير ال ي يضم
حقوق األجيال التي ستزداد متطلبات ا كماً ونوعاً ،ول تكتر لماهية النظام ليبرالياً كا أم اشتراكياً بل تخش عدم
الوقو في الجو ،"...تقرير التنمية في سورية م منظور األم اإلنساني ،ورقة د .زياد أيو عربش في ورشة عمل
مناقشة التقرير ،قاعة رضا سعيد ،دمشق آ .2010
(20
Evans, P. (2010). The Challenge of 21st Century Development: Building Capability -
Enhancing States. UNPD, New York.
21
) Oliver Ramsbotham, Tom Woodhouse, Hugh Miall, Contemporary Conflict
Resolution, 4th Edition, Cambridge; Malden, MA: Polity Press, 2016
68
مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية -المجلد - 35العدد األول 2019 -
ممي ازة لج ااة احتمااال تجاادد األزمااة .وانطهق ااً م ا محوريااة دور الدولااة فااي التنميااة ورساام
إعادة البناء في:22 السياسا ،تتمثل أهدا
إعااادة توساايس الحوكمااة االقتصااادية بتحسااي إدارة الم اوارد ،والتناسااق بااي السياسااتي
المالية والنقدية.
ضما شرعية الحكومة وسيطرت ا (برامج تزيد في موثوقية الحكوماة وتطبياق سياسات ا
ف ا ااي إمكاني ا ااا غي ا اار الرس ا اامية لتج ا اااوز ال ا اانق والمنظم ا ااا عب ا اار القط ا ااا الخ ا ااا
الحكومة).
ف ا ااي التوزيا ا ا المعيش ا ااة ،وض ا ااما اإلنص ا ااا مكافح ا ااة البطال ا ااة وتحس ا ااي مس ا ااتويا
واالستقرار االقتصادي.
عالية. تحقيق نمو مستدام بمعدال
إعادة البناء:23 لك تجدر االشارة إل بعض النقاط اآتية عند رسم استراتيجيا
أ تباادو إعااادة البناااء الناجحااة ،ولكاان م يج ا تمام ااً كي ا يعاار صااانعو السياسااا
لك. يصنعو يعرفو القليل جداً كي
لتلك المتحكم ب ا. غير المتحكم ب ا معيقا تشكل المتغي ار
تع اااني ج ااود إع ااادة البن اااء ما ا النزع ااة لمقارن ااة الحال ااة المثالي ااة ما ا الحال ااة الض ااعيفة
الساةدة.
الت ااي للمؤسس ااا والتفض اايه ف ااي الحا اوافز والف اار إع ااادة البن اااء تع ااديه تتطلا ا
الكلي ااة والسياس ااا س ااتقوم بإع ااادة البن اااء ،ورغ اام األهمي ااة البالغ ااة للتناس ااق ب ااي السياس ااا
المعالجة لك قد ال يتحقق معيار الكفاءة دوماً.
ُ الملفا بحس الفرعية والتدخه
22
( Collier, Paul. 2007. “Post-Conflict Recovery: How Should Policies Be Distinctive?”.
Oxford University. http://users.ox.ac.uk/~econpco/research/pdfs/PostConflict-
Recovery.pdf
23
( Mezzera, M., et al. The Political Economy of State-building in Situations of Fragility
and Conflict: from Analysis to Strategy, Conflict Research Unit, Netherlands Institute of
International Relations ‘Clingendael’ January 2012.
69
اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية :األسس النظرية والمقاربة الوطنية ...زياد عربش – أحمد الصالح
أهمية التركيز عل رأس الماال االجتمااعي (بمعنا المعاايير والضاوابط واألساس التاي
الفاعلة في المجتم التي تتيح التفاعل ،وخلق الثقة المكونا بي مختل تحكم العهقا
والعدال ااة ،وضااما المش اااركة للجميا ا ،وخف ااض فيمااا بين ااا وتسا ا م فااي تحقي ااق اإلنص ااا
التوتر واالحتقا السياسي واالجتماعي) ،والسيما وأ مساتو تراكماه سايؤدي الادور األهام
ف ااي اس ااتدامة النم ااو والتنمي ااة االقتص ااادية وف ااي تعزي ااز االس ااتقرار االقتص ااادي والسياس ااي،
المتعاددة للمجتما . المبنياة علا المكوناا والتوافقاا والترابط االجتماعي ،وبناء الشبكا
قصايرة األجال ويجا أ يكاو اإلصاه مختلفااً ،ومتكاامهً ،ومتمااي اًز .ويجا أ تخادم األهادا
الطويلة األجل .ويتحدد المطلو م أجل تحقيق النجا م خهل: في تحقيق األهدا
واضحة. وض أهدا
توكيد العهقة التفاعلية بي األبعاد االقتصادية والسياسية واالجتماعية.
ضما التناسق المباشرة بتحقيق النمو االقتصادي مبك اًر بشكل مختل .
وم ارعاااة التتاااب واالنتقااال إلا والبااد ما التركيااز عل ا األساساايا ،وتحديااد األولويااا
المد الطويل في أثناء تحقيق مراحل اإلنجاز .24فعلا سابيل المثاال لايس ما الضاروري
زي ااادة االةتم ااا المص اارفي إ ا ل اام تكا ا الرقاب ااة المص اارفية ج اااهزة .وبالمقاب اال ف ااإ ض ااما
النف ا المجتمعااي أهاام م ا االقتصااادية ا وممارسااة النشاااطا اسااتمرار عماال الشاابكا
م ماان جاداً فاي بداياة إعاادة التضييق عل االقتصاد غير الرسمي كو التشغيل والتوظي
البن اااء .لكا ا ال ب ااد ما ا األخا ا بالحس اابا التغ ي ااة الراجع ااة الت ااي ن اااد اًر م ااا يتطلب ااا ع ااالم
شركة ،ا غالباً ما ينظر رجال األعمال إل اقتصاد مضاطر األعمال .25فالدولة ليس
والسااعي لتصاابح تنافسااية، كمااا ينظاارو إل ا شااركة مضااطربة تلجااو إل ا خفااض التكااالي
(24
Cimoli, Mario, Giovanni Dosi and Joseph E. Stiglitz, (2009). Industrial Policy and
Development: The Political Economy of Capabilities Accumulation. Toronto: Oxford
University Press.
( 25
Elbadawi, Ibrahim A., Linda Kaltani, and Klaus Schmidt-Hebbel. 2007. “Post-Conflict
Aid, Real Exchange Rate Adjustment, and Catch-up Growth.” Working Paper WPS 4187,
World Bank.
70
مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية -المجلد - 35العدد األول 2019 -
العماال أي "شااد األحزمااة" ،أم اا فااي حااال وم ا خااهل خفااض األجااور يمك ا زيااادة فاار
غياار الكااافي) والحاال الدولااة فااإ خفااض األجااور واإلنفاااق يزيااد م ا تفاااقم الحالااة (الطل ا
أ تكاو قابلاة للتعاديل ،واعطااء األولياة عناد وضا التشاريعا معاكس تماماً .كماا يجا
فاي غيار الرسامية ،وبشاكل خاا وقانو البنوك وقانو عمل المنظما لقانو الشركا
التعل اايم والص ااحة والز ارع ااة .كم ااا تفااارض العقهني ااة االقتص ااادية لبن اااء العواة ااد المس ااتقبلية
ال ا ي يماثاال العواةااد المتوتيااة م ا التنميااة والتضااخم .فض اهن االعتاادال فااي فاارض الض اراة
تخف اايض التض ااخم وتش ااجي عا ا أ اس ااتعادة رؤوس األما اوال الم اااجرة والق ااد ار تتطلا ا
المغتربي عل العودة.
أ تااوتي خطااة إعااادة اإلعمااار فااي سااياق اسااتراتيجية واضااحة تسااتند إل ا كمااا يج ا
وطنية حقيقية شاملة في بناء الاوط ،أي تازام خطاة إعاادة البنااء واتسااق ا ما معطيا
األم والسهم ،وتشمل:
وضو الرؤية المشتركة لخطة إعادة اإلعمار.
المجتمعي جميع ا. الطي بناء الثقة المتبادلة بي مكونا
عل المد القصير والمد الطويل. تحديد األولويا
المستو المحلي (اإلقليم -المنطقة -المدينة). التركيز عل إمكانيا
العمل. خلق فر
التمويل الشفافة. قنوا
-اعتماد مقاربة التنمية المحلية:
فاي إطااار إعاادة البناااء التنموياة مااا أ ت اد علا الصااعيد المحلاي يجا فالسياساا
بع ااد األزم ااة إلا ا بن اااء الس االم واألما ا المجتمع ااي ،وتحقي ااق التفاع اال ب ااي الدول ااة والقط ااا
سياساية األم بمف ومه الشامل ،ففي مرحلة ماا بعاد األزماة تتاا فار وتحديا الخا
والمؤسس ااا ،لكا ا س ااتطر أس ااةلة جوهري ااة ع اادة :أي ج ري ااة ف ااي السياس ااا إلص ااهحا
ل ااا األولويااة؟ بعضا ا واضااح كإعااادة بناااء البنيااة التحتيااة (كمااا هااو معلااوم فااإ السياسااا
71
اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية :األسس النظرية والمقاربة الوطنية ...زياد عربش – أحمد الصالح
االسااتثمار ف ااي قطااا البن ا التحتيااة يخفااض التكلفااة غياار المباشا ارة لهسااتثمار ،وم ا ثاام
األساسااية يخفااض األسااعار ويخفااض عجااز الموازنااة) ،وبعض ا ا أقاال وضااوحاً كالحاج اا
وضرورة إدماج ا في السوق ،وم ثم إصه السوق وتخفيض االنت ازياة عبار مؤسساا
قوية عامة وخاصة م خهل:
قانو تجاري قوي وواضح لتطبيق العقود وانقا ها.
حماية الملكية لإلفادة م رؤوس األموال.
تطوير القطا العام :المحاسبة والمسؤولية ،فالمحاسبة الفعالة تعد أفضال دفاا عا
المجتم .
الت كير بو الناس يتوقعاو التغييار وما ثام يكاو أسا ل ،مماا يفارض التركياز ويج
االقتصادية الكلية. االجتماعي أكثر منه عل السياسا عل الجان
الوطني ااة عملي ااة إع ااادة البن اااء ت اادخل الدول ااة ف ااي تحدي ااد األولوي ااا بالنتيج ااة ،تتطلا ا
األساسااية ،وأ تكااو خط ااط إعااادة اإلعم ااار جاازءان ماا األولويااة والااتحكم فااي القطاعااا
اقتصادية كلية وقطاعية ومناطقية واضحة .ورغم أ المساؤولية يجا التنموية م أهدا
يشاامل أ تق ا عل ا عاااتق الااو از ار ،لك ا التطبيااق يفتاارض أ يكااو ال مركزي ااً ،بحي ا
ل ااك ال يمكا ا تحقي ااق الخاص ااة .ما ا األهلي ااة والش ااركا المحلي ااة والمنظم ااا المؤسس ااا
وطرةا اق تع ااامل م .فق اايم
ا دو تحقياااق تحاااول ف ااي عقلي ااة النااااس االنتق ااال ف ااي المؤسس ااا
الهمركزية تس م وبتفاعال تاام ما محورياة دور الدولاة (المصالحة الوطنياة) فاي بنااء الثقاة
ياادعم نظااام الحوكمااة الساالم والشاافافية والتشاااركية م ا المجتم ا كشااركاء حقيقي اي ،بحي ا
واعادة البناء ومشاركة السلطة والمسؤولية عل المستو المحلاي وتحساي الماوارد واإلدارة
العامة وتطبيق القانو -التنظيم -وتقديم السل العامة .ما ثام فاإ مقارباة التنمياة المحلياة
أال تستبعد أي مكو سكاني بتنوعه الثقافي والديني والفكري ،وأي شاريحة واإلقليمية يج
اقتصااادية واجتماعيااة ومناطقيااة ،و لااك بتح اريض المجتم ا وبناااء القااد ار والتاادعيم لشاافاء
نفسااه بعيااداً ع ا األطاار الدفاعيااة العقاةديااة وقااوة السااه والنفااو والتطاار ،وم ا خااهل
72
مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية -المجلد - 35العدد األول 2019 -
المصالحة م خاهل ديناميات اا ال اتياة عبار الازم ،ضام االندما الفاعل باستراتيجيا
المتطرفة لمف وم الهمركزية). مقاربة مركزية الدولة المواط (وباستبعاد التوويه
رابلا -عوامل نجاح النموح المبتيى ومحاور النهوض والبناء:
للس ااكا ق ااد يص ااطدم بمجموع ااة ما ا إ إع ااادة بن اااء البني ااة التحتي ااة وتق ااديم الخ اادما
العواة ااق ،أول ااا االس ااتقرار األمن ااي ،وثاني ااا التموي اال (المحل ااي والااادولي) ورفا ا العقوباااا
العامة والخاصة، والولو إل التقانة ،وثالث ا اإلطار التشريعي والقانوني وحقوق الملكيا
األطر المؤهلة خاصة م هجرة العديد م الفنيي والتقنيي والعمال الم ارة، ورابع ا نق
"كال المحلياة كل اا علا طلا وخامس ا اإلطار الزمني خاصة في ظل إلحا المجتمعا
شيء واآ ".
الزمنيااة (آنااي وقصااير وطوياال األجاال) ،واألولويااا فكمااا نااوقش سااابقاً فااإ األولويااا
وداخال ومديناة وداخال كال ريا وريا ،ومديناة ومديناة ،وباي ريا المناطقية (باي ريا
القطاعياة التادمير) ،واألولوياا نسا كل مديناة ،وتحدياد المنااطق عاجلاة التادخل بحسا
إلا ا المي ااا والص اار الص ااحي م اارو اًر طبع ااا بقطاع ااا (ما ا الطاق ااة والنق اال واالتص اااال
التعليم والصحة والرعاياة االجتماعياة ،وحتا داخال القطاا نفساه) ساتكو مصادر خاه
والتطعايم والرعاياة الصاحية االساتباقية لا مستمر وعل وجه حق(،فوولوية تقديم اللقاحاا
أكثااار ما ا ربا ا ملياااو طا اار تلبي ااة الحاجاااة الملح ااة لتركيا ا تك ااو م ااثهً علا ا حس ااا
صااناعي!) .والبااد م ا اعتماااد الرؤيااة التنمويااة م ا قباال أج ازة الدولااة كل ااا لضااما حس ا
تنفي ا أي برنااامج كلااي أو فرع ااي فااي ظاال القي ااود المشااار إلي ااا أعااه ومحدوديااة الم اوارد
األمثاال ل ااا م ا ضااما التناااغم الكاماال بااي األطاار المركزيااة الماليااة ،وأهميااة الخصااي
قانو اإلدارة المحلية رقم 107لعاام 2011وتعديهتاه الهحقاة) ،ما والهمركزية (بحس
المطلوبااة علا وجااه الساارعة بااالتوازي ما تموياال ايااهء األهميااة واألولويااة لتقااديم الخاادما
االنتاجي ااة الت ااي ت ااؤدي إلا ا ت ااوفير الس اال والخ اادما ، البني ااة التحتي ااة المس اااندة للقطاع ااا
التشااغيل للعاااطلي ع ا العماال ،وتحقيااق النمااو المسااتدام لكاماال األ ارضااي وتااومي فاار
73
اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية :األسس النظرية والمقاربة الوطنية ...زياد عربش – أحمد الصالح
السورية ،وا ا كنا ال نتفق م مقولاة "البنا التحتياة العمرانياة ال تكفاي" ،فاإ المزاوجاة باي
الساابقة ستسامح بتجااوز العدياد ما "األعنااق الزجاجياة". المشروحة في الفق ار المقاربا
فوض الصورة الكلية والشاملة ال يعني تنفيا كامال مكونات اا زمنيااً وقطاعيااً وجغرافيااً ،بال
إ تنفي أي جزء م ما صاغر سيسامح بتجميا بقياة األجازاء وتشابيك ا .وما ثام وكمقتار ،
سيكو م الضروري اعتماد النقاط األتية:
أ اإلطار االستراتيجي التنظيمي:
لموسساة ( )Institutionalizingعمال
ن البد م إطار مرجعي يرتبط بوعل السلطا
كل ااا المش ارفة عل ا عمليااة إعااادة البناااء س اواء القاةمااة وتلااك المسااتنبطة ،ضاام الج ااا
االنتقااال ما المركزيااة إلا الهمركزيااة علا المسااتو الكلاي والمناااطقي ،واعتماااد محاددا
المؤسسااتي ك يكال ،سايمثل للجميا ،أل ها ا التوليا ن ج التشااركية وسياساة فاتح الباا
يضام ممثلااي التنماوي المطلااو بحيا الا ار التنفيا ي لبرنااامج إعاادة البنااء وفااق النماو
الوطنيا ااة وأوس ا ا تمثيا اال نقا ااابي ممك ا ا ،والمكونا ااا واالتحا ااادا القطا ااا العا ااام والخا ااا
للمجتم ا ا بشا اات أطياف ا ااا ،لتغطيا ااة المكا ااو االجتما اااعي والتصا ااالح والتعا ااويض المعنا ااوي
للسوريي كل م.
ب م عن الزجاجة جلى اللرص الجدية :النظاب الوطني لالبتكار:
يعتقد بعض م بالمطلق بو مسولة التمويل ستكو عاةقاً جوهريااً أماام إعاادة البنااء فاي
سااورية ،وساايتهزم لااك م ا قيااد آخاار يتمثاال بعاادم تااوافر األطاار الفنيااة التااي سااتنف ب ارامج
إعااادة البن اااء .ودو التقلياال ما ا ها ا القي ااود الت ااي ق ااد تمثاال "عن ااق الزجاجااة" ،نعتق ااد ب ااو
االنطهق من ا تكم أوالً وأخي اًر بالدور ال ي سيعط القتصاد الفرصة ال هبية التي يج
المعرفااة ،ومجتم ا الااتعلم (،26)learning society and knowledge economy
ولكيفيااة كساار الااروابط بااي النمااو وانحسااار الم اوارد الطبيعيااة ،أي االنتقااال م ا االقتصاااد
26) Joseph E. Stiglitz and Bruce C. Greenwald, Creating a Learning Society: A New
Approach to Growth, Development and Social Progress, Columbia University Press, Feb 2016.
74
مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية -المجلد - 35العدد األول 2019 -
مزياة كون اا غيار مؤهلاة ،ورأس الماال) القديم (دور الريو ،والعمالة الرخيصة التاي ليسا
إل ا ا االقتصا اااد الجديا ااد (كا ااو األصا ااول الم ما ااة فيا ااه ها ااي المعرفا ااة الفنيا ااة ،والمعلوما ااا
تفاوق أهمياة والخادما ،التاي أصابح التقاناة علا نطااق واسا ما المنتجاا وتطبيقا
27
م خاهل رأس المال ،أو المواد األولية) ،يبرز دور النمو االقتصادي الموجه باالبتكار
هجاار اسااتراتيجية اسااتبدال البن ا التحتيااة بمااا كااا قاةم ااً قباال ت ااديم ا ،وعاادم االسااتمرار
إنتا السل والخدما ،وبتبني مقاربة باعتماد مبدأ الكلفة المنخفضة التقليدية في عمليا
منظوماتيااة للتجديااد واالبتكااار وانشاااء بنيااة تحتيااة للبحا ،والتطااوير التقاااني ،ألن ااا ستسا م
في تحريك عجلة النمو االقتصادي والدخول في "حلزو اقتصادي صاعد" ،28تتنام فيه
المتموضااعة اساتراتيجياً فااي مسااار تقاااني مولاد باادور لقاايم مضااافة القايم المضااافة للشااركا
الجدياادة أخاار ،وال ا نشااوء قطااا أعمااال تجدياادي وابتكاااري تطاار م ا خهلااه الشااركا
تنافسااية فااي بيةااة االقتصاااد العااالمي الجديااد الموجااه معرفيااً .فلااو كااا رأس المااال منتجااا
العربيااة الساعودية أو العاراق أكثار ما الشارط األساساي للتنميااة أو إلعاادة اإلعمااار لكانا
دول متقدمااة ( ،)Over-developedم ا ثاام ،ف ناااك فرصااة تنمويااة بالغااة األهميااة لرف ا
الشابا ،إ ا مااا تام إنشاااء علا ساابيل التشاغيل العااام والمساتدام (واعااادة توظيا مساتويا
ج ا رياً فااي آليات ااا اإلداريااة ومناهج ااا ع ا الطريقااة ال ا كر م اركااز للتكااوي الم نااي تختل ا
التقليدية) ،يزداد معه الفرق اإليجابي بي عاةد التنمية وتكلفت ا.
خارطة "ارف اليد" :أماك أارية ،وموارد طبيلية ،والمقيدات:
للتنمياة يمنا اساتثمارها قانونيااً وتنفيا ياً ما إعداد خارطة ارف اليد وصيانت ا بمقيادا
قباال أيااة ج ااة كانا ،فحتا مااا قباال األزمااة وخصوصااً بعاادها ،أصاابح انتشااار العشاواةيا
الس ااكنية والص ااناعية والتجاري ااة ظ اااهرة معيق ااة للتنمي ااة وتس ااتنز رأس الم ااال المج ااالي ف ااي
27
( UNDP, 2008. Post-Conflict Economic Recovery: Enabling Local Ingenuity. Bureau
for Crisis Prevention and Recovery. UNDP, USA.
)28أحمد صالح وزياد أيو عربش" ،اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية :األسس النظرية والمقاربة الوطنياة"،
المؤتمر العلمي األول في االدارة والتمويل واالقتصاد ،الجامعة العربية الدولية 9آ ار .2017
75
اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية :األسس النظرية والمقاربة الوطنية ...زياد عربش – أحمد الصالح
المنطقة المعنية وعل المستو الكلي ،فعل سبيل المثال ال الحصار يلازم اآ ماا يقاار
الساااعة الكاملااة للباادء باإلفااادة الساريعة ما طريااق دمشااق درعااا الاادولي ،نظا اًر الا انتشااار
غير النظامية عل الطرياق ،مقارناة بإعاادة توهيال مخار والتجمعا شت أنوا المعيقا
للوصول إل المد الشامالية .كماا كثير م الج د والمحروقا
دمشق الشمالي ال ي وفر ان
األماك السياحية أو التعميار العشاواةي حتا فاوق األحاواض الماةياة أ المساس بحرما
يعن ا ا الوصا ااول إل ا ا نقطا ااة الهعا ااودة .29م ا ا ه ا ا ا المنطلا ااق فا ااإ الخارطا ااة االسا ااتثمارية
للتنمياة أي منااطق ال التنظيمية البد أ تتضم "خارطة ارف الياد" بمقيادا والمخططا
يمك استثمارها ألن ا مناطق محاددة قانونيااً كحرماا ،وممناو اساتنزاف ا باوي شاكل كاا ،
ومناطق حصرية لتشييد الصناعا ،وأخر سكنية حص اًر ،وهك ا.
د منظومة االستامار واإلطار القانوني :تنمية مستدامة وتكللة مستدامة:
هاةلااة إلعااادة اإلعمااار وقيم ااا التقديريااة تخض ا اآ سااتحتا سااورية إل ا اسااتثما ار
عاادة ،لك ا صااياغة البيةااة القانونيااة المفصاالة ولكاماال مناااحي إعااادة اإلعمااار لمضاااربا
يعنااي أ أي مسااتثمر ساايجد المنفعااة عل ا ساابيل المثااال بتشااييد الط اريقي الاادوليي شاامال
جنو (شرق الطرياق الحاالي دمشاق-حلا ) وشارق غار ،أو الطارق عاابرة المحافظاا ،
أو تنفي ا عقااد إنشاااء مدينااة صااناعية أو محطااة توليااد للطاقااة .وأهاام نقطااة هنااا هااي كيفيااة
الصااياغة القانونيااة لعقااود التشاااركية أيااً كااا شااكل ا ،وكيفيااة تنفيا ها بكاال شاافافية ومساااءلة
األمث ا ا اال للما ا ا اوارد واالس ا ا ااتثما ار ،أي أ تص ا ا اابح ها ا ا ا مؤسس ا ا اااتية ،لبل ا ا ااو التخص ا ا ااي
لاايس فقااط معااز اًز لزيااادة القاايم المضااافة فااي المجااال المعنااي ،أو أيض اان فااي االسااتثما ار
االقتصاااد الكلااي باال ايضااً محركااً لمصااادر نمااو جدياادة وبشااكل متصاااعد ،ولتكااو التنميااة
مستدامة ال أ تتحول إل كلفة.30
المساتقبلية حتا العااام ،"2025سلساالة )29جاور صااوم ومعا داود" ،واقا إدارة الماوارد الماةيااة فاي سااورية والتنباؤا
أوراق سورية ،2025مشرو سورية .2025
التنموي" المشرو سابقاً. )30أي ليس فقط درء أي استثمار عقيم أو غير مجدي بل تجن حدو المزيد م "الفاقد أو النزي
76
مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية -المجلد - 35العدد األول 2019 -
)31زياد أياو عاربش" ،مكاناة ساورية فاي فضااء البحاور الخماس وارتباطات اا بمحااور التخطايط اإلقليماي" ،تقريار خلفاي
معد لصياغة الفصل األول م اإلطار الوطني للتخطيط اإلقليمي ،هيةة التخطايط اإلقليماي أيلاول .2010أيضااً ارجا
مش اارو س ااورية ،2025التقري اار ال ااوطني االستشا ارافي االول :س ااورية ،2025القس اام المج ااالي والس ااكاني األول ،القس اام
170-168و .299 الثاني،
77
اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية :األسس النظرية والمقاربة الوطنية ...زياد عربش – أحمد الصالح
)32خضااور رسااه وأيااو ع اربش زياااد” ،إعااادة البناااء م ا منظااور التنميااة االقليميااة “ ،ورقااة عماال مقدمااة فااي المااؤتمر
األول ع إعادة البناء والتنمية في سورية ،جامعة دمشق-كلية االقتصاد ،أ ار .2014
)33زياد أيو عربش ،دور التنو االقتصادي في صياغة النمو التنموي السوري :الرؤية الوطنية والمحاددا " ،نادوة
الثهثاء االقتصادية جمعية العلوم االقتصادية السورية ،دمشق 11نيسا .2017
78
مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية -المجلد - 35العدد األول 2019 -
79
اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية :األسس النظرية والمقاربة الوطنية ...زياد عربش – أحمد الصالح
-اختيااار موق ا المناااطق بمااا يحقااق إمكانيااة التوس ا المسااتقبلي دو الحاجااة إل ا إنشاااء
بنية تحتية جديدة.
المرتبط ا ااة بإنتا ااا م ارح ا اال متقدم ا ااة م ا ا النش ا اااط -زيا ااادة الحصا ااة النس ا اابية للصا ااناعا
الصناعي وزيادة القيم المضافة.
-تحقيق االنتشار المتواز للمناطق الصناعية بما يتوافق م مناطق التركز السكاني.
اإلنتا الصناعي. -دعم رأس المال الصغير والمتوسط في الولو إل نشاطا
النش ا اااطا الس ا ااتقطا التحفي ا ااز (بم ا ااا في ا ااا المالي ا ااة) والتسا ا ا يه -وض ا ا سياس ا ااا
الصناعية بما يتوافق م مبدأ تحفيز التنمية المستدامة والمتوازنة.
-تااوفير الشااروط المهةمااة لتنفي ا هاا المناااطق بفعاليااة زمنيااة ،وضاام قاادرة التموياال
ولألجاال 2025عل ا األقاال م ا إمكانيااة لحااظ مواق ا إضااافية تنف ا قباال بااروز الطل ا
الفعلي ال ي سينمو عند تقدم صيرورة إعادة االعمار الكلية.
االستنتاجات:
العالميااة ومفاعياال إ بيةااة عماال االقتصاااد السااوري لاايس فقااط تغياار م ا التطااو ار
األزمة الداخلية لك أيضاً أل ه البيةاة بحاد ات اا تحتاا الا أ تكاو ساباقة ،وليسا
الحقاة لتاوطير ممارساة النشااط االقتصاادي ،وتعزيااز سابل المواج اة والن اوض علا أسااس
لتغيي ار مقتاار برنااامج إعااادة البناااء أهميتااه ،فقااد حااا الوق ا مسااتدامة .م ا هنااا يكتس ا
والتشابيك إيجاابي وفاعال ،يتجساد بالتكاات السلبي والمنفعل تجا األزماة ،بموقا الموق
والما اؤازرة ب ااي ق ااو المجتما ا كل ااا .دو التقلي اال ما ا األهمي ااة البالغ ااة والناجح ااة المتبع ااة
كاستراتيجية مواج ة ،فاإ اإلطاار الفكاري لبرناامج إعاادة البنااء ومحااور الن اوض يفتارض
أ يكو مستنبطاً م الرؤية الوطنية الكلياة ل وياة االقتصااد الساوري خاصاة فاي المرحلاة
الكلياة والفرعياة ،وبالتوليفاة القادماة ما البنااء ضام المروناة ،والتادر فاي تحقياق الغاياا
القطاعيااة والزمنيااة والجغرافيااة وبوبعادهااا االقتصااادية واالجتماعيااة والبيةيااة .كا لك البااد ما
الوطنيااة العليااا لرساام مسااتقبل مسااتقر حوكمااة النشاااط االقتصااادي وتنميتااه ضاام الثواب ا
80
مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية -المجلد - 35العدد األول 2019 -
جديادة ضام المطلوبة تفرض التفكير بطريقاة وباودوا عل األقل والسيما وأ السياسا
إطاار عقااد اجتماااعي متطااور ومسااتدام وللسااوريي كل اام قباال أ يرساام اآخاارو مشاااهد ال
مااض تحقق مصالح الجيل القادم ال ي عاش أو ور أزمة نرجاو أ تكاو ما معطياا
أس م السوريو كل م بتجاوز تصالحياً وتوافقياً وبعدالة للجمي .
التوصيات:
إعااادة مف ااوم الدولااة القوي ااة ،وتقويااة العهق ااة بااي الدول ااة والمجتماا واع ااادة الثقااة ف ااي
ضم المجتم لينص ر الجمي في مجتم متصالح إراديااً الحكومة واعادة بناء العهقا
منسااجماً ما تطلعاتااه .والتركيااز علا حكومااة مركزيااة فاعلااة فااي اإلطااار الشااامل المتناااغم
الماوارد بفعالياة وكفاااءة فاي أداء األساواق ما األطار الهمركزيااة ،سيضام آلياة تخصااي
الوقو في أفخاخ التنمية. ومن االحتكا ار ،ويجن
وطرة اق المعالجااة ضاام
ا الواق ا ال اراه ، اعتماااد مقاربااة خهقااة انطهق ااً م ا تشااخي
الواجبااة فااي البيةااة الناظمااة تسااتدعي تجاااوز المقاربااا الوطنيااة ،فااإ السياسااا الثواب ا
ترتكااز الرؤيااة عل ا محاااور الن ااوض المتداولااة م ا قباال "ب ارامج إعااادة اإلعمااار" ،بحي ا
االقتصااادي واالجتماااعي التااي تنتفااي مع ااا عواماال إعااادة إنتااا األزمااة ،وتضاام تحااول
النمو إل تنمية متوازنة جغرافياً ،وتحقق عدالة التوزي بي األجيال.
متعاددة فااي آ واحااد اعتمااد مقاربااة إلعاادة البناااء توخا بالحساابا ادماا اسااتراتيجيا
جميع ااا فااي سااياق ا المحلااي ما ضاارورة تبنااي األغاراض ،وأ تنفا االسااتراتيجيا بحسا
اآخاار مثلثااي االسااتدامة أي م ا الزاويااة الجغرافيااة القطاعيااة الزمانيااة بااالتهزم م ا المثل ا
بوبعاد االقتصادية االجتماعية البيةية.
الت ااي للمؤسس ااا والتفض اايه ف ااي الحا اوافز والف اار إع ااادة البنا ااء تع ااديه تتطلا ا
الكلي ااة والسياس ااا س ااتقوم بإع ااادة البن اااء ،ورغ اام األهمي ااة البالغ ااة للتناس ااق ب ااي السياس ااا
المعالجة لك قد ال يتحقق معيار الكفاءة دوماً.
ُ الملفا بحس الفرعية والتدخه
81
اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية :األسس النظرية والمقاربة الوطنية ...زياد عربش – أحمد الصالح
المؤسساااتي للجمياا ،ك ااو هاا ا التولياا اعتماااد ن ااج التش اااركية وسياسااة فااتح البااا
التنماوي المطلاو بحيا ك يكل سيمثل ال ار التنفي ي لبرنامج إعادة البناء وفق النماو
وأوس ا تمثياال نقااابي ممك ا ،والمكونااا واالتحااادا يضاام ممثلااي القطااا العااام والخااا
الوطنية للمجتم بشت أطياف ا ،لتشمل المكو االجتماعي والتصاالح والتعاويض المعناوي
للسوريي كل م.
االنطااهق من ااا فااي الاادور ال ا ي ساايعط القتصاااد تكما الفرصااة ال هبيااة التااي يجا
المعرف ااة ومجتما ا ال ااتعلم لهنتق ااال ما ا االقتص اااد الريع ااي الق ااديم إلا ا االقتص اااد المعرف ااي
لااك م ا خااهل تبنااي مقاربااة منظوماتي اة للتجديااد واالبتكااار ،وانشاااء بنيااة الجديااد ،ويكااو
والتطااوير التقاااني يسا م فااي تحريااك عجلااة النمااو بشااكل صاااعد تتنااام فيااه تحتيااة للبحا
المتموضااعة فااي المسااار التقاااني ،مم اا يااؤدي إل ا نشااوء قطااا القاايم المضااافة للشااركا
أعمال ابتكاري منافس في بيةة االقتصاد العالمي الجديد الموجه معرفياً.
تعظا ا اايم منافع ا ا ااا الطاقويا ا ااة إ دور سا ا ااورية المحتما ا اال كبلا ا ااد عبا ا ااور للطاقا ا ااة يتطل ا ا ا
واالقتصاادية والسياسااة تبعااً لمصااالح ا القومياة و لااك ما خااهل تطاوير خطااوط األنابيا ،
جديادة ومعامال تساييل ومعالجاة .بماا يضام بالمحصالة ومرافو التصدير ،واقامة مصا
أمنان طاقويان وتعزيز المكانة االستراتيجية لسورية فضهن ع عواةد العبور.
اعتم اااد الط اارق البري ااة الش اامالي -الجن ااوبي والشا ارقي -الغرب ااي كمح اااور للتنمي ااة المتوازن ااة،
وانشاء مد جديدة طرفية-مركزية تكاو مولادة للنماو ،وناشارة للتنمياة مماا يفاك االختناقاا عا
العمااق السااوري ش ارقاً .واقامااة الحي ا از الصااناعية الجدياادة ،واعتماااد المااد الحاليااة ويساات د
مقاربة المنااطق المخصصاة للصاناعا الصاغيرة والمتوساطة ،والمنااطق الحرفياة ،و لاك لت يةاة
بيةااة التشااغيل والنشاااط الصااناعي فااي مناااطق جدياادة مرتبطااة بالمحاااور الطرقيااة والمااد الجدياادة
مولدة للنمو. كمراكز استقطا
انطهق ااً م ا موق ا سااورية الجيوسياسااي البااد م ا تحديااد محاااور العماال اإلقليمااي فااي
عدة ليس أقل ا الطاقة والنقال والتجاارة اإلقليمياة والساياحة ،ما العلام باو مطاام قطاعا
82
مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية -المجلد - 35العدد األول 2019 -
توكيااد علا أ تحقيااق نجاحااا القاو العظما واإلقليمياة ال تعااد وال تحصا ولا لك يجا
تكااامهن وتشاابيكان وتنساايقان م ا دول المنطقااة السااتغهل م اوارد ه ا المنطقااة تنمويااة تتطل ا
وامكانيات ا لصالح شعو المنطقة ولخدمت ا.
إ الخارطااة االسااتثمارية والمخططااا التنظيميااة البااد أ تتضاام "خارطااة ارف ا اليااد"
بمقيدا للتنمية أي مناطق ال يمك استثمارها ألن ا مناطق ُمقيدة قانونيااً كحرماا ممناو
اسااتنزاف ا بااوي شااكل كااا ،ومناااطق حص ارية لتشااييد الصااناعا ،وأخاار سااكنية حص ا اًر،
وهك ا.
83
اإلطار االستراتيجي إلعادة البناء في سورية :األسس النظرية والمقاربة الوطنية ...زياد عربش – أحمد الصالح
المراج :Referances
-1القش محمد أكارم .)2025( ،الواقا الساكاني فاي ساورية وآفااق تطاور ،مكتباة ساورية
،2025مشرو سورية.
-2أيااو ع اربش زياااد" ،مكانااة سااورية فااي فضاااء البحااور الخمااس وارتباطات ااا بمحاااور
التخطاايط اإلقليمااي" ،تقرياار معااد لصااياغة اإلطااار الااوطني للتخطاايط اإلقليمااي ،هيةااة
التخطيط اإلقليمي أيلول .2010
التنمااوي السااوري: -3أيااو ع اربش زياااد" ،دور التنااو االقتصااادي فااي صااياغة النمااو
الرؤي ااة الوطني ااة والمح ااددا " ،ن اادوة الثهث اااء االقتص ااادية جمعي ااة العل ااوم االقتص ااادية
السورية ،دمشق 11نيسا .2017
-4خضااور رسااه وأيااو ع اربش زياااد” ،إعااادة البناااء م ا منظااور التنميااة االقليميااة “،
ورقاة عماال مقدمااة فااي الماؤتمر األول حااول إعااادة البناااء والتنمياة فااي سااورية ،جامعااة
دمشق-كلية االقتصاد ،أ ار .2014
-5صااالح أحمااد وأيااو ع اربش زياااد" ،اإلطااار االسااتراتيجي إلعااادة البناااء فااي سااورية:
األسا ااس النظريا ااة والمقاربا ااة الوطنيا ااة" ،الما ااؤتمر العلما ااي األول فا ااي االدارة والتمويا اال
غير منشور للمؤلفي ). واالقتصاد ،الجامعة العربية الدولية 9آ ار ( 2017بحي
المساتقبلية -6صوم جور وداود مع " ،واق إدارة الموارد الماةية في ساورية والتنباؤا
حت العام ،"2025سلسلة أوراق سورية ،مشرو سورية .2025
-7مشا اارو س ا ااورية ،2025التقري ا اار الا ااوطني االستشا ا ارافي االول :س ا ااورية ،2025
.299 170-168و
8- Acemoglu Daron, Robinson, James A., Why Nations Fail: The
Origins of Power, Prosperity and Poverty, Random House - New
York Feb 2013.
9- Anand P.B., Addressing infrastructure needs, in "post-conflict
reconstruction: An introduction to alternative planning approaches,
Routledge, London, 2012.
10- Banovac, B., katunarić V., Mrakovčić M., “From war to
tolerance? bottom-up and top-down approaches to (re)building
84
2019 - العدد األول- 35 المجلد- مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية